Professional Documents
Culture Documents
الشباب والجسد
الشباب والجسد
فئة :مقاالت
مجال التداول العام بين مختلف الشرائح االجتماعية ،إذ يظل الجسد بكل تعبيراته تلك الشرارة التي أسالت
الكثير من المداد هنا وهناك بين الباحثين والدارسين ،وأيضا بين عموم األفراد؛ فالجسد باعتباره قضية سجالية
.تجعل من كل الحقول المعرفية معنية بها ومساهمة بشكل أو بآخر في النقاش الدائر حوله
وعلى الرغم من أن اهتمام السوسيولوجيا بالجسSSد جSSاء متSSأخرا بعض الشيء ،إال أنSSه كSSان حاسSSما في بلSSورة
توجهات جديدة بعدة منهجية متنوعة في مقاربة موضوع في غاية التعقيSSد .من هنSSا تركSSز هSSذه المسSSاهمة على
محاولة توصيف العالقة الملتبسة في كثير من األحيان بين الشباب وجسSده ضSمن سSياق اجتمSاعي صSار فيSه
الجسد جزءا من الرأسمال االجتماعي والرمزي لألفراد ،سواء تعلق األمر بالبيت "مؤسسة الزواج" أو العمSSل
أو الشارع ...تبعSSا لثنائيSSة الخضSSوع والتمSSرد الSSتي ترتبSSط من جهSSة بمتطلبSSات وإكراهSSات الحداثSSة وظSSواهر
التحضر ،ومن جهة أخرى بتمثالت الثقافSة االجتماعيSة ،ومSا تفرضSه من قيSود وإكراهSات تجعSل من الرغبSة
إن ما تراكم من إنتاج معرفي في موضوع الجسد من العصر اليوناني إلى يومنا هذا كثير جSدا لدرجSة يصSعب
معه القيام بجرد شامل لهذا الSزخم المعSرفي بSالنظر إلى شسSاعة وامتSداد الحقSول المعرفيSة الSتي تنSاولت هSذا
الموضوع ،السيما في المجاالت ذات الصلة باألدب والفلسSفة ،لكن في المقابSل يبSدو أن مSا كتب سوسSيولوجيا
هو جد قليل؛ أي أن االهتمام السوسيولوجي بالجسد جاء متأخرا بعض الشيء بالمقارنة مSSع الميSSادين المعرفيSSة
.األخرى
كما أن الجسد كموضوع سوسيولوجي جديد ،لم ينل االهتمام الكافي في الدراسات العربيSSة على وجSSه التحديSSد،
من جSSراء بعض المخSSاوف الSSتي نلمسSSها لSSدى البSSاحثين ،والSSتي ارتبطت في غSSالب األحيSSان بمSSبررات دينيSSة
وأخالقية ،شكلت في الواقع عائقا أمام التناول العلمي والجاد لهذا الموضوع ،ممSSا تSSرك مفهSSوم الجسSSد ضSSحية
رؤى دونية لم ترتق إلى اعتباره مفهوما مركزيا وأساسيا في فهم عالقة اإلنسان بذاته وباآلخر ،لما يشكله هSSذا
.الجسد من وسيط حيوي في مختلف التفاعالت اليومية التي تنخرط فيها الذات
لم يعد الجسد حكرا على البيولوجيا لوحدها ،بSSل هSو بنSSاء اجتمSSاعي وثقSSافي تتجلى فيSSه شSتى مظSاهر التفاعSSل
اإلنساني
إن هذه الورقة ما هي إال محاولة ضمن سSSياق اجتمSSاعي وثقSSافي جديSSد تمامSSا يحSSاول طSSرح سSSؤال الجسSSد في
المجتمع المغربي والعربي عموما في إطSSار مرحلSSة جديSSدة من التعSSاطي العلمي مSSع هSSذا المفهSSوم .فSSالقراءات
والمقاربات التي وظفها عدد من الباحثين في ميادين وحقول معرفية مختلفة أسهمت بال شك في إرساء اللبنSSات
األولى لالشتغال على الجسد كموضوع سوسيولوجي بامتياز ،إذ إن مساهمة البحث السوسSSيولوجي في دراسSSة
قضايا الجسد شكلت منعطفا مهما في البحث العلمي بشكل عام ،وسلطت الضوء على قضSSايا لم تكن مطروحSSة
من قبل .وهذا ما جعلنا نعاود طرح سؤال عالقة الشباب بجسده من منظور ثقافي وصSSيرورة اجتماعيSSة تتمSSيز
تارة بالخضوع وتارة بالتمرد ،محاولين ربط هذه الثنائية ببعض العناصر التي قد تشكل محاولSSة أوليSSة لتفسSSير
لكن قبال ،ما هو المدخل لمعالجة قضايا الجسد ،ولماذا أصبح هذا الجسد مجاال رئيسيا ألنشطة المجتمعSSات في
الوقت الراهن؟
لقد مر مفهوم الجسد من مرحلة طويلة من التفكير والتأمSSل الفلسSSفي منSSذ العصSSر اليونSSاني إلى يومنSSا هSSذا ،من
موضوع "يبدو تافها وفارغا بالنسبة للبعض إلى وسيلة النبثاق الوعي لSدى الفSرد ،سSواء كSان واعيSا بذاتSه أو
العالم الخارجي...وهكذا ،سيصبح الجسد تدريجيا أهم من الجانب البSSاطني لإلنسSSان ،فهSSو سSSبيل تحديSSد الهويSSة
والذاتية وبالتالي قيمة الفرد"[ .]2لقد اعتبر فالسفة اليونان أن الجسد "متعفن" وأن الروح طاهرة ،بل إنهSSا هي
.من تحفظ للجسد طهارته لكنه حالما يتعفن فهي تغادره بالموت إلى نبعها الطاهر
في الوقت الذي دافع فيه ديكارت عن وحدة الجسد والفكر التي بموجبهSSا تتحSSدد جSSواهر األشSSياء ،إذ إن الجسSSد
لوحده يبقى عاجزا عن المعرفة ،وهكذا منح ديكارت من خالل كتابSSه :تSSأمالت ميتافيزيقيSSة ،عن أسSSبقية الفكSSر
.المتسم بالحرية واإلرادية والذي يتحكم في الجسد[]3
ومع اسبينوزا بالتحديد سيفتح الباب على مصراعيه للتفكير الفلسفي في الجسد بمعزل عن ثنائية الروح والعقSSل
التي ظلت سائدة منذ الفكر اليوناني ،إذ "يعود نسSSيان الجسSSد في الفكSSر اإلنسSSاني حسSSب اسSSبينوزا إلى النزعSSة
العقالنية أو المثالية التي كانت تهتم بالفكر والروح وتحتقر الجسد والغرائز"[]4؛ فالجسد إذن وفق هSSذه الرؤيSSا
ليس مجرد أداة خاضعة للفكر ،بل هذا األخير هSSو أداة الجسSSد ،ومن ثم وجب التميSSيز حسSSب اسSSبينوزا بين مSSا
.يستطيع الجسد فعله وما ال يستطيع فعله طبقا لقوانين الطبيعة التي تخضع للضرورة
وهكذا ،تمت إعادة االعتبار للجسد بالتدريج بتجاوز كل الطابوهات الSتي الزمت تاريخيSSا أشSكال التفكSSير الSتي
كانت سائدة حول الجسد ،وصوال إلى المرحلة التي أعلن فيها نتشه" :إنني بكاملي جسد ال غير ،وما الروح إال
كلمة أطلقت لتعيين جزء من هذا الجسد]5[".
بهذا المعنى ،تناولت الفلسفة المعاصرة الجسد مستندة بشكل كبير على هذا التراث الفلسSSفي الSSتي أثSSرى الكثSSير
من الحقSSول المعرفيSSة منهSSا السوسSSيولوجيا باألسSSاس ،الSSتي لم تجSSد في بSSدايات البحث في هSSذا الموضSSوع إال
اإلسهامات الفكرية التي تركها لنا هSؤالء الفالسSفة ،وبالتSالي كSان المSدخل الطSبيعي لSدى السوسSيولوجيين في
تناول الجسد مدخال فلسفيا خاض بدوره في النقاش الفلسفي الدائر ،لكن بمحاوالت وفق أسلوب مغاير واعتمSSاد
.مقاربة منهجية مالئمة لسبر أغوار هذا الجسد كظاهرة اجتماعية متميزة
إن تأثير الفلسفة بدا واضحًا في األعمال األولى التي تناولت موضوع الجسد ،خاصSSة لSSدى بعض البSSاحثين من
أمثال :مارسيل موس ،ومشيل فوكو ،وهربرت ماركيز؛ بمعنى آخر أن المدخل السوسيولوجي لم يتبلور بشكل
واضح إال في مرحلة السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضSي بSدءا بأعمSال كSل من نSوبرت إليSاس ،جSون
بودريار و بيير بورديو ...مما فتح البSSاب على مصSSراعيه لظهSSور فSSرع جديSSد في السوسSSيولوجيا يهتم بقضSSايا
الجسد على يد األمريكي جونثSانتورنر والفرنسSي دافيSد لوبروتSون ،هSذا األخSير الSذي اعتSبر "أن التفكSير في
الجسد هو طريقة معينة للتفكير في العالم والعالقات االجتماعية ،فأي خلل يدخل على صSورة الجسSد هSو خلSل
.في تناغم العالم"[]6
وتعكس هذه النظرة طفرة حقيقSSة في التعامSSل مSSع موضSSوع الجسSSد الSSذي كSSان غائبSSا تمامSSا في السوسSSيولوجيا
الكالسيكية؛ بمعنى أن هذا التخصص المعرفي نادرا ما ركز بطريقة ثابتة على الجسSSد بوصSSفه مجSSاال مسSSتقال
للبحث ،إذ انشغل على الSSدوام ببSSنى ووظSSائف المجتمعSSات وطبيعSSة الفعSSل البشري .وجSSاء تنSSاول بعض
السوسيولوجين األوائل للجسد ضمنيا ،كما نزع البعض إلى التركيز على جSSوانب منتقSSاة من الجسSSدية البشرية
وعلى قضايا بعينها من قبيل اللغة والوعي دون مالحظة أن هاتين القدرتين هي قSSدرات جسSSدية .فكمSSا أوضSSح
أن القدرات المتعلقة باللغة والوعي متضمنة في الجسد ،وتشكل جSزءا منSSه ومرتبطSة تمSSام Norbert Elias
.االرتباط به .فأجسادنا هي التي تمكننا من الفعل والتدخل في تيار الحياة اليومية وتغييره[]7
فالجسSSد إذن ،في القSSرن العشرين ومن خالل أبحSSاث هSSؤالء السوسSSيولوجيين ،هSSو مSSرآة للحيSSاة االجتماعيSSة
وسلوكيات األفراد وتفاعالتهم وانعكاس للثقافة االجتماعية؛ بمعنى لم يعد هناك شSيء طSبيعي في الجسSد ،ذلSك
أن الممارسات الجسدية تتنوع بتنوع الثقافات ،وهكذا لم يعد الجسد حكرا على البيولوجيا لوحدها ،بل هSSو بنSSاء
على أن مجموعSSة من Norbert Eliasاجتماعي وثقافي تتجلى فيه شتى مظاهر التفاعل اإلنساني ،إذ برهن
السلوكيات التي قد تبدو طبيعية للغاية ،إال أنها ثقافيSة واجتماعيSة باألسSاس ،من خالل تجلياتهSا كقواعSد معينSة
تتحكم في هSSذا الجسSSد ،وتجعلSSه يمSSارس نوعSSا من الرقابSSة الذاتيSSة من خالل اللبSSاس وتعلم أسSSاليب التصSSرف
.والتحرك والتعامل بالجسد وعبر هذا الجسد[]8
أن هيئة الجسد تترجم وتعبر عن هابيتس كل Habitusفيشير من خالل مفهومه المركزي Bourdieu ،أما
فرد؛ بمعنى أن التاجر والفالح والموظSSف ...ليس لهم نفس الهيئSSة الجسSSدية" ،فخطاطSSة الجسSSد مSSزودة بنظSSرة
مكتملة إلى العالم االجتماعي ،وبفلسفة مكتملة للشخص والجسد الخاص]9[".
هكذا إذن تطور تدريجيا االهتمام بالجسد ،ليصبح فرعا سوسيولوجيا قائم الSذات ،ولعSل هSذا مSا يفسSر إلى حSد
بعيد رواج موضوعات الجسد بشكل متصاعد في السوسيولوجيا ،خاصة إزاء التحوالت التي طرأت على بنيSSة
األنظمة االجتماعية الرأسمالية المتقدمة التي بوأت الجسد مكانة خاصة في النظام االستهالكي أمSSام تقSSدم السSSن
ومعدل األعمار لدى سكان الغرب ،ونسوية "الموجة الثانية" ،وبالتالي انعكس كل ذلك على النظرة إلى الجسSSد
إن المتأمSSل في حجم االسSSتثمارات الموجSSة إلى االهتمSSام بالجسSSد من كSSل النSSواحي ال يسSSعه إال أن يSSدرك هSSذا
أصبح المجSSال الSSرئيس للنشاط Turnerاالرتباط القوي لالقتصاد المعاصر بالجسد وحاجياته .فالجسد حسب
االقتصادي واالجتماعي والسياسي أيضا[ ،]10مما أخضع هذا الجسد لمتطلبات المجتمSSع االسSSتهالكي ،بمعSSنى
آخر انتصار النموذج الرأسمالي في التسويق للجسد بطريقتSSه وأسSSلوبه ضSSدا على دعSSوات عSSدد من المفكSSرين
مثال وجه انتقادا كبيرا للحضارة في بنيتها الحالية ،والتي Herbert Marcuseالذين نادوا بتحرير الجسد ،ف
قضSية بنيويSة في صSلب الحضSارة Marcuseتدفع باإلنسان إلى نوع من االغتراب ،فSاالغتراب من منظSور
الحالية ومن تركبيتها الحتمية ،ومن هنا نجده يصف هذه الحضارة ،وكيف أنها قضSSت على الليبيSSدو" :إن زمن
العمل الذي يمثل الجزء األكبر من حياة األفراد هو زمن مرهق ،إذ إن العمل االنسالبي معنSاه غيSاب االرتSواء
ونفي مبدأ اللذة"[ .]11هنSا يكSون اإلنسSان في أوج اغترابSه ،حيث إنSه يمSارس أعمSاال ال تنسSجم مSع تطلعاتSه
.الجسدية
إن المجتمع الصناعي الحالي هو مجتمع السيطرة الكلية ،فهو يملك القدرة على امتصاص كل طاقة رفض لدى
أفراده ،وقادر على تعبئة كل طاقاتهم الجسدية لحمايته ،فالحاجات التي يوفرها مجتمSSع التكنولوجيSSا المعاصSSرة
هب حاجSSات وهميSSة تسSSاهم في مزيSSد من اغSSتراب اإلنسSSان ذي البعSSد الواحSSد ،ومزيSSد من Marcuseحسب
.استمرارية هذا النظام المجتمعي الذي يدرب أفراده تدريجيا على االستغناء على الحرية بوهم الحرية
كما أشSار البSSاحث في ذات السSياق من خالل مناقشته لقضSSية التحSرر الجنسSي في كتابSSه" :اإلنسSان ذو البعSSد
الواحد" إلى ضرورة تخليص الغرائز الجنسية من التحرر الزائSSف الSSذي تمارسSSه الرأسSSمالية ،الSSتي أخضSSعت
إلى Marcuseالغرائز الجنسية لقيم السوق وجعلها سSلعة في نمSSط االسSتهالك الرأسSمالي ،األمSSر الSذي دفSSع
.انتقاد إبراز المفاتن الجنسية للجسد في عالم الشغل وفي عالقات العمل لتنافيه مع القيم المؤطرة للشغل[]12
ما ذهب إليه في كتابه" :مجتمع االستهالك"[ ]13إلى أن Jean Baudrillardوهكذا إذن ،يمكن أن نتقاسم مع
الجسد أصبح األسطورة الموجهة ألخالق االستهالك ،بل إنSه أجمSل مواضSيع اسSتهالكنا في الSوقت الحاضSر،
فبعSSد عSSدة قSSرون من "العفSSة" أصSSبح رأسSSماال يتم االسSSتثمار فيSSه بقSSوة ،وأصSSبح موضSSوع نرجسSSية وحظSSوة
اجتماعية بامتياز ،ذلك أن مجتمع االستهالك بات يفرض على األفراد االعتنSاء بجسSدهم من خالل العمSل على
اجتناب ومحاربة كل ما يعيق حركته الخارجية والداخليSSة؛ أي الماديSSة والمعنويSSة ،والعمSSل أيضSSا على تقويمSSه
.ومعالجته
نرجسSSية جديSSدة ترتبSSط بالجسSSد ،يمكن تجسSSيدها بتقنيSSة أو بأشSSياء بعينهSSا أو BaudrillardإنهSSا إذن حسSSب
بحركات أو عالمات معينة ،إذ تحرص هSSذه النرجسSSية على التالعب بالجسSSد كقيمSSة .إنهSSا اقتصSSاد واسSSتهالك
موجه للجسد ،يتأسس على مخطط للتفكيك الجنسي والرمزي ،وعملية هدم وإعSSادة بنSSاء موجSSه لالسSSتثمارات،
اهتمام المجتمع االستهالكي بالجسد يتجلى باألساس في ثالثة مجاالت حيوية :الصحة ،الجمال ،والجنسانية
فالجسد من هذا المنظور هو إعادة استثمار نرجسي يتم تمثله وفق مبدإ معياري قائم على إنتاجية متعية ،وُي دار
باعتباره ميراثا ،ويتم التالعب به كدال على النظام االجتماعي؛ إال أن األمر يتعلق بصيرورة تقديس جسSSد ذي
بعد وظيفي بحت؛ أي جسد يجد أهميته وحضوره في احتفاء المجتمع االستهالكي به .أما الخصائص المحورية
لهذا النوع من األجساد ،فتتمثل في الجمالية اإليروسية والشبقية ،باعتبارهما تؤّسسان األخالق الجديSSدة للعالقSSة
.بالجسد ،وتتجليان في قطبين رئيسين :ذكوري (الصالبة والقوام المنحوت) ،وأنثوي (األناقة واإلغراء)[]14
مما سبق ينغي التأكيSSد على اهتمSSام المجتمSSع االسSتهالكي بالجسSد يتجلى باألسSاس في ثالثSSة مجSاالت حيويSSة:
وهSSذا بالضSSبط مSSا ضSSاعف حجم la sexualité ،والجنسSSانية La beauté،الجمال La santé،الصحة
االستثمارات في هذه المجاالت ،حتى أصبح الجسد مشروعا قابال إلعادة البنSSاء وفSSق تصSSميمات صSSاحبه ومSSا
يراه من تحسينات ضرورية لترويض هذا الجسد والحفاظ على مظهر مناسب ،فالجسد بوصفه موردا شخصSSيا
ورمزا اجتماعيا يبعث برسائل عن هوية الشخص الذاتية ،في هSSذا السSSياق ،يصSSبح هSSذا األخSSير كينونSSة طيعSSة
.يمكن تشكيلها وشحذها عبر ما يبدي صاحبه من حرص وما يبذل من جهود
إن نظSSام الحميSSة للحفSSاظ على الرشSSاقة وتجنب بعض األمSSراض ،وممارسSSة الرياضSSة ،والجراحSSة التجميليSSة،
واألدوية المساعدة على قوام أفضل ...كلها منتجات جديSSدة تكSSرس مفهومSSا مغSSايرا للجسSSد لم يكن حاضSSرا من
قبل ،كما أنها في ذات الوقت وسائل /سلع ابتكرها المجتمع االسSتهالكي من أجSل جعSل أجسSاد األفSراد جSديرة
بـ"عرض الذات"[ ]15في إطار مشروع هوية جسدية جديدة تجعل اإلنسSSان Goffmanبالثقة ضمن ما سماه
قادر ا على التفاعSSل اإليجSSابي مSSع اآلخSSرين بنSSاء على الصSSورة اإليجابيSSة الSSتي يحملهSSا عن جسSSده" ،ذلSSك أن
مظاهرنا الخارجية ال تؤثر فقط في سلوك اآلخرين تجاهنا ،بل إنها تؤثر فينا نحن أيضا ،إلى درجSSة أن رضSSى
.األفراد عن أنفسهم يرتبط ارتباطا يكاد يكون آليا بالصورة التي يحملونها عن أجسادهم"[]16
وهكSSذا أصSSبح الفSSرد في المجتمSSع االسSSتهالكي أكSSثر تمركSSزا حSSول متطلبSSات جسSSده أمSSام سSSطوة المنتجSSات
االستهالكية ،كما أن التمثل االجتماعي قد عرف تحوال كبيرا ،ذلك أن ميالد المخيال االجتماعي الجديSد للجسSد
قد أدى إلى ظهور نرجسية أكSثر في المجتمعSات الحاليSة تؤشSر على نمSو مضSطرد للفردانيSة على حSد تعبSير
سنركز في الجزء الثاني من هذه المقالة على توصSSيف عالقSSة اإلنسSSان والشباب تحديSSدا بجسSSده ضSSمن ثنائيSSة
الخضوع والتمرد كمدخل أساسي لفهم الكثير من التمظهرات االجتماعية لسلوكيات األفراد ،باعتبار أن العبور
ليس مجSSرد كيSSان Foucaultمن الطبيعة إلى الثقافة هو عبور يتم بالجسد وعبره ومن أجلSSه ،فالجسSSد بتعبSSير
طبيعي ،وإنما هو كيان ينتج اجتماعا من خالل نظم المعرفة والسلطة ،حيث يصبح جسدا لينا طيعا تحت تSSأثير
إنها عملية طويلة تتم عبر آلية التنشئة االجتماعية األوليSSة داخSSل األسSSرة تحديSSدا كSSأول سSSيرورة اجتماعيSSة في
البناء الهوياتي للفرد ضمن ثقافة اجتماعيSSة معينSSة لهSSا منظورهSSا الخSSاص للجسSSد ،تSSدفع الطفSSل والمراهSSق في
مرحلة الحقة إلى استدماج األدوار االجتماعية الممنوحة للجسد لينخرط في سيرورات الفعل واإلنتاج والتفاعل
.االجتماعي
ال يجادل أحد في كون اللباس أحد المظاهر البارزة في صراع الترويض الذي أشSار إليSه العديSد من البSاحثين؛
فثقافة الجسد ال تقف في حدود عالقة البدني بما هو نفسي وعقلي ،بل تتجاوز ذلك إلى ما هو مظهSري عSام من
قبيSSل اللبSSاس والعSSري والوشSSم ...ومن تم يجب التركSSيز في هSSذه المقاربSSة أيضSSا على السSSياق االجتمSSاعي-
التاريخي للجسSد كحامSل لإلشSارات والرمSوز ،إذ ينبغي فهمSه كتعبSير عن المخSزون الثقSافي العSام للشعوب،
"فكSSون جسSSدنا معطى ثقSSافي بفعSSل الواقSSع ،فهSSو نص ،سSSواء أردنSSا ذلSSك أم ال ،فمن خالل جسSSدنا ،إشSSارتنا،
وضعياتنا الجسمية ،ألبستنا ،حلينا ...نتيح القراءة ،فالجسد مهما يكن من أمر ،موضوع عمليات حSSل الشفرات.
.فلغة الجسد تتيح لكل فرد معرفة المجموعة التي ينتمي إليها والوضعية التي يشغلها فيها"[]18
إن تناول الجسد بهذا المعنى ،كنص مفتوح على القراءة وفك الرمSSوز والشفرات الثقافيSSة ،من شSSأنه أن يحيلنSSا
على حضور لغSة مSا داخلSه تشتغل لقصSدية معينSة ،إذ تشترك اسSتعماالت الجسSد واللغSة والرمSز في كونهSا
صحيح أن اللباس في أول األمر كان يؤدي وظيفة معينة تبعا للحاجات اإلنسانية الSSتي تغSSيرت بتغSSير المراحSSل
التاريخية التي عرفتها البشرية إلى يومنا هذا ،فهو باإلضافة إلى المسكن "مظهران يعبران على أن مجتمعا مSSا
وجد وتأقلم لتلبية حاجة أساسية تشبه بالضبط حاجة اإلنسان للغذاء والجنس ،فقد استعملهما اإلنسان للSSدفاع عن
نفسه ضد قساوة الطبيعة وهمجية اآلخر ،فهمSا يعتSبران من أكSثر المظSاهر الحضSارية وأدقهSا لتحديSد مرحلSة
زمنية ما"[ .]19لكن استعماالت اللباس قد عرف ،إسوة بباقي المؤشSSرات الثقافيSSة ،العديSSد من التطSSورات على
مدى هذا التاريخ الطويل ،ليصبح داال ثقافيا" ،فاللباس أداة تجعل الجسد رمزا ،ففي المجتمعات التقليديSSة تكSSون
الشفرات الثيابية جSSد دقيقSSة ،دالSSة على الجماعSSة الSSتي ينتمي إليهSSا الفSSرد والمكانSSة الSSتي يحتلهSSا .إنSSه من خالل
.طريقتي في اللباس أتموقع ضمن رقعة اجتماعية معينة"[]20
شكل اللباس أيضSا آليSة من اآلليSات الSتي اعتمSدها الجسSد من أجSل التمSرد ،والتعبSير عن نSوع من االحتجSاج
وبهذا المعنى ،يصبح الجسد عبر أداة اللباس حامال لثقافة اجتماعية معينة وخاضSSعا لهSSا؛ فSSالمرأة الSSتي ترتSSدي
البرقع تحيل على منظومة معينة من التفكير ،وخاضعة لتصور معين يفرض عليها هذا النوع من اللبSSاس ،كمSSا
هو األمر بالنسبة إلى الشاب الذي يحرص على ارتداء اللباس الفضفاض والطويل ،فهو ال يشبه في شيء ذلSSك
الشاب الذي يرتدي ألبسة ضيقة وقصيرة أو الشابة التي ترتدي التنورات القصيرة .إننSا أمSام ثقSافتين مختلفSتين
تحاول األولى إخفاء الجسد وحجبه "وسSتره" ،في حين تحتفي الثانيSSة بالجسSد وتSSوفر لSه اللبSSاس الحامSSل لهSSذه
.الداللة
في مقابل هذا الخضوع ،شكل اللباس أيضا آلية من اآلليات التي اعتمدها الجسد من أجل التمSSرد ،والتعبSSير عن
نوع من االحتجاج والرفض للثقافة االجتماعية السائدة ،ويكفي أن نشير هنا إلى التأثير الذي مارسه "الهيبيزم"
في عقد السبعينيات على شباب العالم بأسلوب لباسهم وتسريحات شعرهم ،فخلخلوا بSSذلك الداللSSة الSSتي اتصSSف
بها اللباس على مستوى عالقته بالثقافة االجتماعية .ونفس األمSر ينطبSق اليSوم على لبSاس الهيب الهSوب الSذي
.يشكل تمردا واضحا على النمذجة السلوكية التي أرساها المجتمع المعاصر حول اللباس
ومن خالل اللباس ،يحاول الشباب أن يSSبرز كقSSوة احتجاجيSSة تحمSSل ثقافSSة مضSSادة بأشSSكال جديSSدة في السSSلوك
والتفكير والمعتقد رافقتهSا تعبSيرات ثقافيSة فنيSة خاصSة في المجتمعSات المصSنعة "الSتي بلغت قSدرا عاليSا من
التعقيد ،وسمحت أكثر من غيرها بظهور ثقافات فرعية شبابية ،وببروز حركات شبابية ثقافية تلقائية أو منظمة
.تفاعلت مع األحداث الكبرى التاريخية وساهمت فيها"[]21
) NaturismeأتبSSاع الطبيعSSة( إن كان العري يشكل في الثقافة الغربية تحديدا أحSSد ثSSوابت المدرسSSة الطبيعيSSة
التي تتبنى مفاهيم فلسفية مستمدة من الطبيعة ،حيث ال تنظر للعري والتعري نظرة حسية بمعنى اإلثارة ،وإنمSا
األمر مرتبط فلسفيا بالرغبة في الحياة الطبيعية تماما والبريئSة من وجهSة نظSر المنتمين لهSذه المدرسSة .إال أن
موجات العري الجديدة التي شهدتها البشرية ماهي إال "رد فعل على الحضارة الغربية المعاصرة الSSتي راكمت
زيفها على اإلنسان ،فأضحى اللباس واحدا من الفواصل السميكة التي تعمق الفوارق بين البشر ،وتمحو ما هSSو
طبيعي فيهم .وقد كان الموقف متطرفا لدى بعض التيارات التي رأت اللباس طابوها ،فتدفقت موجة من العري
.الصارخ تغزو شوارع أوروبا والواليات المتحدة األمريكية مع مطلع السبعينيات"[]22
من هنا يتخذ التحرر من اللباس بعدا احتجاجيا يعبر عن تمرد الجسد ضد كل القوالب المجتمعيSSة الSSتي فرضSSت
عليه إلزامات ومحظورات" ،فبمSSا أن اللبSSاس يعلن إدمSSاج الفSSرد داخSSل مجتمSSع مSSا ،فحSSري أن يكSSون التعSSري
المكان المدمر النكشاف جسSSد متSSوحش ،أعيSSد إلى طبيعتSSه األولى"[ .]23وهكSSذا يمكن القSSول إن التمSSرد على
اللباس اتخذ صيغا شتى :إما أنها نابعة من اشتهاء إيروسي للجسد ،وإما من رؤية فلسفية عميقة تعبر عن حنين
اإلنسان إلى عهده األول ،لكن إلى أي حد أفلح العري في استعادة اإلحساس المفقود بحرية الجسSSد؟ واسSSترجاع
طبعا حاول الكثير من الباحثين تقديم أجوبة عن هذا السؤال ،وخلصSSوا في النهايSSة إلى أن حالSSة العSSري األولى
التي عرفها الجسد اإلنسSSاني تظSSل حالSSة فريSSدة يسSSتحيل اسSSترجاعها ،ألنهSSا تشكل درجSSة الصSSفر في الثقافSSة،
فبمجرد أن تزحف الثقافة على شخصية اإلنسان ،فإن معطياتهSSا المحسوسSة والمجSردة تحفSSر في عمSSق الكيSSان
لكن ما يهمنا هنا بالذات ما يرتبط بالعري ذي البعد االحتجاجي الصرف الذي يمارسه الشباب كSSرد فعSSل على
كل أشكال التضييق والحصار التي يتعرض لها ،يكفي أن نذكر بمواقف العديد من الشباب الذين يتعرون جزئيا
أو كليا في مواجهSة السSلطة ،كSرفض معلن لمSا تمارسSه هSذه السSلطة من تعSنيف وحرمSان وإقصSاء وتهميش
في كتابSه "المراقبSة والمعاقبSة"[ FoucaultوتSدجين في حSق الجسSد ،ولعSل هSذا مSا تطSرق إليSه بالتفصSيل
]24الSSSذي عمSSSل من خاللSSSه على تقSSSديم تحليSSSل علمي للجسSSSد مفككSSSا بالتفصSSSيل اآلليSSSات والنظم المتعSSSددة
التي ساهمت في إخضاع الجسد ،كاشفا عما يكبل هذا الجسد ويقيده ،ألن ذلك في رأيه تكبيل للعقل ،ففك أغالل
.الجسد من آليات التوجيه والنفي والترويض هو إطالق سراح العقول من سراديب الحجر والزيف
إن العري إذن وفق هذا المنظور تمرد واحتجاج وحامل لرسSالة ولخطSاب إلى المجتمSSع وإلى السSلطة تحديSSدا؛
فعندما تقف نساء حركة "فيمن" عاريSات يكSون ذلSك في الغSالب للتعبSير عن موقSف رافض في وجSه السSلطة
والمؤسسات المعنية .إنه مثال حي على دخول الجسد إلى متاهات الخطاب السياسي ،ورفض هSSذا األخSSير كSSل
واألعراف المجتمعيSSة؛ فالوشSSم أيضSSا الزم اللبSSاس وكSSان عنصSSرا مكمال في بعض الثقافSSات ،فSSبين "الجسSSد -
الجلد" و"الجسد -اللباس" يوجد جسد ثالث ،وهو" :الجسد -الوشم" الSSذي رافSSق كSSل مراحSSل اإلخضSSاع الSSتي
تعSSرض لهSSا الجسSSد" ،فكم كSSان على الجسSSد أن يسSSجل حSSتى في لحمSSه العقوبSSات واإلكراهSSات الSSتي تفرضSSها
.المقاربة االجتماعية"[]25
للوشم إذن ،ذاكرة تاريخية طويلة جّد ا ،ارتبط بعضها بمعتقدات ضاربة في القدم ،كما أنه رافق كل المجتمعSSات
اإلنسانية في مراحSل تطورهSا المختلفSSة ،فقSSد كSSان "وسSيلة" بعض الشعوب لصSSد مخSاطر الطبيعSSة ،أو طلب
النسل ،أو نوع من الرقية لصد أذى العين والحسد ...و"هكSSذا يشتغل الوشSSم على واجهSSتين ثقSSافيتين :إمSSا لعلSSة
تزيينية محضة أو لعلة عالجية محضة ،أو هما معا .وأحيانا ُو ظف الوشم لقصدية تعذيبيSSة أو جزائيSSة كمSSا هSSو
.الحال بالنسبة إلى السجناء أو العبيد ،أو كشفرة تواصل بين القراصنة"[]26
ويستهوي الوشم الشباب بصفة خاصة أمام تزايد أشكاله ورواجه بين المشاهير (فنانون -العبون)...؛ إذ يشكل
ظاهرة جديدة تسSSترعي االنتبSSاه ،تطSSورت بشكل الفت تماشSSيا مSSع الموضSSة واألزيSSاء ،وخضSSعت للمتطلبSSات
الجمالية للجسد كأشكال مكملة للجوانب التي يراها الشاب ضرورية إلضفاء نوع من التنSSاغم على جسSSده .كمSSا
امتد الوشم إلى المجال الحميمي ليعبر لدى البعض عن رباط بين العاشSSقين ،حيث ال يتSSوانى المحب عن كتابSSة
اسم حبيبته أو رسم صورتها على جسSده كداللSSة على حبSSه لهSSا وولعSSه بهSSا ،ألن مSSا ُيكتب ومSSا ُيرسSم يصSSعب
.إزالته
إن هذا االحتفاء بالوشم هو محط نقاش وجدال بين من يرى أن التصSSرف في الجسSد من خالل الكتابSة والرسSم
هو حرية شخصية ،وبالتالي هي عملية تحريSSر للجسSSد ،في المقابSSل يSSرى آخSSرون أنSSه نSSوع من "االضSSطراب
.النفسي" وتقليد أعمى للنجوم ،من دون التفكير في الدالالت التي تحملها هذه الرسوم والكتابات على األجساد
لكن مSSع ذلSSك ال يجب أن نغمض أعييننSSا عمSSا يحملSSه هSSذا الوشSSم من بعSSد تمSSردي واضSSح لSSدى بعض الفئSSات
االجتماعية ،يكفي أن نشير إلى الخرائط الجسدية :أي ذلك الحفر العSنيف على الجلSد بSآالت حSادة حSتى تSنزف
الدماء بغزارة[ ]27كنSSوع من االحتجSSاج الSSذي يمارسSSه بعض الجSSانحين في المؤسسSSات اإلصSSالحية أو داخSSل
السجون للتعبير عن سخطهم إزاء وضعيتهم .إنه بالتأكيSSد وشSSم مختلSSف مSSؤلم جSSدا وحSSاد ،يرمSSز إلى نSSوع من
التحدي وعدم االكتراث لما قد يحصل لهذا الجسSSد من آالم وتشوهات ...في سSSبيل إيصSSال رسSSالة جسSSدية إلى
.على هذا الجسد من تعذيب عبر تاريخ طويل في سبيل التمتع بالحرية
:خالصة
إن الجسد في النهاية ال يمكن أن يكون مجرد معطى بيولوجي محض خاضع لمتطلبات الطبيعة ،إنه نتاج ثقافي
اجتماعي أيضا وثيق الصلة بالقواعد والقيم االجتماعية المشتركة للمجتمعات اإلنسانية .فالجسد هSSو بوابتنSSا إلى
هذا العالم ،إذ من خالله يتمكن الفرد من الحديث عن ذاته وعن العالم المحيط بSSه ،ممSSا يجعSSل منSSه حSSدثا ثقافيSSا
وبنية رمزية دالة تجمع ما بين الطبيعة والثقافة ،فكمSا أوضSحنا من قبSل ،فSالعبور من الطبيعSة إلى الثقافSة هSو
عبور يتم بالجسد وعبره ومن أجله ،فهناك انتقSSال لهSSذا الجسSSد من بنيتSSه البيولوجيSSة إلى معطى ثقSSافي وواقعSSة
...اجتماعية
وال شك أننا ندرك اآلن أهمية مقاربة موضوع الجسد سوسيولوجيا ،السSيما عنSSدما نقرنSSه بSSالتحوالت العديSSدة،
وما مورس هذا الجسد عبر التاريخ اإلنساني الطويل من قهر وعنف واحتواء...وتظل كSSل المحSSاوالت الحاليSSة
في الدراسات واألبحاث العربية حول الجسد ،رغم كثرتها ،غير كافية إلعادة االعتبار للجسد في الفكر والثقافة
العربيتين ،ومن ثم هناك حاجة أكثر إلى ترسيخ ثقافة جديدة تتعامل مع الجسSSد بمنظSSور منفتح يستحضSSر كافSSة
األبعاد الفكرية والفلسفية والفنية واإلبداعية ...لمعالجة إشكالية الجسد وطرح كل القضايا المرتبطة به بعيدا كل
...البعد عن هيمنة إيديولوجية معينة تحاول إخفاء هذا الجسد ونبذه واحتقاره واستغالله
ألقيت هذه الورقة في ندوة" :أسSSئلة الجسSSد في المجتمعSSات العربيSSة" ،المنعقSSدة بالربSSاط 6فSSبراير [1] .2015
تنسSSيق د .عبSSد الSSرحيم العطSSري وإشSSراف د .مSSوالي أحمSSد صSSابر .مؤسسSSة مؤمنSSون بال حSSدود للدراسSSات
.واألبحاث
[2] Laurent-Sébastien Fournier et Gilles Raveneau. (2008). Anthropologie des
usages sociaux et culturels du corps. Journal des anthropologues [En ligne], N°
Éditions d’art Édouard Pelletan, à Paris, en 1930. Paris: Les Éditions Ivrea ,
http://classiques.uqac.ca/classiques/spinoza/ethique/ethique_de_Spinoza.pdf
[5] 52 . ص، منشورات الجمل، ترجمة علي مصباح، هكذا تكلم زرادشت،)1985( فريديريك نيتشة.
[6] David Le Breton. (2008). La sociologie du corps. Coll. « que sais-je ». Paris:
PUF. P.21
[7] Alain BIHR (2014): La civilisation des mœurs selon Norbert Elias, In classiques
http://classiques.uqac.ca/contemporains/bihr_alain/civilisation_des_moeurs/
civilisation_des_moeurs.pdf
[8] Alain BIHR (2014), Op.cit.
d’un champ d’analyse, In «Le corps sens dessus dessous: Regards des sciences
sociales sur le corps, sous la direction de Laure Ciosi-Houcke & Magali Pierre, Ed:
https://hal.archives-ouvertes.fr/inserm-00519284/document
[12] Herbert Marcuse. (1968). L'homme unidimensionnel, Paris, Éditions de Minuit.
،37يونيو ،2009الكويت :المجلس الوطني للقافة والفنون واآلداب .ص .ص207-169 .
[15] Erving Goffman. (1973). La mise en scène de la vie quotidienne: T. 1 La
.البيضاء
الزهرة إبراهيم .)2009(.األنثروبولوجيا واألنثروبولوجيا الثقافية :وجوه الجسد .النايا للدراسات والنشر ][20
ميشيل فوكو .)1990( .المراقبة والمعاقبSSة :والدة السSSجن (ترجمSSة علي مقلSSد) .بSSيروت :مركSSز اإلنمSSاء ][24
.القومي
المرجع السابق ،ص[25] 96.