Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 18

‫الوحدة الثانية‬

‫اتيجيات فهم المقروء وتطبيقاتها‬


‫مبادئ القراءة واستر ّ‬

‫الدكتور زين العابدين العواودة‬


‫مية المتوّقعة من دراسة هذه الوحدة‪:‬‬
‫عليمية ال ّتعّل ّ‬
‫المخرجات ال ّت ّ‬
‫اسية بعد فراغه منها أن يكون ًا‬
‫قادر على‪:‬‬ ‫الدر ّ‬‫يتوّقع من دارس هذه الوحدة ّ‬
‫‪ -1‬تعيين مفهوم القراءة لغويًّا واصطالحيًّا وإجرائيًّا‬
‫أهمّيتها‬
‫‪ -2‬تعيين أهداف تعّلم القراءة ووظائفها و ّ‬
‫‪ -3‬تعيين أنواع القراءة ومفاهيمها ووظائفها ومبادئها‬
‫صحيحا‬
‫ً‬ ‫اء‬
‫إجراء مهارة القراءة وفق أنواعها وضوابطها إجر ً‬ ‫‪-4‬‬
‫الحا‬
‫ائي) لغة واصط ً‬ ‫تعيين مفهوم فهم المقروء (الفهم القر‬ ‫‪-5‬‬
‫ّ‬
‫اتيجيات فهم المقروء (الفهم القرائي)‬
‫تعيين مدلول استر ّ‬ ‫‪-6‬‬
‫ّ‬
‫بيان وجوه العالقة بين مهارات القراءة وفهم المقروء‬ ‫‪-7‬‬
‫اتيجيات فهم المقروء وفق ضوابطها‬
‫‪ -8‬تمييز مستويات إجراء استر ّ‬
‫األدبية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫النصوص‬‫ائي مقترح إلجراء فهم المقروء على ّ‬
‫‪ -9‬تعيين منهج إجر‬
‫ّ‬
‫‪ -11‬إجراء مهارة فهم المقروء وفق مستوياتها وضوابطها المقترحة على نصوص مختارة‬
‫نظريتها وإجراءاتها‬
‫مهارة القراءة؛ ّ‬

‫توطئة‪ :‬عالقة القراءة بالّلغة‬


‫ظية‬
‫تؤدى به بوصفها ممارسة نطقّية تلّف ّ‬‫أسلوبية إجرائها‪ ،‬فهو الذي ّ‬
‫ّ‬ ‫ترتبط القراءة بنظام الّلغة‪ ،‬من حيث‬
‫استنادا إلى منهج تحليلي صحيح‪.‬‬
‫ً‬ ‫دون بها‪ ،‬وبوصفها أداة لتحليل المقروء نقديًّا‬‫لنص مقروء بلغته التي ّ‬ ‫ّ‬
‫ّ‬
‫صوتي رمز ّي‪ ،‬ذو مضامين ّ‬
‫محددة تتّفق عليه جماعة‬
‫ّ‬
‫أن الّلغة " نظام‬
‫وهي هنا الّلغة العر ّبية‪ ،‬انطالًقا من ّ‬
‫معينة‪ ،‬ويستخدمها أفرادها في التّفكير والتّعبير واالتّصال فيما بينهم" (مدكور‪ .)2119 ،‬والقراءة إحدى‬ ‫ّ‬
‫تكويني قويم في األداء التّعبير ّي لها؛ أصواتًا ّ‬
‫لغوية عر ّبية‬
‫ّ‬
‫مؤسسة على بنيان‬
‫الرئيسة‪ّ ،‬‬
‫مهارات الّلغة العر ّبية ّ‬
‫تميزها‬
‫بأنها ذات نظام وخصائص تمتاز بها و ّ‬ ‫نسقية‪ .‬وهو ما يفيد ّ‬
‫إمالء وصياغة ّ‬
‫نحوا وصرًفا و ً‬
‫مضبوطة ً‬
‫التلّقي بمستويات القراءة المختلفة‪،‬‬
‫وفن يقع بها إجراء االتّصال و ّ‬
‫عن غيرها من الّلغات في العالم‪ .‬وهي مهارة ّ‬
‫غوية األربع في العر ّبية‪،‬‬
‫أساسية من المهارات الّل ّ‬
‫ّ‬ ‫تعد القراءة مهارة‬
‫اتيجيات فهم المقروء‪ .‬ولهذا ّ‬
‫وعبر استر ّ‬
‫للنصوص‪.‬‬ ‫وأداة تعبير لساني نطًقا ًّ‬
‫وخطا‪ ،‬وأداة استقراء سابرة ّ‬ ‫ّ‬

‫اء‬
‫اصطالحا وإجر ً‬
‫ً‬ ‫أ‪ -‬مفهوم القراءة؛ لغة و‬
‫التلفظ‬‫بأنها مصدر الفعل (َق َأرَ)‪ ،‬وهي على وزن ِف َعالة‪ ،‬وتعني صوت ّ‬ ‫القراءة لغة‪ُ :‬ع ّرفت القراءة لغويًّا ّ‬
‫ص‬ ‫الن ّ‬
‫تتبع كلمات ّ‬
‫الصحيحة حروًفا وكلمات ورمو از‪ .‬وكذلك تعني في الّلغة‪ّ :‬‬ ‫المدون وفق مخارجه ّ‬ ‫ص ّ‬ ‫بالن ّ‬
‫ّ‬
‫وضم بعضه إلى بعض‪( .‬ينظر‪ :‬ابن منظور‪ :‬م ّادة‬ ‫َّ‬ ‫اءة وقرًآنا‪َ :‬ج َم َع الكالم‬
‫نظر ونطًقا بها‪ ،‬وق أر الشيء قر ً‬
‫ًا‬
‫يسمى‬
‫أن لفظ القرآن المصدر اسم مخصوص يطلق على الكتاب الفرقان فقط‪ ،‬وال ّ‬
‫ق ر أ)‪ .‬مع اإلشارة إلى ّ‬
‫النهار‪ .‬والفعل‬
‫السور واآليات‪ ،‬ولديمومة تالوته أطراف الّليل وآناء ّ‬ ‫لضمه وجمعه ّ‬ ‫ّ‬ ‫وسمي بذلك‬
‫به غيره‪ّ ،‬‬
‫أهمّيها وضرورتها في الحياة‪ ،‬كما جاء في مفتتح آيات الخطاب‬ ‫قرْ) هو اآلمر بالقراءة الكاشف عن ّ‬ ‫ِ(ا ْأ‬
‫اس ِم َرِّب َك َّالِذي َخَل َق ‪َ ﴾۱‬خَل َق‬ ‫ِ ِ‬
‫"العَلق" في قوله تعالى‪":‬ا ْق َْأر ب ْ‬ ‫آني في أول سورة من سوره‪ ،‬وهي سورة َ‬ ‫ّ‬
‫القر‬
‫ان َما َل ْم َي ْعَل ْم ‪("﴾٥‬سورة‬ ‫ُّك ْاألَ ْكرم ‪َّ ﴾۳‬الِذي َعلَّم ِباْلَقَل ِم ‪َ ﴾٤‬عَّلم ِْ‬
‫اإل ْن َس َ‬
‫اإل ْنس ِ‬
‫ِْ َ َ‬
‫ان م ْن َعَل ٍق ‪ ﴾۲‬ا ْق َْأر َوَرب َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َُ‬
‫كل شيء‪-‬سبحانه‬ ‫الشارحة للغاية منها المتمّثلة بخالق ّ‬ ‫الخاصة ّ‬ ‫ّ‬ ‫العلق‪ .)5-1 ،‬ولهذه اآليات فلسفتها‬
‫وتعالى‪ -‬الذي أمرنا بالقراءة وعّلمنا الكتابة قرينتها وهدانا إليها وعّلم اإلنسان ما لم يعلم‪ ،‬وحثّه على استمرار‬
‫طلب العلم‪.‬‬
‫الصحيح‪ ،‬وعن وعي‬‫الصحيح‪ ،‬ووفق نحوه ّ‬ ‫غوي ّ‬
‫التلّفظ بالمقروء وفق ضبطه الّل ّ‬
‫عملية ّ‬
‫اصطالحا‪ّ :‬‬
‫ً‬ ‫القراءة‬
‫بأنها‪" :‬ترجمة لمجموعة من الرموز ذات‬
‫وعرفت كذلك ّ‬‫بحقيقة موضوعه وفحوى مضمونه ومغزى رسالته‪ّ .‬‬
‫معينة تتطّلب سلسلة من‬
‫عملية اتّصال ّ‬
‫ّ‬ ‫العالقة فيما بينها والمرتبطة بدالالت معلوماتَّية ّ‬
‫معينة‪ ،‬وهي‬
‫المهارات‪ ،‬وهي َّ‬
‫عملية تفكير متكاملة وليست مجرد تمرين بحركات العين"(بيتر ورفيقه‪.)11 ،2116 ،‬‬
‫مدون منظور متمحور حول سياق‬ ‫نص ّ‬ ‫ظية المقصودة لمقروء ّ‬‫التلّف ّ‬
‫العملية ّ‬
‫ّ‬ ‫مفهوم القراءة اإلجرائي‪:‬‬
‫ّ‬
‫عملية‬
‫ّ‬ ‫تخاطبية ما بهدف تحقيق فهمه وإدراك دواّله‪ .‬وهي بهذا ليست‬
‫ّ‬ ‫ٍ‬
‫منطو على رسالة‬ ‫محدد‬
‫موضوعي ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬ ‫الصور ّي إلى حالة ّ‬
‫النطق الكالمي بها َح ْسب‪ّ ،‬إنما هي الممارسة‬ ‫الرسم ّ‬
‫المدونة من حالة ّ‬
‫نقل لأللفاظ والجمل ّ‬
‫ووعيا بمحتوى المقروء ودالالته‪.‬‬
‫ً‬ ‫اكا‬
‫فهما وإدر ً‬
‫ص المستهدف بها ً‬ ‫الن ّ‬
‫السابرة لمتن ّ‬
‫سانية ّ‬
‫العملية الّل ّ‬
‫ّ‬ ‫هنية‬
‫ال ّذ ّ‬

‫النقاط اآلتية‪:‬‬ ‫أهمها يتمّثل في ّ‬ ‫السليمة‪ّ :‬‬


‫لعل ّ‬ ‫أهمّية تعّلم القراءة وميزة ممارستها ّ‬ ‫ب‪ّ -‬‬
‫مقصودا َمولِ ًجا أساسيًّا ُم ًّ‬
‫هما ل ّلتلّقي واالتّصال‬ ‫ً‬ ‫طا تَ َعُّلميًّا تعليميًّا‬
‫تشكل مهارة القراءة بوصفها نشا ً‬
‫‪ّ -1‬‬
‫وتنوعها وطبيعة العوامل التي تؤثّر‬ ‫والتّواصل بين ممارسيها وموارد التّعّلم المتوافرة لديهم على اختالفها ّ‬
‫فيها‪.‬‬
‫ظل‬
‫أخص في ّ‬ ‫رحبا لتحصيل العلم والمعرفة والثّقافة والمهارات‪ ،‬والحاجة إليها ّ‬
‫مجاال حيويًّا ً‬
‫ً‬ ‫تعد القراءة‬
‫‪ّ -2‬‬
‫طور العلمي والتّقني العرم‪ ،‬والتّدّفق الهائل للمعلومات والمعارف‪.‬‬‫التّ ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫السليم وتوافر االستجابة‬
‫بكل مشتمالتها في حال أدائها ّ‬ ‫الناقل المبّلغ للعلوم والمعارف ّ‬ ‫‪ -3‬هي الوسيط ّ‬
‫للتلّقي بها‪.‬‬
‫العالية ّ‬
‫الموجهة بها إلى‬ ‫الرسالة‬ ‫ِ‬
‫ّ‬ ‫الم ْنج ُز ألهداف التّواصل بها‪ ،‬إذ تحّقق الغاية من أدائها عبر تبليغ ّ‬ ‫‪ -4‬هي ُ‬
‫متلّقيها‪.‬‬
‫المتَ َعَّلم‪.‬‬
‫المَتَلّقى ُ‬
‫‪ -5‬تسهم في إعادة إنتاج المعرفة بها لدى ممارسيها عبر استعمالها أداة لصياغة ُ‬
‫خصبا بين طرفي االتّصال أو أطراف االتّصال‪.‬‬ ‫ً‬ ‫‪ -6‬تبني تفاعالً فكريًّا‬
‫يعزز فهم ممارسيها ووعيهم بما اكتسبوه بوساطتها‪.‬‬ ‫قد ًما ّ‬
‫نموا علميًّا ومعرفيًّا ومهاريًّا مت ّ‬
‫‪ -7‬تحّقق ًّ‬
‫‪ -8‬الغاية من اكتسابها وممارستها هي تحقيق استيعاب المقروء واكتساب الخبرات من مخرجاته المفيدة‪.‬‬
‫جيًدا في المستقبل (ينظر‪:‬‬ ‫الجيد؛ لكي يكون ً‬
‫قائدا ّ‬ ‫وهو ما يدعو في منظور العلماء إلى تأهيل القارئ ّ‬
‫السرطاوي ورفيقه‪.)36 ،2116 ،‬‬‫ّ‬
‫السليمة‪ ،‬وفق أنواعها وشروطها والغاية من استعمالها‪ ،‬في إنجاز أعلى‬
‫ائية ّ‬
‫‪ -9‬تكمن ميزة الممارسة القر ّ‬
‫ونجاحا‪ ،‬وفي تطوير خبراته‬
‫ً‬ ‫سدادا‬
‫شخصية الممارس لها‪ ،‬وفي صقل تجاربه ً‬
‫ّ‬ ‫مستوى من التّ ّ‬
‫قدم في بناء‬
‫وتؤهله بتأثير من ذلك كّله لمواجهة ظروف الحياة‬
‫العامة‪ّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫في حقل اختصاصه‪ ،‬وفي مستوى ثقافته‬
‫ومشكالتها عبر إيجاد الحلول المناسبة لها‪.‬‬
‫تحدد الميول‪،‬‬
‫خصية‪ ،‬وهي ّ‬ ‫الش ّ‬‫لحل كثير من المشكالت ّ‬‫الضرورّية ّ‬ ‫تمد اإلنسان "بالمعلومات ّ‬
‫‪ -11‬القراءة ّ‬
‫الوجدانيات المكبوتة‬
‫ّ‬ ‫الشعور بال ّذات‪ ،‬وذوات اآلخرين‪ ،‬وتعمل على تحرير‬
‫وتنمي ّ‬
‫ساعا وعمًقا‪ّ ،‬‬
‫وتزيدها اتّ ً‬
‫أمل والتّفكير‪ ،‬وترفع مستوى الفهم في المسائل‬
‫حب االستطالع‪ ،‬والتّ ّ‬
‫وإشباعها‪ ،‬وتدفع العقل إلى ّ‬
‫وتأييدا‪ ،‬وتتيح الفرصة لتقدير ما للفرد من‬
‫ً‬ ‫اضا‬
‫النظر المختلفة اعتر ً‬
‫أمل في وجهات ّ‬‫االجتماعية بالتّ ّ‬
‫ّ‬
‫مقاييس في الحياة" (عطا‪.)168 ،2116 ،‬‬
‫المتوخاة من إجرائها في قراءة موارد الفكر والتّعّلم والثّقافة‬
‫ّ‬ ‫مهما في تحقيق األهداف‬
‫دور ّ‬
‫تؤدي القراءة ًا‬
‫‪ّ -11‬‬
‫واإلخبار‪ ،‬وفي توصيف مجريات الواقع المعيش‪ ،‬والتّفاعل اإليجابي معه‪ .‬كما تفيد في استشراف‬
‫ّ‬
‫المستقبل‪.‬‬
‫الرقـي الثّقـافي ومفتـاح العلوم والمعارف ومصدر من مصادر تكوين الوعي‬ ‫‪ -12‬هي وسيلة مـن "وسـائل‬
‫ّ‬ ‫ّ ّ‬
‫تعليميـة‪ ،‬إذ يكتـسب‬
‫ّ‬ ‫عملية‬
‫كل ّ‬ ‫غوي لـدى الفـرد‪ ،‬ونافـذة يط ّـل بهـا على تراث األمم األخرى‪ ،‬وهي أساس ّ‬ ‫الّل ّ‬
‫النم ّـو العقلـي والمعرفـي للفرد‪،‬‬
‫وتنو ًعا‪ ،‬وتمثل نقطـة جوهريـة فـي سـياق ّ‬ ‫اء ّ‬ ‫بهـا الفـرد التّفكير ُعمًقا وثر ً‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫النفسي‪ ،‬وكذلك هـي نافـذة لالطـالع علـى ما أنتجته البشرّية‬ ‫وهي أيضا وسيلة لتحقيق المتعة والتّوازن‬
‫ّ ّ‬
‫فة"(الن ّجار‪.)125 ،2122 ،‬‬
‫ّ‬ ‫ـصية الواعيـة المثّق‬
‫الشخ ّ‬
‫الركيـزة األولـى فـي بنـاء ّ‬
‫في شتّى المجاالت‪ ،‬وهي ّ‬
‫‪ -13‬هي مفتاح االتّصال والتّواصل بين البشر‪.‬‬
‫السلوك البشر ّي واتّجاهاتها المرغوبة‪.‬‬
‫الكاشفة عن أنماط ّ‬ ‫‪ -14‬هي‬
‫أداة التّعّلم والتّحصيل العلمي والمعرفي والمهار ّي‪.‬‬ ‫‪ -15‬هي‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫المهم في بناء الخبرات والتّجارب المفيدة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫المصدر‬ ‫‪ -16‬هي‬
‫وسيلة التّفكير‪ ،‬ومنتج األفكار‪ ،‬ووسيلة تنميتها‪.‬‬ ‫‪ -17‬هي‬
‫‪ -18‬هي َم ْك َم ُن اإلبداع واالبتكار‪ ،‬ووسيلة إنضاجهما في واقع الحياة البشرّية‪.‬‬

‫الدارس من تعّلم القراءة؟‬


‫نقاش‪ :‬ما الفوائد التي يجنيها ّ‬

‫اإلبداعية‬
‫ّ‬ ‫الوظيفية والقراءة‬
‫ّ‬ ‫عامان‪ :‬القراءة‬
‫أدائيان ّ‬
‫ج‪ -‬للقراءة مساران ّ‬
‫اإلبداعية‪ .‬فما كان منها‬
‫ّ‬ ‫الوظيفية والقراءة‬
‫ّ‬ ‫أساسيين هما‪ :‬القراءة‬
‫ّ‬ ‫العامة في مسارين‬
‫ائية ّ‬‫تندرج الممارسة القر ّ‬
‫اقعا في المسار العلمي والمعرفي والمهار ّي واالتّصالي التّواصلي االجتماعي في الحياة بمناحيها المختلفة‬ ‫و ً‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫القصة أو‬
‫الفن ّي ك ّ‬
‫الخالق؛ أي في مجال اإلبداع ّ‬ ‫السياق االبتكار ّي ّ‬
‫اقعا في ّ‬
‫أما ما كان منها و ً‬
‫كان وظيفيًّا‪ .‬و ّ‬
‫دية‪ ،‬أو‬‫النق ّ‬
‫حليلية ّ‬
‫إبداعية‪ ،‬وكذلك ما يقع في مجال القراءة التّ ّ‬‫ّ‬ ‫المسرحية أو الخاطرة كان قراءة‬
‫ّ‬ ‫القصيدة أو‬
‫اإلبداعية المنتجة من بنات أفكار صاحبها بأسلوب تعبير ّي جامع بين ّ‬
‫التلّفظ‬ ‫ّ‬ ‫النصوص‬ ‫في مجال إلقاء ّ‬
‫إبداعية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫بالمقروء مع مصاحبة لغة الجسد‪ ،‬كان قراءة‬
‫الناس‪ .‬وعلى‬‫داولية‪ ،‬تل ّقًيا وإرسا ًال بين ّ‬
‫صالية التّ ّ‬
‫العملية االتّ ّ‬
‫ّ‬ ‫حيوية في‬
‫والقراءة بدورها هذا تضطلع بوظيفة ّ‬
‫العلمية‪ ،‬ووفق أنواعها وإتقان أدائها‪ ،‬تنبني‬
‫ّ‬ ‫أهمية دورها في الحياة‪ ،‬وإجرائها وفق ضوابطها‬
‫أساس من فهم ّ‬
‫مية في تحقيق الفهم واإلدراك واكتساب العلم والمعرفة والمهارات المختلفة‪ ،‬وفي‬
‫العلمية التّعّل ّ‬
‫ّ‬ ‫قدرات ممارسيها‬
‫رشدا إلى‬
‫ومسلكا ُم ً‬
‫ً‬ ‫وعلما‬
‫وعيا ً‬
‫الناضج؛ ً‬ ‫خالقة إلنتاج الفكر ّ‬‫تطبيقها بيسر وسهولة‪ ،‬وفي اعتمادها ممارسة ّ‬
‫وتتعين قيمة القراءة بمقدار استيعاب ممارسها" للمفاهيم‬
‫ّ‬ ‫تنوعها واختالف مستوياتها‪.‬‬
‫تحقيق اإلنجازات على ّ‬
‫الناتج عن عملية القراءة‪،‬‬
‫ِ‬ ‫واألفكار المقروءة‪ ،‬وتحليلها وتقييمها‪ ،‬وصوالً إلى توظيف المحصول المعرفي‬
‫بجمَلِتها‪ ،‬في مواقف التّعّلم والحياة؛ ولذا كان الفهم القرائي‪ ،‬جوهر عملية القراءة وغايتها‪ ،‬وركيزة الطالب في‬
‫اسية‪ ،‬ومعالجة األفكار والمعلومات المتدّفقة إليه من شتى مصادر المعرفة"‬
‫استيعاب سائر المواد الدر ّ‬
‫طالب استعمال هذه‬ ‫أهمية تعّلم القراءة وطرق إجرائها حتّى ّ‬
‫يتسنى لل ّ‬ ‫(عيسى‪ .)231 ،2119 ،‬وبهذا تبرز ّ‬
‫المهارة في تطوير تحصيله العلمي واكتساب المهارات المختلفة في مجال اختصاصه‪.‬‬
‫ّ‬

‫طا بمنطوق سليم‬ ‫الشعر ّي اآلتي مع أستاذك وزمالئك‪ّ ،‬‬


‫ثم ألقه مضبو ً‬ ‫ص ّ‬ ‫تدريب‪ :‬ناقش مضمون ّ‬
‫الن ّ‬
‫معبر‪ ،‬من ديوان د‪ .‬زين العابدين العواودة (‪" )2123‬عزف على وتر القصيد" مخطوط‪:‬‬
‫وصوت ّ‬
‫(رؤية)‬
‫َت ِفي َلْيلِ َنا‬ ‫النجوم تألْأل‬ ‫وِإذا ُّ‬
‫َ َ ُ ْ ُ ََ َ ْ ْ‬
‫الن َـه ُار ُم َن َّـوًار ِم ْن ُحْل ِم َـنا‬
‫غ َّ‬ ‫َب َز َ‬
‫صا ِم ْن َع ْزِم َنا‬ ‫َّ‬ ‫ِِ‬
‫ان ُم َشخ ً‬ ‫استََب َ‬ ‫َفبه ْ‬
‫الخ َنا‬
‫ض َع َ‬ ‫َه َدم ِّ‬
‫الرَو َاي َة َزْيَف َها َو َ‬ ‫َ‬
‫استَ َع َاد ُم َحَّقًقا َو َع َال ِب َنا‬ ‫ِ‬
‫َوبِه ْ‬
‫استَ َح َّق َج َد َارًة َرَف َع ْت ِب َنا‬ ‫ِ‬
‫َوبِه ْ‬
‫الم َنى‬ ‫الزمان طروسه نطق‬ ‫فتح َّ‬
‫ََ َ َ ُ ُُ َ ُ َ َ َ ُ ْ‬
‫الع َنا‬ ‫ِ‬
‫الم َح َّرُر ب َ‬‫الحُل ُم ُ‬ ‫َل ْن ُي ْغَل َق ُ‬
‫الم َغَّل ُق َما َوَنى‬ ‫ِ ِِ ِ‬
‫ْ‬ ‫َفب َش ْمسه ُفت َح ُ‬
‫اء لِ َش ْعِب َنا‬ ‫وبِ َشم ِس ِه ُش ِر ِ‬
‫الض َي ُ‬
‫ع ّ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬
‫الم َرِاوغُ َد ْف َن ُه‬
‫اء ُ‬ ‫وب َما َش َ‬ ‫َوَي ُؤ ُ‬
‫ظَّن ُه َق ْد َف َنى‬
‫أن َ‬ ‫الم َخ َّس ُر َّ‬ ‫ِ‬
‫ْ‬ ‫َعل َم ُ‬

‫الرئيسة‬
‫أهداف تعّلم القراءة في مجاالت أنواعها ّ‬
‫تتلخص أهداف تعّلم القراءة في ما يأتي‪:‬‬
‫ّ‬
‫االستماعية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الصامتة و‬
‫ائي الحسن ألنواع القراءة الجهرّية و ّ‬ ‫‪ -1‬تنمية القدرة على األداء القر‬
‫ّ‬
‫خاصة‪.‬‬
‫قافية ّ‬
‫العلمية والمهارّية والثّ ّ‬
‫غوية و ّ‬ ‫‪ -2‬تطوير حصائل ال ّ‬
‫طلبة الّل ّ‬
‫عامة‪.‬‬ ‫‪ -3‬بناء تجارب ال ّ‬
‫طلبة وخبراتهم في الحياة ّ‬
‫‪ -4‬بناء علم ال ّ‬
‫طلبة ومعرفتهم وطرائق تفكيرهم وأساليب تعبيرهم ومهاراتهم في مجال تطبيق القراءة وفهم‬
‫المقروء‪.‬‬
‫ومضمونا‪.‬‬
‫ً‬ ‫شكال‬
‫ص المقروء ً‬ ‫الن ّ‬
‫بماهية ّ‬
‫ّ‬ ‫أم ّلية الواعية‬
‫السليمة التّ ّ‬ ‫‪ -5‬توظيف ال ّ‬
‫طلبة ألسس القراءة ّ‬
‫دبر في سياقاته‪ ،‬واكتشاف معاني‬ ‫ص عبر توظيف مهارات التّركيز في المقروء‪ ،‬والتّ ّ‬ ‫‪ -6‬استنطاق ّ‬
‫الن ّ‬
‫وتبين أساليب بنائه لمعانيه‪ ،‬وتحليل أنساقه‪ ،‬وتفسير دالالتها‪ ،‬واستنتاج أفكاره‪،‬‬ ‫مفرداته وجمله‪ّ ،‬‬
‫وتلخيصها‪ ،‬واستخالص رسالتها‪ ،‬وتخزينها في ال ّذاكرة‪ ،‬وإعادة إنتاج المعرفة بها‪ ،‬واستدعائها عند‬
‫رطاوي ورفيقه‪.)38 -34 ،2116 ،‬‬
‫ّ‬ ‫الس‬
‫الحاجة إليها‪ ،‬واالستعانة بها في توليد أفكار جديدة‪( .‬ينظر‪ّ :‬‬

‫وظائف القراءة‬
‫النصوص المقروءة وطريقة تناولها أو التّعامل معها‪،‬‬
‫تعددت وظائف القراءة وفًقا للحاجات التي تضطلع بها ّ‬
‫ّ‬
‫أهم وظائفها يتمّثل في ّأنها‪:‬‬
‫ولعل ّ‬
‫ّ‬
‫صحيحا من مخارج حروفه ومنطوق كلماته وملفوظ جمله وفق‬
‫ً‬ ‫بالمدون المقروء تلّف ً‬
‫ظا‬ ‫ّ‬ ‫التلّفظ‬
‫‪ -1‬وسيلة ّ‬
‫أنواعها ووجوهها التّعبيرّية‪.‬‬
‫الناس على الحاجات والمنافع المتبادلة المشتركة في ما بينهم‪.‬‬‫‪ -2‬أداة االتّصال والتّواصل بين ّ‬
‫‪ -3‬وسيلة التّعّلم والمثاقفة واكتساب المهارات والخبرات‪.‬‬
‫اإليجابية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الناقلة للعلوم والمعارف والثّقافة والعادات والتّقاليد واألعراف‬
‫‪ -4‬األداة ّ‬
‫العلمية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪ -5‬الوعاء الحافظ للمنجزات‬
‫الحيوي على اإلنتاج المتواصل‪.‬‬
‫ّ‬ ‫التلّقي وشريكة الكتابة والمحّفز‬
‫‪ -6‬وسيلة ّ‬
‫ال األفكار التي‬‫وتعرف دو ّ‬
‫الرموز‪ّ ،‬‬ ‫فالمدون يعالج قرائيًّا؛ ليقع به الكشف عن معاني األلفاظ والجمل‪ّ ،‬‬
‫وفك ّ‬ ‫ّ‬
‫ص‪ ،‬وإنتاج‬ ‫ص المقروء‪ .‬وهي بهذا تساعد القارئ على إعادة إنتاج األفكار المتّصلة بموضوع ّ‬
‫الن ّ‬ ‫الن ّ‬
‫يتضمنها ّ‬
‫ّ‬
‫جادة‬
‫أخص؛ إنتاجها وفق حصيلة قراءات ّ‬‫العلمية الجديدة بناء على نتائج أبحاث سابقة‪ ،‬أو بمعنى ّ‬‫ّ‬ ‫األبحاث‬
‫في حقل الموضوع ومجاوراته‪ ،‬ووفق أدوات البحث العلمي وشروطه‪ .‬وتساعد على ابتكار الحلول المالئمة‬
‫ّ‬
‫دائما هي تمكين‬
‫ً‬ ‫الغاية‬
‫و‬ ‫المعيشة‪.‬‬ ‫ة‬ ‫اقعي‬
‫ّ‬ ‫و‬ ‫ال‬
‫و‬ ‫ة‬ ‫العلمي‬
‫ّ‬ ‫لحل المشكالت التي تواجه المتعّلم في واقع حياته‬‫ّ‬
‫المتعّلم من إدارة حياته بنجاح‪.‬‬

‫مبادئ القراءة‬
‫أهمها في‬
‫ص ويتجّلى ّ‬ ‫مهمة يجب توافرها في قارئ ّ‬
‫الن ّ‬ ‫للنصوص على جملة عناصر ّ‬
‫السليمة ّ‬
‫تنهض القراءة ّ‬
‫النقاط اآلتية‪:‬‬
‫ّ‬
‫ص لمستوى القارئ العلمي والمعرفي المستهدف بالتّحصيل‪.‬‬ ‫الن ّ‬
‫‪ -1‬مالءمة ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫وجمال وسياقات‪.‬‬
‫ً‬ ‫غوية؛ حروًفا وكلمات‬
‫النطق بالملفوظات الّل ّ‬
‫صحة ّ‬
‫ّ‬ ‫‪-2‬‬
‫‪ -3‬طالقة الّلسان بالمحادثة والمقروء والتّعبير عن ال ّذات‪.‬‬
‫ص‪.‬‬ ‫غوي لأللفاظ في مواضعها المختارة في جملها من ّ‬
‫الن ّ‬ ‫‪ -4‬تمييز االستعمال الّل ّ‬
‫ص‪.‬‬‫الن ّ‬
‫‪ -5‬تمييز أنواع الجمل في سياقاتها من ّ‬
‫ظفة فيه‪.‬‬
‫الموضوعي المو ّ‬ ‫‪ -6‬تمييز دالالت األلفاظ والجمل في سياقها‬
‫ّ‬
‫ص المقروء واستيعاب مراميها‪.‬‬
‫الن ّ‬
‫‪ -7‬تعيين األفكار في ّ‬
‫السياقات واألفكار‪ ،‬مع تحديد بواعثها‪.‬‬
‫ص مع نصوص غائبة‪ ،‬في الّلغة و ّ‬ ‫الن ّ‬
‫تناصّيات ّ‬
‫‪ -8‬الكشف عن ّ‬
‫الصحيح للمقروء‪.‬‬‫االستنتاجي ّ‬ ‫ص والتّحليل‬‫الن ّ‬
‫‪ -9‬سبر غور ّ‬
‫ّ‬
‫السليم للمقروء‪.‬‬
‫‪ -11‬التّفسير ّ‬
‫السليم للمقروء وتقييمه‪.‬‬
‫الموضوعي ّ‬ ‫النقد‬
‫‪ّ -11‬‬
‫ّ‬
‫ص المقروء من أفكار ودالالت‪.‬‬ ‫الن ّ‬
‫‪ -12‬استنتاج ما وراء لغة ّ‬
‫النصوص المشابهة له‪.‬‬‫‪ -13‬ربط المقروء بمخرجاته مع الواقع ومع ّ‬
‫استيعابا وإعادة إنتاج لمحتواه‪.‬‬
‫ً‬ ‫فهما و‬
‫‪ -14‬التّفاعل مع المقروء ً‬
‫‪ -15‬استرجاع المعلومات المكتسبة وإعادة توظيفها في نصوص جديدة‪.‬‬
‫‪ -16‬إنتاج أفكار جديدة وبناء المعرفة بها بأسلوب رصين‪.‬‬

‫ومنهجية إجرائها؟‬
‫ّ‬ ‫نقاش‪ :‬ما العالقة بين مبادئ القراءة‬

‫أنواع القراءة وأساليب إجرائها‬


‫للقراءة أنواع عديدة حسب تصنيف العلماء لها؛ من حيث األداء والوظائف التي تستدعيها‪ ،‬فمن حيث األداء‬
‫تقسم إلى األنواع اآلتية‪:‬‬
‫نصها المنظور؛‬
‫غوية وفق مقروئها في ّ‬‫جهرية‪ :‬وهي القراءة القائمة على الجهر بالملفوظات الّل ّ‬
‫ّ‬ ‫‪ -1‬قراءة‬
‫الصوتي‬
‫حوية‪ ،‬وتنغيمها ّ‬‫الن ّ‬
‫وتية‪ ،‬وضوابطها ّ‬ ‫الص ّ‬
‫ياقي‪ ،‬ومخارج حروفها ّ‬ ‫أي وفق بنائها اللغوي والس‬
‫ّ ّ ّ ّ‬
‫بأنها‪ ":‬التقاط الرموز‬
‫وتعرف القراءة الجهرّية ّ‬
‫ّ‬ ‫ص‪.‬‬ ‫الن ّ‬
‫بليغية في ّ‬
‫بحسب أنواع جملها ووظائفها التّ ّ‬
‫المخ وفهمها بالجمع بين الرمز كشكل مجرد‪ ،‬والمعنى المخزن له‬
‫المطبوعة‪ ،‬وتوصيلها عبر العين إلى ّ‬
‫سليما‪ ،‬وهي فرصة للتمرين‬
‫استخداما ً‬
‫ً‬ ‫النطق‬
‫في المخ‪ ،‬ثم الجهر بها بإضافة األصوات واستخدام أعضاء ّ‬
‫التلّفظ بالّلسان‬
‫على صحة القراءة وجودة النطق وحسن األداء" (عطا‪ .)171 ،2116 ،‬ولها ميزات تقويم ّ‬
‫السليم‪ ،‬ومساعدة القارئ على تبليغ رسالة‬
‫ائي الجهر ّي ّ‬
‫الصحيح‪ ،‬وترويضه على األداء القر‬
‫بي ّ‬ ‫العر‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ص بأسلوب حسن‪.‬‬ ‫الن ّ‬
‫ّ‬
‫‪ -2‬قراءة صامتة‪ :‬وهي القراءة التي تمارس بالعينين بصمت دون تلّفظ بالمقروء‪ ،‬وذلك وفق شروط القراءة‬
‫الشفتين‬
‫السابق‪ ،‬بيد ّأنها غير ملفوظة بالّلسان وإن وقع بها تحريك ّ‬
‫النوع ّ‬
‫الصحيحة‪ ،‬كما ذكرت في ّ‬ ‫ّ‬
‫حل للرموز المكتوبة وفهم معانيها‬
‫ألنها ّ‬‫عملية فكرّية ال دخل للصوت فيها؛ ّ‬‫ّ‬ ‫بأنها‪":‬‬
‫وتعرف ّ‬
‫همسا‪ّ .‬‬ ‫ً‬
‫إعماال إضافيًّا"(إبراهيم‪ .)61 ،2119 ،‬ولها ميزات‬
‫ً‬ ‫بسهولة ودقة‪ ،‬وليس رفع الصوت فيها بالكلمات ّإال‬
‫أهمها؛ تمكين الممارس لها من التّركيز العالي في المقروء دون االنشغال بإسماع اآلخرين صوت‬
‫عديدة ّ‬
‫السليم‬
‫الناقل للملفوظات‪ ،‬أو مراعاة شروط اإللقاء ّ‬ ‫القراءة المضبوطة‪ ،‬ودون القلق بشأن جودة ّ‬
‫الصوت ّ‬
‫دبر للمقروء‪ ،‬وتخزين المعلومات والمعارف والمهارات‬ ‫وتمكن القارئ من التّ ّ‬
‫أمل والتّ ّ‬ ‫ّ‬ ‫جهرا‪.‬‬
‫للمقروء ً‬
‫ص‪ ،‬واالقتدار على استدعائها عند الحاجة إليها‪.‬‬ ‫المستفادة من محتوى ّ‬
‫الن ّ‬
‫إصغاء‪،‬‬
‫ً‬ ‫ص المستمع إليه؛ إنصاتًا‪ ،‬و‬ ‫للن ّ‬
‫السمع وإطراقه ّ‬
‫‪ -3‬قراءة االستماع‪ :‬وهي القراءة التي يقع بها تركيز ّ‬
‫ظا وتخز ًينا لها في العقل‪ ،‬مع القدرة‬‫وتلخيصا لها‪ ،‬وحف ً‬
‫ً‬ ‫ص المحورّية‪،‬‬
‫الن ّ‬
‫طا ألفكار ّ‬ ‫وتأم ًال‪ ،‬والتقا ً‬
‫وتتب ًعا‪ّ ،‬‬
‫ّ‬
‫بأنها‪" :‬استقبال التلميذ للمعاني‬
‫على استدعائها وتوظيفها واالستدالل بها عند الحاجة إليها‪ .‬وتُ َع َّرف ّ‬
‫واألفكار من خالل ما يسمعه من األلفاظ أو الجمل أو العبارات التي ينطق بها القارئ أو المتكلم في‬
‫موضوع ما‪ ،‬ويتمِ االستماع من خالل اإلنصات والفهم وإدراك المسموع‪ ،‬مع مراعاة آداب االستماع‬
‫وطريقة األداء اللفظي" (سبيتان‪ .)93 ،2111 ،‬وتمتاز بترصين قدرة القارئ الممارس لها على تركيز‬
‫ص المسموع‪ ،‬وتلخيصها‪ ،‬وحفظها‪ ،‬وإعادة‬
‫للن ّ‬
‫العام‪ ،‬واستخالص األفكار المحورّية ّ‬
‫الفهم لموضوعها ّ‬
‫وقوة احتجاج (ينظر‪ :‬عطا‪.)151-121 ،2116 ،‬‬ ‫استدالال ّ‬
‫ً‬ ‫استدعاء و‬
‫ً‬ ‫إنتاج المعرفة بها؛‬
‫ص المقروء في حالتي‬
‫بالن ّ‬
‫التلّفظ ّ‬
‫افية المقصودة بتسريع ّ‬
‫السريعة‪ :‬هي نوع من القراءة االحتر ّ‬
‫‪ -4‬القراءة ّ‬
‫الصحيحة (ينظر‪ :‬هالل‪.)31 -15 ،2115/2114 ،‬‬ ‫الصامتة وفق شروط القراءة ّ‬ ‫القراءة الجهرّية و ّ‬
‫جهر بالّلسان أو صمتًا‬
‫التلّفظ بالمقروء ًا‬
‫المتأنية التي يقع بها ّ‬
‫ّ‬ ‫‪ -5‬القراءة البطيئة‪ :‬هي نوع من القراءة‬
‫الصحيحة‪ ،‬بهدف تحقيق الفهم المحكم للمحتوى المقروء القائم على التقاط‬ ‫بالعينين وفق لشروط القراءة ّ‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫السليم له‪.‬‬
‫التلّقي ّ‬
‫جادة ّ‬
‫زل‪ ،‬أو انحراف عن ّ‬ ‫أفكاره‪ ،‬وإدراك رسالته‪ ،‬دون إبطاء ّ‬
‫مخل‪ ،‬أو التباس ُم ّ‬

‫ائية اآلتية‬
‫ومن حيث الوظائف تقسم القراءة إلى المستويات القر ّ‬
‫المدون بالكلمات والجمل إلى ملفوظ نطقي‬
‫ّ‬ ‫اهرية للّنصوص‪ :‬يقصد بها تحويل‬
‫ظ ّ‬ ‫طحية ال ّ‬
‫الس ّ‬
‫‪ -1‬القراءة ّ‬
‫ّ‬
‫ص المقروء‪ ،‬وموضوعه‪ ،‬والعوامل المؤثّرة فيه‪،‬‬ ‫واع بحقيقة المقروء‪ ،‬يجري من خاللها تحديد نوع ّ‬
‫الن ّ‬
‫ص المقروء واتّجاهه‬
‫الن ّ‬
‫هوية ّ‬
‫الرئيسة الكشف عن ّ‬
‫وطريقة التّعبير فيه‪ ،‬واتّجاه مضمونه‪ .‬ووظيفتها ّ‬
‫العام‪.‬‬
‫الكتابي ومجمل مضمونه ّ‬ ‫ّ‬
‫ومضمونا عبر تفكيك عناصر‬
‫ً‬ ‫شكال‬
‫ص ً‬ ‫حليلية‪ :‬وهي القراءة التي يجري بها تفكيك بنية ّ‬
‫الن ّ‬ ‫‪ -2‬القراءة ال ّت ّ‬
‫ص‪.‬‬
‫للن ّ‬
‫الموضوعية؛ أي البنية العميقة ّ‬
‫ّ‬ ‫طحية له‪ ،‬وعناصر البنية‬
‫الس ّ‬
‫ص؛ أي البنية ّ‬ ‫للن ّ‬
‫كلية ّ‬
‫الش ّ‬
‫البنية ّ‬
‫وبينهما تعالق كبير وتكامل وطيد‪ ،‬ولكن يجري الفصل بينهما في التّحليل شكليًّا؛ لتمييزهما ركنين‬
‫كل منهما ودالالتها وبيان العالقة في ما‬‫ص‪ ،‬بهدف الكشف عن طبيعة تكوين عناصر ّ‬ ‫للن ّ‬
‫أساسيين ّ‬
‫ّ‬
‫ص‪.‬‬
‫الن َ‬
‫تسهيال لفهم ّ‬
‫ً‬ ‫بينهما‬
‫المشكلة بها وشرح‬
‫ّ‬ ‫فسيرية‪ :‬وهي القراءة التي يجري بها بيان دالالت معاني األلفاظ والجمل‬
‫ّ‬ ‫‪ -3‬القراءة ال ّت‬
‫مسوغات العالقة في ما بينها‪ ،‬بهدف تعيين‬
‫ص المقروء‪ ،‬والكشف عن ّ‬ ‫الن ّ‬
‫األفكار المستخلصة من ّ‬
‫ص وفهم طريقة إبداعه‬
‫الن ّ‬
‫أهمّيتها في ّأنها تعين ممارسها على سبر غور ّ‬
‫وتبين مغزاها‪ .‬وتكمن ّ‬
‫رسالته ّ‬
‫أهم المعلومات والمعارف والخبرات والمهارات المستفادة منه‪.‬‬
‫وتعيين ّ‬
‫ص المقروء‪،‬‬ ‫أويلية‪ :‬هي القراءة التي يجري بها تأويل المعاني واألفكار المستفادة من ّ‬
‫الن ّ‬ ‫‪ -4‬القراءة ال ّت ّ‬
‫ص ودالالتها المتوّقعة وصلتها بالحياة‪ ،‬والغاية‬
‫الن ّ‬
‫اخلية بين أفكار ّ‬
‫الد ّ‬
‫والكشف عن شبكة العالقات ّ‬
‫وجماليات األسلوب ودالالت توظيفه في‬
‫ّ‬ ‫غوي فيها وأبعادها‪،‬‬
‫الوظيفية من تشكيل مستويات التّعبير الّل ّ‬
‫ّ‬
‫ص بنصوص‬ ‫الن ّ‬
‫الرأي في صلة ّ‬
‫ثم إبداء ّ‬
‫ص وتفسيرها‪ّ ،‬‬ ‫الن ّ‬
‫ص‪ ،‬واستخالص المعاني المضمرة في ّ‬ ‫الن ّ‬
‫ّ‬
‫سابقة له أو معاصرة له‪.‬‬
‫ومضمونا والكشف عن جمالّياته وتقييمه‬
‫ً‬ ‫شكال‬
‫ص ً‬ ‫‪ -5‬القراءة الّناقدة‪ :‬هي القراءة التي يجري بها تقويم ّ‬
‫الن ّ‬
‫ثمة مآخذ‬
‫تسجل عليه‪ ،‬إن كان ّ‬
‫اإليجابية مع تعليل ذلك‪ ،‬ومن جهة المآخذ التي ّ‬
‫ّ‬ ‫من جهة سماته‬
‫ص وظروف إبداعه وصلته‬ ‫مرصودة فيه‪ ،‬مع تعليل ذلك‪ .‬وكذلك تجرى بها المقارنة بين مضمون ّ‬
‫الن ّ‬
‫بالواقع وحدود التّخييل فيه‪ .‬وبيان عالقته بمضامين نصوص أخرى مشابهة له أو يمكن عقد صلة‬
‫بأنها " نوع من أنواع‬
‫وتعرف ّ‬
‫ص‪ّ .‬‬‫الن ّ‬
‫قدي في ّ‬
‫الن ّ‬
‫الرأي ّ‬
‫تناصية معها‪ ،‬وكذلك إبداء ّ‬
‫ّ‬ ‫أسلوبية أو‬
‫ّ‬ ‫فكرّية أو‬
‫القراءة يتطّلب من القارئ التّ ّ‬
‫مكن من بعض مهارات الفهم كالتّمييز والمقارنة ومهارات التّحليل كاالستنتاج‬
‫الدّقة واالرتباط والعمق‬
‫الص ّحة و ّ‬
‫ومهارات التقويم كإبداء الرأي وإصدار األحكام وفق معايير الوضوح و ّ‬
‫واالتّساع والمنطق"(معاش‪ .)38 :1 ،2116 ،‬وهي في واقع الحال"عملّية تقويم للمادة المقروءة والحكم‬
‫مما يستدعي من القارئ فهم المعاني المتضمنة في النص المقروء‬
‫عليها في ضوء معايير موضوعّية ّ‬
‫أهميتها في‬
‫يتضمنه من معارف"(الفي‪ .)91 ،2112،‬وتبرز ّ‬‫ّ‬ ‫تفسير منطقيًّا مر ًتبطا بما‬
‫ًا‬ ‫وتفسير دالالته‬
‫وتعرف بفكر صاحبه المتجّلي فيه‪ ،‬وبوجوه‬‫ومضمونا‪ّ ،‬‬
‫ً‬ ‫شكال‬
‫ص ً‬ ‫الن ّ‬
‫كونها تكشف عن أسلوب بناء ّ‬
‫تسجل عليه‪ ،‬ورسالته المبّلغة به‪ ،‬والقيم المستفادة منه‪ ،‬وصلته‬
‫اإلبداع المتجلّية فيه والمآخذ التي ّ‬
‫بنصوص أخرى‪.‬‬
‫للنص متكاملة‪.‬‬
‫قدي ّ‬
‫الن ّ‬
‫ارس في سياق التّحليل ّ‬
‫السابقة تُ َم ُ‬
‫أن أنواع القراءة ّ‬
‫ومن الجدير ذكره ّ‬
‫آليات إجراء القراءة بأنواعها المختلفة‬
‫ّ‬
‫كل منها وبينها تكامل في األداء‪ ،‬إذ‬
‫آنفا عند تطبيق ّ‬ ‫آلية إجراء مشتركة بين أنواع القراءة المذكورة ً‬
‫ثمة ّ‬‫ّ‬
‫ص تستدعي إجراءها ُم َم ْر َحَل ًة في خطوات لتحقيق أعلى مستوى من الفهم‬ ‫الن ّ‬
‫السابرة لغور ّ‬
‫إن القراءة الكّلّية ّ‬
‫ّ‬
‫ظرف‬ ‫كل منها ووظيفتها وال ّ‬
‫استنادا إلى أهداف إجراء ّ‬
‫ً‬ ‫لكل منها‬
‫خصوصية ّ‬
‫ّ‬ ‫ثمة‬
‫ائي للمقروء‪ .‬ولكن ّ‬ ‫القر‬
‫ّ‬
‫منفردا‪ .‬ويمكن إجراء القراءة عبر منهج مقترح كما‬
‫ً‬ ‫التّعليمي التّعّلمي الذي يستدعيها‪ .‬ويجري أداء بعضها‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫يأتي‪:‬‬
‫ص عبر الّنقاط اآلتية‪:‬‬
‫االستطالعية للّن ّ‬
‫ّ‬ ‫ّأوًال‪ -‬القراءة‬
‫ص‪.‬‬‫الن ّ‬
‫‪ -1‬تَ َع ُّرف كاتب ّ‬
‫ص‪.‬‬‫الن ّ‬
‫‪ -2‬تحديد نوع ّ‬
‫ص‪.‬‬
‫الن ّ‬
‫‪ -3‬تعيين موضوع ّ‬
‫ص‪.‬‬
‫الن ّ‬
‫‪ -4‬تعيين داعي إبداع ّ‬
‫ص‪.‬‬
‫الن ّ‬
‫‪ -5‬تعيين زمن إبداع ّ‬
‫ص‪.‬‬‫للن ّ‬ ‫حوي ّ‬
‫السليمين ّ‬ ‫الن ّ‬‫غوي و ّ‬
‫الضبطين الّل ّ‬
‫تبين ّ‬
‫‪ّ -6‬‬
‫ص‪.‬‬ ‫للن ّ‬
‫السليمة ّ‬
‫غوية ّ‬
‫‪ -7‬ترويض الّلسان على القراءة الّل ّ‬
‫ص‪.‬‬
‫الن ّ‬
‫‪ -8‬تمييز دالالت األلفاظ والجمل البانية لألفكار في ّ‬
‫التلّفظ بها ‪.‬‬
‫ص ووجوه ّ‬
‫الن ّ‬
‫اإلنشائية في ّ‬
‫ّ‬ ‫‪ -9‬تمييز صيغ التّعبير الخبرّية و‬
‫ص‪.‬‬ ‫للن ّ‬
‫العام ّ‬
‫الجو ّ‬
‫‪ -11‬تلخيص ّ‬

‫الموضوعية‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ص‬
‫السابرة لبنية الّن ّ‬
‫ثانيا‪ :‬القراءة ّ‬
‫ً‬
‫ص المقروء‪.‬‬‫الن ّ‬
‫العامة في ّ‬
‫‪ -1‬تعيين الفكرة ّ‬
‫مركزة‪.‬‬
‫الرئيسة وتلخيصها في جمل ّ‬ ‫ص ّ‬ ‫الن ّ‬
‫‪ -2‬استخالص أفكار ّ‬
‫ص المقروء‪.‬‬ ‫كل فكرة بأسلوب القارئ وربطها بسياقاتها في ّ‬
‫الن ّ‬ ‫‪ -3‬إيجاز مضمون ّ‬
‫ص المقروء‪.‬‬ ‫الن ّ‬
‫‪ -4‬تحديد معجم األلفاظ وطبائع الجمل والتّراكيب في ّ‬
‫ص المقروء وبيان دالالتها‪.‬‬ ‫الن ّ‬
‫األسلوبي في ّ‬ ‫‪ -5‬تعيين أنواع التّعبير‬
‫ّ‬
‫ص المقروء‪.‬‬‫الن ّ‬
‫الفنّية في ّ‬
‫الصور ّ‬ ‫‪ -6‬تحليل ّ‬
‫الصائغة لها‪.‬‬
‫البالغية ّ‬
‫ّ‬ ‫غوية و‬
‫ص واألساليب الّل ّ‬ ‫الن ّ‬
‫‪ -7‬بيان شبكة العالقات بين أفكار ّ‬
‫ص‪.‬‬
‫الن ّ‬
‫أويلية المستنبطة من سياقات ّ‬
‫الدالالت التّفسيرّية والتّ ّ‬
‫‪ -8‬إيجاز ّ‬
‫ص المقروء‪.‬‬‫الن ّ‬
‫‪ -9‬تلخيص رسالة ّ‬
‫ص المقروء‪.‬‬
‫الن ّ‬
‫‪ -11‬تعيين القيم المستفادة من ّ‬
‫أن ممارسة القراءة تستدعي مهارات أخرى في سياق‬ ‫السابقة ندرك ّ‬‫النظر في إجراءات القراءة ّ‬ ‫وإذا أنعمنا ّ‬
‫ظية محضة تتعّلق بتحويل‬ ‫نطقية تلّف ّ‬
‫التلخيص‪ ،‬فهي ليست ممارسة ّ‬ ‫تنفيذها كالتّحليل واالستنباط واإليجاز و ّ‬
‫ص‪ ،‬بل‬ ‫للن ّ‬
‫طحي ّ‬ ‫الس‬
‫ص المقروء إلى ألفاظ منطوقة فقط‪ ،‬أو الفهم ّ‬ ‫المدون في ّ‬
‫الن ّ‬ ‫ّ‬ ‫الم َع َاي ِن المنصوص‬
‫ُ‬
‫ّ‬
‫استيعابا لسياقاته ومدلوالتها‪ .‬وهو ما يقودنا إلى القول‬
‫ً‬ ‫وفهما و‬
‫ً‬ ‫ائية الواعية بالمقروء استنطاًقا‬
‫الممارسة القر ّ‬
‫ائية المقصودة‪ ،‬من أجل تحصيل الفهم للعلم والمعرفة والمهارات‬ ‫جدا بين الممارسة القر ّ‬‫بأن العالقة وطيدة ًّ‬‫ّ‬
‫ألن‬
‫ص المدروس؛ ّ‬ ‫الن ّ‬
‫محل االستقراء والتّحليل‪ ،‬وبين إجراء مهارات فهم المقروء في ّ‬
‫ص ّ‬ ‫الن ّ‬
‫المتضمنة في ّ‬
‫ّ‬
‫سنتحول إلى دراسة مهارة فهم‬
‫ّ‬ ‫ص المقروء‪ .‬وبناء على ذلك‬‫للن ّ‬
‫الصحيح ّ‬ ‫الغاية من إجرائهما هي بلوغ الفهم ّ‬
‫النصوص‪.‬‬
‫وكيفية أدائها في قراءة ّ‬
‫ّ‬ ‫لنتعرف مفهومها وأسس إجرائها‬
‫المقروء؛ ّ‬

‫نقاش‪ّ :‬بين الفروق الجوهرّية بين أنواع القراءة من جهة مفاهيمها وطرق إجرائها‪.‬‬

‫تدريب‬

‫الشعر ّي اآلتي ّ‬
‫ثم أجب عن األسئلة التي تليه‪ ،‬من ديوان د‪ .‬زين العابدين العواودة (‪)2123‬‬ ‫ص ّ‬ ‫الن ّ‬
‫اق أر ّ‬
‫"عزف على وتر القصيد" مخطوط‪:‬‬
‫(إباء)‬
‫طى َس َخا‬ ‫الشع ِب كم أَع‬ ‫ِّلِلِ َد ُّر َّ‬
‫ْ َْ ْ َ ْ‬
‫الخ َـنا‬ ‫َش ْه ًما َرَقى ِع ـ ًّا‬
‫ـز َب َن ْى َه ـ َّـد َ‬ ‫ْ‬
‫صَفا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َك ْم َقَّد َم األ ْ‬
‫َخ َي َار م ْن ُروح ْه َ‬
‫الوَفا ِع ًّاز َج َنى‬ ‫ص الع ْش َق َ‬
‫ِ‬
‫َخَل َ‬ ‫َرْه أ ْ‬
‫ْ‬
‫َسى‬ ‫ِلِلِ َد ُّر الثَّْب ِت ِفي َح ْم ِل األ‬
‫َ ْ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬ ‫َّ‬
‫َّار تَ َرقـ ـ ـى ُم ْؤمـ ـ َنا‬ ‫ِ‬
‫ْ‬ ‫صـ ـ ـ ـب ٌ‬ ‫العـ ـ ـ ْزٍم َ‬
‫ب َ‬
‫الغ َنى‬ ‫الظْل ِم المحَّلى ِب ِ‬ ‫َلم يرض ِب ُّ‬
‫َُ ْ‬ ‫ْ َْ َ‬
‫الس َنا‬‫ونا ِب َّ‬‫صً‬ ‫اش ْابتََنى َم ْجًدا َم ُ‬ ‫َع َ‬
‫ظ ْر ِإَلى األ ُِّم الَِّتي َق ْد َوَّد َع ْت‬ ‫اُْن ُ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬
‫الض َنا‬ ‫اء ِفي َب ْذ ِل َّ‬ ‫آسادها خنس‬
‫َ َ َ َْ َ َ ْ‬
‫الم َعَّنى ِباألَ َذ ْى‬ ‫الشيخ‬ ‫انظر ِإلى َّ‬
‫ُْ ُ ْ َ ْ ْ ِ ُ ْ‬
‫العـ ـ َـنا‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ُي ْبد ْي ثََباتًا َرْغ ـ َـم م ْثـَقال َ‬
‫الم َؤَّذ ْى َما َيِئ ْس‬ ‫ظر ِإَلى ال ِّ ِ‬
‫طْفل ُ‬ ‫ُْ ُ ْ ْ‬
‫ان‬
‫الم َنى‬ ‫ِِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫َي ْرُنو إَل ْى َش ْمس َستُ ْؤت ْيه ُ‬
‫الش ْع ُب َي ْرِو ْي ِإ ْر َث أ َْم َج ٍاد َح َمى‬
‫َذا َّ‬
‫ْ‬
‫َّار ِب َع ـ ْـزٍم َما َوَنى‬
‫ـب َجب ٌ‬ ‫َّ‬
‫ْ‬ ‫َذا الش ْعـ ـ ُ‬
‫أجب عن األسئلة اآلتية‪:‬‬
‫السابق؟‬
‫ص ّ‬ ‫الن ّ‬
‫‪ -1‬ما نوع ّ‬
‫ص‪.‬‬
‫للن ّ‬
‫العامة ّ‬
‫‪ -2‬أوجز بأسلوبك الفكرة ّ‬
‫الرئيسة؟‬
‫ص ّ‬ ‫الن ّ‬
‫عين أفكار ّ‬‫‪ّ -3‬‬
‫السابق‪.‬‬
‫ص ّ‬ ‫لخص مضمون ّ‬
‫الن ّ‬ ‫‪ّ -4‬‬
‫ص‪.‬‬‫الن ّ‬
‫ظفة في ّ‬ ‫حدد أنواع األساليب المو ّ‬
‫‪ّ -5‬‬
‫ص بأسلوبك‪.‬‬ ‫الن ّ‬
‫‪ -6‬أوجز خالصة رسالة ّ‬

‫تدريب‬
‫حليلية ث ّم اعرضه في‬
‫قصة قصيرة من مجموعة قصص ّية منشورة وأجر عليه خطوات القراءة التّ ّ‬ ‫نص ّ‬‫اختر َّ‬
‫تقرير مكتوب أمام أستاذك وزمالئك‪.‬‬

‫فهم المقروء أو الفهم القرائي‬


‫ّ‬
‫ثم‬
‫الفهمي الواعي للعلم والمعرفة والمهارات‪ ،‬ومن ّ‬ ‫التلّقي‬
‫أساسية في تحقيق ّ‬
‫ّ‬ ‫تشكل مهارة فهم المقروء ركيزة‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫عرف‬‫طور‪ .‬وي ّ‬‫المستمر في التّعّلم والتّ ّ‬
‫ّ‬ ‫المتبصر الواعي‬
‫ّ‬ ‫شخصية اإلنسان البصير‬
‫ّ‬ ‫الدور األشمل في بناء‬
‫لها ّ‬
‫تصور المعنى وجودة استعداد ال ّذهن لالستنباط"(شحاتة ورفيقه‪.)232 ،2113 ،‬‬ ‫بأنه‪ ":‬حسن ّ‬ ‫"الفهم" لغة ّ‬
‫ص ذاته‪،‬‬ ‫ص المقروء دون تطابق مع ّ‬
‫الن ّ‬ ‫الن ّ‬
‫يتضمنه ّ‬
‫ّ‬ ‫بأنه‪" :‬القدرة على إعادة إنتاج ما‬
‫صطالحا ّ‬
‫ً‬ ‫ويعرف ا‬
‫ّ‬
‫أما التّفسير فيقصد به التّعامل مع األفكار‬
‫ويشمل الفهم‪ :‬التّرجمة‪ :‬وهي التّعبير عن الحدث بشكل مغاير‪ّ ،‬‬
‫التلميذ من تركيب المعلومات‪ ،‬واألسس التي تسير عليها‪ ،‬واالستنتاج االستقرائي‬‫تمكن ّ‬
‫ينم عن ّ‬‫واأللفاظ بشكل ّ‬
‫ّ‬
‫عملية تفكير تنبني‬
‫يعني الوصول إلى الفكرة عن طريق االستقراء""(شحاتة ورفيقه‪ .)232 ،2113 ،‬أي هو ّ‬
‫هنية التي يمتلكها القارئ‪ ،‬وهي المتمّثلة في‬
‫طاقة ال ّذ ّ‬
‫صور للمعنى أو ما يقاربه بوساطة ال ّ‬
‫على حسن التّ ّ‬
‫وتبين معانيه وأفكاره ودالالتها ورسالته ودالالتها‪ .‬ففهم المقروء هو‬
‫ص المقروء ّ‬ ‫بالن ّ‬
‫التلّفظ ّ‬
‫القدرة على إجادة ّ‬
‫المتوخاة منها‪.‬‬
‫ّ‬ ‫غاية القراءة‪ ،‬ودونه ال يمكن أن تحّقق األهداف‬
‫ص الذي وقع عليه فعل القراءة‪ .‬وعند الجمع بين الّلفظين "فهم المقروء" مضاًفا ومضاًفا إليه‬
‫الن ّ‬
‫والمقروء هو ّ‬
‫ص‬ ‫هنية التي يجري بوساطتها استيعاب ّ‬
‫الن ّ‬ ‫العملية ال ّذ ّ‬
‫ّ‬ ‫بالدراسة ليعني‪:‬‬
‫يتشكل المصطلح الذي نتناوله ّ‬‫ّ‬
‫الرئيسة‪،‬‬
‫ص كالشف عن معاني مفرداته وسياقاته واستخالص أفكاره ّ‬ ‫الن ّ‬
‫آليات استنطاق ّ‬
‫المنظور بالقراءة عبر ّ‬
‫ظاهرة والمضمرة واستخالص رسالته ودالالتها وتقييمه‪ .‬ويع ّرف كذلك‬
‫بهدف إدراك محتواه الكّل ّي بدالالته ال ّ‬
‫بأنه‪" :‬عملية عقلية بنائية تفاعلية يمارسها القارئ من خالل محتوى قرائي‪ ،‬بغية استخالصه للمعنى العام‬
‫ّ‬
‫المعبرة عن‬
‫ّ‬ ‫لوكية‬
‫الس ّ‬‫المؤشرات ّ‬
‫ّ‬ ‫للموضوع ويستدل على هذه العملية من خالل امتالك القارئ مجموعة من‬
‫هذا الفهم (عبدالباري‪.(31 ،2111 ،‬‬
‫ويستوجب الفهم القرائي إجراء مهارات عديدة حتّى تتحّقق الغاية منه‪ ،‬ويصل به ممارسه إلى إنجاز الفهم‬
‫ّ‬
‫به‪ ،‬وهي تعني " عملية عقلية تشمل تفسير الرموز التي يتلقاها القارئ عن طريق عينه‪ ،‬وتتطلب فهم المعاني‬
‫والربط بين الخبرة الشخصية وهـذه المعـاني‪ ،‬والنقـد‪ ،‬والتذوق‪ ،‬والتفاعل‪ ،‬والتطبيق‪ ،‬وتكون فيها الكلمة هي‬
‫الوحدة األساسية للفهم‪ ،‬وهي الرمز الذي يمكن من خالله إدراك المتعلم للمعاني الضمنية للنص‪ ،‬واألفكار‬
‫الرئيسة‪ ،‬والقدرة على تتبع التسلسل‪ ،‬وتصور النتائج المتوّقعة"(شحاتة ورفيقه‪ .)315-314 ،2113 ،‬إذن‬
‫ثم تسير في‬
‫ص المقروء‪ّ ،‬‬ ‫الن ّ‬
‫دبر في ّ‬ ‫أمل والتّ ّ‬
‫مبنية على التّ ّ‬
‫عقلية واعية ّ‬
‫عملية ّ‬
‫ّ‬ ‫يتحّقق فهم المقروء عبر‬
‫غوية في األلفاظ والجمل التي صيغت فيها‪ ،‬وفهم المعاني البادية فيها‪ ،‬وتلخيصها‬
‫الرموز الّل ّ‬
‫خطوات تفسير ّ‬
‫ص‪،‬‬
‫لجماليات األسلوب الباني للمعاني في أجزاء ا ّلن ّ‬
‫ّ‬ ‫ذوق‬
‫المعرفية والمهارّية للقارئ‪ ،‬وممارسة التّ ّ‬
‫ّ‬ ‫الخلفية‬
‫ّ‬ ‫عبر‬
‫وتتبع تسلسلها‪ ،‬وفهم شبكة العالقات في ما بين سياقاتها‪ ،‬وتوّقع‬
‫الرئيسة وتلخيصها‪ّ ،‬‬
‫واستنباط األفكار ّ‬
‫ض َي ِة إليها‪.‬‬
‫النتائج المْف ِ‬
‫ُ‬ ‫ّ‬
‫ائية‬
‫يلي ينبني على مستويات قر ّ‬ ‫وال تجرى مهارة فهم المقروء‪ ،‬بناء على هذا الفهم‪ّ ،‬إال وفق منظور تحل‬
‫ّ‬
‫بعضا‪ ،‬وهي‬
‫الصحيح‪ ،‬وهي خطوات متكاملة يكمل بعضها ً‬ ‫محددة؛ ليتحّقق بذلك إنجاز تطبيقها على نحوه ّ‬
‫ّ‬
‫الصامتة وقراءة االستماع‪ ،‬مع االنتباه إلى خصائص‬
‫تؤدى بأنواع القراءة المعروفة؛ القراءة الجهرّية والقراءة ّ‬
‫ّ‬
‫النحو اآلتي‪:‬‬
‫ائية لفهم المقروء على ّ‬
‫كل قراءة منها في اإلجراء‪ .‬ويمكن بيان الخطوات اإلجر ّ‬ ‫ّ‬
‫السليم وفق ضوابطها‬
‫ص بمنطوقها ّ‬ ‫الن ّ‬
‫ص‪ :‬أي القراءة التي يقع بها قراءة لغة ّ‬ ‫اهرية للّن ّ‬
‫ظ ّ‬ ‫أ‪ -‬القراءة ال ّ‬
‫العام وتفهم ظواهر سياقاته‬
‫ص وموضوعه ّ‬ ‫الن ّ‬
‫ويعرف بها جنس ّ‬ ‫األسلوبية ّ‬
‫ّ‬ ‫حوية و‬
‫الن ّ‬‫رفية و ّ‬
‫الص ّ‬
‫غوية و ّ‬
‫الّل ّ‬
‫تمهيدا للمستوى الثّاني من القراءة‪.‬‬
‫ً‬ ‫وصور بنائه األسلوبي‬
‫ّ‬
‫ص المقروء وتحليلها شك ًال‬‫الن ّ‬
‫ليلية‪ :‬أي القراءة التي يقع بها تفكيك بنية ّ‬ ‫ائية ال ّتح ّ‬
‫ب‪ -‬القراءة االستقر ّ‬
‫ص‬ ‫الن ّ‬
‫البنيوية واستخالص فكرة ّ‬
‫ّ‬ ‫ص وخصائصها‬ ‫وموضوعا‪ ،‬وهي قراءة عميقة يقع بها تعيين أركان النّ ّ‬
‫ً‬
‫الرئيسة وإيجازها وتلخيص مضامينها وتستق أر صيغ بنائها‬ ‫العامة وتلخيصها وتعيين محاورها الفكرّية ّ‬
‫ّ‬
‫تمهيدا للمستوى القرائي الثّالث‪.‬‬
‫ً‬ ‫األسلوبية وتوجز معانيها‬
‫ّ‬ ‫ركيبية و‬
‫فظية والتّ ّ‬
‫الّل ّ‬
‫ّ‬
‫فسيرية‪ :‬وبها يقع تفسير األفكار واستنطاق دواّلها والكشف عن شبكة العالقات‬ ‫ّ‬ ‫االستنباطية ال ّت‬
‫ّ‬ ‫ت‪ -‬القراءة‬
‫وتفسر‬
‫ص ّ‬ ‫للن ّ‬
‫جماليات األساليب المتّبعة في بناء المعنى الكلّ ّي ّ‬
‫ّ‬ ‫في ما بين صيغها ومعانيها وتستظهر‬
‫الصريحة ودالالتها‬
‫تناصياته المضمرة و ّ‬
‫ّ‬ ‫أبنية المعاني الجز ّئية فيه ويعّلل استدعاؤها فيه ويكشف عن‬
‫تمهيدا للقراءة التّالية‪.‬‬
‫ً‬ ‫وتستنبط القيم المستفادة منه‬
‫القوة‬
‫ص نقديًّا (الحكم عليه) من جهتي مواطن ّ‬
‫الن ّ‬
‫ث‪ -‬القراءة الّناقدة‪ :‬أي القراءة التي يقع بها تقويم ّ‬
‫اإليجابيات‬
‫ّ‬ ‫العام عبر رصد‬
‫الضعف أو التّجديد والتّقليد في بناء موضوعه وفي أسلوب صياغته وتكوينه ّ‬
‫و ّ‬
‫قدي واالستدالل على‬
‫الن ّ‬
‫الجدة والتّقليد فيه التي يمكن تعيينها في متنه مع التّعليل ّ‬ ‫والمآخذ أو سمات ّ‬
‫تمهيدا للقراءة التّالية‪.‬‬
‫ً‬ ‫ص نفسه‬ ‫الن ّ‬
‫ذلك بشواهد من ّ‬
‫أهمية موقعه‬
‫وتبين ّ‬‫العام‪ّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫النص المقروء بسياقه اإلبداعي‬ ‫ج‪ -‬القراءة الواصلة‪ :‬أي القراءة التي تصل ّ‬
‫ّ‬
‫نصيًّا)‬
‫يتناص (يتداخل ّ‬
‫ّ‬ ‫النصوص التي‬ ‫النصوص المشابهة له أو تلك ّ‬ ‫الفن ّي بين ّ‬
‫الموضوعي وأسلوبه ّ‬
‫ّ‬
‫أسلوبية‪ .‬وبهذه القراءة تستكمل‬
‫موضوعية و ّ‬
‫ّ‬ ‫تشابها واختالًفا وسمات‬
‫ً‬ ‫معها‪ ،‬وتجري المقاربة في ما بينها‬

‫ّ‬ ‫تدون في ّ‬
‫نص مقالي يجمع‬ ‫ائية ّ‬
‫أن الممارسة االستقر ّ‬
‫دائرة تطبيق المهارة‪ ،‬مع األخذ بعين االعتبار ّ‬
‫حصائلها‪.‬‬
‫تيسر ممارسته وتساعد‬ ‫أن فهم المقروء يجرى ً‬
‫أيضا وفًقا الستراتيجيًّات ّ‬ ‫ومن المفيد هنا أن نشير إلى ّ‬
‫طلبة أو الممارسين له‪.‬‬
‫حل مشكالته لدى ال ّ‬
‫على ّ‬

‫تدريب‬
‫ثم‬
‫نقدية منشورة‪ّ ،‬‬ ‫نص نثر ّي محّلل منقود في مقال ّ‬
‫نقدي منشور أو في دراسة ّ‬ ‫نص شعر ّي أو ّ‬‫ُع ْد إلى ّ‬
‫نص‬‫ودون إجابتك في ّ‬
‫ص‪ّ ،‬‬‫الن ّ‬
‫قارب تطبيق منهج تحليله مع خطوات تطبيق مهارة فهم المقروء على ّ‬
‫ثم اعرضه أمام أستاذك وزمالئك‪.‬‬
‫مقالي ّ‬
‫ّ‬

‫اتيجيات فهم المقروء‬


‫استر َّ‬
‫ص المستهدف بها من‬
‫للن ّ‬
‫المعرفية ّ‬
‫ّ‬ ‫ائي ٍة ُم َم ْن َه َج ٍة متسلسلة للمعالجة‬ ‫ٍ‬
‫اتيجيات فهم المقروء ِب ُخطط قر ّ‬
‫تتعين استر ّ‬
‫ّ‬
‫ص‪ ،‬ودالالت‬
‫الن ّ‬
‫المشكلة للمعاني فيه‪ ،‬وإدراك شبكة العالقات بين أجزاء ّ‬
‫ّ‬ ‫أجل فهم األلفاظ والجمل والعبارات‬
‫ص‬‫الن ّ‬
‫حليلية التي تسبر غور ّ‬ ‫في جملة من الخطوات واإلجراءات التّ ّ‬ ‫معانيها‪ ،‬والوعي بأبعادها‪ ،‬وتتمّثل‬
‫العامة واألفكار‬
‫ّ‬ ‫وتحديد المعاني واألفكار التي بنيت عليها هذه الفكرة‬ ‫العامة‬
‫ّ‬ ‫المقروء بهدف تحديد فكرته‬
‫ص‬
‫الن ّ‬
‫الصائغة للمعاني في ّ‬
‫الجمالية ّ‬
‫ّ‬ ‫الجز ّئية البانية لها وفهمها وتفسيرها واستيعابها وتحديد األساليب‬
‫المقروء وتشكيل أفكار جديدة استنبا ًطا منه وتخزينها في ال ّذهن من أجل االستفادة منها‪.‬‬
‫الربط‪،‬‬
‫اتيجية ّ‬
‫اتيجية التّ ّنبؤ واستر ّ‬
‫الشائعة في إجراء فهم المقروء في اآلتية‪ :‬استر ّ‬
‫اتيجيات ّ‬
‫ويمكن تحديد االستر ّ‬
‫اتيجية اإلجابة عن‬
‫التلخيص‪ ،‬واستر ّ‬ ‫اتيجية ّ‬
‫هني‪ ،‬واستر ّ‬ ‫اتيجية التّصور الذ‬
‫اتي‪ ،‬واستر ّ‬ ‫اتيجية التّساؤل الذ‬
‫واستر ّ‬
‫ّ ّ‬ ‫ّ ّ‬
‫الحوسنية‪.)275-272 ،2121 ،‬‬
‫ّ‬ ‫اتيجية توليد األسئلة‪( .‬ينظر‪:‬‬
‫األسئلة‪ ،‬واستر ّ‬

‫تدريب‬
‫اتيجيات‬
‫اتيجية واحدة من االستر ّ‬
‫ير حول استر ّ‬
‫أعد تقر ًا‬
‫ُع ْد إلى أحد المراجع المؤّلفة حول مهارة فهم المقروء و ّ‬
‫ش في المحاضرة‪.‬‬
‫وي َناَق ُ‬
‫ض ُ‬ ‫مدون ُي َ‬
‫عر ُ‬ ‫وبمنهجية إجرائها في تقرير ّ‬
‫ّ‬ ‫معرًفا بها‪،‬‬
‫آنفا‪ّ ،‬‬
‫المذكورة ً‬
‫شروط إجراء الفهم القرائي‬
‫ّ‬
‫‪ -1‬االستعداد إلجراء مهارة فهم المقروء عبر مراجعة أسس تطبيقها‪.‬‬
‫الصعبة فيه‪.‬‬
‫نص مناسب وقراءته قراءة أولى والبحث عن معاني المفردات ّ‬ ‫‪ -2‬اختيار ّ‬
‫الدراسات التّربويّة‬
‫النقدية و ّ‬
‫الدراسات ّ‬
‫‪ -3‬االستعانة ببعض المصادر والمراجع في إجراء التّحليل؛ كالمعاجم و ّ‬
‫أدبية‪.‬‬
‫طبقت مهارة فهم المقروء على نصوص ّ‬ ‫التي ّ‬
‫‪ -4‬رسم منهج واضح لممارسة فهم المقروء وفق خطوات تطبيق فهم المقروء‪.‬‬
‫أكد من استيفائه لشروط إجرائه‪.‬‬
‫ص من أجل التّ ّ‬ ‫للن ّ‬
‫قدي ّ‬
‫الن ّ‬
‫‪ -5‬مراجعة التحليل ّ‬
‫صياغية)‪.‬‬‫صرفية‪-‬إمالئّية‪-‬‬ ‫نحوية–‬ ‫‪ -6‬تدوين التّحليل في نص مقالي ٍ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫(لغوية‪ّ -‬‬
‫ّ‬ ‫الكتابية‬
‫ّ‬ ‫خال من األخطاء‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫‪ -7‬استشارة مختص حول مستوى إجادة تطبيقه (أستاذ ّ‬
‫المادة)‪.‬‬
‫طلبة ومناقشته معهم‪.‬‬‫‪ -8‬عرض تحليل فهم المقروء أمام زمالئك ال ّ‬
‫‪ -9‬األخذ بمالحظات األستاذ وتعديلها‪.‬‬

‫قيد بشروط إجراء فهم المقروء؟‬


‫أهمية التّ ّ‬
‫نقاش‪ :‬ما ّ‬

‫تدريب‬
‫قصصية منشورة‪ ،‬أو‬
‫ّ‬ ‫قصة قصيرة ًّ‬
‫جدا تختارها من مجموعة‬ ‫نص ّ‬‫أجر تطبيًقا لمهارة فهم المقروء على ّ‬
‫ثم اعرضه أمام أستاذك‬
‫مقالي ّ‬
‫ّ‬
‫نص‬
‫ودونه في ّ‬ ‫نص قصيدة قصيرة منشورة في ديوان شعر ّي‪ّ ،‬‬ ‫على ّ‬
‫وزمالئك‪.‬‬
‫المصادر والمراجع‪:‬‬
‫‪-‬القرآن الكريم‪.‬‬
‫الموجه الفني لمدرسي الّلغة العر ّبية‪ ،‬القاھرة‪ ،‬دار المعارف‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪-‬إبراھيم‪ ،‬عبد العليم (‪: )2117‬‬
‫ّ‬
‫‪-‬بيتر شيفر وجريجوري ميتشل (‪ : )2116‬القراءة السريعة‪ .‬ترجمة أحمد هوشان‪(،‬د‪.‬ن)‪( ،‬د‪.‬ن)‪ ،‬ط‪.1‬‬
‫اتيجيات فهم المقروء في تدريس معّلمات الّلغة العر ّبية‬
‫الحوسية‪ ،‬عفراء (‪ : )2121‬درجة توافر استر ّ‬
‫ّ‬ ‫‪-‬‬
‫بوية‪ ،‬مجّلد‬‫األردنية في العلوم التّر ّ‬
‫ّ‬ ‫عمان‪ ،‬المجّلة‬
‫الصفوف (‪ )11-5‬في سلطنة ُع َمان‪ّ .‬‬
‫للقراءة لطالبات ّ‬
‫‪ ،17‬عدد ‪.2‬‬
‫للنشر والتّوزيع‪.‬‬
‫‪-‬سبيتان‪ ،‬فتحي ذياب (‪ : )2111‬أصول وطرائق تدريس الّلغة العر ّبية‪ .‬دار الجنادرّية ّ‬
‫رواش ( ‪ :)2116‬القراءة‪ -‬مفهومها‪ -‬مهاراتها‪-‬تدريسها‪-‬‬ ‫السرطاوي‪ ،‬عمران أحمد وفؤاد محمود ّ‬
‫‪ّ -‬‬
‫تقويمها‪ .‬ماليزيا‪ ، KACI TRADING SDN BHD 7-1-2 JALAN DIMOND SQUAR ،‬ط‪.1‬‬
‫الدار المصرّية‬
‫فسية‪ ،‬القاهرة‪ّ ،‬‬
‫الن ّ‬
‫بوية و ّ‬
‫‪-‬شحاته ‪ ،‬حسن ورفيقته (‪1424‬هــ)‪ :‬معجم المصطلحات التّر ّ‬
‫بنانية‪.‬‬
‫الّل ّ‬
‫العملية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫النظرّية وتطبيقاتها‬
‫اتيجيات فهم المقروء أسسها ّ‬
‫‪-‬عبد الباري‪ ،‬ماهر شعبان (‪ :)2111‬استر ّ‬
‫طباعة‪.‬‬
‫للنشر والتّوزيع وال ّ‬
‫عمان‪ ،‬دار المسيرة ّ‬
‫‪-‬العواودة‪ ،‬زين العابدين (‪ :)2123‬ديوان "عزف على وتر القصيد"‪ ،‬ديوان مخطوط‪.‬‬
‫‪-‬عيسى‪ ،‬محمد أحمد أحمد (‪ :)2119‬برنامج قائم على مدخل تدريس القراءة المتمركز حول المفاهيم‬
‫كلية‬
‫انوية‪ .‬المنصورة‪ ،‬مجّلة ّ‬
‫طالب المرحلة الثّ ّ‬
‫اتيجية لدى ّ‬
‫ائي والقراءة االستر ّ‬
‫لتنمية مهارات الفهم القر‬
‫ّ‬
‫وعية بجامعة المنصورة‪.‬‬‫الن ّ‬
‫التّربية ّ‬
‫‪-‬الفي‪ ،‬سعيد عبد هللا ( ‪ :)2112‬القراءة وتنمية التّفكير‪ .‬القاهرة‪ ،‬عالم الكتب‪ ،‬ط‪.2‬‬
‫للنشر‪ ،‬ط‬
‫‪-‬محمد عطا‪ ،‬إبراهيم (‪ :)2116‬المرجع في تدريس الّلغة العر ّبية‪ .‬مصر الجديدة‪ ،‬مركز الكتاب ّ‬
‫‪.2‬‬
‫للنشر والتّوزيع‬ ‫‪-‬مدكور‪ ،‬علي أحمد (‪ :)2118‬تدريس فنون الّلغة العر ّبية ّ‬
‫النظرّية والتّطبيق‪ ،‬دار المسيرة ّ‬
‫عمان‪ ،‬ط‪. 1‬‬
‫طباعة‪ّ ،‬‬‫وال ّ‬
‫الناقدة من خالل برنامج كورت‪ .‬دبي‪،‬‬
‫‪-‬معاش‪ ،‬وصال بنت عبد العزيز(‪ :)2116‬تنمية مهارات القراءة ّ‬
‫مركز ديبونو لتعليم التّفكير‪.‬‬
‫‪-‬ابن منظور جمال الدين محمد بن مكرم بن منظور (‪ :)2114‬دار صادر‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬ط‪.3‬‬
‫أملي في تنمية مهارات القراءة‬ ‫الناصر حمزة ( ‪ :)2122‬استخدام التّدريس الت‬ ‫الن ّجار‪ ،‬آمال عبد ّ‬
‫‪ّ -‬‬
‫ّّ ّ‬
‫اإلعدادية‪ .‬المنصورة‪ ،‬مجّلة كّلّية التّربية – جامعة المنصورة‪ ،‬العدد ‪.119‬‬
‫ّ‬ ‫اإلبداعية لدى تالميذ المرحلة‬
‫ّ‬
‫الفعالة‪ ،‬القراءة في عصر‬
‫السريعة ّ‬
‫‪-‬هالل‪ ،‬محمد عبد الغني حسن (‪ :)2115-2114‬مهارات القراءة ّ‬
‫السابع والعشرون‪ ،‬ط‪.1‬‬‫االنفجار المعلوماتي‪ .‬مصر الجديدة‪ ،‬مركز تطوير األداء والتّنمية‪ ،‬الكتاب ّ‬

You might also like