Professional Documents
Culture Documents
الحقيقة - المحم - دي - ة
الحقيقة - المحم - دي - ة
الحقيقة - المحم - دي - ة
ّ
احلقيقة احملمدية
1
المجلس الصوفي لدراسة الشؤون المحمّديّة الحقيقة المحمّديّة
وصلى اهلل على سيدنا وموالنا حممد وعلى آله وصحبه وسلم ورضي اهلل
متهيد
ّ
حمدا ملن تجلى بذاته لذاته في غيابات عموته ،فعين لنا مظهرا جامعا لشؤونه
هو ّية بلسان العجز وإلافتقار ،على يوح السبحاتونعوته ،وصالة أز ّلية ّ
السبوحية ،وعلى مشارقها ومغاربها ،سالم وغرام ّ .أما بعد :
ّ
فإ ّن التّعريف ابحلرضة الس ّيإديّة ،ملن شأن أهل احلقيقة والعرفإن ،وذكل ملإ ّ
تتفرد به
خفإمهتإ من بطون ذات ّية ،وغيوب صفإت ّية ،حتإر يف ادراكهإ البصإئر ّ
النّيات ،بهل الفهإم
احمل ّجبإت .
أجل ا ّن هل وجودا ،ولكنه ليس اكملوجودات ،وهل حقيقة وليست اكحلقإئق ،لكونه
يتمي جنسه ،وفريد س نخه ،حتققإ ابلحديّة الميّة ،اليت هو لهإ املثل العىل يف الوجود .
تتعرف عىل كوامن كينونته ّ ،
بلك مإ ولهذا اكنت املدارك العزميّة واهلمم ّية ،والزالت ّ
أوتوه من مكنة يف الفتوحإت ،ولكن تبقى أنيّته مع ّمإة ،يف كهوف الهإهوت احلرام ،
وأولئك مإ يتعرفون ا ّال عىل مإ يطيقون ،وأ ّّن حييطون مبحيطه املطلق !!
وليت جعزي اذا اكن اجلهل ديدن أرابب املعإرج ،مفإذا يقول أمثإيل من أهل القيل والّ ليل
وس السار ،ولكن مإ نتعلّل به أن ّه مإ
،يف التّعريف حبقيقة احلقإئق ،وغيب الغيوب ّ ،
اليدرك لكّه ،ال يرتك لكّه .
فهذه رسإةل موجزة ،يف مإيلزم املريد من معرفة احلقيقة احمل ّمدية ،لعلّهإ تعصمه حيإل
مسّيته العرفإن ّية ،حىت يفتح هللا بصّيته ابلنوار ،ويتأهل لواردات السار ،وليس
اخلرب اكملعإينة .
2
المجلس الصوفي لدراسة الشؤون المحمّديّة الحقيقة المحمّديّة
جل هذه التعريفات مقتبس من الموسوعة الصوفية ( للشيخ الكسنزاني قدس اهلل سره )
3
المجلس الصوفي لدراسة الشؤون المحمّديّة الحقيقة المحمّديّة
احلقيقة احمل ّمدية : يه املفعول االبداعي عندان ،والعقل الول عند غّيان ،ويه القمل
العىل اذلي أبدعه هللا تعإىل من غّي يشء .
العالم يف ّالرسالت ،ويه العقل الول احلقيقة احمل ّمدية : يه القمل االلهيي الاكتب ّ
الفيإض يف احلكيإت والنبإء ،واحلق اخمللوق به ،والعدل عند أهل الل ّطإئف واالشإرات
القدس اللك ،عند أهل الكشوف والتّلوحيإت .ّ ،ويه ّالروح
4
المجلس الصوفي لدراسة الشؤون المحمّديّة الحقيقة المحمّديّة
احلقيقة احمل ّمدية : يه الوجود لكه ،وا ّن الن ّـزول مهنإ الهيإ وهبإ علهيإ ،وا ّن احلقيقة
احمل ّمدية لهإ يف لك يشء وهجإن :وجه حم ّدي ،ووجه أمحدي ».
احلقيقة احمل ّمدية : يه قطب القطإب ،لن ّه القطب اذلي تدور عليه حقإئق القطإب
لكّهإ ،من حيث أن ّه مصدر لك يشء ،ومنبع ّ
لك عمل ،وهو املفيض ،واملمد للك
القطإب » .
احلقيقة احمل ّمدية : يه املسامة ابلعقل الول ،وابلقمل اذلي عمل هللا تعإىل به اخللق لكّهم
،وابحلق اذلي قإمت الساموات والرض ،وابلبإء من حيث ظهور الش يإء عهنإ ،
وأحسن هذه السامء هو " :احلقيقة احملمدية " ».
احلقيقة احمل ّمدية: يه املقصودة ،واليه توهجت العنإية اللكّية فهو عني امجلع املوجود ،
والنسخة العظمى ،واخملترص الرشف المكل يف مبإنيه ».
احلقيقة احمل ّمدية : يه صورة المس " هللا " اجلإمع مجليع السامء االلهية ،اذلي منه
الفيض عىل مجيعهإ ،فهو تعإىل ربه .فإحلقيقة احملمدية اليت ّ
تريب ،جتمع صورة العإمل لكهإ
رب الرابب .ابلرب الظإهر فهيإ ،اذلي هو ّ
تريب ظإهر العإمل ،وببإطهنإ ترب ابطن العإمل ،لنه صإحب الامس العظم ـ أي فبظإهرهإ ّ
اخملتص به ـ وهل الربوبية املطلقة { امجلع املطلق } وهذه الربوبية ان ّام هل من هجة مرتبته ،ال
من هجة برشيته فإنه من هذه اجلهة عب ٌد مربوب ٌ :
حمتإج اىل رب ّه س بحإنه وتعإىل».
: ّ
قدس اهلل سره ويقول المّي عبد القإدر اجلزائري
الصورة الرحامن ّية ،الواجبة ،املمكنة ،القدمية ،احلإدثة ، احلقيقة احمل ّمدية : يه ّ
الفإعةل ،املنفعةل ،ويه حقيقة احلقإئق اللكّ ّية » .
5
المجلس الصوفي لدراسة الشؤون المحمّديّة الحقيقة المحمّديّة
احلقيقة احمل ّمدية : يه أول خملوق ،واكنت النسخة االلهية ،صورة ومعىن » .
احلقيقة احمل ّمدية : يه عبإرة عن التّ ّعني ال ّول ،وهو الوحدة » .
احلقيقة احمل ّمدية : يه فـكل الوالية ّ ،
املعرب عهنإ بقإب قوسني أو أدّن ،وابلعمل
الرصف ،وابلعشق اجملرد عن نس بة العإشق واملعشوق » . املطلق ،وابلشـأن ّ
ويقول الش يخ الفرغإين :
احلقيقة احمل ّمدية : حقيقة ّالروح العظم وصورته ،صورة احلقيقة اليت ظهر فهيإ
جبميع أسامهئإ وصفإهتإ ،وسإئر النبيإء مظإهرهإ ،ببعض السامء والصفإت جتلت يف لك
مظهر بصفة من صفإهتإ وامس من أسامهئإ ،اىل أن جتلت يف املظهر احملمدي ،بذاهتإ ومجيع
صفإهتإ ،وخمت به النبوة ،فاكن سإبقإ عىل مجيع النبيإء من حيث احلقيقة ،متأخرا
عهنم من حيث الصورة »
ويقول ّ
الش يخ أبو عيل القإق :
احلقيقة احمل ّمدية : يه النّور احمل ّمدي اذلي انبثق منه الكون ،وجتىل يف أدم والنبيإء
و ّالرسل ،وهو ( االنسإن الاكمل ) ،واالنسإن الاكمل هو القطب » .
ويقول ّ
الش يخ كامل الّ ين القإشإين :
احلقيقة احمل ّمدية : يه ا ّذلات مع التّعني ال ّول ،فهل السامء احلس ىن لكّهإ ،وهو
االمس العظم » .
احلقيقة احمل ّمدية : يه احلقيقة املسامة حبقيقة احلقإئق ّ
الشإمةل لهإ ،أي :للحقإئق
السإرية بلكيهتإ يف لكّهإ ،ساين اللكّي يف جزئيإته ...وامنإ اكنت احلقيقة احمل ّمدية ،يه
و ّ
صورة حلقيقة احلقإئق ،لجل ثبوت احلقيقة احمل ّمدية ،يف صفة الوسط ّية والربزخية
والعداةل ،حبيث مل يغلب عليه حمك امسه أو وصفه أصال ،فاكنت هذه الربزخية الوس يطة
7
المجلس الصوفي لدراسة الشؤون المحمّديّة الحقيقة المحمّديّة
يه عني النّور المحدي املشإر اليه بـ ( أول مإ خلق هللا نوري ) أي :قدر عىل أصل
الوضع اللغوي .وهبذا الاعتبإر؛ مسي املصطفى صىل هللا عليه بنور النوار ،وبأب الرواح.
مث انه أخر لك اكمل؛ اذ ال خيلق هللا س بحإنه بعده مثهل » .
احلقيقة احمل ّمدية : يه مظهر غإية احلرضات وانهتإء الهنّ إايت ،من كوهنإ مظهر الحدية
،ويه أهنيى الهنّ إايت وغإية الغإايت ،اذ ليس فوقهإ اال الغيب املطلق » .
احلقيقة احمل ّمدية : يه غإية الغإايت ،ويقإل :هنإية الهنإايت ،ويعىن بذكل :ابطن
العوامل ،وهو مقإم أو أدّن » .
احلقيقة احمل ّمدية : اليت يه منصة التّعني الول ،ومرأة احلق واحلقيقة ».
ويقول ّ
الش يخ خفر الّ ين العرايق :
احلقيقة احمل ّمدية : يه الوحدة احلقيقية ،وقيل ّ :الروح العظم ،وقيل :صورة
الامس اجلإمع االلهيي » .
احلقيقة احمل ّمدية : يه أن ّه هو مظهر ا ّذلات ،وأ ّن ّ
الظإهر يف حقيقته ليس اال
الصفإت ،اذ حقيقته برزخ مإبني الحدية النّور ا ّذلايت ،ل ّن رتبته قبل رتبة السامء و ّ
والواحدية .
فإلصفإت االله ّية كام يه جحب ذاته تعإىل ،جحب احلقيقة
الصفإت ان ّام يه يف الواحدية ّ ،و ّ
احمل ّمدية أيضإ ،فإلكشف عهنإ اكلكشف عن أحدية ا ّذلات ،املبطل للخصوصيإت » .
الش يخ أمحد السهندي : ويقول ّ
احلقيقة احمل ّمدية : يه التّعني االماكين النّوري » .
احلقيقة احمل ّمدية : يه التّعني ال ّول اذلي هو حرضة االجامل ،واملسمى ابلوحدة » .
احلقيقة احمل ّمدية : يه جإمعة مجليع احلقإئق ،ويقإل لهإ :حقيقة احلقإئق ،وحقإئق
الخرين اكلجزاء لهإ » .
8
المجلس الصوفي لدراسة الشؤون المحمّديّة الحقيقة المحمّديّة
ويقول ّ
الش يخ ابن قضيب البإن :
« قإل يل احلق :احلقيقة احمل ّمدية : يه ّالرمحة اليت وسعت ّ
لك يشء ،ويه أ ّم
السإمع » .الكتإب ،وحرضة العمل اجلإمع ،وانسإن العيإن ّ
الش يخ عبيدة بن أنبوجة التيشييت : ويقول ّ
احلقيقة احمل ّمدية : يه عني الربزخ الكرب بني هللا وبني خلقه » .
الش يخ عبد الغين النّإبليس : ويقول ّ
احلقيقة احمل ّمدية : يه حرضة الغيب املطلق عن مجيع القيود ،احمليطة ابلن ّسب
السامئ ّية والعيإن الثإبتة الكونية ،والوس يةل بيهنام .
الصورة اجلإمعة للكامالت االله ّية ،ويه من جتيل االمس الفرد احلقيقة احمل ّمدية : يه ّ
لك خملوق . ..ويه اليت خلق هللا تعإىل مهنإ ّ
الشمس هو منبع مجيع احلقيقة احمل ّمدية : يه منبع شؤون هللا تعإىل ،كام أن قرص ّ
الشمس ،لن ّه صورة ظهورهإ يف مقإم فيض الشمس غّي حقيقة ّ الشعإعإت ،وقرص ّ ّ
الظإهر لهل الرض ،وكذكل الشعإعإت عهنإ ،وحقيقهتإ يف نفسهإ غّي صورة قرصهإ ّ ّ
احلقيقة احمل ّمدية ،ابلن ّس بة اىل احلقيقة االله ّية » .
الش يخ أمحد التّجإين :ويقول ّ
احلقيقة احمل ّمدية : يه حمل الاس تواء االلهيي ابالمس العظم .
احلقيقة احمل ّمدية : يه الربزخ بني احلرضة االلهية ،وبني الرواح الواصةل الهيإ بكامل
املعرفة وصفإء اليقني .
احلقيقة احمل ّمدية : أ ّول موجود أنشأه هللا من حرضة العام الراب ّين ،وأوجدهإ س بحإنه
وتعإىل مش متةل عىل مجيع ذوات الوجود من الزل اىل البد ،والوجود لكّه مت ّنسل مهنإ ،
كام أ ّن أدم عليه الصالة والسالم وجوده مش متل عىل وجود ّذريته اىل قيإم السإعة ،مفإ يف
9
المجلس الصوفي لدراسة الشؤون المحمّديّة الحقيقة المحمّديّة
ديم خإرج عنه ،كذكل مإ يف الوجود ّذرة موجودة من الزل اىل البد خإرجة عن الوجود أ ّ
التزنل ال ّول ،وهو ّتزنل احلقيقة احمل ّمديّة ،اذ هو الب ال ّول للوجود لكّه ،فهذا هو ّ
التزنل الثإين ،اذلي هو فيض الرمحة االله ّية ،اذلي اقتضإه النفس وجود اذلوات .واكن ّ
الرحام ّين مجموع أيضإ لكّه يف احلقيقة احمل ّمديّة ،مفإ يف الوجود رمحة تصعد أو تزنل ممّإ ّمع أو
وسمل هو صىل هللا عليه ّ خص ا ّال ويه نقطة من فيض حبر احلقيقة احمل ّمديّة ،فكام أن ّه ّ ّ
السبب يف اجيإد اخللق ،كذكل هو السبب يف امدادمه ابلرمحة االله ّية .فيشإر ّ
للتزنل
ال ّول ،اذلي هو وجود اذلوات ،بقوهل س بحإنه وتعإىل :قُ ْل ا ْن اكن لِ َّلر ْمح ِن و ٌل فأَان َأ َّو ُل
ِ
للتزنل الثإين الْعإ ِب ِدين ،فهو أ ّول موجود عبد هللا لكونه مل يتق ّدمه أحد يف الوجود .ويشإر ّ
،اذلي هو النفس الرحامين ،بقوهل س بحإنه وتعإىل :ومإ َأ ْرسلْنإك ا َّال ر ْمحة لِلْعإل ِمني » .
ِ
احلق س بحإنه وتعإىل ،جتىل احلقيقة احمل ّمدية : يه عني ا ّذلات العل ّية :يعين أ ّن ّ
بكامل ذاته اذلات ّية يف احلقيقة احمل ّمدية ،فهيي لهإ أي ـ ل ّلات العل ّية ـ اكملرأة ترتاءى فهيإ ،
فهبذه احليثية اكنت احلقيقة احمل ّمدية كهنّ إ عني ا ّذلات ،ومل يكن هذا التّجيل يف الوجود
لحد من خلقه ا ّال هل ، فهبذه النس بة اكن عني ا ّذلات ال أن ّه حقيقهتإ » .
حق ِلح ّق ،فال حبق عن ّ حق ّ حق يف ّ احلقيقة احمل ّمدية : يه نشأة ّ
احلق ،لهنّ إ ّ
العلو ،فليس يف حيوم البإطل حولهإ بوجه من الوجوه ،فهيي يف غإية الصفإء والطهإرة و ّ
جواهر الوجود أرشف وأعىل مهنإ ،وال أصفى وال أطهر وال أمكل مهنإ ّ .مث اهنّ إ يف حقيقهتإ
ال تدرك وال تعقل » .
احلقيقة احمل ّمدية : يه الروح السإري يف مجيع ذوات موجوده ومعدومه ،لكن
طي العدم حبيث أن ال وجود هل سايهنإ يف املوجود ظإهر ،وسايهنإ يف املعدوم البإيق يف ّ
صعب املدرك ال تطيق العقول فهمه وال ادراكه ،وال يعلمه عىل حقيقته االّ هللا تعإىل .
فهذا اطالقهإ يف وجد وعدم » .
10
المجلس الصوفي لدراسة الشؤون المحمّديّة الحقيقة المحمّديّة
وافرتاق بعضهإ عن بعض فيصدق عىل لك أن ّه عني الخر ،ولهذا سامهإ بعضهم مبرتبة
الشأن اخملصوص اب ّذلات ،وهذه املرتبة الصفإت ،يف ّ الهوي ّة ،لكوهنإ غيب السامء و ّّ
تسمى بني القوم " ابلوحدة " لعدم التّميزي والافرتاق ،ال مبعىن أ ّن اخمللوقإت ذوو وجود
نشو ارادة اخللق هلم ،فهم متّحدون هبإ احتإد قصد حإ ِل ّني يف ا ّذلات ّ ،لك ؛ بل مبعىن ّ
وعزمية ،اذ ال وجود لحد حينئذ غّي كونه معلومإ علام فعليإ … وتسمى أيضإ هذه املرتبة
اجملرد عن نس بة العإشق واملعشوق . » ..الرصف ،وابلعشق ّ ابلعمل املطلق ،و ّ
ابلشأن ّ
ويقول ّ
الش يخ عبد هللا املّيغين :
احلقيقة احمل ّمدية : يه النّقطة ،ويه مدار الّ وائر ،بل مهنإ ينشأ ّ
لك دائر ...ويه
نون االحإطة االله ّية وعيهنإ ،فلا اكنت عني امجليع ومإ ّمث غّيهإ .
الش يخ حسني البغدادي : ويقول ّ
احلقيقة احمل ّمدية : يه احلقيقة ال ّيت أوجدهإ هللا تعإىل من جتيل ذاته ذلاته ،لتكون هل
اكملرأة ليشإهد مجيع صفإته وكامالته يف ذاته .
الش يخ أبو الهدى الص ّيإدي : ويقول ّ
احلقيقة احمل ّمدية : يه مبدأ طرز احلمك املوضوعة ،وأول شلك الهيإلك املصنوعة ،
لك موجود ،واحلبل السبب العظم القإمئ يف مإ ّدة الوجود ،و ّ
العةل الغإئ ّية خللق ّ بل ّ
الطويل الاكفل وصةل لك واصل ،والبإب العريض العإيل الضإمن كفإية لك داخل ،
والكنـز اجلإمع لناكت الاكئنإت ،والكوكب الالمع يف مطإلع ساموات املوجودات …
والنقطة الشإمةل املطلسمة حبل لك رصد ورصد لك مدد … والنعمة العظمى اليت تشبث
بأذايل احسإهنإ عيىس ،والقإموس املرتمج بلسإن القدم يف مدارس العدم ،والنإموس
العظم احملمك سلطإنه فوق لك هإم وقدم ،والقبضة الصلية اليت مجعت بطي مضموهنإ
هيلك المر واالبداع واخللق ،والنشأة الزلية املتوجة بتإج الربهإن واالحسإن واحلق ،
مقتدى لك امإم يف لك دائرة الهية ،وقبةل لك مقتدى يف لك حرضة الهوتية ،وارد
12
المجلس الصوفي لدراسة الشؤون المحمّديّة الحقيقة المحمّديّة
االرادات وهمبط أمر ترصيفهإ ،ومظهر املشيئإت وواسطة تدويرهإ يف تمنيق ثقيلهإ وخفيفهإ
،لوح العمل املطرز بلك عمل خفي مكتوم ،وقمل الس الاكتب بأمر هللا لك مإ اندرج يف
حصيفة وهب احلي القيوم ،وجحإب العنإية القدمية القإمئ ابلمر الزيل بني املكل والعبيد ،
وبرزخ الرشف الرفيع املمدود للفرق بني املراد واملريد ،حرم هللا المني احملفوف بعسإكر
الغيوب ،وسلطإن الربهإن الميويم السإري ساين س قدرته يف مجيع القلوب ،أمني
احلرضة املقدسة عىل س لك خزانة غيبية ،وواسطة التجيل يف احلضّية البدية للك زمرة
معظمة خفية وجلية ،وأدم أدم ،وأصل العإمل ،واحليطة اجلإمعة الكربى ،واللمعة البإرعة
الزهرا ،والعإمل الكرب الشإمل ،والعمل العظم الطإئل ،والنوع املتضمن لك النواع ،
والنَّفس السإري يف القلوب والبصإر والسامع ،عروس خلوة الواحدية ،وحمبوب جلوة
الحدية ،الربق املتلوي يف زوااي اجلربوت ،والقمر املتللئ حتت أس تإر الرمحوت ،
مصبإح مدار اجلالل ،وجفر قبة امجلإل ،وجإمع مدينة الوصإل ،وحمراب مملكة االيصإل ،
ونتيجة لك املقإل ،وزبدة لك مأل ،غضنفر غإب القدس العىل ،وعنرب جملس النس
الجىل ،اتج عروس املعإيل ،وقرة عني دور الايم والليإيل ،عيد لك طإلع سعيد ،
وروح لك مظهر الهيي محيد ،القإمئ بأمر هللا ،واملؤيد بعنإية هللا ،والضإرب بس يف هللا
،واملتلكم بلسإن هللا ،والظإهر حبول هللا ،والبإطن بس هللا ،أمني هللا عىل خزائن
علوم هللا ،وس هللا السايين املنشور يف مكل هللا وملكوت هللا ،السبب والربزخ
واحلبل ،والقول والقوة والفعل ،ممي املدد املعقود ،وحإء حل عقدة الوجود ،املدد
العظم اذلي ال انقطإع هل ،والفيض املطلسم اذلي مإ خإب من أ ّمهل ،وأ ّم هل ،النفحة
الض ْئضئ القدم ،والهيلك السمدية القدمية ،والنظرة الزلية العظمية ،احلقيقة الوىل و ِ
العىل واملظهر المع ،حقيقة احلرضة املعظمة يف لك احملإرض ،والوةل المرة عىل لك ابد
وحإرض ،فإملعرفة هبإ حصن المإن والنجإح ،وابب الربكة والفالح ،وطريق السرت و
الس يإدة ،وحرم السالمة والسعإدة ،ومنشور الرتقيإت يف الارين لحسن وأرشف
13
المجلس الصوفي لدراسة الشؤون المحمّديّة الحقيقة المحمّديّة
املراتب ،وهيلك العنإايت والقوة والنرصة والعلو عىل لك مظإهر ومغإلب ،وعدو وحإسد
وحمإرب ،ويه مزياب رمحة هللا ،وحسإب فيض كرم هللا ان شإء هللا » .
الش يخ حم ّد هبإء الّ ين ال ّبيطإر : ويقول ّ
الس القإمئ ابلحدية ،فهيي املثل بال ريب ،املسلوخ من ليل احلقيقة احمل ّمدية : يه ّ
ْ َ َ ٌ َ ُ ُ َّ ْ ُ َ ْ َ ُ ْ ُ َّ َ
الن َه َار ف ِإ َذا ُه ْم ُمظ ِل ُمو َ َن بطمس العدم » . الغيب :وآية لهم الليل نسلخ ِمنه
الطمس ا ّذلايت ّ ،اذلي ال يعرب عنه بعبإرة ، احلقيقة احمل ّمدية : يه أ ّول التّ ّنـزالت من ّ
وال يُرتقى اليه ابشإرة ،وال ينبأ عنه ابمس ،وال هيتدي اليه بومس » .
لك يشء من حيث ّاذلات بال فرق أصال ،اذ ال تعدد يف احلقيقة احمل ّمدية : يه عني ّ
تكل العني وال جتزء ،فال حت ّل وال متزتج وال تتّحد بيشء ،لن ّه ليس معهإ يشء » .
الش يخ أفضل الّ ين المحدي : ويقول ّ
س وجوب الوجود ا ّذلايت ،املمدّ ة حلقإئق املمكنإت السامئ ّية احلقيقة احمل ّمدية : يه ّ
الظهور ،ابلتّدرجي القإبل لتفصيل املظإهر الكون ّية ، والصفإت ّية ،من عإمل البطون اىل عإمل ّ
وتفصيل حقإئقهإ االنسإن ّية . » ...
الش يخ عبد هللا خورد : ويقول ّ
احلقيقة احمل ّمدية : يه ليست بفيض ،بل يه املفيضة ،ومإ فوقهإ ال يسمى مفيضإ ،
والفيضإ » .
السوس : الش يخ ابن أيب جامعة ّ ويقول ّ
احلقيقة احمل ّمدية : يه فإحتة الوجود مرتبة واجيإدا ،يف اجلواهر العلويّة و ّ
السفل ّية ،
للك احلقإئق االله ّية ،فهو مقدم الوجود وفإحته وخإمته . » .. اجلإمعة ّ
احلقيقة احمل ّمدية : يه جوهرة قدس ّية نوران ّية ،املس ّمإة عندمه ابلعنرص العظم ،
وحقيقة احلقإئق ،وابلهيوىل اللكّ ّية اجلإمعة ،وابجلوهر الفرد اذلي ال ّ
يتجزأ . » ..
14
المجلس الصوفي لدراسة الشؤون المحمّديّة الحقيقة المحمّديّة
احلقيقة احمل ّمدية : يه رزخ بني هللا تعإىل ،وبني سإئر اخلالئق بقوة مإ أوتيت من
الساح واالطالق يف العوامل العلوية والسفلية ،اذ يه سإرية يف املكل حبسب مإ تقتضيه
جحإبيهتإ العظمى ولوال قوة نورانيهتإ ورسوخ يف جأشهإ مبإ تتلقفه من االفإضة االلهية مث عهنإ
15
المجلس الصوفي لدراسة الشؤون المحمّديّة الحقيقة المحمّديّة
يفإض املدد لخص العإمل مبإ أنه ليس يف قوته الثبوت حتت صدمإت التجيل ،واذا مل يثبت
للتجيل اللكمي عليه السالم ,فكيف يثبت غّيه ممن هو دونه عىل أنه امنإ أصعقه التجيل
الواقع للجبل ،فوضع تعإىل ببديع صنعه ذكل الربزخ احملمدي يف العإمل واسطة تقع عليه
التجليإت وعنه تفإض ،فكنه ليس للحق س بحإنه يف ملكه اال هذه احلقيقة احملمدية ،اذ يه
اليت تتلقى الشؤون احلقإنية مهنإ اىل احلق بدون برزخية برزخ أخر وتفيض عىل الكوان ».
احلقيقة احمل ّمدية : يه أول نور تعلقت به االرادة االلهية يف الزل ،ومإ انتخبت من
بني حقإئق النبيإء والرسل اال لن جالل الربوبية محدهإ يف غيبه ويف حرضة علمه ،أكرث
ممإ محد اخلالئق.
احلقيقة المحدية : يه الفإحتة لرتق مجمالت احلروف ،كام اكنت الفإتق لرتق مجمالت
الكامالت االلهية اليت هبإ ينتظم الالكم والعإمل ،و ّ
يعرب هبإ عام يف ال ُغيوابت من أعإظم املسإئل
ورشيف الحبإث.
احلقيقة المحدية : يه الصل الصيل يف وجود الش يإء ،واملبدأ الول اذلي عنه
تفرعت الاكئنإت أمجعهإ ،ولوال ذكل النور المحدي اذلي وقع التجيل عليه حىت انبجست
عنه مقتضيإت الش يإء ،وصلحت الش يإء للظهور وأمكهنإ تلقي االمداد ،حيث أفيضت
ا َلمداد والكامالت عىل ذكل املظهر النوراين أوال ،وحتقق ابلتخلق مبقتضيإت أسامء ربه
س بحإنه ،اىل أن اكن مثة حقيق ٌة نورانية قدس ية ،جإمعة بني السار االلهية والكامالت
اخللقية.
فلوال تكل املظهرية الاكمةل اجلإمعة الاعتدالية ملإ ُوجدت الش يإء وال ظهرت ،وملإ خرجت
من العدم اىل الوجود .وال تاكد تسمع هذه النكتة هكذا ّ
معربا عهنإ ،أعين :معىن كونه عليه
الصالة والسالم :لواله مل خترج النيإ من العدم ».
16
المجلس الصوفي لدراسة الشؤون المحمّديّة الحقيقة المحمّديّة
18
المجلس الصوفي لدراسة الشؤون المحمّديّة الحقيقة المحمّديّة
تأليفنإ أن س ّيدان حمدا صىل هللا عليه وسمل هو الهوية املتعينة ابلعني املهمةل ...والهوية عبإرة
عن اذلات االلهية بتعيهنإ جبميع السامء والصفإت لهإ عىل سبيل غيبوبة ذكل عن مإ سواه،
فس يدان حمد صىل هللا عليه وسمل هو الهوية املتعينة عىل سبيل ظهور ذكل البطون.
وشهإدة تكل الغيبوبة ىف هيلك خمصوص منفرد ابلكامالت االلهية املنطوية حتت الهوية
االلهية.
فهو صورة ذكل املعىن ،وشهإدة ذكل الغيب ،وتفصيل ذكل االجامل ،تزنل ذكل التعإل،
تش به ذكل التزنيه عىل سبيل الواحدية ،ال عىل سبيل الغّيية » .
يقول الش يخ حمّد القيرصي قدس هللا سه :
احلقيقة احمل ّمدية : يه صورة اجلإمع االلهيي وهو رهبّ إ ،ومنه الفيض واالس متداد عىل
مجيع السامء » .
وقإل الس يد حمد مإيض أبو العزامئ :
احلقيقة احمل ّمدية : يه غيب مضنون ،لهنإ تقتيض س االرادة للظهور ،وكامل العنإية
للبطون ،اقتيض الوجود اذلايت كامال ذاتيإ الح أزال يف كنوز الغيب املصون ،ظهرت
للرواح العإليإت سواطع أنواره يف غيهبإ املكنون عن العيون بأسامء الكامل العرشة ،اقتىض
املرموز ابلسامء املكنونة يف ظلمة الغيوب كامال ،غإب هذا الكامل عن عإمل أعىل عليني،
وظهرت أنوار مقتضإه بأسامء اجلالل وامجلإل التسعة والامثنني ،ولهذا ظهر ابلبيإن لهل مقإم
االحسإن ،وابلعيإن لهل مقإم االيقإن ،وابالانبة يف مقإم التجيل ،وابالشإرة يف مقإم
التخيل » .
الش يخ عيل املهإمئي قدس هللا ّ
سه يف ( مرأة احلقإئق )
احلقيقة احمل ّمدية : مإ يتحقق به الروح العظم ،ابعتبإر تضمهنإ مإ يف ّ
التعني ال ّول
اذلي هو عيهنإ من الحديّة والواحديّة ،فهيي الربزخ اجلإمع بني حرضيت الوجوب
واالماكن ،املشإر الهيإ بقوهل تعإىل ( مرج البحرين يلتقيإن بيهنام برزخ ال يبغيإن ) » .
19
المجلس الصوفي لدراسة الشؤون المحمّديّة الحقيقة المحمّديّة
20
المجلس الصوفي لدراسة الشؤون المحمّديّة الحقيقة المحمّديّة
احلقيقة احمل ّمدية : يه حرضة االماكن ،وهو مإ يتصور يف العقل وجوده وعدمه عىل
حد سواء ذلاته ،فمل يرد هللا أن خيلق صورة أمكل من صورة االماكن ،وهو عني احلقيقة
احملمدية ،مرأة مراتب احلق جل وعال ،ومهنإ أبرز جل وعال مجيع مإ س بق يف علمه أنه
يوجده من أجرام وأعراض النيإ والخرة ،وجعلهإ روحإ سإراي يف ذرات اخللق ساية املإء
من عروق الشجرة اىل أغصإهنإ ،ورمحة رمحة الوالة لعز أوالدهإ ،وأصال أصل املإء
للنبإت ،ومقرا قرار املإء يف الكوز ،وعزا عز الابن بأبيه .ويه أول التعينإت يف حبر
العمى والطمس .والعمى يف اللغة السحإب بني الرض والشمس ،فإذا رأيته حإجبإ لقرص
الشمس واذا انغمست فيه مل تره وال الشمس وال قدرة عىل جوازه ،وامنإ يزيد االحسإس
21
المجلس الصوفي لدراسة الشؤون المحمّديّة الحقيقة المحمّديّة
ابحلرارة ،ويه افتتإح الوجود واختتإمه ،وقوامه وعينه ،وبقإؤه ومعدته ،وحفظه ومظهل
وجنته وجنته .ومن عينيهتإ ظهرت عيون لقلوب الوليإء وأودية لقلوب النبيإء والعإرفني
وحبور لطينة جامثنيهتإ اليت يه أخر أطوارهإ ،فإنه تفضلت يد القدرة واالرادة عىل حسب
العمل املنكشف ابحليإة ابلعني الول من احلوادث ألبسهإ البإسإ أرادهإ فهيإ تزنال البراز
احلكة املكنونة يف صدفية بطوهنإ فصإرت (روحإ) ،وألبسهإ البإسإ أرادهإ ويه غإية مإ
يدرك النبيإء والصديقون ،فتزنل نورهإ فصإرت (عقال) ،فألبسهإ البإس التزنل ،أرادهإ مهنإ
حكة فصإرت (قلبإ) ،فألبسهإ البإس التزنل فصإرت (نفسإ) ،ومن النفس أبرز جل وعال
طينته صىل هللا عليه وسمل ،فسقإهإ جل وعال مإ انفرد هللا بعلمه ،خفلق من مخّية
طينته (الصورة الدمية) ،ويه أفضل صورة ،والصورة امللكية واجلنية ،ومن روحه
أرواح العإرفني ،ومن عقهل عقول العقالء ،ومن قلبه قلوب الكّل ،ومن نفسه نفس
فلك يعمل عىل حسب شإلكته يف مراتبه . الوابنيٌ ،
مث ان مجيع مإ برز من المكنة والزمنة والجرام والعراض مندرج يف احلقيقة احملمدية،
وليست يه مندرجة يف يشء ،بل يه الب الول ،أبرزهإ اجيإدا جل وعال زمن ال زمإن
وال ماكن ،ويه اليت أعرب عهنإ ببيضة الوجود ،ويه يف معى ال فوق وال حتت وال هجة ،
ويه اجلوهرة بال حزي وال فراغ ،أمسكهإ احلق لنفسه يف معى ،ويه ماكن للك متحزي
وزمإنه وال ماكن لهإ وال زمإن ،بل انطمست البصإر والبصإئر دوهنإ ،فمل خيلق هللا وال
أراد أن خيلق من يعرفهإ وال كيفية جسودهإ لرهبإ ،اختص من أبدعهإ هبإ ،واختصت به،
فتعإلت حقيقهتإ عن الاندراج يف عقإل العقل » .
الش يخ عبدالرمحن اجلإيم قدس هللا ّ
سه ( نقد النصوص ) :
ابلرب احلقيقة احمل ّمدية : يه صورة الامس اجلإمع االلهيي -اليت ّ
تريب صور العإمل لكهإ ّ
رب الرابب ،فال ب ّد لهإ من االت ّصإف ابلصفإت االلهية لكهإ ،من
الظإهر فهيإ ،اذلي هو ّ
22
المجلس الصوفي لدراسة الشؤون المحمّديّة الحقيقة المحمّديّة
ّ
[ مباحث أكادمية ] :
يف اصطالح الش يخ الكرب ابن عريب : (احلقيقة احملمدية)
تقول الكتورة سعإد احلكمي :
احلقيقة احمل ّمدية : يه أمكل جمىل خلقي ظهر فيه احلق ،بل يه االنسإن الاكمل
بأخص معإنية .وان اكن لك موجود [عند ابن عريب ] هو جمىل خإصإ المس الهيي ،فإن
قد انفرد بأنه جمىل لالمس اجلإمع ،وهو الامس العظم وذلكل اكنت هل س يدان حمدا
مرتبة امجلعية املطلقة ،وللحقيقة احملمدية اليت يه أول التعينإت عدة وظإئف ينس هبإ الهيإ
الش يخ الكرب :
يه مبدأ خلق العإمل وأصهل من حيث .1من انحية صلهتإ ابلعإمل :احلقيقة احملمدية
أهنإ النور اذلي خلقه هللا قبل لك يشء ،وخلق منه لك يشء ( حديث جإبر ) ،ويه
أول مرحةل من مراحل التنـزل االلهيي يف صور الوجود ،ويه من هذه النإحية صورة (
حقيقة احلقإئق ) .
:منهتيى غإايت .2من انحية صلهتإ ابالنسإن :يعترب ابن عريب ،احلقيقة احملمدية
الكامل االنسإين ،فهيي الصورة الاكمةل لالنسإن الاكمل اذلي جيمع يف نفسه حقإئق الوجود
.
.3من النإحية الصوفية :يه املشاكة اليت يس تقي مهنإ مجيع النبيإء والوليإء العمل البإطن
،من حيث أن س ّيدان حمدا هل حقيقة اخلمت ( خإمت النبيإء ) ،فهو يقف بني احلق
واخللق ،يقبل عىل الول مس متدا للعمل منقلبإ اىل الخر ممدا هل » .
23
المجلس الصوفي لدراسة الشؤون المحمّديّة الحقيقة المحمّديّة
24
المجلس الصوفي لدراسة الشؤون المحمّديّة الحقيقة المحمّديّة
وعىل هذا مفإ يراد ابحلقيقة احملمدية هو :اجلإنب املإهوي مهنإ ال الصوري املظهري ،مفإ
؟ وهل ختتلف عن املإهية أو مإهوية س يدان حمد يه احلقيقة احملمدية
االنسإنية الاعتيإدية ؟
لو عدان اىل القرأن الكرمي اذلي أخربان أن املإهية االنسإنية تعود اىل ( الطني ) لوجدانه
ال تعود اىل هذا الصل ،بل تعود اىل حمض النور االلهيي خيربان أن مإهية س يدان حمد
بني ْ .هيدي ِب ِه َّ ُ
اَّلل م ِن ات َّبع نور و ِك ٌ
تإب ُم ٌ املطلق ،يقول تعإىل :ق ْد جإء ُ ُْك ِمن َّ ِ
اَّلل ٌ
السال ِم .
ِرضْ وان ُه ُس ُبل َّ
نور واذلي يعين أنه نور من نور هللا تعإىل ،متثل وجتسد فلنتأمل قوهل تعإىل ِ :من َّ ِ
اَّلل ٌ
هبيئة س يدان حمد ،كام متثل جربائيل هبيئة البرش السوي ملرمي (علهيإ السالم)
.فال فرق بني متثل الطني وجتسده هبيئة االنسإن السوي وبني متثل النور االلهيي هبيئة
س يدان حمد .
فهذه يه حقيقة س يدان حمد :أنه نور حمض تكثف وجتسد ابذن هللا تعإىل حىت ظهر
ابلصورة النبوية يف وقت معلوم رمحة للعإملني ،وتلطف عن رؤية النظإر حني انهتيى وقت
ذكل الظهور حىت عإد اىل حإلته املطلقة » .
ينتج عهنإ مقإم الفرد ،وهو مقإم الوالية اذلي يس متد من هللا – 2احلقيقة احملمدية
تعإىل بال واسطة ،من حيث كون واليته أعال درجة من نبوته ورسإلته .
من حيث رتبة الفردية تظهر من لك وقت اىل يوم القيإمة يف – 3احلقيقة احملمدية
الصور اخملتلفة اليت يه خملوقة منه َصلَّى اهلل َعلَِي و َس َسلَّ َ ،أي من نوره الصيل » .
فـصـل :
ّمث اعمل أ ّن صلوات العإرفني كذكل ،يه من لواحئ التعريف بتكل احلقيقة ،حيث أن
غإلب معإرفهم احملمدية يضمنوهنإ يف صلواهتم ،اليت تدور عىل ثالثة حمإور :مفهنم من
يصيل بكامالت احلقيقة املقدسة ،ومن يصيل بكامالت الروح العىل ،ومن يصيل بكامالت
اجلسد املزنل ،بقدر التفإوت يف املراتب ،والتفنن يف املشإرب ؛ ومن اذلين أعربوا عن
س احلقيقة ،مثال :
26
المجلس الصوفي لدراسة الشؤون المحمّديّة الحقيقة المحمّديّة
قل يه جمىل الهو ،وكنه هو ،فهيي الان ،ذات الامس العظم ،وحمتد التعينإت
والنّعوت ،وأ ّم الوجود واملدود ،وجفر التحقق والشهود .
عزت وجلّت ،وتعإلت وتغإلت ،وتعظمت وتكربت ،وتغيبت وتغربت ،وتطلسمت
وحترمت ،وتعجمت وتهبمت ،كيف ال ...ويه جمىل اذلات وكفى .
فصل :
وكذكل من متون الصإحلني ،اليت أرمقوا فهيإ معإين تكل احلقيقة العلية ،قصإئدمه الوجدانية
العرفإنية ،ابشإرات لطيفة تدق عن االدراك ؛ مثإلهإ :
قول س ّيدي الش يخ الكتإين :
طي ِرشع ِة وعني و ُجو ِد ِّ
اللك يف ّ ِ ُ وعني احلقيق ِة
يه الُّ ر ُة البيضإ ُ
ي ُ ِمــــ ُّد مجـــــي ُع الاكئنإت بـسع ِة حقيق مهن ُل ف ِيضهإ
وجوهر ُة التّ ِ
حض ُحمك املشيئ ِة بِتكويهنِ إ عن م ِ ِمفن ن ُو ِرهإ اكن ُالوجو ُد وقد بدا
الاكئنإت ْاس ُت ِمـد َِّت
ُ علهيإ و ِمهنإ و ِمهنإ اس تفإض ّ
الس ُقي بدءا وعودة
29
المجلس الصوفي لدراسة الشؤون المحمّديّة الحقيقة المحمّديّة
و ّ
للش يخ البكري قدس اهلل سره :
ف ُع ِمن أ ْن تُقإس يومإ بثإين تغفرهللا ْبل أر
يه مش ٌس أس ُ
وعني اخلفإ ِء يف ال ُبطنإن
صف ُ ِ الظهو ِر و ِ
الكشف والو س ّ يه ُّ
طق وطلس ُم م ْطل ِب ال ِكامتن
ِ الص ِ
مت والن ّـ ويه ِوتْ ُر الشفإعِ و ّ
اجبنور الو ِ رش ِق ُالوجوب ُ ِمن مـ ِ حإجـــــ ِب اكلش ْم ِس بِغـــــ ِّي ِ
َأ ْرشق َّ
نـــــ ُور احمل ّمـــــــــــدي ّ ِة البيــــــضإ ِء أو ِمـــــن ســـــامء عـــــإل ِم السام ِء
ِمن م ْصد ِر ُالو ُجــــــو ِد واالجيـــــإ ِد لقد جتـــــ ّىل مبـــــد ُء املبـــــإدي ْ
أو عل ِمــــــ ِه الفعـــــ ِ ّيل والقضإئ ِمن أ ْم ِر ِه املإيض عىل الش يإ ِء
أ ِو احلقيــــــقـــــ ُة املُحمـــــ ِدي َّـــــ ْه رقيـــــق ُة املشـــــيئ ِة ال ِف ْع ِلــــــ ّي ْه
وجإء يف (سكل الرر يف أعيإن القرن الثإين عرش ) يف ترمجة لس يدي يوسف أفندي
اذلوق قدس هللا سه وهل قصيدة يف احلقيقة احملمدية عىل طريقة أهل احلقإئق من الصوفية
جوزي علهيإ خبلعة سنية من احلرضة النبوية يف مبرشة رأهإ يف منإمه بني يقظته وأحالمه
ويه هذه :
إمجال وتفصيل
عيل
نبوي املقدس ،هتب ّ وكنت عرب مشواري الوجداين يف خدمة ذكل اجلنإب ال ّ
نس اميت س بوحية ،فأسإرع اىل تقييدهإ وتوظيفهإ يف املؤلفإيت والصلوايت واملداحئ ،فأحبت
أن أرمز هنإ اىل بعض مهنإ :
ُبإب العجإئِ ِب والغرائِ ِب ّ ،الزا ِخ ِر ابلكـ ُنو ِز ال ّول ّي ِة ،بال
احلقيقة احمل ّمدية : يه ع ِ
ستُ ُه ،ومإ ِمن غيب ا ّال ويه قلْ ُب ُه ، س ا ّال ويه ُ ّ احل ا ُلخْروي ّ ِة ،مفإ ِمن ِ ّ ِ ُحدو ِد ّ
السو ِ
وكيف ال وق ِد ان ْطوت عىل العام ِء ،بِمإ ِفي ِه ِمن مهإ ِمه وكهُوف ،فاكن لهإ ِخامرا م ْجنُوان ،
32
المجلس الصوفي لدراسة الشؤون المحمّديّة الحقيقة المحمّديّة
وعن طوا ِر ِق البوا ِر ِق ،بل وعن مدا ِرجِ املعإ ِرجِ ؛ اللّهم ا ّال ي ُصون ُه عن تطفُّ ِل القوا ِف ِل ،بل ْ
دس غُبإ ِرهإ » . عتإب ،فإنْصبا ِب ُق ِ
من تم ّرغ ابل ِ
احلقيقة احمل ّمدية : يه عنيِ املعإين ِة الان ِن ّي ِة ،املُتو ِقّد ِة ِمن زيْ ُتون ِة الكـن ِه ال ْقد ِس ُ ،م ُنذ
اللّحظ ِة ا ُلوىل ،يوم الح ِد ِ ،من الّ ه ِر ا َلز ِ ّيل ،عند احل ْجر ِة ال ِميَّ ِة ِ ،ويه شإ ِخص ٌة
رص ِ ،من عني اىل عني أخْىل » . ش ْطر املُحيَّإ ا ّذلا ِ ّيت وال تزا ُل ،تلْحظُ وتتب َّ ُ
حيثحإت الهُ َّو ،من ُ احلقيقة احمل ّمدية : يه ُكن ِه الغ ْهيُوبة امل ُع َّمإ ِة ،امل ُـ َّ
كزن ُة ُحب ُج ِب ُس ُب ِ
هإت ...ف ِتكل ُّالر ُس ُل مل
حيث لان ا ّذل ِات ،فههيإت وأ ُلف ههيإت ،وأه بال هنإية للتَّأَ ُو ِ ال ُ
غيإر .فقل ُس بحإن الهُ َّوولن ،تُلْ ِقي عىص ال ِتس يإ ِر ِ ،ويه ع ُني النوا ِر ،فكيف ابل ِ
مبجالهإ » .
احلقيقة احمل ّمدية : يه ِمس ُّي اله َُّو اب َلان ا ِذ ادَّّن ،وهُو ابحلر ِم القْىص ،غ ْرب ج ِ
يب
السح ُر يتع ْسع ُس ،والعام ُء يتط َّم ُس ،وال ُكن ُه يتد َّم ُس ، داف املو ِايه النَّو ِايه ُ ،
حيث َّ أ ْص ِ
والت ِحني ُو ُجود وال ِحني ُشهود ،ظ َّل والزال ابلز ِال ،أحدا بِال ِممي ،ون ُقطة بِال ف ْتق
،وذاات بِال ن ُ ُعوت ،ور ْقمإ بِال ِت ْعداد ،ي ْعت ِص ُم ابلعنيِ ِ
عن التَّ ْع ّي ْ ِِني ،كذكل هُو اله َُّو» .
امل و ب ُ ْؤبُؤ اجلالل واالكرا ِم ،من الزال ْت هإم ُة ِِهَّهتِ إ احلقيقة احمل ّمدية : يه ُأ ْقنُو ُم الك ِ
حىت َأ ْصبحت ع ْينإ و َأان ،وابتت ه ِويَّة ومإ ِه َّية ،وظلَّت تتعإىل وتتف َّو ُق وابل ُقرأ ِن تتحقَّ ُق ّ ،
ي ِتمية ُأ ِ ّميّة ،وأحضت اباب و ِحجإاب ،وصإرت ب ْطنإ وظهْرا ،ودامت و ْهجإ ل ّل ِات و ِجهيإ ،مفإ
يب ،ومإ دس :تغ ُُور وت ِغ ُ وب ،ومإ انْفكَّت ْ
عن محإ ِر ِم ال ُق ِ وب وت ُص ُ ب ِرحت الزال ُ :جت ُ
وجتو ُل و ُتطو ُل » .ف ِتئت حول احملإ ِمي :ت ُصو ُل ُ
َص ِمي امل ِشيئ ِة الك ْ ِزني ّ ِة ِ ،ط ْبـــــقإ ِل ُمرا ِد ُس ِ
لطإن احلقيقة احمل ّمدية : يه اخملـــــتإرة ِمن ِ
وب ،واحلإ ِمدُ بيب واملح ُب ُ ا ّذل ِات ،تع ُّشقإ ِمهنإ ِلعيهنِ إ ِ .لي ْنجيل ُمح ّيإهإ لهإ عيإان ،فهو احل ُ
هللا أحدُ ،اي أمحــــدُ ،مفإ ا ِمل ُمي ا ّال ُحجر ُة مجع ِ اال ّحتإ ِد ابلعمإ ِء » .
وامل ْح ُمو ُد ،قل هُو ُ
33
المجلس الصوفي لدراسة الشؤون المحمّديّة الحقيقة المحمّديّة
الس ّيإر ِة ِ
حبقإئق احلقيقة احمل ّمدية : يه ِهز ُة و ْص ِل الاب ِد ابلز ِال ،عىل ْ ِ
منت ّالرقإئِ ِق ّ
طون ،وتتو ّحد العدا ُدهور يف ال ُب ِ صول ،وتند ِمج ّ
الظ ُ عيإن ،حإلام تتّحد ال ُفرو ُع ابل ِال ِ
وص يف الكزن اىل ع ْي ِنيّ ِة الهإ ِء ،قرأان وأزاال ،كام اكن والزال ،ي ُغ ُ
فيؤوب ُ ُ ابلحإ ِد ،
احلق ،كام هُو » . أ ِ
صداف ّ ِ
يكون ،ذاات ون ُعوات ُ ،هويَّة وأ ِن َّية ، احلقيقة احمل ّمدية : يه ابلهُو أان ،حيثُمإ اكن وس ُ
سا ون ُورا ُ ،خلُ ًّوا و ُجلُ ًّوا ،أزاال و ُأبُودا ، ع ْينإ و ِمثإال ُ ،عـلُ ًّوا ونُ ُزوال ،ب ُ ُطوان ُ
وظهُورا ًّ ِ ،
وانسوات ،ح ِقيقة ُوروحإ ،قلْبإ ولُبإاب ،ن ْفسإ وجسدا و ِلسإان ،معإمة قرأان وفُرقإان ،الهُوات ُ
و ِنعإال » .
34
المجلس الصوفي لدراسة الشؤون المحمّديّة الحقيقة المحمّديّة
37
المجلس الصوفي لدراسة الشؤون المحمّديّة الحقيقة المحمّديّة
ون ن ُقط ِةاملصون ِة يف مكنُ ِ ُوت املضْ ُنون ِة ُ ، احلقيقة احمل ّمدية : يه ُصلْ ِب هإ ِء الهإه ِ
وت ،واملتج ّال ِة يف ن ْز ِةل ُون الط ّ ِي ،الـ ُمتخ ّال ِة يف ُم ِحيطِ قإ ُم ِوس الهب ُم ِ التَّجري ِد ،بِب ِ
طن ن ِ
دو ِر ِم ِمي الن ُّ ُشو ِر . » ..
قإن ، احلقيقة احمل ّمدية : يه تورا ِة قُرأ ِن ال ُكن ِه ،يف ِكتإب مرقُوم ،قبل ف ْج ِر ُبزُ ِر ال ُفر ِ
لك يشء أحصينإ ُه يف امإم ُمبني » . تإب ِمن يشء ،و َّ يف ِرق م ُنشور ،مإ ف َّر ْطنإ يف ال ِك ِ
الس بع ِ الـ َّمثإين ، در ،قبل ُطلُوعِ الف ْج ِر ،يف ُ ْمجع ِة َّ احلقيقة احمل ّمدية : يه ِوتْ ِر ليإيل الق ِ
املُؤ ِ ّذن ِة اب ْسال ِم اال ْسا ِء ال ُفرقإين ِ ،من بع ِد غ ْفر ِان الكه ِْف ال ُقرأين . » ..
ُّوس ،امل ُ ْ ِ
رشق عىل ذ ّر ِات ُالو ُجو ِد غيبإ ِ ،من امل ال ُقد ِ
احلقيقة احمل ّمدية : يه ُشعإ ُع ج ِ
جإب ال ْسام ِء ،و ِقنإعِ ال ِ
فعإل . » .... ورا ِء ِح ِ
يوب ،ا ِذ العام ُءخال ِة يف ط ّ ِي جتري ِد اجلُ ِ وب ،الـ ُمت ّ احلقيقة احمل ّمدية : يه ن ُقط ُة قُر ِء ال ُغ ُي ِ
ُوت ،ت ُم ُور مورا ،ترتىق فتتَّ ِحد فتتحقق ابل ُكن ِه فالك الهإه ِ يغ ُُور غورا ِ ،ويه يف َأ ْوجِ أ ِ
طورا فطورا ،وب ْطنإ فب ْطنإ . » ...
احلقيقة احمل ّمدية : يه ُمنهتيى بوا ِر ِق العز ِ ِامئ الك ِثي ِبيَّ ِة ِ ،من بع ِد مإ تتَّ ِحد دوائِ ُر ا ِمل ِمي
ِسإط ن ُقط ِة البإ ِء ،فيإ ِللحّي ِة وال ِتّي ِه ،واي ِللْو ِهل والهُ ّيإ ِم ،فإهلل هللا هللا ابلهإ ِء ،وينط ِوي ب ُ
عليه . » ...
احلقيقة احمل ّمدية : يه رق ُمي مإ ِهي ِة الهُوي ّ ِة ،املكنُوزة يف أ ِ
صداف ِحب ِإر النّإه ِ
ُوت ،
ون قرأ ِن اله َُّو ،كام هو ،ومإ أدراك مإ هُو . » .. م ُصونة ِب ُك ِ
لك ّذرة مبإ كسب ْت ،قلب ُالو ُجو ِد ّالرا ِعي ِلل ُمدُ و ِد ،القإئِمة عىل ِ ّ
احلقيقة احمل ّمدية : يه ُ
فلوالهإ مإ س بح ْت نوا ٌة يف فل ُكوهتِ إ وال س بَّح ْت ،وال غ ْرو فإمل ُ ْبتدى ِمن ِمدا ِدهإ الو ْح ِ
داين
،واملدى اىل م ْح ِت ِدهإ الص ْم ِ
داين » .
38
المجلس الصوفي لدراسة الشؤون المحمّديّة الحقيقة المحمّديّة
وح سعإد ِة احليو ِان ،املتجال ِة بِنفإئِ ِس امجل ِإل ،وفرا ِد ِيس احلقيقة احمل ّمدية : يه ُر ُ
صإل ،فليس النَّع ُمي وال ُنس ا ّال مإنفح ْت ِب ِه ألطإفهإ ،اذا مإ تدلّت فتجلّت عىل اال ِ
ماكن ّ ِالو ِ
وجنإان و ُكثبإان . » ... ،ر ْمحة واحسإان ،دُنيإ ِ
احلقيقة احمل ّمدية : يه َأ ُّم املُدو ِد ،القإئِمة ابجلُـو ِد عىل ُالو ُجو ِد ،من ال ت ْع ُز ُب عن
سمدا » . وت ،مددا ُم ْ وت وال اجل ُرب ِكل وال املل ُك ِ طإن ا ْحسإ ِن ِه ذ َّر ٌة ،يف امل ُ ْ ِ
ُسلْ ِ
نسإب ِ ،رتْقة َص ِديّة ،بإب وال ِ الطلق ُة ال ِوتري َّ ُة املُج َّرد ُة عن الس ِ احلقيقة احمل ّمدية : يه َّ
الس بُّ ِ ِ ّ
ويح رش ُق اب ّاي ِة احمل َّيإ اليُّ ِ ِ ّ
ويح تتج ّىل ،وتغ ُْر ُب يف عنيِ ال ُقرأ ِن ُّ ال رشِقـ ًّية وال غ ِرب ّية ،ت ُ ِ
خىل . » .. تت ّ
وحإين النَّ ِ ِ ّ
وراين احلقيقة احمل ّمدية : يه عني ا ّذلات العامئ ّي ِة اجلردا ِء ،املز َّم ُةل ِ ّ
ابلشعإ ِر ّالر ِ ّ
نسإين ِ ،ل ْتس توي عىل رقإئِ ِق العإملني ت ُّزنال ،وا ّال النْعدم ،وامل ُ َّد ِثر ُة ِ ّ
ابلس تإ ِر ا ِجل ِ ِ ّ
سامين اال ِ ِ ّ
الكيإن . » ..ُ
احلقيقة احمل ّمدية : يه انسإن عنيِ نظ ِر ا ّذل ِات اىل عيهنِ إ ،من غدت ِللعنيِ اك ِملرأ ِة ،
وب وب العام ِء ،وم ِ
تإهإت ُج ُي ِ ون ال ُك ِهن َّي ِة ِ ،من ُط ُم ِوس غُ ُي ِ شعإعإت مخإئِ ِل ُّ
الش ُؤ ِ ُ ت ْنج ِيل هبِ إ ا
طالق. » .. اال ِ
ائك ال ُكثبإ ِن ّي ِة ُ ،لنْه الوس ي ِةلاملنإظ ِر الاننيَّ ِة ،عىل الر ِ احلقيقة احمل ّمدية : يه واهج ِة ِ
مس ِمن م ْغ ِرهبِ إ ، الش ُ رش ُق ّ ال ُعظمى ،حيثُام تتك ّح ُل النّو ِاظ ُر ِ
جبالل ُس ُبحإهتِ إ ،حإلهإ ت ُ ْ ِ
السإعـ ُة . » ...وعندهإ ت ُقوم ّ
حيث القدا ُم اذلاتِ َّي ُة تتأل َّ ُق فتتحقّ ُق زيل ُ ، خيل ال ّ احلقيقة احمل ّمدية : يه بنت التّ ّ
الهإهوت ،تأنُّـنإ وجتنُّنإ ابلكنُو ِز ِّ ِ ،هة أح ِديّة ،ِ فترتت ُّق بِال ُمنهتيى ،ت ْس ب ُح ِيف ُس ُب ِ
حإت
ريب يُط ِع ُمين ويس ِقيين . » ..
ِيت عند ّ وهنمة أ ْمح ِديّة ؛ ا ّين أب ُ
ْ
39
المجلس الصوفي لدراسة الشؤون المحمّديّة الحقيقة المحمّديّة
مس العظ ِم الهُواين ،املُؤ ِنّ ِن ِلعنيِ ا ّذل ِات ،قبل ُطلُوعِ
احلقيقة احمل ّمدية : يه اال ِ
الش ِ
مس ،وبعد غُروهبإ . » .. ّ
حيث أ ّن املُبتدى ُمنهتيى احلقيقة احمل ّمدية : يه أية اجعإ ِز مدا ِر ِك ال ُفهُو ِم وال ُعلُو ِم ُ ،
إبق بوا ِر ِق ّالرقإئِ ِق واحلقإئِ ِق ،اىل ع ِرش غإايت ُع ُروجِ العز ِ ِامئ والهِم ِم ،فبإت قص ُب تس ِ ِ
ِش ْس ِعهإ العىل . » ..
احلقيقة احمل ّمدية : يه ن ُون الهُ ِوي ّ ِة و ُك ْهنهإ ،ومإ ِهية ا َل ِن َّي ِة وو ْهجهإ ،وه ِويَّة النُّ ُع ِ
وت
وه ُّوهإ . » ..
40
المجلس الصوفي لدراسة الشؤون المحمّديّة الحقيقة المحمّديّة
عوت ِ ،من ِ
قبل تب ُّ ِ
رص قإن ،املن ُقوشة عىل قلْ ِب النُّ ِ
احلقيقة احمل ّمدية : يه قرأ ُن ال ُفر ِ
وب ،و ِمن بع ِد تأَ ُّوجِ املعإ ِرجِ يف املدارجِ ُ ،
حيث ال ُمنهتيى ،و ْلو تص َّمد ِت الو ُح ِ
وت ابل ُغ ُي ِ
العزا ُمئ . » ..
س وال احلقيقة احمل ّمدية : يه وحيد ُة ا ِجل ِنس ال ِلمكل وال ِج ّن وال انس ،وال ِمن ِ ّ
ِ
عن اللَّطإئِفِ
يب معنإ ُه ِ ،ن ُور وال أثر ،حقًّإ ال ِجبسد وال ُروح ،وال ..ال ..الُ ،..كن ٌه ي ِغ ُ
واملعإ ِر ِف ،فأّن هبِ إ . » ..
الكـزن ا ّذلا ِ ّيت ،من َأ ْرشق ْت هبإ ع ُني ال ِنـ َّي ِة بعد عامهئِ إ ،
احلقيقة احمل ّمدية : يه ُس بحة ِ
فأ ْصبح ُالو ُجو ُد وزال العد ُم ،ومإ زال » .
احلقيقة احمل ّمدية : يه قُ ْط ُب رىح الكو ِان ،ومرك ِز دور ِان تـ ّيإر ِات الو ِان ،وكيف
ماكن أبدع ِم ّمإ اكن . » ..س الهُ ُيوىل ،ون ُُور الهبإ ِء ؛ فليس يف اال ِ
ال ،ويه ِ ُّ
وب يف أسا ِر ا ّذل ِات َِ ،ضن أس تإ ِر احلقيقة احمل ّمدية : يه ِ
َض ُّي الغ ِ
يب ،احمل ُج ِ
ومإيه ا ّال وا ِحد ٌة . » ..
وت ،وأسوا ِر الاث ِر ،ومإه ُّن ا ّال هُو ِ ،
النُّ ُع ِ
ُ
الض ْئ ِضئ ال ِ ّم ّي ،املهميِن عىل رقإئِ ِق ُالوجو ِد ِ ،حيطة ُّالروحِ
احلقيقة احمل ّمدية : يه ِ
يإت واملُدُ و ِد » .
ا َل ْقد ِس ابلتَّج ِل ّ ِ
طن الهُ ُيوىل ا ُلوىل ،أ ْصال وا ْجامال ،مفإدام ْت ُده ُُور ُّ
الظهُو ِر ، احلقيقة احمل ّمدية : يه ب ُ
أ ْسارا و َأنْوارا وأاثرا ،ا ّال هبِ إ » .
رات النَّورا ِنـ ّي ِة ،اجلإ ِمع ُة لِلتّاكثُ ِر الب ِد ِ ّي ،ف ِمهنإ
احلقيقة احمل ّمدية : يه ِوحد ُة التَّص ُّو ِ
قدس الح ِد . » .. والهيإ وهبإ ،نتَّ ِحدُ فنتوحدُ فنتأحدُ ،وال غ ْرو فهيي ِصبغ ُة ِ
41
المجلس الصوفي لدراسة الشؤون المحمّديّة الحقيقة المحمّديّة
الضيإف ِة الال ُد ِن ّي ِة ،يوم َّالزو ِر ا َلعْظ ِم ،و ّ ِالرضو ِان الك ِرب
ثيب ِّ
احلقيقة احمل ّمدية : يه ك ُ
الرش ِاب » . الطعإ ِم و ّالسإيق ،بل ويه ع ُني ّ البإب ،و ّ ،ويه يومئذ الوس ُ
يةل ،و ُ
وغر ُة الوج ِه املر ُم ِوز ابلسام ِء ،فم ْنذا
احلقيقة احمل ّمدية : يه كن ُه ال ُكن ِه املكنُ ِوز ابلعام ِء ّ ،
ّاذلي ج ّالهإ اذا خ ّالهإ ،مفإ للهُو ا ّال يه ،أان لهإ أان لهإ . » ...
ِ
اللكامت إت ،املُحيط ُة بقوا ِم ِيس
اللك ّي ِ احلقيقة احمل ّمدية : يه ن ُقط ُة قُرأ ِن احل ِ
ُروف ُ
فعإل ِمن السام ِء » .نإس ُل ال ِ الص ِ
فإت ،مإدام ت ُ إمإت ،ه ْيمنة ا ّذل ِات عىل ّ
التّ ِ
ؤون ،فإذا نطقت أعْرب ا َلانالش ِ مس ا ّذل ِات مبقتىض ُّإطق اب ِ احلقيقة احمل ّمدية : يه النّ ُ
،واذا َصتت أ ْجعم اله َُّو » .
املطر ِز
وب ،و ّ لبإس ال ُكـن ِه القد ِس ،املدب َّ ِج ب ُِس ُب ِ
حإت ُالو ُج ِ احلقيقة احمل ّمدية : يه ُ
وَض ِّي املقإ ِم » .احلإل ِ ،
ِلسإن ِبأرقإ ِم القرأ ِن ِ ،لتدُ َّل عىل الهُـو ،ب ِ
ون ا َل ِزل َّي ِة امإمإ . احلقيقة احمل ّمدية : يه دهيْ ُ ُور احلُضُ و ِر خلْف ُّ
الس ُت ِور ،ت ُقو ُم ُّ
ابلش ُؤ ِ
فإللك يف فل ُك ِ
وت ا ْطال ِقهإ ا ُل ِّم ّ ِي ي ْس ب ُحون » . ُّ
ِ
لك املعإين االماكن ّية ،امجلإلية مهنإ واجلاللية والكامل ّية ، احلقيقة احمل ّمدية : يه كنه ّ
مبقتىض ال ّميّة الهويّة ،الس ّيإرة يف مجيع املبإين » .
احلقيقة احمل ّمدية : يه طور أقدس أمعهيي جمرد ،تقرص عنه املعإرج وتتيه فيه
املشإهد ،وتغرق دونه املعإرف ،فإن قلت ذات فهو جمالهإ ،وان قلت صفإت فهو
خمالهإ ،وان قلت أاثر فهو موالهإ ،فقل فيه مإ تشإء فأنت حمق » .
الصفإت عىل ا ّذلات ،
احلقيقة احمل ّمدية : يه عمل العالم ،الّ ال عىل الكنه دالةل ّ
وكيف ال ،والنور عىل حم ّيإهإ يلوح ،هإؤم اقرؤوا كامليه . » ..
42
المجلس الصوفي لدراسة الشؤون المحمّديّة الحقيقة المحمّديّة
احلقيقة احمل ّمدية : يه أمر ال يتكيّف وال يتصور واليتومه واليدرك ّ ،
فلك مإ خطر
ببإكل فإحلقيقة احمل ّمديّة خالف ذكل » .
خالصة
ونس تنتج من ّ
لك تكل التّعإريف االلهإميّة ،أ ّن احلقيقة الس ّيإديّة ّمحإةل أوجه ّ ،
فلك فرد من
اليشء اذا غإرت بواطنه ،وتطلسمت هويته ، العإرفني يعرب عهنإ بقدر عرفإنه ؛ علام أ ّن ّ
فإن ّه تكرث فيه االحامتالت ،وتتعدّد فيه احلدود ،وكذكل هو ّ
الشأن يف هذه احلقيقة العزيزة
املع ّمإة .
يعرب به عن مدى فال تاكد تلفى عإرفإ عىل مدى العصور ،ا ّال وجتد هل تعريفإ مبتكرا ّ ،
لكن كنه
الصواب ،و ّ لك تكل التّعإريف عىل ّ فتحه بتكل احلقيقة العل ّية ،وال ريب أ ّن ّ
لك ذكل ،وتراهيم ينظرون اليك ومه ال يبرصون . الكنه من وراء ّ
السإدة مإييل :فنس تخلص من تكل اللقإب اليت ذكرهإ ّ
الس " احلقيقة احمل ّمديّة * الان * الهو * الكزن * العامء * احملتد * الهبإء * الهيوىل * ّ
احلق * ّ ّ
* القدس * النقطة * البإء * الوجود * الغإية * الوجه * الكنه * املإه ّية * الوحدة * العقل
* الكهف * احلجإب * الرقمي * اليم * ا ّذلايت * الحدي * الربزخ * البإب * املركز * أدم
الكرب * العني * القرءان * حقيقة احلقإئق * اجلوهرة اليتمية * روح القدس * النّورا ّذلايت
* النّإموس العظم * أم الكتإب * نور النوار * نون * جمىل اذلات * مرأة اذلات *
س االرادة * الظ ّل * غيب الغيب * الفيض القدس * القطب العىل * االمس العظم *
االنسإن الاكمل * فكل احليإة * احلق اخمللوق به * الب الكرب * اجلوهر الفرد * الظل
الول * طلعة احلق ...
43
المجلس الصوفي لدراسة الشؤون المحمّديّة الحقيقة المحمّديّة
ولقد كرثت وتش ّعبت اللقإب فهيإ ،ولكن ال مشإحة يف املس ّميإت ،فسيبقى املعىن
تنوعت العبإرات واالشإرات ،أال وهو " احلقيقة احمل ّمديّة " » .
املقصود واحدا ،وان ّ
فذلكة
-احلقيقة احملمدية :ويه من اصطالح العإرفني خصوصإ ،ولقد نشأت منذ عهد السلف
علهيم الرضوان ،ويه أشهر مإ يشإر به اىل حقيقته احملمدية ؛ وقد يشّي لهإ البعض ،
من ابب الدب ،ابحلقيقة الس ّيإدية » .
-الس احملمدي :وذكل ملّإ اكن هل ّ
سا وعالن ّية ،بل أسارا وعالن ّيإت ،أشإر السإدة
ابلس ،مع أ ّن اس تعامل هذا اللّفظ ـ ّ ّ
الس ـ نس يب عندمه ،فقد يراد به مإ هو اىل حقيقته ّ ّ
أعلن من الكنه املكنون ،من السار الخرى الالمتنإهية ؛ وقد يعربون عنه بـ "س
السار " » .
-البإطن احملمدي :و كذكل كام حلرضته ظواهر وبواطن ،فإهنّ م يشّيون ببإطنه
اىل احلقيقة البعيدة ،وذكل نس يب أيضإ ،فقد يشّيون به اىل احدى بواطنه الروحإن ّية ،
أو اجلسديّة ،اليت يه أظهر من كهنه الانين » .
-الكنه احملمدي :وهذا من جنس مسمى احلقيقة احملمدية ،وهو يف معرض االجعإم
واالهبإم ،ل ّن كنه اليشء هو :حقيقته أو هنإيته ،فكنه حرضته ، يه تكل احلقيقة
اليت غإبت يف غإابت الزال » .
-الهويّة احملمدية :والهوية هنإ بالك املعنيني ،ا ّمإ الهويّة بضم الهإء املش تقة من َضّي
الغإئب هو ،ويعرب هبإ عن احلرضة الغيبية اذلاتية ،وكذا حلرضة مظهرهإ ؛ أو الهويّة
املتعإرف علهيإ حديثإ ،اليت تعين أصل يشء أو انامتءه ،وكذكل ا ّن احلقيقة احمل ّمدية يه
احلرضة الصل ّية اليت ينمتي الهيإ . »
44
المجلس الصوفي لدراسة الشؤون المحمّديّة الحقيقة المحمّديّة
-حرضة الان :والنية مش تقة من َضّي املتلكم أان ،فهو يشّي اىل حرضة ظهور اذلات ،
فكن اذلات ملإ انفجرت من غهيوبة كزنيهتإ ،تقول هإ أان ذا ،ومإظهورهإ اال مبجالهإ
احملمدي ، مفن هنإ مسي ابلان ،وهذا اللّقب هو حلقيقته حقيقة ،ولتزنالهتإ
ومظإهرهإ جمإزا » .
-حرضة العامء :والعامء هذا مأخوذ من معى العني ،وهو غّي العامء املذكور يف احلديث
املشهور ،وهو من ابب تسمية اليشء بالزمه ،ل ّن العامء شأن من شؤون حقيقته ،
وهذا يدل عىل العجز واحلّية والضالل » .
-ا ّذلات احملمدية :ويه أصدق وأحق وأطبق ،مإ جيب أن تسمى به احلقيقة احملمدية ،
لن ذات يشء يه :حقيقته وعينه اليت هبإ يمتزي عن سواه ،وان ذاته حقيقة ليست
هيلكه اجلسامين الزهر ،اذلي تزنل به علينإ ،وال روحه العىل اذلي تزنل به عىل املال
العىل ،ولكن يه حقيقته اليت برأته املشيئة اذلات ّية علهيإ ،منذ حرضته الحدية العتيقة .
وكذكل للتنإسب ،لكونه مظهرا للات االلهية ،بذاته العلية . ومظهرا للصفإت
التزنلية ،بصفإته . »
-املعىن احملمدي :وهذا قد يشّي به بعض اجلإمعني بني البحرين ،كتزنل منه وتنويع يف
التعبّي ،وللك تعبّي عبّي ،وكهنم جعلوا املعىن البإطن ،مقإبال للمبىن الظإهر ،وهو
وان اكن تعبّي عإم ،لكنه اييت بألكه للعإمة ،وقد اس تعمهل صإحب الربدة بقوهل :
أعيـــإ الـــورى فهـــم معنـــإه فلـــيس يـــرى للقـــرب والبعـــد فيـــه غـــّي مـــنفحم
ولنكتفي هبذه السامء لشهرهتإ وتداولهإ ،بني سالطني العرفإن .ويبقى العديد من تكل
املسميإت الوضعية ،وأكرثهإ مش تق من شؤوهنإ وأطوارهإ ؛ ومثإل ذكل :
-حقيقة احلقإئق :وذكل اشإرة اىل مجعهإ للتجليإت الالهوتية ،املعرب عنه مبقإم المية ،أو
حملتديهتإ احمليطة ابلرقإئق الكونية ،فهيي جبمعيهتإ اذلات ّية حقيقة ّ
للك احلقإئق . » ..
45
المجلس الصوفي لدراسة الشؤون المحمّديّة الحقيقة المحمّديّة
-النّور ا ّذلايت :وهو امس مقتبس من كامالت احلقيقة احمل ّمديّة ،وهو كوهنإ خلقت بتجيل
الصفإت ،مفن هنإك لقبت هبذا اللّقب ،اذلي هو من ا ّذلات ،وغّيهإ من جتيل السامء و ّ
أعظم مإ مسيت به احلرضة احمل ّمديّة ،ولقد ات ّفق مجهور العإرفني عىل هذا » .
-االنسإن الاكمل :وهو مصطلح عفوي مقتضإه التقديس والتعظمي ،ابعتبإر منإس بة
الصورة البرشية ،أ ّمإ يف احلقيقة فهو نور حمض ،ولقد ذاع هذا املصطلح يف مؤلفإت
العإرفني ،وان اكن خالفإ للوىل ».
-النّور احملمدي :وذكل ابعتبإر اجلنس ،وانطالقإ من حديث ( أول مإ خلق هللا نور
نبيك اي جإبر ) اذلي وان علّلوا مبنإه ،ولكن معنإه أحق من احلقيقة ».
-احلق اخمللوق به :أي اخمللوق به لك يشء ،فإحلقيقة احملمدية يه حق ،من أي اعتبإر
أردهتإ ،س تجدهإ حقإنية ،كيف ويه مظهر للحق تعإىل .ولقد جإء هذا الامس يف النص
الرشعي ،كام يف حديث التشهد { ..وأشهد أن س يدان وموالان حمدا حق .» }..
-احلب :وذكل ملإ اكن منشأهإ من جتيل احلب ،املشإر اليه يف حديث الكزني ّة ،اش تقوا
من ذكل مسام ذلكل النور الول .كام قإل الش يخ عبد هللا خورد يف كتإبه حبر احلقإئق :
« احلب :هو احلقيقة احملمدية ،اليت قد يعرب عهنإ ابلعشق » .
-حرضة الغيب املطلق :لكوهنإ خليفة مثإلية عن اذلات يف الظهور والبطون ،واذلات
تقدست يه غيب الغيوب ،مفن هنإك اكنت حقيقته غيب حىت عن أهل الغيب ،
والن أهل املال العىل يطلبونه كام نطلبه حنن تعإىل يف مسوه ».
-حرضة الوحدة :وذكل ابعتبإر التّجيل التّوحيدي ،القإمئ اكلربزخ مإبني قوس الحديّـة
ا ّذلات ّية ،والواحديّـة الصفإت ّية االماكنـيّـة ،وهو املعين يف الصالة املشيش ية بـ ( واغرقين يف
حبر الوحدة ) ».
46
المجلس الصوفي لدراسة الشؤون المحمّديّة الحقيقة المحمّديّة
التعني الول :وذكل ابعتبإر ظهور ا ّذلات من العامء ،حيث أ ّن النّور احمل ّمدي القدس ّ -
هو أول مظهر ع ّينت به احلرضة ا ّذلاتـيّـة ،وهذا املصطلح شإئع عند امجلهور ».
-النت :هو امس عمل عىل احلقيقة احمل ّمديّة ،حإل جتليإهتإ يف عإمل الواحدية ،وهو مش تق
من َضّي اخملإطب "أنت " كام هو الشأن يف َضّي " أان " الّ ال عىل طور الوحدة ،
وَضّي " الهو" الّ ال عىل طور الحدية ».
-فكل احليإة :وهو يشّي اىل نور الوجود ،اذلي قإم به عإمل االماكن احلديث ،وذكل
لكونه هو مإدة االجيإد واالمداد ،ولقّة التعبّي عن هذا قإلوا :بأ ّن احليإة هذه اليت
تدب يف الكون ،انّام هو فلكهإ أي عيهنإ ،واش هتر هذا املصطلح س يدي ابن قيس ومن
بعده ».
-االمس العظم :ومعنإه أن ّه جمىل الهوية ا ّذلاتية ،املعرب عهنإ يف طور التعريف ابالمس
لك من حتقق ابمس من السامء االلهية يلقب به ،لقّبت احلقيقة احمل ّمديّة العظم ،وملّإ اكن ّ
ابالمس العظم ،من حيث جمالهإ للكنه ،أ ّمإ من حيث جمالهإ لن ّية ا ّذلات ،فهيي جمىل
للفظ اجلالةل ( هللا) اذلي هو عمل عىل ا ّذلات القدس وذكل ».
-الفيض القدس :نس بة اىل فيوضإت ا ّذلات القدس ،لكونه متفرد ابمداداهتإ ال ّميّة،
الصفإيت املقدس ،وهذا من ابب تسمية اليشء مبحتده». وسواه انّام ينسب اىل الفيض ّ
-النّقطة :اشإرة اىل نقطة التجريد الحدي ،وهل دالةل أخرى مرموزة بنقطة ابء االبتداء ،
ولكهام يطلق عىل احلقيقة احمل ّمديّة ،فتإرة يلقبوهنإ ابلبإء ،واترة يسموهنإ ابلنقطة جمردة
ويف هذا يقول الش يخ اجلييل يف كتإبه (الكهف والرقمي)ّ :
لك مإيف القران فهو يف الفإحتة ،
ولك مإيف الفإحتة فهو يف بسم هللا الرمحن الرحمي ،و ّ
لك مإيف بسم هللا الرمحن الرحمي فهو
لك مإيف البإء فهو يف النّقطة اليت حتت البإء؛ ولقد درجت يف بعض معإرج يف البإء ،و ّ
الغيب فأشهدين احلق تعإىل صورة النقطة يف عإمل القدس عنه ،فإذا يه عىل صورة
احلقيقة احملمدية ».
47
المجلس الصوفي لدراسة الشؤون المحمّديّة الحقيقة المحمّديّة
-العني :ويه مبعىن ذات اليشء ،وملّإ اكن النّور احمل ّمدي جمىل للحق تعإىل ،وصف بأن ّه
عني ل ّلات القدس ،وسواه عني للصفإت أو الفعإل ».
السإدة
-العقل الول :وهو مأخوذ من حديث ( أول مإ خلق هللا العقل ) ..فأ ّوهل ّ
العإرفون ،بأن ّه النّور احمل ّمدي النفس ،والعقل شأن من شؤون حقيقته املقدسة » .
-القمل العىل :وهو كذكل مس تنبط من حديث (أول مإ خلق هللا القمل) ولقد أ ّوهل ّ
السإدة
كذكل ،بأن ّه احلقيقة احمل ّمديّة املقدسة ،والقمل انّام هو شأن من شؤوهنإ الالمتنإه ّية ».
-روح القدس :وهذا االمس هو املشإر اليه بقوهل تعإىل ( قل ّنزهل روح القدس من ربك
ابحلق ) وهو يف التحقيق يطلق عىل الروح العظم ،ال عىل احلقيقة احمل ّمديّة ،ولكن
البأس من ابب تسم ّية اليشء ببعض أجزاءه ،كام ّمسي هبذا االمس س يدان جربيل عليه
السالم ،وكام مسي ابلقمل وابلعقل وابلنون وابلعرش ...ويه أجزاء منه ،ولكن
السالم مإ مسي هبذا االمس ا ّال ملّإ اكن جمىل ّللروح العظم ،وذكل من
س يدان جربيل عليه ّ
ابب تسمية اليشء مبحتده ».
لك الكوان ،ومسي ابلكرب -الب الكرب :وذكل لكونه هو أبو العإملني ،أي مإدّة تكوين ّ
مقإبال للب الصغر ،وهو س ّيدان أدم عليه السالم أبو البرشيّة ،ومهنم من يس ّميه بأدم
يؤول اليه حديث ( خلق هللا أدم عىل صورته ) ». الكرب و ّ
-طلعة احلق :وهو اشإرة اىل املظهرية العينيّة ،واليت يه أحق دليل عىل احلق تعإىل ،
ويرمزون الهيإ بقوهل ( من رأين فقد رأى احلق ) ولهذا االمس مرادفإة أخرى مثل ( رداء
الكربايء ) و ( س بحة احمل ّيإ ) ..ويس تأنس هنإ حبديث ( أوليإء هللا اذلين اذا رؤوا ذكر
هللا ) مفإابكل بس ّيد النبيإء واملرسلني ،فكيف تكون داللته عىل احلق س بحإنه ،الس ّيام
وأن ّه جمىل ا ّذلات الكربى ».
48
المجلس الصوفي لدراسة الشؤون المحمّديّة الحقيقة المحمّديّة
تنبيه :
السإدة ،أن بعض اللقإب اليت تطلق عىل احلقيقة احمل ّمديّة ، وليتيقظ البإحث يف كتب ّ
قد تكون عفوية بعيدة الّ الةل مثل :
ّ -الروح العظم :وهو من املصطلحإت البعيدة الالةل ،حيث أ ّن ّالروح مإيه ا ّال من
بعض تعينإت احلقيقة احمل ّمديّة ،حإل تزنلهإ عىل املال العىل ،فاكن وال ب ّد للتنإسب
اجلنيس .
والتحقيق يف ذكل أ ّن للحرضة احمل ّمديّة ثالثة أطوار :
طور احلقيقة احمل ّمديّة :وهو ا ّذلات الصلية اللك ّية احمل ّمديّة ،ويسمى ابلكنه أو
الس أو الهو أو الان ..ويوصف ابلعامء والبحتية والرصافة والولية .» ..
تعني من احلقيقة احمل ّمديّة ،ويسمى ابالنسإن طور الروح القدس :وهو نور روحإين ّ
الاكمل أوأ ّم الوجود أو روح الرواح ..ويوصف ابلنورانية واللّطإفة والتجليإت .» ..
تعني من حرضة الروح الرشيف :وهو جسد أديم بديع الصورة ّ ، طور اجلسد ّ
الكرم ،ويسمى ابلسامء املدّ واةل عند أهل الظإهر ..ويوصف ابلوصإف املشهورة يف
الشامئل ».
ّمث ان ّه يوجد بعض املسميإت مشرتكة الالةل ،بني الطوار الثالثة مثل ( الواسطة العظمى
،والنور ،ولفظ القداسة ـ س يدان حمد ـ لكونه عمل عىل احلرضة احمل ّمدية بلكّهإ . ) ..
وعليه فيجب احرتام املصطلحإت ،والتّدقيق يف مدلوالهتإ العرفإن ّية ،فال جيوز أن ننسب
مإهو للحقيقة للروح وال العكس ،والسبب السإس من وراء هذا اخللط ،هو مإ يعإنيه
هذا الفن من السطح ّية يف الّ راسة .
49
المجلس الصوفي لدراسة الشؤون المحمّديّة الحقيقة المحمّديّة
يف حني أن ّك لو ذهبت اىل أي عمل من العلوم ،جتد فيه الـ ّدقّـة يف املصطلحإت والتّبويب
،وجتد من حوهل أرابب يذودون عن مسإئهل ،ويشدّدون يف االنتقإد عنه ،خبالف عمل
التصوف بسإئر فنونه الكثّية ،ولكهنإ وللسف ال جتد من ينإحف ّ
حت عن مصطلحإهتإ .
-المحدية :وهنإك كثّي من الاكبر من يعرب عن حقيقته ابلمحدية ، وعن تزنالته
الصورية ابحملمدية ،كس يدي ابن عريب والكتإين والتجإين ..قدس هللا أسارمه .
واىل هذا يشّي س يدي ابن عريب قدس هللا سه بقوهل « :الوجود لكه هو احلقيقة
احملمدية ،وان النـزول مهنإ الهيإ وهبإ علهيإ ،وان احلقيقة احملمدية ،يف لك يشء لهإ وهجإن :
وجه حمدي ،ووجه أمحدي .
فإحملمدي :علمي جربائييل ،والمحدي :اميإين رويح أيم ...وان التنـزيل للوجه احملمدي
،والتجيل للوجه المحدي ».
التأصيل
والن قلت :ومإ الّ ليل عىل وجود احلقيقة احمل ّمديّة ؟
الرشع ّية ،مل ترصح ابحلقإئق تفصيال ،وامنإ َضنهتإ يف فس نقول :اعمل أوال أ ّن املصإدر ّ
الظإهرة ،وعل ّمهتإ برموز دقيقة ؛ وذكل لقرص العقول العإديّة ،عن تقبل السار النّصوص ّ
ّالرابن ّية .
وا ّال ،فأين الّ ليل عىل ا ّذلات وشؤوهنإ ،يف ظإهر الايت واحلديث ،مع أ ّن معرفة
ا ّذلات يه املقصود ،يف حني جتد القرأن اجمليد ،يطنب يف قصص فرعون ،وابليس .
وعليه مفن أراد التّعرف عىل احلقإئق ،فال ب ّد هل من الغوص يف طمطموت القرأن العظمي ،
ومن هنإك تقتىن الكنوز ،حيث احلقيقة والبطون ّ
الطليقة َ.
وكفى بـقوهل ( : اين لست كهيئتمك ) دليال ،أي أ ّن هيئيت خمإلفة لهيئإتمك اجلسامن ّية
مهنإ و ّالروحإن ّية ،وان ّام أان نور س ّب ّ
ويح .
50
المجلس الصوفي لدراسة الشؤون المحمّديّة الحقيقة المحمّديّة
ريب ،يطعمين ويسقيين ) أي أ ّن وجودي احلقيقي هو ويؤكدهإ قوهل ( : ا ّين أبيت عند ّ
ريب ،و ّالر ّب هو احملتد ،وحمتده يه ا ّذلات القدس ،وذكل هبيأته الن ّية ، يف رفقة ّ
ال ّيت تؤههل للمواصةل العينيّة »َ.
وكذكل الهيإ االشإرة بقوهل ( : يل مع هللا وقت ،ال يسعين فيه :مكل مقرب ،وال ّ
نيب
حىت عن ّالروحإن ّيني واملقربني ،ا ّال احلرضة مرسل ) ومإ هذه احلرضة ال ّيت يتفرد فهيإ ّ ،
احلقإن ّية »َ.
والهيإ االشإرة حبديث الول ّية املشهور ( أول مإ خلق هللا نور نبيك ايجإبر) وهو وان علّهل
سإداتنإ احمل ِدثون ظإهرا ،فقد حصحه سإداتنإ احملدَّثون ابطنإ ،فال خيتلف عىل تصديقه
اثنإن من العإرفني ،فإن حصة املعىن لهإ مصداقية كبّية عند أهل التّحقيق .
فهذا احلديث هو من أرخس السس ،يف الّ الةل عىل وجود النّور احمل ّمدي ،املس ّمى
ابحلقيقة احمل ّمديّة ،وتؤيّده عدّة نصوص ظإهرة وابطنة ،مثل أية ( قد جإءُك من هللا نور
وكتإب مبني ) وكذا أية النّور ( مثل نوره مكشاكة فهيإ مصبإح )..ابلوجه اذلي يُرجع
الضمّي اىل النّور احمل ّمدي ،بكونه هو مثإل النّور االلهيي ََ.
وكذكل حديث (كنت نبيإ وأدم بني ّالروح واجلسد ) أي كنت موجودا قبل خلق
الجسإد ،وأحإديث الشامئل الّ اةل عىل النّور ،مثل ( :اين أراُك من خلفي ) وذكل لكون
نوراين لطيف .
قلت وليس معىن هذا نفي برشيته الصوريّة ،بل معنإه اثبإت خصوصيته البإطن ّية ،مع
العمل بأ ّن هذه احلقيقة يه من الرضورايت عند احملققني ،ولقد خصصنإ لهإ حبثإ َضن
سلسلتنإ احمل ّمديّة مسينإه ( النّور احمل ّمدي ) .
والهيإ االشإرة أيضإ بقوهل تعإىل ( الرمحن ّعمل القرأن ،خلق االنسإن علّمه البيإن ) فيإترى
ملن ّعمل القرأن بداية ،قبل خلق االنسإن وتعلميه البيإن ،فال ريب أنه خمللوق اكئن متقدم
51
المجلس الصوفي لدراسة الشؤون المحمّديّة الحقيقة المحمّديّة
،تلقى القرأن ا ّذلايت عن هللا تعإىل من دون واسطة ،وليس هو ا ّال النّور احمل ّمدي العتيق
،اذلي اكن نبيإ قبل خلق االنسإن »َ.
والهيإ االشإرة يف حديث ( لكمك من أدم ،وأدم من تراب ) فقإل لكمك ومل يقل لكنإ
ولالضإفة داللهتإ يف لكم املعصوم ، فأخرج نوره اللّطيف من اخلطإب ،لن ّه وان اكن
السالم ،ولكنه حبقيقته هو أبو س يدان أدم عليه الرشيف من س ّيدان أدم عليه ّ جبسده ّ
السالم ،كام أشإر اىل ذكل س يدي ابن الفإرض ،عىل لسإن احلقيقة احمل ّمدي ّة :
واين وان كنت ابن أدم صورة ...فيل فيه معىن شإهد بأبويت
وكذا اليه االشإرة حبإدثة املعراج ،ويه أوكد دليل عىل هذا ،حيث أن ّه ارتقى عىل
اجلسديني من أهل الرض ّ ،مث ارتقى عىل الروحإن ّيني من أهل ال ّسموات والغيوب ّ ،
حىت
أل اىل حقيقته القدس ّية ،املنإس بة لكفإح ال ّس بحإت ا ّذلات ّية ،ليعمل العإملون أ ّن احلقيقة
احمل ّمدية ،ليست من عإمل املكل ،وال من امللكوت ،وال من اجلربوت ،وانّام يه شعةل
نورانية حمض .َ» ...
واليه االشإرة بقوهل ( اللّهم ّالرفيق العىل ) أي أنه يطلب املأل اىل حرضته احلقيقية ،
اليت تتنإسب مع جنسه النّوراين ،و ّالرفيق العىل هو حرضة الوحدة ،اليت يه مظهر
احلرضة الحديّة ،واليت اكن وال زال يعبد هللا س بحإنه فهيإ ،متفردا قبل انبسإط دورة
الواحديّة ،و تكل احلرضة – الرفيق العىل أو الوحدة -يه عيهنإ اليت ارتقى لهإ ليةل
املعراج ،وهذا يدلنإ عىل أ ّن ل ّلات احملمدي جنس خإص هبإ ،كام لهإ وجود خإص ،وهو
مإ يسمى ابلنّور احملمدي ،أو ابلحرى " احلقيقة احمل ّمديّة " »َ.
والهيإ الالةل بقوهل تعإىل ( قد جإءُك من هللا نور وكتإب مبني ) وكام هو معلوم عند مجهور
العإرفني أ ّن النّور هنإ هو النور احمل ّمدي ،املتالزم مع القرأن العظمي ،اذلي حيامث اكن اكن
هل وعإء ،اكملصحف للحروف ،واليه االشإرة بقوهل ( تركت فيمك مإ ان متسكمت به لن
52
المجلس الصوفي لدراسة الشؤون المحمّديّة الحقيقة المحمّديّة
والهيإ االشإرة بقوهل تعإىل ( وقإلوا لوال أنزل عليه مكل ) مث قإل س بحإنه (ولو جعلنإه ملاك
جلعلنه رجال وللبس نإ علهيم مإ يلبسون ) فهذه الية تشّي اىل أنه ال ميكن الخذ املبإرش
من اجلنس ّالروحإين ،لعدم املنإس بة بيننإ وبينه ،مفإ ابكل ابجلنس النّوراين احمل ّمدي ،
فلهذا غإبت علينإ حقيقته احمل ّمديّة »َ.
والهيإ االشإرة ابحلديث املشهور عند أهل الكشف ( مإ عرفين حقيقة غّي ريب ) فهو
ظإهر الالةل عىل أ ّن ل ّلات احمل ّمدية حقيقة ،من وراء تكل الصورة اجلسديّة الظإهرة ،
بل ومن وراء هيأته ّالروحإن ّية ،وهو مإ تعطيه الّ الةل يف قوهل ( غّي ريب ) أي أ ّن هل
حقيقة ال جمإنس لهإ من اخلالئق »َ.
وسمل ( كنت نبيإ وأدم بني ّالروح واجلسد ) والهيإ االشإرة بقول س ّيدان صىل هللا عليه ّ
نبوة صفة ال تقوم ا ّال بذات ،مفإ يه هذه ا ّذلات اليت اكن هبإ موجودا أنذاك صىل هللا وال ّ
وسمل ،مفهنم من قإل أن ّه الروح العظم ،ابعتبإر الزمن اذلي اكن فيه س ّيدان أدم عليه ّ
منجدل يف طينته ،ولكن احلديث مل حيدد البدء بتكل احلإةل ،بل هو مثإل مبعلوم معهود
نبوة ا ّذلاتية الزمة للنور احمل ّمدي منذ خلقه ،فإحلديث اذا يفتح أمإمنإ حفسب ،ولكن ال ّ
أفقإ معيقإ ،يف التفكر والتدبر يف احلقيقة احمل ّمديّة ،وهو من أ ّمهإت ال ّدةل يف هذه املسأةل
العريقة »َ.
53
المجلس الصوفي لدراسة الشؤون المحمّديّة الحقيقة المحمّديّة
مؤمين المة كام يشّي اليه قوهل تعإىل(ومإ َأ ْرسلْنـإك االَّ ر ْمحة لّلْعإل ِمني) وقوهل تعإىل :
ِ
ءوف َّر ِح ٌمي( انسب ظهور الكس فامي يشّي اىل مرتبته ويف الابتداء به هنإ ( ِابلْ ُم ْؤ ِم ِنني ر ٌ
رمز اىل صفة من أنزل عليه الكتإب والاعي اىل هللا .
ويف ذكل مع بيإن صفة املدعو اليه بأنه الرمحن الرحمي تشويق اتم وترغيب عظمي وقد تدرج
أيضإ جل شأنه يف وصفه صىل هللا عليه وسمل بذكل يف القرأن اىل أن قإل س بحإنه ) :
وان َّك لعىل ُخلُق ع ِظمي) واكتفى ابلرمز لعدم ظهور الاثر بعد ،وأول الغيث قطر مث يهنمل،
ِ
ومإ من سورة اال افتتحهإ الرب ابلرمز اىل حإهل صىل هللا عليه وسمل تعظامي هل وبشإرة ملن
ألقى السمع وهو شهيد .وملإ اكن اجلالل يف سورة براءة ظإهرا ترك االشإرة ابلبسمةل وأىت
ببإء مفتوحة لتغّي احلإل وارخإء السرت عىل عرائس امجلإل ومل يرتك س بحإنه وتعإىل الرمز
ابللكية اىل احلقيقة احملمدية وال يسعنإ االفصإح بأكرث من هذا يف هذا البإب خوفإ من قإل
أرابب احلجإب وخلفه س جليل وهللا تعإىل الهإدي اىل سواء السبيل .
قلت واليه الّ الةل ببإء البسمةل بل وبنقطهتإ ،حىت صإرهذا من أسامهئإ املشهورة عند
سه « :والنقطة اشإرة حلقيقة احلقإئق فهيي أول الس يد الكتإين قدس هللا ّالعإرفني ،فيقول ّ
مصدر من حرضة التعني العلمي » .
سه :ولقد درجت يف بعض معإرج الغيب ،فأشهدين الش يخ اجلييل قدس هللا ّ ويقول ّ
احلق تعإىل صورة النّقطة يف عإمل القدس عنه ،فإذا يه عىل صورة احلقيقة احملمدية »َ.
54
المجلس الصوفي لدراسة الشؤون المحمّديّة الحقيقة المحمّديّة
يف القرب والبعد منه غّي منفحم أعيإ الورى فهم معنإه فليس يرى
صغيـرة وتكـل الطـرف مــن أمــم اكلشمس تظهر للعينني مــن بعـد
الشمس ) : وقإل س يدي اللوس يف تفسّي ( سورة ّ
الش ْم ِس اشإرة اىل ذات واجب الوجود س بحإنه وتعإىل وذكر بعض أهل التأويل أن َّ
و ُحضإهإ اشإرة اىل احلقيقة احملمدية والْقم ِر اشإرة اىل مإهية املمكن املس تفيدة للوجود من
مشس اذلات والهنَّ إ ِر اشإرة اىل العإمل بسإئر أنواعه اذلي ظهرت به صفإت جامل اذلات
وجالهل وكامهل والل َّ ْي ِل اشإرة اىل العإمل بسإئر أنواعه »َ.
55
المجلس الصوفي لدراسة الشؤون المحمّديّة الحقيقة المحمّديّة
مث عرفت أن الاكتب لتكل السورة ىف ذكل املاكن ،ان ّام كتهبإ عبإرة عام جتىل عليه من
احلقيقة احمل ّمدي ّة ،ىف مشهد من املشإهد العلية ».
وسمل ( ا ّن هللا قد اختذين عبدا ،قبل أن يتخذين نبيّإ ) واليه االشإرة بقوهل صىل هللا عليه ّ
نبوة للروح العظم ، وذكل عىل مذهب من قإل بأ ّن العبوديّة للحقيقة احمل ّمديّـة ،وال ّ
الرشيف ،وان شئت أن تقول بأ ّن هذه الكامالت الثالثة ،تنطبق عىل و ّالرسإةل للجسد ّ
لك الطوار الثالثة بدليل قوهل تعإىل ( س بحإن اذلي أسى بعبده ) واكن حينذاك جسدا ّ
وروحإ وحقيقة ،ويف قوهل تعإىل ( قل ان اكن للرمحن ول فأان أول العإبدين ) ان فهمنإ من
الولية أهنّ إ أولية زمن ّية ،حيث قإمت احلقيقة احمل ّمديّة بعبودية احلق أوال ».
وصل به :
وان هذه احلقيقة وان اكنت من البدهييإت ،املسمل لهإ عند سإداتنإ الصحإبة رضوان اهلل عليهم ،اال
أهنإ مل تظهر عىل ألسنهتم ،حىت تروى عهنم يف أحإديثم ،ويه كغّيهإ من السار ،اليت
هنإمه املرشع عن افشإهئإ ( لكموا النإس عىل قدر عقوهلم ،أحتبون أن يكذب هللا
ورسوهل )
وعليه فإن أخص هنيي يفهمه سإداتنإ الصحإبة رضوان اهلل عليهم هنإ ،هو يف افشإء احلقإئق
االلهية واحملمدية ،ليال حيدث ذكل اناكرا لقدر هللا ورسوهل ، وهذا من أعظم الفنت
يف الين .
الروح من أمر
ق ل ّ س الروح ،فقإل بلسإن القرأن كيف ولقد كمت س يدان رسول هللا ّ
ربي وما أوتيتم من العلم ّإل ق ليا فكن ّه يهنإمه عن التطفل و ّ
التقول يف السار .
يلمي وغّيهام :ا ّن من العمل
ّ لمي والّ
ّ الس
ُّ الرشيف اىل هذا فامي رواه وقد أشإر احلديث ّ
ِ
كهيئة املكنون ،ال يعلمه ِا ّال العلامء ابهلل تعإىل ِ ،فإذا نطقوا به مل ينكره ِ ،ا ّال أهل ّ
الغرة ابهلل
عز وجل . ّ
56
المجلس الصوفي لدراسة الشؤون المحمّديّة الحقيقة المحمّديّة
حنن معإرش النبيإء أمران أن خنإطب النإس عىل قدر عقوهلم فامي وقإل موالان
أخرجه السلمي والتميي .
وقوهل كام يف الصحيح :لكموا النإس عىل قدر عقوهلم أحتبون أن يكذب هللا
هذا فقإل س يدان أبوهريرة :حفظت
رضي اهلل عنه ورسوهل ولقد وعى سإداتنإ الصحإبة
عليهم الرضوان
من رسول هللا وعإءين :فأ ّمإ أحدهام فبثثته ،وأمإ الخر فلو بثثته قطع ّمين هذا
البلعوم ( .البخإري)
وقول س يدان الامإم عيل ( : لو تلكمت لمك يف تفسّي سورة الفإحتة ّمحللت لمك مهنإ
س بعني وقرا) فهل ذكل اال من العمل ا ّ
لدلين ،اذلي أاته هللا تعإىل هل.
وأثر عن االمإم زين العإبدين عيل بن س يدان احلسني أنه اكن يقول:
اين لكمت من علمي جواهره يك ال يرى احلق ذو هجل فيفتتنإ
وقد تقدم يف هذا أبو حسن اىل احلسني وأوىص قبهل احلس نإ
اي ُرب جوهر عمل لو أبوح به لقيل أنت ممن يعبد الوثنإ
والس تحل رجإل مسلمون ديم يرون أقبح مإ يأتونه حس نإ
س لو كشف :للربوبية ّ
س لو أظهر لبطلت النّبوة ،وللنّبوة ّ قدس اهلل سره وقإل االمإم التسرتي
س ،لو أظهروه لبطلت الحاكم .
لبطل العمل ،وللعلامء ابهلل ّ
) فصل نهج العرفان
ومن يوم أن برز ميثإق التّصوف ،من ديوان البيت النّبوي ،وهذه احلقيقة راجئة يف
النّوادي الصوفيّة ،ومإ اكن ذكل ا ّال من بعد قيإم هنج التّ ّ
خصصإت يف فنون الّ ين ،فصإر
ومفسا ..وذكل ّاذلي أجإز ّ
للسإدة العإرفني ،الكشف عن هنإك فقهيإ وصوفيّإ وحم ّداث ّ
خمدرات السار ،يف جمإلسهم المنة من الضّ د والنّكّي .
57
المجلس الصوفي لدراسة الشؤون المحمّديّة الحقيقة المحمّديّة
فإلبإحث عن مصطلح "احلقيقة احملمدية " سّيى أنه ظهر منذ تكل العهود السلفية ،فرتاه
َضن لكم أمئة أل البيت الولني اكالمإم البإقر والصإدق والاكظم واجليالين ..عليهم السالم ،
وكذا يف لكم العإرفني السإبقني ،اكالمإم القرين واجلنيد والبسطإيم ..قدس اهلل أسرارهم ،ومن
مث انترش وذاع ،وصإر حمورا ومركزا وثيق َ ،ضن منظومة املصطلحإت العرفإنية عند
حىت اىل زمإننإ حيث تصدر لهإ االمإم ابن عريب وابن س بعني والقإشإين ...قدس اهلل أسرارهم ّ ،
االمإم الكتإين والنهبإين والقوِص ...قدس اهلل أسرارهم .
وا ّن تكل احلقيقة يه احملور اذلي دار عليه رىح صلوات العإرفني ومخرايهتم ،واليت
تعترب متوان للكامالت احمل ّمديّة ،ولكن وللسف فإ ّن هذا العبإب العرفإين ،مل جيد هل
غواصإ خبّيا ،ليس تخرج اجلواهر من قإموسه ،فبقيت تكل الكنوز بكرا خإمإ !
تنبيه :
وان ّه اليقدح يف تكل احلقيقة ،ال ّيت يه أحق من احلقيقة ،كون بعض النّصوص ال ّيت
يس تدل هبإ البعض علهيإ ،موضوعة أو بعيدة الّ الةل ،فإ ّن ابطإل الّ ليل اليقتيض ابطإل
املدلول ،ولعل ّهم مإ ذكروهإ ا ّال لالس تئنإس والتّقريب ،أو حلسن الظن براوهيإ .
لك يشء موجود يف الكيإن ، وكذكل ان ّه من املغإلطة مباكن ،أن نطإلب دليال رشع ّيإ عىل ّ
فإلرشيعة جإءت للتّعبد ،وليست الحصإء ذرات الوجود ،وا ّال فإننإ س نحجر قدرة هللا
تعإىل ،عىل عوامل ومعلومإت حمصورة ،عىل حسب عقولنإ القإرصة عن االدراك .
وصل به
وأ ّمإ مصإدرهإ من هجة التّأليف ،فهيي اندرة ندرة الذواق يف الوراق ،امتثإال ملبدئ (
سرت السار عن العوام واملنكرين ) و مع ذكل فإهنإ اكنت ضإفية مبإ فيه الكفإية لل ّبيب ،
سه ،و
فهيي مكنوزة يف كتب احلقإئق مثل ( س السار ) ملوالي اجليالين قدس هللا ّ
( الفتوحإت املكيّة ) لس يدي ابن عريب قدس هللا ّ
سه .
58
المجلس الصوفي لدراسة الشؤون المحمّديّة الحقيقة المحمّديّة
سه و( روحويف التفإسّي الصوفية مثل ( لطإئف االشإرات ) لالمإم القشّيي قدس هللا ّ
سه .البيإن ) لالمإم احلقي قدس هللا ّ
ويف رشوح صلوات العإرفني ومخرايهتم مثل ( رشح الصلوات الادريس ية ) لس يدي
البيطإر قدس هللا ّ
سه ،و( رشح امخلرية الفإرضية ) لس يدي النإبليس قدس هللا ّ
سه .
سه ، بل وحىت يف كتب الرتامج مثل ( االبريز من لكم س يدي ّ
الابغ قدس هللا ّ
وجواهر املعإين يف ترمجة الش يخ التجإين قدس هللا ّ
سه )
وأ ّمإ الكتب اخلإصة هبإ مبإرشة فهيي عىل نوعني :
النوع الول ابالمس الشإئع مثل :
-كتإب ( تنبهيإت عىل مرتبه احلقيقه احملمديه الش يخ الكرب قدس هللا ّ
سه )
-كتإب ( احلقيقة احملمدية للش يخ وجيه الين الكجرايت )
( -رسإهل يف احلقيقه احملمديه للش يخ عبد هللا البوس نوي )
-كتإب (التحقيقإت الامحدي ّة يف حاميه احلقيقه احملمديه " ّ
للس ّيد امحد الربزجني )
-كتإب (رشح احلقيقة احملمدية ) للش يخ عبد العزيز الهلوي املعروف بشكرابر .
( -الاضإفإت الامحديه يف رشح احلقيقه احملمديه " للس يد حمد دامئ املندوي احلسيين )
-كتإب(رسإةل يف احلقيقة احملمدية موالان فرخ شإه السهندي )
والنوع الثإين كتب بعنإوين حتمل بعض أسإمهيإ ،مثل :
سه ) -كتإب االنسإن الاكمل ( لالمإم اجلييل قدس هللا ّ
سه ) -كتإب الّ ّرة البيضإء ( لالمإم ابن عريب قدس هللا ّ
-كتإب أنوار النيب ( لس يدي ابن س بعني قدس هللا ّ
سه )
-وج ّل كتب ( االمإم الكتإين قدس هللا ّ
سه )
59
المجلس الصوفي لدراسة الشؤون المحمّديّة الحقيقة المحمّديّة
الوجود احلقيقي
السفل ّية والعلوي ّة ،والغيبيّة
للك جنس من اخمللوقإت وجودا خيصه ،مفهنإ ّ اعمل أن ّه ّ
والشهإدي ّة ،والربي ّة والبحري ّة ،ولكّام اختلفت خصإئص الجنإس تبإينت شؤوهنم ،ومل ّإ
اكنت تلمك احلقيقة القدس ّية ،ليست كجنس املمكنإت وال يف بعض أجزاهئإ ،اكن لهإ
وجود فريد من نوعه ،وكذلمك مل ّإ اكنت نس يجإ وحدهإ يف جنسهإ ،توحدت يف كيإهنإ
وسإئر شؤوهنإ ،فمل يشإركهإ غّيهإ يف حرضهتإ احلقيقيّة ،ال ّيت يطلق علهيإ العإرفون لقب (
الوجود ّالالزم ،أو اخللوة الحدي ّة ،أو عإمل الوحدة ،أو حرضة أو أدّن )..
وان ّه وان اكن مقصورا يف خيإم االطالق ،غّي أ ّن هل ّتزنالت تعريفية عىل عوامل االماكن ،
للك جنس مبإ ينإس هبم ،لميكن التّلقي منه و ّالرتيق به . فيتلبس ّ
السفل ّية ،ومإ احلرضة الروحإن ّية وشؤوهنإ العلوي ّة ،ا ّال اذا مفإ احلرضة اجلسدي ّة وشؤوهنإ ّ
حىت عإمل احلرش واجلنإن والكثبإن ،مإمه منه سوى كرضب مثإل بلسإن احلإل ؛ بل ّ
السقي ،كيف وا ّن غإية مإ ينهتيي اليه املقربون يف الكثيب ،مإهو ا ّال ّتزنالت ّلدلالةل و ّ
لكحظة من دهيور كفإحه ،وأوكد دليل عىل مغإيرته لجنإس الورى قوهل ( : ا ّين
لست كهيئتمك ) .
فإن ّه لو ظهرت حقيقته كام يه عليه يف عإملهإ ،وانبسطت مبإ يقتضيه اطالق شؤوهنإ ،
الس تحإل الوجود عدمإ ،وهذا خمإلف لل ّعةل الغإئ ّية .
قلت وممّإ يؤيّد هذا حإدثة املعراج ،العجيبة الطوار الغريبة الدوار ،وذكل يف ترقيه عن
اجلسديني الشهإدينيّ ،مث عن الروحإنيني الغيبيني ،اىل حرضة تتنإسب مع جنسه النّوراين
،فهذا يدلّنإ عىل أن ّه جبسده الرشيف ّتزنل للجسديني ،وبروحه اللّطيف ت ّزنل للروحإنيني
،وأ ّمإ حبقيقته القدس ّية فإن ّه تفرد بوجوده ،يف حرضته اليت اكن علهيإ من قبل خلق اخللق
،واليزال عىل مإ عليه اكن ،واليت أشإر الهيإ بقوهل ( :كنت نبيإ وأدم بني ّالروح
واجلسد ) .
60
المجلس الصوفي لدراسة الشؤون المحمّديّة الحقيقة المحمّديّة
وهذه احلرضة يه اليت رجع الهيإ ليةل املعراج ،املعرب عهنإ بـ ( أو أدّن ) ،ويه اليت أانب
الهيإ عش ّية االنتقإل ،واملعنون لهإ بـ ( ّالرفيق العىل ) أو بـ ( جالل ريب الرفيع ) ،بل
ريب يطعمين لك حني ،كام يشهد ذلكل حديث ( :ا ّين أبيت عند ّ ويه اليت اكن يأوي الهيإ ّ
ويسقيين ) فيإ ترى أين تكل احلرضة اخلإصة ،اليت اكن يبيت فهيإ ويطعم ويسقى ،وكنت
قد وظفت هذا املعىن يف اللفيّة فقلت :
والن مــــــــإ انْفــــــــك الدنــــــــ ُه داين ــــــــن العـــــــــام ِء ابن اب ِخلـــــــــدرا ِنا بـ ُ
ومـــــــــإ ُهل يف طـــــــــو ِر ِه ُمـــــــــداين ــــــــــــن يف صـــــــــــــد ِف ِه الانين
ُ ي ُقطـ
ِ
ــــــــإهوت ُمجــــــــإورا ِل ُســــــــلط ِة النّ ُوت مو ِط ُنــــــــــ ُه ِب ُرتبــــــــــ ِة الهــــــــــإه ِ
ـــــــوب د َُّو ِل الفـ ِ
ـــــــإق ـــــــرب غُيـ ِ غـ ْ ــــــــالق
ِ ــــــــر ِة االطـ
يُقـــــــــ ُمي يف مجـ ّ
ـــــفإف الهــــــإ ِء
وع ُرشــــــ ُه عــــــىل ِضـ ِ ـــــــإبق الهنّ ــــــــإئ
الطـ ِ رص ُه يف َّ وقـــــــــ ْ ُ
فب ْي ُتــــــــــــ ُه ُحتــــــــــــ ُّد ابل ُعــــــــــــروجِ وال يـــــــــــزا ُل يـــــــــــرىق يف الُّ روجِ
مفــــــــإ هل ِمــــــــن غإيــــــــة ِســــــــواهإ ــــــــإور ّاذلات لـــــــــيك يراهـــــــــإ ُ ُجيـ
يرحــــــــ ُل عــــــــن ُمقإمــــــــه الهيــــــــإ ـــــــــب فهيــــــــــإ
ُ فلكّــــــــــام ادّّن يغيـ
ههيـــإت بـــل ال نــــدري مـــإ البِدايــــه ْ
ــــــــــــدري هل هنإيـــــــــــــه ذلاك ال نـ
رص ُه يف ذكل ُالوجـــــــــــــو ِد حتــــــــــــــ ُ ــــق مـــــإ عليـــــ ِه ِمـــــن حـــــدو ِد الطلْـ ُ َّ
مــــــــــــــــاكن
ُ ّلك وال قــــــــــــــــرار ُه فــــــــال حيــــــــ ّد دهــــــــر ُه زمـ ُ
ـــــــإن
ِبـــــــــــال عالمـــــــــــة وال مقـــــــــــإ ِم ـــــــــو عــــــــــىل الّ وا ِم
يقــــــــــو ُم ابلهـ َّ
ّ
شؤون احلقيقة احملمدية
أ ّوال وقبل التّفصيل :الب ّد أن تعرف قإنوان هم ّمإ يف دس تور التّحقيق ،وهو أ ّن احلرضة
الصفإت ،لكهنّ إ ومل ّإ ضإقت عبإرة
اذلات ّية ،يف حإل اطالقهإ وجتريدهإ ،مق ّدسة عن اضإفة ّ
61
المجلس الصوفي لدراسة الشؤون المحمّديّة الحقيقة المحمّديّة
الشؤون ) وكذكل يه احلإل يف التّعريف هبإ ،اصطلح العإرفون ملإ يتعل ّق هبإ امس ( ّ
للصفإت بنعوته وتزنالته . مظهرهإ وجمالهإ ، لكونه مظهرا ل ّلات حبقيقته ،ومثإال ّ
هذا ومل ّإ اكن لون املإء لون اانئه ،وحيث الزالت التّحققإت المحدي ّة ابحلرضة الحدي ّة
قإمئة ،لزم أن نعني حقيقته مبإ تقتضيه مظهريّهتإ من شؤون ،عىل سبيل الوراثة واخلالفة
يف املظهرية ،ال عىل سبيل االستبداد ابملصدريّة ؛ مفن ذكل مثإال :
أ -التّجريد :أي تقديس احلقيقة احملمدي ّة ،عن لك نس بة أو اضإفة تقتيض التّوصيف
الرصافة ، ..وذكل ملّإ اكن قوام تكل احلرضة ابحلق والتّكييف ..؛ ويشإر اليه ابلبحت ّية و ّ
ابلرضورة عن ّ
لك تعإىل ،واس تغنإهئإ به س بحإنه قبل ذرء الربااي ،اكنت حقيقته جمردة ّ
نس بة بعديّة ،تتنإسب وتتشإلك مع من سواه من اخللق ،اللّهم ا ّال يف حإل تزنالته ،فإن ّه
يتلبس بأوصإفنإ البرشية والروحإن ّية ( قل امنإ أان برش مثلمك ) يعين يف حإل تزنيل جبسدي
،وهو نفس خطإبه للروحإنيني ،ولكـنه حبقيقته جنس أخر .
وملّإ قرأت قول القإئل ريض هللا عنه :
حم ّــــد برش ال كــــإلبرش بل هو اكليإقوت بني احلجر
حقّقهتإ بقويل عفإ هللا ّعين :
سيّـــــدان أثر ال كـإلثر بل هو اكليإقوت بني احلجر
حقيقة عـلوية تق ّدست وعندمإ تـــــ ّزنلت تــلبّست
ب -الوحدة :ويه مبعىن تفرد حقيقته يف وجودهإ وشؤوهنإ ،واس تغنإهئإ بعيهنإ عن نعوهتإ ،
ويه ـ الوحدة ـ جمىل للحدي ّة اذلات ّية ،وواسطة وبرزخ بيهنإ وبني حرضة الواحدية،
ولتوحيدهإ االشإرة ابلشهإدتني ،فالاهل اال هللا :توحيد الحديّة ،وس يدان حمّد رسول هللا
:توحيد الوحدة ،وذكل ابملظهرية العينيّة .
62
المجلس الصوفي لدراسة الشؤون المحمّديّة الحقيقة المحمّديّة
وهذا هو مشهد " مجع امجلع " و سدرة " غإية الغإايت " اليت يه منهتيى مإ يتحقّق به
ملشيش ية (وأغرقين يف عني ْحب ِر الوحد ِة ،حىت ال أرى وال
الصالة ا ّ
العإرجون ،كام قإل يف ّ
أمسع وال َأ ِجد وال ُأ ِح َّس اال هبإ ) .
ِرصِفيَّــــــــــة ْهب ِم َّيـــــــــة َأح ِديَّـــــــــ ِة
بِ ْ ــل كـ ْــزنا ُمصـــدّ فإ
لقـ ْــد اكن قبـــل القبـ ِ
ِمثـــــإال فريـــــدا َأ ْوتـــــ ِر َّي احلقيقـــــ ِة ــت ِبـــ ِه ا ّذل ُات ال ُعـــىل ِمـــن عامهئِ ـــإ
جتلَّـ ْ
فطري ذا ّيت ،مس مت ّدا من حرضة الزال ،حتققإ أن ّيإ ابلكنه القدس
ج -الكامل :وهو اس تغنإ ٌء ّ
،بال غإية والهنإية .
63
المجلس الصوفي لدراسة الشؤون المحمّديّة الحقيقة المحمّديّة
وانهيك مبن اكنت الكامالت ا ّذلاتية حمتده ،وأقدس مبن أحضى الكنه اتجه ،واجلربوت
رداؤه ،والقدس ازاره ،والس بحإت لثإمه ،واليزال يتحقق ويتألّق ،من كزن اىل كزن
أدّن ،فال الابد حتده ،وال الزال تصدّه .
فأ ْقــــ ِد ْس بِــــ ِه ُو ْســــعإ تك َّ
ــــرب ِِهَّــــة تـــــر َّوى مـــــن الْبـ ِ
ــــإن الهُ ِويَّـــــ ِة ْهنمـــــة
ِلكـ ِ
ــــون الـــــربااي يف املعـــــإ ِد ِم ُر َّمـــــة ــت ومـــن اكن ث َّمـــة ومـــإ نـ ْــد ِري مـــإ اكنـ ْ
طن يف ُم ْك ِث
فال زال بني العنيِ والب ِ
64
المجلس الصوفي لدراسة الشؤون المحمّديّة الحقيقة المحمّديّة
مإ بني الصورة واحلقيقة ،وبني من يعبد هللا كن ّه يراه ،ومن يعبد هللا وهو يراه ،وليس
اخلرب اكملعإينة ،فهو العبد احلقيقي للحق س بحإنه ،لكونه عبد ا ّذلات القدس .
65
المجلس الصوفي لدراسة الشؤون المحمّديّة الحقيقة المحمّديّة
يتتوج ابخللع اذلات ّية ،مث يتوسط خبلعهإ علينإ ،فكام أن ّه الغإية للمصدر الحدي ؛ المنهتيى
و ّ
للمظهر المحدي .
الشهود مع حقيقته ، كحإهلم يف املشإهد ا ّذلات ّية ،فإهنّ إ انّام تلوح هلم منوحإل أهل ّ
حىت وان سامهإ البعض ابلتّجليإت ا ّذلات ّية ،لكوهنم وراء جحإب ،وبقبسإت برقية ج ّذابة ّ ،
لكّهم صفإتيني ،وهو ا ّذلايت الوحد ،ويوم ّالزور العظم جنمتع به فنصّي ذاتيني .
خامتة
وأخمت هذه الرسإةل بوصية ونصيحة ،أ ّمإ الوصية :فهيي ّلسإدايت املعتقدين ،أرجوُك أ ّال
ت ّبذروا هذه السار ،وأ ّال تنفقوهإ ا ّال عىل أهلهإ .
وأمإ نصيحيت :فالخواين املنكرين ،فإن ابتليمت بقراءة هذه ّالرسإةل ،فإ ّايُك والت ّسع من
لست بدعإ يف هذه العقيدة ، قبل أن تبحثوا وتسألوا ،فإهنّ إ كامالت س ّيد الوجود ، و ُ
فقد س بقين فهيإ مجهور العإرفني ،و ّ
السالم عليمك .
اللك يف ّ
اللك السالم ،عىل س ّيد ّ انهتت ّالرسإةل املميونة ،وامحلد هلل الكرمي و ّ
الصالة و ّ
وعىل أهل وحصبه ّ
وسمل تسلامي .
الفهرس
الصفحة العنوان
تمهيد 2..........................................................................
ماهية الكنه 3................................................................
مباحث 23......................................................................
فصول 22 .......................................................................
إجمال وتفصيل32 .........................................................
الخالصة33 .....................................................................
فذلكة 44.................................................................
ّ
التأصيل34.......................................................................
فصل نهج العرفان ) 34................................................
وصل به ) 05...................................................................
الوجود الحقيقي05...................................................
املحمدية 02....................................... شؤون الحقيقة ّ
عبودية الحقيقة املحمدية 03......................................
فتوحات الحقيقة املحمدية 03.....................................
تجليات الحقيقة املحمدية03........................................
خاتمة 03........................................................................
67