الحقيقة - المحم - دي - ة

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 67

‫المجلس الصوفي لدراسة الشؤون المحمّديّة‬ ‫الحقيقة المحمّديّة‬

‫ّ‬
‫احلقيقة احملمدية‬

‫تأليف الشيخ السيّد ‪:‬‬


‫محمّد الشّريف الحسني حفظه الله‬

‫‪1‬‬
‫المجلس الصوفي لدراسة الشؤون المحمّديّة‬ ‫الحقيقة المحمّديّة‬

‫بسم اهلل الرمحن الرحيم‬

‫وصلى اهلل على سيدنا وموالنا حممد وعلى آله وصحبه وسلم ورضي اهلل‬

‫عن شيخنا اجليالني‬

‫متهيد‬
‫ّ‬
‫حمدا ملن تجلى بذاته لذاته في غيابات عموته ‪ ،‬فعين لنا مظهرا جامعا لشؤونه‬
‫هو ّية بلسان العجز وإلافتقار ‪ ،‬على يوح السبحات‬‫ونعوته ‪ ،‬وصالة أز ّلية ّ‬
‫السبوحية ‪ ،‬وعلى مشارقها ومغاربها ‪ ،‬سالم وغرام ‪ّ .‬أما بعد ‪:‬‬
‫ّ‬

‫فإ ّن التّعريف ابحلرضة الس ّيإديّة ‪ ،‬ملن شأن أهل احلقيقة والعرفإن ‪ ،‬وذكل ملإ ّ‬
‫تتفرد به‬
‫خفإمهتإ من بطون ذات ّية ‪ ،‬وغيوب صفإت ّية ‪ ،‬حتإر يف ادراكهإ البصإئر ّ‬
‫النّيات ‪ ،‬بهل الفهإم‬
‫احمل ّجبإت ‪.‬‬
‫أجل ا ّن هل ‪ ‬وجودا ‪ ،‬ولكنه ليس اكملوجودات ‪ ،‬وهل حقيقة وليست اكحلقإئق ‪ ،‬لكونه‬
‫يتمي جنسه ‪ ،‬وفريد س نخه ‪ ،‬حتققإ ابلحديّة الميّة ‪ ،‬اليت هو لهإ املثل العىل يف الوجود ‪.‬‬
‫تتعرف عىل كوامن كينونته ‪ّ ، ‬‬
‫بلك مإ‬ ‫ولهذا اكنت املدارك العزميّة واهلمم ّية ‪ ،‬والزالت ّ‬
‫أوتوه من مكنة يف الفتوحإت ‪ ،‬ولكن تبقى أنيّته مع ّمإة ‪ ،‬يف كهوف الهإهوت احلرام ‪،‬‬
‫وأولئك مإ يتعرفون ا ّال عىل مإ يطيقون ‪ ،‬وأ ّّن حييطون مبحيطه املطلق !!‬
‫وليت جعزي اذا اكن اجلهل ديدن أرابب املعإرج ‪ ،‬مفإذا يقول أمثإيل من أهل القيل والّ ليل‬
‫وس السار ‪ ،‬ولكن مإ نتعلّل به أن ّه مإ‬
‫‪ ،‬يف التّعريف حبقيقة احلقإئق ‪ ،‬وغيب الغيوب ‪ّ ،‬‬
‫اليدرك لكّه ‪ ،‬ال يرتك لكّه ‪.‬‬
‫فهذه رسإةل موجزة ‪ ،‬يف مإيلزم املريد من معرفة احلقيقة احمل ّمدية ‪ ،‬لعلّهإ تعصمه حيإل‬
‫مسّيته العرفإن ّية ‪ ،‬حىت يفتح هللا بصّيته ابلنوار ‪ ،‬ويتأهل لواردات السار ‪ ،‬وليس‬
‫اخلرب اكملعإينة ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫المجلس الصوفي لدراسة الشؤون المحمّديّة‬ ‫الحقيقة المحمّديّة‬

‫‪‬ماهية الكنه ‪‬‬


‫ومن املعلوم رضورة عند أهل العرفإن ‪ ،‬أ ّن للحرضة احمل ّمديّة ‪ :‬حقيقة ‪ ،‬وروحإ ‪ ،‬وجسدا‬
‫لكن حرضة ّالروح وحرضة اجلسد ‪ ،‬هام اكلتّزنلني عن‬ ‫؛ ومإيه ا ّال حرضة واحدة ‪ ،‬و ّ‬
‫احلقيقة القدس ّية اللطيفة ‪ ،‬تكل اليت برأهتإ ا ّذلات حقيقة ‪ ،‬فال يه من اجلنس الطيين‬
‫البرشي ‪ ،‬وال من اجلنس املليك الروحإين ‪.‬‬
‫وال زال الوجود يتسإءل ‪ ،‬مإ يه احلقيقة احمل ّمديّة ؟ ‪ ،‬وال يزال الّ هر جييب ‪ :‬احلقيقة‬
‫احمل ّمدية يه احلقيقة احمل ّمديّة ! فالن تعجب ‪ ،‬فعجب هذا اخلرب ؛ فلقد غإبت معإمل احلدود‬
‫‪ ،‬فتإهت مدارك العرفإن و ّ‬
‫الشهود ‪.‬‬
‫وكيف ال ويه نسخة اذلات القدس ‪ ،‬املزنهة عن القيود واحلدود ‪ ،‬والتوصيف والتكييف‬
‫والتعريف ‪ ،‬فتكل حقإ صبغة االطالق ‪ ،‬طبقإ جلرادة الحإد ‪.‬‬
‫فوجب من العجز عن حتديدهإ ‪ ،‬مإ جيب حملتدهإ احلقّإين ؛ فكام نعتقد أ ّن اذلات ال تعرف‬
‫كام يه ‪ ،‬وأ ّن لكّام خطر ببإكل فإذلات خالف ذكل ‪ ،‬فذكل يس تلزم أ ّن ‪ :‬لك مإ خطر‬
‫ببإكل مفجىل اذلات خالف ذكل ‪.‬‬
‫من أجل ذكل بقي عني السؤال عن املإه ّية ‪ ،‬عـلمإ عىل كهنهإ ‪ ،‬فالن قيل كل ‪ :‬مإ هو‬
‫الس احمل ّمدي ‪ ،‬أو مإ هو كهنه ‪ ،‬أو مإ يه حقيقته ‪ ،‬أو مإ يه هويته ‪ ،‬فقل يه احلقيقة‬ ‫ّ‬
‫احمل ّمديّة ‪ ،‬وكفى هبذا حّية ‪ ،‬وكفى به دليال ‪.‬‬
‫ومع ّ‬
‫لك هذا االجعإز واالجعإم يف احلقيقة ‪ ،‬ولكن جيوز تعريفهإ ببعض شؤوهنإ ‪ ،‬وذكل يف‬
‫معرض التّعريف فقط ‪ ،‬وا ّال فال ؛ وهذا كثّي عند العإرفني ‪ ،‬مفن ذكل ‪:‬‬

‫جل هذه التعريفات مقتبس من الموسوعة الصوفية ( للشيخ الكسنزاني قدس اهلل سره )‬
‫‪3‬‬
‫المجلس الصوفي لدراسة الشؤون المحمّديّة‬ ‫الحقيقة المحمّديّة‬

‫قول الغوث العظم عبد القإدر الكيالين‬


‫‪ ‬احلقيقة احمل ّمدية ‪ : ‬يه اذلات مع التعني الول ‪ ،‬فهل السامء احلس ىن لكهإ ‪ ،‬وهو‬
‫االمس العظم »‬
‫‪‬احلقيقة احمل ّمدية‪ : ‬يه احلقيقة املسامة حبقيقة احلقإئق الشإمةل لهإ ‪ ،‬أي ‪ :‬للحقإئق والسإرية‬
‫بلكيهتإ يف لكهإ ساين اللكي يف جزئيإته ‪ ...‬وامنإ اكنت احلقيقة احملمدية يه صورة حلقيقة‬
‫احلقإئق ‪ ،‬لجل ثبوت احلقيقة احملمدية يف حإق الوس يطة والربزخية والعداةل حبيث مل يغلب‬
‫حمك امسه أو وصفه أصال ‪ ،‬فاكنت هذه الربزخية الوس يطة يه عني النور‬ ‫عليه‬
‫المحدي املشإر اليه ‪( :‬أول مإ خلق هللا نوري) » ‪.‬‬
‫قول ّ‬
‫الرشيف اجلرجإين يف كتإب " التعريفإت " ‪:‬‬
‫‪ ‬احلقيقة احمل ّمدية ‪ : ‬يه ا ّذلات مع ّ‬
‫التعني الول ‪ ،‬وهو الامس العظم ‪ ".‬اهـ‬
‫وقإل أيضإ يف تعريف " ّالروح العظم " ‪ :‬اذلي هو ّالروح االنسإ ّين ‪ ،‬مظهر ا ّذلات االله ّية‬
‫من حيث ربوبيهتإ‪ ،‬وذلكل ال ميكن أن حيوم حولهإ حإمئ‪ ،‬وال يروم وصلهإ رامئ‪ ،‬وال يعمل‬
‫كهنهإ اال هللا تعإىل‪ ،‬وال ينإل هذه البغية سواه‪ ،‬وهو العقل الول‪ ،‬واحلقيقة احمل ّمدي ّة‪،‬‬
‫والنّفس الواحدة‪ ،‬واحلقيقة السامئ ّية‪ ،‬وهو أول موجود خلقه هللا عىل صورته‪ ،‬وهو اخلليفة‬
‫الكرب‪ ،‬وهو اجلوهر النّورا ّين‪ ،‬جوهريته مظهر ا ّذلات‪ ،‬ونورانيته مظهر علمهإ‪ .‬اهـ‬
‫يف " الفتوحإت املكيّة " ‪:‬‬
‫ّ‬
‫وقإل س ّيدي الش يخ الكرب ابن عريب‬
‫قدس اهلل سره‬

‫‪ ‬احلقيقة احمل ّمدية ‪ : ‬يه املفعول االبداعي عندان ‪ ،‬والعقل الول عند غّيان ‪ ،‬ويه القمل‬
‫العىل اذلي أبدعه هللا تعإىل من غّي يشء ‪.‬‬
‫العالم يف ّالرسالت ‪ ،‬ويه العقل الول‬ ‫‪ ‬احلقيقة احمل ّمدية ‪ : ‬يه القمل االلهيي الاكتب ّ‬
‫الفيإض يف احلكيإت والنبإء ‪ ،‬واحلق اخمللوق به ‪ ،‬والعدل عند أهل الل ّطإئف واالشإرات‬
‫القدس اللك ‪ ،‬عند أهل الكشوف والتّلوحيإت ‪.‬‬‫ّ‬ ‫‪ ،‬ويه ّالروح‬
‫‪4‬‬
‫المجلس الصوفي لدراسة الشؤون المحمّديّة‬ ‫الحقيقة المحمّديّة‬

‫‪ ‬احلقيقة احمل ّمدية ‪ : ‬يه الوجود لكه ‪ ،‬وا ّن الن ّـزول مهنإ الهيإ وهبإ علهيإ ‪ ،‬وا ّن احلقيقة‬
‫احمل ّمدية لهإ يف لك يشء وهجإن ‪ :‬وجه حم ّدي ‪ ،‬ووجه أمحدي »‪.‬‬
‫‪‬احلقيقة احمل ّمدية‪ : ‬يه قطب القطإب ‪ ،‬لن ّه القطب اذلي تدور عليه حقإئق القطإب‬
‫لكّهإ ‪ ،‬من حيث أن ّه مصدر لك يشء ‪ ،‬ومنبع ّ‬
‫لك عمل ‪ ،‬وهو املفيض ‪ ،‬واملمد للك‬
‫القطإب » ‪.‬‬
‫‪‬احلقيقة احمل ّمدية‪ : ‬يه املسامة ابلعقل الول ‪ ،‬وابلقمل اذلي عمل هللا تعإىل به اخللق لكّهم‬
‫‪ ،‬وابحلق اذلي قإمت الساموات والرض ‪ ،‬وابلبإء من حيث ظهور الش يإء عهنإ ‪،‬‬
‫وأحسن هذه السامء هو ‪ " :‬احلقيقة احملمدية " »‪.‬‬
‫‪‬احلقيقة احمل ّمدية‪: ‬يه املقصودة ‪ ،‬واليه توهجت العنإية اللكّية فهو عني امجلع املوجود ‪،‬‬
‫والنسخة العظمى ‪ ،‬واخملترص الرشف المكل يف مبإنيه »‪.‬‬
‫‪‬احلقيقة احمل ّمدية‪ : ‬يه صورة المس " هللا " اجلإمع مجليع السامء االلهية ‪ ،‬اذلي منه‬
‫الفيض عىل مجيعهإ ‪ ،‬فهو تعإىل ربه ‪ .‬فإحلقيقة احملمدية اليت ّ‬
‫تريب ‪ ،‬جتمع صورة العإمل لكهإ‬
‫رب الرابب ‪.‬‬‫ابلرب الظإهر فهيإ ‪ ،‬اذلي هو ّ‬
‫تريب ظإهر العإمل ‪ ،‬وببإطهنإ ترب ابطن العإمل ‪ ،‬لنه صإحب الامس العظم ـ أي‬ ‫فبظإهرهإ ّ‬
‫اخملتص به ـ وهل الربوبية املطلقة { امجلع املطلق } وهذه الربوبية ان ّام هل من هجة مرتبته ‪ ،‬ال‬
‫من هجة برشيته فإنه من هذه اجلهة عب ٌد مربوب ‪ٌ :‬‬
‫حمتإج اىل رب ّه س بحإنه وتعإىل»‪.‬‬
‫‪:‬‬ ‫ّ‬
‫قدس اهلل سره‬ ‫ويقول المّي عبد القإدر اجلزائري‬
‫الصورة الرحامن ّية ‪ ،‬الواجبة ‪ ،‬املمكنة ‪ ،‬القدمية ‪ ،‬احلإدثة ‪،‬‬ ‫‪ ‬احلقيقة احمل ّمدية ‪: ‬يه ّ‬
‫الفإعةل ‪ ،‬املنفعةل ‪ ،‬ويه حقيقة احلقإئق اللكّ ّية » ‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫المجلس الصوفي لدراسة الشؤون المحمّديّة‬ ‫الحقيقة المحمّديّة‬

‫‪ ‬احلقيقة احمل ّمدية ‪ : ‬يه جحإب ّ‬


‫العزة ‪ ،‬ويه التّعيني الول ‪ ،‬املسمى ابلعامء ‪ ،‬و ّالروح‬
‫اللك ‪ ،‬واالنسإن الاكمل ‪ ،‬والثوب ‪ ،‬و ّالرداء ‪ ،‬وغّي ذكل من السامء الكثّية ‪ ،‬تعددت‬
‫أسامؤه لتعدد وجوهه واعتبإراته » ‪.‬‬
‫‪ ‬احلقيقة احمل ّمدية ‪ : ‬يه ا ّذلات مع التـّعني الول ‪ ،‬اذلي مإ اطلع عليه نيب مرسل وال‬
‫مـكل مقرب ؛ وقد ورد ‪ ( :‬ال يعمل حقيقيت غّي ريب ) »‪.‬‬
‫‪ ‬احلقيقة احمل ّمدية ‪ : ‬برزخ الربازخ لكّهإ ومجعهإ » ‪.‬‬
‫‪‬احلقيقة احمل ّمدية‪ : ‬يه ّ‬
‫الظل الول اجململ ‪ ،‬ويه الوجود االضإيف املسمى "بنفس‬
‫ّالرمحن " ‪ ،‬والتّ ّعني ال ّول ‪ ،‬والوحدة املطلقة‪.‬‬
‫‪‬احلقيقة احمل ّمدية‪ : ‬يه القمر ‪ :‬اذلي هو كنإية عن املرتبة الث ّإنية [ بعد مرتبة الحدي ّة ]‬
‫ابلروح اللكّ ّي ‪ ،‬وبنفس ّالرمحن ‪ ،‬وابلوجود االضإيف ‪ ،‬وابلوحدة‬ ‫‪ ،‬والتّ ّعني ال ّول املسمى ‪ّ :‬‬
‫املطلقة‪ ...‬وهل أسامء كثّية » ‪.‬‬
‫‪‬احلقيقة احمل ّمدية‪ : ‬يه عني الش يإء لكّهإ من حيث املإه ّية ‪ ،‬ويه غّيهإ من حيث‬
‫الصورة ‪ ،‬وذكل أ ّن احلق س بحإنه أفإض عىل أعيإن املكوانت نور احلقيقة احمل ّمديّة ‪،‬‬ ‫ّ‬
‫فظهرت بفيضهإ مجيع احملسوسإت » ‪.‬‬
‫‪‬احلقيقة احمل ّمدية‪ : ‬يه غإية مإيصل اليه الكّل ‪ ،‬ومجيع مإ تسمعه من ّ‬
‫تغزالهتم انّام هو‬
‫فهيإ ‪ ،‬فيسموهنإ بليىل وسلمى ‪ ..‬و ّالراح وامخلرة ‪ ..‬وغّي ذكل » ‪.‬‬
‫ويقول الش يخ عبد الكرمي اجلييل ‪:‬‬
‫ابلروح ‪ ،‬ومن أسامئه ‪:‬‬‫‪ ‬احلقيقة احمل ّمدية ‪ : ‬يه احلق اخمللوق به ‪ ،‬ويه املكل املس ّمى ّ‬
‫أمر هللا ‪ ،‬وهو أرشف املوجودات ‪ ،‬وأعالهإ ماكنة ‪ ،‬وأسامهإ منـزةل ‪. » ..‬‬
‫‪ ‬احلقيقة احمل ّمدية ‪ : ‬يه روح الرواح ‪ ،‬ويه ( البشّي النّذير ) املوجودة جبزئيإهتإ يف‬
‫وويل ‪ :‬ابلعني و ّ‬
‫الشهود ‪ ،‬وفامي عدا هذين الوصفني ‪ :‬ابحلمك والوجود ‪.‬‬ ‫نيب ّ‬ ‫لك ّ‬
‫‪6‬‬
‫المجلس الصوفي لدراسة الشؤون المحمّديّة‬ ‫الحقيقة المحمّديّة‬

‫‪ ‬احلقيقة احمل ّمدية ‪ : ‬يه أول خملوق ‪ ،‬واكنت النسخة االلهية ‪ ،‬صورة ومعىن » ‪.‬‬
‫‪ ‬احلقيقة احمل ّمدية ‪ : ‬يه عبإرة عن التّ ّعني ال ّول ‪ ،‬وهو الوحدة » ‪.‬‬
‫‪ ‬احلقيقة احمل ّمدية ‪ : ‬يه فـكل الوالية ‪ّ ،‬‬
‫املعرب عهنإ بقإب قوسني أو أدّن ‪ ،‬وابلعمل‬
‫الرصف ‪ ،‬وابلعشق اجملرد عن نس بة العإشق واملعشوق » ‪.‬‬ ‫املطلق ‪ ،‬وابلشـأن ّ‬
‫ويقول الش يخ الفرغإين ‪:‬‬
‫‪ ‬احلقيقة احمل ّمدية ‪ : ‬حقيقة ّالروح العظم وصورته ‪ ،‬صورة احلقيقة اليت ظهر فهيإ‬
‫جبميع أسامهئإ وصفإهتإ ‪ ،‬وسإئر النبيإء مظإهرهإ ‪ ،‬ببعض السامء والصفإت جتلت يف لك‬
‫مظهر بصفة من صفإهتإ وامس من أسامهئإ ‪ ،‬اىل أن جتلت يف املظهر احملمدي ‪ ،‬بذاهتإ ومجيع‬
‫صفإهتإ ‪ ،‬وخمت به النبوة ‪ ،‬فاكن ‪ ‬سإبقإ عىل مجيع النبيإء من حيث احلقيقة ‪ ،‬متأخرا‬
‫عهنم من حيث الصورة »‬
‫ويقول ّ‬
‫الش يخ أبو عيل القإق ‪:‬‬
‫‪ ‬احلقيقة احمل ّمدية ‪ : ‬يه النّور احمل ّمدي اذلي انبثق منه الكون ‪ ،‬وجتىل يف أدم والنبيإء‬
‫و ّالرسل ‪ ،‬وهو ( االنسإن الاكمل ) ‪ ،‬واالنسإن الاكمل هو القطب » ‪.‬‬
‫ويقول ّ‬
‫الش يخ كامل الّ ين القإشإين ‪:‬‬
‫‪ ‬احلقيقة احمل ّمدية ‪ : ‬يه ا ّذلات مع التّعني ال ّول ‪ ،‬فهل السامء احلس ىن لكّهإ ‪ ،‬وهو‬
‫االمس العظم » ‪.‬‬
‫‪ ‬احلقيقة احمل ّمدية ‪ : ‬يه احلقيقة املسامة حبقيقة احلقإئق ّ‬
‫الشإمةل لهإ ‪ ،‬أي ‪ :‬للحقإئق‬
‫السإرية بلكيهتإ يف لكّهإ ‪ ،‬ساين اللكّي يف جزئيإته ‪ ...‬وامنإ اكنت احلقيقة احمل ّمدية ‪ ،‬يه‬
‫و ّ‬
‫صورة حلقيقة احلقإئق ‪ ،‬لجل ثبوت احلقيقة احمل ّمدية ‪ ،‬يف صفة الوسط ّية والربزخية‬
‫والعداةل ‪ ،‬حبيث مل يغلب عليه حمك امسه أو وصفه أصال ‪ ،‬فاكنت هذه الربزخية الوس يطة‬
‫‪7‬‬
‫المجلس الصوفي لدراسة الشؤون المحمّديّة‬ ‫الحقيقة المحمّديّة‬

‫يه عني النّور المحدي املشإر اليه بـ ( أول مإ خلق هللا نوري ) أي‪ :‬قدر عىل أصل‬
‫الوضع اللغوي‪ .‬وهبذا الاعتبإر؛ مسي املصطفى صىل هللا عليه بنور النوار‪ ،‬وبأب الرواح‪.‬‬
‫مث انه أخر لك اكمل؛ اذ ال خيلق هللا س بحإنه بعده مثهل » ‪.‬‬
‫‪ ‬احلقيقة احمل ّمدية‪ : ‬يه مظهر غإية احلرضات وانهتإء الهنّ إايت ‪ ،‬من كوهنإ مظهر الحدية‬
‫‪ ،‬ويه أهنيى الهنّ إايت وغإية الغإايت ‪ ،‬اذ ليس فوقهإ اال الغيب املطلق » ‪.‬‬
‫‪‬احلقيقة احمل ّمدية‪ : ‬يه غإية الغإايت ‪ ،‬ويقإل ‪ :‬هنإية الهنإايت ‪ ،‬ويعىن بذكل ‪ :‬ابطن‬
‫العوامل ‪ ،‬وهو مقإم أو أدّن » ‪.‬‬
‫‪‬احلقيقة احمل ّمدية‪ : ‬اليت يه منصة التّعني الول ‪ ،‬ومرأة احلق واحلقيقة »‪.‬‬
‫ويقول ّ‬
‫الش يخ خفر الّ ين العرايق ‪:‬‬
‫‪ ‬احلقيقة احمل ّمدية ‪ : ‬يه الوحدة احلقيقية ‪ ،‬وقيل ‪ّ :‬الروح العظم ‪ ،‬وقيل ‪ :‬صورة‬
‫الامس اجلإمع االلهيي » ‪.‬‬
‫‪ ‬احلقيقة احمل ّمدية ‪ : ‬يه أن ّه ‪ ‬هو مظهر ا ّذلات ‪ ،‬وأ ّن ّ‬
‫الظإهر يف حقيقته ليس اال‬
‫الصفإت ‪ ،‬اذ حقيقته برزخ مإبني الحدية‬ ‫النّور ا ّذلايت ‪ ،‬ل ّن رتبته قبل رتبة السامء و ّ‬
‫والواحدية ‪.‬‬
‫فإلصفإت االله ّية كام يه جحب ذاته تعإىل ‪ ،‬جحب احلقيقة‬
‫الصفإت ان ّام يه يف الواحدية ‪ّ ،‬‬‫و ّ‬
‫احمل ّمدية أيضإ ‪ ،‬فإلكشف عهنإ اكلكشف عن أحدية ا ّذلات ‪ ،‬املبطل للخصوصيإت » ‪.‬‬
‫الش يخ أمحد السهندي ‪:‬‬ ‫ويقول ّ‬
‫‪ ‬احلقيقة احمل ّمدية ‪ : ‬يه التّعني االماكين النّوري » ‪.‬‬
‫‪ ‬احلقيقة احمل ّمدية ‪ : ‬يه التّعني ال ّول اذلي هو حرضة االجامل ‪ ،‬واملسمى ابلوحدة » ‪.‬‬
‫‪ ‬احلقيقة احمل ّمدية ‪ : ‬يه جإمعة مجليع احلقإئق ‪ ،‬ويقإل لهإ ‪ :‬حقيقة احلقإئق ‪ ،‬وحقإئق‬
‫الخرين اكلجزاء لهإ » ‪.‬‬
‫‪8‬‬
‫المجلس الصوفي لدراسة الشؤون المحمّديّة‬ ‫الحقيقة المحمّديّة‬

‫ويقول ّ‬
‫الش يخ ابن قضيب البإن ‪:‬‬
‫« قإل يل احلق ‪  :‬احلقيقة احمل ّمدية ‪ : ‬يه ّالرمحة اليت وسعت ّ‬
‫لك يشء ‪ ،‬ويه أ ّم‬
‫السإمع » ‪.‬‬‫الكتإب ‪ ،‬وحرضة العمل اجلإمع ‪ ،‬وانسإن العيإن ّ‬
‫الش يخ عبيدة بن أنبوجة التيشييت ‪:‬‬ ‫ويقول ّ‬
‫‪ ‬احلقيقة احمل ّمدية ‪ : ‬يه عني الربزخ الكرب بني هللا وبني خلقه » ‪.‬‬
‫الش يخ عبد الغين النّإبليس ‪:‬‬ ‫ويقول ّ‬
‫‪ ‬احلقيقة احمل ّمدية ‪ : ‬يه حرضة الغيب املطلق عن مجيع القيود ‪ ،‬احمليطة ابلن ّسب‬
‫السامئ ّية والعيإن الثإبتة الكونية ‪ ،‬والوس يةل بيهنام ‪.‬‬
‫الصورة اجلإمعة للكامالت االله ّية ‪ ،‬ويه من جتيل االمس الفرد‬ ‫‪ ‬احلقيقة احمل ّمدية ‪ : ‬يه ّ‬
‫لك خملوق ‪.‬‬ ‫‪ ..‬ويه اليت خلق هللا تعإىل مهنإ ّ‬
‫الشمس هو منبع مجيع‬ ‫‪ ‬احلقيقة احمل ّمدية ‪ : ‬يه منبع شؤون هللا تعإىل ‪ ،‬كام أن قرص ّ‬
‫الشمس ‪ ،‬لن ّه صورة ظهورهإ يف مقإم فيض‬ ‫الشمس غّي حقيقة ّ‬ ‫الشعإعإت ‪ ،‬وقرص ّ‬ ‫ّ‬
‫الظإهر لهل الرض ‪ ،‬وكذكل‬ ‫الشعإعإت عهنإ ‪ ،‬وحقيقهتإ يف نفسهإ غّي صورة قرصهإ ّ‬ ‫ّ‬
‫احلقيقة احمل ّمدية ‪ ،‬ابلن ّس بة اىل احلقيقة االله ّية » ‪.‬‬
‫الش يخ أمحد التّجإين ‪:‬‬‫ويقول ّ‬
‫‪ ‬احلقيقة احمل ّمدية ‪ : ‬يه حمل الاس تواء االلهيي ابالمس العظم ‪.‬‬
‫‪ ‬احلقيقة احمل ّمدية ‪ : ‬يه الربزخ بني احلرضة االلهية ‪ ،‬وبني الرواح الواصةل الهيإ بكامل‬
‫املعرفة وصفإء اليقني ‪.‬‬
‫‪ ‬احلقيقة احمل ّمدية ‪ : ‬أ ّول موجود أنشأه هللا من حرضة العام الراب ّين ‪ ،‬وأوجدهإ س بحإنه‬
‫وتعإىل مش متةل عىل مجيع ذوات الوجود من الزل اىل البد ‪ ،‬والوجود لكّه مت ّنسل مهنإ ‪،‬‬
‫كام أ ّن أدم عليه الصالة والسالم وجوده مش متل عىل وجود ّذريته اىل قيإم السإعة ‪ ،‬مفإ يف‬
‫‪9‬‬
‫المجلس الصوفي لدراسة الشؤون المحمّديّة‬ ‫الحقيقة المحمّديّة‬

‫ديم خإرج عنه ‪ ،‬كذكل مإ يف الوجود ّذرة موجودة من الزل اىل البد خإرجة عن‬ ‫الوجود أ ّ‬
‫التزنل ال ّول ‪ ،‬وهو ّتزنل‬ ‫احلقيقة احمل ّمديّة ‪ ،‬اذ هو الب ال ّول للوجود لكّه ‪ ،‬فهذا هو ّ‬
‫التزنل الثإين ‪ ،‬اذلي هو فيض الرمحة االله ّية ‪ ،‬اذلي اقتضإه النفس‬ ‫وجود اذلوات ‪ .‬واكن ّ‬
‫الرحام ّين مجموع أيضإ لكّه يف احلقيقة احمل ّمديّة ‪ ،‬مفإ يف الوجود رمحة تصعد أو تزنل ممّإ ّمع أو‬
‫وسمل هو‬ ‫صىل هللا عليه ّ‬ ‫خص ا ّال ويه نقطة من فيض حبر احلقيقة احمل ّمديّة ‪ ،‬فكام أن ّه ّ‬ ‫ّ‬
‫السبب يف اجيإد اخللق ‪ ،‬كذكل هو السبب يف امدادمه ابلرمحة االله ّية ‪ .‬فيشإر ّ‬
‫للتزنل‬
‫ال ّول ‪ ،‬اذلي هو وجود اذلوات ‪ ،‬بقوهل س بحإنه وتعإىل ‪ :‬قُ ْل ا ْن اكن لِ َّلر ْمح ِن و ٌل فأَان َأ َّو ُل‬
‫ِ‬
‫للتزنل الثإين‬ ‫الْعإ ِب ِدين ‪ ،‬فهو أ ّول موجود عبد هللا لكونه مل يتق ّدمه أحد يف الوجود ‪ .‬ويشإر ّ‬
‫‪ ،‬اذلي هو النفس الرحامين ‪ ،‬بقوهل س بحإنه وتعإىل ‪ :‬ومإ َأ ْرسلْنإك ا َّال ر ْمحة لِلْعإل ِمني » ‪.‬‬
‫ِ‬
‫احلق س بحإنه وتعإىل ‪ ،‬جتىل‬ ‫‪ ‬احلقيقة احمل ّمدية ‪ : ‬يه عني ا ّذلات العل ّية ‪ :‬يعين أ ّن ّ‬
‫بكامل ذاته اذلات ّية يف احلقيقة احمل ّمدية ‪ ،‬فهيي لهإ أي ـ ل ّلات العل ّية ـ اكملرأة ترتاءى فهيإ ‪،‬‬
‫فهبذه احليثية اكنت احلقيقة احمل ّمدية كهنّ إ عني ا ّذلات ‪ ،‬ومل يكن هذا التّجيل يف الوجود‬
‫لحد من خلقه ا ّال هل ‪ ، ‬فهبذه النس بة اكن ‪ ‬عني ا ّذلات ال أن ّه حقيقهتإ » ‪.‬‬
‫حق ِلح ّق ‪ ،‬فال‬ ‫حبق عن ّ‬ ‫حق ّ‬ ‫حق يف ّ‬ ‫‪ ‬احلقيقة احمل ّمدية ‪ : ‬يه نشأة ّ‬
‫احلق ‪ ،‬لهنّ إ ّ‬
‫العلو ‪ ،‬فليس يف‬ ‫حيوم البإطل حولهإ بوجه من الوجوه ‪ ،‬فهيي يف غإية الصفإء والطهإرة و ّ‬
‫جواهر الوجود أرشف وأعىل مهنإ ‪ ،‬وال أصفى وال أطهر وال أمكل مهنإ ‪ّ .‬مث اهنّ إ يف حقيقهتإ‬
‫ال تدرك وال تعقل » ‪.‬‬
‫‪ ‬احلقيقة احمل ّمدية ‪ : ‬يه الروح السإري يف مجيع ذوات موجوده ومعدومه ‪ ،‬لكن‬
‫طي العدم حبيث أن ال وجود هل‬ ‫سايهنإ يف املوجود ظإهر ‪ ،‬وسايهنإ يف املعدوم البإيق يف ّ‬
‫صعب املدرك ال تطيق العقول فهمه وال ادراكه ‪ ،‬وال يعلمه عىل حقيقته االّ هللا تعإىل ‪.‬‬
‫فهذا اطالقهإ يف وجد وعدم » ‪.‬‬
‫‪10‬‬
‫المجلس الصوفي لدراسة الشؤون المحمّديّة‬ ‫الحقيقة المحمّديّة‬

‫الش يخ اسامعيل حقي اخللويت يف ( روح البيإن )‬


‫‪ ‬احلقيقة احمل ّمدية ‪ : ‬يه حقيقة احلقإئق ‪ ،‬وللك موجود حصة من تكل احلقيقة بقدر‬
‫قإبليته ‪ ،‬لكهنإ ىف نفسهإ حقيقة واحدة ‪ ،‬وهو الوجود العإم الشإمل ‪ ،‬اكحليوان النإطق‬
‫فإنه معىن واحد عإم شإمل مجليع الافراد ‪ ،‬وكرثته ابلنس بة اىل تكل الافراد ‪ ،‬ال تنإىف‬
‫وحدته احلقيقة ‪.‬‬
‫‪ ‬احلقيقة احمل ّمدية ‪ : ‬يه أصل مإدة لك حقيقة ظهرت ‪ ،‬ومظهرهإ أصل مإدة لك حقيقة‬
‫تكونت ‪ ،‬واليه يرجع المر لكه ‪ ،‬قإل تعإىل ( ولسوف يعطيك ربّك فرتىض ) وال يكون‬
‫رضإه اال بعود مإ تفرق منه اليه ‪ ،‬فأهل امجلإل جيمتعون عند جامهل ‪ ،‬وأهل اجلالل عند‬
‫جالهل ‪.‬‬
‫الش يخ خفر الّ ين بن شهراير العرايق ‪:‬‬ ‫ويقول ّ‬
‫‪ ‬احلقيقة احمل ّمدية ‪ : ‬يه االمس العظم ابلن ّس بة اىل ّ‬
‫اللك ‪ ،‬لهنإ منهتيى امجليع »‪.‬‬

‫الش يخ حم ّد بن فضل هللا الربهإنبوري ‪:‬‬


‫ويقول ّ‬
‫‪ ‬احلقيقة احمل ّمدية ‪ : ‬يه مرتبة التّعني ال ّول ‪ ،‬ويه اثين مراتب الوجود ّ‬
‫احلق ‪ ،‬ويه‬
‫عبإرة عن علمه تعإىل ذلاته وصفإته ومجليع املوجودات عىل وجه االجامل ‪ ،‬من غّي امتيإز‬
‫بعضهإ عن بعض ‪ ،‬وهذه املرتبة تسمى ‪ :‬ابلوحدة » ‪.‬‬
‫الش يخ حم ّد مإء العينني بن مإمني ‪:‬‬‫ويقول ّ‬
‫‪ ‬احلقيقة احمل ّمدية ‪ :‬يه االمس العظم ‪ ،‬مفن عرفهإ عرفه ‪ ،‬ويه صورة االمس اجلإمع‬
‫اال ّلهيي ‪ ،‬وهو رهبّ إ ومنه الفيض » ‪.‬‬
‫السويدي ‪:‬‬‫الش يخ عبد الرمحن بن عبد هللا ّ‬ ‫ويقول ّ‬
‫‪‬احلقيقة احمل ّمدية‪ : ‬يه مرتبة التّ ّعني ال ّول والتّجيل الس بق ‪ ،‬ويه عبإرة عن علمه‬
‫تعإىل مجليع املوجودات علام فعل ّيإ ‪ ،‬عىل وجه االجامل ال التّفصيل ‪ ،‬أي من غّي امتيإز‬
‫‪11‬‬
‫المجلس الصوفي لدراسة الشؤون المحمّديّة‬ ‫الحقيقة المحمّديّة‬

‫وافرتاق بعضهإ عن بعض فيصدق عىل لك أن ّه عني الخر ‪ ،‬ولهذا سامهإ بعضهم مبرتبة‬
‫الشأن اخملصوص اب ّذلات ‪ ،‬وهذه املرتبة‬ ‫الصفإت ‪ ،‬يف ّ‬ ‫الهوي ّة ‪ ،‬لكوهنإ غيب السامء و ّ‬‫ّ‬
‫تسمى بني القوم " ابلوحدة " لعدم التّميزي والافرتاق ‪ ،‬ال مبعىن أ ّن اخمللوقإت ذوو وجود‬
‫نشو ارادة اخللق هلم ‪ ،‬فهم متّحدون هبإ احتإد قصد‬ ‫حإ ِل ّني يف ا ّذلات ‪ّ ،‬لك ؛ بل مبعىن ّ‬
‫وعزمية ‪ ،‬اذ ال وجود لحد حينئذ غّي كونه معلومإ علام فعليإ … وتسمى أيضإ هذه املرتبة‬
‫اجملرد عن نس بة العإشق واملعشوق ‪. » ..‬‬‫الرصف ‪ ،‬وابلعشق ّ‬ ‫ابلعمل املطلق ‪ ،‬و ّ‬
‫ابلشأن ّ‬
‫ويقول ّ‬
‫الش يخ عبد هللا املّيغين ‪:‬‬
‫‪‬احلقيقة احمل ّمدية‪ : ‬يه النّقطة ‪ ،‬ويه مدار الّ وائر ‪ ،‬بل مهنإ ينشأ ّ‬
‫لك دائر ‪ ...‬ويه‬
‫نون االحإطة االله ّية وعيهنإ ‪ ،‬فلا اكنت عني امجليع ومإ ّمث غّيهإ ‪.‬‬
‫الش يخ حسني البغدادي ‪:‬‬ ‫ويقول ّ‬
‫‪ ‬احلقيقة احمل ّمدية ‪ : ‬يه احلقيقة ال ّيت أوجدهإ هللا تعإىل من جتيل ذاته ذلاته ‪ ،‬لتكون هل‬
‫‪ ‬اكملرأة ليشإهد مجيع صفإته وكامالته يف ذاته ‪.‬‬
‫الش يخ أبو الهدى الص ّيإدي ‪:‬‬ ‫ويقول ّ‬
‫‪ ‬احلقيقة احمل ّمدية ‪ : ‬يه مبدأ طرز احلمك املوضوعة ‪ ،‬وأول شلك الهيإلك املصنوعة ‪،‬‬
‫لك موجود ‪ ،‬واحلبل‬ ‫السبب العظم القإمئ يف مإ ّدة الوجود ‪ ،‬و ّ‬
‫العةل الغإئ ّية خللق ّ‬ ‫بل ّ‬
‫الطويل الاكفل وصةل لك واصل ‪ ،‬والبإب العريض العإيل الضإمن كفإية لك داخل ‪،‬‬
‫والكنـز اجلإمع لناكت الاكئنإت ‪ ،‬والكوكب الالمع يف مطإلع ساموات املوجودات …‬
‫والنقطة الشإمةل املطلسمة حبل لك رصد ورصد لك مدد … والنعمة العظمى اليت تشبث‬
‫بأذايل احسإهنإ عيىس ‪ ،‬والقإموس املرتمج بلسإن القدم يف مدارس العدم ‪ ،‬والنإموس‬
‫العظم احملمك سلطإنه فوق لك هإم وقدم ‪ ،‬والقبضة الصلية اليت مجعت بطي مضموهنإ‬
‫هيلك المر واالبداع واخللق ‪ ،‬والنشأة الزلية املتوجة بتإج الربهإن واالحسإن واحلق ‪،‬‬
‫مقتدى لك امإم يف لك دائرة الهية ‪ ،‬وقبةل لك مقتدى يف لك حرضة الهوتية ‪ ،‬وارد‬
‫‪12‬‬
‫المجلس الصوفي لدراسة الشؤون المحمّديّة‬ ‫الحقيقة المحمّديّة‬

‫االرادات وهمبط أمر ترصيفهإ ‪ ،‬ومظهر املشيئإت وواسطة تدويرهإ يف تمنيق ثقيلهإ وخفيفهإ‬
‫‪ ،‬لوح العمل املطرز بلك عمل خفي مكتوم ‪ ،‬وقمل الس الاكتب بأمر هللا لك مإ اندرج يف‬
‫حصيفة وهب احلي القيوم ‪ ،‬وجحإب العنإية القدمية القإمئ ابلمر الزيل بني املكل والعبيد ‪،‬‬
‫وبرزخ الرشف الرفيع املمدود للفرق بني املراد واملريد ‪ ،‬حرم هللا المني احملفوف بعسإكر‬
‫الغيوب ‪ ،‬وسلطإن الربهإن الميويم السإري ساين س قدرته يف مجيع القلوب ‪ ،‬أمني‬
‫احلرضة املقدسة عىل س لك خزانة غيبية ‪ ،‬وواسطة التجيل يف احلضّية البدية للك زمرة‬
‫معظمة خفية وجلية ‪ ،‬وأدم أدم ‪ ،‬وأصل العإمل ‪ ،‬واحليطة اجلإمعة الكربى ‪ ،‬واللمعة البإرعة‬
‫الزهرا ‪ ،‬والعإمل الكرب الشإمل ‪ ،‬والعمل العظم الطإئل ‪ ،‬والنوع املتضمن لك النواع ‪،‬‬
‫والنَّفس السإري يف القلوب والبصإر والسامع ‪ ،‬عروس خلوة الواحدية ‪ ،‬وحمبوب جلوة‬
‫الحدية ‪ ،‬الربق املتلوي يف زوااي اجلربوت ‪ ،‬والقمر املتللئ حتت أس تإر الرمحوت ‪،‬‬
‫مصبإح مدار اجلالل ‪ ،‬وجفر قبة امجلإل ‪ ،‬وجإمع مدينة الوصإل ‪ ،‬وحمراب مملكة االيصإل ‪،‬‬
‫ونتيجة لك املقإل ‪ ،‬وزبدة لك مأل ‪ ،‬غضنفر غإب القدس العىل ‪ ،‬وعنرب جملس النس‬
‫الجىل ‪ ،‬اتج عروس املعإيل ‪ ،‬وقرة عني دور الايم والليإيل ‪ ،‬عيد لك طإلع سعيد ‪،‬‬
‫وروح لك مظهر الهيي محيد ‪ ،‬القإمئ بأمر هللا ‪ ،‬واملؤيد بعنإية هللا ‪ ،‬والضإرب بس يف هللا‬
‫‪ ،‬واملتلكم بلسإن هللا ‪ ،‬والظإهر حبول هللا ‪ ،‬والبإطن بس هللا ‪ ،‬أمني هللا عىل خزائن‬
‫علوم هللا ‪ ،‬وس هللا السايين املنشور يف مكل هللا وملكوت هللا ‪ ،‬السبب والربزخ‬
‫واحلبل ‪ ،‬والقول والقوة والفعل ‪ ،‬ممي املدد املعقود ‪ ،‬وحإء حل عقدة الوجود ‪ ،‬املدد‬
‫العظم اذلي ال انقطإع هل ‪ ،‬والفيض املطلسم اذلي مإ خإب من أ ّمهل ‪ ،‬وأ ّم هل ‪ ،‬النفحة‬
‫الض ْئضئ القدم ‪ ،‬والهيلك‬ ‫السمدية القدمية ‪ ،‬والنظرة الزلية العظمية ‪ ،‬احلقيقة الوىل و ِ‬
‫العىل واملظهر المع ‪ ،‬حقيقة احلرضة املعظمة يف لك احملإرض ‪ ،‬والوةل المرة عىل لك ابد‬
‫وحإرض ‪ ،‬فإملعرفة هبإ حصن المإن والنجإح ‪ ،‬وابب الربكة والفالح ‪ ،‬وطريق السرت و‬
‫الس يإدة ‪ ،‬وحرم السالمة والسعإدة ‪ ،‬ومنشور الرتقيإت يف الارين لحسن وأرشف‬

‫‪13‬‬
‫المجلس الصوفي لدراسة الشؤون المحمّديّة‬ ‫الحقيقة المحمّديّة‬

‫املراتب ‪ ،‬وهيلك العنإايت والقوة والنرصة والعلو عىل لك مظإهر ومغإلب ‪ ،‬وعدو وحإسد‬
‫وحمإرب ‪ ،‬ويه مزياب رمحة هللا ‪ ،‬وحسإب فيض كرم هللا ان شإء هللا » ‪.‬‬
‫الش يخ حم ّد هبإء الّ ين ال ّبيطإر ‪:‬‬ ‫ويقول ّ‬
‫الس القإمئ ابلحدية ‪ ،‬فهيي املثل بال ريب ‪ ،‬املسلوخ من ليل‬ ‫‪ ‬احلقيقة احمل ّمدية ‪ : ‬يه ّ‬
‫ْ‬ ‫َ َ ٌ َ ُ ُ َّ ْ ُ َ ْ َ ُ ْ ُ َّ َ‬
‫الن َه َار ف ِإ َذا ُه ْم ُمظ ِل ُمو َ َن ‪ ‬بطمس العدم » ‪.‬‬ ‫الغيب ‪  :‬وآية لهم الليل نسلخ ِمنه‬
‫الطمس ا ّذلايت ‪ّ ،‬اذلي ال يعرب عنه بعبإرة ‪،‬‬ ‫‪ ‬احلقيقة احمل ّمدية ‪ : ‬يه أ ّول التّ ّنـزالت من ّ‬
‫وال يُرتقى اليه ابشإرة ‪ ،‬وال ينبأ عنه ابمس ‪ ،‬وال هيتدي اليه بومس » ‪.‬‬
‫لك يشء من حيث ّاذلات بال فرق أصال ‪ ،‬اذ ال تعدد يف‬ ‫‪ ‬احلقيقة احمل ّمدية ‪ : ‬يه عني ّ‬
‫تكل العني وال جتزء ‪ ،‬فال حت ّل وال متزتج وال تتّحد بيشء ‪ ،‬لن ّه ليس معهإ يشء » ‪.‬‬
‫الش يخ أفضل الّ ين المحدي ‪:‬‬ ‫ويقول ّ‬
‫س وجوب الوجود ا ّذلايت ‪ ،‬املمدّ ة حلقإئق املمكنإت السامئ ّية‬ ‫‪ ‬احلقيقة احمل ّمدية ‪ : ‬يه ّ‬
‫الظهور ‪ ،‬ابلتّدرجي القإبل لتفصيل املظإهر الكون ّية ‪،‬‬ ‫والصفإت ّية ‪ ،‬من عإمل البطون اىل عإمل ّ‬
‫وتفصيل حقإئقهإ االنسإن ّية ‪. » ...‬‬
‫الش يخ عبد هللا خورد ‪:‬‬ ‫ويقول ّ‬
‫‪ ‬احلقيقة احمل ّمدية ‪ : ‬يه ليست بفيض ‪ ،‬بل يه املفيضة ‪ ،‬ومإ فوقهإ ال يسمى مفيضإ ‪،‬‬
‫والفيضإ » ‪.‬‬
‫السوس ‪:‬‬ ‫الش يخ ابن أيب جامعة ّ‬ ‫ويقول ّ‬
‫‪ ‬احلقيقة احمل ّمدية ‪ : ‬يه فإحتة الوجود مرتبة واجيإدا ‪ ،‬يف اجلواهر العلويّة و ّ‬
‫السفل ّية ‪،‬‬
‫للك احلقإئق االله ّية ‪ ،‬فهو مقدم الوجود وفإحته وخإمته ‪. » ..‬‬ ‫اجلإمعة ّ‬
‫‪ ‬احلقيقة احمل ّمدية ‪ : ‬يه جوهرة قدس ّية نوران ّية ‪ ،‬املس ّمإة عندمه ابلعنرص العظم ‪،‬‬
‫وحقيقة احلقإئق ‪ ،‬وابلهيوىل اللكّ ّية اجلإمعة ‪ ،‬وابجلوهر الفرد اذلي ال ّ‬
‫يتجزأ ‪. » ..‬‬
‫‪14‬‬
‫المجلس الصوفي لدراسة الشؤون المحمّديّة‬ ‫الحقيقة المحمّديّة‬

‫الش يخ حمّد بن معر القإدري ‪:‬‬


‫ويقول ّ‬
‫‪ ‬احلقيقة احمل ّمدية ‪ : ‬يه أول العيإن الثإبتة ‪ ،‬املفإضة ابلفيض القدس يف احلرضة‬
‫العلم ّية ‪ ،‬بل هو حرضة عمل هللا تعإىل بنفسه ‪ ..‬املرتتب ترتبإ ذات ّيإ عىل احلرضة الحديّة » ‪.‬‬
‫‪ ‬احلقيقة احمل ّمدية ‪ : ‬يه غإية الغإايت ‪ ،‬وأمكل الهنإايت ‪ ،‬اليت ال نقص فهيإ بوجه من‬
‫جتىل به احلق كامل التّجيل يف‬‫الوجوه ‪ ،‬كيف وهو الظهور التّإم ‪ ،‬واملظهر العإم ‪ ،‬اذلي ّ‬
‫الشهود ‪ ،‬وليس يف االماكن أبدع ممّإ اكن ‪ ،‬ولو اكن لاكن » ‪.‬‬ ‫احلقيقة و ّ‬
‫ويقول أمحد النقشبندي اخلإلي قدس هللا ّ‬
‫سه ‪:‬‬
‫‪ ‬احلقيقة احمل ّمدية ‪ : ‬يه اذلات مع التعني الول‪ ،‬ولهإ السامء احلس ىن ويه امس هللا‬
‫العظم‪ ،‬؛ لتحققهإ ابحلقيقة الحدية والواحدية‪ ،‬ومجعهإ مجليع السامء ‪ ،‬فهيي امس اذلات‬
‫االلهية من حيث يه يه أي املطلقة"اهـ‬
‫سه ‪:‬‬‫ويقول الش يخ حمد المرداش اخللويت قدس هللا ّ‬
‫‪ ‬احلقيقة احمل ّمدية ‪« : ‬حقيقة احلقإئق يه املرتبة االنسإنية الكاملية االلهية اجلإمعة لسإئر‬
‫املراتب لكهإ‪ .‬ويه املسامة حبرضة امجلع‪ ،‬وبأحديَّة امجلع‪ ،‬ومبقإم امجلع وهبإ تمت الائرة‪ ،‬ويه‬
‫أول مرتبة تعينت يف غيب اذلات‪ .‬ويه حقيقة احلقإئق»‬
‫سه‪:‬‬‫ويقول الش يخ عبد امحليد التربيزي قدس هللا ّ‬
‫‪ ‬احلقيقة احمل ّمدية ‪ « : ‬يه اجلوهر الول ‪ ،‬وحقيقة احلقإئق ‪ ،‬الوجود املفإض ‪ ،‬والنور‬
‫الفإئق ‪ ،‬س الش يإء وخفإهإ ‪ ،‬وحقيقهتإ ومعنإهإ ‪ ،‬ويه وجه هللا الامئ السمدي اذلي ال‬
‫يفىن وال يزول » ‪.‬‬
‫وقإل الامإم الكتإين‬
‫قدس اهلل سره ‪:‬‬

‫‪ ‬احلقيقة احمل ّمدية ‪ : ‬يه رزخ بني هللا تعإىل‪ ،‬وبني سإئر اخلالئق بقوة مإ أوتيت من‬
‫الساح واالطالق يف العوامل العلوية والسفلية‪ ،‬اذ يه سإرية يف املكل حبسب مإ تقتضيه‬
‫جحإبيهتإ العظمى ولوال قوة نورانيهتإ ورسوخ يف جأشهإ مبإ تتلقفه من االفإضة االلهية مث عهنإ‬
‫‪15‬‬
‫المجلس الصوفي لدراسة الشؤون المحمّديّة‬ ‫الحقيقة المحمّديّة‬

‫يفإض املدد لخص العإمل مبإ أنه ليس يف قوته الثبوت حتت صدمإت التجيل‪ ،‬واذا مل يثبت‬
‫للتجيل اللكمي عليه السالم ‪,‬فكيف يثبت غّيه ممن هو دونه عىل أنه امنإ أصعقه التجيل‬
‫الواقع للجبل‪ ،‬فوضع تعإىل ببديع صنعه ذكل الربزخ احملمدي يف العإمل واسطة تقع عليه‬
‫التجليإت وعنه تفإض‪ ،‬فكنه ليس للحق س بحإنه يف ملكه اال هذه احلقيقة احملمدية‪ ،‬اذ يه‬
‫اليت تتلقى الشؤون احلقإنية مهنإ اىل احلق بدون برزخية برزخ أخر وتفيض عىل الكوان »‪.‬‬

‫‪ ‬احلقيقة احمل ّمدية ‪ : ‬يه أول نور تعلقت به االرادة االلهية يف الزل‪ ،‬ومإ انتخبت من‬
‫بني حقإئق النبيإء والرسل اال لن جالل الربوبية محدهإ يف غيبه ويف حرضة علمه‪ ،‬أكرث‬
‫ممإ محد اخلالئق‪.‬‬
‫‪ ‬احلقيقة المحدية ‪ : ‬يه الفإحتة لرتق مجمالت احلروف‪ ،‬كام اكنت الفإتق لرتق مجمالت‬
‫الكامالت االلهية اليت هبإ ينتظم الالكم والعإمل‪ ،‬و ّ‬
‫يعرب هبإ عام يف ال ُغيوابت من أعإظم املسإئل‬
‫ورشيف الحبإث‪.‬‬
‫‪ ‬احلقيقة المحدية ‪ : ‬يه الصل الصيل يف وجود الش يإء‪ ،‬واملبدأ الول اذلي عنه‬
‫تفرعت الاكئنإت أمجعهإ‪ ،‬ولوال ذكل النور المحدي اذلي وقع التجيل عليه حىت انبجست‬
‫عنه مقتضيإت الش يإء‪ ،‬وصلحت الش يإء للظهور وأمكهنإ تلقي االمداد‪ ،‬حيث أفيضت‬
‫ا َلمداد والكامالت عىل ذكل املظهر النوراين أوال‪ ،‬وحتقق ابلتخلق مبقتضيإت أسامء ربه‬
‫س بحإنه‪ ،‬اىل أن اكن مثة حقيق ٌة نورانية قدس ية‪ ،‬جإمعة بني السار االلهية والكامالت‬
‫اخللقية‪.‬‬
‫فلوال تكل املظهرية الاكمةل اجلإمعة الاعتدالية ملإ ُوجدت الش يإء وال ظهرت‪ ،‬وملإ خرجت‬
‫من العدم اىل الوجود‪ .‬وال تاكد تسمع هذه النكتة هكذا ّ‬
‫معربا عهنإ‪ ،‬أعين‪ :‬معىن كونه عليه‬
‫الصالة والسالم‪ :‬لواله مل خترج النيإ من العدم »‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫المجلس الصوفي لدراسة الشؤون المحمّديّة‬ ‫الحقيقة المحمّديّة‬

‫االمإم املنإوي يف رشح ألفية العرايق ‪:‬‬


‫‪ ‬احلقيقة احمل ّمدية ‪" : ‬قإل بعض المئة‪ :‬ان لهذه احلقيقة احملمدية أسامء نورانية وصفإت‬
‫رابنية‪ ،‬مهنإ‪ :‬مإ هو مبزنةل الصول اللكية‪ ،‬ومهنإ‪ :‬مإ هو مبزنةل الفروع اجلزئية‪ ،‬وينشأ بعض‬
‫عن بعض‪ ،‬ويقإل فهيإ من وجه أهنإ متنإهية‪ ،‬ومن وجه أهنإ غّي متنإهية‪ .‬وترجع من غّي‬
‫تنإههيإ بوجه اىل تسعة وتسعني‪ ،‬وبوجه أخر اىل أكرث »‪.‬‬
‫سه ‪:‬‬
‫السهندي قدس هللا ّ‬‫ويقول الش يخ امحد ّ‬
‫‪ ‬احلقيقة احمل ّمدية ‪ : ‬يه خلقة مع وجود احلدوث ‪ ،‬فهيي مستندة اىل قدم اذلات تعإلت‬
‫‪ ،‬واكنت أحاكهمإ منهتية اىل وجوب اذلات ‪ ،‬واكنت حس نة حسن اذلات ‪ ،‬من حيث أنه‬
‫ليس فيه شإئبة غّي احلسن »‪.‬‬
‫ويقول الش يخ حمد النهبإن ‪:‬‬
‫‪ ‬احلقيقة احمل ّمدية ‪ : ‬يه احمليطة يف الوجود ‪ ،‬والبد أن يكون عندك اس تعداد لرتاهإ ‪،‬‬
‫فإحلق ومالئكته يصلون عىل هذه احلرضة ‪ ،‬فهل يصلون عىل غإئب أم حإرض ؟ »‪.‬‬
‫سه ‪:‬‬‫ويقول الش يخ حمد هبإء الين البيطإر قدس هللا ّ‬
‫من أنوار الصمدية ‪ ،‬مرتدية برداء الحدية‬ ‫« ظهرت ابالمس الوهإب احلقيقة احملمدية‬
‫‪ ،‬مزترة ابزار الهوية ‪ ،‬متحلية بتإج امللكية ‪ ،‬مس توية عىل عرش الرحامنية ‪ ،‬قإمئة مبراتب‬
‫االلهية ‪ ،‬ممدة للحقإئق الوجودية ابلقوة القيومية لظهور املظإهر الشهإدية من الشؤون‬
‫اذلاتية الغيبية ‪ .‬فاكنت حقيقته نفس النفإس الروحية لكية الجسإم الصورية » ‪.‬‬
‫سه ‪:‬‬
‫حمد ثنإء هللا املظهري قدس هللا ّ‬
‫‪ ‬احلقيقة احمل ّمدية ‪ : ‬عند اهل التحقيق يه التعني الاول بفيوض الوجود ومراتب القرب‬
‫ومهنإ مرتبة كونه يوىح اليه لكامي هلل ال يصل ىف أحد الا بتوسط احلقيقة احملمدية وهذا امر‬
‫كشفى ويشهد من النصوص قوهل تعإىل ومإ أرسلنإك الا رمحة للعإملني » ‪.‬‬
‫‪17‬‬
‫المجلس الصوفي لدراسة الشؤون المحمّديّة‬ ‫الحقيقة المحمّديّة‬

‫يقول الش يخ ابن قضيب البإن قدس هللا ّ‬


‫سه ‪:‬‬
‫وقإل يل ‪ :‬هو القلب اذلي‬ ‫« كشف يل [ احلق ] عن س عرش احلقيقة احملمدية‬
‫هو بيت عزيت ‪ ،‬وخمزن سي ‪ ،‬ومنبع نوري ‪ ،‬ومظهر سعة علمي‪ ،‬وسير سلطة امسي ‪،‬‬
‫وقإل يل ‪ :‬قإلبه الهيلك اذلي بنيته بيدي ‪ ،‬وهو مجمع البحرين ‪ ،‬وقإب قوسني » ‪.‬‬

‫الش يخ أمحد السهندي قدس هللا ّ‬


‫سه ‪:‬‬
‫‪‬حقيقة الكعبة الرابنية‪ : ‬يه بعيهنإ احلقيقة المحدية ‪ ،‬اليت يه احلقيقة احملمدية‬
‫ابلرضورة »‪.‬‬ ‫ظلهإ يف احلقيقة ‪ ،‬فتكون مسجودا الهيإ ‪ ،‬أي للحقيقة احملمدية‬
‫سه ‪:‬‬ ‫الش يخ عبد امحليد التربيزي قدس هللا ّ‬
‫‪ ‬احلقيقة النورية ‪ : ‬يه أول صإدر عن الفإعل املطلق ‪ ،‬وال واسطة بيهنإ وبينه تعإىل ‪،‬‬
‫الظ ّل بذي ّ‬
‫الظ ّل ‪ ،‬اذ‬ ‫تكون نسبهتإ اىل الهوية الحدية ‪ ،‬نس بة الصورة بذي الصورة ‪ ،‬و ّ‬
‫اليشء مإ به ظهور كامالته يف اخلإرج‪ ،‬وكامالت الهوي ّة الحدي ّة ال تظهر اال هبذه‬ ‫صورة ّ‬
‫احلقيقة » ‪.‬‬
‫سه ‪:‬‬‫الش يخ حمد الهإدي التجإين الامتسيين قدس هللا ّ‬
‫‪ ‬احلقيقة احمل ّمدية ‪ : ‬يه احلجإب العظم بني هللا و مجيع خملوقإته ‪ ،‬املقصود يف قوهل‬
‫تعإىل (ومإ اكن ِلبرش َأن يُ ِلكّم ُه َّ ُ‬
‫اَّلل ا َّال و ْحيإ َأ ْو ِمن وراء ِحجإب ) » ‪.‬‬
‫ِ‬
‫ويقول الش يخ عبد الكرمي اجلييل ‪:‬‬
‫‪ ‬احلقيقة احمل ّمدية ‪ : ‬يه عبإرة عن الهوية االلهية مبإ ىه عليه من الشؤون والسامء‬
‫والصفإت‪ ،‬والظهور والبطون والشهإدة والغيبة اىل غّي ذكل من النسب واالضإفإت‬
‫املندرجة حتت هذا الامس‪ .‬مفحمد صىل هللا عليه وسمل هو املشإر اليه هبذا الامس‪ ،‬وقد‬
‫رصح تعإىل بذكل ىف كتإبه فقإل‪( :‬قُ ْل هُو َّ ُ‬
‫اَّلل َأح ٌد) يعىن‪ :‬قل اي حمد ان الفإعل هو هللا‪،‬‬
‫وفإعل قل هو ( رسول هللا ) املأمور ابلقول‪ .‬فهو هللا أحد‪ .‬وقد رصحنإ ىف غّي موضع من‬

‫‪18‬‬
‫المجلس الصوفي لدراسة الشؤون المحمّديّة‬ ‫الحقيقة المحمّديّة‬

‫تأليفنإ أن س ّيدان حمدا صىل هللا عليه وسمل هو الهوية املتعينة ابلعني املهمةل‪ ...‬والهوية عبإرة‬
‫عن اذلات االلهية بتعيهنإ جبميع السامء والصفإت لهإ عىل سبيل غيبوبة ذكل عن مإ سواه‪،‬‬
‫فس يدان حمد صىل هللا عليه وسمل هو الهوية املتعينة عىل سبيل ظهور ذكل البطون‪.‬‬
‫وشهإدة تكل الغيبوبة ىف هيلك خمصوص منفرد ابلكامالت االلهية املنطوية حتت الهوية‬
‫االلهية‪.‬‬
‫فهو صورة ذكل املعىن‪ ،‬وشهإدة ذكل الغيب‪ ،‬وتفصيل ذكل االجامل‪ ،‬تزنل ذكل التعإل‪،‬‬
‫تش به ذكل التزنيه عىل سبيل الواحدية‪ ،‬ال عىل سبيل الغّيية » ‪.‬‬
‫يقول الش يخ حمّد القيرصي قدس هللا سه ‪:‬‬
‫‪ ‬احلقيقة احمل ّمدية ‪ : ‬يه صورة اجلإمع االلهيي وهو رهبّ إ ‪ ،‬ومنه الفيض واالس متداد عىل‬
‫مجيع السامء » ‪.‬‬
‫وقإل الس يد حمد مإيض أبو العزامئ ‪:‬‬
‫‪ ‬احلقيقة احمل ّمدية ‪ : ‬يه غيب مضنون‪ ،‬لهنإ تقتيض س االرادة للظهور‪ ،‬وكامل العنإية‬
‫للبطون‪ ،‬اقتيض الوجود اذلايت كامال ذاتيإ الح أزال يف كنوز الغيب املصون‪ ،‬ظهرت‬
‫للرواح العإليإت سواطع أنواره يف غيهبإ املكنون عن العيون بأسامء الكامل العرشة‪ ،‬اقتىض‬
‫املرموز ابلسامء املكنونة يف ظلمة الغيوب كامال‪ ،‬غإب هذا الكامل عن عإمل أعىل عليني‪،‬‬
‫وظهرت أنوار مقتضإه بأسامء اجلالل وامجلإل التسعة والامثنني‪ ،‬ولهذا ظهر ابلبيإن لهل مقإم‬
‫االحسإن‪ ،‬وابلعيإن لهل مقإم االيقإن‪ ،‬وابالانبة يف مقإم التجيل‪ ،‬وابالشإرة يف مقإم‬
‫التخيل » ‪.‬‬
‫الش يخ عيل املهإمئي قدس هللا ّ‬
‫سه يف ( مرأة احلقإئق )‬
‫‪ ‬احلقيقة احمل ّمدية ‪ : ‬مإ يتحقق به الروح العظم ‪ ،‬ابعتبإر تضمهنإ مإ يف ّ‬
‫التعني ال ّول‬
‫اذلي هو عيهنإ من الحديّة والواحديّة ‪ ،‬فهيي الربزخ اجلإمع بني حرضيت الوجوب‬
‫واالماكن ‪ ،‬املشإر الهيإ بقوهل تعإىل ( مرج البحرين يلتقيإن بيهنام برزخ ال يبغيإن ) » ‪.‬‬
‫‪19‬‬
‫المجلس الصوفي لدراسة الشؤون المحمّديّة‬ ‫الحقيقة المحمّديّة‬

‫يقول الش يخ حمود أبو الشإمإت اليرشطي قدس هللا سه ‪:‬‬


‫‪ ‬احلقيقة احمل ّمدية ‪ : ‬يه مداد أحرف الاكئنإت ‪ ،‬وهيويل مجيع املدراكت »‬
‫سه عن‬ ‫وتضيف الس يدة فإطمة اليرشطية قإئةل ‪ « :‬قد حتدث س يدي الوال قدس هللا ّ‬
‫احلقيقة احملمدية فقإل ‪ ،‬يف بعض أحإديثه ‪ :‬قبض هللا قبضة من نوره يه احلقيقة احملمدية‬
‫‪ ،‬وظهرت ابلصورة املكرمة ‪ ،‬وجعل مهنإ مإ اكن ومإ يكون ‪.‬‬
‫وقإل يف حديث أخر ‪:‬‬
‫« الس اكن مطلقإ ‪ .‬فلام تبني ابلصورة احملمدية ‪ ،‬تقيد وهام ‪ .‬وهذه الصورة نور من نور‬
‫هللا عزوجل ‪.‬‬
‫وقد علق رمحه هللا ‪ :‬عىل أقوال بعض السإدة الصوفية من أن احلرضة احملمدية جإمعة للك‬
‫ذرة من ذرات الوجود فقإل ‪ « :‬هذا ابلنس بة اىل الس احملمدي ‪ .‬مفإ ثبت الوجود عينإ‬
‫الا بذاته الرشيفة صىل هللا عليه وسمل فهو عني لك موجود ‪ ،‬فس يدان حمد الفرد اجلإمع ‪،‬‬
‫الفإحت اخلإمت ‪ ،‬من البداية اىل الهنإية ‪ ،‬ال يفإرق املؤمن وال نفسإ ‪ ،‬لو أنكشف الغطإء لرأه‬
‫عيإان ‪.‬‬
‫ويؤيد هذه النظرة مإ أمجع عليه فقهإء الرشع احلنيف ‪ ،‬ورواة احلديث الرشيف ‪ ،‬من أن‬
‫مشإهدة االنسإن للنيب صىل هللا عليه وسمل يف الرؤاي حق ‪ ،‬فعندمإ حتصل الرؤاي يكون‬
‫العقل الظإهر ‪ ،‬وهو احلجإب ‪ ،‬يف حإةل سكون ‪ ،‬فينكشف الغطإء ويزول احلجإب عن‬
‫العقل البإطن ‪ .‬ومن املتفق عليه أن الرؤاي عبإرة عن انطالق البإطن ‪ ،‬يف حإةل سكون‬
‫العقل الظإهر » ‪.‬‬
‫الش يخ حمّد الالهيجي قدس هللا ّ‬
‫سه ‪:‬‬
‫‪ ‬احلقيقة احمل ّمدية ‪ : ‬يه الصورة المس هللا اللكّي ‪ ،‬فكام يصل الفيض واملدد من هللا اىل‬
‫مجيع السامء اجلزئية ‪ ،‬يصل الفيض واملدد كذكل مهنإ اىل مجيع الوجود » ‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫المجلس الصوفي لدراسة الشؤون المحمّديّة‬ ‫الحقيقة المحمّديّة‬

‫سه ‪:‬‬‫الش يخ الحسن البعقييل احلس ين قدس هللا ّ‬


‫‪ ‬احلقيقة احمل ّمدية ‪ : ‬يه املديرة احمليطة جبميع أجزاء داخلهإ ‪ ،‬ويه أول ظهور يف مرتبة‬
‫الوحدة ‪ ،‬وأول أصل من أصول الوجود ‪ ،‬أبرزهتإ يد الربوبية افضإال‪ ،‬وجعلهتإ وقإية ملإ يف‬
‫داخلهإ من الاحرتاق بس بحإت اجلالل ‪ ،‬ويه احلجإب العظم الثإين بني احلق واخللق‪.‬‬
‫واحلجإب الول سطوة أنوار اجلالل وهبإء امجلإل‪ .‬ويه منبت اخلالئق ومنبعهإ ومفرعهإ ‪،‬‬
‫ومكسب سعإدة وجودهإ وامدادهإ ‪ ،‬واحلإفظة لنظإم بقإهئإ ونعميهإ ‪ ،‬ومركز ساية جتليإت‬
‫صفإت وأسامء وقدرة رهبإ‪ .‬ويه اقتطإع من النور املكرم ‪ ،‬ويه عني االماكن متد الوجود‬
‫وجودا والعدم خفإءا وظلمة ‪.‬‬
‫ويه الرمحة املتنوعة اىل رمحتني‪ :‬عإمة وخإصة (فإلعإمة) رمحة االجيإد واالمداد ابلتمنية رزقإ‬
‫وأطوارا ‪ ،‬فهيي السبب للك جتل الهيي منإسب لهل النيإ والربزخ والخرة ‪ ،‬مسلمني‬
‫أواكفرين (والثإنية) خمتصة بأهل اخلصوصية من قلوب العإرفني من النبيإء والوليإء‬
‫واملالئكة ‪ ،‬ويه اليت توقفهم بني يدي رهبم ومتدّمه ابملعرفة والسعإدة البدية وافإضة‬
‫الفيوضإت القدس ية ‪ ،‬حبيث ال يصل أح ٌد اىل نيل يشء من ذرات السعإدة اال منه ‪،‬‬
‫وهو عني الوسإطة البإرزة لرتتيب اململكة الرابنية ال غّي» ‪.‬‬

‫‪ ‬احلقيقة احمل ّمدية ‪ : ‬يه حرضة االماكن ‪ ،‬وهو مإ يتصور يف العقل وجوده وعدمه عىل‬
‫حد سواء ذلاته ‪ ،‬فمل يرد هللا أن خيلق صورة أمكل من صورة االماكن‪ ،‬وهو عني احلقيقة‬
‫احملمدية ‪ ،‬مرأة مراتب احلق جل وعال ‪ ،‬ومهنإ أبرز جل وعال مجيع مإ س بق يف علمه أنه‬
‫يوجده من أجرام وأعراض النيإ والخرة ‪ ،‬وجعلهإ روحإ سإراي يف ذرات اخللق ساية املإء‬
‫من عروق الشجرة اىل أغصإهنإ ‪ ،‬ورمحة رمحة الوالة لعز أوالدهإ ‪ ،‬وأصال أصل املإء‬
‫للنبإت ‪ ،‬ومقرا قرار املإء يف الكوز ‪ ،‬وعزا عز الابن بأبيه‪ .‬ويه أول التعينإت يف حبر‬
‫العمى والطمس‪ .‬والعمى يف اللغة السحإب بني الرض والشمس ‪ ،‬فإذا رأيته حإجبإ لقرص‬
‫الشمس واذا انغمست فيه مل تره وال الشمس وال قدرة عىل جوازه ‪ ،‬وامنإ يزيد االحسإس‬
‫‪21‬‬
‫المجلس الصوفي لدراسة الشؤون المحمّديّة‬ ‫الحقيقة المحمّديّة‬

‫ابحلرارة‪ ،‬ويه افتتإح الوجود واختتإمه‪ ،‬وقوامه وعينه‪ ،‬وبقإؤه ومعدته‪ ،‬وحفظه ومظهل‬
‫وجنته وجنته‪ .‬ومن عينيهتإ ظهرت عيون لقلوب الوليإء وأودية لقلوب النبيإء والعإرفني‬
‫وحبور لطينة جامثنيهتإ اليت يه أخر أطوارهإ ‪ ،‬فإنه تفضلت يد القدرة واالرادة عىل حسب‬
‫العمل املنكشف ابحليإة ابلعني الول من احلوادث ألبسهإ البإسإ أرادهإ فهيإ تزنال البراز‬
‫احلكة املكنونة يف صدفية بطوهنإ فصإرت (روحإ)‪ ،‬وألبسهإ البإسإ أرادهإ ويه غإية مإ‬
‫يدرك النبيإء والصديقون‪ ،‬فتزنل نورهإ فصإرت (عقال)‪ ،‬فألبسهإ البإس التزنل‪ ،‬أرادهإ مهنإ‬
‫حكة فصإرت (قلبإ) ‪ ،‬فألبسهإ البإس التزنل فصإرت (نفسإ) ‪ ،‬ومن النفس أبرز جل وعال‬
‫طينته صىل هللا عليه وسمل ‪ ،‬فسقإهإ جل وعال مإ انفرد هللا بعلمه ‪ ،‬خفلق من مخّية‬
‫طينته (الصورة الدمية) ‪ ،‬ويه أفضل صورة ‪ ،‬والصورة امللكية واجلنية ‪ ،‬ومن روحه‬
‫أرواح العإرفني‪ ،‬ومن عقهل عقول العقالء‪ ،‬ومن قلبه قلوب الكّل‪ ،‬ومن نفسه نفس‬
‫فلك يعمل عىل حسب شإلكته يف مراتبه ‪.‬‬ ‫الوابني‪ٌ ،‬‬
‫مث ان مجيع مإ برز من المكنة والزمنة والجرام والعراض مندرج يف احلقيقة احملمدية‪،‬‬
‫وليست يه مندرجة يف يشء ‪ ،‬بل يه الب الول ‪ ،‬أبرزهإ اجيإدا جل وعال زمن ال زمإن‬
‫وال ماكن ‪ ،‬ويه اليت أعرب عهنإ ببيضة الوجود ‪ ،‬ويه يف معى ال فوق وال حتت وال هجة ‪،‬‬
‫ويه اجلوهرة بال حزي وال فراغ ‪ ،‬أمسكهإ احلق لنفسه يف معى‪ ،‬ويه ماكن للك متحزي‬
‫وزمإنه وال ماكن لهإ وال زمإن‪ ،‬بل انطمست البصإر والبصإئر دوهنإ‪ ،‬فمل خيلق هللا وال‬
‫أراد أن خيلق من يعرفهإ وال كيفية جسودهإ لرهبإ‪ ،‬اختص من أبدعهإ هبإ‪ ،‬واختصت به‪،‬‬
‫فتعإلت حقيقهتإ عن الاندراج يف عقإل العقل » ‪.‬‬
‫الش يخ عبدالرمحن اجلإيم قدس هللا ّ‬
‫سه ( نقد النصوص ) ‪:‬‬
‫ابلرب‬ ‫‪ ‬احلقيقة احمل ّمدية ‪ : ‬يه صورة الامس اجلإمع االلهيي‪ -‬اليت ّ‬
‫تريب صور العإمل لكهإ ّ‬
‫رب الرابب ‪ ،‬فال ب ّد لهإ من االت ّصإف ابلصفإت االلهية لكهإ ‪ ،‬من‬
‫الظإهر فهيإ ‪ ،‬اذلي هو ّ‬

‫‪22‬‬
‫المجلس الصوفي لدراسة الشؤون المحمّديّة‬ ‫الحقيقة المحمّديّة‬

‫العمل الشإمل و القدرة الاكمةل و غّيهام‪ ،‬ل ّ‬


‫يترصف هبإ يف أعيإن العإمل عىل حسب‬
‫لكن ذكل انّام هو من هجة حقّيّهتإ‪ ،‬ال من هجة برشيهتإ » ‪.‬‬
‫اس تعداداهتإ‪ ،‬و ّ‬

‫ّ‬
‫[ مباحث أكادمية ] ‪:‬‬
‫يف اصطالح الش يخ الكرب ابن عريب ‪:‬‬ ‫(احلقيقة احملمدية)‬
‫تقول الكتورة سعإد احلكمي ‪:‬‬
‫‪ ‬احلقيقة احمل ّمدية ‪ : ‬يه أمكل جمىل خلقي ظهر فيه احلق ‪ ،‬بل يه االنسإن الاكمل‬
‫بأخص معإنية ‪ .‬وان اكن لك موجود [عند ابن عريب ] هو جمىل خإصإ المس الهيي ‪ ،‬فإن‬
‫قد انفرد بأنه جمىل لالمس اجلإمع ‪ ،‬وهو الامس العظم وذلكل اكنت هل‬ ‫س يدان حمدا‬
‫مرتبة امجلعية املطلقة ‪ ،‬وللحقيقة احملمدية اليت يه أول التعينإت عدة وظإئف ينس هبإ الهيإ‬
‫الش يخ الكرب ‪:‬‬
‫يه مبدأ خلق العإمل وأصهل من حيث‬ ‫‪ .1‬من انحية صلهتإ ابلعإمل ‪ :‬احلقيقة احملمدية‬
‫أهنإ النور اذلي خلقه هللا قبل لك يشء ‪ ،‬وخلق منه لك يشء ( حديث جإبر ) ‪ ،‬ويه‬
‫أول مرحةل من مراحل التنـزل االلهيي يف صور الوجود ‪ ،‬ويه من هذه النإحية صورة (‬
‫حقيقة احلقإئق ) ‪.‬‬
‫‪ :‬منهتيى غإايت‬ ‫‪ .2‬من انحية صلهتإ ابالنسإن ‪ :‬يعترب ابن عريب ‪ ،‬احلقيقة احملمدية‬
‫الكامل االنسإين ‪ ،‬فهيي الصورة الاكمةل لالنسإن الاكمل اذلي جيمع يف نفسه حقإئق الوجود‬
‫‪.‬‬
‫‪ .3‬من النإحية الصوفية ‪ :‬يه املشاكة اليت يس تقي مهنإ مجيع النبيإء والوليإء العمل البإطن‬
‫‪ ،‬من حيث أن س ّيدان حمدا هل حقيقة اخلمت ( خإمت النبيإء ) ‪ ،‬فهو يقف بني احلق‬
‫واخللق ‪ ،‬يقبل عىل الول مس متدا للعمل منقلبإ اىل الخر ممدا هل » ‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫المجلس الصوفي لدراسة الشؤون المحمّديّة‬ ‫الحقيقة المحمّديّة‬

‫‪ ‬مإهية احلقيقة احمل ّمدية ‪: ‬‬


‫الس يد حمد عبد الكرمي الكسنـزاين قدس هللا ّ‬
‫سه ‪:‬‬
‫نقول ‪ :‬ان املؤمن اذلي يعرف احلقيقة احملمدية حتقيقإ هو اذلي يرى حرضة الرسول‬
‫يف لك ماكن حإرضا وانظرا ‪ ،‬ومن يصل اىل هذه املعرفة فقد وصل اىل احلقإئق ‪ ،‬‬
‫اَّلل ‪‬‬
‫يمك ر ُسول َّ ِ‬
‫وا ْعل ُموا َأ َّن ِف ُ ْ‬
‫تتألف هذه العبإرة من مفردتني ‪ ( :‬احلقيقة ) و ( احملمدية ) ‪ ،‬فأمإ املفردة الوىل فإن‬
‫معنإهإ العإم ‪ :‬هو كنه اليشء وذاته أو كام يقإل ( مإهيته ) ‪ ،‬وأمإ املفردة الخرى فتشّي اىل‬
‫‪ ،‬فيكون معىن العبإرة اكمةل هو ‪ :‬الكنه أو املإهية اذلاتية لرسول هللا‬ ‫س يدان حمد‬
‫‪.‬‬
‫ان هذا املعىن لهذه العبإرة يبعدان ‪ -‬ولو شلكيإ – عن اجلإنب الصوري أو املظهري لرسول‬
‫هللا وجيعلنإ نركز عىل اجلإنب املعنوي هل أو البعد الخر ‪.‬‬
‫ولتوضيح ذكل نأخذ عىل سبيل املثإل ( االنسإن ) لرنى الفرق بني صورته ومإهيته ‪ ،‬فلو‬
‫أننإ نظران اليه من حيث بعده الصوري أو املظهري لوجدان أنه يتكون من حلم ودم وغّيهإ‬
‫من المور البإيلوجية احلية مبإ تنطوي عليه من عنإرص كمييإوية متداخةل ‪ ،‬اليت ميكن‬
‫دراس هتإ وحمإوةل اكتشإف خصإئصهإ بواسطة التجإرب والاختبإرات العلمية أو املعملية ‪،‬‬
‫ولكن حني ننظر اىل االنسإن من حيث البعد اجلوهري هل اذلي خلقه عليه احلق تعإىل جند‬
‫أنه يتكون من ( طني ) نفخ فيه ( الروح ) حبسب مإ يصفه لنإ لكم هللا تعإىل ‪ .‬وعىل‬
‫هذا يكون الصل املإهوي لالنسإن من حيث البعد القرأين هو ( الطني والروح ) ‪.‬‬
‫هذا الصل املإهوي هو اذلي يعرب عنه حبقيقة اليشء أوكهنه ‪ ،‬فهو ميثل هنإ مإ يعرف‬
‫اصطالحإ بـ ( احلقيقة االنسإنية ) ‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫المجلس الصوفي لدراسة الشؤون المحمّديّة‬ ‫الحقيقة المحمّديّة‬

‫وعىل هذا مفإ يراد ابحلقيقة احملمدية هو ‪ :‬اجلإنب املإهوي مهنإ ال الصوري املظهري ‪ ،‬مفإ‬
‫؟ وهل ختتلف عن املإهية‬ ‫أو مإهوية س يدان حمد‬ ‫يه احلقيقة احملمدية‬
‫االنسإنية الاعتيإدية ؟‬
‫لو عدان اىل القرأن الكرمي اذلي أخربان أن املإهية االنسإنية تعود اىل ( الطني ) لوجدانه‬
‫ال تعود اىل هذا الصل ‪ ،‬بل تعود اىل حمض النور االلهيي‬ ‫خيربان أن مإهية س يدان حمد‬
‫بني ‪ْ .‬هيدي ِب ِه َّ ُ‬
‫اَّلل م ِن ات َّبع‬ ‫نور و ِك ٌ‬
‫تإب ُم ٌ‬ ‫املطلق ‪ ،‬يقول تعإىل ‪  :‬ق ْد جإء ُ ُْك ِمن َّ ِ‬
‫اَّلل ٌ‬
‫السال ِم ‪. ‬‬
‫ِرضْ وان ُه ُس ُبل َّ‬
‫نور ‪ ‬واذلي يعين أنه نور من نور هللا تعإىل ‪ ،‬متثل وجتسد‬ ‫فلنتأمل قوهل تعإىل ‪ِ  :‬من َّ ِ‬
‫اَّلل ٌ‬
‫هبيئة س يدان حمد ‪ ،‬كام متثل جربائيل ‪ ‬هبيئة البرش السوي ملرمي (علهيإ السالم)‬
‫‪ .‬فال فرق بني متثل الطني وجتسده هبيئة االنسإن السوي وبني متثل النور االلهيي هبيئة‬
‫س يدان حمد ‪.‬‬
‫فهذه يه حقيقة س يدان حمد ‪ :‬أنه نور حمض تكثف وجتسد ابذن هللا تعإىل حىت ظهر‬
‫ابلصورة النبوية يف وقت معلوم رمحة للعإملني ‪ ،‬وتلطف عن رؤية النظإر حني انهتيى وقت‬
‫ذكل الظهور حىت عإد اىل حإلته املطلقة » ‪.‬‬

‫‪‬الحقيقة المحمدية عند اإلمام النابلسي قدس اهلل سره ‪:‬‬


‫يقول البإحث عبد القإدر أمحد عطإ ‪:‬‬
‫كام ذكرهإ النإبليس يف صورة مل يتعرض لهإ‬ ‫« ميكن اجامل خصإئص احلقيقة احملمدية‬
‫حميي الين بن عريب فامي ييل ‪:‬‬
‫متثل ( احلق ) يف عإمل اخللق ‪ ،‬ولهإ وهجإن ‪ :‬وجه اىل احلق ‪،‬‬ ‫‪ – 1‬احلقيقة احملمدية‬
‫ووجه اىل اخللق ‪.‬‬
‫‪25‬‬
‫المجلس الصوفي لدراسة الشؤون المحمّديّة‬ ‫الحقيقة المحمّديّة‬

‫ينتج عهنإ مقإم الفرد ‪ ،‬وهو مقإم الوالية اذلي يس متد من هللا‬ ‫‪ – 2‬احلقيقة احملمدية‬
‫تعإىل بال واسطة ‪ ،‬من حيث كون واليته أعال درجة من نبوته ورسإلته ‪.‬‬
‫من حيث رتبة الفردية تظهر من لك وقت اىل يوم القيإمة يف‬ ‫‪ – 3‬احلقيقة احملمدية‬
‫الصور اخملتلفة اليت يه خملوقة منه َصلَّى اهلل َعلَِي و َس َسلَّ َ ‪ ،‬أي من نوره الصيل » ‪.‬‬

‫فـصـل ‪:‬‬

‫ّمث اعمل أ ّن صلوات العإرفني كذكل ‪ ،‬يه من لواحئ التعريف بتكل احلقيقة ‪ ،‬حيث أن‬
‫غإلب معإرفهم احملمدية يضمنوهنإ يف صلواهتم ‪ ،‬اليت تدور عىل ثالثة حمإور ‪ :‬مفهنم من‬
‫يصيل بكامالت احلقيقة املقدسة ‪ ،‬ومن يصيل بكامالت الروح العىل ‪ ،‬ومن يصيل بكامالت‬
‫اجلسد املزنل ‪ ،‬بقدر التفإوت يف املراتب ‪ ،‬والتفنن يف املشإرب ؛ ومن اذلين أعربوا عن‬
‫س احلقيقة ‪ ،‬مثال ‪:‬‬

‫قإل الش يخ س يدي عبد القإدر اجليالين ‪:‬‬


‫«اللَّه َُّم ص ِ ّل وس ِ ّ ْمل عىل س ِ ّي ِدان وم ْوالان ُمح َّمد ص َّىل هللا عل ْي ِه وس َّمل شإ ِه ِد َأ ْسا ِر ا َلز ِل‬
‫س‬‫السواب ِِق ا ُلو ِل ‪ ،‬وت ْر ُمج ِإن ِلس ِإن الْ ِقد ِم وم ْنبع ِ الْ ِع ْ ِمل والْ ِح ِمك ‪ ..‬م ْظه ِر ِ ّ ِ‬ ‫و ُمشإ ِه ِد َأنْو ِار َّ‬
‫الس ْف ِ ِ ّيل ‪. » ..‬‬‫الْ ُجود الْجز ِ ّئ و ْال ُ ِلكّ ّ ِي ‪ ،‬وانْس ِإن ع ْ ِني الْ ُو ُجو ِد الْ ُعلْ ِو ِ ّي و ُّ‬
‫ِ‬
‫وقإل الش يخ موالي ابن مشيش ‪:‬‬
‫«اللهم صل عىل من منه انشقت السار وانفلقت النوار وفيه ارتقت احلقإئق وتزنلت‬
‫علوم أدم فأجعز اخلالئق وهل تضإءلت الفهوم فمل يدركه منإ سإبق وال الحق فرايض‬
‫امللكوت بزهر جامهل مونقة وحيإض اجلربوت بفيض أنواره متدفقة وال يشء اال وهو به‬
‫منوط اذ لوال الواسطة ذلهب املوسوط ‪. » ..‬‬

‫‪26‬‬
‫المجلس الصوفي لدراسة الشؤون المحمّديّة‬ ‫الحقيقة المحمّديّة‬

‫وقإل االمإم القطب الشإذيل ‪:‬‬


‫«اللهم صل عىل س يدان وموالان حمد النور اذلايت والس السإري يف سإئر السامء و‬
‫الصفإت وعىل أهل وحصبه وسمل » ‪.‬‬
‫وقإل س يدي الش يخ أمحد الرفإعي ‪:‬‬
‫«اللهم صل وسمل ‪ ..‬نقطة مركز البإء الائرة الولية‪ .‬وس أسار اللف القطبإنية اذلي‬
‫فتقت به رتق الوجود ‪. » ..‬‬
‫وقإل س يدي أمحد بن ادريس ‪:‬‬
‫« اللهم صل عىل اذلات الكنه * قبةل وجوه جتليإت الكـنه * عني الكنه يف الكنه اجلإمع‬
‫حلـقإئق كامل كنه الكنه * القإمئ ابلكنه يف الكنه للكنه ‪. » ..‬‬
‫وقإل س يدي حمد ابن احلبيب ‪:‬‬
‫« اللهم صل وسمل عىل س يدان وموالان حمد أول النوار الفإئضه من حبور عظمة اذلات‬
‫املتحقق يف عإملي البطون والظهور‪ ،‬مبعإين السامء والصفإت ‪» ..‬‬
‫وقإل س يدى حمد هإمش القإدري ‪:‬‬
‫ســر الـجـالل‪،‬‬ ‫«اللـه َّم ص ِ ّل وسمل عـلـى طلـســم الـكـنـز الـمـكـتـوم فـي غـيـإهـب الـقـدم‪ّ ،‬‬
‫هـويـة االحـإطـة الـظـإهـرة فـي جـمـيـع الـوجـوه‪. »..‬‬ ‫وعـيـن الـجـمـإل‪ ،‬الـمـطـلـق فـي ّ‬
‫وقإل س يدي ُمحمد م ِإيض َأبْو العز ِ ِامئ ‪:‬‬
‫«الله َُّم َأ ْو ِص ْل ِصةل الصال ِة عىل ق ْبضة َأنْوا ِرك اذلاتِ َّي ِة *وم ْجىل َأ ْسا ِرك الك ْ ِزني ّ ِة * و ِ ّ ِ‬
‫س جت ْ ِيل‬
‫الصفإ ِتي ِة * وم ْصد ِر حقإئِ ِق املظإ ِه ِر ا َل ْمسإئِ َّي ِة * اجلإ ِمع ِ ب ْني َأ َّو ِلي ِة احل ِقيَّ ِة ِيف مقإ ِم‬ ‫العوا ِل ِم ِ‬
‫ا َلح ِدي ِة * وب ّني ال ِخ ِري َّ ِة ِيف مقإ ِم الوا ِح ِدي َّ ِة * وبيهنّم ُإ ِيف مقإ ِم الو ْحدا ِن َّي ِة»‪...‬‬
‫وقإل الش يخ عإمص الكيإيل ‪:‬‬
‫ليل عام ِء اذلات‪،‬‬ ‫هللا وال يشء مع ُه" يف ِ‬ ‫س خلو ِة "اكن ُ‬ ‫للهم ص ِ ّل وس ْمل عىل س ي ِدان حمد ّ ِ‬ ‫«ا َّ‬
‫ونو ِر جلو ِة "وهو ال ْن عىل مإ علي ِه اكن" يف هنإ ِر جمإيل السام ِء والصفإت ‪» ..‬‬
‫‪27‬‬
‫المجلس الصوفي لدراسة الشؤون المحمّديّة‬ ‫الحقيقة المحمّديّة‬

‫وقلت عفى اهلل عني ‪:‬‬


‫دوف ال ُكنو ِز‬‫السإري ِمن ُص ِ‬ ‫الس ال ِّم ّ ِي ال ْجع ِم ّ ِي ‪ّ ،‬‬
‫« اللّهم ص ّل عىل س ّيدان وموالان حمّد ِ ّ ّ ِ‬
‫طون ‪ُ ،‬متل ِث ّمإ‬ ‫ون ‪ ،‬ويغ ُُور يف طإ ُم ِ‬
‫وت ال ُب ِ‬ ‫حإت ال ُع ُي ِ‬‫وف العام ِء ‪ ،‬يتوارى وراء ُس ُب ِ‬ ‫‪ ،‬اىل ُسدُ ِ‬
‫فإجنىل‬ ‫مس ي ْع ِني ِه ‪ ،‬ا ّال اذا مإ ادَّىل ُّ‬
‫ابلروحِ ‪ْ ،‬‬ ‫حيث ال و ْص ٌف ُجي ِل ّي ِه ‪ ،‬وال ا ْ ٌ‬
‫وب ‪ُ ،‬‬ ‫ِب ِعامم ِة ُالو ُج ِ‬
‫حىت ت َّزنل عىل الشهإ ِد ‪ ،‬نزةل‬ ‫عوت ‪ّ ،‬‬ ‫روق النُّ ِ‬ ‫ُوص يف ُع ِ‬ ‫يوب ؛ وال يزا ُل يغ ُ‬
‫حلضإئ ِر ال ُغ ِ‬
‫عن الز ِال ؛‬ ‫فزنةل ُأخرى ؛ ّمث أب اىل رِفي ِق ِه العىل ‪ ،‬كام اكن ومإزال ‪ ،‬ومإ انْفك ط ْرفة ِ‬
‫وعىل أهل وحصبه ّ‬
‫وسمل »‬
‫وقلت يف ( مول احلقيقة احملمديّة ) ‪:‬‬
‫فتقدّس ذو احلقيقة احملمدية المحدية ‪ ،‬اليإقوتة اليتمية املكزنة ابلعامء‪ ،‬والنقطة اجملردة‬
‫السإحبة يف أفالك القرأن ‪ ،‬والعروس احلرمية احملمية بأرصإد الرصافة الفردانية ‪ ،‬والعني‬
‫املطموسة املضمتة املضنونة ‪ ،‬والغهيوبة الكهنية احلقإنية ‪ ،‬املستبدة ببطنإن الهإهوت ‪.‬‬
‫خإلية غرب اخملإدع العندية والتزال تلج وتعرج وتتأوج ‪ ،‬حيث الطمس والمس ‪،‬‬
‫والسحر والسمر ‪ ،‬واالرتتإق واالحتقإق ‪ ،‬والوداد واالحتإد ‪ ،‬تأرز اىل مجعية الحد أو أدّن‬
‫‪.‬‬
‫فإقدس هبإ فكل االطالق ‪ ،‬ومشس التعريف ‪ ،‬وطلقة الزال ‪ ،‬ومظهر الوجوب ‪ ،‬وخزانة‬
‫الكنوز ‪ ،‬وجحإب الحبإب ‪ ،‬وندمية السلطإن ‪ ،‬والرفيق العىل ‪ ،‬ومإهية الالتعني‬
‫والالفرقإن ‪ ،‬قطب العجإئب والغرائب ‪ ،‬وسامء الرشوق والغروب ‪.‬‬
‫ذات احمليإ الس بويح احلرام ‪ ،‬والبؤئب القدس احلالل ‪ ،‬والعاممة السإمية السإذجة‬
‫السوداء ‪ ،‬واللسإن الجعم الهبم الرقمي ‪ ،‬والقدم العظمويت املهمين عىل احلروف ‪ ،‬وحمراب‬
‫العيإن الكفإيح ‪ ،‬واخللوة المعهية حبجرة القدس القىص ‪.‬‬
‫ال تتوصف وال تتكيف وال تتعرف ‪ ،‬وال تتقيد وال تتحدد وال تتعدد ‪ ،‬وال تزتمل وال‬
‫تتزنل وال تمتثل ‪ ،‬وال تتعني وال تتعمل ‪ ،‬وامنإ تتحرر وتتحرم ‪.‬‬
‫‪28‬‬
‫المجلس الصوفي لدراسة الشؤون المحمّديّة‬ ‫الحقيقة المحمّديّة‬

‫قل يه جمىل الهو ‪ ،‬وكنه هو ‪ ،‬فهيي الان ‪ ،‬ذات الامس العظم ‪ ،‬وحمتد التعينإت‬
‫والنّعوت ‪ ،‬وأ ّم الوجود واملدود ‪ ،‬وجفر التحقق والشهود ‪.‬‬
‫عزت وجلّت ‪ ،‬وتعإلت وتغإلت ‪ ،‬وتعظمت وتكربت ‪ ،‬وتغيبت وتغربت ‪ ،‬وتطلسمت‬
‫وحترمت ‪ ،‬وتعجمت وتهبمت ‪،‬كيف ال‪ ...‬ويه جمىل اذلات وكفى ‪.‬‬

‫فصل ‪:‬‬
‫وكذكل من متون الصإحلني ‪ ،‬اليت أرمقوا فهيإ معإين تكل احلقيقة العلية ‪ ،‬قصإئدمه الوجدانية‬
‫العرفإنية ‪ ،‬ابشإرات لطيفة تدق عن االدراك ؛ مثإلهإ ‪:‬‬
‫قول س ّيدي الش يخ الكتإين ‪:‬‬
‫طي ِرشع ِة‬ ‫وعني و ُجو ِد ِّ‬
‫اللك يف ّ ِ‬ ‫ُ‬ ‫وعني احلقيق ِة‬
‫يه الُّ ر ُة البيضإ ُ‬
‫ي ُ ِمــــ ُّد مجـــــي ُع الاكئنإت بـسع ِة‬ ‫حقيق مهن ُل ف ِيضهإ‬
‫وجوهر ُة التّ ِ‬
‫حض ُحمك املشيئ ِة‬ ‫بِتكويهنِ إ عن م ِ‬ ‫ِمفن ن ُو ِرهإ اكن ُالوجو ُد وقد بدا‬
‫الاكئنإت ْاس ُت ِمـد َِّت‬
‫ُ‬ ‫علهيإ و ِمهنإ‬ ‫و ِمهنإ اس تفإض ّ‬
‫الس ُقي بدءا وعودة‬

‫ويقول الش يخ عبد الكرمي اجلييل ‪:‬‬


‫كل ال ُعىل سّيان ُـــــه‬ ‫بدر عىل فُ ِ‬ ‫ٌ‬ ‫الكامل ُمضيئ ٌة‬‫قطب ِ‬‫مشس عىل ِ‬ ‫ٌ‬
‫حوهل دوران ُه‬‫ِلرىح ال ُعال من ِ‬ ‫العز اذلي‬ ‫َأ ْو ُج التعإظ ِم مــــ ُ‬
‫ركز ّ ِ‬
‫عرش املكــــنيِ مثبَّ ٌت اماكن ُه‬ ‫ِ‬ ‫كل وفوق احلـرض ِة العليإ عىل الـ‬ ‫مِ ٌ‬
‫ا ّال ُحبإاب طفّــــــح ْته ِداننـــــه‬ ‫ليس الوجو ُد بأس ِه ا ْن حققوا‬
‫هور ومل تزل أزمإنه‬ ‫تفـــــىن الّ ُ‬ ‫اللك فيه ومن ُه اكن وعنـــــد ُه‬‫ُّ‬
‫والمــــــ ُر يُ ْ ِرب ُم ُه هنإك لسإنه‬ ‫فإخللق حتت سام عُال ُه كخردل‬ ‫ُ‬

‫‪29‬‬
‫المجلس الصوفي لدراسة الشؤون المحمّديّة‬ ‫الحقيقة المحمّديّة‬

‫ويقول الش يخ ابن الفإرض ‪:‬‬


‫خبّيٌ أج ْل ِعندي بأوصإ ِفهإ ِع ْ ُمل‬ ‫يقولون يل ِص ْفهإ فأنت بوص ِفهإ‬
‫وح وال ِج ْس ُم‬ ‫ون ُ ٌور وال ٌانر ُور ٌ‬ ‫صفإ ٌء وال مإ ٌء ولُ ْط ٌف وال هوا‬
‫مس‬
‫لك هنإك وال ر ُ‬ ‫قدميإ وال ش ٌ‬ ‫الاكئنإت ح ِديثُ إ‬
‫ِ‬ ‫تق َّدم َّ‬
‫لك‬
‫لك من ال هل فهْ ُم‬ ‫هبإ ا ْحتجب ْت عن ِ ّ‬ ‫وقإمت هبإ الش يإ ُء مث ِل ِحكة‬

‫و ّ‬
‫للش يخ البكري قدس اهلل سره ‪:‬‬
‫ف ُع ِمن أ ْن تُقإس يومإ بثإين‬ ‫تغفرهللا ْبل أر‬
‫يه مش ٌس أس ُ‬
‫وعني اخلفإ ِء يف ال ُبطنإن‬
‫صف ُ‬ ‫ِ‬ ‫الظهو ِر و ِ‬
‫الكشف والو‬ ‫س ّ‬ ‫يه ُّ‬
‫طق وطلس ُم م ْطل ِب ال ِكامتن‬
‫ِ‬ ‫الص ِ‬
‫مت والن ّـ‬ ‫ويه ِوتْ ُر الشفإعِ و ّ‬

‫قدس اهلل سره ‪:‬‬ ‫وقإل س يدي عيل وفإ احلسيين‬


‫لوال ُه مإ َّمت ُالوجو ُد ِلمن وجـــــ ْد‬ ‫روح ُالو ُجو ِد حيإ ُة من هو واج ٌد‬
‫ُ‬
‫عني هو نــــــــ ُورهإ ل َّمإ ور ْد‬
‫ْمه أ ٌ‬ ‫دور مجي ُعهُم‬
‫الصـــــ ُ‬
‫عيـىس وأد ُم و ُّ‬
‫يف وج ِه أدم اكن أول من جس ْد‬ ‫يطإن طلعة ن ُو ِر ِه‬
‫لو أبـرص الش ُ‬
‫عبد اجلليل مع اخلليل ومإ عن ْد‬ ‫أو ْلو رأى المنرو ُد نور ِ ِ‬
‫جامهل‬
‫الصــــــم ْد‬ ‫االَّ بتخصيص ِمن ِ‬
‫هللا َّ‬ ‫لكن جام ُل ِ‬
‫هللا ج َّل فال يُرى‬ ‫ْ‬

‫قدس اهلل سره ‪:‬‬ ‫وقإل س يدي أمحد العالوي‬


‫وأنــت فـــــهيإ لم تـز ْل‬ ‫دوس ِجئْت‬‫من حرضة ال ُق ِ‬
‫والبـــــد مــث ُل ال ْزل‬ ‫الـكون ُك ْنت‬
‫ِ‬ ‫ُكنت قبل‬

‫وللش يخ حمد حسني الغروى الاصفهإين ‪:‬‬


‫‪30‬‬
‫المجلس الصوفي لدراسة الشؤون المحمّديّة‬ ‫الحقيقة المحمّديّة‬

‫اجب‬‫نور الو ِ‬ ‫رش ِق ُالوجوب ُ‬ ‫ِمن مـ ِ‬ ‫حإجـــــ ِب‬ ‫اكلش ْم ِس بِغـــــ ِّي ِ‬
‫َأ ْرشق َّ‬
‫نـــــ ُور احمل ّمـــــــــــدي ّ ِة البيــــــضإ ِء‬ ‫أو ِمـــــن ســـــامء عـــــإل ِم السام ِء‬
‫ِمن م ْصد ِر ُالو ُجــــــو ِد واالجيـــــإ ِد‬ ‫لقد جتـــــ ّىل مبـــــد ُء املبـــــإدي‬ ‫ْ‬
‫أو عل ِمــــــ ِه الفعـــــ ِ ّيل والقضإئ‬ ‫ِمن أ ْم ِر ِه املإيض عىل الش يإ ِء‬
‫أ ِو احلقيــــــقـــــ ُة املُحمـــــ ِدي َّـــــ ْه‬ ‫رقيـــــق ُة املشـــــيئ ِة ال ِف ْع ِلــــــ ّي ْه‬
‫وجإء يف (سكل الرر يف أعيإن القرن الثإين عرش ) يف ترمجة لس يدي يوسف أفندي‬
‫اذلوق قدس هللا سه وهل قصيدة يف احلقيقة احملمدية عىل طريقة أهل احلقإئق من الصوفية‬
‫جوزي علهيإ خبلعة سنية من احلرضة النبوية يف مبرشة رأهإ يف منإمه بني يقظته وأحالمه‬
‫ويه هذه ‪:‬‬

‫عت ِمـــــــن ن ُِورهـــــــإ نفحإهتُ ـــــــإ‬


‫ــــــو ْ‬
‫فتضـ ّ‬ ‫ــــت لنـــــإ ِمـــــن ن ُو ِرهـــــإ لمحإهتُ ـــــإ‬
‫لمحـ ْ‬
‫ـــــــذ تــــــــنجيل ِمرأهتُ ــــــــإ‬
‫ا ْذ جتــــــــتيل ُمـ ْ‬ ‫امجلـــــــإل وال جـــــــام ٌل ِلغ ِّيهـــــــإ‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫ذات‬
‫رت وحـــــــداهتُ إ‬ ‫فـــــــوق ا ِملن ّصـــــــ ِة أ ْســـــــف ْ‬ ‫يف غ ْهيـ ِ‬
‫ــــب الكـــــو ِان ل ّمـــــإ ا ْن بـــــد ْت‬
‫ْد ِري شـــــــــأوهإ أ ْو شـــــــــأهنإ لمحإهتُ ـــــــــإ‬ ‫ولهــــإ تضــــإءل ِت ال ُفهُــــو ُم وكيــــف تـــــ‬
‫جيـــــري عـــــىل لـــــوحِ ُالوجـــــو ِد ِهبإهتُ ـــــإ‬ ‫الكــــــرس والقــــــ ُمل ّاذلي‬
‫ُّ‬ ‫ُ‬
‫فــــــإلعرش و‬
‫جيل ذاهتُ ـــــــــإ‬ ‫ل ّمـــــــــإ حتلّـ ْ‬
‫ــــــــت ابلـــــــــتّ ّ‬ ‫ِمهنــــإ عــــىل الكــــوننيِ أصــــ ُل سـ ِـــ ّيإدة‬
‫وعل ِهيمــــــــــــإ وال ِهيمــــــــــــإ جلواهتُ ــــــــــــإ‬ ‫وغـــــد ْت تُصـ ّ ِ‬
‫ــــو ُر فـــــيض ذكل فـــــ ِهيام‬
‫وجــــــــدُ وا لهيِ ــــــــم لكُّهــــــــم براكهتُ ــــــــإ‬ ‫فوســـــإئِطُ الكـــــوننيِ والث ّقلـــــنيِ ُمـــــذ‬
‫عهنـــــــإ ِلت ْبلُـــــــا يف الـــــــورى دعواهتُ ـــــــإ‬ ‫ودعــــــــإ ُء نُــــــــوح قومــــــــ ُه بِنيإبــــــــة‬
‫ن ُّواهبـــــــــــــإ ولك ُمهـــــــــــــم لكامهتُ ـــــــــــــإ‬ ‫وكـــــذكل ّالر ُســـــ ُل الكـــــرا ُم مجـــــي ُعهُم‬
‫‪31‬‬
‫المجلس الصوفي لدراسة الشؤون المحمّديّة‬ ‫الحقيقة المحمّديّة‬

‫ـــــــــــإرمه قطراهتُ ــــــــــــإ‬


‫ُ‬ ‫أبنإ ُؤهــــــــــــإ وحبـ‬ ‫فهـــــــ ُم وان اكنـــــــوا لهـــــــإ أاب فُهُـــــــ ْم‬
‫ِلفـــــــــىت كســـــــــ ْت ُه ِليهنـــــــــإ عـــــــــذابهتُ إ‬ ‫مــــــن يل بِنفحــــــ ِة طيهبِ ــــــإ يف ِط ِ ّهبــــــإ‬
‫ذةل مــــــإ جنيـ ُ‬
‫ـــــت مواهتُ ــــــإ‬ ‫رض ّ ِ‬ ‫ِمــــــن أ ِ‬ ‫أ ْو رشـــــفة ِمـــــن ثغـــــر ِه ُحيـــــ هبِ ـــــإ‬
‫أ ْســـــقإ ُه أو مـــــن قـ ْ‬
‫ــــد ســـــق ْت ُه ُســـــقإهتُ إ‬ ‫ـــف مــــإ أبقــــإ ُه أو أبقــــإ ُه ِمــــن‬
‫أو ر ْشـ ِ‬
‫أ ْو يُـــــــ ْنعش املُضـــــــىن هبِ ـــــــإ نســـــــامهتُ إ‬ ‫كـــــــامي يفـــــــوز ِبـــــــذو ِقهإ ُمـــــــتع ِّطش‬
‫وكــــــذا علينــــــإ ِمــــــن عطــــــإ ُه صــــــالهتُ إ‬ ‫فصال ُة مــوالان علـــــهيإ دامئـــــإ‬
‫السإدة الصوفيّة ‪،‬‬‫هذا ومن أراد االسزتادة من هذه امخلرايت العرفإن ّية ‪ ،‬فعليه بدواوين ّ‬
‫لهنّ م الدرى ابحلقيقة احمل ّمديّة ‪ ،‬فإن مدحوهإ أو وصفوهإ فإنّام ابلتحقيق والعرفإن ‪ ،‬وكنت‬
‫قد مجعت من دواويهنم مجموعة من القصإئد مسيهتإ بـ ( ديوان احلقيقة احمل ّمديّة ) ّمث بعدهإ‬
‫أهلمين احلق س بحإنه اىل طرز ألفية رجزية ‪ ،‬تكون اكملـــنت اجلإمع يف هذا البإب ‪ ،‬ومسيهتإ‬
‫بـ ( ألفية احلقيقة احمل ّمديّة ) ‪ ،‬كام أ ّن ج ّل دواويننإ وهلل امحلد تدور عىل هذا احملور ‪.‬‬

‫إمجال وتفصيل‬
‫عيل‬
‫نبوي املقدس ‪ ،‬هتب ّ‬ ‫وكنت عرب مشواري الوجداين يف خدمة ذكل اجلنإب ال ّ‬
‫نس اميت س بوحية ‪ ،‬فأسإرع اىل تقييدهإ وتوظيفهإ يف املؤلفإيت والصلوايت واملداحئ ‪ ،‬فأحبت‬
‫أن أرمز هنإ اىل بعض مهنإ ‪:‬‬
‫ُبإب العجإئِ ِب والغرائِ ِب ‪ّ ،‬الزا ِخ ِر ابلكـ ُنو ِز ال ّول ّي ِة ‪ ،‬بال‬
‫‪ ‬احلقيقة احمل ّمدية ‪ : ‬يه ع ِ‬
‫ستُ ُه ‪ ،‬ومإ ِمن غيب ا ّال ويه قلْ ُب ُه ‪،‬‬ ‫س ا ّال ويه ُ ّ‬ ‫احل ا ُلخْروي ّ ِة ‪ ،‬مفإ ِمن ِ ّ ِ‬ ‫ُحدو ِد ّ‬
‫السو ِ‬
‫وكيف ال وق ِد ان ْطوت عىل العام ِء ‪ ،‬بِمإ ِفي ِه ِمن مهإ ِمه وكهُوف ‪ ،‬فاكن لهإ ِخامرا م ْجنُوان ‪،‬‬

‫‪32‬‬
‫المجلس الصوفي لدراسة الشؤون المحمّديّة‬ ‫الحقيقة المحمّديّة‬

‫وعن طوا ِر ِق البوا ِر ِق ‪ ،‬بل وعن مدا ِرجِ املعإ ِرجِ ؛ اللّهم ا ّال‬ ‫ي ُصون ُه عن تطفُّ ِل القوا ِف ِل ‪ ،‬بل ْ‬
‫دس غُبإ ِرهإ » ‪.‬‬ ‫عتإب ‪ ،‬فإنْصبا ِب ُق ِ‬
‫من تم ّرغ ابل ِ‬
‫‪ ‬احلقيقة احمل ّمدية ‪ : ‬يه عنيِ املعإين ِة الان ِن ّي ِة ‪ ،‬املُتو ِقّد ِة ِمن زيْ ُتون ِة الكـن ِه ال ْقد ِس ‪ُ ،‬م ُنذ‬
‫اللّحظ ِة ا ُلوىل ‪ ،‬يوم الح ِد ‪ِ ،‬من الّ ه ِر ا َلز ِ ّيل ‪ ،‬عند احل ْجر ِة ال ِميَّ ِة ‪ِ ،‬ويه شإ ِخص ٌة‬
‫رص ‪ِ ،‬من عني اىل عني أخْىل » ‪.‬‬ ‫ش ْطر املُحيَّإ ا ّذلا ِ ّيت وال تزا ُل ‪ ،‬تلْحظُ وتتب َّ ُ‬
‫حيث‬‫حإت الهُ َّو ‪ ،‬من ُ‬ ‫‪ ‬احلقيقة احمل ّمدية ‪ : ‬يه ُكن ِه الغ ْهيُوبة امل ُع َّمإ ِة ‪ ،‬امل ُـ َّ‬
‫كزن ُة ُحب ُج ِب ُس ُب ِ‬
‫هإت ‪ ...‬ف ِتكل ُّالر ُس ُل مل‬
‫حيث لان ا ّذل ِات ‪ ،‬فههيإت وأ ُلف ههيإت ‪ ،‬وأه بال هنإية للتَّأَ ُو ِ‬ ‫ال ُ‬
‫غيإر ‪ .‬فقل ُس بحإن الهُ َّو‬‫ولن ‪ ،‬تُلْ ِقي عىص ال ِتس يإ ِر ‪ِ ،‬ويه ع ُني النوا ِر ‪ ،‬فكيف ابل ِ‬
‫مبجالهإ » ‪.‬‬
‫‪ ‬احلقيقة احمل ّمدية ‪ : ‬يه ِمس ُّي اله َُّو اب َلان ا ِذ ادَّّن ‪ ،‬وهُو ابحلر ِم القْىص ‪ ،‬غ ْرب ج ِ‬
‫يب‬
‫السح ُر يتع ْسع ُس ‪ ،‬والعام ُء يتط َّم ُس ‪ ،‬وال ُكن ُه يتد َّم ُس ‪،‬‬ ‫داف املو ِايه النَّو ِايه ‪ُ ،‬‬
‫حيث َّ‬ ‫أ ْص ِ‬
‫والت ِحني ُو ُجود وال ِحني ُشهود ‪ ،‬ظ َّل والزال ابلز ِال ‪ ،‬أحدا بِال ِممي ‪ ،‬ون ُقطة بِال ف ْتق‬
‫‪ ،‬وذاات بِال ن ُ ُعوت ‪ ،‬ور ْقمإ بِال ِت ْعداد ‪ ،‬ي ْعت ِص ُم ابلعنيِ ِ‬
‫عن التَّ ْع ّي ْ ِِني ‪ ،‬كذكل هُو اله َُّو» ‪.‬‬
‫امل و ب ُ ْؤبُؤ اجلالل واالكرا ِم ‪ ،‬من الزال ْت هإم ُة ِِهَّهتِ إ‬ ‫‪ ‬احلقيقة احمل ّمدية ‪ : ‬يه ُأ ْقنُو ُم الك ِ‬
‫حىت َأ ْصبحت ع ْينإ و َأان ‪ ،‬وابتت ه ِويَّة ومإ ِه َّية ‪ ،‬وظلَّت‬ ‫تتعإىل وتتف َّو ُق وابل ُقرأ ِن تتحقَّ ُق ‪ّ ،‬‬
‫ي ِتمية ُأ ِ ّميّة ‪ ،‬وأحضت اباب و ِحجإاب ‪ ،‬وصإرت ب ْطنإ وظهْرا ‪ ،‬ودامت و ْهجإ ل ّل ِات و ِجهيإ ‪ ،‬مفإ‬
‫يب ‪ ،‬ومإ‬ ‫دس ‪ :‬تغ ُُور وت ِغ ُ‬ ‫وب ‪ ،‬ومإ انْفكَّت ْ‬
‫عن محإ ِر ِم ال ُق ِ‬ ‫وب وت ُص ُ‬ ‫ب ِرحت الزال ‪ُ :‬جت ُ‬
‫وجتو ُل و ُتطو ُل » ‪.‬‬‫ف ِتئت حول احملإ ِمي ‪ :‬ت ُصو ُل ُ‬
‫َص ِمي امل ِشيئ ِة الك ْ ِزني ّ ِة ‪ِ ،‬ط ْبـــــقإ ِل ُمرا ِد ُس ِ‬
‫لطإن‬ ‫‪ ‬احلقيقة احمل ّمدية ‪ : ‬يه اخملـــــتإرة ِمن ِ‬
‫وب ‪ ،‬واحلإ ِمدُ‬ ‫بيب واملح ُب ُ‬ ‫ا ّذل ِات ‪ ،‬تع ُّشقإ ِمهنإ ِلعيهنِ إ ‪ِ .‬لي ْنجيل ُمح ّيإهإ لهإ عيإان ‪ ،‬فهو احل ُ‬
‫هللا أحدُ ‪ ،‬اي أمحــــدُ ‪ ،‬مفإ ا ِمل ُمي ا ّال ُحجر ُة مجع ِ اال ّحتإ ِد ابلعمإ ِء » ‪.‬‬
‫وامل ْح ُمو ُد ‪ ،‬قل هُو ُ‬
‫‪33‬‬
‫المجلس الصوفي لدراسة الشؤون المحمّديّة‬ ‫الحقيقة المحمّديّة‬

‫الس ّيإر ِة ِ‬
‫حبقإئق‬ ‫‪ ‬احلقيقة احمل ّمدية ‪ : ‬يه ِهز ُة و ْص ِل الاب ِد ابلز ِال ‪ ،‬عىل ْ ِ‬
‫منت ّالرقإئِ ِق ّ‬
‫طون ‪ ،‬وتتو ّحد العدا ُد‬‫هور يف ال ُب ِ‬ ‫صول ‪ ،‬وتند ِمج ّ‬
‫الظ ُ‬ ‫عيإن ‪ ،‬حإلام تتّحد ال ُفرو ُع ابل ِ‬‫ال ِ‬
‫وص يف‬ ‫الكزن اىل ع ْي ِنيّ ِة الهإ ِء ‪ ،‬قرأان وأزاال ‪ ،‬كام اكن والزال ‪ ،‬ي ُغ ُ‬
‫فيؤوب ُ‬ ‫ُ‬ ‫ابلحإ ِد ‪،‬‬
‫احلق ‪ ،‬كام هُو » ‪.‬‬ ‫أ ِ‬
‫صداف ّ ِ‬
‫يكون ‪ ،‬ذاات ون ُعوات ‪ُ ،‬هويَّة وأ ِن َّية ‪،‬‬‫‪ ‬احلقيقة احمل ّمدية ‪ : ‬يه ابلهُو أان ‪ ،‬حيثُمإ اكن وس ُ‬
‫سا ون ُورا ‪ُ ،‬خلُ ًّوا و ُجلُ ًّوا ‪ ،‬أزاال و ُأبُودا ‪،‬‬ ‫ع ْينإ و ِمثإال ‪ُ ،‬عـلُ ًّوا ونُ ُزوال ‪ ،‬ب ُ ُطوان ُ‬
‫وظهُورا ‪ًّ ِ ،‬‬
‫وانسوات ‪ ،‬ح ِقيقة ُوروحإ ‪ ،‬قلْبإ ولُبإاب ‪ ،‬ن ْفسإ وجسدا و ِلسإان ‪ ،‬معإمة‬ ‫قرأان وفُرقإان ‪ ،‬الهُوات ُ‬
‫و ِنعإال » ‪.‬‬

‫الكهنإ ِن َّي ِة ‪ ،‬ود ِلي ُل فُ ُج ِوهجإ ‪ ،‬وم ُ‬


‫طإر‬ ‫‪ ‬احلقيقة احمل ّمدية ‪ : ‬يه خبِّية أ ْقطإ ِر املو ِايه ْ‬
‫ُع ُر ِوهجإ ‪ .‬فالجرم أهنّ إ مش ُس ِهداي ِة رفإ ِر ِف الهِم ِم والعز ِ ِامئ ‪ ،‬يف مدا ِرجِ الغ ُُر ِ‬
‫وب ‪ .‬و ُمنإخِ‬
‫وث » ‪.‬‬ ‫العنيِ وب ْرزخِ البنيِ ‪ ،‬لِلبُّ ُط ِ‬
‫ون وال ُّظه ُِور ‪ ،‬وال ِقد ِم واحلُدُ ِ‬
‫صإل ‪ُ ،‬‬
‫حيث أ َّن الغإية‬ ‫‪ ‬احلقيقة احمل ّمدية ‪ : ‬يه ج ّذاب ُة اهلم ِم ّالروحإنـ ّي ِة ‪ ،‬اىل أ ِ‬
‫فإق ّالو ِ‬
‫حإت ُر ٌ‬
‫فوف ‪ ،‬وأ ْمالكٌ‬ ‫السدرة مإ يغىش ‪ُ ،‬س ُب ٌ‬ ‫اىل كهنهإ ‪ ،‬عندهإ ِسدر ُة املنهتيى ‪ ،‬ا ْذ يغْىش ّ‬
‫ُوقُ ٌوف ‪ ،‬وعز ِ ٌامئ ت ُط ُوف ‪ ،‬و ِمن دُوهنِ إ الفنإ ُء ‪ ،‬و ِمن فو ِقهإ العد ُم » ‪.‬‬
‫هللا الو ِاسع ِ ‪ ،‬اجلإ ِمع ل ْطو ِار احلضإئِ ِر قإ ِطبة ‪ ،‬فإملبتدى‬ ‫ابب ِ‬
‫‪ ‬احلقيقة احمل ّمدية ‪ : ‬يه ُ‬
‫ِمهنإ واملنهتيى الهيإ ‪ ،‬فال دُخول ا ّال ِمن أعتإهبِ إ ‪ ،‬وال ُو ُصول ا ّال اىل ن ّعإ ِلهإ ‪ ،‬لُ نه املسج ِد‬
‫روش ‪،‬‬ ‫روش فُ ٌ‬ ‫لامن ‪ ،‬واملالئِ ُك ِو ْل ٌان ‪ ،‬وال ُع ُ‬
‫حيث ُّالر ُس ُل ِغ ٌ‬
‫القىص ‪ ،‬دُون القد ِم احلرا ِم ‪ُ ،‬‬
‫الصدُ ِور ‪ ،‬و ِعندهإ تتحقّ ُق ال ِع ّ ُةل الغإئِـ ّي ُة ‪،‬‬
‫السائِ ُر ِمن ُّ‬
‫عن سإق ‪ ،‬فتتص َّد ُع َّ‬ ‫هنإكل يُكش ُف ْ‬
‫هللا علي ِه وأهل وحصبه ّ‬
‫وسمل » ‪.‬‬ ‫صىل ُ‬ ‫هللا ّ‬ ‫أ ْن ال اهل ا ّال ُ‬
‫هللا ‪ ،‬وأ َّن س ّيِدان حمّدا ر ُسو ُل ِ‬

‫‪34‬‬
‫المجلس الصوفي لدراسة الشؤون المحمّديّة‬ ‫الحقيقة المحمّديّة‬

‫بويح ‪ ،‬عىل ِصبغ ِة الان‬


‫الس ِ ّ‬ ‫ذات امحل ِد ‪ ،‬امل ُنسوج ُة ِمن ِ‬
‫الكامل ّ‬ ‫‪ ‬احلقيقة احمل ّمدية ‪ : ‬يه ُ‬
‫سن ِصيإنة‬‫الكزن ابحلُ ِ‬ ‫حىت اذا مإ جتل َّ ْت جل َّ ْت ‪ ،‬ت ْربقع ْت ِ ِخبام ِر ِ‬
‫امجلإل ‪ُ ،‬وس ِرت ُ‬ ‫بِال ِمثإل ‪ّ ،‬‬
‫ِل ُلو ُجو ِد » ‪.‬‬
‫ُروف ‪ُ ،‬كـ ُمون‬
‫وف احل ِ‬ ‫وت ‪ ،‬املكنُوزة يف ُصدُ ِ‬ ‫‪ ‬احلقيقة احمل ّمدية ‪ : ‬يه ان ُم ُوس الّ ه ُر ِ‬
‫يوب ‪ ،‬لطإفة وجتريدا ‪ ،‬وا ّن السار‬ ‫لفإظ ‪ ،‬تتوارى عن جو ِاس ِيس ال ُغ ِ‬ ‫املعإين يف ال ِ‬
‫لك عن ادرا ِكهإ اتهئُون ‪،‬‬ ‫لت ْطلُهبُ إ أش َّد ِمن النوا ِر ‪ ،‬ويكهنّ إ طلْق ُة العه ُم ِ‬
‫وت امل ْح ُجو ِر ‪ ،‬وال ُّ‬
‫اكلس ْف ِل ‪ ،‬والع ْز ُم اكلب ِهل ‪ ،‬وهُنإ كهُنإك ‪ ،‬فُس بحإن من خ ّالهإ ِمن ُحيثُام ج ّالهإ » ‪.‬‬
‫الفُ ُق ُّ‬
‫ِيت ِخبلو ِات الز ِال ‪ ،‬مكنُوزة يف‬ ‫بيب ا ّذل ِات ُم ُنذ ال ِقد ِم ‪ ،‬تب ُ‬
‫‪ ‬احلقيقة احمل ّمدية ‪ : ‬يه ح ُ‬
‫سامر ترتت َّ ُل ابل ْحسإ ِر ‪،‬‬
‫طنإن العام ِء ‪ ،‬هذا وأعر ُاس الكفإحِ قإئِم ٌة عىل سإق ‪ ،‬حيثُمإ ال ُ‬ ‫بُ ِ‬
‫ماكن يف َْغرهتِ ِ ْم ي ْعمهُون » ‪.‬‬
‫والت دهر انْفجإر ‪ ،‬فهنإكل جرى مإجرى ‪ ،‬واال ُ‬
‫ون ‪ ،‬الو ِاسعة ِّ‬
‫للك مإ ت ْس ت ِور ُد ُه القوا ِب ُل من‬ ‫‪ ‬احلقيقة احمل ّمدية ‪ : ‬يه م ِع ُني ا ِ‬
‫فإضإت ال ُع ُي ِ‬
‫عن العإلمني ‪ ،‬و ِاسطة قـيُّومة عىل‬ ‫طون الفوا ِع ِل ‪ِ ،‬سعة محتديَّة ذاتِ ّية ‪ ،‬ولن ت ْنفك ِ‬ ‫بُ ِ‬
‫ُالوجو ِد ابملُدو ِد ‪ ،‬ولو زالت فإلعد ُم ‪ ،‬وهذا ِمن بع ِدهإ ُمحإ ٌل » ‪.‬‬
‫الطلع ِة‬
‫‪ ‬احلقيقة احمل ّمدية ‪ :: ‬يه جام ُل هذا ُالوجو ِد البديع ِ ‪ ،‬املص ُبوغة عىل قداس ِة تكل ّ‬
‫الس بحإ ِن ّي ِة ‪ ،‬الّيت ألْق ْهتإ يف ِّمي ع ْيهنِ إ ‪ِ ،‬لتزتيَّن بِديبإج ِة ُشؤوهنِ إ ‪ّ ،‬مث أ ْجل ْهتإ ِللعإلمني ‪ِ ،‬مثإال‬
‫ُ‬
‫ج ّذااب ‪ ،‬و ُح ْس نإ خ ّالاب » ‪.‬‬
‫منذ الحسإ ِر ا ُلوىل‬ ‫وت ‪ُ ،‬‬ ‫‪ ‬احلقيقة احمل ّمدية ‪ : ‬يه كهف القرأ ِن ‪ّ ،‬اذلي غإر يف أفُ ِق الع ُم ِ‬
‫حيث الزال الف ْج ُر ي ْس ِرت ُق النبإء ‪ ،‬والضّ حى يرتب ّ ُص ابلبوا ِر ِق ‪ ،‬ولكن ههيإت ههيإت ‪،‬‬ ‫‪ُ ،‬‬
‫خط ُف النّ ُإس ِمن ِ ِ‬
‫حوهل » ‪.‬‬ ‫حر ٌم أم ٌن ويُت ّ‬
‫عوت ‪ ،‬ق ْبلمإ ت ّزن ْلت اب ُء توحي ِد السام ِء‬ ‫‪ ‬احلقيقة احمل ّمدية ‪ : ‬يه ألف اتحي ِد ا ّذل ِات ابلنُّ ِ‬
‫فعإل ‪ ،‬والزالت ُم ُنذ الز ِال اىل الاب ِد ‪ ،‬عني ِو ْحد ِة امجلع ِ ‪ ،‬مبإلهإ ِمن ُ َُصود » ‪.‬‬ ‫ابل ِ‬
‫‪35‬‬
‫المجلس الصوفي لدراسة الشؤون المحمّديّة‬ ‫الحقيقة المحمّديّة‬

‫الص ُمو ِد ‪ ،‬عينإ وت ْعيِينإ ؛ وكيف ال ويه النُّ ُور ُ‬


‫املبني‬ ‫نإظ ِر ُّ‬ ‫‪ ‬احلقيقة احمل ّمدية ‪ : ‬يه ُمجع ُة م ِ‬
‫شعإعـإت ال ِوحد ِة النـ َّي ِة ‪ ،‬هُدى لِلعإلمني ‪ِ ،‬من بنيِ‬ ‫ِ‬ ‫الشإ ِر ُق ِمن ِمشاك ِة ا ّذل ِات ‪ ،‬اب‬ ‫‪ّ ،‬‬
‫االثننيِ ‪ ،‬اىل عـنيِ الح ِد ‪ ،‬عىل ِرصاط ُمس ت ِقـمي » ‪.‬‬
‫اللك مجعإ وا ْجامال ‪ْ ،‬بل ف ْرقإ وت ْف ِصيال ‪ ،‬مفإ خل ْت ذ َّر ٌة ِمن‬ ‫عني ِّ‬ ‫‪ ‬احلقيقة احمل ّمدية ‪ : ‬يه ُ‬
‫س ٌة ِمن ِصبغ ِة أح ِديهتِ إ‬ ‫عام ِد قيُّو ِميهتِ إ ‪ ،‬بل مإ خل ْت ل ْمع ٌة ِمن وقُو ِد َْصدا ِنيهتِ إ ‪ ،‬بل مإ خل ْت ُ ّ‬
‫فالك املشيئ ِة‬‫طنإن ال ِّم ّ ِي ‪ ،‬احمليطة بأ ِ‬ ‫ينإت الواح ِدي ِة ‪ ،‬املنس ِلخة ِمن ال ُب ِ‬ ‫؛ لكوهنِ إ محتد التّع ِ‬
‫يكون » ‪.‬‬ ‫اللكّ ّي ِة ‪ ،‬اجلإمعة ِلمإ اكن ومإ ُ‬
‫‪ ‬احلقيقة احمل ّمدية ‪ : ‬يه املثل العْىل ‪ّ ،‬اذلي اذا مإ خلت اكنت اطالقإ ‪ ،‬واذا مإ جلت‬
‫اكنت عـينإ ‪ ،‬واذا مإ تعإلت اكنت جحإاب ‪ ،‬واذا مإ ادّلت اكنت عرشإ ‪ ،‬واذا مإ تع ّينت‬
‫تعرفْت اكن الان ‪. » ...‬‬ ‫اكنت قرأان ‪ ،‬واذا مإ جت َّردْت اكن الهو ‪ ،‬واذا مإ َّ‬
‫احلق القإ ِمئ عىل ُالوجو ِد ‪ِ ،‬ل ُتسوس اخلالئِق ب ُِسلط ِة‬ ‫‪ ‬احلقيقة احمل ّمدية ‪ : ‬يه وكيةل ّ ِ‬
‫تريب الطبإئِع ِبنُو ِر التّع ِر ِيف ‪ ،‬ومتِ َّد ّالرقإئِق بِقوا ِم البقإ ِء ‪ ،‬فال ب ُ َّد للربااي من‬ ‫ال ُمو ِر ‪ ،‬و ّ‬
‫قيُّو ِميَّـهتِ إ ّالرحامن ّي ِة ‪ ،‬و ُّ‬
‫اللك اىل ع ْو ِلهإ فُقرا ُء » ‪.‬‬
‫وصبغة التّلْ ِو ِين ‪ ،‬م ِن‬ ‫‪ ‬احلقيقة احمل ّمدية ‪ : ‬يه طلقة التَّ ْعي ْ ِِني ‪ ،‬ومإدَّة التّكو ْي ِن ‪ِ ،‬‬
‫املكنون ‪ِ ،‬ل ُت ْصنع عىل ُأنْ ُموذ ِهجإ احلقّإ ِ ّين ‪ ،‬فزت َّملت بكسإ ِء العنإي ِة‬
‫ِ‬ ‫ْارتشح ِت البدائِ ُع ِمن ن ُو ِرهإ‬
‫بيب » ‪.‬‬ ‫جل احل ِ‬ ‫كذكل ل ِ‬ ‫محوت ؛ ِ‬ ‫‪ ،‬وتدثّرت ب ِردا ِء َّالر ِ‬
‫بحإت‬ ‫‪ ‬احلقيقة احمل ّمدية ‪ : ‬يه يدُ ال ُقدر ِة ال ُعظمى ‪ ،‬وقد ِم حو ِلهإ وقُ ّوهتِ إ ‪ ،‬املُتأَ ِّزرة ب ُِس ِ‬
‫فإق ‪،‬‬ ‫اجلالل ‪ ،‬واملُتع ّ ِصبة ِب ِردا ِء ال ِكـرباي ِء ‪ ،‬فإلوي ُل ِلسال ِطنيِ ال ِ‬ ‫ِصيإِص ِ‬ ‫ال ِع ّ ِز ‪ ،‬واملُتد ّ ِرعة ب ِ‬
‫ـربوت ِش ْس ِعهإ » ‪.‬‬
‫ِمن ج ِ‬
‫حىت‬ ‫يل ا ُمجل ِل ال ِزل ّي ِة ‪ ،‬املُس ت ِمدة ِمن ن ُقط ِة العنيِ ‪ّ ،‬‬
‫‪ ‬احلقيقة احمل ّمدية ‪ : ‬يه طلْقة ت ْف ِص ِ‬
‫ت ِفيض ابحلقإئِ ِق ا ُلوىل ‪ ،‬مفإ حو ِت اللو ُاح وال رو ِت القال ُم ‪ ،‬ا ّال ق ْطر ٌة ِمن ع ِ‬
‫ُبإب ن ُوهنِ إ‬
‫طون حقيقهتِ إ ‪ ،‬مفإلهإ ا ّال سائِ ُر ال ُك ِ‬
‫ثبإن» ‪.‬‬ ‫احمليطِ ‪ ،‬فكيف اذامإ مإجت ب ُ ُ‬
‫‪36‬‬
‫المجلس الصوفي لدراسة الشؤون المحمّديّة‬ ‫الحقيقة المحمّديّة‬

‫يوب ‪ ،‬فهيي ِّ‬


‫ابللك‬ ‫الش ِ‬
‫هإدات وال ُغ ِ‬ ‫ؤون ‪ ،‬يف ّ‬
‫للش ِ‬ ‫‪ ‬احلقيقة احمل ّمدية ‪ : ‬يه املثل العىل ُّ‬
‫صف ‪،‬‬‫صف ابلو ِ‬
‫العني ابلعنيِ ‪ ،‬والو ُ‬ ‫احلق ابلتّ ِ‬
‫حقيق ‪ُ ،‬‬ ‫كون ‪ُ ،‬ممث ّةل ّ ِ‬ ‫لل ِّ‬
‫لك حيثُام اكنت وس ت ُ‬
‫والفعإ ُل ابل ِ‬
‫فعإل ‪ ،‬فكفى ابلان دليال عىل اله َُّو » ‪.‬‬
‫إمإت ‪ ،‬احمليطة‬ ‫اللكامت التّ ِ‬
‫إت ‪ ،‬و ِ‬ ‫ِ‬
‫احلروف العإل ّي ِ‬ ‫‪ ‬احلقيقة احمل ّمدية ‪ : ‬يه أ ّم ِ‬
‫كتإب‬
‫اطن حقإئ ِقهإ ‪ ،‬كام ال‬‫السواب ِِق واللّوا ِح ِق ‪ ،‬فال هنِ إية ِلظوا ِه ِر رقإئِقهإ ‪ ،‬وال غإية لبو ِ‬‫ؤون َّ‬ ‫ّ‬
‫ابلش ِ‬
‫ايت مح ِدهإ تُتىل » ‪.‬‬‫تزا ُل أ ُ‬
‫وب ‪،‬‬ ‫املمكن ِمهنإ و ُالو ُج ِ‬
‫ِ‬ ‫تسإمإت ُالوجوديّة ‪،‬‬ ‫‪ ‬احلقيقة احمل ّمدية ‪ : ‬يه ل ْو ُح االر ِ‬
‫املفص ِةل ِبريش ِة الاب ِد ؛ وبطإئِهنُ إ انطبإ ٌع ِلحقإئق‬
‫بداعإت ّالر ّابن ّي ِة ‪ّ ،‬‬
‫فظإه ِرهإ ُص ّو ٌر لاث ِر اال ِ‬
‫حإج ُز النّ ِ‬
‫عوت‬ ‫ؤون الحدي ّ ِة ‪ ،‬ا ُجملم ِةل بِدوا ِة الز ِال ؛ و ِمن بيهنِ ِ ام برز ٌخ ال يبغ ّي ِإن ‪ِ ،‬‬
‫الش ِ‬ ‫ُّ‬
‫مكـإن » ‪.‬‬
‫جوب ابال ِ‬ ‫حسإن ‪ ،‬ل ّي ّال ي ْص ِدم ُالو ُ‬ ‫الس بُّوحِ ‪ِ ،‬‬
‫ابلعدل واال ِ‬ ‫رش ِق ِمن يُوحِ ُّالروحِ ُّ‬‫امل ُ ِ‬
‫وص ِيف‬
‫‪ ‬احلقيقة احمل ّمدية ‪ : ‬يه النسخ ُة االطالقيّة ‪ ،‬املزنه ُة عن التَّق ِيّي ِد والتَّحدي ِد ‪ ،‬والتَّ ِ‬
‫والتَّك ِيّي ِف ‪ ،‬فال م ْظهر وال م ْعمل لهإ ‪ ،‬ا ّال ل ّمإ ت َّزنل هبإ » ‪.‬‬
‫الظإهرة يف احلرض ِة َّالروحإ ِنيَّ ِة َّ‬
‫ابلط ْم ِس ‪،‬‬ ‫‪ ‬احلقيقة احمل ّمدية ‪ : ‬يه الي ُة الكهن ّية الكربى ‪ّ ،‬‬
‫عيإن ‪ ،‬فـــضْ ال عن ذ ِوي‬ ‫عن مدا ِر ِك ال ِ‬ ‫وال ّبإ ِطنة يف املظإ ِه ِر ا ِجلسام ِنيَّ ِة ابلل َّ ْب ِس ‪ ،‬من غإبت ْ‬
‫هإن » ‪.‬‬‫ليل و ُالرب ِ‬
‫ا َّل ِ‬
‫فإل الك ِزني َّ ِة ا َل ِزليَّ ِة ‪ ،‬والقإئِمة عىل خزائِ ِن أسا ِرهإ اىل‬‫‪ ‬احلقيقة احمل ّمدية ‪ : ‬يه ِفإحتة أ ْق ِ‬
‫البدي َّ ِة ‪ ،‬من اته ِت الربااي يف مهإ ِم ِه ِبداايهتِ إ اجلسديّة ‪ ،‬فنإ ِههيإ عن هنِ إاي ِت ِه الحديّة ‪. » ...‬‬
‫‪ ‬احلقيقة احمل ّمدية ‪ : ‬يه ِع َّ ُةل اخللْ ِق ‪ ،‬امل ُع ّ ِرفة ابحل ّ ِق ‪ ،‬وو ْص ِةل احل ْرضتنيِ ‪ ،‬النّإفية ِللْبنيِ ‪،‬‬
‫وب ْرزخِ ال َّبحر ِين ‪ِ ،‬ليَّال يلْت ِقيّإ ‪ ،‬في ْب ِغ ّيإ ‪. » ...‬‬

‫‪37‬‬
‫المجلس الصوفي لدراسة الشؤون المحمّديّة‬ ‫الحقيقة المحمّديّة‬

‫ون ن ُقط ِة‬‫املصون ِة يف مكنُ ِ‬ ‫ُوت املضْ ُنون ِة ‪ُ ،‬‬‫‪ ‬احلقيقة احمل ّمدية ‪ : ‬يه ُصلْ ِب هإ ِء الهإه ِ‬
‫وت ‪ ،‬واملتج ّال ِة يف ن ْز ِةل‬ ‫ُون الط ّ ِي ‪ ،‬الـ ُمتخ ّال ِة يف ُم ِحيطِ قإ ُم ِوس الهب ُم ِ‬ ‫التَّجري ِد ‪ ،‬بِب ِ‬
‫طن ن ِ‬
‫دو ِر ِم ِمي الن ُّ ُشو ِر ‪. » ..‬‬
‫قإن ‪،‬‬ ‫‪ ‬احلقيقة احمل ّمدية ‪ : ‬يه تورا ِة قُرأ ِن ال ُكن ِه ‪ ،‬يف ِكتإب مرقُوم ‪ ،‬قبل ف ْج ِر ُبزُ ِر ال ُفر ِ‬
‫لك يشء أحصينإ ُه يف امإم ُمبني » ‪.‬‬ ‫تإب ِمن يشء ‪ ،‬و َّ‬ ‫يف ِرق م ُنشور ‪ ،‬مإ ف َّر ْطنإ يف ال ِك ِ‬
‫الس بع ِ الـ َّمثإين ‪،‬‬ ‫در ‪ ،‬قبل ُطلُوعِ الف ْج ِر ‪ ،‬يف ُ ْمجع ِة َّ‬ ‫‪ ‬احلقيقة احمل ّمدية ‪ : ‬يه ِوتْ ِر ليإيل الق ِ‬
‫املُؤ ِ ّذن ِة اب ْسال ِم اال ْسا ِء ال ُفرقإين ‪ِ ،‬من بع ِد غ ْفر ِان الكه ِْف ال ُقرأين ‪. » ..‬‬
‫ُّوس ‪ ،‬امل ُ ْ ِ‬
‫رشق عىل ذ ّر ِات ُالو ُجو ِد غيبإ ‪ِ ،‬من‬ ‫امل ال ُقد ِ‬
‫‪ ‬احلقيقة احمل ّمدية ‪ : ‬يه ُشعإ ُع ج ِ‬
‫جإب ال ْسام ِء ‪ ،‬و ِقنإعِ ال ِ‬
‫فعإل ‪. » ....‬‬ ‫ورا ِء ِح ِ‬

‫يوب ‪ ،‬ا ِذ العام ُء‬‫خال ِة يف ط ّ ِي جتري ِد اجلُ ِ‬ ‫وب ‪ ،‬الـ ُمت ّ‬ ‫‪ ‬احلقيقة احمل ّمدية ‪ : ‬يه ن ُقط ُة قُر ِء ال ُغ ُي ِ‬
‫ُوت ‪ ،‬ت ُم ُور مورا ‪ ،‬ترتىق فتتَّ ِحد فتتحقق ابل ُكن ِه‬ ‫فالك الهإه ِ‬ ‫يغ ُُور غورا ‪ِ ،‬ويه يف َأ ْوجِ أ ِ‬
‫طورا فطورا ‪ ،‬وب ْطنإ فب ْطنإ ‪. » ...‬‬
‫‪ ‬احلقيقة احمل ّمدية ‪ : ‬يه ُمنهتيى بوا ِر ِق العز ِ ِامئ الك ِثي ِبيَّ ِة ‪ِ ،‬من بع ِد مإ تتَّ ِحد دوائِ ُر ا ِمل ِمي‬
‫ِسإط ن ُقط ِة البإ ِء ‪ ،‬فيإ ِللحّي ِة وال ِتّي ِه ‪ ،‬واي ِللْو ِهل والهُ ّيإ ِم ‪ ،‬فإهلل هللا هللا‬ ‫ابلهإ ِء ‪ ،‬وينط ِوي ب ُ‬
‫عليه ‪. » ...‬‬
‫‪ ‬احلقيقة احمل ّمدية ‪ : ‬يه رق ُمي مإ ِهي ِة الهُوي ّ ِة ‪ ،‬املكنُوزة يف أ ِ‬
‫صداف ِحب ِإر النّإه ِ‬
‫ُوت ‪،‬‬
‫ون قرأ ِن اله َُّو ‪ ،‬كام هو ‪ ،‬ومإ أدراك مإ هُو ‪. » ..‬‬ ‫م ُصونة ِب ُك ِ‬
‫لك ّذرة مبإ كسب ْت ‪،‬‬‫قلب ُالو ُجو ِد ّالرا ِعي ِلل ُمدُ و ِد ‪ ،‬القإئِمة عىل ِ ّ‬
‫‪ ‬احلقيقة احمل ّمدية ‪ : ‬يه ُ‬
‫فلوالهإ مإ س بح ْت نوا ٌة يف فل ُكوهتِ إ وال س بَّح ْت ‪ ،‬وال غ ْرو فإمل ُ ْبتدى ِمن ِمدا ِدهإ الو ْح ِ‬
‫داين‬
‫‪ ،‬واملدى اىل م ْح ِت ِدهإ الص ْم ِ‬
‫داين » ‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫المجلس الصوفي لدراسة الشؤون المحمّديّة‬ ‫الحقيقة المحمّديّة‬

‫وح سعإد ِة احليو ِان ‪ ،‬املتجال ِة بِنفإئِ ِس امجل ِإل ‪ ،‬وفرا ِد ِيس‬ ‫‪ ‬احلقيقة احمل ّمدية ‪ : ‬يه ُر ُ‬
‫صإل ‪ ،‬فليس النَّع ُمي وال ُنس ا ّال مإنفح ْت ِب ِه ألطإفهإ ‪ ،‬اذا مإ تدلّت فتجلّت عىل اال ِ‬
‫ماكن‬ ‫ّ ِالو ِ‬
‫وجنإان و ُكثبإان ‪. » ...‬‬ ‫‪ ،‬ر ْمحة واحسإان ‪ ،‬دُنيإ ِ‬
‫‪ ‬احلقيقة احمل ّمدية ‪ : ‬يه َأ ُّم املُدو ِد ‪ ،‬القإئِمة ابجلُـو ِد عىل ُالو ُجو ِد ‪ ،‬من ال ت ْع ُز ُب عن‬
‫سمدا » ‪.‬‬ ‫وت ‪ ،‬مددا ُم ْ‬ ‫وت وال اجل ُرب ِ‬‫كل وال املل ُك ِ‬ ‫طإن ا ْحسإ ِن ِه ذ َّر ٌة ‪ ،‬يف امل ُ ْ ِ‬
‫ُسلْ ِ‬
‫نسإب ‪ِ ،‬رتْقة َص ِديّة ‪،‬‬‫بإب وال ِ‬ ‫الطلق ُة ال ِوتري َّ ُة املُج َّرد ُة عن الس ِ‬ ‫‪ ‬احلقيقة احمل ّمدية ‪ : ‬يه َّ‬
‫الس بُّ ِ ِ ّ‬
‫ويح‬ ‫رش ُق اب ّاي ِة احمل َّيإ اليُّ ِ ِ ّ‬
‫ويح تتج ّىل ‪ ،‬وتغ ُْر ُب يف عنيِ ال ُقرأ ِن ُّ‬ ‫ال رشِقـ ًّية وال غ ِرب ّية ‪ ،‬ت ُ ِ‬
‫خىل ‪. » ..‬‬ ‫تت ّ‬

‫وحإين النَّ ِ ِ ّ‬
‫وراين‬ ‫‪ ‬احلقيقة احمل ّمدية ‪ : ‬يه عني ا ّذلات العامئ ّي ِة اجلردا ِء ‪ ،‬املز َّم ُةل ِ ّ‬
‫ابلشعإ ِر ّالر ِ ّ‬
‫نسإين ‪ِ ،‬ل ْتس توي عىل رقإئِ ِق العإملني ت ُّزنال ‪ ،‬وا ّال النْعدم‬ ‫‪ ،‬وامل ُ َّد ِثر ُة ِ ّ‬
‫ابلس تإ ِر ا ِجل ِ ِ ّ‬
‫سامين اال ِ ِ ّ‬
‫الكيإن ‪. » ..‬‬‫ُ‬
‫‪ ‬احلقيقة احمل ّمدية ‪ : ‬يه انسإن عنيِ نظ ِر ا ّذل ِات اىل عيهنِ إ ‪ ،‬من غدت ِللعنيِ اك ِملرأ ِة ‪،‬‬
‫وب‬ ‫وب العام ِء ‪ ،‬وم ِ‬
‫تإهإت ُج ُي ِ‬ ‫ون ال ُك ِهن َّي ِة ‪ِ ،‬من ُط ُم ِوس غُ ُي ِ‬ ‫شعإعإت مخإئِ ِل ُّ‬
‫الش ُؤ ِ‬ ‫ُ‬ ‫ت ْنج ِيل هبِ إ ا‬
‫طالق‪. » ..‬‬ ‫اال ِ‬
‫ائك ال ُكثبإ ِن ّي ِة ‪ُ ،‬لنْه الوس ي ِةل‬‫املنإظ ِر الاننيَّ ِة ‪ ،‬عىل الر ِ‬‫‪ ‬احلقيقة احمل ّمدية ‪ : ‬يه واهج ِة ِ‬
‫مس ِمن م ْغ ِرهبِ إ ‪،‬‬ ‫الش ُ‬ ‫رش ُق ّ‬ ‫ال ُعظمى ‪ ،‬حيثُام تتك ّح ُل النّو ِاظ ُر ِ‬
‫جبالل ُس ُبحإهتِ إ ‪ ،‬حإلهإ ت ُ ْ ِ‬
‫السإعـ ُة ‪. » ...‬‬‫وعندهإ ت ُقوم ّ‬
‫حيث القدا ُم اذلاتِ َّي ُة تتأل َّ ُق فتتحقّ ُق‬ ‫زيل ‪ُ ،‬‬ ‫خيل ال ّ‬ ‫‪ ‬احلقيقة احمل ّمدية ‪ : ‬يه بنت التّ ّ‬
‫الهإهوت ‪ ،‬تأنُّـنإ وجتنُّنإ ابلكنُو ِز ‪ِّ ِ ،‬هة أح ِديّة ‪،‬‬‫ِ‬ ‫فترتت ُّق بِال ُمنهتيى ‪ ،‬ت ْس ب ُح ِيف ُس ُب ِ‬
‫حإت‬
‫ريب يُط ِع ُمين ويس ِقيين ‪. » ..‬‬
‫ِيت عند ّ‬ ‫وهنمة أ ْمح ِديّة ؛ ا ّين أب ُ‬
‫ْ‬

‫‪39‬‬
‫المجلس الصوفي لدراسة الشؤون المحمّديّة‬ ‫الحقيقة المحمّديّة‬

‫حيث َأ َّذنت‬‫ُوت احلرا ِم ‪ُ ،‬‬ ‫الربوجِ النُّ ُعو ِتيَّ ِة ‪ّ ،‬‬


‫ابلاله ِ‬ ‫َصو ِد ُ ُ‬
‫‪ ‬احلقيقة احمل ّمدية ‪ : ‬يه كعبة ُ ُ‬
‫لقد ك ّرب االمإ ُم ُ‬
‫املبني‬ ‫الصال ُة جبإ ِمع ِ الك ِزن الع ِت ِ‬
‫يق ‪ ،‬و ْ‬ ‫حىت ت ُقوم ّ‬‫وت ابال ّحتإ ِد ‪َّ ،‬‬‫فإق اجلرب ِ‬ ‫يف أ ِ‬
‫ابال ْحرا ِم ‪ ،‬أبدا بِال سالم ‪. » ...‬‬
‫دات الوىح وااللْهإ ِم ‪ ،‬ورفْر ُف ُع ُروجِ العز ِ ِامئ‬ ‫‪ ‬احلقيقة احمل ّمدية ‪ : ‬يه مصد ُر وا ِر ِ‬
‫سإس اال ْسال ِم ‪ ،‬ولُبإب ُة‬‫ثبإن ؛ و ِمن قب ُل يه ‪ :‬أ ُ‬ ‫حسإن وال ُك ِ‬
‫بةل مشإ ِه ِد اال ِ‬ ‫ادات ‪ ،‬و ِق ُ‬ ‫واالر ِ‬
‫ميإن ؛ بل ِع َّ ُةل الّ ِين ‪ ،‬وغإي ُة الثَّـقلنيِ ‪. » ...‬‬
‫اال ِ‬
‫ماكين ‪،‬‬ ‫وب ُالو ُجــو ِد احلقّإين ‪ ،‬و ُروحِ ِقيّإ ِم اجلس ِد اال ِ‬ ‫‪ ‬احلقيقة احمل ّمدية ‪ : ‬يه معىن ُو ُج ِ‬
‫عوت ‪ِ ،‬غ ّيإاب‬
‫ون والنُّ ِ‬
‫الش ُؤ ِ‬ ‫نإت ُّ‬‫وال غرو من عنيِ ُالوجو ِد ‪ ،‬والَّه ِر امل ْمدُ و ِد ‪ ،‬اجلإ ِمعة ِلتع ُّي ِ‬
‫ُوشهُودا ‪. » ..‬‬
‫إت الت َّ ْشبِي ِه‬ ‫‪ ‬احلقيقة احمل ّمدية ‪ : ‬يه ِمرأ ِة نزاه ِة ال ُق ْد ِس ال ْعىل ‪ُّ ،‬‬
‫الس بُّوحة ِمن ُش هبُ ِ‬
‫الشوائِ ِب النَّورا ِن ّي ِة ‪ ،‬صفإء وعامء ‪ِ ،‬لمإ علي ِه اخلُالص ُة‬‫ابلغيإ ِر ‪ ،‬من ختلَّص لُبإهبُ إ عن ّ‬
‫احلقيّ ُة ِمن جتريد واطالق » ‪.‬‬

‫مس العظ ِم الهُواين ‪ ،‬املُؤ ِنّ ِن ِلعنيِ ا ّذل ِات ‪ ،‬قبل ُطلُوعِ‬
‫‪ ‬احلقيقة احمل ّمدية ‪ : ‬يه اال ِ‬
‫الش ِ‬
‫مس ‪ ،‬وبعد غُروهبإ ‪. » ..‬‬ ‫ّ‬
‫حيث أ ّن املُبتدى ُمنهتيى‬ ‫‪ ‬احلقيقة احمل ّمدية ‪ : ‬يه أية اجعإ ِز مدا ِر ِك ال ُفهُو ِم وال ُعلُو ِم ‪ُ ،‬‬
‫إبق بوا ِر ِق ّالرقإئِ ِق واحلقإئِ ِق ‪ ،‬اىل ع ِرش‬ ‫غإايت ُع ُروجِ العز ِ ِامئ والهِم ِم ‪ ،‬فبإت قص ُب تس ِ‬ ‫ِ‬
‫ِش ْس ِعهإ العىل ‪. » ..‬‬
‫‪ ‬احلقيقة احمل ّمدية ‪ : ‬يه ن ُون الهُ ِوي ّ ِة و ُك ْهنهإ ‪ ،‬ومإ ِهية ا َل ِن َّي ِة وو ْهجهإ ‪ ،‬وه ِويَّة النُّ ُع ِ‬
‫وت‬
‫وه ُّوهإ ‪. » ..‬‬

‫‪40‬‬
‫المجلس الصوفي لدراسة الشؤون المحمّديّة‬ ‫الحقيقة المحمّديّة‬

‫عوت ‪ِ ،‬من ِ‬
‫قبل تب ُّ ِ‬
‫رص‬ ‫قإن ‪ ،‬املن ُقوشة عىل قلْ ِب النُّ ِ‬
‫‪ ‬احلقيقة احمل ّمدية ‪ : ‬يه قرأ ُن ال ُفر ِ‬
‫وب ‪ ،‬و ِمن بع ِد تأَ ُّوجِ املعإ ِرجِ يف املدارجِ ‪ُ ،‬‬
‫حيث ال ُمنهتيى ‪ ،‬و ْلو تص َّمد ِت‬ ‫الو ُح ِ‬
‫وت ابل ُغ ُي ِ‬
‫العزا ُمئ ‪. » ..‬‬

‫س وال‬‫‪ ‬احلقيقة احمل ّمدية ‪ : ‬يه وحيد ُة ا ِجل ِنس ال ِلمكل وال ِج ّن وال انس ‪ ،‬وال ِمن ِ ّ‬
‫ِ‬
‫عن اللَّطإئِفِ‬
‫يب معنإ ُه ‪ِ ،‬‬‫ن ُور وال أثر‪ ،‬حقًّإ ال ِجبسد وال ُروح ‪ ،‬وال ‪..‬ال ‪..‬ال‪ُ ،..‬كن ٌه ي ِغ ُ‬
‫واملعإ ِر ِف ‪ ،‬فأّن هبِ إ ‪. » ..‬‬

‫الكـزن ا ّذلا ِ ّيت ‪ ،‬من َأ ْرشق ْت هبإ ع ُني ال ِنـ َّي ِة بعد عامهئِ إ ‪،‬‬
‫‪ ‬احلقيقة احمل ّمدية ‪ : ‬يه ُس بحة ِ‬
‫فأ ْصبح ُالو ُجو ُد وزال العد ُم ‪ ،‬ومإ زال » ‪.‬‬
‫‪ ‬احلقيقة احمل ّمدية ‪ : ‬يه قُ ْط ُب رىح الكو ِان ‪ ،‬ومرك ِز دور ِان تـ ّيإر ِات الو ِان ‪ ،‬وكيف‬
‫ماكن أبدع ِم ّمإ اكن ‪. » ..‬‬‫س الهُ ُيوىل ‪ ،‬ون ُُور الهبإ ِء ؛ فليس يف اال ِ‬
‫ال ‪ ،‬ويه ِ ُّ‬

‫وب يف أسا ِر ا ّذل ِات ‪َِ ،‬ضن أس تإ ِر‬ ‫‪ ‬احلقيقة احمل ّمدية ‪ : ‬يه ِ‬
‫َض ُّي الغ ِ‬
‫يب ‪ ،‬احمل ُج ِ‬
‫ومإيه ا ّال وا ِحد ٌة ‪. » ..‬‬
‫وت ‪ ،‬وأسوا ِر الاث ِر ‪ ،‬ومإه ُّن ا ّال هُو ‪ِ ،‬‬
‫النُّ ُع ِ‬
‫ُ‬
‫الض ْئ ِضئ ال ِ ّم ّي ‪ ،‬املهميِن عىل رقإئِ ِق ُالوجو ِد ‪ِ ،‬حيطة ُّالروحِ‬
‫‪ ‬احلقيقة احمل ّمدية ‪ : ‬يه ِ‬
‫يإت واملُدُ و ِد » ‪.‬‬
‫ا َل ْقد ِس ابلتَّج ِل ّ ِ‬
‫طن الهُ ُيوىل ا ُلوىل ‪ ،‬أ ْصال وا ْجامال ‪ ،‬مفإدام ْت ُده ُُور ُّ‬
‫الظهُو ِر ‪،‬‬ ‫‪ ‬احلقيقة احمل ّمدية ‪ : ‬يه ب ُ‬
‫أ ْسارا و َأنْوارا وأاثرا ‪ ،‬ا ّال هبِ إ » ‪.‬‬
‫رات النَّورا ِنـ ّي ِة ‪ ،‬اجلإ ِمع ُة لِلتّاكثُ ِر الب ِد ِ ّي ‪ ،‬ف ِمهنإ‬
‫‪ ‬احلقيقة احمل ّمدية ‪ : ‬يه ِوحد ُة التَّص ُّو ِ‬
‫قدس الح ِد ‪. » ..‬‬ ‫والهيإ وهبإ ‪ ،‬نتَّ ِحدُ فنتوحدُ فنتأحدُ ‪ ،‬وال غ ْرو فهيي ِصبغ ُة ِ‬

‫‪41‬‬
‫المجلس الصوفي لدراسة الشؤون المحمّديّة‬ ‫الحقيقة المحمّديّة‬

‫الضيإف ِة الال ُد ِن ّي ِة ‪ ،‬يوم َّالزو ِر ا َلعْظ ِم ‪ ،‬و ّ ِالرضو ِان الك ِرب‬
‫ثيب ِّ‬
‫‪ ‬احلقيقة احمل ّمدية ‪ : ‬يه ك ُ‬
‫الرش ِاب » ‪.‬‬ ‫الطعإ ِم و ّ‬‫السإيق ‪ ،‬بل ويه ع ُني ّ‬ ‫البإب ‪ ،‬و ّ‬ ‫‪ ،‬ويه يومئذ الوس ُ‬
‫يةل ‪ ،‬و ُ‬
‫وغر ُة الوج ِه املر ُم ِوز ابلسام ِء ‪ ،‬فم ْنذا‬
‫‪ ‬احلقيقة احمل ّمدية ‪ : ‬يه كن ُه ال ُكن ِه املكنُ ِوز ابلعام ِء ‪ّ ،‬‬
‫ّاذلي ج ّالهإ اذا خ ّالهإ ‪ ،‬مفإ للهُو ا ّال يه ‪ ،‬أان لهإ أان لهإ ‪. » ...‬‬
‫ِ‬
‫اللكامت‬ ‫إت ‪ ،‬املُحيط ُة بقوا ِم ِيس‬
‫اللك ّي ِ‬ ‫‪ ‬احلقيقة احمل ّمدية ‪ : ‬يه ن ُقط ُة قُرأ ِن احل ِ‬
‫ُروف ُ‬
‫فعإل ِمن السام ِء » ‪.‬‬‫نإس ُل ال ِ‬ ‫الص ِ‬
‫فإت ‪ ،‬مإدام ت ُ‬ ‫إمإت ‪ ،‬ه ْيمنة ا ّذل ِات عىل ّ‬
‫التّ ِ‬

‫ؤون ‪ ،‬فإذا نطقت أعْرب ا َلان‬‫الش ِ‬ ‫مس ا ّذل ِات مبقتىض ُّ‬‫إطق اب ِ‬ ‫‪ ‬احلقيقة احمل ّمدية ‪ : ‬يه النّ ُ‬
‫‪ ،‬واذا َصتت أ ْجعم اله َُّو » ‪.‬‬
‫املطر ِز‬
‫وب ‪ ،‬و ّ‬ ‫لبإس ال ُكـن ِه القد ِس ‪ ،‬املدب َّ ِج ب ُِس ُب ِ‬
‫حإت ُالو ُج ِ‬ ‫‪ ‬احلقيقة احمل ّمدية ‪ : ‬يه ُ‬
‫وَض ِّي املقإ ِم » ‪.‬‬‫احلإل ‪ِ ،‬‬
‫ِلسإن ِ‬‫بأرقإ ِم القرأ ِن ‪ِ ،‬لتدُ َّل عىل الهُـو ‪ ،‬ب ِ‬
‫ون ا َل ِزل َّي ِة امإمإ ‪.‬‬ ‫‪ ‬احلقيقة احمل ّمدية ‪ : ‬يه دهيْ ُ ُور احلُضُ و ِر خلْف ُّ‬
‫الس ُت ِور ‪ ،‬ت ُقو ُم ُّ‬
‫ابلش ُؤ ِ‬
‫فإللك يف فل ُك ِ‬
‫وت ا ْطال ِقهإ ا ُل ِّم ّ ِي ي ْس ب ُحون » ‪.‬‬ ‫ُّ‬
‫ِ‬
‫لك املعإين االماكن ّية ‪ ،‬امجلإلية مهنإ واجلاللية والكامل ّية ‪،‬‬ ‫‪ ‬احلقيقة احمل ّمدية ‪ : ‬يه كنه ّ‬
‫مبقتىض ال ّميّة الهويّة ‪ ،‬الس ّيإرة يف مجيع املبإين » ‪.‬‬

‫‪ ‬احلقيقة احمل ّمدية ‪ : ‬يه طور أقدس أمعهيي جمرد ‪ ،‬تقرص عنه املعإرج وتتيه فيه‬
‫املشإهد ‪ ،‬وتغرق دونه املعإرف ‪ ،‬فإن قلت ذات فهو جمالهإ ‪ ،‬وان قلت صفإت فهو‬
‫خمالهإ ‪ ،‬وان قلت أاثر فهو موالهإ ‪ ،‬فقل فيه مإ تشإء فأنت حمق » ‪.‬‬
‫الصفإت عىل ا ّذلات ‪،‬‬
‫‪ ‬احلقيقة احمل ّمدية ‪ : ‬يه عمل العالم ‪ ،‬الّ ال عىل الكنه دالةل ّ‬
‫وكيف ال ‪ ،‬والنور عىل حم ّيإهإ يلوح ‪ ،‬هإؤم اقرؤوا كامليه ‪. » ..‬‬
‫‪42‬‬
‫المجلس الصوفي لدراسة الشؤون المحمّديّة‬ ‫الحقيقة المحمّديّة‬

‫‪ ‬احلقيقة احمل ّمدية ‪ : ‬يه أمر ال يتكيّف وال يتصور واليتومه واليدرك ‪ّ ،‬‬
‫فلك مإ خطر‬
‫ببإكل فإحلقيقة احمل ّمديّة خالف ذكل » ‪.‬‬
‫‪ ‬خالصة ‪‬‬
‫ونس تنتج من ّ‬
‫لك تكل التّعإريف االلهإميّة ‪ ،‬أ ّن احلقيقة الس ّيإديّة ّمحإةل أوجه ‪ّ ،‬‬
‫فلك فرد من‬
‫اليشء اذا غإرت بواطنه ‪ ،‬وتطلسمت هويته ‪،‬‬ ‫العإرفني يعرب عهنإ بقدر عرفإنه ؛ علام أ ّن ّ‬
‫فإن ّه تكرث فيه االحامتالت ‪ ،‬وتتعدّد فيه احلدود ‪ ،‬وكذكل هو ّ‬
‫الشأن يف هذه احلقيقة العزيزة‬
‫املع ّمإة ‪.‬‬
‫يعرب به عن مدى‬ ‫فال تاكد تلفى عإرفإ عىل مدى العصور ‪ ،‬ا ّال وجتد هل تعريفإ مبتكرا ‪ّ ،‬‬
‫لكن كنه‬
‫الصواب ‪ ،‬و ّ‬ ‫لك تكل التّعإريف عىل ّ‬ ‫فتحه بتكل احلقيقة العل ّية ‪ ،‬وال ريب أ ّن ّ‬
‫لك ذكل ‪  ،‬وتراهيم ينظرون اليك ومه ال يبرصون ‪. ‬‬ ‫الكنه من وراء ّ‬
‫السإدة مإييل ‪:‬‬‫فنس تخلص من تكل اللقإب اليت ذكرهإ ّ‬
‫الس‬ ‫" احلقيقة احمل ّمديّة * الان * الهو * الكزن * العامء * احملتد * الهبإء * الهيوىل * ّ‬
‫احلق * ّ ّ‬
‫* القدس * النقطة * البإء * الوجود * الغإية * الوجه * الكنه * املإه ّية * الوحدة * العقل‬
‫* الكهف * احلجإب * الرقمي * اليم * ا ّذلايت * الحدي * الربزخ * البإب * املركز * أدم‬
‫الكرب * العني * القرءان * حقيقة احلقإئق * اجلوهرة اليتمية * روح القدس * النّورا ّذلايت‬
‫* النّإموس العظم * أم الكتإب * نور النوار * نون * جمىل اذلات * مرأة اذلات *‬
‫س االرادة * الظ ّل * غيب الغيب * الفيض القدس * القطب العىل * االمس العظم *‬
‫االنسإن الاكمل * فكل احليإة * احلق اخمللوق به * الب الكرب * اجلوهر الفرد * الظل‬
‫الول * طلعة احلق ‪...‬‬

‫‪43‬‬
‫المجلس الصوفي لدراسة الشؤون المحمّديّة‬ ‫الحقيقة المحمّديّة‬

‫ولقد كرثت وتش ّعبت اللقإب فهيإ ‪ ،‬ولكن ال مشإحة يف املس ّميإت ‪ ،‬فسيبقى املعىن‬
‫تنوعت العبإرات واالشإرات ‪ ،‬أال وهو " احلقيقة احمل ّمديّة " » ‪.‬‬
‫املقصود واحدا ‪ ،‬وان ّ‬
‫‪ ‬فذلكة ‪‬‬
‫‪ -‬احلقيقة احملمدية ‪ :‬ويه من اصطالح العإرفني خصوصإ ‪ ،‬ولقد نشأت منذ عهد السلف‬
‫علهيم الرضوان ‪ ،‬ويه أشهر مإ يشإر به اىل حقيقته احملمدية ‪ ‬؛ وقد يشّي لهإ البعض ‪،‬‬
‫من ابب الدب ‪ ،‬ابحلقيقة الس ّيإدية » ‪.‬‬
‫‪ -‬الس احملمدي ‪ :‬وذكل ملّإ اكن هل ‪ّ ‬‬
‫سا وعالن ّية ‪ ،‬بل أسارا وعالن ّيإت ‪ ،‬أشإر السإدة‬
‫ابلس ‪ ،‬مع أ ّن اس تعامل هذا اللّفظ ـ ّ ّ‬
‫الس ـ نس يب عندمه ‪ ،‬فقد يراد به مإ هو‬ ‫اىل حقيقته ّ ّ‬
‫أعلن من الكنه املكنون ‪ ،‬من السار الخرى الالمتنإهية ؛ وقد يعربون عنه بـ "س‬
‫السار " » ‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ -‬البإطن احملمدي ‪ :‬و كذكل كام حلرضته ‪ ‬ظواهر وبواطن ‪ ،‬فإهنّ م يشّيون ببإطنه‬
‫اىل احلقيقة البعيدة ‪ ،‬وذكل نس يب أيضإ ‪ ،‬فقد يشّيون به اىل احدى بواطنه الروحإن ّية ‪،‬‬
‫أو اجلسديّة ‪ ،‬اليت يه أظهر من كهنه الانين » ‪.‬‬
‫‪ -‬الكنه احملمدي ‪ :‬وهذا من جنس مسمى احلقيقة احملمدية ‪ ،‬وهو يف معرض االجعإم‬
‫واالهبإم ‪ ،‬ل ّن كنه اليشء هو ‪ :‬حقيقته أو هنإيته ‪ ،‬فكنه حرضته ‪ ، ‬يه تكل احلقيقة‬
‫اليت غإبت يف غإابت الزال » ‪.‬‬
‫‪ -‬الهويّة احملمدية ‪ :‬والهوية هنإ بالك املعنيني ‪ ،‬ا ّمإ الهويّة بضم الهإء املش تقة من َضّي‬
‫الغإئب هو ‪ ،‬ويعرب هبإ عن احلرضة الغيبية اذلاتية ‪ ،‬وكذا حلرضة مظهرهإ ‪ ‬؛ أو الهويّة‬
‫املتعإرف علهيإ حديثإ ‪ ،‬اليت تعين أصل يشء أو انامتءه ‪ ،‬وكذكل ا ّن احلقيقة احمل ّمدية يه‬
‫احلرضة الصل ّية اليت ينمتي الهيإ ‪. » ‬‬

‫‪44‬‬
‫المجلس الصوفي لدراسة الشؤون المحمّديّة‬ ‫الحقيقة المحمّديّة‬

‫‪ -‬حرضة الان ‪ :‬والنية مش تقة من َضّي املتلكم أان ‪ ،‬فهو يشّي اىل حرضة ظهور اذلات ‪،‬‬
‫فكن اذلات ملإ انفجرت من غهيوبة كزنيهتإ ‪ ،‬تقول هإ أان ذا ‪ ،‬ومإظهورهإ اال مبجالهإ‬
‫احملمدي ‪ ، ‬مفن هنإ مسي ابلان ‪ ،‬وهذا اللّقب هو حلقيقته ‪ ‬حقيقة ‪ ،‬ولتزنالهتإ‬
‫ومظإهرهإ جمإزا » ‪.‬‬
‫‪ -‬حرضة العامء ‪ :‬والعامء هذا مأخوذ من معى العني ‪ ،‬وهو غّي العامء املذكور يف احلديث‬
‫املشهور ‪ ،‬وهو من ابب تسمية اليشء بالزمه ‪ ،‬ل ّن العامء شأن من شؤون حقيقته ‪، ‬‬
‫وهذا يدل عىل العجز واحلّية والضالل » ‪.‬‬
‫‪ -‬ا ّذلات احملمدية ‪ :‬ويه أصدق وأحق وأطبق ‪ ،‬مإ جيب أن تسمى به احلقيقة احملمدية ‪،‬‬
‫لن ذات يشء يه ‪ :‬حقيقته وعينه اليت هبإ يمتزي عن سواه ‪ ،‬وان ذاته ‪ ‬حقيقة ليست‬
‫هيلكه اجلسامين الزهر ‪ ،‬اذلي تزنل به علينإ ‪ ،‬وال روحه العىل اذلي تزنل به عىل املال‬
‫العىل ‪ ،‬ولكن يه حقيقته اليت برأته املشيئة اذلات ّية علهيإ ‪ ،‬منذ حرضته الحدية العتيقة ‪.‬‬
‫وكذكل للتنإسب ‪ ،‬لكونه مظهرا للات االلهية ‪ ،‬بذاته العلية ‪ . ‬ومظهرا للصفإت‬
‫التزنلية ‪ ،‬بصفإته ‪. » ‬‬
‫‪ -‬املعىن احملمدي ‪ :‬وهذا قد يشّي به بعض اجلإمعني بني البحرين ‪ ،‬كتزنل منه وتنويع يف‬
‫التعبّي ‪ ،‬وللك تعبّي عبّي ‪ ،‬وكهنم جعلوا املعىن البإطن ‪ ،‬مقإبال للمبىن الظإهر ‪ ،‬وهو‬
‫وان اكن تعبّي عإم ‪ ،‬لكنه اييت بألكه للعإمة ‪ ،‬وقد اس تعمهل صإحب الربدة بقوهل ‪:‬‬
‫أعيـــإ الـــورى فهـــم معنـــإه فلـــيس يـــرى للقـــرب والبعـــد فيـــه غـــّي مـــنفحم‬

‫ولنكتفي هبذه السامء لشهرهتإ وتداولهإ ‪ ،‬بني سالطني العرفإن ‪ .‬ويبقى العديد من تكل‬
‫املسميإت الوضعية ‪ ،‬وأكرثهإ مش تق من شؤوهنإ وأطوارهإ ؛ ومثإل ذكل ‪:‬‬
‫‪ -‬حقيقة احلقإئق ‪ :‬وذكل اشإرة اىل مجعهإ للتجليإت الالهوتية ‪ ،‬املعرب عنه مبقإم المية ‪ ،‬أو‬
‫حملتديهتإ احمليطة ابلرقإئق الكونية ‪ ،‬فهيي جبمعيهتإ اذلات ّية حقيقة ّ‬
‫للك احلقإئق ‪. » ..‬‬
‫‪45‬‬
‫المجلس الصوفي لدراسة الشؤون المحمّديّة‬ ‫الحقيقة المحمّديّة‬

‫‪ -‬النّور ا ّذلايت ‪ :‬وهو امس مقتبس من كامالت احلقيقة احمل ّمديّة ‪ ،‬وهو كوهنإ خلقت بتجيل‬
‫الصفإت ‪ ،‬مفن هنإك لقبت هبذا اللّقب ‪ ،‬اذلي هو من‬ ‫ا ّذلات ‪ ،‬وغّيهإ من جتيل السامء و ّ‬
‫أعظم مإ مسيت به احلرضة احمل ّمديّة ‪ ،‬ولقد ات ّفق مجهور العإرفني عىل هذا » ‪.‬‬
‫‪ -‬االنسإن الاكمل ‪ :‬وهو مصطلح عفوي مقتضإه التقديس والتعظمي ‪ ،‬ابعتبإر منإس بة‬
‫الصورة البرشية ‪ ،‬أ ّمإ يف احلقيقة فهو نور حمض ‪ ،‬ولقد ذاع هذا املصطلح يف مؤلفإت‬
‫العإرفني ‪ ،‬وان اكن خالفإ للوىل »‪.‬‬
‫‪ -‬النّور احملمدي ‪ :‬وذكل ابعتبإر اجلنس ‪ ،‬وانطالقإ من حديث ( أول مإ خلق هللا نور‬
‫نبيك اي جإبر ) اذلي وان علّلوا مبنإه ‪ ،‬ولكن معنإه أحق من احلقيقة »‪.‬‬
‫‪ -‬احلق اخمللوق به ‪ :‬أي اخمللوق به لك يشء ‪ ،‬فإحلقيقة احملمدية يه حق ‪ ،‬من أي اعتبإر‬
‫أردهتإ ‪ ،‬س تجدهإ حقإنية ‪ ،‬كيف ويه مظهر للحق تعإىل ‪ .‬ولقد جإء هذا الامس يف النص‬
‫الرشعي ‪ ،‬كام يف حديث التشهد {‪ ..‬وأشهد أن س يدان وموالان حمدا حق ‪.» }..‬‬
‫‪ -‬احلب ‪ :‬وذكل ملإ اكن منشأهإ من جتيل احلب ‪ ،‬املشإر اليه يف حديث الكزني ّة ‪ ،‬اش تقوا‬
‫من ذكل مسام ذلكل النور الول ‪ .‬كام قإل الش يخ عبد هللا خورد يف كتإبه حبر احلقإئق ‪:‬‬
‫« احلب ‪ :‬هو احلقيقة احملمدية ‪ ،‬اليت قد يعرب عهنإ ابلعشق » ‪.‬‬
‫‪ -‬حرضة الغيب املطلق‪ :‬لكوهنإ خليفة مثإلية عن اذلات يف الظهور والبطون ‪ ،‬واذلات‬
‫تقدست يه غيب الغيوب ‪ ،‬مفن هنإك اكنت حقيقته ‪ ‬غيب حىت عن أهل الغيب ‪،‬‬
‫والن أهل املال العىل يطلبونه كام نطلبه حنن تعإىل يف مسوه »‪.‬‬
‫‪ -‬حرضة الوحدة ‪ :‬وذكل ابعتبإر التّجيل التّوحيدي ‪ ،‬القإمئ اكلربزخ مإبني قوس الحديّـة‬
‫ا ّذلات ّية ‪ ،‬والواحديّـة الصفإت ّية االماكنـيّـة ‪ ،‬وهو املعين يف الصالة املشيش ية بـ ( واغرقين يف‬
‫حبر الوحدة ) »‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫المجلس الصوفي لدراسة الشؤون المحمّديّة‬ ‫الحقيقة المحمّديّة‬

‫التعني الول ‪ :‬وذكل ابعتبإر ظهور ا ّذلات من العامء ‪ ،‬حيث أ ّن النّور احمل ّمدي القدس‬ ‫‪ّ -‬‬
‫هو أول مظهر ع ّينت به احلرضة ا ّذلاتـيّـة ‪ ،‬وهذا املصطلح شإئع عند امجلهور »‪.‬‬
‫‪ -‬النت ‪ :‬هو امس عمل عىل احلقيقة احمل ّمديّة ‪ ،‬حإل جتليإهتإ يف عإمل الواحدية ‪ ،‬وهو مش تق‬
‫من َضّي اخملإطب "أنت " كام هو الشأن يف َضّي " أان " الّ ال عىل طور الوحدة ‪،‬‬
‫وَضّي " الهو" الّ ال عىل طور الحدية »‪.‬‬
‫‪ -‬فكل احليإة ‪ :‬وهو يشّي اىل نور الوجود ‪ ،‬اذلي قإم به عإمل االماكن احلديث ‪ ،‬وذكل‬
‫لكونه ‪ ‬هو مإدة االجيإد واالمداد ‪ ،‬ولقّة التعبّي عن هذا قإلوا ‪ :‬بأ ّن احليإة هذه اليت‬
‫تدب يف الكون ‪ ،‬انّام هو فلكهإ أي عيهنإ ‪ ،‬واش هتر هذا املصطلح س يدي ابن قيس ومن‬
‫بعده »‪.‬‬
‫‪ -‬االمس العظم ‪ :‬ومعنإه أن ّه جمىل الهوية ا ّذلاتية ‪ ،‬املعرب عهنإ يف طور التعريف ابالمس‬
‫لك من حتقق ابمس من السامء االلهية يلقب به ‪ ،‬لقّبت احلقيقة احمل ّمديّة‬ ‫العظم ‪ ،‬وملّإ اكن ّ‬
‫ابالمس العظم ‪ ،‬من حيث جمالهإ للكنه ‪ ،‬أ ّمإ من حيث جمالهإ لن ّية ا ّذلات ‪ ،‬فهيي جمىل‬
‫للفظ اجلالةل ( هللا) اذلي هو عمل عىل ا ّذلات القدس وذكل »‪.‬‬
‫‪ -‬الفيض القدس ‪ :‬نس بة اىل فيوضإت ا ّذلات القدس‪ ،‬لكونه متفرد ابمداداهتإ ال ّميّة‪،‬‬
‫الصفإيت املقدس‪ ،‬وهذا من ابب تسمية اليشء مبحتده»‪.‬‬ ‫وسواه انّام ينسب اىل الفيض ّ‬
‫‪ -‬النّقطة ‪ :‬اشإرة اىل نقطة التجريد الحدي ‪ ،‬وهل دالةل أخرى مرموزة بنقطة ابء االبتداء ‪،‬‬
‫ولكهام يطلق عىل احلقيقة احمل ّمديّة ‪ ،‬فتإرة يلقبوهنإ ابلبإء ‪ ،‬واترة يسموهنإ ابلنقطة جمردة‬
‫ويف هذا يقول الش يخ اجلييل يف كتإبه (الكهف والرقمي)‪ّ :‬‬
‫لك مإيف القران فهو يف الفإحتة ‪،‬‬
‫ولك مإيف الفإحتة فهو يف بسم هللا الرمحن الرحمي ‪ ،‬و ّ‬
‫لك مإيف بسم هللا الرمحن الرحمي فهو‬
‫لك مإيف البإء فهو يف النّقطة اليت حتت البإء؛ ولقد درجت يف بعض معإرج‬ ‫يف البإء ‪ ،‬و ّ‬
‫الغيب فأشهدين احلق تعإىل صورة النقطة يف عإمل القدس عنه ‪ ،‬فإذا يه عىل صورة‬
‫احلقيقة احملمدية »‪.‬‬
‫‪47‬‬
‫المجلس الصوفي لدراسة الشؤون المحمّديّة‬ ‫الحقيقة المحمّديّة‬

‫‪ -‬العني ‪ :‬ويه مبعىن ذات اليشء ‪ ،‬وملّإ اكن النّور احمل ّمدي جمىل للحق تعإىل ‪ ،‬وصف بأن ّه‬
‫عني ل ّلات القدس ‪ ،‬وسواه عني للصفإت أو الفعإل »‪.‬‬
‫السإدة‬
‫‪ -‬العقل الول ‪ :‬وهو مأخوذ من حديث ( أول مإ خلق هللا العقل ‪ ) ..‬فأ ّوهل ّ‬
‫العإرفون ‪ ،‬بأن ّه النّور احمل ّمدي النفس ‪ ،‬والعقل شأن من شؤون حقيقته املقدسة » ‪.‬‬
‫‪ -‬القمل العىل‪ :‬وهو كذكل مس تنبط من حديث (أول مإ خلق هللا القمل) ولقد أ ّوهل ّ‬
‫السإدة‬
‫كذكل ‪ ،‬بأن ّه احلقيقة احمل ّمديّة املقدسة ‪ ،‬والقمل انّام هو شأن من شؤوهنإ الالمتنإه ّية »‪.‬‬
‫‪ -‬روح القدس ‪ :‬وهذا االمس هو املشإر اليه بقوهل تعإىل ( قل ّنزهل روح القدس من ربك‬
‫ابحلق ) وهو يف التحقيق يطلق عىل الروح العظم ‪ ،‬ال عىل احلقيقة احمل ّمديّة ‪ ،‬ولكن‬
‫البأس من ابب تسم ّية اليشء ببعض أجزاءه ‪ ،‬كام ّمسي هبذا االمس س يدان جربيل عليه‬
‫السالم ‪ ،‬وكام مسي ‪ ‬ابلقمل وابلعقل وابلنون وابلعرش ‪ ...‬ويه أجزاء منه ‪ ،‬ولكن‬
‫السالم مإ مسي هبذا االمس ا ّال ملّإ اكن جمىل ّللروح العظم ‪ ،‬وذكل من‬
‫س يدان جربيل عليه ّ‬
‫ابب تسمية اليشء مبحتده »‪.‬‬
‫لك الكوان ‪ ،‬ومسي ابلكرب‬‫‪ -‬الب الكرب ‪ :‬وذكل لكونه هو أبو العإملني ‪ ،‬أي مإدّة تكوين ّ‬
‫مقإبال للب الصغر ‪ ،‬وهو س ّيدان أدم عليه السالم أبو البرشيّة ‪ ،‬ومهنم من يس ّميه بأدم‬
‫يؤول اليه حديث ( خلق هللا أدم عىل صورته ) »‪.‬‬ ‫الكرب ‪ ‬و ّ‬
‫‪ -‬طلعة احلق ‪ :‬وهو اشإرة اىل املظهرية العينيّة ‪ ،‬واليت يه أحق دليل عىل احلق تعإىل ‪،‬‬
‫ويرمزون الهيإ بقوهل ‪ ( ‬من رأين فقد رأى احلق ) ولهذا االمس مرادفإة أخرى مثل ( رداء‬
‫الكربايء ) و ( س بحة احمل ّيإ ) ‪ ..‬ويس تأنس هنإ حبديث ( أوليإء هللا اذلين اذا رؤوا ذكر‬
‫هللا ) مفإابكل بس ّيد النبيإء واملرسلني ‪ ،‬فكيف تكون داللته عىل احلق س بحإنه ‪ ،‬الس ّيام‬
‫وأن ّه جمىل ا ّذلات الكربى »‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫المجلس الصوفي لدراسة الشؤون المحمّديّة‬ ‫الحقيقة المحمّديّة‬

‫تنبيه ‪:‬‬
‫السإدة ‪ ،‬أن بعض اللقإب اليت تطلق عىل احلقيقة احمل ّمديّة ‪،‬‬ ‫وليتيقظ البإحث يف كتب ّ‬
‫قد تكون عفوية بعيدة الّ الةل مثل ‪:‬‬
‫‪ّ -‬الروح العظم ‪ :‬وهو من املصطلحإت البعيدة الالةل ‪ ،‬حيث أ ّن ّالروح مإيه ا ّال من‬
‫بعض تعينإت احلقيقة احمل ّمديّة ‪ ،‬حإل تزنلهإ عىل املال العىل ‪ ،‬فاكن وال ب ّد للتنإسب‬
‫اجلنيس ‪.‬‬
‫والتحقيق يف ذكل أ ّن للحرضة احمل ّمديّة ثالثة أطوار ‪:‬‬
‫‪ ‬طور احلقيقة احمل ّمديّة ‪ :‬وهو ا ّذلات الصلية اللك ّية احمل ّمديّة ‪ ،‬ويسمى ابلكنه أو‬
‫الس أو الهو أو الان ‪ ..‬ويوصف ابلعامء والبحتية والرصافة والولية ‪.» ..‬‬
‫تعني من احلقيقة احمل ّمديّة ‪ ،‬ويسمى ابالنسإن‬ ‫‪ ‬طور الروح القدس ‪ :‬وهو نور روحإين ّ‬
‫الاكمل أوأ ّم الوجود أو روح الرواح ‪ ..‬ويوصف ابلنورانية واللّطإفة والتجليإت ‪.» ..‬‬
‫تعني من حرضة الروح‬ ‫الرشيف ‪ :‬وهو جسد أديم بديع الصورة ‪ّ ،‬‬ ‫‪ ‬طور اجلسد ّ‬
‫الكرم ‪ ،‬ويسمى ابلسامء املدّ واةل عند أهل الظإهر ‪ ..‬ويوصف ابلوصإف املشهورة يف‬
‫الشامئل »‪.‬‬
‫ّمث ان ّه يوجد بعض املسميإت مشرتكة الالةل ‪ ،‬بني الطوار الثالثة مثل ( الواسطة العظمى‬
‫‪ ،‬والنور ‪ ،‬ولفظ القداسة ـ س يدان حمد ‪ ‬ـ لكونه عمل عىل احلرضة احمل ّمدية بلكّهإ ‪. ) ..‬‬
‫وعليه فيجب احرتام املصطلحإت ‪ ،‬والتّدقيق يف مدلوالهتإ العرفإن ّية ‪ ،‬فال جيوز أن ننسب‬
‫مإهو للحقيقة للروح وال العكس ‪ ،‬والسبب السإس من وراء هذا اخللط ‪ ،‬هو مإ يعإنيه‬
‫هذا الفن من السطح ّية يف الّ راسة ‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫المجلس الصوفي لدراسة الشؤون المحمّديّة‬ ‫الحقيقة المحمّديّة‬

‫يف حني أن ّك لو ذهبت اىل أي عمل من العلوم ‪ ،‬جتد فيه الـ ّدقّـة يف املصطلحإت والتّبويب‬
‫‪ ،‬وجتد من حوهل أرابب يذودون عن مسإئهل ‪ ،‬ويشدّدون يف االنتقإد عنه ‪ ،‬خبالف عمل‬
‫التصوف بسإئر فنونه الكثّية ‪ ،‬ولكهنإ وللسف ال جتد من ينإحف ّ‬
‫حت عن مصطلحإهتإ ‪.‬‬
‫‪ -‬المحدية ‪ :‬وهنإك كثّي من الاكبر من يعرب عن حقيقته ابلمحدية ‪ ، ‬وعن تزنالته‬
‫الصورية ابحملمدية ‪ ،‬كس يدي ابن عريب والكتإين والتجإين ‪ ..‬قدس هللا أسارمه ‪.‬‬
‫واىل هذا يشّي س يدي ابن عريب قدس هللا سه بقوهل ‪ « :‬الوجود لكه هو احلقيقة‬
‫احملمدية ‪ ،‬وان النـزول مهنإ الهيإ وهبإ علهيإ ‪ ،‬وان احلقيقة احملمدية‪ ،‬يف لك يشء لهإ وهجإن ‪:‬‬
‫وجه حمدي ‪ ،‬ووجه أمحدي ‪.‬‬
‫فإحملمدي ‪ :‬علمي جربائييل ‪ ،‬والمحدي ‪ :‬اميإين رويح أيم ‪ ...‬وان التنـزيل للوجه احملمدي‬
‫‪ ،‬والتجيل للوجه المحدي »‪.‬‬

‫‪ ‬التأصيل ‪‬‬
‫والن قلت ‪ :‬ومإ الّ ليل عىل وجود احلقيقة احمل ّمديّة ؟‬
‫الرشع ّية ‪ ،‬مل ترصح ابحلقإئق تفصيال ‪ ،‬وامنإ َضنهتإ يف‬ ‫فس نقول ‪ :‬اعمل أوال أ ّن املصإدر ّ‬
‫الظإهرة ‪ ،‬وعل ّمهتإ برموز دقيقة ؛ وذكل لقرص العقول العإديّة ‪ ،‬عن تقبل السار‬ ‫النّصوص ّ‬
‫ّالرابن ّية ‪.‬‬
‫وا ّال ‪ ،‬فأين الّ ليل عىل ا ّذلات وشؤوهنإ ‪ ،‬يف ظإهر الايت واحلديث ‪ ،‬مع أ ّن معرفة‬
‫ا ّذلات يه املقصود ‪ ،‬يف حني جتد القرأن اجمليد ‪ ،‬يطنب يف قصص فرعون ‪ ،‬وابليس ‪.‬‬
‫وعليه مفن أراد التّعرف عىل احلقإئق ‪ ،‬فال ب ّد هل من الغوص يف طمطموت القرأن العظمي ‪،‬‬
‫ومن هنإك تقتىن الكنوز ‪ ،‬حيث احلقيقة والبطون ّ‬
‫الطليقة َ‪.‬‬

‫‪ ‬وكفى بـقوهل ‪ ( : ‬اين لست كهيئتمك ) دليال ‪ ،‬أي أ ّن هيئيت خمإلفة لهيئإتمك اجلسامن ّية‬
‫مهنإ و ّالروحإن ّية ‪ ،‬وان ّام أان نور س ّب ّ‬
‫ويح ‪.‬‬
‫‪50‬‬
‫المجلس الصوفي لدراسة الشؤون المحمّديّة‬ ‫الحقيقة المحمّديّة‬

‫ريب ‪ ،‬يطعمين ويسقيين ) أي أ ّن وجودي احلقيقي هو‬ ‫ويؤكدهإ قوهل ‪ ( : ‬ا ّين أبيت عند ّ‬
‫ريب ‪ ،‬و ّالر ّب هو احملتد ‪ ،‬وحمتده ‪ ‬يه ا ّذلات القدس ‪ ،‬وذكل هبيأته الن ّية ‪،‬‬ ‫يف رفقة ّ‬
‫ال ّيت تؤههل للمواصةل العينيّة »َ‪.‬‬

‫‪ ‬وكذكل الهيإ االشإرة بقوهل ‪( : ‬يل مع هللا وقت ‪ ،‬ال يسعين فيه ‪ :‬مكل مقرب ‪ ،‬وال ّ‬
‫نيب‬
‫حىت عن ّالروحإن ّيني واملقربني ‪ ،‬ا ّال احلرضة‬ ‫مرسل ) ومإ هذه احلرضة ال ّيت يتفرد فهيإ ‪ّ ،‬‬
‫احلقإن ّية »َ‪.‬‬

‫‪ ‬والهيإ االشإرة حبديث الول ّية املشهور ( أول مإ خلق هللا نور نبيك ايجإبر) وهو وان علّهل‬
‫سإداتنإ احمل ِدثون ظإهرا ‪ ،‬فقد حصحه سإداتنإ احملدَّثون ابطنإ ‪ ،‬فال خيتلف عىل تصديقه‬
‫اثنإن من العإرفني ‪ ،‬فإن حصة املعىن لهإ مصداقية كبّية عند أهل التّحقيق ‪.‬‬
‫فهذا احلديث هو من أرخس السس ‪ ،‬يف الّ الةل عىل وجود النّور احمل ّمدي ‪ ،‬املس ّمى‬
‫ابحلقيقة احمل ّمديّة ‪ ،‬وتؤيّده عدّة نصوص ظإهرة وابطنة ‪ ،‬مثل أية ( قد جإءُك من هللا نور‬
‫وكتإب مبني ) وكذا أية النّور ( مثل نوره مكشاكة فهيإ مصبإح ‪ )..‬ابلوجه اذلي يُرجع‬
‫الضمّي اىل النّور احمل ّمدي ‪ ،‬بكونه هو مثإل النّور االلهيي َ‪َ.‬‬
‫وكذكل حديث (كنت نبيإ وأدم بني ّالروح واجلسد ) أي كنت موجودا قبل خلق‬
‫الجسإد ‪ ،‬وأحإديث الشامئل الّ اةل عىل النّور‪ ،‬مثل ‪ ( :‬اين أراُك من خلفي ) وذكل لكون‬
‫نوراين لطيف ‪.‬‬
‫قلت وليس معىن هذا نفي برشيته الصوريّة ‪ ،‬بل معنإه اثبإت خصوصيته البإطن ّية ‪ ،‬مع‬
‫العمل بأ ّن هذه احلقيقة يه من الرضورايت عند احملققني ‪ ،‬ولقد خصصنإ لهإ حبثإ َضن‬
‫سلسلتنإ احمل ّمديّة مسينإه ( النّور احمل ّمدي ) ‪.‬‬
‫‪ ‬والهيإ االشإرة أيضإ بقوهل تعإىل ( الرمحن ّعمل القرأن ‪ ،‬خلق االنسإن علّمه البيإن ) فيإترى‬
‫ملن ّعمل القرأن بداية ‪ ،‬قبل خلق االنسإن وتعلميه البيإن ‪ ،‬فال ريب أنه خمللوق اكئن متقدم‬

‫‪51‬‬
‫المجلس الصوفي لدراسة الشؤون المحمّديّة‬ ‫الحقيقة المحمّديّة‬

‫‪ ،‬تلقى القرأن ا ّذلايت عن هللا تعإىل من دون واسطة ‪ ،‬وليس هو ا ّال النّور احمل ّمدي العتيق‬
‫‪ ،‬اذلي اكن نبيإ قبل خلق االنسإن »َ‪.‬‬

‫‪ ‬والهيإ االشإرة يف حديث ( لكمك من أدم ‪ ،‬وأدم من تراب ) فقإل لكمك ومل يقل لكنإ‬
‫ولالضإفة داللهتإ يف لكم املعصوم ‪ ، ‬فأخرج نوره اللّطيف من اخلطإب ‪ ،‬لن ّه وان اكن‬
‫السالم ‪ ،‬ولكنه حبقيقته هو أبو س يدان أدم عليه‬ ‫الرشيف من س ّيدان أدم عليه ّ‬ ‫جبسده ّ‬
‫السالم ‪ ،‬كام أشإر اىل ذكل س يدي ابن الفإرض ‪ ،‬عىل لسإن احلقيقة احمل ّمدي ّة ‪:‬‬
‫واين وان كنت ابن أدم صورة ‪ ...‬فيل فيه معىن شإهد بأبويت‬
‫‪ ‬وكذا اليه االشإرة حبإدثة املعراج ‪ ،‬ويه أوكد دليل عىل هذا ‪ ،‬حيث أن ّه ارتقى عىل‬
‫اجلسديني من أهل الرض ‪ّ ،‬مث ارتقى عىل الروحإن ّيني من أهل ال ّسموات والغيوب ‪ّ ،‬‬
‫حىت‬
‫أل اىل حقيقته القدس ّية ‪ ،‬املنإس بة لكفإح ال ّس بحإت ا ّذلات ّية ‪ ،‬ليعمل العإملون أ ّن احلقيقة‬
‫احمل ّمدية ‪ ،‬ليست من عإمل املكل ‪ ،‬وال من امللكوت ‪ ،‬وال من اجلربوت ‪ ،‬وانّام يه شعةل‬
‫نورانية حمض ‪.َ» ...‬‬

‫‪ ‬واليه االشإرة بقوهل ‪ ( ‬اللّهم ّالرفيق العىل ) أي أنه يطلب املأل اىل حرضته احلقيقية ‪،‬‬
‫اليت تتنإسب مع جنسه النّوراين ‪ ،‬و ّالرفيق العىل هو حرضة الوحدة ‪ ،‬اليت يه مظهر‬
‫احلرضة الحديّة ‪ ،‬واليت اكن وال زال يعبد هللا س بحإنه فهيإ ‪ ،‬متفردا قبل انبسإط دورة‬
‫الواحديّة ‪ ،‬و تكل احلرضة – الرفيق العىل أو الوحدة ‪ -‬يه عيهنإ اليت ارتقى لهإ ليةل‬
‫املعراج ‪ ،‬وهذا يدلنإ عىل أ ّن ل ّلات احملمدي جنس خإص هبإ ‪ ،‬كام لهإ وجود خإص ‪ ،‬وهو‬
‫مإ يسمى ابلنّور احملمدي ‪ ،‬أو ابلحرى " احلقيقة احمل ّمديّة " »َ‪.‬‬

‫‪ ‬والهيإ الالةل بقوهل تعإىل ( قد جإءُك من هللا نور وكتإب مبني ) وكام هو معلوم عند مجهور‬
‫العإرفني أ ّن النّور هنإ هو النور احمل ّمدي ‪ ،‬املتالزم مع القرأن العظمي ‪ ،‬اذلي حيامث اكن اكن‬
‫هل وعإء ‪ ،‬اكملصحف للحروف ‪ ،‬واليه االشإرة بقوهل ‪ ( ‬تركت فيمك مإ ان متسكمت به لن‬

‫‪52‬‬
‫المجلس الصوفي لدراسة الشؤون المحمّديّة‬ ‫الحقيقة المحمّديّة‬

‫عيل احلوض ) فتبرص يف قوهل ‪( ‬‬


‫تضلوا كتإب هللا وعرتيت ‪ ،‬فإهنام لن يفرتقإ حىت يردا ّ‬
‫لن يفرتقإ ) هذا مع الفرع مفإ ابكل ابلصل ‪.َ» ‬‬

‫‪ ‬والهيإ االشإرة بقوهل تعإىل ( وقإلوا لوال أنزل عليه مكل ) مث قإل س بحإنه (ولو جعلنإه ملاك‬
‫جلعلنه رجال وللبس نإ علهيم مإ يلبسون ) فهذه الية تشّي اىل أنه ال ميكن الخذ املبإرش‬
‫من اجلنس ّالروحإين ‪ ،‬لعدم املنإس بة بيننإ وبينه ‪ ،‬مفإ ابكل ابجلنس النّوراين احمل ّمدي ‪،‬‬
‫فلهذا غإبت علينإ حقيقته احمل ّمديّة »َ‪.‬‬

‫‪ ‬والهيإ االشإرة ابحلديث املشهور عند أهل الكشف ( مإ عرفين حقيقة غّي ريب ) فهو‬
‫ظإهر الالةل عىل أ ّن ل ّلات احمل ّمدية حقيقة ‪ ،‬من وراء تكل الصورة اجلسديّة الظإهرة ‪،‬‬
‫بل ومن وراء هيأته ّالروحإن ّية ‪ ،‬وهو مإ تعطيه الّ الةل يف قوهل ( غّي ريب ) أي أ ّن هل ‪‬‬
‫حقيقة ال جمإنس لهإ من اخلالئق »َ‪.‬‬

‫وسمل ( كنت نبيإ وأدم بني ّالروح واجلسد )‬ ‫‪ ‬والهيإ االشإرة بقول س ّيدان صىل هللا عليه ّ‬
‫نبوة صفة ال تقوم ا ّال بذات ‪ ،‬مفإ يه هذه ا ّذلات اليت اكن هبإ موجودا أنذاك صىل هللا‬ ‫وال ّ‬
‫وسمل ‪ ،‬مفهنم من قإل أن ّه الروح العظم ‪ ،‬ابعتبإر الزمن اذلي اكن فيه س ّيدان أدم‬ ‫عليه ّ‬
‫منجدل يف طينته ‪ ،‬ولكن احلديث مل حيدد البدء بتكل احلإةل ‪ ،‬بل هو مثإل مبعلوم معهود‬
‫نبوة ا ّذلاتية الزمة للنور احمل ّمدي منذ خلقه ‪ ،‬فإحلديث اذا يفتح أمإمنإ‬ ‫حفسب ‪ ،‬ولكن ال ّ‬
‫أفقإ معيقإ ‪ ،‬يف التفكر والتدبر يف احلقيقة احمل ّمديّة ‪ ،‬وهو من أ ّمهإت ال ّدةل يف هذه املسأةل‬
‫العريقة »َ‪.‬‬

‫‪ ‬وقإل الش يخ اللوس يف تفسّي ( البسمةل ) ‪:‬‬


‫ويف البإء ‪ ...‬اشإرة اىل احلقيقة احملمدية والتعني الول املشإر اليه بقوهل صىل هللا عليه‬
‫وسمل ( أول مإ خلق هللا نور نبيك اي جإبر) وبواسطته حصلت االفإضة كام يشّي اليه (‬
‫لوالك مإ خلقت الفالك ولكون الغإلب عليه الصالة والسالم صفة الرمحة ال س امي عىل‬

‫‪53‬‬
‫المجلس الصوفي لدراسة الشؤون المحمّديّة‬ ‫الحقيقة المحمّديّة‬

‫مؤمين المة كام يشّي اليه قوهل تعإىل(ومإ َأ ْرسلْنـإك االَّ ر ْمحة لّلْعإل ِمني) وقوهل تعإىل ‪:‬‬
‫ِ‬
‫ءوف َّر ِح ٌمي( انسب ظهور الكس فامي يشّي اىل مرتبته ويف الابتداء به هنإ‬ ‫( ِابلْ ُم ْؤ ِم ِنني ر ٌ‬
‫رمز اىل صفة من أنزل عليه الكتإب والاعي اىل هللا ‪.‬‬
‫ويف ذكل مع بيإن صفة املدعو اليه بأنه الرمحن الرحمي تشويق اتم وترغيب عظمي وقد تدرج‬
‫أيضإ جل شأنه يف وصفه صىل هللا عليه وسمل بذكل يف القرأن اىل أن قإل س بحإنه ‪) :‬‬
‫وان َّك لعىل ُخلُق ع ِظمي) واكتفى ابلرمز لعدم ظهور الاثر بعد‪ ،‬وأول الغيث قطر مث يهنمل‪،‬‬
‫ِ‬
‫ومإ من سورة اال افتتحهإ الرب ابلرمز اىل حإهل صىل هللا عليه وسمل تعظامي هل وبشإرة ملن‬
‫ألقى السمع وهو شهيد‪ .‬وملإ اكن اجلالل يف سورة براءة ظإهرا ترك االشإرة ابلبسمةل وأىت‬
‫ببإء مفتوحة لتغّي احلإل وارخإء السرت عىل عرائس امجلإل ومل يرتك س بحإنه وتعإىل الرمز‬
‫ابللكية اىل احلقيقة احملمدية وال يسعنإ االفصإح بأكرث من هذا يف هذا البإب خوفإ من قإل‬
‫أرابب احلجإب وخلفه س جليل وهللا تعإىل الهإدي اىل سواء السبيل ‪.‬‬
‫قلت واليه الّ الةل ببإء البسمةل بل وبنقطهتإ ‪ ،‬حىت صإرهذا من أسامهئإ املشهورة عند‬
‫سه ‪« :‬والنقطة اشإرة حلقيقة احلقإئق فهيي أول‬ ‫الس يد الكتإين قدس هللا ّ‬‫العإرفني ‪ ،‬فيقول ّ‬
‫مصدر من حرضة التعني العلمي » ‪.‬‬
‫سه ‪ :‬ولقد درجت يف بعض معإرج الغيب ‪ ،‬فأشهدين‬ ‫الش يخ اجلييل قدس هللا ّ‬ ‫ويقول ّ‬
‫احلق تعإىل صورة النّقطة يف عإمل القدس عنه‪ ،‬فإذا يه عىل صورة احلقيقة احملمدية »َ‪.‬‬

‫‪ ‬وقإل الش يخ اللوس يف تفسّي { اي أهيإ املدّثر} ‪:‬‬


‫وقإل بعض السإدة ( اي أهيّ إ املدثر ) ‪ :‬أي اي أهيإ ّ‬
‫السإتر للحقيقة احملمدية بداثر الصورة‬
‫الدمية ‪ ،‬أو اي أهيإ الغإئب عن أنظإر اخلليقة فال يعرفك سوى هللا تعإىل عىل احلقيقة ‪،‬‬
‫اىل غّي ذكل من العبإرات ‪ ،‬واللك اشإرة اىل مإ قإلوا يف احلقيقة احملمدية ‪ ،‬من أهنإ حقيقة‬
‫احلقإئق اليت ال يقف عىل كهنهإ أحد من اخلالئق ‪ ،‬واهنإ التعني الول وخإزن الس املقفل‬
‫وأهنإ ‪ ..‬وأهنإ ‪ ..‬اىل أمور ههيإت أن يكون للعقل الهيإ منهتيى ‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫المجلس الصوفي لدراسة الشؤون المحمّديّة‬ ‫الحقيقة المحمّديّة‬

‫يف القرب والبعد منه غّي منفحم‬ ‫أعيإ الورى فهم معنإه فليس يرى‬
‫صغيـرة وتكـل الطـرف مــن أمــم‬ ‫اكلشمس تظهر للعينني مــن بعـد‬
‫الشمس ) ‪:‬‬‫‪ ‬وقإل س يدي اللوس يف تفسّي ( سورة ّ‬
‫الش ْم ِس اشإرة اىل ذات واجب الوجود س بحإنه وتعإىل‬ ‫وذكر بعض أهل التأويل أن َّ‬
‫و ُحضإهإ اشإرة اىل احلقيقة احملمدية والْقم ِر اشإرة اىل مإهية املمكن املس تفيدة للوجود من‬
‫مشس اذلات والهنَّ إ ِر اشإرة اىل العإمل بسإئر أنواعه اذلي ظهرت به صفإت جامل اذلات‬
‫وجالهل وكامهل والل َّ ْي ِل اشإرة اىل العإمل بسإئر أنواعه »َ‪.‬‬

‫‪ ‬الش يخ اسامعيل حقي اخللويت يف ( روح البيإن )‬


‫جإء يف احلديث (مإ بني القوم وبني ان ينظروا اىل رهبم الا رداء الكربايء عىل وهجه) قإلوا‬
‫ّان الرداء جحإب بني املرتدي والنإظرين ‪ ،‬وان املرتدي ال حيتجب عن احلجإب ‪ ،‬اذ املراد‬
‫ابلوجه اذلات ‪ ،‬وبرداء الكربايء هو العبد الاكمل ‪ :‬اخمللوق عىل الصورة اجلإمعة للحقإئق‬
‫الاماكنية والالهية ‪ ،‬ويه احلقيقة احملمدية املسامة ‪ :‬حبقيقة احلقإئق »‪.‬‬
‫‪ ‬والهيإ االشإرة العميقة يف سورة االخالص ‪ ،‬مإ بني " قل "و " أحد " كام يعرفه أهل‬
‫الش يخ اجلييل بقوهل يف (الكامالت االلهية ) ‪:‬‬ ‫التّحقيق ‪ ،‬وهو مإ يعنيه ّ‬
‫« ولقد أمقت ىف مشهد حمدى ابلروضة الرشيفة النبوية ىف اترخي الرابع والعرشين من شهر‬
‫ذى احلجة احلرام س نة اثنني ومثإمنإئة‪ .‬فرأيته صىل هللا عليه وسمل ابلفق العىل‪ ،‬واملس توى‬
‫الزىه‪ ،‬حيث ال يقإل فيه حيث‪ ،‬ذاات حمضإ رصفإ‪ ،‬متحققإ بألوهة اكمةل جإمعة ‪ ،‬ومسعت‬
‫عن ميينه قإئال‪( :‬قُ ْل هُو َّ ُ‬
‫اَّلل َأح ٌد) يشّي بلفظة ( ُهو َّ ُ‬
‫اَّلل) اىل املظهر احملمدي ‪ ،‬فقلت‬
‫السورة بكاملهإ مكتوبة ىف اسطوانة من‬
‫كقوهل ‪ .‬فلام رجعت اىل العإمل الكوين وجدت هذه ّ‬
‫اسطواانت الش بإك املقإبل لرضحيه ‪ ،‬ومل أكن أشهد تكل الكتإبة قبل ذكل الوقت‪ ،‬ومل تزل‬
‫السورة مكتوبة اىل اترخينإ هذا‪.‬‬ ‫تكل ّ‬

‫‪55‬‬
‫المجلس الصوفي لدراسة الشؤون المحمّديّة‬ ‫الحقيقة المحمّديّة‬

‫مث عرفت أن الاكتب لتكل السورة ىف ذكل املاكن ‪ ،‬ان ّام كتهبإ عبإرة عام جتىل عليه من‬
‫احلقيقة احمل ّمدي ّة ‪ ،‬ىف مشهد من املشإهد العلية »‪.‬‬
‫وسمل ( ا ّن هللا قد اختذين عبدا ‪ ،‬قبل أن يتخذين نبيّإ )‬‫‪ ‬واليه االشإرة بقوهل صىل هللا عليه ّ‬
‫نبوة للروح العظم ‪،‬‬ ‫وذكل عىل مذهب من قإل بأ ّن العبوديّة للحقيقة احمل ّمديّـة ‪ ،‬وال ّ‬
‫الرشيف ‪ ،‬وان شئت أن تقول بأ ّن هذه الكامالت الثالثة ‪ ،‬تنطبق عىل‬ ‫و ّالرسإةل للجسد ّ‬
‫لك الطوار الثالثة بدليل قوهل تعإىل ( س بحإن اذلي أسى بعبده ) واكن حينذاك جسدا‬ ‫ّ‬
‫وروحإ وحقيقة ‪ ،‬ويف قوهل تعإىل ( قل ان اكن للرمحن ول فأان أول العإبدين ) ان فهمنإ من‬
‫الولية أهنّ إ أولية زمن ّية ‪ ،‬حيث قإمت احلقيقة احمل ّمديّة بعبودية احلق أوال »‪.‬‬
‫وصل به ‪:‬‬
‫وان هذه احلقيقة وان اكنت من البدهييإت ‪ ،‬املسمل لهإ عند سإداتنإ الصحإبة رضوان اهلل عليهم ‪ ،‬اال‬
‫أهنإ مل تظهر عىل ألسنهتم ‪ ،‬حىت تروى عهنم يف أحإديثم ‪ ،‬ويه كغّيهإ من السار ‪ ،‬اليت‬
‫هنإمه املرشع ‪ ‬عن افشإهئإ ( لكموا النإس عىل قدر عقوهلم ‪ ،‬أحتبون أن يكذب هللا‬
‫ورسوهل ‪) ‬‬
‫وعليه فإن أخص هنيي يفهمه سإداتنإ الصحإبة رضوان اهلل عليهم هنإ ‪ ،‬هو يف افشإء احلقإئق‬
‫االلهية واحملمدية ‪ ،‬ليال حيدث ذكل اناكرا لقدر هللا ورسوهل ‪ ، ‬وهذا من أعظم الفنت‬
‫يف الين ‪.‬‬
‫الروح من أمر‬
‫‪‬ق ل ّ‬ ‫س الروح ‪ ،‬فقإل بلسإن القرأن‬ ‫كيف ولقد كمت س يدان رسول هللا ‪ّ ‬‬
‫ربي وما أوتيتم من العلم ّإل ق ليا ‪ ‬فكن ّه يهنإمه عن التطفل و ّ‬
‫التقول يف السار ‪.‬‬
‫يلمي وغّيهام ‪  :‬ا ّن من العمل‬
‫ّ‬ ‫لمي والّ‬
‫ّ‬ ‫الس‬
‫ُّ‬ ‫الرشيف اىل هذا فامي رواه‬ ‫وقد أشإر احلديث ّ‬
‫ِ‬
‫كهيئة املكنون‪ ،‬ال يعلمه ِا ّال العلامء ابهلل تعإىل ‪ِ ،‬فإذا نطقوا به مل ينكره ‪ِ ،‬ا ّال أهل ّ‬
‫الغرة ابهلل‬
‫عز وجل ‪.‬‬ ‫ّ‬

‫‪56‬‬
‫المجلس الصوفي لدراسة الشؤون المحمّديّة‬ ‫الحقيقة المحمّديّة‬

‫‪‬حنن معإرش النبيإء أمران أن خنإطب النإس عىل قدر عقوهلم ‪ ‬فامي‬ ‫وقإل موالان‬
‫‪‬‬
‫أخرجه السلمي والتميي ‪.‬‬
‫وقوهل ‪ ‬كام يف الصحيح ‪  :‬لكموا النإس عىل قدر عقوهلم أحتبون أن يكذب هللا‬
‫هذا فقإل س يدان أبوهريرة ‪ :‬حفظت‬
‫رضي اهلل عنه‬ ‫ورسوهل ‪  ‬ولقد وعى سإداتنإ الصحإبة‬
‫عليهم الرضوان‬

‫من رسول هللا ‪ ‬وعإءين ‪ :‬فأ ّمإ أحدهام فبثثته ‪ ،‬وأمإ الخر فلو بثثته قطع ّمين هذا‬
‫البلعوم ‪ ( .‬البخإري)‬

‫وقول س يدان الامإم عيل ‪( : ‬لو تلكمت لمك يف تفسّي سورة الفإحتة ّمحللت لمك مهنإ‬
‫س بعني وقرا) فهل ذكل اال من العمل ا ّ‬
‫لدلين ‪ ،‬اذلي أاته هللا تعإىل هل‪.‬‬
‫وأثر عن االمإم زين العإبدين عيل بن س يدان احلسني ‪ ‬أنه اكن يقول‪:‬‬
‫اين لكمت من علمي جواهره يك ال يرى احلق ذو هجل فيفتتنإ‬
‫وقد تقدم يف هذا أبو حسن اىل احلسني وأوىص قبهل احلس نإ‬
‫اي ُرب جوهر عمل لو أبوح به لقيل أنت ممن يعبد الوثنإ‬
‫والس تحل رجإل مسلمون ديم يرون أقبح مإ يأتونه حس نإ‬

‫س لو كشف‬ ‫‪ :‬للربوبية ّ‬
‫س لو أظهر لبطلت النّبوة ‪ ،‬وللنّبوة ّ‬ ‫قدس اهلل سره‬ ‫وقإل االمإم التسرتي‬
‫س ‪ ،‬لو أظهروه لبطلت الحاكم ‪.‬‬
‫لبطل العمل‪ ،‬وللعلامء ابهلل ّ‬
‫)‬ ‫فصل نهج العرفان‬

‫ومن يوم أن برز ميثإق التّصوف ‪ ،‬من ديوان البيت النّبوي ‪ ،‬وهذه احلقيقة راجئة يف‬
‫النّوادي الصوفيّة ‪ ،‬ومإ اكن ذكل ا ّال من بعد قيإم هنج التّ ّ‬
‫خصصإت يف فنون الّ ين ‪ ،‬فصإر‬
‫ومفسا ‪ ..‬وذكل ّاذلي أجإز ّ‬
‫للسإدة العإرفني ‪ ،‬الكشف عن‬ ‫هنإك فقهيإ وصوفيّإ وحم ّداث ّ‬
‫خمدرات السار ‪ ،‬يف جمإلسهم المنة من الضّ د والنّكّي ‪.‬‬
‫‪57‬‬
‫المجلس الصوفي لدراسة الشؤون المحمّديّة‬ ‫الحقيقة المحمّديّة‬

‫فإلبإحث عن مصطلح "احلقيقة احملمدية " سّيى أنه ظهر منذ تكل العهود السلفية ‪ ،‬فرتاه‬
‫َضن لكم أمئة أل البيت الولني اكالمإم البإقر والصإدق والاكظم واجليالين ‪ ..‬عليهم السالم ‪،‬‬
‫وكذا يف لكم العإرفني السإبقني ‪ ،‬اكالمإم القرين واجلنيد والبسطإيم ‪ ..‬قدس اهلل أسرارهم ‪ ،‬ومن‬
‫مث انترش وذاع ‪ ،‬وصإر حمورا ومركزا وثيق ‪َ ،‬ضن منظومة املصطلحإت العرفإنية عند‬
‫حىت اىل زمإننإ حيث تصدر لهإ‬ ‫االمإم ابن عريب وابن س بعني والقإشإين ‪ ...‬قدس اهلل أسرارهم ‪ّ ،‬‬
‫االمإم الكتإين والنهبإين والقوِص ‪ ...‬قدس اهلل أسرارهم ‪.‬‬
‫وا ّن تكل احلقيقة يه احملور اذلي دار عليه رىح صلوات العإرفني ومخرايهتم ‪ ،‬واليت‬
‫تعترب متوان للكامالت احمل ّمديّة ‪ ،‬ولكن وللسف فإ ّن هذا العبإب العرفإين ‪ ،‬مل جيد هل‬
‫غواصإ خبّيا ‪ ،‬ليس تخرج اجلواهر من قإموسه ‪ ،‬فبقيت تكل الكنوز بكرا خإمإ !‬

‫تنبيه ‪:‬‬
‫وان ّه اليقدح يف تكل احلقيقة ‪ ،‬ال ّيت يه أحق من احلقيقة ‪ ،‬كون بعض النّصوص ال ّيت‬
‫يس تدل هبإ البعض علهيإ ‪ ،‬موضوعة أو بعيدة الّ الةل ‪ ،‬فإ ّن ابطإل الّ ليل اليقتيض ابطإل‬
‫املدلول ‪ ،‬ولعل ّهم مإ ذكروهإ ا ّال لالس تئنإس والتّقريب ‪ ،‬أو حلسن الظن براوهيإ ‪.‬‬
‫لك يشء موجود يف الكيإن ‪،‬‬ ‫وكذكل ان ّه من املغإلطة مباكن ‪ ،‬أن نطإلب دليال رشع ّيإ عىل ّ‬
‫فإلرشيعة جإءت للتّعبد ‪ ،‬وليست الحصإء ذرات الوجود ‪ ،‬وا ّال فإننإ س نحجر قدرة هللا‬
‫تعإىل ‪ ،‬عىل عوامل ومعلومإت حمصورة ‪ ،‬عىل حسب عقولنإ القإرصة عن االدراك ‪.‬‬

‫وصل به‬
‫وأ ّمإ مصإدرهإ من هجة التّأليف ‪ ،‬فهيي اندرة ندرة الذواق يف الوراق ‪ ،‬امتثإال ملبدئ (‬
‫سرت السار عن العوام واملنكرين ) و مع ذكل فإهنإ اكنت ضإفية مبإ فيه الكفإية لل ّبيب ‪،‬‬
‫سه ‪ ،‬و‬
‫فهيي مكنوزة يف كتب احلقإئق مثل ( س السار ) ملوالي اجليالين قدس هللا ّ‬
‫( الفتوحإت املكيّة ) لس يدي ابن عريب قدس هللا ّ‬
‫سه ‪.‬‬
‫‪58‬‬
‫المجلس الصوفي لدراسة الشؤون المحمّديّة‬ ‫الحقيقة المحمّديّة‬

‫سه و( روح‬‫ويف التفإسّي الصوفية مثل ( لطإئف االشإرات ) لالمإم القشّيي قدس هللا ّ‬
‫سه ‪.‬‬‫البيإن ) لالمإم احلقي قدس هللا ّ‬
‫ويف رشوح صلوات العإرفني ومخرايهتم مثل ( رشح الصلوات الادريس ية ) لس يدي‬
‫البيطإر قدس هللا ّ‬
‫سه ‪ ،‬و( رشح امخلرية الفإرضية ) لس يدي النإبليس قدس هللا ّ‬
‫سه ‪.‬‬
‫سه ‪،‬‬ ‫بل وحىت يف كتب الرتامج مثل ( االبريز من لكم س يدي ّ‬
‫الابغ قدس هللا ّ‬
‫وجواهر املعإين يف ترمجة الش يخ التجإين قدس هللا ّ‬
‫سه )‬
‫وأ ّمإ الكتب اخلإصة هبإ مبإرشة فهيي عىل نوعني ‪:‬‬
‫‪ ‬النوع الول ابالمس الشإئع مثل ‪:‬‬
‫‪ -‬كتإب ( تنبهيإت عىل مرتبه احلقيقه احملمديه الش يخ الكرب قدس هللا ّ‬
‫سه )‬
‫‪ -‬كتإب ( احلقيقة احملمدية للش يخ وجيه الين الكجرايت )‬
‫‪ ( -‬رسإهل يف احلقيقه احملمديه للش يخ عبد هللا البوس نوي )‬
‫‪ -‬كتإب (التحقيقإت الامحدي ّة يف حاميه احلقيقه احملمديه " ّ‬
‫للس ّيد امحد الربزجني )‬
‫‪ -‬كتإب (رشح احلقيقة احملمدية ) للش يخ عبد العزيز الهلوي املعروف بشكرابر ‪.‬‬
‫‪( -‬الاضإفإت الامحديه يف رشح احلقيقه احملمديه " للس يد حمد دامئ املندوي احلسيين )‬
‫‪ -‬كتإب(رسإةل يف احلقيقة احملمدية موالان فرخ شإه السهندي )‬
‫‪ ‬والنوع الثإين كتب بعنإوين حتمل بعض أسإمهيإ ‪ ،‬مثل ‪:‬‬
‫سه )‬‫‪ -‬كتإب االنسإن الاكمل ( لالمإم اجلييل قدس هللا ّ‬
‫سه )‬‫‪ -‬كتإب الّ ّرة البيضإء ( لالمإم ابن عريب قدس هللا ّ‬
‫‪ -‬كتإب أنوار النيب ( لس يدي ابن س بعني قدس هللا ّ‬
‫سه )‬
‫‪ -‬وج ّل كتب ( االمإم الكتإين قدس هللا ّ‬
‫سه )‬

‫‪59‬‬
‫المجلس الصوفي لدراسة الشؤون المحمّديّة‬ ‫الحقيقة المحمّديّة‬

‫‪‬الوجود احلقيقي‪‬‬
‫السفل ّية والعلوي ّة ‪ ،‬والغيبيّة‬
‫للك جنس من اخمللوقإت وجودا خيصه ‪ ،‬مفهنإ ّ‬ ‫اعمل أن ّه ّ‬
‫والشهإدي ّة ‪ ،‬والربي ّة والبحري ّة ‪ ،‬ولكّام اختلفت خصإئص الجنإس تبإينت شؤوهنم ‪ ،‬ومل ّإ‬
‫اكنت تلمك احلقيقة القدس ّية ‪ ،‬ليست كجنس املمكنإت وال يف بعض أجزاهئإ ‪ ،‬اكن لهإ‬
‫وجود فريد من نوعه ‪ ،‬وكذلمك مل ّإ اكنت نس يجإ وحدهإ يف جنسهإ‪ ،‬توحدت يف كيإهنإ‬
‫وسإئر شؤوهنإ ‪ ،‬فمل يشإركهإ غّيهإ يف حرضهتإ احلقيقيّة ‪ ،‬ال ّيت يطلق علهيإ العإرفون لقب (‬
‫الوجود ّالالزم ‪ ،‬أو اخللوة الحدي ّة ‪ ،‬أو عإمل الوحدة ‪ ،‬أو حرضة أو أدّن ‪)..‬‬
‫وان ّه وان اكن مقصورا يف خيإم االطالق ‪ ،‬غّي أ ّن هل ّتزنالت تعريفية عىل عوامل االماكن ‪،‬‬
‫للك جنس مبإ ينإس هبم ‪ ،‬لميكن التّلقي منه و ّالرتيق به ‪.‬‬ ‫فيتلبس ّ‬
‫السفل ّية ‪ ،‬ومإ احلرضة الروحإن ّية وشؤوهنإ العلوي ّة ‪ ،‬ا ّال‬ ‫اذا مفإ احلرضة اجلسدي ّة وشؤوهنإ ّ‬
‫حىت عإمل احلرش واجلنإن والكثبإن ‪ ،‬مإمه منه سوى‬ ‫كرضب مثإل بلسإن احلإل ؛ بل ّ‬
‫السقي ‪ ،‬كيف وا ّن غإية مإ ينهتيي اليه املقربون يف الكثيب ‪ ،‬مإهو ا ّال‬ ‫ّتزنالت ّلدلالةل و ّ‬
‫لكحظة من دهيور كفإحه ‪ ،‬وأوكد دليل عىل مغإيرته لجنإس الورى قوهل ‪ ( : ‬ا ّين‬
‫لست كهيئتمك ) ‪.‬‬
‫فإن ّه لو ظهرت حقيقته كام يه عليه يف عإملهإ ‪ ،‬وانبسطت مبإ يقتضيه اطالق شؤوهنإ ‪،‬‬
‫الس تحإل الوجود عدمإ ‪ ،‬وهذا خمإلف لل ّعةل الغإئ ّية ‪.‬‬
‫قلت وممّإ يؤيّد هذا حإدثة املعراج ‪ ،‬العجيبة الطوار الغريبة الدوار ‪ ،‬وذكل يف ترقيه عن‬
‫اجلسديني الشهإديني‪ّ ،‬مث عن الروحإنيني الغيبيني ‪ ،‬اىل حرضة تتنإسب مع جنسه النّوراين‬
‫‪ ،‬فهذا يدلّنإ عىل أن ّه جبسده الرشيف ّتزنل للجسديني ‪ ،‬وبروحه اللّطيف ت ّزنل للروحإنيني‬
‫‪ ،‬وأ ّمإ حبقيقته القدس ّية فإن ّه تفرد بوجوده ‪ ،‬يف حرضته اليت اكن علهيإ من قبل خلق اخللق‬
‫‪ ،‬واليزال عىل مإ عليه اكن ‪ ،‬واليت أشإر الهيإ ‪ ‬بقوهل ‪ ( :‬كنت نبيإ وأدم بني ّالروح‬
‫واجلسد ) ‪.‬‬
‫‪60‬‬
‫المجلس الصوفي لدراسة الشؤون المحمّديّة‬ ‫الحقيقة المحمّديّة‬

‫وهذه احلرضة يه اليت رجع الهيإ ليةل املعراج‪ ،‬املعرب عهنإ بـ ( أو أدّن ) ‪ ،‬ويه اليت أانب‬
‫الهيإ عش ّية االنتقإل ‪ ،‬واملعنون لهإ بـ ( ّالرفيق العىل ) أو بـ ( جالل ريب الرفيع ) ‪ ،‬بل‬
‫ريب يطعمين‬ ‫لك حني ‪ ،‬كام يشهد ذلكل حديث‪ ( :‬ا ّين أبيت عند ّ‬ ‫ويه اليت اكن يأوي الهيإ ّ‬
‫ويسقيين ) فيإ ترى أين تكل احلرضة اخلإصة ‪ ،‬اليت اكن يبيت فهيإ ويطعم ويسقى ‪ ،‬وكنت‬
‫قد وظفت هذا املعىن يف اللفيّة فقلت ‪:‬‬
‫والن مــــــــإ انْفــــــــك الدنــــــــ ُه داين‬ ‫ــــــــن العـــــــــام ِء ابن اب ِخلـــــــــدرا ِن‬‫ا بـ ُ‬
‫ومـــــــــإ ُهل يف طـــــــــو ِر ِه ُمـــــــــداين‬ ‫ــــــــــــن يف صـــــــــــــد ِف ِه الانين‬
‫ُ‬ ‫ي ُقطـ‬
‫ِ‬
‫ــــــــإهوت‬ ‫ُمجــــــــإورا ِل ُســــــــلط ِة النّ‬ ‫ُوت‬ ‫مو ِط ُنــــــــــ ُه ِب ُرتبــــــــــ ِة الهــــــــــإه ِ‬
‫ـــــــوب د َُّو ِل الفـ ِ‬
‫ـــــــإق‬ ‫ـــــــرب غُيـ ِ‬ ‫غـ ْ‬ ‫ــــــــالق‬
‫ِ‬ ‫ــــــــر ِة االطـ‬
‫يُقـــــــــ ُمي يف مجـ ّ‬
‫ـــــفإف الهــــــإ ِء‬
‫وع ُرشــــــ ُه عــــــىل ِضـ ِ‬ ‫ـــــــإبق الهنّ ــــــــإئ‬
‫الطـ ِ‬ ‫رص ُه يف َّ‬ ‫وقـــــــــ ْ ُ‬
‫فب ْي ُتــــــــــــ ُه ُحتــــــــــــ ُّد ابل ُعــــــــــــروجِ‬ ‫وال يـــــــــــزا ُل يـــــــــــرىق يف الُّ روجِ‬
‫مفــــــــإ هل ِمــــــــن غإيــــــــة ِســــــــواهإ‬ ‫ــــــــإور ّاذلات لـــــــــيك يراهـــــــــإ‬ ‫ُ‬ ‫ُجيـ‬
‫يرحــــــــ ُل عــــــــن ُمقإمــــــــه الهيــــــــإ‬ ‫ـــــــــب فهيــــــــــإ‬
‫ُ‬ ‫فلكّــــــــــام ادّّن يغيـ‬
‫ههيـــإت بـــل ال نــــدري مـــإ البِدايــــه‬ ‫ْ‬
‫ــــــــــــدري هل هنإيـــــــــــــه‬ ‫ذلاك ال نـ‬
‫رص ُه يف ذكل ُالوجـــــــــــــو ِد‬ ‫حتــــــــــــــ ُ‬ ‫ــــق مـــــإ عليـــــ ِه ِمـــــن حـــــدو ِد‬ ‫الطلْـ ُ‬ ‫َّ‬
‫مــــــــــــــــاكن‬
‫ُ‬ ‫ّلك وال قــــــــــــــــرار ُه‬ ‫فــــــــال حيــــــــ ّد دهــــــــر ُه زمـ ُ‬
‫ـــــــإن‬
‫ِبـــــــــــال عالمـــــــــــة وال مقـــــــــــإ ِم‬ ‫ـــــــــو عــــــــــىل الّ وا ِم‬
‫يقــــــــــو ُم ابلهـ َّ‬

‫ّ‬
‫‪ ‬شؤون احلقيقة احملمدية ‪‬‬
‫أ ّوال وقبل التّفصيل ‪ :‬الب ّد أن تعرف قإنوان هم ّمإ يف دس تور التّحقيق ‪ ،‬وهو أ ّن احلرضة‬
‫الصفإت ‪ ،‬لكهنّ إ ومل ّإ ضإقت عبإرة‬
‫اذلات ّية ‪ ،‬يف حإل اطالقهإ وجتريدهإ ‪ ،‬مق ّدسة عن اضإفة ّ‬
‫‪61‬‬
‫المجلس الصوفي لدراسة الشؤون المحمّديّة‬ ‫الحقيقة المحمّديّة‬

‫الشؤون ) وكذكل يه احلإل يف‬ ‫التّعريف هبإ ‪ ،‬اصطلح العإرفون ملإ يتعل ّق هبإ امس ( ّ‬
‫للصفإت بنعوته وتزنالته ‪.‬‬ ‫مظهرهإ وجمالهإ ‪ ، ‬لكونه مظهرا ل ّلات حبقيقته ‪ ،‬ومثإال ّ‬
‫هذا ومل ّإ اكن لون املإء لون اانئه ‪ ،‬وحيث الزالت التّحققإت المحدي ّة ابحلرضة الحدي ّة‬
‫قإمئة ‪ ،‬لزم أن نعني حقيقته مبإ تقتضيه مظهريّهتإ من شؤون ‪ ،‬عىل سبيل الوراثة واخلالفة‬
‫يف املظهرية‪ ،‬ال عىل سبيل االستبداد ابملصدريّة ؛ مفن ذكل مثإال ‪:‬‬
‫أ‪ -‬التّجريد ‪ :‬أي تقديس احلقيقة احملمدي ّة ‪ ،‬عن لك نس بة أو اضإفة تقتيض التّوصيف‬
‫الرصافة ‪ ، ..‬وذكل ملّإ اكن قوام تكل احلرضة ابحلق‬ ‫والتّكييف ‪..‬؛ ويشإر اليه ابلبحت ّية و ّ‬
‫ابلرضورة عن ّ‬
‫لك‬ ‫تعإىل ‪ ،‬واس تغنإهئإ به س بحإنه قبل ذرء الربااي ‪ ،‬اكنت حقيقته ‪ ‬جمردة ّ‬
‫نس بة بعديّة ‪ ،‬تتنإسب وتتشإلك مع من سواه من اخللق ‪ ،‬اللّهم ا ّال يف حإل تزنالته ‪ ،‬فإن ّه‬
‫يتلبس بأوصإفنإ البرشية والروحإن ّية ( قل امنإ أان برش مثلمك ) يعين يف حإل تزنيل جبسدي‬
‫‪ ،‬وهو نفس خطإبه للروحإنيني ‪ ،‬ولكـنه حبقيقته جنس أخر ‪.‬‬
‫وملّإ قرأت قول القإئل ريض هللا عنه ‪:‬‬
‫حم ّــــد برش ال كــــإلبرش بل هو اكليإقوت بني احلجر‬
‫حقّقهتإ بقويل عفإ هللا ّعين ‪:‬‬
‫سيّـــــدان أثر ال كـإلثر بل هو اكليإقوت بني احلجر‬
‫حقيقة عـلوية تق ّدست وعندمإ تـــــ ّزنلت تــلبّست‬
‫ب‪ -‬الوحدة ‪ :‬ويه مبعىن تفرد حقيقته ‪ ‬يف وجودهإ وشؤوهنإ ‪ ،‬واس تغنإهئإ بعيهنإ عن نعوهتإ ‪،‬‬
‫ويه ـ الوحدة ـ جمىل للحدي ّة اذلات ّية ‪ ،‬وواسطة وبرزخ بيهنإ وبني حرضة الواحدية‪،‬‬
‫ولتوحيدهإ االشإرة ابلشهإدتني ‪ ،‬فالاهل اال هللا ‪ :‬توحيد الحديّة ‪ ،‬وس يدان حمّد رسول هللا‬
‫‪ :‬توحيد الوحدة ‪ ،‬وذكل ابملظهرية العينيّة ‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫المجلس الصوفي لدراسة الشؤون المحمّديّة‬ ‫الحقيقة المحمّديّة‬

‫وهذا هو مشهد " مجع امجلع " و سدرة " غإية الغإايت " اليت يه منهتيى مإ يتحقّق به‬
‫ملشيش ية (وأغرقين يف عني ْحب ِر الوحد ِة ‪ ،‬حىت ال أرى وال‬
‫الصالة ا ّ‬
‫العإرجون ‪ ،‬كام قإل يف ّ‬
‫أمسع وال َأ ِجد وال ُأ ِح َّس اال هبإ ) ‪.‬‬
‫ِرصِفيَّــــــــــة ْهب ِم َّيـــــــــة َأح ِديَّـــــــــ ِة‬
‫بِ ْ‬ ‫ــل كـ ْــزنا ُمصـــدّ فإ‬
‫لقـ ْــد اكن قبـــل القبـ ِ‬
‫ِمثـــــإال فريـــــدا َأ ْوتـــــ ِر َّي احلقيقـــــ ِة‬ ‫ــت ِبـــ ِه ا ّذل ُات ال ُعـــىل ِمـــن عامهئِ ـــإ‬
‫جتلَّـ ْ‬

‫السعة يف شؤون احلقيقة احمل ّمدية ‪ ،‬يزنههإ عن قيود االماكن ‪،‬‬


‫ت‪ -‬االطالق ‪ :‬وهو رضب من ّ‬
‫وحدود ّالزمإن واملاكن ‪ ،‬وعن احلرص يف الكامالت والرتقيإت والتّجل ّيإت واملقإمإت‬
‫واملظإهر واملنإزل والطوار والتّعينإت ‪.‬‬
‫الشؤون ‪ ،‬حفيث ال‬ ‫وذكل لكوهنإ مرأة للحرضة الكربى ‪ ،‬تنعكس فهيإ اىل مإ الهنإية هل من ّ‬
‫هنإية للمحتد ال هنإية للوس يط ‪ ،‬وكام ال غإية للمصدر ال حد للمظهر ‪ ،‬فهو وان اكن عبدا‬
‫حمصورا ابلنس بة اىل احلرضة االلهية ‪ ،‬فهو حق مطلق ابلنس بة للحرضة الكون ّية ‪.‬‬
‫حىت عن العوامل الغيبيّة ‪ ،‬ملإ عليه حرضهتإ من طالقة وعلو ومتإيز ‪،‬‬ ‫ث‪ -‬البطون ‪ :‬كوهنإ غيبإ ّ‬
‫فأ ِ‬
‫لزمت الغّي ابلعجز واحلجإب ‪.‬‬
‫فالجرم أنه صدف الكزنية الهويّة ‪ ،‬ولون املإء لون اانئه ‪ ،‬وش تإن بني الاثر والنوار ‪،‬‬
‫الشهإدات من أطوار الغيوب ‪ ،‬فضال عن صدوف‬ ‫س السار ‪ ،‬وأ ّّن لدوار ّ‬ ‫فضال عن ّ‬
‫عامء الهإهوت ‪.‬‬
‫ُوت يف ا ُل ُ ِ‬
‫مش‬ ‫ــــو ِر اطال ِقـــــ ِه ِمكثْـ ِ‬
‫ــــل مهْمهـــــة الهـــــإه ِ‬ ‫واشـ ْــــ ت َّد ِاهبإ ُمـــــ ُه ِلغـ ْ‬
‫ُم َّز ِّمــــــــ ٌل ابلعــــــــام ُمــــــــ َّد ِثّ ٌر ابلان أيُ ْرجتــــى د ْركُ مــــن ابلسـ ُّـــ ْب ِح ُملْتــــ ِ ِ‬

‫فطري ذا ّيت ‪ ،‬مس مت ّدا من حرضة الزال ‪ ،‬حتققإ أن ّيإ ابلكنه القدس‬
‫ج‪ -‬الكامل ‪ :‬وهو اس تغنإ ٌء ّ‬
‫‪ ،‬بال غإية والهنإية ‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫المجلس الصوفي لدراسة الشؤون المحمّديّة‬ ‫الحقيقة المحمّديّة‬

‫وانهيك مبن اكنت الكامالت ا ّذلاتية حمتده ‪ ،‬وأقدس مبن أحضى الكنه اتجه ‪ ،‬واجلربوت‬
‫رداؤه ‪ ،‬والقدس ازاره ‪ ،‬والس بحإت لثإمه ‪ ،‬واليزال يتحقق ويتألّق ‪ ،‬من كزن اىل كزن‬
‫أدّن ‪ ،‬فال الابد حتده ‪ ،‬وال الزال تصدّه ‪.‬‬
‫فأ ْقــــ ِد ْس بِــــ ِه ُو ْســــعإ تك َّ‬
‫ــــرب ِِهَّــــة‬ ‫تـــــر َّوى مـــــن الْبـ ِ‬
‫ــــإن الهُ ِويَّـــــ ِة ْهنمـــــة‬
‫ِلكـ ِ‬
‫ــــون الـــــربااي يف املعـــــإ ِد ِم ُر َّمـــــة‬ ‫ــت ومـــن اكن ث َّمـــة‬ ‫ومـــإ نـ ْــد ِري مـــإ اكنـ ْ‬
‫طن يف ُم ْك ِث‬
‫فال زال بني العنيِ والب ِ‬

‫‪‬عبودية احلقيقة احملمدية ‪‬‬


‫الصةل العينيّة ‪ ،‬مإبني ا ّذلات االلهية وبني‬ ‫املقربون عن سرب غوره ‪ ،‬مإه ّية ّ‬‫وا ّن ّممإ جعز ّ‬
‫وسمل ‪ ،‬فال جيوز لنإ أن نش هبّ هإ بكينونتنإ‬ ‫عبدهإ الول وحبيهبإ القرب صىل هللا عليه ّ‬
‫االنس ّية ؛ ل ّن هل عبودية بقدر ِهته الن ّية ‪ ،‬وحبسب فتوحإته الهوي ّة ‪ ،‬ومبعيإر طإقته‬
‫وهيأته القدس ّية ‪ ،‬ومن ذا جيإريه يف مضامر الوجوب ؟‬
‫فغإية مإ نعرفه عن مسلكه احلقّإين ‪ ،‬أن ّه عبد ا ّذلات بعبودية تتنإسب مع كهنه ‪ ،‬فال‬
‫حن ّجرهإ عىل نس بة وال كيفية معيّـنة ‪ ،‬وان تظإهر حإل تزنهل مبإ يومه املشإلكة ‪.‬‬
‫لك مإ يف احليإة احمل ّمديّة ‪ ،‬من عبإدة هلل تعإىل جلّت أو قلّت ‪ ،‬مإهو ا ّال‬ ‫وعليه فإ ّن ّ‬
‫تزنالت ترشيعية لل ّمة ‪ ،‬يف أطوار الّ ين الثالثة ( رشيعة وطريقة وحقيقة ) ومن وراء‬
‫هذا الالةل اجلسديّة ‪ ،‬دالةل روحيّة غيبيّة ‪ ،‬يف بعثـته الوىل للطوار العلويّة ‪ ،‬وأ ّمإ حقيقة‬
‫وس عن أهل السار ‪ ،‬ومإ ابكل بصةل قإب‬ ‫عبإدته ال ّميّة فهيي غيب عن أهل الغيب ‪ّ ،‬‬
‫فظن خّيا وال تسأل عن اخلرب ‪.‬‬
‫قوسني أو أدّن ‪ّ ،‬‬
‫ولس نإ ننفي هبذا العبوديّة عن احلقيقة احمل ّمديّة ‪ ،‬وانّام نعين به ترس يخ معىن حقيقة العبودية‬
‫‪ ،‬املعرب عهنإ بـ ( حقيقة اليقني ) واليت تعترب عبإدات سإئر اخلالئق معهإ اكلعبث ‪ ،‬وش تّإن‬

‫‪64‬‬
‫المجلس الصوفي لدراسة الشؤون المحمّديّة‬ ‫الحقيقة المحمّديّة‬

‫مإ بني الصورة واحلقيقة ‪ ،‬وبني من يعبد هللا كن ّه يراه ‪،‬ومن يعبد هللا وهو يراه ‪ ،‬وليس‬
‫اخلرب اكملعإينة ‪ ،‬فهو‪ ‬العبد احلقيقي للحق س بحإنه ‪ ،‬لكونه عبد ا ّذلات القدس ‪.‬‬

‫‪ ‬فتوحات احلقيقة احملمدية ‪‬‬


‫للصةل العينيّة ‪ ،‬وهو مإمن ا ّذلات الكربى اىل حبيهبإ‬ ‫الطرف الخر ّ‬ ‫وكذكل هو احلإل يف ّ‬
‫‪ ، ‬من فتوحإت ذاتية ‪ :‬وحتققإت كهنية ‪ ،‬وتعرفإت مإه ّية ‪ ،‬وماكحفإت عينيّة ؛ لن ّنإ ال‬
‫نعرف ا ّال من جنإنس ‪ ،‬أو مإعـ ّرفنإ به هو ‪ ، ‬أو من هو مثهل ‪ ،‬أو من هو فوقه ؛ وأ ّّن‬
‫هبذا ِولك طريف ّ‬
‫الصةل مهبم ‪ ،‬مفإ يسي بيهنام الب ّد وأن يكون جمهوال ‪.‬‬
‫فإن ّه من التّجرء والتّعسف مباكن ‪ ،‬أن نتلكف اخلوض يف جمرايت اخللوة الحدي ّة ‪،‬‬
‫عروجإ وفتوحإ ‪ ،‬فش تّإن مإبني التّزنل واحلقيقة ‪ ،‬وأين الويح واملعراج وغّيهام من‬
‫التعرفيّة ‪ ،‬من الفتوحإت اذلات ّية الميّة ؟!‬
‫اخلصإئص ّ‬
‫لك كامل حمّدي ‪ ،‬ظهر يف هذه الّ ار الضّ يقة ‪ ،‬فإمنإ هو ّتزنل عىل قدر مداركنإ‬ ‫ومنه فإ ّن ّ‬
‫البدائ ّية ‪ ،‬ومىت اكنت الكامالت القدس ّية ‪ ،‬تدرك ابلعقول النيإويّة ّ‬
‫الشهوان ّية ‪ ،‬بل ّ‬
‫وحىت‬
‫الصفإيت ‪ ،‬ال‬‫تعرف هلم عىل قدرمه ّ‬ ‫جتىل يف فضإء امللكوت لهل الغيب ‪ ،‬مإهو ا ّال ّ‬ ‫مإ ّ‬
‫عىل مقداره ا ّذلايت ‪ ،‬كيف وا ّن أويل العزم لتعجز عن اخلوض يف تكل املهإمه ّ‬
‫السحيقة ‪.‬‬

‫‪ ‬جتليات احلقيقة احملمدية ‪‬‬


‫وأ ّمإ يف جتليإت وفتوحإت احلقيقة احملمدي ّة لنإ ‪ ،‬فإهنّ إ غّي ممكنة يف هذه الّ ار ابالت ّفإق ‪ ،‬كام‬
‫هو شأن مصدرهإ ا ّذلايت ‪ ،‬فال ادراك وال حتقق والعيإن ‪ ،‬حىت يكشف احلجإب يف مقإم‬
‫لك عىل قدر رتبته‬ ‫الوس يةل ‪ ،‬حيث نسقى من حوض قدسه مإ نهتيأ به ملبإرشة حقيقته ‪ ،‬و ّ‬
‫وقدرته يس تقي ‪ ،‬ومع ذكل يبقى كهنه أبطن وأطلق ‪ ،‬لكونه اليزال هو كذكل يتدب ّج‬

‫‪65‬‬
‫المجلس الصوفي لدراسة الشؤون المحمّديّة‬ ‫الحقيقة المحمّديّة‬

‫يتتوج ابخللع اذلات ّية ‪ ،‬مث يتوسط خبلعهإ علينإ ‪ ،‬فكام أن ّه الغإية للمصدر الحدي ؛ المنهتيى‬
‫و ّ‬
‫للمظهر المحدي ‪.‬‬
‫الشهود مع حقيقته ‪ ، ‬كحإهلم يف املشإهد ا ّذلات ّية ‪ ،‬فإهنّ إ انّام تلوح هلم من‬‫وحإل أهل ّ‬
‫حىت وان سامهإ البعض ابلتّجليإت ا ّذلات ّية ‪ ،‬لكوهنم‬ ‫وراء جحإب ‪ ،‬وبقبسإت برقية ج ّذابة ‪ّ ،‬‬
‫لكّهم صفإتيني ‪ ،‬وهو ‪ ‬ا ّذلايت الوحد ‪ ،‬ويوم ّالزور العظم جنمتع به فنصّي ذاتيني ‪.‬‬

‫‪ ‬خامتة ‪‬‬
‫وأخمت هذه الرسإةل بوصية ونصيحة ‪ ،‬أ ّمإ الوصية ‪ :‬فهيي ّلسإدايت املعتقدين ‪ ،‬أرجوُك أ ّال‬
‫ت ّبذروا هذه السار ‪ ،‬وأ ّال تنفقوهإ ا ّال عىل أهلهإ ‪.‬‬
‫وأمإ نصيحيت ‪ :‬فالخواين املنكرين ‪ ،‬فإن ابتليمت بقراءة هذه ّالرسإةل ‪ ،‬فإ ّايُك والت ّسع من‬
‫لست بدعإ يف هذه العقيدة ‪،‬‬ ‫قبل أن تبحثوا وتسألوا ‪ ،‬فإهنّ إ كامالت س ّيد الوجود ‪ ، ‬و ُ‬
‫فقد س بقين فهيإ مجهور العإرفني ‪ ،‬و ّ‬
‫السالم عليمك ‪.‬‬
‫اللك يف ّ‬
‫اللك‬ ‫السالم ‪ ،‬عىل س ّيد ّ‬ ‫انهتت ّالرسإةل املميونة ‪ ،‬وامحلد هلل الكرمي و ّ‬
‫الصالة و ّ‬
‫وعىل أهل وحصبه ّ‬
‫وسمل تسلامي ‪.‬‬

‫سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسالم على املرسلني‬

‫واحلمد هلل رب العاملني‬


‫‪66‬‬
‫المجلس الصوفي لدراسة الشؤون المحمّديّة‬ ‫الحقيقة المحمّديّة‬

‫الفهرس‬
‫الصفحة‬ ‫العنوان‬
‫تمهيد ‪2..........................................................................‬‬
‫ماهية الكنه ‪3................................................................‬‬
‫مباحث ‪23......................................................................‬‬
‫فصول ‪22 .......................................................................‬‬
‫إجمال وتفصيل‪32 .........................................................‬‬
‫الخالصة‪33 .....................................................................‬‬
‫‪ ‬فذلكة ‪44.................................................................‬‬
‫ّ‬
‫التأصيل‪34.......................................................................‬‬
‫فصل نهج العرفان ) ‪34................................................‬‬
‫وصل به ) ‪05...................................................................‬‬
‫‪‬الوجود الحقيقي‪05...................................................‬‬
‫املحمدية ‪02.......................................‬‬ ‫شؤون الحقيقة ّ‬
‫عبودية الحقيقة املحمدية ‪03......................................‬‬
‫فتوحات الحقيقة املحمدية ‪03.....................................‬‬
‫تجليات الحقيقة املحمدية‪03........................................‬‬
‫خاتمة ‪03........................................................................‬‬

‫‪67‬‬

You might also like