Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 50

‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬

‫الندوة العالمية عن سوق ما بين المصارف(أبريل ‪2015‬م)‬

‫الصكوك ودورها في إدارة السيولة بالبنوك اإلسالمية(دراسة مسحية)‬

‫(بروفيسور محمد الحسن بريمة إبراهيم‪2015 -‬م)‬

‫مقدمة‬

‫هذه الورقة عبارة عن بحث مسحي قصد منه صاحبه أن يوفر مادة أكاديمية‬
‫تصلح كخلفية علمية للقضايا العملية في مجال إدارة السيولة في البنوك اإلسالمية‪،‬‬
‫وسوق ما بين البنوك‪ ،‬التي هي موضوع اهتمام الندوة‪ .‬ليس لكاتب هذه الورقة من‬
‫فضل في المادة التي تحتويها إال بمقدار تجميعه لها من مظانها التي أثبتها في‬
‫محلها‪ ،‬ثم رتقها بعد فتقها بحيث تشكل كالما متسقا في إاار المواضي التي تناولتها‬
‫الورقة‪ .‬التوصيات وحدها‪ ،‬التي ذيلت آخر الورقة‪ ،‬هي التي تعبر عن رأي الباحث‪،‬‬
‫وهي المساهمة الفكرية الوحيدة التي يمكن أن يدعيها لنفسه‪.‬‬

‫‪ -1‬البنوك بين مطرقة السيولة وسندان الربحية‬

‫ثالثة أهداف تسعى كل البنوك‪ ،‬تقليدية واسالمية‪ ،‬لتحقيقها من خالل ممارسة‬


‫نشااها التمويلي‪:‬‬

‫‪ -1‬حماية أموال المودعين؛‬

‫‪ -2‬السيولة المناسبة؛‬

‫‪ -3‬تعظيم الربحية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫تواجه البنوك عموما تحديات جمة تتعلق بصعوبة المواءمة بين هذه األهداف‬
‫المتشاكسة‪ ،‬وذلك بسبب ابيعة مصادرها المالية من جهة‪ ،‬وسبل توظيفها لهذه‬
‫المكون األساسي للقااع النقدي في‬
‫ّ‬ ‫الموارد من جهة أخرى‪ ،‬بجانب كون البنوك‬
‫االقتصاد‪ ،‬ومن ثم خضوعها للسياسات النقدية النازلة إليها من قبل البنك المركزي‪.‬‬
‫لكن هذه التحديات ثالثية األبعاد هي أكبر عند البنوك اإلسالمية منها عند غريماتها‬
‫هذه القضايا درج‬ ‫التقليدية بسبب التزامها بأحكام الشريعة اإلسالمية‪ .‬جمي‬
‫المختصون في مجال النقود والبنوك على تناولها بالتحليل في إاار ما يعرف بمشكلة‬
‫إدارة السيولة في البنوك التجارية‪ .‬سوف نقدم لألمر في إااره العام موجزين‪ ،‬ثم‬
‫مفص لين بعض الشيئ فيما يخص البنوك اإلسالمية لمتعلق ذلك بالصكوك موضوع‬
‫ّ‬
‫هذه الورقة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -1.1‬إدارة السيولة البنكية‬

‫‪ -1.1.1‬تعريف السيولة البنكية‬

‫‪ ‬تعريف صندوق النقد الدولي‪:‬‬


‫"المدى الذي يمكن فيه لألصول المالية أن تباع عند إشعار قصير بالقيمة‬
‫السوقية‪ ،‬أو قريب منها"‪.‬‬
‫‪ ‬تعريف لجنة بازل‪:‬‬
‫والوفاء‬ ‫الموجودات(‪)Assets‬‬ ‫في‬ ‫الزيادة‬ ‫تمويل‬ ‫على‬ ‫"القدرة‬
‫بااللتزامات(‪ )Liabilities‬عند مواعيد استحقاقها دون تكبد خسائر غير مقبولة"‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬ما يأتي تحت هذا العنوان يمكن الرجوع فيه إلى المصادر اآلتية‪ :‬إدارة السيولة في المصارف اإلسالمية(دراسة تحليلية)؛ الدكتور‬
‫أكرم الل الدين؛ الدورة العشرون لمجمع الفقه اإلسالمي‪ -‬مكة المكرمة(‪1432‬ه‪2010 -‬م)‪ .‬التصكيك ودوره في إدارة السيولة بالبنوك‬
‫اإلسالمية؛ حكيم براضية؛ رسالة ماجستير(‪2011 -2010‬م)‪ -‬جامعة حسيبة بن بوعلي الشلف(كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير)‪.‬‬
‫إدارة السيولة في المؤسسات المالية اإلسالمية(دراسة فقهية اقتصادية)؛ أ‪.‬د‪ .‬علي محيى الدين القره داغي‪ .‬مجلة إسرا الدولية للمالية‬
‫اإلسالمية؛ المجلد األول‪ ،‬العدد األول؛ ديسمبر ‪2010‬م‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪ ‬تعريفات أخرى‪:‬‬
‫‪" -‬القدرة على مواجهة االلتزامات قصيرة األجل في مواعيد استحقاقها‪ ،‬وعلى‬
‫االستجابة لالبات االئتمان‪ ،‬مما يستدعي احتفاظ البنك بجزء من أصوله‬
‫في شكل سائل‪ ،‬إضافة إلى أصول شبه سائلة‪ ،‬أي تلك التي يمكن‬
‫تحويلها إلى نقد سائل بسرعة وسهولة دون خسائر في قيمتها‪ ،‬وكذا قدرته‬
‫على االقتراض‪ ،‬وذلك لمقابلة حركة السحوبات العادية والمفاجئة‪ ،‬أو لمنح‬
‫قروض جديدة"‪.‬‬
‫‪" -‬ويالحظ أن السيولة لها مفاهيم مختلفة حسب استعماالتها‪ ،‬حيث قد‬
‫يقصد بها النقود نفسها‪ ،‬وقد يقصد بها القدرة على توفير النقود‪ ،‬وقد‬
‫تطلق في األسواق المالية(البورصة) على إمكانية تحويل األوراق المالية‬
‫إلى نقود في فترة قصيرة‪ ،‬وهكذا"‪.‬‬
‫تنشأ العالقة المتشاكسة بين السيولة والربحية في البنك باعتبار أن تعظيم‬
‫الربح هو هدف البنك وواجبه نحو المودعين‪ ،‬بينما السيولة هي المحدد لسعي البنك‬
‫في تحقيق هدف الربحية‪ .‬على البنك أن يتخذ من االستراتيجيات والتاكتيكات ما‬
‫يمكنه من الوصول إلى أعلى مستوى ربح يسمح به محدد السيولة‪.‬‬

‫يعد توفر قدر من السيولة أم ار ضروريا ألنه يمكن المصرف من الوفاء بعدة‬
‫التزامات ضرورية‪ ،‬منها االحتيااي النقدي القانوني الذي يفرضه البنك المركزي في‬
‫إاار سياسته النقدية‪ ،‬ومنها سحوبات العمالء من ودائعهم لدى البنك‪ ،‬ومنها تغاية‬
‫زيادات التمويل في محفظة القروض واالستثمار‪ .‬لكن احتفاظ البنك بقدر زائد من‬
‫السيولة عن مقتضى هذه االلتزامات يعد أم ار سالبا‪ ،‬أوال؛ لضياع الربح الذي كان‬
‫يمكن أن يتأتي من استثمارها‪ ،‬وثانيا؛ ألن ذلك يعد دليال على عدم كفاءة البنك في‬
‫إدارة موارده المالية بما يؤثر في إقبال أرباب الفوائض المالية على استثمارها لديه‪.‬‬
‫من هذه القضية الحيوية نشأت عدة مفاهيم تدور حول تعامل النظام المصرفي معها‪،‬‬

‫‪3‬‬
‫منها مفهوم "مخاار السيولة"‪ ،‬مفهوم "إدارة السيولة"‪ ،‬ومفهوم "إدارة مخاار‬
‫‪2‬‬
‫السيولة"‪.‬‬

‫تتلخص أهم العوامل المؤثرة على السيولة البنكية في اآلتي‪:‬‬

‫‪ -1‬عمليات اإليداع والسحب على الودائ ؛‬

‫‪ -2‬عالقة البنك المركزي بالبنوك التجارية؛‬

‫‪ -3‬رصيد عمليات المقاصة بين البنوك؛‬

‫‪ -4‬معامالت الزبائن م الخزينة العامة للحكومة‪.‬‬

‫‪ -2.1.1‬مخاطر السيولة البنكية‬

‫‪ ‬تعريف مجلس الخدمات المالية اإلسالمية لمخاار السيولة‪:‬‬

‫"تعرض مؤسسة الخدمات المالية اإلسالمية لخسارة محتملة تنشأ عن عدم قدرتها‬
‫على الوفاء بالتزامتها‪ ،‬أو تمويل الزيادة في الموجودات عند استحقاقها دون أن تتكبد‬
‫تكاليف‪ ،‬أو خسائر غير مقبولة"‪.‬‬

‫"ينشأ الخار عندما يكون هناك احتمال ألكثر من نتيجة‪ ،‬والمحصلة النهائية‬
‫غير معروفة‪ .‬ويقاس هذا الخار في العادة باحتساب االنحراف المعياري عن النتائج‬
‫السابقة‪ .‬وم أن كل منشآت األعمال تواجه حالة عدم التأكد من نتائج نشااها‪ ،‬إال‬
‫أن المؤسسات المالية تواجه أنواعا خاصة من المخاار بالنظر إلى ابيعة نشااها‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪ -‬أدوات إدارة مخاطر السيولة وبدائل اتفاقية إعادة الشراء في المؤسسات المالية اإلسالمية؛ يوسف بن عبد هللا الشبيلي(اإلنترنت)‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫فالغرض من المؤسسات المالية هو تعظيم الربح والقيمة المضافة للمساهمين من‬
‫‪3‬‬
‫خالل إدارتها للمخاار في إاار تقديمها للخدمات المالية"‪.‬‬

‫ومن األسباب التي تؤدي إلى هذا الوض اآلتي‪:‬‬

‫‪ -1‬صدم ات السحب المفاجئ التي تتعرض لها البنوك نتيجة اهتزاز عامل الثقة لدى‬
‫جمهور المودعين بسبب النكسات التي تصيب البنوك التجارية أثناء عملها؛‬

‫‪ -2‬غياب التعاون بين البنوك والقدرات المحدودة لالتصال والنقل؛‬

‫‪ -3‬عدم استقرار قيم األصول بسبب تقلبات األحوال المؤثرة في استثمارات البنوك‪،‬‬
‫مما قد يدف البنوك للتخلص منها‪ ،‬ومن ثم انتقال هذه العدوى إلى كل‪ ،‬أو معظم‬
‫البنوك‪ ،‬ومن ثم وقوع خسائر قد تؤدي إلى اإلفالس؛‬

‫‪ -4‬صعوبة الحصول على السيولة بتكلفة معقولة عن اريق االقتراض‪ ،‬أو مواجهة‬
‫عسر في تسييل األصول؛‬

‫‪ -5‬تتناسب األرباح ارديا م المخاار‪ ،‬والبنوك هدفها الربح؛‬

‫‪ -6‬تمويل البنوك الستثمارات اويلة األجل بموارد قصيرة األجل‪.‬‬

‫‪ -3.1.1‬إدارة السيولة البنكية‬

‫يرى القره داغي "أن إدارة السيولة تعني القدرة على تحقيق التوازن‬
‫بين الحفاظ على كمية السيولة المالوبة للوفاء بااللتزامات‪ ،‬ولسير العمل‪ ،‬وبين‬
‫استغالل السيولة واشغالها في التمويل واالستثمار‪ .‬فهذه السياسة المتوازنة ليست‬

‫‪3‬‬
‫‪ -‬إدارة المخاطر‪ :‬تحليل قضايا قي السياسة المالية؛ طارق هللا خان وحبيب أحمد(ترجمه من االنجليزية إلى العربية د‪ .‬عثمان بابك‬
‫أحمد)‪ .‬المعهد اإلسالمي للبحوث والتدريب(‪1423‬ه‪2003 -‬م)‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫سهلة المنال وانما تحتاج إلى استراتيجية مدروسة إلدارة السيولة تعتمد على جناحين‬
‫مهمين‪:‬‬
‫الجناح األول‪ :‬السياسة الوقائية المؤدية إلى عدم وجود أزمة السيولة لدى المؤسسة‪،‬‬
‫وحلها حال رشيداً عند وقوعها‪.‬‬

‫الجناح الثاني‪ :‬وضع سياسة عملية إلدارة السيولة من خالل القيام سنوياً‪،‬‬
‫وعند الحاجة‪ ،‬وبصورة دائمة ودائبة بموازنة شاملة لحاجة المؤسسة إلى مقدار‬
‫السيولة الذي يجب أن تحتفظ به للوفاء بااللتزامات الحالة‪ ،‬ولسير العمل‪ ،‬واالستجابة‬
‫لحاجات عمالئها‪ ،‬مع القيام بدراسة شاملة لمقدار الفائض الذي ينبغي للمؤسسة‬
‫‪4‬‬
‫استثماره استثماراً قصير األجل‪ ،‬وطويل األجل‪ ،‬ومتوسط األجل"‪.‬‬

‫ويعرف البنك المركزي الماليزي إدارة السيولة بأنها "احتفاظ البنك بتدفقات‬
‫نقدية كافية لمواجهة سحوبات كبيرة بشكل فجائي‪ ،‬أو غير معتاد"‪ 5.‬كذلك يعرف‬
‫الدكتور الشبيلي إدارة السيولة بأنها "االستثمار األمثل لألموال المتاحة بما يحقق‬
‫أقصى عائد‪ ،‬والمقدرة على الوفاء بااللتزامات للدائنين عند الحد األدنى للتكاليف"‪.6‬‬

‫‪7‬‬
‫‪ ‬تهدف إدارة السيولة في البنك التجاري إلى اآلتي‪:‬‬

‫‪ -1‬المحافظة على استمرار البنك في أداء وظيفته على أكمل وجه‪ ،‬وابعاد‬
‫مخاار العسر المالي عنه‪.‬‬

‫‪ -2‬التأكد من مقدرة المصرف على الوفاء بالتزاماته‪ ،‬وتحصيل التمويالت‬


‫واالستثمارات في مواقيت استحقاقها‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫‪ -‬إدارة السيولة في المؤسسات المالية اإلسالمية(دراسة فقهية اقتصادية)؛ أ‪.‬د‪ .‬علي محيى الدين القره داغي‪ .‬مجلة إسرا الدولية‬
‫للمالية اإلسالمية؛ المجلد األول‪ ،‬العدد األول؛ ديسمبر ‪2010‬م‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪ -‬إدارة السيولة في المصارف اإلسالمية؛ الدكتور أكرم الل الدين(مرجع سابق)‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫‪ -‬الشبيلي(مرجع سابق)‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫‪ -‬أكرم الل الدين(مرجع سابق)‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫‪ -3‬حماية األصول من البي االضاراري عند الحاجة‪ ،‬وعدم تعريض المصرف‬
‫لمخاارة كبيرة على المدى الاويل‪.‬‬

‫‪ -4‬تقوية ثقة المودعين لضمان استمرارهم في اإليداع بالبنك‪.‬‬

‫تحمل خسائر‪.‬‬
‫‪ -5‬تسييل األوراق المالية وبي األصول دون ّ‬

‫‪ -6‬توريق أصول بغرض إصدار صكوك تحقق عوائد مجزية للمستثمرين‪،‬‬


‫وتغاية جزء من عجز الموازنة‪.‬‬

‫‪ -7‬تجنيب المصرف اللجوء االضاراري لالقتراض بشروا مجحفة‪.‬‬

‫تتكون سيولة البنك التجاري من احتياايات أولية وثانوية‪ ،‬فاالحتياايات‬ ‫‪‬‬


‫األولية هي تلك الموجودات النقدية التي يمتلكها البنك التجاري دون أن يكتسب منها‬
‫عائدا‪ ،‬بينما االحتياايات الثانوية هي عبارة عن موجودات سائلة تدر عائدا‪ .‬عليه‬
‫‪8‬‬
‫يمكن تقسيم إدارة السيولة إلى قسمين‪:‬‬

‫أوال؛ إدارة االحتياايات األولية‪ ،‬وتشمل‪:‬‬

‫‪ -1‬االحتياايات القانونية‪ ،‬وهي تمثل حجم األموال النقدية السائلة التي يحتفظ بها‬
‫البنك للوفاء بااللتزامات القانونية الخاصة بالسياسات النقدية للبنك المركزي‪ ،‬وتشمل‬
‫النقد في خزينة البنك‪ ،‬والودائ لدى البنك المركزي‪.‬‬

‫‪ -2‬االحتياايات العاملة‪ ،‬وهي األموال النقدية والشبه نقدية التي يحتفظ بها البنك‬
‫بموجب تشريعات السلاة النقدية‪ ،‬والتي يمكن توظيفها في أنشاة استثمارية‪،‬‬
‫واقراضية متعددة وفقا لسياسته المصرفية‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫‪ -‬حكيم براضيه(مرجع سابق)‬

‫‪7‬‬
‫ثانيا؛ إدارة االحتياايات الثانوية‪ ،‬وهي عبارة عن أصول سائلة تدر عائدا باستثمارها‬
‫في استثمارات قصيرة األجل‪ .‬كذلك تساهم هذه االحتياايات في دعم االحتياايات‬
‫األولية‪ ،‬وفي استيعاب ما يفيض منها عن متالبات البنك‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫‪ ‬توجد ثالث استراتيجيات إلدارة السيولة بالبنوك التقليدية‪:‬‬

‫‪ -1‬إدارة سيولة األصول التي تركز على ضبا األسعار‪ ،‬وتوافر االئتمان‪ ،‬ومستوى‬
‫األصول السائلة لديها‪ .‬تقوم هذه االستراتيجية على أن األصول السائلة تعتبر مصد ار‬
‫بديال للنقد‪.‬‬

‫‪ -2‬إدارة سيولة الخصوم التي تعتمد على لجوء البنك إلى السوق النقدي للشراء‬
‫عندما تفيض عنده السيولة‪ ،‬أو للبي واالقتراض عندما تشح سيولته‪ .‬تعتمد هذه‬
‫االستراتيجية على سمعة البنك ووضعه المالي‪.‬‬

‫‪ -3‬اإلدارة المتوازنة‪ ،‬وهي وسا بين إدارة سيولة األصول‪ ،‬وادارة سيولة االلتزامات‪.‬‬
‫إنها فن وعلم اختيار أفضل مزيج من األصول وأفضل مزيج من الخصوم لمحفظة‬
‫البنك‪.‬‬

‫‪ -2‬السيولة وإدارتها في البنوك اإلسالمية‬

‫يعرف حسين شحاتة السيولة في البنوك اإلسالمية بأنها "المقدرة على الوفاء‬
‫ّ‬
‫بااللتزامات الحالة بما يضمن سير األنشاة بدون مشكالت وال معوقات‪ ،‬واالستثمار‬
‫الرشيد لألموال المتاحة مما يحقق أقصى عائد ممكن في ضوء أحكام الشريعة‬
‫‪10‬‬
‫اإلسالمية"‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫‪ -‬نفس المرجع‬
‫‪10‬‬
‫‪ -‬حسين حسين شحاتة(مرجع سابق)‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫‪11‬‬
‫‪ -1.2‬مصادر واستخدامات األموال في البنوك اإلسالمية‬

‫مصادر األموال‪ ،‬وهي نوعان‪ :‬مصادر داخلية(ذاتية) ومصادر خارجية‪.‬‬

‫‪ -1.1.2‬المصادر الداخلية لألموال‬

‫‪ ‬رأس المال‪ ،‬وهو يأتي من المساهمين‪.‬‬


‫‪ ‬االحتياطيات‪ ،‬وهي األموال التي يتم االحتفاظ بها من األرباح التي يحققها‬
‫البنك‪ ،‬سواء كانت احتياايات قانونية‪ ،‬أو احتياايات عامة تفرضها ابيعة‬
‫عمل البنوك والظروف العامة المحياة بالبنك‪ ،‬أو احتياايات خاصة تفرضها‬
‫سياسة البنك من أجل دعم مركزه المالي‪ ،‬وضمان سالمته‪.‬‬
‫‪ ‬األرباح غير الموزعة‪ ،‬وهي تلك التي ال توزع على المساهمين‪ ،‬بل توظف‬
‫ألغراض زيادة رأس المال‪ ،‬والتوس والنمو‪.‬‬

‫‪ -2.1.2‬المصادر الخارجية لألموال‬

‫‪ ‬الودائع الجارية‪ ،‬وهي مضمونة بقيمتها الرأسمالية‪ ،‬وال يدف البنك عائدا‬
‫عليها‪ .‬يتقاضى البنك عمولة على الخدمات المرتباة بهذه الودائ (إصدار‬
‫شيكات‪ ،‬تحويل نقود‪...‬إلخ)‪.‬‬
‫‪ ‬الودائع االستثمارية‪ ،‬وهي عقد مضاربة بين البنك بصفته مضاربا‪ ،‬والعميل‬
‫المودع بصفته رب المال‪ .‬ال يضمن البنك الوديعة االستثمارية‪ ،‬وال أرباحها‬
‫تعدى‪ ،‬أو خالف شروا العقد‪ .‬توزع األرباح حسب النتائج‬
‫قصر‪ ،‬أو ّ‬
‫إال إذا ّ‬
‫الفعلية‪ ،‬وبحسب ما اتفق عليه من نسب في العقد‪ .‬ويستثمر هذا النوع من‬
‫الودائ في المشاري الاويلة والمتوساة األجل‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫‪ -‬حكيم براضية(مرجع سابق)‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫‪ ‬الصكوك اإلسالمية‪ ،‬وهي وثائق متساوية القيمة تمثل حصصا شائعة في‬
‫ملكية أعيان‪ ،‬أو مناف ‪ ،‬أو خدمات‪ ،‬أو في موجودات مشروع معين‪ ،‬أو نشاا‬
‫استثماري خاص‪ ،‬وذلك بعد تحصيل قيمة الصكوك‪ ،‬وقفل باب االكتتاب‪،‬‬
‫وبدء استخدامها فيما أصدرت من أجله‪.‬‬

‫‪ -3.1.2‬استخدامات األموال‬

‫‪ ‬صيغ التمويل اإلسالمية طويلة األجل‪ ،‬وتتركز في المضاربة والمشاركة‪،‬‬


‫وتتعدى آجالها الخمسة أعوام‪.‬‬
‫‪ ‬صيغ التمويل متوسطة األجل‪ ،‬وتتركز في اإلجارة واالستصناع‪ ،‬ومدتها ما‬
‫بين العام و الخمسة أعوام‬
‫‪ ‬صيغ التمويل قصير األجل‪ ،‬وتشمل المرابحة‪ ،‬والسلم‪ ،‬والقرض الحسن‪.‬‬
‫‪ ‬الخدمات المصرفية‪ ،‬وهي متنوعة وتعتبر من مصادر الدخل المهمة‬
‫والمضمونة للبنك اإلسالمي‪.‬‬
‫الرسم البياني أدناه يلخص مصادر واستخدامات الموارد في البنك اإلسالمي‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫شكل رقم (‪)1‬‬

‫مصادر واستخدامات األموال في البنك اإلسالمي‬

‫استخدامات األموال (األصول الربحية)‬ ‫مصادر األموال (الخصوم‪ ،‬السيولة)‬

‫السيولة)‬
‫األموال الذاتية‬
‫المضاربة‬

‫ودائع جارية‬
‫المشاركة‬

‫اإلجارة‬ ‫ودائع استثمارية‬

‫االستصناع‬ ‫ودائع ادخارية‬

‫الصكوك‬
‫المرابحة‬

‫السلم‬ ‫صناديق االستثمار‬

‫القرض الحسن‬ ‫ودائع المؤسسات‬


‫المالية اإلسالمية‬

‫الخدمات المصرفية‬

‫*المصدر‪ :‬حكيم براضيه ‪ :‬التصكيك ودوره في إدارة السيولة بالبنوك االسالمية‬

‫‪11‬‬
‫‪ -2.2‬السياسات النقدية التي تحكم إدارة السيولة في البنوك‬
‫اإلسالمية‪12‬‬

‫‪ ‬سياسة االستثمار وعدم حبس األموال‪.‬‬


‫‪ ‬سياسة تدبير العجز في السيولة دون اللجوء إلى االقتراض بفائدة‪.‬‬
‫‪ ‬سياسة استثمار الفائض في السيولة دون اللجوء إلى اإلقراض بفائدة‪.‬‬
‫‪ ‬سياسة أولوية التعامل م المصارف والمؤسسات المالية اإلسالمية‪.‬‬
‫االلتزام‬ ‫البنوك التقليدية إال عند الضرورة‪ ،‬م‬ ‫‪ ‬سياسة عدم التعامل م‬
‫بالضوابا الشرعية‪.‬‬
‫‪ ‬سياسة االلتزام بضوابا وقوانين البنك المركزي‪.‬‬

‫اإلسالمية‪13‬‬ ‫‪ -3.2‬آثار مخاطر السيولة في البنوك‬

‫‪ -1.3.2‬آثار فائض السيولة النقدية‬

‫يقصد بفائض السيولة النقدية لدى البنك اإلسالمي زيادة رصيد النقدية الفعلي‬
‫عن رصيد النقدية الواجب االحتفاظ به‪ ،‬مما يؤدي إلى آثار سالبة على أداء البنك‬
‫اإلسالمي‪ ،‬منها‪:‬‬

‫‪ ‬إساءة سمعة البنك باعتبار أن إدارته غير قادرة على استثمار‬


‫األموال‪.‬‬
‫‪ ‬إدخار النقد وامساكه عن الدورة االقتصادية هو كنز للنقد منهي عنه‬
‫في اإلسالم‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫‪ -‬حسين شحاتة(مرجع سابق)‪.‬‬
‫‪13‬‬
‫‪ -‬نفس المصدر‬

‫‪12‬‬
‫‪ ‬قد تتآكل القيمة الحقيقية للنقود المحجوزة بسبب ما قد ينشأ من‬
‫تضخم‪ ،‬مما يؤثر على الربحية وعلى القيمة الحقيقية لرأس المال‪.‬‬
‫‪ ‬ينعكس سلبا على األرباح وعوائد االستثمار‪.‬‬

‫‪ -2.3.2‬آثار انخفاض السيولة‬

‫يقصد بانخفاض السيولة في البنوك اإلسالمية ذلك العجز النقدي الذي يمكن‬
‫أن يحصل في رصيد النقدية الفعلي عن الرصيد الواجب االحتفاظ به‪ ،‬وسببه زيادة‬
‫التدفقات النقدية الخارجة‪ ،‬أو انخفاض التدفقات النقدية الداخلة‪ ،‬أو كليهما‪ .‬اآلثار‬
‫السالبة للعجز السيولي في البنك اإلسالمي يمكن إيجازها في اآلتي‪:‬‬

‫‪ ‬اإلساءة إلى سمعة المصرف اإلسالمي‪ ،‬فعندما يشاع أن ًمصرفا ما‬


‫يعانى من نقص في الـسيولة يقود هذا إلى سلسلة من التفاعالت التي‬
‫تؤدي إلى إفالسه‪.‬‬
‫‪ ‬ضياع فرص استثمار من المصرف اإلسالمي كان من الممكن‬
‫اغتنامها لو كـان لديــه ٌ أمــوال ســائلة والســيما في المــشروعات‬
‫االســتثمارية التــي ال يمكــن تعويضها‪.‬‬
‫‪ ‬يؤدي نقص السيولة ًأيضا إلى اضـطرار المـصرف اإلسـالمي إلى‬
‫التـصرف في تسييل مشروعات استثمارية قائمة قبل أجلها مما يؤدي‬
‫إلى حدوث خسارة أو ضياع فرص ربحية كان من الممكن أن تتحقق‬
‫في ظل الظروف العادية‪.‬‬
‫‪ ‬يؤدي نقص السيولة إلى حدوث ارتباك معنوي لدى إدارة المصرف‬
‫اإلسالمي مما قد يؤثر في التردد في اتخاذ القرارات االستثمارية‬
‫واإلدارية‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫‪ -3‬الصكوك ودورها في إدارة سيولة البنوك اإلسالمية‬

‫إدارة السيولة في البنوك اإلسالمية باريقة تجلب مصالحها وتد أر مفاسدها‬


‫التي بيناها في القسم السابق من هذه الورقة تقتضي بالضرورة وجود األسواق المالية‬
‫اإلسالمية التي تسمح للبنوك بامتصاص صدمات السيولة وتقلباتها‪ .‬لكن األسواق‬
‫المالية اإلسالمية ال تعمل إال إذا توفرت لها أدوات مالية تستوفي الشروا الشرعية‬
‫والفنية لهذه السوق‪ ،‬وتلك مهمة الهندسة المالية اإلسالمية‪.‬‬

‫‪ -1.3‬الهندسة المالية اإلسالمية‪ :‬الحاجة أم االختراع‬

‫مفهوم قديم قدم التعامالت المالية‬ ‫‪Financial Engineering‬‬ ‫"الهندسة المالية‬


‫ولكنه قد يبدو حديثا نسبيا من حيث المصالح والتخصص‪ .‬يعرف بعض الباحثين‬
‫"الهندسة المالية" بأنها‪" :‬التصميم والتاوير والتنفيذ ألدوات وآليات مالية مبتكرة‪،‬‬
‫والصياغة لحلول إبداعية لمشاكل التمويل"‪ .‬وهو بذلك يشير إلى أن "الهندسة المالية"‬
‫تتضمن ثالثة أنواع من األنشاة‪:‬‬

‫‪ -1‬ابتكار أدوات مالية جديدة‪ ،‬مثل بااقات االئتمان‪.‬‬

‫‪ -2‬ابتكار آليات تمويلية جديدة من شأنها تخفيض التكاليف اإلجرائية ألعمال قائمة‪،‬‬
‫مثل التبادل من خالل الشبكة العالمية‪.‬‬

‫‪ -3‬ابتكار حلول جديدة لإلدارة التمويلية‪ ،‬مثل إدارة السيولة أو الديون‪ ،‬أو إعداد‬
‫صيغ تمويلية لمشاري معينة تالئم الظروف المحياة بالمشروع‪.‬‬

‫واالبتكار المقصود ليس مجرد االختالف عن السائد‪ ،‬بل البد أن يكون هذا‬
‫االختالف متمي از إلى درجة تحقيقه لمستوى أفضل من الكفاءة والمثالية‪ .‬ولذا فالبد أن‬

‫‪14‬‬
‫تكون األداة أو اآللية التمويلية المبتكرة تحقق ما ال تستاي األدوات واآلليات السائدة‬
‫تحقيقه‪.‬‬

‫وعليه فيمكن إجمال مفهوم الصناعة المالية بأنها ابتكار لحلول مالية‪ .‬فهي‬
‫تركز على عنصر االبتكار والتجديد‪ ،‬كما أنها تقدم حلوال‪ ،‬فهي بذلك تلبي احتياجات‬
‫قائمة‪ ،‬أو تستغل فرصا‪ ،‬أو موارد معالة‪ .‬وكونها مالية يحدد مجال االبتكار في‬
‫‪14‬‬
‫األنشاة االقتصادية‪ ،‬سواء في التبادل أو التمويل"‪.‬‬

‫‪ -2.3‬الصكوك‪ :‬ميالد األوراق المالية اإلسالمية‬


‫‪15‬‬
‫يهدف إصدار االوراق المالية إلى‪:‬‬
‫‪ -‬إستقااب االموال من الجمهور و تجمي المدخرات الصغيرة لتنفيذ مشاري‬
‫كبيرة‪.‬‬
‫‪ -‬تحويل االستثمارات الكبيرة القائمة الي قيم منقولة منخفضة القيمة وقابلة‬
‫للتداول ‪.‬‬
‫‪ -‬تحويل االستثمارات اويلة االجل إلى استثمارات قصيرة االجل عن اريق‬
‫تداول االزراق المالية التى تمثلها‪.‬‬

‫)‬
‫‪16‬‬
‫(‬
‫‪ -1.2.3‬أنواع األوراق المالية‬

‫تنقسم األوراق المالية‪ ،‬من حيث حقيقتها الشرعية‪ ،‬إلى قسمين‪:‬‬


‫‪ ‬أوراق مديونية‪:‬‬

‫‪14‬‬
‫‪ -‬صناعة الهندسة المالية‪ :‬نظرات في المنهج اإلسالمي؛ سامي السويلم؛ مركز البحوث؛ شركة الراجحي المصرفية‬
‫لالستثمار(‪1425‬ه‪2004-‬م)‪.‬‬
‫‪15‬‬
‫‪ -‬فقه األوراق المالية وتجربة السودان في إصدار األوراق المالية؛ إبراهيم الضرير‪.‬‬
‫‪ -16‬أنظر البحث‪ " :‬إصدار وتداول األسهم والصكوك والوحدات االستثمارية المشتملة على النقود أو الديون وضواباها الشرعية"‬
‫يوسف بن عبداهلل الشبيلي(ندوة الصكوك اإلسالمية ‪ :‬عرض وتقويم ‪-‬جامعة الملك عبدالعزيز ‪2010‬م )‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫وهي أوراق تمثل ديناً لحامل الورقة على المصدر‪ ،‬ونالق عليها اصاالحاً‬
‫"السند " في هذه الورقة تميي اًز لها عن "الصك" كما سوف يرد‪ .‬جاء في قرار مجم‬
‫الفقه اإلسالمي الدولي رقم ‪ 6/11/62‬ما نصه‪ " :‬السند شهادة يلتزم المصدر‬
‫بموجبها أن يدف لحاملها القيمة االسمية عند االستحقاق‪ ،‬م دف فائدة متفق عليها‬
‫منسوبة إلى القيمة االسمية للسند‪ ،‬أو ترتيب نف مشروا سواء أكان جوائز توزع‬
‫بالقرعة‪ ،‬أم مبلغاً مقاوع ًا أم خصماً‪ .‬فقد قرر المجلس‪ :‬إن السندات التي تمثل التزاماً‬
‫بدف مبلغها م فائدة منسوبة إليه‪ ،‬أو نف مشروا محرمة شرعاً‪ ،‬من حيث اإلصدار‬
‫أو الشراء أو التداول‪ ،‬ألنها قروض ربوية‪ ،‬سواء كانت الجهة المصدرة لها خاصة‪،‬‬
‫أو عامة ترتبا بالدولة‪ ،‬وال أثر لتسميتها شهادات‪ ،‬أو صكوكاً استثمارية‪ ،‬أو ادخارية‪،‬‬
‫أو تسمية الفائدة الربوية الملتزم بها ربحاً‪ ،‬أو ريعاً‪ ،‬أو عمولة‪ ،‬أو عائداً"‪.‬‬
‫‪ ‬أوراق ملكية‪:‬‬
‫وهى تمثل حصة شائعة لحامل الورقة في ملكية أصل‪ ،‬أو أصول متنوعة‪،‬‬
‫وهى ثالثة أنواع‪:‬‬
‫ويعرف السهم في القانون التجاري بأنه‪ :‬صك يمثل حصة شائعة في‬
‫‪ -‬األسهم‪َ ،‬‬
‫رأس مال شركة المساهمة‪ .‬لألسهم عدد من الخصائص أهمها اآلتي‪:‬‬
‫أنها متساوية القيمة‪ ،‬فال يجوز إصدار أسهم عادية من شركة واحدة‬ ‫(‪)1‬‬

‫بقيم مختلفة؛‬
‫القابلية للتداول‪ ،‬فيستاي مالكها أن يعرضها في السوق أثناء فترة‬ ‫(‪)2‬‬

‫التداول وفق القيود المنظمة لذلك؛‬


‫عدم قابلية السهم للتجزئة في مواجهة الشركة‪ ،‬فإذا تملك السهم‬ ‫(‪)3‬‬

‫أشخاص عديدون وجب عليهم أن يختاروا أحدهم فيوكلوه لينوب عنهم‬


‫في استعمال الحقوق المختصة بالسهم في مواجهة الشركة؛‬
‫المسؤولية المحدودة للمساهم‪ ،‬فال تتجاوز مسؤوليته قيمة ما يملكه من‬ ‫(‪)4‬‬

‫أسهم في الشركة‪ ،‬أي أنه ال ياالب بشيء من ديون الشركة في ماله‬


‫الخاص غير ما يملكه فيها ‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫تعرف الوحدة االستثمارية بأنها حصة مشاعة‬
‫‪ -‬الوحدات االستثمارية؛ حيث َ‬
‫في صندوق استثماري‪ .‬والصندوق االستثماري عبارة عن وعاء تنشئه مؤسسة‬
‫مالية متخصصة في إدارة االستثمارات لغرض جم األموال واستثمارها في‬
‫مجاالت متعددة‪.‬‬
‫تتنوع الصناديق االستثمارية العتبارات عدة‪:‬‬
‫(‪ )1‬من حيث نشااها تنقسم إلى‪-:‬‬
‫صناديق المرابحة؛ وفيها تستثمر أموال الصندوق في شراء سل ثم‬ ‫(أ)‬
‫بيعها باألجل؛‬
‫(ب) الصناديق العقارية‪ ،‬وهى تستثمر في شراء عقارات وتاويرها‪ ،‬ثم‬
‫بيعها أو تأجيرها؛‬
‫(ج) صناديق األوراق المالية‪ ،‬حيث االستثمار في المتاجرة في األوراق‬
‫المالية‪ ،‬كاألسهم والصكوك وغيرها‪.‬‬

‫(‪ )2‬من حيث القابلية للزيادة تنقسم إلى‪:‬‬


‫الصناديق المفتوحة‪ ،‬وفيها يكون المجال مفتوحاً لدخول مستثمرين‬ ‫(أ)‬
‫جدد وزيادة أصول الصندوق‪ ،‬أو خروج من فيها واسترداد قيمة‬
‫استثماراتهم؛‬
‫(ب) الصناديق المغلقة‪ ،‬وهى صناديق محددة رأس المال‪ ،‬فال يزاد فيه‪،‬‬
‫ومحددة بأجل معين يتم تصفية الصندوق فيه‪.‬‬

‫(‪ )3‬من حيث الغرض االستثماري تنقسم إلى‪:‬‬


‫(أ) صناديق النمو‪ ،‬وهى لتحقيق مكاسب رأسمالية من خالل المضاربة‬
‫في األدوات االستثمارية‪،‬‬
‫(ب) صناديق الدخل‪ ،‬وهى لغرض الحصول على عائد دوري مستقر‬
‫نسبياً من خالل االستثمار الاويل في أصول ذات عوائد مقبولة‪.‬‬
‫(ج) الصناديق المتوازنة‪ ،‬وهى تجم بين النوعين السابقين‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫– الصكوك‪:‬‬
‫الفقه اإلسالمي الدولي ق ارراه رقم‬ ‫تعريفاً بالصك فقد أصدر مجم‬
‫ونصه‪:‬‬
‫(‪ ،178)19/4‬دورة ‪1430 ،19‬هـ ‪2009-‬م‪ّ ،‬‬
‫"أما التصكيك(التوريق اإلسالمي) فهو إصدار وثائق أو شهادات مالية متساوية‬
‫القيمة تمثل حصصاً شائعة في ملكية موجودات( أعيان‪ ،‬أو مناف ‪ ،‬أو حقوق‪ ،‬أو‬
‫خليا من األعيان والمناف والنقود والديون ) قائمة فعالً‪ ،‬أو سيتم إنشاؤها من حصيلة‬
‫االكتتاب‪ ،‬وتصدر وفق عقد شرعي وتأخذ أحكامه"‪.‬‬
‫‪ ‬الصكوك نوعان‪:‬‬
‫النوع األول‪ ،‬صكوك تمثل ملكية ألعيان أو لمناف ‪ ،‬ومنها‪:‬‬
‫(‪ )1‬صكوك المضاربة؛ وهي تمثل مشروعات أو أنشاة تُدار على أساس‬
‫المضاربة‪ ،‬بتعيين مضارب من الشركاء‪ ،‬أو غيرهم إلدارتها‪،‬‬
‫(‪ )2‬صكوك اإلجارة؛ وهى تمثل أصوالً مؤجرة‪ ،‬أو موعوداً باستئجارها‪ ،‬ويستحق‬
‫حملة الصكوك األجرة عن فترة التأجير‪ ،‬ثم تافأ قيمة الصكوك بنقل ملكيتها‬
‫للمستأجر‪ ،‬أو لارف ثالث‪ ،‬والغالب أن يكون ذلك باإلجارة المنتهية بالوعد‬
‫بالتمليك؛‬
‫(‪ )3‬صكوك المنافع؛ وهى كصكوك اإلجارة إال أن ما يملكه حملة الصكوك هنا‬
‫هو المناف ألعيان قائمة‪ ،‬أو موصوفة في الذمة؛‬
‫(‪ )4‬صكوك الخدمات‪ ،‬وهي تمثل خدمات موصوفة في الذمة‪ ،‬أو من جهة‬
‫معينة‪ ،‬كخدمة التعليم من إحدى الجامعات‪ ،‬بحيث تستوفي الجهة األجيرة‬
‫أجرتها من حصيلة االكتتاب في الصكوك‪ ،‬وتصبح تلك الخدمات مملوكة‬
‫لحملة الصكوك‪.‬‬
‫النوع الثاني‪ :‬صكوك تؤول إلى مديونية‪ ،‬ومنها‪:‬‬
‫(‪ )1‬صكوك المرابحة؛ توظف لتمويل شراء سل ثم بيعها باألجل مرابحة؛‬
‫السلم‪ ،‬وتصبح السل المسلم فيها‬
‫السلم؛ توظف لتمويل رأس مال ّ‬
‫(‪ )2‬صكوك ّ‬
‫مملوكة لحملة الصكوك؛‬

‫‪18‬‬
‫(‪ )3‬صكوك االستصناع؛ توظف لتمويل تصني سل ‪ ،‬وتصبح السل المستصن‬
‫بها ملكاً لحملة الصكوك‪.‬‬

‫( )‬
‫‪16‬‬ ‫‪ -2.2.3‬الفرق بين الصكوك واألدوات المالية األخرى‬
‫– الصكوك والوحدات االستثمارية‪:‬‬
‫ال منهما عبارة عن وثيقة إلثبات‬
‫يتفق الصك والوحدة االستثمارية في أن ك ً‬
‫تملك حاملها جزءاً مشاعاً من موجودات صندوق االستثمار أو موجودات وعاء‬
‫الصكوك‪ ،‬ويفترقان في اآلتي‪-:‬‬
‫اء في أسواق البورصات العالمية‪ ،‬إذ هي‬ ‫(‪ )1‬الصكوك مهيأة لتداولها بيعاً وشر ً‬
‫بديل شرعي عن السندات النقدية الربوية‪ ،‬أما الوحدة االستثمارية فتداولها في‬
‫الغالب محصور بين مالك الوحدة ومدير صندوق الوحدة‪ ،‬إال أن بعض‬
‫األنظمة تتيح تداول وحدات الصندوق في السوق الثانوية‪.‬‬
‫الصكوك تنشأ عادة لتمويل المصدر لها‪ ،‬والستثمار المكتتب فيها‪ ،‬بينما‬ ‫(‪) 2‬‬
‫إنشاء الصناديق في األصل إنما يكون الستثمار المشتركين في الصندوق‪ ،‬وال‬
‫منشئ الصندوق‪ ،‬أو غيره‪ ،‬فالغالب أن غرض‬ ‫يلزم أن يكون لتمويل‬
‫الصندوق استثماري بحت‪ ،‬بينما الصكوك ال تُنشأ إال للتمويل من جهة‪،‬‬
‫واالستثمار من جهة أخرى في الوقت نفسه‪.‬‬

‫‪ -‬الصكوك واألسهم‪:‬‬
‫تشترك الصكوك م األسهم في خاصية أن كليهما يمثل حقوقاً مشاعة في‬
‫موجودات متنوعة‪ ،‬اقتنيت بغرض االستثمار‪ ،‬ومن ثم توزي األرباح على حامليها‪.‬‬
‫كما أن الموجودات تدار من جانب جهة معينة تكون مسئولة من قبل حملة األسهم‬
‫والصكوك‪ ،‬وأن كالً من حاملي األسهم والصكوك لهم الحق في بي ما يملكون من‬
‫األسهم والصكوك إلى غيرهم متى أرادوا ذلك‪.‬‬

‫‪ -16‬أنظر بحث‪ " :‬الصكوك " للدكتور عبداهلل بن محمد المالق (ندوة الصكوك اإلسالمية‪ :‬عرض وتقويم)‪ ،‬مرج سابق‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫تتميز األسهم عن الصكوك في أن السهم يمثل في العادة ملكية ُمشاعة في‬
‫شركة معينة‪ ،‬وفي أن حامل السهم له حقوق مباشرة على إدارة الشركة‪ ،‬فله صوت‬
‫في تعيين اإلدارة وعزلها‪ ،‬وفي إقرار الحسابات الختامية وتوزي األرباح‪ ،‬فضالً عن‬
‫المشاع في موجودات أكثر من شركة مساهمة‪ ،‬وذلك‬
‫أن السهم قد يمثل حصة على ُ‬
‫في حال الشركة القابضة‪ .‬كذلك فإن الشركات غير محددة بزمن فهي باقية مدة‬
‫صالحيتها للبقاء‪ ،‬أما الصكوك فهي ُمحددة بمدة معينة تجري في نهايتها تصفيتها‪.‬‬
‫الصك يمثل عادة حقوقاً في موجودات متنوعة‪ ،‬بعضها قد يكون حقوقاً‬
‫مشاعة في شركات(أسهم)‪ ،‬وبعضها أعيان تستغل مباشرة بمعرفة مدير االستثمار‪.‬‬
‫وعالقة حامل الصك بمدير الصكوك هي عالقة مضاربة ومن ثم تختلف عن عالقـة‬
‫حامل السهم بإدارة الشركة فحامل الصك ليس له الحق في تعيين إدارة الصكوك وال‬
‫عزلها‪ ،‬وان كان له الحق في بي صكه إلى الغير‪ ،‬تماماً كما في حال السهم ‪.‬‬

‫‪ -‬الصكوك والسندات‪:‬‬
‫السند يمثل قرضاً بفائدة‪ ،‬ولذا فهو محرم لما فيه من ربا القرض الذي هو نوع‬
‫من ربا الجاهلية‪ ،‬بينما يمثل الصك حقاً على الشيوع في موجودات مستثمرة يكون‬
‫بعضها أعياناً وبعضها ديوناً ونقوداً‪ ،‬ويقوم على أساس قاعدة الغرم بالغنم‪.‬‬
‫وللتمييز بين حقيقة السند وحقيقة الصك فقد صدر من المجلس الشرعي التاب‬
‫لهيئة المراجعة والمحاسبة بيان( ‪ 26‬شعبان ‪1428‬هـ ‪ 8-‬سبتمبر ‪2007‬م – مكة‬
‫المكرمة) للصيغة الشرعية التي يجب أن تكون الصكوك اإلسالمية وفقها‪ ،‬وهي‬
‫كاآلتي‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬ينبغي إصدار الصكوك على أساس مشروعات تجارية أو صناعية جديدة‬
‫يساهم فيها حملة الصكوك‪ ،‬وان صدرت على أساس مشروع قائم فالواجب أن تمثل‬
‫الصكوك ملكية تامة لحملتها في موجودات حقيقية من شأنها أن تتملك وتُباع‪ ،‬سواء‬
‫أكانت أعياناً‪ ،‬أم مناف ‪ ،‬أم حقوقاً معنوية؛‬
‫ويتفرع عن ذلك‪:‬‬

‫‪20‬‬
‫‪ -1‬إذا كانت الصكوك تمثل إيرادات فقا دون األصول فال يجوز إصدارها‬
‫وال الدخول فيها وال تداولها؛‬
‫‪ -2‬إذا كانت الصكوك تمثل أسهم الشركات فالبد من تسجيلها باسم حملة‬
‫الصكوك‪ ،‬أو من يمثلهم‪ ،‬وال تكفي ملكية الحق في أرباح األسهم‬
‫فقا(‪ )Beneficial ownership‬لكونها في هذه الحالة ال تمثل إال اإليرادات؛‬
‫‪ -3‬تُسجل الملكية باسم حملة الصكوك‪ ،‬أو من يمثلهم‪ ،‬وفي حالة تعذر‬
‫ذلك يجب الحصول على سند ضد يعترف به القانون لنقل ُغنم‬
‫الموجودات وغرمها إلى حملة الصكوك‪ ،‬أو إلى من يمثلهم؛‬
‫‪ -4‬ال يجوز أن يشتمل عقد نقل الملكية إلى حملة الصكوك‪ ،‬أو من يمثلهم‬
‫على شرا تأجير العين بعد البي إلى ناقل الملكية‪ ،‬وال على شرا وعد‬
‫المستأجر بشرائها؛‬
‫‪ -5‬ال يجوز بي الديون كديون المرابحة إال إذا باعت جهة تجارية‪ ،‬أو‬
‫مالية جمي موجوداتها‪ ،‬أو موجودات محفظة قائمة لديها سابقاً ولها ذمة‬
‫ٍ‬
‫فحينئذ تدخل الديون تابعة‬ ‫مالية‪ ،‬أو باعت حصة شائعة من موجوداتها‪،‬‬
‫لألعيان‪ ،‬والمناف غير مقصودة في األصل‪ ،‬وذلك بضوابا مذكورة في‬
‫المعيار الشرعي رقم (‪ )21‬بشأن األوراق المالية(األسهم والسندات)‪.‬‬
‫ثانياً؛ يجب أن توزع عوائد المشروع على حملة الصكوك بالغة ما بلغت بعد حسم‬
‫المصروفات بما فيها من أجرة المدير‪ ،‬أو حصة المضارب في الربح‪ ،‬ولئن‬
‫كان هناك حافز للمدير فإما أن يكون على أساس الربح المتوق بحيث إذا زاد‬
‫الربح الفعلي على الربح المتوق حسب دراسة الجدوى فيكون له ما زاد‪ ،‬وأما‬
‫إذا كان هناك توزي دوري على حملة الصكوك على أساس مؤشر فيجب أن‬
‫يكون التوزي تحت الحساب وخاضعاً للتصفية النهائية عند إافاء الصكوك‪،‬‬
‫وما تحقق من الربح الفعلي زائداً على المؤشر ينبغي أن يحتفظ به كلياً‪ ،‬أو‬
‫( )‬
‫‪17‬‬ ‫جزئياً ليكون احتيااياً للتوزيعات الدورية المستقبلية ولدرء الخسائر؛‬

‫‪ -17‬يرى الشيخ عبداهلل بن سليمان المني ‪ " :‬أن من إصالح إجراءات العمل بالصكوك لتكون صكوكاً إسالمية صدقاً وعدالً التخلي عن‬
‫اشتراا أن يكون للمدير ما زاد عن نسبة معينة في صافي الربح‪ ،‬فصافي الربح حق ألرباب األموال وليس للمدير حق فيه‪ ،‬إال ما كان‬

‫‪21‬‬
‫ثالثاً؛ ال يجوز للمدير سواء كان مضارباً‪ ،‬أو شريك ًا‪ ،‬أم وكيالً باالستثمار أن يلتزم‬
‫بتقديم قرض إلي حملة الصكوك عند نقص الربح الفعلي من الربح المتوق ‪،‬‬
‫المشار إليه أعاله إن وجد‪ ،‬أو بتمويل‬
‫وله أن يغاي النقص من االحتيااي ُ‬
‫شرعي على حساب حملة الصكوك بشرا أن يكون ذلك منصوصاً عليه في‬
‫نشرة االكتتاب؛‬
‫رابعا؛ يتعين على الهيئات الشرعية أن ال تكتفي بإصدار فتوى لجواز هيكلة‬
‫الصكوك‪ ،‬بل يجب أن تدقق العقود وتراقب ارق تابيقها والتأكد من أن‬
‫العملية تلتزم في جمي مراحلها بمتالبات الشريعة‪ ،‬بما فيها الضوابا السابقة؛‬
‫خامسا؛ سبق أن نص المجلس الشرعي في المعيار الشرعي رقم(‪ )12‬بشأن‬
‫الشركة(المشاركة) والشركات الحديثة البند ‪ ،2/6/1/3‬وفي المعيار الشرعي‬
‫رقم(‪ )5‬بشأن الضمانات البند ‪ ،1/12/2‬و‪ ،2/2/2‬أنه ال يجوز للمضارب أو‬
‫الشريك أو وكيل االستثمار أن يتعهد بشراء األصول بقيمتها االسمية‪ ،‬بل يجب‬
‫أن يكون الشراء على أساس صافي قيمة األصول(القيمة السوقية)‪ ،‬أو بثمن‬
‫يتفق عليه عند الشراء"‪...‬أه‪.‬‬

‫( )‬
‫‪18‬‬ ‫‪ -3.3‬العقود الشرعية التأسيسية للصكوك‬
‫تقوم فكرة الصكوك اإلسالمية على أساس االستثمار في واحد‪ ،‬أو أكثر من‬
‫العقود المشروعة في الفقه اإلسالمي؛ ومنها اآلتي‪:‬‬

‫في نااق المعقول كجزء من صافي األرباح مكافأة له على حسن األداء إن كان حسن األداء وبايب ٍ‬
‫نفس من أهل حملة الصكوك بعد‬
‫حصول مقتضاه‪ ،‬ثم إن حسن األداء ال يُعرف إال بعد العمل‪ ،‬فقد يكون أداؤه ممتا اًز أو جيداً أو متوسا األداء‪ ،‬أو أنه سيئ األداء‪،‬‬
‫والمكافأة يجب أن تكون على قدر حسن األداء‪ ،‬فعلى توجه استحقاقها فيجب أن تكون على قدر األداء‪ ،‬واذا كان مدير الصندوق يرى‬
‫أن أجره على عمله قليل‪ ،‬فله الحق أن يالب األجر الذي يكافئ عمله‪ .‬أما أن تكون المسألة مبنية على تغرير أرباب األموال من‬
‫حيث دعوى أن أجرة اإلدارة قليلة جدا بينما نصيب األسد يأخذه المدير من الخلف بدعوى أن ذلك مكافأة له على حسن األداء‪ ،‬فهذا‬
‫تغرير بأصحاب األموال وظلم لهم‪ ،‬ومجاراة للمصرفية التقليدية بثبات العائد‪ ،‬وهذا ما ال يجوز أن ُينسب إلى المنتجات االستثمارية‬
‫اإلسالمية"‪..‬أه؛ ( "الصكوك اإلسالمية تجاو از وتصحيحا"‪ -‬ندوة الصكوك اإلسالمية‪ :‬عرض وتقويم)‪.‬‬
‫‪ -18‬أنظر بحث‪" :‬الصكوك" لعبدهللا بن محمد المطلق‪ ،‬المُشار إليه سابقا ً‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫‪ –1.3.3‬عقد المضاربة‪:‬‬
‫وتسمى القراض والمعاملة‪ ،‬وهى دف مال معلوم لمن يتجر به ببعض ربحه‬
‫ُمشاعاً‪ ،‬قال بن المنذر‪ " :‬أجم أهل العلم على أن للعامل أن يشترا على رب المال‬
‫ثلث الربح‪ ،‬أو نصفه‪ ،‬أو ما ُيجمعان عليه‪ ،‬بعد أن يكون ذلك معلوماً جزءاً من‬
‫أجزاء" (‪.)19‬‬

‫‪ -2.3.3‬عقد السلم‪:‬‬
‫" السلم أو السلف هو عقد بي يعجل فيه الثمن ويؤجل فيه المبي ‪ .‬فهو‬
‫بذلك بي آجل بعاجل‪ ،‬وهو عكس البي بثمن مؤجل(الضرير‪ ،‬السلم‪ ،‬ص‪ .)2‬وللفقهاء‬
‫اصاالحات استعملوها لبيان أاراف ومفردات عقد السلم‪ .‬فيسمي المشتري "رب‬
‫السلم"‪ ،‬أو "المسلم"‪ ،‬ويسمى البائ "المسلم إليه"‪ .‬أما المبي (السلعة) فيسمى " المسلم‬
‫ج‪20.")995/ 4‬‬ ‫فيه"‪ ،‬والثمن "رأس مال السلم" (الزحيلي‪،‬‬

‫‪ -3.3.3‬عقد االستصناع‪:‬‬
‫االستصناع في االصاالح هو عقد على مبي موصوف في الذمة‪ ،‬تظهر‬
‫فيه صناعة البائ على وجه مخصوص‪.‬‬
‫وهو عند جمهور الفقهاء القدامى من بي السلم تشترا فيه شروا السلم‪،‬‬
‫ال الب من صان أباريق أن يعمل له عشرة‬
‫وعند الحنفية عقد مستقل؛ فلو أن رج ً‬
‫أباريق صنعها كذا‪ ،‬وتنتهي في يوم كذا‪ ،‬ثم سلم ثمنها في مجلس العقد صح ذلك‬
‫عند جمي العلماء‪ ،‬ألنه سلم استوفى شرواه‪ ،‬لكن لو أنه لم يسلَم الثمن في مجلس‬
‫العقد بال العقد عند الجمهور‪ ،‬وصح عند الحنفية‪ .‬فهو عند الجمهور سلم فاسد‬
‫وعند الحنفية عقد استصناع‪ .‬وقد أخذ عامة فقهاء هذا العقد بمذهب الحنفية‪.‬‬

‫‪.‬‬
‫‪ -19‬اإلجماع البن المنذر( ج‪ ، 1‬ص ‪)98‬‬
‫‪ -20‬السلم‪ :‬بديل شرعي للتمويل المصرفي المعاصر؛التجاني عبد القادر أحمد(ط‪ -1‬إ‪2‬؛ ‪2006‬م)؛ اللجنة االستشارية العليا للصكوك‬
‫الحكومية؛ وزارة المالية واالقتصاد الوطني؛ السودان‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫‪ -4.3.3‬عقد اإلجارة المنتهية بالوعد بالتمليك‪:‬‬
‫اإلجارة اصاالحاً هي عقد على منفعة مباحة معلومة‪ ،‬وهى مشروعة‬
‫بالكتاب والسنة واإلجماع‪ .‬اإلجارة المنتهية بالوعد بالتمليك هي عقد إجارة تنتقل في‬
‫نهايتها ملكية العين المؤجرة إلى ملكية المستأجر‪.‬‬

‫( )‬
‫‪21‬‬ ‫‪ -4.3‬التصكيك‪:‬‬
‫‪ -1.4.3‬أهمية الصكوك‪:‬‬
‫الصكوك أداة مالية ظهرت على أيدي علماء االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬وليست‬
‫أداة مولَدة‪ .‬والغرض من وراء الصكوك هو جم األموال من أصحابها واستخدامها‬
‫في االستثمار‪ .‬والمقصود باالستثمار في حالة الصكوك هو اقتناء الموجودات المدرة‬
‫للدخل‪ ،‬بسبب كونها موظفة في نوع من النشاا االقتصادي‪ .‬هذا االقتناء يهيئ‬
‫لقااع األعمال الحصول على الموجودات المالوبة للنشاا بأقل تكلفة تمويل‬
‫ممكنة‪ ،‬كما يهيئ لحملة الصكوك المشاركة في الدخل الناجم عن النشاا‬
‫االقتصادي‪ .‬ومن المهم من الناحية الشرعية أن نحدد المقاصد الشرعية من وراء‬
‫إصدار األدوات المالية عامة والصكوك خاصة‪ ،‬ومنها‪:‬‬
‫أن تعين األداة المالية على جم األموال من أصحابها‪ ،‬واستثمارها من‬ ‫(‪)1‬‬
‫قبل المتخصصين‪ ،‬بأقل التكاليف الممكنة وبأسهل الارق المتاحة؛‬
‫أن تهيئ ألصحاب األموال فرصاً لتوظيف أموالهم تحقق لهم اآلتي‪:‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫‪ ‬ارتفاع درجة األمان إلى أقصى حد ممكن‪ ،‬وانخفاض المخاار إلى‬
‫أدنى حد ممكن؛‬
‫‪ ‬ارتفاع العائد من التوظيف إلى أعلى حد ممكن؛‬
‫‪ ‬إمكان تسييل المال واسترداده دون تأخير‪.‬‬

‫‪ -21‬أنظر بحث‪ " :‬أسواق الصكوك اإلسالمية وكيفية االرتقاء بها "؛ معبد علي الجارحي وعبدالعظيم جالل أبو زيد( ندوة الصكوك‬
‫اإلسالمية ‪ :‬عرض وتقويم )‪ .‬أنظر أيضاً بحث‪ " :‬إدارة مخاار الصكوك اإلسالمية باإلشارة للحالة السودانية "؛ فتح الرحمن علي‬
‫محمد صالح( ملتقى الخراوم للمنتجات المالية اإلسالمية النسخة الرابعة ‪ ،‬أبريل ‪.) 2012 ، 6-5‬‬

‫‪24‬‬
‫(‪ )3‬أن يوازن بين مصالح أصحاب األموال ومصالح المستثمرين بحيث ال‬
‫تستغل فئة األخرى ومن ذلك اآلتي‪:‬‬
‫‪ ‬أن تتاح الفرصة ألصحاب رؤوس األموال في الحصول على كافة‬
‫المعلومات الالزمة عن ابيعة واجراءات االستثمار ونتائجه‪ ،‬حتى‬
‫وفعالة؛‬
‫يتمكنوا من متابعة استخدام أموالهم بصورة مستمرة َ‬
‫‪ ‬أن تتاح الفرصة ألصحاب رؤوس األمـوال لمحاسبة المستثمرين في‬
‫حالة اإلهمال والتقصير ومخالفة شروا العقد؛‬
‫‪ ‬أن يتم إصدار وتداول الصكوك واستثمار حصيلتها بما يتفــق م‬
‫أحكام الشريعة الغراء‪ ،‬وبما يحقق مقاصدها‪.‬‬

‫‪ -2.4.3‬آليات التصكيك‬
‫‪ -‬تصكيك الموجودات الحاضرة‪:‬‬
‫يتم في هذا النوع من التصكيك إعداد الموجودات الموظفة في االستثمار أوالً‪،‬‬
‫ومن ثم إصدار صكوك بقيمتها‪ .‬تتضمن آليات التصكيك الخاوات اآلتية‪:‬‬
‫(‪ )1‬تبدأ عملية إصدار الصكوك بتكوين الموجودات الصالحة للتصكيك‪ ،‬وهذا‬
‫يتالب شراء هذه الموجودات أو بنائها أو صناعتها إذا كانت أعياناً‪ .‬كما‬
‫يتالب شراء مناف الموجودات(عن اريق استئجار الموجودات المتعلقة بها أو‬
‫امتالكها)‪ ،‬إذا كان التصكيك سيجرى على المناف ‪ .‬وفي حالة تصكيك‬
‫الخدمات البد من شراء تلك الخدمات بمواصفات معينة ولفترة محددة‪ ،‬تمهيداً‬
‫لتصكيكها؛‬
‫الموجودات في حزمة واحدة بغرض التصكيك يتالب عناية‬ ‫(‪ )2‬تجمي‬
‫خاصة‪ ،‬ذلك أن الهدف من وراء التصكيك هو تقديم جملة موجودات تكون في‬
‫عدم‬ ‫مجموعها أفضل وأكثر جاذبية للمستثمر‪ ،‬من حيث المخاار‪ ،‬م‬
‫اإلخالل بالعائد‪ .‬من الخاأ الشائ في التصكيك أن تجم موجودات من نوع‬
‫واحد في صك واحد‪ ،‬إذ يغلب أن مخاار الموجودات المصككة يرتبا بعضها‬
‫ببعض فتقل وتزيد معاً وفي االتجاه نفسه‪ ،‬مما يعني أن حامل الصكوك لن‬

‫‪25‬‬
‫يجد ما يجذبه في تلك الصكوك‪ ،‬والبد من تعويضه بتقديم المزيد من‬
‫الضمانات لتحسين المنظور المخااري لمجموعة الموجودات‪ .‬لذلك فمن‬
‫األفضل الحرص على االستفادة ما أمكن من خاصية تنوي الموجودات‪ ،‬بما‬
‫يجعل حزمة الموجودات المصككة أقل مخاارة من أي من الموجودات على‬
‫حدة‪.‬‬
‫(‪ )3‬الخاوة التالية هي أن يقوم مالك الموجودات باستثمارها إذا لم تكن مستثمرة‬
‫فعالً‪.‬‬
‫(‪ )4‬يتم إنشاء هيئة ذات غرض خاص(‪ )SPV‬تكون مهامها‪:‬‬
‫‪ ‬حماية حقوق حملة الصكوك؛‬
‫‪ ‬إدارة الموجودات واستثمار ما ليس مستثم اًر منها؛‬
‫‪ ‬تحصيل الدخل من أرباح وايجارات وغيرها؛‬
‫‪ ‬الحرص على أن تكون تكاليفها في أضيق الحدود؛‬
‫‪ ‬توزي صافي دخلها على حملة الصكوك تباعاً؛‬
‫‪ ‬تصفية الموجودات في نهاية مدة الصكوك‪ ،‬وتوزي ناتج التصفية على‬
‫حملة الصكوك ‪.‬‬

‫(‪ )5‬العالقة بين حملة الصكوك والهيئة الخاصة وفيها القضايا اآلتية‪:‬‬
‫(‪ )1.5‬غالباً ما تُبنى العالقة بين حملة الصكوك والهيئة الخاصة على أسـاس‬
‫عقـد المضاربة‪ ،‬وفي هذه الحال ال يتدخل حملة الصكوك في تفاصيل أعمال‬
‫الهيئة‪ ،‬وانما عليهم أن ينتظروا النتائج؛‬
‫(‪ )2.5‬الهيئة الخاصة ينشئها ويملكها في الغالب المالك األصلي للموجودات‬
‫المصككة‪ ،‬وقد يؤدي ذلك إلى أن تحدد مهام الهيئة وصالحياتها وقت‬
‫إنشائها بما يتفق م مصالحه التي قد تتعارض م مصالح حملة‬
‫الصكوك‪ ،‬وفي هذا تضارب بين مصالحهم وأغراض الهيئة الخاصة؛‬

‫‪26‬‬
‫(‪ )3.5‬عقد المضاربة من عقود األمانة‪ ،‬فهو يعتمد على أمانة المضارب وال‬
‫يحمله المسئولية إال في حالة إثبات الخاأ الجسيم أو مخالفة العقد‬
‫مما يصعب إثباته من قبل حملة الصكوك لقلة معلوماتهم؛‬
‫لعدم تماثل المعلومات بين حملة الصكوك‬ ‫(‪ )4.5‬عقد المضاربة يخض‬
‫والمضارب حول استخدام ممتلكات حملة الصكوك مما قد ينجم عنه‬
‫استخدام الموجودات‬ ‫مخاار النزوع السيئ التي تناوي على‬
‫المصككة في غير ما ُخصصت له‪ .‬ولما كانت قدرة حملة الصكوك‬
‫على المراقبة الدائمة للهيئة الخاصة محدودة جداً فإنه ال سبيل لديهم‬
‫للتحوا ضد مخاار النزوع السيئ؛‬
‫(‪ )5.5‬األفضل أن تبنى العالقة بين حملة الصكوك والهيئة الخاصــة على‬
‫أساس المشاركة حيث تنتفي ظاهرة عدم تماثل المعلومات وبالتالي‬
‫تزول مخاار النزوع السيئ؛‬
‫(‪ )6‬لما كان من الضروري التأكد من توافق الموجودات م الشريعة من حيث النوع‬
‫وعقود االستخدام فإنه البد من وجود هيئة رقابة شرعية تشرف على ضمان هذا‬
‫التوافق‪ ،‬وتأسيس جهاز تدقيق شرعي يعمل تحت إشراف الهيئة الشرعية؛‬
‫(‪ )7‬تقوم الهيئة الخاصة باستثمار الموجودات غير المستثمرة التي حولت إليها‬
‫بغرض التصكيك من خالل عقد من عقود االستثمار والتمويل اإلسالمي؛‬
‫(‪ )8‬بعد اكتمال ربا الموجودات بالمستثمرين يتم ترتيب هيكل الصكوك وعقودها‪،‬‬
‫وبموازاة ذلك يتم تقييم الجدارة االئتمانية للصكوك بغرض تصنيفها‪ .‬الجوانب‬
‫التي سوف تركز عليها الجدارة االئتمانية للصكوك تتمثل في اآلتي‪:‬‬
‫(‪ )1.8‬ابيعة الموجودات المصككة ومدى استقرار أسعارها‪ ،‬والقدرة على‬
‫استرداد قيمتها االسمية دون خسارة؛‬
‫(‪ )2.8‬قدرة المستثمرين للموجودات على الوفاء بالتزاماتهم‪ ،‬وعلى أداء‬
‫مهامهم االستثمارية على أكمل وجه؛‬
‫(‪ )3.8‬قدرة حملة الصكوك على االستحواذ على الموجودات والتصرف فيها‪،‬‬
‫في حالة عجز المستثمرين عن األداء؛‬

‫‪27‬‬
‫(‪ )4.8‬يدخل أيضاً في تصنيف الصكوك أشياء من ابيعتها مثل هيكل‬
‫الصكوك ومدى ماابقته للشريعة‪ ،‬مؤهالت أعضاء الهيئة الشرعية؛‬
‫(‪ )5.8‬يمكن تحسين التصنيف بتقديم ضمانات إضافية ألصحاب الصكوك‬
‫كضمان ارف ثالث لألصل أو العائد أو كليهما؛‬
‫(‪ )6.8‬إذا كانت الهيئة الخاصة سوف تقوم بتقديم الضمان‪ ،‬فيمكنها القيام‬
‫اريق تقديم وعد بشراء موجودات الصكوك في نهاية‬ ‫بذلك عن‬
‫أجلها‪ ،‬بسعر السوق وقت الشراء أو بالسعر العادل الذي يحدد بالتقييم‬
‫وقت الشراء‪ .‬ولكن الهيئة بصفتها مضارباً أو شريكاً أو وكيالً ال يجوز‬
‫لها الوعد بشراء الموجودات بسعر يحدد سلفاً‪ ،‬ألن ذلك يناوي على‬
‫ضمان يفسد المضاربة؛‬
‫(‪ )7.8‬إذا تم تقديم الضمان من ارف ثالث فيمكن أن يكون الوعد بشراء‬
‫الموجودات بسعر يحدده الواعد؛‬
‫(‪ )8.8‬يمكن تحسين التصنيف االئتماني أيضاً عن اريق تكوين احتيااي‬
‫ضد مخاار استثمار الموجودات‪ ،‬ويتم ذلك باحتجاز نسبة يتفق عليها‬
‫م حملة الصكوك في نهاية كل فترة حتى يصل االحتيااي إلى نسبة‬
‫معينة من قيمة األصول‪ .‬ويبقى االحتيااي ملكاً لحملة الصكوك‪،‬‬
‫يعود إليهم عند التصفية؛‬
‫(‪ )9‬تقوم الهيئة الخاصة بترتيب ضمان اإلصدار من خالل أحد البنوك‬
‫اإلسالمية (استثمار أو تجاري )؛‬
‫(‪ )10‬تقوم الهيئة بإعداد نشرة إصدار الصكوك التي تضم كافة العناصر‬
‫والشروا المتعلقة بشرائه ا وتوزي أرباحها وتصفيتها في نهاية الفترة‪ .‬كما تضم‬
‫قائمة بالموجودات المشمولة في ملكية حملة الصكوك؛‬
‫(‪ )11‬تقوم الهيئة بإصدار صكوك متساوية القيمة‪ ،‬ويتم تسويقها؛‬
‫(‪ )12‬بعد إصدار الصكوك‪ ،‬تقوم الهيئة الخاصة باآلتي‪:‬‬
‫(‪ )1.12‬إدارة موجودات الصكوك؛‬
‫(‪ )2.12‬متابعة استخدام الموجودات وصيانتها والتأمين عليها؛‬

‫‪28‬‬
‫(‪ )3.12‬تلقي العوائد من المستثمرين( أرباح‪ ،‬إيجارات‪ ...‬الخ )؛‬
‫(‪ )4.12‬إصدار نشرة دورية إلعالم حملة الصكوك بكافة التاورات التي تا أر‬
‫على ممتلكاتهم؛‬
‫(‪ )5.12‬صرف األرباح في مواعيدها لحملة الصكوك؛‬
‫(‪ )6.12‬التصفية في نهاية أجل الصكوك‪.‬‬

‫‪ -‬تصكيك موجودات في الذمة‬


‫يستخدم هذا األسلوب عندما يكون هناك الب لتمويل اقتناء موجودات معينة‬
‫أو منافعها‪ ،‬وال يكون لدى مؤسسات التمويل السيولة الكافية لتقديم التمويل‬
‫الالزم‪ .‬يساعد هذا األسلوب على جم حجم كبير من الموارد من الجمهور‬
‫واستخدامها في شراء األصول وتقديمها للمستخدم الذي يالبها‪ .‬وفي هذه‬
‫الحال تتب عملية التصكيك الخاوات السابقة بعد أن يقوم البنك بالدخول في‬
‫تعاقدات شرعية م العمالء االبي الموجودات المعينة أو منافعها‪.‬‬

‫)‬ ‫(‬
‫‪22‬‬ ‫‪ -3.4.3‬حوكمة هيكلة الصكوك‬
‫مفهوم الحوكمة في إااره العام يعني‪" :‬عمليات تتم من خالل إجراءات تتخذ‬
‫من قبل أصحاب المصالح لتوفير إشراف على المخاار وادارتها من خالل اإلدارة‪،‬‬
‫ومراقبة مخاار المنظمة والتأكيد على كفاية الضوابا الرقابية لتجنب هذه المخاار‪،‬‬
‫مما يؤدي إلى المساهمة المباشرة في إنجاز أهداف الشركة وحفظ قيمها‪ ،‬م األخذ‬
‫بنظر االعتبار أن أداء أنشاة الحوكمة يكون مسؤولية أصحاب المصالح فيها‪،‬‬
‫)‬
‫لتحقيق فعالية رعاية العهدة(‪22(")Stewardship‬‬

‫‪ -22‬أنظر بحث‪" :‬الصكوك اإلسال مية‪ :‬رؤية مقاصدية"‪ .‬عبدالباري مشعل(ندوة الصكوك اإلسالمية‪ :‬عرض وتقويم)؛ وكذلك أنظر‬
‫بحث‪" :‬أسواق الصكوك اإلسالمية وكيفية االرتقاء بها"‪ .‬معبد علي الجارحي وعبدالعظيم جالل أبوزيد(مرج سابق) ‪ .‬أنظر أيض ًا بحث‪:‬‬
‫"الوظائف االقتصادية للصكوك‪ :‬نظرة مقاصدية"‪ .‬عبدالرحيم عبدالحميد الساعاتي(ندوة الصكوك اإلسالمية‪ :‬عرض وتقويم)‪.‬‬
‫‪ -22‬انظر بحث‪" :‬آليات الحوكمة ودورها في الحد من الفساد المالي واإلداري في الشركات المملوكة للدولة "؛ عباس حميد التميمي‬
‫(مرفوع باالنترنت)‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫يقترح عبد الباري مشعل المعايير اآلتية المتعلقة بهيكلة الصكوك‪:‬‬
‫(‪ )1‬تحقيق هوية المنتج ومصداقية القصد مما يقتضي أن يعبر هيكل المنتج‬
‫وتركيبه ومستنداته بوضوح عن اآلتي‪:‬‬
‫(‪ )1.1‬تغاية جمي مراحل التنفيذ؛‬
‫(‪ )2.1‬إبراز وتوضيح وتحقيق المفاصل العملية التي تؤثر في شرعية المنتج‬
‫في كل مرحلة‪ ،‬ونفي الصورية فيها‪ ،‬كإبراز الملكية وما يترتب عليها‬
‫من مكنة التصرف الحقيقية‪ ،‬وابراز الحيازة وما يترتب عليها من تحمل‬
‫الخار الذي تتعرض له العين محل الحيازة‪ ،‬وابراز خصائص‬
‫المشاركة في حال الشركات من تحمل الخسارة إن وجدت وعدم‬
‫ضمان العائد؛‬
‫(‪ )3.1‬شرح النظم واإلجراءات الكفيلة بضمان سالمة تابيق المنتج من‬
‫الناحية الشرعية؛‬
‫(‪ )4.1‬اجتناب الربا؛ وال يقصد به التركيز على مجرد خلو المنتج من الربا‪،‬‬
‫وانما إقامته على أسس شرعية بديلة تبرز تميز العمل المالي‬
‫والمصرفي اإلسالمي في نتائج تنفيذ المنتج‪ .‬ال ينسجم م مقاصد‬
‫الشريعة بذل الجهد لاللتفاف على الربا الصريح باستحداث منتجات‬
‫تخلو آليات تنفيذها من الربا لكن هيكلتها التي تجم بين عدة عقود‬
‫تؤدي إلى نتائج ربوية من حيث تراكم الدين وتضاعفه على المدين‪،‬‬
‫وتحقق للبنك العوائد الربوية نفسها الصريحة ولكن بتأويل؛‬
‫(‪ )5.1‬الخراج بالضمان والغرم بالغنم‪ :‬مما يناقض هذا المعيار تفريغ قاعدتي‬
‫الغرم بالغنم‪ ،‬والخراج بالضمان من مضمونهما بفعل بعض االختيارات‬
‫الفقهية التي أسهمت في تقليل المسؤولية عن الملكية وتحويل الحيازة‬
‫الشرعية إلى ناحية شكلية وصورية ال تعكس أي مسؤولية للمالك عن‬
‫لمصدر الصكوك في مواجهة‬ ‫ملكه‪ ،‬مثل ضمان الصان‬
‫المستصن (حملة الصكوك) فيما يتعلق بمحل عقد االستصناع‪ ،‬وبي‬
‫المسلم فيه قبل قبضه؛‬

‫‪30‬‬
‫الغرر والجهالة‪ :‬يجب التنبيه إلى مداخل الغرر في الجهود‬ ‫(‪ )6.1‬من‬
‫الحثيثة المبذولة لدعم اإلجارة المتغيرة والسعر المتغير في بي‬
‫ال من‬
‫المرابحة‪ ،‬وتأجيل تحديد الكمية في المسلم فيه إلى يوم التسليم بد ً‬
‫بناء على تغير تكاليف‬
‫يوم التعاقد‪ ،‬وجعل سعر االستصناع متغي اًر ً‬
‫المستصن فيه؛‬
‫(‪ )7.1‬كفاية الفتوى‪ :‬إن وجود فتوى بإجازة فكرة المنتج ليس كافياً للحكم‬
‫الجوانب‬ ‫بإجازة المنتج المعلن عنه‪ ،‬وانما يجب أن تشمل الفتوى جمي‬
‫المتعلقة بالمنتج م ن حيث التصميم والتسويق وآلية التنفيذ بجانب المستندات‬
‫والنماذج المستخدمة في ذلك كله‪.‬‬
‫(‪ )2‬سالمة التنفيذ العملي‪ :‬قد تتفق النتائج النهائية للتابيق العملي للمنتج في‬
‫بعض الحاالت م أحكام الشريعة لكن هذا ليس كافياً للحكم بسالمة التنفيذ‪.‬‬
‫‪ ‬تتمثل الشروا الموضوعية لضمان سالمة التنفيذ في اآلتي‪:‬‬
‫(‪ )1.2‬سالمة تصميم المنتج من حيث الشكل؛‬
‫(‪ )2.2‬سالمة التسويق؛‬
‫(‪ )3.2‬كفاية وكفاءة سياسات واجراءات تنفيذ المنتج؛‬
‫(‪ )4.2‬تكامل المستندات والنماذج والعقود المستخدمة في تنفيذ المنتج؛‬
‫(‪ )5.2‬كفاية وكفاءة الموارد البشرية المعنية بتنفيذ المنتج؛‬
‫(‪ )3‬حوكمة التدقيق الشرعي‪ :‬بعض جوانب الحوكمة الخاصة بالمنتج تؤثر في‬
‫مدى تأهيل المنتج لاللتزام الشرعي‪ ،‬منها‪:‬‬
‫(‪ )1.3‬غياب التدقيق الشرعي الداخلي والخارجي أو أحدهما؛‬
‫(‪ )2.3‬ضعف التدقيق الشرعي الداخلي والخارجي أو أحدهما؛‬
‫(‪ )3.3‬عدم استقالل التدقيق الشرعي الداخلي والخارجي أو أحدهما‪.‬‬
‫يرى كل من معبد الجارحي وعبدالعظيم جالل أن اآلليات المستخدمة‬
‫حالياً إلصدار الصكوك يعيبها تضارب المصالح بين االب األموال الذي يقوم‬
‫بإصدار الصكوك وينشئ هيئة ذات غرض خاص يملكها بينما مالوب منها أن‬
‫ترعى مصالح حملة الصكوك‪ .‬لذلك يقترحا أن يقوم االب المال بإنشاء الهيئة‬

‫‪31‬‬
‫الخاصة كشركة مساهمة يكون رأسمالها قيمة الصكوك المصدرة ويتملك حملة‬
‫الصكوك حصصاً على المشاع فيها بنسبة ما يحملونه من صكوك‪ .‬ويمكن‬
‫للمصدر أن يحتفظ بنسبة من الصكوك فتكون له حصة في رأسمال الهيئة‪.‬‬
‫ويمكن عندها لحملة الصكوك تعيينه إن أرادوا مدي اًر للهيئة الخاصة‪ ،‬ولهم الحق‬
‫في مراقبة أعمال الهيئة ومحاسبة إدارتها‪.‬‬

‫‪ -5.4.3‬تملك وتداول الصكوك‬


‫ما يلي خالصة ما توصل إليه معبد الجارحي وعبدالعظيم جالل بخصوص‬
‫مي از بين تملك الصكوك وعملية تداولها‪ .‬يحدث تملك الصكوك‬
‫هذا الموضوع‪ ،‬حيث ّ‬
‫عند حالتين‪ ،‬األولى؛ عند شرائها من مصدرها في مرحلة اإلصدار‪ ،‬والثانية؛ عندما‬
‫تشترى من حاملها الذي كان قد اشتراها من مصدرها أو من شخص آخر‪ .‬تملك‬
‫الصكوك يقصد به الحالة األولى بينما التداول مقصود به الحالة الثانية من التملك‪.‬‬
‫قام الباحثان بتلخيص األمر كله في الجدول اآلتي‪:‬‬

‫‪32‬‬
‫شكل رقم (‪)2‬‬
‫أحكام تملك وتداول الصكوك بحسب العقود المستخدمة في استثمار الموجودات‬

‫حكم التداول‬ ‫حكم التملك‬ ‫عقود االستثمار‬


‫بدء النشاا ومراعاة أحكام تمثيل‬ ‫جائز م‬ ‫جائز‬ ‫المشاركة‬
‫الصكوك لموجودات قابلة للتداول‬
‫بدء النشاا ومراعاة أحكام تمثيل‬ ‫جائز م‬ ‫جائز‬ ‫المشاركة المتناقصة‬
‫الصكوك لموجودات قابلة للتداول‬
‫بدء النشاا ومراعاة أحكام تمثيل‬ ‫جائز م‬ ‫جائز‬ ‫المضاربة المالقة‬
‫الصكوك لموجودات قابلة للتداول‬
‫بدء النشاا ومراعاة أحكام تمثيل‬ ‫جائز م‬ ‫جائز‬ ‫المضاربة المقيدة‬
‫الصكوك لموجودات قابلة للتداول‬
‫بدء النشاا ومراعاة أحكام تمثيل‬ ‫جائز م‬ ‫جائز‬ ‫الوكالة المالقة‬
‫الصكوك لموجودات قابلة للتداول‬
‫بدء النشاا ومراعاة أحكام تمثيل‬ ‫جائز م‬ ‫جائز‬ ‫الوكالة المقيدة‬
‫الصكوك لموجودات قابلة للتداول‬
‫غير جائز إال من وقت شراء السل إلى حين‬ ‫جائز‬ ‫المرابحة‬
‫بيعها‬
‫غير جائز إال من وقت شراء السل إلى حين‬ ‫جائز‬ ‫البي بثمن آجل‬
‫بيعها‬
‫يجوز قبل إعادة األعيان المستأجرة في صكوك‬ ‫جائز‬ ‫اإلجارة التشغيلية‬
‫ملكية مناف األعيان المعينة وال يجوز في غير‬
‫المعينة‬
‫بدء النشاا ومراعاة أحكام تمثيل‬ ‫جائز م‬ ‫جائز‬ ‫اإلجارة المنتهية بالتمليك‬
‫الصكوك لموجودات قابلة للتداول‬
‫بدء النشاا ومراعاة أحكام تمثيل‬ ‫جائز م‬ ‫جائز‬ ‫االستصناع‬
‫الصكوك لموجودات قابلة للتداول‬
‫غير جائز‬ ‫جائز‬ ‫السلم‬

‫‪33‬‬
‫(‪ )1.5‬تداول الصكوك باعتبار ما تمثله من حقوق على المشاع ال أعيان معينة‬
‫مقبوضة‬
‫تمثل الصكوك حقوق ملكية في موجوداتها على سبيل المشاع بين حملة‬
‫الصكوك‪ ،‬إ ذ ال تتعين حصة حامل الصك في موجودات الصكوك‪ ،‬وهي‬
‫بالتالي غير مقبوضة منه‪ ،‬لكن الفقهاء على جواز بي الحصة الشائعة في‬
‫الملك المشترك دونما حاجة للفرز‪ ،‬ويعد القبض الجمعي للملك المشترك من‬
‫قبل الشركاء كافياً لتحقق القبض الشرعي المشروا في البي ‪.‬‬
‫(‪ )2.5‬أحكام الشفعة وبيع الصكوك‪:‬‬
‫أثبت الفقهاء الشفعة للشريك في الملك باتفاق‪ ،‬فتشترا موافقته عند بي شريكه‬
‫حصته ألجنبي‪ .‬لكن الشفعة من الحقوق التي يمكن التنازل عنها بعد حدوث‬
‫سببها وهو الملك‪ ،‬فيملك الشريك أن يتنازل عن حقه بالشفعة بعد التملك‪ .‬وقد‬
‫نصت مجلة األحكام العدلية على عدم اشتراا إذن الشريك عند بي الحصة‬
‫المعلومة الشائعة‪.‬‬
‫(‪ )3.5‬المقصود بتداول الصكوك‬
‫يراد بتداول الصكوك بيعها في السوق الثانوية بعد شرائها من قبل المكتتبين‪،‬‬
‫على التفصيل اآلتي‪:‬‬
‫‪ -1.3.5‬تداول الصكوك التي أصدرت مقابل أعيان موجودة جائز‪ ،‬ألن هذه‬
‫الصكوك تمثل تلك األعيان‪ ،‬فيكون تداول الصكوك إعادة بي لتلك األعيان‪ ،‬وهو‬
‫جائز؛‬
‫‪ -2.3.5‬تداول الصكوك التي أصدرت مقابل موجودات موصوفة بالذمة ال يجوز‬
‫الشتمال العملية على بي ما لم يقبض؛‬
‫‪ -3.3.5‬تداول الصكوك التي لم تستخدم حصيلتها في شراء أعيان يعد غير جائز‬
‫ألن الصكوك في هذه المرحلة ما زالت تمثل نقوداً فيكون بيعها بيعاً للنقود‪ ،‬إال أن‬
‫تتحقق شروا بي النقود ببعضها من التقابض وتساوي سعر البي م القيمة االسمية‬
‫للصك فيجوز؛‬

‫‪34‬‬
‫‪ -4.3.5‬بعد البدء في إدارة موجودات الصكوك من خالل شراء موجودات جديدة‬
‫يجوز تداول الصكوك‪ ،‬ويراعى أن تكوين الموجودات المملوكة لحملة الصكوك قد‬
‫يتغير بين األعيان والديون والنقود؛‬
‫‪ - 5.3.5‬عند تصفية الصكوك يقوم مديرها ببي كافة األعيان وسداد المستحقات من‬
‫الديون‪ ،‬وتحصيل ما يستحقه حاملوا الصكوك من الديون‪ ،‬وتتحول كافة الذمم إلى‬
‫نقود‪ .‬في هذه الحال ال يجوز تداول الصكوك إال بمبلغ يساوي حصتها المتبقية من‬
‫النقود‪.‬‬

‫‪ -4.5‬تداول الصكوك التي تشتمل موجوداتها على نقود أو ديون‪ :‬يرجح معبد‬
‫الجارحي وعبدالعظيم جالل جواز بي الدين إلى الغير م انتفاء الربا إذا انتفى‬
‫الغرر بأن كان المدين معروفاً بمالءته وحرصه على سمعته التجارية‪ ،‬أو إذا‬
‫الدين في حكم المتيقن الوقوع‪،‬‬
‫كفله من كان شأنه كذلك‪ ،‬إذ يكون قبض ّ‬
‫وينتفي الغرر‪.‬‬
‫رتب الباحثان على هذا الرأي انتفاء الغرر في بي الصكوك المشتملة على الديون‬
‫نظ اًر لتوثيق الديون في الغالب وأخذ ضمانات السداد الكافية‪.‬‬

‫‪ -5.5‬تداول الصكوك وربا البيوع‬


‫قد تشتمل موجودات الصكوك حين بداية التصكيك على نقود أو ديون‪ ،‬كما‬
‫هو الحال حيث تصكيك شركة بكل موجوداتها من أصول ونقود وديون‪ ،‬والنقود‬
‫والديون أموال خاضعة ألحكام ربا البيوع‪ ،‬فيشترا تساويها حين بيعها بجنسها‪ ،‬كما‬
‫يشترا التقابض في البدلين‪.‬‬
‫قرر مجم الفقه اإلسالمي الدولي في ق ارره رقم ‪ )4/5(30‬بشأن صكوك‬
‫المضاربة وصكوك االستثمار أن العبرة بالغالب؛ فإن كان غالب موجودات الصكوك‬
‫نقوداً أو ديوناً أو مجموعهما لم يجز تداول الصكوك‪ .‬ومعيار الغلبة الذي أخذ به‬
‫الباحثان هو أن تكون النسبة أكثر من ‪ ،%50‬وهو المعيار الذي أخذ به مجم الفقه‬
‫اإلسالمي الدولي‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫وقد قيد الباحثان معيار الغلبة بأن تكون الحاجة قائمة إلى ذلك‪ ،‬بأن تشترى وتصكك‬
‫شركة ما مثالً بكل موجوداتها المشتملة على النقود والديون‪ ،‬أو يتحول جزء من‬
‫موجودات الصكوك في زمن ما بعد إصدار الصكوك إلى نقود أو ديون‪.‬‬
‫ويذهب الباحثان إلى أنه إن تعذر عملي ًا في بعض أنواع الصكوك المحافظة على‬
‫كون موجودات الصكوك من األعيان هي الغالبة ايلة فترة قيام الصكوك‪ ،‬لكثرة‬
‫تحول األعيان إلى ديون ونقود خالل فترة االستثمار من جراء عمليات البي التي ال‬
‫يمكن تقييد حجمها أو جدولتها زمنيا فلعله يمكن اغتفار تداول الصكوك حينئذ وان‬
‫نزلت نسبة ما تمثله األعيان عن النصف باعتبار كون ذلك أم اًر اارئاً وعرضياً‬
‫ومؤقتاً‪.‬‬

‫)‬ ‫(‬
‫السلم ‪23‬‬ ‫‪ -6.5‬تداول صكوك‬
‫تنشأ صكوك السلم بإحدى اريقتين‪:‬‬
‫األولى؛ أن تصدر الصكوك بنية استخدام حصيلتها في شراء بضاعة سلماً‪ ،‬والثانية‬
‫؛ أن يكون المصدر هو البائ في السلم(المسلم إليه)‪ .‬تمثل صكوك السلم‪ ،‬في‬
‫الحالتين‪ ،‬المسلم فيه بعد توقي عقد السلم‪ ،‬والمسلم غير مقبوض‪ ،‬فيكون في تداول‬
‫صكوك السلم بي غرر‪ ،‬وهو ممنوع‪ ،‬ألنه بي ما لم يقبض‪ ،‬وقد يتعذر على المسلم‬
‫إليه تسليم المسلم فيه إلى رب السلم النقااعه من األسواق أو إفالس البائ ‪...‬الخ‪.‬‬
‫ممنوعا‪ ،‬أما بعد قبضه فيجوز‬
‫ً‬ ‫وعليه يكون تداول صكوك السلم قبل قبض المسلم فيه‬
‫تداول صكوك السلم من حين القبض إلى أن تباع بالنقود الحالة أو المؤجلة‪ ،‬ألن‬
‫الصكوك حينئذ ال تمثل نقداً أو ديناً يمن تداولها كما لو صارت إلى مرابحة أو‬
‫‪24.‬‬ ‫استصناع مثالً بعد بي السل‬

‫‪ -23‬أنظر بحث معبد الجارحي وعبدالعظيم جالل السابق‪.‬‬


‫استعرض معبد الجارحي وعبد العظيم جالل راي ابن تيمية وابن القيم وهما قد اجا از بي المسلم فيه قبل قبضه للمسلم إليهولغيره بشروا تخرجه عن العينة والتحايل‬ ‫‪-24‬‬
‫على الربا‪ .‬كذلك ذكر الباحثان أن المالكية يجيزون بي ما سوى الاعام قبل قبضه للمسلم إليه ولغيره في حالة السلم بشرا أن يكون الثمن حاال‪ .‬وانتهى الباحثان إلى‬
‫اآلتي‪ " :‬ال بأس بإصدار صكوك يتملك حملتها بضاعة السلم‪ ،‬ويجوز تداولها‪ ،‬م الحذر من أن يستخدم االسلم كوسيلة للمقامرة على أسعار السل في االسواق"‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫‪ -7.5‬الضمانات المقدمة لحملة الصكوك‬
‫‪ -1.7.5‬تضمين مدير الصكوك على أساس دراسة الجدوى المقدمة‪:‬‬
‫ظهرت اجتهادات معاصرة بتضمين مدير الصكوك‪ ،‬سواء كان شريكاً أو‬
‫مضارباً أو وكيالً باالستثمار‪ ،‬لقيمة الصكوك االسمية‪ ،‬أي رأسمال المستثمرين حملة‬
‫الصكوك‪ ،‬أو عائدها‪ ،‬على أساس دراسة الجدوى المقدمة‪ .‬أي أن يكون مدير‬
‫الصكوك قد قدم دراسة اقتصادية عن جدوى المشروع االستثماري‪ ،‬د ّل فيها على‬
‫نجاح المشروع وربحيته‪ ،‬ثم ادعى الحقاً وقوع الخسارة‪ ،‬ولم يثبت أن الخسارة خرجت‬
‫عن كل التوقعات بحيث ال ينسب إليه شيء من الخاأ‪.‬‬
‫انتصر الباحثان معبد الجارحي وعبدالعظيم جالل لهذا الرأي بقولهما‪ :‬إن هذا‬
‫قيد ببعض الشروا‪ ،‬وأن تكون يد مدير الصكوك يد أمانة‬‫االجتهاد يمكن قبوله إن ّ‬
‫فال يضمن المال في حال الخسارة إال أن يعجز عن إثبات عدم تقصيره في حفظه أو‬
‫استثماره‪ .‬وهذا الرأي الجديد يختلف عن المعروف في الفقه من حيث تحديد الماالب‬
‫بالبينة‪ ،‬فهو في الفقه رب المال‪ ،‬وهو بحسب الرأي الجديد المباشر‬
‫لالستثمار(المدير) ‪ .‬واستند الباحثان في موقفهما هذا إلى أن ظروف االستثمار في‬
‫أيامنا تختلف عن سابقتها‪ ،‬فقد يكون رب المال مؤسسة إسالمية تستثمر أموال آالف‬
‫العمالء وال يمكنها تعريض أموالهم للخار‪ ،‬ال سيما م كثرة المحتالين‪ ،‬وضعف‬
‫الوازع الديني وفساد الذمم في هذا الزمان‪ .‬كذلك فإن إقرار مثل هذه الصيغة من‬
‫المؤسسات المالية اإلسالمية على الدخول في مجال‬ ‫يشج‬
‫ّ‬ ‫صيغ االستثمار‬
‫االستثمار الحقيقي بالمضاربة والمشاركة بدالً عن الركون إلى التمويل المالي باريق‬
‫البي الشكلي للسل ‪.‬‬

‫)‬ ‫(‬
‫‪23‬‬ ‫‪ -2.7.5‬التعهد بشراء موجودات الصكوك‬
‫يقدم مدير الصكوك على اختالف أنواعها أو مصدرها تعهداً بشراء موجودات‬
‫الصكوك‪ ،‬ويجري التعهد بالشراء بأحدي القيم اآلتية‪:‬‬
‫‪ .1‬القيمة السوقية لموجودات الصكوك؛‬

‫أنظر المرج السابق‬ ‫‪-23‬‬

‫‪37‬‬
‫‪ .2‬القيمة العادلة‪ ،‬أي بتقدير الخبراء بقيمة هذه الموجودات؛‬
‫‪ .3‬بسعر يتفق عليه وقت تنفيذ الشراء ال قبل؛‬
‫‪ .4‬القيمة االسمية؛‬
‫‪ .5‬بسعر يحدده الواعد عند الوعد‪.‬‬
‫ال يتحقق الضمان في التعهد بالشراء بالقيمة السوقية‪ ،‬أو القيمة العادلة‪،‬‬
‫وكذلك في التعهد بالشراء بالسعر المتفق عليه وقت تنفيذ الشراء ما دام برضا‬
‫الارفين‪ ،‬ألن الثمن في كل من الحاالت الثالث السابقة قد يكون أقل أو أكثر من‬
‫القيمة االسمية مما ينافي ضمان رأس المال‪.‬‬
‫عندما يكون التعهد بسعر متفق عليه سلفاً‪ ،‬أو بالقيمة االسمية‪ ،‬وان لم تتحقق‬
‫المسوغات الشرعية للتضمين‪ ،‬فهذا يعني حصول الضمان الممنوع حقيقة‪ ،‬أما‬
‫صدور الضمان من ارف ثالث مستقل عن ارفي الصكوك بحيث يمكن تكييفه‬
‫بأنه متبرع بدون مقابل‪ ،‬فذلك جائز‪ ،‬شرياة استقالل هذا الوعد بالتبرع عن العقد‬
‫الذي يحكم العالقة بين ارفي الصكوك‪ ،‬كما نص على ذلك قرار مجم الفقه‬
‫اإلسالمي الدولي رقم ‪ )4/5(30‬بشأن صكوك المضاربة وصكوك االستثمار‪.‬‬
‫‪ -3.7.5‬التعهد بشراء موجودات الصكوك ببقية أقساا اإلجارة المتبقية في صكوك‬
‫اإلجارة المنتهية بالتمليك‪ :‬هناك بعض الفتاوى الشرعية التي تجيز تعهد مدير‬
‫الصكوك التي تقتصر على أصول مؤجرة بشراء تلك األصول عند إافائها بباقي‬
‫أقساا األجرة لجمي األصول باعتبارها تمثل صافي قيمتها‪.‬‬
‫يرى معبد الجارحي وعبدالعظيم جالل في بحثهما المذكور سابقاً أن هذه المعاملة‬
‫غير جائزة لتحقق ضمان رأس المال والربح معاً‪.‬‬
‫‪ -4.7.5‬تعهد المستأجر في صكوك اإلجارة بشراء األصول عند اإلافاء بقيمتها‬
‫االسمية‪ ،‬على أال يكون شريكاً أو مضارباً أو وكيالً باالستثمار‪.‬‬
‫الغالب هنا أن المستأجر هو نفسه بائ األصول المؤجرة ومن ثم تنتهي المعاملة إلى‬
‫العينة‪ ،‬وهي حيلة ربوية‪ ،‬وقد نهى عنها‪.‬‬
‫‪ -5.7.5‬إقراض مدير الصكوك لحملتها عند نقصان الربح الفعلي عن المتوق ‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫الغالب فيما يجري به العمل في الصكوك أن يلتزم مدير الصكوك بإقراض حملة‬
‫الصكوك في إحدى الحالتين التاليتين‪:‬‬
‫‪ .1‬إذا لم يظهر ربح النشاا الذي استثمرت فيه حصيلة الصكوك في التاريخ‬
‫المحدد لتوزي األرباح؛‬
‫‪ .2‬إذا ظهر ربح ولكن دون المتوق لحملة الصكوك في فترة من فترات التوزي ‪،‬‬
‫فيلتزم مدير الصكوك بإقراض حملة الصكوك ما يحقق الربح المتوق في‬
‫التاريخ المحدد لتوزي األرباح‪ ،‬ثم يسترد مدير الصكوك ما اقرض الحقاً من‬
‫األرباح التالية‪ ،‬أو من أصول الصكوك إن لم يتحقق أي ربح‪ ،‬وفي الحالة‬
‫األخيرة يشتري مدير الصكوك عند إافائها الموجودات بالقيمة االسمية‬
‫مضافا إليها المبلغ المقتا في وفاء القرض‪ ،‬بعد أن نقصت القيمة االسمية‬
‫بهذا االقتااع‪.‬‬
‫هذا التعهد من مدير الصكوك يتزامن معه تعهد من حملة الصكوك بالتنازل‬
‫لمدير الصكوك عن الربح المتحقق زيادة عن الربح المتوق لتلك الفترة والذي يحدد‬
‫على أساس مؤشر هو سعر الفائدة في تلك الفترة‪.‬‬
‫يعلّق الباحثان معبد الجارحي وعبدالعظيم جالل على ما تقدم باآلتي‪ " :‬ونرى‬
‫أن اإلشكال يتجاوز هذه الجزئية إلى قضية أعم وأهم‪ ،‬وهي قضية الحكم على هذه‬
‫الصكوك التي تؤسس في بعض الحاالت على نحو يعدم الفارق بينها وبين السندات‬
‫المحرمة‪ ،‬فرأس المال يضمن بالتعهد بالشراء بالقيمة االسمية‪ ،‬ومدير‬ ‫ّ‬ ‫الربوية‬
‫الصكوك يتعهد بدف العائد المتوق المرتبا بسعر الفائدة من الربح الفعلي أو إقراضا‬
‫منه‪ ،‬وحملة الصكوك يتنازلون عن الزيادة على الربح المتوق وهو المرتبا بسعر‬
‫الفائدة‪ .‬أضف إلى ذلك وجود إشكاالت في بعض الصكوك دون بعض كصكوك‬
‫اإلجارة كما سيأتي‪ ،‬من مثل إجراء عقد بي شكلي على ما ال يباع حقيقة من‬
‫ممتلكات عامة حكومية‪ ،‬مما يعني عدم تحقق ملكية حملة الصكوك لموجودات‬
‫الصكوك حقيقة‪ .‬كل هذا ونحوه يجعل من الخاأ محاولة إيجاد مخرج شرعي لكل‬
‫جزئية من جزئيات الصكوك كال على حده‪ ،‬ألنه حتى م إمكان إيجاد التخريجات‬

‫‪39‬‬
‫الشرعية الجزئية‪ ،‬تصبح الصكوك بهذه الجزئيات جسماً غريباً غير منسجم م روح‬
‫الشريعة ومبادئها وأصول أحكامها‪ ".‬أ‪.‬هـ‪.‬‬

‫‪ -6.7.5‬بيع الصكوك عند اإلصدار بأقل من القيمة االسمية‬


‫يجب من بي الصكوك بأقل من قيمتها االسمية لبعض حملة الصكوك‪ ،‬ألنه‬
‫في حالة عدم تحقيق ربح فوق القيمة االسمية أو خسارة دونها‪ ،‬يقوم مدير الصكوك‬
‫بإافاء الصكوك بالقيمة االسمية مما يعني تحقيق ربح لمن اشتراها بما دون القيمة‬
‫االسمية‪ ،‬وهو الفرق بين سعر الشراء وتلك القيمة‪ .‬لكن هذا الربح المتحقق لم يشترك‬
‫فيه باقي حملة الصكوك‪ ،‬م أنهم شركاء في الربح والخسارة‪.‬‬
‫‪ -7.7.5‬كفالة مدير الصكوك لمن يتعامل معه‬
‫الكفالة من مدير الصكوك‪ ،‬شريكاً أو مضارباً أو وكيالً باالستثمار‪ ،‬بعقد‬
‫منفصل بدون مقابل مادي لمن يتعامل معه جائزة‪ ،‬ألن هذه الكفالة ال تستلزم حقيقة‬
‫حصول الربح أو حتى ضمان رأس المال حتى تُمن ‪.‬‬
‫‪ -8.7.5‬توزيع جوائز على حملة الصكوك‬
‫قد تعلن الجهات الراعية للصكوك أو مديرها عن جوائز بالسحب يراد منها‬
‫جذب الناس لالكتتاب في الصكوك‪ .‬ولكي يصبح توزي هذه الجوائز جائ اًز شرعاً‬
‫ينبغي أن يكون ثمنها مدفوعاً حقيقة من المال الخاص لمدير الصكوك‪ ،‬ال من أرباح‬
‫حملة الصكوك‪ .‬وال ينبغي لمدير الصكوك تحميل حملة الصكوك قيمة تلك الجوائز‬
‫باريق غير مباشرة‪ ،‬من خالل اشتراا حصة من الربح أكبر من الحصة المعتادة‬
‫عرفاً التي تشترا له في حال عدم وجود جوائز‪ ،‬وذلك تعويضاً له عن كلفة تلك‬
‫الجوائز‪.‬‬

‫‪ –9.7.5‬تشكيل احتياطي من عائد الصكوك لتغطية خسائر مستقبلية محتملة‬


‫يجوز اقتااع نسبة معينة من أرباح الصكوك في نهاية كل دورة استثمارية‪،‬‬
‫إما من حصة حملة الصكوك في األرباح في حالة وجود تنضيض دوري‪ ،‬واما من‬
‫حصصهم في اإليراد أو الغلّة الموزعة على الحساب‪ ،‬ووضعها في احتيااي خاص‬

‫‪40‬‬
‫لمواجهة مخاار خسارة رأس المال(قرار مجم الفقه اإلسالمي الدولي رقم ‪ 30‬بشأن‬
‫صكوك المقارضة )‪.‬‬
‫يرى الباحثان معبد الجارحي وعبدالعظيم جالل وجوب تمكين حامل الصكوك‬
‫من ربحه في تشكيل هذا الصندوق عند انسحابه من العملية‬ ‫من استرداد ما اقتا‬
‫االستثمارية ألنه غير متبرع بالمبلغ المقتا ‪ ،‬بل رضي بذلك ليفيد هو ذاته منه‬
‫الحقاً؛ فهو لم يتركه لآلخرين‪ ،‬بل تركه لنفسه ليناله الحقاً في وقت ما‪.‬‬
‫‪ –10.7.5‬استرداد قيمة الصكوك االسمية بعد إغالق االكتتاب وقبل الشروع‬
‫باالستثمار‬
‫يجوز لحامل الصكوك استرداد قيمة الصكوك االسمية قبل الشروع‬
‫باالستثمار‪ ،‬وال يعد ذلك من قبيل الضمان الممنوع ‪ ،‬بل من قبيل العدول عن قرار‬
‫االستثمار‪.‬‬

‫‪ –11.7.5‬حق حملة الصكوك في االطالع على سير عملية االستثمار‬


‫إن من حق حملة الصكوك أن يكونوا على ااالع دائم على تاورات العملية‬
‫االستثمارية بصرف النظر عن نوعية الصكوك التي يحملونها ‪ ،‬بحكم أنهم أصحاب‬
‫المال ‪ ،‬والمتضرر األول في حال وقوع الخسارة ‪ .‬وهذا الحق قد أعاته الشريعة لرب‬
‫المال وال يعد من باب التدخل المباشر في شؤون مدير الصكوك ‪.‬‬

‫‪ –12.7.5‬صكوك اإلجارة المنتهية بالتمليك والعينة المحرمة‬


‫أغلب أنواع صكوك اإلجارة شيوعاً هي صكوك اإلجارة المنتهية بالتمليك في‬
‫الموجودات التي صككت فيشتريها باريقة اإلجارة‬ ‫الصورة التي يعود فيها بائ‬
‫المنتهية بالتمليك م التوااؤ السابق على ذلك‪ .‬وهذه الصورة تجب على العينة‬
‫المحرمة من حيث عود ملكية الموجودات المبيعة إلى بائعها األول بمبلغ زائد يدفعه‬
‫فوق الثمن األول الذي باع به أوالً‪ ،‬وهذا المبلغ هو مجموع اإلجارات التي يدفعها‬
‫بائ الموجودات األول خالل مدة اإلجارة‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫هنالك رأي آخر يسوق بي الموجودات ثم تأجيرها لصاحبها إجارة منتهية‬
‫بالتمليك‪ ،‬استناداً إلى أن الموجودات المباعة تعود إلى البائ األول عن اريق الهبة‪،‬‬
‫أو البي بثمن رمزي هو اقل بكثير من الثمن األول‪ .‬كما أن الموجودات المؤجرة تبقى‬
‫على ملكية حملة الصكوك المالكين الجدد ايلة فترة اإلجارة‪ ،‬فيتحملون مخاارها‬
‫ونفقاتها المختلفة‪.‬‬
‫أصحاب هذا الرأي يتصورون أن هذه المعاملة توفر فيها شراان‪-:‬‬
‫األول؛ أن عقد البي األول الذي بيعت فيه الموجودات المؤجرة عقد بي حقيقي بين‬
‫بائ الموجودات وحملة الصكوك؛‬
‫الثاني؛ أن حملة الصكوك يتحملون حقيقة تبعات الموجودات المؤجرة ايلة فترة عقد‬
‫اإلجارة‪ ،‬من حيث ضمان خار األصل المؤجر‪ ،‬وتحمل نفقات الصيانة‬
‫األساسية التي يتحملها المؤجرون عادة‪ ،‬ونفقات التأمين والضرائب والغرامات‬
‫وكل ما يتحمله المالك عادة‪.‬‬
‫إن واق الممارسة العملية ال يتحقق فيه هذان الشراان‪ ،‬بل يقوم المؤجر‬
‫بتحميل المستأجر تبعات المالك‪ ،‬كذلك في حال تلف األصل المؤجر أو هالكه فإن‬
‫شركة التأمين هي التي تدف قيمة األصل المؤجر الهالك‪ ،‬وأقساا التأمين إنما‬
‫يدفعها المستأجر حقيقة‪ ،‬فكأن الضامن لتلف األصل المؤجر وهالكه هو المستأجر‬
‫ال المؤجر المالك لألصل‪.‬‬
‫هناك أيضاً حاالت تكون فيها الموجودات التي تستند إليها صكوك اإلجارة‬
‫هي ممتلكات حكومية مما ال يمكن بيعه عادة لشركات خاصة أو أفراد كالموانئ‬
‫والماارات‪ .‬فوقوع اإلجارة المنتهية بالتمليك المتالبة شرعاً لتملك المؤجر الحقيقي لما‬
‫يؤجره‪ ،‬على أصول ال يمكن للمصرف أو مؤسسة التمويل اإلسالمي أن تتملكها‬
‫وتتصرف فيها بقوة القانون‪ ،‬ينفى عن المعاملة كونها عملية بي ثم إجارة حقيقية‪ ،‬بل‬
‫ال مستت اًر بفائدة‪ .‬ثم إن ثمن هذه الموجودات المؤجرة يساوى في عقد‬
‫يجعلها تموي ً‬
‫البي الذي تشترى به المبلغ المراد تمويله‪ ،‬وهو قد يكون أقل كثي اًر من القيمة الحقيقية‬
‫السوقية لتلك الموجودات‪ ،‬مما يؤكد أن هذا البي بي صوري‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫إذن هناك حاجة ماسه إلى التأكد من تحقق الشراين المذكورين في هيكلة‬
‫صكوك اإلجارة حتى ال تتحول إلى عينة‪.‬‬

‫‪ -6‬دور السلطات الرقابية‬


‫‪ -1.6‬أهداف السلطات الرقابية‪:‬‬
‫الحرص على خاصية التوافق م الشريعة ومن ثم التأكد من أن الصكوك‬ ‫أوالً؛‬
‫تتصف بخصائص ال تتنافى م الشريعة؛‬
‫ثانياً؛ الحرص على أن حملة الصكوك يمتلكون حصصاً على المشاع في موجودات‬
‫حقيقية‪ ،‬ألن هذا شرا من شروا التوافق م الشريعة‪ ،‬ينعكس عدم توفره سلباً‬
‫على سمعة الصكوك ومصدريها‪ ،‬كما أنه ضمان لحقوق حملة الصكوك؛‬
‫ثالثاً؛ الحرص في كل األحوال على خلو استخدام حصيلة الصكوك من مخاار‬
‫الصكوك سوف يستخدم الحصيلة فيما‬ ‫النزوع السيء‪ ،‬بمعنى أن بائ‬
‫خصصت له؛‬
‫رابعاً؛ الحرص على أن كافة االحتيااات قد اتخذت لكي ال يكون لدى حملة‬
‫الصكوك حاجة إلى التصرف في موجوداتها ببيعها أو تأجيرها إلى جهة أخرى‪.‬‬
‫حدوث شيء من ذلك سوف يهدد استقرار الصكوك ومن ثم السوق المالية كلها تكون‬
‫مهددة باالنهيار‪.‬‬

‫‪ –2.6‬عناصر البنية األساسية للصكوك‬


‫‪ –1.2.6‬االعتراف بعقود التمويل اإلسالمي في القانون المدني؛‬
‫‪ –2.2.6‬قانون البنوك والمؤسسات المالية اإلسالمية؛‬
‫‪ –3.2.6‬حوكمة الهيئات الشرعية؛‬
‫‪ –4.2.6‬حوكمة الهيئة ذات الغرض الخاص‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫‪16‬‬
‫الصكوك‪24‬‬ ‫‪ -7‬مخاطر‬
‫‪ -1.7‬تعريف المخاطر ودرجاتها‪:‬‬
‫يعرف أبو غدة المخاار بأنها "احتمال الخسارة"‪ ،‬وعليه فإن انتفاء الخسارة‪،‬‬
‫كما في اإلقراض الربوي المضمون أو تأكد الخسارة كما في التبرعات القائمة على‬
‫البذل دون عوض يحصل عليه الواهب‪ ،‬أو الكفيل م عدم الرجوع‪ ،‬هي خارج مفهوم‬
‫المخاارة‪.‬‬
‫البد من قياس المخاار لمعرفة درجتها لالستعداد لتحملها‪ ،‬والبد من تصنيفها‬
‫باريقة تمكن من التعرف على درجتها قبل اختيار االستثمار‪ ،‬من خالل مقارنة‬
‫المخاار المتضمنة في الق اررات االستثمارية المختلفة لألنشاة‪ ،‬ثم مقارنة تلك‬
‫المخاار بالعائد المتوق من االستثمار‪ .‬ومالئمة درجة المخاارة ليست شيئاً مالقاً‬
‫في حد ذاتها‪ ،‬وانما هي مسألة مرتباة باألرباح المتوقعة‪ .‬وال يلزم من زيادة‬
‫المخاار في الفرصة االستثمارية عدم اإلقبال عليها ما دام من الممكن قياسها‬
‫وتحقيق عائد مجز مالئم لمستوى المخاارة‪.‬‬

‫‪ -2.7‬العالقة بين االستثمار والمخاطرة‬


‫هناك عالقة وثيقة بين االستثمار اإلسالمي وبين تحمل المخاار(تبعة الهالك‬
‫الكلي أو الجزئي أو انخفاض القيمة)‪ ،‬بسبب أن تحمل المستثمر للمخاار هو أهم‬
‫خصائص االستثمار اإلسالمي التي تميزه عن التعامل الربوي المضمون العائد‬
‫للمقرض بالفائدة‪" ،‬فالخراج بالضمان" كما جاء في الحديث الشريف الذي تأسست‬
‫عليه القاعدة الفقهية "الغنم بالغرم"‪.‬‬

‫‪ -24‬أنظر بحث "المخاار في الصكوك وموقف الشريعة من ضمانها"؛ عبد الستار أبو غدة‪( .‬ندوة‪ :‬الصكوك اإلسالمية‪ :‬عرض‬
‫وتقويم)‪ .‬أنظر أيضاً بحث "إدارة مخاار الصكوك اإلسالمية باإلشارة للحالة السودانية "؛ فتح الرحمن على محمد صالح(مذكور‬
‫سابقاً)‪ .‬أنظر أيضا‪ :‬دور الصكوك اإلسالمية في تمويل المشروعات التنموية ؛ فتح الرحمن علي محمد صالح؛ منتدى الصيرفة‬
‫اإلسالمية‪ -‬بيروت(‪2008‬م)‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫‪ -3.7‬الصور الممنوعة من حماية الصكوك من المخاطر‬
‫ال يجوز شرعاً أن يصدر مدير الصكوك ضماناً للمخاار التي هي من‬
‫ابيعة الصكوك مهما كانت اريقة إدارتها(مشاركة‪ ،‬مضاربة‪ ،‬وكالة باالستثمار)‪،‬‬
‫وليس عليه أي التزام تجاه حملة الصكوك‪ ،‬فال يتحمل ضمان الخسارة الشاملة أو‬
‫الجزئية بتلف األصول التي تحول إليها رأس المال إذا حدث ذلك دون ٍ‬
‫تعد أو‬
‫تقصير‪.‬‬
‫كذلك الحال في بقية المشاركين حملة الصكوك ال يضمن أحدهم غيره‪ ،‬ومن‬
‫ثم كانت الصكوك الممتازة ممنوعة شرعاً ألنها تقوم على أساس ضمان بقية حملة‬
‫الصكوك لحاملي الصكوك الممتازة منها‪.‬‬

‫‪ –4.7‬أنواع مخاطر االستثمار في الصكوك‬


‫تنقسم المخاار التي يتعرض لها االستثمار في الصكوك إلي عدة أنواع رئسية‪:‬‬
‫‪ –1.4.7‬مخاار أصول الصكوك‪ :‬من حيث تعرضها للتلف أو انخفاض القيمة؛‬
‫‪ –2.4.7‬مخاار ائتمانية‪ :‬عند توظيف مبالغ الصكوك فيما ينشأ عنه مديونية‪ ،‬وهي‬
‫معرضة لتأخير السداد أو المماالة أو الضياع؛‬
‫‪ –3.4.7‬مخاار األسواق‪ :‬تقلبها واختالف أسعار الصرف‪..‬الخ؛‬
‫‪ –4.4.7‬مخاار التضخم في عملية الصكوك؛‬
‫‪ –5.4.7‬مخاار صيغ العقود التي تستند إليها الصكوك؛‬
‫‪ –6.4.7‬المخاار األخالقية‪ :‬مثل فقدان األمانة والقصد السيئ؛‬
‫‪ –7.4.7‬المخاار التشغيلية‪ :‬قدرة اإلدارة علي تحقيق األرباح‪ ،‬واالنحراف عن‬
‫االلتزام الشرعي‪.‬‬

‫‪ –5.7‬سبل الحماية من مخاطر الصكوك‬


‫‪ –1.5.7‬ضمان الارف الثالث‪:‬‬
‫المراد به صدور الضمان من ارف ثالث منفصل في شخصيته وذمته المالية‬
‫عن ارفي العقد‪ ،‬وهو تعهد ملزم بتقديم هبة تعادل قيمة األصول االسمية في حال‬

‫‪45‬‬
‫تعرضها للهالك مهما كان سببه‪ ،‬أي حتى لو كان ناشئاً عن التعدي والتقصير من‬
‫المدير إذا لم يتمكن حملة الصكوك من إلزامه بالتعويض‪ .‬وليس لحملة الصكوك أو‬
‫المدير الدف بباالن العقد أو االمتناع عن الوفاء بالتزاماتهم به بسبب عدم قيام‬
‫المتبرع بالوفاء بما تبرع به‪ ،‬بحجة أن هذا االلتزام كان محل اعتبار في العقد‪.‬‬
‫‪ –2.5.7‬ضمان الدولة الصادر بشأن الحسابات البنكية‪:‬‬
‫توفر البنوك المركزية في أكثر الدول ضماناً للحسابات االستثمارية إلى سقف معين‪،‬‬
‫وال يخفى أن الصكوك التي تديرها البنوك في حكم الحسابات االستثمارية‪.‬‬
‫‪ – 3.5.7‬مؤسسات ضمان االستثمار‪:‬‬
‫هناك المؤسسة اإلسالمية لتأمين االستثمار وائتمان الصادرات التي أنشاها‬
‫البنك اإلسالمي للتنمية‪ ،‬وهى تعمل وفقا للشريعة ويمكن االشتراك فيها لتأمين‬
‫الصكوك‪.‬‬
‫‪ – 4.5.7‬توفير متعهد باالسترداد غير الجهة المديرة‪:‬‬
‫يجوز التعهد برد القيمة االسمية للصك‪ ،‬إما من خالل تعهد ملزم‪ ،‬أو‬
‫باالتفاق‪ ،‬إذا كان المتعهد جهة مختلفة عن مدير الصكوك‪.‬‬
‫‪ 5.5.7‬تعهد المستأجر بالشراء بالقيمة االسمية‬
‫المقصود تعهد المستأجر لألصول في صكوك التأجير بشرائها بالقيمة‬
‫االسمية‪ ،‬أو بما يتم االتفاق عليه‪ ،‬وذلك يحقق ضمان أصول الصكوك ما دامت‬
‫الموجودات قائمة‪ .‬وهو تعهد صادر من ارف ثالث‪ ،‬فليس من صور الضمان‬
‫الممنوع شرعاً‪ ،‬وهو ليس بضمان للصكوك ذاتها وانما يمثل كحماية لرأس المال‬
‫متوقفة علي بقاء األعيان المؤجرة‪.‬‬
‫‪ – 6.5.7‬تكوين احتيااي مخاار االستثمار‬
‫يجوز اقتااع جزء من أرباح حملة الصكوك‪ ،‬بعد خصم المقابل المخصص‬
‫لإلدارة‪ .‬ومن خالل هذا االحتيااي يمكنه سد الخسارة التي قد تق على الصكوك‪،‬‬
‫واذا تعاظم هذا االحتيااي يمكنه تغاية الخسارة الشاملة إن وقعت‪.‬‬
‫‪ – 7.5.7‬ضمان الارف الثالث للعوائد‬

‫‪46‬‬
‫يرى عبدالستار أبو غدة جواز أن يضمن ارف ثالث عائدا ثابتا للصكوك‬
‫ألنه من قبيل التعهد بالهبة(االلتزام بالتبرع كما قرره المالكية)‪ ،‬وهو يصدر من نفس‬
‫الجهات التي يهمها نجاح المشاري المستهدفة من الصكوك‪.‬‬
‫‪ –8.5.7‬تكوين احتيااي معدل األرباح وذلك باقتااع ما يزيد عن نسبة محددة من‬
‫أرباح الصكوك(العائد المتوق دوريا)‪ ،‬ويتم االقتااع من الربح اإلجمالي قبل خصم‬
‫مقابل اإلدارة‪ ،‬ألن االستفادة منه تعود علي حملة الصكوك ومدير الصكوك‪ ،‬وهو‬
‫لضمان العائد المتوق دون اشتراا من اإلدارة‪.‬‬
‫‪ -9.5.7‬التأمين التكافلي على االستثمار وديون التمويل‬
‫يرى عبدالستار أبو غدة أن هناك حاجة ماسة إلي التأمين علي الديون‬
‫المشكوك فيها‪ ،‬وتتمثل الحاجة هنا في(حفظ المال) الذي هو أحد المقاصد الخمسة‬
‫للشريعة‪ ،‬ودرء الضرر عن المستثمرين الذين يضعون أموالهم في حسابات االستثمار‬
‫لدى البنوك اإلسالمية بقصد نمائها بالارق المشروعة‪.‬‬
‫يؤسس أبوغدة لرأيه هذا بقوله‪" :‬من أجل حماية حقوق الدائنين شرعت بعض‬
‫البنود التبعية التي غايتها التوثيق‪ ،‬كالكفالة والرهن‪ ،‬وحوالة الدين على ملئ أو حوالته‬
‫على الحق الذي للمدين‪ ،‬إذ يؤدي وجود الكفالة إلي أن يصبح الدين في ذمتين بدالً‬
‫من ذمة واحدة بسبب الكفالة‪ ،‬والرهن يصبح للدائن حق على عين يمكنه االستيفاء‬
‫منها عند تعذر االستيفاء من المدين بدف ما عليه من مال آخر‪ ،‬وينتقل حق الدائن–‬
‫بالحوالة‪ -‬من ذمة المدين المتعثر إلي ذمة شخص آخر ملئ‪ ،‬كما يملك الدائن‬
‫المحال حوالة حق استيفاء دينه مما للمدين من حقوق على اآلخرين"‪.‬أهـ‪.‬‬

‫‪ -8‬الفرق بين حماية رأس المال وبين ضمانه‬


‫الحماية هي السعي إلي وقاية رأس المال من الخسران‪ ،‬وهو قد ال يؤدي إلي‬
‫النتيجة المأمولة‪ ،‬ومثال ذلك الحراسة لألموال‪ ،‬فقد توجد وال يسلم المال‪ .‬أما الضمان‬
‫إلي‬ ‫فهو التحمل للخسائر عن االب الضمان‪ ،‬وهو ربا بالنتيجة دون نظر‬
‫األسباب‪ ،‬أو مراقبة جدوى الوسائل واألساليب المتخذة من الضامن أو االب‬
‫الضمان‪ .‬فليس هناك في التعامالت القائمة على األمانة( المشاركات‪ ،‬المضاربات‪،‬‬

‫‪47‬‬
‫الوكالة) رأس مال مضمون وال مأمون ولكن هناك ما هو محمي‪ ،‬أو متحوا له‪ ،‬م‬
‫مراعاة أن تلك الحماية أو التحوا قد تتم وقد ال تتم‪.‬‬

‫‪ -9‬توقي المخاطر أو تخفيفها‬


‫ال ينبغي أن يفهم من ارتباا االستثمار المشروع بالمخاار أنها إن انتفت‬
‫بابي عة الحال أو باستخدام آليات مشروعة فإن االستثمار غير مشروع‪ ،‬ذلك أن‬
‫الشريعة قد حرمت إلقاء النفس في التهلكة‪ ،‬ودعت إلي الحرص على تحصيل المناف‬
‫والمصالح ودرء المضار والمفاسد‪ .‬كما أن هناك في فقه المعامالت عقوداً خاصة‬
‫للضمان‪ ،‬كالكفالة والرهن‪ ،‬ويجوز أن يقترن بعقود المشاركات ما يخفف مخاارها‬
‫مثل وض القيود في المضاربة وشرا الرجوع إلي الموكل في الوكالة‪.‬‬
‫ثم لو وقعت المخاار رغم ذلك فإن التعاون لتخفيف آثارها ومضارها‬
‫مرغوب‪ ،‬وقد شرعت له صيغ معروفة كنظام العاقلة في جنايات الخاأ‪ ،‬والتأمين‬
‫التكافلي‪..‬الخ‪.‬‬

‫دور الصكوك في إدارة السيولة بالبنوك اإلسالمية‬


‫التصكيك يعيد التوازن الستثمارات البنوك اإلسالمية من خالل االستفادة من‬
‫منتجات التصكيك في توظيف أموالها في استثمارات متنوعة‪ ،‬متوساة واويلة‬
‫األجل‪ ،‬في المجاالت الزراعية والصناعية والخدمات االنتاجية‪.‬‬
‫‪ ‬يمكن للبنوك اإلسالمية تفعيل االستثمار اويل األجل باستخدام تقنية‬
‫التصكيك المركب الذي يعتمد نجاحه على وجود أصول مدرة للدخل‪ ،‬غير‬
‫قائمة على المداينات‪ ،‬باستخدام صيغ تمويل المشاركة والمضاربة‬
‫واإلجارة‪...‬إلخ‪ ،‬ثم تقوم بتصكيك جزء من محفظة أصولها القائمة على‬
‫موجودات حقيقية‪ ،‬ومن ثم نقلها إلى الشركة ذات الغرض الخاص‪ ،‬التي‬
‫بدورها تقوم بإصدار صكوك تباع للمستثمرين‪ ،‬وتقوم بتحصيل عوائد‬
‫المجمعة‪ .‬ومن خالل هذه اآللية يمكن للبنك اإلسالمي‬
‫ّ‬ ‫األصول المدرة للدخل‬

‫‪48‬‬
‫أن يوزع مخاار االئتمان التي يتعرض لها‪ ،‬وأن يقلل من الحاجة إلى متابعة‬
‫المدفوعات الناتجة عن كل أصل على حدة‪.‬‬
‫‪ ‬آلية الصكوك ستوفر للبنوك اإلسالمية السيولة النقدية الكافية للدخول في‬
‫عمليات تمويل جديدة‪ ،‬أو للتوس في نشااها‪.‬‬
‫‪ ‬التصكيك يساعد المؤسسة المالية على تحسين قوائمها المالية‪ ،‬وذلك‬
‫بالتحرر من قيود كفاية رأس المال ومخصصات الديون‪.‬‬
‫‪ ‬يساعد في توزي المخاار االئتمانية على قاعدة عريضة من الدائنين‪.‬‬
‫‪ ‬توفر الصكوك اإلسالمية آلية مناسبة تتعامل بها البنوك اإلسالمية م البنك‬
‫المركزي في دوره كمقرض أخير‪ ،‬حيث يمكنها بي هذه الصكوك إليه عندما‬
‫تحتاج إلى السيولة‪ ،‬كما يمكنها شراءها منه للتخلص من فائض سيولتها‬
‫عندما يعرضها البنك المركزي في إاار سياسته النقدية االنكماشية‪.‬‬

‫الصكوك اإلسالمية وديمقراطية التمويل‬


‫(يستكمل فيما بعد)‬

‫توصيات الورقة‬

‫أوال؛ نوصي باال هتمام البالغ بتاور الهندسة المالية اإلسالمية ألن منتجاتها شرا‬
‫لتاور التمويل اإلسالمي؛‬
‫ثانيا؛ نوصي بجعل إنتاج المنتجات المالية اإلسالمية صناعة مربحة‪ ،‬وتيسير تكلفة‬
‫الدخول إلى سوقها لاالب الدراسات العليا بالجامعات ومراكز البحث العلمي‬
‫على غرار تكنولوجيا المعلومات في الدول المتقدمة‪ ،‬فالذين اوروا هذه‬
‫التكنولوجيا ثم أصبحوا بها من أثرياء العالم هم االب الدراسات العليا من‬
‫أمثال مالكي شركة قوقل ومايكروسوفت؛‬
‫ثالثا؛ نوصي ب االنتباه إلى أن التاور المتسارع في مجال هندسة وتكنولوجيا التمويل‬
‫وأسواق المال بتيسير من التاور الذي يحدث في تكنولوجيا المعلومات‬
‫واالتصال‪ ،‬وكذلك الدخول التدريجي للنقود االلكترونية بديال للنقود الورقية‪،‬‬
‫‪49‬‬
‫والتغيير الذي يجري في أذواق وتالعات المتعاملين م مؤسسات التمويل‪،‬‬
‫سوف يؤدي حتما إلى تراج دور الوسااة المالية عامة‪ ،‬وتهميش دور البنوك‬
‫داخل هذه الوسااة‪ .‬العالم يتجه نحو ديمقرااية التمويل بدال عن دكتاتوريته‬
‫الحالية‪ ،‬التي تمثل البنوك رأس الرمح فيها‪ .‬وهذا االتجاه ينبغي تشجيعه ألنه‬
‫يتسق وروح االقتصاد اإلسالمي الذي ال يشج على كنز النقود‪ ،‬ومن ثم‬
‫التحكم في تخصيصها‪ .‬لذلك ال ينبغي أن نض كل بيض جهودنا التاويرية‬
‫في مجال االقتصاد اإلسالمي في سلة الوسااة المالية والبنوك اإلسالمية‪،‬‬
‫وهذا يقودنا إلى التوصية التالية؛‬
‫رابعا؛ نوصي ببذل الوس في تاوير وتنوي األسواق المالية اإلسالمية‪ ،‬ألنها أكفأ‬
‫في تخصيص الموارد االقتصادية من البنوك‪ ،‬وهي البديل عنها مستقبال‪ ،‬وبث‬
‫ثقافة التعامل م هذه األسواق في المجتم ؛‬
‫خامسا؛ تعتبر تكنولوجيا الصكوك اإلسالمية هي الوسيلة األكثر كفاءة وفعالية في‬
‫الجم بين أصحاب الفوائض المالية في االقتصاد الذين يمثلون جانب العرض‪،‬‬
‫وأصحاب العجز المالي الذين يمثلون جانب الالب‪ .‬لذلك نوصي بنشر ثقافة‬
‫التصكيك اإلسالمي بين المتعاملين في االقتصاد‪ ،‬وفتح أبوابه وتوسي قاعدة‬
‫البنية التحتية‬ ‫وض‬ ‫المتعاملين به لتشمل المنشآت الخاصة واألفراد‪ ،‬م‬
‫القانونية والشرعية التي تضمن صيانة الحقوق‪.‬‬
‫سادسا؛ نوصي بأن يبدأ البنك المركزي السوداني والبنوك التجارية اإلسالمية في‬
‫البحث العلمي الجاد المتعلق باستشراف ما يستقبلها من تغيرات في مجال‬
‫التمويل على مستوى العالم المتعولم‪ ،‬وكيف يؤثر ذلك عليها‪ ،‬وكيف يمكن أن‬
‫تكيف نفسها لتظل العبا فاعال في االقتصاد في ظل التراج المتوق للوسااة‬
‫المالية عامة‪ ،‬والمصرفية خاصة‪.‬‬

‫تم بحمد هللا‬

‫‪50‬‬

You might also like