Professional Documents
Culture Documents
دور الصكوك في إدارة سيولة البنوك الاسلامية-بريمة
دور الصكوك في إدارة سيولة البنوك الاسلامية-بريمة
مقدمة
هذه الورقة عبارة عن بحث مسحي قصد منه صاحبه أن يوفر مادة أكاديمية
تصلح كخلفية علمية للقضايا العملية في مجال إدارة السيولة في البنوك اإلسالمية،
وسوق ما بين البنوك ،التي هي موضوع اهتمام الندوة .ليس لكاتب هذه الورقة من
فضل في المادة التي تحتويها إال بمقدار تجميعه لها من مظانها التي أثبتها في
محلها ،ثم رتقها بعد فتقها بحيث تشكل كالما متسقا في إاار المواضي التي تناولتها
الورقة .التوصيات وحدها ،التي ذيلت آخر الورقة ،هي التي تعبر عن رأي الباحث،
وهي المساهمة الفكرية الوحيدة التي يمكن أن يدعيها لنفسه.
-2السيولة المناسبة؛
-3تعظيم الربحية.
1
تواجه البنوك عموما تحديات جمة تتعلق بصعوبة المواءمة بين هذه األهداف
المتشاكسة ،وذلك بسبب ابيعة مصادرها المالية من جهة ،وسبل توظيفها لهذه
المكون األساسي للقااع النقدي في
ّ الموارد من جهة أخرى ،بجانب كون البنوك
االقتصاد ،ومن ثم خضوعها للسياسات النقدية النازلة إليها من قبل البنك المركزي.
لكن هذه التحديات ثالثية األبعاد هي أكبر عند البنوك اإلسالمية منها عند غريماتها
هذه القضايا درج التقليدية بسبب التزامها بأحكام الشريعة اإلسالمية .جمي
المختصون في مجال النقود والبنوك على تناولها بالتحليل في إاار ما يعرف بمشكلة
إدارة السيولة في البنوك التجارية .سوف نقدم لألمر في إااره العام موجزين ،ثم
مفص لين بعض الشيئ فيما يخص البنوك اإلسالمية لمتعلق ذلك بالصكوك موضوع
ّ
هذه الورقة.
1
-1.1إدارة السيولة البنكية
1
-ما يأتي تحت هذا العنوان يمكن الرجوع فيه إلى المصادر اآلتية :إدارة السيولة في المصارف اإلسالمية(دراسة تحليلية)؛ الدكتور
أكرم الل الدين؛ الدورة العشرون لمجمع الفقه اإلسالمي -مكة المكرمة(1432ه2010 -م) .التصكيك ودوره في إدارة السيولة بالبنوك
اإلسالمية؛ حكيم براضية؛ رسالة ماجستير(2011 -2010م) -جامعة حسيبة بن بوعلي الشلف(كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير).
إدارة السيولة في المؤسسات المالية اإلسالمية(دراسة فقهية اقتصادية)؛ أ.د .علي محيى الدين القره داغي .مجلة إسرا الدولية للمالية
اإلسالمية؛ المجلد األول ،العدد األول؛ ديسمبر 2010م.
2
تعريفات أخرى:
" -القدرة على مواجهة االلتزامات قصيرة األجل في مواعيد استحقاقها ،وعلى
االستجابة لالبات االئتمان ،مما يستدعي احتفاظ البنك بجزء من أصوله
في شكل سائل ،إضافة إلى أصول شبه سائلة ،أي تلك التي يمكن
تحويلها إلى نقد سائل بسرعة وسهولة دون خسائر في قيمتها ،وكذا قدرته
على االقتراض ،وذلك لمقابلة حركة السحوبات العادية والمفاجئة ،أو لمنح
قروض جديدة".
" -ويالحظ أن السيولة لها مفاهيم مختلفة حسب استعماالتها ،حيث قد
يقصد بها النقود نفسها ،وقد يقصد بها القدرة على توفير النقود ،وقد
تطلق في األسواق المالية(البورصة) على إمكانية تحويل األوراق المالية
إلى نقود في فترة قصيرة ،وهكذا".
تنشأ العالقة المتشاكسة بين السيولة والربحية في البنك باعتبار أن تعظيم
الربح هو هدف البنك وواجبه نحو المودعين ،بينما السيولة هي المحدد لسعي البنك
في تحقيق هدف الربحية .على البنك أن يتخذ من االستراتيجيات والتاكتيكات ما
يمكنه من الوصول إلى أعلى مستوى ربح يسمح به محدد السيولة.
يعد توفر قدر من السيولة أم ار ضروريا ألنه يمكن المصرف من الوفاء بعدة
التزامات ضرورية ،منها االحتيااي النقدي القانوني الذي يفرضه البنك المركزي في
إاار سياسته النقدية ،ومنها سحوبات العمالء من ودائعهم لدى البنك ،ومنها تغاية
زيادات التمويل في محفظة القروض واالستثمار .لكن احتفاظ البنك بقدر زائد من
السيولة عن مقتضى هذه االلتزامات يعد أم ار سالبا ،أوال؛ لضياع الربح الذي كان
يمكن أن يتأتي من استثمارها ،وثانيا؛ ألن ذلك يعد دليال على عدم كفاءة البنك في
إدارة موارده المالية بما يؤثر في إقبال أرباب الفوائض المالية على استثمارها لديه.
من هذه القضية الحيوية نشأت عدة مفاهيم تدور حول تعامل النظام المصرفي معها،
3
منها مفهوم "مخاار السيولة" ،مفهوم "إدارة السيولة" ،ومفهوم "إدارة مخاار
2
السيولة".
"تعرض مؤسسة الخدمات المالية اإلسالمية لخسارة محتملة تنشأ عن عدم قدرتها
على الوفاء بالتزامتها ،أو تمويل الزيادة في الموجودات عند استحقاقها دون أن تتكبد
تكاليف ،أو خسائر غير مقبولة".
"ينشأ الخار عندما يكون هناك احتمال ألكثر من نتيجة ،والمحصلة النهائية
غير معروفة .ويقاس هذا الخار في العادة باحتساب االنحراف المعياري عن النتائج
السابقة .وم أن كل منشآت األعمال تواجه حالة عدم التأكد من نتائج نشااها ،إال
أن المؤسسات المالية تواجه أنواعا خاصة من المخاار بالنظر إلى ابيعة نشااها.
2
-أدوات إدارة مخاطر السيولة وبدائل اتفاقية إعادة الشراء في المؤسسات المالية اإلسالمية؛ يوسف بن عبد هللا الشبيلي(اإلنترنت).
4
فالغرض من المؤسسات المالية هو تعظيم الربح والقيمة المضافة للمساهمين من
3
خالل إدارتها للمخاار في إاار تقديمها للخدمات المالية".
-1صدم ات السحب المفاجئ التي تتعرض لها البنوك نتيجة اهتزاز عامل الثقة لدى
جمهور المودعين بسبب النكسات التي تصيب البنوك التجارية أثناء عملها؛
-3عدم استقرار قيم األصول بسبب تقلبات األحوال المؤثرة في استثمارات البنوك،
مما قد يدف البنوك للتخلص منها ،ومن ثم انتقال هذه العدوى إلى كل ،أو معظم
البنوك ،ومن ثم وقوع خسائر قد تؤدي إلى اإلفالس؛
-4صعوبة الحصول على السيولة بتكلفة معقولة عن اريق االقتراض ،أو مواجهة
عسر في تسييل األصول؛
يرى القره داغي "أن إدارة السيولة تعني القدرة على تحقيق التوازن
بين الحفاظ على كمية السيولة المالوبة للوفاء بااللتزامات ،ولسير العمل ،وبين
استغالل السيولة واشغالها في التمويل واالستثمار .فهذه السياسة المتوازنة ليست
3
-إدارة المخاطر :تحليل قضايا قي السياسة المالية؛ طارق هللا خان وحبيب أحمد(ترجمه من االنجليزية إلى العربية د .عثمان بابك
أحمد) .المعهد اإلسالمي للبحوث والتدريب(1423ه2003 -م).
5
سهلة المنال وانما تحتاج إلى استراتيجية مدروسة إلدارة السيولة تعتمد على جناحين
مهمين:
الجناح األول :السياسة الوقائية المؤدية إلى عدم وجود أزمة السيولة لدى المؤسسة،
وحلها حال رشيداً عند وقوعها.
الجناح الثاني :وضع سياسة عملية إلدارة السيولة من خالل القيام سنوياً،
وعند الحاجة ،وبصورة دائمة ودائبة بموازنة شاملة لحاجة المؤسسة إلى مقدار
السيولة الذي يجب أن تحتفظ به للوفاء بااللتزامات الحالة ،ولسير العمل ،واالستجابة
لحاجات عمالئها ،مع القيام بدراسة شاملة لمقدار الفائض الذي ينبغي للمؤسسة
4
استثماره استثماراً قصير األجل ،وطويل األجل ،ومتوسط األجل".
ويعرف البنك المركزي الماليزي إدارة السيولة بأنها "احتفاظ البنك بتدفقات
نقدية كافية لمواجهة سحوبات كبيرة بشكل فجائي ،أو غير معتاد" 5.كذلك يعرف
الدكتور الشبيلي إدارة السيولة بأنها "االستثمار األمثل لألموال المتاحة بما يحقق
أقصى عائد ،والمقدرة على الوفاء بااللتزامات للدائنين عند الحد األدنى للتكاليف".6
7
تهدف إدارة السيولة في البنك التجاري إلى اآلتي:
-1المحافظة على استمرار البنك في أداء وظيفته على أكمل وجه ،وابعاد
مخاار العسر المالي عنه.
4
-إدارة السيولة في المؤسسات المالية اإلسالمية(دراسة فقهية اقتصادية)؛ أ.د .علي محيى الدين القره داغي .مجلة إسرا الدولية
للمالية اإلسالمية؛ المجلد األول ،العدد األول؛ ديسمبر 2010م.
5
-إدارة السيولة في المصارف اإلسالمية؛ الدكتور أكرم الل الدين(مرجع سابق).
6
-الشبيلي(مرجع سابق).
7
-أكرم الل الدين(مرجع سابق).
6
-3حماية األصول من البي االضاراري عند الحاجة ،وعدم تعريض المصرف
لمخاارة كبيرة على المدى الاويل.
تحمل خسائر.
-5تسييل األوراق المالية وبي األصول دون ّ
-1االحتياايات القانونية ،وهي تمثل حجم األموال النقدية السائلة التي يحتفظ بها
البنك للوفاء بااللتزامات القانونية الخاصة بالسياسات النقدية للبنك المركزي ،وتشمل
النقد في خزينة البنك ،والودائ لدى البنك المركزي.
-2االحتياايات العاملة ،وهي األموال النقدية والشبه نقدية التي يحتفظ بها البنك
بموجب تشريعات السلاة النقدية ،والتي يمكن توظيفها في أنشاة استثمارية،
واقراضية متعددة وفقا لسياسته المصرفية.
8
-حكيم براضيه(مرجع سابق)
7
ثانيا؛ إدارة االحتياايات الثانوية ،وهي عبارة عن أصول سائلة تدر عائدا باستثمارها
في استثمارات قصيرة األجل .كذلك تساهم هذه االحتياايات في دعم االحتياايات
األولية ،وفي استيعاب ما يفيض منها عن متالبات البنك.
9
توجد ثالث استراتيجيات إلدارة السيولة بالبنوك التقليدية:
-1إدارة سيولة األصول التي تركز على ضبا األسعار ،وتوافر االئتمان ،ومستوى
األصول السائلة لديها .تقوم هذه االستراتيجية على أن األصول السائلة تعتبر مصد ار
بديال للنقد.
-2إدارة سيولة الخصوم التي تعتمد على لجوء البنك إلى السوق النقدي للشراء
عندما تفيض عنده السيولة ،أو للبي واالقتراض عندما تشح سيولته .تعتمد هذه
االستراتيجية على سمعة البنك ووضعه المالي.
-3اإلدارة المتوازنة ،وهي وسا بين إدارة سيولة األصول ،وادارة سيولة االلتزامات.
إنها فن وعلم اختيار أفضل مزيج من األصول وأفضل مزيج من الخصوم لمحفظة
البنك.
يعرف حسين شحاتة السيولة في البنوك اإلسالمية بأنها "المقدرة على الوفاء
ّ
بااللتزامات الحالة بما يضمن سير األنشاة بدون مشكالت وال معوقات ،واالستثمار
الرشيد لألموال المتاحة مما يحقق أقصى عائد ممكن في ضوء أحكام الشريعة
10
اإلسالمية".
9
-نفس المرجع
10
-حسين حسين شحاتة(مرجع سابق).
8
11
-1.2مصادر واستخدامات األموال في البنوك اإلسالمية
الودائع الجارية ،وهي مضمونة بقيمتها الرأسمالية ،وال يدف البنك عائدا
عليها .يتقاضى البنك عمولة على الخدمات المرتباة بهذه الودائ (إصدار
شيكات ،تحويل نقود...إلخ).
الودائع االستثمارية ،وهي عقد مضاربة بين البنك بصفته مضاربا ،والعميل
المودع بصفته رب المال .ال يضمن البنك الوديعة االستثمارية ،وال أرباحها
تعدى ،أو خالف شروا العقد .توزع األرباح حسب النتائج
قصر ،أو ّ
إال إذا ّ
الفعلية ،وبحسب ما اتفق عليه من نسب في العقد .ويستثمر هذا النوع من
الودائ في المشاري الاويلة والمتوساة األجل.
11
-حكيم براضية(مرجع سابق).
9
الصكوك اإلسالمية ،وهي وثائق متساوية القيمة تمثل حصصا شائعة في
ملكية أعيان ،أو مناف ،أو خدمات ،أو في موجودات مشروع معين ،أو نشاا
استثماري خاص ،وذلك بعد تحصيل قيمة الصكوك ،وقفل باب االكتتاب،
وبدء استخدامها فيما أصدرت من أجله.
-3.1.2استخدامات األموال
10
شكل رقم ()1
السيولة)
األموال الذاتية
المضاربة
ودائع جارية
المشاركة
الصكوك
المرابحة
الخدمات المصرفية
11
-2.2السياسات النقدية التي تحكم إدارة السيولة في البنوك
اإلسالمية12
يقصد بفائض السيولة النقدية لدى البنك اإلسالمي زيادة رصيد النقدية الفعلي
عن رصيد النقدية الواجب االحتفاظ به ،مما يؤدي إلى آثار سالبة على أداء البنك
اإلسالمي ،منها:
12
-حسين شحاتة(مرجع سابق).
13
-نفس المصدر
12
قد تتآكل القيمة الحقيقية للنقود المحجوزة بسبب ما قد ينشأ من
تضخم ،مما يؤثر على الربحية وعلى القيمة الحقيقية لرأس المال.
ينعكس سلبا على األرباح وعوائد االستثمار.
يقصد بانخفاض السيولة في البنوك اإلسالمية ذلك العجز النقدي الذي يمكن
أن يحصل في رصيد النقدية الفعلي عن الرصيد الواجب االحتفاظ به ،وسببه زيادة
التدفقات النقدية الخارجة ،أو انخفاض التدفقات النقدية الداخلة ،أو كليهما .اآلثار
السالبة للعجز السيولي في البنك اإلسالمي يمكن إيجازها في اآلتي:
13
-3الصكوك ودورها في إدارة سيولة البنوك اإلسالمية
-2ابتكار آليات تمويلية جديدة من شأنها تخفيض التكاليف اإلجرائية ألعمال قائمة،
مثل التبادل من خالل الشبكة العالمية.
-3ابتكار حلول جديدة لإلدارة التمويلية ،مثل إدارة السيولة أو الديون ،أو إعداد
صيغ تمويلية لمشاري معينة تالئم الظروف المحياة بالمشروع.
واالبتكار المقصود ليس مجرد االختالف عن السائد ،بل البد أن يكون هذا
االختالف متمي از إلى درجة تحقيقه لمستوى أفضل من الكفاءة والمثالية .ولذا فالبد أن
14
تكون األداة أو اآللية التمويلية المبتكرة تحقق ما ال تستاي األدوات واآلليات السائدة
تحقيقه.
وعليه فيمكن إجمال مفهوم الصناعة المالية بأنها ابتكار لحلول مالية .فهي
تركز على عنصر االبتكار والتجديد ،كما أنها تقدم حلوال ،فهي بذلك تلبي احتياجات
قائمة ،أو تستغل فرصا ،أو موارد معالة .وكونها مالية يحدد مجال االبتكار في
14
األنشاة االقتصادية ،سواء في التبادل أو التمويل".
)
16
(
-1.2.3أنواع األوراق المالية
14
-صناعة الهندسة المالية :نظرات في المنهج اإلسالمي؛ سامي السويلم؛ مركز البحوث؛ شركة الراجحي المصرفية
لالستثمار(1425ه2004-م).
15
-فقه األوراق المالية وتجربة السودان في إصدار األوراق المالية؛ إبراهيم الضرير.
-16أنظر البحث " :إصدار وتداول األسهم والصكوك والوحدات االستثمارية المشتملة على النقود أو الديون وضواباها الشرعية"
يوسف بن عبداهلل الشبيلي(ندوة الصكوك اإلسالمية :عرض وتقويم -جامعة الملك عبدالعزيز 2010م ).
15
وهي أوراق تمثل ديناً لحامل الورقة على المصدر ،ونالق عليها اصاالحاً
"السند " في هذه الورقة تميي اًز لها عن "الصك" كما سوف يرد .جاء في قرار مجم
الفقه اإلسالمي الدولي رقم 6/11/62ما نصه " :السند شهادة يلتزم المصدر
بموجبها أن يدف لحاملها القيمة االسمية عند االستحقاق ،م دف فائدة متفق عليها
منسوبة إلى القيمة االسمية للسند ،أو ترتيب نف مشروا سواء أكان جوائز توزع
بالقرعة ،أم مبلغاً مقاوع ًا أم خصماً .فقد قرر المجلس :إن السندات التي تمثل التزاماً
بدف مبلغها م فائدة منسوبة إليه ،أو نف مشروا محرمة شرعاً ،من حيث اإلصدار
أو الشراء أو التداول ،ألنها قروض ربوية ،سواء كانت الجهة المصدرة لها خاصة،
أو عامة ترتبا بالدولة ،وال أثر لتسميتها شهادات ،أو صكوكاً استثمارية ،أو ادخارية،
أو تسمية الفائدة الربوية الملتزم بها ربحاً ،أو ريعاً ،أو عمولة ،أو عائداً".
أوراق ملكية:
وهى تمثل حصة شائعة لحامل الورقة في ملكية أصل ،أو أصول متنوعة،
وهى ثالثة أنواع:
ويعرف السهم في القانون التجاري بأنه :صك يمثل حصة شائعة في
-األسهمَ ،
رأس مال شركة المساهمة .لألسهم عدد من الخصائص أهمها اآلتي:
أنها متساوية القيمة ،فال يجوز إصدار أسهم عادية من شركة واحدة ()1
بقيم مختلفة؛
القابلية للتداول ،فيستاي مالكها أن يعرضها في السوق أثناء فترة ()2
16
تعرف الوحدة االستثمارية بأنها حصة مشاعة
-الوحدات االستثمارية؛ حيث َ
في صندوق استثماري .والصندوق االستثماري عبارة عن وعاء تنشئه مؤسسة
مالية متخصصة في إدارة االستثمارات لغرض جم األموال واستثمارها في
مجاالت متعددة.
تتنوع الصناديق االستثمارية العتبارات عدة:
( )1من حيث نشااها تنقسم إلى-:
صناديق المرابحة؛ وفيها تستثمر أموال الصندوق في شراء سل ثم (أ)
بيعها باألجل؛
(ب) الصناديق العقارية ،وهى تستثمر في شراء عقارات وتاويرها ،ثم
بيعها أو تأجيرها؛
(ج) صناديق األوراق المالية ،حيث االستثمار في المتاجرة في األوراق
المالية ،كاألسهم والصكوك وغيرها.
17
– الصكوك:
الفقه اإلسالمي الدولي ق ارراه رقم تعريفاً بالصك فقد أصدر مجم
ونصه:
( ،178)19/4دورة 1430 ،19هـ 2009-مّ ،
"أما التصكيك(التوريق اإلسالمي) فهو إصدار وثائق أو شهادات مالية متساوية
القيمة تمثل حصصاً شائعة في ملكية موجودات( أعيان ،أو مناف ،أو حقوق ،أو
خليا من األعيان والمناف والنقود والديون ) قائمة فعالً ،أو سيتم إنشاؤها من حصيلة
االكتتاب ،وتصدر وفق عقد شرعي وتأخذ أحكامه".
الصكوك نوعان:
النوع األول ،صكوك تمثل ملكية ألعيان أو لمناف ،ومنها:
( )1صكوك المضاربة؛ وهي تمثل مشروعات أو أنشاة تُدار على أساس
المضاربة ،بتعيين مضارب من الشركاء ،أو غيرهم إلدارتها،
( )2صكوك اإلجارة؛ وهى تمثل أصوالً مؤجرة ،أو موعوداً باستئجارها ،ويستحق
حملة الصكوك األجرة عن فترة التأجير ،ثم تافأ قيمة الصكوك بنقل ملكيتها
للمستأجر ،أو لارف ثالث ،والغالب أن يكون ذلك باإلجارة المنتهية بالوعد
بالتمليك؛
( )3صكوك المنافع؛ وهى كصكوك اإلجارة إال أن ما يملكه حملة الصكوك هنا
هو المناف ألعيان قائمة ،أو موصوفة في الذمة؛
( )4صكوك الخدمات ،وهي تمثل خدمات موصوفة في الذمة ،أو من جهة
معينة ،كخدمة التعليم من إحدى الجامعات ،بحيث تستوفي الجهة األجيرة
أجرتها من حصيلة االكتتاب في الصكوك ،وتصبح تلك الخدمات مملوكة
لحملة الصكوك.
النوع الثاني :صكوك تؤول إلى مديونية ،ومنها:
( )1صكوك المرابحة؛ توظف لتمويل شراء سل ثم بيعها باألجل مرابحة؛
السلم ،وتصبح السل المسلم فيها
السلم؛ توظف لتمويل رأس مال ّ
( )2صكوك ّ
مملوكة لحملة الصكوك؛
18
( )3صكوك االستصناع؛ توظف لتمويل تصني سل ،وتصبح السل المستصن
بها ملكاً لحملة الصكوك.
( )
16 -2.2.3الفرق بين الصكوك واألدوات المالية األخرى
– الصكوك والوحدات االستثمارية:
ال منهما عبارة عن وثيقة إلثبات
يتفق الصك والوحدة االستثمارية في أن ك ً
تملك حاملها جزءاً مشاعاً من موجودات صندوق االستثمار أو موجودات وعاء
الصكوك ،ويفترقان في اآلتي-:
اء في أسواق البورصات العالمية ،إذ هي ( )1الصكوك مهيأة لتداولها بيعاً وشر ً
بديل شرعي عن السندات النقدية الربوية ،أما الوحدة االستثمارية فتداولها في
الغالب محصور بين مالك الوحدة ومدير صندوق الوحدة ،إال أن بعض
األنظمة تتيح تداول وحدات الصندوق في السوق الثانوية.
الصكوك تنشأ عادة لتمويل المصدر لها ،والستثمار المكتتب فيها ،بينما () 2
إنشاء الصناديق في األصل إنما يكون الستثمار المشتركين في الصندوق ،وال
منشئ الصندوق ،أو غيره ،فالغالب أن غرض يلزم أن يكون لتمويل
الصندوق استثماري بحت ،بينما الصكوك ال تُنشأ إال للتمويل من جهة،
واالستثمار من جهة أخرى في الوقت نفسه.
-الصكوك واألسهم:
تشترك الصكوك م األسهم في خاصية أن كليهما يمثل حقوقاً مشاعة في
موجودات متنوعة ،اقتنيت بغرض االستثمار ،ومن ثم توزي األرباح على حامليها.
كما أن الموجودات تدار من جانب جهة معينة تكون مسئولة من قبل حملة األسهم
والصكوك ،وأن كالً من حاملي األسهم والصكوك لهم الحق في بي ما يملكون من
األسهم والصكوك إلى غيرهم متى أرادوا ذلك.
-16أنظر بحث " :الصكوك " للدكتور عبداهلل بن محمد المالق (ندوة الصكوك اإلسالمية :عرض وتقويم) ،مرج سابق.
19
تتميز األسهم عن الصكوك في أن السهم يمثل في العادة ملكية ُمشاعة في
شركة معينة ،وفي أن حامل السهم له حقوق مباشرة على إدارة الشركة ،فله صوت
في تعيين اإلدارة وعزلها ،وفي إقرار الحسابات الختامية وتوزي األرباح ،فضالً عن
المشاع في موجودات أكثر من شركة مساهمة ،وذلك
أن السهم قد يمثل حصة على ُ
في حال الشركة القابضة .كذلك فإن الشركات غير محددة بزمن فهي باقية مدة
صالحيتها للبقاء ،أما الصكوك فهي ُمحددة بمدة معينة تجري في نهايتها تصفيتها.
الصك يمثل عادة حقوقاً في موجودات متنوعة ،بعضها قد يكون حقوقاً
مشاعة في شركات(أسهم) ،وبعضها أعيان تستغل مباشرة بمعرفة مدير االستثمار.
وعالقة حامل الصك بمدير الصكوك هي عالقة مضاربة ومن ثم تختلف عن عالقـة
حامل السهم بإدارة الشركة فحامل الصك ليس له الحق في تعيين إدارة الصكوك وال
عزلها ،وان كان له الحق في بي صكه إلى الغير ،تماماً كما في حال السهم .
-الصكوك والسندات:
السند يمثل قرضاً بفائدة ،ولذا فهو محرم لما فيه من ربا القرض الذي هو نوع
من ربا الجاهلية ،بينما يمثل الصك حقاً على الشيوع في موجودات مستثمرة يكون
بعضها أعياناً وبعضها ديوناً ونقوداً ،ويقوم على أساس قاعدة الغرم بالغنم.
وللتمييز بين حقيقة السند وحقيقة الصك فقد صدر من المجلس الشرعي التاب
لهيئة المراجعة والمحاسبة بيان( 26شعبان 1428هـ 8-سبتمبر 2007م – مكة
المكرمة) للصيغة الشرعية التي يجب أن تكون الصكوك اإلسالمية وفقها ،وهي
كاآلتي:
أوالً :ينبغي إصدار الصكوك على أساس مشروعات تجارية أو صناعية جديدة
يساهم فيها حملة الصكوك ،وان صدرت على أساس مشروع قائم فالواجب أن تمثل
الصكوك ملكية تامة لحملتها في موجودات حقيقية من شأنها أن تتملك وتُباع ،سواء
أكانت أعياناً ،أم مناف ،أم حقوقاً معنوية؛
ويتفرع عن ذلك:
20
-1إذا كانت الصكوك تمثل إيرادات فقا دون األصول فال يجوز إصدارها
وال الدخول فيها وال تداولها؛
-2إذا كانت الصكوك تمثل أسهم الشركات فالبد من تسجيلها باسم حملة
الصكوك ،أو من يمثلهم ،وال تكفي ملكية الحق في أرباح األسهم
فقا( )Beneficial ownershipلكونها في هذه الحالة ال تمثل إال اإليرادات؛
-3تُسجل الملكية باسم حملة الصكوك ،أو من يمثلهم ،وفي حالة تعذر
ذلك يجب الحصول على سند ضد يعترف به القانون لنقل ُغنم
الموجودات وغرمها إلى حملة الصكوك ،أو إلى من يمثلهم؛
-4ال يجوز أن يشتمل عقد نقل الملكية إلى حملة الصكوك ،أو من يمثلهم
على شرا تأجير العين بعد البي إلى ناقل الملكية ،وال على شرا وعد
المستأجر بشرائها؛
-5ال يجوز بي الديون كديون المرابحة إال إذا باعت جهة تجارية ،أو
مالية جمي موجوداتها ،أو موجودات محفظة قائمة لديها سابقاً ولها ذمة
ٍ
فحينئذ تدخل الديون تابعة مالية ،أو باعت حصة شائعة من موجوداتها،
لألعيان ،والمناف غير مقصودة في األصل ،وذلك بضوابا مذكورة في
المعيار الشرعي رقم ( )21بشأن األوراق المالية(األسهم والسندات).
ثانياً؛ يجب أن توزع عوائد المشروع على حملة الصكوك بالغة ما بلغت بعد حسم
المصروفات بما فيها من أجرة المدير ،أو حصة المضارب في الربح ،ولئن
كان هناك حافز للمدير فإما أن يكون على أساس الربح المتوق بحيث إذا زاد
الربح الفعلي على الربح المتوق حسب دراسة الجدوى فيكون له ما زاد ،وأما
إذا كان هناك توزي دوري على حملة الصكوك على أساس مؤشر فيجب أن
يكون التوزي تحت الحساب وخاضعاً للتصفية النهائية عند إافاء الصكوك،
وما تحقق من الربح الفعلي زائداً على المؤشر ينبغي أن يحتفظ به كلياً ،أو
( )
17 جزئياً ليكون احتيااياً للتوزيعات الدورية المستقبلية ولدرء الخسائر؛
-17يرى الشيخ عبداهلل بن سليمان المني " :أن من إصالح إجراءات العمل بالصكوك لتكون صكوكاً إسالمية صدقاً وعدالً التخلي عن
اشتراا أن يكون للمدير ما زاد عن نسبة معينة في صافي الربح ،فصافي الربح حق ألرباب األموال وليس للمدير حق فيه ،إال ما كان
21
ثالثاً؛ ال يجوز للمدير سواء كان مضارباً ،أو شريك ًا ،أم وكيالً باالستثمار أن يلتزم
بتقديم قرض إلي حملة الصكوك عند نقص الربح الفعلي من الربح المتوق ،
المشار إليه أعاله إن وجد ،أو بتمويل
وله أن يغاي النقص من االحتيااي ُ
شرعي على حساب حملة الصكوك بشرا أن يكون ذلك منصوصاً عليه في
نشرة االكتتاب؛
رابعا؛ يتعين على الهيئات الشرعية أن ال تكتفي بإصدار فتوى لجواز هيكلة
الصكوك ،بل يجب أن تدقق العقود وتراقب ارق تابيقها والتأكد من أن
العملية تلتزم في جمي مراحلها بمتالبات الشريعة ،بما فيها الضوابا السابقة؛
خامسا؛ سبق أن نص المجلس الشرعي في المعيار الشرعي رقم( )12بشأن
الشركة(المشاركة) والشركات الحديثة البند ،2/6/1/3وفي المعيار الشرعي
رقم( )5بشأن الضمانات البند ،1/12/2و ،2/2/2أنه ال يجوز للمضارب أو
الشريك أو وكيل االستثمار أن يتعهد بشراء األصول بقيمتها االسمية ،بل يجب
أن يكون الشراء على أساس صافي قيمة األصول(القيمة السوقية) ،أو بثمن
يتفق عليه عند الشراء"...أه.
( )
18 -3.3العقود الشرعية التأسيسية للصكوك
تقوم فكرة الصكوك اإلسالمية على أساس االستثمار في واحد ،أو أكثر من
العقود المشروعة في الفقه اإلسالمي؛ ومنها اآلتي:
في نااق المعقول كجزء من صافي األرباح مكافأة له على حسن األداء إن كان حسن األداء وبايب ٍ
نفس من أهل حملة الصكوك بعد
حصول مقتضاه ،ثم إن حسن األداء ال يُعرف إال بعد العمل ،فقد يكون أداؤه ممتا اًز أو جيداً أو متوسا األداء ،أو أنه سيئ األداء،
والمكافأة يجب أن تكون على قدر حسن األداء ،فعلى توجه استحقاقها فيجب أن تكون على قدر األداء ،واذا كان مدير الصندوق يرى
أن أجره على عمله قليل ،فله الحق أن يالب األجر الذي يكافئ عمله .أما أن تكون المسألة مبنية على تغرير أرباب األموال من
حيث دعوى أن أجرة اإلدارة قليلة جدا بينما نصيب األسد يأخذه المدير من الخلف بدعوى أن ذلك مكافأة له على حسن األداء ،فهذا
تغرير بأصحاب األموال وظلم لهم ،ومجاراة للمصرفية التقليدية بثبات العائد ،وهذا ما ال يجوز أن ُينسب إلى المنتجات االستثمارية
اإلسالمية"..أه؛ ( "الصكوك اإلسالمية تجاو از وتصحيحا" -ندوة الصكوك اإلسالمية :عرض وتقويم).
-18أنظر بحث" :الصكوك" لعبدهللا بن محمد المطلق ،المُشار إليه سابقا ً.
22
–1.3.3عقد المضاربة:
وتسمى القراض والمعاملة ،وهى دف مال معلوم لمن يتجر به ببعض ربحه
ُمشاعاً ،قال بن المنذر " :أجم أهل العلم على أن للعامل أن يشترا على رب المال
ثلث الربح ،أو نصفه ،أو ما ُيجمعان عليه ،بعد أن يكون ذلك معلوماً جزءاً من
أجزاء" (.)19
-2.3.3عقد السلم:
" السلم أو السلف هو عقد بي يعجل فيه الثمن ويؤجل فيه المبي .فهو
بذلك بي آجل بعاجل ،وهو عكس البي بثمن مؤجل(الضرير ،السلم ،ص .)2وللفقهاء
اصاالحات استعملوها لبيان أاراف ومفردات عقد السلم .فيسمي المشتري "رب
السلم" ،أو "المسلم" ،ويسمى البائ "المسلم إليه" .أما المبي (السلعة) فيسمى " المسلم
ج20.")995/ 4 فيه" ،والثمن "رأس مال السلم" (الزحيلي،
-3.3.3عقد االستصناع:
االستصناع في االصاالح هو عقد على مبي موصوف في الذمة ،تظهر
فيه صناعة البائ على وجه مخصوص.
وهو عند جمهور الفقهاء القدامى من بي السلم تشترا فيه شروا السلم،
ال الب من صان أباريق أن يعمل له عشرة
وعند الحنفية عقد مستقل؛ فلو أن رج ً
أباريق صنعها كذا ،وتنتهي في يوم كذا ،ثم سلم ثمنها في مجلس العقد صح ذلك
عند جمي العلماء ،ألنه سلم استوفى شرواه ،لكن لو أنه لم يسلَم الثمن في مجلس
العقد بال العقد عند الجمهور ،وصح عند الحنفية .فهو عند الجمهور سلم فاسد
وعند الحنفية عقد استصناع .وقد أخذ عامة فقهاء هذا العقد بمذهب الحنفية.
.
-19اإلجماع البن المنذر( ج ، 1ص )98
-20السلم :بديل شرعي للتمويل المصرفي المعاصر؛التجاني عبد القادر أحمد(ط -1إ2؛ 2006م)؛ اللجنة االستشارية العليا للصكوك
الحكومية؛ وزارة المالية واالقتصاد الوطني؛ السودان.
23
-4.3.3عقد اإلجارة المنتهية بالوعد بالتمليك:
اإلجارة اصاالحاً هي عقد على منفعة مباحة معلومة ،وهى مشروعة
بالكتاب والسنة واإلجماع .اإلجارة المنتهية بالوعد بالتمليك هي عقد إجارة تنتقل في
نهايتها ملكية العين المؤجرة إلى ملكية المستأجر.
( )
21 -4.3التصكيك:
-1.4.3أهمية الصكوك:
الصكوك أداة مالية ظهرت على أيدي علماء االقتصاد اإلسالمي ،وليست
أداة مولَدة .والغرض من وراء الصكوك هو جم األموال من أصحابها واستخدامها
في االستثمار .والمقصود باالستثمار في حالة الصكوك هو اقتناء الموجودات المدرة
للدخل ،بسبب كونها موظفة في نوع من النشاا االقتصادي .هذا االقتناء يهيئ
لقااع األعمال الحصول على الموجودات المالوبة للنشاا بأقل تكلفة تمويل
ممكنة ،كما يهيئ لحملة الصكوك المشاركة في الدخل الناجم عن النشاا
االقتصادي .ومن المهم من الناحية الشرعية أن نحدد المقاصد الشرعية من وراء
إصدار األدوات المالية عامة والصكوك خاصة ،ومنها:
أن تعين األداة المالية على جم األموال من أصحابها ،واستثمارها من ()1
قبل المتخصصين ،بأقل التكاليف الممكنة وبأسهل الارق المتاحة؛
أن تهيئ ألصحاب األموال فرصاً لتوظيف أموالهم تحقق لهم اآلتي: ()2
ارتفاع درجة األمان إلى أقصى حد ممكن ،وانخفاض المخاار إلى
أدنى حد ممكن؛
ارتفاع العائد من التوظيف إلى أعلى حد ممكن؛
إمكان تسييل المال واسترداده دون تأخير.
-21أنظر بحث " :أسواق الصكوك اإلسالمية وكيفية االرتقاء بها "؛ معبد علي الجارحي وعبدالعظيم جالل أبو زيد( ندوة الصكوك
اإلسالمية :عرض وتقويم ) .أنظر أيضاً بحث " :إدارة مخاار الصكوك اإلسالمية باإلشارة للحالة السودانية "؛ فتح الرحمن علي
محمد صالح( ملتقى الخراوم للمنتجات المالية اإلسالمية النسخة الرابعة ،أبريل .) 2012 ، 6-5
24
( )3أن يوازن بين مصالح أصحاب األموال ومصالح المستثمرين بحيث ال
تستغل فئة األخرى ومن ذلك اآلتي:
أن تتاح الفرصة ألصحاب رؤوس األموال في الحصول على كافة
المعلومات الالزمة عن ابيعة واجراءات االستثمار ونتائجه ،حتى
وفعالة؛
يتمكنوا من متابعة استخدام أموالهم بصورة مستمرة َ
أن تتاح الفرصة ألصحاب رؤوس األمـوال لمحاسبة المستثمرين في
حالة اإلهمال والتقصير ومخالفة شروا العقد؛
أن يتم إصدار وتداول الصكوك واستثمار حصيلتها بما يتفــق م
أحكام الشريعة الغراء ،وبما يحقق مقاصدها.
-2.4.3آليات التصكيك
-تصكيك الموجودات الحاضرة:
يتم في هذا النوع من التصكيك إعداد الموجودات الموظفة في االستثمار أوالً،
ومن ثم إصدار صكوك بقيمتها .تتضمن آليات التصكيك الخاوات اآلتية:
( )1تبدأ عملية إصدار الصكوك بتكوين الموجودات الصالحة للتصكيك ،وهذا
يتالب شراء هذه الموجودات أو بنائها أو صناعتها إذا كانت أعياناً .كما
يتالب شراء مناف الموجودات(عن اريق استئجار الموجودات المتعلقة بها أو
امتالكها) ،إذا كان التصكيك سيجرى على المناف .وفي حالة تصكيك
الخدمات البد من شراء تلك الخدمات بمواصفات معينة ولفترة محددة ،تمهيداً
لتصكيكها؛
الموجودات في حزمة واحدة بغرض التصكيك يتالب عناية ( )2تجمي
خاصة ،ذلك أن الهدف من وراء التصكيك هو تقديم جملة موجودات تكون في
عدم مجموعها أفضل وأكثر جاذبية للمستثمر ،من حيث المخاار ،م
اإلخالل بالعائد .من الخاأ الشائ في التصكيك أن تجم موجودات من نوع
واحد في صك واحد ،إذ يغلب أن مخاار الموجودات المصككة يرتبا بعضها
ببعض فتقل وتزيد معاً وفي االتجاه نفسه ،مما يعني أن حامل الصكوك لن
25
يجد ما يجذبه في تلك الصكوك ،والبد من تعويضه بتقديم المزيد من
الضمانات لتحسين المنظور المخااري لمجموعة الموجودات .لذلك فمن
األفضل الحرص على االستفادة ما أمكن من خاصية تنوي الموجودات ،بما
يجعل حزمة الموجودات المصككة أقل مخاارة من أي من الموجودات على
حدة.
( )3الخاوة التالية هي أن يقوم مالك الموجودات باستثمارها إذا لم تكن مستثمرة
فعالً.
( )4يتم إنشاء هيئة ذات غرض خاص( )SPVتكون مهامها:
حماية حقوق حملة الصكوك؛
إدارة الموجودات واستثمار ما ليس مستثم اًر منها؛
تحصيل الدخل من أرباح وايجارات وغيرها؛
الحرص على أن تكون تكاليفها في أضيق الحدود؛
توزي صافي دخلها على حملة الصكوك تباعاً؛
تصفية الموجودات في نهاية مدة الصكوك ،وتوزي ناتج التصفية على
حملة الصكوك .
( )5العالقة بين حملة الصكوك والهيئة الخاصة وفيها القضايا اآلتية:
( )1.5غالباً ما تُبنى العالقة بين حملة الصكوك والهيئة الخاصة على أسـاس
عقـد المضاربة ،وفي هذه الحال ال يتدخل حملة الصكوك في تفاصيل أعمال
الهيئة ،وانما عليهم أن ينتظروا النتائج؛
( )2.5الهيئة الخاصة ينشئها ويملكها في الغالب المالك األصلي للموجودات
المصككة ،وقد يؤدي ذلك إلى أن تحدد مهام الهيئة وصالحياتها وقت
إنشائها بما يتفق م مصالحه التي قد تتعارض م مصالح حملة
الصكوك ،وفي هذا تضارب بين مصالحهم وأغراض الهيئة الخاصة؛
26
( )3.5عقد المضاربة من عقود األمانة ،فهو يعتمد على أمانة المضارب وال
يحمله المسئولية إال في حالة إثبات الخاأ الجسيم أو مخالفة العقد
مما يصعب إثباته من قبل حملة الصكوك لقلة معلوماتهم؛
لعدم تماثل المعلومات بين حملة الصكوك ( )4.5عقد المضاربة يخض
والمضارب حول استخدام ممتلكات حملة الصكوك مما قد ينجم عنه
استخدام الموجودات مخاار النزوع السيئ التي تناوي على
المصككة في غير ما ُخصصت له .ولما كانت قدرة حملة الصكوك
على المراقبة الدائمة للهيئة الخاصة محدودة جداً فإنه ال سبيل لديهم
للتحوا ضد مخاار النزوع السيئ؛
( )5.5األفضل أن تبنى العالقة بين حملة الصكوك والهيئة الخاصــة على
أساس المشاركة حيث تنتفي ظاهرة عدم تماثل المعلومات وبالتالي
تزول مخاار النزوع السيئ؛
( )6لما كان من الضروري التأكد من توافق الموجودات م الشريعة من حيث النوع
وعقود االستخدام فإنه البد من وجود هيئة رقابة شرعية تشرف على ضمان هذا
التوافق ،وتأسيس جهاز تدقيق شرعي يعمل تحت إشراف الهيئة الشرعية؛
( )7تقوم الهيئة الخاصة باستثمار الموجودات غير المستثمرة التي حولت إليها
بغرض التصكيك من خالل عقد من عقود االستثمار والتمويل اإلسالمي؛
( )8بعد اكتمال ربا الموجودات بالمستثمرين يتم ترتيب هيكل الصكوك وعقودها،
وبموازاة ذلك يتم تقييم الجدارة االئتمانية للصكوك بغرض تصنيفها .الجوانب
التي سوف تركز عليها الجدارة االئتمانية للصكوك تتمثل في اآلتي:
( )1.8ابيعة الموجودات المصككة ومدى استقرار أسعارها ،والقدرة على
استرداد قيمتها االسمية دون خسارة؛
( )2.8قدرة المستثمرين للموجودات على الوفاء بالتزاماتهم ،وعلى أداء
مهامهم االستثمارية على أكمل وجه؛
( )3.8قدرة حملة الصكوك على االستحواذ على الموجودات والتصرف فيها،
في حالة عجز المستثمرين عن األداء؛
27
( )4.8يدخل أيضاً في تصنيف الصكوك أشياء من ابيعتها مثل هيكل
الصكوك ومدى ماابقته للشريعة ،مؤهالت أعضاء الهيئة الشرعية؛
( )5.8يمكن تحسين التصنيف بتقديم ضمانات إضافية ألصحاب الصكوك
كضمان ارف ثالث لألصل أو العائد أو كليهما؛
( )6.8إذا كانت الهيئة الخاصة سوف تقوم بتقديم الضمان ،فيمكنها القيام
اريق تقديم وعد بشراء موجودات الصكوك في نهاية بذلك عن
أجلها ،بسعر السوق وقت الشراء أو بالسعر العادل الذي يحدد بالتقييم
وقت الشراء .ولكن الهيئة بصفتها مضارباً أو شريكاً أو وكيالً ال يجوز
لها الوعد بشراء الموجودات بسعر يحدد سلفاً ،ألن ذلك يناوي على
ضمان يفسد المضاربة؛
( )7.8إذا تم تقديم الضمان من ارف ثالث فيمكن أن يكون الوعد بشراء
الموجودات بسعر يحدده الواعد؛
( )8.8يمكن تحسين التصنيف االئتماني أيضاً عن اريق تكوين احتيااي
ضد مخاار استثمار الموجودات ،ويتم ذلك باحتجاز نسبة يتفق عليها
م حملة الصكوك في نهاية كل فترة حتى يصل االحتيااي إلى نسبة
معينة من قيمة األصول .ويبقى االحتيااي ملكاً لحملة الصكوك،
يعود إليهم عند التصفية؛
( )9تقوم الهيئة الخاصة بترتيب ضمان اإلصدار من خالل أحد البنوك
اإلسالمية (استثمار أو تجاري )؛
( )10تقوم الهيئة بإعداد نشرة إصدار الصكوك التي تضم كافة العناصر
والشروا المتعلقة بشرائه ا وتوزي أرباحها وتصفيتها في نهاية الفترة .كما تضم
قائمة بالموجودات المشمولة في ملكية حملة الصكوك؛
( )11تقوم الهيئة بإصدار صكوك متساوية القيمة ،ويتم تسويقها؛
( )12بعد إصدار الصكوك ،تقوم الهيئة الخاصة باآلتي:
( )1.12إدارة موجودات الصكوك؛
( )2.12متابعة استخدام الموجودات وصيانتها والتأمين عليها؛
28
( )3.12تلقي العوائد من المستثمرين( أرباح ،إيجارات ...الخ )؛
( )4.12إصدار نشرة دورية إلعالم حملة الصكوك بكافة التاورات التي تا أر
على ممتلكاتهم؛
( )5.12صرف األرباح في مواعيدها لحملة الصكوك؛
( )6.12التصفية في نهاية أجل الصكوك.
) (
22 -3.4.3حوكمة هيكلة الصكوك
مفهوم الحوكمة في إااره العام يعني" :عمليات تتم من خالل إجراءات تتخذ
من قبل أصحاب المصالح لتوفير إشراف على المخاار وادارتها من خالل اإلدارة،
ومراقبة مخاار المنظمة والتأكيد على كفاية الضوابا الرقابية لتجنب هذه المخاار،
مما يؤدي إلى المساهمة المباشرة في إنجاز أهداف الشركة وحفظ قيمها ،م األخذ
بنظر االعتبار أن أداء أنشاة الحوكمة يكون مسؤولية أصحاب المصالح فيها،
)
لتحقيق فعالية رعاية العهدة(22(")Stewardship
-22أنظر بحث" :الصكوك اإلسال مية :رؤية مقاصدية" .عبدالباري مشعل(ندوة الصكوك اإلسالمية :عرض وتقويم)؛ وكذلك أنظر
بحث" :أسواق الصكوك اإلسالمية وكيفية االرتقاء بها" .معبد علي الجارحي وعبدالعظيم جالل أبوزيد(مرج سابق) .أنظر أيض ًا بحث:
"الوظائف االقتصادية للصكوك :نظرة مقاصدية" .عبدالرحيم عبدالحميد الساعاتي(ندوة الصكوك اإلسالمية :عرض وتقويم).
-22انظر بحث" :آليات الحوكمة ودورها في الحد من الفساد المالي واإلداري في الشركات المملوكة للدولة "؛ عباس حميد التميمي
(مرفوع باالنترنت).
29
يقترح عبد الباري مشعل المعايير اآلتية المتعلقة بهيكلة الصكوك:
( )1تحقيق هوية المنتج ومصداقية القصد مما يقتضي أن يعبر هيكل المنتج
وتركيبه ومستنداته بوضوح عن اآلتي:
( )1.1تغاية جمي مراحل التنفيذ؛
( )2.1إبراز وتوضيح وتحقيق المفاصل العملية التي تؤثر في شرعية المنتج
في كل مرحلة ،ونفي الصورية فيها ،كإبراز الملكية وما يترتب عليها
من مكنة التصرف الحقيقية ،وابراز الحيازة وما يترتب عليها من تحمل
الخار الذي تتعرض له العين محل الحيازة ،وابراز خصائص
المشاركة في حال الشركات من تحمل الخسارة إن وجدت وعدم
ضمان العائد؛
( )3.1شرح النظم واإلجراءات الكفيلة بضمان سالمة تابيق المنتج من
الناحية الشرعية؛
( )4.1اجتناب الربا؛ وال يقصد به التركيز على مجرد خلو المنتج من الربا،
وانما إقامته على أسس شرعية بديلة تبرز تميز العمل المالي
والمصرفي اإلسالمي في نتائج تنفيذ المنتج .ال ينسجم م مقاصد
الشريعة بذل الجهد لاللتفاف على الربا الصريح باستحداث منتجات
تخلو آليات تنفيذها من الربا لكن هيكلتها التي تجم بين عدة عقود
تؤدي إلى نتائج ربوية من حيث تراكم الدين وتضاعفه على المدين،
وتحقق للبنك العوائد الربوية نفسها الصريحة ولكن بتأويل؛
( )5.1الخراج بالضمان والغرم بالغنم :مما يناقض هذا المعيار تفريغ قاعدتي
الغرم بالغنم ،والخراج بالضمان من مضمونهما بفعل بعض االختيارات
الفقهية التي أسهمت في تقليل المسؤولية عن الملكية وتحويل الحيازة
الشرعية إلى ناحية شكلية وصورية ال تعكس أي مسؤولية للمالك عن
لمصدر الصكوك في مواجهة ملكه ،مثل ضمان الصان
المستصن (حملة الصكوك) فيما يتعلق بمحل عقد االستصناع ،وبي
المسلم فيه قبل قبضه؛
30
الغرر والجهالة :يجب التنبيه إلى مداخل الغرر في الجهود ( )6.1من
الحثيثة المبذولة لدعم اإلجارة المتغيرة والسعر المتغير في بي
ال من
المرابحة ،وتأجيل تحديد الكمية في المسلم فيه إلى يوم التسليم بد ً
بناء على تغير تكاليف
يوم التعاقد ،وجعل سعر االستصناع متغي اًر ً
المستصن فيه؛
( )7.1كفاية الفتوى :إن وجود فتوى بإجازة فكرة المنتج ليس كافياً للحكم
الجوانب بإجازة المنتج المعلن عنه ،وانما يجب أن تشمل الفتوى جمي
المتعلقة بالمنتج م ن حيث التصميم والتسويق وآلية التنفيذ بجانب المستندات
والنماذج المستخدمة في ذلك كله.
( )2سالمة التنفيذ العملي :قد تتفق النتائج النهائية للتابيق العملي للمنتج في
بعض الحاالت م أحكام الشريعة لكن هذا ليس كافياً للحكم بسالمة التنفيذ.
تتمثل الشروا الموضوعية لضمان سالمة التنفيذ في اآلتي:
( )1.2سالمة تصميم المنتج من حيث الشكل؛
( )2.2سالمة التسويق؛
( )3.2كفاية وكفاءة سياسات واجراءات تنفيذ المنتج؛
( )4.2تكامل المستندات والنماذج والعقود المستخدمة في تنفيذ المنتج؛
( )5.2كفاية وكفاءة الموارد البشرية المعنية بتنفيذ المنتج؛
( )3حوكمة التدقيق الشرعي :بعض جوانب الحوكمة الخاصة بالمنتج تؤثر في
مدى تأهيل المنتج لاللتزام الشرعي ،منها:
( )1.3غياب التدقيق الشرعي الداخلي والخارجي أو أحدهما؛
( )2.3ضعف التدقيق الشرعي الداخلي والخارجي أو أحدهما؛
( )3.3عدم استقالل التدقيق الشرعي الداخلي والخارجي أو أحدهما.
يرى كل من معبد الجارحي وعبدالعظيم جالل أن اآلليات المستخدمة
حالياً إلصدار الصكوك يعيبها تضارب المصالح بين االب األموال الذي يقوم
بإصدار الصكوك وينشئ هيئة ذات غرض خاص يملكها بينما مالوب منها أن
ترعى مصالح حملة الصكوك .لذلك يقترحا أن يقوم االب المال بإنشاء الهيئة
31
الخاصة كشركة مساهمة يكون رأسمالها قيمة الصكوك المصدرة ويتملك حملة
الصكوك حصصاً على المشاع فيها بنسبة ما يحملونه من صكوك .ويمكن
للمصدر أن يحتفظ بنسبة من الصكوك فتكون له حصة في رأسمال الهيئة.
ويمكن عندها لحملة الصكوك تعيينه إن أرادوا مدي اًر للهيئة الخاصة ،ولهم الحق
في مراقبة أعمال الهيئة ومحاسبة إدارتها.
32
شكل رقم ()2
أحكام تملك وتداول الصكوك بحسب العقود المستخدمة في استثمار الموجودات
33
( )1.5تداول الصكوك باعتبار ما تمثله من حقوق على المشاع ال أعيان معينة
مقبوضة
تمثل الصكوك حقوق ملكية في موجوداتها على سبيل المشاع بين حملة
الصكوك ،إ ذ ال تتعين حصة حامل الصك في موجودات الصكوك ،وهي
بالتالي غير مقبوضة منه ،لكن الفقهاء على جواز بي الحصة الشائعة في
الملك المشترك دونما حاجة للفرز ،ويعد القبض الجمعي للملك المشترك من
قبل الشركاء كافياً لتحقق القبض الشرعي المشروا في البي .
( )2.5أحكام الشفعة وبيع الصكوك:
أثبت الفقهاء الشفعة للشريك في الملك باتفاق ،فتشترا موافقته عند بي شريكه
حصته ألجنبي .لكن الشفعة من الحقوق التي يمكن التنازل عنها بعد حدوث
سببها وهو الملك ،فيملك الشريك أن يتنازل عن حقه بالشفعة بعد التملك .وقد
نصت مجلة األحكام العدلية على عدم اشتراا إذن الشريك عند بي الحصة
المعلومة الشائعة.
( )3.5المقصود بتداول الصكوك
يراد بتداول الصكوك بيعها في السوق الثانوية بعد شرائها من قبل المكتتبين،
على التفصيل اآلتي:
-1.3.5تداول الصكوك التي أصدرت مقابل أعيان موجودة جائز ،ألن هذه
الصكوك تمثل تلك األعيان ،فيكون تداول الصكوك إعادة بي لتلك األعيان ،وهو
جائز؛
-2.3.5تداول الصكوك التي أصدرت مقابل موجودات موصوفة بالذمة ال يجوز
الشتمال العملية على بي ما لم يقبض؛
-3.3.5تداول الصكوك التي لم تستخدم حصيلتها في شراء أعيان يعد غير جائز
ألن الصكوك في هذه المرحلة ما زالت تمثل نقوداً فيكون بيعها بيعاً للنقود ،إال أن
تتحقق شروا بي النقود ببعضها من التقابض وتساوي سعر البي م القيمة االسمية
للصك فيجوز؛
34
-4.3.5بعد البدء في إدارة موجودات الصكوك من خالل شراء موجودات جديدة
يجوز تداول الصكوك ،ويراعى أن تكوين الموجودات المملوكة لحملة الصكوك قد
يتغير بين األعيان والديون والنقود؛
- 5.3.5عند تصفية الصكوك يقوم مديرها ببي كافة األعيان وسداد المستحقات من
الديون ،وتحصيل ما يستحقه حاملوا الصكوك من الديون ،وتتحول كافة الذمم إلى
نقود .في هذه الحال ال يجوز تداول الصكوك إال بمبلغ يساوي حصتها المتبقية من
النقود.
-4.5تداول الصكوك التي تشتمل موجوداتها على نقود أو ديون :يرجح معبد
الجارحي وعبدالعظيم جالل جواز بي الدين إلى الغير م انتفاء الربا إذا انتفى
الغرر بأن كان المدين معروفاً بمالءته وحرصه على سمعته التجارية ،أو إذا
الدين في حكم المتيقن الوقوع،
كفله من كان شأنه كذلك ،إذ يكون قبض ّ
وينتفي الغرر.
رتب الباحثان على هذا الرأي انتفاء الغرر في بي الصكوك المشتملة على الديون
نظ اًر لتوثيق الديون في الغالب وأخذ ضمانات السداد الكافية.
35
وقد قيد الباحثان معيار الغلبة بأن تكون الحاجة قائمة إلى ذلك ،بأن تشترى وتصكك
شركة ما مثالً بكل موجوداتها المشتملة على النقود والديون ،أو يتحول جزء من
موجودات الصكوك في زمن ما بعد إصدار الصكوك إلى نقود أو ديون.
ويذهب الباحثان إلى أنه إن تعذر عملي ًا في بعض أنواع الصكوك المحافظة على
كون موجودات الصكوك من األعيان هي الغالبة ايلة فترة قيام الصكوك ،لكثرة
تحول األعيان إلى ديون ونقود خالل فترة االستثمار من جراء عمليات البي التي ال
يمكن تقييد حجمها أو جدولتها زمنيا فلعله يمكن اغتفار تداول الصكوك حينئذ وان
نزلت نسبة ما تمثله األعيان عن النصف باعتبار كون ذلك أم اًر اارئاً وعرضياً
ومؤقتاً.
) (
السلم 23 -6.5تداول صكوك
تنشأ صكوك السلم بإحدى اريقتين:
األولى؛ أن تصدر الصكوك بنية استخدام حصيلتها في شراء بضاعة سلماً ،والثانية
؛ أن يكون المصدر هو البائ في السلم(المسلم إليه) .تمثل صكوك السلم ،في
الحالتين ،المسلم فيه بعد توقي عقد السلم ،والمسلم غير مقبوض ،فيكون في تداول
صكوك السلم بي غرر ،وهو ممنوع ،ألنه بي ما لم يقبض ،وقد يتعذر على المسلم
إليه تسليم المسلم فيه إلى رب السلم النقااعه من األسواق أو إفالس البائ ...الخ.
ممنوعا ،أما بعد قبضه فيجوز
ً وعليه يكون تداول صكوك السلم قبل قبض المسلم فيه
تداول صكوك السلم من حين القبض إلى أن تباع بالنقود الحالة أو المؤجلة ،ألن
الصكوك حينئذ ال تمثل نقداً أو ديناً يمن تداولها كما لو صارت إلى مرابحة أو
24. استصناع مثالً بعد بي السل
36
-7.5الضمانات المقدمة لحملة الصكوك
-1.7.5تضمين مدير الصكوك على أساس دراسة الجدوى المقدمة:
ظهرت اجتهادات معاصرة بتضمين مدير الصكوك ،سواء كان شريكاً أو
مضارباً أو وكيالً باالستثمار ،لقيمة الصكوك االسمية ،أي رأسمال المستثمرين حملة
الصكوك ،أو عائدها ،على أساس دراسة الجدوى المقدمة .أي أن يكون مدير
الصكوك قد قدم دراسة اقتصادية عن جدوى المشروع االستثماري ،د ّل فيها على
نجاح المشروع وربحيته ،ثم ادعى الحقاً وقوع الخسارة ،ولم يثبت أن الخسارة خرجت
عن كل التوقعات بحيث ال ينسب إليه شيء من الخاأ.
انتصر الباحثان معبد الجارحي وعبدالعظيم جالل لهذا الرأي بقولهما :إن هذا
قيد ببعض الشروا ،وأن تكون يد مدير الصكوك يد أمانةاالجتهاد يمكن قبوله إن ّ
فال يضمن المال في حال الخسارة إال أن يعجز عن إثبات عدم تقصيره في حفظه أو
استثماره .وهذا الرأي الجديد يختلف عن المعروف في الفقه من حيث تحديد الماالب
بالبينة ،فهو في الفقه رب المال ،وهو بحسب الرأي الجديد المباشر
لالستثمار(المدير) .واستند الباحثان في موقفهما هذا إلى أن ظروف االستثمار في
أيامنا تختلف عن سابقتها ،فقد يكون رب المال مؤسسة إسالمية تستثمر أموال آالف
العمالء وال يمكنها تعريض أموالهم للخار ،ال سيما م كثرة المحتالين ،وضعف
الوازع الديني وفساد الذمم في هذا الزمان .كذلك فإن إقرار مثل هذه الصيغة من
المؤسسات المالية اإلسالمية على الدخول في مجال يشج
ّ صيغ االستثمار
االستثمار الحقيقي بالمضاربة والمشاركة بدالً عن الركون إلى التمويل المالي باريق
البي الشكلي للسل .
) (
23 -2.7.5التعهد بشراء موجودات الصكوك
يقدم مدير الصكوك على اختالف أنواعها أو مصدرها تعهداً بشراء موجودات
الصكوك ،ويجري التعهد بالشراء بأحدي القيم اآلتية:
.1القيمة السوقية لموجودات الصكوك؛
37
.2القيمة العادلة ،أي بتقدير الخبراء بقيمة هذه الموجودات؛
.3بسعر يتفق عليه وقت تنفيذ الشراء ال قبل؛
.4القيمة االسمية؛
.5بسعر يحدده الواعد عند الوعد.
ال يتحقق الضمان في التعهد بالشراء بالقيمة السوقية ،أو القيمة العادلة،
وكذلك في التعهد بالشراء بالسعر المتفق عليه وقت تنفيذ الشراء ما دام برضا
الارفين ،ألن الثمن في كل من الحاالت الثالث السابقة قد يكون أقل أو أكثر من
القيمة االسمية مما ينافي ضمان رأس المال.
عندما يكون التعهد بسعر متفق عليه سلفاً ،أو بالقيمة االسمية ،وان لم تتحقق
المسوغات الشرعية للتضمين ،فهذا يعني حصول الضمان الممنوع حقيقة ،أما
صدور الضمان من ارف ثالث مستقل عن ارفي الصكوك بحيث يمكن تكييفه
بأنه متبرع بدون مقابل ،فذلك جائز ،شرياة استقالل هذا الوعد بالتبرع عن العقد
الذي يحكم العالقة بين ارفي الصكوك ،كما نص على ذلك قرار مجم الفقه
اإلسالمي الدولي رقم )4/5(30بشأن صكوك المضاربة وصكوك االستثمار.
-3.7.5التعهد بشراء موجودات الصكوك ببقية أقساا اإلجارة المتبقية في صكوك
اإلجارة المنتهية بالتمليك :هناك بعض الفتاوى الشرعية التي تجيز تعهد مدير
الصكوك التي تقتصر على أصول مؤجرة بشراء تلك األصول عند إافائها بباقي
أقساا األجرة لجمي األصول باعتبارها تمثل صافي قيمتها.
يرى معبد الجارحي وعبدالعظيم جالل في بحثهما المذكور سابقاً أن هذه المعاملة
غير جائزة لتحقق ضمان رأس المال والربح معاً.
-4.7.5تعهد المستأجر في صكوك اإلجارة بشراء األصول عند اإلافاء بقيمتها
االسمية ،على أال يكون شريكاً أو مضارباً أو وكيالً باالستثمار.
الغالب هنا أن المستأجر هو نفسه بائ األصول المؤجرة ومن ثم تنتهي المعاملة إلى
العينة ،وهي حيلة ربوية ،وقد نهى عنها.
-5.7.5إقراض مدير الصكوك لحملتها عند نقصان الربح الفعلي عن المتوق .
38
الغالب فيما يجري به العمل في الصكوك أن يلتزم مدير الصكوك بإقراض حملة
الصكوك في إحدى الحالتين التاليتين:
.1إذا لم يظهر ربح النشاا الذي استثمرت فيه حصيلة الصكوك في التاريخ
المحدد لتوزي األرباح؛
.2إذا ظهر ربح ولكن دون المتوق لحملة الصكوك في فترة من فترات التوزي ،
فيلتزم مدير الصكوك بإقراض حملة الصكوك ما يحقق الربح المتوق في
التاريخ المحدد لتوزي األرباح ،ثم يسترد مدير الصكوك ما اقرض الحقاً من
األرباح التالية ،أو من أصول الصكوك إن لم يتحقق أي ربح ،وفي الحالة
األخيرة يشتري مدير الصكوك عند إافائها الموجودات بالقيمة االسمية
مضافا إليها المبلغ المقتا في وفاء القرض ،بعد أن نقصت القيمة االسمية
بهذا االقتااع.
هذا التعهد من مدير الصكوك يتزامن معه تعهد من حملة الصكوك بالتنازل
لمدير الصكوك عن الربح المتحقق زيادة عن الربح المتوق لتلك الفترة والذي يحدد
على أساس مؤشر هو سعر الفائدة في تلك الفترة.
يعلّق الباحثان معبد الجارحي وعبدالعظيم جالل على ما تقدم باآلتي " :ونرى
أن اإلشكال يتجاوز هذه الجزئية إلى قضية أعم وأهم ،وهي قضية الحكم على هذه
الصكوك التي تؤسس في بعض الحاالت على نحو يعدم الفارق بينها وبين السندات
المحرمة ،فرأس المال يضمن بالتعهد بالشراء بالقيمة االسمية ،ومدير ّ الربوية
الصكوك يتعهد بدف العائد المتوق المرتبا بسعر الفائدة من الربح الفعلي أو إقراضا
منه ،وحملة الصكوك يتنازلون عن الزيادة على الربح المتوق وهو المرتبا بسعر
الفائدة .أضف إلى ذلك وجود إشكاالت في بعض الصكوك دون بعض كصكوك
اإلجارة كما سيأتي ،من مثل إجراء عقد بي شكلي على ما ال يباع حقيقة من
ممتلكات عامة حكومية ،مما يعني عدم تحقق ملكية حملة الصكوك لموجودات
الصكوك حقيقة .كل هذا ونحوه يجعل من الخاأ محاولة إيجاد مخرج شرعي لكل
جزئية من جزئيات الصكوك كال على حده ،ألنه حتى م إمكان إيجاد التخريجات
39
الشرعية الجزئية ،تصبح الصكوك بهذه الجزئيات جسماً غريباً غير منسجم م روح
الشريعة ومبادئها وأصول أحكامها ".أ.هـ.
40
لمواجهة مخاار خسارة رأس المال(قرار مجم الفقه اإلسالمي الدولي رقم 30بشأن
صكوك المقارضة ).
يرى الباحثان معبد الجارحي وعبدالعظيم جالل وجوب تمكين حامل الصكوك
من ربحه في تشكيل هذا الصندوق عند انسحابه من العملية من استرداد ما اقتا
االستثمارية ألنه غير متبرع بالمبلغ المقتا ،بل رضي بذلك ليفيد هو ذاته منه
الحقاً؛ فهو لم يتركه لآلخرين ،بل تركه لنفسه ليناله الحقاً في وقت ما.
–10.7.5استرداد قيمة الصكوك االسمية بعد إغالق االكتتاب وقبل الشروع
باالستثمار
يجوز لحامل الصكوك استرداد قيمة الصكوك االسمية قبل الشروع
باالستثمار ،وال يعد ذلك من قبيل الضمان الممنوع ،بل من قبيل العدول عن قرار
االستثمار.
41
هنالك رأي آخر يسوق بي الموجودات ثم تأجيرها لصاحبها إجارة منتهية
بالتمليك ،استناداً إلى أن الموجودات المباعة تعود إلى البائ األول عن اريق الهبة،
أو البي بثمن رمزي هو اقل بكثير من الثمن األول .كما أن الموجودات المؤجرة تبقى
على ملكية حملة الصكوك المالكين الجدد ايلة فترة اإلجارة ،فيتحملون مخاارها
ونفقاتها المختلفة.
أصحاب هذا الرأي يتصورون أن هذه المعاملة توفر فيها شراان-:
األول؛ أن عقد البي األول الذي بيعت فيه الموجودات المؤجرة عقد بي حقيقي بين
بائ الموجودات وحملة الصكوك؛
الثاني؛ أن حملة الصكوك يتحملون حقيقة تبعات الموجودات المؤجرة ايلة فترة عقد
اإلجارة ،من حيث ضمان خار األصل المؤجر ،وتحمل نفقات الصيانة
األساسية التي يتحملها المؤجرون عادة ،ونفقات التأمين والضرائب والغرامات
وكل ما يتحمله المالك عادة.
إن واق الممارسة العملية ال يتحقق فيه هذان الشراان ،بل يقوم المؤجر
بتحميل المستأجر تبعات المالك ،كذلك في حال تلف األصل المؤجر أو هالكه فإن
شركة التأمين هي التي تدف قيمة األصل المؤجر الهالك ،وأقساا التأمين إنما
يدفعها المستأجر حقيقة ،فكأن الضامن لتلف األصل المؤجر وهالكه هو المستأجر
ال المؤجر المالك لألصل.
هناك أيضاً حاالت تكون فيها الموجودات التي تستند إليها صكوك اإلجارة
هي ممتلكات حكومية مما ال يمكن بيعه عادة لشركات خاصة أو أفراد كالموانئ
والماارات .فوقوع اإلجارة المنتهية بالتمليك المتالبة شرعاً لتملك المؤجر الحقيقي لما
يؤجره ،على أصول ال يمكن للمصرف أو مؤسسة التمويل اإلسالمي أن تتملكها
وتتصرف فيها بقوة القانون ،ينفى عن المعاملة كونها عملية بي ثم إجارة حقيقية ،بل
ال مستت اًر بفائدة .ثم إن ثمن هذه الموجودات المؤجرة يساوى في عقد
يجعلها تموي ً
البي الذي تشترى به المبلغ المراد تمويله ،وهو قد يكون أقل كثي اًر من القيمة الحقيقية
السوقية لتلك الموجودات ،مما يؤكد أن هذا البي بي صوري.
42
إذن هناك حاجة ماسه إلى التأكد من تحقق الشراين المذكورين في هيكلة
صكوك اإلجارة حتى ال تتحول إلى عينة.
43
16
الصكوك24 -7مخاطر
-1.7تعريف المخاطر ودرجاتها:
يعرف أبو غدة المخاار بأنها "احتمال الخسارة" ،وعليه فإن انتفاء الخسارة،
كما في اإلقراض الربوي المضمون أو تأكد الخسارة كما في التبرعات القائمة على
البذل دون عوض يحصل عليه الواهب ،أو الكفيل م عدم الرجوع ،هي خارج مفهوم
المخاارة.
البد من قياس المخاار لمعرفة درجتها لالستعداد لتحملها ،والبد من تصنيفها
باريقة تمكن من التعرف على درجتها قبل اختيار االستثمار ،من خالل مقارنة
المخاار المتضمنة في الق اررات االستثمارية المختلفة لألنشاة ،ثم مقارنة تلك
المخاار بالعائد المتوق من االستثمار .ومالئمة درجة المخاارة ليست شيئاً مالقاً
في حد ذاتها ،وانما هي مسألة مرتباة باألرباح المتوقعة .وال يلزم من زيادة
المخاار في الفرصة االستثمارية عدم اإلقبال عليها ما دام من الممكن قياسها
وتحقيق عائد مجز مالئم لمستوى المخاارة.
-24أنظر بحث "المخاار في الصكوك وموقف الشريعة من ضمانها"؛ عبد الستار أبو غدة( .ندوة :الصكوك اإلسالمية :عرض
وتقويم) .أنظر أيضاً بحث "إدارة مخاار الصكوك اإلسالمية باإلشارة للحالة السودانية "؛ فتح الرحمن على محمد صالح(مذكور
سابقاً) .أنظر أيضا :دور الصكوك اإلسالمية في تمويل المشروعات التنموية ؛ فتح الرحمن علي محمد صالح؛ منتدى الصيرفة
اإلسالمية -بيروت(2008م).
44
-3.7الصور الممنوعة من حماية الصكوك من المخاطر
ال يجوز شرعاً أن يصدر مدير الصكوك ضماناً للمخاار التي هي من
ابيعة الصكوك مهما كانت اريقة إدارتها(مشاركة ،مضاربة ،وكالة باالستثمار)،
وليس عليه أي التزام تجاه حملة الصكوك ،فال يتحمل ضمان الخسارة الشاملة أو
الجزئية بتلف األصول التي تحول إليها رأس المال إذا حدث ذلك دون ٍ
تعد أو
تقصير.
كذلك الحال في بقية المشاركين حملة الصكوك ال يضمن أحدهم غيره ،ومن
ثم كانت الصكوك الممتازة ممنوعة شرعاً ألنها تقوم على أساس ضمان بقية حملة
الصكوك لحاملي الصكوك الممتازة منها.
45
تعرضها للهالك مهما كان سببه ،أي حتى لو كان ناشئاً عن التعدي والتقصير من
المدير إذا لم يتمكن حملة الصكوك من إلزامه بالتعويض .وليس لحملة الصكوك أو
المدير الدف بباالن العقد أو االمتناع عن الوفاء بالتزاماتهم به بسبب عدم قيام
المتبرع بالوفاء بما تبرع به ،بحجة أن هذا االلتزام كان محل اعتبار في العقد.
–2.5.7ضمان الدولة الصادر بشأن الحسابات البنكية:
توفر البنوك المركزية في أكثر الدول ضماناً للحسابات االستثمارية إلى سقف معين،
وال يخفى أن الصكوك التي تديرها البنوك في حكم الحسابات االستثمارية.
– 3.5.7مؤسسات ضمان االستثمار:
هناك المؤسسة اإلسالمية لتأمين االستثمار وائتمان الصادرات التي أنشاها
البنك اإلسالمي للتنمية ،وهى تعمل وفقا للشريعة ويمكن االشتراك فيها لتأمين
الصكوك.
– 4.5.7توفير متعهد باالسترداد غير الجهة المديرة:
يجوز التعهد برد القيمة االسمية للصك ،إما من خالل تعهد ملزم ،أو
باالتفاق ،إذا كان المتعهد جهة مختلفة عن مدير الصكوك.
5.5.7تعهد المستأجر بالشراء بالقيمة االسمية
المقصود تعهد المستأجر لألصول في صكوك التأجير بشرائها بالقيمة
االسمية ،أو بما يتم االتفاق عليه ،وذلك يحقق ضمان أصول الصكوك ما دامت
الموجودات قائمة .وهو تعهد صادر من ارف ثالث ،فليس من صور الضمان
الممنوع شرعاً ،وهو ليس بضمان للصكوك ذاتها وانما يمثل كحماية لرأس المال
متوقفة علي بقاء األعيان المؤجرة.
– 6.5.7تكوين احتيااي مخاار االستثمار
يجوز اقتااع جزء من أرباح حملة الصكوك ،بعد خصم المقابل المخصص
لإلدارة .ومن خالل هذا االحتيااي يمكنه سد الخسارة التي قد تق على الصكوك،
واذا تعاظم هذا االحتيااي يمكنه تغاية الخسارة الشاملة إن وقعت.
– 7.5.7ضمان الارف الثالث للعوائد
46
يرى عبدالستار أبو غدة جواز أن يضمن ارف ثالث عائدا ثابتا للصكوك
ألنه من قبيل التعهد بالهبة(االلتزام بالتبرع كما قرره المالكية) ،وهو يصدر من نفس
الجهات التي يهمها نجاح المشاري المستهدفة من الصكوك.
–8.5.7تكوين احتيااي معدل األرباح وذلك باقتااع ما يزيد عن نسبة محددة من
أرباح الصكوك(العائد المتوق دوريا) ،ويتم االقتااع من الربح اإلجمالي قبل خصم
مقابل اإلدارة ،ألن االستفادة منه تعود علي حملة الصكوك ومدير الصكوك ،وهو
لضمان العائد المتوق دون اشتراا من اإلدارة.
-9.5.7التأمين التكافلي على االستثمار وديون التمويل
يرى عبدالستار أبو غدة أن هناك حاجة ماسة إلي التأمين علي الديون
المشكوك فيها ،وتتمثل الحاجة هنا في(حفظ المال) الذي هو أحد المقاصد الخمسة
للشريعة ،ودرء الضرر عن المستثمرين الذين يضعون أموالهم في حسابات االستثمار
لدى البنوك اإلسالمية بقصد نمائها بالارق المشروعة.
يؤسس أبوغدة لرأيه هذا بقوله" :من أجل حماية حقوق الدائنين شرعت بعض
البنود التبعية التي غايتها التوثيق ،كالكفالة والرهن ،وحوالة الدين على ملئ أو حوالته
على الحق الذي للمدين ،إذ يؤدي وجود الكفالة إلي أن يصبح الدين في ذمتين بدالً
من ذمة واحدة بسبب الكفالة ،والرهن يصبح للدائن حق على عين يمكنه االستيفاء
منها عند تعذر االستيفاء من المدين بدف ما عليه من مال آخر ،وينتقل حق الدائن–
بالحوالة -من ذمة المدين المتعثر إلي ذمة شخص آخر ملئ ،كما يملك الدائن
المحال حوالة حق استيفاء دينه مما للمدين من حقوق على اآلخرين".أهـ.
47
الوكالة) رأس مال مضمون وال مأمون ولكن هناك ما هو محمي ،أو متحوا له ،م
مراعاة أن تلك الحماية أو التحوا قد تتم وقد ال تتم.
48
أن يوزع مخاار االئتمان التي يتعرض لها ،وأن يقلل من الحاجة إلى متابعة
المدفوعات الناتجة عن كل أصل على حدة.
آلية الصكوك ستوفر للبنوك اإلسالمية السيولة النقدية الكافية للدخول في
عمليات تمويل جديدة ،أو للتوس في نشااها.
التصكيك يساعد المؤسسة المالية على تحسين قوائمها المالية ،وذلك
بالتحرر من قيود كفاية رأس المال ومخصصات الديون.
يساعد في توزي المخاار االئتمانية على قاعدة عريضة من الدائنين.
توفر الصكوك اإلسالمية آلية مناسبة تتعامل بها البنوك اإلسالمية م البنك
المركزي في دوره كمقرض أخير ،حيث يمكنها بي هذه الصكوك إليه عندما
تحتاج إلى السيولة ،كما يمكنها شراءها منه للتخلص من فائض سيولتها
عندما يعرضها البنك المركزي في إاار سياسته النقدية االنكماشية.
توصيات الورقة
أوال؛ نوصي باال هتمام البالغ بتاور الهندسة المالية اإلسالمية ألن منتجاتها شرا
لتاور التمويل اإلسالمي؛
ثانيا؛ نوصي بجعل إنتاج المنتجات المالية اإلسالمية صناعة مربحة ،وتيسير تكلفة
الدخول إلى سوقها لاالب الدراسات العليا بالجامعات ومراكز البحث العلمي
على غرار تكنولوجيا المعلومات في الدول المتقدمة ،فالذين اوروا هذه
التكنولوجيا ثم أصبحوا بها من أثرياء العالم هم االب الدراسات العليا من
أمثال مالكي شركة قوقل ومايكروسوفت؛
ثالثا؛ نوصي ب االنتباه إلى أن التاور المتسارع في مجال هندسة وتكنولوجيا التمويل
وأسواق المال بتيسير من التاور الذي يحدث في تكنولوجيا المعلومات
واالتصال ،وكذلك الدخول التدريجي للنقود االلكترونية بديال للنقود الورقية،
49
والتغيير الذي يجري في أذواق وتالعات المتعاملين م مؤسسات التمويل،
سوف يؤدي حتما إلى تراج دور الوسااة المالية عامة ،وتهميش دور البنوك
داخل هذه الوسااة .العالم يتجه نحو ديمقرااية التمويل بدال عن دكتاتوريته
الحالية ،التي تمثل البنوك رأس الرمح فيها .وهذا االتجاه ينبغي تشجيعه ألنه
يتسق وروح االقتصاد اإلسالمي الذي ال يشج على كنز النقود ،ومن ثم
التحكم في تخصيصها .لذلك ال ينبغي أن نض كل بيض جهودنا التاويرية
في مجال االقتصاد اإلسالمي في سلة الوسااة المالية والبنوك اإلسالمية،
وهذا يقودنا إلى التوصية التالية؛
رابعا؛ نوصي ببذل الوس في تاوير وتنوي األسواق المالية اإلسالمية ،ألنها أكفأ
في تخصيص الموارد االقتصادية من البنوك ،وهي البديل عنها مستقبال ،وبث
ثقافة التعامل م هذه األسواق في المجتم ؛
خامسا؛ تعتبر تكنولوجيا الصكوك اإلسالمية هي الوسيلة األكثر كفاءة وفعالية في
الجم بين أصحاب الفوائض المالية في االقتصاد الذين يمثلون جانب العرض،
وأصحاب العجز المالي الذين يمثلون جانب الالب .لذلك نوصي بنشر ثقافة
التصكيك اإلسالمي بين المتعاملين في االقتصاد ،وفتح أبوابه وتوسي قاعدة
البنية التحتية وض المتعاملين به لتشمل المنشآت الخاصة واألفراد ،م
القانونية والشرعية التي تضمن صيانة الحقوق.
سادسا؛ نوصي بأن يبدأ البنك المركزي السوداني والبنوك التجارية اإلسالمية في
البحث العلمي الجاد المتعلق باستشراف ما يستقبلها من تغيرات في مجال
التمويل على مستوى العالم المتعولم ،وكيف يؤثر ذلك عليها ،وكيف يمكن أن
تكيف نفسها لتظل العبا فاعال في االقتصاد في ظل التراج المتوق للوسااة
المالية عامة ،والمصرفية خاصة.
50