Professional Documents
Culture Documents
الدولة بين الحق والعنف
الدولة بين الحق والعنف
الدولة بين الحق والعنف
إشكال المحور
لقد تعدد أساليب ووسائل ممارسة الحكم عبر تاريخ الدول والجماعات ،مما يجعلنا نتساءل
عن ،كيف تمارس الدولة سلطتها؟ هل بالقوة والعنف أم بالقانون؟ وهل تستطيع الدولة أن تدبر
شؤونها دون ااالستعانة بالعنف؟
معالجة اإلشكال
أهم المواقف
موقف "ماكس فيبر"
يستحيل ق يام أي دولة أو تجمع بشري دون اعتماد العنف وسيلة له ،فعالقة العنف بالدولة
عالقة حميمية ،فهو يشكل ماهيتها وجوهرها ،وال يمكنها االستمرار دونه ،وذلك واضح من
خالل ما تخصصه من موارد ونفقات تفوق بكثير ما تخصصه لمجاالت أخرى .فكل دولة
تتجه لتقويته والعمل على احتكاره ،وعدم السماح ألي كان بممارسته إال بعد أخذ اإلذن
منها .إن العنف ليس غريبا على تشكيلة الدولة المعاصرة بل هو من الوسائل الضرورية التي
ينبغي تقويتها وتجديدها باستمرار ،وذلك ألن الحق والقانون ال يضمنان للدولة االستمرارية
والحفاظ على أمنها ما دامت هناك أطماع مستمرة للسيطرة والتوسع تهددها.
تركيب
يتبين إذن أن الدولة أمام جدلية ،فإما ممارسة العنف بحكم اعتباره وسيلة مفضلة وآلية
رئيسية لضمان االستمرار ومواجهة التحديات التي تتهددها ،أو االعتماد على الحق والقانون
من منطلق أن وجودها إنما هو وجود ألجل ضما نأمن وحرية األفراد .لكن وإن كان ما يبرر
ممارسة الدولة للعنف في السابق ،فإنه مع الدولة المعاصرة لم يعد ها من خيار سوى التخلص
من أشكالها البائدة في التدبير ،واالعتماد مقابل ذلك على آليات ووسائل قوامه الحق والقانون
وصيانة أمن وحرية األفراد.