تعدد زوجات

You might also like

Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 99

‫وزارة التعليم العالي و البحث العلمي‬

‫جامعة الجياللي بونعامة – خميس مليانة‬


‫كلية الحقوق و العلوم السياسية‬

‫تعدد الزوجات دراسة مقارنة بين أحكام الشريعة اإلسالمية‬

‫والقوانين املقارنة‬

‫مذكرة لنيل شهادة الماستر تخصص ‪:‬قانون أسرة‬

‫‪ :‬تحت اشراف‬
‫‪ :‬اعداد الطالبتين‬

‫االستاذ عبد القادر بونوة ‪-‬‬


‫بوشريط فايزة ‪1-‬‬
‫تمار نسمة ‪2-‬‬

‫لجنة المناقشة‬
‫‪‬‬
‫األستاذة بعلوج أسماء‪................................‬رئيسا ‪)1‬‬
‫األستاذ بونوة عبد القادر ‪............................‬مشرفا و مقررا)‪2‬‬
‫مالك محمد ‪................................‬عضو مناقشا األستاذة(‪3‬‬

‫السنة الجامعية ‪2025 / 2024 :‬‬


‫إهداء‬

‫امحلدهلل اذلي اانر طريقي و اكن يل خري عون إىل من ُأدين هل حبيايت إىل من ساندين واكن‬
‫مشعة حترتق لتضئ طريقي إىل روح أيب الزكية الطاهرة رمحه هللا‬
‫إىل أغىل ما أمكل يف هذه ادلنيا إىل من اكنت سبًبا يف وجودي عىل هذه األرض إىل اليت‬
‫احنين لها بلك إجالل و تقدير أيم الغالية أطال هللا يف معرها‬
‫إىل لك إخويت و أخوايت وبنات أيخ إىل صديقيت زهرة ميداين إىل زميليت بسمة اليت مل‬
‫يعد جيمعنا شئ سوى اذلكرايت امجليةل رمغ التعب يف اجناز هذا العمل املتواضع‬

‫فايزة‬
‫إهداء‬

‫اللهم أن أيم اكنت رحمية فارمحها‪ ،‬واكنت طيبة القلب فطيب مرقدها واكنت كرمية فأكرم‬
‫نزلها فقد رحلت ابكرا و ارهقين رحيلها‬
‫‪ -‬إىل أيب أطال هللا يف معره وحفظه‬
‫‪ -‬إىل زويج سندي واوالدي قرة عيين (جود‪ ،‬جوري‪ ،‬جىن‪ ،‬جيالن)‬
‫‪ -‬إىل إخويت وأخوايت‬
‫‪ -‬إىل صديقيت فايزه ورفيقه ادلراسة‬
‫‪ -‬إىل لك زماليئ وزمياليت يف العمل‬
‫أهدي مثرة معيل املتواضع‬

‫نسمة‬
‫شكر و تقدير‬

‫الحمد هلل الذي بحمده تتم النعم والشكر‬

‫قال تعالى " لئن شكرتم أل زيدنكم " والصالة والسالم على نبينا محمد و على اله و‬

‫صحبه أجمعين‬

‫نتوجه بالشكر و االمتنان إلى كل من ساعدنا من قريب أو من بعيد في إنجاز هذا‬

‫العمل و نخص بالذكر األستاذ بونوة عبد القادر لقبوله اإلشراف على هذه المذكرة‬

‫والذي لم يبخل علينا بتوجيهاته و نصائحه القيمة التي كانت عونا لنا في إنجاز هذا‬

‫البحث و على المجهودات التي بذلها في تصحيحها و تقييمها‬

‫قائمة املختصرات‬

‫ط ‪ :‬طبعة‬

‫د ‪ ،‬ت ‪ :‬دون تاريخ‬

‫د ‪ ،‬ر ‪ ،‬ط ‪ :‬دون رقم طبعة‬


‫ج ‪ :‬الجزء‬

‫ع ‪ :‬العدد‬

‫ج ‪ ،‬ر ‪ :‬جريدة الرسمية‬

‫ص ‪ :‬صفحة‬

‫م‪.‬أ ‪.‬م ‪ :‬مدونة األسرة املغربية‬


‫مقدمة‬
‫مقدمة‬

‫لقد خلق هللا سيدنا آدم ليكون أول البشر ‪.‬وخلق من ضلعه أمنا حواء لتكون قدوة للنساء في األمومة‬
‫ُه َو َّل َخ َل َق ُك‬
‫م ِّم ن‬ ‫وكل األعمال التي تقوم بها فجعله سكننا لها وجعلها سكننا له لقوله تعالى‪ ۞ ﴿ ":‬ا ِذ ي‬
‫َف َل َأ ْث َق َل‬ ‫َل ْت اًل َخ ًف َف ْت‬ ‫ُك َل َف َل َتَغ َّش‬ ‫َز‬ ‫َّنْف‬
‫ٍس َو اِح َد ٍة َو َج َع َل ِم ْن َه ا ْو َج َه ا ِل َي ْس َن ِإ ْيَه اۖ َّم ا اَه ا َح َم َح ْم ِف ي ا َم َّر ِب ِه ۖ َّم ا ت‬
‫َّش‬ ‫َّل َن ُك َن‬ ‫َل ْن َت َت َن‬ ‫َّل‬
‫‪َّ .‬د َع َو ا ال َه َر َّب ُه َم ا ِئ آ ْي ا َص اِل ًح ا و َّن ِم َن ال اِك ِر يَن ﴾ سورة األعراف اآلية ‪189‬‬
‫بهذا يكون الزواج هو أساس العالقات اإلنسانية باعتباره ميثاق شرعي بين الرجل واملرأة مبني على‬
‫املودة والرحمة و الرضى بين الطرفين وقد جعل هللا الزواج نعمة على عباده من أجل املحافظة على‬
‫النسل واستمرارية الحياة البشرية ‪ ،‬وقد أحل هللا للرجل الزواج بأكثر من امرأة واحدة على أن اليزيد‬
‫العدد عن أربعة نسوة مع ضرورة العدل بينهن في األمور املادية كالنفقة والسكن والعمل على العدل‬
‫املعنوي قدر اإلستطاع فال يالم الرجل على امليل لزوجة دون األخرى عاطفيا مع اتقاء هللا و معاملتهن‬
‫بما يرضي هللا‬
‫و لقد عرف العالم نظام التعدد منذ القديم ففي الصين مثال إذا كانت املرأة عاقرا للزوج الحق في‬
‫الزواج من امرأة أخرى أو من عدة نسوة ليكون له أوالد يرثونه بعد موته لكن تبقى الزوجات‬
‫املضافات خدمات للزوجة األولى‪ ،‬أما في اليابان فال يمكن للرجل الزواج مرة ثانية زواجا شرعيا إال انه‬
‫يمكن له اتخاذ خليالت وتعتبر أوالدهن كأوالد الزوجة الشرعية ‪ ،‬وكان للمرأة املغولية زوج واحد‬
‫‪ .‬كذلك الحال بالنسبة للرجل املغولي زوجة واحدة شرعية باإلضافة إلى وجود سبايا‬
‫أما في ديانة الفرس فعلى الزوج الذي يتزوج بأكثر من زوجة واحدة أن يقدم ضمانات على كفالتهن وقد‬
‫‪ .‬كان الزواج شائعا عند العراقيين والبوذيين و العرب في الجاهلية وغيرهم من الشعوب‬
‫وبالنسبة للحضارة الرومانية فكان للرجل زوجة واحدة فقط ‪ ،‬وكان من حق الزوج وفقا لبعض‬
‫القوانين اتخاذ خليالت تثبته حقوق شرعية مشابهة لحقوق الزوجة الشرعية‬
‫وقد كان نظام تعدد الزوجات شائعا عند البابليين واليونان وقدماء املصريين ‪ ،‬وعند الهنود خصوصا‬
‫امللوك والسادة واألغنياء منهم ‪ ،‬وكان التعدد قائما يمارسه اليهود والنصارى عبر العصور تحت سمع‬
‫‪ .‬رجال الكنيسة ولم يرد في اإلنجيل ما يحرم التعدد لكن الكنيسة حرمته في القرن السابع عشر‬
‫ومن هنا نستنتج أن اإلسالم لم ينشىء التعدد وإنما وجده فأبقاه وتعايش معه وحدده بأربع زوجات‬
‫فقط‬

‫‪1‬‬
‫ولقد جاءت الشرائع السماوية وعلى رأسها اإلسالم لرفع الحرج على الناس ودفع الضرر عنهم و تحقيق‬
‫مصالح العباد ولتحل لهم الطيبات وتحرم عليهم الخبائث مع ذكر الحكمة وراء كل حكم ومن هذه‬
‫اإلحكام نجد الزواج‪ ،‬حيث أولت الشريعة اإلسالمية أهمية كبيرة له باعتباره سنة هللا في خلقه وهو‬
‫نواة املجتمع وأساس قيامه ‪ ،‬ولقد وضع هللا تعالى في الذكر واألنثى دوافع طبيعية ونوازع فطرية تضمن‬
‫للنسل اإلنساني بالتكاثر واالستمرار فأوجبت االرتباط بينهما مبنيا على املودة والرحمة لقوله‬
‫َأ ْن َخ َل َق‬
‫ا‬ ‫تعالى﴿ َو َأ َّنُه ۥ َخ َل َق ٱلَّز ۡو َج ۡي ٱلَّذ َك َر َو ٱُأۡل نَث ٰى ﴾ سورة النجم اآلية ‪ ،45‬وقوله تعالى‪َ ﴿ :‬و ْن آَي‬
‫ِتِه‬ ‫ِم‬ ‫ِن‬
‫َق َتَف َّك َن‬ ‫آَل‬ ‫َٰذ‬ ‫ًۚة‬ ‫ًة‬ ‫ُك‬ ‫َن‬ ‫َل‬ ‫ُن‬ ‫ُك‬ ‫َت‬ ‫َأ ُف ُك َأ ْز‬ ‫َل ُك‬
‫م ِّم ْن ن ِس ْم َو اًج ا ِّل ْس وا ِإ ْيَه ا َو َج َع َل َب ْي م َّم َو َّد َو َر ْح َم ِإ َّن ِف ي ِل َك َي اٍت ِّل ْو ٍم َي ُر و ﴾‬
‫‪ .‬سورة الروم اآلية ‪21‬‬
‫لكن هناك من الرجال من ال تحصنه امرأة واحدة لذلك أحل هللا الزواج بأكثر من امرأة واحدة وقد‬
‫كان غير محدد بعدد والظلم فيه شائعا حتى أمر اإلسالم بالحد منه إلى أربعة نسوة وجعل له قيود‬
‫تنظمه وشروط تحكمه وكان العدل أهمها‪ ،‬ونقصد هنا بالعدل املادي املتعلق باملأكل وامللبس و املعاملة‬
‫الحسنة فالعدل العاطفي أو امليل القلبي فليس لإلنسان سلطة عليه وال يمكنه التحكم فيه ومن‬
‫َف ۡن ۡف ُت ۡم َأ اَّل َت ۡع ُل ۟ا‬
‫ِد و‬ ‫اليستطيع أو خاف أال يعدل وجب عليه االكتفاء بواحدة فقط ‪ .‬لقوله تعالى‪ِ ﴿ :‬إ ِخ‬
‫ًة‬ ‫َف‬
‫‪َ .‬و اِح َد ﴾ " سورة النساء اآلية ‪ ، 3‬إلى جانب القدرة الجسدية واملادية ملن يريد التعدد‬
‫وقد أخذ املشرع الجزائري بالتعدد من الشريعة اإلسالمية وإتبع موقف اإلباحة مع التقييد بإلزام‬
‫القاضي على ضرورة استصدار رخصة مسبقة لعقد الزواج بعد توفر بعض الشروط كما هو الحال في‬
‫بعض الدول العربية ‪ ،‬في حين تبيح بعض الدول في قوانينها التعدد عمال بأحكام الشريعة اإلسالمية ‪،‬‬
‫فإنه ممنوع ومجرم في دول أخرى وقد تصل عقوبة مخالفته إلى السجن ‪ ،‬فكل حسب الرأي السائد في‬
‫مجتمعه‬
‫ولتعدد الزوجات أهمية باللغة و التي سنتعرف عليها وعلى الضوابط القانونية وموقف التشريع‬
‫الجزائري وبعض التشريعات العربية ومدى التوافق بينها و أحكام الشريعة اإلسالمية ‪ .‬وسنتناول على‬
‫سبيل املقارنة عينه من بعض التشريعات العربية التي تتشابه بعض أحكامها مع التقنين الجزائري‬
‫واملتمثلة في‪ :‬التشريع املغربي ‪،‬السوري‪ ،‬وكذا املصري ‪،‬وكان هذا على أساس أنها تشريعات تقيد التعدد‬
‫بشرط ‪ ،‬والتونسي أردناه مثال في دراستنا باعتباره التشريع العربي الوحيد الذي يمنع التعدد ‪ ،‬وذكرنا‬
‫على سبيل املثال بعض التشريعات العربية التي تبيح التعدد دون قيد أو شرط كالسعودية وقطر‬
‫والكويت وغيرها على أساس أنهم استمدوا أحكامهم من الشريعة فكانت هي األصل في تنظيم أحكام‬
‫تعدد الزوجات عندهم‪.‬‬
‫و لدراسة موضوع تعدد الزوجات أهمية بالغة الهدف منها ‪:‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬معرفة التعدد بأحكامه وشروطه وضوابطه الشرعية والقانونية في الشريعة اإلسالمية والقانون‬
‫الجزائري مقارنة مع القوانين الوضعية األخرى ‪.‬‬
‫‪ -‬ومن أجل التوضيح أن التعدد ال يخالف تعاليم الدين اإلسالمي واآلداب العامة كما أنه جاء لتحقيق‬
‫أهداف سامية تخدم مصلحة الرجل واملرأة على حد سواء ‪.‬‬
‫‪ -‬باإلضافة إلى معالجة الظواهر الدخيلة على املجتمع املسلم املتأصل مثل ظاهرة انتشار الفساد‬
‫األخالقي ‪ :‬األمهات العازبات ‪ ،‬أطفاال بدون ألقاب ‪ ،‬العنوسة ‪.‬‬
‫وباإلضافة إلى األسباب العلمية واالجتماعية التي دفعتنا إلى اختيار موضع التعدد هناك أسباب ذاتية‬
‫وهي أن الظاهرة ذات صلة وطيدة ومباشرة بأسرتي الخاصة ولها تأثيرات علينا‬
‫‪ -‬إزالة اللبس والغموض الناتج عن جهل أو سوء فهم ألحكام وشروط التعدد ‪.‬‬
‫‪ -‬التشوق لدراسة املوضوع من أجل توضيح أن التعدد ال يمثل حق مكتسب للزوج وال يعتبر واجب‬
‫على املرأة مجبرة على القبول به ‪.‬‬
‫‪ -‬وقد اعتمدنا على املنهج الوصفي واملنهج الجدلي وباإلضافة إلى املقارنة بين الفقه اإلسالمي وقانون‬
‫األسرة الجزائري ‪ ،‬وبعض القوانين الوضعية األخرى في معالجة املوضوع من خالل تحليل النصوص‬
‫القانونية ومقارنتها مع بعضها البعض ‪ ،‬ومن الصعوبات التي واجهتنا أثناء إنجاز هاته املذكرة ‪:‬‬
‫قلة املراجع القانونية من جانب التشريعات العربية‬ ‫‪‬‬

‫ضيق وقت الدراسة وصعوبة التوفيق بين العمل والدراسة و ضبط األفكار على نحو جيد‬ ‫‪‬‬

‫االبتعاد عن مجال دراسة العلوم القانونية ملدة أكثر من ‪ 20‬سنه وامتهان عمل آخر‬ ‫‪‬‬

‫وملعالجه هذا املوضوع طرحنا اإلشكالية التالية ‪:‬‬


‫ماهو التعدد ؟ و ماهي الضوابط الشرعية والقانونية التي تحكمه؟ وما موقف املشرع الجزائري منه؟‬
‫ولإلجابة عن هاته اإلشكالية ارتأينا خطة من خالل تقسيم املوضوع إلى فصليين تناولنا في الفصل‬
‫األول ماهية تعدد الزوجات والذي ينقسم إلى مبحثين ‪:‬‬
‫املبحث األول‪ :‬مفهوم تعدد الزوجات‬
‫املبحث الثاني‪ :‬مبررات تعدد الزوجات‬
‫وفي الفصل الثاني تناولنا تعدد الزوجات في القانون الجزائري و القوانين املقارنة والذي ينقسم بدوره‬
‫إلى ‪:‬‬
‫املبحث األول ‪ :‬تعدد الزوجات في قانون األسرة الجزائري‬
‫املبحث الثاني ‪ :‬تعدد الزوجات في القوانين املقارنة‬

‫‪3‬‬
‫الفصل األول‬
‫الفصل األول ‪ :‬ماهية تعدد الزوجات‬
‫يعد عقد الزواج أساس بناء األسرة التي تعتبر البنية األساسية في املجتمع الذي يصلح ويرقى بتقدم‬
‫األسرة و ازدهارها ‪ ،‬ويعد االحترام بين الزوجين واجب ومؤكد لذلك اعنت الشريعة اإلسالمية وقانون‬
‫األسرة عناية بالغة بالعالقة الزوجية وحمايتها من كل خلل أو اضطراب تبعا للشهوات واألهواء وأقرت‬
‫إلى جانب حق الرجل في اختيار زوجته حقه في التعدد ‪ ،‬ولم يكن التعدد أمرا جديدا جاءت به الشريعة‬
‫اإلسالمية غير أنها هذبته وجعلته في حدود أربع زوجات فقط وحرمت ما زاد عليهن كما أن القانون‬
‫أباح التعدد في حدود ما دعت إليه الشريعة اإلسالمية‬
‫وبعد أن كانت البالد اإلسالمية تطبق قوانين الشريعة اإلسالمية في مسألة التعدد أصبحت كل املسائل‬
‫في هذا املجال تنظم بقوانين وضعية ليصل األمر إلى األحوال الشخصية فقد اختلفت التشريعات‬
‫العربية في األخذ بنظام التعدد مابين موسع ومقيد ومانع ‪.‬‬
‫وتقتضي دراسة موضوع تعدد الزوجات من ناحية الشرع و القوانين املقارنة أن نتناول فيه تعريف‬
‫التعدد في نظر الشرع والقانون وبيان أهميته ‪ ،‬وشروطه ‪ ،‬و حكم التعدد ‪ ،‬ودليل مشروعيته ‪ ،‬وكذا‬
‫الحكمة من تعدد زوجات النبي صلى هللا عليه وسلم وهذا ما سنتناوله في املبحث األول بينما نتناول في‬
‫املبحث الثاني املبررات الشخصية واالجتماعية لتعدد الزوجات و أراء وانتقادات حول التعدد حيث‬
‫نتطرق إلى األدلة التي تبين إباحة تعدد الزوجات ومشروعيته من الكتاب والسنة النبوية الشريفة ‪.‬‬
‫املبحث األول ‪ :‬مفهوم تعدد الزوجات‬
‫إن نظام تعدد الزوجات من أهم املواضيع التي أثارت جدال وأخذت حيزا كبيرا من النقاش بين الفقهاء‬
‫حول إباحة التعدد وشروط األخذ به من عدمه والظواهر التي تحكم التعدد ‪ ،‬فالتعدد هو أن يجمع‬
‫الرجل في عصمته أكثر من امرأة واحدة ‪ ،‬وقد أخذت الشريعة اإلسالمية بنظام التعدد نظرا ألهميته‬
‫في كونه يسمح بكفل النساء من األرامل ‪ ،‬ويقلل من نسبة العنوسة ‪ ،‬ودرء الفاحشة وغيرها إال أن‬
‫الشريعة اإلسالمية قيدته بضوابط محددة منها العدل ‪،‬و القدرة على اإلنفاق ‪ ،‬واملعاملة الحسنة ‪،‬‬
‫وتحريم الجمع بين املحارم‬
‫أما بالرجوع إلى القوانين الوضعية فقد اختلفت هاته األخيرة في األخذ بنظام تعدد الزوجات بين األخذ‬
‫به عمال بأحكام الشريعة اإلسالمية ‪ ،‬أو منعه تماما ‪ ،‬أو األخذ به مع تقيده بشروط منها املشرع‬
‫الجزائري الذي اخذ به وقيده بشروط أوردها ضمن املادة الثامنة من قانون األسرة الجزائري‬

‫‪4‬‬
‫وهذا ما سنحاول تبيانه من خالل تعريفنا للتعدد في املطلب األول وحكم تعدد الزوجات ودليل‬
‫مشروعيته في املطلب الثاني أما الحكمة من تعدد زوجات النبي صلى هللا عليه وسلم فتطرقنا إليها‬
‫كمطلب ثالث‬
‫املطلب األول ‪ :‬تعريف تعدد الزوجات‬
‫قبل الخوض في تبيان شروط التعدد وأهميته ‪ ،‬وجب علينا معرفة املقصود من التعدد وذلك بعرض‬
‫معناه من الناحية اللغوية واالصطالحية ‪ ،‬وكذا تعريفه في الشريعة اإلسالمية ‪ ،‬والناحية القانونية‬
‫باللجوء إلى قانون األسرة الجزائري‬
‫الفرع األول ‪ :‬تعريف التعدد‬
‫حتى يتسنى لنا معرفة التعدد جليا وجب علينا تعريفه من الناحيتين اللغوية واالصطالحية أما لغة‬
‫فالتعدد من العدد و هي مشتقة من العد ‪ ،‬يعد ‪ ،‬عًد ا‪ ،‬عددا و تعدًد ا و العدد يراد به إحصاء الشئ ‪ ،‬و‬
‫الُع د له معنيان ‪ :‬يكون نصبه على الحال ‪ ،‬يقال عددت الدراهم عدا و ماُع َد فهو معدود و عُد د‪،‬إعداد‬
‫الشئ و اعتداده و استعداده و تعداده ‪:‬إحضاره ‪ ،‬ويقال ‪ :‬استعددت للمسائل و تعددُت ‪ ،‬واسم ذلك‬
‫‪2‬‬
‫الُع دة يقال كونو على ُع َد ة‪ ، 1‬كما يراد أيضا بالتعدد ‪ :‬التكاثر أي تكاثر العدد‬
‫قال أبو بكر " ‪ :‬العامة تخطئ فتظن أن الزوج اثنان ‪ ،‬وليس ذلك من مذاهب العرب ‪ ،‬إذ كانوا ال‬
‫يتكلمون بالزوج موحدا ‪ ،‬في مثل قولهم ‪ :‬زوج حمام ‪ ،‬ولكنهم يثنونه فيقولون ‪ :‬عندي زوجان من‬
‫‪3‬‬
‫الحمام ‪ ،‬يعنون ذكرا وأنثى ‪ ،‬ويقال أن الزوجين في كالم العرب اثنان ذكرا كان أو أنثى "‬
‫يتضح من هذا أن التعدد هو مازاد عن الواحد وإذا أسقطنا على كلمة التعدد بالزوجة فهي تدل على‬
‫الزيادة على الزوجة الواحدة وبالجمع نقول تعدد الزوجات‬
‫يستلزم تعريف تعدد الزوجات من الناحية االصطالحية الرجوع إلى الفقه اإلسالمي‪ ، 4‬والقانون‬
‫‪5‬‬
‫األسرة الجزائري‬
‫أوال ‪ :‬تعريف تعدد الزوجات في الشريعة اإلسالمية‬
‫يمكن تعريف التعدد على أنه زاوج الرجل بأكثر من امرأة واحدة في وقت واحد ‪ ،‬على أن ال يزيد عدد‬
‫النسوة على أربعة نساء ‪ ،‬وكل واحدة بعقد مستقل عن األخرى متى دعت الضرورة إلى ذلك وضمن‬
‫شروط حددها الشرع‬

‫) ‪ .‬ابن منظور ‪ ،‬لسان العرب املحيط ‪،‬املجلد األول ‪،‬دار الجيل ‪ ،‬لبنان ‪ ، 1988 ،‬ص ‪) 2834-2832‬‬
‫‪1‬‬

‫( (‪ .‬عصام نور الدين ‪ ،‬معجم نور الدين الوسيط ‪ ،‬الطبعة األولى دار الكتب العلمية ‪ ،‬لبنان ‪ ،2005 ،‬ص‪393‬‬
‫‪2‬‬

‫‪3‬‬
‫( ‪.‬ابن منظور ‪ ،‬لسان العرب املحيط ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪) 8885‬‬
‫‪4‬‬
‫( ‪.‬احمد فراج حسين ‪ ،‬أحكام الزواج في الشريعة اإلسالمية ‪ ،‬دار الجامعة الجديدة ‪ ،‬مصر ‪ ، 2004 ،‬ص ‪) 144‬‬
‫‪5‬‬
‫) (‪.‬عمر و عيسى الفقي‪ ،‬املوسوعة الشاملة في األحوال الشخصية ‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،‬املكتب الجامعي الحديث ‪ ،‬مصر ‪ ،2005‬ص‪79‬‬
‫‪5‬‬
‫إن تعدد الزوجات جائز في الشريعة إال أن اإلسالم لم يجعل التعدد فرضا على الرجل املسلم وال‬
‫فرضت على املرأة ضرورة أن تقبل بالتعدد بل أعطت لكل من الرجل واملرأة حرية اختيار قبول التعدد‬
‫أو رفضه وكل حسب مصلحته وحاجته للتعدد إال أن الفقهاء القدماء لم يعرفوا التعدد بل اقتصروا‬
‫على تبيان أحكامه وأسبابه والقيود الواردة عليه في حين عرفه الفقهاء املتأخرين على انه ‪:‬‬
‫‪ -‬تعدد الزوجات هو نظام يبيح بمقتضاه للرجل أن يكون في عصمته أكثر من زوجة واحدة على أال‬
‫‪1‬‬
‫يتجاوز العدد أربع زوجات‬
‫‪ -‬كما أن تعدد الزوجات هو أن يجمع الرجل في عصمته عددا معينا من الزوجات ال يزيد عن أربع‬
‫‪2‬‬
‫نسوة ويحرم عليه الزواج بأكثر منهن‬
‫َو ۡن ۡف ُت ۡم َأ اَّل ُتۡق ُط ۟ا ۡل َی َت ٰـ َم ٰى َف ُح ۟ا َم َط َب َل ُك‬
‫م‬ ‫ٱنِك و ا ا‬ ‫ِس و ِف ی ٱ‬ ‫ذكر التعدد بشكل رئيسي في قوله تعالى ‪ِ ﴿ ":‬إ ِخ‬
‫َن َس ۤا َم ۡث َن ٰى َو ُث َل ٰـَث َو ُر َب ٰـَۖع َف ۡن ۡف ُت ۡم َأ اَّل َت ۡع ُل ۟ا َف َو َد ًة َأ ۡو َم َم َلَك ۡت َأ ۡیَم ٰـُن ُك ۚۡم َذ َك َأ ۡد َن ٰۤى اَّلَأ‬
‫ِل‬ ‫ا‬ ‫ِد و اِح‬ ‫ِإ ِخ‬ ‫ِّم ٱلِّن ِء‬
‫َت ُل ۟ا‬
‫‪3‬‬
‫ُع و و ﴾ "‬
‫وقد ربط الشرع التعدد بالعدل مشيرا إلى صعوبة العدل ولو حرص الرجل خاصة الناحية العاطفية‬
‫َو َل ْن َت ْس َت ُع َأ ْن َت ْع ُل َبْي َن َس َو َل ْو َح َر ْص ُت ْم َف اَل َت ُل ُك َّل َمْلْي َف َت َذ‬
‫ُر وَه ا‬ ‫ِم ي وا ا ِل‬ ‫ِد وا الِّن اِء‬ ‫ِط ي وا‬ ‫لقوله تعالى ‪﴿ :‬‬
‫َّن َّل َه َك َن َغ ُف‬ ‫َف‬ ‫َتَّتُق‬ ‫َك ُمْل َّل َق ْن ُت‬
‫‪4‬‬
‫وًر ا َر ِح يًم ا ﴾‬ ‫ا َع ِة َو ِإ ْص ِل ُح وا َو وا ِإ ال ا‬
‫ثانيا ‪ :‬تعريف تعدد الزوجات في قانون األسرة الجزائري ‪:‬‬
‫التعدد في قانون األسرة سلك مسلك الشريعة اإلسالمية‪ ،‬حيث سمح به ونص عليه في املادة الثامنة‬
‫منه حيث جاء فيه "يسمح بالزواج بأكثر من زوجة واحدة في حدود الشريعة اإلسالمية متى وجد املبرر‬
‫الشرعي وتوفرت الشروط النية و العدل " ‪ ،‬كما يجب على الزوج إخبار الزوجة السابقة واملرأة التي‬
‫يريد الزواج منها ‪ ،‬وأن يقدم طلب لرئيس املحكمة للترخيص بالزواج ‪.‬‬
‫يمكن لرئيس املحكمة أن يرخص بالزواج إذا تأكد من موافقتهما وأثبت الزوج املبرر الشرعي وقدرته‬
‫‪5‬‬
‫على توفير العدل والشروط الضرورية للحياة الزوجية‬
‫يتضح من هنا أن التعدد هو الزواج بأكثر من زوجة واحدة والبد أن يكون ذلك في حدود الشريعة‬
‫اإلسالمية ‪ ،‬لكن املشرع الجزائري لم يعرف التعدد ولكنه أضاف بعض الضوابط واإلجراءات والتي‬

‫‪ )(1‬احمد فراج حسين ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.144‬‬


‫‪2‬‬
‫( عمارة علي ‪ ،‬محاضرات في قانون األحوال الشخصية ‪ ،‬جامعة محمد خيضر ‪،‬بسكرة ‪ ، 2015 ، 2014 ،‬ص‪) 27‬‬
‫‪3‬‬
‫( سورة النساء ‪،‬اآلية ‪) )3(:‬‬
‫‪4‬‬
‫(سورة النساء‪ ،‬اآلية ‪) )129( :‬‬
‫قانون ‪ ، 84/11‬مؤرخ في ‪ 09‬يونيو ‪ 1984‬املوافق ل ‪ 9‬رمضان ‪ ، 1404‬متضمن قانون األسرة معدل و متمم بأمر رقم ‪( ) ، 02-05‬‬
‫‪5 5‬‬

‫‪ .‬مؤرخ في ‪ 27‬فبراير ‪،2005‬ج‪.‬ر عدد‪ 15‬الصادر بتاريخ ‪ 27‬فبراير ‪2005‬‬


‫‪6‬‬
‫تعتبر من بين شروط و قيود تعدد الزوجات ‪ ،‬وال يمكن إبرام أي عقد من عقود الزواج الذي يكون‬
‫بأكثر من زوجة واحدة إال بتوفرها كاملبرر الشرعي‪ ،‬وتوفر شروط النية والعدل ‪ ،‬باإلضافة إلى إعالم‬
‫الزوجتين السابقة والالحقة ‪ ،‬وذلك بالحصول على ترخيص قضائي بالتعدد‬
‫ونظرا ألهمية تعدد الزوجات خصصنا له الفرع األول أما شروط التعدد فتطرقنا لها في الفرع الثاني‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬أهمية تعدد الزوجات ‪:‬‬
‫يعد موضوع تعدد الزوجات موضوعا مثيرا للجدل حيث يدافع عنه البعض ويعتبره حقا للرجل بينما‬
‫يعارضه البعض األخر ويعتبره ظلما للمرأة لذا يجب على كل شخص أن يزن هذه الجوانب بعناية قبل‬
‫اتخاذ قرار تأييد أو معارضة التعدد‪ ،‬وبما أن تعدد الزوجات ضرورة البد من إجازته شرعه سبحانه‬
‫وتعالى رحمة بعباده كان لزاما علينا ذكر أهمية التعدد في حياة كل من الرجل واملرأة وتأثيره على‬
‫املجتمع‬
‫أوال ‪ :‬حل مشكلة العنوسة‬
‫إن انتشار ظاهرة العنوسة والتي تعد من أهم الظواهر االجتماعية فاقت الحدود املتعارف عليها في‬
‫السنوات األخيرة حيث أكدت آخر إحصائيات الجزائر بوجود ‪ 12‬مليون عانس‪ ،‬وهذا راجع ألسباب‬
‫عديدة منها عزوف كثير من الشباب عن الزواج ‪ ،‬إلى جانب الحمالت التي تحركها املنظمات النسوية‬
‫حول نظام تعدد الزوجات ‪ ،‬زيادة على ذلك تزايد نسبة اإلناث عن عدد الرجال في كثير من مناطق‬
‫‪1‬‬
‫العالم ‪ ،‬منها الجزائر فعزوف الشباب عن الزواج ظاهرة اجتماعية لها أسباب كثيرة‬
‫ففي ه ‪ÌÌ‬ذه الحال ‪ÌÌ‬ة يكون التع ‪ÌÌ‬دد أم ‪ÌÌ‬را واجب ‪ÌÌ‬ا أخالقي ‪ÌÌ‬ا واجتماعي ‪ÌÌ‬ا وه ‪ÌÌ‬و أفض ‪ÌÌ‬ل بكث ‪ÌÌ‬ير من تس ‪ÌÌ‬كع النس ‪ÌÌ‬اء‬
‫الزائ ‪ÌÌ‬دات عن الرج ‪ÌÌ‬ال في الطرق ‪ÌÌ‬ات ال عائ ‪ÌÌ‬ل لهن‪ ،‬وال بيت ي ‪ÌÌ‬ؤويهن وه‪ÌÌ Ì‬ذا م ‪ÌÌ‬ا يش ‪ÌÌ‬ير إلي ‪ÌÌ‬ه بعض الب ‪ÌÌ‬احثين‬
‫‪2‬‬
‫املعاصرين‬
‫كما في حاالت الحروب التي تفنى عدد كبير من الشباب فيزيد عدد النساء على عدد الرجال فيكون تعدد‬
‫الزوجات ضرورة لتجنب الفساد الخلقي والفوضى االجتماعية التي تنشأ عن وجود نساء بال رجال وهنا‬
‫مصلحة املجتمع ومصلحة النساء أنفسهن أن يكن ضرائر خير لهن من أن يعشن العمر كله عوانس‬
‫محرومات من الحياة الزوجية وما فيها من سكن ومودة وإحصان ومن نعمة األمومة ‪ ،‬وقد اتجهت‬
‫األمم‬

‫‪1‬‬
‫) ( ‪ .‬محمد توفيق العطار ‪ ،‬بحث عن إحجام الشباب املثقف عن الزواج ‪ ،‬كلية األدب ‪ ،‬القاهرة ‪1962 ،‬‬
‫‪2‬‬
‫( (‪ .‬د‪ .‬مصطفى السباعي‪ ،‬المرأة بين الفقه والقانون‪ ،‬ت ‪ 1964‬م ‪ ،‬ط‪1395: 4‬ه ‪1975-‬م ‪ ،‬المكتب اإلسالمي ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬دمشق‪ ،‬ص‪81‬‬
‫‪7‬‬
‫الغربية إلى هذا الحل فعال بعد الحروب الثالثينية سنة ‪1650‬م ‪،‬حيث اتخذ مجلس نومبرج قرار بأنه‬
‫‪3‬‬
‫يجوز للرجل أن يتزوج بأكثر من واحدة‬
‫إن تعدد الزوجات هو العالج الناجع ملشكلة العانسات من النساء حيث يتيح للرجال الزواج بأكثر من‬
‫امرأة واحدة شرط أن يعدل بين زوجاته من حيث النفقة و املسكن و املعاشرة ‪ ،‬كما من حق املرأة أن‬
‫تجد لها زوجا يقوم على مصلحتها و يوفر لها كل متطلباتها و يحصنها من الشهوات املحرمة وترزق منه‬
‫بأوالد تقر بهم عينها‬
‫ثانيا ‪ :‬إعفاف للرجل‬
‫تتعدد األسباب التي يقدم فيها الزوج إلى إعادة الزواج‪ ،‬فقد تكون له غريزة جنسية قوية ال تكفيه في‬
‫زوجة واحدة ‪ ،‬إما لكبر سنها أو لكراهيتها االتصال الجنسي أو لطول مدة عادتها الشهرية ومدة نفاسها‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫فيكون الحل ملثل هذه األسباب التعدد أحسن من إقامة عالقة ال يحمد عقباها‬
‫قد يلجأ الرجل إلى تعدد الزوجات إلشباع رغباته الجنسية‪ ،‬فالتعدد يعتبر حال ملن يعاني من الشهوة‬
‫الزائدة مما يحفظ املجتمع من الزنا إلى جانب أن طبيعة املرأة أنها تحيض وتمرض وتنفس وهي من‬
‫العوائق املانعة إلرضاء رغبة الزوج من الناحية الجنسية ‪ ،‬لذلك حلل له هللا الزواج بأكثر من زوجة‬
‫واحدة ألنه سبحانه وتعالى حرم الجماع في فترة الحيض لقوله تعالى ‪َ ﴿ :‬و َي ْس َأ ُل وَن َك َع اَمْلِح ي ۖ ُق ْل‬
‫ِض‬ ‫ِن‬
‫َو اَل َتْق َر ُب ُه َّن َح َّت ٰى َي ْط ُه ْر َن َف َذ َت َط َّه ْر َن َف ْأ ُت ُه َّن ْن َح ْي ُث‬ ‫َس َء َمْل‬ ‫ُه َو َأ ًذ َف ْع َت ُل‬
‫ِم‬ ‫و‬ ‫ا‬ ‫ِإ‬ ‫ۖ ‬ ‫و‬ ‫ۖ ‬ ‫ي‬ ‫ا‬ ‫ي‬
‫ِّن ِف ِح ِض‬ ‫ا‬ ‫ل‬‫ا‬ ‫وا‬ ‫ى ا ِز‬
‫ُمْلَت َط‬ ‫َّت َن‬ ‫َّل‬ ‫َأ ُك َّل‬
‫َم َر ُم ال ُه ۚ ِإ َّن ال َه ُي ِح ُّب ال َّو اِب ي َو ُي ِح ُّب ا ِّه ِر يَن ﴾ ‪ 3‬وقد ثبت ذلك علميا ‪.‬‬
‫فالتعدد قد يكون ضرورة مجتمعية وأخالقية ملنع الرجال والنساء من الوقوع في عالقة غير شرعية‬
‫ويضيق باب الحرام ويوسع باب الحالل ويحمي املجتمع من الفساد األخالقي ويساعد بذلك على غض‬
‫األبصار وحفظ الفروج والحد من البعد عن العفة ومحاربة الرذيلة‬
‫ثالثا ‪ :‬إعفاف املرأة‬
‫من خالل اإلحصائيات والدراسات تبين أن الرجال أقل عددا من النساء وأكثرهم تعرضا للموت في‬
‫جميع ميادين الحياة من حروب وحوادث املرور مما يتعرض الكثير من النساء ملوت أزواجهن إلى جانب‬
‫كثره الطالق فهو بذلك ضمان اجتماعي للنساء خاصة املطلقات منهن واألرامل اللواتي يفقدن من ينفق‬
‫عليهن فيجدن بالزواج سدا للحاجة وابتعاد عن تكفف الناس كل هذه أسباب تجعل من التعدد حال‬
‫إلعفاف املرأة نفسها من الوقوع في الفاحشة والزنا وحفظ بالتالي املجتمع من الفساد بزواج الرجل‬
‫‪3‬‬
‫) ‪ .‬صالح عبد الغني محمد ‪ ،‬وسائل اإلسالم في المحافظة على الحياة الزوجية ‪ ،‬الجزء الثالث‪ ،‬مكتبة الدار العربية للكتاب‪ ، 1998 ،‬ص ‪113-112‬‬
‫(‬
‫‪2‬‬
‫) ‪ .‬وهبة الزحيلي‪ ،‬الفقه اإلسالمي وأدلته‪ ،‬الجزء السابع‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬دمشق‪ ،1985 ،‬ص ‪) 171‬‬
‫‪3‬‬
‫(سورة البقرة اآلية ‪) 222‬‬
‫‪8‬‬
‫بأكثر من امرأة يشبع غريزته ويحصن آمة من إيماء هللا ‪ ،‬لهذا التعدد أصبح ضرورة ملحة لتجنب‬
‫الفساد األخالقي واملشاكل االجتماعية التي تترتب عن كثرة النساء وقلة الرجال‪ ،‬فمن مصلحة املجتمع‬
‫ومصلحة النساء بأنفسهن أن يكن ضرائر خير لهن من أن يعشن العمر كله عوانس محرومات من‬
‫‪1‬‬
‫الحياة الزوجية وما فيها من سكن ومودة وإحصان ومن نعمة األمومة‬

‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬تكثير نسل األمة‪:‬‬
‫أباح اإلسالم ورخص تعدد الزوجات وجعل له فائدة ‪ :‬فقد قال الليث حدثني جعفر بن ربيعة عن عبد‬
‫الرحمن قاس نعت النبي صلى هللا عليه وسلم أبا هريرة رضي هللا عنه أن رسول هللا صلى هللا عليه‬
‫َن‬ ‫َأ‬ ‫َأَل ُط َف َّل َلَة َل َئ‬ ‫َل‬
‫وسلم قال " قاَل ُس ْي ماُن بُن داُو َد عليهما الَّس الُم ‪ " :‬و َّن ال ْي ع ى ِم ِة اْم َر ٍة ‪ ،‬أْو ِت ْس ٍع وِت ْس ِع ي ‪،‬‬
‫ُك ُّل ُه َّن َي ْأ تي بفا ُي جا ُد في َس بي الَّل ‪ ،‬فقاَل له صا ُب ُه ‪ :‬إْن شاَء الَّل ُه ‪َ ،‬ف َل ْم َي ُق ْل ‪ :‬إْن شاَء الَّل ُه ‪َ ،‬ف َل ْم‬
‫ِح‬ ‫ِل ِه‬ ‫ِه‬ ‫ِر ٍس‬
‫ُه‬ ‫َل ْن َء َّل‬ ‫َح‬ ‫َنْف‬ ‫ْت‬ ‫ٌة‬ ‫َد‬ ‫ٌة‬ ‫َأ‬ ‫اَّل‬
‫َيْح ِم ْل منهَّن إ اْم َر واِح ‪ ،‬جاَء بِش ِّق َر ٍل ‪ ،‬والذي ُس ُم َّم ٍد ب ِد ِه ‪ ،‬لو قا ‪ :‬إ شا ال ‪،‬‬
‫َي‬ ‫ُج‬
‫َن‬ ‫َّل ُف ًن‬ ‫َل‬
‫‪2‬‬
‫جاَه ُد وا في َس بيِل ال ِه ْر سا ا أْج َم ُع و ‪".‬‬
‫َت‬
‫أخرج أبو داوود من حديث معقل بن يسار رضي هللا عنه أن النبي صلى هللا عليه وسلم قال " َز َّو ُج وا‬
‫َك‬
‫الَو ُد وَد الَو لوَد ‪ ،‬فإني ُم اِث ٌر بكم األنبياَء يوَم القيامِة "‬
‫وقال تعالى في محكم تنزيله ‪ ﴿ :‬اَمْلاُل َو اْل َب ُن وَن يَن ُة اْل َح َي ا الُّد ْن َي اۖ َو اْل َب ا َي اُت الَّص ا َح اُت َخ ْي ٌر نَد َر َك‬
‫ِع ِّب‬ ‫ِل‬ ‫ِق‬ ‫ِة‬ ‫ِز‬
‫َو َز َك ّي ْذ‬ ‫َث َو ًب َو َخ ْي ٌر َأ َم اًل‬
‫ا‬
‫ِر ِإ‬ ‫‪":‬‬ ‫تعالى‬ ‫لقوله‬ ‫وحيدا‬ ‫فردا‬ ‫يذره‬ ‫أال‬ ‫ربه‬ ‫السالم‬ ‫عليه‬ ‫زكريا‬ ‫دعا‬ ‫وقد‬ ‫‪،‬‬ ‫‪3‬‬
‫﴾‬ ‫اا‬
‫َن‬ ‫َن َد َى َر ّب ُه َر َال َت َذ َف ًا َأ َت َخ ْل‬
‫‪4‬‬
‫ْر ِن ي ْر د َو ن ْي ُر ا َو اِر ِث ي "‬ ‫ِّب‬ ‫ا‬
‫وألن أغلب النساء يقفن عن اإلنجاب في سن األربعين غالبا لذلك فتعد فرصة للمرأة أن تكون أما حتى‬
‫ال تفوت عليها الفرصة وفرصة الرجل لينجب عددا كبيرا من األطفال ليكونوا عزوته في الدنيا وسندا‬
‫في كبره‬

‫)( ‪.‬صالح عبد الغني محمد‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪112‬‬


‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫( )‬ ‫فتح الباري بشرح صحيح البخاري‪ ،‬لإلمام الحافظ احمد بن علي بن حجر العسقالني ‪ 852-883‬ه‪ ،‬طبعة مزرية بفهرس أبجدي‬
‫بأسماء كتب صحيح البخاري الجزء السادس ‪ ،‬دار املعرفة ‪ ،‬بيروت لبنان ‪ ،‬حديث رقم ‪ 2819‬باب ‪ ، 56‬ص ‪23.‬‬
‫‪3‬‬
‫( سورة الكهف اآلية ‪) 46‬‬
‫‪4‬‬
‫( (‪ .‬سورة األنبياء ‪ ،‬اآلية ‪89‬‬
‫‪9‬‬
‫ويمكن أن تكون الزوجة عقيمة التلد‪ ،‬أو مريضة والزوج راغب في إنجاب األوالد ‪ ،‬وفي الزوجة التي‬
‫تدير شؤون بيته ‪ .‬فهل من الخير أن يرضى الزوج بهذا الواقع األليم فيصطحب هذه العقيم دون أن‬
‫‪1‬‬
‫يولد له‪ ،‬أم الخير في أن يفارقها وهي راغبة في املعاشرة فيؤذيها بالفراق ؟ !‬
‫وبذلك فالتعدد يحقق املساواة بين جميع النساء في حقهن بأن يكن أمهات وزوجات باإلضافة إلى أنه‬
‫يقلل من نسبة الطالق في حالة عقم املرأة ورغبة الرجل في أن يكون له أوالد من صلبه ‪.‬‬
‫الفرع الثالث ‪ :‬شروط تعدد الزوجات‬
‫إن نظام تعدد الزوجات نظام سائد منذ القدم وقد كان مباحا دون قيود وجاء اإلسالم فعدله بتحديده‬
‫بأربعة نسوة واضعا له قيود وشروط أخرى أهمها العدل و القدرة على النفقة وعدم الجمع بين‬
‫املحارم كما جعل مخالفة هاته الشروط الفسخ وهذا ما أخذت به معظم التشريعات العربية التي‬
‫أضافت بدورها بعض الشروط من بينها املشرع الجزائري الذي أضاف شروط على الشروط التي جاءت‬
‫بها الشريعة اإلسالمية من بينها املبرر الشرعي وإعالم الزوجتين السابقة والالحقة بترخيص قضائي مع‬
‫منح الحق في التطليق أو الفسخ للزوجة التي لحقها ضرر من التعدد وسنتحدث في هذا الفرع عن أهم‬
‫الشروط التي جاءت بها الشريعة اإلسالمية وكذلك الشروط التي جاء بها القانون الجزائري‬
‫أوال ‪ :‬شروط تعدد الزوجات في الشريعة اإلسالمية‬
‫أباحت الشريعة اإلسالمية التعدد ليس إباحة مطلقة وإنما مقيدة وتلك القيود تجعله محصورا في‬
‫‪2‬‬
‫دائرة ضيقة فبمجرد خوف الجور والظلم يكون ذلك مانعا له‬
‫فللرجل شرعا أن يتزوج واحدة ومثنى وثالث ورباع ويجمع بينهن في عصمته في وقت واحد على أن ال‬
‫تكون بين زوجاته األربعة صلة قرابة تحرم هذا الزواج وعلى من تزوج بأكثر من إمرأة أن يعدل بينهن‬
‫بتوفير سبل العيش الكريم لهن بالتساوي وهي شروط جعلتها الشريعة اإلسالمية مقيدة للتعدد‬
‫سنفصل كل شرط على حدا فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬تحديد العدد بأربع ‪:‬‬
‫لقد حدد هللا سبحانه وتعالى تعدد الزوجات بمثنى وثالث ورباع كحد أقصى وال يجوز الزيادة فوق أربع‬
‫زوجات لقوله تعالى ‪َ ﴿ ":‬و ْن ِخ ْف ُت ْم َأ اَّل ُتْق ِس ُط وا ي اْل َي َت اَم ٰى َف انِك ُح وا َم ا َط اَب َل ُك م ِّم َن الِّن َس اِء َم ْث َن ٰى‬
‫ِف‬ ‫ِإ‬
‫ُل‬ ‫َت‬ ‫اَّل‬ ‫َأ‬ ‫َن‬ ‫َأ‬ ‫َك‬ ‫َٰذ‬ ‫ُنُك‬
‫ْيَم ا ْم ۚ ِل ْد ٰى‬ ‫َأ‬ ‫ْت‬ ‫َلَك‬ ‫َأ‬ ‫ًة‬ ‫َد‬ ‫َف‬ ‫ُل‬ ‫َو ُثاَل َث َو ُر َب اَع َف ْن ْف ُت ْم َأ اَّل ْع‬
‫َت‬
‫‪3‬‬
‫ُع و وا﴾"‬ ‫ْو َم ا َم‬ ‫َو‬
‫ِد وا اِح‬ ‫ِإ ِخ‬

‫)( ‪.‬عصام محمد شريف‪ ،‬هذه زوجتي‪ ،‬د ط ‪ ،‬دار اإليمان‪ ،‬اإلسكندرية ‪ ،2006 ،‬ص ‪115‬‬
‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫) ( ‪ .‬عبد الرحمن صدقي‪ ،‬تعدد الزوجات بين الشريعة اإلسالمية والقانون‪ ،‬مكتبة نهضة الشرق‪ ،‬مصر‪ ،‬سنة ‪ ،1980‬ص ‪72‬‬
‫‪3‬‬
‫( سورة النساء اآلية ‪) 03‬‬
‫‪10‬‬
‫إذا كان التعدد عند األمم السابقة مباح دون قيد وال عدد معين فأنزل هللا سبحانه وتعالى هذه اآلية‬
‫لتبين الحد األقصى لتعدد الزوجات‬
‫وفي حالة تزوج الرجل بخامسة وفي عصمته أربع من النسوة غيرها‪ ،‬كان عقده عليها باطال وال يحل له‬
‫أن ينكحها وال يحل لها أن تعاشره ‪ ،‬ويجب التفريق بين هذا الرجل وهذه الزوجة الخامسة‪ ،‬فإن كان‬
‫الرجل قد عقد على هذه الزوجة الخامسة ولم يدخل بها أو يختلي بها فال مهر لها وال عدة ‪ ،‬أما إذا كان‬
‫قد دخل بها فال يعد ذلك زنا يجب به الحد‪ ،‬ولكن يعد دخوال بشبهة يجب به مهر املثل بشرط أال يزيد‬
‫على املسمى‪ ،‬ويفرق بين الرجل وهذه املرأة ‪ ،‬وال يجوز لهذه املرأة أن تعقد زواجها على آخر إال بعد‬
‫انقضاء عدتها‪ ،‬فإن عاد الرجل إلى الدخول بهذه املرأة بعد هذا التفريق وفي عصمته أربعة كان ذلك زنا‬
‫‪1‬‬
‫يستوجب العقوبة املقررة‬
‫وعلى غرار ذلك أمر رسول هللا صلى هللا عليه وسلم الناس وأصحابه بعدم الزيادة فوق أربع ومن كان‬
‫عنده نسوة يفقن هذا ألزمه بأن يسرح ما زاد على ذلك لقوله صلى هللا عليه وسلم للحارث بن قيس بن‬
‫عميرة أألسدي الذي قال ‪ :‬أسلمت وعندي ثماني نسوة ‪ ،‬فذكرت للنبي صلى هللا عليه وسلم فقال‬
‫"اختر منهن أربعا" ‪ ،‬وعن ابن عمر أيضا ‪ ،‬أن غيالن ابن سلمه الثقفي أسلم وله عشرة نسوة في‬
‫‪2‬‬
‫الجاهلية فأسلمن فأمر النبي صلى هللا عليه وسلم "أن يتخير أربعا منهن"‬
‫ومن هنا يتجلى لنا أنه ال يجوز ألحد غير الرسول صلى هللا عليه وسلم الزواج بأكثر من أربع نساء‬
‫وذلك ردا على املشككين املدعين أن التعدد مباح إلى أكثر من أربع نسوة وحجتهم في ذلك زواج الرسول‬
‫صلى هللا عليه وسلم بأكثر من أربع نسوة وهو قول بعض الشيعة‬
‫‪ -2‬القدرة على النفقة ‪:‬‬
‫قيدت الشريعة اإلسالمية إباحة التعدد بضابط القدرة على اإلنفاق ‪ ،‬فإن لم يكن لدى الشخص من‬
‫أسباب الرزق ما يستطيع معه اإلنفاق على أكثر من زوجة ‪ ،‬فال يحل له شرعا اإلقدام على الزواج‬
‫بزوجة‬
‫أخرى والقدرة على اإلنفاق مرتبطة بالقدرة على العدل ‪ ،‬ذلك أن هذا األخير تصرف مادي يراد به أن‬
‫‪3‬‬
‫يكون للزوج القدرات املادية الكافية من أجل توفير الشروط الضرورية للحياة الزوجية‬

‫() ‪.‬د‪ .‬عبد الناصر توفيق العطار‪ ،‬تعدد الزوجات في األديان ‪ ،‬ط‪ ، 1‬دار اآلفات العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،2002 ،‬ص ‪205،206‬‬
‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫) ( ‪،‬اإلمام الحافظ أبي عيسى محمد بن عيسى الترميذي‪ ،‬الجامع الكبير‪،‬أبواب النكاح‪ ،‬املجلد الثاني‪،‬ط‪ ،1‬دار الغرب اإلسالمي بيروت‬
‫‪.‬ص‪1996. 422‬‬
‫‪3‬‬
‫)( جياللي تشوار‪،‬الثغرات التشريعية األسرية في بعض مسائل الزواج أية عدالة قانونية أم قضائية ؟‪،‬مجلة العلوم القانونية واإلدارية و السياسية‬
‫‪. .‬العدد ‪ ،10‬كلية الحقوق و العلوم السياسية ‪،‬جامعة أبي بكر بلقايد تلمسان‪ ،‬سنة ‪ ، 2010‬ص ‪114.‬‬
‫‪11‬‬
‫تشمل النفقة الطعام ‪،‬الشراب‪ ،‬الكسوة‪ ،‬املسكن‪ ،‬األثاث الالزم ‪ ،‬ويجب أن تكون لدى الرجل الذي‬
‫‪1‬‬
‫يقدم على الزواج بادئ ذي بدء القدرة على اإلنفاق على املرأة التي سيتزوج بها‬
‫توجب النفقة على الزوجة أو الزوجات إذا كان الزواج صحيحا ويكون الزوج قادرا على اإلنفاق على كل‬
‫زوجاته بصورة عادلة بحيث ال يحل شرعا اإلقدام على الزواج سواء من واحدة أو من أكثر إال بتوافر‬
‫القدرة على مؤن الزواج وتكاليفه واالستمرار في أداء النفقة الواجبة للزوجة على الزوج لقوله تعالى ‪":‬‬
‫َأ‬ ‫َأ َف ُق‬ ‫َل‬ ‫َّل َض‬ ‫َف‬ ‫َن َل‬ ‫َق‬
‫‪2‬‬
‫﴿ الِّر َج اُل َّو اُم و َع ى الِّن َس اِء ِب َم ا َّض َل ال ُه َب ْع ُه ْم َع ٰى َب ْع ٍض َو ِب َم ا ن وا ِم ْن ْم َو اِل ِه ْم ﴾‬
‫وقال تعالى أيضا ‪َ ﴿ ":‬أ ْس ُن وُه َّن ْن َح ْي ُث َس َك نُت م ن ُو ْج ُك ْم َو اَل ُت َض اُّر وُه َّن ُتَض ُق وا َع َل ْي َّن ۚ َو ن ُك َّن‬
‫ِه ِإ‬ ‫ِل ِّي‬ ‫ِد‬ ‫ِّم‬ ‫ِم‬ ‫ِك‬
‫َل‬ ‫َض‬ ‫َل‬ ‫َف َأ ُق‬ ‫ُأ اَل‬
‫و ِت َح ْم ٍل نِف وا َع ْي ِه َّن َح َّت ٰى َي ْع َن َح ْم ُه َّن ﴾‪. 3‬‬
‫إن تزوج الرجل بأكثر من امرأة واحدة وماينسلن من أوالد يحتاج إلى مصاريف وأموال كثيرة ‪،‬ال‬
‫يستطيعه‬
‫إال املقتدر من الرجال خاصة وأن من شروط التعدد هو العدل في اإلنفاق املادي خاصة أن األوالد‬
‫يحتاجون إلى التعليم والعالج في حالة املرض وما يحتاج من مصروفات فإذا لم يتمكن الرجل أو الزوج‬
‫من توفير ما تحتاج إليه زوجاته وأوالده كان عامال على انتشار الفقر وبالتالي الجهل وكثرة األمراض‬
‫‪ -3‬العدل بين الزوجات ‪:‬‬
‫أباح هللا التعدد وقيده بشروط أهمها العدل ‪ ،‬والعدل الظاهر هو املساواة بين الزوجات في اإلنفاق‬
‫َف ْن ْف ُت ْم َأ اَّل َت ْع ُل ْا َف َٰو َد ًة َأ ْو َم َم َلَك ْت‬
‫ا‬ ‫ِد و ِح‬ ‫واملساواة في املعاملة كزوجة من زوجاته‪ ،‬قال تعالى ﴿ ِإ ِخ‬
‫َأ ْي َٰم ُن ُك ْم َٰذ َك َأ ْد َن ٰٓى َأ اَّل َت ُل ْا‬
‫ُع و و ﴾‪ ، 4‬غير أن العدل الذي يمكن للزوج تحقيقه هو العدل املادي كالتسوية‬ ‫ۚ ِل‬
‫في النفقة أما العدل املعنوي فال يمكنه تحقيقه وهو العدل القلبي واملحبة وهذا ليس املراد من العدل‬
‫الذي أوجبته الشريعة اإلسالمية ألن هذا ال يمكن لإلنسان التحكم فيه ‪.‬‬
‫وبمعنى آخر فالعدل املطلوب هو العدل الظاهر الذي يقدر عليه الزوج‪ ،‬وليس العدل في املودة واملحبة‬
‫فإن ذلك ال يستطيعه أحد ‪ ،‬وإتباعا لقدوتنا رسول هللا صلى هللا عليه وسلم الذي كان يقسم فيعدل‬
‫ويقول ‪ { .‬اللهم هذا قسمي فيما أملك‪ ،‬فال تلمني فيما تملك وال املك } وهذا هو املعنى الذي يشير إليه‬
‫املشرع الجزائري من خالل صياغته للمادة الثامنة من قانون األسرة الجزائري وهي إثبات قدرته على‬
‫‪5‬‬
‫تحقيق العدل من الناحية املادية‬

‫‪1‬‬
‫( د علي ونيس ‪ ،‬تعدد الزوجات ‪ ،‬شريعة دائمة و سنة باقية ‪ ،‬د ‪.‬ط ‪ ،‬الوكة ‪ ،‬د‪.‬م‪.‬ن ‪،‬د ‪ ،‬ت ‪.‬ن‪ ،‬ص‪) 21‬‬
‫‪2‬‬
‫( ( سورة النساء اآلية ‪34‬‬
‫‪3‬‬
‫( ( سورة الطالق اآلية ‪6‬‬
‫‪4‬‬
‫( (سورة النساء اآلية ‪3‬‬
‫‪5‬‬
‫)( مقران طارق عزيز‪،‬إجراءات تنظيم تعدد الزوجات في قانون األسرة الجزائري دراسة مقارنة بالشريعة اإلسالمية والقوانين الوضعية مذكرة‬
‫‪12‬‬
‫وعليه فمن لم يعدل بين زوجاته فيما يستطيع يترتب على عدم عدله اإلثم واستحقاقه العقاب في الدنيا‬
‫واآلخرة ففي الدنيا يعد من املمقوتين وعاقبة البغي تعجل في الدنيا ألن إخالله بهذا الشرط يعد ظلما‬
‫َذ‬ ‫َّظ َن َأ َل‬ ‫َش‬
‫وهللا ال يرضى لعباده الظلم لقوله تعالى ‪ُ ﴿ :‬ي ْد ِخ ُل َم ن َي اُء ِف ي َر ْح َم ِتِه ۚ َو ال اِمِل ي َع َّد ُه ْم َع اًب ا‬
‫ًم ‪1‬‬
‫َأ‬
‫ِل ي ا﴾‬
‫‪ - 4‬تحريم الجمع بين املحارم ‪:‬‬
‫من شروط تعدد الزوجات عدم الجمع بين املحارم ‪،‬وبالت‪Ì‬الي يح‪Ì‬رم الجم‪Ì‬ع بين كل ام‪Ì‬رأتين بينهم‪Ì‬ا نس‪Ì‬ب أو‬
‫رض ‪ÌÌ‬اع فال يج‪ÌÌ Ì‬وز الجم‪ÌÌ Ì‬ع بين األخ‪ÌÌ Ì‬تين أو بين العم‪ÌÌ Ì‬ة أو الخال ‪ÌÌ‬ة لقول ‪ÌÌ‬ه تع‪ÌÌ Ì‬الى ‪ُ ﴿ :‬ح َم ْت َع َل ْي ُك ْم ُأ َّم َه اُتُك ْم‬
‫ِّر‬
‫َو َب َن اُتُك ْم َو َأ َخ َو اُتُك ْم َو َع َّم اُتُك ْم َو َخ ااَل ُتُك ْم َو َب َن اُت اَأْل َو َب َن اُت اُأْل ْخ ِت َو ُأ َّم َه اُتُك ُم الاَّل ي َأ ْر َض ْع َن ُك ْم‬
‫ِت‬ ‫ِخ‬
‫َو َأ َخ َو اُتُك م َن الَّر َض اَع َو ُأ َّم َه اُت َس ا ُك ْم َو َر َب ا ُب ُك ُم الاَّل ي ي ُح ُج و ُك م ن َس ا ُك ُم الاَّل ي َد م َّن‬
‫ُت‬ ‫ْل‬ ‫َخ‬
‫ِب ِه‬ ‫ِت‬ ‫ِر ِّم ِّن ِئ‬ ‫ِت ِف‬ ‫ِئ‬ ‫ِن ِئ‬ ‫ِة‬ ‫ِّم‬
‫َف َّل َتُك ُن‬
‫ِإ ن ْم و وا‬
‫َد َخ ْل ُت م َّن َف اَل ُج َن اَح َع َل ْي ُك ْم َو َح اَل ُل َأ ْب َن ا ُك ُم اَّل يَن ْن َأ ْص اَل ُك ْم َو َأ ن َت ْج َم ُع وا َبْي َن اُأْل ْخ َت ْي اَّل َم ا َق ْد‬
‫ِن ِإ‬ ‫ِب‬ ‫ِذ ِم‬ ‫ِئ‬ ‫ِئ‬ ‫ِب ِه‬
‫َغ‬
‫َس َلَف َّن َه َن ُف‬
‫َك‬ ‫َّل‬
‫وًر ا َّر ِح يًم ا﴾ ‪. 2‬‬ ‫ۗ ِإ ال ا‬
‫ولق‪ÌÌ‬ول رس‪ÌÌ‬ول هللا ص‪ÌÌ‬لى هللا علي‪ÌÌ‬ه وس‪ÌÌ‬لم ‪ " :‬أنٰـٰـه ال يحٰـٰـل للرجٰـٰـل أن يجمٰـٰـع بين املرأة وعمتها أو خالتها ‪،‬‬
‫ف ٰـٰـإن نكح ام ٰـٰـرأة على عمتها أو خالتها أو العمٰـٰـة على بنت أخيها‪ ،‬فنكاح األخرى منه مفسٰـٰـوخ "‪ ، 3‬ذل‪ÌÌ‬ك‬
‫بيانا ملا في القران الكريم‪ ،‬وعليه يجب التفريق بين الرجل وزوجته الجديدة ‪ ،‬فإذا كان قد دخ‪Ì‬ل به‪Ì‬ا قب‪Ì‬ل‬
‫التفري ‪ÌÌ‬ق فيجب له ‪ÌÌ‬ا مه ‪ÌÌ‬ر املث ‪ÌÌ‬ل بحيث ال يزي ‪ÌÌ‬د عن املس ‪ÌÌ‬مى وال يجب ح ‪ÌÌ‬د الزن ‪ÌÌ‬ا علي ‪ÌÌ‬ه ‪ ،‬إذ يع ‪ÌÌ‬د ذل ‪ÌÌ‬ك دخ ‪ÌÌ‬وال‬
‫بشبهة وبالتالي يثبت النسب‪ ،‬وعلى هذا فاملرأة إن أرادت أن تتزوج بآخر فله‪Ì‬ا أن تنتظ‪Ì‬ر ع‪Ì‬دتها أم‪Ì‬ا إذا كان‬
‫الرج‪ÌÌ‬ل لم ي‪ÌÌ‬دخل به‪ÌÌ‬ا أو يختلي معه‪ÌÌ‬ا فال مه‪ÌÌ‬ر له‪ÌÌ‬ا وال ع‪ÌÌ‬دة وال تثبت بينهم‪ÌÌ‬ا حرم‪ÌÌ‬ة املص‪ÌÌ‬اهرة وال يثبت نس‪ÌÌ‬ب‬
‫وال يتوارثان ‪. 4‬‬
‫نستنتج من هن ‪ÌÌ‬ا أن الجم ‪ÌÌ‬ع بين املح ‪ÌÌ‬ارم ح ‪ÌÌ‬رام ش ‪ÌÌ‬رعا إلى ج ‪ÌÌ‬انب أن ‪ÌÌ‬ه ق ‪ÌÌ‬د يع ‪ÌÌ‬د سببا في قط ‪ÌÌ‬ع ص ‪ÌÌ‬لة ال ‪ÌÌ‬رحم‬
‫خاص ‪ÌÌ Ì‬ة في حال ‪ÌÌ Ì‬ة املش ‪ÌÌ Ì‬اكل والشجارات بين الزوج ‪ÌÌ Ì‬ات ألن كل زوج ‪ÌÌ Ì‬ة تعم ‪ÌÌ Ì‬ل على كس ‪ÌÌ Ì‬ب قلب زوجه ‪ÌÌ Ì‬ا على‬
‫حساب األخرى إلى جانب الغيرة بين الضرائر وهذا ما قد يحدث شقاقا بين األختين أو بين البنت وعمته‪ÌÌ‬ا‬
‫أو خالته‪ÌÌ‬ا وه‪ÌÌ‬ذا يتن‪ÌÌ‬افى و الغاي‪ÌÌ‬ة من ال‪ÌÌ‬زواج املب‪ÌÌ‬ني على املودة والرحم‪ÌÌ‬ة لقول‪ÌÌ‬ه تع‪ÌÌ‬الى ‪َ ﴿ :‬و ْن آَي ا َأ ْن َخ َل َق‬
‫ِت ِه‬ ‫ِم‬

‫متطلبات نيل شهادة الماستر في الحقوق‪ ،‬جامعة محمد خيضر بسكرة‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬قسم الحقوق‪ ، 2015-2014 ،‬ص‪ .61‬من‬
‫مكملة‬
‫‪1‬‬
‫( (سورة اإلنسان اآلية ‪31‬‬
‫‪2‬‬
‫) (سورة النساء اآلية ‪23‬‬
‫‪3‬‬
‫) ‪ .‬اإلمام الحافظ أبي عيسى محمد بن عيسى الترميذي‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪) 420‬‬
‫‪4‬‬
‫) ( ‪.‬د‪ .‬عبد الناصر توفيق العطار‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪216 ،215‬‬
‫‪13‬‬
‫َل ُك م ْن َأ نُف ُك ْم َأ ْز َو اًج ا َت ْس ُك ُن وا َل ْيَه ا َو َج َع َل َب ْي َن ُك م َّم َو َّد ًة َو َر ْح َم ًة ۚ َّن ي َٰذ َك آَل َي اٍت َق ْو‬
‫ِّل ٍم‬ ‫ِإ ِف ِل‬ ‫ِإ‬ ‫ِّل‬ ‫ِس‬ ‫ِّم‬
‫َتَف َّك َن‬
‫َي ُر و ﴾‪. 1‬‬
‫ثانيا ‪ :‬شروط التعدد في قانون األسرة الجزائري‬
‫باإلضافة إلى الضوابط الشرعية ‪ ،‬أباح املشرع الجزائري التعدد كمبدأ عام وقيده بضرورة توفر‬
‫شروط قانونية أشار إليها في نص املادة ‪ 08‬من قانون األسرة الجزائر‪.‬‬
‫يمكن لرئيس املحكمة إن يرخص بالزواج الجديد إذا تأكد من موافقتهما وأثبت الزوج املبرر الشرعي‬
‫‪2‬‬
‫وقدرته على توفير العدل والشروط الضرورية للحياة الزوجية‬
‫‪ -1‬املبرر الشرعي ‪:‬‬
‫اشترط املشرع الجزائري في التعدد وجوب توفر املبرر الشرعي ‪ ،‬حسب األمر ‪ 05/02‬لكن لم يبين ما‬
‫‪3‬‬
‫هو املبرر الشرعي مما يجعل األمر موكال لقضاة املوضوع لتحديد املقصود من هذه العبارة العامة‬
‫إذن املبرر الشرعي يترك في الغالب تقديره للقاضي ألنه معيار مرن وشخصي كعقم املرأة وحاجة‬
‫الزوج لإلنجاب أو مرض الزوجة وعجزها على القيام بواجباتها الزوجية وشؤون البيت غير أننا إذا‬
‫أردنا التحقيق والتدقيق فإن إشارة املادة ‪ 08‬إلباحة التعدد إذا توفر املبرر الشرعي ليس على إطالقه‬
‫كما قد يفهم من ظاهر النص ‪ ،‬بل هي مقيدة باملنشور الوزاري رقم ‪ 84/102‬الصادر في ‪، 23/12/1984‬‬
‫الذي يحدد املبرر الشرعي في املرض املزمن والعقم على سبيل الحصر ‪ ،‬مما يجعل من عبارة املبرر‬
‫‪4‬‬
‫الشرعي يقصد بها املبرر القانوني وليس الشرعي باملفهوم الواسع للشريعة اإلسالمية‬
‫لكن االعتراض الذي يقع هو أن القاضي ال يستطيع إدراك كل مالبسات التعدد الحقيقة إذ قد ال يطلع‬
‫‪5‬‬
‫على السبب الحقيقي ويخفي الناس عادة عنه ذلك السبب‬
‫و من املبررات األخرى التي يمكن أن تكون سببا في التعدد وهي زيادة الشهوة عند الرجل وعدم‬
‫اكتفائه بزوجة واحدة هو كراهية الزوج لزوجته ‪.‬‬
‫‪ -2‬توفر شروط النية والعدل ‪:‬‬
‫ويقصد به العدل الظاهر الذي يمكن للزوج توفيره واملتمثل في العدل و النفقة واملسكن أي من الناحية‬
‫املادية وليس املودة والحب أو ما يعرف بالناحية املعنوية حيث يجب على الزوج تقديم ما يثبت قدرته‬

‫‪1‬‬
‫( ( سورة الروم اآلية ‪21‬‬
‫‪2‬‬
‫) ‪ ،‬قانون رقم ‪ 84/11‬مؤرخ في ‪ 09‬يونيو ‪ 1984‬والمتضمن قانون األسرة ‪ ،‬المعدل والمتمم باألمر رقم ‪ 05/02‬المؤرخ في ‪ 27‬فبراير ‪) 2005‬‬
‫‪3‬‬
‫)( ‪.‬بلحاج العربي‪ ،‬الوجيز في شرح قانون األسرة الجزائري‪ ،‬ج‪ ،1‬ط‪ ،6‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،2010 ،‬ص‪190‬‬
‫‪4 1‬‬
‫مقران طارق عبد العزيز ‪ ،‬إجراءات تنظيم تعدد الزوجات في قانون األسرة الجزائري دراسة مقارنة ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪( ) 49‬‬
‫‪5‬‬
‫()‬ ‫حسين مهداوي ‪ ،‬دراسة نقدية للتعديالت الواردة على قانون األسرة في مسائل الزواج وأثاره ‪ ،‬رسالة ماجستير ‪ ،‬جامعة أبو بكر بلقايد ‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق والعلوم السياسية ‪ ،‬تلمسان ‪ ،‬الجزائر ‪ ، 2010 ،‬ص‪60‬‬
‫‪14‬‬
‫على النفقة من خالل عقد امللكية أو عقد اإليجار أو كشف الراتب أو السجل التجاري وغيرها وأن‬
‫‪1‬‬
‫يصرح بنيته في توفير العدل من الجانب املعنوي بين زوجاته‬
‫‪ -3‬إعالم الزوجتين السابقة والالحقة ‪:‬‬
‫نصت الفقرة الثانية من املادة الثامنة من ق ‪ .‬أ ‪.‬ج على شرط آخر يقيد التعدد وهو قيد إعالم‬
‫الزوجتين مسبقا بالزواج الجديد كما يلي ‪":‬يجب على الزوج إخبار الزوجة السابقة واملرأة التي يقبل‬
‫على الزواج بها ‪ ".....‬كما يشترط أيضا موافقة الزوجتين وهذا ما جاءت به الفقرة الثالثة من نفس املادة‬
‫التي تنص على ‪ ":‬يمكن لرئيس املحكمة إن يرخص بالزواج الجديد إذا تأكد من موافقتهما وأثبت الزوج‬
‫‪2‬‬
‫املبرر الشرعي "‬
‫‪ - 4‬الترخيص القضائي بالتعدد‪:‬‬
‫ألزم القانون في حالة رغبة الزوج في إعادة الزواج عليه الحصول على ترخيص من رئيس املحكمة التي‬
‫يقع في دائرة اختصاصها مقر مسكن الزوجية والذي يرخص بالزواج الجديد املكرر بعد التأكد من‬
‫موافقة الزوجة األولى واملرأة التي يرغب في الزواج بها والتأكد كذلك من توفر املبرر شرعي وقدرة‬
‫الزوج على توفير العدل والشروط الضرورية للحياة الزوجية‪ ، 3‬وحضور الزوجتين ملعرفة رأيهما‬
‫والتوقيع على الترخيص باملوافقة على الزواج الجديد ‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫املطلب الثاني ‪ :‬حكم تعدد الزوجات ودليل مشروعيته‬
‫تعدد الزوجات هو من األحكام الشرعية التي أباحها اإلسالم في ظروف محددة وقد أثار هذا الحكم‬
‫جدال واسعا عبر التاريخ واختلفت اآلراء بين مؤيد ومعارض له وقد أباح اإلسالم تعدد الزوجات‬
‫بشروط‪ ،‬والتعدد ليس واجبا على كل مسلم بل هو رخصة شرعية‬
‫الفرع األول ‪ :‬حكم تعدد الزوجات‬
‫إباحة التعدد للرجل في الشريعة اإلسالمية أن يتزوج واحدة أو اثنين أو ثالثا أو أربعا وأن يكون له في‬
‫وقت واحد هذا العدد من الزوجات وال يجوز له الزيادة على األربعة وبهذا قال املفسرون والفقهاء‬
‫وأجمع عليه املسلمون وال خالف فيه ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫بن شويخ رشيد‪ ،‬شرح قانون األسرة الجزائري املعدل‪ ،‬دراسة مقارنة لبعض التشريعات العربية‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الخلدونية ‪ ،‬الجزائر ‪) ،‬‬
‫)‪2008 ،‬‬
‫‪.‬ص‪118‬‬
‫‪2‬‬
‫( (‪ .‬المادة ‪ 8‬من القانون رقم ‪ ،11-84‬مرجع سابق‬
‫‪3‬‬
‫خوله كلفالي‪،‬تقييم نظام تعدد الزوجات وفقا لتعديالت قانون األسرة الجزائري‪،‬مجلة املنتدى القانوني‪،‬العدد الرابع‪،‬بسكرة‪) ،‬‬
‫) ‪،2007‬ص‪9‬‬
‫‪15‬‬
‫فاألصل في الزواج أن يكتفي الرجل املسلم بامرأة واحدة تكون سكن له ويكون سكن لها وقد أقر‬
‫اإلسالم التعدد في ظروف استثنائية خاصة ‪ ،‬فجعل مجرد توقع اإلنسان عدم العدل من نفسه كاف‬
‫ملنع التعدد لذلك كان لنا أن نحكم بأن الذواقين الذين يتزوجون كثيرا ملجرد التنقل في التمتع أو ألجل‬
‫يغيض األولى ويهينها أن هذا محرم في اإلسالم ملا فيه من ظلم وهو خراب للبيوت ولألمم‪. 1‬‬
‫أوال ‪ :‬من حيث العدد الجائز‬
‫ْل َي َت َم ٰى َف ُح َم َط َب َل ُك َن َس َم ْث َن ٰى َو ُثاَل َث‬ ‫َو ْن ْف ُت ْم َأ اَّل ُتْق ُط‬
‫َو ُر َب اَع ۖ ‬ ‫م ِّم الِّن ِءا‬ ‫ِس وا ِف ي ا ا انِك وا ا ا‬ ‫قال تعالى ‪ِ ﴿ :‬إ ِخ‬
‫َف ْن ْف ُت ْم َأ اَّل َت ْع ُل َف َو َد ًة َأ ْو َم َم َلَك ْت َأ ْيَم ُنُك ْم َٰذ َك َأ ْد َن ٰى َأ اَّل َت ُل‬
‫‪2‬‬
‫ُع و وا﴾‬ ‫ا ۚ ِل‬ ‫ا‬ ‫ِد وا اِح‬ ‫ِإ ِخ‬
‫من خالل هاته اآلية الكريمة يتضح لنا أنه ال يجوز الجمع بين أكثر من أربعة نساء وإذا طلق الرجل‬
‫إحدى‬
‫زوجاته األربع ال يجوز له الزواج بالخامسة حتى تنتهي عدة املطلقة‬
‫َم ْث َن ٰى َو ُثاَل َث‬
‫َو ُر َب اَع " وقال العلي بن‬ ‫قال البخاري رحمه هللا‪" ،‬باب ال يتزوج أكثر من أربع" لقوله تعالى ‪":‬‬
‫‪ :‬الحسين رضي هللا عنهما " يعني مثنى أو ثالث أو رباع‪ ،‬كما قال ‪.‬قال ابن عباس ‪ ":‬ما زاد على أربع فهو‬
‫‪3‬‬
‫حرام كأمه وابنته وأخته "‬
‫وقال الشافعي" حدثنا بعض أصحابنا عن أبي اليزناد عن عبد املجيد بن سهل عن عوف بن حارث عن‬
‫نوفل بن معاوية أنه أسلم وتحته خمس نسوة ‪ ،‬فقال له النبي صلى هللا عليه وسلم ‪ :‬أمسك أربعا‬
‫وفارق‬
‫األخرى"‪. 4‬‬
‫فهذه األحاديث تدل على أن أقصى عدد يحل الجمع بينه من النساء هو أربع ‪ ،‬وهذا ما ذهب‬
‫‪5‬‬
‫إليه جمهور الفقهاء‬
‫ثانيا‪ :‬من حيث واجبات الزوج‪:‬‬
‫بع‪ÌÌ Ì‬د أن أق‪ÌÌ Ì‬ر التش‪ÌÌ Ì‬ريع اإلس‪ÌÌ Ì‬المي تع‪ÌÌ Ì‬دد الزوج‪ÌÌ Ì‬ات وح‪ÌÌ Ì‬دده ب‪ÌÌ Ì‬أربع ‪ ،‬جعل‪ÌÌ Ì‬ه مرتبط‪ÌÌ Ì‬ا بالع‪ÌÌ Ì‬دل واملس‪ÌÌ Ì‬اواة بين‬
‫الزوج‪ÌÌ‬ات‪ ،‬والتع‪ÌÌ‬دد ال يب‪ÌÌ‬اح إال عن‪ÌÌ‬د الثق‪ÌÌ‬ة بإقام‪ÌÌ‬ة الع‪ÌÌ‬دل واألمن من الج‪ÌÌ‬ور‪،‬لقول‪ÌÌ‬ه تع‪ÌÌ‬الى ‪ ":‬ف‪ÌÌ‬إن خفتم أال‬
‫تع‪ÌÌ‬دلوا فواح‪ÌÌ‬دة أو م‪ÌÌ‬ا ملكت أيم‪ÌÌ‬انكم "‪،‬فمن لم يتأك‪ÌÌ‬د من قدرت‪ÌÌ‬ه على الع‪ÌÌ‬دل لم يج‪ÌÌ‬ز ل‪ÌÌ‬ه ش‪ÌÌ‬رعا أن ي‪ÌÌ‬تزوج‬

‫‪1‬‬
‫( األستاذ محمد رشيد رضا‪ ،‬تفسير املنار ‪،‬ط‪، 1‬مصر ‪1325‬ه ‪،‬ج ‪ ، 4‬ص ‪) 348‬‬
‫‪2‬‬
‫( سورة النساء اآلية ‪) 3‬‬
‫‪3‬‬
‫( ( ‪.‬صحيح البخاري‪ ،‬كتاب النكاح ‪ ،‬باب ال يتزوج أكثر من أربع ‪ ،‬ص‪4810 .‬‬
‫‪4‬‬
‫( ( ‪ .‬رواه الترميذي (‪ )3/435‬وأبن ماجة (‪ )1/628‬وصححه الشيخ األلباني في اإلرواء (‪)6/291‬‬
‫‪5‬‬
‫( ( ‪.‬إحسان بن محمد عايش العبثي‪ ،‬أحكام التعدد في ضوء الكتاب والسنة ‪ ،‬ط‪ ،1‬شركة مطابع األرز‪ 1418-1997 ،‬ه‪ ،‬ص‪22- 21‬‬
‫‪16‬‬
‫ب‪ÌÌ‬أكثر من واح‪ÌÌ‬دة لقول‪ÌÌ‬ه ص‪ÌÌ‬لى هللا علي‪ÌÌ‬ه وس‪ÌÌ‬لم ‪":‬من كانت ل‪ÌÌ‬ه امرأت‪ÌÌ‬ان فم‪ÌÌ‬ال إلى إح‪ÌÌ‬داهما ج‪ÌÌ‬اء ي‪ÌÌ‬وم القيام‪ÌÌ‬ة‬
‫‪1‬‬
‫وأحد شقيه مائل "‬
‫فالع‪ÌÌ‬دل في املحب‪ÌÌ‬ة والجم‪ÌÌ‬اع ف‪ÌÌ‬يرى عام‪ÌÌ‬ة العلم‪ÌÌ‬اء على ع‪ÌÌ‬دم وجوب‪ÌÌ‬ه‪ ،‬ألن‪ÌÌ‬ه ليس في ملك‪ÌÌ‬ه‪ ،‬وله‪ÌÌ‬ذا ق‪ÌÌ‬ال ابن قيم‬
‫في الهدي ( ‪" : ) 5/151‬ال تجب التسوية بين النساء في املحب‪ÌÌ‬ة فإنه‪ÌÌ‬ا ال تمل‪Ì‬ك‪ ،‬وكانت عائش‪Ì‬ة رضي هللا عنه‪ÌÌ‬ا‬
‫أحب نس‪ÌÌ‬ائه إلي‪ÌÌ‬ه‪ ،‬وأخ‪ÌÌ‬ذ من ه‪ÌÌ‬ذا أن‪ÌÌ‬ه ال تجب التس‪ÌÌ‬وية بينهن في ال‪ÌÌ‬وطء‪ ،‬ألن‪ÌÌ‬ه موق‪ÌÌ‬وف على املحب‪ÌÌ‬ة واملي‪ÌÌ‬ل‪،‬‬
‫وهي بيد مقلب القلوب‪ ،‬وفي هذا تفصيل وهو أنه إن تركه لعدم الداعي إليه وعدم االنتشار فهو معذور‪،‬‬
‫وإن ترك‪ÌÌ‬ه م‪ÌÌ‬ع ال‪ÌÌ‬داعي إلي‪ÌÌ‬ه ولكن داعي‪ÌÌ‬ة إلى الض‪ÌÌ‬رة أق‪ÌÌ‬وى‪ ،‬فه‪ÌÌ‬ذا مم‪ÌÌ‬ا ي‪ÌÌ‬دخل تحت قدرت‪ÌÌ‬ه وملك‪ÌÌ‬ه‪ ،‬ف‪ÌÌ‬إن أدى‬
‫‪2‬‬
‫الواجب عليه منه لم يبق لها حق ولم يلزمه التسوية‪ ،‬وإن ترك الواجب منه فلها املطالبة به "‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬حق الزوجة الجديدة في البيت‬
‫إذا تزوج جديدة وكانت بكر لها الحق في املبيت عندها أسبوعا نافلة بحيث ال يحتسب عليها‪ ،‬وإن‬
‫كانت ثيبا لها الحق في املبيت ثالث ليال ثم يقسم‪ ،‬فإن أرادت الثيب الجديد أن يمكث عندها سبعا فلها‬
‫ذلك إذا رضي الزوج‪ ،‬فان سبع لها سبع لسائر زوجاته‪ ،‬ففي الصحيحين عن أنس رضي هللا عنه‬
‫قال ‪:‬من السنة إذا تزوج الرجل البكر على الثيب أقام عندها سبعا وقسم ‪،‬وإذا تزوج الثيب أقام عندها‬
‫ثالثا ثم قسم قال أبو قالبة الراوي عن أنس ‪ :‬لو شئت لقلت ‪ :‬إن إنسا رفعه إلى النبي صلى هللا عليه‬
‫وسلم وفي صحيح مسلم أن النبي صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬ملا تزوج أم سلمه أقام عندها ثالثا فأراد أن‬
‫يخرج فأخذت بثوبه فقال لها "انه ليس بك على أهلك هوان ‪،‬إن شئت سبعت لك ‪،‬وإن سبعت لك‬
‫‪3‬‬
‫سبعت لنسائي‪ ،‬وإن شئت ثلثت ثم ردت قالت‪ :‬ثلث "‪.‬‬
‫وبالتالي فالسنة إذا تزوج البكر على الثيب أقام عندها سبعا‪ ،‬ثم قسم وإذا تزوج الثيب على البكر‪ ،‬أقام‬
‫عندها ثالثا ثم قسم وللزوجة أن تتنازل عن نصيبها لضرتها‪.‬‬
‫هل للزوج املسافر أن يختار من تسافر معه من زوجاته؟‬
‫‪ -1‬الحنفية ‪ :‬للزوج الذي يريد السفر إلى جهة أن يختار زوجاته من تسافر معه ألنه هو الذي يقدر‬
‫مشقة السفر ويعرف الصالح له منهن وهناك من قال من الحنفية أن القرعة أحب تطييبا لخاطر‬
‫الزوجات‪.‬‬
‫‪ -2‬املالكية ‪ :‬للزوج أن يختار من يسافر بها من بين زوجاته بدون قرعة وسواء كان السفر من أجل‬
‫الحج والغزو أو ال لكن بعضهم حمل هذا ما إذا كان السفر لغير الحج والغزو‪ ،‬فإذا كان لهما وجب‬
‫القرعة ملا فيهما من ميزة توجب التزاحم‪..‬‬

‫‪1‬‬
‫) ( ‪ .‬رواه ابن ماجة ‪ ،‬أبو داوود الترميذي‬
‫‪2‬‬
‫( ( ‪ .‬عبد هللا بن مانع العتيبي‪ ،‬من أحكام تعدد الزوجات‪ ،‬دار الوطن للنشر‪ ،‬د س‪ ،‬ص‪06‬‬
‫‪3‬‬
‫) ( ‪.‬عبد هللا بن مانع العتيبي ‪ ،‬مرجع سابق ص‪10.‬‬
‫‪17‬‬
‫‪ -3‬الشافعية ‪ :‬قالوا إذا سافر سفرا قصيرا لغير نقله من البالد إلى بلد آخر فإذا يصلح له أن يأخذ‬
‫بعض نسائه ويترك البعض بشرط إجراء القرعة بينهن ومن خرج سهمها أخذها حتما وأن يكون السفر‬
‫مباحا وقضاء املدة التي يقطعها مع من يأخذ من الجهة التي سافر إليها بشرط أن يقيم مدة تقطع السفر‬
‫وتوجه اإلقامة‪.‬‬
‫‪ -4‬الحنابلة ‪ :‬قالوا إذا سافر املتزوج بأكثر من واحدة لغير نقله من بلد إلى بلد أخرى سواء كان السفر‬
‫طويال أو قصيرا و أراد أن يأخذ معه بعض نسائه وجب عليه أن يقرع بينهن فمن خرجت لها القرعة‬
‫‪1‬‬
‫يجوز له أن يأخذ غيرها معها‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬دليل مشروعيته‬
‫يعد تعدد الزوجات مباح في الشريعة اإلسالمية و الدالئل على ذلك كثيرة سواء من القرآن الكريم أو‬
‫السنة النبوية الشريفة أو بإجماع الصحابة و العلماء على مشروعيته ‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬من القران الكريم‬
‫ج ‪ÌÌ‬اء النص الق ‪ÌÌ‬رآني بص ‪ÌÌ‬يغة األم ‪ÌÌ‬ر ال ‪ÌÌ‬تي أص ‪ÌÌ‬لها للوج ‪ÌÌ‬وب حيث ق ‪ÌÌ‬ال هللا تع ‪ÌÌ‬الى‪ ":‬ف ٰـٰـآنكحوا"‪،‬لكن بع ‪ÌÌ‬د ذل ‪ÌÌ‬ك‬
‫َط َل ُك‬
‫انص‪Ì‬رف فيه‪Ì‬ا األم‪Ì‬ر من الوج‪Ì‬وب إلى اإلباح‪Ì‬ة ‪2‬في قول‪Ì‬ه تع‪Ì‬الى ‪َ ":‬م ا اَب م ِّم َن الِّن َس اِء " س‪Ì‬ورة النس‪Ì‬اء اآلي‪Ì‬ة‬
‫‪.03‬‬
‫ورد في الكتاب الكريم نصا صريحا يبيح التعدد وحدده في أربع نساء فقط في قول‪ÌÌ‬ه تع‪ÌÌ‬الى ‪َ ﴿ ":‬و ْن ْف ُت ْم‬
‫ِإ ِخ‬
‫ْل َي َت َم ٰى َف ُح َم َط َب َل ُك َن َس َم ْث َن ٰى َو ُثاَل َث َو ُر َب َع َف ْن ْف ُت ْم َأ اَّل َت ُل‬ ‫َأ اَّل ُتْق ُط‬
‫ْع ِد وا‬ ‫ِإ ِخ‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ل‬‫ا‬
‫ِّم ِّن ِء‬ ‫م‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫وا‬ ‫ِك‬ ‫ان‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ي‬ ‫ِف‬ ‫وا‬ ‫ِس‬
‫َو َل َت ْس َت ُع َأ‬ ‫ُل‬ ‫َت‬ ‫اَّل‬ ‫َأ‬ ‫َن‬ ‫َأ‬ ‫َٰذ‬ ‫ُنُك‬ ‫َأ‬
‫َف َو اِح َد ْو َم ا َم ْت ْيَم ا ْم ِل َك ْد ٰى‬
‫َلَك‬ ‫َأ‬ ‫ًة‬
‫ُع و وا﴾"‪ ،3‬وج ‪ÌÌ‬اء في قول ‪ÌÌ‬ه تع ‪ÌÌ‬الى ‪ ﴿ ":‬ن ِط ي وا ن‬
‫َت ْع ُل وا َبْي َن ال َس ا َو َل ْو َح َر ْص ُت ْم َف اَل َت يُل وا ُك َّل اَمْلْي َف َت َذ ُر وَه ا َك اُمْلَع َّل َق َو ن ُت ْص ُح وا َو َتَّتُق وا َف َّن‬
‫ِإ‬ ‫ِل‬ ‫ِة ِإ‬ ‫ِل‬ ‫ِم‬ ‫ِّن ِء‬ ‫ِد‬
‫ُف‬ ‫َغ‬ ‫َن‬ ‫َك‬ ‫َّل‬
‫‪4‬‬
‫وًر ا َّر ِح يًم ا﴾‬ ‫ال َه ا‬
‫من خالل هاتين اآلتين نج‪Ì‬د أن إباح‪Ì‬ة التع‪Ì‬دد ح‪Ì‬تى أربع نس‪Ì‬اء فق‪Ì‬ط مق‪Ì‬ترن بش‪Ì‬رط الع‪Ì‬دل بين الزوج‪Ì‬ات في‬
‫اإلنفاق واملبيت ألن العدل في امليل القلبي واملحبة والجماع غير مستطاع وقد كان رسول هللا يعدل‬
‫كل العدل في األمور املادية بين زوجاته ولكنه يميل عاطفيا إلى السيدة عائشة رضي هللا عنها‬
‫و من هنا يتضح لنا أن تعدد الزوجات أمر مباح ألن ذلك ورد في القران الكريم ‪ ،‬وهذا ما أكدته السنة‬
‫النبوية الشريفة‬
‫ثانيا ‪ :‬من السنة النبوية الشريفة ‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫( (‪ .‬عبد الرحمان بن محمد عوض الجزائري‪ ،‬كتاب الفقه على المذاهب األربعة‪ ،‬دار ابن الحزم للنشر والتوزيع بيروت ‪ ،‬ط‪ ، 2001 ،1‬ص ‪946.‬‬
‫‪2‬‬
‫) ( ‪.‬مصطفى العدوي‪ ،‬جامع أحكام النساء ‪ ،‬الجزء الثالث ‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،‬دار السنة ‪ ،‬السعودية ‪، 1990 ،‬ص‪449‬‬
‫‪3‬‬
‫)سورة النساء اآلية ‪) 3‬‬
‫‪4‬‬
‫) ( ‪.‬سورة النساء اآلية ‪129‬‬
‫‪18‬‬
‫إن الرسول صلى هللا عليه وسلم عدد في زوجاته إال انه لم يقتصر على أربع زوجات ألن في ذلك‬
‫خصوصية له دون سائر املسلمين لحكم بليغة ‪ ،‬من تعليمية و اجتماعية و تشريعية وسياسية‬
‫فاإلقتداء بفعل رسول هللا صلى هللا عليه وسلم في املباحات مشروع ‪ ،‬ولكن في غير ما اختصه هللا من‬
‫دون املؤمنين إن اإلباحة في التعدد مع التقيد بأربعة نساء كما جاء على لسان بعض الصحابة حيث قال‬
‫‪ ،‬نوفل بن معاوية ‪":‬أسلمت وعندي خمس نسوة فذكرت ذلك للنبي صلى هللا عليه وسلم فقال ‪ :‬فارق‬
‫واحدة و أمسك منهن أربعا"‪. 1‬‬
‫وقال غيالن بن أميمه الثقفي ‪ ،‬عن ابن عمر رضي هللا عنهما " أن غيالن ابن سلمة الثقفي أسلم وتحته‬
‫عشرة نسوة ‪ ،‬فقال له النبي صلى هللا عليه وسلم ‪ ":‬خذ منهن أربعا" ‪. 2‬‬
‫يتضح من ذلك أن السنة النبوية الشريفة أباحت التعدد في حدود أربع نساء فقط أو أقل من ذلك‬
‫ولقد أجمع علماء األمة على هذا الرأي ‪..‬‬
‫ثالثا ‪ :‬من اإلجماع ‪:‬‬
‫لقد اتفق الصحابة والتابعين وجميع فقهاء املسلمين في مختلف عصور اإلسالم على جواز التعدد‬
‫بالشروط الشرعية الواضحة ‪. 3‬‬
‫يتضح من هذا أن املسلمين صاروا من أقدم عصورهم على نظام يستبيحون فيه بالتعدد كما أباحته‬
‫الشريعة ولم يجدوا في ذلك حرجا‪. 4‬‬
‫‪.‬‬
‫نستخلص من هذا أن لكل مسلم الحق في التعدد على أن ال يزيد عدد الزوجات عن أربع نساء مع‬
‫ضرورة العدل بينهن وال يجوز له الزواج بالخامسة ومن تزوج خامسة وعنده أربع عليه الحد إن كان‬
‫عاملا هذا ما ذهب إليه اإلمام مالك والشافعي ‪ ،‬وقيل إن كان عاملا عليه الرجم وإن كان جاهال عليه‬
‫الجلد وقد تبين من هنا أن مشروعية التعدد جاءت في الكتاب والسنة وإجماع الفقهاء و األمة‬
‫اإلسالمية‬
‫رابعا ‪ :‬مشروعية تعدد في قانون األسرة الجزائري‬

‫‪1‬‬
‫محمد ابن إسماعيل األمير الصنعاني ‪ ،‬السالم املوصلة إلى بلوغ املرام ‪،‬حققه محمد صبحي حسن حالق ‪،‬كتاب النكاح ‪ ،‬باب الكفاءة ) )‬
‫الحديث ‪،‬الجزء السادس الطبعة الثانية ‪ ،‬دار ابن الجوزي ‪ ،‬السعودية ‪ 1461،‬ه ص ‪ 68‬والخيار‬
‫‪2‬‬
‫اخرجه أبي عبد هللا محمد بن يزيد القزويني الشهير بابن ماجة ( يرمز له الحقا بابن ماجة ) ‪ ،‬عن أبي عمر رضي هللا عنه ‪ ،‬سنن ابن ماجة‬
‫‪ ، ) ( ،‬كتاب النكاح ‪ ،‬باب الرجل يسلم وعنده أكثر من أربع نسوة ‪ ،‬ح ر ‪ ،1953‬حديث صحيح ‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،‬مكتبة المعارف ‪ ،‬السعودية‬
‫‪ .‬بدون سنة النشر ‪،‬ص ‪338‬‬
‫‪3‬‬
‫رشيد شحاتة أبو زيد ‪ ،‬العنف ضد املرأة وكيفية مواجهته في ضوء أحكام الفقه اإلسالمي ‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،‬مكتبة الوفاء القانونية ‪)( ،‬‬
‫‪،2011‬ص‪ 256‬مصر‬
‫‪4‬‬
‫) محمد أبو زهرة ‪ ،‬محاضرات في عقد الزواج و أثاره ‪ ،‬دار الفكر العربي ‪ ،‬مصر ‪ ،1971 ،‬ص‪) 136‬‬
‫‪19‬‬
‫نص املشرع الجزائري تماشيا مع أحكام الفقه اإلسالمي على أن التعدد هو حالة استثنائية يسمح به‬
‫عند الضرورة ‪ ،‬في حدود الشريعة اإلسالمية ‪. 1‬‬
‫تعدد الزوجات دراسة مقارنة ما بين الشريعة اإلسالمية والقانون‬
‫وعلى كل حال فإنه لم يكن لقانون األسرة الجزائري أن يخالف الشريعة اإلسالمية لذلك نص في‬
‫املادة ‪ 8‬ق‪ .‬أ ‪ .‬ج يسمح بالزواج بأكثر من زوجة واحدة في حدود الشريعة اإلسالمية متى وجد املبرر‬
‫‪2‬‬
‫الشرعي وتوفرت شروط‪ ،‬النية والعدل ‪ ،‬و يتم ذلك بعد علم كل من السابقة والالحقة‪.‬‬
‫يتبين لنا من تحليل ما تضمنته املادة أن قانون األسرة يتميز بثالث مبادئ هامة‪:‬‬
‫‪ -1‬اإلبقاء على نظام تعدد الزوجات كما حددته الشريعة اإلسالمية‪.‬‬
‫‪ 2-‬وضع شروط لحماية هذا املبدأ ووضع قاعدة لضمان حسن تطبيقها‬
‫‪ -3‬أما الثالث يتعلق بما يمكن القيام به عند مخالفة هذه الشروط وبالتالي فقانون األسرة الجزائري‬
‫حافظ على احترام القواعد العامة الثابتة للشريعة اإلسالمية وعلى احترام مشاعر املواطنين املتمسكين‬
‫بمقومات وحدتهم ومكونات شخصيتهم العربية اإلسالمية دون أن يجاري أولئك الذين انساقوا وراء‬
‫ماديات الدنيا من غير أن يجهدوا أنفسهم في البحث في أعماق اإلسالم وحكمة هللا في شؤون خلقه وهو‬
‫‪3‬‬
‫بذلك يكون قد اقر بأن للرجل الحق في التزوج بأكثر من زوجة واحدة في حدود شريعة اإلسالمية‪.‬‬
‫املطلب الثالث ‪ :‬زوجات النبي صلى هللا عليه وسلم والحكمة من زواجه بهن‬
‫أحل هللا التعدد وحدده بأربعة نساء فقط مع اشتراط العدل بين نسائه وأال يقتصر على واحدة لكن‬
‫هللا عزوجل خص النبي صلى هللا عليه وسلم بشيء من دون املؤمنين وهو أن أباح له ماعنده من‬
‫الزوجات الالئي تزوجهن ووجب عليه أال يطلقهن وال أن يستبدل بهن من أزواج يبقين في ذمتهن وال‬
‫يبدل واحدة‬

‫‪.‬‬
‫َس ُء َب ْع ُد َو اَل َأ َت َب َّد َل َّن ْن َأ ْز َو َو َل ْو َأ ْع َج َب َك ُح ْس ُن ُه َّن اَّل‬ ‫َي ُّل َل َك‬ ‫اَّل‬
‫ِإ‬ ‫اٍج‬ ‫ِب ِه ِم‬ ‫ن‬ ‫الِّن ا ِم ن‬
‫بأخرى لقوله تعالى﴿‬ ‫ِح‬
‫‪4‬‬ ‫َم َم َلَك ْت َي ُنَك َو َك َن‬
‫ِّل َش ْي ٍء َّر ِق يًب ا﴾‬
‫ِم ي ۗ ا‬
‫ُك‬
‫ا‬ ‫الَّل ُه َع َل ٰى‬
‫وذلك ألن زوجات النبي صلى هللا عليه وسلم لهن مكانة خاصة باعتبارهن أمهات املؤمنين وقد حرم‬
‫َو َم َك َن َل ُك ْم َأ ُتْؤ ُذ َر ُس َل َّل َو اَل‬
‫ن وا و ال ِه‬ ‫عليهن الزواج بعد الرسول صلى هللا عليه وسلم لقوله تعالى"﴿ ا ا‬

‫‪1‬‬
‫) العربي بلحاج ‪ ،‬الوجيز في شرح قانون األسرة الجزائري ‪ ،‬ديوان املطبوعات الجامعية ‪ ،‬الجزائر‪، 2012 ،‬ص ‪) 188‬‬
‫‪2‬‬
‫) ( انظر لقانون األسرة الجزائري‬
‫‪3‬‬
‫( (د‪.‬فضيل سعد مرجع سابق ص ‪32.31‬‬
‫‪4‬‬
‫( (سورة األحزاب اآلية ‪52‬‬
‫‪20‬‬
‫َّل‬ ‫َٰذ ُك َك َن‬ ‫َأ‬ ‫َأ ْز‬ ‫َأ َت‬
‫ن نِك ُح وا َو اَج ُه ِم ن َب ْع ِد ِه َب ًد اۚ ِإ َّن ِل ْم ا ِع نَد ال ِه َع ِظ يًم ا﴾‪ 1‬فإذا طلق فوق األربعة منهن سحب‬
‫منهن الشرف الذي اكتسبنه من زواجهن منه عليه الصالة والسالم لهذا اقتضت الحكمة اإللهية إن‬
‫يبقين جميعا زوجات له خصوصية للرسول الكريم واستثناء من القاعدة وتجدر اإلشارة إلى الحكمة‬
‫من زواجه بكل واحدة من زوجاته‬
‫الفرع األول ‪ :‬زوجات النبي صلى هللا عليه وسلم‬
‫توفي النبي صلى هللا عليه وسلم وفي عصمته تسع زوجات وزواجه عليه الصالة والسالم بهذا العدد تعد‬
‫خصوصية له دون سائر املسلمين وال يجوز إتباعه في ذلك ألن زواجه منهن كان لحكمة من هللا وبأمره‬
‫في بعض زيجاته كزواجه من السيدة زينت بنت جحش رضي هللا عنها إلبطال التبني وزواجه من‬
‫السيدة عائشة رضي هللا عنها عن طريق رؤية في منامه ‪.‬‬
‫‪ -‬أوال ‪ :‬زواجه من السيدة خديجة رضي هللا عنها‬
‫السيدة خديجة هي أول زوجة للنبي صلى هللا عليه وسلم وهي من أشراف سيدات مكة وكانت أعقل‬
‫‪2‬‬
‫العقالء‪ ،‬وفضلى الفواضل ‪،‬حتى كانت تلقب في عهد الجاهلية بالطاهرة‬
‫وكان عمرها وقت الزواج أربعين عاما وهي أرملة وعمر النبي خمسا وعشرين عاما وعاشا إلى أن توفيت‬
‫رضي هللا عنها عن عمر ناهز الخامسة والستين وعمره عليه الصالة والسالم خمسين سنة ولم يتزوج‬
‫أية امرأة أخرى في حياتها ‪ ،‬عرف العام الذي توفيت فيه السيدة خديجة عام الحزن ألن الرسول صلى‬
‫هللا عليه وسلم فقد أيضا عمه أبو طالب الذي كان بدوره يحنوا عليه ويشد من أزره وهكذا بقى‬
‫الرسول صلى هللا عليه وسلم وحيدا من ناحية األسرة ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ -‬زواجه من سوده بنت زمعة رضي هللا عنها‬
‫هي ثاني زوجات الرسول صلى هللا عليه وسلم التي كانت أرملة متقدمة في السن ‪ ،‬هاجرت مع زوجها‬
‫السكران بن عمرو بن عبد شمس إلى الحبشة ‪ ،‬مع جماعة من املسلمين واملسلمات ‪،‬فرارا عن بلدهم‬
‫( مكة املكرمة ) لئال يحدق بهم البالء وأذى قريش أكثر ‪..‬فأكثر ‪ ، ..‬وفي الرجوع فقدت زوجها في بعض‬
‫الطريق ‪ ،‬إذ مات قبل إن يوافي البلد الحرام وعند ذلك خسرت ركنها الركين ومالذها القويم ‪ ،‬ولم تجد‬
‫رجال آخر من بين املسلمين يمكنه إيواؤها كزوجة كريمة ‪ ،‬وعند ذلك أحبت إن تعيش في كنف‬
‫‪3‬‬
‫الرسول ‪ ،‬فسألته إن يتزوجها فما كان منه إال القبول استجابة إنسانية رحيمة‬
‫ثالثا ‪ -‬زواجه من عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي هللا عنهما‬

‫‪1‬‬
‫( ( سورة األحزاب اآلية ‪53‬‬
‫‪2‬‬
‫( كرم حلمي فرحات ‪ ،‬تعدد الزوجات في األديان ‪ ،‬دار األفاق العربية ‪ ،‬ط‪ ،2002 ، 1‬ص‪) 99.98‬‬
‫‪3‬‬
‫) ( ‪ .‬مجتبي بن المهدي الحسيني الشيرازي ‪ ،‬فلسفة تعدد زوجات الرسول (ص) ‪ ،‬وقفية األمير غازي للفكر القرآني ‪ ،‬العراق‪ -‬كربالء ‪ ،‬ص‪6‬‬
‫‪21‬‬
‫كان أبوها من أوائل الذين أسلموا وقد ألقى هللا حب أبي بكر في قلب الرسول صلى هللا عليه وسلم‬
‫فأحبت الرسول حبا جما وقد كانت من أحب الناس إليه ولقد حفظت عائشة لصغر سنها أكثر سنه‬
‫الرسول صلى هللا عليه وسلم وأحاديثه وتعد في مقدمة من روى عنهم فقد روت عنه ‪ 2210‬حديثا من‬
‫أصل حوالي ‪ 3000‬حديث وبالتالي فهي صاحبة األسهم األكبر في رواية الحديث وهي البكر الوحيدة من‬
‫بين جميع نسائه اللواتي دخل بهن عليه الصالة والسالم إلى جانب أنها كانت ذكية ودخل النبي بها أول‬
‫‪1‬‬
‫الهجرة وعاشت بعده حتى سنة ‪ 58‬ه‬
‫رابعا ‪ -‬زواجه من حفصة بنت عمر ابن الخطاب رضي هللا عنهما‬
‫تزوجها النبي صلى هللا عليه وسلم في السنة الثالثة من الهجرة بعد وفاة زوجها في غزوة بدر‪ ،‬لحسرة في‬
‫قلب عمر بعد أن عرضها على كل من أبي بكر وعثمان بن عفان رضي هللا عنهما فسكتوا فما أكرم‬
‫سياسته صلى هللا عليه وسلم وما أعظم وفاؤه للمخلصين وهو زواج يدل على البر والرحمة وبعد النظر‬
‫‪2‬‬
‫وسمو الخلق بعيدا كل البعد عن الشهوة وحب النساء‬
‫خامسا ‪ -‬زواجه من زينب بنت خزيمة رضي هللا عنها‬
‫تزوجها الرسول صلى هللا عليه وسلم بعد مقتل زوجها في معركة أحد وكانت من أفضليات النساء حتى‬
‫كانوا يدعونها أم املساكين لبرها بهم تزوجها وهي بنت ‪ 60‬سنه من العمر ولم يدعها أرمله تقاسي الذل‬
‫‪3‬‬
‫بعد مقتل زوجها وقد ماتت في حياته‬
‫سادسا ‪ -‬زواجه من هند بنت أميمة رضي هللا عنها‬
‫بعد مقتل زوجها في غزوة احد وكان عندها من األوالد أربعة هم ‪ :‬برة ‪،‬سلمة‪،‬عمر ودرة فأراد أن‬
‫يكون النبي صلى هللا عليه وسلم عونا لها وأليتامها فلما خطبها قالت ‪:‬إني مسنة وإني أم أيتام وإني‬
‫شديدة الغيرة‬
‫‪4‬‬
‫فأجابها النبي بقوله ‪ :‬األيتام أضمهم واني اكبر منها سننا وأدعوا هللا إن يذهب عن قلبك الغيرة‬
‫سابعا ‪ -‬زواجه من زينب بنت جحش رضي هللا عنها‬
‫تزوجها الرسول صلى هللا عليه وسلم بأمر من هللا وذلك أن هللا أراد أن يبطل النبي بطريق علمي ‪ ،‬فأمر‬
‫الرسول أن يتزوج بزينب بعد أن يطلقها متبناه زيد وكان الرسول يخشى مقالة الناس في هذا فالمه‬
‫القرآن على ذلك قال تعالى ‪َ ﴿ ":‬و ْذ َتُق وُل َّل ي َأ ْن َع َم الَّل ُه َع َل ْي َو َأ ْن َع ْم َت َع َل ْي َأ ْم ْك َع َل ْي َك َز ْو َج َك‬
‫ِه ِس‬ ‫ِه‬ ‫ِل ِذ‬ ‫ِإ‬
‫‪1‬‬
‫عبد هللا ناصح علوان‪ ،‬تعدد الزوجات في اإلسالم والحكمة من تعدد أزواج النبي ‪ ،‬ط‪ ، 9‬دار السالم للنشر و التوزيع ‪ ،‬د ن‪،2006 ،‬ص )‬
‫)‪39‬‬
‫‪2‬‬
‫) سعيد أيوب ‪ ،‬زوجات النبي ص ‪ ،‬قراءة في تراجم أمهات املؤمنين في حركة الدعوة ‪ ،‬ط‪ ، 1‬دار الهادي ‪ 1997-1417‬ه ص ‪) 54-53‬‬
‫‪3‬‬
‫)عبد هللا ناصح علوان ‪ ،‬املرجع السابق ص‪) 40‬‬
‫‪4‬‬
‫( (‪ .‬صحيح مسلم ‪ ،‬كتاب ‪ ،11‬باب ‪02‬‬
‫‪22‬‬
‫َز‬ ‫َنْف َك َم َّل ُه ُم ْب َو َتْخ َش َّن َس َو َّل ُه َأ َح ُّق َأ َتْخ َش َف َل َق‬ ‫َو َّت َّل َه َو ُتْخ‬
‫اُه ۖ َّم ا َض ٰى ْي ٌد ِّم ْن َه ا‬ ‫ن‬ ‫ى ال ا ال‬ ‫ا ال ِد يِه‬ ‫ِف ي ِف ي ِس‬ ‫ا ِق ال‬
‫َو َط ًر ا َز َّو ْج َن اَك َه ا ِل َك ْي اَل َي ُك وَن َع َل ى اُمْلْؤ ِن يَن َح َر ٌج ي َأ ْز َو ا َأ ْد ِع َي اِئ ْم َذ ا َق َض ْو ا ْن ُه َّن َو َط ًر اۚ َو َك اَن َأ ْم ُر‬
‫ِم‬ ‫ِه ِإ‬ ‫ِج‬ ‫ِف‬ ‫ِم‬
‫َّل ْف اًل‬
‫‪1‬‬
‫ال ِه َم ُع و ﴾"‬
‫ثامنا ‪ -‬زواجه من أم حبيبة أرملة بنت أبي سفيان رضي هللا عنها‬
‫التي كانت هاجرت مع زوجها إلى الحبشة فانتصر هناك ‪ ،‬وكان قومها يناصبون الرسول العداء ‪،‬فما‬
‫كان من الحكمة أن تترك امرأة مؤمنة تضيع بين فئتين فتزوجها الرسول لتكون رعايته ‪،‬وهذا الزواج‬
‫‪2‬‬
‫كان من العوامل األساسية التي دفعت أبا سفيان في الدخول إلى اإلسالم في العام التالي من عام الفتح‬
‫تاسعا ‪ -‬زواجه جويرية بنت الحارث رضي هللا عنها ‪:‬‬
‫بعد انهزام بني املصطلق في حربهم ضد النبي صلى هللا عليه وسلم أسر عدد كبير منهم من طرف‬
‫املسلمين وكانت من بينهم السيدة جويرية فتزوجها الرسول صلى هللا عليه وسلم كي يحمل الصحابة‬
‫على عتق هؤالء األسرى ‪ ،‬فقال الصحابة ‪ :‬ال ينبغي لنا إن نبقى أصهار رسول هللا في األسر ‪،‬واعتقوا‬
‫أسراهم ‪،‬فأسلم بنو املصطلق ‪،‬وصاروا عونا للمسلمين ‪،‬فكانت هذه سياسة الرسول صلى هللا عليه‬
‫‪3‬‬
‫وسلم‬
‫عاشرا ‪ -‬زواجه من صفية بنت حي بن أخطاب رضي هللا عنها ‪:‬‬
‫قتل أبوها مع بني قريضة وقتل زوجها يوم خبير وكان دحيه الكلبي أخذها من سبي خبير ‪ ،‬فقال‬
‫الصحابة ‪ ،‬يا رسول هللا ‪ ،‬أنها سيدة بني قريضة والنظير ال تصلح إال لك فاستحسن رأيهم ‪،‬وأبى أن‬
‫تذل هذه السيدة ‪ ،‬فاصطفاها وأعتقها وتزوجها والحكمة من هذا الزواج هي رغبة النبي صلى هللا عليه‬
‫وسلم في تحريض اليهود على اعتناق اإلسالم أو على األقل تخفيفهم من عداوة اإلسالم ومكرهم‬
‫‪4‬‬
‫باملسلمين‬

‫حادي عشر ‪ :‬زواجه من ميمونة بنت الحارث رضي هللا عنها ‪:‬‬
‫تزوجها عليه السالم لتشعب قرابتها في بني هاشم وبني مخزوم فأراد ربط الصلة بأقاربه املصاهرين‬
‫ونشر أحكام الدين والدعوة‬

‫‪1‬‬
‫( ( سورة األحزاب اآلية ‪37‬‬
‫) كرم حلمي فرحات ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪) 110‬‬
‫‪2‬‬

‫‪3‬‬
‫) عبد العظيم شرف الدين ‪ ،‬أحكام األحوال الشخصية في الشريعة اإلسالمية ‪ ،‬د س ‪ ،‬ص‪) 303‬‬
‫‪4‬‬
‫عبد التواب هيكل ‪ ،‬تعدد الزوجات في اإلسالم و حكمة التعدد في أزواج النبي ص دحض شبهات ورد مفتريات ‪ ،‬ط‪ 1‬دار القلم ‪) ،‬‬
‫) ‪ ،‬دمشق‬
‫ه‪ 1982/‬م ‪ ،‬ص ‪، 138،139‬بيروت ‪1402‬‬
‫‪23‬‬
‫وبالتالي فالرسول صلى هللا عليه وسلم لم يتزوج امرأة إال كان له وراء هذا الزواج غرض ‪،‬إما راجع إلى‬
‫مصلحة اإلسالم وتثبيت دعوته ‪،‬وإما راجع إلى غرض إنساني نبيل ‪،‬وإما راجع إلى غرض تشريعي على‬
‫‪1‬‬
‫ماكان بصدده من إنشاء أمة وتكوين دولة ونشر دين جديد‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬الحكمة من تعدد زوجات النبي صلى هللا عليه وسلم‬
‫إن هللا جعل مقام النبوة والرسالة فوق املقامات ‪ ،‬وخصها بشؤون عامة الناس وتعدد زوجات النبي‬
‫صلى هللا عليه وسلم وتجاوزه عن العدد املحدود لكافة أمته من هذا القبيل مما يبني على إرادة هللا‬
‫‪2‬‬
‫وحكمته وهو العليم الخبير لشؤون عباده وهو الذي يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد‬
‫أوال ‪ :‬الحكمة التعليمية‪:‬‬
‫إن الغاية األساسية من زواج النبي صلى هللا عليه وسلم من عدة نساء هي جعل معلمات للنساء يعلمنهن‬
‫األحكام الشرعية خاصة املتعلقة منها بالحيض والنفاس والجنابة واألمور الزوجية وكانت كثير من‬
‫النساء يستحين من سؤال الرسول في مثل هاته األحكام كما كان خلق الرسول صلى هللا عليه وسلم‬
‫الحياء الكامل ‪،‬وكان كما تروي كتب السنة اشد حياء من العذراء في خدرها‪. 3‬‬
‫ولقد ذكر الرواة أن عدد األحاديث التي رواها نساء الرسول صلى هللا عليه وسلم عنه جاوزت ثالثة‬
‫آالف حديث ‪ ،‬وأن صاحبة السهم األكبر في رواية الحديث السيدة عائشة رضي هللا عنها ‪ ،‬التي روت عنه‬
‫ثالثمائة وثمانية و سبعين ( ‪ ) 378‬حديثا ‪ ،‬و باقي الزوجات كن تتراوح أحاديثهن بين احد عشر و خمسة‬
‫و ستين حديثا (‪ )65-11‬وهذا التفاوت في رواية الحديث يرجع سببه إما إلى الذكاء أو مدة الحياة‬
‫الزوجية ‪ ،‬أو امتداد العمر بعد وفاة النبي صلى هللا عليه وسلم وقد اجتمعت هذه األسباب للسيدة‬
‫عائشة رضي هللا عنها فقد كانت ذكية ‪ ،‬ودخل النبي صلى هللا عليه وسلم بها أول الهجرة وعاشت بعده‬
‫‪4‬‬
‫حتى سنة ‪ 58‬ه‬
‫ثانيا ‪ :‬الحكمة االجتماعي‬
‫تزوج صلوات هللا عليه بالسيدة "حفصة بنت عمر " فكان ذلك قرة عين ألبيها عمر على إسالمه‪،‬‬
‫وصدقه‬

‫‪1‬‬
‫)(‪ .‬يوسف القرضاوي ‪ ،‬فتاوى فبي شؤون املرأة واألسرة املعاصرة ‪ ،‬مكتبة الرحاب للنشر و التوزيع ‪ ،‬الجزائر ‪ . ،‬ص ‪173‬‬
‫‪2‬‬
‫( ( ‪.‬كرم حلمي فرحات‪ ،‬تعدد الزوجات في األديان ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪95.‬‬
‫‪3‬‬
‫أخرجه البخاري في صحيحه عن أبي سعيد الخدري – رضي هللا عنه‪.‬ج ‪ .130/ 7‬كتاب األدب (‪ .)78‬باب " الحياء " رقم الباب (‪) )77‬‬
‫) حديث‬
‫رقم ‪6119‬‬
‫‪4‬‬
‫( ( عبد هللا ناصح علوان تعدد الزوجات في اإلسالم وحكمة تعدد زوجات النبي (ص) ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬صفحة ‪68-67‬‬
‫‪24‬‬
‫وإخالصه وتفانيه في سبيل هذا الدين‪ ،‬وعمر هو بطل اإلسالم الذي اعز هللا به اإلسالم واملسلمين‬
‫ورفع به منار الدين فكان اتصاله عليه السالم به عن طريق املصاهرة خير مكافأة له على ما قدم في‬
‫سبيل اإلسالم ‪.‬‬
‫وقد سوى صلى هللا عليه وسلم بينه وبين وزيره األول أبي بكر في تشريفه بهذه املصاهرة‬
‫فكان زواجه من ابنتيهما أعظم شرف لهما بل أعظم مكافأة ومنة ‪ ،‬ولم يكن باإلمكان أن يكافئهما في هذه‬
‫الحياة بشرف أعلى من هذا الشرف فما أجل سياسته ؟ وما أعظم وفاءه لألوفياء املخلصين‬
‫كما يقابل ذلك إكرامه لعثمان وعلي – رضي هللا عنهما – بتزويجهما ببناته ‪ ،‬وهؤالء األربعة –أبو بكر‬
‫وعمر وعثمان وعلي – هم أعظم أصحابه ‪ ،‬وخلفاؤه من بعده في نشر ملته‪ ،‬وإقامة دعوته‪ ،‬فما اجلها‬
‫‪1‬‬
‫من حكمة‪ ،‬وما أكرمها من نظرة‬
‫ثالثا ‪ :‬الحكمة السياسية ‪:‬‬
‫تزوج صلوات هللا عليه بالسيدة جويرية بنت الحارث سيد بني املصطلق وكانت قد أسرت مع قومها‬
‫وعشيرتها ‪ ،‬ثم بعد إن وقعت تحت األسر ‪ ،‬أرادت إن تفتدي نفسها ‪ ،‬فجاءت إلى رسول هللا صلى هللا‬
‫عليه وسلم تستعينه بشيء من املال ‪ ،‬فعرض عليها الرسول الكريم إن يدفع عنها الفداء وان يتزوج بها‬
‫فقبلت ذلك فتزوجها فقال املسلمون ‪ :‬أصهار رسول هللا صلى هللا عليه وسلم تحت أيدينا ؟ فاعتقوا‬
‫جميع األسرى الذين كانوا تحت أيديهم ‪ ،‬فلما رأى بنو املصطلق هذا النبل والسمو وهذه الشهامة‬
‫‪2‬‬
‫واملروءة اسلموا جميعا ودخلوا في دين هللا وأصبحوا من املؤمنين‬
‫روي أن صفية –رضي هللا عنها‪ -‬ملا دخلت على النبي صلى هللا عليه وسلم قال لها ‪ " :‬لم يزل أبوك من‬
‫َو اَل َت ُر َو َر ٌة‬
‫ِز اِز‬ ‫أشد اليهود لي عداوة حتى قتله هللا فقالت ‪ :‬يارسول هللا‪ :‬إن هللا يقول في كتابه العزيز ‪﴿ :‬‬
‫ْز ُأ ْخ‬
‫ِو َر َر ٰى ﴾‪ ، 3‬فقال لها الرسول الكريم ‪ :‬اختاري ‪ ،‬فإن اخترت اإلسالم أمسكتك لنفسي ‪ ،‬وإن‬
‫إخترتي اليهودية فعسى أن أعتقك فتلحقي بقومك ‪ ،‬فقالت يارسول هللا ‪:‬لقد هويت اإلسالم وصدقت‬
‫بك قبل أن تدعوني إلى رحلك ‪ ،‬ومالي في اليهودية أرب ‪ ،‬ومالي فيها والد وال أخ ‪ ،‬وخيرتني الكفر‬
‫واإلسالم فاهلل ورسوله أحب إلي من العتق ‪ ،‬وان أرجع إلى قومي وأمسكها رسول هللا صلى هللا عليه‬
‫‪4‬‬
‫وسلم لنفسه‬
‫وأعقب على ماذكر بأن املؤرخ األمريكي (ديورانت ) قد أشار إلى حكمة تعدد زوجات النبي صلى هللا عليه‬
‫وسلم – حيث قال ‪ :‬لقد كانت بعض زيجاته من أعمال البر والرحمة باألرامل الفقيرات الالتي توفي‬

‫‪1 1‬‬
‫الصابوني محمد علي ‪ ،‬روائع البيان تفسير آيات األحكام ‪،‬ط‪1400 :3‬ه – ‪1980‬م مؤسسة مناهل العرفان ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬ومكتبة الغزالي دمشق‪،‬ج ) (‬
‫‪2/323‬‬
‫‪2‬‬
‫( (‪ .‬راسم شحدة سدر‪ ،‬تعدد الزوجات بين اإلسالم وخصومه‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،‬دار الثقافة ‪ ،‬االردن ‪2010 -1431 ،‬م ‪ ،‬ص ‪167‬‬
‫‪3‬‬
‫( ( ‪.‬سورة اإلسراء ‪.‬اآلية رقم ‪15‬‬
‫‪4‬‬
‫( (‪ .‬ابن سعد ‪" ،‬الطبقات الكبرى "‪ ،‬م‪8/123‬‬
‫‪25‬‬
‫عنهن أتباعه أو أصدقائه وكان بعضها زيجات دبلوماسية – سياسية – كزواجه بحفصة بنت عمر ‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫الذي أراد به أن يوثق صلته بأبيها ‪ ،‬وكزواجه من ابنة أبي سفيان ليكسب بذلك صداقة عدوه القديم‬
‫رابعا ‪:‬الحكمة التشريعية‬
‫وأما الحكمة التشريعية لتعدد زوجات النبي صلى هللا عليه وسلم فيشير إليها الباحث املعاصر‬
‫"الصابوني " ‪ ،‬حيث يقول ‪":‬ونتحدث أالن عن الحكمة التشريعية التي هي جزء من حكمة تعدد زوجات‬
‫النبي صلى هللا عليه وسلم وهده الحكمة ظاهرة تدرك بكل بساطة ‪ ،‬إنها كانت من اجل إبطال بعض‬
‫العادات الجاهلية املستنكرة واضرب مثال "بدعة التبني " التي كان يفعلها العرب قبل اإلسالم فقد كان‬
‫دينا متوارثا عندهم ‪ ،‬يتبنى احدهم ولدا ليس من صلبه ‪،‬ويجعله في حكم الولد الصلبي ‪ ،‬ويتخذه ابنا‬
‫حقيقيا له حكم األبناء من النسب في جميع األحوال ‪ ،‬امليراث ‪ ،‬والطالق‪ ،‬والزواج ومحرمات املصاهرة‬
‫‪ ،‬ومحرمات النكاح إلى غير ما هنالك مما تعارفوا عليه وكان دينا تقليديا متبعا في الجاهلية ‪ ،‬كان‬
‫الواحد منهم يتبنى ولد غيره فيقول له "أنت ابني أرثك وترثني "‪ ،‬وما كان اإلسالم ليقرهم على باطل وال‬
‫ليتركهم يتخبطون في ظلمات الجهالة ‪ ،‬فمهد لذلك بان الهم رسوله عليه السالم أن يتبنى أحد األبناء‬
‫وكان ذلك قبل البعثة النبوية فتبنى عليه السالم "زيد بن حارثة " على عادة العرب قبل اإلسالم‬
‫ولحكمة يريدها عزوجل طلق زيد زينب فأمرا هللا رسوله إن يتزوجها ليبطل" بدعة التبني " ويقيم‬
‫أسس اإلسالم ويأتي على الجاهلية من قواعدها‬
‫‪2‬‬

‫َط َز َن َك َك اَل ُك َن َل ُمْلْؤ َن‬ ‫َز‬ ‫َف َل َق‬


‫بأمر من هللا لقوله تعالى ‪َّ ﴿ :‬م ا َض ٰى ْي ٌد ِّم ْن َه ا َو ًر ا َّو ْج ا َه ا ِل ْي َي و َع ى ا ِم ِن ي َح َر ٌج ِف ي‬
‫َأ‬
‫ْن ُه َّن َو َط ًر َو َك َن ْم ُر َّل َم ْف ُع اًل ‪3‬‬ ‫َأ ْز َو ا َأ ْد َي ا ْم َذ ا َق َض ْو‬
‫و ﴾‬ ‫ال ِه‬ ‫اۚ ا‬ ‫ا ِم‬ ‫ِج ِع ِئ ِه ِإ‬
‫وبهذا انتهى حكم التبني‪ ،‬وبطلت تلك العادات التي كانت متبعة في الجاهلية وجاء التشريع الجديد املتبع‬
‫َج ُك ْم َو َٰل َّر ُس َل َّل َو َخ َت َم َّن َن َو َك َن َّل ُه ُك‬ ‫لقوله تعالى ‪َّ ﴿ :‬م ا َك اَن ُم َح َّم ٌد َأ َب ا َأ َح‬
‫ِب ِّل‬ ‫ال‬ ‫ا‬ ‫ۗ ‬ ‫ي‬ ‫ِب ِّي‬ ‫ال‬ ‫ا‬ ‫ِه‬ ‫ال‬ ‫و‬ ‫ن‬ ‫ِك‬ ‫ِل‬‫ا‬ ‫ِّر‬ ‫ن‬ ‫ِّم‬ ‫ٍد‬
‫‪4‬‬
‫َش ْي ٍء َع ِل يًم ا﴾‬
‫املبحث الثاني ‪ :‬مبررات تعدد الزوجات‬
‫قبل التطرق إلى األسباب واملبررات الشخصية التي تسمح للرجل أن يتزوج أكثر من زوجة البد أن نبين‬
‫بعض املبررات واألسباب التي جعلت النبي صلى هللا عليه وسلم يتزوج أكثر من زوجة واحدة‬
‫وماهي الحكمة من ذلك ؟‪ ،‬ألن الكثير من أعداء اإلسالم قديما وحديثا قالوا ‪ :‬إن جمع هذا العدد من‬
‫النساء ال يتفق ومنصب النبوة ألنه ميل للشهوات فضال عن أنه تمييز عن أفراد أمته ‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫)ديورانت "قصة الحضارة ‪ .‬الجزء الثاني من املجلد الرابع ‪ .‬ص ‪) 44‬‬
‫‪2‬‬
‫( (‪ .‬راسم شحدة سدر‪ ،‬تعدد الزوجات بين اإلسالم وخصومه ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪163-162‬‬
‫‪3‬‬
‫( (سورة األحزاب اآلية ‪37‬‬
‫‪4‬‬
‫) (سورة األحزاب اآلية ‪40‬‬
‫‪26‬‬
‫لكن نحن نقول لهؤالء وملن يدخلهم الشك بسماعها‪ ،‬أن هذا يعتبر جهال بتاريخ وبحقائق األمور ألن‬
‫التاريخ يحدثنا الحديث الصادق بأن النبي صلى هللا عليه وسلم كان يعيش في مجتمع زاخر بتعدد‬
‫الزوجات غير الجواري والخليالت مع أنه كان مرغوبا فيه ملا أشتهر به من مكارم األخالق‪ ، 1‬تزوج النبي‬
‫صلى هللا عليه وسلم بأكثر من زوجة وكانت له مبرراته ومن بين هذه املبررات والدوافع ولعلها الهدف‬
‫األصلي وهي خدمة الدعوة وجذب القلوب إليها‪ ،‬وحماية املرأة املؤمنة من فتنة قومها املشركين وإذائهم‬
‫إياهما وحماية األيتام من الضياع ‪،‬وحماية العقيدة ‪ ،‬وليس ألحد أن يثير شكوكا أو يعلق العمل على‬
‫إدراك الحكمة وإال تعرض إيمانه للخلل والتعدد من النوع الذي تدرك حكمته ومبرراته ولو بعد أعمال‬
‫‪2‬‬
‫الفكر‬
‫ومن أقوى األسباب التي تجعل من التعدد ضرورة حتمية عند بعض الرجال ليتمكن من عيش حياته‬
‫بشكل طبيعي سليم عجز الزوجة لعقم أو لعيب جنسي فال يتحقق املقصد من الزواج وهو التكاثر‬
‫والتناسل كما يمكن إن يكون حب الرجل المرأة أخرى سببا في التعدد إلى جانب أسباب ومبررات أخرى‬
‫تجعل من التعدد الزما بالنسبة للرجل وللوقوف على املبررات الشخصية واالجتماعية وكذا القيود‬
‫الواردة عليها نتناول املطلبين اآلتيين ‪:‬‬
‫املطلب األول ‪ :‬املبررات الشخصية‪:‬‬
‫قد تكون املرأة وراء دافع التعدد زوجات فاملرأة الجديدة يغلب أن يكون لها دور في التأثير على الرجل‬
‫ليتزوج بها على امرأته كذلك الزوجة السابقة قد تدفع زوجها إلى الزواج عليها سواء بطلبها الصريح أو‬
‫الضمني فقد ترى الزوجة مصلحتها في زواج الرجل عليها كما لو كانت عقيمة وخشية طالقها منه أو‬
‫رأت إن زواج الرجل بامرأة معينه يقضي على انحراف زوجها مما يجلب لها وألوالدها العار كما إن‬
‫الرجل يتزوج على امرأته ألسباب خاصة به كرغبته في الذرية وحبه المرأة أخرى وقد يجد الرجل أن‬
‫زوجته ال تكفيه أي ال تعفه ومما ال شك فيه أن الطبيعي بالنسبة للرجل أن تكون له زوجة واحدة ‪،‬‬
‫ولكن الحياة ال تسير وفقا للمثل العليا بل كثيرا ما يخالف ذلك ففي الحياة الزوجية قد يجد نفسه‬
‫مضطرا إلى الزواج بأكثر من واحدة‪ ، 3‬وقد يكون للزوج املعدد مبررات وأسباب شخصية تؤدي به إلى‬
‫ذلك ‪،‬‬

‫‪1‬‬
‫عبد القادر بن حرز هللا‪ ،‬الخالصة في إحكام الزواج والطالق في الفقه اإلسالمي و قانون األسرة الجزائري ‪،‬الطبعة األولى ‪ ،‬دار )‬
‫الخلدونية ‪ ) ،‬الجزائر ‪ 2007‬ص‪194‬‬
‫‪2‬‬
‫( محمد يوسف عبد‪ ،‬قضايا المرأة في سورة النساء ‪،‬الطبعة األولى ‪ ،‬دار الدعوة ‪ ،‬الكويت ‪1985 ،‬ص‪) 79‬‬
‫‪3‬‬
‫( ‪ .‬مصطفى السباعي ‪،‬شرح قانون األحوال الشخصية ‪ ،‬الطبعة التاسعة ‪ ،‬دار الوراق ‪ ،‬سوريا‪ ، 2001 ،‬ص‪) 165‬‬
‫‪27‬‬
‫من بين هذه األسباب عقم الزوجة ورغبة الزوج في اإلنجاب ‪ ،‬وهذا ما سنتناوله في الفرع األول ‪ ،‬كما‬
‫قد تصاب الزوجة بمرض مزمن يحول دون القيام بواجباتها الزوجية والعجز على االهتمام بشؤون‬
‫البيت واألوالد ‪،‬وهذا ما سنفصله في الفرع الثاني ‪.‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬عقم الزوجة‪:‬‬
‫قد يجعل العقم من التعدد ضرورة الزمة بسبب عدم التناسل وهو من املقاصد الرئيسية للزواج فقد‬
‫تكون الزوجة عقيمة عقما أصليا أو قد تصاب بالعقم بعد الزواج فهنا يكون الزوج بحاجة إلى زوجة‬
‫أخرى لضمان االستقرار العائلي وتحقيق اإلعمار من الزواج وليس بالضرورة في هذه الحالة أن يطلق‬
‫الزوج زوجته ليتمكن من الزواج بأخرى لذلك يكون على الزوج الزواج بأخرى مع إبقاء الزوجة األولى‬
‫وهذا يكون أحسن له ‪ 1‬وأحسن لها فالبد على املرأة أن ال تؤدي بنفسها إلى الضياع‬
‫عندما تصاب الزوجة بالعقم فيكون من الطبيعي أن الزوج يريد الولد ففي هذه الحالة تنحصر‬
‫‪2‬‬
‫االختيارات املمكنة في ثالثة أحوال‪:‬‬
‫‪ - 1‬أن يبقى مع زوجته العقيم مع منعه من الزواج بزوجة أخرى وفي هذا ظلم ظاهر للرجل حيث حكم‬
‫عليه أن يبقى بدون أوالد وهذا ليس فيه حكم ألن حب األوالد غريزة في النفس البشرية ومقاومة هذه‬
‫الغريزة ظلم ال يقره نظام منصف‬
‫‪ -2‬أن يطلق الزوجة األولى كي يتزوج أخرى تلد له ولدا وهذا إجرام في حق املرأة العقيم حيث أجبرت‬
‫على فراق زوجها دون أن تبدي رأيها في ذلك وكان اإلنصاف أن يترك لها الحرية لتقرير ما إذا كانت‬
‫تبقى مع زوجها الذي تزوج عليها أم تفارقه‪ ،‬إما أن يفرض عليها أن تفارق زوجها فهذا وصاية عليها ال‬
‫مبرر له في مصيرها خاصة وإنها قد ال تجد زوجا جديدا يرغب فيها إذا عرف الناس إنها عقيم وحتى إذا‬
‫وجدت زوجا آخر فإنها قد تتعرض لنفس املصير إذا علم عقمها وهذا شيء ال يرضاه العقل السليم وال‬
‫يقره الشرع الحنيف الذي يعتبر الطالق ابغض الحالل إلى هللا وال يلجا إليه إال عند تعذر املعيشة بين‬
‫الزوجين‬
‫‪ - 3‬أن يبقي زوجته العقيم معه تتمتع بكامل الحقوق الزوجية ويسمح له بالزواج بأخرى ليحقق غريزته‬
‫ْل َن‬ ‫َّش‬ ‫َّن‬ ‫ُز‬
‫البشرية في حب األوالد فقد قال هللا تعالى ﴿ ِّي َن ِل ل اِس ُح ُّب ال َه َو اِت ِم َن الِّن َس اِء َو ا َب ِن ي ِ ﴾‪ 3‬ذا ما‬
‫يؤدي إلى عدم إلحاق الضرر بالزوجة األولى وبالتالي يكون الحل في مثل هذه الحالة لكونه حل إسالمي‬
‫شرعه هللا سبحانه وتعالى‬

‫‪1‬‬
‫( أحمد فراج حسين ‪،‬أحكام الزواج في الشريعة اإلسالمية ‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص‪) 147‬‬
‫‪2‬‬
‫)( ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ 80‬عمرو عيسى الفقي‪ ،‬املوسوعة الشاملة في األحوال الشخصية‬
‫‪3‬‬
‫)(سورة ال عمران ‪.‬اآلية رقم ‪14‬‬
‫‪28‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬مرض الزوجة‬
‫يمكن أن تصاب املرأة بمرض مزمن والذي يؤدي بها إلى االمتناع عن أداء واجباتها في إدارة شؤون‬
‫البيت وتربيه األوالد ورعايتهم ‪ 1‬أو االمتناع عن حقوق زوجها وذلك بسبب عيب جنسي يمنع االستمتاع‬
‫بها‬
‫كالرتق ‪ ،2‬والقرن ‪ 3‬و إلى غير ذلك من العيوب التي تمنع الزوج من االتصال بزوجته فمن حق الزوج‬
‫عندما تصاب املرأة بأحد هذه األعراض أن يفكر بالتعدد ويكون من مصلحة الزوجة كذلك ‪ ،‬ألن بقاء‬
‫الزوجة خصوصا إذا كانت مريضة أو بها عيب جنسي في عصمة زوجها وتحت رعايته خيرا لها من‬
‫الفراق والطالق ‪ ، 4‬أما بالنسبة لألمراض العادية كاملزمنة مثال ال تكون سببا إلعادة الزواج وعلى الزوج‬
‫تحملها فهذا من باب حسن املعاشرة ‪.‬‬
‫يتضح من هذا أن املشرع الجزائري قد حدد املبررات من خالل املنشور الوزاري األول رقم ‪84/102‬‬
‫حيث أنه فسر من خالله معنى املبرر الشرعي الوارد في املادة الثامنة من قانون األسرة ومن اإلجراءات‬
‫الواجب إتباعها‪ ،‬فجعل املبرر الشرعي ال يتعدى أمرين وجاء في املنشور الوزاري األول ما يلي ‪ :‬إذا طلب‬
‫من املوثق أو من ضابط الحالة املدنية تلقي عقد الزواج بثانية فعليه أن يتحقق من توفر الشرط األول‬
‫الذي هو املبرر الشرعي ويكفي إثباته بشهادة طبية من طبيب اختصاصي يثبت عقم الزوجة األولى أو‬
‫‪5‬‬
‫مرضها العضال ‪،‬فإذا لم يثبت العقم أو املرض رفض املوثق أو املوظف القانوني املختص تلقي العقد‬
‫يتبين من خالل هذا املنشور الوزاري أن املشرع الجزائري قد حدد مبررات تعدد الزوجات في حالتين‪:‬‬
‫عقم الزوجة ومرض العضال وهذه املبررات تعتبر من املبررات الشخصية التي يسمح للزوج لكي يتزوج‬
‫بأكثر من زوجه وهذا أفضل من أن ينتهج طريق آخر غير هذا الطريق املباح‬
‫‪-‬قد يشعر الزوج بكراهية لزوجته ألس‪Ì‬باب ترج‪Ì‬ع إلى س‪Ì‬وء تص‪Ì‬رفاتها وتدفع‪Ì‬ه ه‪Ì‬ذه األس‪Ì‬باب في األص‪Ì‬ل إلى‬
‫التع‪ÌÌ Ì‬دد وليس‪ÌÌ Ì‬ت الكراهي‪ÌÌ Ì‬ة في ح‪ÌÌ Ì‬د ذاته‪ÌÌ Ì‬ا وق‪ÌÌ Ì‬د تكون املرأة مظلوم‪ÌÌ Ì‬ة في ه‪ÌÌ Ì‬ذه الكراهي‪ÌÌ Ì‬ة‪ ،‬ق‪ÌÌ Ì‬ال هللا تع‪ÌÌ Ì‬الى و‬

‫‪1‬‬
‫( (‪.‬بلقاسم شتوان ‪ ،‬الخطبة والزواج في الفقه املالكي‪ ،‬دار الفجر‪ ،‬الجزائر ‪ ،2007 ،‬ص‪140‬‬
‫‪2‬‬
‫الرتق ‪:‬يقصد بت انسداد مدخل الذكر في الفرج فال يمكن من الجماع ‪،‬ويكون بالحم أو العظم ‪ ،‬انظر عبد الرحمن الجزيري ‪،‬كتاب ( )‬
‫املذاهب األربعة الجزء الرابع ‪ ،‬الطبعة الثانية دار الكتب العلمية ‪ ،‬لبنان ‪ 2003‬ص‪ 164‬الفقه على‬
‫‪3‬‬
‫)( القرن ‪:‬يقصد بت نمو الشئ في الفرج على شكل قرن ‪ ،‬وبذلك ال تصلح الزوجة للجماع ‪ ،‬املرجع نفسه ص‪164‬‬
‫محمد بوقندورة ‪،‬تعدد الزوجات في الشريعة اإلسالمية وقانون األسرة الجزائري املعدل‪ ،‬دراسة مقارنة ‪ ،‬مذكرة لنيل درجة) (‬
‫‪4 3‬‬

‫املاجستير اإلسالمية ‪ ،‬كلية العلوم اإلسالمية ‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬سنة ‪2010/2011‬ص‪ .58-57‬العلوم في‬
‫‪5‬‬
‫منشور وزاري أول‪ ،‬صادر عن وزارة العدل تحت رقم ‪ 84/102‬املؤرخ في‪ 23‬ديسمبر ‪ ،1984‬املتضمن كيفية تطبيق املادة ‪ 08‬من )‬
‫‪ )4‬قانون األسرة الجزائري‪ ،‬غير منشور في الجريدة الرسمية‪،‬نقال عن بوعزيز فضيلة ‪،‬نظام تعدد الزوجات في الفقه اإلسالمي وقانون‬
‫األسرة الجزائري ‪ ،‬مذكرة تخرج لنيل شهادة ماستر في القانون الخاص ‪ ،‬تخصص قانون أسرة ‪،‬كلية الحقوق و العلوم قسم القانون‬
‫‪ .‬الخاص ‪ ،‬جامعة البويرة ‪ ، 2015-2014 ،‬ص ‪38‬‬
‫‪29‬‬
‫َخ َك‬ ‫َّل‬ ‫َش‬ ‫َأ َتْك‬ ‫َف‬ ‫َف َك ُت‬ ‫َمْل‬
‫﴿وَع اِش ُر وُه َّن ِب ا ْع ُر وِف ۚ ِإ ن ِر ْه ُم وُه َّن َعَس ٰى ن َر ُه وا ْيًئ ا َو َيْج َع َل ال ُه ِف يٰـِه ْي ًر ا ِث يًر ا﴾‪ 1‬ف‪ÌÌ‬إذا‬
‫أدت كراهية الرجل لزوجته إلى زواجه بأخرى عليها فهل يصلح ذلك مبررا مشرعا للتعدد؟‬
‫‪ -‬إذا كان الدافع إلى التعدد هو الكراهية ذاتها دون غيرها كان الزواج الجديد مبعثا الضطراب الروابط‬
‫االجتماعية وتفككها ألن هذه الظروف ال تسمح للرجل بمعاشرة زوجته املكروهة باملعروف وإذا لم‬
‫يستهدف الرجل بالزواج الجديد ظلما لزوجته التي يبغضها كما لو رأى أن ال يفارقها أمال في إصالح‬
‫أحوالها أو رعاية ألوالده ففي هذه الحالة يصبح التعدد الزوجات عاجال بفضل فراق هذين الزوجين‬
‫املطلب الثاني ‪ :‬املبررات االجتماعية لتعدد الزوجات‬
‫أصبح التعدد ضرورة اجتماعية وأخالقية في بعض املجتمعات العربية تقتضيها مصلحة النساء‬
‫والرجال على حد سواء تجنبا لالنحراف واإلصابة باألمراض الخطيرة ‪،‬كما يؤدي التعدد إلى إيواء املرأة‬
‫حيث تجد الراحة والطمأنينة في بيتها بدال من البحث عن عالقات غير شرعية‪ ،‬وعليه فالتعدد له‬
‫مبررات اجتماعية تجعله مباحا وذلك في حالة الضرورة أو الحاجة أو العذر أو املصلحة املقبولة‬
‫شرعا ‪،‬فقد تكون هذه املبررات كفالة األيامى من النساء خاصة وقت الحرب (الفرع األول) وقد تكون‬
‫زيادة عدد النساء على عدد الرجال( الفرع الثاني) كما قد تكون لغرض القضاء على الفاحشة ولتحصين‬
‫النفس (فرع ثالث )‬
‫الفرع األول ‪ :‬كفالة األيامى من النساء‬
‫‪ -‬عندما يكون للرجل يتامى يتولى رعايتهم‪ ،‬وهم يعيشون في حضانة أمهم الشابة ومن حق هذه املرأة أن‬
‫تأخذ نصيبها من الحياة الزوجية فإذا تزوجت بزوج أجنبي عن األوالد فإنهم سيتعرضون إلى الضياع‬
‫وعدم الرعاية‪ ،‬كما أن الوصي قد يتحرج من الدخول على اليتامى وبينهم أمهم األيم ‪ ،2‬وفي هذا الجو‬
‫هناك خوف الفتنه واإلغراءات النفسية مما ال يخفى‪ ،‬واملؤمن ال ينبغي أن يضع نفسه وضعا يكون فيه‬
‫فاتنا أو مفتونا ‪3‬يكون الحل في هاتين املشكلتين أن يتزوج أم اليتامى مع زوجته األولى‪ ،4‬وهذا يعتبر‬
‫عالجا ملشكلة األرامل من النساء كأن يعمد الرجل إلى الزواج بإحدى قريباته في حاالت تبر ز فيها حاجة‬
‫هذه القريبة إلى الزواج منه‪ ،‬كما لو كانت أرملة ألخ أو قريب توفي أو أستشهد‪ ،‬ويكون األخ أو أحد‬
‫أقرباء املتوفي أصلح من يتولى رعاية األوالد‪ ،‬وهذا يعتبر كسبب من أسباب التعدد الذي يحافظ على‬
‫‪5‬‬
‫صله القربى‬
‫‪1‬‬
‫سورة النساء اآلية رقم ‪(5 ) 19‬‬
‫‪2‬‬
‫( ) ‪ .‬جمع أيم و هو من الزوج له ذكرا كان أو أنثى‪ ،‬بكرا أو ثيبا ‪ ،‬انظر هامش ‪ :‬راسم شحدة سدر‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪259‬‬
‫( ‪ .‬محمد يوسف عبد ‪ ،‬قضايا املرأة في سورة النساء ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪) 81‬‬
‫‪3‬‬

‫‪4‬‬
‫هذه املسألة تعتبر من أسباب التعدد في الصومال‪ ،‬فالعادة فيه تقضي إن الرجل إذا مات عن زوجته وله منها أوالد فيتزوجها أخوه ) )‬
‫األكبر أو احد أقربائه‬
‫‪5‬‬
‫(‪،‬راسم شحدة سدر ‪ ،‬تعدد الزوجات بين اإلسالم وخصومه‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪) 269‬‬
‫‪30‬‬
‫والذي شرعه هللا تعالى في قوله ‪َ ﴿ ":‬و ْن ْف ُت ْم َأ اَّل ُتْق ُط وا ي اْل َي َت اَم ٰى َف ان ُح وا َم ا َط اَب َل ُك م َن‬
‫ِّم‬ ‫ِك‬ ‫ِف‬ ‫ِس‬ ‫ِإ ِخ‬
‫َس َم ْث َن ٰى َو ُثاَل َث‬
‫‪1‬‬
‫َو ُر َب اَع ﴾‬ ‫الِّن اِء‬
‫كما أن أصحاب الرسول صلى هللا عليه وسلم في املجتمع اإلسالمي األول كانوا بعيدي النظر اتجاه‬
‫أوالئك النسوة الالئي فقدنا أزواجهن‪ ،‬فإذا مات زوج املرأة فيهم وانقضت عدتها ولم تجد زوجا‬
‫اجتمعوا ونظروا في أمرها‪ ،‬وال ينفض مجلسهم حتى يجدوا حال ملشكلتها‪ ،‬لئال تبقى امرأة في املجتمع‬
‫اإلسالمي بال عائل ‪ ،‬وال سيما أوالئك النسوة الالتي القريب لهن وال معيل ‪ ، ...2.‬وهذا يعتبر من‬
‫األسباب الخلقية العامة ‪ ،‬التي تتعلق بصلة األخوة اإلسالمية ‪ ،‬وبالتالي يتضح من هنا أن تعدد‬
‫الزوجات يعتبر حال ملشكلة األرامل وذلك عن طريق زواج رجل متزوج بأرملة من أجل إيوائها ورعاية‬
‫أوالدها وذلك عند تنازل الزوجة األولى عن شيء من سعادتها في سبيل إنقاذ أسرتها من الشقاء ‪ ،‬كما‬
‫يعتبر التعدد أيضا حل ملشكلة العنوسة باعتبارها من املشكالت التي يجب إيجاد حل جذري لها في‬
‫وقتنا الحالي وذلك بعد ازدياد عدد العانسات‪ ،‬وبالتالي من الحلول التي شرعها هللا سبحانه وتعالى والتي‬
‫هي من املصالح االجتماعية أن يعدد الرجل زوجاته‪ ،‬فعلى املرأة أن تقبل بأن تكون زوجة ثانية أو‬
‫ثالثة باعتبار ذلك حل ملشكلة العنوسة‪ ،‬وإن زواج املرأة من رجل متزوج وله إمكانيات مادية للتعدد‬
‫ال عيب فيه وال نقص ‪ ،‬وهذا ما شرعه هللا سبحانه وتعالى والذي يشكك في مسألة التعدد يعتبر ضال‬
‫‪ -‬إلى جانب أن تعدد الزوجات يعالج مشكلة العنوسة فهو الحل األمثل ملشكلة املطلقات ‪ ،‬ألن نسبة و‬
‫عدد املطلقات في تزايد مستمر ‪،‬حالها حال العنوسة لذلك فإن حل مشكلة املطلقات يكمن في التعدد‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬زيادة عدد النساء على الرجال‬
‫بعد الحرب العاملية األولى وجد في كثير من األمم أن عدد النساء أكثر بكثير من عدد الرجال حيث رجل‬
‫مقابل ثالث نساء وذلك ألن الرجال أكثر تعرض للوفاة من النساء في الحرب لذلك فالتعدد حل لصيانة‬
‫املرأة وتكثير النسل حتى تعوض األمم ما فقدته خالل الحرب ‪.‬‬
‫‪-‬كما قد يكون في زمن معين أو مكان معين عدد النساء أكثر من الرجال وإذا أرادت املرأة الكرامة‬
‫والصيانة والحفاظ على شرفها أن تتزوج برجل متزوج وبدون ذلك يمكن أن تبقى عانسا أو عرضه‬
‫لضياعها وسقوطها وفقدان شرفها‪ ،‬فالتعدد يفتح املجال لعدد هائل من النساء لتكوين أسره وإيجاد‬
‫عائله يقوم بشؤونهن الن األمة تعاني نقصا في الرجال وزيادة في النساء‪ 3‬الذي يحدد التوازن الحياتي‬

‫‪1‬‬
‫( سورة النساء اآلية رقم ‪) 3‬‬
‫‪2‬‬
‫( ) ‪ .‬راسم شحدة سدر‪ ،‬تعدد الزوجات بين اإلسالم وخصومه ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪268‬‬
‫‪3‬‬
‫( محمد رأفت عثمان ‪ ،‬فقه النساء في الخطبة والزواج ‪ ،‬دار االعتصام ‪ ،‬مصر ‪ ،‬بدون سنة نشر ص ‪) 75‬‬
‫‪31‬‬
‫الذي تتطلب املجتمعات‪ ،‬وهو أفضل بكثير بأن تكون الكثير من النساء بال أزواج وال يوجد إنسان‬
‫شريف يفضل انتشار‬
‫‪1‬‬
‫الدعارة على تعدد الزوجات إال إذا كان إنسانا أنانيا ال يهمه إال إشباع غريزته الجنسية‬
‫ونالحظ أن املجتمع الذي نعيش فيه اليوم فيه زيادة عدد النساء على الرجال وقد أشار الرسول صلى‬
‫هللا عليه وسلم إلى ذلك في قوله ‪ " :‬عن انس بن مالك قال إن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم قال إن‬
‫من أشراط الساعة أن يرفع العلم ويكثر الجهل ويكثر الزنا ويكثر شرب الخمر ويقل الرجال وتكثر‬
‫‪2‬‬
‫النساء حتى يكون لخمسين امرأة القيم الواحد"‬
‫‪ -‬وقد ثبت أن زيادة عدد اإلناث ظاهرة مضطردة في كثير من الكائنات الحية وهذا ما أثبته علم اإلحياء‬
‫فإذا حدث في هذا االختالل في نسبه التساوي بين الجنسين لسبب من األسباب كالحروب مثال فليس‬
‫هناك حل في هذه الحالة إال احد األمرين‪:‬‬
‫‪ - 1‬إما أن يتم سد باب التعدد في وجه العباد‪ ،‬فتتعرض املرأة للحرمان من وظيفة األمومة التي هي من‬
‫اخص خصائصها ويتعرض املجتمع للهالك‬
‫‪-2‬وإما إن يتم اللجوء إلى الشريعة اإلسالمية الحكيمة في حل هذه املشكلة فتحفظ املرأة كرامتها‬
‫‪3‬‬
‫وأمومتها‪ ،‬واألسرة حرمتها وقوتها واستقرارها وللذرية نسبها وحقوقها‪ ،‬وللمجتمع سالمته وتماسكه‬
‫هذا ما تبناه بعض مفكري الغرب‪ ،‬نتيجة ما أدى إليه منع التعدد في بالدهم من إخطار جسيمه‪ ،‬فأخذ‬
‫‪4‬‬
‫ينادي في مجتمعه بإباحة التعدد محاوال بذلك إنقاذه من الهاوية والفساد الذي يعاني منه املجتمع‪.‬‬
‫املطلب الثالث ‪ :‬أراء وانتقادات حول التعدد‬
‫انطالقا مما تناولنا في املطلبين السابقين من شروط وأهمية التعدد بالنسبة للرجال والنساء خاصة‬
‫وللمجتمع عامة وهذا ما دل عليه الواقع وشهد به املنصفين للقران والسنة ومع هذا كله فهنالك ثلة‬
‫من أعداء اإلسالم رغم انه لم يبتدع التعدد ولم يأمر به على سيل الوجوب وإنما رخص فيه وقيده‬
‫ألن التعدد وجد قبل اإلسالم‪ ،‬ومن هنا جاءت الردود حول الشبهات التي أثيرت حول قضيه تعدد‬
‫الزوجات‬

‫‪1‬‬
‫) ‪ ،‬عبد الكريم زيدان ‪ ،‬املفصل في أحكام املرأة و البيت املسلم في الشريعة اإلسالمية ‪ ،‬الجزء ‪ ، 65‬الطبعة ‪ 1‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬لبنان )‬
‫‪.‬ص‪1993 .290‬‬
‫‪2‬‬
‫(‬ ‫أخرجه البخاري ‪ ،‬عن انس بن مالك رضي هللا عنه ‪ ،‬صحيح البخاري ومعه من حمدي الساري باب يقل الرجال و يكثر النساء ‪،‬‬
‫) حديث صحيح‪ ،‬ص ‪1035‬‬
‫‪3‬‬
‫( عبد التواب هيكل ‪ ،‬تعدد الزوجات في اإلسالم وحكمة تعدد زوجات النبي (ص) دحض شبهات ورد مفتريات ‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص‪) 69‬‬
‫‪4‬‬
‫(‪.‬عبد التواب هيكل ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪)69‬‬
‫‪32‬‬
‫وبيان الرد عليها من نصوص القران الكريم والسنة الشريفة وهذا ما سنحاول إيضاحه بتناول لبعض‬
‫الشبهات التي مست تعدد الزوجات في اإلسالم ومحاوله الرد على هذه املزاعم‬
‫الفرع األول ‪ :‬الشبهات التي مست التعدد في اإلسالم‬
‫من أبرز الشبهات التي يثيرونها حول تعدد الزوجات في اإلسالم ما يلي‪:‬‬
‫الشبهة األولى ‪ :‬إن تعدد الزوجات يثير الشقاق والخصام في العائلة بين الزوجين ليصل إلى األوالد‬
‫ويؤدي إلى فساد األسرة وينشئها على مساوئ األخالق ويدخلها في متاهة النزاعات والخالفات التي ال‬
‫تنتهي ‪.‬‬
‫الرد ‪ :‬إن أسباب الخالف تنشئ من تفاوت ميزان العدالة في املعاملة والعطاء بين الزوجات واألوالد ‪،‬‬
‫فلو إن الزوج عاملهن واتاهم معاملة واحدة في العطاء والنفقة ‪ ،‬لم يكن ليثور خالف يذكر ‪ ،‬إما إن ما‬
‫في نفوسهن من غيرة فهو أمر طبيعي وفطري ال يمكن سالمة النفوس منها ‪ ،‬وان مقاصد التعدد في نظر‬
‫‪1‬‬
‫املشرع الحكم تسمو بكثير عاما يقع من الكيد والتباغض‬
‫الشبهة الثانية ‪ :‬إن اإلسالم أهدر كرامة الزوجة التي يقترن زوجها بأخرى‪ ،‬أو أخريات ولم يعبأ‬
‫بمشاعرها وأحاسيسها ففي التعدد إهدار لكرامة املرأة وإجحاف بحقوقها وظلم لها حيث يشاركها‬
‫‪2‬‬
‫غيرها في زوجها و ينازعها سلطة بيتها‬
‫الرد‪ :‬اإلسالم هو الذي كرم املرأة وأعطاها حقوقها بعد أن لم يكن لها أي حق‪ ،‬ويرفع عنها الظلم‬
‫الذي أوقعته بها األمم األخرى‪ 3‬فليس في إباحة تعدد الزوجات في اإلسالم أي امتهان للمرأة أو إهدار‬
‫لكرامتها بل هو صيانة لها يجعلها زوجة فاضلة بدال من أن تكون خليلة خائنة‪ ،‬وبالتزام الرجل بحقوقها‬
‫بدال من أن تكون ضائعة ومشردة‪ 4‬فاملرأة إنسان مكرم دون تمييزه عن الرجل" لقوله تعالى ﴿ ۞ َو َل َق ْد‬
‫َّم ْن َخ َل ْق َن‬ ‫َك َّر ْم َن َب َد َم َو َح َم ْل َن ُه ْم ْل َب َو ْل َبْح َو َر َز ْق َن ُه َن َّط َب َو َف َّض ْل َن ُه ْم َع َل َك‬
‫ا‬ ‫ٰى ِث يٍر ِّم‬ ‫ا‬ ‫ا م ِّم ال ِّي اِت‬ ‫ا ِف ي ا ِّر ا ِر‬ ‫ا ِن ي آ‬
‫َتْف اًل‬
‫ِض ي ﴾‪" 5‬وأوصى ربنا باملرأة تكريما لها ورحمة بها خاصة في مقام الزوجية قال تعالى ﴿وعاشروهن‬
‫‪6‬‬
‫باملعروف ﴾"‬

‫‪1 1‬‬
‫‪ .‬عبد التواب هيكل ‪ ،‬تعدد الزوجات في اإلسالم و حكمة التعدد في أزواج النبي (ص) ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪( ) 78‬‬
‫(عبد التواب هيكل ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪) 2. 84-83‬‬
‫‪2‬‬

‫‪3‬‬
‫( نخبة كبيرة من العلماء – موسوعة بيان اإلسالم الرد على االفتراءات و الشبهات ‪ ،‬دار دحمصة للنشر ‪ ،‬مصر ص ج ‪ 18‬ص ‪) 09‬‬
‫‪4‬‬
‫(عبد التواب هيكل ‪ ،‬نفس املرجع ‪ ،‬ص ‪) 84 -83‬‬
‫‪5‬‬
‫( اآلية ‪ 70‬من سورة اإلسراء )‬
‫‪6‬‬
‫( اآلية ‪ 19‬من سورة النساء )‬
‫‪33‬‬
‫الشبهة الثالثة ‪ :‬إن تحقيق العدل بين الزوجات مستحيل وإن القرآن يعرف باستحالة العدل بين‬
‫الزوجات وربما استدل على ذلك بجزء من آية ﴿ َو َل ن َت ْس َت يُع وا َأ ن َت ْع ُل وا َبْي َن ال َس اِء َو َل ْو َح َر ْص ُت ْم‬
‫ِّن‬ ‫ِد‬ ‫ِط‬
‫‪1‬‬
‫﴾‬
‫الرد‪ :‬العدل بين الزوجات ليس مستحيال‪ ،‬بل يعد ممكنا ومتيسرا كما تدل على ذلك حاالت كثيرة من‬
‫أحوال الرجال املتزوجين بأكثر من امرأة وإن وجدت بعض الحاالت التي جارى فيها بعض الرجال على‬
‫زوجاتهم وتلك حاالت نادرة ‪،‬والنادر ال حكم له كما تدل ذلك النصوص الشرعية ‪،‬وأيضا يقال في مثل‬
‫هذه الحاالت الشاذة والنادرة إن العيب والخلل في الرجل نفسه وليس ذلك عيبا أو خلال في اإلسالم‬
‫وأما ما استدل به املشككون في اآلية ‪ 129‬من سورة النساء يقصد به العدل في امليل القلبي‪ ،‬فإن الرجل‬
‫ال يملك قلبه الذي بين جنبيه ولذلك كان دعاء النبي صلى هللا عليه وسلم" اللهم هذه قسمتي فيما أملك‬
‫‪2‬‬
‫فال تلمني فيما تملك وال أملك"‬
‫الشبهة الرابعة ‪ :‬إن الرجل إذا تزوج بأكثر من امرأة أدى ذلك إلى كثرة النسل وبالتالي يؤدي إلى انتشار‬
‫الفقر ففي التعدد مجال لكثرة النسل وهو مظنة العيلة والفقر وكثرة البطالة في البالد‬
‫الرد ‪ :‬إن كثرة النسل خير وقوة وقديما واجه أجدادنا معاركهم املجيدة الظافرة املتالحقة بكثرة النسل‬
‫ونحن اليوم بأشد الحاجة إليها الن معاركنا مع أعدائنا لم تنتهي "الجهاد ماض إلى يوم القيامة " مادامت‬
‫‪3‬‬
‫مصادر الكيان العدواني قائمة في هذا الوجود تمهده بأسباب القوة وتشجعه على العدوان‬
‫‪ -‬كما أن التكاثر في النسل مراعاة ملباهاة النبي صلى هللا عليه وسلم بذلك يوم القيامة فقال" تزوجوا‬
‫‪4‬‬
‫الودود الولود فإني مكاثر بكم األنبياء يوم القيامة"‬
‫وقد تكفل هللا بأرزاق العباد وليست العلة كثرة السكان ألنه " ما من دابة على األرض إال على هللا رزقها‬
‫ولكن هللا يعطي لحكمة ويمنع لحكمة‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬األصل في الزواج التعدد أم الواحدة ؟‬
‫الزواج أمر مباح سواء تزوج الرجل بواحدة أو قام بالتعدد خشية الوقوع في معصية اللجوء إلى الزنا‬
‫فالتعدد هو حل لعدة مشاكل كمرض الزوجة أو عقمها أو زيادة الرغبة الجنسية للرجل مع مراعاة‬
‫شروطها وضوابط التعدد‬
‫‪-‬وقد اختلف العلماء واملفسرين لكتاب هللا وسنة رسوله حول التعدد أو االكتفاء بواحدة وما هو‬
‫األصل ‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫( سورة النساء اآلية ‪)129‬‬
‫‪2‬‬
‫( حديث شريف رواه الترميذي )‬
‫‪3‬‬
‫) (‪ .‬عبد التواب هيكل ‪ ،‬تعدد الزوجات في اإلسالم وحكمة تعدد زوجات النبي( ص )‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪84 ،83‬‬
‫‪4‬‬
‫) ‪ .‬رواه إبن حبان‪ ،‬في صحيح ابن حبان‪ ،‬عن انس بن مالك ‪ ،‬الصفحة أو الرقم‪ ، 198 :‬صحيح )‬
‫‪34‬‬
‫واالستثناء ‪ ،‬فاملنادون بالتعدد قالوا أن األصل هو التعدد واالستثناء زوجه واحده الن هللا تعالى بدأ به‬
‫في هذه اآلية ‪" :‬مثنى وثالث ورباع "وأما األفراد فقال "فان خفتم أن ال تعدلوا فواحدة "ولقد كان لنا في‬
‫رسولنا الكريم أسوة حسنة وألنه تزوج أكثر من مرة فعلينا إتباعه ولكن بكل حال من األحوال تختلف‬
‫القدرات فمن وثق من نفسه أنه يعدل بين امرأتين أو الثالث أو األربع ويعطي كل واحدة حقها فإن‬
‫األصل في حقه أن يعدد وقال الدكتور القرضاوي عندما سئل عن هذه املسالة هذا السؤال سأله‬
‫َف‬
‫الكثيرون وبعض هؤالء يقولون إن األصل هو التعدد واستدلوا كما سلف الذكر باآلية ‪ ﴿" :‬انِك ُح وا‬
‫ًة‬ ‫َم َط َب َل ُك َن َس َم ْث َن ٰى َو ُثاَل َث َو ُر َب َع َف ْن ْف ُت ْم َأ اَّل َت ُل َف‬
‫‪1‬‬
‫ْع ِد وا َو اِح َد ﴾‬ ‫ا ۖ ِإ ِخ‬ ‫م ِّم الِّن اِء‬ ‫ا ا‬
‫فيقولون إن األصل أن تتزوج زوجين أو ثالثة أو أربعة إنما هذا الكالم لو كانت اآلية جاءت تقول "يا‬
‫أيها الناس انكحوا ما طاب لكم من النساء "إنما اآلية مربوطة قبلها ب "وإن خفتم أن ال تقسطوا في‬
‫اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثالث ورباع "فما وجب الربط بين الشرط والجواب فقد‬
‫جاء عن عائشة أنهم كانوا يتحرجون من زواج اليتيمات في حجرهم فقد تكون املرأة في حجر الوصي‬
‫عليها أو لديه يتيمة وهو قيم عليها ويريد أن يزوجها لكن يخاف انه إذا تزوجها ال يعطيها حقها فقد وسع‬
‫‪2‬‬
‫هللا سبحانه وتعالى عليه " فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثالث ورباع‬

‫ملخص الفصل األول ‪:‬‬


‫كخالصة للفصل األول الذي عالجنا فيه ماهية تعدد الزوجات من جانب الشريعة اإلسالمية والتشريع‬
‫الجزائري كنا قد بينا في املبحث األول من مفهوم التعدد وأهميته وشروطه وحكم تعدد الزوجات‬
‫ودليل مشروعية التعدد‪ ،‬فالحظنا أن الشريعة اإلسالمية أباحت التعدد بشروط من الكتاب والسنة‬
‫ولم يخالف املشرع الجزائري هذه اإلباحة بل قيدها بشروط لحماية هذا املبدأ ووضع قاعدة لضمان‬
‫حسن سير تطبيقها ملاله من أهمية في فتح فرص الزواج أمام الكثيرين من األرامل والعوانس واملطلقات‬
‫وإعفاف الرجال والنساء وتكثير نسل األمة ‪ ،‬بشروط حددتها الشريعة اإلسالمية وهي ‪ :‬تحديد العدد‬
‫بأربعة ‪ ،‬القدرة على النفقة‪ ،‬العدل بين الزوجات‪ ،‬تحريم الجمع بين املحارم وأضاف عليها املشرع‬
‫الجزائري في م ‪ 8‬من ق‪ .‬أ ‪ .‬ج شرط املبرر الشرعي‪،‬إعالم الزوجة السابقة والالحقة‪ ،‬الترخيص‬
‫القضائي بالتعدد‬

‫‪1‬‬
‫( (‪.‬سورة النساء‪ ،‬اآلية ‪03،‬‬
‫‪2‬‬
‫) ‪:‬طارق بن إحسان ‪ ،‬هل األصل التعدد أواإلفراد في الزوجات ‪ ،‬ملتقى أهل الحديث‪)129323 ،2006 ،‬‬
‫‪35‬‬
‫الفصل الثاني‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬تعدد الزوجات في القانون الجزائري والقوانين املقارنة‬
‫لقد ضبط املشرع الجزائري تعدد الزوجات بضوابط قانونية منها ما هو مستمد من الشريعة‬
‫اإلسالمية ‪ ،‬وضوابط أخرى أضافها من خالل املادة ‪ 8‬ق ‪ -‬األسرة‬
‫حيث ال يكون لجوء الزوج إلى التعدد بسبب نزوة عابرة تفاديا للتعسف في ممارسة هذا الحق ‪،‬لذلك‬
‫ضيف من مجال اللجوء الى التعدد بهدف الحفاظ على كرامة املرأة واستقرار املجتمع‪ ،‬وقد حذت بعض‬
‫التشريعات الوضعية حذو املشرع الجزائري في سنها لقوانين التعدد فتجد منها ما أباح التعدد ووضع‬
‫بعض القيود والضوابط القانونية ملمارسة‪ ،‬ومنها ما ذهب إلى حد تحريم التعدد وتجريمه‪ ،‬ومن‬
‫القوانين ما اكتفى بما جاءت به أحكام الشريعة اإلسالمية لتنظيم مسألة التعدد‪.‬‬
‫بعدما تطرقنا في الفصل األول الى ما هي التعدد من حيث املفهوم والشروط ودليل املشروعية ومبررات‬
‫التعدد…… سنتعرض في فصلنا الثاني إلى التعدد في القانون الجزائري كمبحث أول والتعدد في القوانين‬
‫املقارنة في املبحث الثاني‬
‫املبحث األول ‪ :‬تعدد الزوجات في قانون األسرة الجزائري‬
‫لقد شهد نظام تعدد الزوجات تطورا ملحوظا في الجزائر سواء في مرحلة عدم وجود قانون خاص‬
‫باألسرة ‪ ،‬وكذا التعدد في ظل قانون األسرة ‪ ، 84 -11‬وهذا ما سنتناوله في املطلبين األول والثاني‬
‫أما في املطلب الثالث فسنتناول التعدد في ظل قانون األسرة ‪02 -05‬‬
‫املطلب األول ‪ :‬التعدد في مرحلة ما قبل صدور قانون خاص باألسرة‬
‫منذ أن أشرق نور الفتح اإلسالمي على شمال إفريقيا والجزائر كغيرها من الدول اإلسالمية األخرى‬
‫يخضع تنظيمها القضائي في معظمه إلى قواعد الشريعة اإلسالمية في أصوله ونظامه وإجراءاته ‪ ،1‬حيث‬
‫كانت الشريعة اإلسالمية هي املصدر الوحيد لكل ما يتعلق باألحوال الشخصية في جميع مواضيعها‬
‫بموجب نصوص الكتاب والسنة واإلجماع والقياس وكذا فتاوى واجتهادات أهل العلم الواردة في‬
‫مختلف كتب الفقه اإلسالمي والتي اعتمدتها كل األجيال إضافة إلى اجتهاد القضاة أنفسهم ‪.‬وعند‬
‫احتالل الجزائر من طرف االستعمار الفرنسي سنة ‪ 1830‬م ‪ ،‬عملت اإلدارة الفرنسية على توقيف‬
‫العمل بالشريعة اإلسالمية وهذا ما سنتناوله بالتفصيل من خالل الفرع األول أما الفرع الثاني‬
‫فسنتناول فيه التشريعات التي صدرت بعد االستقالل ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫( ( عبد العزيز سعد‪ ،‬الزواج و الطالق في قانون األسرة الجزائري ‪ ،‬ط‪ ،3‬الجزائر ‪ ،‬دار هومة ‪ 1416،‬ه ‪ 1996 ،‬م ص‪10‬‬
‫‪35‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬تقنين األسرة من قبل االحتالل الفرنسي إلى مرحلة االستقالل‬
‫كان املذهب املالكي مرجعا لألحكام الفقهية ملختلف املسائل إال أنه في فترة الحكم العثماني أخذ املذهب‬
‫الحنفي مكانه في منطقة الجزائر العاصمة‪ ،‬باعتبار تركز الجالية التركية هناك‪ ،‬وكان املذهب اإلباضي‬
‫ينظم عالقة اإلباضيين بعضهم ببعض‪، 1‬‬
‫وقد ظلت هذه الشعوب تخضع ألحكام سلطان الدولة االسالميه على هذا الحال ما يزيد عن ‪ 13‬قرنا‬
‫وهي متمسكة باإلسالم‪ ،‬ومع سقوطها تحت وطأة االستعمار الفرنسي سنة ‪ 1830‬عملت اإلدارة‬
‫الفرنسية على توقيف العمل بالشريعة اإلسالمية وأحلت معها تدريجيا قوانينها التي شملت جميع‬
‫املجاالت بما فيها نظام األسرة‪ ،‬ورغم الصعوبات التي واجهتها نتيجة تباين نظام األسرة في الجزائر مع‬
‫أنظمة الجاليات األوروبية األخرى‪ ،‬إال أنها حرصت على تطبيق التنظيم القضائي الفرنسي من خالل‬
‫‪2‬‬
‫قضاة األحوال الشخصية من املسلمين الجزائريين‪،‬‬
‫وفي مطلع القرن العشرين حاولت اإلدارة االستعمارية تقنين النظام األسرة مطبقة في ذلك مشروع‬
‫"موران" الخاص بأحكام األسرة دون أن تصدره في شكل تشريع ولكنه بقي حبرا على ورق نتيجة‬
‫ملقاومة الشعب الجزائري املتمسك بعقيدته وأصالته وحضارته اإلسالمية ثم أعقبت اإلدارة الفرنسية‬
‫هاتين املحاولتين بإصدار تشريعات متتالية منها ‪:‬‬
‫‪ -‬قانون ‪ 1931 /2/5‬تناول الخطبة وسن الزواج‬
‫‪ -‬مرسوم ‪ 19/5/1931‬املتعلق بالحالة القانونية للمرأة الجزائرية‬
‫األمر الصادر في ‪ 1944 /11 //23‬واملتعلق بتنظيم القضاء اإلسالمي في القانون رقم ‪ 778 /57‬املؤرخ في‬
‫‪ 1957 /11/7‬املشتمل على أحكام الغائب‪ ،‬املفقود‪ ،‬الوصاية‪ ،‬الوالية‪ ،‬الحجر…‬
‫‪-‬األمر رقم ‪ 74 /592‬الصادر في ‪1959 /4/2‬م والذي تضمن الالئحة التنفيذية لألمر رقم ‪274 /59‬‬
‫املذكور سابقا واملتعلق بتنظيم الزواج وانحالله في الجزائر‬
‫‪ -‬قرار وزير العدل بتاريخ ‪ 1959 /12 /11‬حيث تولى بيان الوثائق التي تشترط إلبرام عقد الزواج‬
‫‪3‬‬
‫وتسجيله‬
‫‪ -‬وقد عملت فرنسا جاهدة وبكل الطرق على طمس الشخصية العربية اإلسالمية التي كان يتميز بها‬
‫الشعب الجزائري في فترة إحتاللها للجزائر و ذلك من خالل أهم التشريعات الصادرة عن اإلدارة‬
‫الفرنسية و التي تم التطرق إليها أعاله ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫)( محمد أيلي‪ /‬عبد هللا شريط ‪ ،‬الجزائر في مرآة التاريخ ‪،‬ط‪ ، 1965 ،1‬مكتبة البعث ‪ ،‬قسنطينة‪ ،‬ص‪156‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬
‫مقران طارق عزيز‪ ،‬إجراءات تنظيم تعدد الزوجات في قانون األسرة الجزائري‪ ،‬دراسة مقارنة بالشريعة اإلسالمية والقوانين الوضعية ‪ ،‬مرجع ) (‬
‫‪ .‬سابق‪ ،2015 -2014 ،‬ص‪36‬‬
‫‪3‬‬
‫( ( عبد العزيز سعد ‪ ،‬الزواج و الطالق في قانون األسرة الجزائري ‪ ،‬مرجع سابق ‪. ،‬ص‪10-‬‬
‫‪36‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬التشريعات التي صدرت بعد االستقالل قبل صدور قانون ‪11/ 84‬‬
‫رغم عدم صدور قانون الخاص بتنظيم مجال األحوال الشخصية إال أن هناك مبادرات تدخل بها‬
‫املشرع الجزائري في هذا املجال محاولة منه لتغطية بعض الفراغات‪ ،‬فظهرت بعض النصوص‬
‫القانونية تتجاوز في بعض األحيان املفهوم التقليدي في مبادئ الشريعة اإلسالمية مثل ما ورد ضمن‬
‫قانون ‪ 29‬جوان ‪ 1963‬الذي جاء بمبدأ شكليه عقد الزواج وحدد الحد األدنى لسن الزواج‪ ،‬حيث‬
‫أصبحت املرأة ال تتزوج إال ببلوغ ‪ 16‬سنه والرجل ‪ 18‬سنه كاملة‪ .‬وبهذه الشروط يكون املشرع قد‬
‫وضع شرطا أساسيا يتعلق بصحة الزواج ويكون بهذه الوسيلة قد ادخل على عقد الزواج مانعا مؤقتا‬
‫وهو بلوغ الزوجين سنا معينا وفي نفس السنة ‪ 1963‬تشكلت لجنة من العلماء واقترحت توسيع التعدد‬
‫في الزوجات على أساس أن هناك أرامل شهداء‪ ،‬كما تجدر اإلشارة إلى أن هناك عدد من الجمعيات‬
‫والحركات النسوية شكلت خالل العشرية األولى املوالية لالستقالل كانت تطالب بتقنين األحوال‬
‫الشخصية كجمعية القيم التي تظاهرت بتاريخ ‪ 1964 /01 /05‬مطالبة بقانون إسالمي من أجل املرأة‪.‬‬
‫وفي ‪ 8‬مارس ‪ 1965‬طالبت جمعية النسوة بقانون الخاص باملرأة والرجل ثم ظهرت مبادرة أخرى في ‪8‬‬
‫أكتوبر ‪ 1970‬حيث عقد ملتقى جمع كل من االتحاد الوطني للنساء الجزائريات وعلماء وموظفين سامين‬
‫ورجال قانون‪ ،‬غير أن االختالف ظهر بين أعضاء هذه اللجنة حول موضوع املهر‪،‬الوالية ‪ ،‬تعدد‬
‫‪1‬‬
‫الزوجات ‪ ،‬فلم يظهر هذا املشروع‬
‫‪ -‬وقد كان الزواج قبل صدور قانون األسرة خاضعة للنصوص القانونية التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬األمر رقم ‪ 224 /63‬الصادر في ‪ 1966 /06 /29‬م‬
‫‪ -‬القانون رقم ‪ 72 /69‬الصادر في ‪1969//09 /16‬م‬
‫‪ -‬القانون رقم ‪ 65 /71‬الصادر في ‪1971 /09 /22‬م‬
‫واستمرت تطبق هذه النصوص إلى أن ألغيت كل التشريعات القديمة في ‪1975 /5/7‬م ‪ ،‬وبرزت وضعية‬
‫‪2‬‬
‫قانونية تتمثل في ترك كل ما يتعلق باألحوال الشخصية للشريعة والعرف‬
‫وفي سنة ‪ 1980‬عقدت جمعية نسويه متكونة من مثقفين ومناضلين سياسيين ملتقى بوهران حول‬
‫وضعية املرأة وقدموا انتقادات ملشروع قانون األسرة‪ ،‬وطالبوا بإلغائه جذريا ‪ ،‬هذا املشروع الذي‬
‫قدم للبرملان من قبل الحكومة بتاريخ ‪ 1981 /28/9‬ولم تتم املصادقة عليه حتى شهر جويلية ‪1984‬‬

‫‪1‬‬
‫( (لوعيل محمد أمين ‪،‬املركز القانوني للمرأة في قانون األسرة الجزائري ‪ ،‬ط‪ ، 2‬دار هومة ‪ ،‬الجزائر ‪ ، 2006 ،‬ص ‪24-23‬‬
‫اليازيد عيسات ‪ ،‬التطليق بطلب من الزوجة في قانون األسرة الجزائري ‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة املاجستير في القانون ‪ ،‬فرع العقود ) ( ‪.‬‬
‫‪2 2‬‬

‫واملسؤولية‪ ،‬كلية الحقوق ‪،‬بن عكنون‪ ،‬الجزائر‪ 2012/2013 ،‬ص ‪19‬‬


‫‪37‬‬
‫هو الشيء املالحظ أنه خالل هذه الفترة أي املرحلة السابقة لظهور القانون األسرة‪ ،‬ورغم تطبيق‬
‫مبادئ الشريعة اإلسالمية في مجال األحوال الشخصية إال أن املرأة كانت تبرم عقد الزواج من دون‬
‫حاجة‬
‫إلى ولي أو إلى رضائه‪ ،‬كما أن قانون الصحة لسنة ‪ 1976‬نص على ضرورة التكفل باألمهات العازبات‬
‫عند الوالدة وحفظ األوالد واملحافظة على السر واستمر هذا الوضع حتى سنة ‪ 1985‬حيث صدر‬
‫قانون جديد يتعلق بحماية وترقية الصحة وألغي قانون ‪ 1976‬كما ألغيت الحماية املمنوحة لألمهات‬
‫‪1‬‬
‫العازبات ونص على أن طرق الحماية لألوالد املهجورين ترجع للتنظيم‬
‫‪ -‬التعدد في هذه املرحلة فقد كان يمارس بدون قيد أو شرط قانوني النعدام قانون في هذا املجال‪،‬‬
‫وكان يكتفي بشروط الواردة في الشريعة اإلسالمية وفقا للمذهب املالكي‪ ،‬وكذلك قواعد القانون املدني‬
‫‪ ،‬وكان للزوجة املتضررة أن تطلب الطالق وفقا ألحكام الشريعة اإلسالمية على اعتبار أن كل ما يتعلق‬
‫بالزواج من إبرام وفسخ متروك إلى أئمة املساجد الذين كانوا يبرمونه وينهون عقد الزواج في مجالس‬
‫‪2‬‬
‫املساجد‬
‫املطلب الثاني ‪ :‬التعدد في ظل قانون األسرة ‪11 /84‬‬
‫في ‪ 9‬جوان ‪ 1984‬تمت املصادقة على قانون األحوال الشخصية‪ ،‬وهو أول وثيقة تنظم في هذا املجال‬
‫‪3‬‬
‫بعدما كان متروكا لالجتهاد القضائي وتختلف األحكام الصادرة بهذا الشأن من محكمة إلى أخرى‪.‬‬
‫وقد اعتمد هذا القانون املرقم ب( ‪ )11 /84‬على الشريعة اإلسالمية مغلبا املذهب املالكي على بقية‬
‫املذاهب التي اعتمدت كمرجعية في الوثيقة التحضيرية لهذا القانون ومن الناحية الدستورية‪ ،‬فقط‬
‫استند املشرع في هذا القانون على املادة ‪ 151‬التي تنص على أن ‪:‬‬
‫‪ -‬األسرة هي الخلية األساسية للمجتمع وقد شمل هذا القانون على ‪ 224‬مادة شملت الزواج وأحكامه‪،‬‬
‫والطالق وأثاره والوالية وأنواعها والنيابة الشرعية وأحكام املواريث والوصاية والهبة أما بالنسبة‬
‫للتعدد فقد نص عليه في املادة ‪ 8‬منه وجاء نصها يسمح بالزواج بأكثر من زوجة واحدة في حدود‬
‫الشريعة اإلسالمية متى وجد املبرر الشرعي وتوفرت شروط ونية العدل ويتم ذلك علم كل من الزوجة‬
‫السابقة والالحقة ولكل واحده الحق في رفع دعوى قضائية ضد الزوج وفي حالة الغش واملطالبة‬
‫‪4‬‬
‫بالتطليق في حالة عدم الرضا‬
‫تبين لنا من خالل تحليل ما تضمنته هذه املادة أن قانون األسرة الجزائري يتميز بثالث‬

‫‪1‬‬
‫) ( لوعيل محمد ملين ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪26-25‬‬
‫‪2‬‬
‫) (‪ .‬مقران طارق عزيز‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪38‬‬
‫‪3‬‬
‫) ‪ .‬مقران طارق عزيز‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬انظر ص ‪) 39‬‬
‫‪4‬‬
‫( (لوعيل محمد ملين ‪ ،‬مرجع السابق ‪ ،‬انظر ص‪28-27‬‬
‫‪38‬‬
‫املبدأ األول ‪ :‬اإلبقاء على التعدد كما حددته الشريعة‪ ،‬بمعنى استحالة الزواج بأكثر من أربع زوجات ‪.‬‬
‫املبدأ الثاني ‪ :‬وضع شروط تضمن حماية نظام التعدد بحيث ضمن حسن تطبيقه فإن قانون األسرة‬
‫الجزائري قد اشترط لكي يمكن للرجل الواحد إن يتزوج أكثر من امرأة واحدة إن تتوفر ثالثة‬
‫شروط ‪:‬‬
‫‪ -‬أن يكون هناك مبرر شرعي ‪.‬‬
‫‪ -‬أن تتوفر نية العدل ‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ -‬أن يخبر الزوجة السابقة والالحقة قبل إبرام عقد الزواج الثاني‬
‫‪ -‬املبدأ الثالث ‪ :‬عدم وجود جزاء ملخالفة أحد الشروط‬
‫لم يترتب على مخالفة هذه الشروط أي عقوبة جزائية أو مدنية ولم يجعل منها شروط صحة الزواج‬
‫األول وال هي يفسخ الثاني وإنما كنص بمنح الزوجة األولى اللجوء إلى القضاء لطلب الطالق وذلك في‬
‫حالة‬
‫عدم إعالمها بزواجه الجديد وكذلك الزوجة الثانية نفس الحق إذا غشها زوجها ولم يعلمها بأنه متزوج‬
‫وإنها غير راضية بالوضع الجديد ‪ 2‬وهذه الرقابة قد ضمنتها القوانين واملحاكم فللمرأة الشكوى إلى‬
‫القضاء بمنع املضارة أو الظلم أو لفرض النفقة عند اإلهمال‬
‫‪ -‬كما أن القانون يمنح املرأة حق طلب التطليق للضرر ويمنحها أيضا حق طلب التفريق القضائي ملجرد‬
‫الشقاق ولو لم يكن بسبب إيذاء الزوج لها ومن الواضح أن تقييد التعدد إما أن يكون املراد به حماية‬
‫الزوجة األولى أو زوجة الثانية فبالنسبة لحماية الزوجة األولى فقد بيننا أن هذا التقييد يكون ضرر‬
‫عليها ألنه سيدفع الرجل إلى طالقها‬
‫وإذا كان طالقها خير لها فإن القانون قد فتح لها التطليق القضائي بسبب الشقاق واملضارات أو بسبب‬
‫الزواج بأخرى عن طريق التدليس والغش‬
‫أما حماية الزوجة الثانية ‪ ،‬فإن قبولها الزواج من رجل متزوج هو أكبر دليل على أن هذا الزواج في‬
‫مصلحتها أو هو تقدير كاف على أنها لو وجدت خيرا ملا تزوجته‬
‫لهذه االعتبارات وجد أن أحسن حل للمشاكل التي قد تنشأ على التعدد هو أن تعطى الزوجتين حق‬
‫طلب التطليق إن لم تكن راضيه ‪ ،‬و للجديدة حق الفسخ أيضا إذ لم تكن عاملة وبهذا التدبير فهو يحد‬
‫‪3‬‬
‫من التعدد وال يبقيه إال برضا الزوجات أنفسهن‬

‫‪1 1‬‬
‫‪ .‬مقران طارق عزيز ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪( ) 40‬‬
‫‪2‬‬
‫عبد العزيز سعد‪ ،‬قانون األسرة في ثوبه الجديد ‪ ،‬أحكام الزواج و الطالق بعد التعديل ‪ ،‬دار الهدى للطباعة والنشر و التوزيع‪ ،‬الجزائر‬
‫() ‪، 2005‬ص‪151-149‬‬
‫‪3‬‬
‫)( ‪ .‬مقران طارق ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬انظر ص ‪41‬‬
‫‪39‬‬
‫ولهذا التدبير جذور فقهية‪ ،‬بحيث من املفروض في الزواج السابق والالحق أن املرأة قد تتزوج بالرجل‬
‫وهي تعلم أنها مستقلة به ‪ ،‬فتعرض بينه وبين السابقة شرط ملحوظ مقدر أن ال يتزوج زوجه سواها ‪،‬‬
‫فإذا تزوج فقد اختل األساس امللحوظ بالنسبة إلى الزوجة السابقة فلها الحق طلب في الطالق إن لم‬
‫ترضى ‪ - 1‬كما أن وجود زوجة ال تعلم الزوجة بوجودها مما يختل معه األساس امللحوظ في تعاقده مع‬
‫الجديدة ‪ ،‬فتعطى حق الفسخ أيضا إن لم تعلم وذلك تخريج على الشروط العقدية في آثار الزواج‬
‫املستمدة من الفقه الحنبلي فمن املقرر في القواعد الفقهية أن الشرط امللحوظ كالشرط امللفوظ‬
‫الفرع األول ‪ :‬االنتقادات التي وجهت إلى القانون القديم‬
‫لقد أثار قانون األسرة ‪ 11 /84‬موجة من االنتقادات وهناك من اعتبره قانون تميز يمس بمركز املرأة‪،‬‬
‫بحيث ال يعترف باألهلية الكاملة للمرأة‪ ،‬كما اعترف بالزواج العرفي الذي عادة ما تكون له آثار وخيمة‬
‫على املجتمع‪ ،‬إذ يسهل على الرجل هجر املرأة واألوالد واعتبر الرضا في هذا القانون مجرد إجراء شكلي‬
‫في إبرام عقد الزواج‪ ،‬وهذا ما يتنافى مع أحكام املادة ‪ 2 40‬من القانون املدني الذي يميز بين الرجل‬
‫واملرأة في مجال إبرام التصرفات القانونية‪ ،‬كما أن هناك من اعتبره القانون الذي يكرس هيمنة الرجل‬
‫على املرأة واالعتراف بتعدد الزوجات‪ ،‬و مبدأ عدم املساواة بين الرجل واملرأة‬
‫وعلى الرغم من حفاظه على نظام التعدد إال أنه وضع مجموعة من الشروط التي تحتسب على هذا‬
‫‪3‬‬
‫القانون وليس لصالحه وأهمها‬
‫‪ -‬أوال ‪ :‬اشترط ملمارسة التعدد ضرورة وجود مبرر شرعي دون أن يحدد نوع هذا املبرر أو شكله‬
‫‪ -‬ثانيا ‪ :‬اشترط بدل العدل نية العدل على الرغم من أنها مكنونات النفس البشرية التي يصعب قياسها‬
‫ودون أن يبين إذا كان يجب توفرها قبل زمن من إبرام العقد أو بعده‬
‫‪ -‬ثالثٰـٰـا ‪ :‬اش‪ÌÌ‬ترط وج ‪ÌÌ‬وب إخب ‪ÌÌ‬ار الزوج ‪ÌÌ‬ة الس‪ÌÌ‬ابقة والالحق ‪ÌÌ‬ة دون تحدي‪ÌÌ‬د الكيفي ‪ÌÌ‬ة واإلج ‪ÌÌ‬راءات ال‪ÌÌ‬تي يجب‬
‫إتباعه‪ÌÌ‬ا إليص‪ÌÌ‬ال الخ‪ÌÌ‬بر إلى الزوج‪ÌÌ‬تين دون أن ي‪ÌÌ‬ترتب على مخالف‪ÌÌ‬ة بعض أو كل ه‪ÌÌ‬ذه الش‪ÌÌ‬روط ج‪ÌÌ‬زاء م‪ÌÌ‬ادي‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬الرد على االنتقادات املوجهة للقانون القديم‬ ‫أو معنوي‬
‫بالنسبة إلى قيد شرط العدل بين الزوجات فإنه قول يصعب علينا قبوله على الرغم من قوله تعالى في‬
‫َف ْن ْف ُت ْم َأ اَّل َت ْع ُل َف َو َد ًة َأ ْو َم َم َلَك ْت َأ ْيَم ُنُك ْم َٰذ َك َأ ْد َن ٰى َأ اَّل َت ُل‬
‫‪4‬‬
‫ُع و وا﴾"‬ ‫ِل‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ِد وا اِح‬ ‫سورة النساء "‪ِ ﴿ ":‬إ ِخ‬
‫فهنا هل العدل املطلوب توفره هو قبل إبرام عقد الزواج أو بعده؟‬

‫‪1‬‬
‫( ( نبيل صقر‪ ،‬قانون األسرة نصا و فقها وتطبيقا ‪ ،‬دار الهدى للطباعة و النشر ‪ ،‬الجزائر ‪ ، 2006،‬ص‪38-37‬‬
‫‪2‬‬
‫( ( م ‪ 40‬ق‪.‬م "كل شخص بلغ سن الرشد متمتع بقواه العقلية ولم يحجر عليه ‪ ،‬يكون كامل األهلية ملباشرة حقوقه املدنية‬
‫‪3‬‬
‫( ( لوعيل محمد ملين ‪ ،‬املركز القانوني للمرأة في قانون األسرة الجزائري ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪280‬‬
‫‪4‬‬
‫( ( ‪.‬سورة النساء ‪ ،‬اآلية ‪03:‬‬
‫‪40‬‬
‫وبالتالي فإن إثبات العدل ال يمكن أن يتأكد من وجوده إال بعد الزواج والعيش مع شريكتها أو ضرتها‬
‫مدة من الزمن سواء في السكن املشترك أو املنفصل ولهذا يمكن القول أن ما ال يمكن إثباته قبل العقد‬
‫ال يمكن أيضا التسليم بأنه قيد على العقد‪،‬كما أن معنى اآلية اليدل أبدا انه مسبق يجب توفره قبل‬
‫إبرام عقد الزواج بالثانية وهو ال يتضمن‬
‫كما أن معنى اآلية ال يدل أبدا أنه قيد مسبق يجب توفره قبل إبرام عقد الزواج بالثانية وهو ال‬
‫يتضمن أمرا صريحا أو نهيا واضحا ‪،‬ألن الخوف املذكور قد يتحقق أثره وقد ال يتحقق كما أن العدل‬
‫‪1‬‬
‫املذكور في القرآن فهو العدل املادي واملعنوي‬
‫ورقابة القاضي على قدرة الزوج املالية ليس له فائدة من الوجهة النظرية‪ ،‬ذلك ألن الذي يريد زواجا‬
‫‪2‬‬
‫جديدا بزوجة أخرى دائما مستعد من الناحية املالية بالقدر الذي يقتضيه وضعه االجتماعي‬
‫‪ -‬على الزوج أن يتكفل بجميع مصاريف زوجته وأوالده لذلك فالقدرة املالية للزوج ليست مطلوبة‬
‫فقط عند التعدد فهو ضروري حتى للزوجة الواحدة‬
‫أما بالنسبة للعدل املعنوي فال يمكن للرجل التحكم فيه فهو بيد هللا لذلك نهى الزوج عن امليل إلى‬
‫َو َل ْو َح َر ْص ُت ْم ‪3‬‬ ‫َأ َت ُل َن‬ ‫َل َت َت‬
‫﴾‬ ‫واحدة دون األخريات لقوله تعالى "﴿ َو ن ْس ِط يُع وا ن ْع ِد وا َبْي الِّن َس ِءا‬
‫‪ -‬وبخصوص ضرورة إخبار الزوجتين السابقة والالحقة و وجود املبرر الشرعي فإن الشريعة‬
‫اإلسالمية لم تجعل للتعدد شرط مرتبط ال بالعقم وال باملرض وال بغيرهما لكن األشخاص جعلوها‬
‫مبررات للتعدد وألزموا أنفسهم بها‬
‫‪ -‬إن اشتراط وجود املبرر الشرعي الذي يرضي به القاضي مردود عليه عندما يطرح احدهم الرأي‬
‫القائل ملاذا لم يقدم مبرر الزواج للقاضي عند الزواج األول ويشترط عندما يريد أن يعدد ‪ ،‬وكان‬
‫الزواج األول أولى بالتقييد من الثاني الذي يتم عادة بعد تجربة وخطأ ‪ ،‬و خصوصا أن الزواج ليس‬
‫خاليا من أي قيد حتى نطلب من القاضي عرقلته الن رقابة األقرباء وأهل الزوجة القديمة أشد من‬
‫رقابة القانون والقضاء‬
‫‪ -‬إن اشتراط املبرر قد أدى إلى كثرة الطالق والزواج العرفي ‪ ،‬ألن كثيرا من األزواج ومن أجل عدم‬
‫املساس بأسرارهم يحجبون عن كشف املبرر لذا يقدمون على طالق زوجاتهم ليتزوجوا من جديد وإن‬
‫‪4‬‬
‫في هذا خطرا على املرأة واألوالد أكثر من خطر التعدد‬
‫املطلب الثالث ‪ :‬تعدد الزوجات في ظل قانون األسرة (‪) 05/02‬‬
‫‪1‬‬
‫( ( لوعيل محمد أمين ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪284-283‬‬
‫‪2‬‬
‫( (نبيل صقر ‪،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪28‬‬
‫‪3‬‬
‫( ( ‪ .‬سورة النساء ‪ ،‬اآلية ‪129:‬‬
‫‪4‬‬
‫ص ‪286-285‬‬ ‫( (لوعيل محمد أمين ‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬‬
‫‪41‬‬
‫بعد االنتقادات التي تلقاها القانون القديم (‪ ) 84/11‬والنقائص التي كان يعاني منها هذا القانون طرأ‬
‫تعديل الجديد لتغطية النقائص التي شابهته‪ ،‬وظهر القانون رقم(‪، ) 05/02‬الذي جاء بمجموعة من‬
‫التعديالت‪ ،‬ويعود الفضل في فتح ملف مراجعة قانون األسرة بالدرجة األولى إلى املنظمات النسوية‪،‬‬
‫التي استطاعت تمرير مطلبها هذا مستقوية باملتغيرات الدولية من أبرزها إعادة النظر في مسألة حقوق‬
‫اإلنسان‪ ،‬وخاصة حقوق املرأة والطفل وفقا ملا نصت عليه االتفاقيات واملعاهدات التي صادقت عليها‬
‫الجزائر‪ ، 1‬والذي أدى إلى إلغاء مجموعة من املواد‪ ،‬ومن بين التعديالت التي جاء بها هذا القانون‬
‫التعديل الذي مس املادة ‪ 08‬من القانون القديم(‪ )84/11‬التي تتحدث عن موضوع تعدد الزوجات‬
‫والتي ادى الى تقييدها والنص عليها في املواد ‪ 08 ،08‬مكرر ‪ 01‬من القانون ‪.02 /05‬‬
‫ومن أسباب صدور القانون ‪ 05/02‬انه أي قانون شرع في مرحله زمنيه يستوجب مراجعته إذا تغيرت‬
‫ظروف تلك املرحلة التي شرع فيها وكذلك الحال بالنسبة لقانون األحوال الشخصية فمن ‪ 1984‬الى‬
‫‪ 2005‬حدثت تغيرات اجتماعية وسياسية وثقافية واقتصادية أدت إلى تغير أولويات املواطن وبالتالي تم‬
‫تعديل هذا القانون ملواكبة هذه التطورات‪.‬‬
‫وكذلك على مستوى الدولة فقد عقدت الجزائر العديد من االتفاقيات الدولية وتأثرت بالضغوطات‬
‫‪2‬‬
‫الدولية خاصة مع انتشار مبادئ الديمقراطية ومفهوم املساواة بين الرجل واملرأة‪.‬‬
‫‪ -‬كما لعبت الجمعيات النسوية دورا كبير في التأثير على املشرع الجزائري ويستند أنصار هذه‬
‫الجمعيات إلى أن التعدد يمس بكرامة املرأة ‪ ،‬وال يأخذ بعين االعتبار عواطفها وإنسانيتها خاصة ون‬
‫املرأة قد اندمجت في جميع امليادين بما فيها تلك التي كانت حكرا على الرجال‪ ،‬وباملقابل كان هناك تيار‬
‫آخر يرفض هذا النوع من املساواة بين الرجل واملرأة وفي موضوع التعدد بالذات فإنه ينظر إليه أنه‬
‫اعتداء على أحكام الشريعة اإلسالمية ويعتبرون أفكار الجمعية النسوية مجرد تقليد وتبني أفكار غربيه‬
‫‪3‬‬
‫وعرقلة لتطبيق قواعد الشريعة‬
‫وبين هذا وذاك كان املشرع الجزائري مضطر ألن يساير التطور الكامل في املجتمع و يلتزم باملعاهدات‬
‫حفاظا على مكانة الجزائر‪ ،‬وكان الحفاظ على أهم مبدأ في الدستور وهو"اعتبار اإلسالم دين دولة‪".‬‬
‫تغير النظام السياسي من املغلق إلى املفتوح على التعددية الحزبية بدل الواحد أي العلمانية التي تؤمن‬
‫بفصل الدين على الدولة وتبني الكثير من األفكار الغربية‪ ،‬وعندما وصلت هذه الفئة إلى الحكم حاولت‬
‫تطبيق هاته األفكار‪ ،‬التي كانت تؤمن بها وهذا من خالل مساهمة البعض من ممثلي هذه األحزاب في‬
‫‪1‬‬
‫‪:‬‬ ‫كلثوم مسعودي‪/‬بن ققة سعاد‪ ،‬األسرة الجزائرية كما يصورها قانون األسرة الجزائري لسنة ‪ ،2005‬امللتقى الوطني الثاني حول‬
‫‪ ( (.‬االتصال و جودة الحياة في األسرة ‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح ورقلة ‪ 09/01 ،‬افريل ‪ ، 2013‬ص ‪06‬‬
‫‪2‬‬
‫( (كلثوم مسعودي بن ققة سعاد ‪ ،‬املرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪7-6‬‬
‫‪3‬‬
‫( (‪ .‬عبد العزيز سعد ‪ ،‬قانون األسرة في ثوبه الجديد ‪،‬أحكام الزواج والطالق بعد التعديل ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪139.‬‬
‫‪42‬‬
‫تعديل قانون األسرة ضمن اللجنة التي كونها الرئيس الجزائري السابق‪ -‬رحمه هللا ‪ -‬بوتفليقة املتكونة‬
‫من‬
‫‪ 52‬شخص ‪ ،‬ونستطيع القول أن هذه جملة األسباب والعوامل التي أدت إلى تعديل القانون ‪48/11‬‬
‫‪1‬‬
‫وصدور القانون ‪05/02‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬الضوابط التي أضافها املشرع في قانون األسرة الجزائري‬
‫لقد وضع املشرع الجزائري ضوابط أخرى باإلضافة إلى تلك الضوابط الشرعية الواردة في الشريعة‬
‫اإلسالمية‪ ،‬وهذه الضوابط تعتبر بمثابة إجراءات وقائية لصالح املرأة‪ ،‬يفترض على الرجل أن يحتاط‬
‫بها قبل اإلقبال على الزواج من امرأة أخرى‪ ، 2‬وتتمثل هذه الضوابط في وجود املبرر الشرعي ‪ ،‬وإخبار‬
‫الزوجة السابقة واملرأة الالحقة وكذا طلب الترخيص القضائي ‪،‬باإلضافة إلى عدم اشتراط الزوجة‬
‫عدم التعدد عليها وهذا ما سنراه تباعا فيما يلي ‪:‬‬
‫أوال‪ -‬وجود مبرر شرعي‬
‫لقد أشار املشرع الجزائري املبرر الشرعي في املادة ‪ 8‬من ق ‪ .‬أ ‪ .‬ج حيث تنص هذه املادة على‪ ":‬يسمح‬
‫بالزواج بأكثر من زوجة واحدة متى وجد املبرر الشرعي…‪ "..3‬ويتضح من هذه املادة أن املبرر الشرعي هي‬
‫عبارة عامة لم يتم تحديد املقصود منها‪ ،‬ألن املبررات الشرعية كثيرة وتختلف بحسب الوجهة التي‬
‫‪5‬‬
‫ينظر إليها‪ ،4‬مما يجعل األمر موكوال إلى قضاة املوضوع لتحديد املقصود من هذه العبارة العامة‪.‬‬
‫لكن بالرغم من أن املشرع الجزائري لم يحدد ماهية مبرر شرعي من قانون األسرة‪ ،‬ولم يضرب ولو‬
‫مثاال واحدا لذلك‪ ،‬كما لم يضع أي معيار للتفريق بين املبرر الشرعي وغير الشرعي وهذا ما يعاب‬
‫عليه‪ ،6‬إال أنه تفطن ملا اكتنف النص القانوني من ثغرات‪ ،‬وقام بتقييد املبرر الشرعي بمنشورين‬
‫وزاريين‪ ،7‬ويكمن الهدف من هذين املنشورين في كشف اللبس ورفع الغموض وتفسير ما يكون بحاجة‬
‫إلى تفسير‪ ،‬باإلضافة إلى تغطية الفراغ القانوني الوارد في النصوص القانونية من قانون األسرة‪ ،‬مغلقا‬
‫‪8‬‬
‫بذلك الباب أمام االجتهاد الفقهي والقضائي‪.‬‬
‫ويعتبر ضابط املبرر الشرعي شرط مستحدث‪ ،‬ألن الشريعة اإلسالمية لم تنص عليه‪ ،‬ولهذا كان‬
‫للمنشور رقم ‪ 102 -84‬أهمية خاصة ألنه حدد مفهوم املبرر الشرعي‪ ،9‬وجعله ال يتعدى أمرين يتمثالن‬
‫‪1‬‬
‫) (‪.‬المرجع نفسه ‪.،‬ص‪139‬‬
‫‪2‬‬
‫) (‪ .‬محمد لمين لوعيل ‪ ،‬المركز القانوني للمرأة في قانون األسرة الجزائري ‪ ،‬دار هومة ‪،‬الجزائر ‪ ، 2004 ،‬ص‪73‬‬
‫‪3‬‬
‫) (قانون رقم ‪ 11-84‬المتضمن قانون األسرة المعدل و المتمم مصدر سابق‬
‫‪4‬‬
‫) ( الرشيد بن شويخ ‪ ،‬شرح قانون األسرة المعدل دراسة مقارنة لبعض التشريعات العربية ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪110‬‬
‫‪5‬‬
‫( العربي بلحاج ‪ ،‬الوجيز في شرح قانون األسرة الجزائري ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪) 190‬‬
‫‪6‬‬
‫( (سعد عبد العزيز ‪ ،‬الزواج والطالق في قانون األسرة الجزائري ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪86‬‬
‫‪7‬‬
‫(‪.‬منشور وزاري أول تحت رقم ‪ ،102-84‬بوعزيز فضيلة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ 38‬ومنشور وزاري الثاني تحت رقم ‪ ،14-85‬مرجع سابق‪) 92 ،‬‬
‫‪8 7‬‬
‫جمال عياشي ‪ ،‬قيود تعدد الزوجات بين الشريعة والقانون‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير في القانون الخاص ‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم اإلدارية ‪( ) ،‬‬
‫جامعة الجزائر ‪ ، 2005-2004 ،‬ص‪104‬‬
‫‪9 8‬‬
‫عالم ساجي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪( ) 87‬‬
‫‪43‬‬
‫في عقم الزوجة واملرض العضال‪ ،‬ولقد ذكرنا ما جاء في هذا املنشور سابقا‪ ،1‬ويتم إثبات املبرر الشرعي‬
‫حسب هذا املنشور بشهادة طبية من طبيب مختص يثبت عقم الزوجة األولى أو مرضها العضال‪.‬‬
‫تجدر اإلشارة إلى أن الشريعة اإلسالمية لم تبرر إقرار تعدد الزوجات بالعقم أو باملرض أو بغيرهما‬
‫وهذا عكس ما ورد في املنشور‪ ،‬وكان الهدف من ذلك عدم تقييد التعدد في حاالت معينة‪ ،‬كما أن‬
‫املشرع الجزائري بإقراره تعدد الزوجات في حالة عقم الزوجة يكون قد قلل من العالقات غير‬
‫الشرعية الخارجة عن نطاق الزوجية والتي ينتج عنها أطفال ال يحميهم القانون إلقرار نسبهم‪ ،‬ولكن ما‬
‫يأخذ على املنشور رقم ‪ 102-84‬أنه قد اكتفى بمبررات على سبيل الحصر (العقم واملرض العضال)‪ ،‬وفي‬
‫هذه الحالة يكون قد أهمل الجوانب النفسية للزوج الذي ال يرغب في معاشرة زوجته ألسباب يصعب‬
‫‪2‬‬
‫إثباتها ماديا كحالة النفور النفسي مثال‪.‬‬
‫لكن املشرع بعد أن وجد أنه حصر املبرر الشرعي في حالتين فقط املذكورتين سابقا‪ ،‬حاول توسيع‬
‫مضمون املبرر الشرعي بإصداره املنشور الثاني رقم ‪ ،14 -85‬والذي جاء فيه‪" :‬حاالت يقدرها القاضي‪،‬‬
‫خاصة في حالة رضا الزوجة األولى‪ ،‬و للقاضي السلطة التقديرية في أن يرخص بالزواج الثاني أو‬
‫‪3‬‬
‫يرفضه‪ ،‬بمجرد أمر على ذيل عريضة غير قابل للطعن"‬
‫لهذا يكون املشرع الجزائري قام بموجب هذين املنشورين‪ ،‬بتحديد معنى املبرر الشرعي وجعله في ثالث‬
‫حاالت تتمثل فيما يلي ‪ - :‬عقم الزوجة‬
‫‪ -‬مرضها العضال‬
‫‪ -‬الحاالت التي يقدرها القاضي‪ ،‬بشرط قبول الزوجة األولى‬
‫لكن املشرع بالرغم من أنه قام بتوسيع املبرر الشرعي‪ ،‬إلى أنه وقع في نفس درجة الغموض‪ ،‬لكونه لم‬
‫يحدده ولم يبينه‪ ،‬واملالحظ في هذا الشأن أيضا أن املبرر الشرعي في املنشور الثاني ينحصر في إرادة‬
‫القاضي الذي يحدد املصلحة في التعدد من عدمها بينما في املنشور األول نجده ينحصر في الحالتين‬
‫املصرح بهما في هذا املنشور‪ ،‬حيث في هذه الحالة تنعدم السلطة التقديرية للقاضي في اإلذن بالتعدد‬
‫‪4‬‬
‫اللتزامه بالنص القانوني‪.‬‬
‫يكون املشرع بهذا الشكل بالرغم من أنه أضاف املنشور الثاني‪ ،‬إال أنه لم يبين املسألة بشكل دقيق‪ ،‬كما‬
‫أنه لم يحدد املبررات الشرعية لتعدد الزوجات على سبيل الحصر‪ ،‬وبالتالي فاألمر يبقى في جميع‬
‫األحوال متروك لتقدير املحكمة بناء على السلطة التقديرية للقاضي وما يقدم أمامهم من إدعاءات‪،‬‬

‫‪1‬‬
‫( ( راجع ص ‪ 39-38‬من هذه المذكرة‬
‫‪2‬‬
‫) مقران طارق عبد العزيز ‪،‬نفس المرجع ‪ ،‬ص ‪) 87‬‬
‫‪3 2‬‬
‫بوعزيز فضيلة ‪ ،‬نظام تعدد الزوجات في الفقه اإلسالمي وقانون األسرة الجزائري‪ ،‬مذكرة ماسترفي القانون‪ ،‬جامعة اكلي محند اولحاج ‪( ) ،‬‬
‫والعلوم السياسية‪ ،‬البويرة ‪،‬الجزائر ‪ ، 2015/،2014‬ص ‪ .105‬الحقوق كلية‬
‫‪4‬‬
‫( جمال عياشي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪) 105،106‬‬
‫‪44‬‬
‫لذلك يعتبر هذا الشرط أي شرط وجود املبرر الشرعي من بين املسائل التي يدرسها القاضي لتقدير‬
‫مدى أحقية الزوج لتعدد الزوجات أو عدم أحقيته في ذلك‪.‬‬
‫تجدر اإلشارة إلى أنه قد تم إصدار املنشورين الوزاريين من أجل تعديل املادة ‪ 8‬من ق ‪.‬أ‪ .‬ج لسنة‬
‫‪ 1984‬وقد عدل هذا القانون سنة ‪ ،2005‬فهل يظل املنشور ساري املفعول بعد تعديل القانون ؟‬
‫خاصة وأن املنشور صدر ليخاطب املوثق وضابط الحالة املدنية عندما كان التعدد ينعقد أمامهما‪ ،‬أما‬
‫عندما تغير األمر وأصبح التعدد ال ينعقد إال أمام القاضي برخصة مسبقة منه‪ ،‬فهل يستمر املنشورين‬
‫‪1‬‬
‫في السريان رغم أن شروط املادة ‪ 8‬قد تغيرت ؟‬
‫لإلجابة على هذا اإلشكال فإنه ما دام ليس هناك ما يلغي املنشورين‪ ،‬فالتطبيق يبقى ساري املفعول‬
‫لحين صدور نصوص بديلة خاصة أن الهدف الذي من أجله سنت هذه املناشير رفع اللبس والكشف‬
‫عن الغموض الذي يدور حول املبرر الشرعي في املادة ‪ 8‬من ق ‪ .‬أ ‪.‬ج‬
‫ثانيا ‪ -‬إخبار الزوجة السابقة واملرأة الالحقة بالتعدد‬
‫لقد نصت املادة الثامنة في فقرتها الثانية على ما يلي‪":‬يجب على الزوج إخبار الزوجة السابقة واملرأة‬
‫‪2‬‬
‫التي يقبل على الزواج بها…‪"..‬‬
‫‪ -‬يتضح من خالل هذا النص أن املشرع الجزائري اشترط وجوب إخبار الزوجة السابقة والالحقة بهذا‬
‫الزواج لكن دون أن يبين الكيفية واإلجراءات الواجب إتباعها إليصال الخبر إلى الزوجتين ومن هنا‬
‫نتساءل عن كلمة إخبار التي جاءت بها املادة الثامنة هل يقصد بها إشعار املرأة األولى ألنه يريد الزواج‬
‫بامرأة ثانية موضحا لها مبررات هذا الزواج‪،‬كما يخبر الثانية بأنه رجل متزوج من قبل وله أوالد إذا‬
‫كان له ذلك‪،‬كما يخبرها بمستقبل وجودهما في البيت يا زوجي أو يقصد بهذا املصطلح استشارة الزوجة‬
‫‪3‬‬
‫في هذا الزواج‬
‫لكن قانون األسرة الجزائري املعدل لسنة ‪ 2005‬لم يكتفي باألخبار واإلعالم فقط بل اشترط حصول‬
‫موافقة الزوجة السابقة واملرأة التي يقبل على الزواج بها وكان هذا عكس ما نص عليه قانون األسرة‬
‫الجزائري قبل التعديل الذي اكتفى بمجرد اإلخبار فقط حيث أن تعدد يتم بعد علم كل من الزوجة‬
‫السابقة والالحقة ولم يشترط املوافقة‬
‫يضاف إلى أن هذا التعديل الذي طرأ على املادة ‪ 8‬من ق‪ .‬أ ‪.‬ج نجد أن املشرع الجزائري حمى املرأة‬
‫املتزوجة من تعسف الزوج باستعمال حقه و قد تم تجسيد هذا املبدأ بحلول عملية تتمثل في املنشور‬

‫‪1‬‬
‫( محمد بومدين ‪ ،‬سلطة القاضي في منح رخصة تعدد الزوجات ‪ ،‬دراسة مقارنة ‪ ،‬مجلة الفقه والقانون ‪ ،‬ع ‪ ، 14‬جامعة أدرار‪ ،2013 ،‬ص‪) 70‬‬
‫‪2‬‬
‫( ( ‪ .‬قانون األسرة معدل و متمم ‪ 05/02‬المؤرخ في ‪ 27‬فبراير ‪2005‬‬
‫‪3‬‬
‫عالم ساجي ‪ ،‬ظاهرة العنف في تعدد الزوجات ‪ ،‬مجلة الدراسات القانونية ‪ ،‬ع‪ ، 6‬كلية الحقوق والعلوم التجارية ‪ ،‬جامعة مستغانم‪ ،2010 ،‬ص)‬
‫)‪88‬‬
‫‪45‬‬
‫الوزاري رقم ‪ ،102-84‬الذي يمنع كل ضابط حالة مدنية أو موثق من إبرام عقد الزواج لرجل إال إذا‬
‫‪1‬‬
‫قدم ملفا طبيا و موافقة الزوجة السابقة ورأت أن هذا الزواج ال يضر بمصلحتها‬
‫تعتبر هذه اإلجراءات التي استحدثها املشرع الجزائري فيما يخص إخبار الزوجة السابقة واملرأة التي‬
‫يقبل على زواج بها غير مجدية فهي قد تعرقل مشاريع الزواج لذلك كان من األفضل على املشرع أن‬
‫يستعمل املصطلح "إخطار" لنتوقف عندئذ عند حدود إخبار الزوجة بهذا الزواج الذي ستقبل عليه‬
‫الن هذه األخيرة تتجاوز مفهوم العلم ويقصد بها املشاركة أي مشاركة الزوجة في إقرار هذا الزواج كما‬
‫يتوقف الزواج هنا على موافقتها ومن هذا هنا يمكن أن نطرح التساؤل اآلتي‪ :‬هل فعال للمرأة‬
‫الجزائرية دور استشاري في إقرار الزواج ألتعددي أم العكس ؟‬
‫يمكن القول بأن إعالم الزوجة بهذه الطريقة واستصدار رضاها على هذه الطريقة فيه ضرب من‬
‫ضروب االستحالة ملا في املرأة من غيرة وحساسية نحو الزوجة الثانية التي هي في نظرها ضرة لها‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫وبالتالي سيبقى اإلخبار بهذه الطريقة فيه النوع من الثقل على كاهل الزوج الذي يريد أن يعدد‬
‫يمكن القول أيضا في هذا املجال‪،‬أننا نعيب على قانون األسرة فيما يتعلق بإخبار الزوجة السابقة‬
‫والالحقة‪ ،‬ألنه لم يحدد الكيفية التي يتم بها إخبار الزوجتين‪ ،3‬فهل يتم ذلك بشكل شفوي أم برسالة‪،‬‬
‫أم تتولى الجهات املراد إبرام العقد ذلك‪.‬‬
‫في واقع األمر أن ما جاء به التعديل الجديد يصعب تحقيقه من الناحية الواقعية ‪،‬خصوصا مسألة‬
‫حصول املوافقة املسبقة على الزواج من طرف الزوجتين‪ ،‬وهي مسألة نادرة جدا‪ ،‬بل ان هذه املوافقة‬
‫تعد مستحيلة في كثير من األحيان‪ ،‬وهذا األسلوب يؤدي إلى انتشار ما يسمى بالزواج العرفي في البداية‪،‬‬
‫‪4‬‬
‫ثم بعد ذلك يتم تسجيله ليصبح أمرا واقعا‬
‫هذا ما تم استنتاجه من تحليلنا للمادة الثامنة من ق‪.‬أ‪،‬ج املعدل ‪ ،5‬وذلك في نصها على الشروط الواجب‬
‫توافرها لتعدد الزوجات من بينها علم الزوجة السابقة والالحقة ‪،‬وحده هذا الشرط نجده فعال‬
‫ضروري إال أنه إذا تم مقارنة هذه املادة مع نص املادة ‪ 22‬من نفس القانون نلمس املشكلة في التوفيق‬
‫بينهما ألن هذه األخيرة تنص على أنه يثبت عقد الزواج بمستخرج من سجل الحالة املدنية وفي حالة‬
‫عدم تسجيله يثبت بحكم إذا توافرت أركانه ‪،‬فهذه املادة إذن تسمح بتسجيل زواج عرفي في سجل‬
‫الحالة املدنية وهو اعتراف به من طرف املشرع الجزائري‪ ،‬يتضح من هذا أن الزواج العرفي قد أفقد‬
‫املادة الثامنة كل أهميتها‬

‫‪1‬‬
‫( منشور وزاري أول تحت رقم ‪ ، 102-84‬انظر‪ :‬بوعزيز فضيلة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪) 38‬‬
‫‪2‬‬
‫( (عالم ساجي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪88‬‬
‫‪3‬‬
‫( سعد عبد العزيز ‪ ،‬الزواج والطالق في قانون األسرة الجزائري ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪) 88‬‬
‫‪4‬‬
‫(رشيد بن شويخ ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪) 113‬‬
‫‪5‬‬
‫( ‪ .‬قانون رقم ‪ ،11-84‬متضمن قانون األسرة معدل و متمم ‪ ،‬مصدر سابق )‬
‫‪46‬‬
‫وحتى وجودها كمادة شرطية ألن الزواج الذي ال يتوفر فيه شروط التعدد ومن بين هذه الشروط‬
‫شرط إخبار الزوجة السابقة والالحقة يتم إنعقاده عرفيا وبالتالي مايبقى على موظف الحالة املدنية إال‬
‫تسجيل‬
‫‪1‬‬
‫هذا الزواج إذا استوفى الشروط املطلوبة في املادة التاسعة من ق‪ .‬أ‪ .‬ج‬
‫ثالثا‪-‬طلب الترخيص القضائي الذي يسمح بتعدد الزوجات‬
‫إن نص املادة ‪ 8‬من ق‪ .‬أ‪ .‬ج في صياغتها الجديدة‪ ،‬تفرض رقابة قضائية تسمح للقاضي بمنح الترخيص‬
‫أو رفضه وهذا بعد االستماع إلى الزوج وزوجته األولى والتأكد من مبررات التعدد ‪،‬وتوافر شروطه‬
‫‪2‬‬
‫الشرعية من القدرة على اإلنفاق والعدل بين الزوجات وتوفير الشروط الضرورية للحياة الزوجية‬
‫يتضح من هذا أن املشرع الجزائري أضاف بموجب التعديل الجديد لقانون األسرة ضابط جديد يتمثل‬
‫‪3‬‬
‫في طلب الترخيص بالزواج مرة أخرى يقدمه الزوج لرئيس املحكمة ملكان مسكن الزوجية‬
‫لكن املشرع الجزائري بالرغم من انه أضاف هذا الضابط بموجب التعديل الجديد إال أنه لم يتناول‬
‫اإلجراءات الواجب إتباعها للحصول على ترخيص القضائي املتخذ كضابط قانوني من ضوابط تعدد‬
‫زوجات ‪،‬ولهذا جاء املشرع باملنشورين الوزاريين املذكورين سابقا يبين فيهما كيفية تدخل القاضي في‬
‫عقود التعدد من أجمل منح الترخيص‪.‬‬
‫القاضي لكي يرخص بالزواج الجديد البد منه أن يتأكد من موافقة الزوجة السابقة والالحقة الذي‬
‫يثبت بإعمال املنشور الوزاري ‪ 102 - 84‬باإلضافة إلى إثبات املبرر الشرعي من قبل الزوج الذي ينحصر‬
‫في أحد األمرين فإما أن تكون زوجه عقيما أو أن تكون مصابة بمرض العضال وهذا حسب نفس‬
‫املنشور الوزاري ‪،‬كما يمكن للقاضي أن يسمح من تلقاء سلطته املطلقة بإبرام الزواج ألتعددي خاصة‬
‫في حاله قبول الزوجة األولى وهذا حسب املنشور الوزاري رقم ‪، 14 -85‬وعلى القاضي أيضا أن يتأكد‬
‫‪4‬‬
‫من إثبات الزوج قدرته على توفير العدل وهذا حسب املنشور الوزاري رقم ‪102 -84‬‬
‫يتأكد القاضي أيضا من إثبات الزوج قدرته على توفير الشروط الضرورية للحياة الزوجية أي رقابة‬
‫القاضي على القدرة املالية للزوج‪ ،‬ويمكن له أن يتأكد من ذلك بسهولة كاالطالع على دخل الزوج من‬
‫خالل شهادة كشف الراتب إذا كان موظف‪ ،‬أو من خالل رقم إعماله التجارية إذا كان تاجرا‪ ،‬او من‬
‫خالل شهادة الشهود والى غير ذلك من وسائل اإلثبات‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫( ساجي عالم ‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص‪) 90‬‬
‫‪2‬‬
‫)(العربي بالحاج ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪191‬‬
‫‪3‬‬
‫( سعد عبد العزيز ‪ ،‬قانون األسرة في ثوبه الجديد ‪ ،‬أحكام الزواج والطالق بعد التعديل ‪ ،‬مرجع سابق ص ‪) 89‬‬
‫‪4‬‬
‫(جمال عياشي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪¨) 109-103‬‬
‫‪47‬‬
‫بعدما يتأكد القاضي من توفر هذه الشروط له أن يقدم الترخيص بالزواج مره أخرى‪ ،‬وإذا تخلفت‬
‫أحد هذه الضوابط يمكن له أن يرفض الترخيص فالقاضي له السلطة التقديرية الواسعة في منح‬
‫الترخيص أو عدم منحه فمثال إذا تخلف شرط موافقة الزوجة األولى وذلك بتعسف الزوجة في‬
‫استعمال حقها وأبدت رفضها بدون مبرر شرعي‪ ،‬واثبت الزوج املبرر الشرعي وقدرته املالية وكل‬
‫الشروط الضرورية والالزمة للتعدد‪ ،‬ففي هذه الحالة القاضي بمنح الترخيص وذلك موازنته بين قيمة‬
‫املبرر الشرعي والقدرة على توفير العدل والشروط الضرورية للحياة الزوجية وبين موافقة الزوجة‬
‫‪1‬‬
‫السابقة‪ ،‬حتى يكون قراره عادال و محققا للغاية التي أباح الشرع والقانون ألجلها تعدد الزوجات‪.‬‬
‫يتضح من هذا أن القاضي لكي يقوم بكل هذه اإلجراءات البد على الزوج الراغب في الزواج مرة أخرى‬
‫أن يقدم الطلب من أجل ذلك للقاضي املختص نوعيا ومحليا‪ ،‬والذي يكون تطبيقا هو رئيس املحكمة‬
‫على مستوى االبتدائي وهو بدوره القاضي الذي يقع في دائرة اختصاصه موطن مسكن الزوجية من‬
‫حيث املحل‪ ،‬ويشمل الطلب من الناحية العلمية الوثائق التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬طلب خطي من الزوج املعني باألمر‬
‫‪ -‬شهادة إقامة‬
‫‪-‬شهادة طبية تثبت املبرر الشرعي‬
‫‪-‬شهادة ميالد أصلية لكل من الزوج و الزوجة و املرأة املقبلة على التعدد‬
‫‪-‬نسخة من سجالت عقود الزواج لعقد الزواج السابق‬
‫‪-‬نسخة من سجالت الحالة العائلية للزواج السابق‬
‫‪2‬‬
‫‪-‬نسخ عن بطاقات التعريف الوطنية املصادق عليها لكل اإلطراف‬
‫بعد أن يتم تقديم هذا الطلب من أجل الترخيص القضائي الذي يسمح بالتعدد‪ ،‬يتأكد القاضي من‬
‫توافر الشروط املنصوص عليها في املادة ‪ 8‬من ق‪ .‬أ ‪.‬ج ويكون له في هذه الحالة سلطة تقديرية واسعة‬
‫في منح الترخيص للزوج الذي يرغب في التعدد أو عدم منحه ذلك‬
‫لكن ما يمكن مالحظته في النص املادة ‪ 8‬من ق أ ج أن املشرع قد ذكر في فقرة الثانية أن القاضي‬
‫بمنح الترخيص بعد إخبار وليس موافقة الزوجة السابقة والالحقة والتأكد من املبرر الشرعي وباقي‬
‫الضوابط ‪،‬ثم ذكر انه في حالة موافقة الزوجة السابقة والالحقة يمنح القاضي الترخيص‬
‫هذا يعني أن املوافقة تحل محل املبرر الشرعي‪ ،‬وال يتأكد القاضي سوى من باقي الضوابط وبالتالي على‬
‫املشرع أن يتدارك الخطأ ويقوم بالتعديل‪ ،‬إما بحذف الفقرة الثالثة كليه ما دام أن الزوج رغم موافقة‬
‫‪1‬‬
‫محمد شمروك ‪ ،‬مراد محمودي ‪ ،‬عدالن غربي ‪ ،‬السلطة التقديرية لقاضي شؤون األسرة في الزواج و انحالله ‪ ،‬مذكرة لنيل إجازة المدرسة العليا( )‬
‫‪ .‬للقضاء ‪ ،‬الدفعة ‪ ، 2008-2005 ، 16‬ص ‪14‬‬
‫‪2‬‬
‫( جمال عياشي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪) 110‬‬
‫‪48‬‬
‫الزوجتين ملزم على تقديم املبرر الشرعي واالكتفاء بالفقرة ‪ 1‬و ‪ 2‬وإما بحذف عبارة بعد إثبات الزوج‬
‫للمبرر شرعي واعتبار املوافقة تكفي‪ ،‬بالرغم من تشديد املشرع الجزائري على ضرورة حصول الزوج‬
‫على ترخيص بالزواج مرة أخرى من طرف القاضي‪ ،‬إال أنه يمكن تفادي هذا الضابط‬
‫‪1‬‬
‫والزواج من جديد دون الحصول على ترخيص عن طريق الزواج العرفي‬
‫بمفهوم املخالفة أباح املشرع التعدد عن طريق الزواج العرفي‪ ،‬حيث لو حصل الزواج الثاني وتم‬
‫الدخول دون الحصول على ترخيص من القاضي‪ ،‬يستطيع الزوج أن يثبت الزواج بحكم قضائي وفقا‬
‫للمادة ‪ 22‬من ق ‪.‬أ ‪.‬ج‪ ، 2‬ألن املشرع الجزائري ال يستطيع أن يحرم حالال لذلك مهما قيد من التعدد‬
‫يبقى انه مباح وال يستطيع أن يقيد الرجل رغما عنه‬
‫يطرح سؤال في هذه الحالة ملاذا وقع املشرع في التناقض املوجود بين املادتين ‪ 8‬و ‪ 22‬من ق‪ .‬أ ج؟‬
‫ال شك أن هذه الطريقة استعملها املشرع حتى ال يمنع الزواج والعرفي املستوفي ألركانه وشروطه طبقا‬
‫للشريعة اإلسالمية‪ ،‬التي هي املرجع واملصدر األساسي لقانون األسرة‪ ،‬كما أن الزواج العرفي هو‬
‫الطريقة األصلية التي أقرها اإلسالم إلبرام عقد الزواج‪.‬‬
‫يدرك املشرع الجزائري أيضا انه ليس من مصلحة املجتمع القضاء على ما يسمى بالزواج التقليدي‪،‬‬
‫ألنه يكون الحل الوحيد في بعض الحاالت للخروج من بعض املآسي االجتماعية التي قد يقع فيها العديد‬
‫من األزواج‪ ،‬كعدم إمكان تسجيل نسب األطفال في الحالة املدنية‪ ،‬غير أن هذه الطريقة يستطيع‬
‫بموجبها الزوج في حالة رغبته بالزواج مرة أخرى‪ ،‬أن يدلس على الزوجة السابقة ويجعلها أمام األمر‬
‫الواقع‪ ،3‬وذلك في حالة عدم استطاعته الحصول على ترخيص القضائي من أجل التعدد‪.‬‬
‫يتضح إذا لنا أن الزواج العرفي هو طريقة من الطرق التي تسمح بالتعدد دون توفر الشروط‬
‫املنصوص عليها في املادة ‪ 8‬من ق‪ .‬أ‪ .‬ج‬
‫رابعا‪ -‬عدم اشتراط الزوجة عدم التعدد عليها‬
‫بما أن املشرع الجزائري أعطى للمرأة حق االشتراط على زوجها أال يتزوج عليها مرة أخرى‪ ،‬يمكننا إذا‬
‫أن نضيف إلى الشروط التي نص عليها املشرع الجزائري في املادة ‪ 8‬من ق‪ .‬أ‪ .‬ج فيما يخص تعدد‬
‫الزوجات‪ ،‬شرط آخر البد من توفرها لكي يستطيع الزوج أن يتزوج مرة أخرى‪ ،‬والذي يتمثل في عدم‬
‫اشتراط الزوجة أال يتزوج عليها زوجها‪ ،‬الن يمكن للزوجة أن تشترط على زوجها عدم الزواج عليها‬
‫وهذا ما نص عليه املشرع الجزائري في نص املادة ‪ 19‬من ق‪ .‬أ ‪.‬ج التي تنص " يجوز للزوجين أن‬
‫‪1‬‬
‫سعاد نذير ‪ ،‬التطليق في قانون األسرة الجزائري ‪ ،‬مذكرة تخرج لنيل شهادة الماستر في القانون ‪ ،‬تخصص عقود و مسؤولية ‪ ،‬جامعة البويرة ‪) )،‬‬
‫‪ ،1013- 2012‬ص ‪28-27‬‬
‫‪2‬‬
‫( التي تنص على ‪ :‬يثبت الزواج بمستخرج من سجل الحالة المدنية ‪ ،‬وفي حالة عدم تسجيله يثبت بحكم قضائي )‬
‫‪3‬‬
‫خيرة قويدري ‪ ،‬حاالت التطليق في قانون األسرة الجزائري في ضوء الفقه اإلسالمي و القضاء ‪ ،‬أطروحة لنيل درجة دكتوراه في القانون ‪ ،‬كلية) )‬
‫الحقوق ‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ ، 2009-2008 ، 1‬ص‪105‬‬
‫‪49‬‬
‫يشترطا في عقد الزواج أو في عقد رسمي الحقا الشروط التي يريانها ضرورية السيما شرط عدم تعدد‬
‫الزوجات وعمل املرأة ما لم تتنافى هذه الشروط مع أحكام هذا القانون"‬
‫يتضح من هذه املادة أنه من الشروط التي صارت معتبرة من الناحية القانونية هو شرط عدم الزواج‬
‫على املرأة‪ ،‬إذا اشترطت الزوجة على زوجها أن ال يتزوج عليها فقبل بهذا الشرط فيجب عليه الوفاء به‪،‬‬
‫وإذا أراد أن يتخلص من هذا الشرط لسبب أو ألخر فما عليه سوى إقناعها بالتنازل عن الشرط‪،1‬‬
‫فحق املرأة في اشتراط عدم التزوج عليها ثابت في الشريعة اإلسالمية‪ ،‬وذهب إلى ذلك املشرع الجزائري‬
‫‪2‬‬
‫في املادة ‪ 19‬من ق‪.‬أ‪.‬ج املذكورة سابقا‪.‬‬
‫جاءت املحكمة العليا في اجتهاداتها القضائية بأحكام موافقة‪ ،‬حيث ورد في إحدى أحكامها‪ ":‬حيث أنه‬
‫من املقرر فقها وقضاءا جواز اشتراط الزوجة في عقد الزواج ما تشاء من الشروط التي لها فيها فائدة‬
‫بشرط أن ال تحلل حراما أو تحرم حالال‪ ،‬وبشرط أن ال تناقض روح العقد"‪ ،3‬وذلك تطبيقا للمبدأ‬
‫القائل بأن‪ ":‬العقد شريعة املتعاقدين"‪ ،‬وتماشيا مع قول الرسول صلى هللا عليه وسلم‪ ":‬املسلمون على‬
‫‪4‬‬
‫شروطهم إال شرطا حرم حالال أو أحل حراما"‬
‫يتضح من هنا أن الزوجة يمكن لها أن تشترط في عقد الزواج أو في عقد رسمي الحقا عدم تعدد‬
‫الزوجات وهذا حسب املادة ‪ 19‬من ق‪.‬أ‪.‬ج ‪ ،‬إذا قبل به الزوج يجب عليه أن ال يخالفه ألن اإلخالل بهذا‬
‫الشرط ينتج عنه أثرا سلبية تلحق ضررا بالزوجة‪ ،‬لذلك يكون من الضروري على الزوج الذي يريد أن‬
‫يعدد في زوجاته أن ال يقبل هذا الشرط‪ ،‬ألن الراغب في تعدد الزوجات البد ان تتوفر فيه الشروط‬
‫الواردة في املادة ‪ 8‬من ق ‪ .‬أ ‪ .‬ج ‪،‬باإلضافة إلى توفر شرط عدم اشتراط الزوجة عدم الزواج عليها‪.‬‬
‫بعدما تطرقنا لشروط تعدد الزوجات الواردة في ‪ 8‬من ق ‪ .‬أ ‪ .‬ج يتضح لنا أن املشرع الجزائري بالرغم‬
‫من أنه أضاف شروطا أخرى غير تلك التي وضعتها الشريعة اإلسالمية إال أن ذلك ال يعتبر تعديا عليها‬
‫او مخالفتها‪ ،‬فهذه اإلضافة تؤدي إلى إزالة فوضى التعدد ومساوئه خاصة منع األزواج من التعسف من‬
‫‪5‬‬
‫استعمال هذا الحق‪ ،‬كما أنها تؤدي إلى مسايرة التطور الحاصل في املجتمع‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬أثار اإلخالل بالضوابط التي أضافها املشرع في قانون األسرة الجزائري‬
‫تعمل القواعد القانونية على تنظيم سلوك الجماعات في املجتمع الواحد‪،‬لذلك البد من اقتران القواعد‬
‫القانونية بالجزاء لإلجبار على إتباعها ملا تحمله من ردع وإثبات للحقوق فهي بذلك تعمل على ضبط‬

‫‪1‬‬
‫( احمد شامي ‪ ،‬قانون األسرة الجزائري طبقا ألحدث التعديالت ‪ ،‬دار الجامعة الجديدة ‪ ،‬مصر ‪ ، 2010 ،‬ص ‪) 130-129‬‬
‫‪2 2‬‬
‫)اليازيد عيسات ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪) 39‬‬
‫‪3‬‬
‫(ق ‪.‬م ‪ .‬ع ‪ ،‬المؤرخ في ‪ 3‬مارس ‪ ، 1971‬غ ‪ .‬ق ‪ .‬خ ‪.‬ن ‪ .‬ق ‪ ، 72‬ع‪ ، 2‬الجزائر ‪ 1971 ،‬ص ‪) 39‬‬
‫‪4‬‬
‫اخرجه الترميذي ‪ ،‬عن كثير بن عبد هللا بن عمرو بن عوف المزني عن أبيه عن جده ‪ ،‬سنن الترميذي ‪ ،‬كتاب اإلحكام ‪ ،‬باب ما ذكر عن الرسول ()‬
‫‪ .‬صلى هللا عليه وسلم في الصلح بين الناس ‪ ،‬ح ر ‪ ، 1357‬حديث حسن صحيح ‪ ،‬دار الفكر ‪ ،‬لبنان ‪ 2005‬ص ‪412‬‬
‫‪5‬‬
‫)(‪ .‬بوعزيز فضيلة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪99-98‬‬
‫‪50‬‬
‫تصرفات األفراد في املجتمع‪ ،‬وفي إطار تعدد الزوجات فقد وضع املشرع الجزائري مجموعة من‬
‫الشروط القانونية لتنظيمه كماجعل جزاء ملخالفة هذه الشروط‪،‬وهذا ما سنتطرق له من خالل دور‬
‫الزواج العرفي في التعدد وكذا التدليس وحق التطليق والفسخ قبل الدخول وذلك باملقارنة مع بعض‬
‫القوانين الوضعية‬
‫أوال ‪ :‬دور الزواج العرفي في تعدد الزوجات‬
‫رغم أن املادة ‪ 08‬من قانون األسرة الجزائري‪ ،‬قيدت حرية الرجل في الزواج بأكثر من زوجة واحدة‪،‬‬
‫وأوكلت لرئيس املحكمة مهمة الترخيص للزواج الجديد‪ ،‬بعد تأكده من موافقة الزوجتين السابقة‬
‫والالحقة‪ ،‬لكنها فسحت املجال للزواج العرفي‪ ،‬الذي أصبح ظاهرة دخيلة على املجتمع‪ ،‬ومتداولة عبر‬
‫املحاكم ‪ ،‬فكيف يكون رد فعل زوجة اكتشفت وجود ضرة لها‪ ،‬خاصة وأن الجزائريات يرفضن بتاتا‬
‫مسألة الحديث عن التعدد‪. .‬‬
‫فالزواج العرفي هو الزواج يتوفر على جميع أركانه وشروطه الشرعية والقانونية‪ ،‬غير أنه لم يتم‬
‫شهره و تسجيله بسجالت الحالة املدنية بسبب استحالة توفر الشروط املذكورة في املادة ‪ 08‬ال سيما ما‬
‫تعلق منها بالحصول على ترخيص الزوجة األولى و الجديدة ‪ ،‬ما دفع عددا معتبرا من األزواج إلى اعتماد‬
‫الزواج العرفي كحل بديل للتعدد‪ ،‬ومنهم من اختار العيش في الحرام مع امرأة ثانية بعدما حرمته‬
‫‪1‬‬
‫زوجته والقانون من الزواج مرة أخرى‪.‬‬
‫فكان انتشار ظاهرة الزواج العرفي النتيجة لتقييد تعدد الزوجات بحيث ألزم أئمة املساجد بتوصيات‬
‫من السلطات بعدم عقد زواج شرعي أو قراءة الفاتحة للتعبير عن إتمام الزواج إال في حالة وجود عقد‬
‫الزواج مدني موثق‪ ،‬ونتج عن ذلك عدم االعتراف بنسب األبناء من طرف اآلباء‪ ،‬وكذلك تهرب األزواج‬
‫من تحمل‬
‫النفقة بعد الطالق وقد برر وزير الشؤون الدينية هذا القرار أي العقد املدني قبل العقد الشرعي‬
‫بجملة املشاكل التي تنتج عن العقد الشرعي املسجل في مصالح البلدية منها عدم االعتراف بنسب‬
‫‪2‬‬
‫األوالد‪.‬‬
‫فحسب إحصائيات وزارة شؤون الدينية أن أئمة املساجد يعقدون السنويا ‪ 2.3‬مليون عقد شرعي‪،‬‬
‫بينما تستمر املحاكم في استقبال شكاوى الزوجات ضحايا الزواج العرفي ممن يطلبن إثبات نسب‬
‫أوالدهن‪ ،‬ويرى املعارضون منهم "شمس الدين "رئيس جمعية خيرية أن تقديم عقد املدني عن العقد‬
‫الشرعي هو اعتداء على الدور االجتماعي لألمام‬
‫‪1‬‬
‫)(‪ .‬مقران طارق عزيز‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪62- 61‬‬
‫‪2‬‬
‫) رمضان بالعمري ‪ ،‬القيود على تعدد الزوجات يفتح شهية الجزائريين للزواج العرفي ‪،‬جريدة العربية ‪ 5 ،‬أوت ‪ ،2007‬الجزائرالموقع االلكتروني )‬
‫‪WWW.alarabiya.net/aeticles/2007/08/05/87513.html‬‬
‫‪51‬‬
‫ويرى الشيخ "عبد الرحمن الشيبان " رئيس جمعية العلماء املسلمين الجزائريين‪ ":‬إن العقد الشرعي‬
‫الذي‬
‫‪.‬‬

‫‪.‬يحترم شروط النكاح سابق للعقد املدني وأن تسجيل العقد املدني ضامن لحقوق املرأة واألبناء ويأتي‬
‫‪1‬‬
‫كدعم للعقد الشرعي"‬
‫ثانيا ‪ :‬التدليس وحق التطليق‬
‫نصت املادة ‪ 08‬مكرر على ما يلي" في حالة التدليس يجوز لكل زوجة رفع دعوى قضائية ضد الزوج‬
‫للمطالبة بالتطليق"‬
‫يفهم من نص املادة ‪ 08‬مكرر من قانون األسرة الجزائري أنه في حالة الغش املرتكب من قبل الزوج‪،‬‬
‫يحق لكل واحدة من الزوجتين رفع دعوى قضائية ضد الزوج للمطالبة بالتطليق‪ ،‬كأن يلجأ الزوج إلى‬
‫استعمال طرق احتيالية من شأنها أن تخدع املدلس عليه وتدفعه إلى قبول أمر ما‪ ،‬ولوال هذه الحيل ملا‬
‫قبل ذلك األمر أو التعاقد كاستخدام وثائق أو بيانات مزورة‪ ،‬كما أن الكذب قد يعد تدليسا إذا لم يكن‬
‫‪2‬‬
‫بوسع الشخص اكتشافه‬
‫هذا النص القانوني يهدف إلى حماية كل زوجة من املناورات التي قد تصدر عن الزوج ومن تعسفه‪.‬‬
‫كذلك نجد املشرع الجزائري منح حق طلب التطليق للزوجة في نص املادة ‪ 53‬في الفقرة ‪ 06‬من قانون‬
‫األسرة الجزائري عن جواز طلب التطبيق عن الضرر الناتج عن تعدد الزوجات‪ ،‬حيث تنص على جواز‬
‫التطليق لكل ضرر معتبر شرعا وال سيما إذا نجم عن مخالفة األحكام الواردة في املادة ‪ 08‬من قانون‬
‫األسرة الجزائري‪.‬‬
‫فمن خالل نص املادة ‪ 53‬في الفقرة السادسة‪ ،‬فاملشرع جعل حالة تعدد الزوجات سببا من أسباب‬
‫التفريق أو التطبيق‪ ،‬وذلك بوجوب إخبار الزوجة السابقة بعزمه على الزواج من الثانية عندما يرغب‬
‫في تعدد الزوجات‪ ،‬وإخبار الزوجة الثانية بأنه متزوج بغيرها‪ ،‬وموافقتهما على ذلك‪ ،‬وإن لم يفعل‬
‫فيعتبر أنه غشهما أو غش إحداهما‪ ،‬ولم ترضى به زوجا لغيرها‪ ،‬فان من حقها أن ترفع دعوى أمام‬
‫‪3‬‬
‫القضاء‪ ،‬وتطلب الحكم لها بالتطليق او التفريق ردا ان الزوج لم يخبرها بذلك قبل العقد‪.‬‬
‫غير أن نص املادة ‪ 08‬مكرر من قانون األسرة الجزائري لم ينص على حق طالبة التطبيق في التعويض‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫) ‪.‬رمضان بالعمري‪ ،‬المرجع نفسه )‬
‫‪2‬‬
‫( (علي علي سليمان ‪،‬النظرية العامة لاللتزام‪ ،‬ديوان املطبوعات الجامعية ‪،‬الجزائر ‪ ،1998 ،‬ص‪61-60.‬‬
‫‪3‬‬
‫( (‪ .‬عبد العزيز سعد‪ ،‬الزواج و الطالق في قانون األسرة الجزائري ‪ ،‬الرجع السابق ‪ ،‬ص‪274.‬‬
‫‪52‬‬
‫أن سكوت املشرع عن حق طالبة التطليق بسبب التدليس في التعويض يفتح الباب واسعا لتعارض‬
‫االجتهاد القضائي للمحكمة العليا‪ ،‬الذي انقسم إلى اتجاهين فريق يقبل طلب التعويض مع التطليق‬
‫وفريق يرفضه‪.‬‬
‫فمن يقضي بقبول طلب التعويض يرى أحقية الزوجة في طلب التعويض ألنها لم تختار فراق زوجها‬
‫إال متضررة فال يجمع عليها بين ضررين تطليقها وحرمانها من التعويض‪.‬‬
‫والتعويض ليس غرامة مالية كما سماها بعض املعترضين وال عقوبة جزائية للزوج كما ذهب إلى ذلك‬
‫‪1‬‬
‫غير املتخصصين‪ ،‬وإنما هو جبر لضرر الزوجة املعنوي‪.‬‬
‫فبقبول طلب التعويض يكون على حق وفقا لقواعد املسؤولية التقصيرية طاملا أن طلب الزوجة‬
‫للتطليق مؤسس على ضرر شرعي وقانوني منصوص عليه في قانون األسرة‪ ،‬وليست طالبة فراق بدون‬
‫سبب شرعي كاملختلعة ‪ ،‬وعليه ال يجمع عليها بين ضررين تطليقها و حرمانها من التعويض‪.‬‬
‫واالتجاه الثاني يرى أن طالبة التطليق ال تستحق التعويض طاملا اختارت فراق زوجها فيكفيها الحكم‬
‫لها بالتطليق‪ ،‬وبالتالي فيرفض طلب التعويض لعدم التأسيس‪ ،‬وهو يكون على حق كذلك لعدم ورود‬
‫نص القانون املقرر القتران طلب التطليق مع التعويض‪.2‬‬
‫فكان على املشرع حسما للخالف أن يضع نصا صريحا نافيا للجهالة والغموض‪ ،‬ألن سكوت املشرع عن‬
‫حق طالبة التطليق في التعويض سيفتح الباب واسعا لتعارض االجتهاد القضائي من جديد في قبول‬
‫طلبي التعويض مع التطليق أو رفضه؟‬
‫فاملشرع الجزائري في املادة ‪ 08‬مكرر من قانون األسرة ابتعد عن الشريعة اإلسالمية ألن املرأة تتميز‬
‫بالغيرة الكبيرة وإعطائها هذه الفرصة في الحصول على التطليق في حالة الزواج عليها فإنه سيؤدي إلى‬
‫هدم أسرة بكاملها بكل سهولة‪ ،‬فال يجب مواجهة خطا بخطأ‪.‬‬
‫كما نجد أن املشرع املغربي كذلك منح حق طلب التطليق مع التعويض في حالة رفض تعدد زوجها‬
‫للزواج‪ ،‬وذلك فيما جاء في نص املادة ‪ 45‬من مدونة األسرة املغربية بقولها‪:‬‬
‫" إذا ثبت للمحكمة من خالل املناقشات تعذر استمرار العالقة الزوجية‪ ،‬وأصرت الزوجة املراد التزوج‬
‫عليها على املطالبة بالتطليق‪ ،‬حددت املحكمة مبلغا الستيفاء كافة حقوق الزوجة وأوالدهما امللزم‬
‫الزوج باإلنفاق عليهم‪.‬‬
‫‪ -‬يجب على الزوج إيداع املبلغ املحدد داخل أجل ال يتعدى سبعة أيام‬

‫‪1‬‬
‫بن داود عبد القادر ‪،‬الوجيز في شرح قانون األسرة الجديد‪،‬دار الهالل للخدمات اإلعالمية موسوعة الفكر القانوني‪ ،‬الجزائر‪ ،‬اإليداع )‪(1‬‬
‫‪.‬القانوني ‪ ،‬رقم ‪ ، 2004 ،177‬ص‪80.‬‬
‫‪2‬‬
‫( (‪.‬املرجع نفسه ‪ ،‬ص‪81-80.‬‬
‫‪53‬‬
‫تصدر املحكمة بمجرد اإليداع حكما بالتطليق ويكون هذا الحكم غير قابل ألي طعن في جزئه القاضي‬
‫بإنهاء العالقة الزوجية‪.‬‬
‫‪ -‬يعتبر عدم إيداع املبلغ املذكور داخل األجل املحدد تراجعا عن طلب اإلذن بالتعدد‪.‬‬
‫فإذا تمسك الزوج بطلب اإلذن بالتعدد‪ ،‬ولم توافق الزوجة املراد التزوج عليها‪ ،‬ولم تطلب التطليق‬
‫‪1‬‬
‫طبقت املحكمة تلقائيا مسطرة الشقاق املنصوص عليها في ‪ 94‬إلى ‪ 97‬بعده‪".‬‬
‫وعليه فاملشرع املغربي منح في حالة طلب الزوجة التطليق بإعطائها التعويض عن كافة حقوق الزوجة‬
‫وأوالدها‪ ،‬وعلى الزوج إيداع املبلغ خالل سبعة أيام من صدور الحكم‪ ،‬وأنه بمجرد دفع التعويض‬
‫تصدر املحكمة حكما بالتطليق وهو غير قابل للطعن في إنهاء العالقة الزوجية‪ ،‬وفي حالة عدم قيام‬
‫الزوج ان يدفع مبلغ التعويض في اآلجال املحدد يعتبر كتنازل عن طلبه باإلذن بالتعدد‪.‬‬
‫أما إذا لم تطلب الزوجة تطليق ولم توافق على تزوج زوجها عليها وتمسك هذا األخير بطلب اإلذن‬
‫بالتعدد فتطبق املحكمة مسطرة الشقاق تلقائيا بين الزوجين‪.‬‬
‫‪ -‬كما أن قيام الزوج بسوء نية بتقديم عنوان أو اسم زوجته غير صحيح واملؤدى إلى عدم توصل‬
‫الزوجة باستدعاء املحكمة للنظر في طلب الزوج بالتعدد يعد تدليسا وتطبيق عليه العقوبة املنصوص‬
‫عليها في الفصل ‪ 361‬من القانون الجنائي بطلب من الزوجة املتضررة‪ ((:‬الحبس من ثالثة أشهر إلى ثالث‬
‫‪2‬‬
‫سنوات وغرامة من ‪ 120‬درهم إلى ‪ 300‬درهم))‬
‫وهذا ما نصت عليه املادة ‪ 43‬في الفقرة األخيرة من مدونة األسرة املغربية‬
‫‪ -‬أما التشريع العراقي فنص على أن كل من أبرم عقدا بالزواج بأكثر من واحدة خالفا للشروط‬
‫املنصوص عليها في الفقرات ‪ 4‬و ‪ 5‬من املادة الثالثة من قانون األحوال الشخصية العراقي رقم ‪188‬‬
‫لسنة ‪ 1959‬الحكم بعقوبة الحبس مدة ال تزيد عن سنة أو بغرامة مالية بما ال يزيد على ‪ 100‬دينار أو‬
‫بهما معا‪.‬‬
‫‪ -‬كما أن حق التطليق منح أيضا للزوجة في قانون األحوال الشخصية السوري في نص املادة ‪ 17‬فقرة‬
‫‪ 04‬بنصها ‪ " :‬للزوجة التي تضررت بالزواج الجديد أو السابق ضررا يتعذر معه استمرار الحياة‬
‫‪3‬‬
‫الزوجية‪ ،‬طلب التفريق للشقاق وفق املادة ‪ 112‬من هذا القانون وما بعدها‪".‬‬
‫وبالتالي فاملشرع السوري منح لكلتا الزوجتين السابقة والالحقة حق طلب التطليق للضرر وذلك سواء‬
‫قبل الزواج أو بعد تمام الزواج‪ ،‬فترفع طلب التفريق للشقاق إلى املحكمة حسب النص املادة ‪ 112‬وما‬
‫بعدها من قانون األحوال الشخصية السوري ‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫( (‪.‬املادة ‪ ، 45‬مدونة األسرة املغربية ‪ ،‬رقم ‪ 26 ،03/70‬جويلية ‪2010‬‬
‫‪2‬‬
‫( (الفصل ‪ 361‬الفقرة ‪ ،01‬من القانون الجنائي املغربي ‪ ،‬الصادر بالظهير ‪،‬رقم‪ ، 413-59-1‬املؤرخ ‪ 26‬نوفمبر ‪1962‬‬
‫‪3‬‬
‫( ( املادة ‪ 17‬الفقرة ‪ ، 04‬قانون األحوال الشخصية السورية‬
‫‪54‬‬
‫ثالثا ‪ :‬فسخ الزواج قبل الدخول‬
‫تنص املادة ‪ 08‬مكرر ‪ 01‬من قانون األسرة الجزائري‪" :‬يفسخ الزواج الجديد قبل الدخول‪ ،‬إذا لم‬
‫يستصدر الزوج ترخيصا من القاضي وفقا للشروط املنصوص عليها في املادة ‪ 08‬أعاله"‬
‫يفهم من هذه املادة أن الزواج الجديد يفسخ قبل الدخول إذا لم يستصدر الزوج ترخيصا من القاضي‬
‫بناء على طلب كل ذي مصلحة بين الزوجتين او الزوجات‪،‬وفي هذه الحالة ال يترتب على هذا العقد أي‬
‫أثر من آثار الزواج الصحيح‪،‬فال تعتد املرأة وال تجب لها النفقة وال صداق لها ويعتبر العقد غير موجود‬
‫‪1‬‬
‫حكما‬
‫إن املشرع لم يقرر الفسخ بعد الدخول لحماية األسرة بصفة عامة واألطفال الذين يولدون عن هذا‬
‫الزواج بصفة خاصة‪ ،‬حيث انه إذا تم الدخول بالزوجة الجديدة ولم يستصدر الزوج ترخيصا بهذا‬
‫الزواج‪ ،‬هنا يعد الزواج صحيحا ولكن يعد سلوك الزوج هنا خطأ تقصيري موجب للتعويض‪ ،‬ومبررا‬
‫موجبا لطلب الزوجة التطليق من القاضي‪ ،2‬كأثر من آثار اإلخالل بأحكام املادة الثامنة املعدلة‪ ،‬وهذا ما‬
‫نصت عليه املادة ‪ 53‬املعدلة باألمر ‪ 02 /05‬املذكور أعاله وذلك في الفقرة السادسة بقولها‪:‬‬
‫"يجوز للزوجة أن تطلب التطليق لألسباب اآلتية ‪:‬‬
‫‪ -‬مخالفة األحكام الواردة في املادة ‪ 08‬أعاله‪ ....‬فاملشرع الجزائري هنا ابتعد عن الشريعة اإلسالمية‬
‫ألن عدم الحصول على ترخيص بالزواج من قبل القاضي يؤدي الى فسخ الزواج قبل الدخول‬
‫وهو ما لم تذكره الشريعة اإلسالمية السمحاء ‪ ،‬غير اننا نجد ان املشرع السوري منح لكلتا الزوجتين‬
‫السابقة والالحقه حق فسخ الزواج في حالة عدم علمه بأنه متزوج او يريد الزواج من جديد‪ ،‬وذلك‬
‫خالل سنة من علمها بالزواج وهذا ما جاء في نص املادة ‪ 17‬في الفقرة ‪ 03‬بنصها ‪:‬‬
‫" إذا أخل الزوج بالواجب املبين في املادة السابقة‪ ،‬فإن لكل من الزوجتين حق الفسخ لإلخالل‬
‫‪3‬‬
‫بالشرط‪ ،‬وللتغرير خالل سنة من العلم بالزواج‬
‫املبحث الثاني ‪ :‬تعدد الزوجات في القوانين املقارنة‬
‫لقد كان نظام تعدد الزوجات سائدا منذ األزل وجاء اإلسالم وهذبه وقيده ضمن شروط تتمثل في‬
‫العدل بين الزوجات والنفقة إلى جانب عدم الجمع بين املحارم كما قيده بأربعة نساء و من حق‬
‫الزوجة فسخ العقد إذا خالف الزوج هاته الشروط وقد اختلفت التشريعات الوضعية باألخذ بالتعدد‬

‫‪1‬‬
‫( (‪.‬الغوثي بن ملحة ‪ ،‬قانون األسرة على ضوء الفقه و القضاء ‪ ،‬ط‪ ،1‬ديوان املطبوعات الجامعية ‪ ،‬الجزائر ‪ ،2005 ،‬ص‪75.‬‬
‫‪2‬‬
‫( (‪.‬احمد فراج حسين ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪145.‬‬
‫‪3‬‬
‫( (‪.‬املادة ‪ 17‬فقرة ‪ ، 03‬قانون االحوال الشخصية السورية ‪ ،‬رقم ‪ 76‬في ‪26/09/2010‬‬
‫‪55‬‬
‫فهناك من اخذ به كما جاء في الشريعة اإلسالمية فقط مثل الكويت وقطر واململكة العربية السعودية‬
‫أما بعض‬
‫التشريعات فقد أضافت بعض القيود والشروط القانونية إلى جانب شروط التعدد في الشريعة‬
‫اإلسالمية كما هو الحال في الجزائر ومصر واملغرب أما البعض األخر منها قد منع التعدد منعا باتا مثل‬
‫تركيا وتونس التي تعتبر البلد العربي الوحيد الذي يمنع التعدد وتعاقب الزوج إذا تزوج بامرأة ثانية‬
‫بعقوبة تصل إلى السجن من اجل القضاء على ظاهرة التعدد في املجتمع مثلها مثل الدول األجنبية‬
‫كفرنسا وكندا وأمريكا‬

‫‪56‬‬
‫وهذا ما سنتطرق له من خالل هذا املبحث بأخذ موقف بعض القوانين اتجاه قضية تعدد الزوجات بين‬
‫اإلباحة واملنع واإلباحة بشرط وكذا العقوبات التي يتعرض لها الزوج في حالة التدليس والتحايل‬
‫املطلب األول ‪ :‬التعدد في بعض التشريعات بين اإلباحة واملنع والتقييد‬
‫تعتبر الشريعة اإلسالمية املرجع لبعض الدول التي تبيح التعدد وهناك بعض التشريعات من تبيح‬
‫التعدد بشروط وتشريعات أخرى تمنع التعدد منعا باتا وهذا ما سنتناوله من خالل الفروع الثالثة ‪:‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬القوانين التي تبيح التعدد بدون قيد أو شرط‬
‫‪ -‬احتلت الكويت املرتبة األولى عربيا من حيث تعدد الزوجات فهي من بين الدول التي أخذت بالتعدد‬
‫من الشريعة اإلسالمية فقط دون أي شروط وهذا مانص عليه قانون األحوال الشخصية الكويتي في‬
‫نص‬
‫املادة ‪" :21‬ال يجوز أن يتزوج الرجل بخامسة قبل أن ينحل زواجه بإحدى زوجاته األربع وتنقضي عدتها‬
‫‪"1‬‬
‫‪ -‬األردن مثال وهي من بين الدول التي تأخذ بهذا االتجاه بحيث جاء في قانون األحوال الشخصية‬
‫األردني في املادة ‪ 28‬فقرة ‪" : 6‬الجمع بين أكثر من أربع زوجات أو معتدات من طالق رجعي "‬
‫يعتبر صورة من صور املحرمات املؤقتة وكذا في املادة ‪ 31‬فقرة ‪ 3‬التي اعتبرت تزوج الرجل بإمرأة فوق‬
‫‪2‬‬
‫أربع نسوة من اعتبار عقد الزواج فاسدا "‬
‫‪ -‬وفي لبنان نظم القانون أحكام زواج املسلمين واملسحيين ‪ ،‬فبالنسبة للمسلمين يجوز تعدد الزوجات‬
‫إلى أربع كما هو حكم الشريعة اإلسالمية ‘فقد نصت املادة ‪ " 14‬تزوج الرجل الذي له أربع زوجات‬
‫‪3‬‬
‫منكوحات أو معتدات بإمرأة أخرى ممنوع "‬
‫‪ -‬وتبيح اململكة العربية السعودية بتعدد الزوجات‪ ،‬بشرط العدل واالقتصار على أربع نسوة ‪ .‬اململكة‬
‫العربية السعودية ‪،‬لم تملك قانونا خاصا ملعالجة هذه القضية ‪ ،‬ال يوجد حد أو إجراءات خاصة ينبغي‬
‫أن يؤديها األزواج الذين يرغبون في تعدد الزوجات ‪ .‬يسمح تعدد الزوجات للرجال ولكنه يقتصر على‬
‫أربع زوجات في وقت واحد‪ .‬وبسبب قانون اململكة اللين بشأن تعدد الزوجات‪ ،‬يزداد عدد حاالت تعدد‬
‫‪4‬‬
‫الزوجات ‪،‬وخاصة بين املثقفين ‪ ،‬نتيجة الثروة النفطية‬

‫قانون األحوال الشخصية الكويتي املعدل بالقوانين أرقام ‪ 61‬لسنة ‪ 1996‬و‪ 29‬لسنة ‪ 2004‬و ‪ 66‬لسنة ‪ 2007‬و قانون دعاوى‬
‫‪1‬‬

‫() وزارة العدل ‪ ،‬ط‪ ، 1‬فبراير ‪ ، 2011‬ص‪ .18.‬النسب و تصحيح األسماء‬


‫‪2‬‬
‫( ( قانون األحوال الشخصية األردني ‪ 10/36‬املنشور في الجريدة الرسمية لألردن بالعدد املرقم ‪ 5061‬الصادر بتاريخ ‪17/10/2010‬‬
‫‪3‬‬
‫عبد الناصر توفيق العطار‪ ،‬تعدد الزوجات من النواحي الدينية واالجتماعية والقانونية ‪ ،‬الكتاب ‪ ، 47‬الشركة املصرية للطباعة و ( )‬
‫‪ 1988‬ص ‪.252-250‬سنة‪..,‬التوزيع القاهرة‬
‫‪4‬‬
‫مقارنة قانون األسرة في تونس وأندونسيا والمملكة العربية السعودية حول تعدد )‪Muhammad roy purwanto .tamyiz mukharrom (4‬‬
‫‪ .‬الزوجات ‪ ،‬الجامعة اإلسالمية ‪ ،‬اندونسيا ‪ ،‬ص ‪127‬‬
‫‪56‬‬
‫وذلك أن قانون الزواج في اململكة العربية السعودية ‪،‬ال يزال غير مدون ‪ ،‬ويستند هذا القانون على‬
‫كتب الفقه من املذهب الذي تتبعه ‪ ،‬و في هذه الحالة يقتدي قانون الزواج في اململكة العربية السعودية‬
‫بمذهب الحنبلي كمذهب رسمي للدولة مثل الولي وسن الزواج وتعدد الزوجات والطالق وحضانة‬
‫األطفال وعقد الزواج وامليراث والوقف ‪. 1‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬القوانين التي تبيح التعدد بشروط‬
‫لقد وضعت بعض التشريعات العربية شروط جديدة لم تأتي بها الشريعة اإلسالمية حيث قيدت‬
‫التعدد برخصة من القاضي حتى يقلل التالعب بالتعدد من طرف بعض الرجال مما أدى إلى ظهور‬
‫مشاكل متعددة منها التضييق على الزوجتين األولى والثانية من حيث اإلنفاق إذا لم يكن الزوج قادر ما‬
‫ديا أو تدليل الزوجة الجديدة على حساب الزوجة األولى مما يخلق جو من الكراهية والضغائن بين‬
‫الزوجتين وبين األبناء من بين هاته التشريعات نجد التشريع الجزائري واملغربي والسوري وكذا العرقي‬
‫كحل الجازة التعدد واألخذ بالشريعة اإلسالمية مع الرخصة القضائية‬
‫‪ -‬نظم املشرع املغربي في م‪.‬ا‪.‬م مسألة تعدد الزوجات في الباب الثاني من القسم الثالث من الكتاب األول‬
‫‪،‬وذكرت املادة ‪ 19‬من نفس املدونة موانع الزواج املؤقتة ‪،‬ونصت الفقرة الثانية على ما يلي ‪" :‬الزيادة في‬
‫الزوجات على العدد املسموح به شرعا "و جاءت املادة ‪ 40‬من املدونة كما يلي ‪":‬يمنع التعدد إذا خيف‬
‫عدم العدل بين الزوجات‪،‬كما يمنع في حالة شرط من الزوجة بعدم التزوج عليها "كما نصت م‪.‬ا‪.‬م على‬
‫شرط القدرة على اإلنفاق في الفقرة الثانية من املادة ‪ 41‬مايلي‪":‬ال تأذن املحكمة بالتعدد إذا لم تكن‬
‫لطالبه املوارد الكافية إلعالة األسرتين‪ ،‬وضمان جميع الحقوق من نفقة وإسكان ومساواة في جميع‬
‫‪2‬‬
‫أوجه الحياة "‬
‫كما نصت الفقرة الثانية من املادة ‪42‬على ما يلي ‪":‬يجب أن يتضمن الطلب بيان األسباب املوضوعية‬
‫االستثنائية املبررة له وان يكون مرفقا بإقرار عن وضعيته املادية ‪"...‬‬
‫وما نستنتجه أن املشرع املغربي وضع مسألة التعدد بين يدي القضاة‪،‬والثغرة التي وضعها املشرع‬
‫املغربي في نص املادة ‪ 41‬ال تأذن املحكمة بالتعدد حيث جاءت مطلقة‪،‬كما انه ليس في املدونة ما يجبر‬
‫القاضي على التعليل على قراراته بمنع التعدد على عكس القرارات املنظمة لإلذن بالتعدد والتي من‬
‫املفروض أن تكون معللة إال أنها ال تقبل الطعن‪،‬و للمحكمة أن تأذن بالتعدد إذا أثبت لها مبرره‬
‫املوضوعي وتوفرت‬
‫‪1‬‬
‫وقد شجعت الحكومة السعودية على تعدد الزوجات كجزء من العودة إلى برنامج القسم اإلسالمية ‪،‬و في عام ‪ 2001‬اصدر املفتي‬
‫( ) األكبر لفتوى أو الرأي الذي يدعو فيه املرأة السعودية لقبول تعدد الزوجات كجزء من اإلسالم ‪،‬ويشير إلى أن تعدد الزوجات أمر‬
‫ضرو ري‬ ‫ملحاربة نمو وباء العنوسة انظر ‪norman anderson .law reform in the. 63‬‬
‫‪2‬‬
‫املواد ‪ 19،40،41‬من القانون رقم ‪ ، 03-70‬بمثابة مدونة األسرة الصادر في ‪ 12‬من ذو الحجة ‪ 1424‬املوافق ل ‪ 3‬فبراير‪ ،2004‬ج ر )‬
‫) الخميس ‪ 5‬فبراير ‪ ، 2004‬ظهير شريف رقم ‪ 50184 04-22‬الصادرة يوم رقم‬
‫‪57‬‬
‫شروطه الشرعية مع تقييده بشروط لفائدة املتزوج عليها و أطفالها و أال يكون هناك الشرط املانع‬
‫‪1‬‬
‫للتعدد‬
‫أما بالنسبة للتشريع املصري فمن خالل املادة ‪11‬مكرر من القانون رقم ‪100‬سنة ‪ 1985‬والتي كان نصها‬
‫كاألتي ‪":‬على الزوج أن يقر في وثيقة الزواج حالته االجتماعية ‪،‬فإذا كان متزوجا فعليه أن يبين في‬
‫اإلقرار اسم الزوجة أو الزوجات الالئي في عصمته ومحل إقامتهن ‪،‬وعلى املوثق إخطارهن بالزواج‬
‫‪2‬‬
‫الجديد بكتاب مقرون بعلم الوصول ‪"...‬‬
‫ومن خالل هذه املادة نالحظ إن املشرع املصري لم يشترط وجود مبرر شرعي وإنما قيد هذه املسالة‬
‫بإعالم الزوجة السابقة واملرأة الالحقة فقط ‪.‬‬
‫فاملشرع املصري قيد بدوره مسالة تعدد الزوجات بشرط إخطار الزوجتين ‪،‬وزيادة على ذلك أقر‬
‫‪3‬‬
‫بعقوبة على الزوج إذا تحايل على املوثق في حالة عدم قيامه باإلخطار‬
‫ما يكمن استخالصه هو إن املشرع املصري قيد بدوره التعدد بشرط إخطار الزوجتين ‪،‬وزيادة على‬
‫ذلك اقر بعقوبة على الزوج إذا تحايل على املوثق ‪،‬وبعقوبة في حالة عدم قيامه باإلخطار ‪،‬وهذا خالفا‬
‫للمشرع الجزائري الذي لم يضع أي عقوبة ‪،‬أما املشرع املغربي فأشار إلى عقوبة الزوج الذي يعرقل‬
‫‪4‬‬
‫وصول االستدعاء‬
‫‪5‬‬
‫أما املشرع السوري فإنه قيد التعدد بالقدرة على اإلنفاق لجواز التعدد‬
‫فاملشرع السوري ذكر تعدد الزوجات في الفصل السادس باملواد من ‪ 71‬إلى ‪ 75‬من مشروع قانون‬
‫األحوال الشخصية السورية بموجب قرار السيد رئيس املجلس الوزراء رقم ‪ 2437‬بتاريخ ‪ 7‬جوان‬
‫‪ 2007‬وانتهت من وضع املشروع في ‪ 5‬أبريل ‪ 2009‬والذي صدر عن وزارة العدل نسخة جديدة عن‬
‫مشروع قانون األحوال الشخصية الجديدة والتي أثارت ضجة كبيرة ملا تضمنته من تكريس الطائفية‬
‫والتمييز والعنف ضد النساء واألطفال والذي اضطر بالحكومة السورية لتراجع وإعالن رفض النسخة‬
‫األولى وصدور نسخه معدله في نوفمبر ‪ 2009‬والتي جاءت املادة ‪ 17‬بموضوع تعدد الزوجات‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫اعرور عائشة ‪ ،‬تقييد تعدد الزوجات ( دراسة مقارنة )‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة املاستر في الحقوق ‪ ،‬جامعة عبد الرحمن ميرة بجاية ‪ ،‬كلية‬
‫( ) الحقوق و العلوم السياسية‪ ،‬قسم القانون الخاص‪ ،2013-2012 ،‬ص‪33‬‬
‫‪2‬‬
‫( (‪.‬املادة‪ 11‬من القانون رقم ‪ 25‬سنة ‪ 1929‬يتضمن األحوال الشخصية املصرية املعدل بالقانون رقم ‪ 100‬لسنة ‪1985‬‬
‫‪3‬‬
‫) ( عرور عائشة ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪37‬‬
‫‪4‬‬
‫) ‪.‬أعرور عائشة ‪،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص‪) 36‬‬
‫‪5‬‬
‫) (‪.‬عبد الناصر توفيق العطار ‪،‬املرجع السابق ‪،‬ص ‪260-253.‬‬
‫‪58‬‬
‫قيد املشرع العراقي مسالة التعدد وجعل له ضوابط وشروط بحيث قيد التعدد بترخيص من القاضي‬
‫وهذا ما جاءت به املادة ‪ 03‬من قانون األحوال الشخصية العراقي على ‪":‬انه ال يجوز الزواج بأكثر من‬
‫واحدة إال بإذن القاضي ويشترط إلعطاء ‪،‬اإلذن تحقق الشرطين التاليين أي تكون ‪:‬‬
‫أ ‪ -‬للزوج كفاية مالية إلعالة أكثر من زوجة واحدة‪.‬‬
‫ب‪ -‬أن تكون هناك مصلحة مشروعة‬
‫إذا خيف عدم العدل بين الزوجات فال يجوز التعدد ويترك تقدير ذلك للقاضي‬
‫ومن خالل هذا فاملشرع العراقي قيدها بترخيص من القاضي واخذ إذنه بشرط املصلحة والقدرة املالية‬
‫‪1‬‬
‫والخوف من عدم العدل بإعطائه السلطة التقديرية للقاضي‬
‫وما نستنتجه أن املشرع العراقي توافق مع املشرع الجزائري في مسالة العدل واملبرر الشرعي‬
‫يشترط املشرع الليبي ملن أراد التعدد وجود أسباب جدية وهذا ما نصت عليه املادة ‪ 15‬من القانون‬
‫املتعلق بالزواج حيث نصت على انه ‪:‬يجوز للرجل أن يتزوج بامرأة أخرى إذا وجدت أسباب جدية و‬
‫يتوفر أحد الشرطين االثنين‪:‬‬
‫‪ -1‬موافقة الزوجة األولى التي في عصمته أمام املحكمة الجزائية املختصة‬
‫‪2‬‬
‫‪ -2‬صدور حكم باملوافقة من املحكمة الجزائية املختصة في دعوه تختصم فيها الزوجة‬
‫فهنا املشرع الليبي وضع شروط للتعدد هي وجود السبب الجدي وموافقة الزوجة التي في عصمته‬
‫ووجوب صدور حكم باملوافقة‬
‫الفرع الثالث ‪ :‬القوانين التي تمنع التعدد منعا باتا‬
‫من املتفق عليه كأصل عام ومن املسلم به أن املجتمعات الغربية متفقة على تحريم نظام تعدد‬
‫الزوجات‪ ،‬وفي هذا الشأن أصدرت العديد من القوانين املانعة والجزاءات الالزمة عند مخالفة هذه‬
‫القوانين التي تعتبر بمثابة الخطوط الحمراء التي يحرم ويمنع تجاوزها ‪.‬‬
‫تعد تركيا أول الدول اإلسالمية التي ألغت تعدد الزوجات ضمن قوانينها وذلك ضمن التوجه العام‬
‫للسلطة التركية بقيادة أتاتورك‪ ،‬الذي ألغى الخالفة اإلسالمية وما تتضمنه من تقاليد وأعراف وأحكام‬
‫الشريعة اإلسالمية‪ ،‬بهدف عصرنة املجتمع التركي واالرتقاء به نحو املجتمعات املتمدينة في الدول‬
‫الغربية‪ .‬لقد تم إلغاء تعدد الزوجات في تركيا سنة ‪ 1926‬عندما أخذت القانون املدني السويسري و‬
‫استخلصت منه قانونها الخاص ‪ .‬فأصبح في تركيا منذ ذلك الوقت قانون و واحد القانون املدني ينظم‬

‫‪1‬‬
‫اكرم عايب ‪،‬عبد الغني بن عمراوي ‪،‬تعدد الزوجات بين الفقه والقانون ‪،‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة املاستر اكاديمي ‪،‬جامعة محمد ( )‬
‫بوضياف املسيلة كلية الحقوق و العلوم السياسية ‪،‬قسم الحقوق ‪،2017-2016،‬ص‪29‬‬
‫‪2‬‬
‫( (املادة ‪ 15‬من القانون الليبي رقم ‪ 14‬لسنة ‪ 2015‬بشأن األحكام الخاصة بالزواج و الطالق و أثارهم‬
‫‪59‬‬
‫األحوال العينية واألحوال الشخصية على حد سواء كما هو الحال في سويسرا و فرنسا وغيرها من‬
‫الدول األوربية والغربية ‪ ،‬ومن ثم لم تعد من الدول التي لها قانون مدني‪ ،‬وآخر لألحوال الشخصية‬
‫‪1‬‬
‫مستقل عن القانون املدني‬
‫كسائر البلدان العربية اإلسالمية كان الزواج بأكثر من امرأة مباحا في تونس قبل صدور مجلة األحوال‬
‫الشخصية ‪ ،‬وان هذه الظاهرة أصبحت محل نقاش في الثالثينات من القرن املاضي إلى إن صدرت‬
‫األحوال الشخصية سنة ‪ ، 1957‬ففي مجال التعدد بالخصوص كرس املشرع قاعدة املنع املطلق بدل‬
‫الحلول الوسطى "ترخيص القاضي للزوجة األولى اشتراط عدم التزوج من امرأة ثانية " ‪ 2‬وفي هذا‬
‫‪3‬‬
‫الصدد ينص الفصل ‪ 18‬من هذه املجلة صراحة على أن ‪":‬تعدد الزوجات ممنوع "‬
‫وقد تدخل املشرع التونسي إلبعاد كل تحايل على قاعدة منع التعدد مضيفا بالقانون رقم ‪58/70‬‬
‫املؤرخ في ‪ 04‬جويلية ‪ 1958‬بفقرة ثانية إلى الفصل ‪ 18‬من املجلة تقضي بما يلي ‪":‬كل من تزوج وهو في‬
‫حالة الزوجية وقبل فك عصمة الزواج السابق يعاقب بالسجن ملدة عام وبخطية قدرها مائتان‬
‫‪4‬‬
‫وأربعون ألف فرنك أو بإحدى العقوبتين ولو إن الزواج الجديد لم يبرم طبق أحكام القانون "‬
‫نستنتج من ذلك أن املشرع التونسي يمنع التعدد منعا باتا ويعاقب كل من خالف قاعدة املنع هاته ‪،‬مع‬
‫الحكم ببطالن الزواج الثاني ‪،‬وهذا املنع يطبق على املواطن التونسي واألجنبي املقيم بالجمهورية‬
‫التونسية على حد سواء حتى لو كانت قوانينهم لألحوال الشخصية تبيح التعدد في موطنهم األصلي ‪.‬‬
‫فإلبرام زواج األجانب بتونس تقضي املادة ‪ 46/02‬من مجلة القانون الدولي الخاص باإلدالء بشهادة‬
‫رسمية تثبت عزوبة الراغب في الزواج ‪ ،‬وال يمكن لضابط الحالة املدنية وال للموثقين إبرام الزواج إال‬
‫‪5‬‬
‫بعد اإلدالء بهذه الشهادة‬
‫وبهذا الحكم املانع للتعدد بشكل مطلق ال يوجد له نظير في جميع البالد العربية والغريب أننا لم نجد‬
‫استثناءا واحدا إلمكانية الزواج ‪ ،‬ولو في حالة الضرورة القصوى كالعقم واملرض الذي ال تستطيع‬
‫‪6‬‬
‫الزوجة القيام باألعباء الزوجية ذات األهمية بالنسبة للزوج‬
‫وقد حذا املشرع التونسي حذو املشرع الفرنسي وهو ما نصت عليه املادة ‪147‬من القانون املدني‬
‫الفرنسي من انه ال يجوز إبرام عقد زواج ثان قبل انحالل الزواج األول ‪،‬والقت استحسانهم املادة ‪34‬‬
‫من قانون العقوبات الفرنسي التي تنص على إن أي شخص مرتبط بعقد زواج ويبرم عقد زواج أخر‬

‫( (‪ .‬عبد العزيز سعد ‪ ،‬الزواج والطالق في قانون األسرة الجزائري ‪ ،‬ص ‪119 -118‬‬
‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫)(‪.‬محمد الشافعي ‪ ،‬قانون األسرة في دول املغرب العربي ‪ ،‬ط‪،1‬املطبعة والوراقة الوطنية ‪ ،‬مراكش ‪ ، 2009،‬ص‪85.‬‬
‫‪3‬‬
‫( (‪ .‬الفصل ‪ 18‬الفقرة ‪ ، 1‬مجلة األحوال الشخصية التونسية ‪ ،‬أمر ‪ 13‬أوت ‪1956‬‬
‫‪4‬‬
‫)‪ .‬الفصل ‪ 18‬الفقرة ‪،02‬مجلة األحوال الشخصية التونسية ‪ ،‬أمر ‪ 13‬اوت ‪) 1956‬‬
‫‪5‬‬
‫)( ‪.‬محمد الشافعي ‪،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪96.‬‬
‫بن شويخ رشيد ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪) ( 118.‬‬
‫‪6 5‬‬

‫‪60‬‬
‫قبل انحالل عقد الزواج السابق سيعاقب بالحبس من ستة شهور إلى ثالث سنوات ‪ ،‬وبغرامة مالية من‬
‫‪1‬‬
‫‪500‬الى ‪ 20‬ألف فرنك‬
‫على غرار ما ورد في القانون املدني الفرنسي في املادة ‪ 147‬التي منعت أن يعقد الشخص زواجا مع امرأة‬
‫أخرى إال بعد انحالل الزواج القائم مع الزوجة األولى وكذلك نصت املادة ‪ 101‬من القانون السويسري‬
‫على أنه كل من يرغب في الزواج بامرأة ثانية عليه أن يثبت انحالل الزواج األول بالطالق أو الوفاة أو‬
‫بحكم قضائي يقضى ببطالنه‬
‫كما نصت املادة ‪ 1326‬من القانون األملاني على بطالن الزواج الثاني أو الالحق األول أو الزواج الذي‬
‫‪2‬‬
‫يتم بين زوجين يكون أحدهما يعيش مع الغير ضمن عقد زواج صحيح‪.‬‬
‫املطلب الثاني ‪ :‬القيود الواردة على التعدد في بعض التشريعات العربية‬
‫اختلفت الدول العربية باألخذ بنظام التعدد فمنها من أخذت به عمال بالشريعة اإلسالمية ومنها من‬
‫منعت التعدد منعا باتا والبعض األخر قيدته بشروط وهنا سنتطرق إلى القيود التي وضعتها بعض‬
‫التشريعات العربية من خالل الفروع التالية ‪:‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬بالنسبة للتشريع املغربي‪:‬‬
‫بما أن املشرع املغربي ذكر تعدد الزوجات في مدونة األسرة املغربية في املواد من ‪ 40‬إلى ‪ 46‬فمن‬
‫شروطه منع التعدد في حال ما إذا خيف عدم العدل بين الزوجات‪ ،‬ووجود شرط من الزوجة بعدم‬
‫التزوج عليها وذلك حسب املادة ‪ ،40‬أما في حالة عدم وجود شرط يقدم الراغب فيه طلب اإلذن بذلك‬
‫إلى املحكمة‪ ،‬بحيث يجب أن يتضمن الطلب بيان األسباب املوضوعية االستثنائية املبررة له وأن يكون‬
‫‪3‬‬
‫مرفقا عن وضعيته املادية وذلك حسب املواد ‪ 42 ،41‬من مدونة األسرة املغربية ‪.‬‬
‫وذلك باستدعاء الزوجة من قبل املحكمة فإن لم تحضر أو امتنعت عن تسلم االستدعاء توجه إليها‬
‫املحكمة عن طريق عون كتابة الضبط إنذار تشعرها فيه بانها لم تحضر الجلسة املحدد تاريخها في‬
‫‪4‬‬
‫اإلنذار من املادة ‪ 43‬الى ‪ 46‬من مدونة األسرة املغربية‬
‫ومن خالل هذا فاملشرع املغربي اشترط للمعدد العدل من خالل صياغة املادة ‪ 40‬من مدونة األسرة‬
‫املغربية ‪ ":‬إذا خيف عدم العدل"‪ ،5‬واشترط عدم وجود شرط مانع‪ ،‬واشترط إذن من املحكمة‪ ،‬و املبرر‬
‫املوضوعي االستثنائي وإثبات القدرة على النفقة‪ ،‬وإخبار الزوجتين‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫عبد العزيز سعد‪،‬قانون األسرة الجزائري في ثوبه الجديد ‪،‬أحكام الزواج والطالق بعد التعديل ‪ ،‬ص‪)6 ( .84‬‬
‫‪2‬‬
‫)عبد العزيز سعد‪،‬الزواج والطالق في قانون األسرة الجزائري ‪،‬ص‪) 1 119-118‬‬
‫‪3 2‬‬
‫بسمة بشيري‪ ،‬حيزية عبير ذباح ‪ ،‬تعدد الزوجات في التشريع الجزائري والتشريعات العربية‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماستر االكاديمي‪( ) ،‬‬
‫فرع الحقوق ‪ ،‬تخصص احوال شخصية‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية ‪ ، 2018- 2017 ،‬ص ‪14‬‬
‫‪4‬‬
‫ابراهيم عماري‪،‬امينة عبيشات ‪"،‬اشكالية تعدد الزوجات بين اإلباحة و التقييد في تشريعات األسرة املقارنة ‪،‬مجلة الدراسات القانونية‬
‫() والعلوم السياسة ‪،‬الشلف ‪ ،‬ع الرابع ‪ ،‬نوفمبر ‪ ،2017‬ص‪ .155‬كلية الحقوق املقارنة‬
‫‪61‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬بالنسبة للتشريع املصري‬
‫حسب املادة ‪ 11‬مكرر من قانون األحوال الشخصية املصري نصت أنه‪ ":‬على الزوج أن يقرر في وثيقة‬
‫الزواج بحالته االجتماعية فاذا كان متزوجا عليه ان يثبت في اإلقرار اسم الزوجة أو الزوجات الالتي في‬
‫عصمته ومحال إقامتهن وعلى املوثق اخطارهن بالزواج الجديد بكتاب مسجل مقرون بعلم الوصول‬
‫ويجوز للزوجة التي تزوج عليها أن تطلب الطالق منه إذا لحقها ضرر مادي أو معنوي يتعذر معه دوام‬
‫‪1‬‬
‫العشرة بين أمثالها ولم تكن قد إشترطت عليه في العقد أن ال يتزوج عليها…‪"..‬‬
‫ومن خالل هذه املادة يتضح أنها ألزمت الزوج عند عقد زواجه أن يقر في وثيقة الزواج بحالته‬
‫اإلجتماعية يبين ما إذا كان أعزبا لم يسبق له الزواج أو مطلقا أو أرمال إذا كان متزوجا‪ ،‬فعليه أن يبين‬
‫‪2‬‬
‫في إقراره إسم الزوجة أو الزوجات الالتي في عصمته وقت العقد الجديد ومحال إقامتهن‪.‬‬
‫نتواصل هنا أن املشرع املصري اشترط اخبار الزوجتين فقط وما نالحظه أنه لم يشترط وجود املبرر‬
‫الشرعي كما فعل املشرع الجزائري‪.‬‬
‫إن ما يمكن إستخالصه هو أن املشرع املصري قيد بدوره التعدد بشرط إخطار الزوجتين‪ ،‬وزيادة على‬
‫ذلك أقر بعقوبة على الزوج إذا تحايل على املوثق‪ ،‬وبعقوبة على املوثق في حالة عدم قيامه باإلخطار‪،‬‬
‫وهذا خالفا للمشرع الجزائري الذي لم يضع أي عقوبة‪ ،‬أما املشرع املغربي فأشار الى عقوبة الزوج‬
‫‪3‬‬
‫الذي يعرقل وصول اإلستدعاء‪.‬‬
‫الفرع الثالث ‪ :‬بالنسبة لتشريع السوري‬
‫فاملشرع السوري قيد التعدد بالقدرة على اإلنفاق بجواز التعدد بحيث نصت املادة ‪ ": 17‬للقاضي أن‬
‫‪4‬‬
‫يأذن للمتزوج أن يتزوج على إمرأته إال إذا كان لديه مسوغ شرعي و كان الزوج قادرا على نفقتها ‪"....‬‬
‫أما املادة ‪ 37‬تنص على قيد آخر يقيد الرجل بعدم الزواج من الخامسة" ال يجوز أن يتزوج الرجل‬
‫‪5‬‬
‫الخامسة حتى يطلق إحدى زوجاته األربع وتنقضي عدتها……"‬
‫فاملشرع السوري أخذ بما ذهب إليه األستاذ الجليل أبي زهرة في أن العدل الذي جعل العدل شرطا‬
‫دينيا ال يمكن أن يجعل شرطا قانونيا يتوقف عليه السماح بالتعدد أو عدمه وخالفه في شرط القدرة‬

‫‪5‬‬
‫املادة ‪ 40‬من القانون رقم ‪ 03-70‬بمثابة مدونة األسرة ‪ ،‬الصادر في ‪ 12‬ذو الحجة ‪ 1424‬املوافق ل ‪ 3‬فبراير ‪، 2004‬الجريدة الرسمية‬
‫() الصادرة يوم الخميس ‪ 05‬فبراير ‪ ،2004‬ظهير شريف رقم ‪ 0450184-22‬رقم‬
‫‪1‬‬
‫) ( املادة ‪11‬من القانون رقم ‪ 25‬سنة ‪ 1929‬يتضمن األحوال الشخصية املصرية املعدل بالقانون رقم ‪ 100‬لسنة ‪1985‬‬
‫‪2‬‬
‫) ( اعرور عائشة ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص‪35‬‬
‫‪3‬‬
‫) (اعرور عائشة ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص‪36‬‬
‫‪4‬‬
‫) (‪ .‬املادة ‪ 17‬من القانون ‪ 59‬لعام ‪ ، 1953‬املتضمن االحوال الشخصية السوري املعدل بالقانون رقم ‪ 34‬لعام ‪1985‬‬
‫‪5‬‬
‫) (املادة ‪ ، 37‬املرجع نفسه‬
‫‪62‬‬
‫على اإلنفاق إذ يرى املشرع السوري إمكانية تحققه وذلك بالسؤال عن القدرة املالية للزوج ودخله‬
‫‪1‬‬
‫وإيراده ليتخذه قانون األحوال الشخصية السوري موقفا بين الضابطين‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫وتبعا لذلك فان تعدد الزوجات يتوقف على إذن القاضي ويجب ان يتوفر على الشروط التالية‪:‬‬
‫‪ -‬وجود مسوغ أو مبرر شرعي بإعادة الزواج‬
‫‪ -‬أن يكون الزوج قادرا على نفقة الزوجتين‬
‫وما يمكن مالحظته هنا أن املشرع السوري لم يدرج شرط إخبار الزوجة السابقة والالحقة وهنا نرى‬
‫أنه طمس هوية املرأة‬
‫املطلب الثالث ‪ :‬أثار اإلخالل بالقيود الواردة على التعدد في بعض التشريعات العربية‬
‫ذهبت معظم الدول العربية مذهب الشريعة اإلسالمية باألخذ بتعدد الزوجات لكنها سنت قوانين‬
‫لضبطه وتنظيمه زيادة على تلك الضوابط والشروط املوجودة في الشريعة اإلسالمية‪ ،‬حيث وضعت‬
‫قيود للتعدد و تناولت اآلثار املترتبة عن مخالفة هذه القيود وهذا ما سنتناوله في هذا املطلب من خالل‬
‫تبيان موقف بعض التشريعات العربية عند اإلخالل بالقيود الواردة عن تعدد الزوجات ‪.‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬التشريع املغربي‬
‫املشرع املغربي منح في حالة طلب الزوجة التطليق مع التعويض في حالة رفض تعدد زوجها للزواج‪،‬‬
‫وذلك في نص املادة ‪ 45‬من مدونة األسرة العربية ‪ ":‬إذا ثبت للمحكمة من خالل املناقشات تعذر‬
‫إستمرار العالقة الزوجية‪ ،‬وأسرت الزوجة املراد التزوج عليها املطالبة بالتطليق‪ ،‬حددت املحكمة مبلغا‬
‫الستيفاء كافة حقوق الزوجة وأوالدها امللزم الزوج باإلنفاق عليهم‪.‬‬
‫‪ -‬يجب على الزوج إيداع املبلغ املحدد داخل أجل ال يتعدى سبعة أيام ‪.‬‬
‫‪ -‬تصدر املحكمة بمجرد اإليداع حكما بالتطليق ويكون هذا الحكم غير قابل للطعن في جزئه‬
‫القاضي بإنهاء العالقة الزوجية‪.‬‬
‫‪ -‬يعتبر عدم إيداع املبلغ املذكور داخل األجل املحدد التراجع عن طلب اإلذن بالتعدد فإذا تمسك‬
‫الزوج بطلب اإلذن بالتعدد‪ ،‬ولم توافق الزوجة املراد التزوج عليها‪ ،‬ولم تطلب التطليق طبقت‬
‫‪3‬‬
‫املحكمة تلقائيا مسطرة الشقاق املنصوص عليها في املواد ‪ 94‬إلى ‪ 97‬بعده"‬
‫وعليه فاملشرع املغربي منح في حالة طلب الزوجة التطليق بإعطائها التعويض‪ ،‬عن كافة حقوق‬
‫الزوجة وأوالدها وأعطى لها مهلة محددة وهي سبعة أيام من صدور الحكم‪ ،‬وعند عدم دفع‬

‫‪1‬‬
‫) (اعرور عائشة ‪ ،‬املرجع السابق ‪،‬ص ‪19‬‬
‫‪2‬‬
‫) ( الحسين ين شيخ اث ملويا ‪ ،‬املنتقي في قضاء االحوال الشخصية ‪ ،‬ج األول ‪ ،‬ط الثالثة ‪ ،‬دار هومة ‪ ، 2011 ،‬ص‪404‬‬
‫‪3‬‬
‫( (القانون رقم ‪ 03-70‬مدونة األسرة املغربية ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص‪40‬‬
‫‪63‬‬
‫‪1‬‬
‫مبلغ التعويض يعتبر الزوج هنا متنازل عن طلبه باإلذن بالزواج‬
‫كما أن القيام بسوء نية تقديم البيانات املتعلقة بعنوان الزوجة املراد التزوج عليها وهذه العقوبة‬
‫املنصوص عليها في الفصل ‪ 361‬من القانون الجنائي املغربي‪ ،‬املتمثل في الحبس من ‪ 3‬أشهر إلى ‪3‬‬
‫سنوات وغرامة مالية من ‪ 120‬إلى ‪ 300‬درهم‪ ،‬وهذه العقوبة ال تطبق إال إذا تمسكت بها الزوجة فهي‬
‫‪2‬‬
‫الوحيدة املخول لها هذا الحق‬
‫وهذا ما نصت عليه املادة ‪ 43‬في الفقرة األخيرة من مدونة األسرة‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬التشريع السوري‬
‫يمنح القانون األحوال الشخصية السوري حقا للزوجة في طلب التطليق بناء على نص املادة رقم ‪": 74‬‬
‫للزوجة التي تضررت بالزواج الجديد و السابق ضررا يتعذر معه إستمرار الحياة الزوجية‪ ،‬طلب‬
‫التفريق للشقاق وفق املادة ‪ 210‬من هذا القانون وما بعدها"‬
‫وبالتالي فاملشرع السوري أعطى لكلتا الزوجتين سواء السابقة أو الالحقة حق طلب التطليق وذلك‬
‫سواء قبل الزواج أو بعد تمام الزواج على عكس التشريع الجزائري الذي لم يتكلم على هذه املسألة‬
‫بعد إتمام الزواج وكما نجد أيضا انه منح لكلتا الزوجتين السابقة والالحقة حق فسخ الزواج في حالة‬
‫عدم علمهما انه متزوج أو يريد الزواج من جديد‪ 3،‬وذلك خالل سنة من علمها من الزواج وهذا ما جاء‬
‫في نص املادة ‪ 17‬في الفقرة ‪ 3‬بنصها ‪ ":‬إذا أخلى الزوج بالواجب املبين في املادة السابقة فإن لكلى من‬
‫‪4‬‬
‫الزوجتين حق الفسخ لإلخالل بالشرط والتقرير خالل سنة من العلم بزواج‬
‫من هنا نستنتج أن املشرع السوري منح للزوجة في حالة التدليس والغش أن تطلب التطليق نتيجة‬
‫الضرر الذي لحقها بفسخ الزواج‬
‫الفرع الثالث‪ :‬التشريع املصري‬
‫وضع املشرع املصري عقوبة على الزوج الذي يدلي للموثق بيانات غير صحيحة عن الحالة االجتماعية‬
‫أو محال إقامة زوجاته ومطلقاته وذلك بنص املادة ‪ 23‬مكرر الحبس مدة ال تتجاوز ‪ 6‬أشهر وبغرامة ال‬
‫‪5‬‬
‫تتجاوز ‪ 200‬جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين على خالف ما هو مقرر في املادة ‪ 11‬مكرر‬
‫ومن خالل املادة ‪ 11‬مكرر‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫( ( اكرم عايب ‪ ،‬عبد الغني بن عمراوي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪40‬‬
‫‪2‬‬
‫( (اعرور عائشة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪42‬‬
‫‪3‬‬
‫( (مقران طارق عزيز ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪67‬‬
‫‪4‬‬
‫( ( املادة ‪ 17 ،‬قانون االحوال الشخصية السوري ‪ ،‬مرجع سابق‬
‫‪5‬‬
‫( (اعرور عائشة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪44-43‬‬
‫‪64‬‬
‫‪ -‬الزوجة األولى والزوجة الثانية من أخفى عنها حقيقة انه متزوج بغيرها الحق في الطلب التطليق‬
‫للزواج بأخرى‬
‫‪ -‬أن يكون الزوج تزوج فعال أي يكون عقد زواجه صحيحا على زوجة أخرى‪ ،‬ويكفي مجرد العقد‬
‫ال يشترط فيه الدخول والخلوة‪.‬‬
‫‪ -‬أن يلحق بالزوجة ضررا ماديا أو معنويا‬
‫عند تحليل هذه املادة نقول أن من وقع عليها الضرر بسبب التدليس املطالبة بالتطليق ألن هذا‬
‫التدليس ال يقع إال من الزوج الذي يقدم على الزواج مرة ثانية على زوجة في عصمته‪ ،‬أو الزوجة‬
‫‪1‬‬
‫الالحقة أو من يريد الزواج بها‬
‫كما للزوجة حق الطلب التطبيق عند تجدد طلب الزواج حيث أجازت املادة ‪ 11‬مكرر للزوجة أن تلجأ‬
‫للقاضي طالبة التطليق على زوجها كما استعمل حقه أن يتزوج عليها بزوجة جديدة أي املقصود هنا أن‬
‫لها أن تكرر طلب التطليق في كل مرة يتزوج عليها زوجها ‪ ،‬وطلب التطليق للزواج بأخرى يتكرر‬
‫بشروطه‬
‫وهي أن تستعمله الزوجة في خالل سنة من تاريخ علمها بالزواج الجديد ‪ ،‬وأن ال تكون راضية صراحة‬
‫‪2‬‬
‫وال ضمنا ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫( (احمد نصر الجندي ‪ ،‬شرح قانون األسرة الجزائري ‪ ،‬دار الكتب القانونية مصر ‪ ، 2009‬ص ‪41‬‬
‫‪2‬‬
‫( ( ‪ .‬أحمد نصر جندي ‪ ،‬موسوعة االحوال الشخصية (الزواج‪ ،‬الطالق ‪ ،‬التفريق بين الزوجين ) ‪ ،‬ج األول ‪ ،‬دار الكتب القانونية ‪ ،2006 ،‬ص‪421‬‬
‫‪65‬‬
‫ملخص الفصل الثاني‬
‫وكخالصة للفصل الثاني والذي كان تحت عنوان ‪ :‬تعدد الزوجات في القانون الجزائري والقوانين‬
‫املقارنة حاولنا اإلشارة إلى التعدد في قانون األسرة الجزائري ونوهنا إلى شروط التعدد املتمثلة في‬
‫العدل وإخبار الزوجتين السابقة والالحقة وكذا الرخصة القضائية من املحكمة التي ينتمي إليها مقر‬
‫سكن الزوجية وهي شروط وضعها املشرع الجزائري إضافة إلى الشروط املذكورة في الشريعة‬
‫اإلسالمية ‪ ،‬كما تطرقنا إلى التعدد في مرحلة ماقبل صدور القانون الخاص باألسرة ‪ ،‬مع اإلشارة إلى‬
‫تقنين األسرة من قبل االحتالل الفرنسي والذي عمل على طمس الهوية الجزائرية اإلسالمية من خالل‬
‫توقيف العمل بالشريعة اإلسالمية واحلت محلها ‪......‬في جميع املجاالت ومنها نظام األسرة ‪.‬‬
‫وقد اعتمد قانون األسرة ‪ 84/11‬على الشريعة اإلسالمية وفي ‪ 19‬جوان تمت املصادقة على قانون‬
‫األحوال الشخصية الذي غلب فيه املذهب املالكي على باقي املذاهب ومن خالل املادة ‪ 08‬منه تبين تميزه‬
‫‪ -‬االبقاء على التعدد كما جاء في الشريعة اإلسالمية اليزيد املعدد عن أربع زوجات فقط‬
‫‪ -‬تقييد مسالة التعدد بوجود املبرر الشرعي كمرض الزوجة أو عقمها وتوفر نية العدل واخبار‬
‫الزوجتين السابقة والالحقة دون الحاجة إلى موافقتهما‬
‫‪ -‬عدم وجود جزاء ملخالفة الشروط املقيدة للتعدد وقد تعرض القانون ‪ 84/11‬للكثير من االنتقادات ‪،‬‬
‫وقد جاء القانون ‪ 05/02‬لتعديل وتغطية النقائص التي شهدها القانون ‪ 84/11‬حيث قيد التعدد باملبرر‬
‫الشرعي واخبار الزوجتين السابقة والالحقة للموافقة عن التعدد من عدمه وليس لالعالم فقط ‪ ،‬كما‬
‫جعل السلطة التقديرية للقاضي لقبول التعدد اورفضه حسب مايراه من خالل موافقة الزوجتين‬
‫وتقدير الحالة املادية للزوج وقدرته على التعد ‪.‬‬
‫وتناولنا في املبحث الثاني تعدد الزوجات في القوانين املقارنة وقد اختلفت هاته االخيرة‬
‫باالخذ بالتعدد من عدمه أو األخذ به مع تقيده بشروط كما هو الحال في التشريع الجزائري حالها حال‬
‫التشريع املغربي واملصري وكذا السوري إما بالنسبة لتونس فتعتبر البلد العربي الوحيد الذي منع‬
‫التعدد منعا باتا واضعا عقوبة قد تصل للسجن ملن يخالف هذا القانون ‪ ،‬في حين نجد بعض الدول‬
‫العربية أخذت بالتعدد دون قيد أو شرط عمال باحكام الشريعة اإلسالمية كالكويت والتي تعتبر أول‬
‫بلد عربي من حيث التعدد تليها قطر واالمارات‬
‫كما وضعت بعض التشريعات العربية قيود على التعدد مثل املشرع املغربي واملصري والسوري تطرقنا‬
‫إليها من خالل املطلب الثاني للمبحث الثاني وجعلنا املطلب االخير الثار القيود الواردة على التعدد في‬
‫هاته التشريعات (املغربي ‪ ،‬املصري‪ ،‬السوري ) وهذا كان ختاما لفصلنا الثاني لتعدد الزوجات في‬
‫القانون الجزائري والقوانين املقارنة ‪.‬‬
‫‪66‬‬
‫الخاتمة‬
‫الخاتمة‬
‫إن قضية التعدد شرعها هللا سبحانه وتعالى واكده كحق للزوج وحدده بضوابط وجب عليه اتباعها‬
‫وبعد استعراضنا ملوضوع البحث و الذي بينا من خالله نظام تعدد الزوجات في الشريعة اإلسالمية‬
‫وقانون األسرة الجزائري وبعض القوانين الوضعية األخرى وأضحنا أن هذا النظام كان معروفا قبل‬
‫االسالم وان االسالم هذبه ووضع لها الضوابط والشروط التي تضمن عدم إساءة استعماله واملتمثلة‬
‫في‬
‫قيد تحريم الزواج بالخامسة‬ ‫‪‬‬

‫العدل الواجب بين الزوجات‬ ‫‪‬‬

‫قدرة الزوج على النفقة‬ ‫‪‬‬

‫ثم جاء املشرع الجزائري على غرار القوانين الوضعية محاوال تنظيم تعدد الزوجات بتلك‬ ‫‪‬‬

‫القيود التي أضافها املشرع على الشريعة اإلسالمية وهي‪:‬‬


‫شرط املبرر الشرعي‬ ‫‪‬‬

‫شرط إعالم الزوجه السابقه والالحقه‬ ‫‪‬‬

‫شرط الحصول على إذن القاضي‬ ‫‪‬‬

‫ونرى أن املشرع قد وفق في اباحته لتعدد وهذا ما أكدته املادة ‪ 8‬ق ‪ .‬أ ‪ .‬ج رغم االنتقادات التي وجهت‬
‫إليها‪ ،‬والتي من خاللها أصدر املشرع منشورين وزاريين األول ‪ 102-24‬واملنشور الوزاري الثاني ‪14 -85‬‬
‫بحيث يحصر املنشور األول املبرر الشرعي في حالة العقم واملرض ويحاول املنشور الثاني توسيع‬
‫مضمون االول بترك السلطة التقديرية للقاضي‪ ،‬اال انه تجدر االشارة ان اصدار املنشورين كان‬
‫لتفسير املادة ‪ 8‬ق ‪ .‬أ ‪ .‬ج لسنة ‪ 1984‬الذي عدل سنة ‪ ،2005‬فهل يظل املنشور ساري املفعول بعد‬
‫التعديل وخاصة أنه صدر ليخاطب املوثق وضابط الحالة املدنية عندما كان التعدد ينعقد امامهما‪ ،‬اما‬
‫عند تغيير الوضع أصبح التعدد ال ينعقد إال أمام القاضي و برخصة مسبقة منه‬
‫فهل يستمر املنشورين في السريان رغم أن شروط ق ‪ .‬أ ‪ .‬ج تغيرت‬
‫‪-‬كما أن املشرع في شرط وجوب إخبار الزوجة السابقه والالحقه لم يبين لنا الكيفية او االجراءات‬
‫الواجب اتباعها اليصال الخبر الى الزوجتين‪ ،‬واستصدار رضاهما وهذا فيه ضرب من ضروب‬
‫االستحالة ما يجرنا الى امكانية التعدد بالزواج العرفي وتثبيته الحقا تهربا من طلب الترخيص القضائي‬
‫إما لعدم توافر شروط التعدد وقيوده الشرعية والقانونية وإما خوفا وجهال من عامة الناس لفائده‬
‫هذا الترخيص الذي فيه ضمان لحقوق جميع األطراف سواء الزوجه السابقه والالحقه وكذا األوالد‬
‫‪67‬‬
‫والزوج تفاديا ملا قد ينجر عن ذلك من مشاكل اجتماعية عديدة‪ ،‬منها وجود اوالد بدون نسب وضياع‬
‫حقوقهم وعليه من االحسن إدراج نص قانوني يحدد غرامة مالية تفرض على من يتحايل على القانون‬
‫باللجوء إلى الزواج العرفي‬
‫‪ -‬الذي يغير حيله منحها املشرع للرجل بطريقه غير مباشره في حين أنه يخول للمرأة من جهة أخرى‬
‫الحق في التطليق والخلع والنتيجة تفكك أسري‬
‫‪ -‬كان على املشرع أن ينص على تحقيق العدل بدل نية العدل ألن النية أمر حقي معنوي ال يمكن كشفه‬
‫وال تحديده وبالتالي جعل االلتجاء الى تفسيرها إلى بعض اآلراء الفقهية وهو العدل املادي املستطاع‬
‫الذي يكون في القدرة على اإلنفاق في املسكن وامللبس واملأكل‬
‫‪ -‬االبقاء على أصل االباحة الشرعية لتعدد الزوجات‬
‫‪ -‬اقامة ندوات ومحاضرات يشرح فيها نظام الزواج والتعدد على غرار الدول األخرى‬
‫واخيرا من يلزم حكم هللا في التعدد عليه ان يلزمه في العدل فكيف نأخذ أباحه هللا في شيء وال ناخذ‬
‫شيء آخر فنشكك الناس في حكم هللا وهللا ولي التوفيق‪.‬‬ ‫إلزامه في‬

‫‪68‬‬
‫املالحق‬
‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬ ‫مجلس القضاء ‪.......‬‬
‫وزارة العدل‬ ‫محكمة ‪..............‬‬
‫مكتب الرئيس‬
‫محضر سماع الزوجة األولى‬
‫‪..............................................................................................................................................‬بتاريخ‬
‫نحن السيد رئيس املحكمة ‪............................/‬رئيس املحكمة‬
‫وبحضور السيد(ة)‪........................................../‬امين الضبط‬
‫‪ ..........................................‬طبقا للطلب املقدم من طرف السيد‪......................................../‬الساكن‬
‫ب ‪....................‬الرامي إلى تعدد الزوجات (الزواج من الثانية )‪ ،‬ثم سماع الزوجة‪..................................‬‬
‫األولى‬
‫‪ .........................../‬السيدة‬
‫‪ ...........................................................................‬املولودة في ‪........................../............./...................:‬ب‬
‫‪ ..............................................................................................‬ابنة ‪.........................................................‬و‬
‫‪ ..................../................../.............‬الحاملة لبطاقة التعريف رقم ‪......................................‬الصادرة بتاريخ‬
‫‪ ............................................‬عن دائرة‬
‫‪ :‬التي صرحت أمامنا بأنها‬
‫تزوجت باملسمى ‪..........................................‬بموجب عقد رسمي مسجل بالحالة املدنية لبلدية‬
‫‪ .................................‬بتاريخ ‪ ................../.............../...........‬تحت رقم‪...............................‬‬
‫‪:‬وانجبت له األوالد االتية أسماؤهم‬
‫‪1......................................‬‬
‫‪2....................................‬‬
‫‪3 .....................................‬‬
‫‪ ......................................‬وأنها على علم برغبة زوجها في الزواج من امرأة ثانية تدعى‬
‫وأنها موافقة على هذا الزواج‬
‫‪ .‬حرر هذا املحضر في اليوم و الشهر و السنة املذكورين اعاله و أمضينا مع املعنية باألمر‬
‫املعنية باألمر‬ ‫امين الضبط‬ ‫الرئيس‬

‫‪69‬‬
‫الجمهورية الجزائرية الديموقراطية الشعبية‬ ‫مجلس القضاء‪.................‬‬
‫وزارة العدل‬ ‫محكمة ‪.............................‬‬
‫مكتب الرئيس‬

‫محضر سماع الزوجة الالحقة (الثانية)‬

‫بتاريخ‪...................................................................................................................................................‬‬

‫نحن السيد‪.........................................................../‬رئيس املحكمة‬

‫بحضور السيد(ة) ‪................................................./‬امين الضبط‬

‫حضرت امامنا االنسة ‪......................................./‬املولودة‬

‫في ‪............/................./...............................................‬‬

‫ب ‪ ،.............................................‬ابنة ‪ .............................................‬و ‪..................................................................‬‬

‫الحاملة لبطاقة التعريف الوطنية رقم ‪ ..................................‬الصادرة‬

‫بتاريخ ‪....../.................../.......................‬‬

‫عن دائرة ‪..........................................................‬‬

‫التي صرحت أمامنا بما يلي ‪:‬حقيقة أن املسمى ‪..............‬طلب يدي ويريد الزواج بي و انني موافقة على‬

‫ذلك‬

‫و أكدت على أنها على علم أنه متزوج باملسماة ‪ ............................‬وله منها ‪ ....................................‬أوالد وهم‪:‬‬

‫‪............................................................................................................................................................................‬‬

‫وأنها موافقة على هذا‪.‬‬

‫حرر هذا املحضر في اليوم و الشهر و السنة املذكورين اعاله و امضيناه مع املعنية باألمر ‪.‬‬

‫‪70‬‬
‫املعنية باألمر‬ ‫أمين الضبط‬ ‫الرئيس‬

‫الجمهورية الجزائرية الديموقراطية الشعبية‬


‫مجلس القضاء ‪.........‬‬
‫محكمة ‪...............‬‬
‫مكتب الرئيس‬
‫ترخيص بالزواج‬
‫( زوجة ثانية )‬

‫بتاريخ‪............................................................................................................................................‬‬
‫نحن السيد ‪........................................................................./‬رئيس املحكمة ‪.‬‬
‫بعد االطالع على العريضة املقدمة من طرف السيد ‪....................................................................:‬‬
‫الساكن ‪.................................................................................................................................................‬‬
‫بعد التحقيق من األسباب الجدية التي دعت إلى طلب الترخيص بالزواج من زوجة ثانية‬
‫بعد املوافقة الصريحة للزوجين السابقة و الالحقة‬
‫بعد اإلطالع على التماسات النيابة ‪.‬‬
‫من قانون األسرة ‪ 8 .‬بعد اإلطالع على املادة‬

‫‪-‬لهذه األسباب‪-‬‬
‫نرخس للسيد ‪................................................................./‬املولود بتاريخ‪....................................................‬‬
‫ب ‪........................................................‬للزواج باملسماة ‪...................................................................................‬‬
‫املولودة بتاريخ ‪.........................../..................../...................‬ب‪...................................‬بنت ‪..................................‬‬
‫و‪...................................................................‬الساكنة ‪....................................................‬كزوجة ثانية‪.‬‬
‫حرر هذا العقد بمكتبنا في اليوم و الشهر و السنة املذكور اعاله‬
‫رئيس املحكمة‬ ‫ختم أمانة الضبط‬

‫‪71‬‬
‫وطابع الدمغة‬
‫التوقيع‬

‫ختم رئيس املحكمة‬

‫الجمهورية الجزائرية الديموقراطية الشعبية‬

‫وزارة العدل‬

‫مجلس القضاء‬

‫محكمة‬

‫مكتب الرئيس‬

‫إبالغ النيابة لتقديم إلتماساتها‬

‫بشأن طلب‪:‬الترخيص بالزواج من زوجة ثانية‬

‫نحن السيد ‪...........................................:‬رئيس املحكمة‬

‫بعد اإلطالع على العريضة املقدمة من طرف السيد ‪...........................................................‬الساكن بحي‬

‫‪.....................‬والية ‪....................‬بعد االطالع على أحكام املادة ‪......................‬من قانون األسرة املعدل و‬
‫املتمم‬

‫حيث أن العارض التمس ‪:‬الترخيص للزواج من زوجة ثانية ‪.‬‬

‫لهذه األسباب‬
‫نحيل عليكم العريضة لتقديم التماساتكم حسب ما يقتضيه القانون ‪.‬‬

‫حرر بمكتبنا في يوم ‪....../............./............‬‬

‫‪72‬‬
‫‪.‬الرئيس ‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫قائمة املصادر‬
‫و املراجع‬
‫املصادرو املراجع‬
‫أوال ‪ :‬القران الكريم برواية ورش‬
‫ثانيا ‪:‬كتب شروح الحديث‬

‫‪ -1‬فتح الباري بشرح صحيح البخاري‪ ،‬لإلمام الحافظ احمد بي علي بن حجر العسقالني ‪ 852-883‬ه‪،‬‬
‫طبعة مزرية بفهرس أبجدي بأسماء كتب صحيح البخاري الجزء السادس ‪ ،‬دار املعرفة ‪ ،‬بيروت لبنان‬
‫‪ ،‬حديث رقم ‪ 2819‬باب ‪56‬‬
‫‪ --2‬اإلمام الحافظ ابي عيسى محمد بن عيسى الترميذي‪ ،‬الجامع الكبير‪،‬ابواب النكاح‪ ،‬املجلد الثاني‪،‬ط‬
‫‪ ،1‬دار الغرب اإلسالمي بيروت‪1996 ،‬‬
‫‪ -3‬األستاذ محمد رشيد رضا‪ ،‬تفسير املنار ‪،‬ط‪، 1‬مصر ‪1325‬ه ‪،‬ج ‪، 4‬‬
‫‪ -4‬صحيح البخاري‪ ،‬كتاب النكاح ‪ ،‬باب ال يتزوج أكثر من أربع ‪،‬‬
‫‪5-‬رواه الترميذي (‪ )3/435‬وأبن ماجة (‪ )1/628‬وصححه الشيخ االلباني في االرواء (‪. )6/291‬‬
‫‪ -6‬اخرجه ابي عبد هللا محمد بن يزيد القزويني الشهير بابن ماجة ( يرمز له الحقا بابن ماجة ) ‪ ،‬عن‬
‫ابي عمر رضي هللا عنه ‪ ،‬سنن ابن ماجة ‪ ،‬كتاب النكاح ‪ ،‬باب الرجل يسلم وعنده أكثر من أربع نسوة ‪،‬‬
‫ح ر ‪ ،1953‬حديث صحيح ‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،‬مكتبة املعارف ‪ ،‬السعودية بدون سنة النشر‬
‫‪ -7‬سعيد ايوب ‪ ،‬زوجات النبي ص ‪ ،‬قراءة في تراجم امهات املؤمنين في حركة الدعوة ‪ ،‬ط‪ ، 1‬دار‬
‫الهادي ‪ 1997-1417‬ه‬
‫‪ -8‬صحيح مسلم كتاب ‪ ، 11‬باب ‪02‬‬
‫‪ -9‬أخرجه البخاري في صحيحه عن أبي سعيد الخدري – رضي هللا عنه‪.‬ج ‪ .130/ 7‬كتاب األدب (‪.)78‬‬
‫"باب الحياء " رقم الباب (‪ )77‬حديث رقم ‪6119‬‬
‫‪ --10‬الصابوني "تفسير ايات اإلحكام "ج‪ .327-2/326‬وانظر ‪:‬رضا "حقوق النساء في اإلسالم "‪،.‬والعطار‬
‫"تعدد الزوجات من النواحي الدينية واالجتماعية و القانونية "‪.‬‬
‫‪ - 11‬أخرجه البخاري ‪ ،‬عن انس بن مالك رضي هللا عنه ‪ ،‬صحيح البخاري ومعه من حمدي الساري‬
‫باب يقل الرجال و يكثر النساء ‪ ،‬حديث صحيح‬
‫‪ -12‬نخبة كبيرة من العلماء – موسوعة بيان اإلسالم الرد على االفتراءات و الشبهات ‪ ،‬دار دحمصة‬
‫للنشر ‪ ،‬مصر ج ‪18‬‬
‫‪ -13‬رواه إبن حبان‪ ،‬في صحيح ابن حبان‪ ،‬عن انس بن مالك ‪ ،‬الصفحة أو الرقم‪ ، 198 :‬صحيح ‪.‬‬
‫‪ - -14‬اخرجه الترميذي ‪ ،‬عن كثير بن عبد هللا بن عمرو بن عوف املزني عن ابيه عن جده ‪ ،‬سنن‬
‫الترميذي ‪ ،‬كتاب اإلحكام ‪ ،‬باب ما ذكر عن الرسول صلى هللا عليه وسلم في الصلح بين الناس ‪ ،‬ح ر‬
‫‪ ، 1357‬حديث حسن صحيح ‪ ،‬دار الفكر ‪ ،‬لبنان ‪2005‬‬
‫‪ -15‬اخرجه الترميذي ‪ ،‬عن كثير بن عبد هللا بن عمرو بن عوف املزني عن أبيه عن جده ‪ ،‬سنن‬
‫الترميذي ‪ ،‬كتاب اإلحكام ‪ ،‬باب ما ذكر عن الرسول صلى هللا عليه وسلم في الصلح بين الناس ‪ ،‬ح ر‬
‫‪ ، 1357‬حديث حسن صحيح ‪ ،‬دار الفكر ‪ ،‬لبنان ‪2005‬‬

‫ثالثا‬ ‫‪ :‬الكتب‬
‫احمد فراج حسين ‪ ،‬أحكام الزواج في الشريعة اإلسالمية ‪ ،‬دار الجامعة الجديدة ‪ ،‬مصر ‪- 20041 ،‬‬
‫عمر و عيسى الفقي املوسوعة الشاملة في األحوال الشخصية ‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،‬املكتب الجامعي ‪2-‬‬
‫الحديث ‪ ،‬مصر ‪2005‬‬
‫د‪ .‬مصطفى السباعي‪ ،‬املرأة بين الفقه والقانون‪ ،‬ت ‪ 1964‬م ‪ ،‬ط‪1395: 4‬ه ‪1975-‬م ‪ ،‬املكتب ‪3-‬‬
‫اإلسالمي ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬دمشق‬
‫صالح عبد الغني محمد ‪ ،‬وسائل اإلسالم في املحافظة على الحياة الزوجية ‪ ،‬الجزء الثالث‪ ،‬مكتبة ‪4-‬‬
‫الدار العربية للكتاب‪1998 ،‬‬
‫محمد توفبق العطار ‪ ،‬بحث عن إحجام الشباب املثقف عن الزواج ‪ ،‬كلية االدب ‪ ،‬القاهرة ‪5- - ،‬‬
‫‪1962.‬‬
‫وهبة الزحيلي‪ ،‬الفقه اإلسالمي وأدلته‪ ،‬الجزء السابع‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬دمشق‪6- - ،‬‬
‫‪1985،‬‬
‫‪،‬عصام محمد شريف‪ ،‬هذه زوجتي‪ ،‬د ط ‪ ،‬دار اإليمان‪ ،‬اإلسكندرية ‪7- - 2006 ،‬‬

‫عبد الرحمن صدقي‪ ،‬تعدد الزوجات بين الشريعة اإلسالمية والقانون‪ ،‬مكتبة نهضة الشرق‪ ،‬مصر‪8- ،‬‬
‫‪،‬سنة ‪1980‬‬
‫د‪ .‬عبد الناصر توفيق العطار‪ ،‬تعدد الزوجات في األديان ‪ ،‬ط‪ ، 1‬دار االفات العربية‪ ،‬القاهرة‪9- ،‬‬
‫‪2002،‬‬
‫‪ -10‬د علي ونيس ‪ ،‬تعدد الزوجات ‪ ،‬شريعة دائمة و سنة باقية ‪ ،‬د ‪.‬ط ‪ ،‬الوكة ‪ ،‬د‪.‬م‪.‬ن ‪،‬د ‪ ،‬ت ‪.‬ن‪،‬‬
‫بلحاج العربي‪ ،‬الوجيز في شرح قانون األسرة الجزائري‪ ،‬ج‪ ،1‬ط‪ ،6‬ديوان املطبوعات الجامعية‪11- ،‬‬
‫‪2010‬‬
‫بن شويخ رشيد ‪ ،‬شرح قانون الجزائري املعدل ‪ ،‬دراسة مقارنة لبعض التشريعات العربية ‪12- - ،‬‬

‫ط‪ ، 1‬دار الخلدونية ‪ ،‬الجزائر ‪2008 ،‬‬

‫األستاذ محمد رشيد رضي‪ ،‬تفسير املنار ‪،‬ط‪ 1‬مصر ‪1325‬ه ‪ ،‬ح‪13- - 4‬‬

‫إحسان بن محمد عايش العبثي‪ ،‬أحكام التعدد في ضوء الكتاب والسنة ‪ ،‬ط‪ ،1‬شركة مطابع ‪14- -‬‬

‫‪،‬االرز‪ 1418-1997 ،‬ه‬

‫‪.‬عبد هللا بن مانع العتيبي‪ ،‬من أحكام تعدد الزوجات‪ ،‬دار الوطن للنشر‪ ،‬د س ‪15-‬‬

‫عبد الرحمان بن محمد عوض الجزائري‪ ،‬كتاب الفقه على املذاهب األربعة‪ ،‬دار ابن الحزم ‪16-‬‬
‫‪ .‬للنشر والتوزيع بيروت ‪ ،‬ط‪2001 ،1‬‬
‫مصطفى العدوي‪ ،‬جامع أحكام النساء ‪،‬الجزء الثالث‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،‬دار السنة ‪ ،‬السعودية ‪17-،‬‬
‫‪1990‬‬
‫محمد ابن اسماعيل االمير الصنعاني ‪ ،‬السالم املوصلة إلى بلوغ املرام ‪،‬حققه محمد صبحي حسن ‪18-‬‬

‫حالق ‪،‬كتاب النكاح ‪ ،‬باب الكفاءة والخيار الحديث ‪،‬الجزء السادس الطبعة الثانية ‪ ،‬دار ابن‬

‫الجوزي ‪ ،‬السعودية ‪ 1461،‬ه‬

‫رشيد شحاتة أبو زيد ‪ ،‬العنف ضد املرأة وكيفية مواجهته في ضوء أحكام الفقه اإلسالمي ‪ ،‬طبعة ‪19-‬‬
‫‪ .‬األولى ‪ ،‬مكتبة الوفاء القانونية ‪ ،‬مصر‪2011‬‬

‫‪ - -20‬كرم حلمي فرحات ‪ ،‬تعدد الزوجات في األديان ‪ ،‬دار االفاق العربية ‪ ،‬ط‪ ،2002 ، 1‬ص‪99.98‬‬
‫‪ -21‬عبد هللا ناصح علوان ‪ ،‬تعدد الزوجات في اإلسالم والحكمة من تعدد أزواج النبي ‪ ،‬ط‪ ، 9‬دار‬
‫السالم للنشر و التوزيع ‪ ،‬د ن ‪. 2006 ،‬‬
‫‪ --22‬عبد العظيم شرف الدين ‪ ،‬أحكام األحوال الشخصية في الشريعة اإلسالمية ‪ ،‬د س ‪ ،‬ص‪303‬‬
‫‪ -23‬عبد التواب هيكل ‪ ،‬تعدد الزوجات في اإلسالم و حكمة التعدد في اوةاج النبي ص دحض شبهات‬
‫ورد مفتريات ‪ ،‬ط‪ 1‬دار القلم ‪ ،‬دمشق ‪ ،‬بيروت ‪ 1402‬ه‪ 1982/‬م ‪.‬‬
‫‪ -24‬يوسف القرضاوي‪،‬فتاوى فبي شؤون املرأة واالسرة املعاصرة ‪،‬مكتبة الرحاب للنشر و التوزيع‪،‬‬
‫الجزائر‬
‫‪ -25‬إبن سعد ‪" ،‬الطبقات الكبرى "‪ ،‬م‪. 8/123‬‬
‫‪ --26‬ديورانت "قصة الحضارة ‪ .‬الجزء الثاني من املجلد الرابع ‪.‬‬
‫‪ -27‬عبد القادر بن حرز هللا‪ ،‬الخالصة في إحكام الزواج والطالق في الفقه اإلسالمي و قانون األسرة‬
‫الجزائري ‪،‬الطبعة األولى ‪ ،‬دار الخلدونية ‪ ،‬الجزائر ‪. 2007‬‬
‫‪ -28‬محمد يوسف عبد‪ ،‬قضايا املرأة في سورة النساء ‪،‬الطبعة األولى ‪ ،‬دار الدعوة ‪ ،‬الكويت ‪1985 ،‬‬
‫‪ - 29‬مصطفى السباعي ‪،‬شرح قانون األحوال الشخصية ‪ ،‬الطبعة التاسعة ‪ ،‬دار الوراق ‪ ،‬سوريا‪،‬‬
‫‪2001‬‬

‫‪ .‬بلقاسم شتوان ‪ ،‬الخطبة والزواج في الفقه املالكي‪ ،‬دار الفجر‪ ،‬الجزائر ‪30- 2007 ،‬‬
‫‪ .‬محمد رأفت عثمان ‪ ،‬فقه النساء في الخطبة والزواج ‪ ،‬دار االعتصام ‪ ،‬مصر ‪ ،‬بدون سنة نشر ‪31-‬‬

‫‪ -32‬عبد الكريم زيدان ‪ ،‬املفصل في أحكام املرأة و البيت املسلم في الشريعة اإلسالمية ‪ ،‬الجزء ‪، 65‬‬
‫الطبعة ‪ 1‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬لبنان‪. 1993 ،‬‬

‫طارق بن إحسان ‪ ،‬اهل األصل التعدد أواإلفراد في الزوجات ‪ ،‬ملتقى اهل الحديث‪33- ،2006 ،‬‬
‫‪129323:‬‬
‫عبد العزيز سعد‪ ،‬الزواج و الطالق في قانون األسرة الجزائري ‪ ،‬ط‪ ،3‬الجزائر ‪ ،‬دار هومة ‪34- 1416،‬‬
‫ه ‪ 1996 ،‬م‬
‫لوعيل محمد امين ‪،‬املركز القانوني للمراة في قانون األسرة الجزائري‪ ،‬ط‪ ، 2‬دار هومة‪،‬الجزائر ‪35- ،‬‬
‫‪2006‬‬
‫اليازيد عيسات ‪ ،‬التطليق بطلب من الزوجة في قانون األسرة الجزائري ‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة ‪36-‬‬
‫املاجستير في القانون ‪ ،‬فرع العقود واملسؤولية‪ ،‬كلية الحقوق ‪،‬بن عكنون‪ ،‬الجزائر‪ 2012/2013 ،‬ص‬
‫‪19‬‬
‫‪،‬محمد أيلي‪ /‬عبد هللا شريط ‪ ،‬الجزائر في مرآة التاريخ ‪،‬ط‪ ، 1965 ،1‬مكتبة البعث ‪ ،‬قسنطينة ‪37 -‬‬

‫‪ -38‬عبد العزيز سعد‪ ،‬قانون األسرة في ثوبه الجديد ‪ ،‬أحكام الزواج و الطالق بعد التعديل ‪ ،‬دار‬
‫الهدى للطباعة والنشر و التوزيع‪ ،‬الجزائر ‪. 2005‬‬
‫‪ -39‬نبيل صقر‪ ،‬قانون األسرة نصا و فقها وتطبيقا ‪ ،‬دار الهدى للطباعة و النشر ‪ ،‬الجزائر ‪. 2006،‬‬
‫‪ -40‬محمد بومدين ‪ ،‬سلطة القاضي في منح رخصة تعدد الزوجات ‪ ،‬دراسة مقارنة ‪ ،‬مجلة الفقه‬
‫والقانون ‪ ،‬ع ‪ ، 14‬جامعة ادرار ‪2013‬‬
‫‪ - 41‬احمد شامي ‪ ،‬قانون األسرة الجزائري طبقا الحدث التعديالت ‪ ،‬دار الجامعة الجديدة ‪ ،‬مصر ‪،‬‬
‫‪2010‬‬
‫‪ - 42‬فارس محمد عمران ‪ ،‬الزواج العرفي وصور أخرى من انواع الزواج غير الرسمي ‪ ،‬املكتب الجامعي‬
‫الحديث ‪،‬االسكندرية ‪. 2005 ،‬‬
‫‪ - 43‬حامد شريف ‪ ،‬الزواج العرفي من النواحي القانونية و الشرعية و االجتماعية ‪،‬دار املطبوعات‬
‫الجامعية ‪ ،‬االسكندرية ‪1992،‬‬
‫‪ -44‬علي علي سليمان ‪،‬النظرية العامة لاللتزام‪ ،‬ديوان املطبوعات الجامعية ‪،‬الجزائر ‪1988 ،‬‬
‫‪ - 45‬بن داود عبد القادر ‪،‬الوجيز في شرح قانون األسرة الجديد‪،‬دار الهالل للخدمات اإلعالمية‬
‫موسوعة الفكر القانوني‪ ،‬الجزائر‪ ،‬اإليداع القانوني ‪ ،‬رقم ‪2004 ،177‬‬
‫‪ -46‬الغوثي بن ملحة ‪ ،‬قانون األسرة على ضوء الفقه و القضاء ‪ ،‬ط‪ ،1‬ديوان املطبوعات الجامعية ‪،‬‬
‫الجزائر ‪. 2005 ،‬‬
‫‪ - 47‬مقارنة قانون األسرة في تونس وأندونسيا واململكة العربية السعودية حول تعدد الزوجات ‪،‬‬
‫الجامعة اإلسالمية ‪ ،‬اندونسيا ‪Muhammad roy purwanto .tamyiz mukharrom .‬‬
‫‪ -48‬محمد الشافعي‪ ،‬قانون األسرة في دول املغرب العربي‪،‬ط‪،1‬املطبعة والوراقة الوطنية‪،‬مراكش‪،‬‬
‫‪. 2009‬‬
‫‪ - 49‬الحسين ين شيخ اث ملويا‪،‬املنتقي في قضاء االحوال الشخصية‪،‬ج األول‪،‬ط الثالثة ‪،‬دار هومة‪،‬‬
‫‪2011‬‬
‫‪ -50‬احمد نصر الجندي ‪ ،‬شرح قانون األسرة الجزائري ‪ ،‬دار الكتب القانونية مصر ‪2009‬‬
‫‪-51‬أحمد نصر جندي ‪ ،‬موسوعة االحوال الشخصية (الزواج‪ ،‬الطالق ‪ ،‬التفريق بين الزوجين ) ‪ ،‬ج‬
‫األول ‪ ،‬دار الكتب القانونية ‪. 2006 ،‬‬

‫رابعا ‪ :‬املذكرات‬

‫‪ -1‬مقران طارق عبد العزيز ‪ ،‬إجراءات تنظيم تعدد الزوجات في قانون األسرة الجزائري ‪ ،‬مذكرة‬
‫ماستر ‪ ،‬جامعة محمد خيضر ‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم السياسية ‪ ،‬بسكرة ‪ ،‬الجزائر‬
‫‪ -2‬محمد بوقندورة ‪،‬تعدد الزوجات في الشريعة اإلسالمية وقانون األسرة الجزائري املعدل‪ ،‬دراسة‬
‫مقارنة ‪ ،‬مذكرة لنيل درجة املاجستير في العلوم اإلسالمية ‪ ،‬كلية العلوم اإلسالمية ‪ ،‬جامعة الجزائر‪،‬‬
‫سنة ‪2010/2011‬‬
‫‪ -3‬جمال عياشي ‪ ،‬قيود تعدد الزوجات بين الشريعة والقانون‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة املاجستير في‬
‫القانون الخاص ‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم اإلدارية ‪ ،‬جامعة الجزائر ‪2005-2004 ،‬‬
‫‪ -4‬بوعزيز فضيلة ‪ ،‬نظام تعدد الزوجات في الفقه اإلسالمي وقانون األسرة الجزائري‪ ،‬مذكرة‬
‫ماسترفي القانون‪ ،‬جامعة اكلي محند اولحاج ‪ ، ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬البويرة ‪،‬الجزائر‬
‫‪2015/،2014‬‬
‫‪ -5‬محمد شمروك ‪ ،‬مراد محمودي ‪ ،‬عدالن غربي ‪ ،‬السلطة التقديرية لقاضي شؤون األسرة في‬
‫الزواج و انحالله ‪ ،‬مذكرة لنيل اجازة مدرسة العليا للقضاء ‪ ،‬الدفعة ‪2008-2005 ، 16‬‬
‫‪ - 6‬سعاد نذير ‪ ،‬التطليق في قانون األسرة الجزائري ‪ ،‬مذكرة تخرج لنيل شهادة املاستر في القانون ‪،‬‬
‫تخصص عقود و مسؤولية ‪ ،‬جامعة البويرة ‪1013- 2012،‬‬
‫‪ -7‬خيرة قويدري ‪ ،‬حاالت التطليق في قانون األسرة الجزائري في ضوء الفقه االسالمي و القضاء ‪،‬‬
‫اطروحة لنيل درجة دكتوراه في القانون ‪ ،‬كلية الحقوق جامعة الجزائر ‪2009-2008 ، 1‬‬
‫‪ -8‬اعرور عائشة ‪ ،‬تقييد تعدد الزوجات ( دراسة مقارنة )‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة املاستر في الحقوق ‪،‬‬
‫جامعة عبد الرحمن ميرة بجاية كلية الحقوق و العلوم السياسية قسم القانون الخاص‪-2012 ،‬‬
‫‪2013‬‬
‫‪ --9‬اكرم عايب ‪،‬عبد الغني بن عمراوي ‪،‬تعدد الزوجات بين الفقه والقانون ‪،‬مذكرة مقدمة لنيل‬
‫شهادة املاستر اكاديمي ‪،‬جامعة محمد بوضياف املسيلة كلية الحقوق و العلوم السياسية ‪،‬قسم الحقوق‬
‫‪2017-2016،‬‬
‫‪ -10‬بسمة بشيري‪ ،‬حيزية عبير ذباح ‪ ،‬تعدد الزوجات في التشريع الجزائري والتشريعات العربية‪،‬‬
‫مذكرة مقدمة لنيل شهادة املاستر االكاديمي‪ ،‬فرع الحقوق تخصص احوال شخصية‪ ،‬كلية الحقوق‬
‫والعلوم السياسية ‪2018-/2017‬‬
‫خامسا ‪ :‬املجالت و املحاضرات‬

‫عمارة علي ‪ ،‬محاضرات في قانون األحوال الشخصية ‪ ،‬جامعة محمد خيضر ‪،‬بسكرة ‪1- ، 2014 ،‬‬
‫‪2015‬‬
‫محمد أبو زهرة ‪ ،‬محاضرات في عقد الزواج و اثاره ‪ ،‬دار الفكر العربي ‪ ،‬مصر ‪2- 1971 ،‬‬
‫كلثوم مسعودي‪/‬بن فقة سعاد‪ ،‬األسرة الجزائرية كما يصورها قانون األسرة الجزائري لسنة ‪3-‬‬

‫‪، 2005‬امللتقى الوطني الثاني حول ‪ :‬االتصال و جودة الحياة في األسرة ‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح ورقلة ‪،‬‬

‫‪ 09/01‬افريل ‪2013‬‬
‫جياللي تشوار‪،‬الثغرات التشريعية االسرية في بعض مسائل الزواج أية عدالة قانونية ام قضائية؟ ‪4-‬‬
‫مجلة العلوم القانونية واالدارية و السياسية العدد ‪ ،10‬كلية الحقوق و العلوم السياسية جامعة ابي‬
‫بكر بلقايد تلمسان‪ ،‬سنة ‪2010‬‬
‫خولة كلفالي‪،‬تقييم نظام تعدد الزوجات وفقا لتعديالت قانون األسرة الجزائري‪،‬مجلة املنتدى ‪5-‬‬
‫‪،‬القانوني‪،‬العدد الرابع‪،‬بسكرة‪2007 ،‬‬
‫عالم ساجي ‪ ،‬ظاهرة العنف في تعدد الزوجات ‪ ،‬مجلة الدراسات القانونية ‪ ،‬ع‪ ، 6‬كلية الحقوق ‪6-‬‬
‫‪،‬والعلوم التجارية ‪ ،‬جامعة مستغانم‪2010 ،‬‬
‫ابراهيم عماري‪،‬امينة عبيشات ‪"،‬اشكالية تعدد الزوجات بين اإلباحة و التقييد في تشريعات األسرة ‪7-‬‬
‫املقارنة ‪،‬مجلة الدراسات القانونية كلية الحقوق والعلوم السياسة بشلف ‪ ،‬ع الرابع ‪ ،‬نوفمبر ‪2017‬‬

‫‪ - 8‬حسين مهداوي ‪ ،‬دراسة نقدية للتعديالت الواردة على قانون األسرة في مسائل الزواج وأثاره ‪،‬‬
‫رسالة ماجستير ‪ ،‬جامعة ابو بكر بلقايد ‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية ‪ ،‬تلمسان ‪ ،‬الجزائر ‪،‬‬
‫‪، 2010‬‬
‫‪ - 9‬رمضان بالعمري ‪ ،‬القيود على تعدد الزوجات يفتح شهية الجزائريين للزواج العرفي ‪،‬جريدة‬
‫العربية ‪ 5 ،‬أوت ‪ ،2007‬الجزائراملوقع االلكتروني‬
‫‪. WWW.alarabiya.net/aeticles/2007/08/05/87513.html‬‬
‫رابعا ‪ :‬املعاجم و القواميس‬
‫‪ -1‬إبن منظور ‪ ،‬لسان العرب ‪ ،‬املحيط ‪ ،‬املجلد االول ‪ ،‬دار الجيل ‪ ،‬لبنان ‪. 1988 ،‬‬
‫‪ - 2‬عصام نور الدين ‪ ،‬معجم نور الدين‪ ،‬الوسيط ‪ ،‬الطبعة االولى ‪ ،‬دار الكتبالعلمية ‪ ،‬لبنان ‪. 2005 ،‬‬

‫خامسا ‪ :‬القوانين و املراسيم‬


‫القانون رقم ‪ ، 11-84‬املؤرخ في ‪ 9‬رمضان عام ‪ 1404‬املوافق ل ‪ 9‬جوان ‪ ، 1984‬املتضمن قانون ‪1-‬‬
‫األسرة الجزائري‬
‫قانون ‪ ، 84/11‬مؤرخ في ‪ 09‬يونيو ‪ 1984‬املوافق ل ‪ 9‬رمضان ‪ ، 1404‬متضمن قانون األسرة املعدل ‪2-‬‬
‫و املتمم األمر ‪ ، 02-05‬املؤرخ في ‪ 27‬فبراير ‪، 2005‬ج‪.‬ر عدد‪ 15‬الصادر بتاريخ ‪ 27‬فبراير ‪2005‬‬
‫الجنائي املغربي ‪ ،‬الصادر بالظهير ‪،‬رقم‪ ، 413-59-1‬املؤرخ ‪ 26‬نوفمبر ‪ - 1962‬القانون‪3‬‬
‫قانون األحوال الشخصية السورية ‪ ،‬رقم ‪ 76‬في ‪4 - 26/09/2010‬‬
‫قانون األحوال الشخصية الكويتي املعدل بالقوانين ارقام ‪ 61‬لسنة ‪ 1996‬و‪ 29‬لسنة ‪ 2004‬و ‪5- 66‬‬
‫لسنة ‪ 2007‬و قانون دعاوى النسب وتصحيح االسماء وزارة العدل ‪ ،‬ط‪ ، 1‬فبراير ‪2011‬‬
‫قانون األحوال الشخصية االردني ‪ 10/36‬املنشور في الجريدة الرسمية لألردن بالعدد املرقم ‪6- 5061‬‬
‫الصادر بتاريخ ‪17/10/2010‬‬

‫‪ -7‬القانون رقم ‪ ، 03 -70‬بمثابة مدونة األسرة املغربي الصادر في ‪ 12‬من ذو الحجة ‪ 1424‬املوافق ل ‪3‬‬
‫فبراير‪،2004‬ح ر رقم ‪ 50184‬الصادرة يوم الخميس ‪ 5‬فبراير ‪ 2004‬ظهير شريف رقم ‪04-22‬‬
‫‪ -8‬املادة‪ 11‬من القانون رقم ‪ 25‬سنة ‪ 1929‬يتضمن األحوال الشخصية املصرية املعدل بالقانون رقم‬
‫‪ 100‬لسنة ‪.1985‬‬
‫‪ -9‬املادة ‪ 15‬من القانون الليبي رقم ‪ 14‬لسنة ‪ 2015‬بشأن األحكام الخاصة بالزواج و الطالق و أثارهم‬
‫‪ -10‬أمر مؤرخ في ‪ 13‬أوت ‪ ،1956‬يتعلق باصدار مجلة األحوال الشخصية التونسية ‪ ،‬دار إسهامات في‬
‫أدبيات املؤسسة ‪. 200 ،‬‬
‫‪ -11‬القانون ‪ 59‬لعام ‪ ، 1953‬املتضمن األحوال الشخصية السوري املعدل بالقانون رقم ‪ 34‬لعام‬
‫‪1985‬‬
‫الفهرس‬
‫الفهرس‬

‫العنوان‬
‫الصفحة‬
‫البسملة‬
‫االهداءات‬
‫التشكرات‬
‫املقدمة ‪01........................................................................................................................................................‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬ماهية تعدد الزوجات ‪04.......................................................................................................‬‬
‫املبحث األول ‪ :‬مفهوم تعدد الزوجات ‪04.......................................................................................................‬‬
‫املطلب األول ‪ :‬تعريف تعدد الزوجات ‪05......................................................................................................‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬تعريف التعدد ‪05.......................................................................................................................‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬أهمية تعدد الزوجات‪07...........................................................................................................‬‬
‫الفرع الثالث ‪ :‬شروط تعدد الزوجات ‪09.......................................................................................................‬‬
‫املطلب الثاني ‪ :‬حكم تعدد الزوجات و دليل مشروعيته ‪15......................................................................‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬حكم تعدد الزوجات ‪15.......................................................................................................‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬دليل مشروعيته ‪17..............................................................................................................‬‬
‫املطلب الثالث ‪ :‬زوجات النبي صلى هللا عليه وسلم ‪.‬والحكمة من زواجه منهن‪19...................................‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬زوجات رسول صلى هللا عليه وسلم ‪20..............................................................................:‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬الحكمة من تعدد زوجات رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪23............................................‬‬
‫املبحث الثاني ‪ :‬مبررات تعدد الزوجات ‪25..................................................................................................‬‬
‫املطلب األول ‪ :‬املبررات الشخصية لتعدد الزوجات ‪26............................................................................‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬عقم الزوجة ‪27.....................................................................................................................‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬مرض الزوجة ‪27..................................................................................................................‬‬
‫املطلب الثاني ‪ :‬املبررات االجتماعية لتعدد الزوجات ‪29............................................................................‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬كفالة األيامى من النساء ‪29..................................................................................................‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬زيادة عدد النساء على الرجال ‪30.........................................................................................‬‬
‫املطلب الثالث ‪ :‬أراء و انتقادات حول التعدد ‪31........................................................................................‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬الشبهات التي مست التعدد في اإلسالم ‪31............................................................................‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬األصل في الزواج التعدد أو الواحدة ؟‪33.............................................................................‬‬
‫ملخص الفصل األول ‪34.............................................................................................................................‬‬
‫الفصل الثاني‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬تعدد الزوجات في القانون الجزائري و القوانين املقارنة ‪36.................................................‬‬
‫املبحث األول ‪ :‬تعدد الزوجات في قانون األسرة الجزائري ‪36......................................................................‬‬
‫املطلب األول ‪ :‬التعدد في مرحلة ما قبل صدور قانون الخاص باألسرة ‪36................................................‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬تقنين األسرة من قبل االحتالل الفرنسي إلى مرحلة االستقالل ‪......................................‬‬
‫‪37‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬التشريعات التي صدرت بعد االستقالل قبل صدور قانون ‪38...............................84/11‬‬
‫املطلب الثاني ‪ :‬التعدد في ظل قانون األسرة ‪39................................................................................. 84/11‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬االنتقادات التي وجهت للقانون القديم ‪41........................................................................‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬الرد على االنتقادات التي وجهة للقانون ‪41.............................................................84/11‬‬
‫املطلب الثالث ‪ :‬تعدد الزوجات في ظل قانون األسرة ‪42................................................................ 05/02‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬الضوابط التي أضافها املشرع في قانون األسرة الجزائري ‪.............................................‬‬
‫‪44‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬أثار االخالل بالضوابط التي اضافها املشرع في قانون األسرة الجزائري‪......................‬‬
‫‪51‬‬
‫املبحث الثاني ‪ :‬تعدد الزوجات في القوانين املقارنة ‪56................................................................................‬‬
‫املطلب األول ‪ :‬التعدد في بعض التشريعات بين اإلباحة واملنع و التقييد ‪57.............................................‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬القوانين التي تبيح التعدد بدون قيد أو شرط ‪57..............................................................‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬القوانين التي تبيح التعدد بشرط ‪58.................................................................................‬‬
‫الفرع الثالث ‪ :‬القوانين التي تمنع التعدد منعا باتا ‪60.................................................................................‬‬
‫املطلب الثاني ‪ :‬القيود الواردة على التعدد في بعض التشريعات العربية ‪62............................................‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬بالنسبة للتشريع املغربي ‪62.................................................................................................‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬بالنسبة للتشريع املصري ‪63...............................................................................................‬‬
‫الفرع الثالث ‪ :‬بالنسبة للتشريع السوري‪63...................................................................................................‬‬
‫املطلب الثالث ‪ :‬آثار اإلخالل بالقيود الواردة على التعدد في بعض التشريعات العربية ‪64....................‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬التشريع املغربي ‪64................................................................................................................‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬التشريع السوري‪65..............................................................................................................‬‬
‫الفرع الثالث ‪ :‬التشريع املصري ‪65..................................................................................................................‬‬
‫ملخص الفصل الثاني ‪67....................................................................................................................................‬‬
‫الخاتمة‪68...................................................................................................................................‬‬
‫املالحق‪70.....................................................................................................................................‬‬
‫قائمة املراجع ‪.......................................................................................................................‬‬
‫الفهرس‪................................................................................................................................‬‬

You might also like