Professional Documents
Culture Documents
Ringkasan Hadits
Ringkasan Hadits
ئ
سبل السالم
املوصلة إلى
بلو غ املرام
تأليف:
محمد بن إسماعيل األمير الصنعاني (المتوفى1182 :هـ)
إعداد:
الطالبة /رزكا أماليا إسكندر
https://t.me/waalhiqnibisshalihin
تقريب سبل السالم الموصلة إلى بلوغ المرام 4
تقريب سبل السالم الموصلة إلى بلوغ المرام 6
كتاب الجهاد
تمهيد
لغة :الجهاد مصدر جاهدت جهادا أي :بلغت المشقة. تعريفه
شرعا :بذل الجهد يف قتال الكفار أو البغاة.
من القرآن: األدلة
َ ﴿ و َقاتِ ُلوا ا ْل ُم ْش ِركِي َن كَا َّفةً﴾ [التوبة.]36 :
َ ﴿ ما َل ُك ْم إِ َذا قِ َيل َل ُك ُم ان ِْف ُروا فِي َسبِي ِل اَّللِ ا َّثا َق ْلت ُْم إِ َلى ْاْلَ ْر ِ
ض﴾
[التوبة]38 :
َ ﴿ يا َأ ُّي َها ا َّل ِذي َن آ َمنُوا إِ َذا َل ِقيت ُُم ا َّل ِذي َن َك َف ُروا زَ ْح ًفا َف ََل ُت َو ُّل ُ
وه ُم ْاْلَ ْد َب َار﴾
[اْلنفال.]15 :
﴿ و َأ ِعدُّ وا َلهم ما اس َت َطعتُم مِن ُقوة ومِن ِرب ِ
اط ا ْل َخ ْي ِل [ ﴾...اْلنفال:ُ ْ َ ْ ْ ْ ْ َّ َ ْ َ َ
.]60
من السنة:
أحاديث يف هذا الكتاب.
ول اَّللَِ ،و َما ُه َّن؟ ...
ات .قِ َيلَ :يا َر ُس َ
قال ﷺ« :اجتَنِبوا السبع ا ْلموبِ َق ِ
َّ ْ َ ُ ْ ُ
ف» (متفق عليه). والتَّو ِّلي يوم الزَّ ح ِ
َ َ َْ َ ْ
فرض كفاية :كجهاد الطلب؛ كأن يأيت المسلمون إلى بَلد الكفار حكم اجلهاد
ويقاتلوهنم ،وكالدفاع عن المستضعفين والمضطهدين باْلرض.
فرض عين :جهاد الدفع؛ إذا هجم العدو على بَلد المسلمين ،وصال
على أنفسهم وأموالهم وأعراضهم.
7 تقريب سبل السالم الموصلة إلى بلوغ المرام
والمريض).
يكون الجهاد بكل ما أعطي اإلنسان من قوة؛ بالنفس والمال وللسان. مب يكون
اجلهاد
َ َ ْ َْ َ َ ْ َ
«م ْن َمات َول ْم َيغ ُز َول ْم ُي َح ِدث نف َس ُه ِب ِه َمات َعلى
ّللا ﷺ َ
ال َرسول ِ َ -1ع ْن َأبي ُه َرْي َر َة َ ق َ
الَ :ق َ ُ ُ َ
ِ
ْ ُ ُ َ َ ُ َْ ْ َ
و
اق» .ر اه مس ِلم. شعب ٍة ِمن ِنف ٍ
• فيه دليل على :وجوب العزم على الجهاد وألحقوا به فعل كل واجب،
فإن كان من الواجبات المطلقة كالجهاد :وجب العزم على فعله عند إمكانه،
وإن كان من الواجبات المؤقتة :وجب العزم على فعله عند دخول وقته (جماعة من
أئمة اْلصول).
• املراد من احلديث :أن من لم يغز بالفعل ولم يحدث نفسه بالغزو مات على خصلة من
خصال النفاق.
• ومل حيدث نفسه :ال يدل على العزم الذي معناه عقد النية على الفعل،
بل معناه هنا :لم يخطر بباله أن يغزو وال حدث به نفسه ولو ساعة من عمره،
ولو حدثها به وأخطر الخروج للغزو بباله حينا من اْلحيان :خرج من االتصاف
تقريب سبل السالم الموصلة إلى بلوغ المرام 8
ُ َْ ُ ُ َْ َ ُ ُْ ْ َ َ ََ َ
النب َي ﷺ َق َ َ َ َ ْ ََ
اه ُدوا اْلش ِر ِكين ِبأ ْم َو ِالك ْم َو أنف ِسك ْم َوأل ِسن ِتك ْم»َ .ر َو ُاه
ال« :ج ِ س أن َِ
-2وعن أن ٍ
ْ ْ َ ُ َ َ
ص َح َح ُه ال َح ِاك ُم [صحيح] الن َسائ ُّيَ ،و َ
ِ أحمد ،و
• الحديث دليل على وجوب الجهاد:
[ ]1بالنفس :وهو بالخروج والمباشرة للكفار،
[ ]2وبالمال :وهو بذله لما يقوم به من النفقة يف الجهاد والسَلح ونحوه،
اهدُ وا بِ َأ ْم َوالِ ُك ْم َو َأنْ ُف ِس ُك ْم﴾.
وهذا هو المفاد من عدة آيات يف القرآن ﴿ َو َج ِ
[ ]3باللسان :بإقامة الحجة عليهم ودعائهم إلى اَّلل تعالى وباْلصوات عند اللقاء والزجر
ونحوه من كل ما فيه نكاية للعدو
ب َل ُه ْم بِ ِه ع ََم ٌل َصالِ ٌح﴾ ِ ﴿ وال ينَا ُل َ ِ
ون م ْن عَدُ ٍّو نَ ْيَل إِال كُت َ َ َ
«وقال ﷺ لحسان إن هجو الكفار أشد عليهم من وقع النبل».
ب َالنْ َف ُّضوا مِ ْن َح ْولِ َك [﴿ َفبِ َما َر ْح َمة مِ َن اَّللِ لِن َْت َل ُه ْم َو َل ْو ُكن َْت َف ًّظا غَلِ َ
يظ ا ْل َق ْل ِ
9 تقريب سبل السالم الموصلة إلى بلوغ المرام
جهاد النساء
وأخرج مسلم من حديث أنس «أن أم سليم اتخذت خنجرا يوم حنين وقالت للنبي
الغزو وجئت ْلستشيرك فقال هل لك من أم؟ قال نعم قال الزمها» وظاهره :سواء
كان الجهاد فرض عين أو فرض كفاية ،وسواء تضرر اْلبوان بخروجه أو ال.
• أنه يحرم الجهاد على الولد إذا منعه اْلبوان أو أحدهما بشرط أن يكونا مسلمين؛ ْلن
برهما فرض عين والجهاد فرض كفاية فإذا تعين الجهاد فَل (جماهير العلماء).
11 تقريب سبل السالم الموصلة إلى بلوغ المرام
• وجه تقديم الجهاد عند تعيينه على بر الوالدين [مع أن كَلهما فرضا عين]ْ :لن مصلحته
أعم إذ هي لحفظ الدين والدفاع عن المسلمين فمصلحته عامة مقدمة على غيرها وهو
يقدم على مصلحة حفظ البدن.
• وفيه داللة على :عظم بر الوالدين فإنه أفضل من الجهاد،
• وأن المستشار يشير بالنصيحة المحضة؛ وأنه ينبغي له أن يستفصل من مستشيره ليدله
على ما هو اْلفضل.
• حديث أبي سعيد الخدري يدل على أنه ال يجب عليه الجهاد ووالداه يف الحياة إال
بإذهنما.
حديث هبز بن حكيم عن أبيه عن جده مرفوعا «ال يقبل اَّلل من مشرك عمَل بعدما
ببلدهم
«وْلنه ﷺ كان إذا بعث سرية قال ْلميرهم :إذا لقيت عدوك من المشركين فادعهم
إلى ثَلث خَلل ،فأيتهن أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم ... ،ثم ادعهم إلى التحول
عن دارهم إلى دار المهاجرين ،وأعلمهم أهنم إن فعلوا ذلك أن لهم ما للمهاجرين
وعليهم ما على المهاجرين ،فإن أبوا واختاروا دارهم فأعلمهم أهنم يكونون كأعراب
المسلمين يجري عليهم حكم اَّلل تعالى الذي يجري على المؤمنين» فلم يوجب
عليهم الهجرة.
واْلحاديث غير حديث ابن عباس محمولة على من ال يأمن على دينه.
(الجمهور).
والحديث يحتمل أنه ال يخرج عن كونه يف سبيل اَّلل مع قصد التشريك؛ ْلنه قد قاتل
والذكر ،ما له؟ قال ال شيء له -ثَلثا ...-ثم قال رسول اَّلل ﷺ إن اَّلل تعالى ال يقبل
من العمل إال ما كان خالصا وابتغي به وجهه»
فيكون هذا دليَل على أنه إذا استوى الباعثان اْلجر والذكر :بطل اْلجر ،ولعل
بطالنه هنا :لخصوصية طلب الذكر؛ ْلنه انقلب عمله للرياء ،والرياء مبطل لما
يشاركه.
بخَلف طلب المغنم :فإنه ال ينايف الجهاد بل إذا قصد بأخذ المغنم إغاظة
المشركين واالنتفاع به على الطاعة كان له أجر.
ب َل ُه ْم بِ ِه ع ََم ٌل َصالِ ٌح﴾ ِ فإنه تعالى يقول﴿ :وال ينَا ُل َ ِ
ون م ْن عَدُ ٍّو نَ ْيَل إِال كُت َ َ َ
واملراد :النيل المأذون فيه شرعا.
ويف قوله ﷺ «من قتل قتيَل فله سلبه» قبل القتال ،دليل على أنه ال ينايف قصد
وتصديق برسولي أن أرجعه بما نال من أجر أو غنيمة أو أدخله الجنة» دليل
على جواز تشريك النية إذ اإلخبار به يقتضي ذلك غالبا؛
15 تقريب سبل السالم الموصلة إلى بلوغ المرام
ثم إنه يقصد المشركين لمجرد هنب أموالهم «خرج رسول اَّلل ﷺ بمن معه
يف غزاة بدر ْلخذ عير المشركين» ،وال ينايف ذلك أن تكون كلمة اَّلل هي
العليا ،بل ذلك من إعَلء كلمة اَّلل تعالى؛ وأقرهم اَّلل تعالى على ذلك بل
الش ْوك َِة َت ُكو ُن َل ُك ْم﴾ ولم يذمهم بذلك ون َأ َّن َغير َذ ِ
ات َّ َْ قال تعالىَ ﴿ :و َت َو ُّد َ
مع أن يف هذا اإلخبار :إخبارا لهم بمحبتهم للمال دون القتال ،فإعَلء كلمة
اَّلل يدخل فيه :إخافة المشركين وأخذ أموالهم وقطع أشجارهم ونحوه؛
وأما حديث أبي هريرة «أن رجَل قال يا رسول اَّلل رجل يريد الجهاد يف
سبيل اَّلل وهو يبتغي عرضا من الدنيا فقال :ال أجر له »...فكأنه فهم
ﷺ أن الحامل هو العرض من الدنيا ،فأجابه بما أجاب،
وإال فإنه قد كان تشريك الجهاد بطلب الغنيمة أمرا معروفا يف الصحابة ،فإنه
أخرج الحاكم والبيهقي بإسناد صحيح أن عبد اَّلل بن جحش يوم أحد قال:
اللهم ارزقني رجَل شديدا أقاتله ويقاتلني ،ثم ارزقني عليه الصرب حتى أقتله
وآخذ سلبه .فهذا يدل على أن طلب العرض من الدنيا مع الجهاد كان أمرا
معلوما جوازه للصحابة فيدعون اَّلل بنيله.
سكن عبد اَّلل اْلردن ومات بالشام سنة خمسين على قول.
له صحبة ورواية ،ويقال فيه :ابن السدي نسبة إلى جده ويقال فيه :ابن الساعدي.
• دل احلديث على :ثبوت حكم الهجرة وأنه باق إلى يوم القيامة ،فإن قتال العدو مستمر إلى
يوم القيامة،
ولكنه ال يدل على وجوهبا وال كَلم يف ثواهبا مع حصول مقتضيها.
َ َ َََ َ َ َ َ َ ُْ ْ َ
صط ِل ِقَ ،و ُه ْم غ ُّارون ،فقت َل ُمقا ِتل َت ُه ْمَ ،و َس َبى َ -10و َع ْن َنافع َق َ َ َ ُ ُ َ
ال« :أغ َار َرسول ِ
ّللا ﷺ على ب ِني اْل ِ
ُ َْ ََ ْ َ َ َ ََ َ ْ َ َ َُ ٍْ َ َ َ َ َ َْ ُ َ ْ ُ ُ َ َ ُ َ َ ََ
يه :وأصاب يوم ِئ ٍذ جوي ِرية. ّللا بن عمر .متفق علي ِه ،و ِف ِ ذر ِاريهم» :حدث ِني ِبذ ِلك عبد ِ
• (نافع) هو مولى ابن عمر يقال له أبو عبد اَّلل نافع بن سرجس،
كان من كبار التابعين من أهل المدينة ،سمع ابن عمر وأبا سعيد وهو من الثقات
• بنو املصطلق :بطن شهير من خزاعة .غارون :غافلون فأخذهم على غرة.
• احلديث دليل على :جواز المقاتلة قبل الدعاء إلى اإلسَلم يف حق الكفار الذين قد بلغتهم
الدعوة من غير إنذار.
17 تقريب سبل السالم الموصلة إلى بلوغ المرام
حديث كعب بن اْلشرف وقتل ابن أبي الحقيق وغير ذلك،
وادعى يف البحر اإلجماع على وجوب دعوة من لم تبلغه دعوة اإلسَلم.
وقال ْلهل مكة :اذهبوا فأنتم الطلقاء وفادى أهل بدر (والظاهر أنه ال فرق بين الفداء
َ َ َ َ َ َ ْ َ َ ُ ُ َ َ َ ْ ُ َ ْ َ َ ْ ُ َْ َ َ َ ْ َ َ ْ َ َ َ
ّللا ﷺ إذا أ َم َرأ ِم ًيرا َعلى يه عن عا ِئشة قالت« :كان َرسول ِ -11وعن سليمان ب ِن بريدة عن أ ِب ِ
َ ْ َ ْ َ َ َ ْ َ ُ َ َ َ ْ َ َ َ َ ْ َ َ ُ ْ ُْ ْ َ َ ْ ً ُ َ َ َ ُ ْ ُ َ َ
ّللا ،و ِبمن معه ِمن اْلس ِل ِمين خيرا .ثم قال :اغزوا على ش أو س ِري ٍة ،أوصاه ِفي خاص ِت ِه ِبتقوى ِ جي ٍ
َ َ ُ َ ْ َ َ َ َ َ ُ ْ ُ َ َ َ ُ ُّ َ َ َ ْ ُ َ َ ُ َ ُ َ َ َ ْ ُ ُ َ ْ َ
َّلل ،اغزوا ،ول تغلوا ول تغ ِدروا ،ول تم ِثلوا ،ول تقتلوا ّللا ،قا ِتلوا من كفر ِبا ِ
يل ِ ّللاِ ،في س ِب ِ
اس ِم ِ
يدا،َول ً
ِ
ََْ َ ْ َ ْ ُْ ْ َ ُ َ َ ََُُ َ َ َ ََ ُْ ْ َ َ َ َ
َو ِإذا ل ِقيت َع ُد َوك ِم ْن اْلش ِر ِكين ف ْاد ُع ُه ْم إلى ثَل ِث ِخص ٍال ،فأيتهن أجابوك إليها فاقبل ِمنهم وكف
ُ َ َ
َ ْ َ ُْ ْ ُ ْ ُ ُ ْ َ ْ َ َ َ
اْل ْسَل ِم ف ِإ ْن أ َج ُابوك فاق َب ْل ِم ْن ُه ْم، عنهم :ادعهم إلى ِ
َ ْ َ َ َ ُ ُ َ َ
ْ ْ ُْ َ ُ ْ َ َ ْ َ َ ْ َ َ َ ُ ْ ُ َ ُ ْ ُ ُ ْ َ َ َ ُّ ْ َ ْ َ َ
اب اج ِرين ف ِإن أبو َا فأخ ِبرهم ِبأنهم يكونون كأعر ِ ثم ادعهم إلى التحو ِل ِمن د ِار ِهم إلى د ِاراْله ِ
َ ُْ َ ْ ُ َ ُْ ْ َ ََ َ ُ ُ َ ْ ْ َ َ َ ْ َ َ
اه ُدوا َم َع اْل ْس ِل ِمين، اْلس ِل ِمين ،ول يكون ل ُهم ِفي الغ ِنيم ِة والف ْي ِء ش ْيء إل أن يج ِ
َ ْ َ ْ ُْ ْ َ ْ ََ ْ َ ْ َ ْ َ َْ ْ َ َ َ َ َ ْ ُ ََ ْ َ ْ َْ ْ َْ َ َ ْ ُ َ َ ُ
َّلل ت َعالى ف ِإن ه ْم أبوا فاسأل ُه ْم ال ِجزية ،ف ِإن ه ْم أجابوك فاقبل ِمنهم ،ف ِإن أبوا فاست ِعن علي ِهم ِبا ِ
َ ْ
َوقا ِتل ُه ْم.
َ َ َ َ ْ َ ْ َ ْ َََ ُ َ ْ َ ْ َ َ َُ ْ َ َ َ َ َ َ َ ََ َ ْ َ ْ ََ ْ ْ َ
اج َع ْل ل ُه ْم ّللا و ِذمة ن ِب ِي ِه فَل تفعل ول ِكن وإذا حاصرت أهل ِحص ٍن فأرادوا أن تجعل لهم ِذمة ِ
َ َِ َ َ ُ ْ ْ ُ ْ ُ َ َ ُ ْ َ ْ َ ُ ْ َ ْ ُ ْ ُ َ َ َ َ َ َ َ ُ َ َ ْ ُ ْ َ ُ ْ َ َ ُ ْ
ّللا ،و ِإذا أرادوك أن تن ِزلهم على حك ِم ِذمتك ،ف ِإنكم إن تخ ِفروا ِذممكم أهون ِمن أن تخ ِفروا ِذمة ِ
ْ َ َ َ َ َ ُ ْ ُ ْ َ َ َ َ َ َ ْ َُ َ ََ َ ْ َ َ ََ ُ ْ
ّللا ت َعالى أ ْم ل» .أخ َر َج ُه ُم ْس ِلم ّللا فَل تفع ْل ،ب ْل على حك ِمك ف ِإنك ل تد ِري :أت ِصيب ِف ِيهم حكم ِ ِ
• (على جيش) هم الجند أو السائرون إلى الحرب أو غيرهم.
• (أو سرية) هي القطعة من الجيش تخرج منه تغير على العدو وترجع إليه.
• (وال تغلوا) والغلول :الخيانة يف المغنم مطلقا( .وال تغدروا) الغدر ضد الوفاء (وال
تمثلوا) من المثلة ،يقال مثل بالقتيل إذا قطع أنفه أو أذنه أو مذاكيره أو شيئا من أطرافه
(وال تقتلوا وليدا) المراد غير البالغ سن التكليف
• «وإذا لقيت عدوك من المشركين فادعهم إلى ثَلث خصال» أي إلى إحدى ثَلث
19 تقريب سبل السالم الموصلة إلى بلوغ المرام
خصال (فأيتهن أجابوك إليها فاقبل منهم وكف عنهم) أي :القتال وبينها بقوله
«ادعهم إلى اإلسَلم فإن أجابوك فاقبل منهم ،ثم ادعهم إلى التحول من دارهم إلى
دار المهاجرين
فإن أبوا :فأخربهم بأهنم يكونون كأعراب المسلمين» وبيان حكم أعراب
المسلمين تضمنه قوله (وال يكون لهم يف الغنيمة) الغنيمة :ما أصيب من مال
أهل الحرب وأوجف عليه المسلمون بالخيل والركاب (والفيء) هو ما حصل
للمسلمين من أموال الكفار من غير حرب وال جهاد (شيء إال أن يجاهدوا مع
المسلمين)،
(فإن هم أبوا) أي :اإلسَلم (فاسألهم الجزية) وهي الخصلة الثانية من الثَلث (فإن
النهي بقوله (فإنكم إن تخفروا) من أخفرت الرجل إذا نقضت عهده وذمامه «ذممكم
أهون من أن تخفروا ذمة اَّلل.
وإذا أرادوك أن تنزلهم على حكم اَّلل فَل تفعل بل على حكمك» علل النهي بقوله
ثم يخربه بتحريم الغلول من الغنيمة وتحريم الغدر وتحريم المثلة وتحريم قتل صبيان
المشركين وهذه محرمات باإلجماع،
• ودل على أنه يدعو اْلمير المشركين إلى اإلسَلم قبل قتالهم ،وظاهره :وإن كان قد بلغتهم
الدعوة لكنه مع بلوغها يحمل على االستحباب كما دل له إغارته ﷺ على بني
المصطلق وهم غارون ،وإال وجب دعاؤهم.
• وفيه دليل على دعائهم إلى الهجرة بعد إسَلمهم وهو مشروع ندبا بدليل ما يف الحديث
من اإلذن لهم يف البقاء.
[من يستحق الغنيمة والفيء؟]
[ ]1أن الغنيمة والفيء ال يستحقهما إال المهاجرون ،وأن اْلعراب ال حق لهم فيها إال أن
يحضروا الجهاد (الشافعي)
حديث الباب.
المسألة لثانية
[ممن تؤخذ الجزية؟]
[ ]1أن الجزية تؤخذ من كل كافر كتابي أو غير كتابي أو غير عربي (مالك واْلوزاعي
وغيرهما)
لقوله ﷺ( :عدوك) وهو عام،
[ ]2أهنا ال تقبل إال من أهل الكتاب والمجوس عربا كانوا أو عجما (الشافعي).
لقوله تعالىَ ﴿ :حتَّى ُي ْع ُطوا ا ْل ِ
جزْ َي َة﴾ بعد ذكر أهل الكتاب.
21 تقريب سبل السالم الموصلة إلى بلوغ المرام
ولقوله ﷺ« :سنوا هبم سنة أهل الكتاب» وما عداهم داخلون يف عموم قوله تعالى:
(قلت) والذي يظهر :عموم أخذ الجزية من كل كافر ،لعموم حديث بريدة.
وأما اآلية :فأفادت أخذ الجزية من أهل الكتاب ولم تتعرض ْلخذها من غيرهم وال
لعدم أخذها.
والحديث ب َّين أخذها من غيرهم،
وحمل (عدوك) على أهل الكتاب يف غاية البعد،
وإن قال ابن كثير يف اإلرشاد إن آية الجزية :إنما نزلت بعد انقضاء حرب المشركين
وعبدة اْلوثان ولم يبق بعد نزولها إال أهل الكتاب ،قاله تقوية لمذهب إمامه
الشافعي ،وال يخفى بطَلن دعواه بأنه لم يبق بعد نزول آية الجزية إال أهل الكتاب
بل بقي عباد النيران من أهل فارس وغيرهم وعباد اْلصنام من أهل الهند.
وأما عدم أخذها من العرب :فألهنا لم تشرع إال بعد الفتح ،وقد دخل العرب يف
اإلسَلم ولم يبق منهم محارب ،فلم يبق فيهم بعد الفتح من يسبى وال من تضرب
عليه الجزية ،بل من خرج بعد ذلك عن اإلسَلم منهم فليس إال السيف أو اإلسَلم
كما كان ذلك الحكم يف أهل الردة وقد سبى ﷺ قبل ذلك من العرب بني المصطلق
وهوازن ،وهل حديث االسترباء إال يف سبايا أوطاس ،واستمر هذا الحكم بعد عصره
ﷺ ...
وهبذا يعرف أن حديث بريدة كان بعد نزول فرض الجزية ،وفرضها كان بعد الفتح
تقريب سبل السالم الموصلة إلى بلوغ المرام 22
فكان فرضها يف السنة الثانية عند نزول سورة براءة ولذا هنى فيه عن المثلة ولم ينزل
النهي عنها إال بعد أحد ،وإلى هذا المعنى جنح ابن القيم يف الهدي وال يخفى قوته.
(المسألة الثالثة)
• تضمن احلديث النهي عن إجابة العدو إلى أن يجعل لهم اْلمير ذمة اَّلل وذمة رسوله بل أن
يجعل لهم ذمته.
وقد علله بأن اْلمير ومن معه إذا أخفروا ذمتهم أي نقضوا عهدهم :فهو أهون عند اَّلل
من أن يخفروا ذمته تعالى وإن كان نقض الذمة محرما مطلقا.
قيل :وهذا النهي للتنزيه ال للتحريم ،ولكن اْلصل فيه التحريم ودعوى اإلجماع
َ َ ْ ُ َ ْ َ َ َل َ َ َ ُ َ َ الن ْع َمان ْبن ُم َقرن َ ق َ َ ْ َ -13و َع ْن َم ْعقل ْبن ُّ
الن َه ِارأخ َر ّللا ﷺ إذا لم يقا ِتل أوال« :ش ِهدت َرسول ِ ِ ِ ٍِ ِِ ِ
َ ْ ُ َ َ َ َ ُ َ َ َ َ ُ ْ َ ُ َ ْ َ َ ْ َ َ ُ َ َ َ َ ْال ِق َت َ
ال َح َتى َت ُز َ
الرياح ،وين ِزل النص ُرَ .رواه أح َمد والثَلثة ،وصححه الح ِاك ُم. ِ س ،وت ُه َبول الش ْم ُ
ََ ُْ ُ ُْ َ
ي
وأصله ِفي الب ِ ِ
ارخ
• (وعن معقل بن النعمان بن ُم َقرن) ولم يذكر ابن اْلثير معقل بن مقرن يف الصحابة إنما
ذكر النعمان بن مقرن وعزا هذا الحديث إليه ،وكذلك البخاري وأبو داود والرتمذي.
فينظر فما أظن لفظ معقل إال سبق قلم والشارح وقع له أنه قال هو معقل بن
النعمان بن مقرن المزين ،وال يخفى أن النعمان هو ابن مقرن فإذا كان له أخ فهو
معقل بن مقرن ال ابن النعمان ... ،فتعين أن لفظ معقل يف نسخ بلوغ المرام سبق
قلم وهو ثابت فيما رأيناه من نسخه.
• أخرجه عن النعمان بن مقرن بلفظ «إذا لم يقاتل يف أول النهار انتظر حتى هتب اْلرواح
وتحضر الصَلة»
تقريب سبل السالم الموصلة إلى بلوغ المرام 24
ِر ً
يحا َو ُجنُو ًدا َل ْم َت َر ْو َها﴾
فكان توخي هبوهبا مظنة للنصر،
وقد علل بأن الرياح هتب غالبا بعد الزوال فيحصل هبا تربيد حد السَلح للحرب
والزيادة للنشاط،
وال يعارض هذا ما ورد من أنه ﷺ كان يغير صباحا؛ ْلن هذا يف اإلغارة وذلك عند
المصافة للقتال.
آخره :قال سفيان .قال الزهري :ثم هنى رسول اَّلل ﷺ بعد ذلك عن قتل النساء
والصبيان،
• ويؤيد أن النهي يف حنين ما يف البخاري« :قال النبي ﷺ ْلحدهم ألحق خالدا فقل له .ال
تقتل ذرية وال عسيفا» وأول مشاهد خالد معه ﷺ غزوة حنين كذا قيل ،وال يخفى أنه قد
شهد معه ﷺ فتح مكة قبل ذلك،
• وأخرج الطرباين من حديث ابن عمر قال« :لما دخل النبي ﷺ مكة أيت بامرأة مقتولة
فقال :ما كانت هذه تقاتل وهنى عن قتل النساء».
• ونقل ابن بطال وغيره اتفاق الجميع على عدم جواز القصد إلى قتل النساء والصبيان
للنهي عن ذلك.
• ويف قوله «هم منهم»
تقريب سبل السالم الموصلة إلى بلوغ المرام 26
وقد اشرتط الهادوية أن يكون معه مسلمون يستقل هبم يف إمضاء اْلحكام،
[ ]3إن كان الكافر حسن الرأي يف المسلمين ودعت الحاجة إلى االستعانة استعين به وإال
فيكره( .الشافعي قال يف شرح مسلم)
[[ ]4قيل :اْلمر يرجع إلى اإلمام].
ََْ َ َ ْ َ َ ْ ْ ُ َ َ َ َ َ َ ََ ْ ََ ً َ ْ ُ َ ً َ ْ َ َ
الن َس ِاء
ض مغ ِاز ِيه ،فأنك َرقت َل ِ
-16وعن اب ِن عمر« :أن الن ِبي ﷺ رأى امرأة مقتولة ِفي بع ِ
َ َ
الص ْب َي ِانُ .م َتفق َعل ْي ِه
و ِ
َ
• وقد أخرج الطرباين عن ابن عمر «أنه ﷺ لما دخل مكة أيت بامرأة مقتولة فقال :ما كانت
هذه تقاتل» فيحتمل أهنا هذه.
تقريب سبل السالم الموصلة إلى بلوغ المرام 28
• وأخرج أبو داود يف المراسيل عن عكرمة «أنه ﷺ رأى امرأة مقتولة بالطائف فقال :ألم
أنه عن قتل النساء .من صاحبها؟ فقال رجل يا رسول اَّلل أردفتها فأرادت أن تصرعني
فتقتلني ،فقتلتها فأمر هبا أن توارى».
[حكم قتل النساء يف الحرب]
[ ]1أهنا إذا قاتلت قتلت (الشافعي)
مفهوم قوله «لتقاتل» وتقريره لهذا القاتل.
حديث رباح بن ربيع التميمي قال« :كنا مع رسول اَّلل ﷺ يف غزوة فرأى الناس
ويحتمل أنه أريد بالشيوخ من كانوا بالغين مطلقا فيقتل ومن كان صغيرا ال يقتل
إسَلمه كما قال أحمد بن حنبل :الشيخ ال يكاد يسلم والشباب أقرب إلى اإلسَلم.
فيكون الحديث مخصوصا بمن يجوز تقريره على الكفر بالجزية.
[فائدة]
• الشيخ يقتل :إذا كان له نفع للمشركين ويضر بالمسلمين ،وال يقتل عند عدم الضرر
بالمسلمين وال نفع للمشركين.
املبارزة في الحرب
َ ً َ َ ْ ْ َ َ َ ُ
َ -18و َع ْن َع ِل ٍي :أ َن ُه ْم ت َب َارزوا َي ْو َم َب ْد ٍرَ .ر َو ُاه ال ُبخ ِار ُّيَ .وأخ َر َج ُه أ ُبو َد ُاو َد ُمط َول
• ويف المغازي من البخاري عن علي -كرم اَّلل وجهه -أنه قال :أنا أول من يجثو
اخت ََص ُموا فِي َربِّ ِه ْم﴾ ان َخصم ِ
ان ْ ْ َ
للخصومة يوم القيامة قال قيس :وفيهم أنزلت ﴿ َه َذ ِ
قال هم الذين تبارزوا يف بدر حمزة وعلي وعبيدة بن الحارث وشيبة بن ربيعة وعتبة
بن ربيعة والوليد بن عتبة.
• وتفصيله ما ذكره ابن إسحاق :أنه برز عبيدة لعتبة ،وحمزة لشيبة ،وعلي للوليد.
وعند موسى بن عقبة :فقتل علي وحمزة من بارزهما،
واختلف عبيدة ومن بارزه بضربتين فوقعت الضربة يف ركبة عبيدة فمات منها لما
رجعوا بالصفراء .ومال علي وحمزة على من بارز عبيدة فأعاناه على قتله.
[حكم المبارزة]
تقريب سبل السالم الموصلة إلى بلوغ المرام 30
وب َ ق َ َ َ ُ ْ َ ْ َ ْ َ ُ َ َ ْ َ ْ َ ْ َ
صارَ ،ي ْعني َق ْوله َت َع َالىَ : َ -19و َع ْن َأبي َأ ُّي َ
﴿ول ال :إنما أن ِزلت ه ِذ ِه اْلية ِفينا معش َر اِلن ِ ِ
ُّ َ َ َ َ َ ْ َ َ ُ َ َ َ ُ َ ُ ْ ُ َ ْ ُ ِ ْ َ َ ْ ُ َ َ َ ُ َ ًّ َ َ َ ْ َ َ َ َ َ
و
ف الر ِوم حتى دخل ِف ِيهم .ر اه الثَلثة، تلقوا ِبأي ِديكم ِإلى التهلك ِة﴾ قاله ردا على من حمل على ص ِ
َ ْ َ َ َ َ ُ
الت ْر ِم ِذ ُّيَ ،و ْاب ُن ِح َبانَ ،وال َح ِاكم [صحيح]
ُ وصححه ِ
• أخرجه المذكورون من حديث أسلم بن يزيد أبي عمران قال «كنا بالقسطنطينية فخرج
صف عظيم من الروم فحمل رجل من المسلمين على صف الروم حتى حصل فيهم ثم
رجع مقبَل فصاح الناس ،سبحان اَّلل ألقى بيده إلى التهلكة ،فقال أبو أيوب أيها الناس
إنكم تؤولون هذه اآلية على هذا التأويل وإنما نزلت هذه اآلية فينا معشر اْلنصار إنا لما
أعز اَّلل دينه وكثر ناصروه قلنا بيننا سرا إن أموالنا قد ضاعت فلو أنا قمنا فيها وأصلحنا ما
ضاع منها فأنزل اَّلل تعالى هذه اآلية فكانت التهلكة اإلقامة التي أردنا» وصح عن ابن
عباس وغيره نحو هذا يف تأويل اآلية.
• قيل :وفيه دليل على :جواز دخول الواحد يف صف القتال ولو ظن الهَلك.
( قلت) أما ظن الهَلك :فَل دليل فيه؛ إذ ال يعرف ما كان ظن من حمل هنا وكأن
القائل يقول إن الغالب يف واحد يحمل على صف كبير أنه يظن الهَلك.
31 تقريب سبل السالم الموصلة إلى بلوغ المرام
• وقال المصنف يف مسألة حمل الواحد على العدد الكثير من العدو :إنه صرح الجمهور
أنه إذا كان لفرط شجاعته وظنه أنه يرهب العدو بذلك أو يجزئ المسلمين عليهم أو
نحو ذلك من المقاصد الصحيحة فهو حسن ومتى كان مجرد هتود فممنوع ال سيما إن
ترتب على ذلك وهن المسلمين
(قلت) وخرج أبو داود من حديث عطاء بن السائب -قال ابن كثير وال بأس به -عن
ابن مسعود قال :قال رسول اَّلل ﷺ «عجب ربنا من رجل غزا يف سبيل اَّلل فاهنزم
أصحابه فعلم ما عليه فرجع رغبة فيما عندي وشفقة مما عندي حتى أهريق دمه»
قال ابن كثير :واْلحاديث واآلثار يف هذا كثيرة تدل جواز المبارزة لمن عرف من
وأجيب :بأنه رأى المصلحة يف بقائها ْلنه قد علم أهنا تصير للمسلمين ،فأراد بقاءها لهم
وذلك يدور على مَلحظة المصلحة.
النهي عن الغلول
والعار الفضيحة ففي الدنيا :أنه إذا ظهر افتضح به صاحبه وأما يف اآلخرة :فلعل العار
ما يفيده ما أخرجه البخاري من حديث أبي هريرة قال «قام فينا رسول اَّلل ﷺ
وذكر الغلول وعظم أمره فقال :ال ألفين أحدكم يوم القيامة على رقبته شاة لها ثغاء،
على رقبته فرس له حمحمة يقول يا رسول اَّلل أغثني فأقول ال أملك لك من اَّلل شيئا
قد أبلغتك» -الحديث وذكر فيه البعير وغيره.
• دل احلديث على :أنه يأيت الغال هبذه الصفة الشنيعة يوم القيامة على رءوس اْلشهاد،
33 تقريب سبل السالم الموصلة إلى بلوغ المرام
فلعل هذا هو العار يف اآلخرة للغال ،ويحتمل أنه شيء أعظم من هذا.
• ويؤخذ من هذا احلديث :أن هذا ذنب ال يغفر بالشفاعة لقوله ﷺ« :ال أملك لك من اَّلل
شيئا» وحيتمل :أنه أورده يف محل التغليظ والتشديد ،وحيتمل :أنه يغفر له بعد تشهيره يف
ذلك الموقف.
• والحديث الذي سقناه ورد يف خطاب العاملين على الصدقات فدل على :أن الغلول عام
لكل ما فيه حق للعباد وهو مشرتك بين الغال وغيره.
(فإن قلت) هل يجب على الغال رد ما أخذ؟
(قلت) قال ابن المنذر :إهنم أجمعوا على أن الغال يعيد ما غل قبل القسمة.
وأما بعدها:
[ ]1يدفع إلى اإلمام خمسه ويتصدق بالباقي (اْلوزاعي والليث ومالك).
[ ]2إن كان ملكه فليس عليه أن يتصدق به ،وإن كان لم يملكه لم يتصدق به فليس له
التصدق بمال غيره ،والواجب أن يدفعه إلى اإلمام كاْلموال الضائعة (الشافعي).
سواء قال اإلمام قبل القتال :من قتل قتيَل فله سلبه .أو ال،
وسواء كان القاتل مقبَل أو منهزما،
وسواء كان ممن يستحق السهم يف المغنم أو ال.
إذ قوله «قضى بالسلب للقاتل» حكم مطلق غير مقيد بشيء من اْلشياء؛
حفظ هذا الحكم عن رسول اَّلل ﷺ يف مواطن كثيرة منها يوم بدر «فإنه ﷺ حكم
بسلب أبي جهل لمعاذ بن الجموح لما كان هو المؤثر يف قتل أبي جهل؛ وكذا يف
قتل حاطب بن أبي بلتعة لرجل يوم أحد أعطاه النبي ﷺ سلبه» .رواه الحاكم.
واْلحاديث يف هذا الحكم كثيرة.
وقوله ﷺ يف يوم حنين «من قتل قتيَل فله سلبه» بعد القتال ال ينايف هذا بل هو
مقرر للحكم السابق؛ فإن هذا كان معلوما عند الصحابة من قبل حنين،
ولذا قال عبد اَّلل بن جحش :اللهم ارزقني رجَل شديدا -إلى قوله -أقتله وآخذ
بن الجموح بعد قوله له ولمشاركه يف قتله كَلكما قتله لما أرياه سيفيهما».
وأجيب عنه:
بأنه ﷺ إنما أعطاه معاذا ْلنه الذي أثر يف قتله لما رأى عمق الجناية يف سيفه؛
وأما قوله« :كَلكما قتله» فإنه قاله تطييبا لنفس صاحبه.
35 تقريب سبل السالم الموصلة إلى بلوغ المرام
كأهنم يخصصون عموم اآلية فإنه أخرج حديث عوف بن مالك أبو داود وابن حبان
واختلفوا هل تلزم القاتل البينة على أنه قتل من يريد أخذ سلبه؟
[ ]1إنه ال يقبل قوله إال بالبينة (الليث والشافعي وجماعة من المالكية)
لورود ذلك يف بعض الروايات بلفظ «من قتل قتيَل له عليه بينة فله سلبه».
• استدل به على :أن لإلمام أن يعطي السلب لمن شاء وأنه مفوض إلى رأيه،
ْلنه ﷺ أخرب أن ابني عفراء قتَل أبا جهل ،ثم جعل سلبه لغيرهما.
وأجيب عنه :أنه إنما حكم به ﷺ لمعاذ بن عمرو بن الجموح ْلنه رأى أثر ضربته بسيفه
هي المؤثرة يف قتله لعمقها فأعطاه السلب وط َّيب قلب ابني عفراء بقوله «كَلكما قتله»
وإال فالجناية القاتلة له ضربة معاذ بن عمرو،
ونسبة القتل إليهما :مجاز أي :كَلكما قتله ،وقرينة المجاز إعطاء سلب المقتول
لغيرهما ،وقد يقال هذا محل النزاع.
• وأخرجه الرتمذي عن ثور رواية عن مكحول ولم يذكر مكحوال فكان من قسم
37 تقريب سبل السالم الموصلة إلى بلوغ المرام
المعضل ،وقال السهيلي ذكر الرمي بالمنجنيق الواقدي كما ذكره مكحول.
• وذكر أن الذي أشار به سلمان الفارسي ،وروى ابن أبي شيبة من حديث عبد اَّلل بن سنان
ومن حديث عبد الرحمن بن عوف «أنه ﷺ حاصرهم خمسا وعشرين ليلة» ولم يذكر
أشياء من ذلك.
• ويف الصحيحين من حديث ابن عمر «حاصر أهل الطائف شهرا» ،ويف مسلم من حديث
أنس أن المدة كانت أربعين ليلة.
• ويف احلديث دليل على :أنه يجوز قتل الكفار إذا تحصنوا بالمنجنيق ويقاس عليه غيره من
المدافع ونحوها.
اْل ْغ َف ُرَ ،ف َل َما َن َز َع ُه َج َاء ُه َر ُجلَ ،ف َق َْ َ َ َ َ َ ََ ْ ََ َ ََ
الْ :اب ُن س « أن الن ِب َي ﷺ دخ َل َمكة وعلى َرأ ِس ِه ِ ٍ َ -25و َع ْن أن
َ َ
وه»ُ .م َتفق َعل ْي ِه َخ َطل ُم َت َع ِلق ب َأ ْس َتار ْال َك ْع َب ِةَ ،ف َق َ
الُ :ا ْق ُت ُل ُ
ِ ِ ٍ
• املغفر :زرد من الدرع يلبس تحت القلنسوة أو حلق يتقنع هبا المسلح.
• فيه دليل على :أنه ﷺ دخل مكة غير محرم يوم الفتح ْلنه دخل مقاتَل ولكن يختص به
ذلك فإنه محرم القتال فيها كما قال ﷺ «وإنما أحلت لي ساعة من هنار» متفق عليه.
• وأما أمره ﷺ بقتل ابن خطل وهو أحد جماعة تسعة أمر ﷺ بقتلهم ولو تعلقوا بأستار
الكعبة ،فأسلم منهم ستة وقتل ثَلثة منهم ابن خطل.
• «وكان ابن خطل قد أسلم فبعثه النبي ﷺ مصدقا وبعث معه رجَل من اْلنصار وكان معه
تقريب سبل السالم الموصلة إلى بلوغ المرام 38
مولى يخدمه مسلما فنزل منزال وأمر مواله أن يذبح له تيسا ويصنع له طعاما فنام
فاستيقظ ولم يصنع له شيئا فعدا عليه فقتله ثم ارتد مشركا ،وكانت له قينتان تغنيانه
هبجاء النبي ﷺ فأمر بقتلهما معه فقتلت إحداهما واستؤمن لألخرى فأمنها»
• قال الخطابي :قتله ﷺ بحق ما جناه يف اإلسَلم ،فدل على أن الحرم ال يعصم من إقامة
واجب وال يؤخره عن وقته انتهى.
ﷺ واستمرت من صبيحة يوم الفتح إلى العصر .وقد قتل ابن خطل وقت الضحى
بين زمزم.
وذكر اْلثرم عن ابن عباس أيضا «من أحدث حدثا يف الحرم أقيم عليه الحد ما
ج ِد ا ْل َح َرا ِم َحتَّى
وه ْم ِعنْدَ ا ْل َم ْس ِ
أحدث فيه من شيء» واَّلل تعالى يقولَ ﴿ :وال ُت َقاتِ ُل ُ
ُي َقاتِ ُلوك ُْم فِ ِيه َفإِ ْن َقا َت ُلوك ُْم َفا ْق ُت ُل ُ
وه ْم﴾.
وْلن الحد فيما دون النفس جار مجرى تأديب السيد عبده فلم يمنع منه.
وال يخفى أن الحكم لألخص ،حيث صح أن سفك الدم ال ينصرف إال إلى القتل
(قلت) وال يخفى أن الدليل خاص بالقتل ،والكَلم من أوله يف الحدود فَل بد من حملها
على القتل إذ حد الزنى غير الرجم وحد الشرب والقذف يقام عليه.
تقريب سبل السالم الموصلة إلى بلوغ المرام 40
القتل صبرا
أحد علماء التابعين ،سمع ابن مسعود وابن عباس وابن عمر وابن الزبير وأنسا وأخذ
المذكورة.
• صرب اإلنسان وغريه على القتل :أن يحبس ويرمى حتى يموت،
• والثالثة هم :طعيمة بن عدي ،والنضر بن الحارث ،وعقبة بن أبي معيط ،ومن قال بدل
طعيمة :المطعم بن عدي.
• وهذا دليل على :جواز قتل الصرب،
إال أنه قد روي عنه ﷺ برجال ثقات ويف بعضهم مقال «ال يقتلن قرشي بعد هذا
صربا» قاله ﷺ بعد قتل ابن خطل يوم الفتح.
41 تقريب سبل السالم الموصلة إلى بلوغ المرام
[ ]2ال تجوز المفاداة ويتعين إما قتل اْلسير أو اسرتقاقه (أبو حنيفة) وزاد مالك أو مفاداته
بأسير.
[ ]3تجوز المفاداة بغيره أو بمال أو قتل اْلسير أو اسرتقاقه (صاحبا أبي حنيفة)
وقد «وقع منه ﷺ قتل اْلسير» كما يف قصة عقبة بن أبي معيط،
والمن عليه كما من على أبي عزة يوم بدر على أن ال يقاتل فعاد إلى القتال يوم أحد
• (وعن صخر بن العيلة) ويقال ابن أبي العيلة ،عداده يف أهل الكوفة وحديثه عندهم،
• ويف معناه الحديث المتفق عليه «أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا ال إله إال اَّلل فإذا
قالوها أحرزوا دماءهم وأموالهم».
• ويف احلديث دليل على :أن من أسلم من الكفار حرم دمه وماله ،وللعلماء تفصيل يف ذلك،
قالوا:
من أسلم طوعا من دون قتال :ملك ماله وأرضه وذلك كأرض اليمن،
وإن أسلموا بعد القتال :فاإلسَلم قد عصم دماءهم وأما أموالهم فالمنقول غنيمة
وغير المنقول يفء.
ونازع يف ذلك بَلل وأصحابه وقالوا لعمر :اقسم اْلرض التي فتحوها يف الشام.
وقالوا له :خذ خمسها واقسمها .فقال عمر :هذا غير المال ولكن أحبسه فيئا يجري
عليكم وعلى المسلمين ثم وافق سائر الصحابة عمر .
وكذلك جرى يف فتوح مصر وأرض العراق وأرض فارس وسائر البَلد التي فتحوها
عنوة فلم يقسم منها الخلفاء الراشدون قرية واحدة .ثم قال ووافقه على ذلك جمهور
اْلئمة.
43 تقريب سبل السالم الموصلة إلى بلوغ المرام
قسمة مكة وقسم بعض خيرب وترك بعضها لما ينوبه من مصالح المسلمين.
[ ]2أن اإلمام مخير فيها بين اْلصلح من اْلربعة اْلشياء (الهادوية)
إما القسم بين الغانمين أو يرتكها ْلهلها على خراج أو يرتكها على معاملة من غلتها
أو يمن هبا عليهم .قالوا :وقد فعل مثل ذلك النبي ﷺ.
ُ
ي َح ًّيا ث َم َ َ َ َ َ َ ْ َ ْ َ َ ُْ ْ ُ ْ ُ َ ََ َ َ َ َ ْ ُ َْ ْ ُ ْ
-29وعن جبي ِرب ِن مط ِع ٍم « أن الن ِبي ﷺ قال ِفي أسارى بدر :لو كان اْلط ِعم بن ع ِد ٍ
ْ َ َ َُ َ ْ َ ََ َ ْ ْ َ ََ
تهم ل ُه»َ .ر َو ُاه ال ُبخ ِار ُّيكل َم ِني ِفي هؤل ِء النتنى لترك
• جبير :صحابي عارف باْلنساب .مات سنة ثمان أو تسع وخمسين.
• املراد بهم :أسارى بدر وص َفهم بالنتن لما هم عليه من الشرك؛ كما وصف اَّلل تعالى
المشركين بالنجس واملراد :لو طلب مني تركهم وإطَلقهم من اْلسر بغير فداء لفعلت
ذلك مكافأة له على يد كانت له عند رسول اَّلل ﷺ.
تقريب سبل السالم الموصلة إلى بلوغ المرام 44
• وذلك :أنه ﷺ لما رجع من الطائف دخل ﷺ يف جوار المطعم بن عدي إلى مكة فإن
المطعم بن عدي أمر أوالده اْلربعة ،فلبسوا السَلح وقام كل واحد منهم عند الركن من
الكعبة فبلغ ذلك قريشا فقالوا له :أنت الرجل الذي ال تخفر ذمتك ،وقيل :إن اليد التي
كانت له أنه أعظم من سعى يف نقض الصحيفة التي كانت كتبتها قريش يف قطيعة بني
هاشم ومن معهم من المسلمين حين حصروهم يف الشعب وكان المطعم قد مات قبل
وقعة بدر كما رواه الطرباين.
• وفيه دليل على أنه يجوز ترك أخذ الفداء من اْلسير والسماحة به لشفاعة رجل عظيم وأنه
يكافأ المحسن وإن كان كافرا.
ولم يعلم أنه ﷺ عرض على سبايا أوطاس اإلسَلم وال أخرب أصحابه أهنا ال توطأ
بطوهنن» فجعل للتحريم غاية واحدة وهي وضع الحمل ولم يذكر اإلسَلم،
«ال يحل المرئ يؤمن باَّلل واليوم اآلخر أن يقع على امرأة من السبي حتى يستربئها»
تحيض حيضة» ولم يذكر اإلسَلم ،وال يعرف اشرتاط اإلسَلم يف المسبية يف حديث
واحد.
[ ]2أنه ال يجوز وطء المسبية بالملك حتى تسلم إذا لم تكن كتابية (الشافعي واْلئمة)
وسبايا أوطاس هن وثنيات ،فَل بد عندهم من التأويل بأن حلهن بعد اإلسَلم ،وال
يتم ذلك إال لمجرد الدعوى فقد عرفت أنه لم يأت بشرطية اإلسَلم.
لكل إنسان ثم قدمنا إلى النبي ﷺ فقسم بيننا غنيمتنا فأصاب كل رجل اثني
عشر بعيرا بعد الخمس» فدل على أن التنفيل من اْلمير والقسمة منه ﷺ
وقد مجع بني الروايات :بأن التنفيل كان من اْلمير قبل الوصول إلى النبي ﷺ ،ثم بعد
الوصول قسم النبي ﷺ بين الجيش وتولى اْلمير قبض ما هو للسرية جملة ثم قسم
ذلك على أصحابه،
فمن نسب ذلك إلى النبي ﷺ :فلكونه الذي قسم أوال،
ومن نسب ذلك إلى اْلمير :فباعتبار أنه الذي أعطى ذلك أصحابه آخرا.
• ويف احلديث دليل على جواز التنفيل للجيش ،ودعوى أنه يختص ذلك بالنبي ﷺ ال دليل
عليه ،بل تنفيل اْلمير قبل الوصول إليه ﷺ يف هذه القصة دليل على عدم االختصاص.
• وقول مالك :إنه يكره أن يكون التنفيل بشرط من اْلمير ،بأن يقول من فعل كذا فله كذا،
47 تقريب سبل السالم الموصلة إلى بلوغ المرام
حديث أبي عمرة «أن النبي ﷺ أعطى للفرس سهمين ولكل إنسان سهما فكان
• واختلفوا إذا حضر بفرسين :فقال الجمهور ال يسهم إال لفرس واحد وال يسهم لها إال
إذا حضر هبا القتال.
له وْلبيه ولجده صحبة شهدوا بدرا كما قيل ،وال يعلم من شهد بدرا هو وأبوه وجده
• املراد بالنفل هو :ما يزيده اإلمام ْلحد الغانمين على نصيبه.
• وقد اتفق العلماء على جوازه.
49 تقريب سبل السالم الموصلة إلى بلوغ المرام
• واختلفوا يف مقدار التنفيل :فقال بعضهم ال يجوز أن ينفل أكثر من الثلث أو من الربع كما
يدل عليه قوله.
واله عمر أعمال الجزيرة وضم إليه أرمينية وأذربيجان وكان فاضَل مجاب الدعوة.
• وعلم أنه اختلف يف تفسير الحديث فقال الخطابي رواية عن ابن المنذر :إنه ﷺ بين
البدأة والقفول حين فضل إحدى العطيتين على اْلخرى:
لقوة الظهر عند دخولهم وضعفه عند خروجهم،
وْلهنم وهم داخلون أنشط وأشهى للسير واإلمعان يف بَلد العدو وأجم وهم عند
القفول ،لضعف دواهبم وأبداهنم وهم أشهى للرجوع إلى أوطاهنم وأهاليهم لطول
عهدهم هبم وحبهم للرجوع فيرى أنه زادهم يف القفول لهذه العلة واَّلل أعلم،
• قال الخطابي بعد نقله كَلم ابن المنذر :هذا ليس بالبين ،فحواه يوهم أن الرجعة هي
القفول إلى أوطاهنم وليس هو معنى الحديث ،والبدأة إنما هي ابتداء السفر للغزو إذا
هنضت سرية من جملة العسكر.
فإذا وقعت بطائفة من العدو فما غنموا كان لهم فيه الربع ويشركهم سائر العسكر يف
ثَلثة أرباعه.
فإن قفلوا من الغزوة ثم رجعوا فأوقعوا بالعدو ثانية :كان لهم مما غنموا الثلث ْلن
هنوضهم بعد القفول أشد لكون العدو على حذر وحزم انتهى وما قاله هو اْلقرب.
51 تقريب سبل السالم الموصلة إلى بلوغ المرام
وما أخرجه الشيخان من حديث ابن مغفل قال «أصبت جراب شحم يوم خيرب فقلت
ال أعطي منه أحدا فالتفت فإذا رسول اَّلل ﷺ يبتسم» وهذه اْلحاديث مخصصة
ْلحاديث النهي عن الغلول ،ويدل له أيضا الحديث اآليت ،وهو قوله:
تقريب سبل السالم الموصلة إلى بلوغ المرام 52
َ َ َ َ ْ َ َ َ ً َ ْ َ َ َْ َ َ َ َ َ ُ ُ َ ُ َ ْ ُ ُ ْ َ َ َ
يء ف َيأخذ ِمن ُه َ َ ْ َْ َ
ّللا ْب ِن أ ِبي أ ْوفى قال« :أصبنا طعاما يوم خيبرفكان الرجل ي ِج
-37وعن عب ِد ِ
ْ
ودَ ،وال َح ِاك ُم [صحيح] م ْق َد َار َما َي ْكف ُ َ ْ َ ُ َ ْ َ ُ َ ُ َ ُ َ َ َ َ َ ُ ْ ُ ْ َ
يه ،ث َم ينص ِرف» .أخ َرجه أبو داود ،وصححه ابن الج ُار ِ
ِ ِ ِ
• فإنه واضح يف الداللة على :أخذ الطعام قبل القسمة وقبل التخميس.
• قاله الخطابي وأما سَلح العدو ودواهبم :فَل أعلم بين المسلمين خَلفا يف جواز
استعمالها .فأما إذا انقضت الحرب :فالواجب ردها يف المغنم.
• وأما الثياب والحرث واْلدوات :فَل يجوز أن يستعمل شيء منها إال أن يقول قائل إنه
إذا احتاج إلى شيء منها لحاجة ضرورية كان له أن يستعمله ،مثل أن يشتد الربد فيستدفئ
بثوب ويتقوى به على المقام يف بَلد العدو مرصدا له لقتالهم.
• وسئل اْلوزاعي عن ذلك فقال :ال يلبس الثوب إال أن يخاف الموت (قلت) الحديث
اآليت:
• زاد ابن ماجه من حديث علي أيضا ،من وجه آخر« :ويجير عليهم أقصاهم» كالدفع
لتوهم أنه ال يجير إال أدناهم فتدخل المرأة يف جواز إجارهتا على المسلمين كما أفاده
الحديث اآليت:
• (حديث أم هانئ) بنت أبي طالب ،قيل اسمها :هند ،وقيل :فاطمة وهي أخت علي بن
أبي طالب
• «قد أجرنا من أجرت» وذلك أهنا أجارت رجلين من أحمائها وجاءت إلى النبي ﷺ
تخربه أن عليا أخاها لم يجز إجارهتا فقال ﷺ (قد أجرنا) الحديث.
[ ]1صحة أمان الكافر من كل مسلم ذكر أو أنثى حر أم عبد مأذون أم غير مأذون (جمهور
العلماء)
اْلحاديث السابقة.
لقوله« :أدناهم» فإنه شامل لكل وضيع ،وتعلم صحة أمان الشريف باْلولى وعلى
هذا.
حمل حديث أم هانئ :أنه ﷺ أمضى ما وقع منها وأنه قد انعقد أماهناْ ،لنه ﷺ
سماها مجيرة ،وْلهنا داخلة يف عموم المسلمين يف الحديث على ما يقوله بعض أئمة
اْلصول أو من باب التغليب بقرينة الحديث اآليت.
[ ]2ال يصح أمان المرأة إال بإذن اإلمام (جماعة من أصحاب مالك)
وذلك ْلهنم حملوا قوله ﷺ ْلم هانئ «قد أجرنا من أجرت» على أنه إجارة منه قالوا
َ َ َ ْ َ َ ْ ُ َ َ ََ ُ َ َ َ َ َ ُ ُ َُ
«ِل ْخر َج َن ْال َي ُه َ
ود َو َ
ص َارى ِم ْن َج ِز َير ِة ال َع َر ِبَ ،ح َتى ل أ َدع
الن َ
ِ -43وعن عمر أنه س ِمع الن ِبي ﷺ يقول:
ْ ُ ُ َ َ ً ْ ُ َ
إل مس ِلما» .رواه مس ِلم
• وأخرجه أحمد بزيادة« :لئن عشت إلى قابل»
• وأخرج الشيخان من حديث ابن عباس « أنه ﷺ أوصى عند موته بثَلث أخرجوا
المشركين من جزيرة العرب»
55 تقريب سبل السالم الموصلة إلى بلوغ المرام
• وأخرج البيهقي من حديث مالك عن ابن شهاب أن رسول اَّلل ﷺ ،قال «ال يجتمع دينان
يف جزيرة العرب»
• قال مالك :قال ابن شهاب ففحص عمر عن ذلك حتى أتاه الثلج واليقين عن رسول اَّلل
ﷺ أنه قال «ال يجتمع دينان يف جزيرة العرب فأجلى يهود خيرب» قال مالك وقد أجلى
يهود نجران وفدك أيضا.
• واحلديث دليل على :وجوب إخراج اليهود والنصارى والمجوس من جزيرة العرب
لعموم قوله «ال يجتمع دينان يف جزيرة العرب» وهو عام لكل دين والمجوس
أو ْلهنا احتجزت بالحرار الخمس حرة بني سليم وراقم وليلى وشوران والنار
قال الشافعي :وال أعلم أحدا أجلى أحدا من أهل الذمة من اليمن وقد كانت لها ذمة
وليس اليمن بحجاز فَل يجليهم أحد من اليمن وال بأس أن يصالحهم على مقامهم
باليمن.
(قلت) ال يخفى أن اْلحاديث الماضية فيها اْلمر بإخراج من ذكر من أهل اْلديان غير
دين اإلسَلم من جزيرة العرب .والحجاز بعض جزيرة العرب.
وورد يف حديث أبي عبيدة اْلمر بإخراجهم من الحجاز وهو بعض مسمى
جزيرة العرب والحكم على بعض مسمياهتا بحكم ال يعارض الحكم عليها
كلها بذلك الحكم ،كما قرر يف اْلصول أن الحكم على بعض أفراد العام ال
يخصص العام وهذا نظيره
وليست جزيرة العرب من ألفاظ العموم كما وهم فيه جماعة من العلماء ،وغاية
ما أفاده حديث أبي عبيدة زيادة التأكيد يف إخراجهم من الحجاز ْلنه دخل
إخراجهم من الحجاز تحت اْلمر بإخراجهم من جزيرة العرب ،ثم أفرد باْلمر
زيادة تأكيد ال أنه تخصيص أو نسخ
وكيف وقد كان آخر كَلمه ﷺ «أخرجوا المشركين من جزيرة العرب» كما قال
بلغني أنه كان من آخر ما تكلم به رسول اَّلل ﷺ أنه قال «قاتل اَّلل اليهود
57 تقريب سبل السالم الموصلة إلى بلوغ المرام
وكذا القول بأن تقريرهم يف اليمن قد صار إجماعا سكوتيا ال ينهض على دفع
اْلحاديث ،فإن السكوت من العلماء على أمر وقع من اآلحاد أو من خليفة أو غيره
من فعل محظور أو ترك واجب ال يدل على جواز ما وقع ،وال على جواز ما ترك
فإنه إن كان الواقع فعَل أو تركا لمنكر وسكتوا ولم يدل سكوهتم على أنه ليس
بمنكر
لما علم من أن مراتب اإلنكار ثَلث باليد أو اللسان أو القلب وانتفاء اإلنكار باليد
واللسان ال يدل على انتفائه بالقلب وحينئذ فَل يدل سكوته على تقريره لما وقع
حتى يقال قد أجمع عليه إجماعا سكوتيا إذ ال يثبت أنه قد أجمع الساكت إذا علم
رضاه حتى يقال رضاه بالواقع وال يعلم ذلك إال عَلم الغيوب.
• وهبذا يعرف بطَلن القول بأن اإلجماع السكويت حجة وال أعلم أحدا قد حرر هذا يف رد
اإلجماع السكويت مع وضوحه.
تقريب سبل السالم الموصلة إلى بلوغ المرام 58
• فالعجب ممن قال :ومثله قد يفيد القطع وكذلك قول من قال :إنه يحتمل أن حديث
اْلمر باإلخراج كان عند سكوهتم بغير جزية باطل
ْلن اْلمر بإخراجهم عند وفاته ﷺ والجزية فرضت يف التاسعة من الهجرة عند نزول
وهو جزية .والتكلف لتقويم ما عليه الناس ورد ما ورد من النصوص بمثل هذه
التأويَلت مما يطيل تعجب الناظر المنصف.
• قال النووي :قال العلماء رحمهم اَّلل تعالى :وال يمنع الكفار من التردد مسافرين إلى
الحجاز وال يمكثون فيه أكثر من ثالثة أيام،
• قال الشافعي ومن وافقه :إال مكة وحرمها فَل يجوز تمكين كافر من دخولها بحال.
فإن دخل يف خفية وجب إخراجه فإن مات ودفن فيه نبش وأخرج ما لم يتغير
ُون ن ََج ٌس َفَل َي ْق َربُوا ا ْل َم ْس ِ
جدَ ا ْل َح َرا َم﴾ وحجته قوله تعالى﴿ :إِن ََّما ا ْل ُم ْش ِرك َ
(قلت) وال يخفى أن البانيان هم المجوس والمجوس حكمهم من حكم أهل الكتاب
لحديث «سنوا هبم سنة أهل الكتاب» فيجب إخراجهم من أرض اليمن ومن كل
محل من جزيرة العرب وعلى فرض أهنم ليسوا بمجوس فالدليل على إخراجهم
دخولهم تحت «ال يجتمع دينان يف أرض العرب»
59 تقريب سبل السالم الموصلة إلى بلوغ المرام
ْ َ
وجف َعل ْي ِه َ َْ ُ َ َ َُ ََ ُ َ «ك َان ْت َأ ْم َو ُ َ
َ َ َ ْ
َ -44و َعن ُه قال:
ول ِهِ ،مما لم ي ِ ال ب ِني الن ِض ِير ِم َما أف َاء ّللا على َرس ِ
َ َ َََ َ َ َ ًَ ََ َ ْ ََ َ ْ ُْ ْ ُ َ َ ْ ََ َ
اصة .فكان ُين ِف ُق َعلى أ ْه ِل ِه نفقة َسن ٍةَ ،و َما َب ِق َي اب ،فكانت ِل َلن ِب ِي ﷺ خ اْلس ِلمون ِبخي ٍل ول ِرك ٍ
َ َ َي ْج َع ُل ُه في ْال ُك َراع َوالس ََلحُ ،ع َد ًة في َسب َ
ّللا»ُ .م َتفق َعل ْي ِه
يل ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
• اإلجياف :من الوجف وهو السير السريع ،الرِّكاب :اإلبل ،الكراع :اسم لجميع الخيل.
• بنو النضري :قبيلة كبيرة من اليهود وادعهم النبي ﷺ بعد قدومه إلى المدينة على أن ال
يحاربوه وأن ال يعينوا عليه عدوه ،وكانت أموالهم ونخيلهم ومنازلهم بناحية المدينة
فنكثوا العهد وسار معهم كعب بن اْلشرف يف أربعين راكبا إلى قريش فحالفهم وكان
ذلك على رأس ستة أشهر من واقعة بدر ،وذكر ابن إسحاق يف المغازي أن ذلك كان بعد
قصة أحد وبئر معونة "
• وخرج إليهم النبي ﷺ يستعينهم يف دية رجلين قتلهما عمرو بن أمية الضمري من بني
عامر فجلس النبي ﷺ إلى جنب جدار لهم فتمالئوا على إلقاء صخرة عليه من فوق ذلك
الجدار ،وقام بذلك عمرو بن جحاش بن كعب فأتاه الخرب من السماء فقام مظهرا أنه
يقضي حاجة وقال ْلصحابه :ال تربحوا ورجع مسرعا إلى المدينة فاستبطأه أصحابه
فأخربوا أنه رجع إلى المدينة فلحقوا به فأمر بحرهبم والمسير إليهم فتحصنوا فأمر بقطع
النخل والتحريق وحاصرهم ست ليال ،وكان ناس من المنافقين بعثوا إليهم أن اثبتوا أو
تمنعوا فإن قوتلتم قاتلنا معكم فرتبصوا فقذف اَّلل الرعب يف قلوهبم فلم ينصروهم،
فسألوا أن يجلوا من أرضهم على أن لهم ما حملت اإلبل فصولحوا على ذلك إال
احلََل َقة :وهي السَلح فخرجوا إلى أذرعات وأريحاء من الشام وآخرون إلى الحيرة
ولحق آل أبي الحقيق وآل حيي بن أخطب بخيرب.
• وكانوا أول من أجلي من اليهود كما قال اَّلل تعالىْ﴿ :لَ َّو ِل ا ْل َح ْش ِر﴾
تقريب سبل السالم الموصلة إلى بلوغ المرام 60
61 تقريب سبل السالم الموصلة إلى بلوغ المرام
َ ََ ََ َ ََْ ََ َ َ َ َ -45و َع ْن ُم َعاذ ْبن َج َبل َ ق َ َ َ ْ َ َ َ ُ
ص ْبنا ِف َيها غن ًما ،فق َس َم ِفينا ال« :غزونا مع َرسو ِل ِ
ّللا ﷺ خيبر ،فأ ِ ِ ٍ
ْ َ َْ ْ َ َ َ ُ َُ َ ُ َ َ َ ُ ُ َ َ ْ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ ً ُ ُ َ
َرسول ِ
ّللا ﷺ طا ِئفة ،وجعل ب ِقيتها ِفي اْلغن ِم» .رواه أبو داود ،و ِرجاله ل بأس ِب ِهم [حسن]
• الحديث من أدلة التنفيل وقد سلف الكَلم فيه فلو ضمه المصنف إليها لكان أولى.
يحتمل أن يكون المراد بالقرية اْلولى :هي التي لم يوجف عليها المسلمون بخيل
وال ركاب بل أجلي عنها أهلها وصالحوا فيكون سهمهم فيها ،أي :حقهم من العطاء
كما تقرر يف الفيء،
ويكون المراد بالثانية :ما أخذت عنوة فيكون غنيمة يخرج منها الخمس والباقي
للغانمين وهو معنى قوله« :هي لكم» أي :باقيها.
• وقد احتج به من لم يوجب الخمس يف الفيء قال ابن المنذر :ال نعلم أحدا قبل الشافعي
قال بالخمس يف الفيء.
تقريب سبل السالم الموصلة إلى بلوغ المرام 64
اْلظهر يف اجلزية أهنا مأخوذة من اإلجزاء ْلهنا تكفي من توضع عليه يف عصمة دمه .وهي :مال
يدفعه أهل الكتاب للمسلمين مقابل اْلمن واإلقامة.
(واهلدنة) هي متاركة أهل الحرب مدة معلومة لمصلحة
ومشروعية الجزية :سنة تسع على اْلظهر وقيل سنة ثمان.
• (قلت) ْلن رواية عبد الرحمن موصولة وصحيحة ورواية ابن عباس هي عن مجوسي ال
تقبل اتفاقا:
• وأخرج الطرباين عن مسلم بن العَلء الحضرمي يف آخر حديثه بلفظ «سنوا بالمجوس
سنة أهل الكتاب»
• وأخرج البيهقي عن المغيرة يف حديث طويل مع فارس وقال فيه «فأمرنا نبينا ﷺ أن
نقاتلكم حتى تعبدوا اَّلل وحده أو تؤدوا الجزية» وكان أهل فارس مجوسا.
• فدلت هذه األحاديث على أخذ الجزية من المجوس عموما ومن أهل هجر خصوصا كما
دلت اآلية على أخذها من أهل الكتاب اليهود والنصارى،
• وكان ﷺ بعث خالدا من تبوك والنبي ﷺ هبا يف آخر غزوة غزاها ،وقال لخالد «إنك
تجده يصيد البقر ،فمضى خالد حتى إذا كان من حصنه بمبصر العين يف ليلة مقمرة أقام
67 تقريب سبل السالم الموصلة إلى بلوغ المرام
وجاءت بقر الوحش حتى حكت قروهنا بباب القصر فخرج إليها أكيدر يف جماعة من
خاصته فتلقتهم جند رسول اَّلل ﷺ فأخذوا أكيدر وقتلوا أخاه حسان فحقن رسول اَّلل
دمه وكان نصرانيا واستلب خالد من حسان قباء ديباج مخوصا بالذهب وبعث به إلى
رسول اَّلل ﷺ وأجاز خالد أكيدر من القتل حتى يأيت به رسول اَّلل ﷺ على أن يفتح له
دومة الجندل ،ففعل ،وصالحه على ألفي بعير وثمانمائة رأس وألفي درع وأربعمائة
رمح فعزل رسول اَّلل ﷺ صفية خالصا ثم قسم الغنيمة -الحديث»
• وفيه أنه قدم خالد بأكيدر على رسول اَّلل ﷺ فدعاه إلى اإلسَلم فأبى فأقره على الجزية.
• (أو عدله) وقيل بالفتح :ما عادله من جنسه ،وبالكسر :ما ليس من جنسه وقيل بالعكس
• (معافريا) النسبة إلى معافر وهي بلد باليمن تصنع فيها الثياب فنسبت إليها فاملراد :أو
عدله ثوبا معافريا.
وقال الرتمذي :حديث حسن.
وأعله ابن حزم باالنقطاع أن مسروقا لم يلق معاذا وفيه نظر.
وقال أبو داود إنه منكر ،قال :وبلغني عن أحمد أنه كان ينكر هذا الحديث إنكارا
تقريب سبل السالم الموصلة إلى بلوغ المرام 68
شديدا،
قال البيهقي إنما المنكر رواية أبي معاوية عن اْلعمش عن إبراهيم عن مسروق عن
معاذ ،فأما رواية اْلعمش عن أبي وائل عن مسروق فإهنا محفوظة قد رواها عن
اْلعمش جماعة... ،
• واحلديث دليل على تقدير الجزية بالدينار من الذهب على كل حامل أي :بالغ ،ويف رواية
محتلم .وظاهر إطَلقه سواء كان غنيا أو فقيرا.
[مقدار الجزية]
[ ]1أقل ما يؤخذ من أهل الذمة دينار عن كل حالم وأما الزيادة فتجوز (الشافعي).
حديث ابن عباس «أن النبي ﷺ صالح أهل نجران على ألفي حلة النصف يف محرم
والنصف يف رجب يؤدوهنا إلى المسلمين وعارية ثَلثين درعا وثَلثين فرسا.
وثَلثين بعيرا أو ثَلثين من كل صنف من أصناف السَلح يغزو هبا المسلمون
ضامنين لها حتى يردوها عليهم إن كان باليمن كيد».
قال الشافعي :وقد سمعت بعض أهل العلم من المسلمين ومن أهل الذمة من أهل
نجران يذكر أن قيمة ما أخذوا من كل واحد أكثر من دينار وإلى هذا ذهب عمر فإنه
أخذ زائدا على الدينار،
[ ]2الجزية دينار أو عدله من المعافري ال يزاد عليه وال ينقص (أحمد)
[ ]3أنه ال توقيف يف الجزية يف القلة وال يف الكثرة وأن ذلك موكول إلى نظر اإلمام (بعض
أهل العلم)
ويجعل هذه اْلحاديث محمولة على التخيير والنظر يف المصلحة.
• ويف احلديث دليل على أن الجزية ال تؤخذ من اْلنثى لقوله «حالم» قال يف هناية المجتهد:
69 تقريب سبل السالم الموصلة إلى بلوغ المرام
اتفقوا على أنه ال تجب الجزية إال بثَلثة أوصاف الذكورة والبلوغ والحرية.
• واختلفوا يف المجنون المقعد والشيخ وأهل الصوامع والفقير قال :وكل هذه مسائل
اجتهادية ليس فيها توقيف شرعي قال :وسبب اختَلفهم هل يقتلون أم ال؟ (اهـ).
وأما رواية البيهقي عن الحكم عن عتيبة أن «النبي ﷺ كتب إلى معاذ باليمن على كل
حالم أو حالمة دينار أو قيمته» فإسنادها منقطع.
وقد وصله أبو شيبة عن ابن عباس بلفظ «فعلى كل حالم دينار أو عدله من المعافر
ذكر أو أنثى حر أو عبد دينار أو عوضه من الثياب» لكنه قال البيهقي :أبو شيبة
ضعيف،
يعرف أنه لم يثبت يف أخذ الجزية من اْلنثى حديث يعمل به،
وقال الشافعي :سألت محمد بن خالد وعبد اَّلل بن عمرو بن مسلم وعددا من علماء
أهل اليمن وكلهم حكوا عن عدد مضوا قبلهم يحكون عن عدد مضوا قبلهم كلهم
ثقة ،أن صلح النبي ﷺ كان ْلهل الذمة باليمن على دينار كل سنة وال يثبتون أن
النساء كن ممن يؤخذ منه الجزية،
• وقال عامتهم :ولم يؤخذ من زروعهم وقد كان لهم زروع وال من مواشيهم شيئا علمناه،
قال :وسألت عددا كبيرا من ذمة أهل اليمن متفرقين يف بلدان اليمن فكلهم أثبت لي -ال
يختلف قولهم -أن معاذا أخذ منهم دينارا عن كل بالغ منهم وسموا البالغ حالما قالوا:
وكان يف كتاب النبي ﷺ مع معاذ «إن على كل حالم دينارا».
• واعلم أنه يفهم من حديث معاذ هذا وحديث بريدة المتقدم أنه يجب قبول الجزية ممن
جزْ َي َة﴾ اآلية أنه ينقطع بذلها ويحرم قتله وهو المفهوم من قوله تعالىَ ﴿ :حتَّى ُي ْع ُطوا ا ْل ِ
• وأما جوازه وعدم قبول الجزية فتدل اآلية على النهي عن القتال عند حصول الغاية وهو
إعطاء الجزية فيحرم قتالهم بعد إعطائها.
َ َ ْ ْ َ ُ َ ُْ ََ ُ َْ َ ْ َ َ ُ َ ُ ْ َ ْ َ َ َ ْ َ ْ َ ْ ُْ َ
الد َارقط ِن ُّي 4وعن عا ِئ ِذ ب ِن عم ٍرو اْلزِن ِي عن الن ِب ِي ﷺ قالِ :
«اْلسَلم يعلو ول يعلى» .أخرجه
[حسن]
• فيه دليل على علو أهل اإلسَلم على أهل اْلديان يف كل أمر إلطَلقه فالحق ْلهل
اإليمان إذا عارضهم غيرهم من أهل الملل ،كما أشير إليه يف إلجائهم إلى مضايق الطرق
وال يزال دين الحق يعلو ويزداد علوا والداخلون فيه أكثر يف كل عصر من اْلعصار.
َ َ ُ ََ
السَل ِمَ ،و ِإذا ل ِقيت ْمص َارى ِب ود َو َ
الن َ ال«َ :ل َت ْب َد ُءوا ْال َي ُه َ ََ ُ َ َ
ّللا ﷺ َق َ َ َ ْ َ ُ ْ َ
-5وعن أ ِبي ه َري َرة أن َرسول ِ
ض َي ِق ِه»َ .ر َو ُاه ُم ْس ِلم وه َإلى َأ ْ َأ َح َد ُه ْم في َطريق َف ْ
اض َط ُّر ُ
ِ ِ ٍ
[حكم السالم على الكفار]
[ ]1تحريم ابتداء المسلم لليهودي والنصراين بالسَلم (الجمهور من السلف والخلف)
ْلن ذلك أصل النهي وحمله على الكراهة خَلف أصله وعليه حمله اْلقل.
71 تقريب سبل السالم الموصلة إلى بلوغ المرام
[ ]2جواز االبتداء لهم بالسَلم (ابن عباس ووجه لبعض الشافعية)
إال أنه قال المازري إنه يقال :السَلم عليك باإلفراد ،وال يقال السَلم عليكم،
عموم قوله تعالىَ ﴿ :و ُقو ُلوا لِلن ِ
َّاس ُح ْسنًا﴾
وأحاديث اْلمر بإفشاء السَلم.
واجلواب :أن هذه العمومات مخصوصة بحديث الباب وهذا إذا كان الذمي منفردا.
• وأما إذا كان معه مسلم :جاز االبتداء بالسَلم ينوي به المسلم،
ْلنه قد ثبت أنه ﷺ سلم على مجلس فيه أخَلط من المشركين والمسلمين.
ويف رواية «إن اليهود إذا سلموا عليكم يقول أحدهم السام عليكم فقولوا وعليك»
• وأما ما يفعله اليهود يف هذه اْلزمنة من تعمد جعل المسلم على يسارهم إذا القاهم يف
الطريق فشيء ابتدعوه لم يرو فيه شيء وكأهنم يريدون التفاؤل بأهنم من أصحاب اليمين
فينبغي منعهم مما يتعمدونه من ذلك لشدة محافظتهم عليه ومضادة المسلم.
• والحديث طويل ساقه أئمة السير يف قصة الحديبية واستوفاه ابن القيم يف زاد المعاد وذكر
فيه كثيرا من الفوائد وفيه:
أنه ﷺ رد إليهم أبا جندل بن سهيل وقد جاء مسلما قبل تمام كتاب الصلح وأنه بعد
رده إليهم جعل اَّلل له فرجا ومخرجا ففر من المشركين ثم أقام بمحل على طريقهم
يقطعها عليهم وانضاف إليه جماعة من المسلمين حتى ضيق على أهل مكة
مسالكهم والقصة مبسوطة يف كتاب السير.
• وقد ثبت أنه ﷺ لم يرد النساء الخارجات إليه،
فقيلْ :لن الصلح إنما وقع يف حق الرجال دون النساء ،وأرادت قريش تعميم ذلك يف
الفريقين ،فإهنا لما خرجت أم كلثوم بنت أبي معيط مهاجرة طلب المشركون
رجوعها فمنع رسول اَّلل ﷺ عن ذلك وأنزل اَّلل تعالى اآلية وفيها﴿ :فَل ترجعوهن
إلى الكفار﴾ اآلية.
• واحلديث دليل على جواز الصلح على رد من وصل إلينا من العدو كما فعله ﷺ ،وعلى
أال يردوا من وصل منا إليهم.
• ويف لفظ للبخاري «من قتل نفسا معاهدا له ذمة اَّلل وذمة رسوله»
• ويف لفظ له تقييد ذلك :بغير جرم ،ويف لفظ له :بغير حق .وعند أبي داود والنسائي بغير
حلها ،والتقييد معلوم من قواعد الشرع.
• قوله (من مسيرة أربعين عاما)
وقع عند اإلسماعيلي سبعين عاما ووقع عند الرتمذي بلفظ» سبعين خريفا "
وعند الطرباين من حديث أبي هريرة مسيرة مائة عام.
وفيه من حديث أبي بكرة خمسمائة عام.
وهو يف الموطأ من حديث آخر عن جابر «إن ريح الجنة ليدرك من مسيرة ألف عام»
وقد جمع العلماء بين هذه الروايات المختلفة.
• قال المصنف ما حاصله :إن ذلك اإلدراك يف موقف القيامة وأنه يتفاوت بتفاوت مراتب
اْلشخاص؛
فالذي يدركه من مسيرة خمسمائة أفضل من صاحب السبعين إلى آخر ذلك
• ويف احلديث دليل على تحريم قتل المعاهد وتقدم الخَلف يف االقتصاص من قاتله،
• وقال المهلب :هذا فيه دليل على أن المسلم إذا قتل المعاهد أو الذمي ال يقتص منه ،قال:
ْلنه اقتصر فيه على ذكر الوعيد اْلخروي دون الدنيوي هذا كَلمه.
تقريب سبل السالم الموصلة إلى بلوغ المرام 76
السبق :وهو الرهن الذي يوضع لذلك [اسم للجعل الذي يجعل بين المتسابقين]
(والرمي) والمراد به هنا المناضلة بالسهام للسبق.
• قال القرطبي :ال خَلف يف جواز المسابقة على الخيل وغيرها من الدواب وعلى اْلقدام
وكذا الرتامي بالسهام واستعمال اْلسلحة لما يف ذلك من التدرب على الحرب.
• وفيه دليل على جواز تضمير الخيل المعدة للجهاد وقيل :إنه يستحب.
• (إال يف خف) المراد به اإلبل ،واحلافر :والخيل ،والنصل :السهم ،أي :ذي خف أو ذي
حافر أو ذي نصل على حذف المضاف وإقامة المضاف إليه مقامه.
• واحلديث دليل على جواز السباق على جعل فإن كان الجعل من غير المتسابقين كاإلمام
يجعله للسابق حل ذلك بَل خَلف.
• وإن كان من أحد المتسابقين :لم يحل ْلنه من القمار.
[يف السبق]
[ ]1ال يشرع السبق إال فيما ذكر من الثَلثة (مالك والشافعي)
ظاهر الحديث.
محلل السباق
فقال هذا باطل وضرب على أبي هريرة وقد غلط الشافعي من رواه عن سعيد عن أبي
هريرة.
(وهو ال يأمن أن يسبق) داللة على أن المحلل وهو الفرس الثالث يف الرهان يشرتط عليه •
أن ال يكون متحقق السبق وإال كان قمارا.
• وإلى هذا الشرط ذهب البعض وهبذا الشرط يخرج عن القمار،
ولعل الوجه أن المقصود :إنما هو االختبار للخيل فإذا كان معلوم السبق فات
الغرض الذي شرع ْلجله،
• وأما المسابقة بغير جعل فمباحة إجماعا.
81 تقريب سبل السالم الموصلة إلى بلوغ المرام
(وأجيب)
بأن اآلية مكية وحديث أبي هريرة بعد الهجرة فهو ناسخ لآلية عند من يرى نسخ
القرآن بالسنة،
تقريب سبل السالم الموصلة إلى بلوغ المرام 82
وبأن اآلية خاصة بالثمانية اْلزواج من اْلنعام ردا على من حرم بعضها كما ذكر اَّلل
ون َه ِذ ِه ْاْلَنْ َعا ِم﴾ إلى آخر اآليات. تعالى قبلها من قوله﴿ :و َقا ُلوا ما فِي ب ُط ِ
ُ َ َ
فقيل يف الرد عليهم ﴿ ُق ْل ال َأ ِجدُ فِي ما ُأ ِ
وح َي إِ َل َّي ُم َح َّر ًما﴾ اآلية أي :أن الذي َ
أحللتموه هو المحرم والذي حرمتموه هو الحَلل وأن ذلك افرتاء على اَّلل ،وقرن هبا
لحم الخنزير :لكونه مشاركا لها يف علة التحريم وهو كونه رجسا.
فاآلية وردت يف الكفار الذين يحلون الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير
يصيد.
[حكم ذي مخلب من الطير]
[ ]1يحرم كل ذي مخلب من الطير (الهادوية ونسبه النووي إلى الشافعي وأبي حنيفة وأحمد
وداود والجمهور).
[ ]2يكره كل ذي مخلب من الطير وال يحرم ،وأما النسر فقالوا :ليس بذي مخلب لكنه
محرم الستخباثه (مالك)
• قالت الشافعية :ويحرم ما ندب قتله كحية وعقرب وغراب أبقع وحدأة وفأرة وكل سبع
ضار.
واستدلوا بقوله ﷺ« :خمس فواسق يقتلن يف الحل والحرم» قالوا :وْلن هذه
قالوا :وال يحرم أكلها فدل على أنه ال مَلزمة بين اْلمر بالقتل والتحريم.
• وقد ثبت يف روايات «أنه ﷺ وجد القدور تغلي بلحمها فأمر بإراقتها وقال :ال تأكلوا من
لحومها شيئا» يف رواية :إهنا رجس أو نجس ويف لفظ :إهنا رجس من عمل الشيطان.
• ويف الحديث مسألتان.
[حكم أكل الحمر األهلية]
[ ]1حرام (جماهير العلماء من الصحابة والتابعين ومن بعدهم)
منطوق الحديث ،إذ النهي أصله التحريم.
عن غالب بن أبجر قال« :أصابتنا سنة فلم يكن يف مالي ما أطعم أهلي إال سمان
حمر فأتيت رسول اَّلل ﷺ فقلت :إنك حرمت لحوم الحمر اْلهلية وقد أصابتنا
سنة .فقال :أطعم أهلك من سمين حمرك فإنما حرمتها من جهة جوال القرية»
يعني الجَللة -فقد قال الخطابي :أما حديث ابن أبجر فقد اختلف يف إسناده
وأما قوله «إنما حرمتها من أجل جوال القرية» :فإن الجوال هي التي تأكل
العذرة وهي الجلة إال أن هذا ال يثبت،
وقد ثبت أنه إنما هنى عن لحومها ْلهنا رجس ،عن أنس بن مالك قال «لما
افتتح رسول اَّلل ﷺ خيرب أصبنا حمرا خارجة من القرية فنحرنا وطبخنا منها
فنادى منادي رسول اَّلل ﷺ إن اَّلل ورسوله ينهيانكم عنها وإهنا رجس من
عمل الشيطان فأكفئت القدور» انتهى.
وهبذا يبطل القول بأهنا إنما حرمت مخافة قلة الظهر كما روي عن ابن عباس
85 تقريب سبل السالم الموصلة إلى بلوغ المرام
عن عطاء أنه قال البن جريج :لم يزل سلفك يأكلونه قال ابن جريج :قلت له
[ ]2تحريم أكل الخيل (الهادوية ومالك وهو المشهور عند الحنفية).
حديث خالد بن الوليد« :هنى رسول اَّلل ﷺ عن لحوم الخيل والبغال والحمير وكل
وأجيب عنه :بأنه قال البيهقي فيه هذا إسناد مضطرب مخالف لرواية الثقات ،وضعف
الحديث أحمد [وغيره]
واستدلوا بقوله تعالى﴿ :لِت َْر َك ُب َ
وها َو ِزي َن ًة﴾ وتقرير االستدالل باآلية بوجوه:
[ ]1اْلول أن العلة المنصوصة تقتضي الحصر فإباحة أكلها خَلف ظاهر اآلية.
وأجيب عنه :بأن كون العلة منصوصة ال يقتضي الحصر فيها فَل يفيد الحصر يف
الركوب والزينة فإنه ينتفع هبا يف غيرهما اتفاقا وإنما نص عليهما لكوهنما أغلب
ما يطلب ولو سلم الحصر المتنع حمل اْلثقال على الخيل والبغال والحمير
وال قائل به
[ ]2من وجوه داللة اآلية على تحريم اْلكل عطف البغال والحمير فإنه دال على
اشرتاكهما معها يف حكم التحريم فمن أفرد حكمهما عن حكم ما عطف عليه
احتاج إلى دليل.
وأجيب عنه :بأن هذا من باب داللة االقرتان وهي ضعيفة.
[ ]3من وجوه داللة اآلية أهنا سيقت لَلمتنان ،فلو كانت مما يؤكل لكان االمتنان به
أكثر ْلنه يتعلق ببقاء البنية والحكيم ال يمتن بأدنى النعيم ويرتك أعَلها سيما وقد
امتن باْلكل فيما ذكر قبلها.
(وأجيب) بأنه تعالى خص االمتنان بالركوب ْلنه غالب ما ينتفع بالخيل فيه عند
العرب فخوطبوا بما عرفوه وألفوه كما خوطبوا يف اْلنعام باْلكل وحمل
اْلثقال ْلنه كان أكثر انتفاعهم هبا لذلك فاقتصر يف كل من الصنفين بأغلب ما
ينتفع به فيه
[ ]4من وجوه داللة اآلية :لو أبيح أكلها لفاتت المنفعة التي امتن هبا وهي الركوب
والزينة
87 تقريب سبل السالم الموصلة إلى بلوغ المرام
وأجيب عنه بأنه لو لزم من اإلذن يف أكلها أن تفنى للزم مثله يف البقر ونحوها مما
أكل الجراد
َ َ َ ْ َ َ ََ َْ ُ ْ
ات نأك ُل ال َج َر َاد»ُ ،م َتفق َعل ْي ِه. َ َ -4و َع ْن ْابن َأبي َأ ْو َفى َ ق َ َ َ ْ َ َ َ ُ
ال« :غزونا مع َرسو ِل ِ
ّللا ﷺ سبع غزو ٍ ِ ِ
تقريب سبل السالم الموصلة إلى بلوغ المرام 88
وقال ابن العربي يف شرح الرتمذي :إن جراد اْلندلس ال يؤكل ْلنه ضرر محض.
فإذا ثبت ما قاله فتحريمها ْلجل الضرر كما تحرم السموم ونحوها.
واختلفوا هل أكل رسول اهلل ﷺ الجراد أم ال؟
وحديث الكتاب حيتمل أنه كان يأكل معهم ،إال أن يف رواية البخاري زيادة لفظ« :نأكل
الجراد معه»
قيل وهي حمتملة أن المراد غزونا معه فيكون تأكيدا لقوله مع رسول اَّلل ﷺ
وحيتمل أن المراد نأكل معه
(قلت) وهذا اْلخير هو الذي يحسن حمل الحديث عليه ،إذ التأسيس أبلغ من التأكيد،
ويؤيده ما وقع يف الطب عند أبي نعيم بزيادة« :ويأكل معنا»
حديث سليمان أنه «سئل رسول اَّلل ﷺ عن الجراد فقال :ال آكله وال أحرمه» فقد
أكل األرنب
[ ]2يكره أكلها (الهادوية وعبد اَّلل بن عمر وعكرمة وابن أبي ليلى)
حديث ابن عمر أهنا جيء هبا إلى النبي ﷺ فلم يأكلها ولم ينه عنها وزعم أي ابن
ََْ َ َ َ
الن ْحل ِة، ّللا ﷺ َع ْن َق ْتل َأ ْرَبع م ْن َ
الد َ َ -6و َع ْن ْابن َع َباس َ ق َ َ َ ُ ُ َ
اب :النمل ِة ،و
ِ و ِ ٍ ِ ال« :نهى َرسول ِ ٍ ِ
َ ْ ُ ْ ُ َ ُّ َ َ َو ُ َ ْ َ ُ َ َ ُ َ ُ َ َ َ َ ُ ْ ُ َ َ
والهده ِد ،والصر ِد» .ر اه أحمد و أبو داود .وصححه ابن ِحبان[ .صحيح]
• هو أقوى ما ورد يف هذا الباب ،وفيه دليل على تحريم قتل ما ذكر،
• ويؤخذ منه تحريم أكلهاْ ،لنه لو حل لما هنى عن القتل ،وتقدم لنا يف هذا االستدالل
بحث.
• وتحريم أكلها رأي الجماهير ويف كل واحدة خَلف إال النملة ،فالظاهر أن تحريمها
إجماع.
ص ْيد ه َي؟ َق َ َ َ ْ ُ ْ َ َ ُ ُ ُ َ
ال :نعم .قلت :قاله َرسول ِ
ّللا الُ :ق ْلت ل َجابرَ :
الض ُب ُع َ «ابن َأبي َع َمار َق ََ َ ْ ْ
ِ َ ِ ِ ٍَ ٍ ِ -7وعن ِ
َ ْ َ الَ :ن َع ْم»َ .ر َو ُاه أ ْح َم ُد َو ْاِل ْرَب َع ُةَ .و َ
ﷺ؟ َق َ
ص َح َح ُه ال ُبخ ِار ُّي َو ْاب ُن ِح َبان[ .صحيح]
• (وعن ابن أبي عمار)
هو عبد الرحمن بن أبي عمار المكي وثقه أبو زرعة والنسائي ولم يتكلم فيه أحد،
ويسمى القس لعبادته
91 تقريب سبل السالم الموصلة إلى بلوغ المرام
• ووهم ابن عبد الرب يف إعَلله وقال البيهقي :إن الحديث صحيح.
[حكم أكل الضبع]
[ ]1حل أكل الضبع (الشافعي)
حديث الباب يدل عليه ،فهو مخصص من حديث تحريم كل ذي ناب من السباع
حديث جابر مرفوعا «الضبع صيد فإذا أصابه المحرم ففيه كبش مسن ويؤكل»
قال الشافعي :وما زال الناس يأكلوهنا ويبيعوهنا بين الصفا والمروة من غير نكير.
َ َ ْ ْ ُ َ َ ََ ُ ُ َ َ ْ ْ ُ ْ ُ َ َ َ ُ ْ َ ُ َ ُ َ َ َ ُ َ ًَ َ َ َ َ
ال ش ْيخ وحي ِإلي محرما﴾ فق -8وعن «اب ِن عمر أنه س ِئل عن القنف ِذ فقال﴿ :قل ل أ ِجد ِفي ما أ ِ
َ
الَ :إن َها َخب َيثة ِم ْن الخ َبا ِئ ِث فق َ
َ َ ْ ع ْن َد ُهَ :سم ْعت َأ َبا ُه َرْي َر َة َي ُقو ُلُ :ذك َرع ْن َد َ
النبي ﷺَ ،ف َق َ
ال ْاب ُن ُع َم َر: ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
َ ُ ُ َ َ َ َ َ ُ َ َ َ َ َ َ ْ َ َ ُ َ ْ َ ُ َ َُ َ ُ َ ْ َ َ ُ ُ َ َ ْ َ
ّللا ﷺ قال هذا ،فهو كما قال» .أخرجه أحمد و أبو داود ،و ِإسناده ض ِعيف. إن كان رسول ِ
[ضعيف اْلسناد]
[حكم أكل القنفذ]
[ ]1أنه حرام (أبو طالب واإلمام يحيى ،وأبو حنيفة وأحمد).
لما روي يف الخرب أنه من الخبائث.
تقريب سبل السالم الموصلة إلى بلوغ المرام 92
يف الحيوانات ،وهي مسألة خَلفية معروفة يف اْلصول فيها خَلف بين العلماء.
[ ]2وقيل :بل االعتبار بالرائحة والنتن (جزم النووي واإلمام يحيى)
وقال :ال تطهر بالطبخ وال بإلقاء التوابل وإن زال الريح ْلن ذلك تغطية ال استحالة،
[حكم أكل الجاللة]
[ ]1أنه مكروه ،ال تؤكل حتى تحبس أياما (أحمد وأصحاب الرأي والشافعي)
(قلت) قد عين يف الحديث حبسها أربعين يوما ،وكان ابن عمر يحبس الدجاجة ثَلثة،
ولم ير مالك بأكلها بأسا من غير حبس.
ْلن النهي الوارد فيه إنما كان لتغير اللحم وهو ال يوجب التحريم بدليل المذكى إذا
[حبس الجاللة]
[ ]1المذهب والفريقان :ندب حبس الجَللة قبل الذبح ،الدجاجة ثَلثة أيام ،والشاة سبعة،
والبقر والناقة أربعة عشر.
[ ]2وقال مالك :ال وجه له (قلنا) لتطييب أجوافها اهـ
• والعمل باْلحاديث هو الواجب؛ وكأهنم حملوا النهي على التنزيه وال ينهض عليه دليل،
وأما مخالفتهم للتوقيت فلم يعرف وجهه.
تقريب سبل السالم الموصلة إلى بلوغ المرام 94
أكل الضب
َ َ َ ََ َ َ ُ َ َ ُ
ّللا ﷺ»ُ .م َتفق َعل ْي ِه.
َ
ال« :أ ِك َل الض ُّب على ما ِئد ِة َرسو ِل ِاس ق َ َ ْ ْ ََ
-12وعن اب ِن عب ٍ
[حكم أكل الضب]
[ ]1حل أكل الضب (الجماهير)
هذا الحديث يدل عليه
حديث عبد الرحمن ابن حسنة «أهنم طبخوا ضبابا فقال النبي ﷺ :إن أمة من بني
إسرائيل مسخت دواب يف اْلرض فأخشى أن تكون هذه .فألقوها» أخرجه أبو داود.
تقريب سبل السالم الموصلة إلى بلوغ المرام 96
الجواب:
وأجيب عن األول :بأن النهي وإن كان أصله التحريم صرفه هنا إلى الكراهة ما أخرجه
مسلم أنه ﷺ قال «كلوه فإنه حَلل ولكنه ليس من طعامي» وهذه الرواية ترد ما رواه
مسلم أنه قال بعض القوم عند ابن عباس« :إن النبي ﷺ قال يف الضب ال آكله وال
أهنى عنه وال أحرمه» ولهذا أعل ابن عباس هذه الرواية فقال «بئسما ما قلتم ما بعث
نبي اَّلل إال محرما أو محلَل» كذا يف مسلم.
وأجيب عن الثاني بأنه يحتمل أنه وقع منه ﷺ ذلك ،أعني خشية أن تكون أمة
ممسوخة قبل أن يعلمه اَّلل تعالى أن الممسوخ ال ينسل.
وقد خرج الطحاوي من حديث ابن مسعود قال «سئل رسول اَّلل ﷺ عن القردة
والخنازير أهي مما مسخ؟ قال :إن اَّلل لم يهلك قوما أو يمسخ قوما فيجعل لهم
نسَل وال عاقبة» وأصل الحديث يف مسلم ولم يعرفه ابن العربي.
فقال :قولهم إن الممسوخ ال ينسل :دعوى ،فإنه ال يعرف بالعقل إنما طريقه
قد زال حكمه ولم يبق له أثر أصَل وإنما ذكره ﷺ اْلكل منه لما وقع عليه من
سخط اَّلل سبحانه كما كره الشرب من مياه ثمود.
(قلت) وال يخفى أنه لو لم ير تحريمه لما أمر بإلقائها أو بتقريرهم عليه ْلنه إضاعة
97 تقريب سبل السالم الموصلة إلى بلوغ المرام
حكم الضفدع
ْ
الضف َد ِع َ ْ ََ َ ً ََ ُ َ َ َ َ ْ َْ َ ْ ْ ُْ َ ُْ
ّللا ﷺ عن ِ الرح َم ِن ب ِن عث َمان الق َر ِش ِي « ،أن ط ِبيبا سأ َل َرسول ِ -13وعن عب ِد
َ َ ْ َ ْ َ َ َ
َي ْج َع ُل َها في َد َواء ،ف َن َهى َع ْن ق ْتل َها» .أخ َر َج ُه أ ْح َم ُدَ ،و َ
ْ َ
ص َح َح ُه ال َح ِاك ُمَ .وأخ َر َج ُه أ ُبو َد ُاود َوالن َسا ِئ ُّي. ِ ٍ ِ
[صحيح]
• (وعن عبد الرحمن بن عثمان)
هو ابن عبد اَّلل التيمي القرشي ابن أخي طلحة بن عبد اَّلل الصحابي
أسلم يوم الفتح وقيل يوم الحديبية وقتل مع ابن الزبير يف يوم واحد.
• وأخرجه أبو داود والنسائي والبيهقي بلفظ« :ذكر طبيب عند النبي ﷺ دواء وذكر
الضفدع يجعلها فيه فنهى رسول اَّلل ﷺ عن قتل الضفادع» قال البيهقي :هو أقوى ما
ورد يف النهي عن قتل الضفدع.
• وأخرج من حديث ابن عمر« :ال تقتلوا الضفادع فإن نقيقها تسبيح وال تقتلوا الخفاش
فإنه لما خرب بيت المقدس قال :يا رب سلطني على البحر حتى أغرقهم» قال البيهقي:
إسناده صحيح.
• وعن أنس «ال تقتلوا الضفادع فإهنا مرت على نار إبراهيم فجعلت يف أفواهها الماء
وكانت ترشه على النار».
• واحلديث دليل على تحريم قتل الضفادع ،قالوا :ويؤخذ منه تحريم أكلها وْلهنا لو حلت
لما هني عن قتلها وتقدم نظير هذا االستدالل وليس بواضح.
فائدة:
• حكم أكل التماسيح (وهو من السباع ،وحيوان برمائي) :أرجح اْلقوال :يحرم باإلجماع
تقريب سبل السالم الموصلة إلى بلوغ المرام 98
لخبثه.
• حكم أكل سمك القرش:
قيل بتحريمه؛ ْلنه مفرتس.
وقيل بحله (أكثر العلماء)؛ ْلنه سمك البحر.
تقريب سبل السالم الموصلة إلى بلوغ المرام 100
اقتناع الكالب
[ ]2جواز اقتنائها جميعا ونسخ قتلها إال اْلسود البهيم (آخرون)
قال :وعندي أن النهي أوال كان هنيا عاما عن اقتنائها جميعا وأمر بقتلها جميعا ثم هنى
عن قتل ما عدا اْلسود ومنع االقتناء يف جميعها إال المستثنى اهـ
تقريب سبل السالم الموصلة إلى بلوغ المرام 102
واملراد باألسود البهيم :ذو النقطتين فإنه شيطان والبهيم الخالص السواد والنقطتان
معروفتان فوق عينيه.
َ َْ َ ْ ََْ َ ْ ُ ْ ْ َ َ َ َ الَ :ق َ ُ ُ َ َ -2و َع ْن َع ِدي ْبن َحا ِتم َ ق َ
ّللا َعل ْي ِه ،ف ِإ ْن
ّللا ﷺ« :إذا أرسلت كلبك فاذكراسم ِ ال َرسول ِ ٍ ِ ِ
َ ْ َ َ َ َ ْ َ َ ْ َ ْ َ ًّ َ ْ َ ْ ُ َ ْ َ ْ َ ْ َ ْ َ َ َ َ َ ْ َ ْ ُ ْ ْ ُ َ ُ ْ ُ َ ْ َ َ ْ َ َ َ ْ
أمسك عليك فأدركته حيا فاذبحه ،و ِإن أدركته قد قتل ولم يأكل ِمنه فكله ،و ِإن وجدت مع كل ِبك
َ ُْ ْ ْ َ َ َ َ َ ََ ُ َ ْ َ ْ ًَْ َْ ُ َ َ ْ َ َ ََ َْ ُ َ َ َ َ ْ َ
ّللا ت َعالى، َ
كلبا غي َره وقد قت َل فَل تأك ْل ،ف ِإنك ل تد ِري أ َي ُه َما قتله ،و ِإن َرميت ِبس ْه ِمك فاذكراسم ِ
َْ ََ َ ً َُ ْ ْ ْ َ ََ َ ْ َ َ َْ َْ ََ َ ْ
إن ِشئتَ ،و ِإ ْن َو َج ْدته غ ِريقا ِفي اْل ِاء فَل يه إل أث َر َس ْه ِمك فكل ف ِإن غاب عنك يو ًما فل ْم ت ِجد ِف ِ
َ َْ ُ َ َ َُْ
تأك ْل» ُم َتفق َعل ْي ِه؛ َو َهذا لفظ ُم ْس ِل ٍم
• «وإن رميت بسهمك فاذكر اسم اَّلل تعالى» هذا إشارة إلى آلة الصيد الثانية أعني المحدد
ِ
وهو قتله بالرماح والسيوف لقوله تعالىَ ﴿ :تنَا ُل ُه َأ ْيدي ُك ْم َو ِر َم ُ
اح ُك ْم﴾ ولكن الحديث يف
السهم
[يف حل صيد الكلب المعلم؛ هل يشترط أن يرسله صاحبه؟]
[ ]1أنه ال يحل صيد الكلب إال إذا أرسله صاحبه فلو اسرتسل بنفسه لم يحل ما يصيده
(الجمهور).
قوله ﷺ (إذا أرسلت) فمفهوم الشرط أن غير المرسل ليس كذلك.
[ ]2أن المعترب كونه معلما فيحل صيده وإن لم يرسله صاحبه (طائفة)
بناء على أنه خرج قوله إذا أرسلت مخرج الغالب فَل مفهوم له.
قالوا :وقد عفي عن الناس بحديث «رفع عن أمتي الخطأ والنسيان»
حديث ابن عباس بلفظ «فإن نسي أن يسمي حين يذبح فليسم ثم ليأكل».
تقريب سبل السالم الموصلة إلى بلوغ المرام 104
حديث عائشة اآليت «إهنم قالوا يا رسول اَّلل إن قوما يأتوننا بلحم ال ندري أذكر اسم
اَّلل عليه أم ال أفنأكل منه قال رسول اَّلل ﷺ :سموا عليه أنتم وكلوا»
وأجابوا عن أدلة اإليجاب:
بأن قوله( :وال تأكلوا) المراد به ما ذبح لألصنام كما قال تعالىَ ﴿ :و َما ُذبِ َح َع َلى
ب﴾ َ ﴿ -و َما ُأ ِه َّل لِ َغ ْي ِر اَّللِ بِ ِه﴾ ْلنه تعالى قالَ ﴿ :وإِنَّ ُه َل ِف ْس ٌق﴾
الن ُُّص ِ
وقد أمجع املسلمون على أن من أكل مرتوك التسمية عليه فليس بفاسق ،فوجب حملها
على ما ذكر جمعا بينه وبين اآليات السابقة ،وحديث عائشة.
[ ]3أنه ال يجوز أكل ما لم يسم عليه ولو كان تاركها ناسيا (الظاهرية)
لظاهر اآلية الكريمة،
قالوا :وأما حديث عائشة وفيه «أهنم قالوا يا رسول اَّلل إن قوما حديث عهدهم
وأما أهل الكتاب :فهم يذكرون اسم اَّلل على ذبائحهم ،فيتحصل قوة كَلم الظاهرية
فيرتك ما تيقن أنه لم يسم عليه وأما ما شك فيه والذابح مسلم فكما قال ﷺ
«اذكروا اسم اَّلل وكلوا»
• يف قوله« :فإن أدركته حيا فاذبحه» فيه دليل على أنه يجب عليه تذكيته إذا وجده حيا وال
يحل إال هبا وذلك اتفاق،
فإن أدركه وفيه بقية حياة:
[ ]1فإن كان قد قطع حلقومه أو مريئه أو جرح أمعاءه أو أخرج حشوه فيحل بَل ذكاة ،قال
النووي :باإلجماع،
[ ]2إنه إذا بقي فيه رمق وجب تذكيته (الهادوية)
والرمق :إمكان التذكية لو حضرت آلة.
ودل قوله« :وإن أدركته وقد قتل ولم يأكله فكله»
وقد ورد يف الحديث اآلخر تعليل ذلك بقوله ﷺ «فإين أخاف أن يكون إنما أمسك
على نفسه» وهو مستفاد من قولهَ ﴿ :ف ُك ُلوا مِ َّما َأ ْم َس ْك َن َع َل ْي ُك ْم﴾ فإنه فسر اإلمساك
على صاحبه بأن ال يأكل منه.
حديث ابن عباس « إذا أرسلت الكلب فأكل الصيد فَل تأكل ،فإنما أمسك على
نفسه ،وإذا أرسلته ولم يأكل فكل إنما أمسك على صاحبه» أخرجه أحمد.
تقريب سبل السالم الموصلة إلى بلوغ المرام 106
مما أمسكن عليك قال وإن أكل؟ قال :وإن أكل» أخرجه أبو داود
ويف حديث سلمان «كله وإن لم تدرك منه إال نصفه»
قيل :فيحمل حديث عدي على أن ذلك يف كلب قد اعتاد اْلكل فخرج عن
التعليم،
وقيل إنه محمول على كراهة التنزيه ،وحديث أبي ثعلبة لبيان أصل الحل.
وقد كان عدي موسرا فاختار ﷺ له اْلولى ،وكان أبو ثعلبة معسرا فأفتاه بأصل
الحل ،وقال األولون :الحديثان قد تعارضا ،وهذه اْلجوبة ال يخفى ضعفها فيرجع
إلى الرتجيح.
• وحديث عدي أرجح.
ْ لنه مخرج يف الصحيحين ومتأيد باآلية
وقد صرح ﷺ بأنه يخاف أنه إنما أمسك على نفسه ،فيرتك ترجيحا لجنبة الحظر
كما قال ﷺ يف الحديث «وإن وجدت مع كلبك كلبا آخر -إلى قوله -فَل تأكل»
فإنه هنى عنه الحتمال أن المؤثر فيه كلب آخر غير المرسل فيرتكه ترجيحا لجنبة
الحظر
• «فإن غاب عنك يوما فلم تجد فيه إال أثر سهمك فكله إن شئت» اختلفت اْلحاديث يف
هذا.
فروي عن مسلم وغيره من حديث أبي ثعلبة يف الذي يدرك صيده بعد ثَلث أنه قال
ﷺ «كل ما لم ينتن»
وروى مسلم أيضا من حديثه أنه قال ﷺ «إذا رميت بسهمك فغاب عنك مصرعه
107 تقريب سبل السالم الموصلة إلى بلوغ المرام
فكل ما لم يبت»
والختالفها اختلفت العلماء.
فقال مالك :إذا غاب عنك مصرعه ثم وجد به أثر من الكلب فإنه يأكله ما لم يبت فإذا بات
كره ،وفيه :أقوال أخر،
والتعليل بما لم ينتن وما لم يبت هو النص،
ويحمل ذكر اْلوقات على التقييد به وترك اْلكل لَلحتياط وترجيح جنبة الحظر.
• «وإن وجدته غريقا فَل تأكل» ظاهره وإن وجد به أثر السهم ْلنه يجوز أنه ما مات إال
بالغرق
• الحديث نص يف صيد الكلب ،واختلف فيما يعلم من غيره كالفهد والنمر ومن الطيور
كالبازي والشاهين وغيرهما.
[المعلم من غير الكلب]
[ ]1أنه يحل صيد كل ما قبل التعليم حتى السنور (مالك وأصحابه)
[ ]2ال يحل إال صيد الكلب ،وأما ما صاده غير الكلب فيشرتط إدراك ذكاته (جماعة منهم
مجاهد)
﴿ مِ َن ا ْل َج َو ِارحِ ُم َك ِّلبِي َن﴾ بناء على أنه من ال َك ْلب ،فَل يشمل غيره من الجوارح.
ولكنه حيتمل أنه مشتق من ال َك َلب وهو مصدر بمعنى التكليب وهو التضرية
فيشمل الجوارح كلها،
• والمراد بالجوارح هنا:
الكواسب على أهلها وهو عام.
قال يف الكشاف :الجوارح الكواسب من سباع البهائم والطير والكلب والفهد والنمر
تقريب سبل السالم الموصلة إلى بلوغ المرام 108
أو ْلن السبع يسمى كلبا ومنه قوله ﷺ «اللهم سلط عليه كلبا من كَلبك» فأكله
اْلسد أو من الكلب الذي هو بمعنى الضراوة يقال هو كلب بكذا إذا كان ضاريا به
اهـ
فدل كالمه على شمول اآلية للكلب وغيره من الجوارح على تقدير االشتقاقين،
وال شك أن اآلية نزلت والعرب تصيد بالكَلب والطيور وغيرهما،
وقد أخرج الرتمذي من حديث عدي بن حاتم «سألت رسول اَّلل ﷺ عن صيد
البازي فقال :ما أمسك عليك فكل ».وقد ضعف بمجالد ،ولكن قد أوضحنا يف
حواشي ضوء النهار أنه يعمل بما رواه.
تقريب سبل السالم الموصلة إلى بلوغ المرام 110
باب األضاحي
األضاحي :جمع أضحية بضم الهمزة ويجوز كسرها ويجوز حذف الهمزة وفتح الضاد كأهنا
اشتقت من اسم الوقت الذي شرع ذبحها فيه وهبا سمي اليوم يوم اْلضحى.
َ َ ضحي ب َك ْب َش ْين َأ َق ْرَن ْينَ ،و ُي َسميَ ،و ُي َكب ُرَ ،و َي َ َ َ ُ َ ََ َ َ -1و َع ْن َأ َن ْ َ
ض ُع ِر ْجل ُه َعلى ِ ِ َِ ِ ِ س ب ِن م ِال ٍك« :أن الن ِب َي ﷺ كان ي ِ
ِ
ْ َ َ َ ََ َ َ ْ َ َ َ َ َْ ََ َ ُ َ َ َ َْ َ
يح ِه :ث ِميني ِن - اح ِهما» .و ِفي لف ٍظ :ذبحهما ِبي ِد ِه .و ِفي لف ٍظ :س ِميني ِن .و ِِل ِبي عو انة ِفي ص ِح ِ ِصف ِ
ََُ ُ ْ َ َ َ َُ َْ َ َْ ُْ ََُْ َ َ َ
ّللا أك َب ُر». ّللا و
«بس ِم ِ الس ِين -و ِفي لف ٍظ ِْلس ِل ٍم ،ويقولِ : ِباْلثلث ِة بد َل ِ
• (على صفاحهما) بالمهملتين اْلولى مكسورة .صفحة كل شيء :وجهه وجانبه.
• ويف لفظ :سمينين .وْلبي عوانة يف صحيحه أي عن أنس ( ثمينين) هذا مدرج من
كَلم أحد الرواة أو أبي عوانة أو المصنف.
• الكبش هو :الثني إذا خرجت رباعيته،
واألملح:
اْلبيض الخالص
وقيل الذي يخالط بياضه شيء من سواد
وقيل الذي يخالط بياضه حمرة
وقيل هو الذي فيه بياض وسواد والبياض أكثرها.
• واألقرن هو الذي له قرنان.
• واستحب العلماء التضحية باْلقرن لهذا الحديث ،وأجازوها باْلجم الذي ال قرن له
أصَل.
111 تقريب سبل السالم الموصلة إلى بلوغ المرام
• اتفقوا على استحباب األملح قال النووي :إن أفضلها عند الصحابة :البيضاء ثم الصفراء
ثم الغرباء وهي التي ال يصفو بياضها ،ثم البلقاء وهي التي بعضها أسود وبعضها أبيض،
ثم السوداء،
وأما حديث عائشة (يطأ يف سواد ويربك يف سواد وينظر يف سواد) فمعناه :أن قوائمه
وبطنه وما حول عينيه أسود.
(قلت) إذا كانت اْلفضلية يف اللون مستندة إلى ما ضحى به ﷺ ،فالظاهر أنه لم يتطلب
لونا معينا حتى يحكم بأنه اْلفضل بل ضحى بما اتفق له وتيسر حصوله ،فَل يدل على
أفضلية لون من اْللوان.
(ويسمي ويكرب) فسره لفظ مسلم بأنه «بسم اَّلل واَّلل أكرب» •
أما التسمية فتقدم الكَلم فيها،
اَّلل َع َلى َما ِ
وأما التكبري فكأنه خاص بالتضحية والهدي لقوله تعالى ﴿ َول ُت َك ِّب ُروا َ
َهدَ اك ُْم﴾
وأما وضع رجله ﷺ على صفحة العنق وهي جانبه :فليكون أثبت له وأمكن لئَل
تضطرب الضحية .ودل هو وما بعده أنه يتولى الذبح بنفسه ندبا.
تقريب سبل السالم الموصلة إلى بلوغ المرام 112
ْ ُ َ َ َ َ ْ َ ْ َ َُ َ َ ََُ ْ َ
ش أق َرنَ ،يطأ ِفي َس َو ٍادَ ،و َي ْب ُر ُك ِفي َس َو ٍاد َو َينظ ُر ِفي َس َو ٍاد،
ٍ يث َعا ِئشة « أمر ِبكب -2وله ِمن ح ِد ِ
ََ َ ْ ُ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ ُ َ ُ ُْ ْ َ َ ُ َ َ َ َ ْ َف ُأت َي به ل ُي َ
ال :أش ِح ِذ َيها ِب َح َج ٍرفف َعلت ،ث َم أخذ َها، ض ِح َي ِب ِه ،فقال لها :يا عا ِئشة هل ِمي اْلدية ثم ق ِ ِ ِ
َ َ َ َِ َ ُ َ َ ْ َ َ ُ ُ َ َ َ َ ُ ُ َ َ َ ْ َ َ ُ َ َ َ َ ْ ْ ُ َ َ َ ُ َ َ َ ْ ُ
ّللا ،اللهم تقبل ِمن محم ٍد و ِآل محم ٍد ،و ِمن أم ِة وأخذه ،فأضجعه ،ثم ذبحه ،ثم قالِ :بس ِم ِ
ُ َ
ُم َح َم ٍد» ث َم ض َحى ِب ِه[ .صحيح]
• «فقال لها يا عائشة هلمي المدية ثم قال اشحذيها» أي :المدية تقدم ضبطها وهو بمعنى
وليحد أحدكم شفرته.
• فيه دليل على أنه يستحب إضجاع الغنم ،وال تذبح قائمة وال باركة ْلنه أرفق هبا وعليه
أجمع المسلمون ،ويكون اإلضجاع على جانبها اْليسرْ ،لنه أيسر للذابح يف أخذ
السكين باليمنى وإمساك رأسها باليسار.
• وفيه أنه يستحب الدعاء بقبول اْلضحية وغيرها من اْلعمال،
وقد قال الخليل والذبيح عند عمارة البيت ﴿ربنَا َت َق َّب ْل مِنَّا إِن ََّك َأن َْت الس ِم ُ ِ
يع ا ْل َعل ُ
يم﴾ َّ َ َّ
وقد أخرج ابن ماجه أنه ﷺ قال عند التضحية وتوجيهها للقبلة ﴿ َو َّج ْه ُت َو ْج ِه َي﴾
• ودل قوله( :وآل محمد) ويف لفظ (عن محمد وآل محمد)
أنه تجزئ التضحية من الرجل عن أهل بيته ويشركهم يف ثواهبا.
وأنه يصح نيابة المكلف عن غيره يف فعل الطاعات إن لم يكن من الغير أمر وال
وصية ،فيصح أن يجعل ثواب عمله لغيره صَلة كانت أو غيرها.
ودل له ما أخرجه الدارقطني من حديث جابر «أن رجَل قال يا رسول اَّلل إنه كان
لي أبوان أبرهما يف حال حياهتما فكيف لي بربهما بعد موهتما فقال ﷺ إن من الرب
بعد الرب أن تصلي لهما مع صَلتك وأن تصوم لهما مع صيامك».
113 تقريب سبل السالم الموصلة إلى بلوغ المرام
حكم األضحية
َ ْ َ َ َ ُ َ َ َ َ ْ ُ َ ََ َ ْ ََ َ ُ َ َ َ
صَلنا» َر َو ُاه َ -3و َع ْن َأبي ُه َرْي َر َة َ :ق َ ُ ُ َ
ّللا ﷺ« :من كان له سعة ولم يض ِح فَل يقربن م ال َرسول ِ ِ
َْ َْ ُ َ َ َ ْ ْ َأ ْح َم ُد َو ْاب ُن َم َ
ص َح َح ُه ال َح ِاك ُم َو َر َج َح اِل ِئ َمة غ ْي ُر ُه أ ْي غ ْي َر ال َح ِاك ِم َوقف ُه[ .حسن]
اج ْهَ .و َ
[حكم األضحية]
[ ]1وجوب التضحية (أبو حنيفة على المعدم والموسر)
هبذا الحديث؛ ْلنه لما هنى عن قربان المصلى ،دل على أنه ترك واجبا كأنه يقول ال
ولحديث مخنف بن سليم مرفوعا «على أهل كل بيت يف كل عام أضحية» دل لفظه
على الوجوب،
الحديث اْلول موقوف فَل حجة فيه.
والثاين ضعف بأبي رملة قال الخطابي :إنه مجهول.
واآلية محتملة ،فقد فسر قوله ﴿ َوان َْح ْر﴾ بوضع الكف على النحر يف الصَلة،
ولو سلم فهي دالة على أن النحر بعد الصَلة فهي تعيين لوقته ال لوجوبه ،كأنه
يقول :إذا نحرت فبعد صَلة العيد ،عن أنس «كان النبي ﷺ ينحر قبل أن يصلي
فأمر أن يصلي ثم ينحر»
[ ]2أهنا سنة مؤكدة (الجمهور من الصحابة والتابعين والفقهاء) بل قال ابن حزم ال يصح عن
أحد من الصحابة أهنا واجبة.
حديث أم سلمة قالت قال رسول اَّلل ﷺ «إذا دخلت العشر فأراد أحدكم أن
تقريب سبل السالم الموصلة إلى بلوغ المرام 114
يضحي فَل يأخذ من شعره وال بشره شيئا» أخرجه مسلم ،قال الشافعي إن قوله
(فأراد أحدكم) يدل على عدم الوجوب.
حديث عبد اَّلل بن عمر «أن رجَل أتى النبي ﷺ فقال رسول اَّلل ﷺ :أمرت بيوم
اْلضحى عيدا جعل اَّلل لهذه اْلمة .فقال الرجل فإن لم أجد إال منيحة أنثى أو شاة
أهلي ومنيحتهم أذبحها؟ قال :ال» أخرجه البيهقي
حديث ابن عباس أنه قال ﷺ «ثَلث هن علي فرض ولكم تطوع وعد منها
ربما أخرجه أيضا من أنه ﷺ «لما ضحى قال بسم اَّلل واَّلل أكرب اللهم عني وعمن
فأخرج البيهقي عن أبي بكر وعمر أهنما كانا ال يضحيان خشية أن يقتدى
هبما.
وأخرج عن ابن عباس أنه كان إذا حضر اْلضحى أعطى مولى له درهمين فقال
اشرت هبما لحما وأخرب الناس أنه ضحى ابن عباس.
وروي أن بَلال ضحى بديك ومثله روي عن أبي هريرة.
والروايات عن الصحابة يف هذا المعنى كثيرة دالة على أهنا سنة.
115 تقريب سبل السالم الموصلة إلى بلوغ المرام
وقت األضحية
ََ َ َ َ ََ َ
صَلت ُه َ ان َ ق َ َ ْ ْ َ ْ َ َ َ ُ َ َ ْ ُُْ ُ ْ ُ ُ َْ َ
ّللا ﷺ ،فلما قض ى ال« :ش ِهدت اِلضحى مع َرسو ِل ِ -4وعن جندب بن سفي
َ ُ َ َ ً َ ْ ْ َ َ َ َ الناس َن َظ َر َإلى َغ َنم َق ْد ُذب َحت ،فق َ
َ َ ْ ب َ
الصَل ِة فل َيذ َب ْح شاة َمكان َهاَ ،و َم ْن ِل َم َيك ْن ذ َب َح
الَ :م ْن ذ َب َح ق ْب َل َ
ِ ٍ ِ ِ
ّللا» ُم َت َفق َع َليهْ
اسم َ َف ْل َي ْذ َب ْح َع َلى ْ
ِ ِ ِ
• (وعن جندب بن سفيان)
هو أبو عبد اَّلل جندب بن سفيان البجلي العلقمي اْلحمسي،
كان بالكوفة ثم انتقل إلى البصرة ثم خرج منها ومات يف فتنة ابن الزبير بعد أربع
سنين
• فيه دليل على أن وقت التضحية من بعد صَلة العيد فَل تجزئ قبله.
• واملراد صَلة المصلي نفسه ،وحيتمل أن يراد صَلة اإلمام وأن الَلم للعهد يف قوله الصَلة
يراد هبا المذكورة قبلها وهي صَلته ﷺ،
[وقت األضحية]
[ ]1ال يجوز قبل صَلة اإلمام وخطبته وذبحه (مالك)
ودليل اعتبار ذبح اإلمام :حديث جابر «أن النبي ﷺ صلى يوم النحر بالمدينة فتقدم
قال القرطبي :ظواهر الحديث تدل على تعليق الذبح بالصَلة لكن لما رأى الشافعي
أن من ال صَلة عليه مخاطب بالتضحية حمل الصَلة على وقتها،
وقال ابن دقيق العيد :هذا اللفظ أظهر يف اعتبار قبل الصَلة وهو قوله يف رواية «من
ذبح قبل أن يصلي فليذبح مكاهنا أخرى»
وقد أخرج الطحاوي من حديث جابر «أن رجَل ذبح قبل أن يصلي رسول اَّلل ﷺ
فنهى أن يذبح أحد قبل الصَلة» صححه ابن حبان وقد عرفت اْلقوى دليَل من هذه
اْلقوال ،وهذا الكَلم يف ابتداء وقت الضحية.
[آخر وقت األضحية]
• قال يف بداية المجتهد سبب اختالفهم شيئان:
أحدهما االختَلف يف اْليام المعلومات ما هي يف قوله تعالى ﴿لِ َي ْش َهدُ وا َمنَافِ َع َل ُه ْم﴾
اآلية فقيل يوم النحر ويومان بعده وهو المشهور ،وقيل :العشر اْلول من ذي الحجة
والسبب الثاني معارضة دليل الخطاب يف هذه اآلية بحديث جبير بن مطعم مرفوعا أنه
قال ﷺ «كل فجاج مكة منحر وكل أيام التشريق ذبح».
األقوال فيها:
[ ]1أيام اْلضحى :العاشر ويومان بعده (الهادوية ومالك وأحمد)
رجح دليل الخطاب فيها على الحديث المذكور.
[ ]2أن أيام اْلضحى أربعة :يوم النحر وثَلثة بعده؛ (الشافعي)
الجمع بين الحديث واآلية ،قال :ال معارضة بينهما إذ الحديث اقتضى حكما زائدا
على ما يف اآلية مع أن اآلية ليس المقصود فيها تحديد أيام النحر والحديث المقصود
منه ذلك.
[ ]3يوم النحر فقط إال يف منى فيجوز يف الثَلثة اْليام ( داود وجماعة من التابعين)
117 تقريب سبل السالم الموصلة إلى بلوغ المرام
أن المعلومات العشر اْلول ،وإذا كان اإلجماع قد انعقد على أنه ال يجوز الذبح هنا
إال يف اليوم العاشر -اْلول -وهو محل الذبح المنصوص عليه فوجب أن ال يكون
إال يوم النحر فقط.
[ ]4أنه يف آخر يوم من شهر ذي الحجة (جماعة)
• وال خالف بينهم :أن اْليام المعدودات هي أيام التشريق وأهنا ثَلثة أيام بعد يوم النحر
إال ما يروى عن سعيد بن جبير أنه قال يوم النحر من أيام التشريق.
• وإمنا اختلفوا يف اْليام المعلومات على القولين[ ،أحدهما :أهنا العشر اْلول].
119 تقريب سبل السالم الموصلة إلى بلوغ المرام
باب العقيقة
مشروعية العقيقة
َ َ َ ْ ْ َ َ َ ْ ُ َْ َْ ً َْ ً ََ َ َ َ
«أ َن َ
اها أ ُبو َد ُاودالن ِب َي ﷺ عق عن الحس ِن والحسي ِن كبشا كبشا» .رو اس ٍ َ -1ع ْن ْاب ِن َع َب
َ َ َ ْ َ َ َ َ ُ ْ ُ ُ َْ َ ْ ُ ْ َ
ود َو َع ْب ُد ال َح ِقَ ،ول ِك ْن َر َج َح أ ُبو َحا ِت ٍم ْإر َسال ُه[ .صحيح]
وصححه ابن خزي َمة َو ابن الج ُار ِ
• وقد خرج البيهقي والحاكم وابن حبان من حديث عائشة بزيادة «يوم السابع وسماهما
وأمر أن يماط عن رأسيهما اْلذى»
• وأخرج البيهقي من حديث عائشة « أن النبي ﷺ عق عن الحسن والحسين يوم
السابع من والدهتما»
• وأخرج البيهقي أيضا من حديث جابر « أن النبي ﷺ عق عن الحسن والحسين
وختنهما لسبعة أيام» قال الحسن البصري :إماطة اْلذى حلق الرأس.
• وصححه ابن السكن بأتم من هذا وفيه «وكان أهل الجاهلية يجعلون قطنة يف دم العقيقة
ويجعلوهنا على رأس المولود فأمرهم النبي ﷺ أن يجعلوا مكان الدم خلوقا» ورواه
أحمد والنسائي من حديث بريدة وسنده صحيح ويؤيد هذه اْلحاديث الحديث اآليت
وهو قوله:
تقريب سبل السالم الموصلة إلى بلوغ المرام 120
ََ َ َ ْ َ ََ ْ َ ْ ُ
س ن ْح َو ُه[ .صحيح] -2وأخ َرج ابن ِح َبان ِمن ح ِد ِ
يث أن ٍ
• واألحاديث دلت على مشروعية العقيقة واختلفت فيها مذاهب العلماء.
[حكم العقيقة]
[ ]1أهنا سنة (الجمهور).
أن فعله ﷺ دليل على السنية.
حديث «من ولد له ولد فأحب أن ينسك عن ولده فليفعل» أخرجه مالك.
(وأجيب)
بأن ذلك فعل وهذا قول والقول أقوى،
وبأنه يجوز أنه ﷺ ذبح عن الذكر كبشا لبيان أنه يجزئ ،وذبح االثنين مستحب،
على أنه أخرج أبو الشيخ حديث ابن عباس من طريق عكرمة بلفظ كبشين كبشين.
ومن حديث عمرو بن شعيب مثله وحينئذ فَل تعارض.
تقريب سبل السالم الموصلة إلى بلوغ المرام 122
• ويف إطَلق لفظ الشاة دليل على أنه ال يشرتط فيها ما يشرتط يف اْلضحية،
ومن اشرتطها فبالقياس.
123 تقريب سبل السالم الموصلة إلى بلوغ المرام
اإلمام مخير فيها بين األصلح من اإلمام مخير فيها تخيير مصلحة في كيفية بقائها 17
األربعة األشياء ال تخيير شهوة ()3 (األرض التي هي فيء)
(الهادوية) (ظاهر مذهب اإلمام أحمد) بال قسمة ()28
ال يجوز ذلك حتى تسلم إذا لم يجوز ذلك سواء كانت كتابية أو حكم وطأ املسبية 18
تكن كتابية (الشافعي واألئمة) وثنية (طاوس وغيره). قبل إسالمها ()30
أن الفرس له سهم واحد سهم الفارس والفرس ثالثة سهام من الغنيمة له سهم 19
(الهادوية والحنفية). ولفرسه سهمان (الناصر ()32
والقاسم ومالك والشافعي)
أن التنفيل من أصل الغنيمة. هل يكون التنفيل من أنها تخمس الغنيمة قبل التنفيل 20
منها قبل القسمة أو من
الخمس؟ ()33
إلمام أن ينفل السرية جميع ما لم يجاوز الثلث في التنفيل مقدار ما ينتفل به إلى 21
غنمت اإلمام ()34
ال يصح أمان املرأة إال بإذن حكم أمان الكافر من صحة أمان الكافر من كل مسلم 22
اإلمام ذكر أو أنثى مسلم ()42
(جماعة من أصحاب مالك) (جمهور العلماء)
خصوا ذلك بالحجاز وجوب إخراج من له دين غير في إخراج غير املسلم 23
(الشافعي والهادوية) اإلسالم من جزيرة العرب (مالك من جزيرة العرب
والشافعي وغيرهما) ()43
باب الجزية والهدنة
أنهم ليسوا من أهل الكتاب ألنهم من أهل الكتاب في معنى الذي أخذ 24
(أكثر أهل العلم). (الشافعي في أغلب قوليه) الجزية من مجوس
هجر ()1
وأن ذلك موكول إلى دينار أو عدله من أقله دينار عن كل مقدار الجزية ()3 25
نظر اإلمام (بعض املعافري ال يزاد عليه حالم وأما الزيادة
أهل العلم) وال ينقص (أحمد) فتجوز (الشافعي)
تقريب سبل السالم الموصلة إلى بلوغ المرام 126
جواز االبتداء لهم بالسالم (ابن يحرم ابتداء املسلم لليهودي حكم السالم على 26
عباس ووجه لبعض الشافعية) والنصراني بالسالم الكفار ()5
(الجمهور من السلف والخلف)
باب السبق والرمي
يجوز في كل ش يء ال يشرع السبق إال فيما ذكر من فيما يجوز السبق ()3 27
(عطاء) الثالثة (مالك والشافعي)
كتاب اِلطعمة
مكروه حل لحوم السباع أنه محرم حكم ما له ناب من 28
(مالك) (الهادوية والشافعية (ابن عباس وعائشة السباع ()1
وأبو حنيفة وأحمد وابن عمر والشعبي
وسعيد بن جبير) وداود)
ما يعدو على الناس كل ما أكل اللحم فهو سبع جنس السباع املحرمة 29
(الشافعي) (أبو حنيفة) ( )1
يكره ،وأما النسر محرم يحرم كل ذي مخلب من الطير حكم ذي مخلب من 30
الستخباثه (مالك) (الجمهور) الطير ()2
ليست بحرام حرام حكم أكل الحمر 31
(ابن عباس) (جماهير العلماء) األهلية ()3
تحريم أكل الخيل حل أكل لحوم الخيل حكم أكل لحوم 32
(زيد بن علي والشافعي وصاحبا (الهادوية ومالك وهو املشهور الخيل ()3
عند الحنفية). أبي حنيفة وأحمد وإسحاق
والجماهير)
يكره أكلها (الهادوية وعبد هللا بن حل أكلها حكم أكل األرنب ()5 33
عمر وعكرمة وابن أبي ليلى) (باإلجماع)
حرام أكلها حل أكل الضبع حكم أكل الضبع ()7 34
(الهادوية والحنفية) (الشافعي)
أنه حالل أنه حرام (أبو طالب واإلمام حكم أكل القنفذ ()8 35
(مالك وابن أبي ليلى) يحيى وأبو حنيفة وأحمد).
127 تقريب سبل السالم الموصلة إلى بلوغ المرام
االعتبار بالرائحة والنتن ال تكون جاللة إال إذا غلب على الجاللة 36
علفها النجاسة
أنه حرام أنه مكروه، حكم أكل الجاللة ()9 37
(الثوري ورواية عن أحمد) (أحمد وأصحاب الرأي
والشافعي)
ال يجوز ذلك نحر ما يذبح وذبح ما يجوز نحر ما يذبح وذبح ما ينحر 38
(بعض املالكية) (الجمهور) ينحر ()11
يحرم يكره حل أكل الضب حكم أكل الضب 39
(قوم) (حنفية) (الجماهير) ()12
باب الصيد والذبائح
للكراهة للتحريم منع اقتناع الكالب 40
(الشافعية إال ما املستثنى) ( )1
جواز اقتنائها جميعا ونسخ قتلها األخذ في قتل الكالب إال ما األمر بقتل الكالب ()1 41
إال األسود البهيم استثني (مذهب مالك وأصحابه
(آخرون) وكثير من العلماء)
فيحل صيده وإن لم يرسله ال يحل صيد الكلب إال إذا أرسله في حل صيد الكلب 42
صاحبه (طائفة) صاحبه (الجمهور) املعلم ()2
ال يجوز أكل ما لم أنها سنة واجبة على الذاكر حكم التسمية عند 43
(الهادوية والحنفية) (ابن عباس ومالك يسم عليه ولو كان اإلرسال ()2
تاركها ناسيا ورواية عن أحمد)
(الظاهرية)
إذا بقي فيه رمق وجب تذكيته فيحل بال ذكاة فإن أدركه وفيه بقية 44
(الهادوية) (قال النووي :باإلجماع) حياة ()2
حل أكله (علي ،وجماعة من حرم أكله إذا أكل الكلب من 45
الصحابة ومذهب مالك) (الجمهور). الصيد ()2
ال يحل إال صيد الكلب أنه يحل صيده املعلم من غير الكلب 46
(جماعة منهم مجاهد) (مالك وأصحابه) ( )2
تقريب سبل السالم الموصلة إلى بلوغ المرام 128
باب اِلضاحي
ال يجزئ إذا كان القرن الذاهب يجوز التضحية بمكسور 47
مما تحله الحياة (الهادوية). (جمهور) القرن ()1
سنة مؤكدة وجوب التضحية حكم األضحية ()3 48
(الجمهور) (أبو حنيفة)
ال يجوز قبل صالة ال يجوز قبل صالة إذا طلعت الشمس وقت األضحية ()4 49
ومض ى قدر صالة اإلمام وخطبته اإلمام وخطبته
العيد وخطبتين (أحمد ،والحسن وذبحه (مالك)
(الشافعي وداود) واألوزاعي وإسحاق
بن راهويه)
[ ]1العاشر ويومان بعده (الهادوية ومالك وأحمد) آخر وقت األضحية 50
[ ]2يوم النحر وثالثة بعده؛ (الشافعي) ( )4
[ ]3يوم النحر فقط إال في منى فيجوز في الثالثة األيام (داود
وجماعة من التابعين)
[ ]4أنه في آخر يوم من شهر ذي الحجة (جماعة).
يجوز ال يجوز التضحية في ليالي أيام 51
(مالك في املشهور) النحر ()4
باب العقيقة
أنها واجبة أنها سنة حكم العقيقة ()1 52
(داود ومن تبعه) (الجمهور).
أنه يجزئ عن الذكر واألنثى عن يعق عن الغالم بضعف ما يعق العقيقة عن الغالم 53
كل واحد شاة عن الجارية (الشافعي وأبو ثور والجارية ()3
(الهادوية ومالك) وأحمد وداود)
واَّلل أعلم وصلى اَّلل وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين