Professional Documents
Culture Documents
Issn: 2737-842X
Issn: 2737-842X
ف ؤ ا د بن أ ح م د
ج ا م ع ة ا لق ر و ي ي ن -ا ل ر ب ا ط
18ماي 2023
https://philosmus.org/archives/3739
ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﻭﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﻗﺎﺕ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ
ISSN: 2737-842X
موفق الدين عبد اللطيف بن يوسف البغدادي )557هـ629-هـ( .ما بعد الطبيعة .قدم له وحققه
يونس أجعون .بيروت :دار الـكتب العلمية.2017 ،
فؤاد بن أح مد
Fouad Ben Ahmed
ج امعة القرو يين -الر باط
Qarawiyyin University, Rabat
رغم أن الفيلسوف والطبيب موفق الدين عبد اللطيف بن يوسف البغدادي )ت629.هـ1231/م( موضوع
دراسات علمية منذ ما يقرب من القرن ،فإن أعماله لم تحقق كاملة بعد ُ .لذلك ،فإن كل نص ي ُنشر نشرة علمية
لهذ ا الف يلس وف و الط بيب يك ون ذ ا فائد ة ك برى لملف الف لس ف ة في س ياقات المس ل مين بعد أبي ح ام د الغزالي
)ت505.هـ1111/م(.
وفي الواقع ،فإن أهمية عبد اللطيف البغدادي بالنسبة للمنشغلين بملف هذه الفلسفة ابتداء ً من القرن الحادي
عشر للميلاد لم تعد خافية .ومع ذلك يمكن أن نجمل وجوه هذه الأهمية في العناصر الآتية:
م ن ش أ ن النص و ص الف لس ف ية و الع ل مية الت ي تظ ه ر ه نا و ه ناك لهذ ا الف يلس و ف أو ذ اك أن تد ع م َ ال ا ت جاه البح ث ي
الجديد في تقو يم صورة لطالما هيمنت على عقول الناس ،صورة عالم إسلامي ماتت فيه الفلسفة جراء الضر بة
القاض ية التي و ج ه ه ا إليها الغزالي .فوفق ا لهذ ه الص ور ة التق ليد ية ،يك و ن العالم الإس لا م ي قد أد ار ظ ه ره للعلم اليوناني
كّفر الفلاسفة وانتشر خبر التكفير بين الناس .و بفعل هذا وغيره
جرّاء تأليف كتاب تهافت الفلاسفة ،حيث ُ
دخل العالم الإسلامي في حالة جمود فكري وعلمي لم يستفق منها إلا بفضل جيوش ناپليون بوناپارت )ت.(1821.
لذ لك ،فإن ظ ه و ر ه ذ ا ا ل ن ص ل م و ف ق ا ل د ي ن ع ب د ا ل ل ط ي ف ا ل ب غ د ا د ي ب م و ا ز ا ة ن ص و ص أ خ ر ى م ن ط ق ي ة و ف ل س ف ي ة
1
18ماي 2023 ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﻭﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﻗﺎﺕ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ
وكلامية وعلمية )من فلك و بصر يات وغيرهما( كثيرة ،من شأنه أن ي ُسقط تلك الصورة القاتمة عن عالم إسلامي
1
ضاق صدره بالقول الفلسفي ،و”انتصر فيه القرآن على الفكر الحر“.
2
18ماي 2023 ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﻭﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﻗﺎﺕ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ
وكما هو معروف اليوم ،لا يوجد نص البغدادي في علم ما بعد الطبيعة إلا في نسختين خطيتين :مخطوطة
استانبول-خزانة السليمانية ،جار الله 140 ،1279ظ–187ظ ،ومخطوطة القاهرة-دار الـكتب ،تيمور حكمة ،117
.178–16
فقد تقدم عبد الرحمن بدوي إلى نشر خمسة فصول منه ) (24-20عام :1955الفصل العشرون ضمن عمله
الأفلاطونية المحدثة عند العرب 1،والفصول من 21إلى 24منه ضمن كتابه أفلوطين عند العرب 2.ونشرت
4
أنگليكا نوڤيرت أر بعة فصول منه مصحو بة بترجمة ألمانية عام 1976؛ 3ثم نشرت الفصل الأول عام .1978
وفي تزامن مع ظهور عمل أجعون ،أي عام ،2017و باستقلال عنه ،أعادت سيسيليا مارتيني نشر الفصل
العشر ين من نص البغدادي ،الذي يحمل عنوان” :في ما قال الحكيم في كتاب إ يضاح الخـير“ ،ملحقا بدراسة
ل ه ا 5 .و ت جد ر ال إ ش ار ة إلى أن ع بد الر ح من بد و ي ق د اع تم د في نش ر ته تلك ع لى النس خ ة ال خط ية التيم و ر ية ،بينم ا
اعتمدت نوڤيرت على النسختين )التيمور ية والسليمانية( ،وكذلك فعلت مارتيني .وعلى الرغم من ذلك،
6
فالظ اه ر أن نشر ة بد وي تظ ل الأفض ل لأس باب ك ثيرة ،بعض ه ا أش ار إليه أج عون في تق د يمه .
أما بخصوص ترجمات نصوص البغدادي إلى اللغات الأور بية ،فقد نشر عام َ 1965فرانز روزنتال
)ت2003.م( ترجمة ً إلى الألمانية للفصل الثامن عشر من كتاب علم ما بعد الطبيعة للبغدادي—والذي يحمل
عنوان ”في العناية الأزلية“—ضمن عمله 7.Das Fortleben der Antike im Islamوترُ جم هذا الفصل ضمن
1الأفلاطونية المحدثة عند العرب ،نصوص حققها وقدم لها عبد الرحمن بدوي )القاهرة :مكتبة النهضة المصر ية.265–248 ،(1955 ،
2أفلوطين عند العرب ،نصوص حققها وقدم لها عبد الرحمن بدوي )القاهرة :مكتبة النهضة المصر ية.240–199 ،(1955 ،
3
Angelika Neuwirth, ‘Abd al Latif al-Baghdadi’s Bearbeitung von Buch Lambda der aristotelischen Metaphysik
(Wiesbaden: Franz Steiner Verlag GMBH, 1976).
4
Angelika Neuwirth, “Neue Materialen zur Arabischen Tradition der beiden ersten Metaphysik-Bücher,” Die
Welt des Islams, 18 (1–2, 1977–78): 84–100.
5
Cecilia Martini Bonadeo, “The First ‘Proclean’ Section (Chapter 20) of ʿAbd al-Laṭīf al-Baġdādī’s Book on the
”Science of Metaphysics. Is the Pure Good of the Maḥḍ al-ḫayr Aristotle’s First Principle, Intellect in Actuality?,
Oriens 45 (2017): 259–305.
6انظر أجعون” ،مقدمة المحقق.22 “،
7
Franz Rosenthal, Das Fortleben der Antike im Islam (Zürich: Artemis Verlags, 1965).
3
18ماي 2023 ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﻭﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﻗﺎﺕ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ
مجموع الكتاب إلى الإنجليز ية عام 1.1975وعام ،1984ترجم ر يتشارد تايلور الفصل العشر ين من الكتاب نفسه،
2
اع تم اد ا على نشر ة بد و ي .
أما النشرة التي أنجزها أجعون فتظل أول نشرةكاملة لكتاب علم ما بعد الطبيعة للبغدادي .وقد بذل الباحث
جهدا حميدا في إخراج نشرته وتزو يدها بالجهاز النقدي اللازم ،موثقا نقول البغدادي من مصادرها في كثير
م ن ال أ ح يان ،و خ ات ما بف ه ار س ع ام ة للأ ع لا م و الـك ت ب و الف ر ق و غ ي ر ه ا .و ع لى الر غ م م ن أن م ق د م ة النش ر ة ق د
كتبت على عجل ،بالنظر إلى ما شابها من هنات لغو ية وغيرها ،فإنها تظل مفيدة .فقد تضمنت تعر يفا بالمؤلف
وأعماله ومنزلة الكتاب المحقق ضمن هذه الأعمال ،وقولا في مصادر المؤلف المباشرة ،ووصفا للمخطوطتين
المعتمدتين؛ وهي كلها أمور م ُعيِ نة في قراءة العمل واستعماله.
أ ك ث ر م ن ذ ل ك ،ي ق د م أ ج ع و ن ك ت ا ب م ا بع د ا لط ب ي ع ة ل ل ب غ د ا د ي م ن ح ي ث ه و ” ك ت ا ب ف ل س ف ي خ ا لص ) أ ي
أن فلس فته ليس ت قائمة على أس س لاه وتية ( 4 “ .لهذ ا ،فإن الأمر لا يتعلق فق ط ببق اء الد ر س الف لس ف ي و اس تمرار ه
1
Franz Rosenthal, The Classical in Islam, Translated from the German by Emile and Jenny Marmorstein (New
York-London: Routledge & Kegan Paul Ltd., 1975).
2
Richard Taylor, “ʿAbd al Latif al-Baghdadi’s Epitome of the Kalam fi Mahd al- Khayr (Liber de Causis),” In Islamic
Theology and Philosophy: Studies in Honor of George F. Hourani, ed. Michael E. Marmura (Albany, NY: State
University of New York Press, 1984), 286–323.
3أجعون” ،مقدمة المحقق.5 “،
4أجعون” ،مقدمة المحقق.5 “،
4
18ماي 2023 ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﻭﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﻗﺎﺕ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ
في سياقات المسلمين ،وإنما أيضا بطبيعة هذا الدرس و بالانتماء المذهبي لأصحابه .يقول أجعون” :وقد ُ
سقت هذا
الكلام ردّا على من يؤ يد أطروحة قضاء الغزالي على الفلسفة في المشرق العر بي ،و بين أوساط المسلمين السنة
1
على وجه الخصوص“.
”إن أبا البركات البغدادي وفخر الدين الرازي وسيف الدين الآمدي ونصير الدين الطوسي وابن كمونة اليهودي،
كل هؤلاء الذين جاؤوا بعد الغزالي إنما مارسوا تفلسفهم—على زعم أولئك—من خلف ستار البحث العقدي أو
الاختلاف الديني أو القومي؛ فأبو البركات كان مسيحيا ]كذا ،والصواب يهوديا[ وابن كمونة بقي يهوديا على
الأرجح ،والفخر والنصير ومن جاء بعدهمـ]ا[ كانوا عجما ،والسيف الآمدي وغيره من متكلمي الإسلام إنما كان
بحثهم متلبسا عباءة علم الأصول بالقصد الأول ،وحينئذ اضطروا بالقصد الثاني أو بالعرض إلى النبش في قبر
2
الفلسفة التي قبرها من قبل حجة الإسلام“.
5
18ماي 2023 ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﻭﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﻗﺎﺕ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ
عجم ًا .وأما الرهان الثاني ،فهو البرهنة على أن موفق الدين قد تفلسف ،مع أنه ”مسلم سني شافعي وذو انتماء
ع ر ب ي 1 “ .و ه ذ ا ض د م ن يز ع م أن الش يع ة و ح د ه م م ن اس تط اع اس تئنا ف النظ ر الف لس ف ي في س ياق ا ت المس ل مين .
وصحيح أيضا أن تلك الأسماء الواردة أعلاه كلها دليل على تعاطي المسلمين للفلسفة من خلفيات ومواقع
م تع د د ة ،لـك ن ج مع ه م د و ن تف ص ي ل يظ ل أم ر ا ق ابل ا للنق ا ش ؛ إ ذ ع لى الر غ م م ن أ ن بع ض ا م ن تلك ال أ س ماء ي جمع ه ا
ا ل ا ن ت م ا ء ا ل د ي ن ي و ا ل ع ق د ي ،ف إ ن ا ل ذ ي ي ف ر ق ه ا ،و ه و ا ل ص ن ا ع ة ا ل ف ل س ف ي ة ،أ ق و ى ر ب م ا م م ا ي جم ع ه ا .و ه ك ذ ا ،ف إ ن
البغداديين ،أبا البركات وموفق الدين ،يظلان فيلسوفين وإن كانا ينتميان إلى دينين مختلفين .وفي المقابل ،فإن
فخر الدين الرازي وسيف الدين الآمدي )ت631.هـ1233/م( ،وعلى الرغم من كل الاختلافات التي بينهما،
يظلان متكلمين أشعر يين ،وما يجمعهما أكثر مما يفرقهما؛ نعم تعاطيا للتفلسف في صيغته السينو ية تحديدا
و ح ص ر ا ،و ش ر ح ا نص و ص ابن س ينا ،ك ما ان تق د الثان ي م ن هم ا ال أ و ل ؛ 2ل ـ ك ن ه م ا ي ظ ل ا ن م حس و ب ي ن ع ل ى ا ل ن س ق ا ل ك ل ا م ي
الأش عري .لذ لك ،ع لى الرغ م م ن ك ل التأثير الذ ي م ار س ته الف لس ف ة الس ينو ية ع ليهم ا ،فإن ح ف ظ النس ق العق د ي
ال أ ش ع ر ي ي ظ ل ،ع ن د ه م ا ،ا ل ه د ف ا ل أ و ل و ا ل أ خ ي ر .و ل ـ ك ن ي م ك ن ا ل ق و ل م ن ز ا و ي ة أ خ ر ى ،إ ن ه ع ل ى ا ل ر غ م م ن
ال خص ومة الفكر ية التي ك انت بين الراز ي والآم د ي ،فإنهم ا معا يمثلا ن الأش عر ية المتأخ رة ،وقد التبس ت بالفلس فة
السينو ية؛ وهما معا يدلان ،من الزاو ية ذاتها ،على أن خصومة الأشاعرة مع الفلاسفة لم تتمكن من القضاء
] [...و يبالغ في ثلبه والوقيعة فيه “.ابن واصل ،مفرج الـكروب في أخبار بني أيوب ،حققه ووضع حواشيه حسنين محمد ر بيع وجمال
الدين الشيال )القاهرة :دار الـكتب والوثائق القومية-القاهرة :وزارة الثقافة والإرشاد القومي ،(1977-1953 ،ج .36 :5 .وانظر أيضا:
Laura Hassan, Ash‘arism encounters Avicennism Sayf al-Dīn al-Āmidī on Creation (Piscataway, NJ: Gorgias Press,
2020), 12.
6
18ماي 2023 ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﻭﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﻗﺎﺕ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ
الأمر الآخ ر الذ ي نود أن نثيره ب خص وص ع مل أج عون يتعلق بالعنوان الذ ي اخ تار ه لك تاب البغد اد ي .فق د
أعطاه ،كما هو معلوم من الغلاف ،عنوان :ما بعد الطبيعة .وهذا العنوان يحتاج منا وقفة قصيرة .كان تيمور
ب ا ش ا ،م ف ه ر س ا ل م ج م و ع ح ي ث ي و ج د ن ص ا ل ب غ د ا د ي ،ق د ع ن و ن ه ب ـ :ك ت ا ب ف ي ع ل م م ا بع د ا لط ب ي ع ة لل ش ي خ ع ب د
اللطيف ابن يوسف 1.أما في مخطوطة السليمانية )جار الله ،(1279ف َيرَ د في حرد متن الكتاب العنوان الآتي:
2
”كتاب ما بعد الطبيعة ،تصنيف الشيخ العالم الفاهم الفيلسوف المدرك المحصل عبد اللطيف بن يوسف“.
وتكرر هذا العنوان ،أي كتاب ما بعد الطبيعة مرتين :في بداية النص وفي نهايته )السليمانية140 :و178 ،و( .أما
الطبيب والمؤرخ ابن أبي أصيبعة )ت686.هـ1270/م( الذي يقّدم قائمة بأعمال البغدادي في عيون الأنباء في
طبقات الأطباء ،فيورد ضمنها عملا بعنوان ”مختصر فيما بعد الطبيعة“ .3لـكن أجعون يعتبر أن مفردة ”مختصر“
الواردة في كلام ابن أبي أصيبعة لا تفيد جنس الكتابة المعروفة بالمختصرات وإنما تفيد وصفا فقط .يقول في
هذا المعنى :و”لعل كلمة مختصر ما هي إلا وصف أطلقه ابن أبي أصيبعة على ما قام به البغدادي من تلخيص
للق س م ال خاص بالإ لهيات م ن ك تابه الض خ م ال جام ع الـك بير 4 ،أ و م ن ك ت ا ب آ خ ر م ب س و ط ف ي ن ف س ا ل م و ض و ع ،و ه و
ع ل م م ا بع د الط بيع ة 5 “ .و ف ي ا ل م ق ا ب ل ،ي ق و ل أ ج ع و ن إ ن ه س ي ق ت ص ر ع ل ى م ا ه و م ث ب ت ف ي م خط و ط ة ا ل س ل ي م ا ن ي ة ) ج ا ر ا ل ل ه
،(1279معتمدًا إ ياه عنوانا للكتاب؛ فجاء عنوان الكتاب كما يلي :ما بعد الطبيعة.
غير أن ما يوجد في السليمانية هو كتاب ما بعد الطبيعة ،وليس ما بعد الطبيعة عار يا عن مفردة ”كتاب“؛
ومعلوم أن القدماء قد درجوا على استعمال مفردة ”كتاب“ ضمن عناو ين أعمالهم .و يظهر أن أجعون ،في
مقترح عنوانه المذكور ،قد سار على نهج عبد الرحمن بدوي ،الذي اختار ما بعد الطبيعة عنوانا للكتاب ونشر
7
18ماي 2023 ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﻭﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﻗﺎﺕ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ
والحال أن عبارة البغدادي مفصحة عن غرضه ،إْذ يقول” :غرضي كتابا في علم ما بعد الطبيعة يكون
متوسطا بين المبسوط والمختصر 4،لأني كنت قد صنفت من قديم كتاباً في ذلك فجاء مبسوطا ،وكررت فيه
المعاني تكر يرا طو يلا يكاد أن يمله القارئ فيه 5“.فالقصد إذ ًا هو تأليف كتاب ،لا هو بالمبسوط والمفصل ولا
ب ا ل م خ ت ص ر ا ل ج ا م ع ،و إ ن م ا ي ق ع ب ي ن ه م ا .لذ ا ،يب د و لنا أن الع نو ان الأ قر ب إلى ه و ية الك تاب و غ ر ض ه ه و ت ل خ ي ص ع ل م
م ا ب ع د ا ل ط ب ي ع ة ،أ ع ن ي تل خ ي ص ا ل ه ذ ا ا لع ل م ب حس ب م ا ي تص و ر ه ا لب غ د ا د ي م ذ ه َ
ب أرسطو ومدرست ِه .و بطبيعة الحال،
فإن كتاب موفق الدين ليس تلخيصا لكتاب ما بعد الطبيعة لأرسطو وإنما هو تلخيص للمقالات التي ألفت في
ع ل م الط بيع ة ،ب ما ف ي ذ لك م ق ال ا ت أر س ط و نف س ه ،بال إ ض اف ة إل ى ش ر ا ح ه و غ ي ر ه م .و ل ا ف ر ق ع ن د ص ا ح بنا بي ن أ ن
يكون العمل لأرسطو أو لپروقلس أو للإسكندر الأفروديسي )ت .منتصف القرن الثالث للميلاد( أو
لثامسطيوس )ت388.م( ،ولم يكن البغدادي ليميز بينهم و بين مقالاتهم .فهؤلاء كلهم يمثلون عنده رأي
1بدوي ،أفلوطين عند العرب(61) ،؛ وانظر أيضا فهرس المواد.198 ،
2بدوي ،الأفلاطونية المحدثة ،الصفحة الثانية من فهرس المواد.248 ،
3
”Cf. Paul Kraus, “Plotin chez les Arabes. Remarques sur un nouveau fragment de la paraphrase des Ennéades,
;Bulletin de l’Institut d’Egypte 23 (1940–41) : 279, n. 2 ; Taylor, “ʿAbd al Latif al-Baghdadi’s Epitome,” 236, 238
Maroun Aouad, “Théologie d’Aristote et autres textes du Plotinus Arabus,” in Dictionnaire des Philosophes
Antiques, ed. Richard Goulet (Paris : CNRS, 1989), I, 541–90, 586; Cecilia Martini Bonadeo, ʿAbd al-Laṭīf al-
Baġdādī’s Philosophical Journey. From Aristotle’s Metaphysics to the ‘Metaphysical Science’ (Leiden-Boston: Brill,
…2013), 1, 6, 9, 10, 139
4ترجمت سيسليا مارتيني مفردتي ”غرضي كتابا في علم ما بعد الطبيعة يكون متوسطا بين المبسوط والمختصر“ بالجملة السقيمة الآتية:
“My intention is a Book on the Science of Metaphysics which will be an intermediary between the simple and
the specific.” Martini, ʿAbd al-Laṭīf al-Baġdādī’s Philosophical Journey, 214.
فلا علاقة للمبسوط بـ simpleلأن البغدادي يقصد به الكلام المفصل أو المطول؛ كما لا علاقة للمختصر بـ specificلأن البغدادي
يقصد به الكتابة الجامعة المختصرة .و بالمناسبة ،فإن حاجي خليفة )كاتب چلبي( يصف الكتاب الآخر الذي يذكر البغدادي في تتمة كلامه
أنه قد كتبه من قبل وهو ،الجامع الـكبير في المنطق والطبيعي والإلهي” ،بأنهكتاب مبسوط في نحو عشر مجلدات “.حاجي خليفة ،كشف
الظنون عن أسامي الـكتب والفنون ،عني بتصحيحه وطبعه على نسخة المؤلف محمد شرف الدين يالتقايا ورفعت بيلـگه الكليسي )بيروت:
دار إحياء التراث العر بي ،(1941 ،ج .572 :1 .وهذا الكتاب هو نفسه الكتاب الذي أورده ابن أبي أصيبعة ضمن أعمال البغدادي .انظر:
هـ .23
5البغدادي ،ما بعد الطبيعة.33 ،
8
18ماي 2023 ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﻭﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﻗﺎﺕ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ
”الحكيم“ أو الفلسفة المشائية المهددة من قبل ابن سينا )ت428.هـ1037/م( .لهذا ،فإن الغرض من التأليف
ع ن د ا ل ب غ د ا د ي ه و ت ل خ ي ص م ق ا ل ا ت ا ل ف ل ا س ف ة ا ل م ش ا ئ ي ن ف ي م ا ب ع د ا ل ط ب ي ع ة .و ي ن س ج م ه ذ ا م ع م ا ي ق و ل ا ل ن ا س خ:
”ثم ذكر أنه ما دعاه لتصنيف هذا الكتاب إلا كونه وجد لابن سينا تصانيف مخالفة لرأي المشائين ،فأراد أن
ينبه طالبي العلم بأنهم لا يغتروا بتآليفه 1“.وأجعون يدرك أن ”البغدادي كان يلخص ]مقالات أرسطو وغيره[
3
بتوسع لا ينقل النص بحروفه؛“ 2وقبله بدوي كان قد قّدم كتاب صاحبنا بوصفه ”تلخيصا“.
و بالمناسبة ،كانت الدارسة سيسيليا مارتيني وضعت جدولا مفصلا للمصادر التي اعتمدها البغدادي في
عمله .وقد أحصت منها مقالات ما بعد الطبيعة لأرسطو وكتابي السماء والعالم بشروح الإسكندر وثامسطيوس،
وطيماوس لأفلاطون )ت 347.ق.م ،(.فضلا عن مقالات الإسكندر في مبادئ الكل وفي التدبيرات
الفلـكية وفي العناية ،وكتاب الإ يضاح في الخـير المحض وعناصر الثيولوجيا لبروقلس وأثولوجيا المنحول لأرسطو
4
و م س ائل ا ل إ س ك ن د ر .
9
18ماي 2023 ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﻭﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﻗﺎﺕ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ
فهو أن سيسيليا مارتيني لم تحص في جدولها مقالة الإسكندر الأفروديسي في الاستطاعة ضمن مصادر
ا ل ب غ د ا د ي ؛ 1و ا ل حا ل أن نا ن جد ه ا م ض اف ة ً ف ي ج د و ل أ ج ع و ن ،الذ ي يف ت ر ض أ ن يك و ن تع ر ي با ل جد و ل م ا ر ت ين ي
فحسب ،دون تفصيل في هذا الأمر الهام الذي ذهلت عنه هذه الأخيرة 2.و بالفعل ،عند المقارنة بين الفصل
19من عمل البغدادي ومقالة الإسكندر في الاستطاعة ،يظهر بوضوح أن الأول قد نقل جزءا من هذه المقالة
ص ا إ يا ه ف ي بع ض المو ا ض ع .
م لخ ً
ومما يجدر بنا ،أيضا ،ذكره أن النسختين الخطيتين اللتين استعملهما أجعون في نشرته ليستا بالجودة المرجوة؛
فالأخطاء ووجوه البتر فيهما كثيرة ،على الرغم من وضوح الخط فيهما مع ًا .والظاهر أن تطابق الأخطاء فيهما،
في حالات كثيرة ،يوحي بأن إحداهما )تيمور حكمة (117نقُ لت عن الأخرى )السليمانية ،جار الله ،(1279أو
إنهما معا نقُ لتا عن أصل أو نسخة أخرى .ولهذا ،لا تسعف المقارنة كثيرا في إصلاح مواطن الغموض في
النسختين .ولقد بذل أجعون جهدا في إصلاح أخطائهما وتجاوز هناتهما من أجل إخراج نص سليم .ولأجل
هذا كان يتدخل بين الفينة والأخرى لاقتراح قراءته الخاصة للمخطوط؛ خاصة وأن منهجيته في التحقيق ”لم
تكن عملية ] [...آلية تقتصر على إثبات إحدى النسختين ،وإنما هي أقرب إلى رؤ ية تفسير ية للمحقق بغية
إ يصال المعنى الذي قصده المؤلف في نسخته هو 3“.وهذا لعمري أمر يحسب لهذه النشرة في الحقيقة.
فالعبارة التي تقول” :ونبېن كيف عنايته بعوالمه ،وكيف وقع الشر في بعضها ،وما حقيقة الشر ،وماذا
حدث) “.ص (37شابها خطأ في القراءة ،والصواب اعتمادا على النص المخطوط هو” :ونبېن كيف عنايته
بعوالمه ،وكيف وقع الشر في بعضها ،وما حقيقة الشر ،ومماذا حدث) “.السليمانية140 :و ؛ تيمور.(17 :
1
Cf. Martini, ʿAbd al-Laṭīf al-Baġdādī’s Philosophical Journey, 302.
2أجعون” ،مقدمة المحقق.14 “،
3أجعون” ،مقدمة المحقق.22 “،
10
18ماي 2023 ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﻭﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﻗﺎﺕ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ
النسختين نجد ما يلي” :وهذه الأسماء إنما هي منقولة مما عند الجمهور ،ولا ينقل مما على جهة المجاز والاستعارة،
لأن ذلك وضع ثان) “.السليمانية145 :و( والصواب هو ما يوجد في النسختين؛ وهذه العبارة معروفة.
مثال آخر للتدخل المجانب للصواب أننا نقرأ في النسختين معا العبارة الآتية” :أحصى الحكيم في هذا الكتاب
من المقولات ثمانيا) “.السليمانية146 :ظ( و يصححها أجعون بما يلي” :أحصى الحكيم في هذا الكتاب من
المقولات ثمانية) “.أجعون (78 :فالتصحيح لا يستقيم لغو يا ،كما هو معلوم.
ومثال ثالث أننا نجد في المخطوطين اسم ”أرديمس“ )تيمور (130 :أو ”أرديميس“ )السليمانية172 :ظ(.
فيحذف أجعون هذا الاسم و يعوضه بـ” ُأم ِروس“) ،أو الأحرى ”أوميرس“( اعتمادا على قراءة هانس-يوخن
رولان لمقالة الإسكندر الأفروديسي في التدبيرات الفلـكية 1،التي ينقل منها البغدادي )أجعون ،236 :هـ.(3
أكثر من ذلك ،إن أجعون ،بعد أن تبنى اسم ” ُأم ِروس“ ،يدون في الهامش ما يفيد أنه يدرك أن ”الكلام
ل أن يكون الكلام ليور بيدس؛ وهذا أمر مستغرب) .انظر أجعون،237–236 : ليس لأ و م يرو س “ ،و َ
ي حتم ُ
هـ .(4ومادام الأمر هكذا ،فلسنا نفهم السبب وراء حذف ”أرديمس“ أو ”أرديميس“ القر يبتين في الرسم من
”أور يبدس“ ،Euripidesوتعو يضهما بـ” ُأم ِروس“ ،فقط لأن رولان تبنى هذه القراءة .والجدير بالذكر أن پيار
تياه Pierre Thilletكان قد اقترح ما نراه الأقرب إلى الصواب ،وهو أن يكون الكلام لـ”أور يبدس“
2
Euripidesفي مأساته فاتون .Phaethon
ومثال رابع ما نجده في الصفحة ،83حيث نقرأ” :وأنواع المقولات ترتقي إلى الواحد >في< الأجناس علوا،
وأسبقها كلها في العلم وأوثقها في الوجود هو مقولة الجوهر ،ثم الـكم والـكيف والزمان؛ الباقية نسب ًا للجوهر إلى
ما هو خارج عنه “.والحقيقة أن هناك بترا ما في هذه الجملة كما وردت في النسختين الخطيتين )السليمانية:
147ظ؛ تيمور(24 :؛ وقد أصلح أجعون مفردة ”مقولات“ غير أن بقية الإصلاحات كانت مجانبة للصواب في
تقديرنا .وهكذا ،فبدلا من حرف الجر الذي ُأضيف لتستقيم القراءة ،أعني ”>في<“ ،كان ال َأْولى إضافة اسم
ب “؛ فتك ون
تفضيل>” ،أكثر<“؛ و بدلا من ”نسب ًا“ كان الأحرى إ بقاؤها على حالها وقراءتها على أنها ”ن ِس ٌ
1
Hans-Jochen Ruland, Die arabischen Fassungen von zwei Schriften des Alexanders von Aphrodisias. Über die
و بالعودة إلى نسخة السليمانية Vorsehung und Über das liberum Arbitrium, diss. (Saarbrucken 1976), 33–105, 43.
)51و( ،نجد جالينوس أونش .وهو ما دفع رولان إلى إ بدالها بأوميرس.
2انظر :الإسكندر الأفروديسي ،مقالة في العناية ،ضمن
Alexandre d’Aphrodise, Traité de la Providence. Περί προνοίας. Version arabe de Abū Bišr Mattä Ibn Yūnus,
Introduction, édition et traduction de Pierre Thillet (Lagrasse : Éditions Verdier, 2003), Section arabe, 12.
11
18ماي 2023 ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﻭﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﻗﺎﺕ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ
المقولات الباقية إضافات لما هو خارج عن الجوهر )الأعراض( إلى الجوهر .والجملةكاملة ً ،وفق قراءتنا ،يمكن
أن تكون كما يلي” :وأنواع المقولات ترتقي إلى الواحد> .أكثر< الأجناس علوا وأسبقها كلها في العلم وأوثقها
ب للجوهر إلى ما هو خارج عنه“.
في الوجود هو مقولة الجوهر .ثم الـكم والـكيف والزمان ]و[ الباقية نس ٌ
وعلى الرغم من أن أجعون يتدخل كثير ًا في نشرته لتصو يب أخطاء في النسختين ،فإننا نراه في بعض
الأحيان يحيد عن منهجه ،فيحجم عن التدخل و يتراجع ليترك النص كما ورد فيهما معا .من ذلك ،مثلا ،ما
يرد في الصفحة 41من نشرته ،حيث نقرأ” :فلذلك صار أخلص العلوم بأن يسمى حكمة؛“ وفعلا فإن مفردة
”أخلص“ قد وردت بهذه الصيغة في النسختين )انظر ،السليمانية141 :و ؛ تيمور ،(19 :وقد أبقاها صاحب النشرة
على حالها .والذي نقترحه هو ما يلي” :فلذلك صار أخلق العلوم بأن يسمى حكمة“.
ومثال ثان ما ورد في الصفحة ” :70فأما قائد العسكر وسائس المدينة فمبدأ سعادتهم واجتماع كلمتهم،
ولـكنه مبدأ منفصل “.والجملة قد وردت هكذا في النسختين الخطيتين ،وهي بهذه الصيغة لا معنى لها ،لأن
البغدادي يتحدث عن اجتماع كلمة حاكم المدينة وقائد العسكر بوصفه مبدأ سعادتهما ،فهو مبدأ منفصل عما
ه و م بد أ له .لذ لك ،فالص و اب ف ي تق د يرنا أن نك تب ” :ف أ م ا ق ا ئ د ا ل ع س ك ر و س ا ئ س ا ل م د ي ن ة ف م ب د أ س ع ا د ت ه م ا ج ت م ا ع ُ
كلمتهم ،ولـكنه مبدأ منفصل) “.السليمانية145 :و( لقد كان حذف واو العطف كافيا لتصبح عبارة البغدادي
ذ ات م ع ن ى .
ب التغير إلى الهيولى توسعا “.في هذه الحالة الجملة تكون ناقصة أو
مثال ثالث ما ورد في الصفحة ” :73ون َْس ُ
غير سليمة لغو يا .والصواب في تقديرنا هو” :وننسب التغير إلى الهيولى توّسع ًا) “.السليمانية145 :ظ( لـكن أجعون
فضل أن يبقيها كما هي.
والمثال الرابع ما ورد في الصفحة ” :98ولما كان هذا المشار إليه ليس في موضوع ،هو الذي تحمل عليه جميع
المقولات ،وهو مستغن في قواه عنها ،وهي مفتقرة في قواها ووجودها إليه “.لا معنى لمفردة ”قواها“ هنا ،إذ
المقصود هو ”القوام“؛ لـكن النص ي ُت ْرك ُ كما هو هنا ،و ي ُكتفى بتسجيل الملاحظة الآتية” :كذا في النسختين،
ولعل صوابها :وهو مستغن في قوامه]ا[ عنها ،وهي مفتقرة في قوامها ووجودها إليه) “.أجعون ،98 :هـ.(4
و ا ل حا ل أ ن ال أ ق ر ب إل ى الص و ا ب ت ما ش يا م ع م ن هج ي ة أ ج ع و ن ف ي الت ح ق ي ق ه و أ ن ي ثب ت الت ص ح ي ح ف ي المت ن .
ومثال آخر ما ورد في الصفحة ،240حيث نقرأ” :لأنها لم تقوى أن تبقيها “.وفي الواقع ،بهذه الصيغة ترد
العبارة في النسختين الخطيتين ،والخطأ بي ّن فيهما؛ والصواب هو ”لأنها لم تقو أن تبقيها“.
12
18ماي 2023 ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﻭﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﻗﺎﺕ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ
ختاما ،إن كان لهذه الملاحظات الطفيفة —والتي لا ترقى إلى أن تكون قراءة شاملة للنص—من فائدة،
فهي أنها سعت إلى أن تظهر قيمة هذه النشرة وتقف على بعض حدودها ،تحفيزا لصاحبها على إعداد نشرة
ثانية أجود وأروح؛ وإلا فإن الد ّارسين اليوم قد صار بوسعهم أن يستعملوا نشرة علمية مفيدة في مجملها .نجح
يونس أجعون في إنجاز عمل تردّد الدارسون عقود ًا في القيام به ،بعد أن ع ُرف بفضل پول كراوس ،أول
الأمر ،في بد اية الأر بعينيات م ن الق رن العش ر ين .
13
2023 ماي18 ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﻭﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﻗﺎﺕ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ
Bibliography
al-Baghdādī, Muwaffaq al-Dīn ʿAbd al-Laṭīf ibn Yūsuf (557h-629h). Mā baʿda al-ṭabīʿah. Qaddama
la-hu wa-ḥaqqaqahu Yūnus Ajʿūn. Beirut: Dār al-Kutub al-ʿIlmīyyah, 2017.
—— al-Aʿmāl al-falsafīyyah al-kāmilah. Volume I. Edited by Naẓīra Fadwāsh wa-Yūnus Ajʿūn wa-
Fuʾād b. Aḥmad. Rabat-Alger-Beirut: Dār al-Amān-Manshūrāt al-Ikhtlāf-Manshūrāt Ḍifāf,
2018.
Alexandre d’Aphrodise. Traité de la Providence. Περί προνοίας. Version arabe de Abū Bišr Mattä Ibn
Yūnus. Introduction, édition et traduction de Pierre Thillet. Lagrasse : Éditions Verdier,
2003.
Aouad, Maroun. “Théologie d’Aristote et autres textes du Plotinus Arabus.” In Dictionnaire des
Philosophes Antiques, édité par Richard Goulet, 541–90. Volume I. Paris : CNRS, 1989.
Badawī, ʿAbd al-Raḥmān (ed.). Aflūṭīn ʿinda al-ʿArab. Nuṣūṣ ḥaqqaqahā wa-qaddama lahā ʿAbd al-
Raḥmān Badawī. Cairo: Maktabat al-Nahḍah al-Miṣrīyah, 1955.
Ben Aḥmad, Fuʾād. “Fī munāhaḍat Ibn Sīnā wa as-sīnawiyya: ʿAbd al-Laṭīf al-Baghdādī wa iṣlāḥ al-
falsafa fī al-qarn atthālith ʿashar al-mīlādī.” Hespéris-Tamuda 54 (1. 2019): 129–164.
——. “Mawt al-falsafa fī al-siyāqāt al-Islāmiyyah (1): Fī naqd al-istishrāq.” E-Journal Philosophy
and Sciences in Muslim Contexts (2021): <https://philosmus.org/archives/2392>. (In Arabic
with and Abstract in English).
Hassan, Laura. Ash‘arism Encounters Avicennism Sayf al-Dīn al-Āmidī on Creation. Piscataway, NJ:
Gorgias Press, 2020.
Ibn Wāṣil, Jamāl al-Dīn. Mufarrij al-Kurūb fī Akhbār Banī Ayyūb. Edited by Ḥasanīn Muḥammad
Rabīʿ and Jamāl al-Dīn al-Shayyāl. Volume V. Cairo: Dār al-Kutub wa-al-Wathāʾiq al-
Qawmiyyat, 1977.
Khalīfah, Ḥājjī. Kashf al-ẓunūn ʿan asāmī al-kutub wa-al-funūn. Edited by Muḥammad Sharaf al-
Dīn Yaltkaya wa Rifat Bilge Kilisi. Volume I. Beirut: Dār Iḥyāʾ al-Turāth al-ʿArabī, 1941.
Kraus, Paul. “Plotin chez les Arabes. Remarques sur un nouveau fragment de la paraphrase des
Ennéades.” Bulletin de l’Institut d’Egypte 23 (1940–41): 263–295.
14
2023 ماي18 ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﻭﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﻗﺎﺕ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ
Martini, Cecilia Bonadeo. “The First ‘Proclean’ Section (Chapter 20) of ʿAbd al-Laṭīf al-Baġdādī’s
Book on the Science of Metaphysics. Is the Pure Good of the Maḥḍ al-ḫayr Aristotle’s First
Principle, Intellect in Actuality?.” Oriens 45 (2017): 259–305.
——. ʿAbd al-Laṭīf al-Baġdādī’s Philosophical Journey. From Aristotle’s Metaphysics to the
‘Metaphysical Science’. Leiden-Boston: Brill, 2013.
Neuwirth, Angelika. ‘Abd al Latif al-Baghdadi’s Bearbeitung von Buch Lambda der aristotelischen
Metaphysik. Wiesbaden: Franz Steiner Verlag GMBH, 1976.
——. “Neue Materialen zur Arabischen Tradition der beiden ersten Metaphysik-Bücher.” Die
Welt des Islams 18 (1–2, 1977–78): 84–100.
Renan, Ernest. Averroès et l’averroïsme. Essai historique. 4ème édition revue et augmentée. Paris :
Calmann Lévy, 1882.
Rosenthal, Franz. Das Fortleben der Antike im Islam. Zürich: Artemis Verlags, 1965.
——. The Classical Heritage in Islam. Translated from the German by Emile and Jenny
Marmorstein. New York-London: Routledge & Kegan Paul Ltd., 1975.
Ruland, Hans-Jochen. Die arabischen Fassungen von zwei Schriften des Alexanders von Aphrodisias.
Über die Vorsehung und Über das liberum Arbitrium. Diss. Saarbrucken, 1976.
Savage-Smith, E. S. Swain, G.J. van Gelder (eds). A Literary History of Medicine. Leiden: Brill, 2020.
<https://shorturl.at/sGMU8>
Taylor, Richard. “ʿAbd al Latif al-Baghdadi’s Epitome of the Kalam fi Mahd al- Khayr (Liber de
Causis).” In Islamic Theology and Philosophy: Studies in Honor of George F. Hourani, edited
by Michael E. Marmura, 286–323. Albany, Ny: State University of New York Press, 1984.
15
18ماي 2023 ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﻭﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﻗﺎﺕ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ
اتص ل بنا
16