Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 6

‫محور الفن والسلطة‬

‫الُّس لطة ‪ :‬الُّسلطة هي االستخدام الشرعي للقوة بطريقة مقبولة اجتماعًيا‪ ،‬وهي القوة الشرعية التي يمارسها‬
‫شخص أو مجموعة من االشخاص على اآلخرين‬
‫السلطة‪ :‬هي العالقة التي يسعى من خاللها كّل فرد أو مؤسسة إلى تسخيراألفراد والمؤسسات األخرى‬
‫للعمل طبقا لنظام معين ‪.‬‬
‫متى تعتبر السلطة غير مشروعة‬
‫قدتعتبر الُّسلطة غير مشروعة في حال استخدامها لإلجبار‪ ،‬واإلكراه‪ ،‬والعنف أثناءاستخدامها ضد األفراد‬
‫اآلخرين‪ ،‬وخصوصا في حاالت الحروب واّلتي تسيطر فيها الُّسلطة العسكرَّية على المجتمع اّلذي تحتله‪،‬‬
‫فتخضع كافة األفراد والمؤَّسسات لسلطته‬
‫تقسم الُّس لطة إلى قسمين رئيسين‬
‫أوًال ‪:‬الُّسلطة من حيث اتخاذ القرار‪ :‬وتقسم إلى ‪:‬‬
‫أ‪ -‬الُّس لطة الّديمقراطية‪ :‬هي الُّسلطة التي تتميز بالمشاركة بين كافة األفراد‪ ،‬والجهات المسؤولة عن اتخاذ‬
‫القرارات المهمة‪ ،‬والتي تؤّثر تأثيرًا مباشرًا على المجتمع‪.‬‬
‫ب‪ -‬الُّس لطة الّدكتاتورية‪ :‬هي الُّسلطة التي تنفرد باتخاذ القرار‪ ،‬وترفض أّي مشاورات وتدخاّل ت من‬
‫أطراف أخرى قد تساهم في تغيير طبيعة القرار‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬الُّس لطة من حيث تطبيق القرارات‬

‫أ‪ -‬الُّس لطة الَّتشريعّية‪ :‬هي الُّسلطة التي تمتلك الحق في وضع األحكام الَّتشريعية بناًء على الَّصفة القانونية‬
‫التي تمتلكها‪ ،‬ووفقا لألحكام الّد ستورية داخل الدولة‪ ،‬أو جهة العمل وهي الجهة المسؤولة عن إصدار‬
‫القوانين ومتابعة تنفيذها حسب األصول‪ ،‬وقد تختلف بعض الّسياسات بين األنظمة الملكية والرئاسية‪.‬‬
‫ب‪ -‬الُّس لطة القضائية‪ :‬هي الُّسلطة التي تحرص على تطبيق كاّفة الُّنصوص القانونية‪ ،‬ومتابعة حصول كل‬
‫فرد على حقوقه‪ ،‬وقيامه بواجباته‪ ،‬وفرض العقوبات على األفراد الذين يتجاوزن القانون‪.‬‬
‫ج‪ -‬الُّسلطة الَّتنفيذية‪ :‬هي الُّسلطة التي ُتنّفذ كافة القرارات التي تّم اّتخاذها من قبل‬
‫الُّسلطتين الَّسابقتين بناًء على فترة زمنية‪ ،‬أو اتفاق يتم تحديده مسبقا‪ ،‬فالُّسلطة‬
‫الّتنفيذية تمّثل الحكومة وما يتبعها من دوائر رسمّية حكومّية‪ ،‬وكذلك األمن‬
‫والشرطة‪.‬‬
‫أنواع الُّس لطة‪:‬‬
‫ّد‬
‫‪ 1-‬الُس لطة الّس ياسّية ‪:‬هي الُّسلطة التي توجد بيد حكومة ال ولة‪ ،‬وتقسم إلى ) داخلية(التي تقوم بموجبها‬
‫بالموافقة على مجموعة من القرارات الداخلية‪ ،‬أي داخل الدولة فقط‪ ،‬و) خارجية( تقوم على تعزيز‬
‫العالقات مع الُّد ول األخرى ‪.‬‬
‫‪ 2-‬الُس لطة الفلسفّية ‪ :‬هي من أقدم أنواع الُّسلطة‪ ،‬والتي ارتبطت بالمفاهيم الفلسفّية القديمة‪ ،‬وترى أّن كل‬
‫إنسان يمتلك سلطًة خاّص ًة به ضمن نطاق معين‪،‬أي إّنه قادٌر على تطبيق سلطته بناًء على الَّصالحيات‬
‫التي حصل عليها‪ ،‬مثل‪ :‬مدير المدرسة الذي يمتلك سلطة في الَّتحكم بكافة القرارات‪ ،‬والَّنشاطات‪ ،‬والمهام‬
‫التي تحدث داخل المدرسة‪.‬‬
‫الّنّص األّو ل ‪ :‬الّر سم‬
‫فّن الَّر سم ‪:‬هو أداة هامة للتعبير عن األفكار والخواطر التي تجول في عقل اإلنسان مما يجعل لها تأثيرًا‬
‫كبيرًا على كل من يقوم برؤيتها ‪ ،‬ويتفاعل معها بشكل بصري يكون فن الرسم في بعض األحيان معبرًا‬
‫عن تلك األحداث التي حدثت في الفترة الزمنية التي عاشها الرسام ‘ فبالّر سم يمكن إظهار حاالت الّنصر‬
‫والهزيمة اإلصرار والفشل والخذالن ‪ ،‬و ما إلى غير ذلك من الحاالت الّتاريخية اإلنسانّية ‪.‬‬

‫أهمية فن الرسم في حياة االنسان ‪:‬‬


‫ُف‬
‫إّن العالم الذين نعيُش فيه في الوقت الحالي َيعَتمُد على الجانب الماّد ي )المال والماّد ة(‪،‬وال نون ليَس لها أّي‬
‫عالَقة بهذه الجوانب َفهَي تعمل على إقامة تواُز ن بين الَم ظاهر الّروحّية الّد اخلّية لإلنسان َم ع الجوانب‬
‫المادّية في الحياة اإلنسانّية‪َ ،‬فعلى سبيل المثال عندما يقوم الّرّسام بَر سِّم لوَح ٍة َفنّية َفُهَو َيسَتخِّد ُم َم شاعرُه‬
‫وأحاسيسه ويحاول أن يوصلها من خالل رسمته إلى العالم باستخدام أدوات رسم بسيطة تجعل من هذه‬
‫اللوحة ذات قيَم ٍة َم ادية‪ ،‬فالفن دائما يرتبط باإلبداع والعبقرّية‪ ،‬لذلَك أهمّية الفنون تكمن في حياة اإلنسان‬
‫للتعبير عن الّرغبات النفسية َو َيجب أن يعبر عن هذه الطاقات من خالل الفنون الجميلة مثَل كتابة الّش عر‪،‬‬
‫والنحت المسرح الرسم ‪ ،‬إلخ‪ ...‬أي فّن من الفنون َتجُد فيه الُقدَر ة‬
‫على إخراج أجَم َل ما بداخلك لتوصل لالخر ما تريد التعبير عنه عن طريق البوح رسما او نحتا او نظما‬
‫للشعر‪.‬‬
‫بداية فّن الّر سم‬
‫الّر سم على الجدار من أقدم أشكال الفّن البشري‪ ،‬هذا ما تشير إليه لوحات الكهوف في معظم المستوطنات‬
‫البشرّية القديمة حول العالم‪ ،‬حيث كان الفّن بأنواعه وسيلة اإلنسان البدائي في عصور ما قبل الّتاريخ‬
‫لتجسيد رسومات اعتقد بقدرتها على حمايته ودفع الّش رور عنه‪ ،‬فكان بذلك أّو ل مصمم للجداريات في‬
‫التاريخ‪.‬‬
‫لقد َر سم اإلنسان األول قبل أن يعرف الكتابة‪ ،‬فكان الّتصوير الجداري ُم الزما له منذ نشأته‪ ،‬إذ وجد فيه‬
‫مالذًا للّتعبير عن ذاته وما يراوده من أسئلة وجودية وغيبية‪ ،‬فوّثق برسوماته المبَّسطة معتقداته طقوسه‬
‫ونشاطاته ‪.‬‬
‫عالقة الفّن بالّس لطة ‪:‬‬
‫ظهر في الفّن المصري القديم المنافسة ما بين الّص ناع لتكوين الصفوة المختارة لدى مقر البالط الملكّي‬
‫ومكان الكهنة والحّك ام أول من استخدموا الفنانين وذلك لمدة طويلة‪ ،‬وكانت تسمى أماكن العمل ب"الورش‬
‫"‪ ،‬والفّنان كان يعمل إما متطّوعًا‪ ،‬أو يعمل بتكليف‬
‫مقابل أجر‪ ،‬أو يكون فّنانًا من األسرى‪ ،‬فعرف الفّنان منذ ذلك الّز من العمل تحت سلطة‬
‫الكهنة والبالط الملكي‪.‬‬
‫وباالنتقال إلى الفكر اإلغريقي نجد أن الفالسفة اإلغريق تتجه إلى أن االنسان عضو من المجتمع وهذا‬
‫يفرض عليه بعض االلتزا مات‪ ،‬والقيود التي يمكن أن يقوم عليها المجتمع الّص الح‪ ،‬وتعتبر الفرد على أّنه‬
‫عضو في هذا المجتمع واندرج ذلك على الفّنان‪.‬‬
‫أما في العصر المسيحي فقد تغّيرت وظيفة الفّن االجتماعية‪ ،‬فقد كانت داللة العمل الفني )جمالّية ( أساسًا‬
‫في العالم القديم‪ ،‬إال أن تلك الّد اللة قد تغّيرت في المسيحية تغييرا تامًا ذلك ألّن وجود فّن لذاته أمرا ال‬
‫يمكن أن يسمح به الّد ين‪ ،‬ولقد كان الفن من حيث هو أداة للتعليم أعظم قيمة من العلم‪ ،‬وذلك على األقّل في‬
‫الحاالت التي كان الهدف فيها هو انتشار الّد عوة على أوسع نطاق ممكن؛ فقد كانت األعمال الفنّية هي‬
‫إنجيل الفقراء ومن هنا خضع الفّن لسلطة الّد ين‬
‫ثم أتى عصر النهضةوهو فعل معاكس لفكر القرون الوسطى‪ ،‬وكان انعتاق الفرد هي الّسمة األساسية‬
‫األولى لعصر الّنهضة‪ .‬فقد تحرر الفرد من سلطة االنضباط الكاثوليكي الّطويل وتطَّلع إلى الّتحرر في كل‬
‫الميادين‪ ،‬ومنذ بداية عصر النهضة بدأ التمرد على تلك السلطة‪ ،‬وقد كان أكثر العناصر جدة في مفهوم‬
‫الفن في عصر النهضة هو فكرة "العبقرّية‬
‫وظهرت فكرة وحدانّية الفنان العبقري وعناده‪ ،‬ومثلت اتجاهًا فكري ًا لم يظهر ألول مّر ة إَّال‬
‫في مجتمع عصر النهضة واجه الفن بعد عصر النهضة سلطة جديدة هي سلطة‬
‫الّسياسة‪ ،‬وإذا كان مفهوم الّسلطة عبر العصور قد حمل بالكثير من الدالالت فقد بقي التصّور الّسائد‬
‫المسيطر هو أن الّسلطة هي الّسلطة الّسياسية‪ ،‬إذ كانت غالًبا ما ُتَع َّرف الُسلطة‪ :‬بأَّنها سلطة الّد ولة‪ ،‬أو‬
‫السلطة السياسية‪ ،‬وأَّنها عبارة عن مؤسساٍت وأنظمٍة‬
‫وأجهزٍة‪ُ ،‬تخضع المواطنين أو الّر عايا لقوانينها داخل حدود دولة ما‪ ،‬كانت أفكارهم تتجه إلى اإلنسان‬
‫وكونه عضوًا في المجتمع‪ ،‬وأن هذه_ مثلت الثورة الفرنسية نموذجًا للربط الوثيق بين الفن والّسلطة‬
‫الّسياسية‪ ،‬فقيام الّثورة واستيالئها على الّسلطة عام ‪ 1789‬كان سعيها األول هو تكريس المبادىء‬
‫الكالسيكّية‬
‫الجمالّية في الفن‪ ،‬حيث كان الفن وثيق الِّص لة بالّش عب والحياة االجتماعّية والسياسة‪،‬‬
‫وأيضًا استجابة لموجة الولع بالقديم وما تبعها من اهتمام بفنون الحضارا ت القديمة‬
‫من هنا بدأت الّر عاية الَّرسمية للفن والعمل على ازدهاره‪ ،‬ألَّن الفن يمثل من جهة الِّداللة‬
‫على العصر والمستوى الِّذ هني واألخالقي للشعب‪ ،‬ومن جهة أخرى ألثره الّسياسي‬
‫واالجتماعي في بناء الّد ولة‪ ،‬مما يحتم على الّد ولة رعايته عمًال بمبدأ أن "الغنى الفني‬
‫يجب أن يصبح زينة الشعوب وبالتالي تّم االعتراف بالمذهب الكالسيكي مذهبًا رسميًا لفّن الّد ولة‪ ،‬فالسلطة‬
‫تتغلغل في كل مجاالت الثقافة لدى البشر سواًء أكانت‬
‫هذه الّسلطة سياسية أم دينية أم اجتماعية بل حتى وإْن كانت معرفية‪ ،‬فالسلطة هي عامل‬
‫أساس في تكوين ثقافة البشر‬
‫قام الفّنانون بتحويل الّثقافة إلى ألوان وأشكال وإلى ذوات )فّن الّنحت(‪ ،‬ومن هذا فإَّن‬
‫الُّسلطة تطمح كثيًر ا أن تكون راعية لهذا الفّن ليخدم مجالها؛ فالُّسلطة الّد ينية تريد أن‬
‫تظهر طقوسها من خالل الفّن ؛ كما أّن الّسياسي يريد أن ُيشْر ِّعن سلطته من خالل الفن‘‬
‫وحّتى الّثقافة الّش عبوية تريد أن تفرض سلطتها من خالل فّن الفلكلور‪ ،‬فالفن والُّسلطة‬
‫بينهما سجال يتوافق أحيانا ويتنافر أحيانا أخرى‪.‬‬
‫لعّلنا نعلم كيف حاولت الّسلطة السياسية االشتراكّية أن تفرض الفن )الملتزم( بأدبياتها ؛‬
‫و تجعله خادًم ا لسلطتها من خالل ادعاء خدمة )البروليتاريا( حتى وصل بها حد القتل‬
‫لمخالفي سلطتها ‪ ،‬كما أن الّسلطة الّليبرالّية حاولت أن تدعم الفن الذي يمّج د أفكارها‬
‫الليبرالّية و أما في مجال اإلعالم فنحن أمام سلطة‬
‫جديدة ظهرت من خالل قّوة الَّش اشة التي حاولت جلب الفن إليها ليكون مصدر ربٍح‬
‫له‬
‫الَّنص الّثاني ‪ :‬كاريكاتير علي فرزات‬
‫ولد الفَّنان والَّرسام الكاريكاتير الُّسوري في عام ‪ 1951‬م ‪ ،‬وهو فّنان عالمي فاز بعدد من الجوائز الدولية‬
‫والعربَّية ‪.‬‬
‫َّل‬
‫) ال ومري ( في عام ) ‪ ( 2001‬م ‪ ،‬وكانت أَّو ل جريدة مستق ة تحصل على ترخيص ‪ ،‬ولكن‬ ‫ُّد‬ ‫جريدَة‬ ‫أصدر‬
‫َّن‬
‫ُسرعان ما أوقفتها الحكومة الُّسورَّية في عام ‪( 2003‬م وبعدها قام الف ان الٌّسوري بتأسيس صالة للفن‬
‫الَّساخر التي َينقل فيها هموم الَّش عِّب ‪ ،‬وواقعه و لساُن حاله ‪ُ.‬نِّش رت رسومات )علي فرزات ( في العديد من‬
‫الُّص حف الُّسورّية والعربَّية واألجنبَّية وأقام معرضا في معهد العالم العربي في باريس ‪ ،‬ولكّن كتاباته‬
‫َج َّرت عليه كثير من المشاكل ‪ ،‬حيث تعّر ض للضرب المبرح وٌع ِّر فت رسوماته بالجريئة التي ينتقد فيها‬
‫الِّنظام الّسوري ‪.‬‬
‫رأى الفّنان ) علي فرزات ( أّن أعماله الفنَّية كان لها تأثير كبير في الّناس ‪ ،‬وأسهمت في إشعال الَّثورة‬
‫الُّسورية ‪ ،‬كما أّن ريشته بجرأِّتها ووضوح رؤيتها هَّز ت أركان نظام الِّر ئيس بّش ار األسد‬
‫يقول علي فرزات ‪ ) :‬إَّنني وقفُت مع األحرار في فنادقهم بعد أن تحَّو لت من صوت‬
‫وترميز إلى فعل ( ورسوماته أَّثرت في الَّش عب وتأَّثرت بهم ) شفهّيا وسلوكّيا ( ‪.‬‬

‫أَّم ا بالنسبة لتحليل الُّص ورة ‪:‬‬


‫ّظ‬
‫بالَّنظر إلى الُّص ورة نجد أَّن هناك شخصيتين ) األولى ‪ :‬شخصَّية الَّرئيس ال الم المستِّبد المتشِّبث بكرسي‬
‫الِّر ئاسة والمنصب ومقَّيد بها ‪ ،‬والَّش خصية الَّثانية ‪ :‬شخصية المواطن الَّسجين ‪ ،‬الذي هو مقَّيد جسده‬
‫باألغالل ‪ ،‬ولكَّنه حٌّر برأي وهو ُيعِّبر عَّم ا يريد‪ ،‬وشخصَّية الَج َّالد الذي ُينفذ أوامر الَّظالم المستِّبد‪ ،‬وإَّن‬
‫الكرسي ُيمّثل الّسجن الكبير‬
‫للَّرئيس ألَّن الَّرئيس مقَّيد به ‪ ،‬وشَّتان بين اإلنسان المقَّيد بفكره ‪،‬والمقَّيد بجسده ‪.‬‬

‫توظيف الّس ينما في المجال السياسي وأثره علي الوعي الّس ياسي‬

‫المقدمة‬
‫َّل‬
‫إَّن الُّص ورة ا تي تقّد مها السينما دائًم ا ما تنطبع في ذهن الُم شاهد‪ ،‬وبالَّتالي ُتساهم في رسم للصورة‬
‫الِّذ هنية اتجاه القضايا الُم ختلفة؛ وهذا من شأنه يؤّثِر على سلوكياتهم‪ ،‬فضاًل على أَّن الُم شاهد يضع نفسه ال‬
‫شعورًّيا في موضع الفَّنانين ويتقَّبلون الَّطريقة اَّلتي يتصَّرفون بها والحلول التي ُتعرض لمشاكلهم‪ .‬وهنا‬
‫يتضح من خالل ذلك دور ال سينما في تشكيل الوعي العام للجماهير‪ ،‬وكذلك في ظل العولمة وحرَّية‬
‫المعلومات لم تعد ُم قتصرة على عرض القضايا وتشكيل الوعي لألفراد بل توضح مساوئ األنظمة‬
‫الحاكمة‪ ،‬وبهذا يزداد دور الفن بشكل عام وال سينما بشكل خاص في تكوين الَّصورة لدى األفراد‬

‫ُتعد الوسائل اإلعالمية جانًبا مهًّما في حياتنا اليومية؛ فهي تعمل على تأدية األدوار الُم هَّم ة في ُم جريات‬
‫الحياة والَّتأثير فيها‪ ،‬فنحن نستمُّد منها الكثير من معارفنا؛ لذلك حَّققت أهمَّية كبيرة في الَّتأثير؛ خاَّصة بعد‬
‫تلك الَّتطورات التي شهدتها البالد ومع ظهور العولمة‪ ،‬ووسائل الَّتواصل االجتماعي؛ لذلك رَّك زت الِّد‬
‫راسة على واحدة من أهم تلك‬
‫الوسائل أال وهي الّس ينما‬
‫َّن‬
‫تعتبر السينما من أكثر الوسائل االتصالية تأثيًر ا في جميع الفئات الُم ختلفة في المجتمع‪،‬حيث أ ها تحَّو لت‬
‫من أداة لُم جرد الَّتمثيل إلى أداة للتعليم وُم حاكاة الواقع‪ ،‬وإحداث تغييرفي مسار البالد‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫عرضها المشاكل التي يُم ُّر بها المجتمع‬
‫ومن هذا الُم نطلق تعتبر السينما من أكثر الوسائل تأثيًر ا في المجال السياسي؛ لكونها تؤِّد ي رسالة‬
‫اتصالَّية )إيجابية أوسلبية ( ذات تأثير‪ .‬فمنها ما هو موَّجه ومنها ما ُيراد منه تكوين األفكار ومنه من‬
‫يسعى إلي تحقيق الربح الماد ي‬
‫يمتلئ عادة المجال السياسي بالعديد من األعمال الفنَّية السياسَّية في كل مرحلة مختلفة‪،‬حيث يتيح الفن لنا‬
‫من خالل مرونته الكشف عن العالقة بين الفَّنان والنظام السياسي‪،‬‬
‫وبالَّتالي تأثيره علي الوعي السياسي‪ .‬ونجد األزمات والَّنكسات التي ُيمر بها المجتمع يستطيع الفن ببعده‬
‫السياسي أن يكون انعكاسا لها‪ ،‬ويترتب على ذلك إنها تؤِّثر علي صانع القرار بإعتباره ممِّثال عن‬
‫المجتمع‪ ،‬وبالَّتالي نجد العالقة بين السينما والسياسية من اإلشكاليات التي ُطرحت ُم نذ العقود للنقاش والتي‬
‫مازالت حتى اليوم‬
‫َّث‬
‫سينما الُّس لطة وسينما ال ورة‬
‫ّث‬
‫إّن بعض األفالم هي إنجازات للشعب ‪ ،‬وحَّرضت على ال ورة فمنذ فيلم ) الشين ( عام‪ 1938‬م واألفالم‬
‫األخرى جميعها كانت تخدم الُّسلطة الحاكمة ‪ ،‬وظَّل صناع الّسينما قبل ثورة ) ‪ ( 1952‬يرّسخون للوضع‬
‫القائم ويعالجون قضية استئثار الحكم والَّثروات بقدٍر كبير من الَّسطحية والّسذاجة وغالبا ما تنتهي بزواج‬
‫الّش اب الَّثري بالفتاة الفقيرة التي يقع في ُحِّبها‬
‫أَّم ا بعد ثورة ) ‪1952‬قام العديد من المخرجين وغالبهم من الُّض باط بإنجاز عدد من األفالم التي يمّهدون‬
‫فيها إلى جيل الَّثورة ويشّو هون صورة بالَّش وات ما قبَل الَّثورة مثل فيلم ) ُر ّد قلبي ( قّص ة الَّضابط يوسف‬
‫الّسباعي وإخراج الَّضابط عز الّد ين ذو الفقار حيُث قام بفضح العمالء الّسريين أو ) البوليس الّسياسي‬
‫( وهو االسم القديم لجهاز أمن الّد ولة ‪ ،‬وهناك فيلم ) غروب وشروق ( لّلواء جمال حَّم اد ‪ ،‬و فيلم األرض‬
‫(‬
‫ليوسف شاهين وجميع هذه األفالم تجاهلت كّل اإلنجازات التي حققتها مصر ما قبل الَّثورة ‪.‬‬

‫بعد وفاة الّز عيم جمال عبد الَّناصر وتوّلي الِّر ئاسة ) أنور الّسادات ( فقد جاءت الّسينما بأفالم ُتدين‬
‫عهد )جمال عبد الّناصر (وتصُف حكمه بأَّنه عهد ظالمي امتألت فيه اّلُّسجون باألبرياء واألحرار ‪ ،‬مثل‬
‫فيلم ) الكرنك ( للمخرج بدر خان ‪.‬‬
‫جاء بعدها ) حسني مبارك ( إّن سياسته لم تختلف كثيرًا عن سياسة ما قبله ) أنورالَّسادات( وخاصة فيما‬
‫يتعّلق باالنفتاح االقتصادي وتسليم البالد والعباد لرجال تسيء ألنور الَّسادات ونظامه ‪ ،‬مثل فيلم ) الغول (‬
‫لسمير سيف ‪.‬‬
‫وأخير ًا نرجو من كَّتاِّب الّسيناريو والمخرجين أّال يغرقونا بأفالم تتحَّد ث عن فساد‬
‫الَّرئيس المسجون وعائلته ‪ ،‬فالَّناس بدأت تشعُر بالملِّل من أخبار قضايا الّسلب والّنهب وسرقة خيرات‬
‫الوطن ‪ ،‬وأّال يتحَّو لوا من نفاق الُّسلطة إلى رياء الَّثورة ‪ ،‬وكما يجب أنرويجب أن يكون هناك دور للرقابة‬
‫لمنع المتاجرة بالَّثورة‬

You might also like