Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 17

‫‪‬‬

‫شرح منظومة الزمزمي‬


‫في علوم القرآن‬
‫معالي الشيخ الدكتور‬

‫عبد الكريم بن عبد اهلل اخلضري‬

‫عضو هيئة كبار العلماء‬

‫وعضو اللجنة الدائمة للبحوث العلمية واإلفتاء‬

‫جامع البلوي ابملدينة املنورة‬ ‫املكان‪:‬‬ ‫مل يذكر يف املادة‬ ‫اتريخ احملاضرة‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫شرح منظومة الزمزمي في علوم القرآن(‪)3‬‬
‫الشيخ‪ :‬عبد الكريم بن عبد هللا الخضير‬

‫بسم هللا الرحمن الرحيم‪ ،‬الحمد هلل رب العالمين‪ ،‬وصلى هللا وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه‬
‫أجمعين‪.‬‬
‫اللهم اغفر لشيخنا وللحاضرين والمستمعين‪.‬‬
‫قال الناظم ‪-‬رحمه هللا‪ :-‬العقد األول‪ :‬ما يرجع إلى النزول زمانا ومكانا وهو اثنا عشر نوعا‪ :‬األول‬
‫والثاني المكي والمدني‪:‬‬
‫والمدني ما بعدها وان تسل‬ ‫نزل‬ ‫هجرة‬ ‫قبل‬ ‫ما‬ ‫مكيه‬
‫تبع‬ ‫الحج‬ ‫وكذا‬ ‫أخيرتيه‬ ‫مع‬ ‫القرآن‬ ‫أولتا‬ ‫فالمدني‬
‫والقتال‬ ‫والرعد‬ ‫براءة‬ ‫أنفال‬ ‫تلت‬ ‫ما‬ ‫مع‬ ‫مائدة‬
‫والقدر‬ ‫زلزلة‬ ‫قيامة‬ ‫النصر‬ ‫والحديد‬ ‫وتاليها‬
‫وسر إلى التحريم وهي داخلة‬ ‫والمجادلة‬ ‫واألحزاب‬ ‫والنور‬
‫على الذي صح به المروي‬ ‫المكي‬ ‫هو‬ ‫هذا‬ ‫عدا‬ ‫وما‬
‫الحمد هلل رب العالمين‪ ،‬وصلى هللا وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه‬
‫أجمعين‪.‬‬
‫بعد أن أنهى المؤلف الناظم ‪-‬رحمه هللا تعالى‪ -‬مقدمته شرع في بيان العقود الستة التي رتب عليها‬
‫منظومته‪ ،‬فذكر العقد األول؛ وفيه ما يرجع إلى النزول‪ ،‬نزول القرآن زمانا ومكانا‪ ،‬فبدأ بالمكان ثم ثنى بالزمان‪.‬‬
‫وما يتعلق بالنزول اثنا عشر نوعا من الخمسة والخمسين‪.‬‬
‫األول والثاني المكي والمدني‪ ،‬واختلف في المراد بالمكي والمدني‪:‬‬
‫فمنهم من يقول‪ :‬المكي‪ :‬ما نزل بمكة‪ ،‬والمدني‪ :‬ما نزل بالمدينة‪ ،‬وعلى هذا القول يثبت من القرآن ما‬
‫ليس بمكي وال مدني‪ ،‬مما نزل خارج مكة والمدينة‪.‬‬
‫والقول الثاني‪ :‬أن المكي‪ :‬ما نزل قبل الهجرة ولو نزل خارج مكة‪ ،‬والمدني‪ :‬ما نزل بعد الهجرة ولو نزل‬
‫بمكة‪ ،‬وهذا هو المرجح عند أهل العلم؛ ألنه هو الذي ينضبط‪ ،‬ألن العبرة بالزمان زمان النزول‪ ،‬وما قبل الهجرة‬
‫يسمى مكيا‪ ،‬وما بعدها يسمى مدنيا‪ ،‬ال فائدة كبيرة من معرفة مكان النزول؛ إنما الفائدة في معرفة زمانه‪ ،‬الذي‬
‫يترتب عليه معرفة المتقدم من المتأخر‪ ،‬وبه يتوصل إلى القول بالنسخ عند التعارض وعدم إمكان الجمع‪.‬‬
‫يقول ‪-‬رحمه هللا تعالى‪( :-‬مكيه)‪ ،‬يعني‪ :‬مكي القرآن‪ ،‬الكتاب المنزل‪ ،‬مكي كتابنا الذي تقدمت اإلشارة‬
‫إليه‪.‬‬
‫بعدها‪...............‬‬ ‫ما‬ ‫والمدني‬ ‫نزل‬ ‫هجرة‬ ‫قبل‬ ‫ما‬ ‫مكيه‬
‫يعني‪ :‬بعد الهجرة‪ ،‬اعتمد القول الراجح وأضرب عن ذكر ما سواه‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫(وان تسل)‪ ،‬تسأل تسهل بحذف الهمز‪ ،‬وجاء به النصوص من الكتاب والسنة‪(( :‬سل عما بدا لك))‪،‬‬
‫{سل بني إسرائيل‪[}..‬البقرة‪.]211:‬‬
‫(وان تسل‪ ،‬فالمدني)‪ ،‬يعني‪ :‬على سبيل التفصيل‪ ،‬التعريف اإلجمالي انتهى منه‪ ،‬مكي‪ :‬ما نزل قبل‬
‫الهجرة‪ ،‬المدني‪ :‬ما نزل بعد الهجرة‪.‬‬
‫(وان تسل)‪ ،‬عن التفصيل‪ ،‬عن سور القرآن تفصيل‪ ،‬فالمدني تسع وعشرون سورة‪ ،‬والمكي خمس‬
‫وثمانون سورة‪ ،‬يذكر األقل؛ ألن حصره أيسر‪ ،‬ثم يحيل بالباقي على النوع الثاني‪.‬‬
‫(فالمدني) وعدة سوره تسع وعشرون‪.‬‬
‫(أولتا القرآن)‪ ،‬السورتان الواقعتان في أول القرآن‪ ،‬ومقتضى األولية المطلقة‪ :‬أن يكون المراد الفاتحة‬
‫والبقرة‪ ،‬لكن هل هذا هو المقصود؟ ال‪ ،‬يقصد بذلك البقرة وآل عمران‪ ،‬فهذه أولية نسبية وليست مطلقة‪ ،‬مثل أولية‬
‫مطلقة للفاتحة‪ ،‬وقل مثل هذا في تقسيمهم وتحزبيهم للقرآن‪ ،‬تقسيمه على األيام السبعة‪(( :‬اق أر القرآن في سبع))‪،‬‬
‫كانوا يحزبون القرآن ثلثا‪ ،‬ثم خمسا‪ ،‬ثم سبعا‪ ،‬ثم تسعا‪ ،‬ثم إحدى عشر‪ ،‬ثم ثلث عشر‪ ،‬ثم حزبا مفصل‪،‬‬
‫فالمراد بالثلث األول‪ :‬البقرة وآل عمران والنساء‪ ،‬وليس المراد بها الفاتحة والبقرة وآل عمران‪.‬‬
‫أخيرتيه‪.......................‬‬ ‫مع‬ ‫القرآن‬ ‫أولتا‬ ‫فالمدني‬
‫المعوذتين‪{ :‬قل أعوذ برب الفلق}[الفلق‪ ،]1:‬و{قل أعوذ برب الناس}[الناس‪ ،]1:‬فأولتاه وآخرتاه‬
‫مدنيتان‪.‬‬
‫(وكذا الحج تبع)‪ ،‬البقرة وآل عمران والمعوذتان هذه أربع والحج الخامسة (تبع)‪.‬‬
‫(مائدة)‪ ،‬هذه السادسة‪ ،‬يعني‪ :‬سورة المائدة‪.‬‬
‫(مع ما تلت)‪ ،‬يعني‪ :‬النساء‪ ،‬مع السورة التي تلتها المائدة‪ ،‬والسورة التي تلتها المائدة النساء‪ ،‬لو قال‬
‫المؤلف‪ :‬األربع السور‪ :‬البقرة وآل عمران والنساء والمائدة‪ ،‬أال يكون أخصر؟ يكون أخصر‪ ،‬واآلن فرقها‪:‬‬
‫تبع‬ ‫الحج‬ ‫وكذا‬ ‫أخيرتيه‬ ‫مع‬ ‫القرآن‬ ‫أولتا‬ ‫فالمدني‬
‫‪..................................‬‬ ‫تلت‬ ‫ما‬ ‫مع‬ ‫مائدة‬
‫المائدة والنساء‪ ،‬هذا فيه تشويش في الترتيب‪ ،‬لكن لو ذكر األربع سور‪.‬‬
‫(مع ما تلت أنفال)‪ ،‬معطوفة‪ ،‬األنفال مع حذف حرف العطف‪ ،‬وحذف حرف العطف مع نية العطف‬
‫معروف في اللغة‪ ،‬وجاء به الحديث‪(( :‬تصدق أحدكم بديناره‪ ،‬بدرهمه‪ ،‬بصاعه‪ ،‬بمده‪ ،))..‬نعم‪ ،‬هذا مراد به‬
‫العطف؛ لكن مع حذف الحرف‪.‬‬
‫(مع ما تلت أنفال)‪ ،‬أنفال‪ :‬السورة الثامنة من التسع والعشرين‪.‬‬
‫(براءة)‪ ،‬معطوف أيضا مع حذف حرف العطف‪.‬‬
‫(والرعد والقتال)‪ ،‬البراءة التاسعة‪ ،‬والرعد العاشرة‪ ،‬والقتال التي هي سورة محمد ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪-‬‬
‫الحادية عشر‪.‬‬
‫(وتالياها)‪ ،‬تاليا القتال؛ الفتح والحجرات‪ ،‬الثانية عشرة والثالثة عشرة‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫(والحديد والنصر)‪ ،‬الحديد الرابعة عشرة‪ ،‬والنصر الخامسة عشرة‪.‬‬
‫(قيامة)‪ ،‬السادسة عشرة‪( ،‬قيامة) كذا في النظم تبعا ألصله‪ ،‬والصواب‪" :‬قيمة" وليست "قيامة" لماذا؟ ألن‬
‫"القيامة" مكية باإلجماع‪ ،‬و"القيمة" مدنية عند الجمهور‪{ ،‬لم يكن الذين كفروا}[البينة‪ ]1:‬هذه مدنية عند‬
‫الجمهور‪ ،‬أما سورة القيامة‪{ :‬ال أقسم بيوم القيامة}[القيامة‪ ]1:‬هذه مكية‪.‬‬
‫والسابعة عشرة‪( :‬زلزلة)‪{ :‬إذا زلزلت}[الزلزلة‪( ،]1:‬والقدر) هي الثامنة عشرة‪{ :‬إنا أنزلنا في ليلة‬
‫القدر}[القدر‪.]1:‬‬
‫(والنور) هي التاسعة عشرة‪ ،‬واألحزاب العشرون‪ ،‬والمجادلة الحادية والعشرون‪.‬‬
‫(وسر إلى التحريم)‪ ،‬سر من المجادلة إلى التحريم‪ ،‬يعني‪ :‬الجزء الثامن والعشرون كله مدني واال مكي؟‬
‫مدني‪ ،‬سر من المجادلة إلى التحريم‪ ،‬وفيه الحشر والممتحنة‪ ،‬والصف والجمعة‪ ،‬والمنافقون والتغابن‪ ،‬والطلق‪،‬‬
‫والتحريم هي التاسعة والعشرون هي األخيرة‪ ،‬هذا كله مدني‪.‬‬
‫(وسر إلى التحريم وهي داخلة)‪ ،‬لماذا قال‪ :‬وهي داخلة؟ للخلف في دخول الغاية؛ لئل يقول‪ :‬إن‬
‫التحريم ليست داخلة في المغية‪ ،‬ولذلك نص عليها‪ ،‬وهي داخلة في المغية‪ ،‬وهي التاسعة والعشرون‪.‬‬
‫وال تخلو هذه السور من خلف‪ ،‬لكن هذا هو المرجح وهو قول الجمهور‪ ،‬على أن في السور المكية‬
‫آيات مدنية‪ ،‬وفي السور المدنية بعض اآليات المكية‪ ،‬ويقول أهل العلم‪ :‬إن الذي ال يعرف المكي من المدني‪،‬‬
‫وال يعرف اآليات المكية في السور المدنية والعكس‪ ،‬ال يجوز له أن يتعرض لتفسير القرآن‪ ،‬وهذا من الشرائط‬
‫التي يشترطها أهل العلم فيمن يتصدى للتفسير‪.‬‬
‫(وهي داخلة‪ ،‬وما عدا هذا هو المكي)‪ ،‬سبق أن قلنا‪ :‬إن عدد السور المكية خمس وثمانون سورة‪.‬‬
‫(على الذي صح به المروي)‪ ،‬وهناك خلف في بعض السور التي ذكرت في المدني عند بعض أهل‬
‫العلم إنها مكية‪ ،‬من أهل العلم من يقول‪ :‬النساء والرعد والحديد والحج والصف والتغابن والقيامة ‪-‬على حد‬
‫قوله‪ -‬والمعوذتان مكيات‪ ،‬القيامة صوبنا أنها القيمة‪ ،‬واألصح واألرجح أنها مدنيات‪ ،‬وبالمقابل من الخمس‬
‫والثمانين المرجح أنها مكيات‪ ،‬قيل في‪ :‬الرحمن واإلنسان واإلخلص والفاتحة من المدني‪.‬‬
‫والخلف في الفاتحة معروف عند أهل العلم‪ ،‬لكن المرجح أنها مكية؛ ألنه جاءت اإلشارة إليها في سورة‬
‫الحجر وهي مكية‪{ :‬آتيناك سبعا من المثاني} [الحجر‪ ]78:‬وهي سورة الفاتحة‪.‬‬
‫ومنهم من يقول‪ :‬مدنية‪.‬‬
‫ومنهم من يقول‪ :‬نزلت مرتين مرة بمكة ومرة بالمدنية‪.‬‬
‫ومنهم من يقول‪ :‬نصفها مكي ونصفها الثاني مدني‪.‬‬
‫لكن المرجح عند أهل العلم أنها مكية‪.‬‬
‫الموضوعات التي تتعلق بالنزول هي مجرد تعداد ما فيها شيء يحتاج إلى تحليل أو تحرير‪ ،‬مجرد عدد‪،‬‬
‫لعلنا نمره لنوفر الوقت لما هو أهم منه؛ ألن اإلنسان إذا حفظ هذه األبيات‪ ،‬وعرف السور المكي والمدني‪،‬‬
‫والحضري والسفري إلى آخره‪ ،‬سهل عليه األمر ‪-‬إن شاء هللا تعالى‪ ،-‬نعم‪.‬‬
‫أثابكم هللا‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫النوع الثالث والرابع‪ :‬الحضري والسفري من آي القرآن‪:‬‬
‫فاعلم‬ ‫جيش‬ ‫بذات‬ ‫مائدة‬ ‫التيمم‬ ‫كآية‬ ‫والسفري‬
‫يقتفي‬ ‫من‬ ‫يا‬ ‫الغميم‬ ‫كراع‬ ‫في‬ ‫الفتح‬ ‫ثم‬ ‫بالبيداء‬ ‫هي‬ ‫أو‬
‫هذا الختما‬ ‫أول‬ ‫و{ترجعون}‬ ‫{يوما}‬ ‫وبعد‬ ‫{اتقوا}‬ ‫وبمنى‬
‫سؤول‬ ‫يا‬ ‫السورة‬ ‫آلخر‬ ‫الرسول}‬ ‫{آمن‬ ‫فتح‬ ‫ويوم‬
‫{هذان خصمان} وما بعد تبع‬ ‫مع‬ ‫األنفال‬ ‫سورة‬ ‫بدر‬ ‫ويوم‬
‫عوقبتم}‬ ‫ما‬ ‫بمثل‬ ‫فعاقبوا‬ ‫عاقبتم‬ ‫{إن‬ ‫ثم‬ ‫{الحميد}‬ ‫إلى‬
‫دينكم}‬ ‫لكم‬ ‫أكملت‬ ‫{اليوم‬ ‫رسموا‬ ‫وعرفات‬ ‫بأحد‬
‫كثير‬ ‫وقوعه‬ ‫والحضري‬ ‫اليسير‬ ‫هاهنا‬ ‫ذكرنا‬ ‫وما‬
‫بعد ذلك ذكر الناظم ‪-‬رحمه هللا تعالى‪ -‬النوع الثالث والرابع‪ ،‬وهذه األنواع التي يذكرها متقابلة‪ ،‬أنواع‬
‫متقابلة؛ المكي يقابله المدني‪ ،‬الثالث يقابله الرابع‪ ،‬حضري وسفري‪ ،‬والخامس يقابله السادس‪ ،‬وكذا السابع‬
‫والثامن‪.‬‬
‫يقول في النوع الثالث والرابع‪( :‬الحضري والسفري من آي القرآن)‪ ،‬يعني‪ :‬ما نزل في الحضر في حال‬
‫اإلقامة‪ ،‬وما نزل في السفر في أسفاره ‪-‬عليه الصلة والسلم‪ -‬للغزو أو للحج أو للعمرة‪ ،‬هذه أسفاره ‪-‬عليه‬
‫الصلة والسلم‪ ،-‬ما كان عنده أسفار نزهة‪ ،‬عنده أسفار عبادة‪.‬‬
‫(والسفري)‪ :‬منسوب إلى السفر‪ ،‬من اإلسفار‪ :‬وهو البروز والوضوح‪ ،‬منه أسفر الصبح إذا أظهر‬
‫األشياء‪ ،‬ومنه السفر لبروز المسافر عن بلده‪ ،‬ومنه السفور إلبراز المرأة شيئا مما يجب عليها تغطيته‪.‬‬
‫الجيش‬ ‫بذات‬ ‫مائدة‬ ‫التيمم‬ ‫كآية‬ ‫فالسفري‬
‫آية التيمم التي في المائدة؛ ألن هناك آية للتيمم في سورة النساء‪ ،‬المقصود باآلية التي نزلت في السفر‬
‫آية المائدة‪ ،‬نزلت (بذات الجيش)‪ :‬هو موضع و ارء ذو الحليفة قرب المدينة‪.‬‬
‫(بذات جيش فاعلم‪ ،‬أو هي بالبيداء)‪ ،‬في طرفي ذي الحليفة‪ ،‬والتي قالها ابن عمر –رضي هللا عنهما‪:-‬‬
‫"بيداؤكم التي تكذبون فيها على رسول هللا ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪"-‬؛ ألنه جاء في األحاديث الصحيحة‪(( :‬أن‬
‫النبي ‪-‬عليه الصلة والسلم‪ -‬أهل لما عل على شرف البيداء))‪ ،‬وهي من ذي الحليفة في طرفها‪.‬‬
‫(مائدة‪،)...‬‬
‫مائدة‪...............‬‬ ‫التيمم‬ ‫كآية‬ ‫فالسفري‬
‫إعرابها‪ ،‬إعراب مائدة‪ :‬منصوب بنزع الخافض‪ ،‬يعني‪ :‬بآية التيمم‪ ،‬كآية التيمم الواقعة في المائدة‪.‬‬
‫(مائدة بذات جيش فاعلم)‪ ،‬آية التيمم نزلت أثناء قفوله ‪-‬عليه الصلة والسلم‪ -‬من غزوة بني‬
‫المصطلق‪ ،‬سنة أربع أو خمس أو ست على أقوال‪ ،‬والقصة شهيرة في الصحيح وغيره‪.‬‬
‫(أو هي بالبيداء‪ ،‬ثم الفتح في)‪( ،‬ثم الفتح في)‪ ،‬يعني‪ :‬ثم سورة الفتح‪ ،‬مجرورة عطفا على آية المجرورة‬
‫بالكاف‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫(في كراع الغميم)‪ ،‬كراع الغميم‪ :‬طرف الغميم؛ ألن كراع الشيء‪ :‬طرفه‪ ،‬والغميم‪ :‬قريب من مكة‪ ،‬بينه‬
‫وبين مكة نحو ثلثين ميل‪ ،‬وبينه وبين المدينة مائة وسبعين أو أكثر من األميال‪( ،‬كراع الغميم) اآلن قلنا‪َ :‬كراع‬
‫أو كراع الغميم‪ ،‬كراع مضاف والغميم مضاف إليه‪ ،‬وهنا نون المضاف‪ ،‬هل هذه إضافة؟ مع أن المضاف يجب‬
‫حذف التنوين منه‪:‬‬
‫مما تضيف احذف كطور سيناء‬ ‫تنوين‬ ‫أو‬ ‫األعراب‬ ‫تلي‬ ‫نونا‬
‫يجب حذفه‪ ،‬وهنا قال‪( :‬كراع الغميم)‪ ،‬أو يكون الغميم بدل من كراع‪ ،‬بدل كراع هو الغميم؛ ألنها‬
‫مضبوطة بكسر الطرفين‪ ،‬كسر مع التنوين (كراع)‪ ،‬وال بد من التنوين‪ ،‬واال ينكسر البيت‪ ،‬والغميم‪ :‬األصل أنه‬
‫مضاف إليه‪ ،‬طرف الغميم‪ ،‬كراع الغميم‪ ،‬مضاف ومضاف إليه‪ ،‬فلم لم يحذف التنوين؟ هذه ضرورة شعرية؛ لكن‬
‫أال يمكن توجيهه بأن الطرف يطلق عليه الكل‪ ،‬فنقول‪ :‬كراع الغميم بدل منه‪ ،‬بدل كل من بعض‪ ،‬يجي واال ما‬
‫يجي؟ ما في ضمير‪ ،‬لكن صيانة النظم من المخالفة الظاهرة‪ ،‬وحذف الضمير قد يرد به‪ ،‬في مثل هذه الحالة قد‬
‫تحوج إليه الضرورة‪ ،‬بخلف التنوين‪ ،‬التنوين قبيح في المضاف‪.‬‬
‫(كراع الغميم يا من يقتفي)‪ ،‬يا من يتبع اعرف ما ذكر والحاجة إليه ماسة‪.‬‬
‫(وبمنى {اتقوا})‪( ،‬وبمنى)‪ :‬مع حذف التنوين للوزن‪.‬‬
‫الختما‬ ‫هذا‬ ‫أول‬ ‫و{ترجعون}‬ ‫{يوما}‬ ‫وبعد‬ ‫{اتقوا}‬ ‫وبمنى‬
‫يعني‪ :‬نزل بمنى قول هللا ‪-‬جل وعل‪{ :-‬واتقوا يوما ترجعون فيه إلى هللا}[البقرة‪ ،]271:‬إلى آخر إلى‬
‫ختم اآلية‪{ ،‬واتقوا يوما ترجعون فيه إلى هللا ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم ال يظلمون}[البقرة‪ .]271:‬إلى‬
‫ختم اآلية‪.‬‬
‫سؤول‬ ‫يا‬ ‫السورة‬ ‫آلخر‬ ‫الرسول}‬ ‫{آمن‬ ‫فتح‬ ‫ويوم‬
‫نزل يوم الفتح أواخر سورة البقرة‪{ :‬آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون}[البقرة‪ ،]275:‬إلى‬
‫آخر السورة‪.‬‬
‫(يا سؤول)‪ ،‬يعني‪ :‬يا من يفترض فيه أنه طالب علم‪ ،‬وحريص على مثل هذه العلوم‪ ،‬ومن شرطه أن‬
‫يكون سؤوال ال خجوال‪ ،‬لكن السيوطي لم يقف على هذا أو لهذا على دليل وانما قلد فيه‪.‬‬
‫(ويوم بدر)‪ ،‬يعني‪ :‬ونزل في يوم بدر‪.‬‬
‫(سورة األنفال كلها‪ ،‬مع {هذان خصمان})‪ ،‬مع آية‪{ :‬هذان خصمان}‪( ،‬وما بعد تبع‪ ،‬إلى {الحميد})‪،‬‬
‫يعني‪ :‬إلى قوله ‪-‬جل وعل‪{ :-‬الحميد}‪{ ،‬هذان خصمان اختصموا في ربهم فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من‬
‫النار‪[}..‬الحج‪ ]11:‬إلى آخره‪ ،‬إلى قوله ‪-‬جل وعل‪{ :-‬الحميد}‪.‬‬
‫ثم آية‪{ :‬إن عاقبتم فعاقبوا} يعني‪ :‬إلى آخر سورة النحل‪{ ،‬إن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن‬
‫صبرتم لهو خير للصابرين}[النحل‪( ،]126:‬ثم {وان عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم}) إلى آخر السورة‪ ،‬هذه‬
‫نزلت متى؟ بأحد‪ ،‬نزلت بأحد‪ ،‬والقصة معروفة‪ :‬لما مثل المشركون بحمزة عم النبي ‪-‬عليه الصلة والسلم‪،-‬‬
‫ذكر أنه ‪-‬عليه الصلة والسلم‪ -‬سوف يمثل بسبعين منهم‪ ،‬فنزل قول هللا ‪-‬جل وعل‪{ :-‬وان عاقبتم فعاقبوا‬

‫‪6‬‬
‫بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم}[النحل‪ ،]126:‬يعني‪ :‬ما عاقبتم بالمثل‪{ ،‬لهو خير للصابرين} إلى آخر‬
‫السورة‪ ،‬هذه نزلت بأحد‪.‬‬
‫(وعرفات)‪ ،‬يعني‪ :‬نزل بعرفات في حجة الوداع‪.‬‬
‫(وعرفات رسموا)‪ ،‬يعني‪ :‬بعرفات في حجة الوداع‪ ،‬كتبوا نزول قوله –تعالى‪{ :-‬اليوم أكملت لكم‬
‫دينكم}[المائدة‪.]3:‬‬
‫وفي الصحيح من حديث عمر –رضي هللا عنه‪ :-‬أن اليهود قالوا لعمر ‪-‬رضي هللا تعالى عنه‪" :-‬لو‬
‫علينا نزلت هذه اآلية التخذنا اليوم الذي نزلت فيه عيدا‪{ ،‬اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت‬
‫لكم اإلسالم دينا} [المائدة‪ ،"]3:‬فقال عمر –رضي هللا عنه‪" :-‬لقد علمت اليوم والمكان الذي نزلت فيه هذه‬
‫اآلية‪ ،‬نزلت في يوم عرفة في حجة الوداع"‪.‬‬
‫(وعرفات رسموا {اليوم أكملت لكم دينكم})‪ ،‬يعني‪ :‬كتبوا نزول هذه اآلية في ذلك اليوم الشهير‪.‬‬
‫(وما ذكرنا هاهنا اليسير)‪ ،‬يعني‪ :‬مما نزل في السفر‪( ،‬ما ذكرنا هاهنا اليسير)‪ ،‬وسوف يذكر السيوطي‬
‫في التحبير جميع ما وقف عليه‪ ،‬في كتابه التحبير الذي أوصل فيه أنواع علوم القرآن إلى اثنين ومائة من‬
‫األنواع‪ ،‬استوفى اآليات التي نزلت في السفر‪.‬‬
‫كثير‬ ‫وقوعه‬ ‫والحضري‬ ‫اليسير‬ ‫هاهنا‬ ‫ذكرنا‬ ‫وما‬
‫ألنه هو األصل‪ ،‬ألن األصل اإلقامة ال السفر‪ ،‬السفر طارئ تقتضيه الحاجة‪ ،‬والحاجة تقدر بقدرها‪،‬‬
‫وجاء في الحديث الصحيح‪(( :‬السفر قطعة من العذاب))‪ ،‬مفاد هذا‪(( :‬إذا قضى أحدكم نهمته فليعد)) فليرجع‪،‬‬
‫فاألصل هو الحضر‪ ،‬وعلى هذا أكثر القرآن نزوله في الحضر‪.‬‬
‫أثابكم هللا‪.‬‬
‫النوع الخامس والسادس‪ :‬الليلي والنهاري‪.‬‬
‫{فول}‬ ‫أي‬ ‫القبلة‬ ‫وآية‬ ‫الليل‬ ‫في‬ ‫أتت‬ ‫الفتح‬ ‫وسورة‬
‫سهل‬ ‫والختم‬ ‫{ألزواجك}‬ ‫بعد‬ ‫قل}‬ ‫النبي‬ ‫أيها‬ ‫{يا‬ ‫وقوله‬
‫فأثبت‬ ‫أزواجه‬ ‫بها‬ ‫خصت‬ ‫أعني التي فيها البنات ال التي‬
‫يقينا‬ ‫بتوبة‬ ‫{خلفوا}‬ ‫أي‬ ‫الذين}‬ ‫{الثالثة‬ ‫وآية‬
‫نزال‬ ‫بالنهار‬ ‫الكثير‬ ‫أن‬ ‫على‬ ‫لليلي‬ ‫بعض‬ ‫فهذه‬
‫يقول الناظم ‪-‬رحمه هللا تعالى‪ -‬في النوع الخامس والسادس‪( :‬الليلي والنهاري)‪ ،‬يعني‪ :‬ما نزل بالليل وما‬
‫نزل بالنهار‪ ،‬األصل النهار؛ ألن الليل سكن‪ ،‬والنزول إنما يكون في حال اليقظة‪ ،‬على الخلف الذي سيأتي في‬
‫سورة الكوثر‪ ،‬واذا كان التنزيل في اليقظة؛ فاليقظة إنما تكون بالنهار والليل سكن‪ .‬نزل من القرآن آيات بالليل‬
‫حال يقظته ‪-‬عليه الصلة والسلم‪ ،-‬وكانت حاله ‪-‬عليه الصلة والسلم‪ -‬عكس ما عليه الناس اليوم‪ ،‬اليوم‬
‫وهذه األيام الليل هو وقت االستيقاظ والنهار هو وقت النوم‪ ،‬وهذا قلب للسنن اإللهية‪ ،‬النبي ‪-‬عليه الصلة‬
‫والسلم‪(( -‬كان يكره الحديث بعدها))‪ ،‬بعد صلة العشاء‪ ،‬كما أنه ‪-‬عليه الصلة والسلم‪(( -‬يكره النوم قبلها))‪،‬‬

‫‪8‬‬
‫تبعا لذلك يكون أكثر القرآن نزوال إنما هو بالنهار كما أشار إليه الناظم في آخر الفصل‪ ،‬وهذا التقسيم باعتبار‬
‫الزمان‪.‬‬
‫يقول ‪-‬رحمه هللا تعالى‪:-‬‬
‫(وسورة الفتح أتت في الليل)‪ ،‬ومقتضى كلمه أن تكون سورة الفتح كلها نزلت بالليل‪ ،‬لكن الوارد إلى‬
‫قوله ‪-‬جل وعل‪{ :-‬صراطا مستقيما}‪ ،‬وأنزلت سورة الفتح بعد منصرفه من الحديبية‪ ،‬وسميت الحديبية فتحا؛ لما‬
‫ترتب عليها من خير عظيم للدعوة‪ ،‬فصارت هي الفتح الحقيقي‪{ :‬إنا فتحنا لك فتحا مبينا}[الفتح‪.]1:‬‬
‫ومنهم من يقول‪ :‬إن الفتح هو فتح مكة‪ ،‬وهو المراد باآلية‪ ،‬والتعبير عنه بالماضي لتحقق وقوعه‪ ،‬كما‬
‫في قوله ‪-‬جل وعل‪{ :-‬أتى أمر هللا}[النحل‪ ،]1:‬والفتح فتح مكة‪ ،‬والسورة نزلت قبل فتح مكة‪.‬‬
‫ومنهم من يقول‪ :‬إن الحديبية مقدمة للفتح‪ ،‬ومقدمة الفتح فتح‪.‬‬
‫على كل حال‪ ،‬مطلع هذه السورة نزل بالليل‪(( :‬لقد أنزل علي الليلة قرآنا))‪ ،‬ثم تل إلى قوله ‪-‬جل‬
‫وعل‪{ :-‬صراطا مستقيما}[الفتح‪.]2:‬‬
‫(في الليل وآية القبلة أي {فول})‪ ،‬على الخلف بين العلماء تبعا لما جاء في األحاديث في أول صلة‬
‫صلها النبي ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪ -‬إلى مكة إلى الكعبة‪ ،‬آية القبلة‪{ :‬قد نرى تقلب وجهك في السماء‬
‫فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام}[البقرة‪ ،]144:‬حولت القبلة‪ ،‬وكان النبي ‪-‬عليه الصلة‬
‫والسلم‪ -‬يتشوف إلى هذا التحويل‪ ،‬فصلى بعد أن نزلت عليه هذه اآلية إلى الكعبة بدال من الصلة إلى بيت‬
‫المقدس‪ ،‬وكان النبي ‪-‬عليه الصلة والسلم‪ -‬بعد هجرته يصلي إلى بيت المقدس ستة عشر أو سبعة عشر‬
‫شهر ثم حولت القبلة إلى الكعبة‪ ،‬فمنهم‪ :‬من رجح أن أول صلة صلها النبي ‪-‬عليه الصلة والسلم‪ -‬هي‬
‫ا‬
‫صلة الصبح‪ ،‬وعلى هذا يكون نزول اآلية بالليل واال بالنهار؟ بالليل‪.‬‬
‫ومنهم من يقول‪ :‬إن أول صلة صلها هي صلة العصر‪ ،‬وأما صلة الصبح فهي الصلة في قباء‪،‬‬
‫صلة أهل قباء الذين مر بهم الصحابي الذي صلى مع النبي ‪-‬عليه الصلة والسلم‪ -‬قبل ذلك وأخبرهم بأن‬
‫القبلة حولت إلى الكعبة فاستداروا كما هم‪ ،‬يكون بلوغهم الخبر في وقت أو في أثناء صلة العصر‪ ،‬واذا كان‬
‫هذا بالنسبة ألهل قباء فالنبي ‪-‬عليه الصلة والسلم‪ -‬صلها قبل ذلك؛ ألن هذا الصحابي صلها مع النبي ‪-‬‬
‫عليه الصلة والسلم‪ ،-‬إذا كان أهل قباء صلوها الصبح‪ ،‬وجاءهم الجائي ممن صلى مع النبي ‪-‬عليه الصلة‬
‫والسلم‪ -‬وأخبرهم‪ ،‬فيكون صلها مع النبي ‪-‬عليه الصلة والسلم‪ -‬العصر‪ ،‬وحينئذ تكون اآلية نزلت ليل واال‬
‫نهار‪ ،‬ال يعقل أنها تنزل بالليل وال يصلي النبي ‪-‬عليه الصلة والسلم‪ -‬إلى الكعبة إال صلة العصر‪ ،‬ال‬
‫نهار؟ ا‬
‫ا‬
‫يمكن أن يحصل هذا‪{ ،‬فول وجهك}‪ ،‬ثم يصلي إلى بيت المقدس ما يمكن‪.‬‬
‫(وقوله‪{:‬يا أيها النبي قل})‪ ،‬أهل قباء استداروا كما هم بخبر واحد‪ ،‬وكانوا على قبلة مقطوع بها إلى بيت‬
‫المقدس فتركوا المقطوع به لخبر الواحد‪ ،‬وهذا مما يستدل به على أن خبر الواحد يفيد القطع‪ ،‬ولوال أنه يفيد‬
‫القطع لما تركوا المقطوع به إلى المظنون‪ ،‬لكن الحافظ ابن رجب ‪-‬رحمه هللا‪ -‬يقول‪" :‬إن خبر الواحد هذا احتفت‬
‫به قرائن"‪ ،‬كان الصحابة يتوقعون أن تحول القبلة‪ ،‬والنبي ‪-‬عليه الصلة والسلم‪ -‬يقلب وجهه في السماء‪،‬‬

‫‪7‬‬
‫ويتشوف إلى تحويل القبلة‪ ،‬الصحابة يتوقعون‪ ،‬فهذه قرينة على صدق هذا المخبر‪ ،‬وبهذه القرينة ارتفع إلى إفادة‬
‫العلم‪ ،‬وارتفع عن إفادة الظن‪.‬‬
‫سهل‬ ‫والختم‬ ‫{ألزواجك}‬ ‫بعد‬ ‫قل}‬ ‫النبي‬ ‫أيها‬ ‫{يا‬ ‫وقوله‪:‬‬
‫({يا أيها النبي قل ألزواجك})‪ ،‬آية واحدة في القرآن أو أكثر؟ أكثر‪ ،‬منها‪{ :‬قل ألزواجك إن كنتن}[‪]27‬‬
‫آية التخيير‪ ،‬والثانية التي في أواخر سورة األحزاب‪{ :‬قل ألزواجك وبناتك}[األحزاب‪.]51:‬‬
‫دائر بين اآليتين قال الناظم ‪-‬رحمه هللا تعالى‪:-‬‬
‫ولما كان األمر واالحتمال ا‬

‫خص ي ي ي ي ي ي ي ييت به ي ي ي ي ي ي ي ييا أزواج ي ي ي ي ي ي ي ييه فأثب ي ي ي ي ي ي ي ييت‬ ‫أعن ي ي ي ييي الت ي ي ي ييي فيه ي ي ي ييا البن ي ي ي ييات ال الت ي ي ي ييي‬

‫الن قبا َ‬
‫اي قاال‬ ‫{يااا أََي َهااا ُّ‬
‫حييدد المي ارد‪ ،‬ووضييح المقصييودي وبييين أن الميراد آييية األحيزاب التييي فييي أواخرهييا‪َ :‬‬

‫ااااارْف َن َفاااااا َال‬


‫اااااك أ َْدَنااااااى أَن ي ْعا َ‬
‫ق‬
‫اااااي قه ُّن ماااااان َج َال قبياااااا قب قه ُّن َذلقا َ‬
‫ين َعَلا ْ‬
‫اااااؤ قمقنين يا ْ ق‬
‫ااااادن َ‬ ‫اااااك َوقن َساااااااء اْلما ْ َ‬
‫ق‬
‫اااااك َوَبَناتا َ‬
‫اجا َ‬ ‫قأل َْزَو ق‬

‫ي ْؤَذْي َن‪[}...‬األحزاب‪.]51:‬‬

‫ما الدليل على أنها نزلت باللييل؟ القصيةي نسياء النبيي ‪-‬علييه الصيلة والسيلم‪ -‬ال يخيرجن لقضياء الحاجية‬

‫إال بالليييلي كمييا ثبييت ذلييك فييي الصييحيح ميين حييديث عائشيية –رضييي هللا عنهييا‪-‬ي فخرجييت سييودة بنييت زمعيية أم‬

‫المييؤمنين –رضييي هللا عنهييا‪ -‬لقضيياء حاجتهيياي وهييي ال تخييرج إال بالليييل كغيرهييا ميين نسيياء النبييي ‪-‬عليييه الصييلة‬

‫والسلم‪-‬ي وكان عمر ‪-‬رضي هللا تعالى عنه‪ -‬يريد منع نساء النبي ‪-‬عليه الصلة والسلم‪ -‬من الخروج وال في‬

‫الليييل؛ لييئل يتعييرض لهيين أحييدي ثييم قييال لهييا لمييا رآهييا‪" :‬قييد عرفنيياك يييا سييودة"‪ .‬وسييودة ام يرأة معروفيية؛ لتميزهييا فييي‬

‫جسمهاي امرأة طوال‪ ،‬وثبطه –ثقيلة‪ ،-‬فعرفهيا عميري ويعرفهيا غيير عميري وهيي متحجبية الحجياب الكاميلي وتعيرف‬

‫بجسمهاي "قد عرفناك يا سودة"‪ .‬تأذت من هذا الكلم فذكرت ذلك للنبي ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪ -‬فنزلت اآلية‪.‬‬

‫خصااااااااااات بهاااااااااااا أزواجاااااااااااه فأثبا ق‬


‫اااااااااات‬ ‫أعناااااي التاااااي فيهاااااا البناااااات ال التااااااي‬
‫النساء ال يخرجن إال بالليل؛ ألن الليل أستر لهني والظلم يسترهن زييادة عليى ميا يرتدينيه مين ثيياب‬

‫وجلبيب وخمر وغير ذلك‪ .‬بخلف النساء اليومي وضع النساء مؤذ مقلقي النساء ال يخرجن إال للحاجةي والبيوت‬

‫{وَقا ْاار َن قفاااي‬


‫ليييس فيهييا كنييف فيضييطرون للخييروج لقضيياء الحاجييةي ومييا عييدا ذلييك امتثيياال لقولييه ‪-‬جييل وعييل‪َ :-‬‬

‫‪1‬‬
‫بيااوقتك ُّن‪[}...‬األح يزاب‪ ]33:‬مييا فييي خييروج إال لحاجيية أو ضييرورةي وليييس ميين عييادتهن وال ميين ديييدنهن ‪-‬كنسيياء‬

‫عصرنا‪ -‬التسكع في الشوارع‪.‬‬

‫كان النساء كما جاء في الخبير‪" :‬لهين حافيات الطيرق"ي وأدركنيا النسياء واألمير عليى ذليكي قبيل ثلثيين سينة‬

‫كانت النساء على حافات الطرقي وال ييرى منهيا شييءي وال ييدرى عين حجمهيا؛ أسيمينة هيي أو نحيفيةي مميا عليهيا‬

‫ميين الثييياب والعبايييات السييابغة المتينييةي وقييد تلصييق عباءتهييا بالجييداري واذا وجييدت منعطف يا الذت بييه حتييى يميير‬

‫الرجلي واآلن الرجال هم الذين يخشون على أنفسهمي لهم حافات الطريق خشية على أنفسهمي فاهلل المستعان‪.‬‬

‫‪.......................................‬‬ ‫وآياااااااااااااااااااااة الثالثاااااااااااااااااااااة الاااااااااااااااااااااذينا‬


‫األلف لإلطلق‪.‬‬

‫أي خلفااااااااااااااااااااوا بتوبااااااااااااااااااااة‪.........‬‬ ‫وآياااااااااااااااااااااة الثالثاااااااااااااااااااااة الاااااااااااااااااااااذينا‬


‫يعني‪ :‬بسورة التوبة‪.‬‬

‫ين خلقفوْا َح ُّتى قإ َذا َضا َق ْت َعَلْي قهم األَْرض قب َما َرحَب ْت‪[}..‬التوبة‪ ]117:‬إلى آخير‬ ‫(يقينا)‪{ :‬وعَلى ُّ ق ق‬
‫الثالَ َثة ُّالذ َ‬ ‫ََ‬

‫اآلية‪.‬‬

‫أي خلفاااااااااااااااااوا بتوباااااااااااااااااة يقيناااااااااااااااااا‬ ‫وآياااااااااااااااااااااة الثالثاااااااااااااااااااااة الاااااااااااااااااااااذينا‬


‫وهم‪ :‬كعب بن مالك‪ ،‬وهلل بن أمية‪ ،‬وم اررة بن الربيعي هؤالء الذين خلفوا عن غيزوة تبيوكي واألصيل أنهيم‬

‫تخلفوا من غير عذري وصدقوا النبي ‪-‬عليه الصلة والسلم‪ ،-‬وأنه ليس لهم عذر‪ ،‬فتخلفت توبتهم وقبول عذرهم‬

‫مدة خمسين يوماي والقصة مشهورة في الصحاح وغيرها‪.‬‬

‫فهذه اآلية نزليت باللييل (يقيناا)؛ لميا فيي الصيحيح مين حيديث كعيب قيال‪" :‬فيأنزل هللا توبتنيا عليى رسيوله ‪-‬‬

‫ين خلقفوْا} كان بالليل‪.‬‬ ‫صلى هللا عليه وسلم‪ -‬حين بقي الثلث اآلخر من الليل"ي فنزول آية { ُّ ق ق‬
‫الثالَ َثة ُّالذ َ‬

‫(فهذه)‪ :‬المذكورات من اآليات‪.‬‬

‫(بعض لليلي على)‪ :‬هذه اآليات‪ ،‬بعض اآليات التي وردت األخبار بأنها نزلت فيي اللييلي (فهاذه) اآلييات‬

‫المذكورات‪( ،‬بعض لليلي على)‪ :‬أن الكثير من اآليات نزل بالنهار‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫اااااااازل‬
‫علاااااااااى أن الكثيااااااااار بالنهاااااااااار نا َ‬ ‫‪.....................................‬‬
‫وتقدم أن اليقظة في النهار‪ ،‬والنوم في الليل‪ ،‬والنزول في حال اليقظة‪.‬‬

‫يقول‪ :‬قول المؤلف‪( :‬مائدة مع ما تلت أنفال)‪ ,‬أليس التالي هو الذي بعد المذكور‪ ،‬فيكون المراد‪( :‬ماع‬

‫تلت) األنعام واألنعام مكية‪ ,‬فيكون األولى ما قبلها مثال‪( ,‬ما تلت)‪ ,‬يعني‪ :‬ما تلته وتبعته هذه السورة؟‬

‫اللفظ يحتمل‪ ،‬لكن هذا توجيهه‪.‬‬

‫يقول‪ :‬بعض المفسارين يقاول عان بعاض اآلياات‪ :‬هاذه فيهاا إيقاعاات موسايقية‪ ,‬ونغماة اآلياات وجارس‬

‫اآليات‪.‬‬

‫وتكرر هيذا فيي بعيض تفاسيير المعاصيريني لكين يجيب أن يصيان القيرآن عين مثيل هيذه األلفياظي ومين ذكير‬

‫هذه األلفاظ ال شك أنه متأثر إميا بمياض وسيابق ليهي أو ببيئية محيطية ليهي واال مين عياش فيي بيئية محافظية ينفير‬

‫من كل لفظ ال يليق بالقرآني ال سيما بعض الجهات وبعض المجتمعيات يسيمعون األغياني‪ ،‬ويسيمعون الموسييقى‬

‫ليييل نهييار ‪-‬وهييم يييرون تحريمهييا‪ ،-‬لكيين يسييمعونها بكث يرة ميين الفسيياق ميين غييير نكيييري وصييار إنكييارهم لهييا خفيف ياي‬

‫وتييداولهم أللفاظهييا سييهلي لكيين المجتمعييات المحافظيية هييذه يمكيين مييا يقييول نغميية وال موسيييقى وال فييي بيييت شييعري‬

‫جرس البييتي وال نغمية البييت والي أبيدا؛ ألنيه ينفير مين هيذه اللفظية فكييف يقيال فيي كتياب هللا ‪-‬جيل وعيل‪-‬ي ومين‬

‫أراد شاهد على ذلك‪ :‬يجد بعض األخوة ‪-‬الذين ظاهرهم الصلح‪ -‬تجيد نغمية جواليه موسييقيةي وميع ذليك ال ينفير‬

‫وال يكترث والي أو يسمع هذه النغمة وال يرفع بذلك رأسا؛ ألنه جاء من بلد يسمع فيها ما هيو أشيد مين هيذاي فهيذا‬

‫شيء يسير عندهي علما بأن بعضهم ينازع بكون هذه موسيقىي لكن كثير من الناس ينفر بطبعه‪ ،‬ينفر من سماع‬

‫هذه النغماتي فكيف يقال مثل هذا بالنسبة لكتاب هللا ‪-‬جل وعل‪.-‬‬

‫يقول‪ :‬ما رأيكم في اختصار الشيخ األلباني لصحيح البخاري‪ ،‬وهل هو أفضل أم كتاب الزبيدي؟‬

‫الي اختصار األلباني أفضل من اختصار الزبيدي؛ لعنايته بتراجم اإلمام البخاريي وأيضا اختصيار الشييخ‪/‬‬

‫"سييعد الشييثري"؛ طيييب لعنايتييه بهييذه التيراجمي لكيين يبقييى أن األصييل ال يعدلييه شيييءي واالقتصييار علييى المختصيرات‬

‫من أمارات الحرمان‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫يقااول‪ :‬مااا رأيااك بطبعااة البدايااة والنهايااة التااي اعتنااى بهااا الشاايخن طااار عااوض هللا ‪ ,‬هاال تنصااح‬

‫باقتنائها؟ الشيخ طبع البداية والنهاية؟‬

‫طالب‪........ :‬‬

‫مييا أدري وهللا‪ ،‬مييا سييمعت‪ ،‬آخيير مييا رأينييا طبعيية الشيييخ ابيين تركيييي وهييي أفضييل ميين الطبعييات السييابقةي‬

‫النساخ‪.‬‬
‫الطبعات السابقة فيها إسقاط وتحريف وادخال من بعض َّ‬

‫يقول‪ :‬ما رأيكم في مقدمة التفسير للشيخ عبد الرحمن بن القاسم مع شرحها؟‬

‫مقدمة نافعةي يستفاد منها ‪-‬إن شاء هللا‪.-‬‬

‫ين خلقفوْا} فهم مجموعون في كلماة مكاه ‪ ,‬فاالميم‪ :‬مارارة‪،‬‬ ‫يقول‪ :‬إذا أردت أن تعرف وتحفظ { ُّ ق ق‬
‫الثالَ َثة ُّالذ َ‬

‫والكاف‪ :‬كعب‪ ،‬والهاء‪ :‬هالل‪.‬‬

‫وأيضا أسماء آبائهم جمعوا فيي كلميةي الربييع‪ :‬أخيذوا منيه العييني أميية‪ :‬أخيذوا الهياءي وماليك‪ :‬أخيذوا الكيافي‬

‫فيجمعون في "مكه" و"عكه"ي أسماءهم وأسماء آبائهمي طريقة معروفة عند أهل العلم يضبطون بها ما يريدون‪.‬‬

‫ما رأيكم في تحقيق الشيخ الفقي لكتاب اإلنصاف للمرداوي؟‬

‫فيه أغلط كثيرة جدا‪.‬‬

‫يقول‪ :‬ما الفائادة فاي معرفاة أناواع الساور مان حياث كونهاا‪ :‬سافري وحضاري‪ ،‬وليلاي ونهااري‪ ،‬وصايفي‬

‫وشتائي‪ ,‬أال ترى أنها من فضول العلم؟‬

‫لكيين علييى طالييب العلييم أن يعنييى بكتيياب هللا ‪-‬جييل وعييل‪ -‬وبجميييع مييا يتعلييق بييهي واذا مييا بقييي ميين تضييييع‬

‫الوقت إال في هذه األمور فنعم‪ ،‬الضياع إذا كان هذا هو الضياع‪.‬‬

‫يقول‪ :‬هل أواخر سورة آل عمران نزل على الرسول ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪ -‬بالليل؟‬

‫جاء ما يدل على ذلك‪.‬‬

‫يقول‪ :‬ما أفضل تحقيق لكتاب تفسير ابن كثير؟‬

‫‪12‬‬
‫ذكرنيا مي ارار أن طبعية مكتبية أوالد الشييخ بمصير هيي أصيح الطبعيات وأكثرهيا خدميةي واذا ضيم إليهيا طاليب‬

‫طبعة السلمة طبعة مكتبة طيبةي وطبعة البناء؛ ألن الكتاب جدير بالعنايةي وهذه طبعات ما تكلف شييئا‪ ،‬يعنيي‪:‬‬

‫مصورات ما تكلف شيئاي كنا نقول قبل ذلك‪ :‬لو اعتنى طالب العلم بطبعة الشعب؛ ألنها طبعة محررة ومتقنية إال‬

‫أنهييا علييى العرضيية األولييى ميين التفسيييري الحييافظ ابيين كثييير ألييف الكتيياب فييي أول األميير وكتييب عنييه نسييخة هييي‬

‫محفوظة بمكتبة األزهري أول عرضةي ثم أضاف إليه نقول من تفسير القرطبي والزمخشري والرازي‪ ،‬نقول؛ أحيانيا‬

‫صييفحة‪ ،‬وأحيانيا أكثيير‪ ،‬وأحيانيا أقييلي هييذه النقييول ال توجييد فييي النسييخة األزهرييية التييي طبعييت عنهييا طبعيية الشييعبي‬

‫فيضم إلى طبعة الشعب نسخة أخرى توجد فيها هذه النقولي وعلى كل حال الكتاب جدير بالعناية‪.‬‬

‫المجادلة؟‬ ‫ق‬
‫المجادلة و‬ ‫يقول‪ :‬ما رأيكم بسورة‬
‫َ‬

‫مجادلةي وضبطت بهذا وهذا‪.‬‬


‫َ‬ ‫إن نظرنا إلى المرأة فهي مجادلة وان نظرنا إلى القصة فهي‬

‫هل حصر الزمزمي في منظومته جميع اآليات الليلية والنهارية؟‬

‫الي لم يحصر‪.‬‬

‫وهل حول‪ ...‬أيش؟ ما كان اتجاه قبلة المسجد األقصى‪ ،‬وهل حولت إلى الكعبة‪ ،‬ومتى ذلك؟‬

‫كيااف مااا كااان اتجاااه؟ أو متااى االتجاااه إلااى قبلااة؟ وهاال حولاات إلااى الكعبااة ومتااى؟ مااا كااان اتجاااه قبلااة‬

‫المسجد األقصى؟‬

‫يعني‪ :‬المسجد األقصى قبلته إلى أي جهة؟ مو هذا هو المراد؟‬

‫طالب‪........:‬‬

‫نعم‪ ،‬يعني‪ :‬هل جهة استقبال الذين يصلون في المسجد األقصى إلى أيني يعني‪ :‬قبل التحويل؟‬

‫الي كيف يصلي المسلمون قبل تحويل القبلة؟ هذا كلمه‪ ،‬هذا السؤال والعهدة عليهي وهل فييه مسيلمون فيي‬

‫يهري هيل‬
‫يهر أو سيبعة عشير ش ا‬
‫ذلك الوقت قبل تحويل القبلة؟ يعني‪ :‬القبلية حوليت فيي السينة الثانييةي سيتة عشير ش ا‬

‫في بيت المقدس مسلمون ليقال‪ :‬أين قبلة‪...‬؟ النصارى يصلون إلى جهة المشرق‪.‬‬

‫ومتى وكيف‪ ,‬حيث أني لم أجد إجابة لهذه األسئلة؟‬


‫‪13‬‬
‫يقاااول‪ :‬أرجاااو أن تااادلني علاااى كتاااب أ ق‬
‫حضااار منهاااا درس الموطاااأ واأللفياااة والمنظوماااة‪ ,‬أياااش؟ أيسااار‬

‫الشروحات؟‬

‫الموطيأ كيأن شيرح الزرقياني مختصيير جيدا ومناسيب للوقيت المتلحيق بالنسييبة لطاليب العليمي واال فكتيب ابيين‬

‫عبد البير ال يعيدلها شييءي لكين لضييق الوقيت ‪-‬ضييق وقيت الطيلب‪ ،-‬وتعيدد الكتيب وتعيدد اليدروس‪ ،‬يعنيي‪ :‬ليو‬

‫اقتصيير عل يى الزرقيياني فيييه خييير ‪-‬إن شيياء هللا تعييالى‪-‬ي واأللفييية شييرح المؤلييف؛ مختصيير وواضييح ونفيييس أيض ياي‬

‫وأصل في البابي وشرح الشيخ زكرياي فتح الباقي ‪-‬زكريا األنصاري‪-‬ي فيه تنبيهات ميا تعيرض لهيا ال المؤليف وال‬

‫السخاوي على طولهي ومن أراد االستيعاب فكل الصيد في جوف الفراءي في السخاوي‪.‬‬

‫المنظومة لها شيروح لكنهيا غيير موجيودةي منظومية الزمزميي لهيا شيروح مين قبيل‪ :‬محسين المسياوي‪ ،‬وعليوي‬

‫المالكيي وأيضا‪ :‬الفاداني وغيرهمي لها شروح معروفة في الحجاز‪ ،‬هي ميا هيي بمعروفية عنيدنا فيي نجيد لكين هيي‬

‫معروفة في الحجاز؛ ألن أكثر من تصدر لشرحها من أهل مكةي مع األسف أنه ما أعيد تصويرها‪.‬‬

‫أثابكم هللا‪.‬‬

‫السابع والثامن‪ :‬الصيفي والشتائي‪.‬‬

‫ش ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي يية‬
‫والش ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ييشَا كال َش ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي يير يف َا َ‬ ‫ص ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ة ك َيي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي يية ال َك لَ ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي يية‬
‫َ‬
‫التاسع الفراشي‪:‬‬

‫َ ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي يلَ َ ة‬ ‫يف نَيومي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي يف َي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي‬ ‫ك َيَي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي يية ال ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي يية امل َ د َمي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي يية‬


‫ل َكي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ييون ر َ ا َنب ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ييا َو َي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ييا‬ ‫يَيل َح ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي الني ي ي ي ي ي ي ي ي ي ييا ل م ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي الي ي ي ي ي ي ي ي ي ي يير َ‬
‫يقول الناظم ‪-‬رحمه هللا تعالى‪ -‬في النيوع السيابع والثيامن‪" :‬الصايفي والشاتائي"ي يعنيي‪ :‬ميا نيزل فيي فصيل‬

‫الصيف‪ ،‬وما نزل في فصل الشتاء‪ ،‬ومن المعليوم والمعيروف أن السينة أربعية فصيولي هيل معنيى هيذا‪ :‬أن القيرآن‬

‫ما ينزل إال في الصيف والشتاء؟ يعني‪ :‬ما نزل شيء في الخرييف وال فيي الربييع؟ ميا نيزل شييء فيي الربييع أبيدا؟‬

‫الشتاء والصيف ذكيري ذكير ميا نيزل فيي الصييف وذكير ميا نيزل فيي الشيتاءي لكين ميا نيزل شييء فيي الربييع وال فيي‬

‫‪14‬‬
‫الخريف؟ نعم‪ ،‬الخرييف يلحيق فيي الشيتاءي يلحيق كيل فصيل باليذي قبليه؛ لشيهرة الفصيلين الميذكورين؛ وليذا ال تجيد‬

‫آية منصوص عليها أنها نزلت في الخريفي وأهل العلم يتتبعون ذلك في اآلثار‪.‬‬

‫(صيفيه)‪ ،‬أي‪ :‬القرآن‪.‬‬

‫(كآيااة الكاللااة)‪ :‬والكلليية فييي الفيرائض معروفيية‪ :‬ميين ال والييد لييه وال ولييدي وفييي الكلليية آيتييان‪ ،‬وكلهمييا فييي‬

‫سورة النساءي األولى في أوائلها والثانية في آخرهاي فالصيفية منهما األخيرة‪ ،‬التي في آخر سورة النساء‪ .‬عمر بين‬

‫الخط يياب ‪-‬رض ييي هللا تع ييالى عن ييه‪ -‬أكث يير وألح ييف وأل ييح ف ييي السي يؤال ع يين الكلل ييةي سي يؤال النب ييي ‪-‬علي ييه الص ييلة‬

‫والسلم‪ -‬عن الكللة‪ ،‬وطعن بأصبعه في صدره‪ ،‬وقال‪(( :‬أال تكفيك آيية الصييف))‪ ،‬يعنيي‪ :‬اآليية التيي فيي آخير‬

‫سورة النساءي وأما اآلية التي في أوائلها فهي شتائية كما قال أهل العلم‪.‬‬

‫(والشتائي)‪ :‬من القرآن‪.‬‬

‫(كالعشر في عائشاة)‪ :‬كالعشير اآلييات مين سيورة النيور التيي نزليت فيي قصية عائشية –رضيي هللا عنهيا‪-‬؛‬

‫اإل ْفا قاك‪[}...‬النيور‪ ]11:‬إلييى آخيير العشيير اآلييياتي حيييث‬ ‫ق‬


‫اتهامهيا وبراءتهييا ‪-‬فييي قصيية اإلفييك‪-‬؛ {قإ ُّن ُّالااذ َ‬
‫ين َجاااؤوا قب ْق‬

‫نزلت براءتها من السماءي هذه اآليات العشر نزلت في الشتاءي وجياء فيي قصية اإلفيك مين حيديث عائشية –رضيي‬

‫هللا عنها‪ -‬في الصحيح‪( :‬أن النبي ‪-‬علييه الصيلة والسيلم‪ -‬كيان يقي أر اآلييات وان العيرق ليتحيدر مين جبينيه فيي‬

‫وقت شات)‪ ،‬فيدل هذا على أن هذه اآلييات ‪-‬فيي قصيتها‪ -‬نزليت فيي الشيتاءي وان نيازع بعضيهم فيي الداللية عليى‬

‫المراد من هذه اآلييات عليى وجيه الخصيوصي وأن هيذه كانيت صيفته ‪-‬علييه الصيلة والسيلم‪ -‬عنيد نيزول اليوحي‬

‫باستمرار في هذه اآليات وغيرهياي أنهيا إذا نزليت تحيدر منيه العيرق؛ سيواء كيان فيي الشيتاء أو فيي الصييف ‪-‬علييه‬

‫الصلة والسلم‪-‬؛ لشدة ما يلقى إليه‪ ،‬وثقل ما ينزل عليه ‪-‬عليه الصلة والسلم‪.-‬‬

‫(والنوع التاسع‪ :‬الفراشي)‪ :‬وهذا له مقابل واال ليس ليه مقابيل؟ فيي نيوم غيير فيراش؟ ينيام عليى غيير فيراش‬

‫‪-‬عليه الصلة والسلم‪-‬ي لكن الفراش عموم ما يفترشي والمراد بذلك‪ :‬ما نيزل فيي النيومي أو حيال التهييؤ ليهي عليى‬

‫الخلف في سورة الكوثر‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫الفراشي من اآليات‪:‬‬

‫‪....................................‬‬ ‫كآيااااااااااااااااااة الثالثااااااااااااااااااة المقدمااااااااااااااااااة‬


‫ين خلقفوْا‪[} ..‬التوبة‪]117:‬ي ما دام نزلت في الثلث األخير من اللييلي فتكيون فيي ف ارشيه؛ ألنيه‬ ‫{ ُّ ق ق‬
‫الثالَ َثة ُّالذ َ‬

‫في الثلث األخيري هل هو في فراشه أو حال قيامه للصلة؟‬

‫فاااااااي نوماااااااه فاااااااي بيااااااات أم ساااااااالمة‬ ‫كآيااااااااااااااااااة الثالثااااااااااااااااااة المقدمااااااااااااااااااة‬


‫يعني‪ :‬هل هذا يقال في نومهي أو الثلث األخير ما يلزم منه النوم؟ نعمي جاء ما يدل على أنه في فيراش أم‬

‫سلمة –رضي هللا عنها‪-‬ي وان جاء ما يعارضه من قول عائشة –رضي هللا عنها‪" :-‬وأنه ما نزل عليه الوحي إال‬

‫وهو في ف ارشيي"ي يعنيي‪ :‬ميا نيزل علييه اليوحي فيي بييت اميرأة مين نسيائه إال عنيد عائشية ‪-‬رضيي هللا عنهيا‪-‬ي فهيو‬

‫يعارض هذاي وان كان اإلجابة ممكنة‪ :‬أنه حال اجتماعها بيهي يعنيي‪ :‬ميا نيزل فيي بييت أحيد مين أمهيات الميؤمنين‬

‫حال اجتماعها بهي قد تكون ليست في البيت كما يقول بعضهمي في اإلجابة عن هذا التعارض‪.‬‬

‫‪....................................‬‬ ‫يحلقاااااااااااه الناااااااااااازل مثااااااااااال الرؤياااااااااااا‬


‫يعني‪ :‬حال النوم‪.‬‬

‫‪....................................‬‬ ‫يحلقاااااااااااه الناااااااااااازل مثااااااااااال الرؤياااااااااااا‬


‫كسورة الكوثري ففيي صيحيح مسيلم‪ :‬أن النبيي ‪-‬علييه الصيلة والسيلم‪ -‬لميا أغفيى إغفياءة فيي المسيجد قيال‪:‬‬

‫((لقد نزلت علي آنفا سورة)) ثم تلهاي ثم تل سورة الكوثري لما أغفى إغفاءة‪.‬‬

‫لكااااااااااون رؤيااااااااااا األنبياااااااااااء وحيااااااااااا‬ ‫يحلقاااااااااااه الناااااااااااازل مثااااااااااال الرؤياااااااااااا‬


‫فيل يقييال‪ :‬إن مين القيرآن مييا نيزل فييي حيال النييومي والنييوم مظنية لعييدم الضيبطي فكيييف يتلقييى القيرآن فييي حييال‬

‫النييوم؟ نقييول‪ :‬الي األنبييياء وضييعهم يختلييف عيين سييائر النيياسي النبييي ينييامي تنييام عينيياه وال ينييام قلبييهي ورؤيييا األنبييياء‬

‫وحيييي وال يتلييبس بهييم الشيييطان وال يتمثييل لهييمي بعييض العلميياء يييذكر أنييه رأى النبييي ‪-‬صييلى هللا عليييه وسييلم‪ -‬فييي‬

‫المنام وسأله عن أحاديث فصححهاي نعمي قال‪ :‬هذا حديث صحيحي فهل يثبت بمثل هيذا تصيحيحي ورؤييا األنبيياء‬

‫حقي رؤيا النبي ‪-‬عليه الصلة والسلم‪ -‬حق ال يتمثل بيه الشييطاني لمياذا؟ يعنيي‪ :‬أن اليدين كميل بوفاتيه ‪-‬علييه‬

‫الصلة والسيلم‪-‬ي واليرؤى ال يثبيت بهيا حكيمي لكين قيد يقيول قائيل‪ :‬صيح الخبير بيأن الشييطان ال يتمثيل بيهي ((مين‬

‫‪16‬‬
‫رآني فقد رآني))ي ((رآني رأى الحق))ي ((من رآني فسوف يراني)) هذه رواياتي لكن الشيطان ال يتمثل بيه ‪-‬علييه‬

‫الصلة والسلم‪ -‬فإذا رآه فسأله عن حديث أشكل علييه فقيال‪ :‬حيديث صيحيح‪ ،‬يثبيت التصيحيح بهيذا؟ أثبتيه جميع‬

‫من أهيل العليمي والسييوطي مينهمي وبعضيهم‪ :‬أبيدا ال يشيكل علييه شييء ألبتيهي ال يشيكل علييه شييءي وهيذا نيوع مين‬

‫التخرييفي عليى حيد زعميه‪ :‬الخيط سياخني إذا أشيكل علييه شييء انسيدح‪ ،‬اضيطجع فيي ف ارشيه وسيمع كيل ميا يرييدي‬

‫والشيطان يتلعب بعقول أمثال هؤالءي وان لم يصح تمثله بالنبي ‪-‬عليه الصلة والسلم‪-‬ي حتيى ليو افترضينا أن‬

‫شخصا سأل النبي ‪-‬عليه الصيلة والسيلم‪ -‬عين حيديث وصيححه ال يقبيل مثيل هيذا التصيحيحي لمياذا؟ ألن حالية‬

‫النييوم ميين قبييل ال ارئييي ليسييت حال ية ضييبطي هييو رأى النبييي ‪-‬عليييه الصييلة والسييلم‪-‬ي وقييال النبييي ‪-‬عليييه الصييلة‬

‫والسيلم‪ -‬كلمياي لكين هييل نضييمن أن هيذا نقييل الكيلم كمييا قيييل؟ النيوم ليييس بحيال ضييبطي وهييذا جيواب سييديد عيين‬

‫مثل هذا التخليط‪.‬‬

‫يقول‪ :‬كيف يجمع بين ما ذكر من نزول القرآن في النوم‪ ،‬وبين ما ذكر في بداية الدرس من أن النهاار‬

‫هو األصل في النزول؟‬

‫نعمي يبقى األصلي لكن أال يأتي شيء في الليلي مع أن ما ذكرنا الليلي؟ جاء الليلي ومنه هذا‪ ،‬نقف عليى‬

‫النوع العاشر في أسباب النزول‪ ،‬وهللا أعلم‪.‬‬

‫وصلى هللا وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين‪.‬‬

‫‪18‬‬

You might also like