Professional Documents
Culture Documents
وظائف عشر ذي الحجة
وظائف عشر ذي الحجة
وظائف عشر ذي الحجة
صيب الـَّشر
1
بسم هللا الرحمن الرحٌم
الحمد هلل الكرٌم على نعمه السابؽات ،القائل فً محكم كتابه ( :الحجُُّّ
ُِّفًُّأٌامُّ
ٍ أشهرُُّّمعلوماتُّ) والقائل ( :لٌشهدواُّمنافعُّلهمُّوٌذكرواُّاس َمُّهللا
معلُو َمات ) ،والصالة والسالم على سٌد الكائنات ،المبعوث باآلٌات البٌنات،
والدالالت الواضحات ،والقائل ( :إنُّلربكمُّفًُّأٌامُّدهركمُُّّنفحاتُّ) ،
وعلى آله وأصحابه ،ومحبٌه وأحبابه ،وبعد :
فهذه بعض وظائؾ وعادات سادتنا آل أبً علوي وؼٌرهم فً عشر ذي
الحجة وأٌام التشرٌق وأٌام العواد ،وذكر ما ٌُطلب فعله فٌها من األعمال
والمآثر ،تقبل هللا ذلك وجعله خالصا ً لوجهه الكرٌم ،وبه التوفٌق .
2
بسم هللا الرحمن الرحٌم
مماُّوردُّفًُّفضلُّعشرُّذيُّال ُِّ
حجةُُّّ،والحثُّعلىُّالعملُّالصالحُّفٌها ُّ
ُُّّ،ولٌالُّعشر ) .
ٍ والفجر
ِ قال هللا تعالى فً مُحكم كتابه ومُبٌن خطابه ُّ( :
قال المفسرون -رحمهم هللا تعالى : -أقسم سبحانه بالصبح كما رُ وي عن
سٌدنا علً -رضً هللا عنه وكرّ م وجهه ، -أو فلقِه ؛ كقوله تعالى :
والصبحُّإذاُّتنفس ) ،أو بصالته كما روي ذلك عن ابن عبّاس -رضً
ِ (
هللا عنهما. -
وقال مجاهد :هو فجر ٌوم النحر خاصّة ،وقال الضحاك :فجر أول ٌوم
من ذي ال ِحجة ،وقال قتادة :أول ٌوم من المُحرّ م ؛ ألنه تنفجر منه السَّنة .
لٌال ،وقُرئ بإضافتها بال
ولٌالُّعشر ) قُرئ بتنوٌن ٍ
ٍ _ وقوله تعالى ( :
تنوٌن ،فٌكون المراد بالعشر :األٌام ،وهً عشرُّذيُّالحِجة كما رواه ابنُ
عطٌّة عن ابن عباس -رضً هللا عنهما ، -وبه قال مجاهد ،ومسروق
وقتادة ،والضحّ اك ،وال ّس ِّديُ ،وقال أبو روق عن الضحاك :هً العشرُّ
األ ُ َولُّمنُّشهرُّرمضان .
وروى أبو ظبٌان عن ابن عباس -رضً هللا عنهما -أٌضا ً :أنها العشرُّ
األواخرُّمنُّشهرُّرمضان ،وقال ٌمان بن رٌاب :هً العشرُّاأل ُ َولُّمنُّ
المحرم التً عاشرها ٌوم عاشوراء .
اهـ جمٌعه ملخصا ً بتصرؾ :معالم التنزٌل ،وؼالٌة المواعظ .
3
وعن ابن عباس -رضً هللا عنهما -قال :قال رسول هللا -صلى هللا علٌه
ِنُّأٌامُّالعملُُّالصال ُحُّفٌهنُّأحبُّإلىُّهللاُّمنُّهذهُّاألٌامُُُّّّ
ٍ وآله وسلم ( : -ماُّم
العشر )ُّفقالوا ٌا رسول هللا :وال الجهاد فً سبٌل هللا :فقال رسول هللا
-صلى هللا علٌه وآله وسلم ( : -والُّالجهادُّفًُّسبٌلُّهللاُُّّ،إالُّرجلُّخرجُّ
بنفسهُّومالِهُّفلمٌُّرجعُّمنُّذلكُّبشًء )ُّ .رواه الترمذي .
وعن أبً هرٌرة -رضً هللا عنه -قال :قال رسول هللا -صلى هللا علٌه وآله
وسلم ( : -ماُّمِنُّأٌامُّالدنٌاُّأحبُّإلىُّهللاُّسبحانهُّأنُّ ٌُتعبدُّلهُّفٌهاُّمنُّأٌامُّ
ُّصٌامٌُّومُّفٌهاُُّّلٌعدلُّصٌامُّسنةُُّّ،ولٌلةُّفٌهاُّبلٌلةُّالقدر ) .
ٍ العشرُُّّ،وإنَّ
رواه ابن ماجه .
وعن أبً سعٌد الخدري -رضً هللا عنه -قال :قال رسول هللا -صلى هللا
علٌه وآله وسلم ( : -س ٌّدُّالشهورُّشهرُّرمضانُُّّ،وأعظمهاُّ ُحرمةُُّّذوُّ
رواه البٌهقً . الحِجةُّ) .
وروى سهٌل بن أبً صالح عن أبٌه عن كعب -رضً هللا عنهم: -
أحبُّالزمانُّإلىُّهللاُّالشهرُّالحرامُُّّ،وأحبُّاألشهرُّالحرمُّإلىُّهللاُُُُُُُُُُُُُُُُّّّّّّّّّّّّّّّّ ُ (
ذوُّالحجةُُّّ،وأحبُّذوُّالحجةُّإلىُّهللاُُّّالعشرُّاأل ُ َولُّ) .
اهـ فتح الباري البن رجب .
ُعظمون ثالث عشرات : قال أبو عثمان النهدي -رحمه هللا ( : -كانوا ٌ ّ
العشر األ ُ َول من ذي ال ِحجة ،وأنه هو المُقسم به فً هذه اآلٌات ،والعشر
األواخر من شهر رمضان ،والعشر األ ُ َول من محرم ،وأنها هً التً أت َّم
هللا تعالى بها مٌقات موسى -علٌه السالم -أربعٌن لٌلة ،وأنَّ التكلم كان فً
عاشرها ) .
اهـ ملخصا ً بتصرؾ :الترؼٌب والترهٌب للشٌخ إسماعٌل األصبهانً ،وؼالٌة المواعظ ،
وكنز النجاح والسرور .
4
وفً (كنز النجاح والسرور) ما لفظه :
معظم حرام ،وفٌه الحج الذي هو ركن من ّ اعلم أن شهر ذي الحجة شه ٌر
مة حرما ُته ،موفورةٌ خٌرا ُته ُ ،تستجاب فٌه أركان اإلسالم ،شه ٌر م ّ
ُعظ ٌ
الدعوات ،و ُتقضى الحاجات ،وفٌه اللٌالً العشر التً أقسم هللا تعالى بها فً
سم عظٌم . والفجرُُّّ،ولٌالُّعشر) فٌا له من َق ٍ
ٍ كتابه الكرٌم بقوله ( :
أٌام أفضل عند هللا تعالى من وعن ابن عباس -رضً هللا عنهما : -ما من ٍ
هذه األٌام أٌام العشر ،فؤكثروا فٌهن من التهلٌل والتكبٌر ،فإنها أٌا ُم تهلٌل
ٌوم فٌها ٌعدل صٌام سنة ،والعمل عز وجل ،وأن صٌام ٍ وتكبٌر وذكر هللا َّ
فٌهن ٌُضاعؾ بسبعمائة ،إلى ؼٌر ذلك من األحادٌث فً مثل ذلك ..
ثم قال :وجاء أنه ٌُستجاب فً هذه العشر الدعاء ؛ كما روي عن أبً
موسى األشعري -رضً هللا عنه ( : -أنُّاألٌامُّالمعلوماتُّهًُّتسعُّذيُّ
الحجةُّغٌرٌُّومُّالنحرُُّّ،وأنهُّالُّ ٌُردُّفٌهنُّالدعاء ) .اهـ بلقط .
وكان سعٌد ابن جبٌر إذا دخل أٌام العشر ..اجتهد اجتهاداً شدٌداً حتى ما
ٌكاد ٌقدر علٌه .
وقال األوزاعً :بلؽنً أنَّ العمل فً الٌوم من أٌام العشر كقدر ؼزوة فً
اهـ :فقه السنة . سبٌل هللا ٌ ،صام نهارها وٌحرس لٌلها .
_ وقال سٌدنا ابن عباس -رضً هللا عنهما ( : -إنَّ الحسنات فٌها ُتضاعؾ
اهـ :ؼالٌة المواعظ صـ. 595 ُؾ السٌئات ) .
كتضاع ِ
5
ُّ ومن صام شهر ذي ال ِحجة سوى األٌام المحرم صٌامها منه ،وصام
المُحرم ..فقد ختم السنة بالطاعة وافتتحها بالطاعة فٌُرجى أن ُتكتب له سنته
كلها طاعة ؛ فإنَّ من كان أول عمله طاعة وآخره طاعة ..فهو فً حكم من
ث مرفوع ( :ما من حافظٌن استؽرق بالطاعة ما بٌن العملٌن ،وفً حدٌ ٍ
ً
صحٌفة ،فٌرى فً أولها وفً آخرها خٌراً ..إال قال هللا ٌرفعان إلى هللا
ؼفرت لعبدي ما بٌن طرفٌها ) خرجه الطبرانًُ لمالئك ِته :أُشهدكم أنً
وؼٌره ،وهو موجود فً بعض نسخ كتاب الترمذي .
ث آخر مرفوع ( :ابن آدم اذكرنً من أول النهار ساعة ومن _ وفً حدٌ ٍ
ً
ساعة ..أؼفر لك ما بٌن ذلك إال الكبائر ،أو تتوب منها ) . آخر النهار
بذكر ..كتب نهاره كله ذكراً ؛ ٌشٌر
ٍ _ وقال ابن المبارك :من ختم نهاره
إلى أن األعمال بالخواتٌم ،فإذا كان البداءة والختام ذكراً ..فهو أولى أن
اهـ :لطائؾ المعارؾ . ٌكون حكم الذكر شامالً .
فائدة :ذكر فً (فتح الباري) للعسقالنً -رحمه هللا ، -ما لفظه :
( والذي ٌظهر :أن السبب فً امتٌاز عشر ذي الحجة ؛ لمكان اجتماع
أمهات العبادة فٌه ،وهً :الصالة والصٌام ،والصدقة ،والحج ،وال
اهـ . ٌتؤتى ذلك فً ؼٌره ) .
5
منُّعاداتُّالساداتُّفًُّعشرُّذيُّالحجة ُّ
من عاداتهم :اإلتٌان بذكر العشر المشهور ،الذي مطلعه { ال إله إال هللا
عدد اللٌالً والدهور ...الخ } ،وروى الطبرانً -رحمه هللا -فً معجمه
الكبٌر عن النبً -صلى هللا علٌه وآله وسلم -أنه قال :
( من قال فً عشر ذي ال ِحجة كل ٌوم عشر مرات :الُّإلهُّإالُّهللاُّعددُّ
الدهورُُّّ،الُّإلهُّإالُّهللاُّعددُّأمواجُّالبحورُُّّ،الُّإلهُّإالُّهللاُّعددُّالنباتُّ
والشجرُُّّ،الُّإلهُّإالُّهللاُّعددُّالقطرُّوالمطرُُّّ،الُّإلهُّإالُّهللاُّعددُّلمحُّالعٌونُُّّ،
الُّإلهُّإالُّهللاُّخٌرُّمماٌُّجمعونُُّّ،الُّإلهُّإالُّهللاُّمنٌُّومناُّهذاُّإلىٌُّومُّ ٌُنفخُّ
فًُّالصور ُ ..ؼفر له ما تقدم من ذنبه وما تؤخر ) .اهـ كنز النجاح ُّ ُّ.
ُّ
ومن عاداتهم :اإلكثار من هذه الصٌؽة من الصالة التً ذكرها الشٌخ
ٌوسفُّبنُّإسماعٌلُّالنبهانً -رحمه هللا ، -وهً ُّ :
( اللهمُّص ُّل ُِّّعلىُّسٌدناُّمحم ٍُّدُُّّماُّاتصلتُّالعٌونُّبالنظرُُّّ،وتزخرفتُّ
جُّحاجُُّّواعتمرُُّّ،ول ّبىُّوحلَقُّ َ
ونحرُُّّ،وطافُّبالبٌتُّ األرضونُّبالمطرُُّّ،وح َُّّ
()1
العتٌقُّوق ّبلُّالحجرُّوعلىُّآلهُّوصحبهُّوسلِّم ) .
كما ذكرها فً (كنوز األسرار) ،وقال فً شرح فضلها الشٌخ العٌاشً
ُ
رأٌت فً ورق ٍة فً قبة بعض األولٌاء ،ما نصه :هذهُّالصالةُّ -رحمه هللا: -
اهـ سعادة الدارٌن صـ. 33٣ منُّقالهاُّمرةُُّّ..بخمسمائةُّألف .
(ُّ)1وذكرُّالحبٌبُّحامدُّبنُّعلويُّبنُّطاهرُّالحدادُّ-رحمهُّهللاُّ-فًُّكتابهُّ(الهدٌةُّالسنٌةُّفًُّ
الصالةُّعلىُّخٌرُّالبرٌة)ُُّّ:أنُّهذهُّالصٌغةُّ-اللهمُّصلُّعلىُّسٌدناُّمحمدُّماُّاتصلتُّالعٌونُّ
بالنظرُُّّ...الخُّ،ُّ-منُّقالهاُّ{خمسُّمرات}ُُّّ..كانتُّلهُّفدا ًءُّمنُّالنارُُُّّّ.اهـُّصـُّ.ُّ11
8
ومن كالم الحبٌب عبدُّالباريُّبنُّشٌخُّالعٌدروس -رضً هللا عنه ، -قال
فً التاسع من ذي الحجة ،سنة 1355هـ :
هذه الصالة العظٌمة ؛ وهً :
ُّعلىُّسٌدناُّمحمدُّماُّاتصلتُّالعٌونُّبالنظرُُّّ،وتزخرفتُّ
ُُّ ( اللهمُّصل ِّ
جُّحاجُُّّواعتمرُُّّ،ول ّبىُّوحلَقُّ َ
ونحرُُّّ،وطافُّ األرضونُّبوابلُّبالمطرُُّّ،وح َُّّ
بالبٌتُّالعتٌقُّوق ّبلُّالحجرُُّّ،وعلىُّآلهُّوصحبهُّوسلِّم )
ال ٌتركونها السلؾ ،والسٌما فً مثل هذا الٌوم ٌ ..كثرون منها ،وعلى
الدوام ٌؤتون بها فً ابتداء دعائهم ،كان الوالد حسن بن محمد بن إبراهٌم
بلفقٌه مواظبا ً علٌها ،وٌؤتً بها أول دعائه ،والصالة على النبً -صلى هللا
اهـ فٌض الكإوس صـ. 139 علٌه وآله وسلم -شٌخ من ال له شٌخ ) .
ومن عاداتهم :اإلتٌان بهذا الدعاء كل ٌوم ما تٌسّر من ؼٌر ضبط عد ٍد
معٌّن فً عشر ذي الحجة إلى ٌوم النحر ؛ لقضاء الدٌن ،وهو ( :اللهمُّ
فرجكُّالقرٌبُُّّ،اللهمُّستركُّالحصٌنُُّّ،اللهمُّمعروفكُّالقدٌمُُّّ،اللهمُّعوائدكُّ َ
سنُّالجمٌلٌُُّّ،اُّقدٌمُّاإلحسانُُّّ،إحسا َنكُّالقدٌمُُّّ،
الحسنةُُّّ،اللهمُّعطا َءكُّالح َ
ٌاُّدائ َُّمُّالمعروفُُّّ،معرو َفكُّالدائم ) .كما هو مذكور فً كنز النجاح والسرور.
9
ومن عاداتهم :التكبٌر عند رإٌة األنعام ؛ وهً اإلبل والبقر والؽنم ،عند
رإٌتها أو عند سماع صوتها ،فً األٌام المعلومات ؛ وهً عشر ذي
الحجة( ،)1ودلٌل مشروعٌة التكبٌر :قوله تعالى ( :وٌذكرواُّاسمُّهللاُّفًُّأٌامُّ
معلوماتُّعلىُّماُّرزقهمُّمنُّبهٌمةُّاألنعام ) .
فٌسن التكبٌر ؛ كؤن ٌقول ( :هللا أكبر) فقط ،كما قاله ابن عجٌل والرٌمً ،
اهـ ملخصا ً بؽٌة ،وترمسً . وهو المعتمد ،وقال األزرق ٌ( :كبر ثالثاً) .
_ ومن كالم الحبٌب المهاب علويُّبنُّعبدُّهللاُّابنُّشهاب -رضً هللا عنه-
قال ( :كان السلؾ من حٌن تدخل عشر ذي الحجة ٌ ..خرجون ال َّن َعم إلى
ّ
الزقاق ،وٌكبّرون عند رإٌتها ) .
ومن عاداتهم :اإلمساك لمن ٌرٌد منهم التضحٌة عن إزالة الشعر أو الظفر
أو ؼٌرهما من بقٌة أجزاء البدن ؛ عمالً بالسنة ؛ فعن سعٌد بن المسٌِّب –
رحمه هللا -عن أم سلمة -رضً هللا عنها -أن النبً -صلى هللا علٌه وآله
وسلم -قال ( :إذاُّرأٌتمُّهاللُّذيُّالحجةُُّّ،وأرادُّأحدكمُّأنٌُّضحًُُّّ..
رواه مسلم . فلٌمسكُّعنُّشعرهُّوأظفاره ) .
وكان من عمل بعض السلؾ :قراءة (سورة الفجر) ال سٌما فً صالة
اهـ مجموع كالم الحبٌب علوي بن شهاب . الصبح من أٌام العشر .
وفً {إعانة الطالبٌن} :وٌستحب أن ٌواظب على سورة اإلخالص مع
(والفجر ولٌال عشر) فً عشر ذي الحجة .
(ُّ)1قولهُّ(فًُّالعشرُّمنُّذيُّالحجة)ُُّّ:قضٌتهُّأنهُّالٌُّك ّبرُّلرإٌتهاُّأٌامُّالتشرٌقُُّّ،وظاهرهُّ
أٌضاًُُّّ:أنهٌُّسنُّالتكبٌرُّولوُّبرإٌةُّمنُّالُّتجزئُّفًُّاألضحٌةُّ؛ُّألنَّ ُّالغرضُّمنهُّالتذكٌرُّ
بهذهُّالنعمةُُّّ .
ُّولعلُّالحكمةُّفًُّطلبُّالتكبٌرُّهناُّدونُّغٌرهُّمنُّاألذكارُُّّ:أنهمُّكانواٌُّتقربونُّآللهتهمُّ
بالذبحُّعندهاُُّّ..فؤشٌرُّلفسادُّذلكُّبالتكبٌرُُّّ،فإنَّ ُّمعناهُّهللاُّأعظمُّمنُّكلُّشًءُُّّ،فالٌُّلٌقُّأنُّ
ٌتقربُّلغٌرهُُُُُُُُُُُُّّّّّّّّّّّّ.اهـُّبتصرفُُّّ:فتوحاتُّالوهابُُّّ ُّ.
ُّ ُّ
1٣
ومن عادة بعضهم :اإلتٌان بما نقله الحبٌب العالمة علًُّبنُّحسنُّ
العطاس -رضً هللا عنه -فً كتابه {القرطاس} ما لفظه :
روى أبو اللٌث السمرقندي بإسناده عن عبد هللا بن عبٌد بن عمٌر اللٌثً ،
أنه قال :بلؽنا أن هللا تعالى أهدى إلى موسى بن عمران {خمس دعوات}
جاء بهن جبرٌل -صلوات هللا علٌه -فً أٌام العشر :
• أولهن ( :الُّإلهُّإالُّهللاُّوحدهُّالُّشرٌكُّلهُُّّ،لهُّالملكُّولهُّالحمدٌُُّّ،حًٌُّ
شًءُّقدٌر ) .
ٍُّ وٌمٌتُّوهوُّحًُُّّالٌُّموتُُّّ،بٌدهُّالخٌرُّوهوُّعلىُّكلُّ
• والثانٌة ( :أشهدُّأنُّالُّإلهُّإالُّهللاُّوحدهُّالُّشرٌكُّلهُُّّ،إلهُّا ًُّواحدُّاًُّأحدُّاًُّ
ًُّ
صاحبةُّوالُّولدا ) . صمدُّاًُُّّ،لمٌُّتخذُّ
• والثالثة ( :أشهدُّأنُّالُّإلهُّإالُّهللاُُّّ،وحدهُّالُّشرٌكُّلهُُّّ،أحدُّاًُّصمدُّاًُُّّ،لمُّ
ٌلدُّولمٌُّولدُُّّ،ولمٌُّكنُّلهُّكفوُّاًُّأحد ) .
• والرابعة ( :أشهدُّأنُّالُّإلهُّإالُّهللاُُّّ،وحدهُّالُّشرٌكُّلهُُّّ،لهُّالملكُُّّ،ولهُّ
الحمدٌُُّّ،حًٌُّوٌمٌتُُّّ،وهوُّحًُُّّالٌُّموتُُّّ،بٌدهُّالخٌرُّوهوُّعلىُّكلُّشًءُّ
قدٌر ) .
• والخامسة ( :حسبًُّهللاُّوكفىُُّّ،سمعُّهللاُّلمنُّدعاُُّّ،لٌسُّوراءُّهللاُّ
منتهى ) .
وذكر أن هذه الكلمات أُنزلت فً اإلنجٌل ،وأن الحوارٌٌن سؤلوا عٌسى
-علٌه السالم -عن فضل هذه الدعوات ..فذكر لهم من الفضٌلة والثواب لمن
قرأها فً أٌام العشر ٌ-عنً عشر ذي الحجة -ما ال ٌقدر على وصفه .
اهـ :القرطاس .
11
التكبٌرُّفًُّعشرُّذيُّالحجة ُّ
روى اإلمام أحمد والطبرانً عن ابن عمر -رضً هللا عنهما -قال :قال
رسول هللا -صلى هللا علٌه وآله وسلم: -
( ماُّمنُّأٌامُّأعظمُّعندُّهللاُّسبحانهُّوالُّأحبُّإلىُّهللاُّالعملُّفٌهنُّمنُّهذهُّ
األٌامُّالعشرُُّّ،فؤكثرواُّفٌهنَّ ُّمنُّالتهلٌلُّوالتكبٌرُّوالتحمٌد ) .
12
منُّنوافلُّوُّأذكارُّهذهُّالعشر ُّ
روي أنه صلى هللا علٌه وآله وسلم قال لسٌدتنا فاطمة فً أول ٌوم من ذي
الحجة ،وقال لها ٌ :ا فاطمة :ص ِّل أربع ركعات تقرئً بكل ركعة بالحمد
مرّ ة ،واإلخالص خمسٌن مرة ،وعقبها تقولً :
( سبحانُّذيُّالعِزُّالشامخُّالمنٌفُُّّ،سبحانُّذيُّالجاللُّالباذخُّالعظٌمُُّّ،
صفاُُّّ، سبحانُّذيُّالملكُّالفاخرُّالقدٌمُُّّ،سبحانُّمنٌُّرىُّأثرُّالنملةُّفًُّال ّ
سبحانُّمنٌُّرىُّوقعُّالطٌرُّفًُّالهوىُُّّ،سبحانُّمنُّهوُّهكذاُّوالُّهكذاُُّّ ُّ
اهـ الفوائد اإللهٌة ُّ. ُّغٌره ) .
وعن سٌدنا علً بن أبً طالب -رضً هللا عنه وكرّ م وجهه -عن النبً
-صلى هللا علٌه وآله وسلم -أنه قال ( :إذا دخل عشر ذي ال ِحجة فج ّدوا فً
الطاعة ؛ فإنها أٌام فضّلها هللا تعالى وجعل حرمة لٌلها كحرمة نهارها ،
فمن صلى فً لٌلة من لٌالً العشر فً الثلث األخٌر أربع ركعات ٌ ،قرأ فً
كل ركعة فاتحة الكتاب مرة ،وآٌة الكرسً مرة ،واإلخالص ثالثا ً ،
والمعوذتٌن مرة ..فإذا فرغ من صالته رفع ٌدٌه وقال ُّ :
سبحانُّذيُّالعزةُّوالجبروتُُّّ،سبحانُّذيُّالقدرةُّوالملكوتُُّّ،سبحانُّالحًُّ
الذيُّالٌُّموتُُّّ،الُّإلهُّإالُّهوٌُّحًٌُّوٌمٌتُُّّ،وهوُّحًُّالٌُّموتُُّّ،سبحانُّ
هللاُّربُّالعبادُّوالبالدُُّّ،والحمدُّهللُّكثٌراًُّطٌباًُّمباركاًُّعلىُّكلُّحالُُّّ،هللاُّأكبرُّ
كبٌراًُُّّ،ربناُّهللاُّجلَُّّجاللُهُُّّ،وقدرتهُّبكلُّمكان ) .
13
قال الشٌخ ٌ :عنً علمه بكل مكان ،ثم ٌدعو بما شاء ،وذكر لذلك فضالً
اهـ بتصرؾ :ال ُؽنٌة لإلمام الجٌالنً ،والفوائد اإللهٌة . عظٌما ً .
وروي أنه صلى هللا علٌه وآله وسلم كان ٌدعو بؤٌام العشر بعد الصبح
وقبل المؽرب بهذا الدعاء ؛ وهو :
ُّهذاُّاألٌامُّالتًُّفضلتهاُّعلىُّغٌرهاُّمنُّاألٌامُّوشرفتهاُُّّ،وقدُّ
ّ ( اللهمُّإنَّ
بلّغتهاُّبم ِّنكُّورحمتكُُّّ،فؤنزلُّعلٌناُّمنُّبركاتكُُّّ،وأسبغُّعلٌناُّفٌهاُّمنُّ
نعمائكُُّّ،وأنُّتهدٌناُّفٌهاُّسبٌلُّال ُهدىُُّّ،وترزقناُّالتقوىُّوالعفافُّوالغِنىُُّّ،
ّ
رناُّفٌهاُّمنُّالذنوبٌُّاُّعالمُّ والعملُّفٌهاُّبماُّ ُتحبُّوترضىُُّّ،اللهمُّط ّه
الغٌوبُُّّ،وأوجبُّلناُّفٌهاُّدارُّالخلودُُّّ،والُّتتركُّلناُّفٌهاُّذنباًُّإالُّغفرتهُُّّ،
ُّإالُّفرجتهُُّّ،والُّ َدٌناًُّإالُّقضٌتهُُّّ،والُّغائباًُّإالُّأعدتهُُّّ،والُّحاجةُّمنُّ
َ والُّه ّما ً
سرتهاُُّّ،إنكُّعلىُّكلُّشًءُّقدٌرُُّّ، حوائجُّالدنٌاُّواآلخرةُّإالُّسهلتهاُّوٌ ِّ
برحمتكٌُّاُّأرحمُّالراحمٌنُُّّ،اللهمُّصلُِّّعلىُّمحمدُّوآلُّمحمدُّالنبًُّاأل ّمًُُّّ،
اهـ الفوائد اإللهٌة . وعلىُّآلهُّوصحبهُُّّ،وسلِّمُّتسلٌماًُّكثٌراًُّ) .
14
استحبابُّصومُّتسعُّذيُّالحِجة ُّ
ٌ سن صٌام التسع األ ُ َول من شهر ذي الحجة ؛ لكونها من األشهر الحرم ،
ولكثرة ما ورد فً فضل هذه التسع وفضل العمل فٌها وفضل صومها ؛
كخبر البخاري ( :ماُّالعملُّفًُّأٌامُّأفضلُّمنُّالعملُّفًُّهذهُّالعشر ) قالوا
وال الجهاد ؟ قال ( :والُّالجهادُُّّ،إالُّرجلُّخرجٌُّخاطرُّبنفسهُّومالهُُّّ،فلمُّ
ٌرجعُّبشًء ) .
ولما روى أبو عوانة فً {صحٌحه} ( :صٌامٌُّومُّمنهاٌُّعدلُّصٌامُّسنةُُّّ،
وقٌامُّلٌلةُّبقٌامُّلٌلةُّالقدر ) .
وروى أبو داود وؼٌره ( :أنهُّصلىُّهللاُّعلٌهُّوآلهُّوسلمُُُّّّكانٌُّصومُّ
تسعُّذيُّالحجة ) .
وفً {لطائؾ المعارؾ} :وفً المسند والسنن عن حفصة ( :أنَّ النبً
-صلى هللا علٌه وآله وسلم -كان ال ٌدع صٌام عاشوراء والعشر وثالثة أٌام
من كل شهر ) .وفً إسناده اختالؾ .
وروي عن بعض أزواج النبً -صلى هللا علٌه وآله وسلم -أن النبً -صلى
هللا علٌه وآله وسلم -كان ال ٌَدع صٌام تسع ذي الحجة .
وممن كان ٌصوم العشر :عبد هللا بن عمر رضً هللا عنهما .
وأما قول سٌدتنا عائشة -رضً هللا عنهاُّ( : -ماُّرأٌتهُّصائماًُّفٌهُّقط )
وفً رواٌة ( :لمٌُّصمه ) ،كما فً صحٌح مسلم وسنن أبً داود ..فهو
نفً باعتبار علمها ،فال ٌعارض ما أثبته ؼٌرها ،ولعله ربما كان ٌتركه
لعارض كمرض أو سفر أو ؼٌرهما .اهـ ملخصا ً بتصرؾ :حاشٌة الترمسً .
مسؤلة :لو نذر أحد صٌام أفضل أٌام السنة ..انصرؾ إلى هذه األٌام ؛
اهـ شرح سنن ابن ماجه لإلمام السٌوطً رحمه هللا . أي تسع ذي الحجة .
15
المفاضلةُّبٌنُّالعشرُّاألواخرُّمنُّشهرُّرمضانُّوبٌنُّعشرُّذيُّالحجة ُّ
فائدة :الذي ٌفٌده كالم النهاٌة والمؽنً وكالم الشارح هنا -أي ابن حجر
فً التحفة -مع ما قدمه أول كتاب الصوم :أن (ٌوم عرفة) أفضل األٌام
الصادقة بكل ٌوم من رمضان ،ال من جمٌع رمضان ،وال من العشر
األخٌر منه ،بل العشر األخٌر منه أفضل من عشر ذي الحجة .اهـ شروانً .
ٌومُّالسابعُّمنُّذيُّالحجةُّ ُّ
( )1
سمًُّبٌومُّالزٌنةُّ؛ُّألنهمُّكانواٌُّزٌنونُّفٌهُّهوادجهمُّللسٌرُّفًُّغدٍُُّّ،وظاهرهُّأنُّهذاُّ ُّو ُ
األمرُّقدُّانقطعُُّّوهوُّكذلكُُّّ،فإنهُّغٌرُّموجودُُُُُُُُُُُُُّّّّّّّّّّّّّ.اهـُّجملُُّّ .
ُّ
16
فٌكون ذلك الٌوم مشحونا ً بالحٌوٌة والنشاط منذ فجره صباح (السابع) .
فتخرج األسر فٌه ،وتجتمع كل أسرة بمحل مخصص ؛ أي كل أسرة لها
مكان خاص دون األخرى ،وٌكون ذلك من وقت العصر إلى ما ٌقارب
( )1
منتصؾ اللٌل .
وبعض األسر تتقدم فً هذه النزهة من الٌوم السادس من ذي الحجة .
وتقوم األسر بشكر المولى على ما أوالها من ِنعم فً السنة كـ(زواج أو زٌادة
مولود) فتقوم بتقسٌم هداٌا لحاضري النزوالت األسرٌة ،متحدثة بنعم هللا
علٌها .
كذلك فً هذا الٌوم ُتعقد جلسات التنزه والدعاء للرجال (عصراً) ٌ ،عضدها
بعض العلماء ورجال الدٌن فً عدة أماكن :
_ فبمنطقة النوٌدرة (الرفٌؾ) _ ،وبعٌدٌد حدٌثا ً (البدور) .
كما كان قدٌما ً تمتلً الجبال بهم ،فتكون الجلسة طابعها االجتماعً بالشاهً،
وبعض الطرائؾ ،فٌما ٌستؽل بعض العلماء مناقشة بعض المسائل العلمٌة .
(ُّ)1روىُّاألصفهانًُّفًُّ(الترغٌب)ُّعنُّسٌدناُّمعاذُّبنُّجبلُّ-رضًُّهللاُّعنهُّ-قالُُُّّّ:قالُّ
رسولُّهللاُّ-صلىُّهللاُّعلٌهُّوآلهُّوسلمُّ(ُّ:ُّ-منُّأحٌاُّاللٌالًُّالخمسُُّّ..وجبتُّلهُّالجنةُّ؛ُّلٌلةُّ
التروٌةُُّّ،ولٌلةُّعرفةُُّّ،ولٌلةُّالنحرُُّّ،ولٌلةُّالفطرُُّّ،ولٌلةُّالنصفُّمنُّشعبانُّ)ُُّّ ُُّّ.
ُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّاهـُّكنزُّالنجاحُّوالسرورُُّّ.
15
ٌومُّالثامنُّمنُّذيُّالحجةُّ ُّ
لٌلةُّالتاسعُّمنُّذيُّالحجةُّ ُّ
19
ٌومُّعرفة ُّ
وفً صبح ٌوم (عرفة) التاسع من ذي الحجة ٌُ ،قام مولد بعد صالة الفجر
فً مسجد المحضار ٌ ،قرإونه الحداة من آل باحرمً .
وكذلك فً نفس الوقت ٌُقام مولد فً مسجد سٌدنا أحمد بن الفقٌه المقدم ،
ٌقرإونه آل باؼرٌب .
وفً عصر ٌوم عرفة ٌ ،خرج الرجال إلى محالت التعرٌؾ ؛ التً
ٌتشبهون فٌها بؤهل عرفات ،للقراءة والتذكٌر واإلفطار وصالة المؽرب ،ثم
كال ٌذهب إلى بٌته ،وذلك -أي محالت التعرٌؾ -فً محلٌن :
• أولهما و أقدمهما :بـ(الخلٌؾ) أصل مدٌنة ترٌم ،فً محل ٌُسمى
بـ(الؽٌٌلة) ،قرب مسجد اإلمام عبد الرحمن السقاؾ المسمى بـ(سوٌة) .
• والثانً :فً منطقة (خٌلة) قرب مسجدها ،والذي عُمر أخٌراً فؤصبح
جامعا ً ،وأؼلب الناس ٌذهبون إلى خٌلة .
وفً ذلك أدلة شرعٌة ٌإٌدها فعل العلماء والمربٌن عالمٌا ً ،وهنالك مإلفات
( )1
بهذا الشؤن ..فلٌنظرها من شاء .
(ُّ)1قالُّسٌدناُّالحسنُّالبصريُّ-رحمهُّهللاُّ:ُّ-أولُّمنُّصنعُّذلكٌُّ-عنًُّالتعرٌفُّ:ُّ-ابنُّعباسُّ
رضًُّهللاُّعنهماُُُُُُُُُُُُُّّّّّّّّّّّّّ.اهـُّسننُّالبٌهقًُُّّ .
وقالُّأبوُّعوانةُُّّ:رأٌتُّالحسنُّالبصريٌُّومُّعرفةُّبعدُّالعصرُّجلسُّفدعاُّوذكرُّهللاُّعزُّوجلُّ
فاجتمعُّالناسُُُُُُُُُُُُُُُّّّّّّّّّّّّّّّ.اهـُّسننُّالبٌهقًُُّّ .
سئلُّاإلمامُّأحمدُّبنُّحنبلُّ-رحمهُّهللاُّ-عنُّالتعرٌفُّفًُّاألمصارٌُّجتمعونُّفًُّالمساجدٌُّومُّ و ُ
عرفةُُّّ..فقالُُّّ:أرجوُّأنُّالٌُّكونُّبهُّبؤسُّوفعلهُّغٌرُّواحدُّ؛ُّالحسنُُّّ،وبكرُّبنُّعبدُّهللاُُّّ،
وثابتُُّّ،ومحمدُّبنُّواسعُُّّ،كانواٌُّشهدونُّالمسجدٌُّومُّعرفةُُُُُُُُّّّّّّّّ.اهـُّسٌرُّأعالمُّالنبالءُّ.
2٣
وفً مساء لٌلة العٌد ،والتً ٌسموها أهل ترٌم بـ(الحٌا) ( ،)1وقد أشادت
السنة النبوٌة بإحٌائها :
ٌخرجون ؛ إلحٌاء لٌلة العٌد ،كالً فً مسجده ،حٌث تشنؾ األسماع
بقراءة ،وتالوة القرآن الكرٌم ،وذلك فً آخر اللٌل ؛ لتكون القراءة بتدبر
وتخشع .
(ُّ)1و ٌُطلقُّعلٌهاُّ(لٌلةُّجمع)ُّكماُّالحدٌثُّ؛ُّأيُّلٌلةُّالمزدلفةُّوهًُّلٌلةُّالعٌدُُّّ،وسمٌتُّلٌلةُّ
جمعُّ؛ُّألنهُّ ٌُجمعُّصلواتهاُُُُُُُُُُُُُُُّّّّّّّّّّّّّّّ.اهـُّفٌضُّالقدٌرُّ.
21
دعاءُّلٌلةُّعرفةُّوٌومها ُّ
وروى الترمذي وؼٌره عن رسول هللا -صلى هللا علٌه وآله وسلم -أنه قال:
قلت أنا والنبٌون من قبلً ُُُُُُُُُُُُُُُُُّّّّّّّّّّّّّّّّّ :( أفضل الدعاء ٌوم عرفة ،وأفضل ما ُ
ُّشًءُّ
ٍ الُّإلهُّإالُّهللاُّوحد ُهُّالُّشرٌكُّلهُُّّ،ل ُهُّال ُمل ُكُّولهُّالحمدُُُّّ،وهوُّعلىُّكل ِّ
قدٌر ) .
وفً كتاب الترمذي عن سٌدنا علً -رضً هللا عنه -قال :أكث ُر ما دعا به
النبً -صلى هللا علٌه وآله وسلمٌ -وم عرفة فً الموقؾ :
( اللهمُّل َكُّالحمدُُّكالذيُّنقولُُُّّ،وخٌراًُّمماُّنقولُُّّ،اللهمُّلكُّصالتًُّو ُنسكًُّ،
ومحٌايُّومماتًُُّّ،وإلٌ َكُّمآبًُُّّ،ولكُّربًُّ ُتراثًُُّّ،اللهمُّإنًُّأعوذُّب َكُّمنُّ
َ
22
ُّمنُّشرُّماُّ
َّ عذابُّالقبرُّووسوسةُّالصدرُّوشتاتُّاألمرُُّّ،اللهمُّإنًُّأعو ُذُّب َك
تجً ُءُّبهُّالرٌ ُحُّ) .
وروى البٌهقً :أنه صلى هللا علٌه وآله وسلم قال :ما من مسلم ٌقؾ
عشٌة عرفة ،فٌستقبل القبلة بوجهه ،ثم ٌقول :
( الُّإلهُّإالُّهللاُّوحد ُهُّالُّشرٌكُّلهُُّّ،ل ُهُّال ُملكُُّّ،ولهُّالحمدُُّّ،وهوُّعلىُّكلُّ
شًءُّقدٌر ) مائة مرة ،ثم ٌقول ( :اللهمُّصلُِّّعلىُّمحمدُّوآلُّمحمدُُّّ،كماُّ ٍ
صلٌتُّعلىُّإبراهٌمُّوعلىُّآلُّإبراهٌمُُّّ،إنكُّحمٌدُّمجٌد ) مائة مرة ،
ثم سورة (اإلخالص) مائة مرة ..إال قال هللا تعالى ٌ :ا مالئكتً ،ما جزاء
ؼفرت له وش ّفعته ،ولو سؤلنً ..لش ّفعته فً أهل ُ شه ُدكم أنً قد ُ
عبدي هذا ؟ أ ِ
الموقؾ .
_ قال الكردي :قوله علٌه الصالة والسالم ( أفض ُل الدعاء ٌوم عرفة ،
وأفضل ما ُ
قلت :ال إله إال هللا وحدهُ ) ...إلخ ؛ أي بعرفة وؼٌرها ،كما ٌدل
علٌه حذؾ الظرؾ ،وٌُحتمل :أنه قٌ ٌد فٌه ؛ ألن األصل :تشارك
اهـ بؽٌة المسترشدٌن . المتعاطفات فً القٌد ،واألول أقرب .
حدٌث عن ابن عباس -رضً هللا ٌ وفً كتاب (الدعوات للمستؽفري)
عنهما ( : -منُّقرأُّقلُّهوُّهللاُّأحدُُّّألفُّمرةُّفًٌُّومُّعرفةُُّّ..أُعطًُّماُُّّ
اهـ كنز النجاح والسرور . سؤل ) .
23
ومن كالم الحبٌب عبدُّالباريُّبنُّشٌخُّالعٌدروس -رضً هللا عنه ، -قال
فً التاسع من ذي الحجة ،سنة 1355هـ :
هذه الصالة العظٌمة ؛ وهً :
ُّعلىُّسٌدناُّمحمدُّماُّاتصلتُّالعٌونُّبالنظرُُّّ،وتزخرفتُّ
ُُّ ( اللهمُّصل ِّ
جُّحاجُُّّواعتمرُُّّ،ول ّبىُّوحلَقُّ َ
ونحرُُّّ،وطافُّ األرضونُّبوابلُّبالمطرُُّّ،وح َُّّ
بالبٌتُّالعتٌقُّوق ّبلُّالحجرُُّّ،وعلىُّآلهُّوصحبهُّوسلِّم )
ال ٌتركونها السلؾ ،والسٌما فً مثل هذا الٌوم ٌ ..كثرون منها ،وعلى
الدوام ٌؤتون بها فً ابتداء دعائهم ،كان الوالد حسن بن محمد بن إبراهٌم
بلفقٌه مواظبا ً علٌها ،وٌؤتً بها أول دعائه ،والصالة على النبً -صلى هللا
اهـ فٌض الكإوس صـ. 139 علٌه وآله وسلم -شٌخ من ال له شٌخ ) .
24
فوائدُّمتعلقةُّبٌومُّعرفة ُّ
عن سٌدتنا عائشة -رضً هللا عنها -أن رسول هللا -صلى هللا علٌه وآله
وسلم -قال ( :ماُّمنٌُّومُّأكثرُّمنُّأنٌُّعتقُّهللاُّفٌهُّعبداًُّمنُّالنارُُّّمنٌُّومُّ
عرفةُُّّ،وإنهُّلٌدنوُُّّ،ثمٌُّباهًُّبهمُّالمالئكةُُّّ،فٌقولُّ:ماُّأرادُّهإالء ) .
وسُئل صلى هللا علٌه وآله وسلم عن صوم عرفة ؟ فقال ٌ ( :ك ّفر السنة
الماضٌة والباقٌة ) قال :وسُئل عن صوم ٌوم عاشوراء ؟ فقال ٌُ ( :ك ّفر السنة
رواه مسلم . الماضٌة ) .
وإنما كان عرفة بسنتٌن وعاشوراء بسنة ؛ ألنَّ األول محمدي ،والثانً
ٌوم موسوي ،ونبٌنا -صلى هللا علٌه وآله وسلم -أفضل األنبٌاء -صالة هللا
وسالمه علٌهم أجمعٌن -فكان ٌومه بسنتٌن .
وفً (الشوبري) :أن تاسوعاء ٌُك ّفر سنة أٌضا ً كعاشوراء .
اهـ فتوحات الوهاب .
مسؤلةٌُُّ :سن صٌام ٌوم عرفة ؛ ألنه ٌُك ّفر ذنوب السنة المتقدمة ،وٌعصم
-أي ٌحفظ -من الذنب فً السنة التً بعده ،وإنما ٌُسن صٌامه لؽٌر الحاج ؛
أما هو ..فٌسن له فطره سواء أضعفه الصوم أم ال ،فإن صامه ..فصومه
خالؾ األولى .
قال سٌدنا ابن عباس -رضً هللا عنهما : -هذه بشرى بحٌاة سنة مستقبلة لمن
اهـ ملخصا ً بتصرؾ :ترمسً ،وإفادة السادة العمد . صامه .
25
فائدةٌُّ :وم عرفة أفضل أٌام السنة ؛ أي حتى من ٌوم من أٌام رمضان ،
ال من جمٌعه ،وال من العشر األخٌر منه ،ودلٌل أفضلٌته :أن صومه ٌك ّفر
سنتٌن ،وأنَّ الدعاء فٌه أفضل منه فً ؼٌره .
_ والحاصل :أن أفضل األٌام عندنا ٌ :وم عرفة ،ثم ٌوم الجمعة ،ثم ٌوم
عٌد األضحى ،ثم عٌد الفطر .
وأفضل اللٌالً عندنا :لٌلة المولد الشرٌؾ ،ثم لٌلة القدر ،ثم لٌلة الجمعة،
ثم لٌلة اإلسراء ،وهذا بالنسبة لنا ،وأما بالنسبة له صلى هللا علٌه وآله وسلم
فلٌلة اإلسراء أفضل اللٌالً ؛ ألنه رأى ربه بعٌنً رأسه على الصحٌح .
اهـ باجوري ،وإفادة السادة العمد .
فائدةُّ :سُمٌّت األرض التً ٌجب الوقوؾ فٌها بـ(عرفات) ؛ ألنَّ سٌدنا آدم
وأمنا حواء تعارفا فٌها حٌن هبطا من الجنة ،ونزل بالهند ونزلت بج ّدة .
وقٌل :إن سٌدنا جبرٌل لما عرّ ؾ سٌدنا إبراهٌم مناسك الحج ،وبلػ الشعب
األوسط الذي هو موقؾ اإلمام ..قال له :أعرفت ؟ قال :نعم ،فسمٌت
عرفات ،وكان قد أتاها مرة قبل ذلك .
وقٌل إنما سُمٌت بذلك ؛ من قولهم :عرفت المكان ؛ إذا طٌبته ،ومنه قوله
الجنةُّعرفهاُّلهم) ؛ أي طٌّبها لهم .
ّ تعالى ( :
اهـ ملخصا ً بتصرؾ :سطا ،وتحفة الحبٌب .
فائدةُّ :الفرق بٌن (عرفة) و(عرفات) :أن عرفة :هو الوقت الذي ٌصح
فٌه الوقوؾ بعرفة ؛ وهو ما بٌن زوال شمس ٌوم التاسع إلى فجر ٌوم
العاشر ،وأما عرفات :فهو نفس الوادي -أي موضع موقؾ الحجٌج. -
اهـ الفوائد الشاطرٌة ،وترمسً ،والكنز المدفون صـ. 3٣8
26
فائدةُّ :اخ ُتلؾ فً ٌوم الحج األكبر ،فقٌل :إنه ٌوم النحر وهو المعتمد ،
وقٌلٌ :وم عرفة مطلقا ً ،وقٌل هو ٌوم عرفة إذا وافق ٌوم الجمعة .
اهـ الفوائد الشاطرٌة .
ُ
سمعت سفٌان الثوري ٌقول : (فائدة) قال الخلٌل بن أحمد :
ُ
فقلت ُ
قدمت مكة ،فإذا أنا بؤبً عبد هللا جعفر بن محمد قد أناخ باألبطح ،
ٌا ابن رسول هللا ؛ لِ َم جعل الموقؾ من وراء الحرم ،ولم ٌصٌر فً المشعر
الحرام ؟
فقال :الكعبة بٌت هللا ،والحرم حجابه ،والموقؾ بابه ،فلما قصده
الوافدون ،أوقفهم بالباب ٌتضرعون ،فلما أذن لهم بالدخول ..أدناهم من
الباب الثانً وهو المزدلفة ،فلما نظر إلى كثرة تضرعهم ،وطول اجتهادهم
..رحمهم ،وأمرهم بتقرٌب قربانهم ،فلما قرّ بوا قربانهم ،وقضوا تفثهم ،
وتطهروا من الذنوب التً كانت حجابا ً بٌنه وبٌنهم ..أمرهم بزٌارة بٌته على
طهارة .
قال َ :فلِم كره الصوم أٌام التشرٌق ؟ قال :ألنهم فً ضٌافة هللا ،وال ٌجب
على الضٌؾ أن ٌصوم عند من أضافه .
ُ
جعلت فداك ،فما بال الناس ٌتعلقون بؤستار الكعبة ،وهً خرق ال ُ
قلت :
تنفع شٌئا ً ؟
قال :ذاك مثل رجل بٌنه وبٌن رجل جرم ،فهو ٌتعلق به ،وٌطوؾ حوله ،
اهـ سٌر أعالم النبالء . رجاء أن ٌهب له ذلك ذاك الجرم .
جئت إلى سفٌان الثوري {عشٌة عرفة} وهو ُ (فائدة) قال ابن المبارك :
فقلت له :من أسوأ هذا الجمع حاالً ؟
ُ جاث على ركبتٌه وعٌناه تهمالن ،
اهـ :لطائؾ المعارؾ . قال :الذي ٌظن أنَّ هللا ال ٌؽفر لهم .
25
(فائدة) أخرج الدارقطنً فً األفراد عن ابن عباس -رضً هللا عنهما-
مرفوعا ً ٌ ( :جتمع الخضر وإلٌاس كل عام فً الموسم ،فٌحلق كل منهما
رأس صاحبه ،وٌفترقان عن هإالء الكلمات :باسمُّهللاُّماُّشاءُّهللاُّالٌُّسوقُّ
الخٌرُّإالُّهللاُُّّ،باسمُّهللاُّماُّشاءُّهللاُّالٌُّصرفُّالسوءُّإالُّهللاُُّّ،باسمُّهللاُُُُُُُُُُُّّّّّّّّّّّ
ماُّشاءُّهللاُّماُّكانُّمنُّنعمةُّفمنُّهللاُُّّ،باسمُّهللاُّماُّشاءُّهللاُّالُّحولُّوالُّقوةُّ
إالُّباهللُّ) ،فمن قالها حٌن ٌصبح وحٌن ٌمسً {ثالث مرات} ..عوفً من
السرق والحرق والؽرق ،وأحسبه قال :ومن السلطان والشٌطان والحٌة
اهـ فٌض القدٌر ،ومجربات الصالحٌن . والعقرب .
(فائدة) ُنقل عن ابن الجوزي -رحمه هللا : -أنَّ جبل عرفات هو أول
موطن لإلنسان ،أخذاً من قوله تعالى ( :وإذُّأخ َذُّرب َكُّمنُّبنًُّآدمُّمنُّ
ُ
مُّألستُّبر ِّبكم ) ...اآلٌة . ظهورهمُّ ُذ ِّر ٌَّ َت ُهمُّوأشه َدهُمُّعلىُّأنفُسِ ِه
حٌث فُسرت بؤن ذلك العهد كان بعرفة وداي نعمان ،ولذلك كان ٌشتاق
الناس إلٌه كثٌراً ؛ ألنَّ النفس أبداً تمٌل إلى حبّ الوطن األول .
اهـ النفحات المكٌة ج. 1
28
إذاُّوافقُّعرفةٌُّومُّجمعة
ٌكره إفراد ٌوم الجمعة بالصوم ؛ ألنه ٌحصل بسببه ؼالبا ً ضعؾ عن
األعمال المطلوبة فً ذلك الٌوم ،فإن لم ٌفرده ؛ بؤن صام ٌوما ً قبله أو ٌوما ً
بعده ..فال كراهة ؛ ألن ذلك ٌجبر ما ٌحصل من الضعؾ .
ُّتنبٌهُُّّ:محل كراهة إفراد صوم ٌوم الجمعة حٌث ال سبب ،أما إذا وجد
سبب ؛ كؤن وافق ٌو َمُّعرفة ،أو ٌوم عاشوراء ،أو ٌوم صومه فٌمن ٌصوم
ٌوما ً وٌفطر ٌوما ً ،أو صامه عن قضاء أو نذر ..فالُّكراهةُّحٌنئذُُّّ .
اهـ ملخصا ً بتصرؾ :فتح العالم .
(فائدة) قٌل :إذا وافق ٌوم الجمعة ٌوم عرفة ..ؼفر هللا تعالى لكل أهل
الموقؾ ؛ أي بال واسطة ،وؼٌر ٌوم الجمعة بواسطة ؛ أي ٌهب مسٌئهم
اهـ مؽنً المحتاج . لمحسنهم .
(فائدة) ذكر فً (زاد المعاد) :مزٌة وقفة الجمعة ٌوم عرفة :
قٌل :ذهب بعض العلماء إلى تفضٌل ٌوم الجمعة على عرفة ،ولهذا كان
لوقفة الجمعة ٌوم عرفة مزٌة على سائر األٌام من وجوه متعددة :
أحدهاُّ :اجتماع الٌومٌن اللذٌن هما أفضل األٌام .
الثانً :أنه الٌوم الذي فٌه ساعة محققة اإلجابة ،وأكثر األقوال أنها آخر
ساعة بعد العصر ،وأهل الموقؾ كلهم إذ ذاك واقفون للدعاء والتضرع .
الثالثُّ :موافقته لٌوم وقفة رسول هللا -صلى هللا علٌه وآله وسلم. -
الرابع :أنَّ فٌه اجتماع الخالئق من أقطار األرض للخطبة وصالة الجمعة،
وٌوافق ذلك اجتماع أهل عرفة ٌوم عرفة بعرفة ،فٌحصل من اجتماع
29
ٌوم
المسلمٌن فً مساجدهم وموقفهم من الدعاء والتضرع ما ال ٌحصل فً ٍ
سواه .
الخامس :أن ٌوم الجمعة ٌوم عٌد ،وٌوم عرفة ٌوم عٌد ألهل عرفة ؛
ولهذا كره لمن بعرفة صومه .
السادس :أنه موافق لٌوم إكمال هللا تعالى دٌنه لعباده المإمنٌن ،وإتمام
نعمته علٌهم .
السابع :أنه موافق لٌوم الجمع األكبر ،والموقؾ األعظم ٌوم القٌامة ،فإن
القٌامة تقوم ٌوم الجمعة .
الثامن :أن الطاعة الواقعة من المسلمٌن ٌوم الجمعة ولٌلة الجمعة ،أكثر
منها فً سائر األٌام .
التاسع :أنه موافق لٌوم المزٌد فً الجنة .
العاشر :أنه ٌدنو الرب تبارك وتعالى عشٌة عرفة من أهل الموقؾ ،ثم
ٌباهً بهم المالئكة فٌقول ( :ماُّأرادُّهإالءُُّّ،أشهدكمُّأنًُّقدُّغفرتُّلهم ) .
وتحصل مع دنوه منهم تبارك وتعالى ساعة اإلجابة التً ال ٌُرد فٌها سائالً
ٌسؤل خٌراً ،فٌقربون منه بدعائه والتضرع إلٌه فً تلك الساعة ،وٌقرب
منهم تعالى نوعٌن من القرب ؛ أحدهما :قرب اإلجابة المحققة فً تلك
الساعة ،والثانً :قربه الخاص من أهل عرفة ،ومباهاته بهم المالئكة .
وأما ما استفاض على ألسنة العوام :بؤنها تعدل ثنتٌن وسبعٌن حجة ..
فباطل ال أصل له عن رسول هللا -صلى هللا علٌه وآله وسلم ، -وال عن أحد
اهـ ملخصا ً بتصرؾ :زاد المعاد . من الصحابة والتابعٌن ،وهللا أعلم .
3٣
أٌامُّالتشرٌقُّوأٌامُّالعواد
وعن أبً كنانة القرشً أنه سمع أبا موسى األشعري -رضً هللا عنه-
ٌقول فً خطبته ٌوم النحر ( :بعد ٌوم النحر ثالثة أٌام التً ذكر هللا األٌام
عز وجل ) . المعدودات ال ٌُرد فٌهن الدعاء ،فارفعوا رؼبتكم إلى هللا َّ
اهـ لطائؾ المعارؾ .
وعن ابن عباس -رضً هللا عنهما -أن رسول هللا -صلى هللا علٌه وآله
وسلم -أرسل أٌام منى صائحا ً ٌصٌح ( :أن ال تصوموا هذه األٌام ،فإنها أٌام
ُّ ُّ رواه الطبرانً . أكل وشرب وبعال ) ،والبعال :وقاع النساء .
31
وفً ٌوم الرابع عشر ٌُ :قام عواد سٌدنا اإلمام الحداد أول اإلشراق ،ثم
عواد آل بلفقٌه ،ثم آل شهاب الدٌن وآل عبد هللا بن شٌخ العٌدروس ،
وفً العصر عواد الحبٌب عمر بن حفٌظ .
وفً الٌوم الخامس عشر :قبٌل اإلشراق عواد آل بن حامد ،ثم مربعة
الحبٌب عبد الرحمن المشهور ،ثم آل بن حفٌظ (استحدث فً حٌاة الحبٌب
مشهور -رحمه هللا ، )-ثم عواد آل الشاطري .
وفً السادس عشر :عواد فً بٌت الحبٌب أبً بكر بن محمد بلفقٌه ،ثم
عواد آل باحرمً .
32
ادخارُّلحمُّاألضاحًُّ(القدٌد(ُّ-ُّ)1المحشً) ُّ
ُّعن سٌدتنا عائشة -رضً هللا عنها -قالت ( :لقد كنا نرفع ال ُكراع ،فٌؤكله
رسول هللا -صلى هللا علٌه وآله وسلم -بعد خمسة عشرة من األضاحً ) .
رواه ابن ماجه .
ُّوعن جعفر بن محمود -رحمه هللا -أن جدته عمٌرة بنت مسعود حدثته :
أنها دخلت هً وأخواتها وهن خمس على رسول هللا -صلى هللا علٌه وآله
وسلم -فباٌعنه ،ووجدته ٌؤكل قدٌداً ،فمضػ لهن قدٌدة ثم ناولهن إٌاها ،
فاقتسمنها ،فمضؽت كل واحدة منهن قطعة ،قال :فلقٌن هللا ما وجدن فً
رواه الطبرانً واألصبهانً . أفواههن ُخلوفا ً وال اشتكٌن من أفواههن .
ُّتنبٌه :ال ٌكره اال ّدخار من لحم األضحٌة والهدي ،وٌندب إذا أراد
االدخار أن ٌكون من ثلث األكل ،وقد كان االدخار محرّ ما ً فوق ثالثة أٌام ،
ثم أبٌح بقوله صلى هللا علٌه وآله وسلم ُ ( :
كنتُّنهٌتكمُّعنهُّمنُّأجلُّالدافةُُّّ،
سعةُُّّ،فادّخرواُّماُّبداُّلكم ) .رواه مسلم .
وقدُّجاءُّهللاُّبال َّ
قال الرافعً :والدافة ؛ جماعة كانوا قد دخلوا المدٌنة قد أفحمتهم -أي
اهـ مؽنً المحتاج . أهلكتهم -السنة البادٌة ،وقٌل الدافة :النازلة .
وهذا ما تيسر نؼؾه ومجعه بعون اهلل وحُسن توفيؼه ،ونسًغػر اهلل ونػوض إليه ،
وكان الػراغ من مجع الطيعة الٌانية ووم األربعاء ،يف الٌامن والعشرون من ذي
وصؾى اهلل طؾى سيدنا حمؿد وطؾى آله وصَيه وسؾم ،واحلؿد هلل رب العاملني .
34