وظائف عشر ذي الحجة

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 34

‫بسم اهلل الرمحن الرحيم‬

‫صيب الـَّشر‬

‫بذكر وضائف العشر‬

‫تقدين ‪ :‬رباط اهلدار للعلوم الشرعية بـ(تعز)‬

‫‪1‬‬
‫بسم هللا الرحمن الرحٌم‬

‫الحمد هلل الكرٌم على نعمه السابؽات ‪ ،‬القائل فً محكم كتابه ‪ ( :‬الحجُُّّ‬
‫ُِّفًُّأٌامُّ‬
‫ٍ‬ ‫أشهرُُّّمعلوماتُّ) والقائل ‪ ( :‬لٌشهدواُّمنافعُّلهمُّوٌذكرواُّاس َمُّهللا‬
‫معلُو َمات ) ‪ ،‬والصالة والسالم على سٌد الكائنات ‪ ،‬المبعوث باآلٌات البٌنات‪،‬‬
‫والدالالت الواضحات ‪ ،‬والقائل ‪ ( :‬إنُّلربكمُّفًُّأٌامُّدهركمُُّّنفحاتُّ) ‪،‬‬
‫وعلى آله وأصحابه ‪ ،‬ومحبٌه وأحبابه ‪ ،‬وبعد ‪:‬‬
‫فهذه بعض وظائؾ وعادات سادتنا آل أبً علوي وؼٌرهم فً عشر ذي‬
‫الحجة وأٌام التشرٌق وأٌام العواد ‪ ،‬وذكر ما ٌُطلب فعله فٌها من األعمال‬
‫والمآثر‪ ،‬تقبل هللا ذلك وجعله خالصا ً لوجهه الكرٌم ‪ ،‬وبه التوفٌق ‪.‬‬

‫الطيعة الٌانية ‪:‬‬

‫ذو الؼعدة ‪ /‬طام ‪5441‬هـ‬

‫‪2‬‬
‫بسم هللا الرحمن الرحٌم‬

‫مماُّوردُّفًُّفضلُّعشرُّذيُّال ُِّ‬
‫حجةُّ‪ُّ،‬والحثُّعلىُّالعملُّالصالحُّفٌها ُّ‬

‫ُّ‪ُّ،‬ولٌالُّعشر ) ‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫والفجر‬
‫ِ‬ ‫‪ ‬قال هللا تعالى فً مُحكم كتابه ومُبٌن خطابه ‪ُّ( :‬‬
‫قال المفسرون ‪-‬رحمهم هللا تعالى‪ : -‬أقسم سبحانه بالصبح كما رُ وي عن‬
‫سٌدنا علً ‪-‬رضً هللا عنه وكرّ م وجهه‪ ، -‬أو فلقِه ؛ كقوله تعالى ‪:‬‬
‫والصبحُّإذاُّتنفس ) ‪ ،‬أو بصالته كما روي ذلك عن ابن عبّاس ‪-‬رضً‬
‫ِ‬ ‫(‬
‫هللا عنهما‪. -‬‬
‫وقال مجاهد ‪ :‬هو فجر ٌوم النحر خاصّة ‪ ،‬وقال الضحاك ‪ :‬فجر أول ٌوم‬
‫من ذي ال ِحجة ‪ ،‬وقال قتادة ‪ :‬أول ٌوم من المُحرّ م ؛ ألنه تنفجر منه السَّنة ‪.‬‬
‫لٌال ‪ ،‬وقُرئ بإضافتها بال‬
‫ولٌالُّعشر ) قُرئ بتنوٌن ٍ‬
‫ٍ‬ ‫_ وقوله تعالى ‪( :‬‬
‫تنوٌن ‪ ،‬فٌكون المراد بالعشر ‪ :‬األٌام ‪ ،‬وهً عشرُّذيُّالحِجة كما رواه ابنُ‬
‫عطٌّة عن ابن عباس ‪-‬رضً هللا عنهما‪ ، -‬وبه قال مجاهد ‪ ،‬ومسروق‬
‫وقتادة ‪ ،‬والضحّ اك ‪ ،‬وال ّس ِّديُ ‪ ،‬وقال أبو روق عن الضحاك ‪ :‬هً العشرُّ‬
‫األ ُ َولُّمنُّشهرُّرمضان ‪.‬‬
‫وروى أبو ظبٌان عن ابن عباس ‪-‬رضً هللا عنهما‪ -‬أٌضا ً ‪ :‬أنها العشرُّ‬
‫األواخرُّمنُّشهرُّرمضان ‪ ،‬وقال ٌمان بن رٌاب ‪ :‬هً العشرُّاأل ُ َولُّمنُّ‬
‫المحرم التً عاشرها ٌوم عاشوراء ‪.‬‬
‫اهـ جمٌعه ملخصا ً بتصرؾ ‪ :‬معالم التنزٌل ‪ ،‬وؼالٌة المواعظ ‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫‪ ‬وعن ابن عباس ‪-‬رضً هللا عنهما‪ -‬قال‪ :‬قال رسول هللا ‪-‬صلى هللا علٌه‬
‫ِنُّأٌامُّالعملُُّالصال ُحُّفٌهنُّأحبُّإلىُّهللاُّمنُّهذهُّاألٌامُُُّّّ‬
‫ٍ‬ ‫وآله وسلم‪ ( : -‬ماُّم‬
‫العشر )ُّفقالوا ٌا رسول هللا ‪ :‬وال الجهاد فً سبٌل هللا ‪ :‬فقال رسول هللا‬
‫‪-‬صلى هللا علٌه وآله وسلم‪ ( : -‬والُّالجهادُّفًُّسبٌلُّهللاُّ‪ُّ،‬إالُّرجلُّخرجُّ‬
‫بنفسهُّومالِهُّفلمٌُّرجعُّمنُّذلكُّبشًء )ُّ‪ .‬رواه الترمذي ‪.‬‬

‫‪ ‬وعن أبً هرٌرة ‪-‬رضً هللا عنه‪ -‬قال‪ :‬قال رسول هللا ‪-‬صلى هللا علٌه وآله‬
‫وسلم‪ ( : -‬ماُّمِنُّأٌامُّالدنٌاُّأحبُّإلىُّهللاُّسبحانهُّأنُّ ٌُتعبدُّلهُّفٌهاُّمنُّأٌامُّ‬
‫ُّصٌامٌُّومُّفٌهاُُّّلٌعدلُّصٌامُّسنةُّ‪ُّ،‬ولٌلةُّفٌهاُّبلٌلةُّالقدر ) ‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫العشرُّ‪ُّ،‬وإنَّ‬
‫رواه ابن ماجه ‪.‬‬

‫‪ ‬وعن أبً سعٌد الخدري ‪-‬رضً هللا عنه‪ -‬قال ‪ :‬قال رسول هللا ‪-‬صلى هللا‬
‫علٌه وآله وسلم‪ ( : -‬س ٌّدُّالشهورُّشهرُّرمضانُّ‪ُّ،‬وأعظمهاُّ ُحرمةُُّّذوُّ‬
‫رواه البٌهقً ‪.‬‬ ‫الحِجةُّ) ‪.‬‬
‫‪ ‬وروى سهٌل بن أبً صالح عن أبٌه عن كعب ‪-‬رضً هللا عنهم‪: -‬‬
‫أحبُّالزمانُّإلىُّهللاُّالشهرُّالحرامُّ‪ُّ،‬وأحبُّاألشهرُّالحرمُّإلىُّهللاُُُُُُُُُُُُُُُُّّّّّّّّّّّّّّّّ‬ ‫ُ‬ ‫(‬
‫ذوُّالحجةُّ‪ُّ،‬وأحبُّذوُّالحجةُّإلىُّهللاُُّّالعشرُّاأل ُ َولُّ) ‪.‬‬
‫اهـ فتح الباري البن رجب ‪.‬‬

‫ُعظمون ثالث عشرات ‪:‬‬ ‫‪ ‬قال أبو عثمان النهدي ‪-‬رحمه هللا‪ ( : -‬كانوا ٌ ّ‬
‫العشر األ ُ َول من ذي ال ِحجة ‪ ،‬وأنه هو المُقسم به فً هذه اآلٌات ‪ ،‬والعشر‬
‫األواخر من شهر رمضان ‪ ،‬والعشر األ ُ َول من محرم ‪ ،‬وأنها هً التً أت َّم‬
‫هللا تعالى بها مٌقات موسى ‪-‬علٌه السالم‪ -‬أربعٌن لٌلة ‪ ،‬وأنَّ التكلم كان فً‬
‫عاشرها ) ‪.‬‬
‫اهـ ملخصا ً بتصرؾ ‪ :‬الترؼٌب والترهٌب للشٌخ إسماعٌل األصبهانً ‪ ،‬وؼالٌة المواعظ ‪،‬‬
‫وكنز النجاح والسرور ‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫‪ ‬وفً (كنز النجاح والسرور) ما لفظه ‪:‬‬
‫معظم حرام ‪ ،‬وفٌه الحج الذي هو ركن من‬ ‫ّ‬ ‫اعلم أن شهر ذي الحجة شه ٌر‬
‫مة حرما ُته ‪ ،‬موفورةٌ خٌرا ُته ‪ُ ،‬تستجاب فٌه‬ ‫أركان اإلسالم ‪ ،‬شه ٌر م ّ‬
‫ُعظ ٌ‬
‫الدعوات ‪ ،‬و ُتقضى الحاجات ‪ ،‬وفٌه اللٌالً العشر التً أقسم هللا تعالى بها فً‬
‫سم عظٌم ‪.‬‬ ‫والفجرُّ‪ُّ،‬ولٌالُّعشر) فٌا له من َق ٍ‬
‫ٍ‬ ‫كتابه الكرٌم بقوله ‪( :‬‬
‫أٌام أفضل عند هللا تعالى من‬ ‫وعن ابن عباس ‪-‬رضً هللا عنهما‪ : -‬ما من ٍ‬
‫هذه األٌام أٌام العشر ‪ ،‬فؤكثروا فٌهن من التهلٌل والتكبٌر ‪ ،‬فإنها أٌا ُم تهلٌل‬
‫ٌوم فٌها ٌعدل صٌام سنة ‪ ،‬والعمل‬ ‫عز وجل ‪ ،‬وأن صٌام ٍ‬ ‫وتكبٌر وذكر هللا َّ‬
‫فٌهن ٌُضاعؾ بسبعمائة ‪ ،‬إلى ؼٌر ذلك من األحادٌث فً مثل ذلك ‪..‬‬
‫ثم قال ‪ :‬وجاء أنه ٌُستجاب فً هذه العشر الدعاء ؛ كما روي عن أبً‬
‫موسى األشعري ‪-‬رضً هللا عنه‪ ( : -‬أنُّاألٌامُّالمعلوماتُّهًُّتسعُّذيُّ‬
‫الحجةُّغٌرٌُّومُّالنحرُّ‪ُّ،‬وأنهُّالُّ ٌُردُّفٌهنُّالدعاء ) ‪ .‬اهـ بلقط ‪.‬‬

‫‪ ‬وكان سعٌد ابن جبٌر إذا دخل أٌام العشر ‪ ..‬اجتهد اجتهاداً شدٌداً حتى ما‬
‫ٌكاد ٌقدر علٌه ‪.‬‬
‫‪ ‬وقال األوزاعً ‪ :‬بلؽنً أنَّ العمل فً الٌوم من أٌام العشر كقدر ؼزوة فً‬
‫اهـ ‪ :‬فقه السنة ‪.‬‬ ‫سبٌل هللا ‪ٌ ،‬صام نهارها وٌحرس لٌلها ‪.‬‬

‫‪ ‬فائدة ‪ :‬فً قوله تعالى ‪ ( :‬ذلكُّالدٌنُّالق ٌّمُُّّفالُّتظلمواُّفٌهنَّ ُّأنفسكم ) ‪.‬‬


‫ذكر الشٌخ أبو الحسن علً بن محمد الماوردي فً كتابه {الحاوي الكبٌر‬
‫مختصر المزنً} بعد إٌراده لهذه اآلٌة‪ ،‬ما نصه‪ :‬فالظلم وإن كان قبٌحا ً فً‬
‫جمٌع السّنة ‪ ..‬فهو فً األشهر الحُ رُم أقبح ‪ُُُُُُُُُُُُُُُُُُُّّّّّّّّّّّّّّّّّّّ.‬اهـُّج‪ُّ3‬صـ‪.464‬‬

‫_ وقال سٌدنا ابن عباس ‪-‬رضً هللا عنهما‪ ( : -‬إنَّ الحسنات فٌها ُتضاعؾ‬
‫اهـ ‪ :‬ؼالٌة المواعظ صـ‪. 595‬‬ ‫ُؾ السٌئات ) ‪.‬‬
‫كتضاع ِ‬
‫‪5‬‬
‫‪ُّ ‬ومن صام شهر ذي ال ِحجة سوى األٌام المحرم صٌامها منه ‪ ،‬وصام‬
‫المُحرم ‪ ..‬فقد ختم السنة بالطاعة وافتتحها بالطاعة فٌُرجى أن ُتكتب له سنته‬
‫كلها طاعة ؛ فإنَّ من كان أول عمله طاعة وآخره طاعة ‪ ..‬فهو فً حكم من‬
‫ث مرفوع ‪ ( :‬ما من حافظٌن‬ ‫استؽرق بالطاعة ما بٌن العملٌن ‪ ،‬وفً حدٌ ٍ‬
‫ً‬
‫صحٌفة ‪ ،‬فٌرى فً أولها وفً آخرها خٌراً ‪ ..‬إال قال هللا‬ ‫ٌرفعان إلى هللا‬
‫ؼفرت لعبدي ما بٌن طرفٌها ) خرجه الطبرانً‬‫ُ‬ ‫لمالئك ِته ‪ :‬أُشهدكم أنً‬
‫وؼٌره ‪ ،‬وهو موجود فً بعض نسخ كتاب الترمذي ‪.‬‬
‫ث آخر مرفوع ‪ ( :‬ابن آدم اذكرنً من أول النهار ساعة ومن‬ ‫_ وفً حدٌ ٍ‬
‫ً‬
‫ساعة ‪ ..‬أؼفر لك ما بٌن ذلك إال الكبائر ‪ ،‬أو تتوب منها ) ‪.‬‬ ‫آخر النهار‬
‫بذكر ‪ ..‬كتب نهاره كله ذكراً ؛ ٌشٌر‬
‫ٍ‬ ‫_ وقال ابن المبارك ‪ :‬من ختم نهاره‬
‫إلى أن األعمال بالخواتٌم ‪ ،‬فإذا كان البداءة والختام ذكراً ‪ ..‬فهو أولى أن‬
‫اهـ ‪ :‬لطائؾ المعارؾ ‪.‬‬ ‫ٌكون حكم الذكر شامالً ‪.‬‬

‫‪ ‬فائدة ‪ :‬ذكر فً (فتح الباري) للعسقالنً ‪-‬رحمه هللا‪ ، -‬ما لفظه ‪:‬‬
‫( والذي ٌظهر ‪ :‬أن السبب فً امتٌاز عشر ذي الحجة ؛ لمكان اجتماع‬
‫أمهات العبادة فٌه ‪ ،‬وهً ‪ :‬الصالة والصٌام ‪ ،‬والصدقة ‪ ،‬والحج ‪ ،‬وال‬
‫اهـ ‪.‬‬ ‫ٌتؤتى ذلك فً ؼٌره ) ‪.‬‬

‫‪ ‬فائدة ‪ٌ :‬وم الجمعة فً شهر ذي الحجة أفضل من الجمعة فً ؼٌره ؛‬


‫اهـ فتح الباري ‪.‬‬ ‫الجتماع الفضلٌن فٌه ‪.‬‬

‫‪ ‬فائدة ‪ :‬األفضل تحري الصدقة فً سائر األزمنة الفاضلة ؛ كالجمعة ‪،‬‬


‫ورمضان سٌما عشره األواخر ‪ ،‬وعشر ذي الحجة ‪ ،‬وأٌام العٌد ‪.‬‬
‫اهـ المنهج القوٌم ‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫‪ ‬فائدة ‪ :‬قال الشٌخ ابن الجوزي ‪-‬رحمه هللا‪ ( : -‬اللٌالً واألٌام الفاضلة ال‬
‫ٌصلح أن ٌؽفل عنهنَّ ؛ أل ّنه إذا ؼفل التاجر عن موسم الربح ‪ ..‬فمتى ٌربح؟ )‬
‫اهـ ‪ :‬منهاج القاصدٌن ‪.‬‬

‫‪ ‬وفً (ؼالٌة المواعظ) ما لفظه ‪:‬‬


‫كعشر َ‬
‫آخر ‪ ،‬وهو‬ ‫ٍ‬ ‫واعلموا رحمنا تعالى وإٌاكم ‪ :‬أن عشركم هذا لٌس‬
‫فضائل عشر ‪:‬‬
‫ٍ‬ ‫ٌحتوي على‬
‫ولٌالُّ َع ْ‬
‫شر) ‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫عز وجل أقسم به ‪ ،‬فقال ‪( :‬‬ ‫األولى ‪ًّ :‬‬
‫أن هللا َّ‬
‫والثانٌة ‪ :‬سمّاه األٌام المعلومات ‪ ،‬قال ابن عباس ‪-‬رضً هللا عنهما‪ : -‬هً‬
‫أٌام العشر ‪.‬‬
‫والثالثة ‪ :‬أنَّ نبٌنا علٌه الصالة والسالم شهد له بؤنه أفضل أٌام ال ُّدنٌا ‪.‬‬
‫والرابعة ‪َّ :‬‬
‫حث على أفعال الخٌر فٌه ‪.‬‬
‫والخامسة ‪ :‬أ ّنه أمر بكثرة التسبٌح والتحمٌد والتهلٌل فٌه ‪.‬‬
‫والسادسة ‪ :‬أن فٌه ٌوم التروٌة ‪ ،‬والسابعة ‪ :‬أن فٌه ٌوم عرفة ‪.‬‬
‫والثامنة ‪ :‬أن فٌه لٌلة جمع وهً لٌلة مزدلفة ‪ ،‬وفضلها عظٌم ‪.‬‬
‫والتاسعة ‪ :‬أن فٌها الحج ‪ ،‬الذي هو ركنٌ من أركان اإلسالم ‪.‬‬
‫والعاشرة ‪ :‬وقوع األضحٌة التً هً علَ ٌم للملّة اإلبراهٌمٌة والشرٌعة‬
‫ت الصالة بصالة العٌد ‪،‬‬‫المحمدٌة ‪ ،‬قال تعالى (فصلُِّّلربكُّوانحر) فقد فُسّر ِ‬
‫اهـ صـ‪. 585‬‬ ‫والنحر بالتضحٌة ‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫منُّعاداتُّالساداتُّفًُّعشرُّذيُّالحجة ُّ‬

‫‪ ‬من عاداتهم ‪ :‬اإلتٌان بذكر العشر المشهور ‪ ،‬الذي مطلعه { ال إله إال هللا‬
‫عدد اللٌالً والدهور ‪ ...‬الخ } ‪ ،‬وروى الطبرانً ‪-‬رحمه هللا‪ -‬فً معجمه‬
‫الكبٌر عن النبً ‪-‬صلى هللا علٌه وآله وسلم‪ -‬أنه قال ‪:‬‬
‫( من قال فً عشر ذي ال ِحجة كل ٌوم عشر مرات ‪ :‬الُّإلهُّإالُّهللاُّعددُّ‬
‫الدهورُّ‪ُّ،‬الُّإلهُّإالُّهللاُّعددُّأمواجُّالبحورُّ‪ُّ،‬الُّإلهُّإالُّهللاُّعددُّالنباتُّ‬
‫والشجرُّ‪ُّ،‬الُّإلهُّإالُّهللاُّعددُّالقطرُّوالمطرُّ‪ُّ،‬الُّإلهُّإالُّهللاُّعددُّلمحُّالعٌونُّ‪ُّ،‬‬
‫الُّإلهُّإالُّهللاُّخٌرُّمماٌُّجمعونُّ‪ُّ،‬الُّإلهُّإالُّهللاُّمنٌُّومناُّهذاُّإلىٌُّومُّ ٌُنفخُّ‬
‫فًُّالصور ‪ُ ..‬ؼفر له ما تقدم من ذنبه وما تؤخر ) ‪ .‬اهـ كنز النجاح ‪ُّ ُّ.‬‬
‫ُّ‬
‫‪ ‬ومن عاداتهم ‪ :‬اإلكثار من هذه الصٌؽة من الصالة التً ذكرها الشٌخ‬
‫ٌوسفُّبنُّإسماعٌلُّالنبهانً ‪-‬رحمه هللا‪ ، -‬وهً ‪ُّ :‬‬
‫( اللهمُّص ُّل ُِّّعلىُّسٌدناُّمحم ٍُّدُُّّماُّاتصلتُّالعٌونُّبالنظرُّ‪ُّ،‬وتزخرفتُّ‬
‫جُّحاجُُّّواعتمرُّ‪ُّ،‬ول ّبىُّوحلَقُّ َ‬
‫ونحرُّ‪ُّ،‬وطافُّبالبٌتُّ‬ ‫األرضونُّبالمطرُّ‪ُّ،‬وح َُّّ‬
‫(‪)1‬‬
‫العتٌقُّوق ّبلُّالحجرُّوعلىُّآلهُّوصحبهُّوسلِّم ) ‪.‬‬
‫كما ذكرها فً (كنوز األسرار) ‪ ،‬وقال فً شرح فضلها الشٌخ العٌاشً‬
‫ُ‬
‫رأٌت فً ورق ٍة فً قبة بعض األولٌاء ‪ ،‬ما نصه ‪ :‬هذهُّالصالةُّ‬ ‫‪-‬رحمه هللا‪: -‬‬
‫اهـ سعادة الدارٌن صـ‪. 33٣‬‬ ‫منُّقالهاُّمرةُّ‪ُّ..‬بخمسمائةُّألف ‪.‬‬

‫(‪ُّ)1‬وذكرُّالحبٌبُّحامدُّبنُّعلويُّبنُّطاهرُّالحدادُّ‪-‬رحمهُّهللا‪ُّ-‬فًُّكتابهُّ(الهدٌةُّالسنٌةُّفًُّ‬
‫الصالةُّعلىُّخٌرُّالبرٌة)ُّ‪ُّ:‬أنُّهذهُّالصٌغةُّ‪-‬اللهمُّصلُّعلىُّسٌدناُّمحمدُّماُّاتصلتُّالعٌونُّ‬
‫بالنظرُّ‪ُّ...‬الخ‪ُّ،ُّ-‬منُّقالهاُّ{خمسُّمرات}ُّ‪ُّ..‬كانتُّلهُّفدا ًءُّمنُّالنارُّ‪ُُّّ.‬اهـُّصـ‪ُّ.ُّ11‬‬
‫‪8‬‬
‫‪ ‬ومن كالم الحبٌب عبدُّالباريُّبنُّشٌخُّالعٌدروس ‪-‬رضً هللا عنه‪ ، -‬قال‬
‫فً التاسع من ذي الحجة ‪ ،‬سنة ‪1355‬هـ ‪:‬‬
‫هذه الصالة العظٌمة ؛ وهً ‪:‬‬
‫ُّعلىُّسٌدناُّمحمدُّماُّاتصلتُّالعٌونُّبالنظرُّ‪ُّ،‬وتزخرفتُّ‬
‫ُُّ‬ ‫( اللهمُّصل ِّ‬
‫جُّحاجُُّّواعتمرُّ‪ُّ،‬ول ّبىُّوحلَقُّ َ‬
‫ونحرُّ‪ُّ،‬وطافُّ‬ ‫األرضونُّبوابلُّبالمطرُّ‪ُّ،‬وح َُّّ‬
‫بالبٌتُّالعتٌقُّوق ّبلُّالحجرُّ‪ُّ،‬وعلىُّآلهُّوصحبهُّوسلِّم )‬
‫ال ٌتركونها السلؾ ‪ ،‬والسٌما فً مثل هذا الٌوم ‪ٌ ..‬كثرون منها ‪ ،‬وعلى‬
‫الدوام ٌؤتون بها فً ابتداء دعائهم ‪ ،‬كان الوالد حسن بن محمد بن إبراهٌم‬
‫بلفقٌه مواظبا ً علٌها ‪ ،‬وٌؤتً بها أول دعائه ‪ ،‬والصالة على النبً ‪-‬صلى هللا‬
‫اهـ فٌض الكإوس صـ‪. 139‬‬ ‫علٌه وآله وسلم‪ -‬شٌخ من ال له شٌخ ) ‪.‬‬

‫‪ ‬ومن عاداتهم ‪ :‬اإلتٌان بهذا الدعاء كل ٌوم ما تٌسّر من ؼٌر ضبط عد ٍد‬
‫معٌّن فً عشر ذي الحجة إلى ٌوم النحر ؛ لقضاء الدٌن ‪ ،‬وهو ‪ ( :‬اللهمُّ‬
‫فرجكُّالقرٌبُّ‪ُّ،‬اللهمُّستركُّالحصٌنُّ‪ُّ،‬اللهمُّمعروفكُّالقدٌمُّ‪ُّ،‬اللهمُّعوائدكُّ‬ ‫َ‬
‫سنُّالجمٌلُّ‪ٌُّ،‬اُّقدٌمُّاإلحسانُّ‪ُّ،‬إحسا َنكُّالقدٌمُّ‪ُّ،‬‬
‫الحسنةُّ‪ُّ،‬اللهمُّعطا َءكُّالح َ‬
‫ٌاُّدائ َُّمُّالمعروفُّ‪ُّ،‬معرو َفكُّالدائم ) ‪ .‬كما هو مذكور فً كنز النجاح والسرور‪.‬‬

‫‪ ‬وكذلك اإلتٌان بهذا الدعاء ‪ ،‬وهو ‪:‬‬


‫( حسبًُّهللاُّوكفىُّ‪ُّ،‬سمعُّهللاُّلمنُّدعاُّ‪ُّ،‬لٌسُّوراءهُّمنتهىُّ‪ُّ،‬منُّتوكلُّ‬
‫علىُّهللاُّكفىُّ‪ُّ،‬ومنُّاعتصمُّباهللُّنجا ) ‪ .‬اهـ ‪ :‬المرجع السابق ‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫‪ ‬ومن عاداتهم ‪ :‬التكبٌر عند رإٌة األنعام ؛ وهً اإلبل والبقر والؽنم ‪ ،‬عند‬
‫رإٌتها أو عند سماع صوتها ‪ ،‬فً األٌام المعلومات ؛ وهً عشر ذي‬
‫الحجة(‪ ،)1‬ودلٌل مشروعٌة التكبٌر ‪ :‬قوله تعالى ‪ ( :‬وٌذكرواُّاسمُّهللاُّفًُّأٌامُّ‬
‫معلوماتُّعلىُّماُّرزقهمُّمنُّبهٌمةُّاألنعام ) ‪.‬‬
‫فٌسن التكبٌر ؛ كؤن ٌقول ‪( :‬هللا أكبر) فقط ‪ ،‬كما قاله ابن عجٌل والرٌمً ‪،‬‬
‫اهـ ملخصا ً بؽٌة ‪ ،‬وترمسً ‪.‬‬ ‫وهو المعتمد ‪ ،‬وقال األزرق ‪ٌ( :‬كبر ثالثاً) ‪.‬‬
‫_ ومن كالم الحبٌب المهاب علويُّبنُّعبدُّهللاُّابنُّشهاب ‪-‬رضً هللا عنه‪-‬‬
‫قال ‪ ( :‬كان السلؾ من حٌن تدخل عشر ذي الحجة ‪ٌ ..‬خرجون ال َّن َعم إلى‬
‫ّ‬
‫الزقاق ‪ ،‬وٌكبّرون عند رإٌتها ) ‪.‬‬
‫‪ ‬ومن عاداتهم ‪ :‬اإلمساك لمن ٌرٌد منهم التضحٌة عن إزالة الشعر أو الظفر‬
‫أو ؼٌرهما من بقٌة أجزاء البدن ؛ عمالً بالسنة ؛ فعن سعٌد بن المسٌِّب –‬
‫رحمه هللا‪ -‬عن أم سلمة ‪-‬رضً هللا عنها‪ -‬أن النبً ‪-‬صلى هللا علٌه وآله‬
‫وسلم‪ -‬قال ‪ ( :‬إذاُّرأٌتمُّهاللُّذيُّالحجةُّ‪ُّ،‬وأرادُّأحدكمُّأنٌُّضحًُّ‪ُّ..‬‬
‫رواه مسلم ‪.‬‬ ‫فلٌمسكُّعنُّشعرهُّوأظفاره ) ‪.‬‬
‫‪ ‬وكان من عمل بعض السلؾ ‪ :‬قراءة (سورة الفجر) ال سٌما فً صالة‬
‫اهـ مجموع كالم الحبٌب علوي بن شهاب ‪.‬‬ ‫الصبح من أٌام العشر ‪.‬‬
‫وفً {إعانة الطالبٌن} ‪ :‬وٌستحب أن ٌواظب على سورة اإلخالص مع‬
‫(والفجر ولٌال عشر) فً عشر ذي الحجة ‪.‬‬

‫(‪ُّ)1‬قولهُّ(فًُّالعشرُّمنُّذيُّالحجة)ُّ‪ُّ:‬قضٌتهُّأنهُّالٌُّك ّبرُّلرإٌتهاُّأٌامُّالتشرٌقُّ‪ُّ،‬وظاهرهُّ‬
‫أٌضاًُّ‪ُّ:‬أنهٌُّسنُّالتكبٌرُّولوُّبرإٌةُّمنُّالُّتجزئُّفًُّاألضحٌةُّ؛ُّألنَّ ُّالغرضُّمنهُّالتذكٌرُّ‬
‫بهذهُّالنعمةُّ‪ُّ .‬‬
‫ُّولعلُّالحكمةُّفًُّطلبُّالتكبٌرُّهناُّدونُّغٌرهُّمنُّاألذكارُّ‪ُّ:‬أنهمُّكانواٌُّتقربونُّآللهتهمُّ‬
‫بالذبحُّعندهاُّ‪ُّ..‬فؤشٌرُّلفسادُّذلكُّبالتكبٌرُّ‪ُّ،‬فإنَّ ُّمعناهُّهللاُّأعظمُّمنُّكلُّشًءُّ‪ُّ،‬فالٌُّلٌقُّأنُّ‬
‫ٌتقربُّلغٌرهُّ‪ُُُُُُُُُُُّّّّّّّّّّّ.‬اهـُّبتصرفُّ‪ُّ:‬فتوحاتُّالوهابُّ‪ُّ ُّ.‬‬
‫ُّ ُّ‬
‫‪1٣‬‬
‫‪ ‬ومن عادة بعضهم ‪ :‬اإلتٌان بما نقله الحبٌب العالمة علًُّبنُّحسنُّ‬
‫العطاس ‪-‬رضً هللا عنه‪ -‬فً كتابه {القرطاس} ما لفظه ‪:‬‬
‫روى أبو اللٌث السمرقندي بإسناده عن عبد هللا بن عبٌد بن عمٌر اللٌثً ‪،‬‬
‫أنه قال ‪ :‬بلؽنا أن هللا تعالى أهدى إلى موسى بن عمران {خمس دعوات}‬
‫جاء بهن جبرٌل ‪-‬صلوات هللا علٌه‪ -‬فً أٌام العشر ‪:‬‬
‫• أولهن ‪ ( :‬الُّإلهُّإالُّهللاُّوحدهُّالُّشرٌكُّلهُّ‪ُّ،‬لهُّالملكُّولهُّالحمدُّ‪ٌُّ،‬حًٌُّ‬
‫شًءُّقدٌر ) ‪.‬‬
‫ٍُّ‬ ‫وٌمٌتُّوهوُّحًُُّّالٌُّموتُّ‪ُّ،‬بٌدهُّالخٌرُّوهوُّعلىُّكلُّ‬
‫• والثانٌة ‪ ( :‬أشهدُّأنُّالُّإلهُّإالُّهللاُّوحدهُّالُّشرٌكُّلهُّ‪ُّ،‬إلهُّا ًُّواحدُّاًُّأحدُّاًُّ‬
‫ًُّ‬
‫صاحبةُّوالُّولدا ) ‪.‬‬ ‫صمدُّاًُّ‪ُّ،‬لمٌُّتخذُّ‬
‫• والثالثة ‪ ( :‬أشهدُّأنُّالُّإلهُّإالُّهللاُّ‪ُّ،‬وحدهُّالُّشرٌكُّلهُّ‪ُّ،‬أحدُّاًُّصمدُّاًُّ‪ُّ،‬لمُّ‬
‫ٌلدُّولمٌُّولدُّ‪ُّ،‬ولمٌُّكنُّلهُّكفوُّاًُّأحد ) ‪.‬‬
‫• والرابعة ‪ ( :‬أشهدُّأنُّالُّإلهُّإالُّهللاُّ‪ُّ،‬وحدهُّالُّشرٌكُّلهُّ‪ُّ،‬لهُّالملكُّ‪ُّ،‬ولهُّ‬
‫الحمدُّ‪ٌُّ،‬حًٌُّوٌمٌتُّ‪ُّ،‬وهوُّحًُُّّالٌُّموتُّ‪ُّ،‬بٌدهُّالخٌرُّوهوُّعلىُّكلُّشًءُّ‬
‫قدٌر ) ‪.‬‬
‫• والخامسة ‪ ( :‬حسبًُّهللاُّوكفىُّ‪ُّ،‬سمعُّهللاُّلمنُّدعاُّ‪ُّ،‬لٌسُّوراءُّهللاُّ‬
‫منتهى ) ‪.‬‬
‫وذكر أن هذه الكلمات أُنزلت فً اإلنجٌل ‪ ،‬وأن الحوارٌٌن سؤلوا عٌسى‬
‫‪-‬علٌه السالم‪ -‬عن فضل هذه الدعوات ‪ ..‬فذكر لهم من الفضٌلة والثواب لمن‬
‫قرأها فً أٌام العشر ‪ٌ-‬عنً عشر ذي الحجة‪ -‬ما ال ٌقدر على وصفه ‪.‬‬
‫اهـ ‪ :‬القرطاس ‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫التكبٌرُّفًُّعشرُّذيُّالحجة ُّ‬

‫‪ ‬روى اإلمام أحمد والطبرانً عن ابن عمر ‪-‬رضً هللا عنهما‪ -‬قال ‪ :‬قال‬
‫رسول هللا ‪-‬صلى هللا علٌه وآله وسلم‪: -‬‬
‫( ماُّمنُّأٌامُّأعظمُّعندُّهللاُّسبحانهُّوالُّأحبُّإلىُّهللاُّالعملُّفٌهنُّمنُّهذهُّ‬
‫األٌامُّالعشرُّ‪ُّ،‬فؤكثرواُّفٌهنَّ ُّمنُّالتهلٌلُّوالتكبٌرُّوالتحمٌد ) ‪.‬‬

‫‪ ‬وقد اختلؾ العلماء فً التكبٌر فً عشر ذي الحجة ‪ ،‬فعند الشافعٌة ‪ :‬أنه‬


‫ٌستحب عند رإٌة األنعام كما مر ‪ ،‬وعند الحنابلة ‪ :‬أنه ٌستحب التكبٌر ولو لم‬
‫ٌر األنعام ‪.‬‬
‫َ‬
‫_ وعبارة {كشؾ اإلقناع} لبعض علماء الحنابلة ‪ ،‬ما لفظه ‪:‬‬
‫ٌر‬
‫وفً األضحى ٌبتدئ التكبٌر المطلق من ابتداء عشر ذي الحجة ‪ ،‬ولو لم َ‬
‫بهٌمة األنعام ‪ ،‬خالفا ً للشافعً ‪.‬‬
‫واستدل الحنابلة بحدٌث البخاري ‪ ،‬قال ‪ ( :‬كانُّابنُّعمرُّوأبوُّهرٌرةُّ‬
‫ٌخرجانُّإلىُّالسوقُّفًُّأٌامُّالعشرٌُّك ّبرانُّ‪ُّ،‬وٌك ّبرُّالناسُّبتكبٌرهما ) ‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫منُّنوافلُّوُّأذكارُّهذهُّالعشر ُّ‬

‫‪ ‬قال اإلمام النووي ‪-‬رحمه هللا‪ -‬فً كتابه {األذكار} ‪:‬‬


‫( واعلم أنه ٌستحب اإلكثار من األذكار فً هذه العشر زٌادة على ؼٌره ‪،‬‬
‫وٌستحب من ذلك فً ٌوم عرفة أكثر من باقً العشر ) ‪.‬‬

‫‪ ‬روي أنه صلى هللا علٌه وآله وسلم قال لسٌدتنا فاطمة فً أول ٌوم من ذي‬
‫الحجة ‪ ،‬وقال لها ‪ٌ :‬ا فاطمة ‪ :‬ص ِّل أربع ركعات تقرئً بكل ركعة بالحمد‬
‫مرّ ة ‪ ،‬واإلخالص خمسٌن مرة ‪ ،‬وعقبها تقولً ‪:‬‬
‫( سبحانُّذيُّالعِزُّالشامخُّالمنٌفُّ‪ُّ،‬سبحانُّذيُّالجاللُّالباذخُّالعظٌمُّ‪ُّ،‬‬
‫صفاُّ‪ُّ،‬‬ ‫سبحانُّذيُّالملكُّالفاخرُّالقدٌمُّ‪ُّ،‬سبحانُّمنٌُّرىُّأثرُّالنملةُّفًُّال ّ‬
‫سبحانُّمنٌُّرىُّوقعُّالطٌرُّفًُّالهوىُّ‪ُّ،‬سبحانُّمنُّهوُّهكذاُّوالُّهكذاُُّّ ُّ‬
‫اهـ الفوائد اإللهٌة ‪ُّ.‬‬ ‫ُّغٌره ) ‪.‬‬

‫‪ ‬وعن سٌدنا علً بن أبً طالب ‪-‬رضً هللا عنه وكرّ م وجهه‪ -‬عن النبً‬
‫‪-‬صلى هللا علٌه وآله وسلم‪ -‬أنه قال ‪ ( :‬إذا دخل عشر ذي ال ِحجة فج ّدوا فً‬
‫الطاعة ؛ فإنها أٌام فضّلها هللا تعالى وجعل حرمة لٌلها كحرمة نهارها ‪،‬‬
‫فمن صلى فً لٌلة من لٌالً العشر فً الثلث األخٌر أربع ركعات ‪ٌ ،‬قرأ فً‬
‫كل ركعة فاتحة الكتاب مرة ‪ ،‬وآٌة الكرسً مرة ‪ ،‬واإلخالص ثالثا ً ‪،‬‬
‫والمعوذتٌن مرة ‪ ..‬فإذا فرغ من صالته رفع ٌدٌه وقال ‪ُّ :‬‬
‫سبحانُّذيُّالعزةُّوالجبروتُّ‪ُّ،‬سبحانُّذيُّالقدرةُّوالملكوتُّ‪ُّ،‬سبحانُّالحًُّ‬
‫الذيُّالٌُّموتُّ‪ُّ،‬الُّإلهُّإالُّهوٌُّحًٌُّوٌمٌتُّ‪ُّ،‬وهوُّحًُّالٌُّموتُّ‪ُّ،‬سبحانُّ‬
‫هللاُّربُّالعبادُّوالبالدُّ‪ُّ،‬والحمدُّهللُّكثٌراًُّطٌباًُّمباركاًُّعلىُّكلُّحالُّ‪ُّ،‬هللاُّأكبرُّ‬
‫كبٌراًُّ‪ُّ،‬ربناُّهللاُّجلَُّّجاللُهُّ‪ُّ،‬وقدرتهُّبكلُّمكان ) ‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫قال الشٌخ ‪ٌ :‬عنً علمه بكل مكان ‪ ،‬ثم ٌدعو بما شاء ‪ ،‬وذكر لذلك فضالً‬
‫اهـ بتصرؾ ‪ :‬ال ُؽنٌة لإلمام الجٌالنً ‪ ،‬والفوائد اإللهٌة ‪.‬‬ ‫عظٌما ً ‪.‬‬

‫‪ ‬وروي أنه صلى هللا علٌه وآله وسلم كان ٌدعو بؤٌام العشر بعد الصبح‬
‫وقبل المؽرب بهذا الدعاء ؛ وهو ‪:‬‬
‫ُّهذاُّاألٌامُّالتًُّفضلتهاُّعلىُّغٌرهاُّمنُّاألٌامُّوشرفتهاُّ‪ُّ،‬وقدُّ‬
‫ّ‬ ‫( اللهمُّإنَّ‬
‫بلّغتهاُّبم ِّنكُّورحمتكُّ‪ُّ،‬فؤنزلُّعلٌناُّمنُّبركاتكُّ‪ُّ،‬وأسبغُّعلٌناُّفٌهاُّمنُّ‬
‫نعمائكُّ‪ُّ،‬وأنُّتهدٌناُّفٌهاُّسبٌلُّال ُهدىُّ‪ُّ،‬وترزقناُّالتقوىُّوالعفافُّوالغِنىُّ‪ُّ،‬‬
‫ّ‬
‫رناُّفٌهاُّمنُّالذنوبٌُّاُّعالمُّ‬ ‫والعملُّفٌهاُّبماُّ ُتحبُّوترضىُّ‪ُّ،‬اللهمُّط ّه‬
‫الغٌوبُّ‪ُّ،‬وأوجبُّلناُّفٌهاُّدارُّالخلودُّ‪ُّ،‬والُّتتركُّلناُّفٌهاُّذنباًُّإالُّغفرتهُّ‪ُّ،‬‬
‫ُّإالُّفرجتهُّ‪ُّ،‬والُّ َدٌناًُّإالُّقضٌتهُّ‪ُّ،‬والُّغائباًُّإالُّأعدتهُّ‪ُّ،‬والُّحاجةُّمنُّ‬
‫َ‬ ‫والُّه ّما ً‬
‫سرتهاُّ‪ُّ،‬إنكُّعلىُّكلُّشًءُّقدٌرُّ‪ُّ،‬‬ ‫حوائجُّالدنٌاُّواآلخرةُّإالُّسهلتهاُّوٌ ّ‬‫ِ‬
‫برحمتكٌُّاُّأرحمُّالراحمٌنُّ‪ُّ،‬اللهمُّصلُِّّعلىُّمحمدُّوآلُّمحمدُّالنبًُّاأل ّمًُّ‪ُّ،‬‬
‫اهـ الفوائد اإللهٌة ‪.‬‬ ‫وعلىُّآلهُّوصحبهُّ‪ُّ،‬وسلِّمُّتسلٌماًُّكثٌراًُّ) ‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫استحبابُّصومُّتسعُّذيُّالحِجة ُّ‬

‫‪ٌ ‬سن صٌام التسع األ ُ َول من شهر ذي الحجة ؛ لكونها من األشهر الحرم ‪،‬‬
‫ولكثرة ما ورد فً فضل هذه التسع وفضل العمل فٌها وفضل صومها ؛‬
‫كخبر البخاري ‪ ( :‬ماُّالعملُّفًُّأٌامُّأفضلُّمنُّالعملُّفًُّهذهُّالعشر ) قالوا‬
‫وال الجهاد ؟ قال ‪ ( :‬والُّالجهادُّ‪ُّ،‬إالُّرجلُّخرجٌُّخاطرُّبنفسهُّومالهُّ‪ُّ،‬فلمُّ‬
‫ٌرجعُّبشًء ) ‪.‬‬
‫‪ ‬ولما روى أبو عوانة فً {صحٌحه} ‪ ( :‬صٌامٌُّومُّمنهاٌُّعدلُّصٌامُّسنةُّ‪ُّ،‬‬
‫وقٌامُّلٌلةُّبقٌامُّلٌلةُّالقدر ) ‪.‬‬
‫‪ ‬وروى أبو داود وؼٌره ‪ ( :‬أنهُّصلىُّهللاُّعلٌهُّوآلهُّوسلمُُُّّّكانٌُّصومُّ‬
‫تسعُّذيُّالحجة ) ‪.‬‬
‫‪ ‬وفً {لطائؾ المعارؾ} ‪ :‬وفً المسند والسنن عن حفصة ‪ ( :‬أنَّ النبً‬
‫‪-‬صلى هللا علٌه وآله وسلم‪ -‬كان ال ٌدع صٌام عاشوراء والعشر وثالثة أٌام‬
‫من كل شهر ) ‪ .‬وفً إسناده اختالؾ ‪.‬‬
‫وروي عن بعض أزواج النبً ‪-‬صلى هللا علٌه وآله وسلم‪ -‬أن النبً ‪-‬صلى‬
‫هللا علٌه وآله وسلم‪ -‬كان ال ٌَدع صٌام تسع ذي الحجة ‪.‬‬
‫وممن كان ٌصوم العشر ‪ :‬عبد هللا بن عمر رضً هللا عنهما ‪.‬‬
‫‪ ‬وأما قول سٌدتنا عائشة ‪-‬رضً هللا عنها‪ُّ( : -‬ماُّرأٌتهُّصائماًُّفٌهُّقط )‬
‫وفً رواٌة ‪ ( :‬لمٌُّصمه ) ‪ ،‬كما فً صحٌح مسلم وسنن أبً داود ‪ ..‬فهو‬
‫نفً باعتبار علمها ‪ ،‬فال ٌعارض ما أثبته ؼٌرها ‪ ،‬ولعله ربما كان ٌتركه‬
‫لعارض كمرض أو سفر أو ؼٌرهما ‪ .‬اهـ ملخصا ً بتصرؾ ‪ :‬حاشٌة الترمسً ‪.‬‬

‫‪ ‬مسؤلة ‪ :‬لو نذر أحد صٌام أفضل أٌام السنة ‪ ..‬انصرؾ إلى هذه األٌام ؛‬
‫اهـ شرح سنن ابن ماجه لإلمام السٌوطً رحمه هللا ‪.‬‬ ‫أي تسع ذي الحجة ‪.‬‬
‫‪15‬‬
‫المفاضلةُّبٌنُّالعشرُّاألواخرُّمنُّشهرُّرمضانُّوبٌنُّعشرُّذيُّالحجة ُّ‬

‫‪ ‬الخالصةُّفًُّذلك ‪ :‬أن معتمد الشٌخ ابن حجر وكذلك الشٌخ الرملً‬


‫‪-‬رحمهم هللا‪ : -‬أن (العشر األواخر من شهر رمضان) أفضل من (العشر‬
‫األ ُ َول من ذي الحجة) لٌالًُّونهارُّاً ‪.‬‬
‫_ وقٌل‪ :‬إن (لٌالً العشر األواخر من رمضان) أفضل من (لٌالً العشر من‬
‫األول من ذي الحجة)‬
‫ذي الحجة) ؛ ألن فٌها لٌلة القدر ‪ ،‬وأن (نهار العشر َ‬
‫أفضل من نهار (العشر األواخر من رمضان) ؛ ألن فٌها ٌوم عرفة ‪.‬‬
‫اهـ ملخصا ً بتصرؾ ‪ :‬تحفة المحتاج ‪ ،‬وشروانً ‪.‬‬

‫‪ ‬فائدة ‪ :‬الذي ٌفٌده كالم النهاٌة والمؽنً وكالم الشارح هنا ‪-‬أي ابن حجر‬
‫فً التحفة‪ -‬مع ما قدمه أول كتاب الصوم ‪ :‬أن (ٌوم عرفة) أفضل األٌام‬
‫الصادقة بكل ٌوم من رمضان ‪ ،‬ال من جمٌع رمضان ‪ ،‬وال من العشر‬
‫األخٌر منه ‪ ،‬بل العشر األخٌر منه أفضل من عشر ذي الحجة ‪ .‬اهـ شروانً ‪.‬‬

‫ٌومُّالسابعُّمنُّذيُّالحجةُّ ُّ‬

‫‪ ‬وفً الٌوم السابع من ذي الحجة ‪ ،‬المسمى بٌوم (الزٌنة) (‪ ،)1‬والمسمى عند‬


‫أهل ترٌم بـ ( مدادُّمطلعُّالحطب ) ‪:‬‬
‫قد كان ٌُستؽل هذا الٌوم ألشٌاء كثٌرة ‪ ،‬على رأسها تزاور األحبة‬
‫واألصدقاء ‪ ،‬وفٌه قدٌما ‪ :‬جلب بعض الحطب من الجبال إلى البٌوت ؛ لٌكفً‬
‫أٌام العٌد ‪.‬‬

‫( ‪)1‬‬
‫سمًُّبٌومُّالزٌنةُّ؛ُّألنهمُّكانواٌُّزٌنونُّفٌهُّهوادجهمُّللسٌرُّفًُّغدٍُّ‪ُّ،‬وظاهرهُّأنُّهذاُّ‬ ‫ُّو ُ‬
‫األمرُّقدُّانقطعُُّّوهوُّكذلكُّ‪ُّ،‬فإنهُّغٌرُّموجودُّ‪ُُُُُُُُُُُُّّّّّّّّّّّّ.‬اهـُّجملُّ‪ُّ .‬‬
‫ُّ‬
‫‪16‬‬
‫فٌكون ذلك الٌوم مشحونا ً بالحٌوٌة والنشاط منذ فجره صباح (السابع) ‪.‬‬
‫فتخرج األسر فٌه ‪ ،‬وتجتمع كل أسرة بمحل مخصص ؛ أي كل أسرة لها‬
‫مكان خاص دون األخرى ‪ ،‬وٌكون ذلك من وقت العصر إلى ما ٌقارب‬
‫( ‪)1‬‬
‫منتصؾ اللٌل ‪.‬‬
‫وبعض األسر تتقدم فً هذه النزهة من الٌوم السادس من ذي الحجة ‪.‬‬
‫وتقوم األسر بشكر المولى على ما أوالها من ِنعم فً السنة كـ(زواج أو زٌادة‬
‫مولود) فتقوم بتقسٌم هداٌا لحاضري النزوالت األسرٌة ‪ ،‬متحدثة بنعم هللا‬
‫علٌها ‪.‬‬
‫كذلك فً هذا الٌوم ُتعقد جلسات التنزه والدعاء للرجال (عصراً) ‪ٌ ،‬عضدها‬
‫بعض العلماء ورجال الدٌن فً عدة أماكن ‪:‬‬
‫_ فبمنطقة النوٌدرة (الرفٌؾ) ‪ _ ،‬وبعٌدٌد حدٌثا ً (البدور) ‪.‬‬
‫كما كان قدٌما ً تمتلً الجبال بهم ‪ ،‬فتكون الجلسة طابعها االجتماعً بالشاهً‪،‬‬
‫وبعض الطرائؾ ‪ ،‬فٌما ٌستؽل بعض العلماء مناقشة بعض المسائل العلمٌة ‪.‬‬

‫(‪ُّ)1‬روىُّاألصفهانًُّفًُّ(الترغٌب)ُّعنُّسٌدناُّمعاذُّبنُّجبلُّ‪-‬رضًُّهللاُّعنه‪ُّ-‬قالُّ‪ُُّّ:‬قالُّ‬
‫رسولُّهللاُّ‪-‬صلىُّهللاُّعلٌهُّوآلهُّوسلم‪ُّ(ُّ:ُّ-‬منُّأحٌاُّاللٌالًُّالخمسُّ‪ُّ..‬وجبتُّلهُّالجنةُّ؛ُّلٌلةُّ‬
‫التروٌةُّ‪ُّ،‬ولٌلةُّعرفةُّ‪ُّ،‬ولٌلةُّالنحرُّ‪ُّ،‬ولٌلةُّالفطرُّ‪ُّ،‬ولٌلةُّالنصفُّمنُّشعبانُّ)ُّ‪ُّ ُُّّ.‬‬
‫ُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّاهـُّكنزُّالنجاحُّوالسرورُّ‪ُّ.‬‬
‫‪15‬‬
‫ٌومُّالثامنُّمنُّذيُّالحجةُّ ُّ‬

‫‪ ‬وفً الٌوم الثامن من ذي الحجة ‪ ،‬المسمى بٌوم (التروٌة) (‪ ،)1‬والمسمى‬


‫ص َُّغٌُِّّ ُِّرٌُّْن) ؛ أي عٌد األوالد الصؽار ‪ُّ :‬‬
‫عند أهل ترٌم بـ(عٌدُّال َُّ‬
‫وفٌه ٌذبح األهالً الذبائح الصؽرى ؼٌر األضاحً ‪ ،‬وٌقسمون هذه اللحوم‬
‫على أكثر أقربائهم ‪ ،‬وخاصة البنات المتزوجات ببٌوت أخرى ‪.‬‬
‫وفً اللٌل ٌؤتون بـ(ال َكزاب) والحلوى وٌسمرون علٌها مع األطفال ‪.‬‬
‫وٌُخصص هذا الٌوم لمتطلبات األطفال وعٌدهم قبل العٌد العامة ؛ ألن عقبه‬
‫سوؾ ٌتفرغ الكبار بالتقرب للمولى بالصٌام والعبادة من قراءة وؼٌرها ‪.‬‬

‫‪ ‬ومن كالم الحبٌب العارؾ باهلل عبدُّالقادرُّبنُّأحمدُّالسقاف ‪-‬رضً هللا‬


‫عنه‪ ، -‬قال ‪:‬‬
‫( أهلنا ماذا كان من شؤنهم ‪ ..‬كان ٌوم العٌد والثالثة األٌام ‪ ،‬وٌوم الوقوؾ ‪،‬‬
‫وما قبله فً ٌوم المشعر الحرام ٌسمونه (ٌوم المزدلفة) ٌكرمون ذلك الٌوم‬
‫الحرام وهو عاده أال الٌوم الثامن ‪ ،‬ثم ٌؤتً الٌوم التاسع ٌوم العٌد ‪..‬‬
‫فٌعظمونه وٌكرمونه أكثر وأكثر ‪ ،‬وحتى كانوا ٌوم السابع ٌجعلون له حرمة‪،‬‬ ‫ّ‬
‫وٌجعلون له تعظٌم‪ ،‬وٌجعلون له إكرام ‪ ،‬كل ذلك لتعظٌم هذه الشعائر ‪.‬‬
‫ثم كانوا ٌحافظون على األوامر النبوٌة ‪ ،‬كان الواحد ٌحافظ على رأسه فال‬
‫ٌحلقه إال بعد العشر ‪ ،‬وال ٌحلق شاربه إال بعد العشر ‪ ،‬وال ٌحرك شً من‬
‫شعره ؛ حرصا ً على أن تدخل الضمانة فً تحرٌم الشعر على النار وتحرٌم‬
‫الظفر على النار ‪ ،‬حتى ٌكون ذلك الٌوم وٌتشبّهون بالحجٌج فً ذلك الٌوم ؛‬
‫اهـ مجموع كالمه ‪.‬‬ ‫إكراما ً ) ‪.‬‬
‫( ‪)1‬‬
‫سمًُّبٌومُّالتروٌةُّ؛ُّألنهمٌُّتروونُّفٌهُّالماءُّ؛ُّأيٌُّحملونهُّمعهمُّمنُّمكةُّلٌستعملوهُّ‬ ‫ُّو ُ‬
‫فرُّعرفاتُّشرباًُّوغٌرهُّ؛ُّلقلتهُّإذُّذاكُّبتلكُّاألماكنُّ‪ُّ،‬وهذاُّبحسبُّماُّكانُّ‪ُّ،‬وأماُّالٌومُّففٌهاُّ‬
‫الماءُّكثٌرُّ‪ُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّ.‬اهـُّحاشٌتًُّالبجٌرمًُّوالجملُّ‪ُُُُّّّّ.‬‬
‫‪18‬‬
‫‪ ‬مسؤلةُّ‪ٌُّ:‬سن صٌام ٌوم الثامن من عشر ذي الحجة ؛ احتٌاطا ً ؛ ألنه ربما‬
‫ٌكون هو التاسع فً الواقع ‪ ،‬بل ٌتؤكد صوم التسع األ ُ َول من ذي الحجة ؛‬
‫ألنه ‪-‬صلى هللا علٌه وآله وسلم‪ -‬كان ٌصومها ‪.‬‬
‫فعُلم أن صوم الثامن مطلوبٌ من ثالث جهات ‪:‬‬
‫ُّجهةُّ‪ُّ:‬االحتٌاط ‪ ،‬وجهةُّ‪ُّ:‬كونه من العشر ‪ ،‬وجهةُّ‪ُّ:‬كونه من شهر حرام؛‬
‫إذا األشهر ال ُحرُم ٌسن صومها ‪ ،‬بل هً أفضل الشهور للصوم بعد رمضان‪.‬‬
‫اهـ ملخصا ً بتصرؾ ‪ :‬فتح العالم ‪.‬‬

‫لٌلةُّالتاسعُّمنُّذيُّالحجةُّ ُّ‬

‫‪ ‬وفً لٌلة التاسع ‪ُ :‬تقام وقفة الحبٌب العالمة علًُّبنُّحسنُّالعطاس‬


‫‪-‬رضً هللا عنه‪ -‬فً مشهده المعروؾ ‪ ،‬وتبدأ من قبل المؽرب ‪ ،‬بحضور‬
‫بعض المناصب واألعٌان ‪ ،‬وٌتم استقبالهم بالطٌران والمواخذ ‪ ،‬ثم ٌتوجهون‬
‫إلى قبة الحبٌب علً بن حسن ‪ ،‬وٌزورون وٌقرأون سورة (ٌس) ‪ ،‬وٌنشد‬
‫أحد الحاضرٌن ‪ ،‬و ُترتب فاتحة ‪ ،‬وبعد صالة المؽرب ٌتوجهوا إلى مقام‬
‫الحبٌب علً بن حسن ‪ٌ ،‬قرأون الراتب ‪ ،‬وٌتناولون بركة العشاء ‪.‬‬
‫وبعد صالة العشاء ٌقرأون مولد (الدٌبعً) ‪ ،‬وٌتبارك من حضر من الدعاة‬
‫والعلماء بالوعظ ‪ ،‬وؼٌر ذلك ‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫ٌومُّعرفة ُّ‬

‫‪ ‬وفً صبح ٌوم (عرفة) التاسع من ذي الحجة ‪ٌُ ،‬قام مولد بعد صالة الفجر‬
‫فً مسجد المحضار ‪ٌ ،‬قرإونه الحداة من آل باحرمً ‪.‬‬
‫وكذلك فً نفس الوقت ٌُقام مولد فً مسجد سٌدنا أحمد بن الفقٌه المقدم ‪،‬‬
‫ٌقرإونه آل باؼرٌب ‪.‬‬
‫‪ ‬وفً عصر ٌوم عرفة ‪ٌ ،‬خرج الرجال إلى محالت التعرٌؾ ؛ التً‬
‫ٌتشبهون فٌها بؤهل عرفات ‪ ،‬للقراءة والتذكٌر واإلفطار وصالة المؽرب ‪ ،‬ثم‬
‫كال ٌذهب إلى بٌته ‪ ،‬وذلك ‪-‬أي محالت التعرٌؾ‪ -‬فً محلٌن ‪:‬‬
‫• أولهما و أقدمهما ‪ :‬بـ(الخلٌؾ) أصل مدٌنة ترٌم ‪ ،‬فً محل ٌُسمى‬
‫بـ(الؽٌٌلة) ‪ ،‬قرب مسجد اإلمام عبد الرحمن السقاؾ المسمى بـ(سوٌة) ‪.‬‬
‫• والثانً ‪ :‬فً منطقة (خٌلة) قرب مسجدها ‪ ،‬والذي عُمر أخٌراً فؤصبح‬
‫جامعا ً ‪ ،‬وأؼلب الناس ٌذهبون إلى خٌلة ‪.‬‬
‫وفً ذلك أدلة شرعٌة ٌإٌدها فعل العلماء والمربٌن عالمٌا ً ‪ ،‬وهنالك مإلفات‬
‫( ‪)1‬‬
‫بهذا الشؤن ‪ ..‬فلٌنظرها من شاء ‪.‬‬

‫(‪ُّ)1‬قالُّسٌدناُّالحسنُّالبصريُّ‪-‬رحمهُّهللا‪ُّ:ُّ-‬أولُّمنُّصنعُّذلكُّ‪ٌ-‬عنًُّالتعرٌف‪ُّ:ُّ-‬ابنُّعباسُّ‬
‫رضًُّهللاُّعنهماُّ‪ُُُُُُُُُُُُّّّّّّّّّّّّ.‬اهـُّسننُّالبٌهقًُّ‪ُّ .‬‬
‫وقالُّأبوُّعوانةُّ‪ُّ:‬رأٌتُّالحسنُّالبصريٌُّومُّعرفةُّبعدُّالعصرُّجلسُّفدعاُّوذكرُّهللاُّعزُّوجلُّ‬
‫فاجتمعُّالناسُّ‪ُُُُُُُُُُُُُُّّّّّّّّّّّّّّ.‬اهـُّسننُّالبٌهقًُّ‪ُّ .‬‬
‫سئلُّاإلمامُّأحمدُّبنُّحنبلُّ‪-‬رحمهُّهللا‪ُّ-‬عنُّالتعرٌفُّفًُّاألمصارٌُّجتمعونُّفًُّالمساجدٌُّومُّ‬ ‫و ُ‬
‫عرفةُّ‪ُّ..‬فقالُّ‪ُّ:‬أرجوُّأنُّالٌُّكونُّبهُّبؤسُّوفعلهُّغٌرُّواحدُّ؛ُّالحسنُّ‪ُّ،‬وبكرُّبنُّعبدُّهللاُّ‪ُّ،‬‬
‫وثابتُّ‪ُّ،‬ومحمدُّبنُّواسعُّ‪ُّ،‬كانواٌُّشهدونُّالمسجدٌُّومُّعرفةُّ‪ُُُُُُُّّّّّّّ.‬اهـُّسٌرُّأعالمُّالنبالءُّ‪.‬‬
‫‪2٣‬‬
‫‪ ‬وفً مساء لٌلة العٌد ‪ ،‬والتً ٌسموها أهل ترٌم بـ(الحٌا) (‪ ،)1‬وقد أشادت‬
‫السنة النبوٌة بإحٌائها ‪:‬‬
‫ٌخرجون ؛ إلحٌاء لٌلة العٌد ‪ ،‬كالً فً مسجده ‪ ،‬حٌث تشنؾ األسماع‬
‫بقراءة‪ ،‬وتالوة القرآن الكرٌم ‪ ،‬وذلك فً آخر اللٌل ؛ لتكون القراءة بتدبر‬
‫وتخشع ‪.‬‬

‫‪ ‬وصالة العٌد تكون فً عد ٍد من المساجد ‪ ،‬أكبرها وأشهرها ‪ :‬صالة العٌد‬


‫بـ(الجبانة) مصلى العٌد والجنائز بترٌم ‪.‬‬
‫وبعد الصالة ٌزور البعض أقاربهم فً المقابر ممن توفاهم هللا تعالى ؛‬
‫لالعتبار والتذكٌر باآلخرة ‪.‬‬
‫وبعد الزٌارة ٌبدأ الناس بزٌارة أقاربهم ومحبٌهم ‪ ،‬بما ٌُسمى (ُّالعوادُّ‬
‫الخاص ) ‪.‬‬
‫ثم ُتذبح سنة التضحٌة ‪ ،‬والصدقة على المحتاجٌن ‪.‬‬

‫(‪ُّ)1‬و ٌُطلقُّعلٌهاُّ(لٌلةُّجمع)ُّكماُّالحدٌثُّ؛ُّأيُّلٌلةُّالمزدلفةُّوهًُّلٌلةُّالعٌدُّ‪ُّ،‬وسمٌتُّلٌلةُّ‬
‫جمعُّ؛ُّألنهُّ ٌُجمعُّصلواتهاُّ‪ُُُُُُُُُُُُُُّّّّّّّّّّّّّّ.‬اهـُّفٌضُّالقدٌرُّ‪.‬‬
‫‪21‬‬
‫دعاءُّلٌلةُّعرفةُّوٌومها ُّ‬

‫‪ ‬قال اإلمام النووي ‪-‬رحمه هللا‪ -‬فً كتابه {األذكار} ‪:‬‬


‫( واعلم أنه ٌستحب اإلكثار من األذكار فً هذه العشر زٌادة على ؼٌره ‪،‬‬
‫وٌستحب من ذلك فً ٌوم عرفة أكثر من باقً العشر ) ‪.‬‬

‫‪ ‬جاء فً المجالسة وجواهر العلم للدنٌوري المالكً ‪ :‬حدثتنً أم الفٌض ‪،‬‬


‫أنها سمعت ابن مسعود ‪-‬رضً هللا عنه‪ ، -‬عن النبً ‪-‬صلى هللا علٌه وآله‬
‫ت لٌل َة عرفة ألؾ مرة ‪ ..‬لم ٌسؤل هللا شٌئا ً إال‬
‫وسلم‪ -‬قال ‪ :‬من قال العشر كلما ٍ‬
‫أعطاه إٌاه‪ ،‬إال قطٌعة رحم أو مؤثم ‪:‬‬
‫شهُّ‪ُّ،‬سبحانُّالذيُّفًُّاألرضُّ َموطِ ُئ ُهُّ‪ُّ،‬‬
‫( سبحانُّالذيُّفًُّالسماءُّعر ُ‬
‫سلطانهُّ‪ُّ،‬سبحانُّ‬ ‫سبحانُّالذيُّفًُّالبحرُّسبٌلُهُّ‪ُّ،‬سبحانُّالذيُّفًُّالسماءُّ ُ‬
‫الذيُّفًُّالجنةُّرحم ُتهُّ‪ُّ،‬سبحانُّالذيُّفًُّالهواءُّروحهُّ‪ُّ،‬سبحانُّالذيُّفًُّ‬
‫النجومُّقضاإهُّ‪ُّ،‬سبحانُّالذيُّرفعُّالسماءُّ‪ُّ،‬سبحانُّالذيُّوضعُّاألرضُّ‪ُّ،‬‬
‫اهـ مجربات الصالحٌن ‪.‬‬ ‫سبحانُّالذيُّالُّملجؤُّمنهُّإالُّإلٌه ) ‪.‬‬

‫‪ ‬وروى الترمذي وؼٌره عن رسول هللا ‪-‬صلى هللا علٌه وآله وسلم‪ -‬أنه قال‪:‬‬
‫قلت أنا والنبٌون من قبلً ‪ُُُُُُُُُُُُُُُُُّّّّّّّّّّّّّّّّّ :‬‬‫( أفضل الدعاء ٌوم عرفة ‪ ،‬وأفضل ما ُ‬
‫ُّشًءُّ‬
‫ٍ‬ ‫الُّإلهُّإالُّهللاُّوحد ُهُّالُّشرٌكُّلهُّ‪ُّ،‬ل ُهُّال ُمل ُكُّولهُّالحمدُُّ‪ُّ،‬وهوُّعلىُّكل ِّ‬
‫قدٌر ) ‪.‬‬
‫‪ ‬وفً كتاب الترمذي عن سٌدنا علً ‪-‬رضً هللا عنه‪ -‬قال ‪ :‬أكث ُر ما دعا به‬
‫النبً ‪-‬صلى هللا علٌه وآله وسلم‪ٌ -‬وم عرفة فً الموقؾ ‪:‬‬
‫( اللهمُّل َكُّالحمدُُّكالذيُّنقولُُّ‪ُّ،‬وخٌراًُّمماُّنقولُّ‪ُّ،‬اللهمُّلكُّصالتًُّو ُنسكً‪ُّ،‬‬
‫ومحٌايُّومماتًُّ‪ُّ،‬وإلٌ َكُّمآبًُّ‪ُّ،‬ولكُّربًُّ ُتراثًُّ‪ُّ،‬اللهمُّإنًُّأعوذُّب َكُّمنُّ‬
‫َ‬
‫‪22‬‬
‫ُّمنُّشرُّماُّ‬
‫َّ‬ ‫عذابُّالقبرُّووسوسةُّالصدرُّوشتاتُّاألمرُّ‪ُّ،‬اللهمُّإنًُّأعو ُذُّب َك‬
‫تجً ُءُّبهُّالرٌ ُحُّ) ‪.‬‬

‫‪ ‬وروى البٌهقً ‪ :‬أنه صلى هللا علٌه وآله وسلم قال ‪ :‬ما من مسلم ٌقؾ‬
‫عشٌة عرفة ‪ ،‬فٌستقبل القبلة بوجهه ‪ ،‬ثم ٌقول ‪:‬‬
‫( الُّإلهُّإالُّهللاُّوحد ُهُّالُّشرٌكُّلهُّ‪ُّ،‬ل ُهُّال ُملكُّ‪ُّ،‬ولهُّالحمدُّ‪ُّ،‬وهوُّعلىُّكلُّ‬
‫شًءُّقدٌر ) مائة مرة ‪ ،‬ثم ٌقول ‪ ( :‬اللهمُّصلُِّّعلىُّمحمدُّوآلُّمحمدُّ‪ُّ،‬كماُّ‬ ‫ٍ‬
‫صلٌتُّعلىُّإبراهٌمُّوعلىُّآلُّإبراهٌمُّ‪ُّ،‬إنكُّحمٌدُّمجٌد ) مائة مرة ‪،‬‬
‫ثم سورة (اإلخالص) مائة مرة ‪ ..‬إال قال هللا تعالى ‪ٌ :‬ا مالئكتً ‪ ،‬ما جزاء‬
‫ؼفرت له وش ّفعته ‪ ،‬ولو سؤلنً ‪ ..‬لش ّفعته فً أهل‬ ‫ُ‬ ‫شه ُدكم أنً قد‬ ‫ُ‬
‫عبدي هذا ؟ أ ِ‬
‫الموقؾ ‪.‬‬
‫_ قال الكردي ‪ :‬قوله علٌه الصالة والسالم ( أفض ُل الدعاء ٌوم عرفة ‪،‬‬
‫وأفضل ما ُ‬
‫قلت ‪ :‬ال إله إال هللا وحدهُ ‪ ) ...‬إلخ ؛ أي بعرفة وؼٌرها ‪ ،‬كما ٌدل‬
‫علٌه حذؾ الظرؾ ‪ ،‬وٌُحتمل ‪ :‬أنه قٌ ٌد فٌه ؛ ألن األصل ‪ :‬تشارك‬
‫اهـ بؽٌة المسترشدٌن ‪.‬‬ ‫المتعاطفات فً القٌد ‪ ،‬واألول أقرب ‪.‬‬

‫حدٌث عن ابن عباس ‪-‬رضً هللا‬ ‫ٌ‬ ‫‪ ‬وفً كتاب (الدعوات للمستؽفري)‬
‫عنهما‪ ( : -‬منُّقرأُّقلُّهوُّهللاُّأحدُُّّألفُّمرةُّفًٌُّومُّعرفةُّ‪ُّ..‬أُعطًُّماُُّّ‬
‫اهـ كنز النجاح والسرور ‪.‬‬ ‫سؤل ) ‪.‬‬

‫‪ ‬ومن دعوات الحبٌب محمدُّبنُّهاديُّالسقاف ‪-‬رضً هللا عنه‪: -‬‬


‫( اللهمُّبحقُّصائمًٌُّومُّعرفةُّ‪ُّ،‬وبحقُّأهلُّعرفةُّ‪ُّ،‬الُّتحرمنًُّثوابُُّّ‬
‫عرفة ) ‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫‪ ‬ومن كالم الحبٌب عبدُّالباريُّبنُّشٌخُّالعٌدروس ‪-‬رضً هللا عنه‪ ، -‬قال‬
‫فً التاسع من ذي الحجة ‪ ،‬سنة ‪1355‬هـ ‪:‬‬
‫هذه الصالة العظٌمة ؛ وهً ‪:‬‬
‫ُّعلىُّسٌدناُّمحمدُّماُّاتصلتُّالعٌونُّبالنظرُّ‪ُّ،‬وتزخرفتُّ‬
‫ُُّ‬ ‫( اللهمُّصل ِّ‬
‫جُّحاجُُّّواعتمرُّ‪ُّ،‬ول ّبىُّوحلَقُّ َ‬
‫ونحرُّ‪ُّ،‬وطافُّ‬ ‫األرضونُّبوابلُّبالمطرُّ‪ُّ،‬وح َُّّ‬
‫بالبٌتُّالعتٌقُّوق ّبلُّالحجرُّ‪ُّ،‬وعلىُّآلهُّوصحبهُّوسلِّم )‬
‫ال ٌتركونها السلؾ ‪ ،‬والسٌما فً مثل هذا الٌوم ‪ٌ ..‬كثرون منها ‪ ،‬وعلى‬
‫الدوام ٌؤتون بها فً ابتداء دعائهم ‪ ،‬كان الوالد حسن بن محمد بن إبراهٌم‬
‫بلفقٌه مواظبا ً علٌها ‪ ،‬وٌؤتً بها أول دعائه ‪ ،‬والصالة على النبً ‪-‬صلى هللا‬
‫اهـ فٌض الكإوس صـ‪. 139‬‬ ‫علٌه وآله وسلم‪ -‬شٌخ من ال له شٌخ ) ‪.‬‬

‫‪ ‬وهنالك دعاء مطوّ ل لعرفة منسوب لسٌدنا اإلمام علًُّزٌنُّالعابدٌن‬


‫‪-‬رضً هللا عنه‪ -‬كما هو مذكور فً (الصحٌفة السجادٌة) ‪.‬‬
‫وكذلك دعاء آخر للحبٌب علًُّبنُّمحمدُّالحبشًُّ‪-‬رضً هللا عنه‪.. -‬‬
‫فاطلبهما ‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫فوائدُّمتعلقةُّبٌومُّعرفة ُّ‬

‫‪ ‬عن سٌدتنا عائشة ‪-‬رضً هللا عنها‪ -‬أن رسول هللا ‪-‬صلى هللا علٌه وآله‬
‫وسلم‪ -‬قال ‪ ( :‬ماُّمنٌُّومُّأكثرُّمنُّأنٌُّعتقُّهللاُّفٌهُّعبداًُّمنُّالنارُُّّمنٌُّومُّ‬
‫عرفةُّ‪ُّ،‬وإنهُّلٌدنوُّ‪ُّ،‬ثمٌُّباهًُّبهمُّالمالئكةُّ‪ُّ،‬فٌقول‪ُّ:‬ماُّأرادُّهإالء ) ‪.‬‬
‫وسُئل صلى هللا علٌه وآله وسلم عن صوم عرفة ؟ فقال ‪ٌ ( :‬ك ّفر السنة‬
‫الماضٌة والباقٌة ) قال‪ :‬وسُئل عن صوم ٌوم عاشوراء ؟ فقال ‪ٌُ ( :‬ك ّفر السنة‬
‫رواه مسلم ‪.‬‬ ‫الماضٌة ) ‪.‬‬
‫‪ ‬وإنما كان عرفة بسنتٌن وعاشوراء بسنة ؛ ألنَّ األول محمدي ‪ ،‬والثانً‬
‫ٌوم موسوي ‪ ،‬ونبٌنا ‪-‬صلى هللا علٌه وآله وسلم‪ -‬أفضل األنبٌاء ‪-‬صالة هللا‬
‫وسالمه علٌهم أجمعٌن‪ -‬فكان ٌومه بسنتٌن ‪.‬‬
‫وفً (الشوبري) ‪ :‬أن تاسوعاء ٌُك ّفر سنة أٌضا ً كعاشوراء ‪.‬‬
‫اهـ فتوحات الوهاب ‪.‬‬

‫‪ ‬فائدةُّ‪ :‬سُئل الحبٌب عبدُّهللاُّبنُّمحسنُّالعطاس ‪-‬رضً هللا عنه‪ : -‬هل‬


‫األفضل ٌوم عرفة أو لٌلة القدر ؟ فقال رضً هللا عنه ‪ٌ :‬وم عرفة أفضل ؛‬
‫ألنَّ الوقوؾ ركن من أركان الحج ‪ ،‬والحج ركن من أركان اإلسالم ‪ ،‬وأما‬
‫لٌلة القدر ‪ ..‬ففضلها محصور فً ألؾ شهر ‪ .‬اهـ مجموع كالمه صـ‪. 9٣‬‬

‫‪ ‬مسؤلةُّ‪ٌُ :‬سن صٌام ٌوم عرفة ؛ ألنه ٌُك ّفر ذنوب السنة المتقدمة ‪ ،‬وٌعصم‬
‫‪-‬أي ٌحفظ‪ -‬من الذنب فً السنة التً بعده ‪ ،‬وإنما ٌُسن صٌامه لؽٌر الحاج ؛‬
‫أما هو ‪ ..‬فٌسن له فطره سواء أضعفه الصوم أم ال ‪ ،‬فإن صامه ‪ ..‬فصومه‬
‫خالؾ األولى ‪.‬‬
‫قال سٌدنا ابن عباس ‪-‬رضً هللا عنهما‪ : -‬هذه بشرى بحٌاة سنة مستقبلة لمن‬
‫اهـ ملخصا ً بتصرؾ ‪ :‬ترمسً ‪ ،‬وإفادة السادة العمد ‪.‬‬ ‫صامه ‪.‬‬
‫‪25‬‬
‫‪ ‬فائدةُّ‪ٌ :‬وم عرفة أفضل أٌام السنة ؛ أي حتى من ٌوم من أٌام رمضان ‪،‬‬
‫ال من جمٌعه ‪ ،‬وال من العشر األخٌر منه ‪ ،‬ودلٌل أفضلٌته ‪ :‬أن صومه ٌك ّفر‬
‫سنتٌن ‪ ،‬وأنَّ الدعاء فٌه أفضل منه فً ؼٌره ‪.‬‬
‫_ والحاصل ‪ :‬أن أفضل األٌام عندنا ‪ٌ :‬وم عرفة ‪ ،‬ثم ٌوم الجمعة ‪ ،‬ثم ٌوم‬
‫عٌد األضحى ‪ ،‬ثم عٌد الفطر ‪.‬‬
‫وأفضل اللٌالً عندنا ‪ :‬لٌلة المولد الشرٌؾ ‪ ،‬ثم لٌلة القدر ‪ ،‬ثم لٌلة الجمعة‪،‬‬
‫ثم لٌلة اإلسراء ‪ ،‬وهذا بالنسبة لنا ‪ ،‬وأما بالنسبة له صلى هللا علٌه وآله وسلم‬
‫فلٌلة اإلسراء أفضل اللٌالً ؛ ألنه رأى ربه بعٌنً رأسه على الصحٌح ‪.‬‬
‫اهـ باجوري ‪ ،‬وإفادة السادة العمد ‪.‬‬

‫‪ ‬فائدةُّ‪ :‬سُمٌّت األرض التً ٌجب الوقوؾ فٌها بـ(عرفات) ؛ ألنَّ سٌدنا آدم‬
‫وأمنا حواء تعارفا فٌها حٌن هبطا من الجنة ‪ ،‬ونزل بالهند ونزلت بج ّدة ‪.‬‬
‫وقٌل ‪ :‬إن سٌدنا جبرٌل لما عرّ ؾ سٌدنا إبراهٌم مناسك الحج ‪ ،‬وبلػ الشعب‬
‫األوسط الذي هو موقؾ اإلمام ‪ ..‬قال له‪ :‬أعرفت ؟ قال‪ :‬نعم ‪ ،‬فسمٌت‬
‫عرفات ‪ ،‬وكان قد أتاها مرة قبل ذلك ‪.‬‬
‫وقٌل إنما سُمٌت بذلك ؛ من قولهم ‪ :‬عرفت المكان ؛ إذا طٌبته ‪ ،‬ومنه قوله‬
‫الجنةُّعرفهاُّلهم) ؛ أي طٌّبها لهم ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫تعالى ‪( :‬‬
‫اهـ ملخصا ً بتصرؾ ‪ :‬سطا ‪ ،‬وتحفة الحبٌب ‪.‬‬

‫‪ ‬فائدةُّ‪ :‬الفرق بٌن (عرفة) و(عرفات) ‪ :‬أن عرفة ‪ :‬هو الوقت الذي ٌصح‬
‫فٌه الوقوؾ بعرفة ؛ وهو ما بٌن زوال شمس ٌوم التاسع إلى فجر ٌوم‬
‫العاشر ‪ ،‬وأما عرفات ‪ :‬فهو نفس الوادي ‪-‬أي موضع موقؾ الحجٌج‪. -‬‬
‫اهـ الفوائد الشاطرٌة ‪ ،‬وترمسً ‪ ،‬والكنز المدفون صـ‪. 3٣8‬‬

‫‪26‬‬
‫‪ ‬فائدةُّ‪ :‬اخ ُتلؾ فً ٌوم الحج األكبر ‪ ،‬فقٌل ‪ :‬إنه ٌوم النحر وهو المعتمد ‪،‬‬
‫وقٌل‪ٌ :‬وم عرفة مطلقا ً ‪ ،‬وقٌل هو ٌوم عرفة إذا وافق ٌوم الجمعة ‪.‬‬
‫اهـ الفوائد الشاطرٌة ‪.‬‬

‫ُ‬
‫سمعت سفٌان الثوري ٌقول ‪:‬‬ ‫(فائدة) قال الخلٌل بن أحمد ‪:‬‬
‫ُ‬
‫فقلت‬ ‫ُ‬
‫قدمت مكة ‪ ،‬فإذا أنا بؤبً عبد هللا جعفر بن محمد قد أناخ باألبطح ‪،‬‬
‫ٌا ابن رسول هللا ؛ لِ َم جعل الموقؾ من وراء الحرم ‪ ،‬ولم ٌصٌر فً المشعر‬
‫الحرام ؟‬
‫فقال ‪ :‬الكعبة بٌت هللا ‪ ،‬والحرم حجابه ‪ ،‬والموقؾ بابه ‪ ،‬فلما قصده‬
‫الوافدون ‪ ،‬أوقفهم بالباب ٌتضرعون ‪ ،‬فلما أذن لهم بالدخول ‪ ..‬أدناهم من‬
‫الباب الثانً وهو المزدلفة ‪ ،‬فلما نظر إلى كثرة تضرعهم ‪ ،‬وطول اجتهادهم‬
‫‪ ..‬رحمهم ‪ ،‬وأمرهم بتقرٌب قربانهم ‪ ،‬فلما قرّ بوا قربانهم ‪ ،‬وقضوا تفثهم ‪،‬‬
‫وتطهروا من الذنوب التً كانت حجابا ً بٌنه وبٌنهم ‪ ..‬أمرهم بزٌارة بٌته على‬
‫طهارة ‪.‬‬
‫قال ‪َ :‬فلِم كره الصوم أٌام التشرٌق ؟ قال ‪ :‬ألنهم فً ضٌافة هللا ‪ ،‬وال ٌجب‬
‫على الضٌؾ أن ٌصوم عند من أضافه ‪.‬‬
‫ُ‬
‫جعلت فداك ‪ ،‬فما بال الناس ٌتعلقون بؤستار الكعبة ‪ ،‬وهً خرق ال‬ ‫ُ‬
‫قلت ‪:‬‬
‫تنفع شٌئا ً ؟‬
‫قال ‪ :‬ذاك مثل رجل بٌنه وبٌن رجل جرم ‪ ،‬فهو ٌتعلق به ‪ ،‬وٌطوؾ حوله ‪،‬‬
‫اهـ سٌر أعالم النبالء ‪.‬‬ ‫رجاء أن ٌهب له ذلك ذاك الجرم ‪.‬‬

‫جئت إلى سفٌان الثوري {عشٌة عرفة} وهو‬ ‫ُ‬ ‫(فائدة) قال ابن المبارك ‪:‬‬
‫فقلت له ‪ :‬من أسوأ هذا الجمع حاالً ؟‬
‫ُ‬ ‫جاث على ركبتٌه وعٌناه تهمالن ‪،‬‬
‫اهـ ‪ :‬لطائؾ المعارؾ ‪.‬‬ ‫قال ‪ :‬الذي ٌظن أنَّ هللا ال ٌؽفر لهم ‪.‬‬
‫‪25‬‬
‫(فائدة) أخرج الدارقطنً فً األفراد عن ابن عباس ‪-‬رضً هللا عنهما‪-‬‬
‫مرفوعا ً ‪ٌ ( :‬جتمع الخضر وإلٌاس كل عام فً الموسم ‪ ،‬فٌحلق كل منهما‬
‫رأس صاحبه ‪ ،‬وٌفترقان عن هإالء الكلمات ‪ :‬باسمُّهللاُّماُّشاءُّهللاُّالٌُّسوقُّ‬
‫الخٌرُّإالُّهللاُّ‪ُّ،‬باسمُّهللاُّماُّشاءُّهللاُّالٌُّصرفُّالسوءُّإالُّهللاُّ‪ُّ،‬باسمُّهللاُُُُُُُُُُُّّّّّّّّّّّ‬
‫ماُّشاءُّهللاُّماُّكانُّمنُّنعمةُّفمنُّهللاُّ‪ُّ،‬باسمُّهللاُّماُّشاءُّهللاُّالُّحولُّوالُّقوةُّ‬
‫إالُّباهللُّ) ‪ ،‬فمن قالها حٌن ٌصبح وحٌن ٌمسً {ثالث مرات} ‪ ..‬عوفً من‬
‫السرق والحرق والؽرق ‪ ،‬وأحسبه قال ‪ :‬ومن السلطان والشٌطان والحٌة‬
‫اهـ فٌض القدٌر ‪ ،‬ومجربات الصالحٌن ‪.‬‬ ‫والعقرب ‪.‬‬

‫(فائدة) ُنقل عن ابن الجوزي ‪-‬رحمه هللا‪ : -‬أنَّ جبل عرفات هو أول‬
‫موطن لإلنسان ‪ ،‬أخذاً من قوله تعالى ‪ ( :‬وإذُّأخ َذُّرب َكُّمنُّبنًُّآدمُّمنُّ‬
‫ُ‬
‫مُّألستُّبر ِّبكم ) ‪ ...‬اآلٌة ‪.‬‬ ‫ظهورهمُّ ُذ ِّر ٌَّ َت ُهمُّوأشه َدهُمُّعلىُّأنفُسِ ِه‬
‫حٌث فُسرت بؤن ذلك العهد كان بعرفة وداي نعمان ‪ ،‬ولذلك كان ٌشتاق‬
‫الناس إلٌه كثٌراً ؛ ألنَّ النفس أبداً تمٌل إلى حبّ الوطن األول ‪.‬‬
‫اهـ النفحات المكٌة ج‪. 1‬‬

‫‪28‬‬
‫إذاُّوافقُّعرفةٌُّومُّجمعة‬

‫ٌكره إفراد ٌوم الجمعة بالصوم ؛ ألنه ٌحصل بسببه ؼالبا ً ضعؾ عن‬
‫األعمال المطلوبة فً ذلك الٌوم ‪ ،‬فإن لم ٌفرده ؛ بؤن صام ٌوما ً قبله أو ٌوما ً‬
‫بعده ‪ ..‬فال كراهة ؛ ألن ذلك ٌجبر ما ٌحصل من الضعؾ ‪.‬‬
‫ُّتنبٌهُّ‪ُّ:‬محل كراهة إفراد صوم ٌوم الجمعة حٌث ال سبب ‪ ،‬أما إذا وجد‬
‫سبب ؛ كؤن وافق ٌو َمُّعرفة ‪ ،‬أو ٌوم عاشوراء ‪ ،‬أو ٌوم صومه فٌمن ٌصوم‬
‫ٌوما ً وٌفطر ٌوما ً ‪ ،‬أو صامه عن قضاء أو نذر ‪ ..‬فالُّكراهةُّحٌنئذُّ‪ُّ .‬‬
‫اهـ ملخصا ً بتصرؾ ‪ :‬فتح العالم ‪.‬‬

‫(فائدة) قٌل ‪ :‬إذا وافق ٌوم الجمعة ٌوم عرفة ‪ ..‬ؼفر هللا تعالى لكل أهل‬
‫الموقؾ ؛ أي بال واسطة ‪ ،‬وؼٌر ٌوم الجمعة بواسطة ؛ أي ٌهب مسٌئهم‬
‫اهـ مؽنً المحتاج ‪.‬‬ ‫لمحسنهم ‪.‬‬

‫(فائدة) ذكر فً (زاد المعاد) ‪ :‬مزٌة وقفة الجمعة ٌوم عرفة ‪:‬‬
‫قٌل ‪ :‬ذهب بعض العلماء إلى تفضٌل ٌوم الجمعة على عرفة ‪ ،‬ولهذا كان‬
‫لوقفة الجمعة ٌوم عرفة مزٌة على سائر األٌام من وجوه متعددة ‪:‬‬
‫أحدهاُّ‪ :‬اجتماع الٌومٌن اللذٌن هما أفضل األٌام ‪.‬‬
‫الثانً ‪ :‬أنه الٌوم الذي فٌه ساعة محققة اإلجابة ‪ ،‬وأكثر األقوال أنها آخر‬
‫ساعة بعد العصر ‪ ،‬وأهل الموقؾ كلهم إذ ذاك واقفون للدعاء والتضرع ‪.‬‬
‫الثالثُّ‪ :‬موافقته لٌوم وقفة رسول هللا ‪-‬صلى هللا علٌه وآله وسلم‪. -‬‬
‫الرابع ‪ :‬أنَّ فٌه اجتماع الخالئق من أقطار األرض للخطبة وصالة الجمعة‪،‬‬
‫وٌوافق ذلك اجتماع أهل عرفة ٌوم عرفة بعرفة ‪ ،‬فٌحصل من اجتماع‬

‫‪29‬‬
‫ٌوم‬
‫المسلمٌن فً مساجدهم وموقفهم من الدعاء والتضرع ما ال ٌحصل فً ٍ‬
‫سواه ‪.‬‬
‫الخامس ‪ :‬أن ٌوم الجمعة ٌوم عٌد ‪ ،‬وٌوم عرفة ٌوم عٌد ألهل عرفة ؛‬
‫ولهذا كره لمن بعرفة صومه ‪.‬‬
‫السادس ‪ :‬أنه موافق لٌوم إكمال هللا تعالى دٌنه لعباده المإمنٌن ‪ ،‬وإتمام‬
‫نعمته علٌهم ‪.‬‬
‫السابع ‪ :‬أنه موافق لٌوم الجمع األكبر ‪ ،‬والموقؾ األعظم ٌوم القٌامة ‪ ،‬فإن‬
‫القٌامة تقوم ٌوم الجمعة ‪.‬‬
‫الثامن ‪ :‬أن الطاعة الواقعة من المسلمٌن ٌوم الجمعة ولٌلة الجمعة ‪ ،‬أكثر‬
‫منها فً سائر األٌام ‪.‬‬
‫التاسع ‪ :‬أنه موافق لٌوم المزٌد فً الجنة ‪.‬‬
‫العاشر ‪ :‬أنه ٌدنو الرب تبارك وتعالى عشٌة عرفة من أهل الموقؾ ‪ ،‬ثم‬
‫ٌباهً بهم المالئكة فٌقول ‪ ( :‬ماُّأرادُّهإالءُّ‪ُّ،‬أشهدكمُّأنًُّقدُّغفرتُّلهم ) ‪.‬‬
‫وتحصل مع دنوه منهم تبارك وتعالى ساعة اإلجابة التً ال ٌُرد فٌها سائالً‬
‫ٌسؤل خٌراً ‪ ،‬فٌقربون منه بدعائه والتضرع إلٌه فً تلك الساعة ‪ ،‬وٌقرب‬
‫منهم تعالى نوعٌن من القرب ؛ أحدهما ‪ :‬قرب اإلجابة المحققة فً تلك‬
‫الساعة ‪ ،‬والثانً ‪ :‬قربه الخاص من أهل عرفة ‪ ،‬ومباهاته بهم المالئكة ‪.‬‬
‫وأما ما استفاض على ألسنة العوام ‪ :‬بؤنها تعدل ثنتٌن وسبعٌن حجة ‪..‬‬
‫فباطل ال أصل له عن رسول هللا ‪-‬صلى هللا علٌه وآله وسلم‪ ، -‬وال عن أحد‬
‫اهـ ملخصا ً بتصرؾ ‪ :‬زاد المعاد ‪.‬‬ ‫من الصحابة والتابعٌن ‪ ،‬وهللا أعلم ‪.‬‬

‫‪3٣‬‬
‫أٌامُّالتشرٌقُّوأٌامُّالعواد‬

‫‪ ‬وعن أبً كنانة القرشً أنه سمع أبا موسى األشعري ‪-‬رضً هللا عنه‪-‬‬
‫ٌقول فً خطبته ٌوم النحر ‪ ( :‬بعد ٌوم النحر ثالثة أٌام التً ذكر هللا األٌام‬
‫عز وجل ) ‪.‬‬ ‫المعدودات ال ٌُرد فٌهن الدعاء ‪ ،‬فارفعوا رؼبتكم إلى هللا َّ‬
‫اهـ لطائؾ المعارؾ ‪.‬‬

‫‪ ‬وعن ابن عباس ‪-‬رضً هللا عنهما‪ -‬أن رسول هللا ‪-‬صلى هللا علٌه وآله‬
‫وسلم‪ -‬أرسل أٌام منى صائحا ً ٌصٌح ‪ ( :‬أن ال تصوموا هذه األٌام ‪ ،‬فإنها أٌام‬
‫ُّ ُّ‬ ‫رواه الطبرانً ‪.‬‬ ‫أكل وشرب وبعال ) ‪ ،‬والبعال‪ :‬وقاع النساء ‪.‬‬

‫‪ ‬وذكر الحبٌب محمدُّبنُّعبدُّهللاُّالهدار ‪-‬رضً هللا عنه‪ -‬فً كتابه (رسالة‬


‫الحج المبرور) ما لفظه ‪ :‬بعد إتمام أركان الحج فً منى وؼٌرها ‪ٌ ،‬نبؽً‬
‫اإلكثار ؼاٌة االجتهاد فً كل حٌن من ‪:‬‬
‫( الحمدُّهللُّربُّالعالمٌنُّ‪ُّ،‬اللهمُّصلُِّّعلىُّسٌدناُّمحمدُّوآلهُّوصحبهُّوسلم‪ُّ،‬‬
‫اللهمُّربناُّآتناُّفًُّالدنٌاُّحسنةُّوفًُّاآلخرةُّحسنةُّوقناُّعذابُّالنار ) ‪.‬‬
‫وٌقول بعد ما ٌؤتً بما شاء هللا له منها من عدد ‪ ( :‬فًُّكلُّلحظةُّأبداُّ‪ُُّّ،‬‬
‫عددُّخلقكُّ‪ُّ،‬ورضاُّنفسكُّ‪ُّ،‬وزنةُّعرشكُّ‪ُّ،‬ومدادُّكلماتك ) ؛ فإنها أفضل‬
‫دعوة ٌدعو بها فً كل وقت السٌما الحاج بعد إتمام المناسك ‪.‬‬
‫_ وذكر فً (اللطائؾ) ‪ :‬قد استحب كثٌر من السلؾ كثرة الدعاء بهذا فً‬
‫أٌام التشرٌق ‪ ،‬وقال عكرمة ‪-‬رضً هللا عنه‪ : -‬كان ٌستحب أن ٌُقال فً أٌام‬
‫التشرٌق ‪( :‬ربناُّآتناُّفًُّالدنٌاُّحسنةُّوفًُّاآلخرةُّحسنةُّوقناُّعذابُّالنار )‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫‪ ‬وفً ٌوم الرابع عشر ‪ٌُ :‬قام عواد سٌدنا اإلمام الحداد أول اإلشراق ‪ ،‬ثم‬
‫عواد آل بلفقٌه ‪ ،‬ثم آل شهاب الدٌن وآل عبد هللا بن شٌخ العٌدروس ‪،‬‬
‫وفً العصر عواد الحبٌب عمر بن حفٌظ ‪.‬‬

‫‪ ‬وفً الٌوم الخامس عشر ‪ :‬قبٌل اإلشراق عواد آل بن حامد ‪ ،‬ثم مربعة‬
‫الحبٌب عبد الرحمن المشهور ‪ ،‬ثم آل بن حفٌظ (استحدث فً حٌاة الحبٌب‬
‫مشهور ‪-‬رحمه هللا‪ ، )-‬ثم عواد آل الشاطري ‪.‬‬
‫‪ ‬وفً السادس عشر ‪ :‬عواد فً بٌت الحبٌب أبً بكر بن محمد بلفقٌه ‪ ،‬ثم‬
‫عواد آل باحرمً ‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫ادخارُّلحمُّاألضاحًُّ(القدٌد(‪ُّ-ُّ)1‬المحشً) ُّ‬

‫‪ُّ‬عن سٌدتنا عائشة ‪-‬رضً هللا عنها‪ -‬قالت ‪ ( :‬لقد كنا نرفع ال ُكراع ‪ ،‬فٌؤكله‬
‫رسول هللا ‪-‬صلى هللا علٌه وآله وسلم‪ -‬بعد خمسة عشرة من األضاحً ) ‪.‬‬
‫رواه ابن ماجه ‪.‬‬

‫‪ُّ‬وعن جعفر بن محمود ‪-‬رحمه هللا‪ -‬أن جدته عمٌرة بنت مسعود حدثته ‪:‬‬
‫أنها دخلت هً وأخواتها وهن خمس على رسول هللا ‪-‬صلى هللا علٌه وآله‬
‫وسلم‪ -‬فباٌعنه ‪ ،‬ووجدته ٌؤكل قدٌداً ‪ ،‬فمضػ لهن قدٌدة ثم ناولهن إٌاها ‪،‬‬
‫فاقتسمنها ‪ ،‬فمضؽت كل واحدة منهن قطعة ‪ ،‬قال ‪ :‬فلقٌن هللا ما وجدن فً‬
‫رواه الطبرانً واألصبهانً ‪.‬‬ ‫أفواههن ُخلوفا ً وال اشتكٌن من أفواههن ‪.‬‬

‫‪ُّ‬وكان العارؾ باهلل الحبٌب عٌدروسُّبنُّعمرُّالحبشًُّ‪-‬رضً هللا عنه‪-‬‬


‫ٌروي عنه بعض السادة ‪ ،‬أنه قال ‪:‬‬
‫سافرت إلى أرض (مسكت) ‪ ،‬وكان أهلً من ترٌم ٌكاتبونً ‪ ،‬وقد ٌرسلون‬
‫لً شًء من المحشً المعمول بحضرموت ‪ ،‬وهو (قدٌد اللحم) َ‬
‫بالخل ‪،‬‬
‫ٌعملونه كٌفٌة ‪ ،‬وٌ ّدخرونه المدة الطوٌلة وال ٌفسد ‪ ،‬فلما رآه بعض أهل‬
‫الفضل فً ذلك المحل ‪ ..‬أحبّه وأخذه ‪ ،‬وقال سادتً آل أبً علوي عاملٌن‬
‫بالسُنة ‪ ،‬فإنَّ النبً ‪-‬صلى هللا علٌه وآله وسلم‪ -‬كان ٌحب القدٌد ‪ ،‬وقال للذي‬
‫هابه ‪ ( :‬ال تخؾ ؛ إنما أنا ابن امرأة من قرٌش كانت تؤكل القدٌد بمكة ) ‪،‬‬
‫اهـ مجموع كالمه ‪.‬‬ ‫وقال ‪ِ ( :‬نعم اإلدام َ‬
‫الخل ) ‪.‬‬

‫(‪ُّ)1‬القدٌدُّمنُّاللحمُّ‪ُّ:‬ماُّقُ ّطعُّطوالًُّ‪ُّ،‬و ُملِّحُّو ُج ِّففُّفًُّالهواءُّوالشمسُّ‪ُُُُّّّّ.‬‬


‫‪33‬‬
‫‪ُّ‬ومن كالم سٌدنا الحبٌب أحمدُّبنُّحسنُّالعطاس ‪-‬رضً هللا عنه‪ -‬قال ‪:‬‬
‫( إن من عادة السلؾ إدخارهم من لحم األضاحً الذي ٌحشونه فً ظروؾ‬
‫من أمعاء الذبٌحة ‪ ،‬بعد تنظٌفها ‪ ،‬وٌصٌرونه قدٌداً باألبازٌر والخل ‪ ،‬فٌبقى‬
‫اهـ تذكٌر الناس ‪.‬‬ ‫مدة طوٌلة وال ٌتؽٌّر ‪ ،‬وٌهدون منه لمن ٌحبون ) ‪.‬‬
‫‪ُّ‬ومما ذكره الحبٌب العارؾ باهلل علويُّبنُّعبدُّهللاُّابنُّشهابُّ‪-‬رضً هللا‬
‫عنه‪ : -‬عن اإلمام الحداد ‪-‬رضً هللا عنه‪ -‬بؤنه كان ٌحث على ثالثة أشٌاء‬
‫من العوائد ‪ :‬مقاشم الخرٌؾ ‪ ،‬وشربة رمضان ‪ ،‬ولحم األعٌاد فً عرفة ؛‬
‫اهـ مجموع كالمه ‪.‬‬ ‫قال‪ :‬لما فً ذلك من التحابب والتوادد ‪.‬‬

‫‪ُّ‬تنبٌه ‪ :‬ال ٌكره اال ّدخار من لحم األضحٌة والهدي ‪ ،‬وٌندب إذا أراد‬
‫االدخار أن ٌكون من ثلث األكل ‪ ،‬وقد كان االدخار محرّ ما ً فوق ثالثة أٌام ‪،‬‬
‫ثم أبٌح بقوله صلى هللا علٌه وآله وسلم ‪ُ ( :‬‬
‫كنتُّنهٌتكمُّعنهُّمنُّأجلُّالدافةُّ‪ُّ،‬‬
‫سعةُّ‪ُّ،‬فادّخرواُّماُّبداُّلكم ) ‪ .‬رواه مسلم ‪.‬‬
‫وقدُّجاءُّهللاُّبال َّ‬
‫قال الرافعً ‪ :‬والدافة ؛ جماعة كانوا قد دخلوا المدٌنة قد أفحمتهم ‪-‬أي‬
‫اهـ مؽنً المحتاج ‪.‬‬ ‫أهلكتهم‪ -‬السنة البادٌة ‪ ،‬وقٌل الدافة ‪ :‬النازلة ‪.‬‬

‫وهذا ما تيسر نؼؾه ومجعه بعون اهلل وحُسن توفيؼه ‪ ،‬ونسًغػر اهلل ونػوض إليه ‪،‬‬

‫ونعوذ به من شرور أنػسـا وسيىات أطؿالـا ‪،‬‬

‫سيَانك ال طؾم لـا إال ما طؾؿًـا إنك أنت العؾيم احلؽيم‬

‫وكان الػراغ من مجع الطيعة الٌانية ووم األربعاء ‪ ،‬يف الٌامن والعشرون من ذي‬

‫الؼعدة ‪ ،‬طام مخسة وأربعني وأربع مائة وألف هٍروة (‪5441‬هـ)‬

‫وصؾى اهلل طؾى سيدنا حمؿد وطؾى آله وصَيه وسؾم ‪ ،‬واحلؿد هلل رب العاملني ‪.‬‬
‫‪34‬‬

You might also like