تأملات بشأن برقيات البحث

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 11

‫‪29/05/2024 21:54‬‬ ‫تأمالت بشأن برقيات البحث‬

‫أول منصة قانون في المغرب ‪SiTE DE VEiLLE JURiDiQUE -‬‬

‫استطالع رأي‬ ‫لمراسلتنا‬ ‫العقود والعقار‬ ‫مذكرات ودوريات‬ ‫تقارير‬ ‫مكتبة‬ ‫مقاالت‬ ‫العمل واإلجتهاد القضائي‬ ‫الترشيع‬

‫‪PLATEFORME DES DÉCIDEURS JURIDIQUES - PLATFORM OF LEGAL DECISION-MAKERS‬‬

‫األكرث قراءة‬ ‫كلمة الموقع‬


‫‪DAKHLA : JOURNÉES‬‬
‫🗣 لجميع مراسالتكم واسئلتكم‬
‫‪INTERNATIONALES DE MACROÉCONOMIE‬‬
‫‪ET DE FINANCE 2024 - EDITION SPECIALE‬‬ ‫ومساهماتكم في المنصة العلمية‬

‫الناظور‪ :‬ندوة علمية في موضوع منازعات‬ ‫الرقمية‬


‫العقار والتعمري ومتطلبات تحقيق النجاعة‬
‫القضائية‬

‫الرباط‪ :‬مناقشة أطروحة للباحثة مارية‬


‫جوهري في موضوع "عقود الرشاكة بني‬
‫القطاعني العام والخاص‪ ،‬مقاربة جديدة لتمويل‬
‫وإنجاز المشاريع العمومية‪ :‬دراسة مقارنة في‬
‫ضوء الترشيع والممارسة الدولية"‬
‫هل تعتقد أنه يجب تقنني نشاط المؤثرين عىل مواقع التواصل االجتماعي؟‬
‫مرشوع قانون رقم ‪ 43.22‬يتعلق بالعقوبات‬
‫البديلة‬

‫تف اصيل الن سخ ة األوىل م ج ازئ ة ف احت ماي لأل حب اث يف ترش يعات العمل‬
‫ن‬

‫أرشيف وجهة نظر‬ ‫تأمالت بشأن برقيات البحث‬


‫التحكيم الملكي في سياق‬
‫مراجعة مدونة األسرة‬
‫بحث متقدم‬

‫بقلم ‪ :‬رشيد المنجري عضو نادي قضاة المغرب‬


‫أرشيف الدراسات و األبحاث‬

‫بحث أكاديمي‪ :‬رسم السياسات العمومية في‬


‫األزمات ‪ -‬كورونا نموذجا‬
‫مشروع قانون ممارسة حق‬
‫‪J’aime 133‬‬ ‫‪Post‬‬ ‫‪29/05/2024‬‬
‫اإلضراب‬

‫مبدأ األمن القانوني قيمة‬


‫دستورية‬
‫أفكار حول تقاطع مسؤوليات المحامي التأديبية‬
‫والزجرية والمدنية‬
‫‪29/05/2024‬‬

‫طبيعة السلطة اإلدارية‬


‫بالمغرب‬

‫قياس أثر التشريعات والصياغة التشريعية‪،‬‬


‫وأثرهما في وضع مشروعات القوانين‬
‫‪21/05/2024‬‬
‫نحو نهاية الدفع باألمـّيـة بقلم‬
‫ذ‪/‬رضى بلحسيـن‬
‫تقديم‪:‬‬

‫نظرا لما يشكله موضوع مذكرات البحث من أهمية قانونية و حقوقية تمس حريات األفراد‬

‫‪_a8996.html‬تأمالت‪-‬بشأن‪-‬برقيات‪-‬البحث‪https://www.marocdroit.com/‬‬ ‫‪1/11‬‬
‫‪29/05/2024 21:54‬‬ ‫تأمالت بشأن برقيات البحث‬
‫‪ ،‬أصدر السيد رئيس النيابة العامة دورية تحت عدد‬
‫‪ /11‬س ‪ /‬ر ن ع بتاريخ ‪ 2021 – 04 – 12‬حول تدبير برقيات البحث تحث ممثلي‬
‫النيابات العامة بمختلف المحاكم على ترشيد اللجوء إلى إصدار برقيات بحث ‪.‬‬
‫كما سبق لرئاسة النيابة العامة أن أولت لموضوع تحرير مذكرة البحث أهمية بالغة عندما‬
‫حول إمكانية األمر بإحضار‬ ‫حثت النيابات العامة على ضرورة التحري و التدقيق في ملفات اإلكراه البدني و التأكد من‬
‫الضحية لجلسة المحاكمة‬ ‫سالمة اإلجراءات المتخذة فيها قبل توجيه تعليماتها إلى الضابطة القضائية المختصة‬
‫لتحير برقيات البحث في أن األشخاص الصادر بحقهم أوامر بإلقاء القبض و إيداعهم‬ ‫أحكام محكمة العدل الدولية في دعوى جنوب‬
‫افريقيا ضد إسرائيل وتداعياتها‬
‫بالسجن ‪.‬‬ ‫‪19/05/2024‬‬

‫و نظرا لألهمية القصوى لموضوع برقيات البحث ارتأيت التطرق إليه من الناحية العملية‬
‫الحكامة اإلدارية وتدبير‬ ‫مساهمة مني في نشر المعلومة القانونية من جهة و لفتح باب النقاش حول ما يمكن أن‬
‫المرفق العمومي‪ :‬إدارة‬ ‫يتم اقتراحه مستقبال لتنظيم الموضوع من الناحية التشريعية من جهة أخرى ‪ ،‬خاصة و أن‬
‫الجمارك نموذج متطور‬ ‫قانون اإلجراءات الجنائية المغربي لم يخصص له فرعا معينا ‪.‬‬

‫فبمناسبة األبحاث التي تباشرها الضابطة القضائية تلقائيا استنادا على الفصل ‪ 21‬من قانون‬
‫د‪ /‬أحمد عبد الظاهر‪ :‬دور النيابة العامة في‬
‫المسطرة الجنائية التي يستقبل فيها ضابط الشرطة القضائية الشكاية‬ ‫حماية االقتصاد الوطني‬
‫و يفتح بشأنها بحثا تحت إشراف النيابة العامة ‪ ،‬و كذلك في األبحاث التي تضع يدها عليها‬ ‫‪14/05/2024‬‬

‫د‪ /‬خالد خالص‪ :‬أي مستقبل‬ ‫بمناسبة تعليمات كتابية أو شفاهية من النيابة العامة المختصة ‪ ،‬تستدعي الضابطة‬
‫لمهنة المحاماة في المغرب في‬ ‫القضائية األطراف المشتكى بها أو المشتبه فيها أو تنتقل لضبطها في مكان تواجدها و‬
‫ظل مشروع قانون المسطرة‬ ‫مرافقتها إلى مقر المصلحة لالستماع إليها ‪ ،‬كما أنها قد تلجأ في حالة الجرائم المتعلقة‬
‫المدنية؟‪‎‬‬
‫بالحق العام إلى محاولة ضبط مرتكبي الجرائم متلبسين بالجرم المشهود ‪.‬‬
‫لكن قد تطرأ حاالت يتعذر فيها على الضابطة القضائية االستماع إلى األطراف المشتكى بها‬
‫أو المشتبه فيها و كذا هؤالء األشخاص الذين حاولت ضبطهم في حالة تلبس ‪ ،‬و ذلك‬
‫بسبب عدم امتثالهم لالستدعاءات الموجهة إليهم ‪،‬‬
‫مظاهر حماية األجير والمشغل خالل مرحلة‬
‫و كذا بسبب فرارهم من مكان تواجدهم أثناء محاولة إيقافهم ‪.‬‬ ‫إنهاء عقد الشغل على ضوء االجتهاد‬
‫الفقرة األخيرة من المادة ‪27‬‬ ‫فكيف تتعامل النيابات العامة و الضابطة القضائية إذن مع هذه الحاالت خاصة أن العديد من‬ ‫القضائي‪.‬‬
‫من القانون التنظيمي للمحكمة‬ ‫األشخاص ال يمتثلون تلقائيا و عن طواعية للحضور إلى المصالح المختلفة للضابطة‬ ‫‪08/05/2024‬‬
‫الدستورية غير دستورية‪،‬‬
‫وتقيد صالحيات الملك في‬ ‫القضائية إلتمام األبحاث الجارية في مواجهتهم ؟‬
‫المصادقة على المعاهدات‬
‫الدولية‬
‫إن الحل العملي إلجبار األشخاص الرافضين للمثول أمام المصالح المكلفة باالستماع إليهم و‬
‫مباشرة األبحاث و التحقيقات معهم بعدما تم استنفاذ جميع الوسائل القانونية لحثهم على‬
‫الحضور ‪ ،‬هو إنجاز بحث في مواجهتهم حتى يتسنى للسلطات المختصة ضبطهم في أي‬
‫مكان يظهرون‬
‫أو يتواجدون به و إن كان بعيدا عن مكان إقامتهموكذا عن المكان الذي ارتكبوا فيه‬ ‫د‪ /‬عز الدين بنستي يكتب‪ :‬الممارسة الجماعية‬
‫جرائمهمو األفعال موضوع البحث الجاري بشأنها ‪.‬‬ ‫لمهنة المحاماة في ظل التشريع المغربي‬
‫‪04/05/2024‬‬
‫إال أن اللجوء إلى تحرير مذكرات بحث في مواجهة األشخاص قد ال يخلو من إذ يجعلهم‬
‫عرضة لإليقاف و إلقاء القبض في كل لحظة ‪ ،‬مما قد يعرقل السير العادي لحياتهم و يعرض‬
‫أرشيف المقاالت باللغة الفرنسية‬

‫‪How Morocco's return to‬‬


‫‪the African Union‬‬
‫‪reshaped diplomacy‬‬ ‫حرياتهم و تنقالتهم للخطر ‪ ،‬و هو األمر الذي تتفهمه النيابة العامةالمختصة جيدا باعتبارها‬
‫‪29/05/2024‬‬ ‫تبقى المسؤولة األولى عن اإلشراف عمل الضابطة القضائية و ضبط عملها خاصة فيما‬
‫يتعلق بإصدار مذكرات بحث في حق بعض المشتكى بهم و المشتبه في ارتكابهم لبعض‬
‫الجرائم و كذا األشخاص الفارين من اإليقاف في حالة التلبس ‪.‬‬

‫و كعادتي عند الحديث عن بعض المواضيع القانونية ‪ ،‬لن أتعمق و لن أفصل كثيرا في‬ ‫الضمانات القانونية لحماية حق النفقة بين‬
‫الوفرة والمحدودية‬
‫‪Skills For Success : un‬‬ ‫النظريات ‪ ،‬و سأتناول الموضوع من الناحية العملية حتى تصل المعلومة بسالسة من جهة‬ ‫‪04/05/2024‬‬
‫‪nouveau plan pour‬‬
‫‪Booster l’employabilité‬‬
‫‪ ،‬و حتى يتضح للقارئ و المتلقي بشكل جلي الجانب العملي المتعلق بمذكرات البحث و ما‬
‫‪des jeunes au Maroc‬‬ ‫تثيره من إشكاليات مختلفة ‪ ،‬فمتى يا ترى يتم اللجوء إلى إصداء مذكرة بحث في حق‬
‫‪17/05/2024‬‬ ‫األشخاص و قبل ذلك ما هي أنواع مذكرات البحث التي يمكن أن تصدر في حق‬
‫األشخاص ؟‬

‫أوال ‪ :‬أنواع مذكرات البحث ‪:‬‬

‫‪L’ADN est-il vraiment la‬‬ ‫‪- 1‬مذكرة البحث المحلية ‪:‬‬


‫‪? reine des preuves‬‬
‫تعليق على قرار‬
‫‪15/05/2024‬‬ ‫إشكالية إنجاز البطاقة الوطنية لقاصر (تعليق‬
‫جرى عمل الضابطة القضائية سابقا على إصدار مذكرات بحث دأبت على تسميتها بالمحلية‬ ‫على أمر استعجالي عدد ‪15‬بتاريخ‬
‫و التي كانت ترفقها بالمحاضر التي ترجعها على النيابة العامة بعد بحث سلبي في مواجهة‬ ‫‪)2024/01/17‬‬
‫بعض األشخاص ‪.‬‬ ‫‪26/04/2024‬‬

‫و عادة ما كان ذلك النوع من المذكرات يحرر في حق أشخاص مجهولي الهوية‬


‫أو تكون هويتهم غير مضبوطة و غير كاملة أو أن اإلشارة إليهم تكون باللقب‬
‫‪LE JUGE‬‬
‫‪ADMINISTRATIF, LES‬‬ ‫فقط ‪.‬‬
‫‪ENFANTS HANDICAPÉS‬‬ ‫إال أنه صدرت مؤخرا تعليمات نيابية بعدم االعتماد على مذكرات البحث المحلية لعدم جدواها‬
‫‪ET L’EDUCATION‬‬
‫‪.NATIONALE‬‬ ‫و فعاليتها ‪ ،‬فمن جهة ال تكون تلك البرقيات دقيقة بما فيه الكفاية ‪،‬‬
‫‪11/05/2024‬‬ ‫كما أنه من جهة أخرى إلى خارج دائرة نفوذ الضابطة القضائية التي أصدرتها ‪ ،‬في الوقت‬
‫الذي قد يفر فيه الفاعل أو المشتبه فيه أو المشتكى به إلى خارج تلك الدائرةإلى حين تقادم‬
‫‪_a8996.html‬تأمالت‪-‬بشأن‪-‬برقيات‪-‬البحث‪https://www.marocdroit.com/‬‬ ‫‪2/11‬‬
‫‪29/05/2024 21:54‬‬ ‫تأمالت بشأن برقيات البحث‬
‫الفعل الجرمي ثم يعود إليها ‪،‬مما يتيح له التملص من مسؤوليته القانونية المترتبة عن‬ ‫تعليق على قرار‪ :‬إشكاليات مسطرية في‬
‫منازعات المحامين‬
‫أفعاله الجرميةبعد فرارهالمؤقت من العدالة‪.‬‬ ‫‪26/04/2024‬‬

‫‪ – 2‬مذكرة البحث الوطنية ‪:‬‬


‫‪Le partenariat public-‬‬
‫‪privé dans le domaine de‬‬
‫‪la formation‬‬ ‫عندما يقتضي األمر تحرير برقية بحث على الصعيد الوطني في حق أحد األشخاص ‪ ،‬فإنها‬
‫‪professionnelle : un‬‬
‫‪levier au service de la‬‬ ‫تستوجب مجموعة من الشروط لعل أبرزها هو أن تكون هوية المعني باألمر مضبوطة بما‬
‫‪compétitivité des‬‬ ‫فيه الكفاية ‪ ،‬و من األفضل أن يتم التحريو التقصي عنها و تضمين رقم البطاقة الوطنية‬
‫‪entreprises, du marché‬‬
‫‪du travail et du‬‬ ‫للتعريف الخاصة بالمبحوث عنهإذا كان ذلك ممكنا ‪ ،‬و ذلك لتفادي وقوع أي خطأأو تشابه‬
‫‪?développement‬‬
‫في األسماء و األلقاب عند ضبط األشخاص و التحقق من هوياتهم و إيقافهم إن اقتضى‬
‫‪04/05/2024‬‬
‫الحال ‪.‬‬
‫و تخول برقية البحث المحررة على الصعيد الوطني لجميع عناصر الضابطة القضائية و‬
‫القوة العمومية و مراكز الحدود و الجمارك ضبط األشخاص المبحوث عنهم في مجموع‬
‫التراب الوطني ‪ ،‬و ذلكبمناسبة المراقبات الثابتة في تلك المراكز أو بمناسبة المراقبات‬
‫الدورية في بعض األماكن مثل الفنادق و دور الضيافة ‪ ،‬أو عندما يتقدمالمبحوث عنهم إلى‬
‫بعض مراكز الشرطة أو الدرك‬
‫و غيرها إلنجاز بعض األغراض أو الحصول على بعض الوثائق اإلدارية ‪،‬‬
‫و كذا عندالتحقق من هوية المواطنين بالشارع العام في بعض المناسبات و طبقا للقانون ‪،‬‬
‫أو عند وسائل النقل و مراقبة الوثائق أو ارتكاب بعض مخالفات السير ‪.‬‬

‫‪- 3‬مذكرة البحث الدولية ‪:‬‬

‫و نجد مثاال لها في المادتين ‪ 40‬و ‪ 49‬من قانون المسطرة الجنائية ‪ ،‬إذ ‪:‬‬

‫" منح هذا القانون لوكيل الملك وللوكيل العام للملك الصالحية إلصدار أوامر دولية بالبحث‬
‫و إلقاء القبض لتطبيق مسطرة تسليم المجرمين ‪".‬‬
‫" ولقد كانت هذه النقطة تشكل عائقًا أمام النيابة العامة يحول دون أدائها لدورها كامًال في‬
‫محاربة الجريمة إذا غادر مرتكبوها التراب الوطني ‪.‬‬
‫وفي القضايا الجنحية التي ال يمكن عرضها على قاضي التحقيق إلصدار مثل هذا األمر ‪،‬‬
‫فإن الجناة والمشتبه فيهم يظلون بمنأى عن يد القضاء المغربي بسبب عدم إمكانية نشر‬
‫األوامر بإلقاء القبض التي تصدرها النيابة العامة في حقهم على الصعيد الدولي ‪ ،‬نظرًا لعدم‬
‫وجود نص صريح يمنحها حق إصدار هذه األوامر ‪.‬‬
‫ويتوخى قانون المسطرة الجنائية من هذا المقتضى الذي تضمنته المادتان ‪ 40‬و‪49‬تحقيق‬
‫الفعالية الالزمة للعدالة الجنائية ‪" .‬‬
‫‪ -‬مقتطف من ديباجةقانون رقم ‪ 22.01‬المتعلق بالمسطرة الجنائية ‪-‬‬

‫ثانيا ‪ :‬متى يتم اللجوء إلى إصدار مذكرة بحث في حق األشخاص ؟‬

‫‪- 1‬في حالة البحث التمهيدي ‪:‬‬

‫يعتقد الكثيرون أنه من السهل إصدار مذكرة بحث في حق كل شخص امتنع‬


‫أو تعنت بدون موجب عن الحضور أمام الضابطة القضائية المختصة لالستماع إليه بموجب‬
‫بحث تمهيدي جاري في مواجهته بناء على شكايةموجهة ضده بشأن ارتكابه إلحدى األفعال‬
‫المعتبرة جريمة في نظر القانون‪.‬‬
‫إال أن الواقع العملي يقول بخالف ذلك ‪ ،‬فال يمكن بداية إصدار مذكرة بحث في حق المشتكى‬
‫به أو المظنون ارتكابه للجريمة لمجرد عدم تمكن الضابطة القضائية من االستماع إليه ‪ ،‬فال‬
‫بد لتحقيق ذلك من عدة شروط و من القيام بعدة إجراءات تهدف إلى التوصل إلى مكان‬
‫تواجد المعني باألمر بدءا من استدعائه بمكان سكانه أو مقر عمله ثم التأكد من هويته‬
‫الكاملة والمضبوطة و عدم االقتصار على مجرد اللقب أو الكنية لما قد يشكل من تشابه في‬
‫األلقاب و تضييق على الحريات ثم االستشارة مع النيابة العامة ‪.‬‬
‫فعادة تكون الضابطة القضائية على اتصال متواصل مع النيابة العامة المشرفة على البحث‬
‫الجنائي ‪ ،‬فتخبرها إما كتابة أو هاتفيا بأنه تعذر إتمام البحث لعلل مختلفة و متنوعة تتعلق‬
‫بالمشتكى به أو المشتبه ‪ ،‬فيه فنكون أمام الحاالت‬
‫التالية ‪:‬‬

‫المعني باألمر ال يتواجد بعنوانه ‪ ،‬و رغم التحريات تعذر الحصول على عنوانه‬
‫الجديد أو مكان تواجده ‪.‬‬
‫تم إخباره بالحضور أمام الضابطة القضائية ‪ ،‬لكنه تخلف عن‬
‫ذلك بدون مبرر مقبول ‪ .‬ففي هذه الحالة تعطي النيابة العامة تعليماته بتبليغ االستدعاء إلى‬
‫المعني باألمر و إرفاق و صل التسليم بالمحضر ‪ ،‬كما قد تلزم الضابط المختص بإنجاز‬
‫محضر انتقال إلى عنوان المعني باألمر بقصد إشعارهبضرورة المثول أمام الضابطة‬
‫لالستماع إليه مع التحري في نفس الوقت حول الهوية الحقيقية الكاملة للمعني باألمر ‪.‬‬
‫‪_a8996.html‬تأمالت‪-‬بشأن‪-‬برقيات‪-‬البحث‪https://www.marocdroit.com/‬‬ ‫‪3/11‬‬
‫‪29/05/2024 21:54‬‬ ‫تأمالت بشأن برقيات البحث‬
‫و في هذه الحالة ‪ ،‬إذا كان األمر يتعلق بمسطرة تواجهية أساسها شكاية المتضرر ‪ ،‬تخبر‬
‫النيابة العامة الضابطة المختصة بإشعار المشتكي‬
‫و التأكد مما إذا كان يتوفر على عنوان جديد خاص بالمعني بالمشتكى ‪ ،‬فإذا تعذر عليه ذلك‬
‫‪ ،‬تحيل األمر على النيابة العامة تعليماتها في الموضوع ‪ ،‬و ال يمكن لها بأي حال من‬
‫األحوال إصدار مذكرة بحث بصفة تلقائية في حق المعني باألمر مادام األمر ال يتعلق بحالة‬
‫التلبس ‪.‬‬
‫و في مثل هذه الحاالت يدرس ممثل النيابة العامة المحضر المحال‬
‫عليه ‪ ،‬فيتأكد أوال من قيام عناصر الفعل الجرمي الذي يجب أن يكون معاقبا عليه بعقوبة‬
‫حبسية‪ ،‬و كذامدى خطورته ‪ ،‬و من توافر وسائل إثبات و إقناع كافية قبل اتخاذ قراره‬
‫الحاسم بحفظ القضية مؤقتا على حين إتمام البحث مع إرجاع نسخة من المحضر مرفقة‬
‫بتعليمات كتابية بتحرير مذكرة بحث في حق المعني باألمر ‪ ،‬معضرورة موافاة النيابة العامة‬
‫بمراجع تلك المذكرة حتى تتمكن من مراقبة األشخاص الصادر في حقهم برقيات بحث ‪ ،‬و‬
‫حتى يمكن لها مراقبة تقادم األفعال الجرمية‬
‫و اتخاذ إجراءات قانونية لقطع التقادم و لعل من أهمها إحالة الوقائع على قاضي التحقيق ‪،‬‬
‫و هو اإلجراء الذي تعتبره من قانون المسطرة الجنائية المغربي قاطعا للتقادم بصفة‬
‫صريحة ‪.‬‬

‫‪- 2‬في حالة التلبس ‪:‬‬

‫بالنسبة للجرائم المشهودة ‪ ،‬و التي يتم ضبط الفاعلين متلبسين بارتكابها ‪ ،‬مثل جرائم‬
‫مسك المخدرات و االتجار بها أو في الحالة التي يعاين فيها ضابط الشرطة القضائية واقعة‬
‫اعتداء شخص على آخر أو ارتكابه إلحدى األفعال المعاقب عليها قانونا ‪ ،‬إال أنهم يلوذون‬
‫بالفرار من قبضة القوة العمومية و عناصر الضابطة القضائية و ال يمتثلون ألوامرها‬
‫بالتوقف و تسليم أنفسهم ‪ ،‬فعادة ما تتحرى الضابطة القضائية عن الهوية الكاملة للمعنيين‬
‫باألمر ‪ ،‬و تصدر برقية بحث في مواجهتهم ‪ ،‬و تخبر النيابة العامة باألمر في حالة تعلق‬
‫األمر بمسطرة تواجهية يوجد بها ضحية أو أكثر ‪ ،‬بعدما تحيل عليها محضر و مسطرة‬
‫جزئية تضمن فيها تصريح الطرف المشتكي و كذا ملخص الوقائع و المعاينات‬
‫و التحريات و اإلجراءات التي قامت بها ‪ ،‬و تشير إلى كون الفاعلين يوجدون في حالة فرار‬
‫و أنها حررت في مواجهتهم مذكرات بحث ترفق نسخة بمراجعها بالمحضر ‪.‬‬
‫و في هذه الحالة تتخذ النيابة العامة قرارا بحفظ القضية إلى حين إلقاء القبض على المعني‬
‫باألمر و تشعر الطرف المشتكي بذلك ‪ ،‬مع إرجاع نسخة إلى الضابطة القضائية لتفعيل‬
‫مذكرة البحث و اإلدالء بمراجعها في حالة عدم القيام بذلك مسبقا ‪.‬‬

‫كما قد يتم ضبط بعض األشخاص في حالة تلبس و يتم البحث معهم ‪ ،‬فيعترفوا بوجود‬
‫فاعلين آخرين و مشاركين و مساهمين معهم في ارتكاب نفس األفعال‬
‫أو أفعال أخرى كالمزودين بالمخدرات على سبيل المثال ‪ ،‬و أنه بعد تكثيف البحث‬
‫و التحري و البحث عن المعنيين باألمر يتعذر التوصل إليهم ‪ ،‬فتقرر الضابطة القضائية‬
‫تحرير مذكرة بحث في حقهم في حالة وجود وسائل إثبات كافية تفيد ارتكابهم لألفعال‬
‫المنسوبة إليهم و ذلك بعد ضبط هوياتهم الكاملة ‪ ،‬و تشعر النيابة العامة بذلك بعد إحالة‬
‫المحاضر المنجزة في الموضوع و تقديم األشخاص اللذين تم ضبطهم و صرحوا بوجود‬
‫فاعلين آخرين أمامها ‪.‬‬

‫و تجدر اإلشارة إلى أنه نظرا لخطورة موضوع مذكرات البحث و أثرها على الحد من‬
‫حريات األشخاص و تفاديا لتحرير برقيات بحث بكيفية تلقائية من طرف الضابطة القضائية‬
‫‪ ،‬فإنه حتى في حالة الجرائم التي تتسم بنوع من الخطورة أيضا ‪ ،‬يعمل ممثلو النيابات‬
‫العامة بمختلف المحاكم استشعارا لدورهم الحيوي حماية الحقوق و الحريات على إعطاء‬
‫تعليمات حازمة للضابطة القضائية ‪ ،‬للرجوع إلى النيابة العامة قبل تحرير تلك المذكرات‬
‫و ذلك بإحالة نسخة من المحضر الذي يتضمن ملخصا عن الوقائع و طلبا في الموضوع‬
‫بعد ضبط الهوية الكاملة للمعني أو المعنيين باألمر ‪ ،‬و هو األمر الذي أصبحت تمتثل إليه‬
‫و تنهجه الضابطة القضائية تحقيقا للغاية الفضلى و هي ترشيد العمل بإصدار مذكرات‬
‫بحث تستند على أساس قانوني و واقعي سليم ‪.‬‬
‫‪ - 3‬فيما يخص بعض أنواع الجرائم ‪:‬‬

‫هناك بعض الجرائم التي ينطلق البحث بشأنها من النيابة العامة بعدما يتقدم الطرف‬
‫المشتكي بشكاية مرفقة بمجموعة من المستندات التي تعتبر بمثابة وسائل إثبات قانونية‬
‫لألفعال الجرمية موضوع الشكاية كجرائم عدم توفير مؤونة شيك ‪ ،‬و إهمال األسرة و‬
‫خاصة حالة اإلمساك العمدي عن أداء واجب النفقة المحددة قانونا ‪ ،‬و تبديد محجوز ‪.‬‬
‫فبالنسبة لهذا النوع من الجرائم يكون الفعل الجرمي قائما مبدئيا من خالل الوثائق المدلى‬
‫بها إلى أن يدلي المشتكى به بما يفيد تحلله من ذلك االلتزام أو بدفع جدي يفيد خالف ما‬
‫ظهر بتلك الوثائق ‪ ،‬مما يجعل النيابات العامة تخط مسبقا تعليمات إلى الضابطة القضائية‬
‫بإجراء األبحاث الالزمة و االستماع إلى المعني‬
‫في الموضوع مع منحه المهل و اآلجاالت القانونية لألداء ‪ -‬كما هو الحال بالنسبة لجنحة‬
‫إهمال األسرة ‪ -‬و في حالة تعذر األداء أو اإلدالء بما يفيد خلو ذمته ‪،‬‬
‫‪_a8996.html‬تأمالت‪-‬بشأن‪-‬برقيات‪-‬البحث‪https://www.marocdroit.com/‬‬ ‫‪4/11‬‬
‫‪29/05/2024 21:54‬‬ ‫تأمالت بشأن برقيات البحث‬
‫أو تخلفه عن المثول أمام الضابطة القضائية بدون مبرر مقبول ‪ ،‬تحثها على تحرير مذكرة‬
‫بحث في حقه على الصعيد الوطني و موافاتها بما يفيد ذلك ‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬حاالت تطبيقية و عملية ‪:‬‬

‫‪ * 1‬في العديد من الحاالت تعطي النيابة العامة تعليماتهاللضابطة القضائية بتقديم المشتكى‬
‫به أو المشتبه به في ارتكاب الجريمة أمامها في حالة سراح بعدما تتأكد بالتنسيق مع‬
‫الضابط المكلف من توافر ضمانات كافية لعدم فرار المعني باألمر من العدالة ‪.‬‬
‫لكن قد يقع عمليا أن ال يمتثل المطلوب في التقديم لتعليمات النيابة العامة فيتخلف عن‬
‫الحضور في التاريخ المعلوم بدون عذر مشروع و ال موجب قانونيرغم إشعاره بذلك بكيفية‬
‫قانونية‪.‬‬
‫و في مثل هذه الحاالت ‪ ،‬قد تصدر النيابة العامة حسب خطورة الفعل الجرمي المرتكب و‬
‫وسائل اإلثباتالمضمنة بالمحضر ‪ ،‬تعليمات إلى الضابطة القضائية بتحرر مذكرة بحث في‬
‫حق المعني باألمر لكونه لم تعد تتوفر فيه تلك الضمانات التي جعلتها تأمر بتقديمه في حالة‬
‫سراح‪ ،‬وقد تضيف إليها تعليمات إضافية بوضعه رهن تدبير الحراسة النظرية اللهم في‬
‫حالة ظهور مستجد في الموضوع ‪ ،‬إال أنها عمليا غالبا ما تكتفي بقرار تحرير برقية بحث‬
‫في حقه و ربط االتصال فورإيقافه لتلقي التعليمات المناسبة ‪.‬‬
‫‪ * 2‬هل يوضع الشخص المبحوث عنه تلقائيا رهن تدبير الحراسة‬
‫؟‬

‫يختلف األمر في الجواب عن هذ السؤال حسب الحالة التي أنجزت في حق المعني باألمر‬
‫مذكرة بحث ‪:‬‬

‫أ ‪ -‬ففي الحالة السابقة التي تعطي النيابة العامة تعليماتها بتحرير مذكرة بحث في حق‬
‫المعني باألمر الذي تخلف عن الحضور أمامها في حالة سراح بناء على تعليمات نيابية ‪ ،‬و‬
‫في حالة عدم وجود تعليمات صريحة بوضعه رهن تدبير الحراسة النظرية ‪ ،‬فإنه يتم ربط‬
‫االتصال بالنيابة العامة و إشعارها بأمر إيقاف المعني باألمر ‪ ،‬و في حالة عدم ظهور جديد‬
‫في الموضوع ‪ ،‬تعطي تعليماتها باالحتفاظ به رهن التدبير المذكور و تقديمه أمامها ‪ ،‬اللهم‬
‫إذا كان الفعل الجرمي قد طاله التقادم ‪،‬‬
‫إذ تأمر بإحالة الملف عليها على شكل معلومات قضائية مع إلغاء مذكرة البحث ‪.‬‬
‫و عادة ما يكون التقديم بعد وضع المعني باألمر رهن تدبير الحراسة النظرية في اليوم‬
‫الموالي لتاريخ اإليقاف خاصة و أن المسطرة تكون مستوفية لجميعإجراءات البحثفي وقت‬
‫سابق ‪.‬‬

‫ب ‪ -‬أما في باقي الحاالت التي تكون فيها برقية البحث قد تم إنجازها إما لتخلف المبحوث‬
‫عنه للحضور أمام الضابطة القضائية للبحث معه أو في حالة التلبس بالجريمة و فراره‬
‫عقب ارتكابها ‪ ،‬أو لكون شكل موضوع بحث بموجب مساطر مرجعية ‪ ،‬أو في الحاالت‬
‫المتعلقة بالجرائم الخاصة التي يكون ارتكابها ثابتا بواسطة الوثائق و المستندات كجرائم‬
‫إهمال األسرة‬
‫و غيرها مما سبق اإلشارة إليه فيهذا البحث ‪ ،‬فإنه يتم ربط االتصال بالنيابة العامة لتلقي‬
‫التعليمات المناسبة في كل حالة على حدة ‪ ،‬و باستثناء حالتي تقادم الفعل الجرمي أو وقوع‬
‫صلح أو تناول في الموضوع و التي غالبا ما تعطي النيابة العامة حينهاتعليمات بإحالة‬
‫المحضر على شكل معلومات قضائيةمع إلغاء برقية البحث ‪ ،‬فإن الحكم العام الذي يجب أن‬
‫يؤخذ بعين االعتبار هوأن المعني باألمر و إن كان يشكل موضوع مذكرة البحث ‪ ،‬فإن ذلك ال‬
‫يعني بالضرورة وضعه رهن تدبير الحراسة النظرية ‪،‬‬
‫و البد من التأكد أوال من مدى وجود مبرات كافية لذلك بدءا من عدم إثباته و إدالئه بكونه‬
‫لم يتخلف عن الحضور بدون عذر كأن يدلي مثال بأنه لم يكن يقطن بالعنوان الذي أدلى به‬
‫المشتكي أو أنه غيره قبل فتح بحث في مواجهته ‪ ،‬و أنه لم يتم إشعاره نهائيا باستدعاءات‬
‫الضابطة القضائية‬
‫أو أنه كان مسافرا و غائبا لعذر مقبول قبل تقديم شكاية في مواجهته ‪،‬‬

‫و هذا ما تضمنته أيضا الدورية األخيرة لرئيس النيابة العامة و التي دعت إلى ‪:‬‬
‫" التريث في معالجة قضايا األشخاص المبحوث عنهم الذين يتم‬
‫ضبطهم ‪ ،‬و عدم اللجوءإلى إخضاعهم للحراسة النظريةما لم تقض ظروف البحث و‬
‫ضروراته لذلك "‬
‫و لذلك قدتلجأ النيابات العامة في حالةإنكار المستمع إليهم لما نسب إليهم‬
‫و عدم وجود وسائل إثبات كافية في مواجهتهمإلى إعطاء تعليمات بتقديمهم أمامها في حالة‬
‫سراح مع أخذ الضمانات الكافية اللتزامهم بالتقيد بتلك التعليمات ‪ ،‬كسحب جواز السفر و‬
‫إغالق الحدود مثال في الحالة التي يتيح فيها القانون ذلك ‪ ،‬و تبقى في تلك الحالة مذكرة‬
‫البحث الصادرة في حق المعني باألمر أكبر ضمانة لحضوره أمام النيابة العامة المختصة ‪،‬‬
‫إذ عادة ما ال يتم إلغاؤها إال بعدما ينتهي البحث و تتخذ النيابة العامة قرارها بشأن وضعية‬
‫المعني باألمر ‪.‬‬

‫‪_a8996.html‬تأمالت‪-‬بشأن‪-‬برقيات‪-‬البحث‪https://www.marocdroit.com/‬‬ ‫‪5/11‬‬
‫‪29/05/2024 21:54‬‬ ‫تأمالت بشأن برقيات البحث‬
‫‪:‬‬

‫* قضايا اإلكراه البدني ‪:‬‬

‫بعدما تتوصل النيابة العامة بطلبات اإلكراه البدني سواء تعلق األمر بديون خصوصية أو‬
‫عموميةتقوم بدراستها ‪ ،‬و عندما تتأكد من عدم تقادم العقوبات و الغراماتأو التعويضات‬
‫المدنية ‪ ،‬و منتوافر كافة الوثائق المطلوبة ‪ ،‬تحيل الملف على قاضي تطبيق العقوبات‪ ،‬و‬
‫في حالة صدور قرار من األخيربالموافقة بتطبيق اإلكراه البدني ‪ ،‬تصدر النيابة العامة بعد‬
‫ذلك بعد تأكدها من أوامر بإلقاء القبض في مواجهة المطلوب في اإلكراه و تحيلها على‬
‫الفرقة اإلدارية المختصة بالشرطة القضائية أو على مراكز الدرك الملكي بقصد السهر على‬
‫تنفيذها ‪.‬‬
‫و عندمايتعذر تنفيذ تلك األوامر بموجب واقعي و قانوني ترجع الضابطة القضائية ملفات‬
‫اإلكراه البدني إلى النيابة العامة التي تعطي تعليمات تبعا لذلك بتحرير مذكرات بحث على‬
‫الصعيد الوطني في مواجهة المطلوبين في اإلكراه البدني ‪.‬‬

‫و عالقة بالموضوع ‪ ،‬فقد طلبت رئاسة النيابة العامة من ممثلي النيابة العامة المختصة‬
‫بواسطةمجموعة من الدوريات أهمها عددي ‪ 9‬س ‪ /‬ر ن ع بتاريخ ‪ 2018-02-08‬و ‪12‬‬
‫س ‪ /‬ر ن ع بتاريخ ‪، 2018-02-28‬التأكد من سالمة اإلجراءات المتخذةفي طلبات اإلكراه‬
‫البدني عموما و في مخالفات السير على وجه الخصوص ‪ ،‬بما في ذلك التحقق من موافقة‬
‫قاضي تطبيق العقوباتو وجوب تبليغ المدينين بصفة قانونية قبل مباشرة اإلكراه البدني ‪ ،‬مع‬
‫إعادة دراسة جميع ملفات اإلكراه البدني المفتوحة بالنيابات العامةللتأكد من احترام الشروط‬
‫القانونية ‪ ،‬و كذا إلغاء جميع أوامر االعتقال و إلغاء برقيات البحث المحررة بشأن طلبات‬
‫اإلكراه البدني المتعلقة بغرامات قد طالها التقادم و هو األمر الذي أتى أكله و نتج عنه إلغاء‬
‫اآلالف من مذكرات البحث بسبب تقادم العقوبةأو بسبب عدم استيفاء الشروط القانونية‬
‫لتطبيق اإلكراه البدني ‪.‬‬

‫خامسا ‪ :‬إلغاء مذكرة البحث‪:‬‬

‫من الناحية القانونية ‪ ،‬يجب أن تلغىجميع مذكرات البحث الصادرة في حق األشخاص بمجرد‬
‫إيقافهم و إتمام البحث معهم و تقديمهم إلى العدالة ‪ ،‬حتى ال تبقى قائمة في مواجهتهم‬
‫معرقلة لحرياتهم و تنقالتهم ‪ ،‬مع ما يمكن أن يترتب على ذلك من آثار سلبية على نفسياتهم‬
‫‪ ،‬و في بعض األحيان حرمانهم من السفرو تضييع فرص عمل أو اجتماعات مهنية أو‬
‫تجمعات‬
‫و مناسبات أسرية و عائلية ‪،‬و كذا الحرمان من التطبيب و الرعاية الصحية و العديد من‬
‫المواقف التي يتعرض لها الشخص الموقوف بسبب برقية بحث قد تكون ناشئة عن فعل‬
‫جرمي طاله التقادم ‪ ،‬أو لم يتم إلغاؤها بعد سابق تقديمه إلى العدالة و انتهاء البحث و‬
‫الدعوى العمومية المتعلقة‬
‫به ‪.‬‬
‫و لذلك دعت الدورية األخيرة لرئاسة النيابة العامة السادة الوكالء العامين للملكو وكالء‬
‫الملك إلى ‪:‬‬
‫" المراجعة الدورية للمحاضر المحفوظة عقب إنجاز برقيات البحث و ذلك بهدف التحقق من‬
‫استمرار توفر المبررات القانونية التي أدت إلى إصدار التعليمات بتحرير تلك البرقيات "‬
‫و كذلك إلى ‪:‬‬

‫" المبادرة إلى إصدار تعليمات ترمي إلى إلغاء جميع برقيات البحث المتعلقة بأفعال جرمية‬
‫طالها التقادم القانوني مع مراعاة األسباب القانونية لقطع‬
‫التقادم "‬

‫لكن ما يقع عمليا ‪ ،‬و أمام تراكم العدد الكبير و الهائل للمحاضر التي يتقرر فيها الحفظ إلى‬
‫حين إيقاف األشخاص المبحوث عنهم ‪ ،‬بمختلف النيابات العامة و عدم وجود العدد الكافي‬
‫للنواب في بعض المحاكم و انشغالهم في تصريف األعمال المنوطة بهم يوميا ‪ ،‬يجعل مهمة‬
‫المراقبة الدورية لجميع المحاضر التي تقرر فيها الحفظ بعد تحرير مذكرة البحث ‪ ،‬و كذا‬
‫مراقبة تقادم األفعال الجرمية صعبا من الناحية العملية ‪.‬‬
‫و تكمن الصعوبة بالنسبة للتقادم في كون المراقبة ال يجب أن تقتصر على تاريخ تسجيل‬
‫الشكاية أو إنجاز المحضر المباشر ‪ ،‬لكون العبرة في التقادم كما هو ثابت قانونا هي بتاريخ‬
‫ارتكاب الفعل الجرمي و ليس بتاريخ تقديم الشكاية أو إنجاز األبحاث بشأنها ‪ ،‬و عليه وجب‬
‫على ممثل النيابة العامة دراسة جميع وثائق الملف و عدم االكتفاء بالبحث الظاهري ‪.‬‬
‫و لذلك فإن ما يقع عمليا ‪ ،‬هو أن مراقبة التقادم و ظهور الجديد في البحث و الذي يمكن‬
‫له أن يؤدي إلى إلغاء مذكرة البحث ال يتم التطرق إليه إال بمناسبة إيقاف الشخص المعني‬
‫باألمر ‪ ،‬أو مطالبة صاحب المصلحة بمواصلة البحث ‪ ،‬و كذلك في الحاالت التي يتقدم بها‬
‫المبحوث عنه أو نائبه القانوني بطلب يتعلق بإلغاء برقية البحث الصادرة في مواجهته ‪.‬‬
‫و لذلك طالبت نفس دورية رئيس النيابة العامة األخيرة ممثلي النيابات العامة على اختالف‬
‫‪_a8996.html‬تأمالت‪-‬بشأن‪-‬برقيات‪-‬البحث‪https://www.marocdroit.com/‬‬ ‫‪6/11‬‬
‫‪29/05/2024 21:54‬‬ ‫تأمالت بشأن برقيات البحث‬
‫درجاتها بالتفاعل اإليجابي مع الطلبات و الملتمسات التي تقدم إليها من أجل إلغاء برقيات‬
‫البحث ‪.‬‬
‫و من ناحية أخرى فإن عالقة الضابطة القضائية بإلغاء مذكرة بحث عند إنجازها‬
‫للمحاضر و إحالتها على النيابة العامة تتخذ صورا متنوعة لعل أهمها ‪:‬‬

‫أنها توقف المبحوث عنه و تنهي البحث و تتوصل بتعليمات بوضعه رهن تدبير‬
‫الحراسة النظرية و تقدمه أمام النيابة العامة المختصة ‪،‬‬
‫و في هذه الحالة من المفروض أنها تلغي مذكرة البحث المحررة في مواجهته تلقائيا بعد‬
‫تقديمه‪ ،‬لكن يحدث في العديد من األحيان أن تغفل عن إلغائها ‪ ،‬و في هذه الحالة قد تتدارك‬
‫النيابة العامة المختصة األمر و تصدر تعليمات بإلغائها بعد أن تتخذ قرارا بشأن البحث ‪.‬‬
‫‪ -‬بعد إيقاف الشخص المبحوث عنه تعطي النيابة العامة للضابطة القضائية تعليمات‬
‫بتقديمهأمامها في حالة سراح ‪ ،‬وفي هذه الحالة قد يحدثأن يتم إلغاء مذكرة البحث الصادرة‬
‫في حقه ‪،‬لكن ما يقع عمليا هو أنه يتم اإلبقاء عليها إلى حين اتخاذ النيابة العامة قرارا‬
‫بشأن المحضر المنجز في الموضوع ‪ ،‬فيتم االحتفاظ بمذكرة البحث كضمانة المتثال المعني‬
‫باألمر بالحضور في وقت التقديم ‪ ،‬فإن هو حضر يتم إلغاؤها تلقائيا أو بتعليمات من النيابة‬
‫العامة إن هيانتبهت لذلك ‪.‬‬

‫قد يظهر جديد في وقائع و معطيات البحث يجعل النيابة العامة تعطي تعليمات‬
‫للضابطة القضائية بإحالة المحضر على شكل معلومات قضائية ‪ ،‬و قد تضيف إليها‬
‫تعليمات بإلغاء مذكرة البحث الصادرة‬
‫في حقه ‪ ،‬كما أنها قد تؤجل ذلك إلى ما بعد دراستها للمحضر أو قد تغفل عنها فقط ‪.‬‬
‫و في الحالتين المشار إليهما أعاله ( التقديم في حالة سراح و إحالة المحضر على‬
‫شكل معلومات قضائية ) ‪ ،‬قد ال يتم إلغاء برقية البحث تلقائيا من طرف الضابطة‬
‫القضائية و قد ال تنتبه النيابة بدورها إلى األمر ‪ ،‬فتبقى مذكرة البحث سارية في‬
‫حق المعني باألمر ‪ ،‬و قد يتم تفعيلها مستقبال و يتم إيقافه ‪ ،‬فتثار مسألة إلغائها بعد‬
‫التأكد من انتهاء البحث الذي كان جاريا بشأنها ‪.‬‬

‫كما تجدر اإلشارة إلى أنه قد يتم تقديم شخص أمام النيابة العامة في حالة سراح‬
‫أو بعد وضعه تحت تدبير الحراسة النظرية ‪ ،‬بعدما كان يشكل موضوع برقية بحث ‪ ،‬فترتئي‬
‫النيابة العامة بعد دراستها للمحضر إحالة الملف على قاضي التحقيق ‪ ،‬و في هذه الحالة‬
‫يجب إعطاء تعليمات إلى الضابطة القضائية من أجل إلغاء مذكرة البحث المحررة في حق‬
‫المعني باألمر مادام قاضي التحقيق يتوفر على وسائل قانونية كافية لضمان حضور المعني‬
‫باألمر إذا قرر التحقيق معه في حالة سراح ‪ ،‬فإن لم يمتثل ‪ ،‬أصدر في مواجهته أمر بإلقاء‬
‫القبض و الذي يتم تفعيله بواسطة برقية بحث تتم إذاعتها على الصعيد الوطني ‪ ،‬و التي‬
‫يجب تتبعها أيضا و العمل على إلغائها متى تم ضبط المعني باألمر سواء كانت إجراءات‬
‫التحقيق الزالت قائمة ‪ ،‬أو قد انتهت بعدما يكون قاضي التحقيق قد رفع يده عن القضية و‬
‫أصدر فيها قرارا معينا ‪.‬‬

‫و هناك حالة أخرى تحدث عمليا ‪ ،‬إذ يتم تحرير مذكرة بحث على الصعيد الوطني في‬
‫حق أحد األشخاص الذي تعذر إنجاز بحث معه ‪،‬‬
‫قضايا عدم توفير مؤونة الشيك عند تقديمه لألداء على سبيل المثال ) ‪.‬‬
‫و في هذه الحالة يجب على النيابة العامة إعطاء تعليمات للضابطة القضائية بإلغاء مذكرة‬
‫البحث الصادرة في حق المعني باألمر بمجرد إحالتها للملف على قاضي التحقيق ‪.‬‬
‫سادسا ‪ :‬مذكرة البحث و قطع التقادم ‪:‬‬

‫تنص المادة السادسة من قانون المسطرة الجنائية المغربي على أنه ‪:‬‬

‫" ينقطع أمد تقادم الدعوى العمومية بكل إجراء من إجراءات المتابعة أو التحقيق أو‬
‫المحاكمة تقوم به السلطة القضائية أو تأمر به ‪ ،‬وبكل إجراء يعتبره القانون قاطعا للتقادم ‪.‬‬
‫يقصد بإجراءات المتابعة في مفهوم هذه المادة ‪ ،‬كل إجراء يترتب عنه رفع الدعوى‬
‫العمومية إلى هيئة التحقيق أو هيئة الحكم ‪" .‬‬

‫فهل يعتبر تحرير مذكرة في حق الشخص المطلوب في البحث طبقا لمفهوم المادة‬
‫المذكورة إجراء قاطعا للتقادم أم ال ؟‬

‫إن الجواب على التساؤل المذكور يتوقف على مدى اعتبار تحرير برقية البحث يعتبر إجراء‬
‫يترتب عنه رفع الدعوى العمومية أم ال ‪.‬‬
‫باستقراء مجموعة من القرارات الصادرة عن محكمة النقض ‪ ،‬نجد أن األخيرة لم تستقر‬
‫على قرار موحد بشأن الموضوع ‪ ،‬و نذكر للتمثيل على ذلك قرارين صادرين على التوالي‬
‫في‪ 20/12/2016‬تحت عدد ‪ 741/12‬في الملف الجنحي عدد ‪ ، 7470/6/12/2016‬و‬
‫‪ 13/07/2017‬تحت عدد ‪ 761/11‬في الملف الجنحي عدد ‪ ، 20301/6/11/2016‬إذ‬
‫اعتبر القرار األول أن مذكرة البحث ال يعتبر إجراء من إجراءات التقادم ‪ ،‬في حين نهج‬
‫‪_a8996.html‬تأمالت‪-‬بشأن‪-‬برقيات‪-‬البحث‪https://www.marocdroit.com/‬‬ ‫‪7/11‬‬
‫‪29/05/2024 21:54‬‬ ‫تأمالت بشأن برقيات البحث‬
‫القرار الثاني نهجا مخالفا لألول عندما اعتبرت أن مذكرة البحث تعتبر إجراء قاطعا للتقادم‬
‫إذ جاء في القرار ‪:‬‬
‫" و انتهت المحكمة في تعليلها بشأن ذلك بأن الجريمة موضوع المتابعة قد تقادمت طبقا‬
‫للمادة ‪ 5‬من قانون المطرة الجنائية التي حددت مدة تقادم الجنح في أربع سنوات ‪ ،‬دون أن‬
‫تتطرق لمذكرة البحث المشار إليها ‪ ،‬و أن تتحقق من انقطاع التقادم من عدمه ‪ ،‬مما تكون‬
‫معه قد بنت قرارها على غير أساس من القانون ‪ ،‬و عرضته للنقض و اإلبطال ‪" .‬‬

‫و عمليا ‪ ،‬ال تعتبر النيابات العامة مذكرة البحث إجراء قاطعا للتقادم إذ غالبا ما تعتمد في‬
‫احتسابها لمدة التقادم على آخر عمل مادي للفعل الجرمي المرتكب مع األخذ بعين االعتبار‬
‫لإلجراءات القاطعة للتقادم و التي نصت عليها المادة السادسة من قانون المسطرة الجنائية‬
‫‪ ،‬لكنها ال تدخل في إطارها برقيات البحث الصادرة في حق المطلوبين للعدالة ‪.‬‬
‫و بالرجوع إلى الكتاب المتعلق بشرح قانون المسطرة الجنائية الصادر عن وزارة العدل في‬
‫جزئه األول في الصفحة ‪ ، 54‬نجد أنه يعرف إجراءات المتابعة بأنها ‪:‬‬
‫" هي كل اإلجراءات التي تقوم بها الجهة المكلفة بإقامة الدعوى العمومية لعرض‬
‫الخصومة على القضاء قصد البت فيها " ‪.‬‬
‫و ترفع الدعوى العمومية أمام القضاء من أطراف فوض لهم القانون تلك اإلمكانية و من‬
‫بينهم النيابة العامة و المطالب بالحق المدني و آخرون بواسطة عدة وسائل تختلف حسب‬
‫نوع الجريمة المرتكبة ‪.‬‬

‫و أرى أنه ال يجب تحميل مفهوم " إجراءات المتابعة " الذي نصت عليه المادة السادسة‬
‫السالفة الذكر أكثر مما يطيق ‪ ،‬ألن المقصود بإجراءات المتابعة هي التي تؤدي إلى رفعها‬
‫و إقامتها مباشرة أمام المحكمة المختصة أو قاضي التحقيق المختص ‪ ،‬و ليس تلك التي‬
‫تساهم في إنهاء إجراءات البحث بشأن الجرائم ‪.‬‬
‫و بالتالي ‪ ،‬ال يمكن اعتبار مذكرة البحث من اإلجراءات التي يترتب عليها مباشرة رفع‬
‫الدعوى أمام المحكمة أو قضاء التحقيق ‪ ،‬و إنما هو إجراء يساعد‬
‫على إيقاف األشخاص المطلوبين إلى العدالة لضرورة البحث معهم و ال يؤدي بالضرورة‬
‫إلى عرضهم مباشرة على قضاء التحقيق أو الحكم ‪.‬‬

‫سابعا ‪ :‬إشكاليات عملية ‪:‬‬

‫هناك العديد من اإلشكاالت التي تطرحها مذكرات البحث نذكر منها ما يلي ‪:‬‬

‫أوال ‪ :‬ما يتعلق بمجريات البحث عن الجرائم ‪:‬‬

‫‪ - 1‬مرور وقت طويل على ارتكاب تلك األفعال الجرمية التي ألزمت النيابات العامة‬
‫بإصدار تعليمات إلى الضابطة القضائية بتحرير مذكرات بحث في حق مرتكبيها ‪ ،‬فبمرور‬
‫الوقت قد تستجد أمور لها عالقة بتلك األفعال كالصلح‬
‫و التنازل أو األداء أو ظهور جديد يصب في مصلحة المبحوث عنهم ‪ ،‬كما أن تلك األفعال قد‬
‫تتقادم طبقا لما ينص عليه القانون ‪ ،‬و مع ذلك تبقى العديد من مذكرات البحث سارية‬
‫المفعول في حق هؤالء إلى أن يفاجؤوا بضبطهم و إلقاء القبض عليهم بعد ذلك في أماكن‬
‫و أوقات مختلفة مما قد يشكل مسا بحرياتهم ‪.‬‬

‫و لذلك نصت الدورية األخيرة لرئيس النيابة العامة على ‪:‬‬

‫" ضرورة القيام بمراجعة دورية للمحاضر المحفوظة عقب إنجاز برقيات البحث و ذلك‬
‫بهدف التحقق من استمرار توفر المبررات القانونية التي أدت إلى إصدار التعليمات بتحرير‬
‫تلك البرقيات " ‪.‬‬

‫و كذلك إلى ‪:‬‬

‫" إصدار تعليمات ترمي إلى إلغاء جميع برقيات البحث المتعلقة بأفعال جرمية طالها التقادم‬
‫القانوني مع مراعاة األسباب القانونية لقطع التقادم "‬

‫إال أنه عمليا ‪ ،‬و أمام غياب خزان مركزي للمعلومات لدى المحاكم تمكنها من مراقبة‬
‫حاالت برقيات البحث ‪ -‬على خالف الضابطة القضائية التي تسجل برقيات البحث التي‬
‫تصدرها بالنظام المعلوماتي الرئيسي التابع إما للمديرية العامة لألمن الوطني أو القيادة‬
‫العليا للدرك الملكي ‪ ،‬يصعب على النيابات العامة مراقبة جميع مذكرات البحث المنجزة بناء‬
‫على تعليماتها ‪ ،‬فضال عن تلك التي تصدرها الضابطة القضائية تلقائيا في حاالت التلبس و‬
‫ال تكون للنيابة العامة على علم بها خاصة بعدما لم يتم تقديم أي طرف له عالقة‬
‫بموضوع البحث أمامها ‪ ،‬فيصعب عليها في مثل هذه الحاالت القيام باإلجراءات القانونية‬
‫و الالزمة لقطع التقادم خاصة و أنها ال تتوفر على أي محضر منجز في الموضوع ‪.‬‬
‫و هو الشيء الذي قد يحدث خلال في معالجة موضوع مذكرات البحث من طرف النيابة‬
‫‪_a8996.html‬تأمالت‪-‬بشأن‪-‬برقيات‪-‬البحث‪https://www.marocdroit.com/‬‬ ‫‪8/11‬‬
‫‪29/05/2024 21:54‬‬ ‫تأمالت بشأن برقيات البحث‬
‫العامة ‪ ،‬في انتظار تزويدها بنظام و تطبيق معلوماتي يتيح إمكانية ربطها بنفس الناظم‬
‫اإللكتروني الذي تعتمده الضابطة القضائية في تتبع حاالت‬
‫و موضوع برقيات البحث ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬قضايا اإلكراه البدني ‪:‬‬

‫حثت رئاسة النيابة العامة النيابات العامة المختصة على المراقبة الدورية لملفات اإلكراه‬
‫البدني للتأكد من وجود موانع قانونية للتطبيق مما قد يوجب إلغاء مذكرات البحث ‪.‬‬
‫و في هذه الحالة ‪ ،‬قد نتصور إمكانية تلك المراقبة خاصة فيما يهم المانع المتعلق بالحد‬
‫األقصى للسن القانوني لتطبيق اإلكراه البدني‪ ،‬لكن من الصعب مراقبة باقي الموانع كحالة‬
‫الحمل و اإلرضاع مثال ‪ ،‬و التي ال يمكن أن تثار إال بمناسبة إلقاء القبض على المعنيات‬
‫باألمر و إشعار النيابة العامة بذلك بعد ربط االتصال بها ‪.‬‬

‫ثالثا ‪:‬‬
‫تثار إشكاليات عملية أخرى حول إلغاء مذكرة البحث قد ال تكون لها عالقة بالبحث‬
‫التمهيدي ‪ ،‬نذكر منها ما يلي ‪:‬‬

‫‪ - 1‬في حالة صدور أمر بإلقاء القبض على المتهم من طرف قاضي التحقيق ‪،‬‬
‫و إصداره بعد ذلك أمرا نهائيا بعدم المتابعة ‪ ،‬قد يحدث أال يتم إلغاء مذكرة البحث و يظل‬
‫المتهم مبحوثا عنه بموجب األمر بإلقاء القبض‪.‬‬
‫‪ - 2‬نفس الحالة السابقة تنطبق على إجراء المسطرة الغيابية في القضايا‬
‫الجنائية ‪ ،‬حيث إنه بعد تقديم المعني باألمر لنفسه تلقائيا أو بعد إيقافه ‪ ،‬يمكن أن يصدر‬
‫قرار نهائي يقضي ببراءته أو بعقوبة حبسية موقوفة التنفيذ في حقه ‪.‬‬

‫ففي مثل هاتين الحالتين ‪ ،‬أرى أنه على النيابات العامة مواكبة تلك القرارات ‪ ،‬وأن تعمل‬
‫بمجرد استيفاء تلك القرارات و األحكام لطرق الطعن القانونية‬
‫و صيرورتها قابلة للتنفيذ أن تراسل الضابطة القضائية المختصة إللغاء مذكرة البحث‬
‫السابق تحريرها في مواجهة هؤالء األشخاص و ذلك تفاديا لكل إغفال قد يصدر عن‬
‫الضابطة القضائية و الذي يمكن أن يؤثر سلبا على حرياتهم ‪.‬‬

‫‪ - 3‬كما أنه في ما يتعلق بتنفيذ العقوبات الحبسية ‪ ،‬تعمل النيابة العامة الساهرة على‬
‫التنفيذ على إصدار أمر بإلقاء القبض على المنفذ عليه ‪ ،‬و في حالة تعذر إيقافه ‪ ،‬تحرر في‬
‫مواجهته برقية بحث على الصعيد الوطني ‪.‬‬
‫و لكن يجب عليها مواكبة تلك الملفات و مراجعتها بصفة دورية ‪ ،‬و في حالة تقادم‬
‫العقوبة أو صدور عفو في صالح المعني باألمر ‪ ،‬وجب عليها العمل على إصدار أمر بإلغاء‬
‫مذكرة البحث المسطرة في حقه ‪.‬‬

‫ثامنا ‪:‬الحلول و المقترحات ‪:‬‬

‫و حتى يسهل تصريف موضوع برقيات البحث و ضبطها و تنظيمها يمكن اقتراح مجموعة‬
‫من الحلول العملية ‪:‬‬

‫‪ .1‬العمل على خلق منظومة إلكترونية تمكن النيابات العامة من تتبع جميع مذكرات‬
‫البحث الصادرة في حق األشخاص الجاري في شأنهم بحث قانوني تحت إشرافها‬
‫سواء كان منطلقه شكاية أمامها أو بحثا مباشرا أمام الضابطة القضائية ‪.‬‬
‫‪ - 2‬العمل على إصدار تعليمات في جميع المحاضر المحالة عليها و التي يكون فيها‬
‫الشخص المعني مبحوثا عنه بواسطة مذكرة بحث ‪ ،‬و في الحالة التي ال يظهر لها من خالل‬
‫دراستها للمحضر انه لم تتم اإلشارة إلى إلغاء برقية البحث المحررة في حقه ‪ ،‬مفادها إلغاء‬
‫تلك المذكرة و اإلدالء بما يفيد ذلك ‪.‬‬

‫‪ - 3‬في حالة االستشارة الهاتفية مع النيابة العامة بخصوص البحث الجاري مع‬
‫الموقوف المبحوث عنه بواسطة برقية بحث و في الحالة التي ترتئي األخيرة إحالة الملف‬
‫على شكل معلومات قضائية نظرا لظهور جديد في النازلة كالصلح‬
‫و التنازل مثال أو في حالة تقادم الفعل الجرمي أو انعدام اإلثبات أو عدم كفاية األدلة ‪،‬‬
‫فمن األفضل أن توجه تعليمات هاتفية صريحة بإلغاء مذكرة البحث‬
‫إلى الضابطة القضائية تفاديا إلغفالها من طرف هذه األخيرة ‪ ،‬مع ما قد يترتب على ذلك‬
‫من مشاكل للشخص المعنى باألمر مستقبال من تأثير على حريته‬
‫و تنقالته داخل و خارج أرض الوطن ‪.‬‬
‫‪ - 4‬ال بد من اقتراح فرع في مشروع قانون المسطرة الجنائية الجديد يخصص لتنظيم‬
‫موضوع مذكرة البحث بتفصيل آخذا بعين االعتبار جميع اإلشكاالت التي تطرحها من‬
‫الناحية العملية و كذا الحلول التي اقترحها مختلف الفاعلين في المجال القانوني و الحقوقي‬
‫‪.‬‬
‫‪_a8996.html‬تأمالت‪-‬بشأن‪-‬برقيات‪-‬البحث‪https://www.marocdroit.com/‬‬ ‫‪9/11‬‬
‫‪29/05/2024 21:54‬‬ ‫تأمالت بشأن برقيات البحث‬

‫السبت ‪ 24‬أبريل ‪2021‬‬

‫عناوين أخرى‬ ‫<‬ ‫>‬

‫االربعاء ‪ 29‬ماي ‪22:48 - 2024‬‬ ‫االربعاء ‪ 29‬ماي ‪22:30 - 2024‬‬

‫‪CNDH ET CRDH - AVIS DE‬‬ ‫إعالن عن فتح باب الترشيح لتوظيف عدة أطر‬
‫‪RECRUTEMENT‬‬ ‫بالمجلس الوطني لحقوق اإلنسان ولجانه الجهوية‬

‫تعليق جديد‬

‫‪ * :‬االسم‬

‫‪ * :‬بريد الكرتوني‬

‫‪ :‬موقع انرتنت‬

‫‪http://‬‬

‫‪ * :‬تعليق‬

‫اشعاري عند وصول تعاليق جديدة‬

‫اقترح‬

‫عينك الرق مية عىل املعلومة الق انونية‬


‫‪Copyright © 2024 Maroc droit‬‬ ‫جميع الحقوق محفوظة للمنصة ©‪2024‬‬
‫‪MarocDroit.com‬‬
‫‪Plateforme Des Sciences Juridiques.‬‬ ‫‪ ٤٨٬٥٩١‬متابعين‬ ‫أول منصة علمية للقانون ‪ -‬مغربية غري حكومية‬
‫‪Créer en Septembre 2009 .. Date de‬‬ ‫أربع عرشة سنة في خدمة القانون‬
‫‪Lancement: Avril 2010‬‬ ‫‪2024-2010‬‬
‫مشاركة‬ ‫متابعة الصفحة‬

‫‪_a8996.html‬تأمالت‪-‬بشأن‪-‬برقيات‪-‬البحث‪https://www.marocdroit.com/‬‬ ‫‪10/11‬‬
29/05/2024 21:54 ‫تأمالت بشأن برقيات البحث‬

‫الرقم الدويل المعياري‬


International Standard Serial Number
2028-8107
‫تاريخ اإليداع‬
2012-04-17

The Founder - ‫مؤسس المنصة‬

N.bouhmidi@marocdroit.com

https://www.marocdroit.com/‫البحث‬-‫برقيات‬-‫بشأن‬-‫_تأمالت‬a8996.html 11/11

You might also like