Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 11

‫‪09/06/2024 19:57‬‬ ‫السوسيولوجيا المرئّية‪ :‬إدراك ما ال ُتدركه الكلمات – حسني عبدالعظيم – منصة معنى الثقافية‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫تسجيل الدخول‬ ‫تواصل معنا‬ ‫نشرة معنى‬ ‫شروط النشر‬ ‫الكّت اب‬ ‫من نحن؟‬

‫الفيلسوف الجدي‬ ‫المجلة السعودية‬ ‫أوراق ودراسات‬ ‫مراجعات‬ ‫مقاالت‬ ‫مقابالت وحوارات‬ ‫الرئيسية‬

‫األحد‪ ,‬يونيو ‪2024 ,9‬‬ ‫‪‬‬ ‫بحث‪...‬‬

‫السوسيولوجيا المرئّي ة‪ :‬إدراك ما ال‬


‫ُت دركه الكلمات – حسني‬
‫عبدالعظيم‬
‫‪ AA‬‬ ‫‪ 29‬يناير‪ 2021 ،‬من مقاالت‬ ‫—‬ ‫بواسطة د‪.‬حسني إبراهيم عبد العظيم‬

‫‪https://mana.net/13108/‬‬ ‫‪1/11‬‬
‫‪09/06/2024 19:57‬‬ ‫السوسيولوجيا المرئّية‪ :‬إدراك ما ال ُتدركه الكلمات – حسني عبدالعظيم – منصة معنى الثقافية‬

‫يبدو من الوهلة األولى أنه من العبث الحديث عن السوسيولوجيا المرئية ‪ ،Visual Sociology‬فهذا األمر يوحي‬
‫بشكل ما أن ثمة سوسيولوجيا مرئية‪ ،‬في مقابل سوسيولوجيا نصية أو لفظية ‪ ، Verbal Sociology‬والواقع أن أحًد ا‬
‫لم يتحدث مطلًق ا عن علماء االجتماع اللفظيين‪ ،‬وهذا أمر بدهي؛ ذلك أن علماء االجتماع يتعاملون – في العادة –‬
‫مع الكلمات واألشكال البيانية‪)Henny, Leonardo 2012:1( .‬‬

‫يحاول هذا المقال االقتراب من هذا المجال الحيوي من مجاالت علم االجتماع‪ ،‬ويرصد تطوره التاريخي‪ ،‬ويناقش‬
‫بعض قضاياه المحورية‪.‬‬

‫ماهي السوسيولوجيا المرئية؟‬

‫تمثل السوسيولوجيا المرئية واحدة من المناطق البحثية الفرعية لعلم االجتماع الكيفي ‪،Qualitative Sociology‬‬
‫ويتم تعريفها تقليدًي ا بأنها اسـتخدام الصور في البحث العلمي االجتماعي‪ ،‬ويحدد هذا التعريف هوية المرحلة األولى‬
‫من نشأة العلم‪ ،‬ويحيل إلى ما كان يفعله معظم علماء االجتماع المرئي حينئذ‪ ،‬غـير أن تطـور العلم تجـاوز بكثير مجرد‬
‫اسـتخدام تقنية تصويرية معينة وتطبيقها من أجل الحصول على أشكال أو أنماط جديدة من البيانات‪Grady, John( .‬‬
‫‪)1996: 10‬‬

‫يرتكز اهتمام السوسيولوجيا المرئية بشكل أساسي على الصورة ‪ Image‬التي غدت سمة بارزة من سمات الواقع‬
‫المعاصر‪ ،‬فنحن نتعرض اليوم – بجانب الصورة البصرية الكالسيكية – ألنماط جديدة من الممارسات البصرية مثل‬
‫مواقع التواصل االجتماعي واليوتيوب‪ ،‬والتي نمت وتطورت بجانب الممارسات البصرية الكالسيكية وتفوقت عليها‪،‬‬
‫مما استلزم نظاًم ا معرفًي ا وأدوات منهجية جديدة لفهم آليات اشتغالها ومدلوالتها المتنوعة‪Nathansohn, Reveg( .‬‬
‫‪)and Zuev, Dennis (Eds.) 2013: 2‬‬

‫فواحدة من القضايا الرئيسة التي تتأسس عليها السوسيولوجيا المرئية هي أنه يمكن الحصول على رؤية علمية‬
‫صحيحة عن المجتمع من خالل مالحظة وتحليل وتأطير مظاهره المرئية‪ :‬كما تتجلى في سلوك الناس والمنتجات‬
‫المادية للثقافة‪ .‬إن السوسيولوجيا المرئية تهدف إلى تطبيع ‪ Normalization‬استخدام الصور المرئية كشكل من‬
‫أشكال البيانات الدقيقة للبحث السوسيولوجي‪)Nathansohn, Reveg and Zuev, Dennis 2012:1( .‬‬

‫فالحقيقة أننا بالفعل نعيش عصر الصورة‪ ،‬إذ نعيش في عالم تهيمن عليه الصورة بمختلف تجلياتها‪ ،‬وتتخلله بشكل‬
‫سريع وكثيف‪ ،‬فالصور تمأل كل الفضاءات المحيطة بنا‪ :‬الصحف والمجالت والكتب والمالبس ولوحات اإلعالنات‪،‬‬
‫وشاشات التليفزيون والكمبيوتر واإلنترنت والهواتف المحمولة‪ ،‬وغير ذلك من الوسائط بشكل لم يسبق له مثيل‬
‫في التاريخ اإلنساني‪( .‬شاكر عبد الحميد ‪)1 :2005‬‬

‫وتتبنى السوسيولوجيا المرئية في مقاربة الصور البصرية واحًد ا من اتجاهين‪ :‬يتمثل االتجاه األول في أن الكثير من‬
‫يستخدم الصور الفوتوغرافية (وزاد مؤخًر ا االهتمام بالفيديو والفيلم‬ ‫المؤلفات في السوسيولوجية المرئية‬
‫السينمائي) كأداة بحثية لتسهيل عملية جمع البيانات‪ ،‬واالتجاه الثاني يقوم على معاملة الصور كبيانات في حد ذاتها‬
‫تستوجب البحث والتحليل‪ ،‬وهو ما نجده عادة في دراسات علم االجتماع للثقافة‪ ،‬حيث يكون الفيلم وغيره من‬
‫المنتجات الثقافية محل تحليل‪ ،‬باالستعانة في الغالب بعلم العالمات (السيميوطيقا) ‪(Semiotics‬جون سكوت‬
‫وجوردون مارشال ‪.)393 :2011‬‬

‫‪https://mana.net/13108/‬‬ ‫‪2/11‬‬
‫‪09/06/2024 19:57‬‬ ‫السوسيولوجيا المرئّية‪ :‬إدراك ما ال ُتدركه الكلمات – حسني عبدالعظيم – منصة معنى الثقافية‬

‫والحق أن هذه السوسيولوجيا الواعدة ال تكتفي بفهم وتحليل الظواهر المرئية فقط‪ ،‬وإنما تسمح أيضا بالمزج بين‬
‫المناهج الكيفية والكمية من أجل الكشف عن مختلف جوانب الظاهرة المدروسة‪ ،‬فثمة افتراض أساسي في التحليل‬
‫السوسيولوجي مفاده أن الصورة في ذاتها تمثل مصدًر ا مهًم ا للبيانات‪ ،‬وليست مجرد أداة توضيحية أو شكل تجميلي‬
‫للبحث السوسيولوجي‪ .‬فصورة واحدة أو مجموعة من الصور‪ ،‬يمكن أن تكون حجة في البحث السوسيولوجي إذا تم‬
‫تحليلها وتفسير مضمونها باستخدام النظرية في علم االجتماع (وهذا يسهم بدوره في تطوير النظرية‬
‫السوسيولوجية) ومن جانب آخر‪ ،‬يمكن للسوسيولوجيا المرئية أن تحلل البيانات غير البصرية‪ ،‬فعند إجراء مقابالت مع‬
‫أناس للتعرف على كيفية التقاطهم للصور وتفسيرهم لها‪ ،‬وتبادلها فيما بينهم‪ ،‬يقوم علماء االجتماع المرئي هنا‬
‫بتحليل البيانات المرتبطة بالعالم االجتماعي المحيط بالصور‪ ،‬وليس فقط االهتمام بالصور في ذاتها‪Nathansohn,( .‬‬
‫‪)Reveg and Zuev, Dennis 2012:1‬‬

‫مختصر تاريخ السوسيولوجيا المرئية‪:‬‬

‫يرى عالم االجتماع األمريكي هيوارد بيكر ) – ‪ H. Becker ( 1928‬أن نشأة علم االجتماع تزامنت مع نشأة التصوير‬
‫الفوتوغرافي‪ ،‬فقد صاغ أوجست كونت (‪ )1857 – 1798‬مصطلح علم االجتماع في عام ‪ ،1839‬وهو نفس العام‬
‫الذي استطاع فيه لويس داجير )‪ L. Daguerre (1787 – 1851‬طباعة صورة على قطعة معدنية وعرضها أمام‬
‫الجمهور‪ ،‬ومنذ البداية اشتغل الرجالن على مشروعات متنوعة‪ ،‬كان من بينها وأهمها استكشاف المجتمع‪Becker,(. .‬‬
‫‪)Howard 1974:3‬‬

‫ومع أن كاًّل من علم االجتماع والتصوير قد ظهرا في وقت واحد‪ ،‬فقد ظل كل منهما مستقاًل عن اآلخر لفترة طويلة‪،‬‬
‫إال أنه ابتداء من أواخر القرن التاسع عشر ُن شرت في األعداد األولى من المجلة األمريكية لعلم االجتماع ‪American‬‬
‫)‪ Journal of Sociology (AJS‬العديد من الصور التي التقطها علماء اجتماع ومصورون اجتماعيون ‪Social‬‬
‫‪ .Photographers‬ففي الكثير من أعداد هذه المجلة خالل السنوات الخمس عشرة األولى من تاريخها‪ ،‬وضعت الصور‬
‫بشكل أساسي لتدعيم المقاالت المتعلقة باإلصالح االجتماعي‪.‬‬

‫وقد حللت “ستاز” ‪ Stasz‬العالقة بين الصور والكلمات في هذه المقاالت‪ ،‬وخلصت إلى أن الصـور لم تدعم بشـكل‬
‫كبير المحتوى المكتوب‪ ،‬وبالتالي فقد استخدمت الصور أحياًن ا كخلفية لتحسين القيمة الفنية للمجلة‪ ،‬وفي بعض‬
‫الحـاالت كانت تطبع الصور في سلسلة لتقارن الوضع قبل وبعد حدث معين‪ ،‬بحيث تكشف الصور التباينات بين ما‬
‫قبل الحدث وما بعده‪ ،‬وكانت الصور الخاصة باألشخاص تلتقط كما هي في سياق الحياة العادية‪ .‬غير أن الجودة‬
‫التقنية للصور كانت منخفضة للغاية‪ ،‬وكانت تعاني في كثير من األحيان من التكوين الفني الخاطئ‪( ،‬على سبيل‬
‫المثال ثمة صورة لمجموعة من البروتستانت الذين ُي عّم دون‪ ،‬تتم رؤيتهم بصعوبة بالغة؛ ألنهم يختفون خلف سور‬
‫ضخم في مقدمة الصورة)‪)Henny, Leonardo 2012:1 -2( .‬‬

‫غير أن ثمة صوًر ا كانت لها قيمة وثائقية عالية‪ ،‬مثل تلك الصور التي وثقت الظروف السكنية في شيكاغو‪ ،‬وعززت‬
‫بقوة تأثير سلسلة من المقاالت حول مشكالت اإلسكان في شيكاغو خالل الفترة من ‪ 1910‬إلى ‪ 1915‬وفي حدود‬
‫عام ‪ 1914‬وقع تحول الفت فيما يتعلق بنشر الصور في المجلة األمريكية لعلم االجتماع‪ .‬فعندما تولى ألبيون سمول‬
‫‪ A .Small‬رئاسة تحرير المجلة‪ ،‬أمسك السلوكيون زمام األمور‪ ،‬وقد تملكهم شعور أن علم االجتماع ينبغي أن يتخلى‬
‫عن صورة العلم (الهاوي) ‪ Amateur‬غير الناضج ويتحول إلى علم صلب ‪ Hard Science‬يمكن أن يجمع بين البيولوجيا‬
‫والفيزياء‪ ،‬ونتيجة لذلك‪ ،‬اختفت الصور الوثائقية من المجلة بعد عام ‪ 1915‬لتحّل محلها المقاالت المدعومة‬
‫باإلحصاءات‪ ،‬ومنذ ذلك الحين اقتصرت الصور – التي كانت تطبع على ورق مصقول – على تكريم مشاهير علم‬
‫االجتماع الذين رحلوا‪)Henny, Leonardo 2012:2( .‬‬

‫‪https://mana.net/13108/‬‬ ‫‪3/11‬‬
‫‪09/06/2024 19:57‬‬ ‫السوسيولوجيا المرئّية‪ :‬إدراك ما ال ُتدركه الكلمات – حسني عبدالعظيم – منصة معنى الثقافية‬

‫وبعيًد ا عن المجلة األمريكية لعلم االجتماع‪ ،‬نجد أن بعض المؤلفات المبكرة – مثل كتاب العصابة ‪ The Gang‬لفريدرك‬
‫تراشر ‪ F. Thrasher‬عام ‪ – 1927‬قد عمدت إلى استخدام بعض الصور الفوتوغرافية لتوضيح جوانب من البحوث التي‬
‫تقدمها‪ ،‬ومع ذلك كانت القاعدة العامة أن علماء االجتماع ظّل وا يتجاهلون طوياًل الصور البصرية‪ ،‬والمالحظ أن تلك‬
‫الظاهرة لم تتكرر مع العلوم االجتماعية األخرى‪ ،‬حيث نجد مثاًل أن العديد من علماء األنثروبولوجيا قد استعانوا كثيًر ا‬
‫بالصور واألفالم‪ ،‬على نحو ما نلمسه في كتاب مرجريت ميد وجريجوري بيتسون “الشخصية البالينية ” ‪Blinese‬‬
‫‪ Character‬عام ‪( .1942‬جون سكوت وجوردون مارشال ‪)393 – 392 :2011‬‬

‫صورت ميد و بيتسون أكثر من خمس وعشرين ألف صورة التقطت على مدار عامين‪ ،‬اختارا منها ‪ 759‬صورة تم نشرها‬
‫في الكتاب‪ ،‬وُو زعت الصور على موضوعات ثقافية متنوعة‪ ،‬كتب العالمان‪“ :‬نحن نحاول أن نجرب طريقة جديدة لرصد‬
‫العالقات الخفية بين أنماط متعددة من السلوك المحدد ثقافًي ا من خالل مجموعة من الصور المترابطة‪ ،‬باستخدام‬
‫الصور يمكن استيعاب المعاني الكلية ألنماط السلوك التي قد تبدو ظاهريا منفصلة”‪)Harper, Douglas 2000:3( .‬‬

‫وفيما بعد بدأ إحياء االهتمام بوظيفة الصور في المجتمع بين علماء االجتماع في منتصف السبعينات تقريًب ا‪ ،‬حيث‬
‫صدر عدد من الكتب وطائفة من النشرات العلمية في الموضوع‪ ،‬وُع قدت االجتماعات الدورية‪ ،‬وصدرت مجلة ‪Video‬‬
‫‪ Sociology‬في جامعة بوسطن في ‪ .1974 – 1972‬وأدرجت جلسات السوسيولوجيا المرئية بشكل سنوي في‬
‫إطار مؤتمرات الجمعية األمريكية لعلم االجتماع منذ عام ‪ 1974‬في مونتريال‪ ،‬وما زالت مستمرة حتى اآلن‪.‬‬

‫ويمّث ل المقال الذي كتبه هيوارد بيكر عام ‪ 1974‬بعنوان التصوير وعلم االجتماع ‪Photography and Sociology‬‬
‫نقطًة فارقة في تاريخ السوسيولوجيا المرئية‪ ،‬حيث قدم تحلياًل عميًق ا لعمل كل من المصورين وعلماء االجتماع‪،‬‬
‫وأوضح رؤى كل فريق منهما‪ ،‬وبين كيف يمكن أن يسهم كل منهما في تقدم اآلخر‪ ،‬وركز بيكر على األرضية المشتركة‬
‫لكال الفريقين في فهم المؤسسات والنظم االجتماعية والمجتمعات المحلية‪ ،‬فعلماء االجتماع يطمحون على الدوام‬
‫لفهم كيف يعمل المجتمع‪ ،‬ويعملون على رسم خريطة ألبعاده و تحليل قطاعاته الكبرى ‪ Big Sectors‬والولوج إلى‬
‫مخابئه الصغرى ‪ Little Crannies‬لقد أرادوا اكتشاف األشياء بأسلوب علمي دقيق‪ ،‬وتطوير نظريات عامة حول‬
‫المجتمع‪ ،‬وعمل المصورون كذلك منذ البداية على استخدام التصوير كأداة الستكشاف المجتمع‪ ،‬واعتبر المصورون‬
‫ذلك إحدى مهامهم األساسية‪ .‬في البدايـة اسـتخدم بعض المصـورين الكاميرا لتصوير جوانب من حياة المجتمعات‬
‫البعيدة التي لم يرها معاصروهم على اإلطالق‪ ،‬وفي وقت الحق صور بعضهم جوانب خفية من مجتمعهم لم يرغب‬
‫معاصروهم في رؤيتها‪ ،‬حتى إنهم شاركوا علماء االجتماع ما يفعلونه‪ ،‬خاصة في مطلع القرن العشرين عندما اتفقوا‬
‫مًع ا على ضرورة فضح شرور المجتمع بالصور والكلمات‪)Becker, Howard 1974:3( .‬‬

‫وبدأت السوسيولوجيا المرئية تفسح لها مجااًل بشكل تدريجي على خارطة اهتمام علم االجتماع‪ ،‬فقد تبوأت جلسات‬
‫السوسيولوجيا المرئية مكانها في االجتماعات السوسيولوجية اإلقليمية‪ ،‬وفي المؤتمرات الدولية لعلم االجتماع في‬
‫الواليات المتحدة ابتداء من عام ‪ ،1978‬وفي المكسيك في عام (‪ .)1982‬وكانت الواليات المتحدة هي مركز النشاط‬
‫الرئيسي‪ ،‬وتحول النشاط حديثا إلى أوروبا‪ .‬واستخدمت عناوين متنوعة مثل سوسيولوجيا الصورة ’‪Sociologie de L‬‬
‫‪ image‬في فرنسا‪ ،‬وفعالية الصورة اإلعالمية ‪ medienwirkungsforschung‬في ألمانيا‪ ،‬ولكن المضمون كان واحًد ا‪.‬‬
‫وابتداء من عام ‪ 1982‬أعدت الجمعية الدولية للسوسيولوجيا المرئية منتديات في المؤتمرات الدولية في الواليات‬
‫المتحدة وأوروبا‪ ،‬وآسيا‪)Henny, Leonardo 2012:3( .‬‬

‫وفي عام ‪ 1983‬رد ثمانية أو عشرة من علماء االجتماع المرئي الذين حضروا اجتماًع ا للجمعية األمريكية لعلم االجتماع‬
‫في ديترويت على استفسارات من بعض علماء االجتماع المهتمين بالسوسيولوجيا المرئية‪ ،‬وكان من بين هؤالء‬
‫العلماء العشرة (جون جرادي) ‪ John Grady‬المخرج وعالم االجتماع الذي ساهم لعقود في خلق تيار من البحوث‬
‫المهمة في السوسيولوجيا المرئية‪ ،‬وساهم في تأسيس المجلة الدولية للسوسيولوجيا المرئية ‪International‬‬

‫‪https://mana.net/13108/‬‬ ‫‪4/11‬‬
‫‪09/06/2024 19:57‬‬ ‫السوسيولوجيا المرئّية‪ :‬إدراك ما ال ُتدركه الكلمات – حسني عبدالعظيم – منصة معنى الثقافية‬

‫)‪ ،Journal of Visual Sociology (IJVS‬وكان من بين المشاركين أيًض ا ليوناردو هيني ‪ Henny‬عالم االجتماع الهولندي‬
‫الذي أسهم في إثراء المجلة لسنوات طويلة‪)Harper, Douglas 2016:237( .‬‬

‫والحقيقة أن السوسيولوجيا المرئية بقيت بشكل عام – كما ذكرنا منذ قليل – على هامش اهتمام التيار العام لعلم‬
‫االجتماع‪ ،‬كما ظلت على هامش اهتمام الدوريات السوسيولوجية المعروفة‪ ،‬غير أنه في اآلونة األخيرة ومع‬
‫المنعطفات البصرية والتصويرية البارزة التي شهدها العالم‪ ،‬وّج ه بعض علماء االجتماع البارزين اهتمامهم نحو الدور‬
‫المتنامي للمنهجيات البصرية‪ ،‬والظواهر األيقونية ‪ Iconic Phenomena‬للثقافة المعاصرة‪ ،‬وأظهـروا رغبتهم لفهم‬
‫الوضع المهم للمرئيات في البحوث السوسيولوجية‪ ،‬وكرست المؤلفات الحديثة في السوسيولوجيا المرئية االهتمام‬
‫بقضايا اجتماعية متنوعة مثل النزاعات العرقية‪ ،‬وقضايا النوع االجتماعي‪ ،‬والهويات الجمعية‪ ،‬وتصوير المناظر الطبيعية‬
‫الحضرية‪ ،‬واستخدمت في ذلك طرًق ا معينة منها استخدام الكاميرا الفوتوغرافية والفيديو التشاركي ‪Participatory‬‬
‫)‪Video . (Nathansohn, Reveg and Zuev, Dennis 2012:1-2‬‬

‫وفي الوقت الراهن تمثل السوسيولوجيا المرئية مجموعتان دوليتان كبيرتان من الباحثين‪ ،‬األولى تمثلها الجمعية‬
‫الدولية للسوسيولوجيا المرئية )‪ The International Visual Sociological Association (IVSA‬التي تأسست في‬
‫عام ‪ ،1983‬وقامت الجمعية بدورها بإصدار مجلة السوسيولوجيا المرئية التي تغير اسمها الحًق ا إلى “دراسات مرئية”‬
‫‪ Visual Studies‬لتجذب جمهوًر ا واسًع ا من الكتاب والقراء من التخصصات البينية ‪interdisciplinary‬‬

‫أما المجموعة الثانية فتعمل تحت مظلة الجمعية الدولية لعلم االجتماع ‪International Sociological Association‬‬
‫)‪ .(ISA‬وأنشأ هذه المجموعة كل من دينيس زيوف وريفيج ناثانسون ‪ Dennis Zuev and Regev Nathansohn‬وتم‬
‫عقد جلساتها االفتتاحية في عام ‪ ،2008‬وتنظم هذه المجموعة جلسات في منتديات الجمعية الدولية لعلم‬
‫االجتماع‪ ،‬وتعقد مؤتمرات دولية دورية‪ ،‬كما تصدر نشرات نصف سنوية تتعلق باألنشطة واألبحاث المرئية‪.‬‬
‫(‪)Nathansohn, Reveg and Zuev, Dennis 2012:4-5‬‬

‫وتنشر اآلن المجلة الدولية للسوسيولوجيا المرئية دراسات ومقاالت متعلقة بقضايا المرئيات لعلماء االجتماع من‬
‫مختلف أنحاء العالم‪ .‬وفي إطار السوسيولوجيا المرئية يمكن اليوم التمييز بين اتجاهين رئيسيين‪:‬‬

‫(أ) المصلحون االجتماعيون الذين استمروا على نهج علماء االجتماع والمصورين األمريكيين األوائل‪.‬‬

‫(ب) السلوكيون الذين برزوا في عهد ألبيون سمول‪ ،‬وكانوا ضد التصوير‪ ،‬ولكنهم يستخدمون اآلن تقنيات تصويرية‬
‫كأدوات للبحث اإلمبيريقي‪ ،‬ويستخدمونها أيًض ا لتحسين المقدرة والكفاءة في التدريس‪ .‬يميل المصلحون‬
‫االجتماعيون إلى توجيه رسائل‪ ،‬كما يميلون إلى االنخراط في إنتاج وسائل سمعية وبصرية للفعل االجتماعي‪ ،‬بينما‬
‫يميل السلوكيون إلى استخدام الصور واألفالم والفيديوهات كأدوات للقياس العلمي‪ ،‬بغض النظر عن تحقيق‬
‫أهداف اجتماعية معينة‪.‬‬

‫وبجانب هذين االتجاهين‪ ،‬كان االتجاه اإلثنوميثودولوجي أحد المداخل المنهجية المهمة في علم االجتماع التي‬
‫وظفت البيانات المرئية‪ ،‬وقد انشغل منظرو هذا االتجاه بالممارسات البصرية ضمن موضوعات أخرى‪Nathansohn,( .‬‬
‫‪)Reveg and Zuev, Dennis 2012:2‬‬

‫ومن جهة أخرى فقد تم بالفعل تحليل العديد من المجاالت الكالسيكية للبحث في علم االجتماع من خالل عدسة‬
‫السوسيولوجيا المرئية مثل‪ :‬الطبقة والنوع واألسرة والقومية والتنوع الثقافي‪ ،‬والعالقات العرقية والعمل‬
‫والتنظيمات االجتماعية والحياة الحضرية‪ ،‬كما تظهر السوسيولوجيا المرئية – على سبيل المثال ال الحصر – في‬

‫‪https://mana.net/13108/‬‬ ‫‪5/11‬‬
‫‪09/06/2024 19:57‬‬ ‫السوسيولوجيا المرئّية‪ :‬إدراك ما ال ُتدركه الكلمات – حسني عبدالعظيم – منصة معنى الثقافية‬

‫مجاالت البحث األكثر حداثة‪ ،‬مثل االحتجاجات والحركات االجتماعية‪ ،‬ووسائل اإلعالم الجديدة‪Nathansohn,( .‬‬
‫‪)Reveg and Zuev, Dennis 2012:2‬‬

‫أما في الفضاء العربي‪ ،‬فثمة غياب ظاهر لهذا المجال وغيره من المجاالت المهتمة بقضايا الصورة وجمالياتها‪ ،‬حيث ال‬
‫يجد المرء إال جهوًد ا متناثرة ال تمثل تياًر ا فكرًي ا واضح القسمات‪ ،‬وحسبما يذكر فريد الزاهي فإن علماء الجماليات في‬
‫البالد العربية قليلون‪ ،‬وأقل منهم الباحثون في مجال الصورة‪ .‬وثمة وشائج كثيرة بين المجالين‪ ،‬وإن كانت الجماليات‬
‫أعم موضوًع ا من مبحث الصورة الذي يعد تفريًع ا مرّك ًب ا منها‪ ،‬إذ تمنح الجماليات للبحث في الصورة األساس الفلسفي‬
‫والفكري الذي تحتاجه مقاربة الصور‪ ،‬في بساطتها وتعقدها‪ ،‬وترابطاتها المتعددة‪.‬‬

‫ولسوء حظ الثقافة العربية المعاصرة أنها ال تتوفر على علماء جماليات مرجعيين كثيرين وال على وفرة من الباحثين‬
‫المتخصصين في الصورة‪ ،‬باعتبار أن هذين المبحثين ال يزاالن مهمشين في ثقافة يغلب عليها التمركز حول اللغة‬
‫واألدب والنصية الدينية‪( .‬فريد الزاهي ‪2019‬ب)‬

‫بعض مظاهر التحليل السوسيولوجي للصورة‪:‬‬

‫تمثل الصورة مصدًر ا ثرًي ا للمعلومات‪ ،‬إذ أنها تنتج كثيًر ا من المعاني العميقة التي قد ال تحيط بها البيانات المجـردة‪،‬‬
‫فقد تتضمن الصور معلومات بسيطة يمكن تحديدها أوقياسها بوسائل شتى‪ ،‬غير أنها أيًض ا تمثل مستودعات‬
‫للمعنى ساحرة وغامضة في آن‪)Grady, John 1996: 10( .‬‬

‫إن الصورة في عالم اليوم كما ترى رشيدة التريكي هي إحدى المفاهيم الفلسفية األكثر إشكالية بما تملكه من‬
‫رهانات حاسمة في الوضع الراهن‪ .‬وتؤكد أنه بإمكاننا اليوم الحديث بسهولة عن “حرب الصور”‪ ،‬وذلك بالنظر إليها‪،‬‬
‫حسب السياقات‪( ،‬بوصفها أسلحة تشَّر ع أو ُت منع أو تتم المتاجرة بها‪ ،‬أو بوصفها أسلحة استراتيجية‪ .‬بل إنها تنحو إلى‬
‫أن تغدو وسائل للسيطرة في خضم التفاوت الكبير بين القوى المنتجة للتقنيات الجديدة وباقي بلدان العالم)‬
‫(رشيدة التريكي ‪)2019‬‬

‫لم تعد الصورة بألف كلمة كما كان يقول المثل الصيني القديم‪ ،‬وإنما أضحت الصورة بماليين الكلمات‪ُ ،‬ت حيلنا صور‬
‫بعض األحداث القريبة إلى هذا المعنى‪ :‬الهجوم على مركز التجارة العالمي في نيويورك في الحادي عشر من سبتمبر‬
‫‪ ،2001‬سقوط تمثال صدام حسين في قلب بغداد في ‪ ،2003‬وصور القبض عليه ثم محاكمته وإعدامه‪ ،‬صورة‬
‫استشهاد الطفل الفلسطيني محمد الدرة وهو في حضن أبيه في عام ‪ ،2000‬وصور لوحات مثل الموناليزا‬
‫لدافنشي‪ ،‬والجيرنيكا لبيكاسو‪ ،‬والصرخة لمونش وغيرها من الصور التي فاق تأثيرها في الوعي اإلنساني ماليين‬
‫الكلمات‪( .‬شاكر عبد الحميد ‪)5 :2005‬‬

‫تاريخًي ا‪ ،‬لعبت الصورة بمختلف تجلياتها دوًر ا مهًم ا في التاريخ اإلنساني‪ ،‬منذ مراحله المبكرة‪ ،‬وجّس دت مراحل تطوره‬
‫الكبرى‪ ،‬ووّث قت وقائع اجتماعية وسياسية متنوعة‪ ،‬وعكست أوضاًع ا اجتماعية ورؤى ثقافية وحضارية متباينة‪،‬‬
‫والحقيقة أن جزًء ا كبيًر ا من معرفتنا بالتاريخ اإلنساني مدين بال شك لإلبداع الفني المصور‪ ،‬وربما يمثل الفكر الديني‬
‫مجااًل جلًّي ا يكشف أهمية الصورة في تاريخ اإلنسان‪.‬‬

‫فقد لعبت اإليقونات ‪( Icons‬وهي صور ذات مضامين الهوتية مسيحية) دوًر ا مهًم ا في نشر العقيدة المسيحية‪،‬‬
‫وقد جّس دت هذه األيقونات طائفة من التعاليم والعقائد الدينية‪ ،‬وعكست روح الدين الجديد‪ ،‬فقد أبرزت قيم‬
‫الوداعة والسالم والورع والخشوع‪ ،‬كما خلت من مناظر تعذيب القديسين‪ ،‬وخلت كذلك من الصور المخيفة‬
‫كالجماجم والعظام والصور المتخيلة للشيطان‪ ،‬كما كان يرسم الرسامون في الحضارتين البيزنطية واليونانية‪( .‬رؤوف‬
‫حبيب‪ :‬د‪.‬ت‪)14 – 13 .‬‬
‫‪https://mana.net/13108/‬‬ ‫‪6/11‬‬
‫‪09/06/2024 19:57‬‬ ‫السوسيولوجيا المرئّية‪ :‬إدراك ما ال ُتدركه الكلمات – حسني عبدالعظيم – منصة معنى الثقافية‬

‫وتتوفر الحضارة اإلسالمية – على خالف ما يدعيه كثير من الغربيين – على تراث غني في إنتاج الصور‪ ،‬لقد أنتج‬
‫المسلمون في الماضي‪ ،‬وخاصة الفرس منهم والهنود والترك – عدًد ا ال ُي حصى من المنمنات (وهي لوحات فنية‬
‫تمزج النصوص بالرسوم التوضيحية المزركشة وتعكس روح الحضارة اإلسالمية) كما أن كافة المسلمين في الحاضر‬
‫ينتجون الصور ويستهلكونها بواسطة السينما والتليفزيون وغيرهما‪ ،‬إن المجال الوحيد الذي تحظر فيه الصور‬
‫التشخيصية في اإلسالم هو أماكن العبادة‪ ،‬حيث أن العقيدة اإلسالمية لم تستغل الصور لنشر مبادئها‪ ،‬خالًف ا‬
‫للمسيحية والبوذية على سبيل المثال‪ ،‬يذكر توماس أرنولد ‪ Thomas Arnold‬في كتابه ‪ Painting in Islam‬أن من‬
‫بين األديان الثالثة الكبرى – البوذية والمسيحية واإلسالم – التي كانت تتوخى االنتشار في العالم من جالل جذب‬
‫أنصار عن طريق كل أشكال اإلجراءات اإلعالمية‪ ،‬وحده اإلسالم رفض استعمال الفنون التصويرية كوسيلة لشرح‬
‫مبادئه ونشر عقيدته‪( .‬فاطمة المرنيسي ‪)28 – 27 :2000‬‬

‫ولذلك أصبح التصوير اإلسالمي (نشاًط ا مدنًي ا) في طبعه يتم النظر إليه كفٍّن من فنون الدنيا‪ ،‬وليس (عماًل الهوتًي ا)‬
‫كعمل من أعمال اآلخرة‪ ،‬فلم يستعمل التصوير لخدمة الدين وتسويق عقائده‪ ،‬ولم يدخل المساجد‪ ،‬ولم يدرج في‬
‫تجميل المصحف‪ ،‬ولم يتخذ كوسيلة لنشر الدين – كما هو الحال في المسيحية وديانات أخرى – وانصرف الفنانون‬
‫المسلمون إلى إتقان الزخارف النباتية والهندسية‪ ،‬وصياغة الزخارف الخطية الرائعة‪ ،‬وغير ذلك من فنون التصوير التي‬
‫عكست جانًب ا من جوانب القيم االجتماعية واإلسالمية‪( .‬أبو الحمد محمود فرغلي ‪)26 :2000‬‬

‫والحّق أن العديد من الخلفاء والملوك المسلمين – سواء أكانوا عرًب ا أم غير عرب – كانوا (مشجعين كرماء) لفنون‬
‫التصوير منذ القرن الثاني الهجري‪ ،‬وبلغ فّن المنمنمات أوج ازدهاره في القرن السابع الهجري‪ ،‬فخالل حكم دولة‬
‫الصفويين الفارسية ازدهر هذا الفن‪ ،‬وكان الملوك المسلمون من إيران إلى الهند يجمعون أعداًد ا هائلة من الفنانين‬
‫والحرفيين لصنع تلك المنمنات الفنية الجميلة‪( .‬فاطمة المرنيسي ‪)29 – 28 :2000‬‬

‫والواقع أن هذه المنتجات التصويرية كانت – بجانب قيمتها الفنية والجمالية – كاشفة للبناء السياسي واالجتماعي‬
‫والطبقي في تلك الفترة (القرن السابع الهجري – الثالث عشر الميالدي)‪ ،‬ويمكن القول أيًض ا إنها كانت واحدة من‬
‫ذلك أن هذه الصور كانت تعكس الطابع األسمى لالمتياز‬ ‫المؤشرات التي تنّب ئ عن انهيار حضارة‪ ،‬وانبثاق أخرى‪.‬‬
‫وبناء القوة في الدول اإلسالمية آنذاك‪ ،‬حيث لم يكن للفقراء فيها نصيب‪ ،‬على خالف ما كان متبًع ا في أوروبا‪،‬‬
‫عندما كان يطلب ملك فرنسي أو إيطالي لوحة من فنان فإنه كان يضعها في متحف لتجلب المتعة لكافة الرعايا‪ ،‬ولم‬
‫يكتنزها لنفسه‪ ،‬أما في كثير من ممالك اإلسالم آنذاك لم تكن تلك الصور والمنمنات موجهة للعامة‪ ،‬أي الجماهير‬
‫التي يجب – حسب الفهم السائد قمعها ال تعليمها أو تثقيفها – وحدها الطبقة العليا (طبقة الخاصة) التي تتشكل‬
‫من الحاكم وحاشيته هي الجديرة باالستمتاع بالصور النادرة التي تحفظ في مخطوطات نادرة‪ ،‬وقد استمر احتكار‬
‫الخاصة إلنتاج واستهالك الصور حتى السنوات األخيرة‪ ،‬عندما تزعزع هذا االمتياز بظهور وسائل االتصال الحديثة التي‬
‫قضت على هذا االمتياز البصري للطبقة العليا وهو ما ساهم من جانب آخر في تقوية سلطة الجماهير‪( .‬فاطمة‬
‫المرنيسي ‪)30: 2000‬‬

‫حديًث ا‪ ،‬ربما يعد الكتاب الذي أصدره بيير بورديو (‪ )2002 – 1930‬وزمالؤه في عام ‪ 1965‬بالفرنسية تحت عنوان ‪Un‬‬
‫‪ Art Moyen‬وترجم إلى اإلنجليزية عام ‪ 1990‬بعنوان ‪ Photography: A Middle-Brow Art‬من أفضل الموضوعات‬
‫تمثياًل لالهتمام السوسيولوجي بالتصوير واألنشطة البصرية‪ ،‬وقد ارتكز اهتمام الكتاب على التصوير كممارسة‬
‫اجتماعية‪.‬‬

‫في هذا الكتاب يضع بورديو ورفاقه ممارسة التصوير في سياق الممارسات االجتماعية األوسع التي تشكل الهوية‬
‫االجتماعية‪ ،‬وعلى الرغم من أن عنوان الكتاب يتضمن مصطلح التصوير ‪ ،Photography‬إال أننا عند مطالعة الكتاب‬
‫نكتشف أنه ال يتناول التصوير في ذاته‪ ،‬وإنما يهتم به كممارسة اجتماعية ذات دالالت رمزية واجتماعية‪ .‬وبهذه‬

‫‪https://mana.net/13108/‬‬ ‫‪7/11‬‬
‫‪09/06/2024 19:57‬‬ ‫السوسيولوجيا المرئّية‪ :‬إدراك ما ال ُتدركه الكلمات – حسني عبدالعظيم – منصة معنى الثقافية‬

‫للتصوير في سياقه االجتماعي األوسع‪ ،‬فمن الصعب فصل الصورة عن دالالتها‬ ‫الطريقة يقدم الكتاب تحلياًل‬
‫االجتماعية‪ ،‬ومن أجـل ذلك يرفض بورديو االفتراض البسيط القائل بأن الصورة ينبغي أن تكون فقط مجرد توضيح‬
‫بصري لقضية سوسيولوجية أكبر‪)Gonzalez, J.A., 1992:126( .‬‬

‫فعلى المستوى العام أوضح بورديو – ابتداء – أن التصوير ممارسطة وسيطة‪ ،‬إي أنها ترتبط بشكل أساس بالطبقة‬
‫الوسطى‪ ،‬كما أن انخراط الناس في أنماط مختلفة من األنشطة التصويرية يمكن أن يساهم في تالشي الحدود‬
‫الطبقية‪)Nathansohn, Reveg and Zuev, Dennis 2012:2( .‬‬

‫ويضع بورديو األسرة في قلب مناقشاته‪ ،‬مؤكًد ا أن هذه الجماعة هي التي تستدعي أكثر من أي جماعة أخرى‬
‫ممارسة التصوير كـأداة للتكامل االجتماعي‪ ،‬يقول بورديو‪( :‬من الواضح أن ممارسة التصوير الفوتوغرافي موجودة‬
‫ومستمرة فقط بحكم وظيفتها العائلية أو باألحرى الوظيفة الممنوحة لها من قبل األسرة‪ ،‬أي وظيفة توثيق وتخليد‬
‫أبرز نقاط الحياة العائلية‪ ،‬باختصار يعمل التصوير على تعزيز التضامن العائلي من خالل إعادة تأكيد شعور العائلة بذاتها‬
‫ووحدتها‪ ،‬ويكشف التصوير أيًض ا عن بناء السلطة داخل األسرة‪( ،‬كما يتضح من موقع األب مثاًل في صدارة الصورة)‬
‫وبما أن الصور العائلية تجسد طقوس الحياة المنزلية في المناسبات المختلفة‪ ،‬فإنها تجسد المعنى االحتفالي الذي‬
‫تعطيه األسرة لنفسها‪ .‬إن الحاجة إلى الصور وإلى المزيد من التقاط الصور تزداد كلما زاد تكامل األسرة وتضامنها‪.‬‬
‫(‪)Bourdieu, Pierre 1990:19‬‬

‫وثمة مفكر آخر اهتم اهتماًم ا خاًّص ا بالصورة وُق درتها على تشكيل الوعي في المجتمع المعاصر‪ ،‬وهو الفيلسوف وعالم‬
‫االجتماع الفرنسي جان بودريار (‪ .)2007 – 1929‬يرى بودريار أن طبيعة العالم اآلن قد تغَّي رت نتيجة دخول العديد‬
‫من الُم تغِّي رات التي أَّث رت في ُط رق تعاملنا وتواُص لنا مع العالم ومع اآلخرين‪ .‬أهم تلك المتغيرات دخول الصورة في‬
‫تعاملنا مع األشياء من حولنا؛ فقد حَّل ت الصورة محَّل اللغة‪ .‬إن الصورة قد أنشأت في البداية عالًم ا موازًي ا لعالم‬
‫الواقع‪ ،‬ما لبث هذا العالم أن تضَّخ م حتى استوعب العالم الواقعي بأكمله‪ ،‬لدرجٍة أصبح معها هذا األخير جزًء ا ضئياًل‬
‫من األول‪ .‬وهو ما يعني في النهاية أن ثمة تغيًر ا أنطولوجًّي ا (وجودًي ا) طرأ على طبيعة العالم من حولنا‪ ،‬ما َي ستوجب‬
‫معه جهًد ا نظرًّي ا موازًي ا للكشف عنه وتحليله‪ .‬وبجانب التغير الذي ألحقته الصورة على الطبيعة األنطولوجية للعالم؛‬
‫فثمة مستًو ى آَخ ر للصورة ذو طبيعة إبستمولوجية يتعَّل ق بمشكلة التمثيل ‪( representation‬أي الصور الذهنية‬
‫واإلدراكات التي ُي كِّو نها اإلنسان عن العالم الخارجي والتي تغدو بعد ذلك أشبه بالموجهات التي توِّج ه طريقة تفكيره‬
‫وتحكم استجاباته في العالم)‪( .‬بدر الدين مصطفى ‪)208 :2017‬‬

‫فإذا وضعنا في االعتبار أن الصورة أصبحت تحتُّل مكانة كبيرة في المشهد الثقافي الراهن‪ ،‬فإن النتيجة المترتبة على‬
‫ذلك أن ما يكتسبه اإلنسان من خالل وسيط الصورة يتحَّك م في رؤيته للعالم من حوله‪ ،‬وينعكس على طبيعة سلوكه‬
‫ووجوده في العالم‪ ،‬ومن هنا يتشَّك ل العالم الخارجي ويَّت خذ صورته في العقل اإلنساني عْب ر ذلك الوسيط – وسيط‬
‫الصورة – وبعبارة أخرى‪ ،‬إذا كان اإلنسان في النهاية محِّص لة تمُّث الته عن العالم‪ ،‬وإذا كانت تلك التمثالت في‬
‫معظمها تتُّم اآلن عْب ر وسائل اإلعالم‪ ،‬أي من خالل توُّس ط الشاشة‪ ،‬وعْب ر تقنيات صناعة الخبر‪ ،‬فإن النتيجة هي أن‬
‫ُج ل تمُّث الت اإلنسان عن الواقع وبالتالي استجاباته في العالم‪ ،‬هي في حقيقة األمر تجليات لعالم الصورة ‪( .‬بدر الدين‬
‫مصطفى ‪)209 :2017‬‬

‫ويؤكد بودريار على فرضية مهمة وهي أن الصورة بطبيعتها غير ُم حايدة أو غير بريئة؛ فالصورة ال َت نقل الحدث كما هو؛‬
‫ألن الصورة إذا كانت تقوم بوظيفتها عْب ر تقنية آلية محددة‪ ،‬فإن هذه التقنية ال تعمل بمفردها‪ ،‬بل توجد ذات عارفة‬
‫تقف وراءها‪ ،‬ذات محَّم لة بنسق معرفي وأيديولوجي يحكم رؤيتها للعالم ويتدخل بالتالي في فعل التقاط الصورة‬
‫للحدث‪ .‬إذا أضفنا إلى هذا‪ ،‬التطور التكنولوجي الهائل الذي نشهده اآلن في تقنيات صناعة الصورة‪ ،‬مع ضعف‬

‫‪https://mana.net/13108/‬‬ ‫ِّت‬ ‫‪8/11‬‬


‫‪09/06/2024 19:57‬‬ ‫السوسيولوجيا المرئّية‪ :‬إدراك ما ال ُتدركه الكلمات – حسني عبدالعظيم – منصة معنى الثقافية‬

‫األدوات التحليلية المقاومة للخطاب البصري‪ ،‬فإَّن النتيجة الُم ترِّت بة على ذلك حالة عالية من استالب الوعي اإلنساني‬
‫داخل عالم من الصور المحَّم ل باأليديولوجيات المختلفة‪( .‬بدر الدين مصطفى ‪)210 – 209 :2017‬‬

‫والحقيقة أن الصورة في الوقت الراهن تعكس كثيًر ا من جوانب التغير االجتماعي الحديث‪ ،‬كما تضفي أبعاًد ا ودالالت‬
‫عميقة عن الواقع االجتماعي المأزوم‪ ،‬فحتى وقت قريب‪ ،‬لم يكن أحد يتصور أن الصورة يمكن أن تكون قاتلة إال على‬
‫سبيل المجاز‪ .‬وحتى ماري جوزي موندزان‪ ،‬التي منحت ألحد كتبها عنواًن ا يوحي بأن “الصورة قد تكون قاتلة”‪ ،‬ال تثبت‬
‫بأن الصورة قاتلة وال تجيب باإليجاب على السؤال الذي يطرحه عنوان ذاك الكتاب‪ ،‬تكتفي الفيلسوفة فقط باإلصرار‬
‫على أن “الصورة كانت دائًم ا ومنذ بداية التاريخ عنيفة‪ ،‬إنه عنف مضمونها باألساس‪ .‬فالصور التلفزيونية اليوم تجعل‬
‫من الحروب والعنف والقتل وسفك الدماء مجالها “الجمالي” والتداولي بامتياز‪ .‬وهو أمر يطرح هوية الصورة نفسها‬
‫من حيث هي وعاء ملتبس يمكن أن يضع فيه المصور كل ما يبتغيه‪ ،‬ويمكن أن يتحول إلى مجال صراع واضح حول‬
‫السلطة والمال‪ .‬وذلك هو مجال اإلعالن الذي يتالعب برغبة الناظر ويحوله إلى كائن مستهلك على الدوام‪ ،‬بيد أن‬
‫عنف الصور حسب بعض الباحثين ليس بالضرورة ذا آثار سيئة أو مستهجنة على الناشئة‪ .‬فقد قام عالم النفس‬
‫الفرنسي سيرج تيسيرون في كتابه فضائل الصورة – معتمًد ا على مئات األمثلة – بالتدليل على أن الصور توفر العديد‬
‫من المحاسن ولها الكثير من اإليجابيات التي تساهم في هيكلة شخصية المراهقين‪( .‬فريد الزاهي ‪ – 2019‬منصة‬
‫معنى)‬

‫ثمة خالصة نهائية في هذا السياق وهي أن البحث عن الدالالت الرمزية للصورة‪ ،‬والحفر في أبعادها الفلسفية‬
‫واالجتماعية والثقافية يمثل َم ِع يًن ا فكرًي ا ال ينضب‪ ،‬ويفتح آفاًق ا رحبة في الدرس السوسيولوجي المعاصر‪ ،‬وهو ما‬
‫يؤكد مجدًد ا أهمية وجود السوسيولوجيا المرئية في الفضاء األكاديمي والثقافي العربي‪ ،‬حتى نواكب المنجزات‬
‫الفكرية الغربية التي ترتاد كل يوم حقواًل معرفية جديدة توسع الهوة المعرفية بيننا وبينهم‪.‬‬

‫المراجع‪:‬‬

‫أبو الحمد محمد فرغلي (‪ )2000‬التصوير اإلسالمي‪ :‬نشأته وموقف اإلسالم منه وأصله ومدارسه‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫الدار المصرية اللبنانية‪.‬‬

‫بدر الدين مصطفى (‪ )2017‬دروب ما بعد الحداثة‪ ،‬مؤسسة هنداوي سي آي سي‪ ،‬وندسور‪ ،‬المملكة‬
‫المتحدة‪.‬‬

‫جون سكوت وجوردون مارشال (‪ )2011‬موسوعة علم االجتماع‪ :‬المجلد الثاني‪ ،‬ترجمة محمد الجوهري‬
‫وآخرين‪ ،‬القاهرة‪ ،‬المركز القومي للترجمة‪.‬‬

‫رشيدة التريكي (‪ )2019‬حرب الصور‪ ،‬ترجمة فريد الزاهي‪ ،‬منصة معنى الثقافية‪:‬‬
‫‪https://mana.net/archives/2130‬‬
‫‪Send‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪Share‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪Send‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪Tweet‬‬ ‫‪Share‬‬ ‫‪‬‬
‫رؤوف حبيب (د‪.‬ت) األيقونات القبطية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مكتبة المحبة‪.‬‬

‫فاطمة المرنيسي (‪ )2000‬شهرزاد ترحل إلى الغرب‪ ،‬ترجمة فاطمة الزهراء أزرويل‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬المركز‬
‫المقال التالي‬ ‫السابقالعربي‪.‬‬
‫الثقافي‬
‫المقال‬

‫عبده أبوالعال‬‫‪https://mana.net/archives/1690‬‬
‫فريد الزاهي (‪ )2019‬الصورة والموت‪ ،‬منصة معنى الثقافية‪:‬من الليبرالية إلى الليبرتارية – محمد‬
‫‪https://mana.net/13108/‬‬
‫ّل‬ ‫‪9/11‬‬
09/06/2024 19:57 ‫ إدراك ما ال ُتدركه الكلمات – حسني عبدالعظيم – منصة معنى الثقافية‬:‫السوسيولوجيا المرئّية‬

.‫ المذكور آنًف ا‬،‫الترجمة–لمقال رشيدة التريكي حرب الصور‬


‫في حياتنا‬ ‫ال بّد‬
‫ب)منه‬
‫تقديم‬ ‫الزاهياّل ذي‬
2019( ‫فّن‬
‫فريدالتمويه‬
‫أنطونيوس نادر‬
Becker, Howard (1974) Photography and Sociology, Studies in Visual Communication,
.Volume 1, Issue 1
‫في تفسير هايدغر ألصل العمل الفني | جاسم‬
.Bourdieu, Pierre (1990) Photography: A Middle-brow Art, Polity Press, Cambridge
‫الضامن‬
.Grady, John (1996) The Scope of Visual Sociology, Journal of Visual Sociology, Vol.11 No.2
2024 ،‫ يونيو‬9 

Harper, Douglas (2000) The image in sociology : histories and issues, Journal des
‫إن عملية الفن مهمة فكرية تثبت حقيقتها من خالل الوعي العميق‬
.anthropologues Association française des anthropologues, 80-81
...‫بالذات والنشاط التأملي والتفكير التجاوزي الذي يؤثر في تبعات‬
Harper, Douglas (2016) The Development of Visual Sociology: A view from the inside, Rivista
.Italiana di Sociologia, Società Mutamento Politica, vol. 7, n. 14

Henny, Leonardo (2012) Trend Report: Theory and Practice of Visual Sociology, In Jason
‫الغذامي بين أبي تمامين أم أبو تمام بين‬
.Hughes (ed.) Sage Visual Methods, Vol., 1, Sage
‫غذاميين؟ | هيثم الصديان‬
Gonzalez, J.A., (1992) A Contemporary Look at Pierre Bourdieu’s Photography: A Middle-Brow
2024 ،‫ يونيو‬6 
. Art, Visual Anthropology Review, Volume 8, Number 1
‫معلوم‬ ‫قراءة في إشكاليات النقد الثقافي بين التحول والتناقض‬
Nathansohn, Reveg and Zuev, Dennis (2012) Visual Sociology, in George Ritzer and J.
...‫للمهتمين بالشأن النقدي العربي أن الدكتور عبدالله الغذامي قد تحول‬
Michael Ryan (eds.) Blackwell Encyclopedia of Sociology. Blackwell Publishing, Blackwell
.Reference Online. DOI: 10.1111/b.9781405124331.2007.x

Nathansohn, Reveg and Zuev, Dennis (Eds.) (2013) Sociology of the Visual Sphere, Routledge
‫ راهب بوذي يسـأل‬:‫مهمــة التفـكــير اليـوم‬
.Advances in Sociology (Book 91) , Routledge
‫هـيـدغـر | ترجمة حمـزة فنـيــن‬
2024 ،‫ يونيو‬5 

‫ اسمه‬، ‫ بحواٍر ُم صَّو ٍر مع راهٍب بوذٍي‬،1964 ‫ سبتمبر‬28 ‫ بتاريخ‬،‫قام هيدغر‬ ‫معنى‬ ‫فكر‬ ‫علم اجتماع‬ :‫الوسوم‬
...‫ قام بزيارته‬،)Bhikko Maha Mani( ‫بهيكو ماها ماني‬

‫المعنى األخير للفلسفة | يزيد بدر‬


2024 ،‫ يونيو‬4 

‫ ال شك أن الحياة المعاصرة قدمت الكثير من النماذج التي تضع‬:‫تمهيد‬


...‫الفلسفة في زاوية ال مفر منها وهي "لم‬

https://mana.net/13108/ 10/11
‫‪09/06/2024 19:57‬‬ ‫السوسيولوجيا المرئّية‪ :‬إدراك ما ال ُتدركه الكلمات – حسني عبدالعظيم – منصة معنى الثقافية‬

‫عن منصة معنى‬

‫«معنى»‪ ،‬مؤسسة ثقافية تقّد مية ودار نشر تهتم بالفلسفة والمعرفة والفنون‪ ،‬عبر مجموعة متنوعة من المواد المقروءة والمسموعة‬
‫والمرئية‪ .‬انطلقت في ‪ 20‬مارس ‪ ،2019‬بهدف إثراء المحتوى العربي‪ ،‬ورفع ذائقة ووعي المتلّق ي المحلي والدولي‪ ،‬عبر اإلنتاج األصيل‬
‫للمنصة والترجمة ونقل المعارف‪.‬‬

‫روابط سريعة‬

‫أرشيف معنى‬

‫مكتبة معنى‬

‫تطبيق معنى‬

‫األفالم‬

‫التصنيفات‬

‫الفلسفة اآلن‬ ‫الحياة الطيبة‬ ‫إيون‬ ‫إعالنات معنى‬ ‫أوراق ودراسات‬ ‫‪SJPS‬‬ ‫‪Articles & Essays‬‬

‫مقابالت وحوارات‬ ‫مراجعات‬ ‫غير مصنف‬ ‫بودكاست‬ ‫المتن الفلسفي‬ ‫المتن الفلسفي‬ ‫الفيلسوف الجديد‬

‫مقاالت مميزة‬ ‫مقاالت‬

‫‪/‬‬ ‫الشروط واألحكام‬ ‫‪/‬‬ ‫السلة‬ ‫‪/‬‬ ‫نشرة معنى‬ ‫‪/‬‬ ‫شروط النشر‬ ‫‪/‬‬ ‫الكّت اب‬ ‫‪/‬‬ ‫من نحن؟‬ ‫‪/‬‬ ‫الرئيسية‬
‫تواصل معنا‬ ‫‪/‬‬ ‫سياسة الخصوصية‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬


‫© ‪ 2024‬منصة معنى الثقافية‬

‫‪https://mana.net/13108/‬‬ ‫‪11/11‬‬

You might also like