Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 40

‫۞منتديات البشرى اإلسالمية۞‬

‫‪https://www.nasser-‬‬
‫‪yamani.com/showthread.php?p=4733‬‬
‫اإلمام ناصر محمد اليماني‬
‫‪ 1428 - 03 - 09‬هـ‬
‫‪ 2007 - 03 - 28‬مـ‬
‫‪ 10:17‬مساء‬
‫________‬
‫التاريخ األصلي‪2005-03-16 :‬‬

‫النبـــــــأ العظيـــــــــم ‪..‬‬


‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫س َماء َواألرض إنَّهُ لَ َح ٌّق مثْل َما إنِّكم‬ ‫{فَ َو َر ِّ‬
‫ب ال َّ‬
‫ت َ ْنطقُون}‬
‫صدق هللا العظيم [الذاريات‪]23:‬‬

‫من الشيخ ناصر محمد اليماني إلى النِّاس كافةً‬


‫والسالم على من اتِّبع الهدى‪ ،‬أ ِّما بعد‪..‬‬
‫أيِّها النِّاس لقد انتهت دنياكم وجاءت آخرتكم واقترب‬
‫حسابكم وأنتم في غفل ٍة معرضون‪ ،‬أيِّها النِّاس لقد‬
‫بعثني هللا إليكم بما وعدكم أن يريكم آياته في اآلفاق‬
‫ِّ‬
‫الحق لجاهلكم‬ ‫وفي أنفسكم حتِّى يتبيِّن لكم أنِّه‬
‫وعالمكم بالعلم والمنطق على الواقع الحقيقي وذلك‬
‫بأن دنياكم قد انتهت بالعلم والمنطق‬ ‫حتِّى تؤمنوا ِّ‬
‫على الواقع الحقيقي حتِّى ال تكونوا في م ْريَ ٍة من لقاء‬
‫وأن الساعة آتيةٌ ال ريب فيها‪ ،‬وال أقول لكم‬ ‫ربِّكم ِّ‬
‫ي وال أقول لكم بأنِّي رسول؛ بل ناصر محمد‬ ‫بأنِّي نب ِّ‬
‫اليماني قد جعل هللا اسمي حقيقةً لصفتي‪ ،‬وسوف‬
‫يعرفكم بحقيقة شخصيتي وشأني فيكم‪،‬‬ ‫يبعث هللا من ِّ‬
‫يعرفكم بشأن ناصر‬ ‫فهل تدرون من الذي سوف ِّ‬
‫محمد اليماني؟ إنه من آيات هللا الكبرى عبد هللا‬
‫ورسوله كلمة هللا التي ألقاها إلى مريم الصدِّيقة‬
‫والقديِّسة التي أحصنت فرجها فنفخ هللا فيه من روح‬
‫قدرته كن فيكون‪ ،‬إنِّه عبد هللا ورسوله المسيح‬
‫ِّ‬
‫بالحق‬ ‫عيسى ابن مريم علية الصالة والسالم شاهدا ً‬
‫وسوف يكلمكم كهالً‪ ،‬ويحا ِّجكم بالتِّوراة واإلنجيل‬
‫والقرآن ويدعوكم إلى الدِّخول في اإلسالم كما دعا‬
‫بني إسرائيل من قبل إلى اإلسالم فقال الحواريون‪:‬‬
‫نحن أنصار هللا آمنا باهلل فاشهد بأنا مسلمون‪.‬‬

‫أيّها النّاس لقد بعثني هللا إليكم بالبيان الح ّ‬


‫ق للقرآن‬
‫العظيم وليس بالبيان اللفظي فحسب؛ بل ألريكم‬
‫حقائق آيات ربّي وربّكم بالعلم والمنطق والبرهان‬
‫في واقعها في الواقع الحقيقي في اآلفاق وفي‬
‫ق على الواقع‬‫أنفسكم حتّى يتبيّن لكم أنّه الح ّ‬
‫الحقيقي‪ ،‬لقد تجلت الساعة من األعماق سوف‬
‫تظلل عليكم من اآلفاق‪ ،‬وقد هوى النّجم الطارق‬
‫عليكم من اآلفاق‪ ،‬وأنا والراجفة والرادفة إليكم في‬
‫سباق‪ ،‬وجاء يوم التالق يوم اجتماع الشّمس‬
‫وا ْلقمر في المحاق‪.‬‬

‫أيِّها النِّاس‪ ،‬أنِّي ال أتغنى لكم بالشعر وال مبالغ‬


‫ِّ‬
‫الحق‬ ‫بالنثر؛ بل القول الفصل وما هو بالهزل بالبيان‬
‫للقرآن تروه بالعيان على الواقع الحقيقي‪ ،‬وجعل هللا‬
‫وعدوكم‬
‫ِّ‬ ‫عدو هللا‬
‫وعدو ابن مريم من كان ِّ‬
‫ِّ‬ ‫عدوي‬
‫ِّ‬
‫الشيطان المبلس من رحمة هللا الملك هاروت وقبيله‬
‫ماروت وذريتهما يأجوج ومأجوج؛ أحدهم يريد أن‬
‫ينتحل شخصية المسيح عيسى ابن مريم وما كان ابن‬
‫مريم فإنِّه كذِّاب لذلك اسمه المسيح الكذِّاب‪ ،‬وما كان‬
‫البن مريم أن يقول للنِّاس اتخذوني وأ ِّمي إلهين من‬
‫دون هللا‪ ،‬وما كان ابن مريم إنِّه كذاب؛ بل هو‬
‫الطاغوت هاروت وقبيله ماروت اتِّخذهما اليهود‬
‫أولياء من دون هللا ولن يغنوا عنهما من هللا شيئاً‪.‬‬
‫ت بَ ْيتًا َوإ َّن أ َ ْو َه َن ْالبُيُوت لَبَي ُ‬
‫ْت‬ ‫{ َك َمثَل ْالعَن َكبُوت ات َّ َخذَ ْ‬
‫ون ﴿‪}﴾٤١‬‬ ‫ْالعَن َكبُوت لَ ْو َكانُوا يَ ْعلَ ُم َ‬
‫صدق هللا العظيم [العنكبوت]‬

‫وعدو ابن‬
‫ِّ‬ ‫وعدو هللا‬
‫ِّ‬ ‫أيِّها النِّاس قد بيِّنت لكم ِّ‬
‫عدوي‬
‫وعدو أولياء هللا أجمعين ذلك هو الشيطان‬
‫ِّ‬ ‫مريم‬
‫الرجيم فاتِّخذوه عدواً‪ ،‬وإنِّه ليدعو حزبه ليكونوا من‬
‫أصحاب السعير‪.‬‬

‫ِّ‬
‫الحق يؤيِّد هللا به الباطل! مالكم‬ ‫أيِّها النِّاس لقد جعلتم‬
‫كيف تحكمون؟ فال يستطيع جميع شياطين اإلنس‬
‫ِّ‬
‫والجن أن يأتوا بالحقيقة آلي ٍة واحد ٍة من هذا القرآن‬
‫العظيم ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا ً ونصيراً‪.‬‬

‫ٌ‬
‫أحاديث‬ ‫يا معشر المسلمين‪ ،‬لقد أضلِّت كثيرا ً منكم‬
‫تخالف القرآن جملةً وتفصيالً اختلقها فريق المنافقين‬
‫فريق من اليهود اتِّخذوا أيمانهم‬ ‫ٌ‬ ‫من الصحابة‪ ،‬وهم‬
‫ليظن المسلمون أنِّهم مؤمنون باهلل ورسوله‪ ،‬وقد‬ ‫ِّ‬ ‫ُجنِّة‬
‫كانوا يصاحبون رسول هللا كثيرا ً ويقولون عنده‬
‫ب رسول هللا بقولهم فينالون‬ ‫القول الطيب حتِّى يُ ْع َج َ‬
‫ثقة المسلمين ث ِّم يأخذون عنهم الحديث وخصوصا ً‬
‫بعد موت رسول هللا‪ ،‬وقد أنزل هللا في شأنهم سورة ً‬
‫في القرآن تبيِّن خبث نيتهم‪ .‬وقال تعالى‪:‬‬
‫سو ُل اللَّـه‬‫ون قَالُوا نَ ْش َهدُ إنَّ َك لَ َر ُ‬ ‫{إذَا َجا َء َك ْال ُمنَافقُ َ‬
‫سولُهُ َواللَّـهُ يَ ْش َهدُ إ َّن ْال ُمنَافق َ‬
‫ين‬ ‫َواللَّـهُ يَ ْعلَ ُم إنَّ َك لَ َر ُ‬
‫سبيل‬ ‫عن َ‬ ‫صدُّوا َ‬ ‫ون ﴿‪ ﴾١‬ات َّ َخذُوا أ َ ْي َمانَ ُه ْم ُجنَّةً فَ َ‬ ‫لَ َكاذبُ َ‬
‫ون ﴿‪}﴾٢‬‬ ‫سا َء َما َكانُوا يَ ْع َملُ َ‬ ‫اللَّـه إنَّ ُه ْم َ‬
‫صدق هللا العظيم [المنافقون]‬

‫يا معشر المسلمين‪ ،‬لقد ض ِّل أكثركم بسبب األحاديث‬


‫ت حسب زعمكم! فال تزكوا‬ ‫المفتراة عن أ ُ ٍ‬
‫ناس ثقا ٍ‬
‫أنفسكم هو أعلم بمن اتقى؛ إذا كان رسول هللا نوح لم‬
‫يجرؤ أن يز ِّكي صحابته! قال تعالى‪:‬‬
‫ت قَ ْو ُم نُوحٍ ْالمرسلين ﴿‪ ﴾١٠٥‬إ ْذ قَا َل لَ ُه ْم أ َ ُخو ُه ْم‬ ‫{ َكذَّبَ ْ‬
‫ين ﴿‪﴾١٠٧‬‬ ‫سو ٌل أَم ٌ‬ ‫ون ﴿‪ ﴾١٠٦‬إنِّي لَ ُك ْم َر ُ‬ ‫نُو ٌح أ َ َال تَتَّقُ َ‬
‫علَيْه م ْن‬ ‫فَاتَّقُوا اللَّـهَ َوأَطيعُون ﴿‪َ ﴾١٠٨‬و َما أ َ ْسأَلُ ُك ْم َ‬
‫رب العالمين ﴿‪ ﴾١٠٩‬فَاتَّقُوا‬ ‫علَ ٰى ِّ‬ ‫ي إ َّال َ‬
‫َ‬ ‫ر‬ ‫ج‬‫ْ‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫ْ‬
‫ن‬ ‫إ‬ ‫ر‬ ‫ٍ‬ ‫ج‬‫ْ‬ ‫َ‬ ‫أ‬
‫اللَّـهَ َوأَطيعُون ﴿‪ ﴾١١٠‬قَالُوا أَنُؤْ م ُن لَ َك َواتَّبَعَ َك‬
‫ون ﴿‪﴾١١١‬قَا َل َو َما ع ْلمي ب َما َكانُوا‬ ‫ْاأل َ ْرذَلُ َ‬
‫علَ ٰى ربِّي لَ ْو‬ ‫سابُ ُه ْم إ َّال َ‬‫ون ﴿‪ ﴾١١٢‬إ ْن ح َ‬ ‫يَ ْع َملُ َ‬
‫ون ﴿‪}﴾١١٣‬‬ ‫ت َ ْشعُ ُر َ‬
‫صدق هللا العظيم [الشعراء]‬

‫ولكنِّكم يا معشر المسلمين ز ِّكيتم أناسا ً على هللا وقلتم‬


‫ثقات ال يقولون على هللا ورسوله الباطل وأنتم‬ ‫ٌ‬ ‫إنِّهم‬
‫لم تعرفوهم وبين بعضكم بعضا ً مئات السنين‪.‬‬
‫وال آمركم بالكفر بسنِّة رسول هللا ‪ -‬صلِّى هللا عليه‬
‫وسلم ‪ -‬ذلك ألنِّها جاءت مبيِّنة لآليات المحكمات في‬
‫القرآن العظيم كمثل الصالة نزلت جملةً في القرآن‬
‫سنِّة‪ ،‬وكذلك الزكاة نزلت‬ ‫صلها رسول هللا في ال ُ‬
‫وف ِّ‬
‫سنِّة‪،‬‬
‫صلها رسول هللا في ال ُ‬ ‫جملةً في القرآن وف ِّ‬
‫سنِّة‬
‫صلها رسول هللا في ال ُ‬ ‫وكذلك الصوم والح ِّج وف ِّ‬
‫ليلها كنهارها للجميع في ذلك الوقت ال يزوغ عنها‬
‫وهن أ ِّم الكتاب وأركان اإلسالم‪ ،‬وإنِّما‬ ‫ِّ‬ ‫ٌ‬
‫هالك‪،‬‬ ‫إال‬
‫أنهاكم عن الحديث الذي اختلف مع القرآن العظيم‬
‫جملةً وتفصيالً‪ ،‬فقد قال بعضكم ‪ -‬إن لم تكونوا كلكم‬
‫‪ -‬بأن هللا يؤيِّد بآياته التي هي حقائق لهذا القرآن‬
‫على الواقع الحقيقي يؤيِّد بها المسيح الدِّجال فيقول يا‬
‫سماء أمطري فتمطر ويا أرض أنبتي فتنبت! باهلل‬
‫عليكم أليس ذلك من آيات هللا؟ قال تعالى‪:‬‬
‫ون ﴿‪}﴾٦٤‬‬ ‫ع َ‬ ‫عونَهُ أ َ ْم نحن َّ‬
‫الزار ُ‬ ‫{أَأَنت ُ ْم ت َ ْز َر ُ‬
‫صدق هللا العظيم [الواقعة]‬

‫وكذلك قال تعالى‪:‬‬


‫{أَأَنت ُ ْم أَنزَ ْلت ُ ُموهُ م َن ْال ُم ْزن أ َ ْم نحن ْال ُمنزلُ َ‬
‫ون ﴿‪ ﴾٦٩‬لَ ْو‬
‫ون ﴿‪}﴾٧٠‬‬‫نَشَا ُء َجعَ ْلنَاهُ أ ُ َجا ًجا فَلَ ْو َال ت َ ْش ُك ُر َ‬
‫صدق هللا العظيم [الواقعة]‬

‫ثم آمنتم ِّ‬


‫بأن الدِّجال يقطع الرجل إلى نصفين ث ِّم يمر‬
‫مرة أخرى‪ ،‬أليس‬‫بين الفلقتين ث ِّم يعيده إلى الحياة ِّ‬
‫ذلك من آيات هللا أن يحيي الموتى؟ قال تعالى‪:‬‬
‫ئ ْالبَاط ُل َو َما يُعيدُ ﴿‪}﴾٤٩‬‬
‫{و َما يُبْد ُ‬
‫َ‬
‫صدق هللا العظيم [سبأ]‬

‫وقال تعالى‪:‬‬
‫ين ﴿‪ ﴾٨٦‬ت َ ْرجعُونَ َها إن كنتم‬ ‫{فَلَ ْو َال إن كنتم َ‬
‫غي َْر َمدين َ‬
‫ين ﴿‪}﴾٨٧‬‬‫صادق َ‬‫َ‬
‫صدق هللا العظيم [الواقعة]‬

‫مالكم كيف تحكمون؟ يأتي الدِّجال بحقائق آليات هللا‬


‫على الواقع الحقيقي وهو يدعي الربوبيِّة ث ِّم يقدم‬
‫البرهان بحقائق آيات القرآن! هيهات هيهات‪ ..‬تاهلل‬
‫الجن واإلنس على أن يأتوا بمثل هذا‬ ‫ِّ‬ ‫لو اجتمع‬
‫القرآن ال يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض‬
‫ظهيراً‪.‬‬

‫يا معشر المسلمين لقد اتبعتم فريقا ً من اليهود َ‬


‫فردِّوكم‬
‫من بعد إيمانكم كافرين‪ ،‬فقد كفرتم بجميع آيات‬
‫القرآن العظيم بسب عقيدتكم بأن الدِّجال يأتي بمثل‬
‫هذه الحقِّائق‪ ،‬وربِّما يتمنى أحدكم لو يستطيع أن‬
‫يقاطعني فيقول‪" :‬مهالً مهالً إنِّما يؤيِّده هللا بهذه‬
‫المعجزات فتنةً للبشر"‪ .‬بل كذب من قال ذلك‪ ،‬ومنذ‬
‫متى يؤيّد هللا بحقائق اآليات ألعدائه ضدّ نفسه‬
‫فيثبت هللا لهم بالبرهان حقيقة دعوتهم إلى الباطل؟‬
‫تاهلل بأن هذا االفتراء لهو أعظم إفكٍ على هللا و‬
‫رسوله قد س ِّجله السفرة الكرام البررة في تاريخ‬
‫الكفر‪ ،‬فلنحتكم إلى القرآن إن كنتم به مؤمنين فآتوني‬
‫بأن هللا قط‬‫ببرهان واح ٍد فقط من هذا القرآن العظيم ِّ‬ ‫ٍ‬
‫عدوا ً له‪ ،‬أم إن رسل هللا قد‬ ‫أيِّد بمعجزاته وآياته ِّ‬
‫ألن هللا أيِّدهم بآياته؟ فهل يؤيِّد هللا‬ ‫جعلتموهم د ِّجالين ِّ‬
‫بآياته إال أولياءه الذين يدعون النِّاس إلى كلمة‬
‫التوحيد فيرسل هللا بآياته معجزات قدرته معهم‬
‫برهان التِّصديق لحقيقة دعوتهم؟ وذلك حتِّى يخاف‬
‫النِّاس من ربِّهم إن كذبوا رسله بعد أن أيِّدهم بآياته‬
‫ث ِّم يأتي العذاب من بعد التكذيب بمعجزات هللا‪ .‬وقال‬
‫تعالى‪:‬‬
‫{ فَلَ َّما َجا َءتْ ُه ْم آيَاتُنَا ُمبْص َرة ً قَالُوا َه ٰـذَا س ْح ٌر مبين‬
‫ظ ْل ًما َو ُ‬
‫علُ ًّوا‬ ‫﴿‪َ ﴾١٣‬و َج َحدُوا ب َها َوا ْست َ ْيقَنَتْ َها أَنفُ ُ‬
‫س ُه ْم ُ‬
‫ين ﴿‪}﴾١٤‬‬ ‫عاقبَةُ ْال ُم ْفسد َ‬ ‫ان َ‬‫ْف َك َ‬ ‫ظ ْر َكي َ‬‫فَان ُ‬
‫صدق هللا العظيم [النمل]‬

‫إن هللا لم يرسل بحقائق هذا القرآن‬ ‫أم أنِّكم تعتقدون ِّ‬
‫مع محمد رسول هللا ث ِّم أ ِّخرها حتِّى يدِّخرها للمسيح‬
‫الدِّجال؟‬

‫يا معشر المسلمين‪ ،‬قد كفرتم بالقرآن العظيم ولم يبقَ‬


‫إال رسمه بين أيديكم وال حقيقة له في قلوبكم‪ ،‬وآمنتم‬
‫الحق يؤيَّد به الباطل فتعالوا إلى القرآن لننظر‬ ‫ِّ‬ ‫بأن‬
‫الناموس اإللهي في دستور المعجزات مع من‬
‫يرسلها‪ ،‬وهل يعذبكم هللا إال بسبب التكذيب بآياته؟‬
‫وقال تعالى‪:‬‬
‫{وإن ِّمن قَ ْريَ ٍة إ َّال نحن ُم ْهل ُكو َها قَ ْب َل يَ ْوم ْالقيَا َمة أ َ ْو‬ ‫َ‬
‫ورا‬‫ً‬ ‫ُ‬
‫ط‬ ‫س‬
‫ْ‬ ‫م‬ ‫اب‬ ‫َ‬ ‫ت‬‫ك‬ ‫ْ‬
‫ال‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫ك‬
‫َ‬ ‫ل‬‫َ‬ ‫ٰ‬
‫ذ‬ ‫عذَابًا شَديدًا َك َ‬
‫ان‬ ‫ُمعَذِّبُو َها َ‬
‫َ‬
‫ب ب َها‬ ‫﴾و َما َمنَعَنَا أَن نُّ ْرس َل باآليات إ َّال أَن َكذَّ َ‬ ‫﴿‪َ ٥٨‬‬
‫ظلَ ُموا ب َها َو َما‬ ‫ون َوآت َ ْينَا ث َ ُمودَ النَّاقَةَ ُمبْص َرة ً فَ َ‬‫ْاأل َ َّولُ َ‬
‫نُ ْرس ُل باآليات إ َّال ت َ ْخويفًا ﴿‪}﴾٥٩‬‬
‫صدق هللا العظيم [اإلسراء]‬

‫وكذب اليهود المفترون على هللا ورسوله‪.‬‬

‫يا معشر علماء المسلمين‪ ،‬اتقوا هللا وال تأخذكم العزة‬


‫باإلثم فأ ِّمة المسلمين والنِّاس أجمعين في أعناقكم ِّ‬
‫فإن‬
‫صدقتم صدِّقوني وإن كذِّبتم كذَّبوني‪ ،‬وسوف أثبت‬
‫لكم وللنِّاس أجمعين حقائق آليات في هذا القرآن‬
‫شركم برسول هللا المسيح عيسى ابن‬ ‫العظيم‪ ،‬وأب ِّ‬
‫مريم عليه الصالة والسالم شاهدا ً بيني وبينكم‬
‫بالحق‪ ،‬وسوف نبدأ بأول خطوة هي بيان حقائق‬ ‫ِّ‬
‫اآليات العشر األولى من سورة الكهف حتِّى‬
‫يعصمكم هللا بها من المسيح الدِّجال ويتبيِّن لكم‬
‫الحق من المسيح الكذِّاب‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫المسيح‬

‫كرمهم بنشر‬ ‫من هللا على أصحاب هذه القناة أن ِّ‬ ‫وقد َّ‬
‫هذا النبأ العظيم كما أنزلناه في موقع القناة بال زيادةٍ‬
‫نقصان‪ ،‬وكذلك نرجو من علماء األ ِّمة مراسلتنا‬
‫ٍ‬ ‫أو‬
‫عن طريق هذا الموقع المبارك إن أعلن البشرى‬
‫والنبأ العظيم‪.‬‬

‫وأرجو المعذرة على األخطاء اللغوية نظرا ً لعدم‬


‫التعود على الكتابة في اإلنترنت‪ ،‬ولو كانت عندي‬
‫الحق على‬‫ِّ‬ ‫أخطاء لغوية فإنِّي ال أُخطئ في التأويل‬
‫الواقع الحقيقي وال ينبغي لي‪ ،‬والسالم على من اتِّبع‬
‫الهدى‪..‬‬

‫الدِّاعي إلى الصراط المستقيم ناصر محمد اليماني‪.‬‬


‫______________‬
‫۞منتديات البشرى اإلسالمية۞‬
‫اإلمام ناصر محمد اليماني‬
‫‪ 1430 - 04 - 09‬هـ‬
‫‪ 2009 - 04 - 05‬مـ‬
‫‪ 03:20‬صباحا‬
‫_________‬

‫ار ٌك ِليَدَّبَّ ُروا آيات ِه َو ِليَتَذَك ََّر‬ ‫اب أ َ َ‬


‫نز ْلنَا ُه ِإلَ ْي َك ُمبَ َ‬ ‫{ ِكت َ ٌ‬
‫ب} ‪..‬‬ ‫أ ُ ْولُوا األ َ ْلبَا ِ‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‪ ،‬وسال ٌم على المرسلين‪،‬‬
‫رب العالمين‪.‬‬
‫والحمد هلل ِّ‬

‫أخي الكريم السالم عليكم ورحمة هللا وبركاته‪ ،‬ونعم‬


‫الرجل هذا الرجل فلي ُكن اسمك عربيا ً وليس أعجمياً‪،‬‬
‫رب السماوات‬ ‫وأقس ُم باهلل العظيم البَ ِّر الرحيم ِّ‬
‫ورب العرش العظيم أنه لن‬ ‫ِّ‬ ‫واألرض وما بينهما‬
‫ي قلبا ً وقالبا ً الدِّاعي إلى الصراط‬ ‫يتِّبع اإلمام المهد ِّ‬
‫المستقيم إال أولوا األلباب من هذه األ ِّمة تصديقا ً‬
‫الحق للذكر في القرآن العظيم ُح ِّجة هللا‬ ‫ِّ‬ ‫للبيان‬
‫الحق من البشر‬ ‫ِّ‬ ‫ظر‪ ،‬ولن يتِّبع‬ ‫ي المنت َ‬ ‫ورسوله والمهد ِّ‬
‫إال أولوا األلباب من البشر أصحاب التدبِّر والفكر‪.‬‬
‫تصديقا ً لقول هللا تعالى‪:‬‬
‫اب أَنزَ ْلنَاهُ إلَي َْك ُمبَ َ‬
‫ار ٌك ليَدَّب َُّروا آياته َوليَتَذَ َّك َر‬ ‫{كت َ ٌ‬
‫أ ُ ْولُوا األ َ ْلبَاب}‬
‫صدق هللا العظيم [ص‪]29:‬‬

‫ِّ‬
‫الحق من ربِّهم‬ ‫أ ِّما الذين ال يعقلون فلن يتبعوا‬
‫سفهاء‬ ‫ِّ‬
‫للحق ُ‬ ‫ويظنون أنفسهم هم العاقلون والتابعين‬
‫مجانين في نظرهم‪ ،‬ولكنِّهم اعترفوا يوم دخولهم‬
‫النِّار أنِّهم هم الذين كانوا ال يعقلون‪:‬‬
‫سعير}‬‫{لَ ْو ُكنَّا نَ ْس َم ُع أ َ ْو نَ ْعق ُل َما ُكنَّا في أصحاب ال َّ‬
‫صدق هللا العظيم [الملك‪]10:‬‬

‫رب العالمين‬ ‫الحق خليفة هللا ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ي‬‫وإني اإلمام المهد ِّ‬
‫أٌحذِّر كافة األنصار والنِّاس أجمعين أن يتبعوني‬
‫صوصا ً طلبة العلم من المسلمين‪.‬‬ ‫االتِّباع األعمى خ ُ‬
‫تصديقا ً لقول هللا تعالى‪:‬‬
‫س ْم َع َو ْالبَ َ‬
‫ص َر‬ ‫س لَ َك به ع ْل ٌم إ َّن ال َّ‬ ‫{والَ ت َ ْق ُ‬
‫ف َما لَ ْي َ‬ ‫َ‬
‫ع ْنهُ َم ْس ُؤوالً}‬‫ان َ‬ ‫َو ْالفُ َؤادَ ك ِّل أُولئ َك َك َ‬
‫صدق هللا العظيم [اإلسراء‪]36:‬‬

‫وفي هذه اآلية تحذير لطلبة العلم أن يتَّبعوا الداعية‬


‫وسلطان من الرحمن‪ .‬تصديقا ً لقول‬ ‫ٍ‬ ‫بعلم‬
‫مالم يأتهم ٍ‬
‫هللا تعالى‪:‬‬
‫ار ٌك فَاتَّبعُوهُ َواتقوا لَعَلَّ ُك ْم‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ب‬‫م‬‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ه‬ ‫َا‬ ‫ن‬‫ل‬‫ْ‬ ‫زَ‬‫ن‬‫ْ‬ ‫َ‬ ‫{ َو َهذَا كت َ ٌ‬
‫اب أ‬
‫ون }‬ ‫ت ُ ْر َح ُم َ‬
‫صدق هللا العظيم [األنعام‪]155:‬‬

‫ويا أ ِّمة اإلسالم يا ُحجاج بيت هللا الحرام‪ ،‬إنِّي اإلمام‬


‫الحق من ربِّكم خليفةُ هللا وقائدٌ للمسلمين‬ ‫ِّ‬ ‫ي‬
‫المهد ِّ‬
‫الحق للقرآن العظيم‪ ،‬وما كان‬ ‫ِّ‬ ‫مبين بالبُرهان‬‫ٌ‬ ‫وإما ٌم‬
‫الحق من ربِّكم أن يتِّبع أهواءكم‬ ‫ِّ‬ ‫ي‬
‫لإلمام المهد ِّ‬
‫سنة‬ ‫فيستمسك بالقرآن وحده وما جاء فيه ويذر ال ُّ‬
‫الحق من ربِّكم كما تفعل ذلك طائفةٌ منكم‬ ‫ِّ‬ ‫النِّبويِّة‬
‫يُس َمون بالقُرآنيين أولئك يؤمنون ببعض الكتاب‬
‫ي‬‫ويكفرون ببعض‪ ،‬وكذلك ما كان لإلمام المهد ِّ‬
‫سنة ال ُمحمديِّة وحدها ويذر‬ ‫الحق من ربِّكم أن يتِّبع ال ُ‬ ‫ِّ‬
‫القرآن العظيم كما تفعل طائفة منكم ويسمون بأهل‬
‫السنِّة والجماعة‪ ،‬أولئك يؤمنون ببعض الكتاب‬
‫ي أن‬ ‫ويكفرون ببعض‪ ،‬وما كان لإلمام المهد ِّ‬
‫ي ويذر كتاب هللا‬ ‫يستمسك بروايات العترة عن النَّب ِّ‬
‫وراء ظهره كما يفعل ذلك الشيعة ويُبالغ بعضهم في‬
‫الحق أولئك يؤمنون ببعض الكتاب‬ ‫ِّ‬ ‫آل البيت بغير‬
‫ي أن يتِّبع‬ ‫ويكفرون ببعض‪ ،‬وال ينبغي لإلمام المهد ِّ‬
‫من كانوا على شاكلتهم جميعاً‪ ،‬وما ينبغي لإلمام‬
‫ِّ‬
‫الحق‬ ‫فرق بين كتاب هللا ووسنِّة رسوله‬ ‫ي أن يُ ِّ‬ ‫المهد ِّ‬
‫التي ال تُخالف ل ُمحك ُم القرآن العظيم وما كان لإلمام‬
‫الحق أن يتِّبع أهواءكم‪ ،‬فمن كان يؤمن باهلل‬ ‫ِّ‬ ‫ي‬
‫المهد ِّ‬
‫ِّ‬
‫الحق الذين تركهم فيكم‬ ‫وكتاب هللا وسنِّة رسوله‬
‫محمدٌ رسول هللا ‪ -‬صلِّى هللا عليه وآله وسلِّم ‪ -‬فليتبع‬
‫ي ناصر محمد اليماني ال ُمستمسك بكتاب‬ ‫اإلمام المهد ِّ‬
‫ِّ‬
‫الحق‪.‬‬ ‫هللا وسنة نبيِّه‬

‫ولربِّما يودِّ أحدُ علماء السنة أن يقول‪" :‬مهالً مهالً يا‬


‫ناصر محمد اليماني فنحن أهل السنِّة والجماعة‬
‫نؤمن بكتاب هللا ووسنِّة رسوله فلماذا تصفنا بالكفر‬
‫بالقرآن العظيم؟" ‪ .‬ومن ث ِّم يردِّ عليهم اإلمام المهد ِّ‬
‫ي‬
‫الحق من ربِّهم وأقول‪ :‬أقس ُم باهلل العظيم ال تأخذون‬ ‫ِّ‬
‫من القرآن إال ما تظنون أنه جاء مؤيدا ً للسنِّة النِّبويِّة‬
‫سنة‬ ‫حسب هواكم وما خالف لما أنتم عليه في ال ُّ‬
‫النِّبويِّة فتقولون‪ :‬ال يعل ُم تأويله إال هللا‪ ،‬وإنِّما يقصدُ‬
‫ال ُمتشابه‪ ،‬قاتلكم هللا أفال تتقون؟ بل وتقولون حسبنا‬
‫سنة النِّبويِّة وتأخذون من القرآن ما وافق هواكم‬ ‫ال ُّ‬
‫أن البيان‬ ‫الحق شيئا ً ِّ‬
‫ِّ‬ ‫حسب ظنِّكم الذي ال يغني من‬
‫لقول هللا تعالى‪:‬‬
‫سو ُل فَ ُخذُوهُ َو َما نَ َها ُك ْم َ‬
‫ع ْنهُ فَا ْنت َ ُهوا}‬ ‫{و َما آَتَا ُك ُم َّ‬
‫الر ُ‬ ‫َ‬
‫صدق هللا العظيم [الحشر‪]7:‬‬

‫فظننتم أنه يقصد سنِّة رسوله وحسبكم ذلك؛ بل ذلك‬


‫ِّ‬
‫الحق أنه‬ ‫تأوي ُل افتراءٍ على هللا ورسوله؛ بل البيان‬
‫ما أتاكم الرسول فأمركم به في كتاب هللا أو في‬
‫وسنِّة رسوله فخذوه وما نهاكم عنه في كتاب هللا أو‬
‫في سنِّة رسوله فانتهوا‪ ،‬ولكنِّكم تظنِّون أنه يقصد‬
‫السنِّة فقط أفال تتقون؟!‬
‫ومن الذي أتاكم بالقرآن العظيم أليس محمد رسول‬
‫هللا صلِّى هللا عليه وآله وسلِّم؟ ومن ث ِّم ال تأخذون من‬
‫القرآن إال ما وافق هواكم! فمن ينجيكم من عذاب هللا‬
‫إن آمنتم ببعض الكتاب وكفرتم ببعض يا معشر أهل‬
‫السنِّة والجماعة؟‬

‫ي‬‫وأرى بعضا ً منهم يصدِّون عن اإلمام المهد ِّ‬


‫ي بعد محمد‬ ‫ظر صدودا ً شديدا ً وقالوا ال نب ِّ‬
‫المنت َ‬
‫رسول هللا ‪ -‬صلِّى هللا عليه وآله وسلِّم ‪ -‬وكأن ناصر‬
‫محمد اليماني يقول لكم أن هللا بعثه نبيِّا ً أو رسوالً!‬
‫وأعوذُ باهلل أن أكون من ُمفتري النبوة من بعد خاتم‬
‫األنبيِّاء والمرسلين محمد رسول هللا ‪ -‬صلِّى هللا عليه‬
‫وآله وسلِّم؛ بل لم تعجبكم دعوتي ألنِّي أدعو النِّاس‬
‫النبوة األولى إلى ما كان عليه‬ ‫جميعا ً إلى اتِّباع منهج ِّ‬
‫محمد رسول هللا ‪ -‬صلِّى هللا عليه وآله وسلِّم ‪-‬‬
‫والذين معه قلبا ً وقالبا ً كانوا على منهج كتاب هللا‬
‫ِّ‬
‫بالحق أن‬ ‫الحق؛ بل لم يعجبكم فتواي‬ ‫ِّ‬ ‫وسنِّة رسوله‬
‫هللا جعل آيات أ ِّم الكتاب من ُمحكم القرآن العظيم قد‬
‫جعل فيهن أحكامه األساسية في الدين في آيات‬
‫الكتاب المحكمات البيِّنات فجعلهن أ َّم الكتاب‬
‫ِّ‬
‫فيهن‬ ‫واألص َل لعقائد الدين اإلسالمي الحنيف وجع َل‬
‫علم منه لما سوف يفتري ال ُمفترون‬ ‫أحكا َمه على ٍ‬
‫الحق‪ ،‬ولذلك أمركم‬ ‫ِّ‬ ‫سنة النِّبويِّة‬
‫على نبيِّه في ال ُّ‬
‫بالرجوع إلى القرآن وتدبِّر اآليات المحكمات التي‬
‫لل ُمفترين لبالمرصاد تكشفهم وتفضحهم ‪.‬‬

‫ويا أ ِّمة اإلسالم‪ ،‬أقس ُم باهلل العظيم إن لم تتبعوا‬


‫الناصر لمحمد رسول هللا ‪ -‬صلِّى هللا عليه وآله وسلِّم‬
‫ي ناصر محمد اليماني الذي يدعوكم‬ ‫‪ -‬اإلمام المهد ِّ‬
‫ِّ‬
‫الحق‬ ‫إلى االستمساك ب ُمحكم كتاب هللا ووسنِّة رسوله‬
‫رب‬
‫مبين‪ ،‬وأخشى عليكم عذاب هللا ِّ‬ ‫ٍ‬ ‫أنِّكم على ضال ٍل‬
‫العالمين وأحاول إنقاذكم ولكن بعض علمائكم‬
‫الحق صدودا ً خصوصا ً‬ ‫ِّ‬ ‫والجاهلين منكم يصدِّون عن‬
‫من أهل السنِّة‪ ،‬وأ ِّما الشيعة فمنهم من يلعن المهد ِّ‬
‫ي‬
‫الحق لعنا ً كبيراً‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫ظر‬‫المنت َ‬

‫ويا معشر الشيعة االثني عشر‪ ،‬تعالوا ألعلمكم متى‬


‫استحق لعنتكم أنتم وأهل السنِّة؛ وهو إذا أجبتم داعي‬
‫االحتكام إلى ُمحكم القرآن العظيم فلم تجدوني أخرس‬
‫بالحق حتِّى ال تجدوا في صدوركم حرجا ً‬ ‫ِّ‬ ‫ألسنتكم‬
‫بالحق وتُسلموا تسليماً‪ ،‬فإذا أجبتم‬
‫ِّ‬ ‫مما قضيت بينكم‬
‫داعي االحتكام إلى ُحكم هللا في آياته المحكمات ولم‬
‫بالحق فعند ذلك فقط استحق لعنتكم‬ ‫ِّ‬ ‫أخرس ألسنتكم‬
‫المدعو ناصر محمد اليماني لعنا ً كبيراً‪ ،‬فكيف يقول‬
‫إنِّه خليفة هللا ِّ‬
‫وإن هللا جعله إمام األ ِّمة في األرض ث ِّم‬
‫فإن لم تفعلوا ولن‬ ‫يُلجمه علماء األ ِّمة بالقرآن العظيم! ِّ‬
‫ِّ‬
‫الحق‬ ‫تفعلوا ألنِّي سوف أهيمن عليكم بسلطان العلم‬
‫الحق‪ ،‬وأقس ُم ألخرسن‬ ‫ِّ‬ ‫ألنِّي لم أفتر على هللا بغير‬
‫بالحق حتِّى يُسلِّموا تسليما ً أو يكفروا‬
‫ِّ‬ ‫ألسنتهم‬
‫وينكروا هذا القرآن العظيم ث ِّم يدمرهم هللا تدميرا ً مع‬
‫المجرمين في العالمين المعرضين عن الذكر الحكيم‬
‫رسالة هللا الشاملة للنِّاس أجمعين إلى يوم الدين‪.‬‬

‫ويا معشر المسلمين من الذين أظهرهم هللا على‬


‫الحق من ربِّهم وقالوا‪" :‬سوف ننتظر‬ ‫ِّ‬ ‫أمري وعلموا‬
‫فإن صدقوك‬ ‫حتِّى ننظر ما يقول علماؤنا في شأنك ِّ‬
‫صدقناك وإن كذِّبوك كذبناك"‪ ،‬ومن ث ِّم يردِّ عليهم‬
‫الحق من ربِّهم وأقول‪ :‬إنِّكم‬ ‫ِّ‬ ‫ي المنت َ‬
‫ظر‬ ‫اإلمام المهد ِّ‬
‫تُكذبون عقولكم التي ميِّزكم هللا بها على األنعام‪،‬‬
‫فإنِّي أتحدى عقولكم إن كنتم من أولي األلباب فإنِّها‬
‫ال تعمى األبصار‪ ،‬وأقس ُم باهلل العظيم إنِّكم إذا‬
‫ِّ‬
‫بالحق أن هذا‬ ‫استخدمتم عقولكم فإنِّها سوف تفتيكم‬
‫الحق‪ ،‬ولكنِّهم كذبِّوا عقولهم وقالت اإل ِّمعات‪" :‬إن‬ ‫ِّ‬ ‫هو‬
‫أحسن العُلماء وصدِّقوك صدِّقناك وإن كذِّب العُلماء‬
‫كذِّبناك"‪ ،‬و ُك ِّل نفر منهم ينتظر علماء فرقته التي‬
‫ينتمي إليهم! ومن ث ِّم أردِّ على اإل ِّمعات الذين إن‬
‫أحسن النِّاس أحسنوا بعدهم وأقول لهم‪ :‬انسخ ولو‬
‫بيانا ً واحدا ً من بيانات ناصر محمد اليماني وهو‬
‫البيان األساس للدعوة المهديِّة الذي يدعو علماء‬
‫األ ِّمة إلى االحتكام إلى ُمحكم القرآن العظيم فيما‬
‫سنة النِّبويِّة فإن استطاع أن يأتي‬
‫اختلفوا فيه في ال ُّ‬
‫ببيان مضا ٍد له ينفي التحكيم إلى أحكام هللا المحفوظة‬ ‫ٍ‬
‫ببيان لذات اآليات التي أحاجكم‬ ‫ٍ‬ ‫في ُمحكم كتابه فيأتي‬
‫لهن هو خير من بيان ناصر محمد‬ ‫ببيان ِّ‬
‫ٍ‬ ‫فيأتي‬
‫اليماني وأحسن تأويالً شرط أن يتقبل بيانه عقلك‬
‫ألنِّه مؤيد بسلطان العلم‪ ،‬فعند ذلك تعود إلى موقعي‬
‫ث ِّم تضع بيان الردِّ من عالمك الذي تتبعه‪ْ ،‬‬
‫فإن تبيِّن‬
‫خير من بيان ناصر محمد اليماني وأحسن تأويالً‬ ‫أنه ٌ‬
‫فقد استحق ناصر محمد اليماني لعنة المسلمين‬
‫الحق جميعا ً‬‫ِّ‬ ‫والنِّصارى واليهود‪ ،‬وإن أبيتم أن تتبعوا‬
‫وأعرضتم عن الدِّعوة لالحتكام إلى كتاب هللا كما‬
‫أعرض أهل الكتاب من اليهود والنِّصارى عن دعوة‬
‫محمد رسول هللا باالحتكام إلى كتاب هللا القرآن‬
‫العظيم ث ِّم لعنهم هللا بكفرهم وأعدِّ لهم عذابا ً عظيماً‪،‬‬
‫أفال تخشون يا أ ِّمة اإلسالم أن يلعنكم هللا كما لعن‬
‫ُكفار اليهود والنِّصارى الذين رفضوا دعوة محمد‬
‫رسول هللا باالحتكام إلى كتاب هللا القرآن العظيم فيما‬
‫كانوا فيه يختلفون؟ وقال هللا تعالى في ُمحكم كتابه‪:‬‬
‫أعوذ باهلل من الشيطان الرجيم‪ ،‬بسم هللا الرحمن‬
‫الرحيم‪..‬‬
‫ع ْو َن إلَى‬‫َ‬ ‫ْ‬
‫د‬ ‫ُ‬ ‫ي‬ ‫اب‬ ‫َ‬ ‫ت‬‫ك‬ ‫ْ‬
‫ال‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫م‬ ‫ا‬ ‫ً‬ ‫ب‬‫ي‬‫َص‬ ‫ن‬ ‫وا‬ ‫ُ‬ ‫ت‬ ‫و‬ ‫ُ‬ ‫ين أ‬‫{أَلَ ْم ت َ َر إلَى الَّذ َ‬
‫اَّلل ليَ ْح ُك َم بَ ْينَ ُه ْم ث ِّم يَت َ َولَّى فَر ٌ‬
‫يق م ْن ُه ْم َوهُ ْم‬ ‫كتَاب َّ‬
‫ون (‪})23‬‬ ‫معرض َ‬
‫صدق هللا العظيم [آل عمران]‬

‫وال تحتاج هذه اآلية إلى تأويل‪ ،‬وأقس ُم باهلل أنِّه يعلم‬
‫ِّ‬
‫الحق‬ ‫ما جاء فيها عالمكم وجاهلكم إال األعمى عن‬
‫الحق صدودا ً بسبب‬ ‫ِّ‬ ‫منكم من الذين يصدِّون عن‬
‫الحق معهم ال شك وال ريب‪ ،‬كمثل أهل‬ ‫ِّ‬ ‫زعمهم ِّ‬
‫أن‬
‫السنِّة والجماعة أو الشيعة‪ .‬قل هاتوا بُرهانكم إن‬
‫الحق معكم فلكل دعوى برهان‬ ‫ِّ‬ ‫كنتم صادقين إن كان‬
‫وسلطان العلم من ُمحكم كتاب هللا هو الحكم إن كنتم‬
‫تعقلون‪.‬‬
‫ي‬
‫ويا عجبي من علماء أ ِّم ٍة يدعوهم اإلمام المهد ِّ‬
‫الحق في جيلهم إلى كتاب هللا ليحكم بينهم فيما كانوا‬ ‫ِّ‬
‫الحق من ربِّهم‬ ‫ِّ‬ ‫فيه يختلفون فإذا هم معرضون عن‬
‫كما أعرضت اليهود والنِّصارى إال من أسلم وسلِّم‬
‫للحق من ربِّهم ولم يجدوا في صدورهم‬ ‫ِّ‬ ‫واستسلموا‬
‫الحق من ربِّهم وسلِّموا تسليماً‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫حرجا ً من اتِّباع‬

‫ي ٍ تنتظرون يا معشر الذين اصطفوا خليفة‬ ‫ي مهد ِّ‬‫فأ ِّ‬


‫ي من الشيعة والسنِّة؟ فهذا زمن‬ ‫هللا اإلمام المهد ِّ‬
‫بقدر‬ ‫ِّ‬
‫الحق من ربِّكم ٍ‬ ‫ي‬
‫وعصر خروج اإلمام المهد ِّ‬
‫مقدور في الكتاب المسطور‪ ،‬فهيا ائتوني بمهديكم يا‬ ‫ٍ‬
‫ي‬‫معشر الشيعة االثني عشر الذين اصطفيتم المهد ِّ‬
‫ظر في المهد صبيا ً (محمد بن الحسن‬ ‫المنت َ‬
‫العسكري)‪ ،‬فائتوني به ليحاورني إن كنتم صادقين!‬

‫ولربِّما يودِّ أحد الشيعة أن يُقاطعني فيقول‪" :‬ليس في‬


‫المهد صبياً؛ بل عمره خمس سنوات" ‪ .‬ث ِّم نردِّ عليه‬
‫وأقول‪ :‬وكذلك ما زال صبياً‪ ،‬وما يدريكم أنِّه خليفة‬
‫هللا وهو ما زال صبيا ً وال يعل ُم من العلم شيئاً؟ بل‬
‫األعجب من ذلك في أمر الشيعة أنِّهم يعتقدون باثني‬
‫حق ولكنِّهم‬ ‫عشر إماما ً من آل البيت وتلك عقيدة ِّ‬
‫ينتظرون غير ما يعتقدون لثالثة عشر إماما ً من آل‬
‫بأن اليماني يدعو إلى‬ ‫البيت وذلك ألنِّهم يعلمون ِّ‬
‫الحق ويهدي إلى صراطٍ مستقيم‪ ،‬فهل بعد الصراط‬ ‫ِّ‬
‫المستقيم إال الضالل؟ حتِّى إذا تبيِّن لهم اإلمام‬
‫الحق من ربِّهم أنِّه اليماني ومن ث ِّم افتروا‬ ‫ِّ‬ ‫ي‬‫المهد ِّ‬
‫ي محمد‬ ‫وقالوا إنِّما الصراط المستقيم هو اإلمام المهد ِّ‬
‫بن الحسن العسكري! قاتلكم هللا أنى تؤفكون؛ بل‬
‫الحق وليس إلى‬ ‫ِّ‬ ‫الصراط المستقيم يؤدي إلى هللا‬
‫محمد الحسن العسكري‪ .‬تصديقا ً ل ُمحكم كتاب هللا في‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫اَّلل ربِّي َوربِّكم َّما من دَآبَّ ٍة إالَّ ُه َو‬
‫علَى ِّ‬
‫ت َ‬ ‫{أنِّي ت َ َو َّك ْل ُ‬
‫آخذٌ بنَاصيَت َها إ َّن ربِّي على صراطٍ مستقيم (‪}) 56‬‬
‫صدق هللا العظيم [هود]‬

‫إن الصراط‬‫ولكن الشيعة االثني عشر يقولون ِّ‬


‫المستقيم هو اإلمام محمد بن الحسن العسكري وأن‬
‫اليماني يدعو إلى محمد الحسن العسكري! قاتلكم هللا‬
‫أيِّها المشركون إال من رحم ربِّي منكم واتِّبع ال ِّ‬
‫حق‬
‫الدِّاعي إلى الصراط المستقيم صراط هللا العزيز‬
‫فإن ربِّي على‬ ‫الحميد لمن شاء أن يتخذ إليه سبيالً ِّ‬
‫ورب السماوات‬ ‫ِّ‬ ‫صراطٍ مستقيم‪ ،‬وربِّي هللا وربِّكم‬
‫واألرض وليس محمد الحسن العسكري الذي ما‬
‫أنزل هللا به من سلطان‪ ،‬فأين تذهبون يا معشر‬
‫الشيعة االثني عشر وأنتم تعلمون أن أهدى الرايات‬
‫ِّ‬
‫الحق وإلى‬ ‫رايتي راية اليماني‪ ،‬وإني أدعو إلى‬
‫صراطٍ مستقيم؟ ول ُكل دعوى بُرهان فال تظنِّوا أن‬
‫ُح ِّجتي عليكم رواياتكم‪ ،‬وال ألجأني هللا إليها سوا ًء‬
‫الحق منها أو الباطل ما دُمت أجد ضالتي في القرآن‬ ‫ِّ‬
‫العظيم‪ ،‬إذا ً لتحكمتم في مصيري فتحكمون علي أنِّه‬
‫الحق منها‬‫ِّ‬ ‫ال بُدِّ لي أن أصدِّق رواياتكم جميعا ً‬
‫بالحق منها وإنِّما أخالفكم‬ ‫ِّ‬ ‫والباطل برغم أنِّي لن أكفر‬
‫الحق وأسحق الباطل بنعل قدمي سواء كان‬ ‫ِّ‬ ‫إلى‬
‫لديكم أو لدى أهل السنِّة والجماعة وأجعل كتاب هللا‬
‫بعلم‬
‫الحق فوق رأسي وأتحداكم ٍ‬ ‫ِّ‬ ‫وسنِّة رسوله‬
‫وهدًى‪ ،‬فاتِّبعوني أهدكم إلى صراطٍ مستقيم صراط‬
‫هللا العزيز الحميد وليس صراط محمد بن الحسن‬
‫العسكري‪ ،‬فال أعبدُ ما تعبدون يا معشر الشيعة‬
‫المشركين إال من رحم ربِّي‪ ،‬ومن لم يشرك باهلل‬
‫شيئا ً فسوف يتِّبع الدِّاعي إلى الصراط المستقيم‪.‬‬

‫سنة‬ ‫وأ ِّما أهل السنِّة والجماعة فهم يريدون مهديا ً بال ُّ‬
‫النِّبويِّة وال يحبِّون من يُحا ِّجهم بالقرآن العظيم إال بما‬
‫وافق هواهم‪ ،‬فتجدهم يُحاجون به إلثبات ما يحبِّون‬
‫في السنِّة النبويِّة‪ ،‬ولكن إذا جاءت آيةٌ محكمةٌ في‬
‫سنة النِّبويِّة فعند‬ ‫القرآن العظيم تُخالف لشيء في ال ُّ‬
‫ذلك يُعرضون عن ُمحكم القرآن العظيم ويقولون ال‬
‫يعل ُم تأويله إال هللا‪ ،‬وحتِّى ولو كانت واضحةً وضوح‬
‫شمس في السماء بوقت الظهيرة ألعرضوا عنها‬ ‫ال ِّ‬
‫سنة النِّبويِّة وال يعل ُم تأويله إال هللا‪،‬‬ ‫وقالوا حسبنا ال ُّ‬
‫حتِّى ولو كانت آية ُمحكمة كمثال قول هللا تعالى‪:‬‬
‫علَى‬‫ُ َ َ‬‫ا‬ ‫م‬ ‫ف‬ ‫ص‬‫ْ‬ ‫ن‬ ‫َّ‬
‫ن‬ ‫ْه‬
‫ي‬ ‫َ‬ ‫ل‬‫َ‬ ‫ع‬‫َ‬ ‫ف‬ ‫ة‬
‫ٍ‬ ‫ش‬
‫َ‬ ‫اح‬‫َ‬ ‫ف‬ ‫ب‬ ‫ْن‬
‫َ‬ ‫ي‬‫َ‬ ‫ت‬‫َ‬ ‫أ‬ ‫ِّ‬
‫فإن‬ ‫ن‬‫َّ‬ ‫ص‬ ‫ح‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫{فَإذَا أ‬
‫صنَات م َن ْالعَذَاب}‬ ‫ْال ُم ْح َ‬
‫صدق هللا العظيم [النساء‪]25:‬‬

‫وإنِّما أراد هللا أن يؤكد لكم حدِّ الزنى ال ُمن ََّز ُل في‬
‫القرآن العظيم في قول هللا تعالى‪:‬‬
‫اجلد ُوا ك ِّل َواح ٍد م ْن ُه َما مائَةَ‬ ‫الزاني فَ ْ‬‫{الزانيَةُ َو َّ‬
‫َّ‬
‫اَّلل إ ْن كنتم‬‫َج ْلدَةٍ َوال تَأ ْ ُخ ْذ ُك ْم به َما َرأْفَةٌ في دين َّ‬
‫طائفَةٌ م َن‬
‫عذَابَ ُه َما َ‬ ‫اَّلل َو ْاليَ ْوم اآلخر َو ْليَ ْش َه ْد َ‬
‫ون ب َّ‬ ‫تُؤْ منُ َ‬
‫ين}‬‫ْال ُمؤْ من َ‬
‫صدق هللا العظيم [النور‪]2:‬‬

‫وهذا حدٌّ شام ٌل لكافة الزناة‪ ،‬فما هو الزنى؟ وهو‬


‫أن يضع الزاني فرجه بفرج امرأة لم تحل له فهي‬
‫ليست زوجته بعقد شرعي‪.‬‬

‫ولكنِّكم جعلتم الزنى نوعين اثنين زنى ال ُمحصن‬


‫وزنى العازب وجعلتم ل ُك ٍل منهما حدا ً بفارق عظيم‬
‫ِّ‬
‫الحق الشامل للزناة‬ ‫فأحدهم مائة جلدة وذلك الحكم‬
‫من األحرار ذكرهم واألنثى‪ ،‬وأ ِّما المتزوجون‬
‫فجعلتم حدِّهم رجما ً بالحجارة حتِّى الموت! قُل هاتوا‬
‫بُرهانكم إن كنتم صادقين‪ ،‬فكيف إنِّكم تعلمون أن‬
‫األ َ َمة ال ُمؤمنة المتزوجة حدِّها إذا أتت الفاحشة ليس‬
‫إال خمسين جلدة فقط بمعنى أن هللا لم يحك ُم عليها‬
‫بالحدِّ الكامل مائة جلدة؛ بل خمسين جلدة مع أنِّها‬
‫متزوجه بأح ٍد من المسلمين‪ ،‬ث ِّم تحكمون على‬
‫الحرة ال ُمسلمة رجما ً بالحجارة حتِّى الموت‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫نظيرتها‬
‫ولو كنتم قتلتم الزناة المتزوجين بالسيوف أو‬
‫بالرصاص لكان األمر أهون حتِّى ولو كان قتلهم‬
‫خطأ كبيراً؛ بل لم يأمركم هللا بقتلهم فما هي ُح ِّجتكم‬
‫لرجمهم بالحجارة؟ وأقسم باهلل لو لم تُخالف لحدِّ‬
‫الزنى ال ُمنزل ب ُمحكم القرآن العظيم لما تجرأت أن‬
‫أنكره مع أن عقلي سوف يقول إن ربِّك ليس بظالم‬
‫فكيف يحكم على األ َمة المتزوجة بخمسين جلدة ليس‬
‫الحرة‬
‫ِّ‬ ‫إال بنصف حدِّ الزنى؟ ومن ث ِّم يحك ُم بظلم على‬
‫المتزوجة برجم بالحجارة حتِّى الموت!! ومن ث ِّم‬
‫بالحق وقال‬ ‫ِّ‬ ‫الحق في كتاب ربِّي وأفتاني‬ ‫ِّ‬ ‫بحثت عن‬
‫لي‪:‬‬
‫اَّلل ُح ْكما ً لقَ ْو ٍم يُوقنُ َ‬
‫ون}‬ ‫{و َم ْن أ َ ْح َ‬
‫س ُن م َن َّ‬ ‫َ‬
‫صدق هللا العظيم [المائدة‪]50:‬‬

‫و قال‪:‬‬
‫{و َال يَ ْ‬
‫ظل ُم ربِّك أ َ َحداً}‬ ‫َ‬
‫صدق هللا العظيم [الكهف‪]49:‬‬

‫الحق في الكتاب أن حدِّ الزنى مائة‬ ‫ِّ‬ ‫وعلمت الحدِّ‬


‫جلدة للذين يأتون الفاحشة من المسلمين األحرار‬
‫سواء كانوا متزوجين أم عازبين‪ ،‬فال عذر للذين ال‬
‫يجدون نكاحا ً أن يعتدوا على أعراض النِّاس‬
‫الحق أن يرزقهم من حيث ال‬ ‫ِّ‬ ‫ووعدهم هللا الوعد‬
‫ِّ‬
‫الحق‪:‬‬ ‫يحتسبون‪ .‬تصديقا ً لوعد هللا‬
‫{و َمن يَتَّق اللَّـهَ يَ ْجعَل لَّهُ َم ْخ َر ًجا ﴿‪َ ﴾٢‬ويَ ْر ُز ْقهُ م ْن‬
‫َ‬
‫ب}‬ ‫َحي ُ‬
‫ْث َال يَ ْحتَس ُ‬
‫صدق هللا العظيم [الطالق‪]3-2:‬‬

‫و تصديقا ً لوعده ا ِّ‬


‫لحق‪:‬‬
‫ُون ن َكاحا ً حتِّى يُ ْغن َي ُه ُم َّ‬
‫اَّللُ‬ ‫{و ْليَ ْست َ ْعفف الَّذ َ‬
‫ين ال يَجد َ‬ ‫َ‬
‫م ْن فَضْله}‬
‫صدق هللا العظيم [النور‪]33:‬‬

‫ولكنِّكم جعلتم الزاني األعزب وكأنه معذور أن يزني‬


‫نظرا ً ألنِّه ليس متزوجا ً ولذلك حدِّه مائة جلدة‪ ،‬وأ ِّما‬
‫المتزوجون فال عذر لهم وحدِّهم رجما ً بالحجارة‬
‫حتِّى الموت!! قُل هاتوا بُرهانكم إن كنتم‬
‫صادقين؟ ولكنِّي وجدت في ُمحكم كتاب ربِّي أن‬
‫األ َمة المؤمنة المتزوجة حدِّها خمسون جلدة بنص‬
‫القرآن العظيم‪ .‬تصديقا ً لقول هللا تعالى‪:‬‬
‫علَى‬ ‫ا‬ ‫م‬
‫ُ َ َ‬ ‫ف‬ ‫ص‬
‫ْ‬ ‫ن‬ ‫َّ‬
‫ن‬ ‫ْه‬
‫ي‬ ‫َ‬ ‫ل‬‫َ‬ ‫ع‬‫َ‬ ‫ف‬ ‫ة‬
‫ٍ‬ ‫ش‬
‫َ‬ ‫اح‬‫َ‬ ‫ف‬ ‫ب‬ ‫ْن‬
‫َ‬ ‫ي‬‫َ‬ ‫ت‬‫َ‬ ‫أ‬ ‫ِّ‬
‫فإن‬ ‫َّ‬
‫ن‬ ‫ص‬ ‫ح‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫{فَإذَا أ‬
‫صنَات م َن ْالعَذَاب}‬ ‫ْال ُم ْح َ‬
‫صدق هللا العظيم [النساء‪]25:‬‬

‫فما هو حدِّ ال ُمحصنات؟ وقال هللا تعالى‪:‬‬


‫اجلد ُوا ك ِّل َواح ٍد م ْن ُه َما مائَةَ‬ ‫الزاني فَ ْ‬‫{الزانيَةُ َو َّ‬
‫َّ‬
‫اَّلل إ ْن كنتم‬‫َج ْلدَةٍ َوال تَأ ْ ُخ ْذ ُك ْم به َما َرأْفَةٌ في دين َّ‬
‫طائفَةٌ م َن‬
‫عذَابَ ُه َما َ‬ ‫اَّلل َو ْاليَ ْوم اآلخر َو ْليَ ْش َه ْد َ‬
‫ون ب َّ‬ ‫تُؤْ منُ َ‬
‫ين}‬‫ْال ُمؤْ من َ‬
‫صدق هللا العظيم [النور‪]2:‬‬

‫ومن ث ِّم نعلم أنه يقصد خمسين جلدة فقط لأل َمة التي‬
‫أتت الفاحشة مع أنها متزوجة‪ ،‬ومن ث ِّم تتقون هللا‬
‫ظل ٌم عظي ٌم‪ ،‬فكيف‬‫فتعلمون إنِّما الرجم بالحجارة ُ‬
‫يحكم هللا على األ َمة المتزوجة بخمسين جلدة فقط‬
‫الحرة العزباء التي ال زوج لها مع أن‬ ‫ِّ‬ ‫أدنى من حدِّ‬
‫الحرة المتزوجة ترجمونها بالحجارة حتِّى الموت!‬ ‫ِّ‬
‫قُل هاتوا بُرهانكم إن كنتم صادقين؟ ولكنِّي اإلمام‬
‫الحق من ربِّكم ال أجدُ حدِّ الزنى في الكتاب‬ ‫ِّ‬ ‫ي‬
‫المهد ِّ‬
‫إال حدا ً سوا ًء لكافة الزناة األحرار المسلمين وأ ِّما‬
‫عزاباً‪،‬‬ ‫العبيد فخمسون جلدة سواء كانوا متزوجين أم ِّ‬
‫وهذا هو الحدِّ البدل للحدِّ األول في قول هللا تعالى‪:‬‬
‫علَيْه َّن‬ ‫َ‬ ‫ُوا‬ ‫د‬ ‫ه‬ ‫ْ‬
‫ش‬ ‫َ‬ ‫ت‬‫س‬‫ْ‬ ‫ا‬‫َ‬ ‫ف‬ ‫م‬ ‫ُ‬
‫ك‬
‫َ ْ‬ ‫ائ‬ ‫س‬ ‫ن‬ ‫ن‬‫ْ‬ ‫م‬ ‫َ‬ ‫ة‬ ‫ش‬
‫َ‬ ‫اح‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫ْ‬
‫ال‬ ‫ين‬
‫َ‬ ‫ت‬‫ْ‬ ‫الالتي يَأ‬ ‫{و َّ‬
‫َ‬
‫فإن شَهدُوا فَأ َ ْمس ُكو ُه َّن في ْالبُيُوت حتِّى‬ ‫أ َ ْربَعَةً م ْن ُك ْم ِّ‬
‫لهن سبيالً (‪)15‬‬ ‫اَّللُ ِّ‬ ‫يَت َ َوفَّا ُه َّن ْال َم ْو ُ‬
‫ت أ َ ْو يَ ْجعَ َل َّ‬
‫فإن تَابَا َوأ َ ْ‬
‫صلَ َحا‬ ‫َواللَّذَان يَأْتيَان َها م ْن ُك ْم فَآَذُو ُه َما ِّ‬
‫ان ت َ َّوابًا َرحي ًما (‪})16‬‬ ‫ع ْن ُه َما إ َّن َّ َ‬
‫اَّلل َك َ‬ ‫ضوا َ‬ ‫فَأَعْر ُ‬
‫صدق هللا العظيم [النساء]‬

‫فهل تجدون فرقا ً بين حدِّ النساء المتزوجات والغير‬


‫متزوجات في ال ُحكم األول؟ فحدهن سواء وهو أن‬
‫تمسكوهن في البيوت وذلك لكي تُمنع من الزنى‪،‬‬
‫وإذا كانت متزوجة فيتم إخراجها إلى بيت أهلها‪.‬‬
‫تصديقا ً لقول هللا تعالى‪:‬‬
‫{ال ت ُ ْخر ُجو ُه َّن من بُيُوته َّن َوال يَ ْخ ُر ْج َن إال أَن يَأْت َ‬
‫ين‬
‫اَّلل فَقَ ْد‬ ‫ش ٍة مبين ٍة َوت ْل َك ُحدُودُ َّ‬
‫اَّلل َو َمن يَتَعَدَّ ُحدُودَ َّ‬ ‫بفَاح َ‬
‫ظلَ َم نَ ْف َ‬
‫سهُ}‬ ‫َ‬
‫صدق هللا العظيم [الطالق‪]1:‬‬

‫فيتبيِّن لنا أن الحبس في بيت أهلها وليس في بيت‬


‫زوجها من بعد ارتكاب الفاحشة مع غير زوجها فيتم‬
‫إخراجها وحبسها في بيت أهلها‪ .‬تصديقا ً لقول هللا‬
‫تعالى‪:‬‬
‫علَيْه َّن‬ ‫َ‬ ‫ُوا‬ ‫د‬ ‫ه‬ ‫ْ‬
‫ش‬ ‫َ‬ ‫ت‬‫س‬‫ْ‬ ‫ا‬‫َ‬ ‫ف‬ ‫م‬ ‫ُ‬
‫ك‬
‫َ ْ‬ ‫ائ‬ ‫س‬ ‫ن‬ ‫ن‬‫ْ‬ ‫م‬ ‫َ‬ ‫ة‬ ‫ش‬
‫َ‬ ‫اح‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫ْ‬
‫ال‬ ‫ين‬
‫َ‬ ‫ت‬‫ْ‬ ‫الالتي يَأ‬ ‫{و َّ‬
‫َ‬
‫فإن شَهدُوا فَأ َ ْمس ُكو ُه َّن في ْالبُيُوت حتِّى‬ ‫أ َ ْربَعَةً م ْن ُك ْم ِّ‬
‫لهن سبيالً (‪)15‬‬ ‫اَّللُ ِّ‬ ‫يَت َ َوفَّا ُه َّن ْال َم ْو ُ‬
‫ت أ َ ْو يَ ْجعَ َل َّ‬
‫فإن تَابَا َوأ َ ْ‬
‫صلَ َحا‬ ‫َواللَّذَان يَأْتيَان َها م ْن ُك ْم فَآَذُو ُه َما ِّ‬
‫ان ت َ َّوابًا َرحي ًما (‪})16‬‬ ‫ع ْن ُه َما إ َّن َّ َ‬
‫اَّلل َك َ‬ ‫ضوا َ‬ ‫فَأَعْر ُ‬
‫صدق هللا العظيم [النساء]‬

‫وذلك هو حدِّ نساء المسلمين لمن أتت فاحشة الزنى‬


‫سواء كانت متزوجه أم عزباء‪ ،‬وهذا حدِّ يخص‬
‫النساء بشكل عام المتزوجة والعزباء‪ ،‬وأ ِّما الرجال‬
‫بهن فتجدون حدهم سواء في ُمحكم‬ ‫الذين زنوا ِّ‬
‫القرآن العظيم سوا ًء كان متزوجا ً أم عازبا ً فهم ال‬
‫يُحبسون في البيوت كمثل النساء؛ بل حدهم كان‬
‫باإليذاء بالكالم الجارح وكذلك يُخاصمونه فال‬
‫يأكلون معه وإذا حضر مجلسهم قاموا وتركوه له‬
‫حتِّى يعلموا أنِّهم أنابوا إلى هللا وأعلنوا توبتهم‪ ،‬وعند‬
‫ذلك أمر هللا المسلمين أن يعرضوا عنهم بعد أن‬
‫علموا بتوبتهم وصالحهم سوا ًء كان الزاني متزوجا ً‬
‫أم عازباً‪ .‬ولذلك قال هللا تعالى‪:‬‬
‫صلَ َحا‬ ‫{واللَّذَان يَأْتيَان َها م ْن ُك ْم فَآَذُو ُه َما ِّ‬
‫فإن تَابَا َوأ َ ْ‬ ‫َ‬
‫ان ت َ َّوابًا َرحي ًما (‪})16‬‬ ‫ع ْن ُه َما إ َّن ََّ‬
‫اَّلل َك َ‬ ‫ضوا َ‬ ‫فَأَعْر ُ‬
‫صدق هللا العظيم [النساء]‬

‫وذلك لكي تعلموا أن حدِّ الزاني المتزوج والزاني‬


‫األعزب حدا ً سوا ًء‪ .‬تصديقا ً لقول هللا تعالى‪:‬‬
‫صلَ َحا‬ ‫{واللَّذَان يَأْتيَان َها م ْن ُك ْم فَآَذُو ُه َما ِّ‬
‫فإن تَابَا َوأ َ ْ‬ ‫َ‬
‫ان ت َ َّوابًا َرحي ًما (‪})16‬‬ ‫ع ْن ُه َما إ َّن ََّ‬
‫اَّلل َك َ‬ ‫ضوا َ‬ ‫فَأَعْر ُ‬
‫صدق هللا العظيم [النساء]‬
‫فهو يقصد الزاني المتزوج أو الزاني األعزب ولذلك‬
‫قال تعالى َواللَّذَان بال ُمثنى‪ ،‬ويقصد الزاني األعزب‬
‫والزاني المتزوج فجعل ال ُحك ُم عليهما سواء‪ ،‬وهو‬
‫اإليذاء بالكالم و ُمفارقتهم وعدم الجلوس معهم حتِّى‬
‫يتوبا من الزنى‪ .‬تصديقا ً لقول هللا تعالى‪:‬‬
‫ع ْن ُه َما إ َّن ََّ‬
‫اَّلل‬ ‫ضوا َ‬‫صلَ َحا فَأَعْر ُ‬
‫فإن تَابَا َوأ َ ْ‬
‫{فَآَذُو ُه َما ِّ‬
‫ان ت َ َّوابًا َرحي ًما (‪})16‬‬
‫َك َ‬
‫صدق هللا العظيم [النساء]‬

‫ومن ث ِّم جاء الحدِّ البدل وهو ال َج ْلد‪ .‬تصديقا ً لقول هللا‬
‫تعالى‪:‬‬
‫اجلد ُوا ك ِّل َواح ٍد م ْن ُه َما مائَةَ‬ ‫الزاني فَ ْ‬‫{الزانيَةُ َو َّ‬
‫َّ‬
‫اَّلل إ ْن كنتم‬‫َج ْلدَةٍ َوال تَأ ْ ُخ ْذ ُك ْم به َما َرأْفَةٌ في دين َّ‬
‫طائفَةٌ م َن‬‫عذَابَ ُه َما َ‬ ‫اَّلل َو ْاليَ ْوم اآلخر َو ْليَ ْش َه ْد َ‬
‫ون ب َّ‬ ‫تُؤْ منُ َ‬
‫ين}‬‫ْال ُمؤْ من َ‬
‫صدق هللا العظيم [النور‪]2:‬‬

‫وذلك حدِّ الزنى الدائم وال ُمحكم في ُمحكم القرآن‬


‫العظيم حدا ً سواء للزانية والزاني سواء كانا عازبين‬
‫أم متزوجين من المسلمين األحرار‪ ،‬وأ ِّما العبيد‬
‫واأل َمات فحدِّهم خمسون جلدة نصف ما على‬
‫األحرار‪ .‬تصديقا ً لقول هللا تعالى‪:‬‬
‫علَى‬
‫ف َما َ‬‫ص ُ‬ ‫ش ٍة فَعَلَيْه َّن ن ْ‬ ‫{فَإذَا أ ُ ْحص َّن ِّ‬
‫فإن أَتَي َْن بفَاح َ‬
‫صنَات م َن ْالعَذَاب}‬ ‫ْال ُم ْح َ‬
‫صدق هللا العظيم [النساء‪]25:‬‬

‫ولماذا ذكر ال ُمحصنات في هذا الموضع وذلك لكي‬


‫ال تكون لكم ُح ِّجة بسبب االفتراء الموضوع في حدِّ‬
‫الرجم‪ ،‬وذلك ألنِّه كيف يُن ِّ‬
‫صف الرجم؟!‬

‫ولربِّما يودِّ أحد فطاحلة علماء الرجم أن يقول‪" :‬إنه‬


‫ال يقصدُ ال ُمحصنات أي المتزوجات؛ بل ال ُمحصنات‬
‫كرن في نفس اآليات في‬ ‫الحرات الالتي ذُ َ‬ ‫ِّ‬ ‫المؤمنات‬
‫قول هللا تعالى‪:‬‬
‫ط ْو ًال أ َ ْن يَنك َح ْال ُم ْح َ‬
‫صنَات‬ ‫{و َم ْن لَ ْم يَ ْستَط ْع م ْن ُك ْم َ‬
‫َ‬
‫ت أ َ ْي َمانُ ُك ْم}‬‫ْال ُمؤْ منَات فَم ْن َما َملَ َك ْ‬
‫صدق هللا العظيم [النساء‪]25:‬‬
‫ظر وأقول‪:‬‬ ‫ي المنت َ‬
‫ومن ث ِّم يردِّ عليه اإلمام المهد ِّ‬
‫صنَات‬ ‫ومن متى جعل هللا حدا ً تجلدوا به ْ‬
‫{ال ُم ْح َ‬
‫ْال ُمؤْ منَات}؟ وذلك ألنِّه يقصد بقوله في هذا‬
‫صنَات ْال ُمؤْ منَات}أي العفيفات‬‫َ‬ ‫ح‬‫ْ‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫ْ‬
‫{ال‬ ‫الموضع‬
‫صاكم‬
‫المؤمنات يوصيكم هللا بالزواج منهن كما و ِّ‬
‫كذلك في سنة نبيِّه صلِّى هللا عليه وآله وسلِّم‪:‬‬
‫[ فاظفر بذات الدين تربت يداك ]‬

‫ولم يوصيكم بنكاح الزانيات بل العفيفات وهن‬


‫ال ُمحصنات لفروجهن المؤمنات وهن ذات الدين‪،‬‬
‫فاظفر بذات الدين تربت يداك‪ .‬فكيف تجعلون ِّ‬
‫لهن‬
‫حدا ً فتجلدوهن بنصفه األ َمة المتزوجة! أفال تعقلون؟‬
‫وال أعلم في كتاب هللا القرآن العربي المبين بأن كلمة‬
‫ال ُمحصنة تُطلق إال على المرأة ال ُمحصنة لفرجها أو‬
‫المرأة المتزوجة وال أعلم معنًى ثالثاً‪ ،‬قل هاتوا‬
‫برهانكم إن كنتم صادقين‪.‬‬

‫وأجبرني على تكرار بيان حدِّ الرجم نظرا ً ألن أخي‬


‫بالحق‪ ،‬وخشيت أن‬ ‫ِّ‬ ‫الكريم ذكره في ردِّه واعترف‬
‫ِّ‬
‫الحق‪ ،‬ومن ث ِّم‬ ‫يجد ردِّه أحدٌ آخر من الباحثين عن‬
‫يجده يفتي ويقول إن ناصر محمد اليماني ينفي حدِّ‬
‫الرجم قبل أن يطلع على بيان نفي حدِّ الرجم‪ ،‬ومن‬
‫ث ِّم يولي ُمدبرا ً فال يُعقب على موقعنا‪ ،‬ث ِّم يذهب إلى‬
‫أحد علماء األ ِّمة فيقول له إنِّه يوجد رجل في‬
‫اإلنترنت العالميِّة ينفي حدِّ الرجم‪ ،‬ومن ث ِّم يقول له‬
‫ألن الذين ينكرون حدِّ الرجم‬ ‫هذا العالم إن هذا قُرآني ِّ‬
‫هم القرآنيين الذين تركوا سنة محمد رسول هللا ‪-‬‬
‫صلِّى هللا عليه وآله وسلِّم ‪ -‬وتمسكوا بالقرآن وحده‪.‬‬

‫ِّ‬
‫بالحق‬ ‫ي جعلني هللا ح َكما ً بينكم‬ ‫ولكنِّي اإلمام المهد ِّ‬
‫فيما كنتم فيه تختلفون‪ ،‬وأقول أعوذُ باهلل العظيم أن‬
‫أكون من القرآنيين الذين يؤمنون بالقرآن ويعرضون‬
‫رب العالمين‪ ،‬وأعوذُ باهلل‬ ‫ِّ‬
‫الحق من ِّ‬ ‫سنة النِّبويِّة‬
‫عن ال ُّ‬
‫أن أكون من أهل السنِّة الذين يتمسكون بالسنِّة‬
‫وحدها ويعرضون عن ُمحكم القرآن العظيم‪ ،‬وأعوذُ‬
‫باهلل أن أكون من الشيعة من الذين يتمسكون‬
‫باألحاديث الواردة عن العترة ويتركون القرآن‬
‫ويبحثون عن كتاب فاطمة الزهراء‪ ،‬وأعوذُ باهلل أن‬
‫أنتمي ألي ٍ من الفرق اإلسالميِّة الذين فرقوا دينهم‬
‫شيعا ً و ُكل حزب بما لديهم فرحين؛ بل اإلمام المهد ِّ‬
‫ي‬
‫الحق ناصر محمد اليماني حنيفا ً مسلما ً وما أنا من‬‫ِّ‬
‫ِّ‬
‫الحق‬ ‫المشركين‪ُ ،‬مستمسك بكتاب هللا وسنِّة رسوله‬
‫إال ما خالف منهما ل ُمحكم القرآن العظيم فأفركه بنعل‬
‫قدمي ألنِّي أعلم أنِّه حديث جاء من عند غير هللا من‬
‫عند الشيطان الرجيم على لسان أوليائه من شياطين‬
‫البشر من اليهود ليردِّوكم بعد إيمانكم كافرين ب ُمحكم‬
‫كتاب هللا‪ ،‬فتكونون في النِّار سواء‪ ،‬واتبعتموهم‬
‫فردِّوكم من بعد إيمانكم كافرين‪.‬‬

‫ي بين أيديكم يناديكم‪ :‬هل ِّموا‬ ‫وها هو اإلمام المهد ِّ‬


‫الحق ال ُمحكم في آيات أ ِّم الكتاب بالقرآن‬‫ِّ‬ ‫ل ُحكم هللا‬
‫العظيم‪ .‬فقلتم‪" :‬حسبنا ما وجدنا عليه أسالفنا الذين‬
‫وجدناهم من قبلنا"‪ ،‬ومن ث ِّم أردِّ عليهم‪ :‬ولكنِّهم‬
‫ضلِّوا كما ضللتم وأضلِّهم ال ُمفترون جيالً بعد جيل‬
‫تغربون‬ ‫وأنتم ال تعلمون‪ ،‬واألعجب من ذلك أنِّكم ِّ‬
‫النساء الزانيات بعكس حكم هللا األول في شأن‬
‫الزانيات‪ ،‬وأمركم هللا في ُحكمه األول المؤقت أن‬
‫تمسكوهن في البيوت وذلك لكي تضمنوا عدم تكرار‬
‫لهن سبيالً‬ ‫يدركهن الموت أو يجعل هللا ِّ‬ ‫َّ‬ ‫الفاحشة حتِّى‬
‫وهو المخرج من الحبس‪ ،‬ث ِّم جاء السبيل بالحدِّ‬
‫الجديد بدالً للحدِّ األول وهو الحبس في بيوت أهلهن‪،‬‬
‫فإن تُبن وأصلحن قبل نزول حدِّ الجلد فال يُطبق‬ ‫ِّ‬
‫عليهن وال على الرجال الذين تابوا وأصلحوا من‬
‫قبل نزول حدِّ الجلد ث ِّم أمركم هللا باإلعراض عنهم‪.‬‬
‫تصديقا ً لقول هللا تعالى‪:‬‬
‫صلَ َحا‬ ‫َ‬
‫َ َ ْ‬ ‫أ‬ ‫و‬ ‫ا‬ ‫ب‬‫ا‬‫َ‬ ‫ت‬ ‫ِّ‬
‫فإن‬ ‫ا‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ه‬ ‫و‬ ‫ُ‬ ‫ذ‬‫َ‬ ‫آ‬‫َ‬ ‫ف‬ ‫م‬‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ك‬ ‫ْ‬
‫ن‬ ‫م‬ ‫ا‬ ‫ه‬
‫َ‬ ‫ان‬‫َ‬ ‫ي‬ ‫ت‬‫ْ‬ ‫أ‬‫َ‬ ‫ي‬ ‫ان‬‫َ‬ ‫ذ‬‫َّ‬ ‫{والل‬ ‫َ‬
‫ان ت َ َّوابًا َرحي ًما (‪})16‬‬ ‫اَّلل َك َ‬ ‫ع ْن ُه َما إ َّن ََّ‬ ‫ضوا َ‬ ‫فَأَعْر ُ‬
‫صدق هللا العظيم [النساء]‬

‫وال أعلم بتغريب للمرأة الزانية عن األوطان وإنِّما‬


‫مكر يهودي لتأخذ حريتها كيف تشاء فتزني‬ ‫ذلك ٌ‬
‫كيف تشاء ووقتما تشاء‪ ،‬ولألسف إنِّكم ال تعقلون يا‬
‫من تتبعون ما ليس لكم به علم‪ .‬أفال تعلمون أن هللا‬
‫سوف يسألكم أين ذهبت عقولكم حتِّى تتبعون لشيء‬
‫في حدِّ التغريب أوالً مخالف لمحكم القرآن العظيم‬
‫وثانيا ً ال يقبله العقل والمنطق؟ وال قوة إال باهلل العل ِّ‬
‫ي‬
‫العظيم‪ ،‬إنا هلل وإنا إليه لراجعون‪ ،‬وهل علينا إال‬
‫البال ُ‬
‫غ المبين؟‬

‫رب العالمين‪..‬‬
‫وسال ٌم على المرسلين‪ ،‬والحمد هلل ِّ‬
‫ي ناصر محمد اليماني‪.‬‬ ‫ُمفتي العالمين اإلمام المهد ِّ‬
‫_______________‬

You might also like