Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 19

‫المختصر فى مادة الفمه المذهبً‬

‫فرققة الرابعة كلٌة الشرٌعة و القانون شعبة الشرٌعة اإلسبلمٌة‬

‫‪2023 – 2024‬‬
‫تحرٌم الزنا‬
‫‪ ‬تعرٌف الزنا‬
‫أوال ‪ -‬الزنا لغة ‪ :‬من زنى ٌزنً وٌقرأ بالمد فٌقال زنا وبالقصر فٌقال زنً‪ ،‬والمد لؽة نجد وهً لؽة تمٌمٌة‬
‫وبالقصر لؽة أهل الحجاز‪ ،‬وهو مطلق اإلٌبل فً مطلق الرر ‪.‬‬
‫ثانٌا ‪ -‬الزنا شرعا‬
‫عرؾ الشافعٌة ‪ :‬الزنا بؤنه إٌبل حشرة أو قدرها عند فقدها فً فر محرم لعٌنه مشتهى طبعا ببل شبهة‪.‬‬
‫‪ ‬حكم الزنا‬
‫محرم شرعا باتراق الرقهاء‪ ،‬وهو كبٌرة من الكبابر‬
‫‪ ‬الدلٌل على تحرٌمه‬
‫الزنا محرم بالكتاب والسنة وإجماع المسلمٌن‬
‫أوال‪ -‬الكتاب‬
‫شةً َو َ‬
‫سا َء سبٌبل ﴾‪.‬‬ ‫‪ -۱‬قوله تعالى ‪َ ﴿ :‬و َال ت َ ْق َربُوا ِ ّ‬
‫الزنَى ِإنَّهُ َكانَ فَ ِ‬
‫اح َ‬
‫وجه الداللة ‪ -‬هو أن اآلٌة واضحة الداللة على حرمة الزنا والنهً عنه فً قوله تعالى‪« :‬ال ت َ ْق َربُوا » وهً‬
‫نهً تام عن مباشرة مبادٌة القرٌبة والبعٌدة فضبلً عن مباشرة الزنا نرسه‪.‬‬
‫ثانٌا‪ -‬السنة‬
‫ع ْنهُ قال ‪ « :‬سؤلت النبً ﷺ اي الذنب أعظم قال أن تجعل هللا‬ ‫‪ -۱‬ما روي عن عبد هللا بن مسعود رضً هللاُ َ‬
‫ندا وهو خلقك قال قلت ثم اي قال أن تقتل ولدك مخافة أن ٌطعم معك قال قلت ثم اي قال أن تزنً بحلٌلة‬
‫جارك »‪.‬‬
‫وجه الداللة ‪ -‬هو أن هذا الحدٌث دلٌل واضح على حرمة الزنا وأنه من أعظم الذنوب وأن أعظمه سوءا ً عند‬
‫هللا تعالى هو أن ٌزنً اإلنسان بحلٌلة جاره‪.‬‬
‫َّللاُ َع ْنهُ قال‪ :‬قال رسول هللا ‪ -‬ﷺ ‪« :‬ال ٌحل دم امرئ‬‫ضً َّ‬ ‫‪ -٢‬ما روي عن مسروق عن عبد هللا بن مسعود َر ِ‬
‫مسلم ٌشهد أن ال إله إال هللا وأنً رسول هللا إال أحد ثبلثة نرر النرس بالنرس والثٌب الزانً والتارك لدٌنه‬
‫المرارق للجماعة »‬

‫وقد ورد فً حواشً الشروانً وابن القاسم العبادي ‪:‬‬


‫واجتمعت الملل على عظٌم تحرٌمه ومن ثم كان من الكبابر بعد القتل على األصح وقٌل هو أعظم من القتل‬
‫ألنه ٌترتب علٌه من مراسد ضٌاع األنساب واختبلطهما ما ال ٌترتب على القتل‪.‬‬
‫‪ ‬ما ورد فً حد الزنا‬
‫أوال ‪ -‬ورد فً مشروعٌة حد الزنا عدد من اآلٌات بعضها متقدم على بعض وبعضها متؤخر وذلك مثل ‪:‬‬
‫ش ِهدُوا فَؤ َ ْم ِس ُكو ُه َّن فًِ‬
‫علَ ٌْ ِه َّن أ َ ْربَ َعةً ِ ّمن ُك ْم فَإِن َ‬ ‫شةَ ِمن ِنّ َ‬
‫سا ِب ُك ْم فَا ْست َ ْش ِهدُوا َ‬ ‫اح َ‬‫‪ -۱‬قوله تعالى ‪َ ﴿ :‬والَّتًِ ٌَؤْتٌِنَ ْالرَ ِ‬
‫ضوا‬ ‫صلَ َحا فَؤَع ِْر ُ‬ ‫اب َوأ َ ْ‬ ‫ان ٌَؤ ْ ِت ٌَ ِن َها ِمن ُك ْم فَتَاذُو ُه َما فَإِن ت َ َ‬
‫ٌبل َوالَّ َذ ِ‬
‫س ِب ً‬ ‫ت َحتَّى ٌَتَ َوفَّنَ ُه َّن ْال َم ْوتُ أ َ ْو ٌَ ْج َع َل َّ‬
‫َّللاُ لَ ُه َّن َ‬ ‫ْالبٌُُو ِ‬
‫ع ْن ُه َما ﴾‬
‫َ‬
‫َّللا ِإن ُكنت ُ ْم‬ ‫اح ٍد ِم ْن ُه َما ِمابَةَ َج ْل َدةٍ َو َال تَؤ ْ ُخ َذ ُكم ب ِه َما َرأْفَةٌ فًِ د ِ‬
‫ٌِن َّ ِ‬ ‫اج ِلدُوا ُك َّل َو ِ‬ ‫الزانًِ فَ ْ‬ ‫الزانِ ٌَةُ َو َّ‬‫‪ -٢‬قوله تعالى ‪َّ ﴿ :‬‬
‫طابِرَةٌ ِمنَ ْال ُمإْ ِمنٌِنَ ﴾‬ ‫ع َذا َب ُه َما َ‬‫اَّلل َو ْال ٌَ ْو ِم ْاآل ِخ ِر َو ْل ٌَ ْش َه ْد َ‬
‫تُإْ ِمنُونَ ِب َّ ِ‬
‫سلَّ َم‪« -‬خذوا‬ ‫علَ ٌْ ِه َو َ‬‫سلَّ َم‪ -‬فٌما رواه عنه عبادة بن الصامت قوله ‪ -‬صلَّى هللاُ َ‬ ‫علٌَ ِه َو َ‬ ‫‪ -۳‬حدٌث النبً ‪ -‬صلَّى هللاُ َ‬
‫عنً خذوا عنً قد جعل هللا لهن سبٌبل البكر بالبكر جلد مابة وتؽرٌب عام والثٌب جلد مابة والرجم»‪.‬‬
‫ثانٌا ‪ -‬اترق الرقهاء على أن المراد من الراحشة فً اآلٌة األولى هً الزنا وإنما أطلق على الزنا اسم الراحشة‬
‫لزٌادتها فً القبح على سابر القبابح‪.‬‬
‫‪ ‬السحاق‬
‫‪ -‬اترق الرقهاء على أن وطء المرأة للمرأة وهو المعروؾ بالسحاق محرم شرعا‬
‫الدلٌل ‪ :‬ما روى عن أبً موسى األشعري له أن النبً ﷺ قال ‪ «:‬إذا أتت المرأة المرأة فهما زانٌتان »‬
‫‪ -‬وقد اترقوا أٌضا على أن عقوبته هً التعزٌز فقط ألنهما مباشرة من ؼٌر إٌبل ‪ ،‬كالمباشرة فٌما دون‬
‫الرر ‪.‬‬
‫‪ ‬إتٌان المرأة فً الدبر‬
‫وٌحرم إتٌان المرأة فً دبرها‬
‫ث لَ ُك ْم فَؤْتُوا َح ْرثَ ُك ْم أَنَّى ِشبْتُم ﴾‪ ،‬أي‬ ‫ساإُ ُك ْم َح ْر ٌ‬
‫‪ -‬وهذا مما حرمه هللا تعالى ورسوله‪ ،‬قال هللا عز وجل‪ ﴿ :‬نِ َ‬
‫كٌؾ شبتم مقبلٌن ومدبرٌن فً موضع واحد‪.‬‬
‫وسبب نزول هذه اآلٌة ‪ -‬أن الٌهود فً زمن النبً كانوا ٌقولون إذا أتى الرجل امرأته من دبرها جاء الولد‬
‫ث لَ ُك ْم فَؤْتُوا َح ْرثَ ُك ْم أَنَّى‬
‫سا ُإ ُك ْم َح ْر ٌ‬‫أحول‪ ،‬فسؤل أصحاب رسول هللا عن ذلك فؤنزل هللا عز وجل تكذٌبا لهم ﴿ نِ َ‬
‫ِشبْت ُ ْم ﴾‪.‬‬
‫‪ -‬والدلٌل على حرمته أٌضا ما رواه أبو هرٌرة عن النبً أنه ملعون من أتى حابضا أو امرأة فً دبرها‪.‬‬

‫حد المذف‬
‫‪ ‬تعرٌف المذف‬
‫المذف لغة ‪ -‬الرمً بالحجارة ثم استعٌر للقذؾ باللسان بجامع بٌنهما وهو األذى‪.‬‬
‫المذف شرعا ‪ -‬الرمً بالزنا فً معرض التعٌٌر‪.‬‬
‫ومعنى معرض التعٌٌر أي ٌعاٌر القاذؾ المقذوؾ بالزنا‪.‬‬
‫‪ ‬حكم المذف‬
‫القذؾ محرما شرعا وهو من الكبابر الموبقات سواء فً ذلك قذؾ الرجل أم قذؾ المرأة‪.‬‬
‫‪ ‬تعرٌف الحد‬
‫والحد شرعا ً هو عقوبة مقدرة وجبت حقا هللا تعالى كما فً الزنا أو آلدمً كما فً القذؾ‪.‬‬
‫وسمٌت الحدود حدودًا ألن هللا تعالى حدها وقدرها فبل ٌجوز ألحد أن ٌتجاوزها‪ .‬قال تعالى ‪َ ﴿ :‬وتِ ْل َك ُحدُو ُد‬
‫ظلَ َم نَ ْر َ‬
‫س ه ُ ﴾‪.‬‬ ‫َّللا َفقَ ْد َ‬
‫َّللا َو َم ْن ٌَتَ َع َّد ُحدُو َد َّ ِ‬
‫َّ ِ‬
‫وقٌل سمٌت بذلك ألن الحد فً اللؽة المنع وهً تمنع من اإلقدام على الرواحش ‪.‬‬
‫‪ ‬الدلٌل على حرمة المذف‬
‫عا بالكتاب والسنة واإلجماع‪،‬‬ ‫أن القذؾ محرم شر ً‬
‫أوال ‪ -‬الكتاب‬
‫اج ِلدُو ُه ْم ث َ َمنٌِنَ َج ْل َدة ً ﴾‬ ‫ت ث ُ َّم لَ ْم ٌَؤْتُوا بِؤ َ ْربَعَ ِة ُ‬
‫ش َه َدا َء فَ ْ‬ ‫‪ -۱‬قوله تعالى ‪َ ﴿ :‬والَّذٌِنَ ٌَ ْر ُمونَ ْال ُم ْح َ‬
‫صنَا ِ‬
‫واآلٌة دلٌل على أن من رمى عرٌرا أو عرٌرة وجب علٌه حد القذؾ‬
‫ثانٌا ‪ -‬السنة‬
‫‪ -۱‬ما رواه أبو هرٌرة له أن رسول هللا ﷺ قال‪« :‬اجتنبوا السبع الموبقات قالوا ٌا رسول هللا وما هن قال‪:‬‬
‫الشرك باهلل والسحر وقتل النرس التً حرم هللا إال بالحق وأكل الربا وأكل مال الٌتٌم والتولً ٌوم الزحؾ وقذؾ‬
‫المحصنات»‪.‬‬
‫والحدٌث دلٌل على أن القذؾ محرم شرعا وهو من السبع الموبقات أي المهلكات‪.‬‬
‫‪ -٢‬أنه لما نزلت براءة السٌدة عابشة رضً هللا عنها ‪ -‬جلد النبً من قذفها‪.‬‬
‫‪ ‬الحكمة من وجوب حد المذف‬
‫هو المنع من أن تشٌع الراحشة فً المإمنٌن بكثرة الترامً بالزنا وسهولة قولها ومن الممكن إذا سمع شخص‬
‫أن فبلن زنا سهلت له الراحشة وهان علٌه فعلها فتشٌع الراحشة‬
‫‪ ‬حكم رمً الرجال بالزنا ( لذف الرجال )‬
‫أوالً لعل السر فً التساإل عن حكم رمً الرجال بالزنا هو ما وجد فً القرآن الكرٌم من اختصاص القذؾ‬
‫ت الؽربلت المإمنات ﴾‬ ‫بالنساء فً ظاهر اآلٌات فً الكتاب كما فً قوله تعالى ‪ِ ﴿ :‬إ َّن الَّذٌِنَ ٌَ ْر ُمونَ ْال ُم ْح َ‬
‫صنَا ِ‬
‫‪ -‬لقد اترق فقهاء األمصار على أن رمً المحصنٌن كرمً المحصنات على السواء وأن الحكم القرآنً ال‬
‫ٌخص أحد الجنسٌن دون اآلخر‬
‫شةُ فًِ الَّذٌِنَ َءا َمنُوا لَ ُه ْم َ‬
‫ع َذ ٌ‬
‫اب‬ ‫والدلٌل أٌضا على دخول الجمٌع قوله تعالى ‪ِ ﴿ :‬إ َّن الَّذٌِنَ ٌ ُِحبُّونَ أَن ت َ ِشٌ َع ْالرَا ِح َ‬
‫َّللاُ ٌَ ْعلَ ُم َوأَنت ُ ْم َال تَ ْعلَ ُمونَ ﴾‬
‫أ َ ِلٌ ٌم فًِ ال ُّد ْنٌَا َو ْاآل ِخ َرةِ َو َّ‬
‫وهذا األمر الذي مر كان هو مذهب الجمهور من العلماء‪ ،‬أما من قصر حد القذؾ على رمً النساء فحسب‬
‫فهم الخوار الذٌن ٌقولون أن اآلٌات والنصوص واردة فً شؤن النساء ال فً شؤن الرجال وألن رمً المرأة‬
‫بالزنا أشد تؤثٌرا فً حٌاتها‪.‬‬
‫وأجٌب عن ذلك ‪ :‬بؤن التساوي الذي ٌجعل الرمً واحدا سواء أكان المقذوؾ رجبل أم امرأة ال ٌنظر فٌه إلى‬
‫الذي الشخصً وإنما ٌنظر فٌه إلى األثر المترتب على الترامً بهذه الراحشة‬
‫‪ ‬شروط الماذف‬
‫‪ -۱‬أن ٌكون مكلرا أي بالؽا عاقبلً وبالتالً فبل عبرة بعبارة الصؽٌر والمجنون‬
‫لحدٌث النبً ‪« :‬رفع القلم عن ثبلث الصبً حتى ٌبلػ والنابم حتى ٌستٌقظ والمجنون حتى ٌرٌق»‪ ،‬وكذلك لعدم‬
‫حصول اإلٌذاء بقذفهما‬
‫أما السكران فإنه ٌحد إذا قذؾ أحدا متى كان متعد بسكره‪.‬‬
‫‪ -٢‬االختٌار فبل حد على مكره وال على مكره‬
‫ولعل الررق بٌن القتل والقذؾ فً وجوب القصاص على المكره بالكسر وعدم وجوب حد القذؾ علٌه هو‬
‫أنه فً القتل ٌمكن للمكره إمساك ٌد المكره والقتل بها‪ ،‬أما القذؾ فإنه ال ٌمكن للمكره أن ٌمسك لسان المكره‬
‫فٌسب به أحدًا‪.‬‬
‫‪ -۳‬التزام األحكام فبل حد على حربً لعدم التزامه األحكام‪.‬‬
‫‪ -٤‬العلم بالتحرٌم‪ ،‬وبالتالً فبل حد على جاهل بالتحرٌم والجهل بالتحرٌم ٌكون إما إلسبلم المرء حدٌثا وعدم‬
‫تمكنه من العلم أو لنشؤته فً ببلد كرر بعٌدة عن المسلمٌن أو لنشؤته فً بادٌة بعٌدة عن العمران‪.‬‬
‫ه ‪ -‬عدم إذن المقذوؾ للقاذؾ بالقذؾ‪ ،‬وبالتالً فمن قذؾ ؼٌره بإذنه فبل حد علٌه‪.‬‬
‫‪ -٦‬أن ٌكون القاذؾ ؼٌر أصل للمقذوؾ كؤبٌه أو جده‪.‬‬
‫تتمة ‪ -‬ذكر فً الحاوي‬
‫أنه لو قال البنه أنت ولد زنا كان قاذفا ألمه‪.‬‬
‫وقال الشٌخ عز الدٌن بن عبد السبلم لو قذؾ شخص آخر فً خلوة بحٌث ال ٌسمعه إال هللا لم ٌكن كبٌرة موجبة‬
‫للحدلخلوه عن مرسدة اإلٌذاء وال ٌعاقب فً اآلخرة إال عقاب من كذب كذبا ال ضرر فٌه‪.‬‬

‫‪ ‬حكم الغٌبة بالملب‬


‫واختٌار النووي والؽزالً أن الؽٌبة بالقلب إذا أدركها الملكان الحافظان كما لو تلرظ بها ٌإاخذ بها وإذا لم تسمع‬
‫فبل لعدم حصول اإلٌذاء‪.‬‬
‫‪ ‬حكم المذف من الصبً الممٌز‬
‫ذهب الرقهاء إلى أن القذؾ لو صدر من صبً أو مجنون له نوع تمٌٌز فإنه ٌعزر للزجر والتؤدٌب‪ ،‬فإن لم‬
‫ٌعزر الصبً حتى بلػ سقط ألنه كان للتؤدٌب‪.‬‬
‫‪ ‬شروط الممذوف‬
‫أن ٌكون محصنا ً‬
‫‪ ‬واإلحصان له خمس شروط‬
‫البلوغ والعقل والحرٌة واإلسبلم والعرة عن الزنا‪.‬‬
‫الدلٌل على اشتراطه كون المقذوؾ محصنا‬
‫اج ِلدُو ُه ْم ث َ َمانٌِنَ َج ْل َدة ً ﴾‪.‬‬ ‫ت ث ُ َّم لَ ْم ٌَؤْتُوا بِؤ َ ْربَ َع ِة ُ‬
‫ش َه َدا َء فَ ْ‬ ‫قوله تعالى ‪َ ﴿ :‬والَّذٌِنَ ٌَ ْر ُمونَ ْال ُم ْح َ‬
‫صنَا ِ‬
‫وقوله ‪ « :‬اجتنبوا السبع الموبقات‪ ،‬قالوا وما هن ٌا رسول هللا فعد منه قذؾ المحصنات»‬
‫صؽٌرا أو مجنونا لم ٌجب علٌه الحد ألن ما رماهما به من الزنا لو تحقق لم ٌجب به حد‪ ،‬فلم ٌجب‬ ‫ً‬ ‫‪ -‬فإن قذؾ‬
‫على قاذفهما حد‪.‬‬
‫‪ -‬وإن قذؾ مملوكا لم ٌجب به علٌه الحد ألن الرق ٌمنع من كمال حد الزنا فمنع من وجوب الحد على قاذفه‪.‬‬
‫ع ْن ُهما أن النبً ﷺ قال‪ « :‬من أشرك‬ ‫ضً هللاُ َ‬ ‫‪ -‬وإن قذؾ كافر لم ٌجب علٌه الحد لما روى عن ابن عمر‪َ -‬ر ِ‬
‫فلٌس بمحصن »‬
‫ت ﴾ أي‬ ‫‪ -‬وإن قذؾ من عرؾ زناه بٌنة أو بإقرار لم ٌجب الحد لقوله تعالى ‪َ ﴿ :‬والَّذٌِنَ ٌَ ْر ُمونَ ْال ُم ْح َ‬
‫صنَا ِ‬
‫العرٌرات‪ ،‬فؤوجب الحد على القاذؾ إذا لم ٌؤت بؤربعة شهداء على زنا المقذوؾ فدل على أنه إذا أتى بؤربعة‬
‫شهداء على زناه فبل حد علٌه وكذلك إذا ثبت زناه بإقرار‪.‬‬
‫وبالتالً فوجوب الحد ٌعتبر بالمقذوؾ وأما كمال الحد ونقصانه فٌعتبر بالقاذؾ‬
‫‪ ‬ممدار حد المذف‬
‫هو أنه للحر القاذؾ ثمانون جلدة باتراق الرقهاء‬
‫اج ِلدُو ُه ْم ث َ َمانٌِنَ َج ْل َدة ً ﴾‪.‬‬ ‫قوله تعالى ‪ ﴿ :‬فَ ْ‬
‫وعن عابشة ‪ -‬رضً هللا عنها أنها قالت ‪ « :‬لما أنزل هللا تعالى عذري صعد النبً على المنبر فذكر هللا تعالى‬
‫ثم تبل آٌات من كتاب هللا تعالى‪ ،‬ثم نزل فؤمر أن ٌجلد الرجبلن والمرأة حدودهم ٌعنً حسان بن ثابت ومسطح‬
‫بن أثاثة وحمنة بنت جحش‪.‬‬
‫‪ ‬الحكم الثانً من أحكام المذف وهو عدم لبول شهادة المحدود‬
‫ش َه َدة ً أَبَدًا َوأ ُ ْولٌَ َْك ُه ُم ْالرَا ِسقُونَ إِ َّال الَّذٌِنَ‬
‫الدلٌل على عدم قبول شهادة القاذؾ قوله تعالى ‪َ ﴿ :‬و َال ت َ ْقبَلُوا لَ ُه ْم َ‬
‫صلَ ُحوا ﴾‪.‬‬ ‫تَابُوا ِم ْن َب ْع ِد َذ ِل َك َوأ َ ْ‬
‫وقد اترق الرقهاء على أن القاذؾ ال تقبل شهادته ما دام لم ٌتب‪.‬‬
‫ولكن اذا تاب وأحسن التوبة فمد زال عنه وصف الفسك فهل تمبل شهادته بعد توبته أم ال اختلف الفمهاء فً‬
‫ذلن على لولٌن‪:‬‬
‫األول ‪ -‬وهو قول أبو حنٌرة وأصحابه واألوزاعً والثوري قالوا ال تقبل شهادة محدود فً قذؾ وإن تاب‪.‬‬
‫الثانً ‪ -‬وهو قول الشافعً ومالك واللٌث وعثمان البتً وأحمد أنه تقبل شهادة المحدود فً قذؾ إذا تاب توبة‬
‫نصوحا ألن التوبة تجب ما قبلها‪.‬‬
‫‪ -‬األدلة‬
‫أوال ‪ -‬استدل المائلون بمنع لبول شهادة الماذف ولو تاب‬
‫ش َه َدة ً أَبَدًا ﴾‬
‫‪ -۱‬قوله تعالى‪َ ﴿ :‬و َال ت َ ْق َبلُوا لَ ُه ْم َ‬
‫وهو نص صرٌح على عدم قبول شهادة القاذؾ وإن تاب لؤلبدٌة المذكورة فً اآلٌة‪.‬‬
‫صلَ ُحوا ﴾ وهو من وصره بالرسق ال من قبول‬ ‫‪ -٢‬أن االستثناء فً قوله تعالى‪ِ ﴿ :‬إ َّال الَّذٌِنَ تَابُوا ِم ْن َب ْع ِد َذ ِل َك وأ َ ْ‬
‫الشهادة ألن االستثناء ٌكون من الحكم المتصل بؤداة االستثناء وهو الحكم بؤنهم فاسقون‪.‬‬
‫ثانٌا ‪ -‬أدلة المائلٌن بجواز لبول شهادة الماذف متى تاب‬
‫ش َه َدة ٌ أَبَدًا َوأ ُ ْولَ ِب َك ُه ُم ْالرَا ِسقُونَ ِإ َّال الَّذٌِنَ تَابُوا ﴾‬ ‫‪ -۱‬قوله تعالى ‪َ ﴿ :‬و َال ت َ ْقبَلُوا لَ ُه ْم َ‬
‫فقالوا أن االستثناء راجع إلى الشهادة والرسق ولٌس من الرسق فقط وقصره على نوع واحد تحكم ببل دلٌل‪.‬‬
‫‪ -٢‬أن عمر كان ٌقول ألبً بكرة فً أكثر من مرة إن تبت أقبل شهادتك‪.‬‬
‫والحقٌقة ‪ :‬أننا لو تؤملنا الرأٌٌن لوجدنا أن أساس االختبلؾ بٌن الرقهاء هو فً ترسٌر قوله تعالى ‪َ ﴿ :‬و َال ت َ ْقبَلُوا‬
‫ش َه َدة ً أ َ َبدًا َوأ ُ ْولٌَ َْك َوأ ُ ْولَبِ َك ُه ُم ْالرَا ِسقُونَ ِإ َّال الَّذٌِنَ تَابُوا ﴾‬
‫لَ ُه ْم َ‬
‫‪ -‬فالذٌن قالوا أن شهادته ال تقبل جعلوا االستثناء من الحكم بالرسق‪.‬‬
‫‪ -‬والذٌن قالوا أنه تقبل شهادته جعلوا االستثناء من النهً عن قبول الشهادة والحكم بالرسق‪.‬‬

‫‪ ‬مذاهب الفمهاء فً التعرٌض بالزنا‬


‫من المعلوم أن لكل تصرؾ صٌؽة والصٌؽة تنقسم إلى صرٌح وكناٌة‪.‬‬
‫وصرٌح الزنا كؤن ٌقول إنسان آلخر‪ :‬أنت زان أو زانٌة أو أنت لست ولد أبٌك أو لرظ الراجرة والعاهرة‬
‫والقحبة وؼٌر ذلك من األلراظ التً تتضمن الرمً بالزنا أو نرً الولد‪.‬‬
‫أما الكناٌة فهً كل لرظ فٌه تعرٌض بالزنا أو نرً الول‪ .‬كؤن ٌقول إنسان آلخر‪ٌ :‬ا فاجر ٌا خبٌث ٌا حبلل‬
‫ٌا ابن الحبلل زنت ٌداك أو رجبلك أو ٌقول عن نرسه أنا لست بزان أو لم ٌكن أبً زانٌا‪.‬‬
‫وبالتالً ‪:‬‬
‫‪ -‬فإذا قذؾ إنسان ؼٌره بلرظ صرٌح وجب علٌه حد القذؾ سواء نوى به القذؾ أو لم ٌنو ألنه ال ٌحتمل ؼٌر‬
‫القذؾ‬
‫‪ -‬وإن قذفه بلرظ لٌس بصرٌح فً القذؾ ولكنه ٌحتمل الزنا وؼٌره‬
‫ولد اختلف الفمهاء فً الرمً بالزنا بالتعرٌض أٌنطبق علٌه النص أم ال فبل ٌجلد وال ٌمنع من قبول الشهادة ؟‬
‫المول األول ‪ -‬فقال جمع من الرقهاء وهو مذهب الشافعً وأبً حنٌرة وأصحابه أن التعرٌض ال ٌعطى حكم‬
‫التصرٌح‬
‫‪ -‬الدلٌل ‪:‬‬
‫‪ -۱‬ما روى أن رجبل قال ٌا رسول هللا إن امرأتً ال تردٌد المس فقال طلقها فقال إنً أحبها قال أمسكها‪.‬‬
‫فهنا عرض الرجل بقذؾ امرأته بالزنا‪ ،‬ولم ٌجعل النبً ﷺ قاذفا بالتعرٌض‪.‬‬
‫‪ -٢‬بؤن التعرٌض ؼٌر التصرٌح وللتصرٌح حكم خاص به وألن التعرٌض بالزنا ال ٌدل داللة واضحة على‬
‫الرمً به وال حد مع الشبهة والظن‪.‬‬
‫المول الثانً ‪ -‬قال أحمد فً رواٌة وآخرون أنه ٌحد بالتعرٌض ‪ ،‬ألن إرادةالرمً بالزنا واضحة وأن الكناٌة‬
‫المشهورة تبلػ مبلػ صرٌح القول‬
‫‪ -‬الدلٌل ‪:‬‬
‫بما فعله عمر ‪ :‬فإنه جلد من عرض برمً آخر بالزنا بعد أن شاور الصحابة فً ذلك‬
‫‪ ‬نفً الرجل ابنه‬
‫قال الشافعً رحمه هللا عز وجل ولو ولدت امرأته ولدا فقال لٌس بابنً فبل حد وال لعان حتى ٌنرٌه‪.‬‬
‫ألنه ٌحتمل أنه أراد لٌس بابنً إنه من الزنا وٌحتمل أنه لٌس بابنً أنه ال ٌشبهنً فً خلقً‪ ،‬فإن صدقته على‬
‫قوله فبل كبلم فإن لم تصدقه فالقول قوله مع ٌمٌنه ألنه أعلم بما أراد به‪.‬‬
‫إن قذؾ رجل زوجته ونرً نسب ولدها باللعان‬
‫‪ -‬لو قال رجل أجنبً لذلك الولد لست بابن فبلن لم ٌكن صرٌحا فً القذؾ‪ ،‬ألنه ٌحتمل أنه أراد لست بابن‬
‫فبلن ألنه ال بنوة بٌنكما وٌحتمل أنه أراد لست بابن فبلن بل إنك من الزنا‪ ،‬فحٌنبذ ٌرجع إلٌه‪.‬‬
‫‪ -‬لو كذب نرسه لحقه نسب الولد‪ ،‬فلو قال رجل أجنبً لهذا الولد بعد ذلك لست ولد فبلن فإنه ٌعد قاذفا‬
‫وٌجب علٌه حد القذؾ‬
‫‪ -‬وإن قال المرأته ٌا زانٌة ٌا بنت الزانٌة وجب علٌه حدان لشخصان ومن ال ٌجب علٌه الحد لعدم‬
‫إحصان المقذوؾ أو للتعرٌض بالقذؾ من ؼٌر نٌة عزر‬
‫‪ ‬صاحب الحك فً المطالب بالحد‬
‫‪ -‬وما ٌجب بالقذؾ من الحد أو التعزٌر باألذى فهو حق للمقذوؾ ٌستوفً إذا طالب به وٌسقط إذا عرا عنه‬
‫والدلٌل علٌه ماروى أن النبً ﷺ قال ‪ «:‬أٌعجز أحدكم أن ٌكون كؤبً ضمضم كان ٌقول تصدقت بعرضً على‬
‫من ظلمنً والتصدق بالعرض ال ٌكون إال بالعرو عما ٌجب فٌه‬
‫‪ -‬وألنه ال خبلؾ أنه ال ٌستوفً إال بمطالبته فكان له العرو كالقصاص‪.‬‬
‫وإن مات من له الحد أو التعزٌر وهو ممن ٌورث انتقل ذلك إلى الوارث‪.‬‬
‫وفٌمن ٌرثه ثبلثة أوجه ‪:‬‬
‫أحدها ‪ :‬أنه ٌرثه جمٌع الورثة ألنه موروث فكان لجمٌع الورثة‬
‫الثانً ‪ :‬أنه لجمٌع الورثة إال الزوجٌن ألن الحد ثبت لدفع العار وال عار بعد زوال الزوجٌة بالموت‬
‫الثالث ‪ :‬أنه ٌرث المطالبة به العصبات ألنه حق ثبت لرفع العار فاختص به العصبات كوالٌة النكاح‪.‬‬
‫‪ -‬وإن كان وارثان فعرا أحدهما ثبت لآلخر جمٌع الحد‬
‫‪ -‬وإن لم ٌكن ورثة فحق المطالبة لجمٌع المسلمٌن‬
‫‪ ‬المذف بإذن الممذوف‬
‫إذا قال إنسان لؽٌره اقذفنً فقذفه فرٌه وجهان ‪:‬‬
‫أحدهما ‪ -‬أنه ال حد علٌه ألنه حق له فسقط كالقصاص‪.‬‬
‫والثانً ‪ -‬أنه ٌجب علٌه الحد ألن العار ٌلحق بالعشٌرة فبل ٌملك اإلذن فٌه وإذا سقط اإلذن وجب الحد‪.‬‬
‫‪ ‬لذف الجماعة‬
‫‪ -‬إذا قذؾ الرجل جماعة سواء أكانوا رجاالً أو نساء فإن قذؾ كل واحد منهم بكلمة بؤن قال لكل واحد منهم‬
‫زنٌت وجب لكل واحد منهم حد‪.‬‬
‫‪ -‬وإن قذفهم كلهم بكلمة واحدة نظرت‬
‫‪ -‬فإن كانوا جماعة ال ٌجوز أن ٌكونوا كلهم زناة كؤهل مصر لم ٌجب علٌه حد القذؾ‪ ،‬ولكن‬
‫ٌعزر‪.‬‬
‫‪ -‬وإن كانوا جماعة ٌجوز أن ٌكونوا زناة كالعشرة والمابة وما أشبه ذلك فرٌه قوالن ‪:‬‬
‫ت ث ُ َّم َل ْو ٌَؤْتُوا ِبؤ َ ْر َب َع ِة ُ‬
‫ش َه َدا َء‬ ‫لال الشافعً فً المدٌم ٌجب لهم حد واحد‪ ،‬لقوله تعالى ‪َ ﴿ :‬والَّذٌِنَ ٌَ ْر ُمونَ ْال ُم ْح َ‬
‫صنَا ِ‬
‫فَ ْ‬
‫اج ِلدُو ُه ْم ﴾‪.‬‬
‫ولال فً الجدٌد ٌجب لكل واحد منهم حد وهو الصحٌح‪ ،‬ألنها حقوق مقصودة لآلدمٌٌن‪.‬‬
‫‪ ‬العود فً المذف‬
‫ومعنى العود أنه إذا قذؾ رجبل أو امرأة لٌست بزوجة له بزنا فحد القاذؾ ثم قذفه ثانٌا بذلك الزنا الذي حد‬
‫للمقذوؾ به لم ٌجب علٌه الحد وإنما ٌعزز لؤلذى‪.‬‬
‫‪ -‬وقال بعض الناس ٌجب له الحد علٌه‪.‬‬
‫ودلٌل الشافعٌة ما رواه األثر بإسناده عن ظبٌان بن عمارة قال شهد على المؽٌرة بن شعبة ثبلثة نرر أنه زان‬
‫فبلػ ذلك عمر فكبر علٌه وقال شاط ثبلثة أرباع المؽٌرة بن شعبة ثم جاء زٌاد فقال ما عندك ٌا سلح العقاب فلم‬
‫ٌثبت فؤمر بهم فجلدوا وقال شهود زور فقال أبو بكرة ألٌس ترضى أن آتٌك برجل عدل ٌشهد برجمه قال نعم‬
‫والذي نرسً بٌده فقال أبو بكرة وأنا أشهد أنه زان فؤراد أن ٌعٌد علٌه الجلد فقال علً ٌا أمٌر المإمنٌن إنك إن‬
‫أعدت علٌه الجلد أوجبت علٌه الرجم‪.‬‬
‫وإن لم ٌقم علٌه الحد األول أو عرا عنه المقذوؾ أقٌم علٌه الحد الثانً‪.‬‬
‫وإن لم ٌقم علٌه الحد لؤلول وال عرا عنه المقذوؾ فرٌه قوالن ‪:‬‬
‫لال فً المدٌم ‪ٌ -‬جب علٌه حدان ألنهما حقان آلدمً فلم ٌتداخبل كالزنٌتٌن‬
‫ولال فً الجدٌد ‪ٌ -‬جب علٌه حد واحد وهو الصحٌح ألنهما حدان من جنس المستحق واحد فتداخبل‪.‬‬
‫‪ -‬وإن قذؾ امرأة بزنا فلم ٌحد لها ولم تعؾ عنه ثم تزوجها ثم قذفها بزنا آخر فرٌه طرٌقان ‪:‬‬
‫ومنهم من قال ٌجب علٌه هنا حدان قوالً واحدًا‪.‬‬
‫‪ ‬حكم السباب‬
‫السباب هً كل ما عدا الرمً بالزنا ونرً الولد وكله محرم شرعا ٌجب فٌه التعزٌر وال ٌجب الحد إال فٌما‬
‫ٌعد قذفا‪.‬‬
‫وٌجوز للمظلوم أن ٌدعوا على من ظلمه‬

‫كتاب األشربة‬
‫‪ ‬تعرٌف األشربة‬
‫األشربة فً اللغة ‪ -‬جمع شراب بمعنى مشروب‪ ،‬وحمٌمته ‪ -‬المتخذ من ماء العنب‪.‬‬
‫‪ ‬حكم الشرب‬
‫‪ -‬هو من كبابر المحرمات وقد ذكر الرقهاء أن كل شراب أسكر كثٌره حرم قلٌله وكثٌره‬
‫‪ -‬ومعنى أسكر بؤن كان فٌه شدة مطربة فً ذاته ال ما فٌه تخدٌر كالبنج والحشٌش‪.‬‬
‫‪ -‬وكان كل شراب أو مؤكول حصل منه سكر فهو محرم سواء نص علٌه أو لم ٌنص علٌه‪.‬‬
‫‪ ‬دلٌل تحرٌمه‬
‫أوال ‪ -‬الكتاب‬
‫اجت َ ِنبُوهُ لَ َعلَّ ُك ْم ت ُ ْر ِل ُحونَ ﴾‪.‬‬
‫ان فَ ْ‬
‫ط ِ‬‫ش ٌْ َ‬ ‫اب َو ْاأل َ ْز َال ُم ِر ْج ٌ‬
‫س ِم ْن َع َم ٍل ال َّ‬ ‫ص ُ‬‫قوله تعالى ‪ِ ﴿ :‬إنَّ َما ْالخ َْم ُر َو ْال َم ٌْ ِس ُر َو ْاألَن َ‬
‫وهذه اآلٌة دلٌل صرٌح على تحرٌم الخمر‬
‫ثانٌا ‪ -‬من السنة‬
‫ماروى أن النبً ﷺ قال ‪ «:‬لعن هللا الخمر وشاربها وساقٌها وبابعها ومبتاعها وعاصرها ومعتصرها وحاملها‬
‫والمحمولة إلٌه وزاد ابن ماجة وآكل ثمنها »‪.‬‬
‫ثالثا ‪ -‬اإلجماع‬
‫وقد انعقد اإلجماع على تحرٌمها وال الترات إلى قول من حكىعنه إباحتها‪.‬‬
‫وكان المسلمون ٌشربونها فً أول اإلسبلم فاختلؾ الشافعٌة فً ذلك هل كان ذلك استصحابا منهم بحكم‬
‫الجاهلٌة أو بشرع فً إباحتها على وجهٌن ‪:‬‬
‫ورجح الماوردي األول ورجح النووي الثانً‬
‫‪ ‬حكمة تحرٌم الخمر‬
‫هو أن الخمر من الكبابر والعظام وأنها أساس كل منكرومصدر كل شر‬
‫لما روى عن عثمان بن عران – قال ‪ « :‬اجتنبوا الخمر فإنها أم الخبابث »‪.‬‬
‫‪ ‬أضرار الخمر‬
‫‪ -۱‬إن الخمر توقع العداوة و تصد عن ذكر هللا وهو روح الدٌن وعن الصبلة‬
‫أمرا أو ٌنرذ عمبلً‬ ‫‪ -٢‬أضرار الخمر األدبٌة فكثٌرة منها أنها ترقد اإلنسان إرادته فبل ٌستطٌع أن ٌبرم ً‬
‫‪ -۳‬أضرار الخمر المادٌة فإن عادة اإلدمان ال تقتصر على تبدٌد ثروة الشارب وأسرته فحسب‪ ،‬بل ٌتعدى ذلك‬
‫إلى المجتمع الذي ٌحٌط به‪.‬‬
‫‪ ‬التدرج فً تحرٌم الخمر‬
‫نظرا لتؤصلها فً‬ ‫لم ٌؤمرهم هللا بتركها فً بادئ األمر‪ ،‬بل تركهم على شربها مدة بقاء النبً فً مكة ً‬
‫نروس العرب جمٌعا‪ ،‬ولما هاجر النبً إلى المدٌنة واستقر اإلٌمان فً نروس المإمنٌن أنزل هللا عز وجل فً‬
‫سكَرا َو ِر أزلا‬ ‫ون ِم أنهُ َ‬‫ب تَت َّ ِخذُ َ‬‫ت النَّ ِخٌ ِل َو أاأل َ أعت َ ِ‬ ‫حق الخمر ما ٌرٌد التنرٌر منها وهو قوله تعالى ‪َ ﴿ :‬و ِمن ثَ َم َرا ِ‬
‫سنا ﴾‪.‬‬ ‫َح َ‬
‫سئلُونَنَ‬ ‫وهنا بدأ ٌتساءل المإمنون عن تلك الخمر التً فٌها سكر وفٌها رزق ‪ ،‬فنزل قول هللا وتعالى ‪ ٌَ ﴿ :‬أ‬
‫اس َو ِإثأ ُم ُه َما أ َ أكبَ ُر ِمن نَّ أف ِع ِه َما ﴾‪ ،‬وهنا بٌن هللا عز وجل أن‬ ‫ٌر َو َمنَافِ ُع ِللنَّ ِ‬ ‫ٌه َما ِإثأ ٌم َك ِب ٌ‬
‫س ِرلُ أل ِف ِ‬
‫ع َِن ا أل َخ أم ِر َوا أل َم أٌ ِ‬
‫الخمر والمٌسر فٌهما إثم كبٌر‪.‬‬
‫ص ََلةَ َوأَنت ُ أم‬ ‫ٌِن َءا َمنُوا َال تَ أم َربُوا ال َّ‬ ‫ثم أنزل هللا عز وجل ما ٌرٌد بداٌة التحرٌم بقوله تعالى ‪ٌَ ﴿ :‬تأٌَُّ َها الَّذ َ‬
‫ون ﴾‬ ‫سك ََرى َحتَّى ت َ أعلَ ُموا َما تَمُولُ َ‬ ‫ُ‬
‫وبٌن الحكمة من النهً بقوله تعالى ‪َ « :‬حتَّى ت َ ْعلَ ُموا َما تَقُولُونَ » وحٌنبذ ترك المسلمون شربها قرب وقت‬
‫الصبلة وكثرت الوقابع والشرور من جراء شربها حتى طلب الكثٌرون تحرٌمها‬
‫ان فَ ْ‬
‫اجت َ ِنبُوهُ ﴾‬ ‫ط ِ‬‫ش ٌْ َ‬
‫ع َم ِل ال َّ‬‫س ِم ْن َ‬ ‫اب َو ْاأل َ ْز َال ُم ِر ْج ٌ‬
‫ص ُ‬ ‫فؤنزل قوله تعالى ‪ ﴿ :‬إِنَّ َما ْالخ َْم ُر َو ْال َم ٌْ ِس ُر َو ْاألَن َ‬
‫فقال المسلمون عقب سماع هذه اآلٌة انتهٌنا انتهٌنا انتهٌنا‪.‬‬
‫‪ ‬حمٌمة الخمر‬
‫حقٌقة الخمر المجمع على تحرٌمه هو عصٌر العنب إذا اشتد وقذؾ بالزبد‪.‬‬
‫اختلؾ الشافعٌة فً وقوع اسم الخمر على ؼٌر عصٌر العنب حقٌقة أو مجازا‪.‬‬
‫والقابلون بؤن الخمر ما اعتصر من العنب فقط هم الكوفٌون أصحاب اإلمام أبً حنٌفة‪.‬‬
‫‪ -‬واستدل المائلون على أن الخمر تطلك على عصٌر العنب فمط استدلوا بقوله تعالىى ‪ِ ﴿ :‬إ ِنًّ أ َ َر ٌْ ِنً‬
‫أعصرخمرا﴾‬
‫‪ -‬واستدل المائلون بأن الخمر تطلك على العنب وغٌره بؤنه قد روى ابن عبد البر عن أهل المدٌنة وسابر‬
‫الحجازٌٌن وأهل الحدٌث كلهم أن كل مسكر خمر‪.‬‬
‫‪ ‬فقد اترق الرقهاء إلى أن جمٌع األشربة المسكرة كعصٌر العنب المطبوخ ونبٌذ التمر والزبٌب والعنب والذرة‬
‫والشعٌر وؼٌر ذلك ٌحرم كثٌرها وقلٌلها‪ ،‬وٌجب بشربها الحد‪ ،‬قاله عمر وعلً وابن عباس وابن عمر وأبً‬
‫هرٌرة وسعد بن أبً وقاص‪ ،‬وابن مسعود وعابشة‪.‬‬
‫واستدلوا على ذلك بما ٌلً ‪:‬‬
‫ما روى عن عابشة رضً هللا عنها ‪ -‬قال‪ « :‬كل شراب أسكر فهو حرام »‪ « ،‬ماأسكر كثٌره فقلٌله حرام»‪.‬‬
‫‪ ‬اختَلط الخمر بغٌره‬
‫‪ -‬قال ابن الصباغ إذا طبخ لحما بخمره وأكل المرق حد وإن أكل اللحم لم ٌحد ألن عٌن الخمر موجود فً‬
‫المرق ولٌس بموجود فً اللحم وإنما فٌه طعمه‪.‬‬
‫‪ -‬وإن عجن دقٌقا بالخمر وخبزه فؤكل الخبز لم ٌحد ألن عٌن الخمر أكلتها النار‪.‬‬
‫‪ -‬وقال ابن الصباغ أٌضا وإن استعط بالخمر أو احتقن بها لم ٌحد ألنه لٌس بشرب وال أكل ولكن قول ابن‬
‫الصباغ فٌه نظر عند الشافعٌة‪ ،‬ألن حكم االستعاط واالحتقان حكم الشرب فً إبطال الصوم فكان حكمه حكم‬
‫الشرب فً الحد‬
‫‪ -‬وإن عجن الشعٌر بالخمر أو البر بالخمر كان نجسا ولم ٌجز بٌعه‪.‬‬
‫‪ ‬من هو شارب الخمر‬
‫المراد بشارب الخمر المتعاطً شربا كان أو ؼٌره‪ ،‬وخر بالشراب النبات ‪ ،‬قال الدمٌري ‪ :‬كالحشٌشة‬
‫التً تؤكلها الحرافٌش‪ ،‬ونقل الشٌخان أن أكلها حرام وال حد فٌها‪.‬‬
‫‪ٌ -‬جب على أكل الحشٌشة التعزٌز دون الحد وال ٌبطل بحملها الصبلة‪.‬‬
‫‪ -‬وكل ما ٌزٌل العقل من ؼٌر األشربة من نحو بنج ال حد فٌه كالحشٌشة فإنه ال ٌلذ وال ٌطرب وال ٌدعو قلٌله‬
‫إلى سكر بل فٌه التعزٌر‪.‬‬
‫‪ ‬شروط وجوب الحد على شارب الخمر‬
‫ٌشترط إلقامة الحد على الشارب كونه مكلرا ً‪ ،‬ملتزما لؤلحكام‪ ،‬مختارا‪ ،‬عالما بؤن ما شربه مسكر من ؼٌر‬
‫ضرورة‪.‬‬
‫‪ -‬ال حد على صبً ومجنون لحدٌث النبً ﷺ ‪ " :‬رفع القلم عن ثبلث الصبً حتى ٌبلػ "‬
‫‪ -‬وكذا ال حد على حربً لعدم التزامه لؤلحكام وكذلك الذمً ألنه ال ٌلتزم بالذمة ما ال ٌعتقد‬
‫‪ -‬وكذلك ال ٌجب الحد إذا كان موج ًرا للخمر أي مصبوبا فً حلقة قهرا‪.‬‬
‫‪ -‬وكذلك المكره على شربه على المذهب الحدٌث النبً ﷺ ‪ " :‬عرى عن أمتً الخطؤ والنسٌان وما استكرهوا‬
‫علٌه "‬
‫‪ -‬وال حد على من جهل كونها خمرا وشربها ظانا أنها شرابا آخر وال ٌلزمه قضاء الصلوات الرابتة مدة‬
‫السكر‪.‬‬
‫‪ -‬ولو ادعى السكران بعد األصحاء من سكره فقال كنت مكرها أو لم أعلم أن الذي شربته مسكرا صدق‬
‫بٌمٌنه‪.‬‬
‫‪ -‬وكذلك قرٌب عهد باإلسبلم لو قال جهلت تحرٌمها لم ٌحد‬
‫قال األذرعً وهذا ظاهر فً ؼٌر من نشؤ فً ببلد اإلسبلم أما من نشؤ فٌها فبل ٌخرى علٌه تحرٌم الخمر‬
‫عند المسلمٌن فبل ٌقبل قوله‪.‬‬
‫أما لو قال جهلت الحد بشربها حد ألن من حقه إذا علم التحرٌم أن ٌمتنع‪.‬‬
‫‪ ‬ممدار الحد‬
‫‪ -‬ذكر الشافعٌة أنه ٌجلد المحدود الحر فً الخمر أربعٌن جلدة‬
‫لما فً مسلم من حدٌث أنس ‪ « :‬كان النبً ﷺ ٌضرب فً الخمر بالجرٌد والنعال أربعٌن »‪.‬‬
‫‪ -‬ولال مالن واللٌث وأبو حنٌفة والثوري الواجب ثمانون وال ٌجوز النقصان عنها وأجازه بن المنذر‪.‬‬
‫‪ ‬حكم التداوي بالخمر‬
‫األولى ‪ -‬ذهب الشافعً إلى أن من ؼص بلقمة مثبل أزالها بخمر وجوبا كما قال اإلمام هذا إذا لم ٌجد ؼٌرها‬
‫وال حد علٌه وذلك إنقاذا للنرس من الهبلك وهذه رخصة واجبة‪.‬‬
‫واألصح تحرٌمها أي تناولها على مكلؾ لدواء وعطش‬
‫‪ -‬فؤما تحرٌم الدواء بها فؤلنه لما سبل عن التداوي بها قال‪ « :‬إنه لٌس بدواء ولكنه داء »‪ .‬وٌدل بهذا أٌضا‬
‫قوله ‪ « :‬إن هللا لم ٌجعل شراء أمتً فٌما حرم علٌها»‪.‬‬
‫‪ -‬أما تحرٌم شربها ألجل العطش فؤلنها ال تزٌل العطش‪ ،‬بل تزٌده‬
‫والثانً ‪ٌ -‬جوز التداوي بها دون شربها للعطش وقٌل عكسه‪.‬‬
‫‪ -‬وحكم شربها لدفع الجوع هو حكم شربها لدفع العطش‪.‬‬

‫تنبٌه ‪ -‬هذا الذي كان فً حكم الخمر إذا استعملت كخمر خالصة‬
‫أما إذا عجن بها أو طبخ بها أو نحوه مما تستهلك فٌه الخمر فٌجوز التداوي به عند فقد ما ٌقوم مقامه مما‬
‫ٌحصل به التداوي من الطاهرات‪ ،‬بشرط إخبار طبٌب مسلم عدل بذلك أو معرفته للتداوي به‬
‫‪ ‬أدلة اإلثبات فً شرب الخمر‬
‫خمرا‪.‬‬
‫ً‬ ‫‪ -‬فقد ذهبوا إلى أن حد الخمر ٌثبت بإقرار الشارب واإلقرار هو االعتراؾ بالشرب‪ ،‬كقوله ‪ :‬شربت‬
‫أو بشهادة رجلٌن ٌشهدان بمثل ذلك ال بشهادة رجل وامرأتٌن ألن البٌنة ناقصة‪ ،‬النه ال تجوز شهادة النساء فً‬
‫الحدود‪.‬‬
‫‪ -‬وال ٌثبت الشرب بالٌمٌن وال بشاهد وٌمٌن وال بالٌمٌن المردودة وال برٌح خمر وسكر وقًء الحتمال أن‬
‫ٌكون شرب ؼالطا أو مكرها‪ ،‬والحد ٌدرأ بالشبهة‪.‬‬
‫‪ -‬وال ٌستوفٌه القاضً بعلمه على الصحٌح بناء على أنه ال ٌقضً بعلمه فً حدود هللا تعالى‬
‫‪ -‬وٌستوفٌه سٌد العبد بعلمه اإلصبلح ملكه‪.‬‬
‫‪ -‬وال ٌشترط فً اإلقرار والشهادة الترصٌل‪ ،‬بل ٌكرً اإلطبلق فً إقرار من شخص بؤنه شرب خمر أو فً‬
‫خمرا‪ ،‬ولٌل ٌشترط الترصٌل بؤن ٌزاد فً اإلقرار وأنا عالم‬ ‫ً‬ ‫شهادة بشرب مسكر بقول الشاهد شرب فبلن‬
‫مختار وفً الشهادة وهو عالم مختار ألنه إنما ٌعاقب بالٌقٌن‪.‬‬
‫مسكرا لم ٌقم علٌه الحد‬
‫ً‬ ‫خمرا أو‬
‫ً‬ ‫‪ -‬لال أكثر أهل العلم فإن وجد الرجل سكرانا أو شم منه رابحة الخمر أو تقٌا‬
‫الشبهات المسمطة للحدود‬
‫روى أن رسول هللا ﷺ قال‪ « :‬ادرءوا الحدود بالشبهات فإن كان له مخر فخلوا سبٌله فإن اإلمام ان ٌخطا‬
‫فً العرو خٌر من أن ٌخطا فً العقوبة «‬
‫وقال ﷺ ‪ « :‬أٌها الناس من ارتكب شٌبا من هذه القاذورات فاستتر فهو فً ستر هللا ومن أبدى صرحته أقمنا‬
‫علٌه الحد«‬
‫وهذٌن الحدٌثٌن ٌدالن على ان‬
‫الجرٌمة إذا ارتكبت من ؼٌر إعبلن ٌجب االستمرار فً سترها وعدم كشرها وأن فً فتح الباب إلقامة الحد فٌها‬
‫انتشار للجرابم‪.‬‬
‫‪ ‬تعرٌف الشبهة‬
‫الشبهة هً الحال التً ٌكون علٌه المرتكب وٌكون معها المرتكب معذورا عذرا ٌسقط الحد وٌستبدل به‬
‫عقاب دونه على ما ٌرى الحاكم‬
‫وقد ذكر الرقهاء أن النبً كان ٌلتمس الستر فً المجرم‪.‬‬
‫وقد حرض بعض الناس ماعزا على اإلقرار فذهب وأقر أمام الرسول ﷺ وكان النبً ﷺ ٌحاول أن ٌحمله‬
‫على الرجوع فً إقراره بالتعرٌض له بقوله لعلك قبلت لعلك لمست ولما علم الذي حرضه على اإلقرار قال له‬
‫هبل سترته بثوبك لكان خٌرالك‪.‬‬
‫وهذا الخبر ٌدل على أن التضٌٌق فً تطبٌق الحدود أمر محبب فً اإلسبلم‬
‫‪ ‬والشبهات التً تسمط الحدود ٌمكن ضبطها فً أربعة أمور‬
‫أولها ‪ :‬ما ٌتعلق بركن الجرٌمة‪.‬‬
‫الثانً ‪ :‬ما ٌتعلق بالجهل النافً للقصد الجنابً فً االرتكاب‪.‬‬
‫الثالث ‪ :‬ما ٌتعلق باإلثبات‬
‫الرابع ‪ :‬ما ٌتعلق بتطبٌق النصوص على الجزبٌات والخراء فً تطبٌق بعضها‬
‫‪ ‬األول ‪ -‬الشبهة فً تحمك الركن‬
‫وركن الجرٌمة هو تحرٌم الشارع فعبل معٌنا قد رتب علٌه عقابا هو الحد أو القصاص فإذا كان الشارع قد‬
‫حرم الزنا فإنه قد جعل له حدا قابما بذاته‪.‬‬
‫والشبهة فً ركن الجرٌمة تنمسم إلى أربعة ألسام‪ :‬شبهة الدلٌل شبهة الملن ‪ -‬شبهة الحك ‪ -‬شبهة الصورة ‪-‬‬
‫‪ -۱‬شبهة الدلٌل‬
‫وهً أن ٌكون فً الموضوع دلٌبلن متنازعان أحدهما ٌحرم وهو الراجح واآلخر مبٌح وهو المرجوح‬
‫فٌتناول المكلؾ األثر‪.‬‬
‫مثبل ‪:‬‬
‫‪ -‬إذا دخل الرجل بالمرأة فً عقد من ؼٌر شهود فإنه فً هذه الحالة ٌتنازع الموضوع دلٌبلن أحدهما ٌمنع‬
‫الحل وهو الراجح الثانً ٌوجد الحل وهو المرجوح‪.‬‬
‫‪ -‬إذا سرق مال ابنه من حرز مثله ألن الحرمة ثابتة ولكن هناك دلٌل آخر وهو أنت ومالك ألبٌك‪ ،‬ألن كل‬
‫ما ٌكسب الولد هو ملك ألبٌه‪.‬‬
‫وقد أنشؤ الرقهاء على ذلك قاعدة فقالوا أن كل فعل ٌختلؾ فٌه الرقهاء حبل وتحرٌما فإن االختبلؾ ٌكون شبهة‬
‫مانعة من إقامة الحد‪.‬‬
‫‪ -٢‬شبهة الملن‬
‫مثبل ‪:‬‬
‫‪ -‬إذا أخذ المحارب المستحق جزءا منالؽنٌمة خرٌة بحٌث تتحقق جرٌمة السرقة صورة وذلك بؤن ٌؤخذ من‬
‫المال الشابع الذي له فٌه ملك صحٌح قبل أن ٌقسم ولكن لم تتؤكد بالقسمة بحٌث لو مات قبل القسمة ال‬
‫ٌنتقل إلى ورثته على خبلؾ فً ذلك‪.‬‬
‫‪ -‬لو وطء جارٌة ٌملك بعضها فإن شبهة الملك فً هذه الحال تسقط الحد‪.‬‬
‫‪ -۳‬شبهة الحك‬
‫وذلك بؤن ٌكون للمرتكب شبهة حق ولو باالستصحاب‪.‬‬
‫مثبل ‪:‬‬
‫‪ -‬وقد ضرب األحناؾ لذلك مثبل وهو الدخول بالمطلقة طلقة مكملة للثبلث‪ ،‬فإن هذا الدخول ال ٌثبت معه‬
‫الحد فً المذهب الحنرً ألن المرأة فً أصلها كانت حبلالً لذلك الرجل وبالتالً فاإلباحة األصلٌة شبهة‬
‫تمنع إقامة الحد‪.‬‬
‫‪ -‬السرقة من األموال بٌت المال‪ ،‬فإن لكل مسلم نوع حق فً بٌت المال وإن كان ال ٌثبت الملكٌة إال أنه‬
‫شبهة مانعة للحد‪.‬‬
‫‪ -‬ال ٌقطع الولد إذا سرق من مال أبٌه ألن له نوع حق ٌسقط عنه الحد وإن كان ال ٌثبت الملك‪.‬‬
‫‪ -٤‬شبهة الصورة‬
‫وتحقق شبهة الصورة فً أن صورة العقد فً الزوا ولو كانت المرأة حراما على الزو حرمة ثابتة‬
‫باإلجماع تكون شبهة مسقطة للحد ولو كان التحرٌم على وجه التؤٌٌد ألن صدور العقد من أهله وإن لم ٌكن‬
‫مثبتا للحل هو مثبت للشبهة المسقطة للحد وذلك بوجود صورة الحد‪.‬‬
‫‪ ‬الثانً ‪ -‬الشبهة بسبب الجهل‬
‫الجهل باألحكام الشرعٌة بشكل عام ٌكون مسوؼا ً لئلفبلت من أحكامها وكذلك األمر فً القوانٌن الوضعٌة‬
‫بٌد أن ٌبلحظ أمران ‪:‬‬
‫أولهما ‪ :‬أن العلم قد ٌكون طرٌقه صعبا فٌعد الجهل فً هذه الحالة عذرا مسوؼا إلسقاط العقوبات المؽلظة‬
‫وتحوٌلها إلى عقوبات مخررة نسبٌا وذلك كالجهل ببعض أحوال جرابم الحدود‬
‫ثانٌهما ‪ :‬الجهل باألحكام الشرعٌة فً ذاته ال ٌجوز إال فٌما تصعب معرفته‪ ،‬فالجهل ببعض األحكام ال ٌسوغ‬
‫عذرا مسوؼا ً إلسقاط عقوباتها‪ ،‬كالجهل بالصلوات الخمس‪.‬‬‫ذات الجهل به وبالتالً ال ٌعد ً‬
‫ولد لسم اإلمام الشافعً العلم إلى لسمٌن ‪:‬‬
‫المسم األول ‪ :‬علم باألمور القطعٌة وٌسمٌه علم العامة أي العلم الذي ٌجب أن ٌعلمه المسلمون كافة من ؼٌر‬
‫استثناء وال ٌعذر فً الجهل عامتهم‪ ،‬وٌسمى هذا « ما علم من الدٌن بالضرورة »‪.‬‬
‫المسم الثانً ‪ :‬قال فٌه الشافعً ‪ :‬أنه ما ٌنوب العباد من فروض الررابض وما ٌخص به األحكام مما لٌس فٌه‬
‫نص وٌقول ‪ »:‬فً هذا القسم هذه درجة من العلم لٌس تبلؽها العامة ولم ٌكلرها الخاصة»‪.‬‬
‫وبناء على هذا فإنه ال ٌسوغ لمسلم وال ذمً ٌقٌم فً دار اإلسبلم أن ٌدعً الجهل بحرمة الزنا والقتل‪ ،‬فبل‬
‫عذر فً الجهل بؤصل التحرٌم وال ٌعد الجهل بؤصل التحرٌم شبهة تسقط العقوبات المقدرة ‪.‬‬

‫‪ ‬الثالث ‪ -‬الشبهة فً اإلثبات‬


‫أما الشبهة التً هً طرق إثباتها أمام القضاء فبلبد من أدلة قاطعة لدى القاضً بقدر ما ٌتحقق به إثبات‬
‫الجرٌمة وأن تكون األدلة القاطعة فً اإلثبات مستمرة على معنى القطع من وقت التقدم بها للحكم إلى وقت‬
‫التنرٌذ وبالتالً فبلبد فً اإلثبات من بقاء القطعٌة فٌه فً ثبلثة أمور ‪:‬‬
‫‪ -۱‬فً أدابه فتكون ألراظه قاطعة فً الداللة على المعنى‬
‫‪ -٢‬وأن تكون فور ارتكاب الجرٌمة أو لم ٌتراخ بٌن التحمل واألداء زمن طوٌل‪.‬‬
‫‪ -۳‬وأن ٌستمر الذٌن أدوا الشهادة أو أقروا على أقوالهم إلى أن ٌكون التنرٌذ‬
‫وبٌان ذلك على النحو التالً ‪:‬‬
‫‪ -‬ولقد قرر الرقهاء لكً تكون األدلة قاطعة فً اإلثبات البد أن ٌذكر الشهود مكان الجرٌمة ووقتها فإذا اختلروا‬
‫فً ذلك سقطت الشهادة وسقط االستدالل‪.‬‬
‫‪ -‬ومعنى أن ٌستمر الشهود أال ٌرجع الشهود عن شهادتهم بالزنا أو أي جرٌمة حتى ٌقام الحد‪.‬‬

‫‪ ‬الرابع ‪ -‬التضٌٌك فً تطبٌك النصوص‬


‫هً أنه ٌضٌق التطبٌق حتى ال ٌدخل فٌها صاحب الجرٌمة درءا للحدود بالشبهات‬
‫و قد رأٌنا أن القٌاس ال ٌثبت حدا ولو كان القٌاس واضح العلة والدلٌل درأ للحد والشبهات ما أمكن وأمثلة‬
‫ذلك ما ٌلً ‪:‬‬
‫‪ -۱‬فً الزنا إذا لم تكن العبارة من المقر أو الشاهد مرٌدة الوضع الزنا وأنه ال ٌقام الحد لحدوث شبهة‬
‫‪ -٢‬فً حد القذؾ قرر اإلمام أبً حنٌرة والشافعً وكثٌر من الحنابلة أنه ال ٌقام الحد بالتعرٌض‪.‬‬
‫‪ -۳‬بالنسبة للعان قرروا أنه ال لعان بالنسبة لمن ٌرمً زوجته إذا كانت ؼٌر مسلمة‪.‬‬
‫‪ -٤‬وبالنسبة لحد السرقة نجد التطبٌق ٌضٌؾ كثٌرا بالشبهات ومن ذلك ‪:‬‬
‫‪ -‬أن من الرقهاء لم ٌطبقوا الحد على من ٌسرق من بٌت المال خرٌة لشبهة الحق‪.‬‬
‫‪ -‬أن من الرقهاء من لم ٌطبق حد السرقة على من ٌؤخذ ماال من الؽنٌمة خرٌة لشبهة الحق‪.‬‬
‫‪ -‬أن من الرقهاء على أن السرقة من ذي الرحم المحرم ال ٌقام بها الحد لشبهة الحق‪.‬‬
‫‪ -‬قد قرر جمهور الرقهاء أن الحد ال ٌقام فً سرقة أحد الزوجٌن من اآلخر ألن الحرز لٌس ثابتا‪.‬‬

‫مراتب الشبهات‬
‫الشبهات لٌست فً مرتبة واحدة فً القوة‪ ،‬فمنها شبهات قوٌة ومنها شبهات ضعٌرة‪.‬‬
‫وتبعا لهذا نمسمها من حٌث آثارها إلى لسمٌن ‪:‬‬
‫‪ -۱‬شبهات قوٌة تمحو وصؾ الجرٌمة وٌترتب على محو وصؾ الجرٌمة سقوط العقوبة حتما‪.‬‬
‫‪ -٢‬شبهات ضعٌرة ال تمحو وصؾ الجرٌمة ولكنها تسقط الحد فقط‪.‬‬
‫وبٌان الحد على النحو التالً ‪:‬‬
‫‪ -‬الشبهات التً تتعلق بالدلٌل كلها شبهات قوٌة‪.‬‬
‫‪ -‬الشبهات التً تتعلق بالملك كلها شبهات قوٌة‪.‬‬
‫مثبل ‪ :‬التً تتعلق بالملك فمن أخذ من مال ابنه تكون الشبهة قوٌة بحٌث ٌمحو وصؾ السرقة‬
‫‪ -‬أما شبهة الحق فعلى حسب قوة الحق ٌكون مقدار الشبهة‪.‬‬
‫فمن أخذ حقه فً الؽنٌمة قبل القسمة تكون شبهته قوٌة تمحو وصؾ السرقة وتسقط الحد‬
‫وإذا كان الحق ؼٌر قوي كحق ذي الرحم المحرم فً مال محرمة فإنه حق لٌس بقوي تكون شبهته ضعٌرة لبل‬
‫ال تمحو وصؾ السرقة لكن تسقط الحد‬
‫‪ -‬وأما شبهة الجهل فإنها تختلؾ باختبلؾ مظنة الجهل‪.‬‬
‫فإذا كانت هناك مظنة جهل قوٌة كؤن ٌكون المرتكب للحرام فً ؼٌر دار اإلسبلم وقد أسلم فٌها‪ ،‬ومثله من أسلم‬
‫حدٌثا فً دار الحرب أولى أال تقام علٌه الحدود ومثله ما لو كان مسلما ولكن فً بادٌة بعٌدة عن العمران‬
‫اإلسبلمً فإن مظنة الجهل قوٌة فتكون الشبهة قوٌة‪.‬‬
‫‪ -‬وكل شبهة اإلثبات إذا كان اإلثبات من عدول فإنه ٌعد من قبٌل الشبهة الضعٌرة‪.‬‬

‫آثار الشبهة‬
‫‪ -۱‬شبهات قوٌة تمحو وصؾ الجرٌمة وٌترتب على محو وصؾ الجرٌمة سقوط العقوبة‪.‬‬
‫بٌد أنه إذا سقط الحد فً السرقة بشبهة قوٌة‪ ،‬فإن رد المال واجب ألن سقوطه لحق هللا تعالى‪ ،‬أما المال‬
‫فحق العبد وهو ال ٌقبل إال برضا صاحبه‪.‬‬
‫وبالنسبة لؽٌر السرقة ٌترتب على الرعل ما ٌترتب على الحبلل فمن دخل بامرأة وكانت شبهته قوٌة فإنه‬
‫ٌثبت النسب وتجب العدة وٌترتب على ذلك كل ما ٌترتب على وجوب العدة من ثبوت التحرٌم للنساء بسببها‬
‫فتحرم األخت وٌحرم العقد على خامسة فً عدة الرابعة وهكذا‪.‬‬
‫وال عقوبة تررض إذا كانت الشبهة قوٌة‪ ،‬فبل حد وال تعزٌر ألنه إذا زال وصؾ الجرٌمة فبل عقاب‬
‫‪ -٢‬شبهات ضعٌرة ال تمحو وصؾ الجرٌمة ولكنها فقط تسقط الحد‪.‬‬

‫أثر التوبة فً الحدود‬


‫‪ -‬اترق الجمهور على أنه التوبة فً حد القذؾ ال تسقطه ؛ ألنه تعلق به حقوق العباد من حٌث صون كرامتهم‬
‫وتعلق بحق هللا وبحق المجتمع من حٌث إشاعة الراحشة فً الذٌن آمنوا‪ ،‬وما ٌتعلق بكرامة العبد ال تسقطه‬
‫التوبة من المرتكب‬
‫‪ -‬اترق الرقهاء أٌضا على أن المحاربٌن ٌسقط عنهم حد الحرابة إذا تابوا لوجود النص وهو قوله تعالى ‪ِ ﴿ :‬إ َّال‬
‫ؼرُ ٌ‬
‫ور َّر ِحٌ ٌم ﴾‬ ‫علَ ٌْ ِه ْم فَا ْعلَ ُموا أ َ َّن َّ‬
‫َّللاَ َ‬ ‫الَّذٌِنَ تَابُوا ِمن قَ ْب ِل أَن ت َ ْقد ُِروا َ‬
‫وموضع الخبلؾ بٌن الرقهاء هو التوبة فً حدود السرقة والزنا والشرب قبل التنرٌذ أهً تمنع إقامة الحد أم‬
‫ال تمنع‪.‬‬
‫فمال الحنفٌة والمالكٌة و وجه فً المذهب الشافعً أنها ال تسقط الحد‪.‬‬
‫ولال الحنابلة ووجه عند الشافعٌة والظاهرٌة أنها تسقط الحد‪.‬‬
‫باب التعزٌر‬
‫‪ ‬تعرٌف التعزٌر‬
‫التعزٌر لغة ‪ -‬التؤدٌب‪.‬‬
‫التعزٌر شرعا ‪ -‬هو تؤدٌب على ذنب ال حد فٌه وال كرارة‬
‫‪ ‬الفرق بٌن التعزٌر والحد‬
‫‪ -۱‬أنه ٌختلؾ باختبلؾ الناس فتعزٌر ذوي الهٌبات أخؾ وٌستوون فً الحد‪.‬‬
‫‪ٌ -٢‬جوز فٌه الشراعة والعرو‪ ،‬بل ٌستحبان أم الحد فبل‪.‬‬
‫‪ -۳‬التالؾ به مضمون فً األصح خبلفا ألبً حنٌرة ومالك‪.‬‬
‫الدلٌل على مشروعٌة التعزٌر‬
‫اجعِ َواض ِْربُو ُه َّن ﴾‬
‫ض ِ‬ ‫ظو ُه َّن َوا ْه ُج ُرو ُه َّن فًِ ْال َم َ‬‫شوزَ ُه َّن فَ ِع ُ‬ ‫‪ -۱‬قوله تعالى ‪َ ﴿ :‬والَّتًِ تَخَافُونَ نُ ُ‬
‫فهنا أباح هللا تعالى الضرب عند المخالرة فكان فٌه تنبٌه على التعزٌر‪.‬‬
‫‪ -٢‬قوله ﷺ فً سرقة التمر ‪ " :‬إذا كان دون نصاب ؼرم مثله وجلدات نكال "‬
‫وبعد اتفاق الفمهاء على مشروعٌة التعزٌر وأنه عموبة على المعاصً التً ال حد فٌها وال كفارة‬
‫استثنى الشافعٌة من ذلن أمور ‪:‬‬
‫‪ -۱‬إذا صدر من ولً هللا تعالى صؽٌرة فإنه ال ٌعزر‪.‬‬
‫ع ْن ُهم وهم رإوس األولٌاء‬ ‫فإن قٌل ‪ :‬قد عزر عمر له ؼٌر واحد من مشاهٌر الصحابة رضً هللا ت َ َعالَى َ‬
‫وسادة األمة ولم ٌنكره أحد‪.‬‬
‫أجٌب بؤن ذلك تكرر منهم والكبلم فً أوله ذلة زلها مطٌع‪.‬‬
‫‪ -٢‬إذا قطع شخص أطراؾ نرسه ‪.‬‬
‫‪ -۳‬إذا وطء زوجته أو أمته فً دبرها فبل ٌعزر بؤول مرة‪ ،‬بل ٌنهى عن العود‪ ،‬فإن عاد عزر‪.‬‬
‫‪ -٤‬األصل ال ٌعذر لحق الررع كما ال ٌجد ٌقذفه‪.‬‬
‫ه ‪ -‬إذا رأى من ٌزنً بزوجته وهو محصن فقتله فً تلك الحالة فبل تعزٌر علٌه وإن افتات على اإلمام ألجل‬
‫الحمٌة‪.‬‬
‫‪ -٦‬إذا دخل واحد من أهل القوى إلى الحمى الذي حماه اإلمام لضعره ونحوهم فرعى منهم ال تعزٌر علٌه وال‬
‫ؼرم وإن كان عاصٌا وأثما ولكن ٌمنع من الرعً‪.‬‬
‫‪ ‬صاحب الحك فً إلامة التعزٌر (التنفٌذ)‬
‫اإلمام هو صاحب الحق فً إقامة التعزٌر وال ٌستوفٌه ؼٌره‪.‬‬
‫‪ ‬ترن اإلمام للتعزٌر‬
‫لئلمام ترك التعزٌر لحق هللا تعالى إلعراضه ﷺ عن جماعة استحقوه كالؽال فً الؽنٌمة‪.‬‬
‫وال ٌجوز تركه إن كان آلدمً عند طلبه كالقصاص‪.‬‬
‫‪ ‬العفو عن الحد والشفاعة فٌه‬
‫وال ٌجوز لئلمام العرو عن الحد وال تجوز الشراعة فٌه‪.‬‬
‫الدلٌل ‪:‬‬
‫‪ -۱‬لقوله ﷺ ‪ « :‬لعن هللا الشافع والمشرع »‪.‬‬
‫وتسن الشراعة الحسنة إلى والة األمور من أصحاب الحقوق ما لم ٌكن فً حد أو أمر ال ٌجوز تركه‬
‫كالشراعة إلى ناظر ٌتٌم أو وقؾ فً ترك بعض الحقوق التً فً والٌته فهً كما ذكر الشافعٌة شراعة سوء‬
‫محرمة‬
‫واستدل للشراعة الحسنة‬
‫سنَةٌ ﴾‬ ‫شرَعَةٌ َح َ‬
‫‪ -۱‬قوله تعالى ‪َ ﴿ :‬من ٌَ ْشرَ ُع َ‬
‫‪ -٢‬عن أبً موسى أن النبً كان إذا أتاه طالب حاجة أقبل على جلسابه وقال « اشرعوا تإجروا وٌقضً هللا‬
‫على لسان نبٌه ما شاء »‪.‬‬
‫الصٌال‬
‫‪ ‬تعرٌف الصٌال‬
‫الصائل لغة ‪ -‬صال علٌه سطا علٌه لٌقهره‪ ،‬وهو من االستطالة والوثوب‪.‬‬
‫الصائل شرعا ‪ -‬االستطالة والوثوب على الؽٌر بؽٌر حق‪.‬‬
‫‪ ‬األصل فً الصٌال‬
‫أوال‪ -‬الكتاب‬
‫علَ ٌْ ِه ِب ِمثْ ِل َما ا ْعت َ َدى َ‬
‫ع َل ٌْ ُك ْم ﴾‬ ‫علَ ٌْ ُك ْم فَا ْعتَدُوا َ‬ ‫قوله تعالى ‪َ ﴿ :‬ف َم ِن ا ْعت َ َدى َ‬
‫فهذه اآلٌة تدل على أن من وقع علٌه االعتداء‪ٌ ،‬جب علٌه دفع هذا العدوان عن نرسه‪.‬‬
‫ثانٌا ‪ -‬السنة‬
‫ما رواه أنس هللا أن رسول هللا ﷺ قال‪ « :‬انصر أخاك ظالما أو مظلوما‪ ،‬قالوا ٌا رسول هللا‪ ،‬هذا ننصره‬
‫مظلوما ً فكٌؾ ننصره ظالما ً ؟ فقال‪ :‬تؤخذ فوق ٌدٌه »‪.‬‬
‫فهذا نص صرٌح منه ٌبٌن لنا أن المعتدى ال ٌترك وشؤنه‪.‬‬
‫‪ ‬حكم دفع الصائل‬
‫للمصول علٌه دفع كل صابل مسلما كان أو كافرا ً آدمٌا ً أو ؼٌره على معصوم من نرس أو طرؾ‪ ،‬أو‬
‫منرعة‪ ،‬أو بضع أو مال‪ .‬لقوله ﷺ ‪ « :‬من قتل دون دمه فهو شهٌد‪ ،‬ومن قتل دون ماله فهو شهٌد ومن قتل دون‬
‫أهله فهو شهٌد »‪.‬‬
‫وجه الداللة ‪ :‬أنه لما جعله شهٌداً‪ ،‬دل على أن له القتل والقتال‪.‬‬
‫‪ ‬حكم الدفاع عن النفس‬
‫المعتدى إما أن ٌكون إنسانا ً أو حٌواناً‪ ،‬واإلنسان إما أن ٌكون معصوم الدم أو ال‪.‬‬
‫‪ -‬أوالً‪ :‬إذا كان المعتدى إنسانا ً ؼٌر معصوم الدم أو حٌوانا ً فٌجب على اإلنسان أن ٌدفعه عن نرسه‪ ،‬وٌؤثم‬
‫إن ترك الدفاع عن نرسه‬
‫‪ -‬ثانٌا‪ :‬إذا كان الصابل رجبلً مسلما ً معصوم الدم فرٌه قوالن ‪:‬‬
‫المول األول ‪ٌ -‬جب على المعتدى علٌه أن ٌدافع عن نرسه‬
‫الدلٌل ‪:‬‬
‫َّللا ٌ ُِحبُّ ْال ُم ْح ِسنٌِنَ ﴾ وال ٌستسلم‬
‫َّللا َو َال ت ُ ْلقُوا بِؤ َ ٌْدٌِ ُك ْم إِلَى النَّ ْهلُ َك ِة َوأ َ ْح ِسنُوا إِ َّن َّ َ‬ ‫قوله تعالى ‪َ ﴿ :‬وأَن ِرقُوا فًِ َ‬
‫سبٌِ ِل َّ ِ‬
‫للمعتدى‪ ،‬ألن االستسبلم ؼٌر جابز‪.‬‬
‫والمول الثانً ‪ -‬وهو األظهرال ٌجب دفعه‬
‫الدلٌل ‪:‬‬
‫لما رواه حذٌرة بن الٌمان أن رسول هللا ﷺ ‪ « :‬وصؾ ما سٌكون من الرتن‪ ،‬فقال حذٌرة ٌا رسول هللا لو‬
‫أدركنً ذلك الزمان فقال‪ :‬ادخل بٌتك‪ ،‬وأخمل ذكرك‪ ،‬فقال ‪ :‬أرأٌت لو دخل بٌتً ؟ فقال‪ :‬إذا راعك برٌق‬
‫السٌؾ فاستر وجهك‪ ،‬وكن عبد هللا المقتول‪ ،‬وال تكن عبد هللا القاتل »‪.‬‬
‫‪ ‬الدفاع عن نفس الغٌر‬
‫الدفاع عن نرس الؽٌر إذا كان آدمٌا محترما كالدفاع عن نرسه‪ ،‬فٌجب على اإلنسان أن ٌدافع عن ؼٌره فً‬
‫الحاالت التً ٌجب أن بدافع فٌها عن نرسه‪ ،‬وٌمتنع علٌه أن ٌدافع عن ؼٌره فً الحاالت التً ٌمتنع علٌه أن‬
‫ٌدافع فٌها عن نرسه‪.‬‬
‫لقوله ﷺ ‪ « :‬من أذل عنده مسلم فلم ٌنصره‪ ،‬وهو قادر أنٌنصره‪ ،‬أذله هللا على رإوس الخبلبق ٌوم القٌامة »‪.‬‬
‫‪ ‬دفاع المرأة عن نفسها‬
‫المرأة مثل الرجل فً وجوب الدفاع عن نرسها ممن أراد قتلها‪ ،‬أو إتبلؾ عضو من أعضابها‪.‬‬
‫‪ ‬مراودة المرأة عن نفسها‬
‫إذا راود شخص المرأة عن نرسها فٌجب علٌها أن تدفع عن نرسها إن أمكنها ذلك‪ ،‬وإن أدى إلى قتله وال‬
‫شًء علٌها‪.‬‬
‫الدلٌل ‪ :‬لما روى أن رجبل أضاؾ أناسا من هذٌل فذهبت جارٌة لهم تحتطب فراودها رجل عن نرسها فرمته‬
‫بحجر فقتلته‪ ،‬فرفع ذلك إلى عمر فقال ‪ « :‬قتٌل هللا‪ ،‬وهللا ال ٌُإ َّد أبدا ً »‪.‬‬
‫فهذا النص ٌبٌن أنه ٌجب على المرأة أن تدافع عن نرسها‪ ،‬وإن أدى إلى قتل المعتدى فهو هدر وال دٌة له‪.‬‬
‫وكذلك الرجل ٌجب علٌه أن ٌدافع عن أهله باتراق الرقهاء‪ ،‬ألنه ٌإدى حق هللا تعالى من الكؾ عن الراحشة‪،‬‬
‫وحق نرسه بالمنع عن أهله فبل ٌسعه إضاعة الحقٌن‪.‬‬
‫‪ ‬كٌفٌة دفع الصائل‬
‫ٌجب على المعتدى علٌه أن ٌتدر بدفع الصابل باألخؾ‪ ،‬فإن أمكن دفعه بكبلم واستؽاثة بالناس‪َ ،‬حرم علٌه‬
‫أن ٌنتقل إلى الضرب‪ ،‬وإن أمكن دفعه بضرب بٌد َح ُرم بسوط‪ ،‬ألن ذلك جوز للضرورة‬
‫‪ ‬االنتمال إلى الوسٌلة األعلى‬
‫أما إذا لم ٌندفع المعتدى إال باستخدام الوسٌلة األعلى فللدافع أن ٌرعل ذلك‪ ،‬وال ٌقصد القتل‪ ،‬بل الدفع‪ ،‬فٌنبؽً‬
‫أن ٌقع الدفع باألهون فاألهون‪ ،‬فإن أدى الدفع إلى القتل فله ذلك‪ ،‬إال أن ٌعلم أن المعتدى ال ٌندفع إال بالقتل‪،‬‬
‫فٌقصد القتل ابتداء‪.‬‬
‫‪ ‬وٌستثنى من الترتٌب حاالت وهً ‪:‬‬
‫‪ -۱‬إذا التحم القتال بٌنهما‪ ،‬وانسد األمر عن الضبط سقط مراعاة الترتٌب‪.‬‬
‫‪ -٢‬إذا كان المعتدى ٌندفع بوسٌلة أدنى كالسوط والعصا‪ ،‬ولم ٌجد الدافع إال وسٌلة أعلى كالسبلح‪ ،‬فالصحٌح أن‬
‫له الضرب به‪ ،‬ألنه ال ٌمكنه الدفع إال به‬
‫ولكن الضرب بآلة القتل ٌتقٌد أٌضا بالترتٌب‪ ،‬فٌضربه أوالً بما ٌدفع شره فقط‪ ،‬فإن ضربه فً موضع أعجزه‬
‫عن الحركة وكؾ شر المعتدى‪ ،‬فبل ٌتعداه إلى ما هو أعلى وال ٌبادر إلى قتله إال إذا لم ٌندفع شره إال بالقتل‪.‬‬
‫‪ -۳‬إذا ظن المعتدى علٌه أن المعتدى ال ٌندفع إال بالقتل‪ ،‬فله أن ٌقتله دون مراعاة الترتٌب‬
‫‪ -٤‬إذا كان المعتدى مهدر الدم‪ ،‬كمرتد وحربً‪ ،‬وزان محصن‪ ،‬فبل ٌجب مراعاة الترتٌب فً حقه‪ ،‬بل له‬
‫العدول إلى قتله لعدم حرمته‬
‫لقوله ‪« :‬ال ٌحل دم امرئ مسلم ٌشهد أن ال إله إال هللا وأنً رسول هللا إال بإحدى ثبلث‪ :‬الثٌب الزانً‪ ،‬والنرس‬
‫بالنرس والتارك لدٌنه المرارق للجماعة »‪.‬‬
‫‪ ‬التعدى فً دفع العدوان‬
‫األصل فً الدفاع عن النرس أن ٌدفع اإلنسان األذى عن نرسه ال أن ٌقتل المعتدى‪ ،‬فإن تمكن من دفع‬
‫المعتدى بوسٌلة أخؾ‪ ،‬بؤن ضربه فً قدمه فمنعه من القدرة على الحركة ونحو ذلك‪ ،‬فتعدى الدافع وضربه‬
‫ببؤن ضربه فً مقتل فعلى الدافع الضمان‪ ،‬فإن قُتل من ٌدافع عن نرسه بالوسابل المشروعة فهوشهٌد فً أحكام‬
‫اآلخرة ال فً أحكام الدنٌا‪ ،‬وإن قتل المعتدى فهو فً النار‪.‬‬
‫لما روى أن رجبل جاء إلى النبً ﷺ فقال ‪ٌ« :‬ا رسول هللا أرأٌت إن جاء رجل ٌرٌد أخذ مالً ؟ قال‪ :‬فبل تعطه‬
‫قال‪ :‬أرأٌت إن قتلنً ؟ قال‪ :‬فؤنت شهٌد‪ ،‬قال‪ :‬أرأٌت إن قتلته ؟ قال‪ :‬هو فً النار »‪.‬‬
‫‪ ‬هروب المعتدى‬
‫فإذا انصرؾ المعتدى فلٌس للمعتدى علٌه أن ٌضربه وال أن ٌتبعه‪ ،‬وكذلك إذا ضرب المعتدي المعتدى‬
‫علٌه ثم انصرؾ‪ ،‬فلٌس للمعتدى علٌه أن ٌتبعه‪ ،‬فإذا تبعه المعتدى علٌه وقتله فعلٌه القصاص‪ ،‬ألن المعتدى‬
‫بانصرافه بعد الضرب عاد معصوما مثل ما كان قبل العدوان‬
‫‪ ‬هروب المعتدى علٌه‬
‫إن أمكن المعتدى علٌه من الهرب أو التجاء لحصن أو جماعة‬
‫األولى ‪ -‬فالمذهب وجوبه وتحرٌم القتال ألنه مؤمور بتخلٌص نرسه باألهون فاألهون‪ ،‬وما ذكر أسهل من ؼٌره‬
‫فبل ٌعدل إلى األشد‬
‫والثانً ‪ -‬ال ٌجب على المعتدى علٌه الهروب من المعتدى وٌجوز له الثبات ودفع المعتدى‪.‬‬
‫والراجح ‪ :‬هو األول القابل بوجوب هروب المعتدى علٌه إن قدر على ذلك إن تٌقن النجاة فً الهرب لحرظ‬
‫دمه‪.‬‬
‫‪ ‬دفع الزانً‬
‫‪ ‬الدفاع عن المحارم‬
‫لال الشافعً ‪ » :‬ولو قتل رجل رجبلً فقال وجدته على امرأتً فقد أقر بالقود وادعى فإن لم ٌقم بٌنة قُتل قال‬
‫سعد ٌا رسول هللا أرأٌت إن وجدت مع امرأتى رجبل أمهله حتى آتً بؤربعة شهداء ؟ قال " نعم " ‪ ،‬وقال على‬
‫بن أبً طالب إن لم ٌؤت بؤربعة شهداء فلٌعط برمته »‪.‬‬
‫لال الماوردي ‪ :‬أما إذا وجد الرجل مع امرأته رجبل ٌزنً بها أو مع بنته أو أخته أو مع ابنه ٌلوط به فواجب‬
‫علٌه أن ٌدفعه عنه وٌمنعه منه‪.‬‬
‫وروى عن النبً ﷺ ‪ :‬أنه لعن الركانة وهو الذي ال ٌؽار على أهله‬
‫َار للمسلم فلٌؽر»‪.‬‬‫وقال ﷺ ‪« :‬أن هللا تعالى ٌؽ ُ‬
‫‪ ‬الدفاع عن األجانب‬
‫إذا وجد اإلنسان رجبل ٌزنً بؤجنبٌة لٌست من أهله فعلٌه أن ٌمنعه منها‪،‬‬
‫‪ -‬فإن كانت مكرهة تررد المنع بالزانً دون المرأة‪،‬‬
‫‪ -‬وإن كانت مطاوعة توجه المنع إلى الرجل والمرأة واإلنكار علٌهما‪ ،‬لما ٌلزم من صٌانة محارم هللا تعالى‪.‬‬
‫والررق بٌن أن ٌرى ذلك فً أهله وبٌن أن ٌراه فً ؼٌر أهله أن فرضه فً أهله متعٌن علٌه‪ ،‬وفً ؼٌر أهله‬
‫على الكراٌة‪.‬‬
‫‪ ‬دفع النظر‬
‫ومن نظر إلى حرمه من زوجته ومحارمه فً داره من ثقب عمدا ً فرمى صاحب الدار من نظر إلى حرمه‬
‫حال نظره فً عٌنه بما تقصد العٌن بمثله كحصاة خرٌرة فإن أعماه أو لم ٌعمه‪ ،‬أفجرحه فسرى الجرح فمات‬
‫فهدر‪.‬‬
‫لخبر الصحٌحٌن ‪ « :‬لو اطلع فً بٌتك ولم تؤذن له فحذفته بحصاة فرقؤت عٌنه ما كان علٌك جناح »‪.‬‬
‫‪ ‬شروط دفع النظر‬
‫‪ -۱‬أن ٌكون الناظر قاصدا ً فً نظره‪ ،‬فلو وقع بصره وفاقا‪ ،‬فبل ٌجوز قصد عٌنه‪.‬‬
‫‪ - ٢‬أال ٌكون صاحب الدار مقصراً‪ ،‬حتى لو كان باب الدار مرتوحا ً‪ ،‬فنظر منه‪ ،‬لم ٌجز قصد عٌنه‬
‫‪ -۳‬أال ٌكون للناظر فى الدار ُحرم‪ ،‬فرى هذه الحالة ال ٌجوز قصد عٌنه‪.‬‬
‫‪ ‬لصد نظر الناظر‬
‫إذا نظر الناظر حٌث ٌجوز قصد عٌنه‪ ،‬فبل فرق بٌن أن ٌكون وقوفه فً الشارع‪ ،‬فإن الجناٌة المردودة هً‬
‫النظر‪ ،‬والنظر إذا امتد لم ٌختلؾ األمر باختبلؾ موقؾ الناظر‪ ،‬وال اعتذار له إذا ترك بصره منسرحا ً إلى‬
‫ُحرم ؼٌره‪ ،‬بؤن ٌقول‪ :‬إنً واقؾ فً ملكً‪ ،‬فٌقال‪ :‬فانظر إلى ملكك‪ ،‬وؼض بصرك عن ُحرم الناس‪.‬‬
‫‪ ‬لصد عٌن الناظر‬
‫ٌجوز قصد عٌن الناظر من ؼٌر تقدٌم إنذار ألن الؽرض من جواز قصد العٌن المنع من النظر‬
‫وروى أنه قال ‪ :‬من اطلع إلى قوم بؽٌر إذنهم فرقدوا عٌنه‪ ،‬فبل قود‪ ،‬وال دٌة‬
‫‪ ‬ما تمصد به العٌن‬
‫‪ -‬إذا اطلع رجل على دار آخر ونظر حرٌمه‪ ،‬فلٌس له رمى عٌنه إال بشًء خرٌؾ ٌرقؤ عٌنه‪،‬‬
‫‪ -‬فإن رمى عٌنه بشًء خرٌؾ فرقاها وسرى إلى نرسه‪ .‬لم ٌجب علٌه الضمان؛ ألنه مات من جناٌة مباحة‪.‬‬
‫‪ -‬وإن رماه بشًء ثقٌل فهشم وجهه وسرى إلى نرسه لزمه الضمان‪.‬‬
‫‪ -‬وإن رمى ؼٌر عٌنه فؤصابه‪ ،‬وجب علٌه الضمان؛ ألن المتعدى هً العٌن‪ ،‬فلم ٌجز له إتبلؾ ؼٌرها‪،‬‬
‫‪ -‬اذا كان الناظر بعٌداً‪ ،‬فرمى عٌنه وقصدها‪ ،‬فؤصابت موضعا آخر فحٌنبذ ال ٌضمن‪.‬‬
‫‪ ‬انصراف الناظر لبل الرمً‬
‫إن اطلع رجل على حرٌم ؼٌره فً داره وانصرؾ قبل أن ٌرمٌه صاحب الدار‪ ،‬فلٌس لصاحب الدار أن‬
‫ٌتبعه وٌرمٌه؛ ألن الرمى جاز لصرؾ الناظر‪ ،‬فإذا انصرؾ‪ ،‬لم ٌكن له رمٌه بعد ذلك‬
‫‪ ‬عدم انصراف الناظر بعد الرمً‬
‫فإن رمى المطلع على داره‪ ،‬فلم ٌنصرؾ استؽاث علٌه بالناس‪ ،‬فإن انصرؾ عنه بالؽوث‪ ،‬فبل كبلم‪ ،‬وإن لم‬
‫ٌنصرؾ بذلك‪ ،‬كان له أن ٌصرفه بما ٌصرؾ به من قصد نرسه أو ماله حتى لو لم ٌنصرؾ إال بقتله‪ ،‬فقتله‪،‬‬
‫فبل شًء علٌه‪ ،‬ألنه تلؾ بدفع جابز‪.‬‬
‫‪ ‬هل استراق السمع مثل النظر ؟‬
‫لو وقؾ الو اقؾ بباب دار‪ ،‬وكان ٌسترق السمع‪ ،‬فبل ٌجوز أن ٌقص أذنه بخبلؾ النظر‪ ،‬ألن فً استراقه‬
‫السمع ال ٌطلع على عورة‪.‬‬
‫‪ ‬دخل دار غٌره بغٌر إذن‬
‫فإن دخل رجل دار ؼٌره بؽٌر إذنه‪ ،‬أمره صاحب الدار بالخرو ‪ ،‬فإن لم ٌخر خوفه باهلل تعالى‪ ،‬فإن لم‬
‫ٌخر استؽاث‪ ،‬فإن لم ٌخر بالؽوث‪ ،‬فله أن ٌدفعه بالٌد‪ ،‬فإن لم ٌخر فله ضربه‪ ،‬فإن لم ٌخر إال بضرب‬
‫ٌإدى إلى قتله فقتله‪ ،‬فبل شًء علٌه‪.‬‬
‫‪ ‬بأي عضو ٌبدأ بضربه فٌه وجهان ‪:‬‬
‫أحدهما ‪ٌ -‬بدأ بضرب رجله؛ ألنها هى الجانٌة فبدأ بإتبلفها‪.‬‬
‫والثانً ‪ٌ -‬بدأ بؤى عضو أمكنه من بدنه‪ ،‬ألنه دخل بجمٌع بدنه‪ ،‬فجمٌع بدنه فً تحرٌم الدخول سواء‪.‬‬
‫‪ ‬ضمان ما تتلفه البهائم‬
‫إذا أتلرت البهابم زرعا لؽٌر مالكها فإما أن ٌكون معها مالك البهابم أو ال‪.‬‬
‫أوالً‪ -‬أن ٌكون معها مالكها‬
‫إذا كان معها مالكها فٌضمن ما أفسدته لٌبلً ونهاراً‪ ،‬ألن فعل البهٌمة إذا كانت مع صاحبها منسوب إلٌه‪.‬‬
‫ثانٌا‪ -‬أن تنررد البهابم عن أربابها‪ ،‬وال ٌكونوا معها على ضربٌن ‪:‬‬
‫‪ -‬الضرب االول ‪ -‬أن ٌنسب إلى أربابها التررٌط‪ ،‬إلرسالهم لها فٌما ال ٌستبٌحون رعٌه‪ ،‬فعلٌهم ضمان ما‬
‫أفسدته لٌبلً ونهارا ً‪.‬‬
‫‪ -‬الضرب الثانً ‪ -‬أن ال ٌنسب إلى أربابها التررٌط إلرسالهم لها نهارا ً وحبسها لٌبلً فً مراحها (الموضع‬
‫الذي تاوي إلٌه اإلبل والؽنم لٌبل)‪ ،‬وعطنها (مبرك اإلبل ومربض الؽنم عند الماء)‪ ،‬فبل ضمان علٌهم‬
‫فٌما رعته نهاراً‪ ،‬وعلٌهم ضمان ما رعته لٌبلً‪.‬‬
‫واستدل على ذلن بالكتاب والسنة واالعتبار‬
‫أوال ‪ -‬الكتاب‬
‫ؼنَ ُم ْالقَ ْو ِم َو ُكنَّا ِل ُح ْك ِم ِه ْم َ‬
‫ش ِه ِدٌنَ ﴾‬ ‫ث ِإ ْذ نَرَش ْ‬
‫َت فٌِ ِه َ‬ ‫ان فًِ ْال َح ْر ِ‬
‫سلَ ٌْ َمنَ ِإ ْذ ٌَ ْح ُك َم ِ‬
‫قوله تعالى ‪َ ﴿ :‬و َد ُاو َد َو ُ‬
‫فً هذه اآلٌة أوجب هللا تعالى الضمان على من ترك ؼنمه ترعى باللٌل‪.‬‬
‫ثانٌا ‪ -‬السنة‬
‫أن ناقة للبراء بن عازب دخلت حابط قوم‪ ،‬وأفسدت زرعا لهم‪ ،‬فرفعت القصة إلى رسول هللا ‪ ،‬فقضى بؤن على‬
‫أرباب األموال حرظها بالنهار‪ ،‬وعلى أرباب المواشً حرظها باللٌل‬
‫ثالثا ‪ -‬االعتبار‬
‫أن الررق بٌن اللٌل والنهار من طرٌق المعنى من وجهٌن‬
‫الوجه االول ‪ :‬أن المواشى والزروع مرصدان لطلب الرضل فٌهما‪ ،‬والرضل فً المواشً بإرسالها نهاراً‪ ،‬فً‬
‫مراعٌها فسقط حرظها فٌه‪ ،‬والرصل فً الزروع‪ ،‬بعمل أهلها نهاراً‪ ،‬فٌها فوجب علٌهم حرظها فٌه‪.‬‬
‫الوجه الثانً ‪ :‬أن اللٌل زمان النوم والدعة‪ ،‬فلزم أرباب المواشً فٌه حرظها فً مساكنهم‪ ،‬وسقط فٌه عن أرباب‬
‫الزروع حرظها إلٌوابهما فٌه إلى مساكنهم فثبت بهذٌن حرظ الزروع على أهلها فً النهار دون اللٌل‪ ،‬وحرظ‬
‫المواشً على أهلها باللٌل دون النهار‪ ،‬فلذلك صار رعى النهار هدرا ً لوجوب على أرباب الزروع‪ ،‬ورعى‬
‫اللٌل مضمونا بالوجوب‪.‬‬
‫‪ ‬عجز أصحاب الزروع عن حفظها بالنهار لكثرة المواشً‪:‬‬
‫فً وجوب ضمان ما تتلره المواشً بالنهار وجهان ‪:‬‬
‫الوجه االول ‪ٌ :‬جب على أرباب المواشى ضمان ما تتلره بالنهار‪ ،‬ألن أرباب الزروع لم تقصر فً الحرظ‪.‬‬
‫الوجه الثانً ‪ :‬ال ٌجب على أرباب المواشى ضمان ما تتلره بالنهار‪ ،‬ألنهم لم ٌررطوا فً الحرظ‪ ،‬ألن علٌهم‬
‫حرظ مواشٌهم باللٌل دون النهار‪.‬‬
‫‪ ‬ما الحكم لو حفظ أصحاب المواشً مواشٌهم باللٌل فغلبتهم‪ ،‬ونفرت فرعت فى اللٌل زرعا‪ ،‬ففى وجوب‬
‫الضمان وجهان‬
‫الوجه االول ‪ :‬ال ٌجب الضمان على أرباب المواشً‪ ،‬ألنهم لم ٌررطوا فً حرظ المواشً‪.‬‬
‫الوجه الثانً ‪ٌ :‬جب الضمان على أرباب المواشى ‪ ،‬ألن أصحاب الزروع لم ٌقصروا فً حرظ زروعهم‪.‬‬

‫‪ ‬اتَلف الحٌوانات مال الغٌر‬


‫وإذا كان لرجل هر فؤكلت حمام قوم‪ ،‬أو أفسدت طعامهم‪ ،‬فهذا على ضربٌن ‪:‬‬
‫الضرب األول ‪ :‬أن ٌكون الكلب والهر ضعٌرٌن ؼٌر ضارٌٌن‪ ،‬فبل ٌلزم أربابهما حرظهما لٌبلً وال نهاراً‪ ،‬فبل‬
‫ٌجب علٌهم ضمان ما أفسده فً لٌبل وال نهارا‬
‫الضرب الثانً ‪ :‬أن ٌكون الهر قوٌا ضارٌا‪ ،‬والكلب شدٌدا ً عقوراً‪ ،‬فٌلزم أربابها حرظها فً اللٌل والنهار‪،‬‬
‫وٌجب علٌهم ضمان ما أفسداه لٌبل ونهارا ً‪.‬‬
‫‪ ‬اختَلف حكم المواشى فى ضمان اللٌل والنهار للفرق بٌنهما من وجهٌن ‪:‬‬
‫الوجه االول ‪ :‬السنة التً فرقت فً المواشً بٌن اللٌل والنهار‪.‬‬
‫الوجه الثانً ‪ :‬العرؾ والعادة‪.‬‬
‫‪ ‬ضمان ما تتلفه البهائم وهً سائرة‬
‫ولها حالتان‬
‫الحالة الثانٌة ‪ :‬أن ال ٌكون معها صاحبها‬ ‫الحالة األولى ‪ :‬أن ٌكون معها صاحبها‪.‬‬
‫الحالة األولى‬
‫فإذا كان معها صاحبها ضمن جمٌع ما أتلرته سواء كان راكبا‪ ،‬أو قابداً‪ ،‬أو سابقا‪.‬‬
‫الحالة الثانٌة‬
‫إذا لم ٌكن معها صاحبها فهذا على ضربٌن ‪:‬‬
‫الضرب األول ‪ :‬أن ٌكون قد أرسلها صاحبها باختٌاره‪ ،‬أو فرط فً حرظها فٌكون ضامنا لما أتلرت‪.‬‬
‫الضرب الثانً ‪ :‬أن ٌقصر صاحبها بعد ربطها وضبطها‪ ،‬وٌسترسل فتتلؾ ماالً‪ ،‬أو إنسانا ً فرى وجوب الضمان‬
‫وجهان ‪:‬‬
‫ار "‬
‫‪ -‬الوجه االول ‪ :‬وهو األصح أن ال ضمان على المالك لقول النبً ﷺ " جر ُح العجماء ُجبَ ُ‬
‫‪ -‬الوجه الثانً ‪ :‬علٌه الضمان‪ ،‬ألنه قل ما ٌكون ذلك إال من تررٌط خرً‪.‬‬
‫‪ ‬نخس الدابة المركوبة‬
‫إذا كان الرجل راكبا لدابة‪ ،‬فجاء آخر فنخسها‪ ،‬فرفست إنسانا ً فقتلته‪ ،‬كان الضمان على الذي نخسها دون‬
‫الراكب‪ ،‬ألنه هو الذي حملها على ذلك‪.‬‬
‫‪ ‬ابتَلع الدابة جوهرة لغٌر مالكها‬
‫‪ -‬فإن كان على الدابة ٌد مالكها أو ؼٌره وجب ضمان الجوهرة على صاحب الٌد‪ ،‬ألن فعل الدابة منسوب‬
‫إلٌه‪.‬‬
‫‪ -‬وإن لم ٌكن علٌها ٌد ألحد فرٌه وجهان ‪:‬‬
‫الوجه االول ‪ :‬إن كان ذلك نهارا ً لم ٌضمن‪ ،‬وإن كان لٌبل ضمن‪.‬‬
‫الوجه الثانً ‪ :‬أن على صاحبها الضمان‪ ،‬لٌبلً كان أو نهاراً‪ ،‬بخبلؾ الزرع ألن رعى الزرع مؤلوؾ للمواشً‪،‬‬
‫فلزم صاحبه حرظه من المواشى وابتبلع الجوهرة ؼٌر مؤلوؾ فلم ٌلزم صاحبها‪.‬‬
‫‪ ‬طلب صاحب الجوهرة ذبح الحٌوان‬
‫‪ -‬إن كانت البهٌمة ؼٌر مؤكولة اللحم‪ ،‬لم تذبح بل ٌؽرم مالكها قٌمة الجوهرة فإن دفع القٌمة‪ ،‬ثم ماتت‬
‫البهٌمة‪ ،‬وأخرجت الجوهرة من جوفها‪ ،‬وجب ردها إلى مالكها‪ ،‬واسترد القٌمة من صاحب الجوهرة‪ ،‬فإن‬
‫نقصت قٌمتها‪ ،‬ضمن صاحب البهٌمة ما نقص من قٌمة الجوهرة‪.‬‬
‫‪ -‬وإن كانت البهٌمة مؤكولة اللحم ‪ :‬فهل ٌجب ذبحها ؟ فٌه وجهان ‪:‬‬
‫الوجه االول ‪ :‬تذبح ألجل رد الجوهر‪.‬‬
‫الوجه الثانً ‪ :‬ال تذبح‪ ،‬وتكون كؽٌر المؤكولة لنهى النبً ﷺ عن ذبح البهابم إال لمؤكلة‪.‬‬
‫‪ ‬إدخال البهٌمة رأسها فً اإلناء‬
‫وإذا أدخلت البهٌمة رأسها فً إناء لرجل‪ ،‬ولم ٌمكن خبلصها إال بذبحها أو كسر اإلناء‪ .‬فبل ٌخلو حالها من‬
‫أربعة أقسام ‪:‬‬
‫‪ -‬المسم األول ‪ :‬أن ٌكون صاحب البهٌمة ؼٌر متعد لوضعها فً حقه‪ ،‬وصاحب اإلناء متعد لوضعه فً ؼٌر‬
‫حقه‬
‫حكمه ‪ٌ :‬كون اإلناء ؼٌر مضمون لتعدى صاحبه‪ ،‬فٌكسر الخبلص البهٌمة‪.‬‬
‫‪ -‬المسم الثانً ‪ :‬أن ٌكون صاحب البهٌمة متعدٌاً‪ ،‬وصاحب اإلناء ؼٌر متعد‬
‫حكمه ‪ٌ :‬كون اإلناء مضمونا ً على صاحب البهٌمة لتعدٌه بها‪ ،‬وٌنظر فً البهٌمة‬
‫‪ -‬فإن كانت ؼٌر مؤكولة كسر اإلناء الستخبلصها‪ ،‬وضمنه صاحبها‬
‫‪ -‬وإن كانت مؤكولة فعلى وجهٌن ‪:‬‬
‫‪ -‬الوجه األول ‪ :‬تذبح البهٌمة وٌستخلص اإلناء‪.‬‬
‫‪ -‬الوجه الثانً ‪ :‬كسر اإلناء‪ ،‬وٌُضمن لصاحبه كالبهٌمة ؼٌر المؤكولة‪.‬‬
‫‪ -‬المسم الثالث ‪ :‬أن ٌكون كل واحد منهما متعدٌا ً‬
‫حكمه ‪ٌ :‬كون الضمان بصاحب البهٌمة أخص‪ ،‬ألن لها فعبل أختص بزٌادة التعدى‪.‬‬
‫‪ -‬المسم الرابع ‪ :‬أن ٌكون كل واحد منهما ؼٌر متعد فهذا على أربعة أضرب ‪:‬‬
‫‪ -‬الضرب األول ‪ :‬أن ٌعلم صاحب اإلناء بالبهٌمة‪ ،‬وال ٌعلم صاحب البهٌمة باإلناء‪ ،‬فٌختص الحرظ‬
‫بصاحب اإلناء‪ ،‬وٌكون إناإه هدرا ً كالقسم األول‪.‬‬
‫‪ -‬الضرب الثانً ‪ :‬أن ٌعلم صاحب البهٌمة باإلناء‪ ،‬وال ٌعلم صاحب اإلناء بالبهٌمة‪ ،‬فٌختص الحرظ‬
‫بصاحب البهٌمة‪ ،‬وٌكون اإلناء مضمونا ً كالقسم الثانً‪.‬‬
‫‪ -‬الضرب الثالث ‪ :‬أن ٌعلم كل واحد منهما بذلك‪ ،‬فٌصٌر الحرظ علٌهما‪ ،‬وٌكون الضمان بصاحب البهٌمة‬
‫أخص لزٌادة فعلها كالقسم الثالث‪.‬‬
‫‪ -‬الضرب الرابع ‪ :‬أن ٌكون كل واحد منهما ؼٌر عالم باآلخر فرً ضمان اإلناء وجهان ‪:‬‬
‫‪ -‬الوجه األول ‪ :‬أن اإلناء ؼٌر مضمون على صاحب البهٌمة‪ ،‬فٌكون هدرا ً‪.‬‬
‫‪ -‬الوجه الثانً ‪ :‬أن ٌكون اإلناء مضمونا ً على صاحب البهٌمة‪،‬‬
‫‪ -‬فإن كانت ؼٌر مؤكولة اللحم لم تذبح وكسر اإلناء الخبلص البهٌمة وهو مضمون‬
‫علً صاحب البهٌمة‪.‬‬
‫‪ -‬وإن كانت مؤكولة اللحم ‪ :‬فرً ذبحها وجهان ‪:‬‬
‫‪ -‬الوجه األول ‪ :‬تذبح البهٌمة‪ ،‬وٌستخلص اإلناء‪.‬‬
‫‪ -‬الوجه الثانً ‪ٌ :‬كسر اإلناء‪ ،‬وٌُضمن لصاحبه‪.‬‬

‫‪ ‬لتل الكلب العمور لإلنسان‬


‫ولو جعل فً داره كلبا عقوراً‪ ،‬فدخل إنسان فقتله فهل ٌضمن علٌه أم ال؟ له ثبلثة أحوال‪:‬‬
‫الحالة األولى ‪ :‬أن ٌدخلها بؽٌر إذن مالكها‪ ،‬فنرسه هدر لتعدٌه بالدخول‪.‬‬
‫الحالة الثانٌة ‪ :‬أن ٌكرهه رب الدار على الدخول فٌها فهذا على ضربٌن ‪:‬‬
‫‪ -‬الضرب األول ‪ -‬أن ٌتصل اإلكراه بالتلؾ فٌكون مضمونا بالدٌة على المكره؛ لتعدٌه باإلكراه‪.‬‬
‫‪ -‬الضرب الثانً ‪ -‬أن ال ٌتصل اإلكراه بالتلؾ‪ ،‬فرً استصحاب حكمه وجهان ‪:‬‬
‫‪ -‬الوجه األول ‪ :‬أنه مستصحب لحكم اإلكراه إلى التلؾ‪ ،‬فعلى هذا ٌكون مضمونا على المكره‪.‬‬
‫‪ -‬الوجه الثانً ‪ :‬قد زال اإلكراه بانقطاعه‪ ،‬فٌكون كؽٌر المكره فبل ضمان علٌه‪.‬‬
‫الحالة الثالثة ‪ :‬أن ٌؤذن وال ٌكره‪،‬‬
‫‪ -‬إن علم الداخل بالحال أو كان الموضع مضٌبا والداخل بصٌرا ً‪ ،‬فبل ضمان فٌه‪ ،‬ونرس الداخل هدر‪.‬‬
‫‪ -‬وإن لم ٌعلمه بالحال‪ ،‬وكان الموضع مظلما‪ ،‬أو كان الداخل ضرٌراً‪ ،‬فرً وجوب الضمان قوالن ‪:‬‬
‫القول األول ‪ -‬وهو المنصوص علٌه‪ ،‬ال ضمان على صاحب الدار ألنه ؼٌر متعد بالسبب‪.‬‬
‫القول الثانً ‪ -‬علٌه الضمان‪ ،‬ألنه متسبب‪.‬‬
‫‪ ‬أولد نار فطار شررها إلى غٌره‬
‫وإذا أوقد نارا ً فً داره‪ ،‬فطار من شرر النار ما أتلؾ‪ ،‬وأحرق‪ ،‬فبل ضمان فٌه؛ ألنه ؼٌر متعد‪ ،‬وقد روى‬
‫ار »‪.‬‬
‫النار ُجبَ ٌ‬
‫ُ‬ ‫عن أبً هرٌرة عن النبً ﷺ أنه قال‪« :‬‬
‫وأما إذا أحرق بها حشٌشا فى أرضه‪ ،‬فتعدت النار إلى زرع جاره‪ ،‬فأحرلته‪ ،‬فعلى ضربٌن ‪:‬‬
‫‪ -‬الضرب األول ‪ :‬أن ٌكون زرع الجار ؼٌر متصل بحشٌش صاحب النار‪ ،‬فبل ضمان علٌه‪.‬‬
‫‪ -‬الضرب الثانً ‪ :‬أن ٌكون الزرع النابت متصبلً بالحشٌش المحروق فٌنظر فً صرة الرٌح وقت إلقاء النار‪:‬‬
‫‪ -‬فإن كانت مصروفة عن جهة الزرع بهبوبها إلى ؼٌره فبل ضمان على صاحب النار‪،‬‬
‫‪ -‬وإن كان هبوبها إلى جهة الزرع فرً الضمان وجهان ‪:‬‬
‫‪ -‬الوجه األول ‪ٌ :‬جب الضمان‪ ،‬ألن من طبع النار أن تسرى إلى جهة الرٌح‪.‬‬
‫‪ -‬الوجه الثانً ‪ :‬ال ٌجب الضمان‪ ،‬ألن هبوب الرٌح لٌس من فعل من أوقد النار‪.‬‬
‫‪ ‬أرسل الماء فً أرضه فخرج إلى أرض غٌره‬
‫وإذا أرسل الماء فً أرضه فخر إلى أرض ؼٌره فؤفسدها فعلى ضربٌن ‪:‬‬
‫الضرب األول ‪ -‬أن ٌكون ما أرسله فٌها من الماء بقدر صاحبها‪ ،‬فبل ضمان علٌه فٌما خر من الماء‪.‬‬
‫الضرب الثانً ‪ -‬أن ٌكون أكثر من قدر الحاجة‪ ،‬فهذا على ضربٌن ‪:‬‬
‫‪ -‬الضرب األول ‪ :‬أن ٌعجز عن حبس الزٌادة الطؽٌان الماء‪ ،‬فبل ضمان علٌه لعدم تعدٌه‪.‬‬
‫‪ -‬الضرب الثانً ‪ :‬أن ٌقدر على حبسه فرً وجوب الضمان وجهان ‪:‬‬
‫‪ -‬الوجه األول ‪ٌ :‬جب الضمان‪ ،‬ألن من طبع الماء أن ٌجرى وٌرٌض‪.‬‬
‫‪ -‬الوجه الثانً ‪ :‬ال ٌجب الضمان‪ ،‬ألن الجار قد كان ٌقدرعلى االحتراز منه بحظٌرة تصد عنه‪.‬‬

‫ح‬ ‫ال‬
‫د لله‬‫م‬

You might also like