Professional Documents
Culture Documents
Talkhisan Fiqih Madzhabi 4
Talkhisan Fiqih Madzhabi 4
2023 – 2024
تحرٌم الزنا
تعرٌف الزنا
أوال -الزنا لغة :من زنى ٌزنً وٌقرأ بالمد فٌقال زنا وبالقصر فٌقال زنً ،والمد لؽة نجد وهً لؽة تمٌمٌة
وبالقصر لؽة أهل الحجاز ،وهو مطلق اإلٌبل فً مطلق الرر .
ثانٌا -الزنا شرعا
عرؾ الشافعٌة :الزنا بؤنه إٌبل حشرة أو قدرها عند فقدها فً فر محرم لعٌنه مشتهى طبعا ببل شبهة.
حكم الزنا
محرم شرعا باتراق الرقهاء ،وهو كبٌرة من الكبابر
الدلٌل على تحرٌمه
الزنا محرم بالكتاب والسنة وإجماع المسلمٌن
أوال -الكتاب
شةً َو َ
سا َء سبٌبل ﴾. -۱قوله تعالى َ ﴿ :و َال ت َ ْق َربُوا ِ ّ
الزنَى ِإنَّهُ َكانَ فَ ِ
اح َ
وجه الداللة -هو أن اآلٌة واضحة الداللة على حرمة الزنا والنهً عنه فً قوله تعالى« :ال ت َ ْق َربُوا » وهً
نهً تام عن مباشرة مبادٌة القرٌبة والبعٌدة فضبلً عن مباشرة الزنا نرسه.
ثانٌا -السنة
ع ْنهُ قال « :سؤلت النبً ﷺ اي الذنب أعظم قال أن تجعل هللا -۱ما روي عن عبد هللا بن مسعود رضً هللاُ َ
ندا وهو خلقك قال قلت ثم اي قال أن تقتل ولدك مخافة أن ٌطعم معك قال قلت ثم اي قال أن تزنً بحلٌلة
جارك ».
وجه الداللة -هو أن هذا الحدٌث دلٌل واضح على حرمة الزنا وأنه من أعظم الذنوب وأن أعظمه سوءا ً عند
هللا تعالى هو أن ٌزنً اإلنسان بحلٌلة جاره.
َّللاُ َع ْنهُ قال :قال رسول هللا -ﷺ « :ال ٌحل دم امرئضً َّ -٢ما روي عن مسروق عن عبد هللا بن مسعود َر ِ
مسلم ٌشهد أن ال إله إال هللا وأنً رسول هللا إال أحد ثبلثة نرر النرس بالنرس والثٌب الزانً والتارك لدٌنه
المرارق للجماعة »
حد المذف
تعرٌف المذف
المذف لغة -الرمً بالحجارة ثم استعٌر للقذؾ باللسان بجامع بٌنهما وهو األذى.
المذف شرعا -الرمً بالزنا فً معرض التعٌٌر.
ومعنى معرض التعٌٌر أي ٌعاٌر القاذؾ المقذوؾ بالزنا.
حكم المذف
القذؾ محرما شرعا وهو من الكبابر الموبقات سواء فً ذلك قذؾ الرجل أم قذؾ المرأة.
تعرٌف الحد
والحد شرعا ً هو عقوبة مقدرة وجبت حقا هللا تعالى كما فً الزنا أو آلدمً كما فً القذؾ.
وسمٌت الحدود حدودًا ألن هللا تعالى حدها وقدرها فبل ٌجوز ألحد أن ٌتجاوزها .قال تعالى َ ﴿ :وتِ ْل َك ُحدُو ُد
ظلَ َم نَ ْر َ
س ه ُ ﴾. َّللا َفقَ ْد َ
َّللا َو َم ْن ٌَتَ َع َّد ُحدُو َد َّ ِ
َّ ِ
وقٌل سمٌت بذلك ألن الحد فً اللؽة المنع وهً تمنع من اإلقدام على الرواحش .
الدلٌل على حرمة المذف
عا بالكتاب والسنة واإلجماع، أن القذؾ محرم شر ً
أوال -الكتاب
اج ِلدُو ُه ْم ث َ َمنٌِنَ َج ْل َدة ً ﴾ ت ث ُ َّم لَ ْم ٌَؤْتُوا بِؤ َ ْربَعَ ِة ُ
ش َه َدا َء فَ ْ -۱قوله تعالى َ ﴿ :والَّذٌِنَ ٌَ ْر ُمونَ ْال ُم ْح َ
صنَا ِ
واآلٌة دلٌل على أن من رمى عرٌرا أو عرٌرة وجب علٌه حد القذؾ
ثانٌا -السنة
-۱ما رواه أبو هرٌرة له أن رسول هللا ﷺ قال« :اجتنبوا السبع الموبقات قالوا ٌا رسول هللا وما هن قال:
الشرك باهلل والسحر وقتل النرس التً حرم هللا إال بالحق وأكل الربا وأكل مال الٌتٌم والتولً ٌوم الزحؾ وقذؾ
المحصنات».
والحدٌث دلٌل على أن القذؾ محرم شرعا وهو من السبع الموبقات أي المهلكات.
-٢أنه لما نزلت براءة السٌدة عابشة رضً هللا عنها -جلد النبً من قذفها.
الحكمة من وجوب حد المذف
هو المنع من أن تشٌع الراحشة فً المإمنٌن بكثرة الترامً بالزنا وسهولة قولها ومن الممكن إذا سمع شخص
أن فبلن زنا سهلت له الراحشة وهان علٌه فعلها فتشٌع الراحشة
حكم رمً الرجال بالزنا ( لذف الرجال )
أوالً لعل السر فً التساإل عن حكم رمً الرجال بالزنا هو ما وجد فً القرآن الكرٌم من اختصاص القذؾ
ت الؽربلت المإمنات ﴾ بالنساء فً ظاهر اآلٌات فً الكتاب كما فً قوله تعالى ِ ﴿ :إ َّن الَّذٌِنَ ٌَ ْر ُمونَ ْال ُم ْح َ
صنَا ِ
-لقد اترق فقهاء األمصار على أن رمً المحصنٌن كرمً المحصنات على السواء وأن الحكم القرآنً ال
ٌخص أحد الجنسٌن دون اآلخر
شةُ فًِ الَّذٌِنَ َءا َمنُوا لَ ُه ْم َ
ع َذ ٌ
اب والدلٌل أٌضا على دخول الجمٌع قوله تعالى ِ ﴿ :إ َّن الَّذٌِنَ ٌ ُِحبُّونَ أَن ت َ ِشٌ َع ْالرَا ِح َ
َّللاُ ٌَ ْعلَ ُم َوأَنت ُ ْم َال تَ ْعلَ ُمونَ ﴾
أ َ ِلٌ ٌم فًِ ال ُّد ْنٌَا َو ْاآل ِخ َرةِ َو َّ
وهذا األمر الذي مر كان هو مذهب الجمهور من العلماء ،أما من قصر حد القذؾ على رمً النساء فحسب
فهم الخوار الذٌن ٌقولون أن اآلٌات والنصوص واردة فً شؤن النساء ال فً شؤن الرجال وألن رمً المرأة
بالزنا أشد تؤثٌرا فً حٌاتها.
وأجٌب عن ذلك :بؤن التساوي الذي ٌجعل الرمً واحدا سواء أكان المقذوؾ رجبل أم امرأة ال ٌنظر فٌه إلى
الذي الشخصً وإنما ٌنظر فٌه إلى األثر المترتب على الترامً بهذه الراحشة
شروط الماذف
-۱أن ٌكون مكلرا أي بالؽا عاقبلً وبالتالً فبل عبرة بعبارة الصؽٌر والمجنون
لحدٌث النبً « :رفع القلم عن ثبلث الصبً حتى ٌبلػ والنابم حتى ٌستٌقظ والمجنون حتى ٌرٌق» ،وكذلك لعدم
حصول اإلٌذاء بقذفهما
أما السكران فإنه ٌحد إذا قذؾ أحدا متى كان متعد بسكره.
-٢االختٌار فبل حد على مكره وال على مكره
ولعل الررق بٌن القتل والقذؾ فً وجوب القصاص على المكره بالكسر وعدم وجوب حد القذؾ علٌه هو
أنه فً القتل ٌمكن للمكره إمساك ٌد المكره والقتل بها ،أما القذؾ فإنه ال ٌمكن للمكره أن ٌمسك لسان المكره
فٌسب به أحدًا.
-۳التزام األحكام فبل حد على حربً لعدم التزامه األحكام.
-٤العلم بالتحرٌم ،وبالتالً فبل حد على جاهل بالتحرٌم والجهل بالتحرٌم ٌكون إما إلسبلم المرء حدٌثا وعدم
تمكنه من العلم أو لنشؤته فً ببلد كرر بعٌدة عن المسلمٌن أو لنشؤته فً بادٌة بعٌدة عن العمران.
ه -عدم إذن المقذوؾ للقاذؾ بالقذؾ ،وبالتالً فمن قذؾ ؼٌره بإذنه فبل حد علٌه.
-٦أن ٌكون القاذؾ ؼٌر أصل للمقذوؾ كؤبٌه أو جده.
تتمة -ذكر فً الحاوي
أنه لو قال البنه أنت ولد زنا كان قاذفا ألمه.
وقال الشٌخ عز الدٌن بن عبد السبلم لو قذؾ شخص آخر فً خلوة بحٌث ال ٌسمعه إال هللا لم ٌكن كبٌرة موجبة
للحدلخلوه عن مرسدة اإلٌذاء وال ٌعاقب فً اآلخرة إال عقاب من كذب كذبا ال ضرر فٌه.
كتاب األشربة
تعرٌف األشربة
األشربة فً اللغة -جمع شراب بمعنى مشروب ،وحمٌمته -المتخذ من ماء العنب.
حكم الشرب
-هو من كبابر المحرمات وقد ذكر الرقهاء أن كل شراب أسكر كثٌره حرم قلٌله وكثٌره
-ومعنى أسكر بؤن كان فٌه شدة مطربة فً ذاته ال ما فٌه تخدٌر كالبنج والحشٌش.
-وكان كل شراب أو مؤكول حصل منه سكر فهو محرم سواء نص علٌه أو لم ٌنص علٌه.
دلٌل تحرٌمه
أوال -الكتاب
اجت َ ِنبُوهُ لَ َعلَّ ُك ْم ت ُ ْر ِل ُحونَ ﴾.
ان فَ ْ
ط ِش ٌْ َ اب َو ْاأل َ ْز َال ُم ِر ْج ٌ
س ِم ْن َع َم ٍل ال َّ ص ُقوله تعالى ِ ﴿ :إنَّ َما ْالخ َْم ُر َو ْال َم ٌْ ِس ُر َو ْاألَن َ
وهذه اآلٌة دلٌل صرٌح على تحرٌم الخمر
ثانٌا -من السنة
ماروى أن النبً ﷺ قال «:لعن هللا الخمر وشاربها وساقٌها وبابعها ومبتاعها وعاصرها ومعتصرها وحاملها
والمحمولة إلٌه وزاد ابن ماجة وآكل ثمنها ».
ثالثا -اإلجماع
وقد انعقد اإلجماع على تحرٌمها وال الترات إلى قول من حكىعنه إباحتها.
وكان المسلمون ٌشربونها فً أول اإلسبلم فاختلؾ الشافعٌة فً ذلك هل كان ذلك استصحابا منهم بحكم
الجاهلٌة أو بشرع فً إباحتها على وجهٌن :
ورجح الماوردي األول ورجح النووي الثانً
حكمة تحرٌم الخمر
هو أن الخمر من الكبابر والعظام وأنها أساس كل منكرومصدر كل شر
لما روى عن عثمان بن عران – قال « :اجتنبوا الخمر فإنها أم الخبابث ».
أضرار الخمر
-۱إن الخمر توقع العداوة و تصد عن ذكر هللا وهو روح الدٌن وعن الصبلة
أمرا أو ٌنرذ عمبلً -٢أضرار الخمر األدبٌة فكثٌرة منها أنها ترقد اإلنسان إرادته فبل ٌستطٌع أن ٌبرم ً
-۳أضرار الخمر المادٌة فإن عادة اإلدمان ال تقتصر على تبدٌد ثروة الشارب وأسرته فحسب ،بل ٌتعدى ذلك
إلى المجتمع الذي ٌحٌط به.
التدرج فً تحرٌم الخمر
نظرا لتؤصلها فً لم ٌؤمرهم هللا بتركها فً بادئ األمر ،بل تركهم على شربها مدة بقاء النبً فً مكة ً
نروس العرب جمٌعا ،ولما هاجر النبً إلى المدٌنة واستقر اإلٌمان فً نروس المإمنٌن أنزل هللا عز وجل فً
سكَرا َو ِر أزلا ون ِم أنهُ َب تَت َّ ِخذُ َت النَّ ِخٌ ِل َو أاأل َ أعت َ ِ حق الخمر ما ٌرٌد التنرٌر منها وهو قوله تعالى َ ﴿ :و ِمن ثَ َم َرا ِ
سنا ﴾. َح َ
سئلُونَنَ وهنا بدأ ٌتساءل المإمنون عن تلك الخمر التً فٌها سكر وفٌها رزق ،فنزل قول هللا وتعالى ٌَ ﴿ :أ
اس َو ِإثأ ُم ُه َما أ َ أكبَ ُر ِمن نَّ أف ِع ِه َما ﴾ ،وهنا بٌن هللا عز وجل أن ٌر َو َمنَافِ ُع ِللنَّ ِ ٌه َما ِإثأ ٌم َك ِب ٌ
س ِرلُ أل ِف ِ
ع َِن ا أل َخ أم ِر َوا أل َم أٌ ِ
الخمر والمٌسر فٌهما إثم كبٌر.
ص ََلةَ َوأَنت ُ أم ٌِن َءا َمنُوا َال تَ أم َربُوا ال َّ ثم أنزل هللا عز وجل ما ٌرٌد بداٌة التحرٌم بقوله تعالى ٌَ ﴿ :تأٌَُّ َها الَّذ َ
ون ﴾ سك ََرى َحتَّى ت َ أعلَ ُموا َما تَمُولُ َ ُ
وبٌن الحكمة من النهً بقوله تعالى َ « :حتَّى ت َ ْعلَ ُموا َما تَقُولُونَ » وحٌنبذ ترك المسلمون شربها قرب وقت
الصبلة وكثرت الوقابع والشرور من جراء شربها حتى طلب الكثٌرون تحرٌمها
ان فَ ْ
اجت َ ِنبُوهُ ﴾ ط ِش ٌْ َ
ع َم ِل ال َّس ِم ْن َ اب َو ْاأل َ ْز َال ُم ِر ْج ٌ
ص ُ فؤنزل قوله تعالى ﴿ :إِنَّ َما ْالخ َْم ُر َو ْال َم ٌْ ِس ُر َو ْاألَن َ
فقال المسلمون عقب سماع هذه اآلٌة انتهٌنا انتهٌنا انتهٌنا.
حمٌمة الخمر
حقٌقة الخمر المجمع على تحرٌمه هو عصٌر العنب إذا اشتد وقذؾ بالزبد.
اختلؾ الشافعٌة فً وقوع اسم الخمر على ؼٌر عصٌر العنب حقٌقة أو مجازا.
والقابلون بؤن الخمر ما اعتصر من العنب فقط هم الكوفٌون أصحاب اإلمام أبً حنٌفة.
-واستدل المائلون على أن الخمر تطلك على عصٌر العنب فمط استدلوا بقوله تعالىى ِ ﴿ :إ ِنًّ أ َ َر ٌْ ِنً
أعصرخمرا﴾
-واستدل المائلون بأن الخمر تطلك على العنب وغٌره بؤنه قد روى ابن عبد البر عن أهل المدٌنة وسابر
الحجازٌٌن وأهل الحدٌث كلهم أن كل مسكر خمر.
فقد اترق الرقهاء إلى أن جمٌع األشربة المسكرة كعصٌر العنب المطبوخ ونبٌذ التمر والزبٌب والعنب والذرة
والشعٌر وؼٌر ذلك ٌحرم كثٌرها وقلٌلها ،وٌجب بشربها الحد ،قاله عمر وعلً وابن عباس وابن عمر وأبً
هرٌرة وسعد بن أبً وقاص ،وابن مسعود وعابشة.
واستدلوا على ذلك بما ٌلً :
ما روى عن عابشة رضً هللا عنها -قال « :كل شراب أسكر فهو حرام » « ،ماأسكر كثٌره فقلٌله حرام».
اختَلط الخمر بغٌره
-قال ابن الصباغ إذا طبخ لحما بخمره وأكل المرق حد وإن أكل اللحم لم ٌحد ألن عٌن الخمر موجود فً
المرق ولٌس بموجود فً اللحم وإنما فٌه طعمه.
-وإن عجن دقٌقا بالخمر وخبزه فؤكل الخبز لم ٌحد ألن عٌن الخمر أكلتها النار.
-وقال ابن الصباغ أٌضا وإن استعط بالخمر أو احتقن بها لم ٌحد ألنه لٌس بشرب وال أكل ولكن قول ابن
الصباغ فٌه نظر عند الشافعٌة ،ألن حكم االستعاط واالحتقان حكم الشرب فً إبطال الصوم فكان حكمه حكم
الشرب فً الحد
-وإن عجن الشعٌر بالخمر أو البر بالخمر كان نجسا ولم ٌجز بٌعه.
من هو شارب الخمر
المراد بشارب الخمر المتعاطً شربا كان أو ؼٌره ،وخر بالشراب النبات ،قال الدمٌري :كالحشٌشة
التً تؤكلها الحرافٌش ،ونقل الشٌخان أن أكلها حرام وال حد فٌها.
ٌ -جب على أكل الحشٌشة التعزٌز دون الحد وال ٌبطل بحملها الصبلة.
-وكل ما ٌزٌل العقل من ؼٌر األشربة من نحو بنج ال حد فٌه كالحشٌشة فإنه ال ٌلذ وال ٌطرب وال ٌدعو قلٌله
إلى سكر بل فٌه التعزٌر.
شروط وجوب الحد على شارب الخمر
ٌشترط إلقامة الحد على الشارب كونه مكلرا ً ،ملتزما لؤلحكام ،مختارا ،عالما بؤن ما شربه مسكر من ؼٌر
ضرورة.
-ال حد على صبً ومجنون لحدٌث النبً ﷺ " :رفع القلم عن ثبلث الصبً حتى ٌبلػ "
-وكذا ال حد على حربً لعدم التزامه لؤلحكام وكذلك الذمً ألنه ال ٌلتزم بالذمة ما ال ٌعتقد
-وكذلك ال ٌجب الحد إذا كان موج ًرا للخمر أي مصبوبا فً حلقة قهرا.
-وكذلك المكره على شربه على المذهب الحدٌث النبً ﷺ " :عرى عن أمتً الخطؤ والنسٌان وما استكرهوا
علٌه "
-وال حد على من جهل كونها خمرا وشربها ظانا أنها شرابا آخر وال ٌلزمه قضاء الصلوات الرابتة مدة
السكر.
-ولو ادعى السكران بعد األصحاء من سكره فقال كنت مكرها أو لم أعلم أن الذي شربته مسكرا صدق
بٌمٌنه.
-وكذلك قرٌب عهد باإلسبلم لو قال جهلت تحرٌمها لم ٌحد
قال األذرعً وهذا ظاهر فً ؼٌر من نشؤ فً ببلد اإلسبلم أما من نشؤ فٌها فبل ٌخرى علٌه تحرٌم الخمر
عند المسلمٌن فبل ٌقبل قوله.
أما لو قال جهلت الحد بشربها حد ألن من حقه إذا علم التحرٌم أن ٌمتنع.
ممدار الحد
-ذكر الشافعٌة أنه ٌجلد المحدود الحر فً الخمر أربعٌن جلدة
لما فً مسلم من حدٌث أنس « :كان النبً ﷺ ٌضرب فً الخمر بالجرٌد والنعال أربعٌن ».
-ولال مالن واللٌث وأبو حنٌفة والثوري الواجب ثمانون وال ٌجوز النقصان عنها وأجازه بن المنذر.
حكم التداوي بالخمر
األولى -ذهب الشافعً إلى أن من ؼص بلقمة مثبل أزالها بخمر وجوبا كما قال اإلمام هذا إذا لم ٌجد ؼٌرها
وال حد علٌه وذلك إنقاذا للنرس من الهبلك وهذه رخصة واجبة.
واألصح تحرٌمها أي تناولها على مكلؾ لدواء وعطش
-فؤما تحرٌم الدواء بها فؤلنه لما سبل عن التداوي بها قال « :إنه لٌس بدواء ولكنه داء » .وٌدل بهذا أٌضا
قوله « :إن هللا لم ٌجعل شراء أمتً فٌما حرم علٌها».
-أما تحرٌم شربها ألجل العطش فؤلنها ال تزٌل العطش ،بل تزٌده
والثانً ٌ -جوز التداوي بها دون شربها للعطش وقٌل عكسه.
-وحكم شربها لدفع الجوع هو حكم شربها لدفع العطش.
تنبٌه -هذا الذي كان فً حكم الخمر إذا استعملت كخمر خالصة
أما إذا عجن بها أو طبخ بها أو نحوه مما تستهلك فٌه الخمر فٌجوز التداوي به عند فقد ما ٌقوم مقامه مما
ٌحصل به التداوي من الطاهرات ،بشرط إخبار طبٌب مسلم عدل بذلك أو معرفته للتداوي به
أدلة اإلثبات فً شرب الخمر
خمرا.
ً -فقد ذهبوا إلى أن حد الخمر ٌثبت بإقرار الشارب واإلقرار هو االعتراؾ بالشرب ،كقوله :شربت
أو بشهادة رجلٌن ٌشهدان بمثل ذلك ال بشهادة رجل وامرأتٌن ألن البٌنة ناقصة ،النه ال تجوز شهادة النساء فً
الحدود.
-وال ٌثبت الشرب بالٌمٌن وال بشاهد وٌمٌن وال بالٌمٌن المردودة وال برٌح خمر وسكر وقًء الحتمال أن
ٌكون شرب ؼالطا أو مكرها ،والحد ٌدرأ بالشبهة.
-وال ٌستوفٌه القاضً بعلمه على الصحٌح بناء على أنه ال ٌقضً بعلمه فً حدود هللا تعالى
-وٌستوفٌه سٌد العبد بعلمه اإلصبلح ملكه.
-وال ٌشترط فً اإلقرار والشهادة الترصٌل ،بل ٌكرً اإلطبلق فً إقرار من شخص بؤنه شرب خمر أو فً
خمرا ،ولٌل ٌشترط الترصٌل بؤن ٌزاد فً اإلقرار وأنا عالم ً شهادة بشرب مسكر بقول الشاهد شرب فبلن
مختار وفً الشهادة وهو عالم مختار ألنه إنما ٌعاقب بالٌقٌن.
مسكرا لم ٌقم علٌه الحد
ً خمرا أو
ً -لال أكثر أهل العلم فإن وجد الرجل سكرانا أو شم منه رابحة الخمر أو تقٌا
الشبهات المسمطة للحدود
روى أن رسول هللا ﷺ قال « :ادرءوا الحدود بالشبهات فإن كان له مخر فخلوا سبٌله فإن اإلمام ان ٌخطا
فً العرو خٌر من أن ٌخطا فً العقوبة «
وقال ﷺ « :أٌها الناس من ارتكب شٌبا من هذه القاذورات فاستتر فهو فً ستر هللا ومن أبدى صرحته أقمنا
علٌه الحد«
وهذٌن الحدٌثٌن ٌدالن على ان
الجرٌمة إذا ارتكبت من ؼٌر إعبلن ٌجب االستمرار فً سترها وعدم كشرها وأن فً فتح الباب إلقامة الحد فٌها
انتشار للجرابم.
تعرٌف الشبهة
الشبهة هً الحال التً ٌكون علٌه المرتكب وٌكون معها المرتكب معذورا عذرا ٌسقط الحد وٌستبدل به
عقاب دونه على ما ٌرى الحاكم
وقد ذكر الرقهاء أن النبً كان ٌلتمس الستر فً المجرم.
وقد حرض بعض الناس ماعزا على اإلقرار فذهب وأقر أمام الرسول ﷺ وكان النبً ﷺ ٌحاول أن ٌحمله
على الرجوع فً إقراره بالتعرٌض له بقوله لعلك قبلت لعلك لمست ولما علم الذي حرضه على اإلقرار قال له
هبل سترته بثوبك لكان خٌرالك.
وهذا الخبر ٌدل على أن التضٌٌق فً تطبٌق الحدود أمر محبب فً اإلسبلم
والشبهات التً تسمط الحدود ٌمكن ضبطها فً أربعة أمور
أولها :ما ٌتعلق بركن الجرٌمة.
الثانً :ما ٌتعلق بالجهل النافً للقصد الجنابً فً االرتكاب.
الثالث :ما ٌتعلق باإلثبات
الرابع :ما ٌتعلق بتطبٌق النصوص على الجزبٌات والخراء فً تطبٌق بعضها
األول -الشبهة فً تحمك الركن
وركن الجرٌمة هو تحرٌم الشارع فعبل معٌنا قد رتب علٌه عقابا هو الحد أو القصاص فإذا كان الشارع قد
حرم الزنا فإنه قد جعل له حدا قابما بذاته.
والشبهة فً ركن الجرٌمة تنمسم إلى أربعة ألسام :شبهة الدلٌل شبهة الملن -شبهة الحك -شبهة الصورة -
-۱شبهة الدلٌل
وهً أن ٌكون فً الموضوع دلٌبلن متنازعان أحدهما ٌحرم وهو الراجح واآلخر مبٌح وهو المرجوح
فٌتناول المكلؾ األثر.
مثبل :
-إذا دخل الرجل بالمرأة فً عقد من ؼٌر شهود فإنه فً هذه الحالة ٌتنازع الموضوع دلٌبلن أحدهما ٌمنع
الحل وهو الراجح الثانً ٌوجد الحل وهو المرجوح.
-إذا سرق مال ابنه من حرز مثله ألن الحرمة ثابتة ولكن هناك دلٌل آخر وهو أنت ومالك ألبٌك ،ألن كل
ما ٌكسب الولد هو ملك ألبٌه.
وقد أنشؤ الرقهاء على ذلك قاعدة فقالوا أن كل فعل ٌختلؾ فٌه الرقهاء حبل وتحرٌما فإن االختبلؾ ٌكون شبهة
مانعة من إقامة الحد.
-٢شبهة الملن
مثبل :
-إذا أخذ المحارب المستحق جزءا منالؽنٌمة خرٌة بحٌث تتحقق جرٌمة السرقة صورة وذلك بؤن ٌؤخذ من
المال الشابع الذي له فٌه ملك صحٌح قبل أن ٌقسم ولكن لم تتؤكد بالقسمة بحٌث لو مات قبل القسمة ال
ٌنتقل إلى ورثته على خبلؾ فً ذلك.
-لو وطء جارٌة ٌملك بعضها فإن شبهة الملك فً هذه الحال تسقط الحد.
-۳شبهة الحك
وذلك بؤن ٌكون للمرتكب شبهة حق ولو باالستصحاب.
مثبل :
-وقد ضرب األحناؾ لذلك مثبل وهو الدخول بالمطلقة طلقة مكملة للثبلث ،فإن هذا الدخول ال ٌثبت معه
الحد فً المذهب الحنرً ألن المرأة فً أصلها كانت حبلالً لذلك الرجل وبالتالً فاإلباحة األصلٌة شبهة
تمنع إقامة الحد.
-السرقة من األموال بٌت المال ،فإن لكل مسلم نوع حق فً بٌت المال وإن كان ال ٌثبت الملكٌة إال أنه
شبهة مانعة للحد.
-ال ٌقطع الولد إذا سرق من مال أبٌه ألن له نوع حق ٌسقط عنه الحد وإن كان ال ٌثبت الملك.
-٤شبهة الصورة
وتحقق شبهة الصورة فً أن صورة العقد فً الزوا ولو كانت المرأة حراما على الزو حرمة ثابتة
باإلجماع تكون شبهة مسقطة للحد ولو كان التحرٌم على وجه التؤٌٌد ألن صدور العقد من أهله وإن لم ٌكن
مثبتا للحل هو مثبت للشبهة المسقطة للحد وذلك بوجود صورة الحد.
الثانً -الشبهة بسبب الجهل
الجهل باألحكام الشرعٌة بشكل عام ٌكون مسوؼا ً لئلفبلت من أحكامها وكذلك األمر فً القوانٌن الوضعٌة
بٌد أن ٌبلحظ أمران :
أولهما :أن العلم قد ٌكون طرٌقه صعبا فٌعد الجهل فً هذه الحالة عذرا مسوؼا إلسقاط العقوبات المؽلظة
وتحوٌلها إلى عقوبات مخررة نسبٌا وذلك كالجهل ببعض أحوال جرابم الحدود
ثانٌهما :الجهل باألحكام الشرعٌة فً ذاته ال ٌجوز إال فٌما تصعب معرفته ،فالجهل ببعض األحكام ال ٌسوغ
عذرا مسوؼا ً إلسقاط عقوباتها ،كالجهل بالصلوات الخمس.ذات الجهل به وبالتالً ال ٌعد ً
ولد لسم اإلمام الشافعً العلم إلى لسمٌن :
المسم األول :علم باألمور القطعٌة وٌسمٌه علم العامة أي العلم الذي ٌجب أن ٌعلمه المسلمون كافة من ؼٌر
استثناء وال ٌعذر فً الجهل عامتهم ،وٌسمى هذا « ما علم من الدٌن بالضرورة ».
المسم الثانً :قال فٌه الشافعً :أنه ما ٌنوب العباد من فروض الررابض وما ٌخص به األحكام مما لٌس فٌه
نص وٌقول »:فً هذا القسم هذه درجة من العلم لٌس تبلؽها العامة ولم ٌكلرها الخاصة».
وبناء على هذا فإنه ال ٌسوغ لمسلم وال ذمً ٌقٌم فً دار اإلسبلم أن ٌدعً الجهل بحرمة الزنا والقتل ،فبل
عذر فً الجهل بؤصل التحرٌم وال ٌعد الجهل بؤصل التحرٌم شبهة تسقط العقوبات المقدرة .
مراتب الشبهات
الشبهات لٌست فً مرتبة واحدة فً القوة ،فمنها شبهات قوٌة ومنها شبهات ضعٌرة.
وتبعا لهذا نمسمها من حٌث آثارها إلى لسمٌن :
-۱شبهات قوٌة تمحو وصؾ الجرٌمة وٌترتب على محو وصؾ الجرٌمة سقوط العقوبة حتما.
-٢شبهات ضعٌرة ال تمحو وصؾ الجرٌمة ولكنها تسقط الحد فقط.
وبٌان الحد على النحو التالً :
-الشبهات التً تتعلق بالدلٌل كلها شبهات قوٌة.
-الشبهات التً تتعلق بالملك كلها شبهات قوٌة.
مثبل :التً تتعلق بالملك فمن أخذ من مال ابنه تكون الشبهة قوٌة بحٌث ٌمحو وصؾ السرقة
-أما شبهة الحق فعلى حسب قوة الحق ٌكون مقدار الشبهة.
فمن أخذ حقه فً الؽنٌمة قبل القسمة تكون شبهته قوٌة تمحو وصؾ السرقة وتسقط الحد
وإذا كان الحق ؼٌر قوي كحق ذي الرحم المحرم فً مال محرمة فإنه حق لٌس بقوي تكون شبهته ضعٌرة لبل
ال تمحو وصؾ السرقة لكن تسقط الحد
-وأما شبهة الجهل فإنها تختلؾ باختبلؾ مظنة الجهل.
فإذا كانت هناك مظنة جهل قوٌة كؤن ٌكون المرتكب للحرام فً ؼٌر دار اإلسبلم وقد أسلم فٌها ،ومثله من أسلم
حدٌثا فً دار الحرب أولى أال تقام علٌه الحدود ومثله ما لو كان مسلما ولكن فً بادٌة بعٌدة عن العمران
اإلسبلمً فإن مظنة الجهل قوٌة فتكون الشبهة قوٌة.
-وكل شبهة اإلثبات إذا كان اإلثبات من عدول فإنه ٌعد من قبٌل الشبهة الضعٌرة.
آثار الشبهة
-۱شبهات قوٌة تمحو وصؾ الجرٌمة وٌترتب على محو وصؾ الجرٌمة سقوط العقوبة.
بٌد أنه إذا سقط الحد فً السرقة بشبهة قوٌة ،فإن رد المال واجب ألن سقوطه لحق هللا تعالى ،أما المال
فحق العبد وهو ال ٌقبل إال برضا صاحبه.
وبالنسبة لؽٌر السرقة ٌترتب على الرعل ما ٌترتب على الحبلل فمن دخل بامرأة وكانت شبهته قوٌة فإنه
ٌثبت النسب وتجب العدة وٌترتب على ذلك كل ما ٌترتب على وجوب العدة من ثبوت التحرٌم للنساء بسببها
فتحرم األخت وٌحرم العقد على خامسة فً عدة الرابعة وهكذا.
وال عقوبة تررض إذا كانت الشبهة قوٌة ،فبل حد وال تعزٌر ألنه إذا زال وصؾ الجرٌمة فبل عقاب
-٢شبهات ضعٌرة ال تمحو وصؾ الجرٌمة ولكنها فقط تسقط الحد.
ح ال
د للهم