Professional Documents
Culture Documents
7
7
7
وه ذه املواقيت ق د وقته ا الن يب -ص لى اهلل علي ه وس لم ،ملن ذكرن ا ،ومن م ر عليه ا من
غريهم ممن أراد احلج أو العمرة ،والواجب على من مر عليها أن حيرم منها ،وحيرم عليه أن
يتجاوزها بدون إحرام إذا كان قاصدًا مكة بريد حج ًا أو عمرة ،سواء كان مروره عليها
من طري ق األرض أو من طري ق اجلو لعم وم ق ول الن يب -ص لى اهلل علي ه وس لم -ملا وقت
هذه املواقيت" :هن هلن وملن أتى عليهن من غري أهلهن ممن أراد احلج والعمرة".
واملشروع ملن توجه إىل مكة من طريق اجلو تقصد احلج أو العمرة أن يتأهب بذلك
بالغس ل وحنوه قب ل الرك وب يف الط ائرة ،ف إذا دن ا من امليق ات لبس ازاره وردائ ه مث ل يب
بالعمرة إن .كان الوقت متسعًا ،وإن كان الوقت ضيقًا ليب باحلج ،وإن لبس إزاره ورداءة
قبل الركوب أو قبل الدنو من امليقات فال بأس ،ولكن ال ينوى الدخول يف النسك وال يليب
بذلك إال إذا حاذى امليقات أو دنا منه ألن النيب -صلى اهلل عليه وسلم -مل حيرم إال من
امليق ات ،وال واجب على األم ة التأس ي ب ه -ص لى اهلل علي ه وس لم -يف ذل ك كغ ريه من
ش ئون ال دين؛ لق ول اهلل -س بحانه :-ولق د ك ان لكم يف رس ول اهلل أس وة حس نة ولق ول
النيب -صلى اهلل عليه وسلم -يف حجة الوقاع :خذوا عين مناسككم".
وأما من توجه إىل مكة ومل يرد حج ًا وال عمرة كالتاجر ،واحلطاب ،والربيد وحنو
ذل ك فليس علي ه إح رام إال أن ي رغب يف ذل ك ،لق ول الن يب -ص لى اهلل علي ه وس لم -يف
احلديث املتق دم ملا ذك ر املواقيت" :هن هلن وملن أتى عليهن من غ ري أهلهن ممن أراد احلج
والعمرة ،فمفهومه أن من مر على املواقيت ومل يرد حج ًا وال عمرة فال إحرام عليه .وهذا
من رمحه اهلل بعباده وتسهيله عليهم ،فله احلمد والشكر على ذلك ،ويؤيد ذلك أن النيب -
صلى اهلل عليه وسلم -ملا أتى مكة عام الفتح مل حيرم ،بل دخلها وعلى رأسه املغفر لكونه
مل يرد حينذاك حجًا وال عمرة وإمنا أراد افتتاحها وإزالة ما فيها من الشرك
وأم ا من ك ان مس كنه دون املواقيت كس كان ج دة ،وأم الس لم ،وحبرة ،والش رائع،
وبدر ،ومستورة وأشباهها فليس عليه أن يذهب إىل شيء من املواقيت اخلمسة املتقدمة ،بل
مسكنه هو ميقاته فيحرم منه مبا أراد من حج أو عمرة ،وإذا كان له مسكن آخر خارج
امليقات فهو باخليار إن شاء أحرم من امليقات ،وإن شاء أحرم من مسكنه الذي هو أقرب
من امليق ات إىل مك ة لعم وم ق ول الن يب -ص لى اهلل علي ه وس لم -يف ح ديث ابن عب اس -
رضي اهلل عنه -ملا ذكر املواقيت قال" :ومن كان دون ذلك فمهله من أهله حىت أهل مكة
يهلون من مكة" أخرجه البخاري ومسلم
لكن من أراد العمرة وهو يف احلرم فعليه أن خيرج على احلل وحيرم بالعمرة منه ،ألن
الن يب -ص لى اهلل علي ه وس لم -ملا طلبت من ه عائش ة العم رة أم ر أخاه ا عب د ال رمحن أن
خيرجه ا إىل احلل فتح رم من ه ،ف دل ذل ك على أن املعتم ر ال حيرم ب العمرة من احلرم ،وإمنا
حيرمها من احلل .وهذا احلديث ختصص حديث ابن عباس املتقدم ،ويدل على أن مراد النيب
-ص لى اهلل علي ه وس لم -بقول ه" :ح ىت أه ل مك ة يهل ون من مك ة ه و اإلهالل ب احلج ال
العم رة .إذ ل و ك ان اإلهالل ب العمرة ج ائزًا من احلرم ألذن لعائش ة -رض ي اهلل عنه ا -يف
ذلك ومل يكلفها باخلروج إىل احلل ،وهذا أمر واضح ،وهو قول مجهور العلماء -رمحة اهلل
عليهم ،وهو أحوط للمؤمن؛ ألن فيه العمل باحلديثني مجيعًا ،واهلل املوفق.
وأما ما يفعله بعض الناس من اإلكثار من العمرة بعد احلج من التنعيم أو اجلعرانة أو
غريمها وق د س بق أن اعتم ر قب ل احلج -فال دلي ل على ش رعيته ،ب ل األدل ة ت دل على أن
األفضل تركه؛ ألن النيب -صلى اهلل عليه وسلم