‫التحقيق واإليضاح‬

‫املسلمني املوافقة السنة والتمسك هبا‪ ،‬والدعوة إليها‪ ،‬وإن رغب عنها األكثرون‪ ،‬وحسبنا‬
‫اهلل ونعم الوكيل‪ ،‬وال حول وال قوة إال باهلل العلي العظيم‪.‬‬

‫مت يلبس الذكر إزارًا ورداًء‪ ،‬ويستحب أن يكونا أبيضني نظيفني‪ ،‬ويستحب أن حيرم‬
‫يف نعلني‪ ،‬لق ول الن يب ‪ .‬ص لى اهلل علي ه وس لم ‪ :-‬وليح رم أح دكم يف ازار ورداء ونعلني"‪،‬‬
‫أخرجه اإلمام أمحد ‪ -‬رمحه اهلل –‬

‫وأم ا املرأة فيج وز هلا أن حترم فيم ا شاءت من أس ود أو أخض ر أو غريمها‪ ،‬م ع احلذر‬
‫من التش به بالرج ال يف لباس هم‪ ،‬لكن ليس هلا أن تلبس النق اب والقف ازين ح ال إحرامه ا‪،‬‬
‫ولكن تغطي وجهها وكفيها بغري النقاب والقف ازين‪ ،‬ألن النيب ‪ -‬ص لى اهلل عليه وسلم –‬
‫هني املرأة احملرم ة عن لبس النق اب والقف ازين‪ ،‬وأم ا ختص يص بعض العام ة إح رام املرأة يف‬
‫األخضر أو األسود دون غريمها فال أصل له‪.‬‬

‫مث بع د الف راغ من الغس ل والتنظي ف وليس ثي اب اإلح رام ين وي بقلب ه ال دخول يف‬
‫النسك الذي يريده من حج أو عمرة؛ لقول النيب ‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم ‪" :-‬إمنا األعمال‬
‫بالنيات‪ ،‬وإمنا لكل امرئ ما نوى"‪.‬‬

‫ويشرع له التلفظ مبا نوى‪ ،‬فإن كانت نيته العمرة قال‪ :‬لبيك عمرة أو (اللهم لبيك‬
‫حج ا‪ ،‬ألن الن يب ‪ -‬ص لى اهلل علي ه وس لم ‪ -‬فع ل ذل ك‪ ،‬وإن نوامها مجيع ًا ىف ب ذلك فق ال‪:‬‬
‫اللهم لبيك عمرة وحجا)‪ ،‬واألفضل أن يكون التلفظ بذلك بعد استوائه على مركوبه من‬
‫داب ة أو س يارة أو غريمها؛ ألن النيب ‪ -‬ص لى اهلل عليه وس لم – إمنا أهل بعدما استوى على‬
‫راحلته‪ ،‬وانبعثت به من امليقات للسري‪ ،‬هذا هو األصح من أقوال أهل العلم‬
‫وال يش رع ل ه التلف ظ مبا ن وى إال يف اإلح رام خاص ة ل وروده عن الن يب ‪ -‬ص لى اهلل‬
‫عليه وسلم ‪.-‬‬

‫وأما الصالة والطواف وغريمها فينبغي له أال يتلفظ يف شيء منها بالنية‪ ،‬فال يقول‪:‬‬
‫نويت أن أصلي كذا وكذا‪ ،‬وال نويت أن أطوف كله‪ ،‬بل التلفظ بذلك من البدع احملدثة‪،‬‬
‫واجلهر بذلك أقبح وأشد امثا‪ ،‬ولو كان التلفظ بالنية مشروعًا لبينه الرسول ‪ -‬صلى اهلل عليه‬
‫وسلم ‪ ،‬وأوضحه لألمة بفعله أو قوله‪ ،‬ولسبق إليه السلف الصاحل‪.‬‬

‫فلما مل ينقل ذلك عن النيب ‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم ‪ ،-‬وال عن أصحابه ‪ -‬رضي اهلل‬
‫عنهم ‪ -‬علم أن ه يدع ة‪ .‬وق د ق ال الن يب ‪ -‬ص لى اهلل علي ه وس لم ‪ :-‬وش ر األم ور حمدثاهتا‪،‬‬
‫وكل بدعة ضاللة" أخرجه مسلم يف صحيحه وقال ‪ -‬عليه الصالة والسالم ‪ :‬من أحدث‬
‫يف أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد متفق على صحته‪ ،‬ويف لفظ املسلم‪ :‬من عمل عمًال ليس‬
‫عليه أمرنا فهو رد"‪.‬‬

‫فصل‬
‫يف املواقيت املكانية وحتديدها املواقيت مخسة‪:‬‬

‫األول‪ :‬ذو اخلليف ة‪ ،‬وه و ميق ات أه ل املدين ة‪ ،‬وه و املس مى عن د الن اس الي وم‪ :‬أبي ار‬
‫على‪.‬‬

‫الثاين‪ :‬اجلحفة‪ ،‬وهو ميقات أهل الشام‪ ،‬وهي قرية خراب تلي رابغ‪ ،‬والناس اليوم‬
‫حيرمون من رابغ‪ ،‬ومن أحرم من رابغ فقد أحرم من امليقات؛ ألن رابغ قبلها بيسري‪.‬‬

‫الثالث‪ :‬قرن املنازل‪ ،‬وهو ميقات أهل حند‪ ،‬وهو املسمى اليوم السيل‬

‫الرابع‪ :‬يلملم‪ ،‬وهو ميقات أهل اليمن‪.‬‬