Mandhumat Zemzemi. 09

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 19

‫‪‬‬

‫شرح منظومة الزمزمي‬


‫في علوم القرآن‬
‫معالي الشيخ الدكتور‬
‫عبد الكريم بن عبد اهلل اخلضري‬
‫عضو هيئة كبار العلماء‬
‫وعضو اللجنة الدائمة للبحوث العلمية واإلفتاء‬

‫جامع البلوي ابملدينة املنورة‬ ‫املكان‪:‬‬ ‫مل يذكر يف املادة‬ ‫اتريخ احملاضرة‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫شرح‪ :‬منظومة الزمزمي في علوم القرآن (‪)9‬‬
‫معالي الشيخ‪ :‬عبد الكريم الخضير‬
‫الحمد هلل رب العالمين‪ ،‬وصلى هللا وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين‪.‬‬
‫اللهم اغفر لشيخنا‪ ،‬واجزه عنا خير الجزاء وأوفره‪ ،‬واغفر للحاضرين والمستمعين برحمتك يا أرحم الراحمين‪.‬‬
‫قال الناظم ‪-‬رحمه هللا‪:-‬‬
‫النوع الرابع‪ :‬ما خص منه أي من الكتاب بالسنة‪:‬‬
‫فههههههل تمهههههه لقههههههول مههههههن قههههههد منعهههههها‬ ‫تخصيصهههههههههه بسهههههههههنة قهههههههههد وقعههههههههها‬
‫فبالعرايههههههههههههههها خصههههههههههههههه الر هههههههههههههههاء‬ ‫آحادهههههههههههههههها وغيرهههههههههههههههها سهههههههههههههههواء‬
‫ج‬

‫الحمد هلل رب العالمين‪ ،‬وصلى هللا وسلم وبارك على عبده ورسوله‪ ،‬نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين‪ ،‬أما‬
‫بعد‪:‬‬
‫فيقول الناظم ‪-‬رحمه هللا تعالى‪ -‬في النوع الرابع من أنواع العقد الخامس مما يرجع إلى مباحث المعاني‪:‬‬
‫"ما خص منه" أي‪ :‬من الكتاب السنة‪ ،‬مسألة تخصيص الكتااب بالسانة‪ ،‬التخصايص رفاع جي اي للح ام‪ ،‬فجمهاور‬
‫أهل العلم يرون عدم نسخ الكتاب بالسنة؛ ألنه رفع لي‪ ،‬وأما التخصيص الذي هاو رفاع جايي ر يارون باه بأساا‪،‬‬
‫أهاال‬ ‫وأن الساانة تخصااص الكتاااب‪ ،‬بخااال النسااخ فااالجمهور علااى أن الساانة ر تنسااخ الكتاااب‪ ،‬وان قااال بع ا‬
‫التحقيق بجواي ذلك؛ ألن الكل وحي‪.‬‬
‫فيقول الناظم ‪-‬رحمه هللا تعالى‪:-‬‬
‫"تخصيصه" يعني الكتاب "بسنة" صحيحة أو حسنة "قد وقعا" األلف هذه لإلطاا ‪ ،‬ووقاوع هاذا الناوع يار‪ ،‬ففاي‬
‫قوله ‪-‬جل وعا‪{ :-‬ح ِّرَم ْ َعَلْيكم اْل َمْي َتة} [(‪ )3‬سورة الما دة] الميتة من ألفاظ العموم ألن (ال) جنساية‪ ،‬خاص مناه‬
‫بالسنة السمك والجراد ((أحلت لنا ميتتان ودمان)) فالسمك والجراد ميتة‪ ،‬لكنها مخصوصة بالسنة من عماوم قولاه‬
‫‪-‬جل وعا‪{ :-‬ح ِّرَم ْ َعَلْيكم اْل َمْي َتة} [(‪ )3‬سورة الما دة] فهذا م ال‪ ،‬يقول‪:‬‬
‫فههههههل تمهههههه لقههههههول مههههههن قههههههد منعهههههها‬ ‫تخصيصهههههههههه بسهههههههههنة قهههههههههد وقعههههههههها‬
‫جج‬

‫األفاراد‬ ‫المنااع يااذ ر عاان أبااي حنيفاة ‪-‬رحمااه هللا‪ ،-‬وأن فااي التخصاايص وان ااان رفعاا جي ياا إر أنااه إلءاااع لاابع‬
‫التي يتناولها العام‪ ،‬فهي مشبهة للنسخ من وجه‪ ،‬وان لم ي ن رفع لي‪ ،‬إر أنه رفع جي ي‪ ،‬فا ي ون ذلاك إر بماا‬
‫يقاوم المرفوع في القوة والسنة ر تقاوم الكتاب في قوتها‪ ،‬فالنسخ والتخصيص عنده من باب واحد‪.‬‬
‫"آحادههها" يعنااي آحاااد الساانة‪ ،‬وهااو مااا لاام يبلااو حااد الت اواتر "وغيرههها" أي غياار اآلحاااد ماان المت اواتر "س هواء" يعنااي‬
‫يخصص الكتاب بما بت في السنة‪ ،‬سواع بلو حد التواتر أو لم يبلو‪.‬‬
‫"فبالعرايا" جمع عريَّة عطية وضحية‪ ،‬وعطايا وضحايا "خص الر اء" اسات نيت الع ارياا‪ ،‬الع ارياا مان الميابناة التاي‬
‫جاع تحريمها‪ ،‬والميابنة مفضية إلى الربا؛ ألنه ر تتحقق فيهاا المما لاة‪ ،‬بياع التمار رطباا علاى رووس النخال بتمار‬
‫جال ب يله من الجال‪ ،‬أو بما يوول إليه من الجال‪ ،‬هذه هي الميابنة‪ ،‬ولعادم تحقاق المما لاة وجاد الرباا فاي هاذه‬

‫‪2‬‬
‫الصااورة‪ ،‬اساات ني ماان هااذه الصااورة الع اريااا فااي خمسااة أوسااق‪ ،‬أو مااا دون خمسااة أوسااق‪ ،‬الع اريااا نااوع ماان الميابنااة‪،‬‬
‫ينطبق عليها تعريفها‪ ،‬إر أنها خصت بقوله ‪-‬علياه الصااة والساام‪(( :-‬إر الع ارياا)) والع ارياا ماا هاو معلاوم مان‬
‫احتاج إلى تمر رطب يأكله مع أورده وأسارته ماع النااس‪ ،‬ور ي اون عناده ماا يشاتري باه إر التمار البااقي مان تمار‬
‫العام الماضي الجال‪ ،‬فلو باعه ما حصلت له القيمة التي يريد ويشتري بها ما ي فيه وي في أورده‪ ،‬فيقال له رفقاا‬
‫به‪ :‬لك أن تشتري به رطبا‪ ،‬وهذا مخصوص من الميابنة‪.‬‬
‫حرم بالكتااب وبالنصاوص القطعياة فاي‬ ‫َح َّ ّللا اْلَبْي َع َو َحَّرَم ِّ‬
‫الرَ ا} [(‪ )572‬سورة البقرة] َّ‬ ‫{وأ َ‬
‫الربا بت تحريمه بالكتاب َ‬
‫أك ر من آية محرم‪ ،‬خص بالعرايا‪ ،‬وان اان فيهاا رباا إر أنهاا مخصصاة‪ ،‬والحاجاة التاي يحتاجهاا مان يرياد التمار‬
‫الرطااب لااور الاانص مااا أباايق الربااا القطعااي بمجاارد الحاجااة‪ ،‬لكاان الاانص أجاااي الع اريااا؛ ولااذا ر يقااال‪ :‬إن اال حاجااة‬
‫الحاجات أشد من حاجة مريد العرية‪ ،‬لكن ر يجوي له أن يتجاوي ما حرم هللا عليه‬ ‫تبيق المحرم‪ ،‬وقد تكون بع‬
‫إر باانص أو ضاارورة‪ ،‬إذا ااان التح اريم باانص ماان الكتاااب أو ماان الساانة فااا يبيحااه إر الضاارورة‪ ،‬علااى مااا ذ رناااه‬
‫ار‪.‬‬
‫مر ا‬
‫أمااا مااا منااع باعتباااره فاارد ماان أفاراد قاعاادة عامااة ما ا‪ ،‬أو قاعاادة أغلبيااة‪ ،‬أو حاارم بعمومااات لاام ياانص عليااه بذاتااه‪،‬‬
‫فم ل هذا من أهل العلم من يرى أن الحاجة تبيحه‪.‬‬
‫الميابنة ربا‪ ،‬والعرايا ربا لعدم التما ل‪ ،‬فاست ناوها تخصيص لتحريم الربا‪.‬‬
‫طالب‪......:‬‬
‫ر‪ ،‬هي ربا إذا لم تتحقق المما لة‪ ،‬عادم العلام بالتسااوي االعلم بالتفاضال‪ ،‬ولام تتحقاق فاي الميابناة ور فاي الع ارياا‪،‬‬
‫الميابنة باقية على النهي‪ ،‬والعرايا مست ناة‪ ،‬فهي مخرجة من تحريم الربا‪.‬‬
‫نعم‪.‬‬
‫طالب‪ :‬أثابكم هللا‪.‬‬
‫قال ‪-‬رحمه هللا‪:-‬‬
‫النوع الخامس‪ :‬ما خص به من السنة‬
‫كآيههههههههههة األصههههههههههواي أو كالجزيه ِّ‬
‫هههههههههة‬ ‫وعهههههههز لهههههههم يوجهههههههد سهههههههو أر عه ِّ‬
‫ههههههة‬
‫والعههههههههههههههاملين ضههههههههههههههمها ليههههههههههههههها‬ ‫والصههههههههههههلوا حههههههههههههافظوا عليههههههههههههها‬
‫خههههههص وأيضهههههها خههههههص مهههههها تلههههههها‬ ‫حهههههههديي مههههههها أبهههههههين فهههههههي أو هههههههها‬
‫مههههههن لههههههم يكههههههن لمهههههها أرد قههههههابل‬ ‫لقولههههههههههههههه‪ :‬أمههههههههههههههر أن أقههههههههههههههاتل‬
‫حههههههههه الصهههههههههل والزكههههههههها لل نهههههههههي‬ ‫وخصهههههههه الباقيههههههههة النهههههههههي عه ِّ‬
‫هههههههن‬
‫ج‬

‫النوع الخامس‪ :‬ما خاص باه مان السانة‪ ،‬ع اس الناوع الساابق‪ ،‬الناوع الساابق الكتااب ياأتي عاام والسانة مخصصاة‪،‬‬
‫النوع الخامس‪ :‬السنة عامة والكتاب مخصص‪.‬‬
‫يقااول‪" :‬عههز" يعنااي قاال‪ ،‬فلاام يوجااد تخصاايص الساانة بالكتاااب سااوى أربعااة مواضااع فقا ‪ ،‬والحصاار هااذا يحتاااج إلااى‬
‫اساتقراع تااام‪ ،‬فهااذه المواضااع األربعااة التااي يعاام الناااظم تبعاا لصاااحب النقايااة أنااه ر يوجااد غيرهااا‪ ،‬آيااة األصاوال‪،‬‬

‫‪3‬‬
‫َص َو ِّاف َها َوأ َْوَب ِّارَها َوأ ْ‬
‫َش َع ِّارَها أَ َثاثا} [(‪ )08‬ساورة النحال] تادل علاى طهاارة هاذه األصاوال‪ ،‬وطهاارة هاذه األوباار‬ ‫{و ِّم ْن أ ْ‬
‫َ‬
‫واألشعار‪ ،‬إذ لو لم تكن طاهرة لما امتن هللا ‪-‬جل وعا‪ -‬بها‪ ،‬وهذه اآلية مخصصة لعموم حاديث ((ماا أباين مان‬
‫لهااا ضااعيفة‪ ،‬وحساانه بعضااهم الترمااذي‬ ‫حااي فهااو ميتت اه)) والحااديث عنااد الترمااذي وأحمااد والحاااكم ماان طاار‬
‫بمجموع طرقه‪ ،‬فله طر متباينة تدل على أن له أصل ليس بضعيف الضاعف الشاديد‪ ،‬فمانهم مان حسانه‪ ،‬ومانهم‬
‫َص َهو ِّاف َها َوأ َْوَب ِّارَهها‬
‫{و ِّم ْهن أ ْ‬
‫من قال‪ :‬الصواب إرسااله الادارقطني‪ ،‬المقصاود أن هاذا الحاديث عاام مخصاص باآلياة َ‬
‫َش َع ِّارَها أَ َثاثا} [(‪ )08‬سورة النحل] ومعلوم أن األصوال تجي‪ ،‬والبهيمة حية‪ ،‬و اذلك األوباار واألشاعار غالباا‪ ،‬ماا‬ ‫َوأ ْ‬
‫أنها إذا ذبحت يجي شعرها‪ ،‬أو يبقى على الجلد‪ ،‬المقصود أنه طاهر باآلية‪ ،‬ساواع أخاذ منهاا فاي حاال الحيااة‪ ،‬أو‬
‫بعد مفارقتها الحياة بذبق أو موت‪ ،‬وهذا على أن الصول ح مه ح م المتصال‪ ،‬أماا إذا قلناا‪ :‬إن الصاول والظفار‬
‫أح امه أح ام المنفصل فا إش ال‪ ،‬ور نحتاج إلى م ل هذا؛ ألنها ما أبينت هي فاي األصال ح مهاا ح ام المباان‬
‫المنفصل‪ ،‬وهذه المسألة مسألة خافياة باين أهال العلام‪ ،‬ومان أراد القاعادة والتم يال عليهاا فعلياه بقواعاد ابان رجاب‪،‬‬
‫ذ ر هذه القاعدة‪ ،‬هل الصول والظفر‪ ،‬الشعر والظفر في ح ام المتصال أو فاي ح ام المنفصال؟ وماا يتفارع علاى‬
‫ذلااك ماان أح ااام‪ ،‬هااذا موجااود فااي القواعااد رباان رجااب‪ ،‬ااأنهم يميلااون إر أنهااا فااي ح اام المنفصاال‪ ،‬وأنهااا ر يتااأ ر‬
‫الحياوان بجيهااا ور يشااعر بااذلك‪ ،‬فهااي بح اام المنفصاال‪ ،‬أمااا مااا ياادخل فااي األيمااان والنااذور ماان ذلااك فلااو حلااف أرَّ‬
‫يضع يده على بهيمة ووضاع ياده علاى شاعرها ي اون حين اذ قاد وضاع ياده علاى البهيماة‪ ،‬لاو حلاف ر يماس بهيماة‬
‫فمااس شااعرها‪ ،‬وقلنااا‪ :‬إن الشااعر فااي ح اام المنفصاال‪ ،‬نقااول‪ :‬مااا مااس البهيمااة‪ ،‬لكاان م اال هااذا الم ااال يخاارج ب ااون‬
‫األيمااان والنااذور مردهااا إلااى األعارال‪ ،‬والعاارل ر شااك أنااه جااار علااى أن ماان وضااع يااده علااى بهيمااة فقااد مسااها‪،‬‬
‫ووضع يده عليها‪ ،‬واإلمام مالك يرجعه إلى نيته‪.‬‬
‫"كآية األصواي أو كالجزية" قال فيما بعد‪" :‬حديي ما أبين في أو ها" ماا أباين خاص فاي أولاى هاذه اآلياات التاي‬
‫هي آية األصوال "أو كالجزية" وأيضا خص ما تاها بقوله‪(( :‬أمرت أن أقاتل))‪.‬‬
‫"من لم يكهن لمها أرد قهابل" الحاديث عاام ((أمارت أن أقاتال النااس حتاى يقولاوا‪ :‬ر إر إلاه هللا)) خاص مان ذلاك‬
‫أهل الكتاب إذا دفعوا الجيية‪ ،‬فالحديث عام‪ ،‬واآلية خاصة‪{ :‬ح َّتى يعطهوْا اْل ِّج ْزيه َة عهن ي ههد وههم ص ِّ‬
‫هاغرو َن} [(‪)52‬‬ ‫َ َ َ َ ْ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫سااورة التوبااة] فاااذا أعطاوا الجييااة خرجاوا ماان عمااوم الحااديث‪ ،‬علااى الخااال بااين أهاال العلاام فااي ااون الجييااة خاصااة‬
‫باليهود والنصارى أو هي لهم ولم له شبهة تاب المجوس أو لجميع طوا ف الكفر من المشر ين وغيارهم‪ ،‬علاى‬
‫ل حال هذا جار على أن الجيية خاصة بأهل الكتاب‪.‬‬
‫الصهلَ ِّ اْلو ْسه َ‬
‫طى} [(‪ )530‬ساورة‬ ‫الصهَل َوا ِّ و َّ‬ ‫حافظوا عليها" في آية البقرة‪{ :‬ح ِّ‬
‫افظوْا َعَلى َّ‬ ‫َ‬ ‫"أو كالجزية * والصلوا‬
‫البق ارة] مااع مااا جاااع فااي النهااي عاان الصاااة فااي األوقااات المعروفااة الخمسااة‪ ،‬فالمحافظااة علااى الصاالوات والصاااة‬
‫‪ ،‬وأحاديااث النهااي عامااة شاااملة للف ا ار‬ ‫‪ ،‬الصاالوات فااي اآليااة الف ا ار‬ ‫والوسااطى‪ ،‬ي اراد بالصاالوات هنااا الف ا ار‬
‫‪ ،‬والصلوات حافظوا عليها‪ ،‬يقول‪ :‬وخصت الباقية من اآليتين النهي عن‬ ‫وغيرها‪ ،‬فتخص أحاديث النهي بالف ار‬
‫؛ لقولااه ‪-‬جاال وعااا‪:-‬‬ ‫حاال الصاااة‪ ،‬فااالنهي عاان حاال الصاااة فااي أوقااات النهااي الخمسااة مخصااوص بااالف ار‬
‫الصَل َوا ِّ } [(‪ )530‬سورة البقارة] فتودى في أوقاتها‪ ،‬واذا نام عن صاة‪ ،‬أو نسيها فليصالها إذا ذ رهاا‪،‬‬ ‫{ح ِّ‬
‫افظوْا َعَلى َّ‬ ‫َ‬
‫ظاااهر‪ ،‬ولاام يقاال‪ :‬بااأن النهااي يتناااول‬ ‫وهااذا ماان المحافظااة عليهااا‪ ،‬ولااو ااان فااي وقاات نهااي‪ ،‬هااذا بالنساابة للفا ار‬
‫‪4‬‬
‫إر أبو حنيفة فيما إذا انتبه لصاة الصبق مع بيوغ الشمس‪ ،‬يقول‪ :‬يوخرها حتى ترتفع الشمس‪ ،‬وينتهاي‬ ‫الف ار‬
‫وقاات النهااي‪ ،‬هااذا مذهبااه؛ ألن النبااي ‪-‬عليااه الصاااة والساام‪ -‬لمااا ناااموا عاان صاااة الصاابق أماارهم بارنتقااال ماان‬
‫الم ااان ماان ال اوادي الااذي ناااموا فيااه‪ ،‬يقااول الحنفيااة‪ :‬ماان أجاال أن يرتفااع وقاات النهااي‪ ،‬ترتفااع الشاامس وياايول وقاات‬
‫النهي‪ ،‬والصواب‪ :‬أن الشمس قد ارتفعت قبل أن يستيقظوا‪ ،‬ويال وقت النهي قبل اساتيقاظهم؛ ألناه لام ياوقظهم إر‬
‫مسات ناة مان النهاي‬ ‫حر الشمس‪ ،‬والشمس ر يصير لها حر إر إذا ارتفعت ما هو معلوم‪ ،‬المقصاود أن الفا ار‬
‫فالنهي يتناوله‪ ،‬على خال بين أهل العلم فاي ذوات األساباب هال‬ ‫عن الصاة في األوقات‪ ،‬أما ما عدا الف ار‬
‫تفعل في أوقات النهي أو ر تفعل؟ الذي يهمنا من األم لة تخصيص أحاديث النهي بقوله ‪-‬جل وعا‪{ :-‬ح ِّ‬
‫افظوْا‬ ‫َ‬
‫طى} [(‪ )530‬سورة البقرة] ألن هذا من مباحث الكتاب‪ ،‬من باب ارساتطراد أن نعار‬ ‫الصلَ ِّ اْلو ْس َ‬
‫الصَل َوا ِّ و َّ‬
‫َعَلى َّ‬
‫لءير هذه اآلية‪ ،‬فجاع في الباب أحاديث النهي‪ ،‬النهي عن الصااة بعاد الصابق حتاى تطلاع الشامس‪ ،‬والنهاي عان‬
‫الصاة بعد صاة العصر حتى تءرب الشمس‪ ،‬وحاديث عقباة بان عاامر‪ " :‬ااث سااعات اان رساول هللا ‪-‬صالى‬
‫هللا عليااه وساالم‪ -‬ينهانااا أن نصاالي فاايهن‪ ،‬وأن نقباار فاايهن موتانااا" مااع ((إذا دخاال أحااد م المسااجد فااا يجلااس حتااى‬
‫يصلي ر عتين)) ومع الصاة بعد الوضوع فاي حاديث باال‪ ،‬وأدلاة أخارى لهاا‪(( ...‬ياا بناي عباد مناال ر تمنعاوا‬
‫أحدا طال وصلى بهذا البيت أية ساعة شاع من ليل أو نهار)) المقصود أن هناك صلوات لها أسباب‪ ،‬تتعار‬
‫أحادي هااا مااع أحاديااث النهااي‪ ،‬فااالجمهور الحنفيااة والمالكيااة والحنابلااة علااى أن أحاديااث ذوات األسااباب عامااة فااي‬
‫جميع األوقات‪ ،‬وأحاديث النهي خاصة بهذه األوقات‪ ،‬والخااص مقادم علاى العاام‪ ،‬فاا يفعال فاي األوقاات الخمساة‬
‫شيع من النوافل ولو ان له سبب؛ ألن الخاص مقدم على العام‪.‬‬
‫الشااافعية يع سااون‪ ،‬فيقولااون‪ :‬أحاديااث النهااي عامااة فااي جميااع الصاالوات‪ ،‬وأحاديااث ذوات األسااباب خاصااة بهااذه‬
‫الصلوات التي جاع ذ رها‪ ،‬والخاص مقدم على العام‪ ،‬وليس قول إحدى الطا فتين بأولى بالقبول من قاول الطا فاة‬
‫األخاارى‪ ،‬فهمااا مسااتويان‪ ،‬وبااين هااذه النصااوص العمااوم والخصااوص الااوجهي‪ ،‬ولاايس العمااوم والخصااوص المطلااق‬
‫ما يدعيه ل فريق‪ ،‬ل فريق يرى أن أحادي ه خاصة‪ ،‬وأحاديث خصمه عامة‪ ،‬والخاص مقادم علاى العاام‪ ،‬لكان‬
‫من خال النظر في نصاوص الفاريقين امهام لاه صاحيق‪ ،‬فأحادياث النهاي عاماة فاي جمياع الصالوات‪ ،‬خاصاة‬
‫في هذه األوقات‪ ،‬وأحاديث ذوات األسباب عامة في جمياع األوقاات خاصاة بهاذه الصالوات‪ ،‬فاالعموم والخصاوص‬
‫وجهاي‪ ،‬ونحتااج إلااى مارجق خااارجي‪ ،‬والمساألة يطااول شارحها‪ ،‬لكان الماارجق عنادي أن الااوقتين الموساعين ر مااانع‬
‫من الصاة فيهما لذوات األسباب؛ ألن النهي عن الصاة في هذين الاوقتين مان بااب نهاي الوساا ل؛ لا ا يساتمر‬
‫يصلي حتى يأتي الوقت المضيق‪.‬‬
‫أما الوقت المضيق فالنهي فيها أشد‪ ،‬ور يقتصر النهي فيه على الصاة‪ ،‬بل يتناول ذلاك إلاى دفان األماوات؛ لا ا‬
‫يحتاج إلى الصااة‪ ،‬فالمساألة فيهاا أشاد‪ ،‬وسابب النهاي تعلاق الكفاار بطلاوع الشامس وغروبهاا‪ ،‬ور يم ان أن يتعلاق‬
‫بعاد صاااة الصاابق أو بعاد صاااة العصاار؛ ألن الطلاوع والءااروب بقااي علياه وقاات طوياال‪ ،‬ويبقاى أنااه نهااي وساايلة؛‬
‫ل ا يساتمر اإلنساان يصالي إلاى أن يضايق الوقات‪ ،‬ماا قاال ابان عباد البار وابان رجاب وغيرهماا‪ ،‬والمساألة طويلاة‬
‫الذيول‪ ،‬وبح ت في مناسبات يرة‪.‬‬
‫والعههههههههههههههاملين ضههههههههههههههمها ليههههههههههههههها‬ ‫والصههههههههههههلوا حههههههههههههافظوا عليههههههههههههها‬
‫ج‬ ‫ج‬

‫‪5‬‬
‫ين َعَلْي َهها} ماع حاديث‪:‬‬ ‫ِّ ِّ‬ ‫الص َد َقا لِّْلفَقراء واْلمس ِّ‬
‫اك ِّ‬ ‫يعني في حديث‪َِّّ{ ...‬ن َما َّ‬
‫ين} [(‪ )08‬سورة التوبة] هاه؟ { َواْل َعامل َ‬ ‫َ َ ََ‬
‫((ر تحاال الصاادقة لءنااي)) (غنااي) ن ارة فااي ساايا النفااي فتشاامل اال غنااي‪ ،‬والعاماال عليهااا يسااتحق الي اااة بااالنص‬
‫باآلية‪ ،‬وان ان غنيا فهو مخصوص من عموم الحديث‪ ،‬هذا ما يريده المولف من هذه األم لة يقول‪:‬‬
‫كآيههههههههههة األصههههههههههواي أو كالجزيه ِّ‬
‫هههههههههة‬ ‫وعهههههههز لهههههههم يوجهههههههد سهههههههو أر عه ِّ‬
‫ههههههة‬
‫{ح َّتهى ي ْعطهوْا اْل ِّج ْزَيه َة َعهن َي ههد َوه ْهم‬
‫ج‬ ‫ج‬

‫آية األصوات خصت حديث‪(( :‬ماا أباين مان حاي فهاو ميتتاه)) "أو كالجزيهة" َ‬
‫اغرو َن} [(‪ )52‬سورة التوبة] خصت حديث‪(( :‬أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا‪ :‬ر إله إر هللا))‪.‬‬ ‫ص ِّ‬
‫َ‬
‫"والصلوا حافظوا عليها" خصت أحاديث النهي عن الصاة في األوقات الخمسة‪ ،‬والعاملين‪...‬‬
‫والعههههههههههههههاملين ضههههههههههههههمها ليههههههههههههههها‬ ‫والصههههههههههههلوا حههههههههههههافظوا عليههههههههههههها‬
‫ج‬

‫خصت حديث‪(( :‬ر تحل الصدقة لءني))‪.‬‬


‫"حديي ما أبين في أو ها" يعني آية األصوال‪.‬‬
‫خههههههص وأيضهههههها خههههههص مهههههها تلههههههها‬ ‫‪...................................‬‬
‫‪...................................‬‬ ‫لقولههههههههههههههه‪ :‬أمههههههههههههههر أن أقههههههههههههههاتل‬
‫لإلطا ‪.‬‬
‫"من لم يكن لما أرد –من النطق بالشهادتين‪ -‬قابل"‪.‬‬
‫"وخص الباقية ‪-‬من اآليتين‪ -‬النهي ِّ‬
‫عن * ح الصل والزكا لل ني" ظاهر وار مو بظاهر؟ األم لة ظااهرة‬
‫‪-‬إن شاع هللا تعالى‪ ،-‬نعم‪.‬‬
‫طالب‪ :‬أثابكم هللا‪.‬‬
‫قال ‪-‬رحمه هللا‪ :-‬المجم والمؤول‬
‫ِّ‬
‫هههههههههههههنة‬‫بيانههههههههههههههه بالسه‬ ‫كههههههههههههههالقرء‬ ‫مههههههها لهههههههم يكهههههههن بواضههههههه الد له ِّ‬
‫ههههههة‬
‫كاليهههههههههههههههد هلل هههههههههههههههههو اللهههههههههههههههه ْ ِّ‬
‫أو‬ ‫عهههههههن ظهههههههاهر مههههههها بالهههههههدلي نهههههههز‬
‫يقول الناظم ‪-‬رحمه هللا تعالى‪ -‬في النوع السادس‪ :‬المجمل‬
‫الصهَل َوا ِّ }‬ ‫المجمل‪ :‬الذي لم تتضق درلته على معناه بمرده‪ ،‬فم ا األمر فاي قولاه ‪-‬جال وعاا‪{ :-‬ح ِّ‬
‫هافظوْا َعَلهى َّ‬ ‫َ‬
‫[(‪ )530‬ساورة البقارة] لااو لاام ياارد فااي الصاااة إر هااذا الاانص يااف نصاالي؟ اللفااف مجماال بااين بفعلااه ‪-‬صاالى هللا عليااه‬
‫وسلم‪ -‬وبقوله‪.‬‬
‫نعاام ((صاالوا مااا رأيتمااوني أصاالي)) وبقولااه فااي جميااع أجاياع الصاااة‪ ،‬وجاااعت فيهااا النصااوص بقولااه وفعلااه‪ ،‬فااتم‬
‫اس ِّح ُّج اْلَبْي ِّ } [(‪ )27‬سورة آل عم ارن] طيب يف يحج الناس لو لم ي ان إر‬ ‫الن ِّ‬ ‫بيانها‪ ،‬ومن ذلك الحج {و ِّ ِّ‬
‫لِل َعَلى َّ‬ ‫َ‬
‫هااذه اآليااة؟ لمااا اسااتطاع الناااس التطبيااق‪ ،‬لكنااه با فاين بفعلااه ‪-‬عليااه الصاااة والسااام‪ ،-‬وبقولااه فااي أح ااام المناسااك‪،‬‬
‫وبقوله أيضا‪(( :‬خذوا عني مناس م))‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫اختلااف فااي وقااوع المجماال فااي الق ارآن‪ ،‬فااالجمهور علااى أنااه واقااع‪ ،‬خاف اا لااداود الظاااهري‪ ،‬والواق اع ياارد قااول داود‪،‬‬
‫فاآليات والنصوص المجملة جاع بيانها‪ ،‬وقد يتأخر بيانها‪ ،‬يأتي النص المجمل‪ ،‬ويتأخر البيان إلى وقت الحاجة‪،‬‬
‫أما تأخير البيان عن وقت الحاجة فهذا ر يجوي عند أهل العلم ور يظن‪ ،‬إنما يتأخر البيان إلى وقت الحاجة‪.‬‬
‫"مهها لههم يكههن بواض ه الد لههة" الااذي لاام تتضااق درلتااه علااى معناااه‪ ،‬يعنااي لفااف لاام ي اان بواضااق الدرلااة لساابب ماان‬
‫األسباب ارشاتراك ما ا‪ ،‬ارشاتراك الاذي تقادم‪ ،‬القارع مجمال؛ ألناه يحتمال أك ار مان وجاه‪ ،‬ودرلتاه علاى الحاي‬
‫ليساات بأوضااق‪ ،‬يعنااي درلااة علااى الحااي ليساات بأوضااق ماان درلتااه علااى الطهاار‪ ،‬فماان األسااباب التااي تساابب‬
‫نكحههوه َّن} [(‪ )757‬ساورة النسااع] (أن) ومااا‬ ‫اإلجماال ارشاتراك فاي اللفااف ما ا‪ ،‬ومان أساابابه الحاذل‪{ :‬وَتر َغبهو َن أَن َت ِّ‬
‫َْ‬
‫دخلاات عليااه تااوول بمصاادر ترغبااون ن اااحهن‪ ،‬لكاان ترغبااون فيااه أو عنااه؟ حاذل الحاارل فاحتماال األم ارين‪ ،‬ومنهااا‬
‫هه} [(‪ )7‬ساورة آل عماران]‬ ‫اسخو َن ِّفي اْل ِّعْلهمِّ يقولهو َن آمَّنها ِّب ِّ‬ ‫الر ِّ‬
‫{و َما َي ْعَلم َتأ ِّْويَله ِّ َّ ّللا َو َّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫احتمال العطف وارست نال َ‬
‫اسههخو َن} [(‪ )7‬سااورة آل عم اران] وحين ااذ ي ااون‬ ‫الر ِّ‬
‫{و َمهها َي ْعَلههم َتأ ِّْويَلههه ِّ َّ ّللا َو َّ‬
‫فااالواو هااذه محتملااة ل ا ن تكااون عاطفااة َ‬
‫ال ارسااخون عااالمين بتأوياال المتشااابه‪ ،‬واذا قلنااا‪ :‬إنهااا اس ات نافية والوقااف علااى لفااف الجالااة قلنااا‪ :‬إن علاام المتشااابه‬
‫هن ِّعنه ِّهد َرَِّنهها} [(‪ )7‬سااورة آل‬ ‫ِّ‬
‫{آمَّنهها ِّبههه ك ه ْ ِّمه ْ‬
‫خاااص باااهلل تعااالى‪ ،‬ور يعلمااه أحااد‪ ،‬وأمااا وظيفااة ال ارسااخين هااي قولااه‪َ :‬‬
‫عمران] فهذا محتمل للعطف وارست نال‪ ،‬فوقع بسببه اإلجمال‪.‬‬
‫"مهها لههم يكههن بواضه الد له ِّهة * كههالقرء" لفااف مشااترك باين الحااي والطهاار‪ ،‬أحمااد وأبااو حنيفااة‪ ،‬يقولااون‪ :‬الماراد بااه‬
‫‪ ،‬والمالكيااة والشااافعية يقولااون‪ :‬الم اراد الطهاار‪ ،‬دلياال الحنابلااة‬ ‫‪ ،‬الحنابلااة والحنفيااة يقولااون‪ :‬الم اراد الحااي‬ ‫الحااي‬
‫والحنفية‪ ،‬في الحديث الصحيق‪(( :‬دعي الصاة أياام أق ار اك)) يعناي أياام طهارك دعاي الصااة وار أياام حيضاك؟‬
‫الطهر أن ابن‬ ‫‪ ،‬أو الحي‬ ‫بالحي‬
‫َّ‬ ‫أيام حيضك‪ ،‬وهذا من أصرح األدلة‪ ،‬دليل المالكية والشافعية على أن المراد‬
‫عماار طلااق يوجتااه وهااي حااا ‪ ،‬فجاااع فااي الحااديث‪(( :‬م اره فليراجعهااا حتااى تطهاار‪ ،‬اام تحااي ‪ ،‬اام تطهاار‪ ،‬اام‬
‫طلِّقهوه َّن ِّل ِّع َّهد ِّت ِّه َّن}‬
‫ليطلقها)) وايش وجه الدرلة؟ ((فتلك العدة التي أمر هللا أن تطلق لها النساع)) وجه الدرلاة؟ { َف َ‬
‫‪ ،‬نعم؟‬ ‫[(‪ )7‬سورة الطا ] وايش وجه الدرلة؟ ما يالت الدرلة فيها غمو‬
‫طالب‪.....:‬‬
‫أنها طاهرة‪ ،‬نعم؟‬
‫طالب‪......:‬‬
‫طلِّقوه َّن لِّ ِّعَّد ِّت ِّه َّن} [(‪ )7‬سورة الطا ] نعم؟‬
‫يعني عدتها قبل الطا وار بعد؟ تلك العدة { َف َ‬
‫طالب‪.....:‬‬
‫مستقبا‪ ،‬يعناي ر نفهام م لماا فهام بعا مان علاق علاى بعا الكتاب‪ ،‬وقاال‪ :‬الانص يعناي حاديث ابان عمار لماا‬
‫انت العدة قبل الطا ‪ ،‬ابتداع العدة يبدأ من الطهر‪ ،‬طيب وايش أ رها على القروع؟ {لِّ ِّع َّد ِّت ِّه َّن} [(‪ )7‬سورة الطا ]‬
‫يعني‪ :‬طاهرات‪{ ،‬لِّ ِّع َّد ِّت ِّه َّن} [(‪ )7‬سورة الطا ] والعدة ا اة قاروع‪ ،‬العادة ا اة قاروع‪ ،‬و{لِّ ِّع َّهد ِّت ِّه َّن} [(‪ )7‬ساورة الطاا ]‬
‫يعنااي‪ :‬طاااهرات‪ ،‬فعاادتهن هااي األطهااار‪ ،‬لكاان هاال هااذا ماان الوضااوح والبيااان م اال وضااوح ((دعااي الصاااة أيااام‬
‫أق ار اك))؟ ر لاايس م لااه‪ ،‬ولتعااذر الجمااع باين حااديث اباان عماار وحااديث‪(( :‬دعاي الصاااة)) قااال بعضااهم‪ :‬إذا جمااع‬
‫الحي ‪ ،‬واذا جمع على قروع فهي األطهار‪ ،‬نعم؟‬ ‫على أقراع فهو ِ‬
‫‪7‬‬
‫طالب‪......:‬‬
‫نعم‪.‬‬ ‫‪ ،‬الحي‬ ‫القروع يعني‪ :‬األطهار‪ ،‬و((دعي الصاة أيام أق ار ك)) ِ‬
‫الحي‬
‫طالب‪......:‬‬
‫لكاان هاال لتااأ ير الجمااع‪ ،‬أو اخااتال الجمااع تااأ ير علااى الح اام؟ نعاام قااد ي ااون تااأ يره ماان حيااث القلااة والك ارة؛ ألن‬
‫هناك جمع قلة وجمع رة‪ ،‬لكن القرع هو القرع‪ ،‬يعني ياف نح ام علاى لفاف واحاد أناه إذا جماع‪ ،‬جمعاه علاى اذا‬
‫يفيد ذا‪ ،‬وجمعه على ذا يفيد ذا؟‬
‫طالب‪......:‬‬
‫م تطهر‪.‬‬ ‫اآلن‪ ،‬م تحي‬ ‫حتى تطهر‪ ،‬هي حا‬
‫طالب‪.......:‬‬
‫ر‪.‬‬
‫طالب‪.......:‬‬
‫ااان الط ااا األول ص ااحيحا‪ ،‬ألن ااه في ااه خف اااع‪ ،‬يعن ااي في ااه خف اااع‪،‬‬ ‫؛ ألن ااه لا او بيخليه ااا تح ااي‬ ‫ر م ااا ف ااي تح ااي‬
‫ارستدرل فيه خفاع‪.‬‬
‫طالب‪.......:‬‬
‫ر‪ ،‬هو أحدهما‪ ،‬هو لفف مشترك بينهما‪.‬‬
‫طالب‪.......:‬‬
‫ما فيه إش ال‪.‬‬
‫طالب‪.......:‬‬
‫ِ‬
‫ضعف بالنسبة لحديث ابن عمر‪ ،‬يعني أضعف منه‪ ،‬وار اهما صحيق‪.‬‬
‫ر‪ ،‬هو ف‬
‫طالب‪.......:‬‬
‫ر‪ ،‬اهما ما فيه إش ال ‪-‬إن شاع هللا‪ ،-‬نعم؟‬
‫طالب‪.........:‬‬
‫‪ ،‬نعاام طااا لاايس عليااه األماار ((لاايس عليااه أمرنااا فهااو رد)) يعنااي‪ :‬مااردود الطااا فااي‬ ‫إنهااا طلقاات فااي الحااي‬
‫؛ ألنه ليس عليه األمر الشرعي‪ ،‬وحين ذ ي ون مردودا‪.‬‬ ‫الحي‬
‫وهم جماهير أهل العلم يقول‪ :‬عاصي والطا واقع‪ ،‬نعم‪ ،‬بدليل ما جاع عان ابان‬ ‫الذي يوقع الطا في الحي‬
‫عمر أنها حسبت عليه‪ ،‬يطلقها في طهر لم يجامعها فيه‪ ،‬حتى في اللءة ما يدل على إطاقه علاى الطهار وعلاى‬
‫‪ ،‬فااي أحاادهما أرجااق‪ ،‬اللااي يقااول لااك الشااافعي والماالكي ر‪ ،‬هااو فااي الطهاار أظهاار وبااه أرجااق‪ ،‬هااذا إجمااال‬ ‫الحاي‬
‫القاارع إجمااال سااببه ارشااتراك‪ ،‬ويبااين فااي النصااوص‪ ،‬و اال علااى مذهبااه‪ ،‬ماانهم ماان قااال‪ :‬بينااه حااديث اباان عماار‪،‬‬
‫فالمراد به الطهر‪ ،‬ومنهم من قال‪ :‬بينه حديث‪(( :‬دعاي الصااة))‪ ،‬إذ بياناه بالسانة‪ ،‬والسانة مبيناة للقارآن‪ ،‬ووظيفاة‬
‫النبي ‪-‬عليه الصاة والسام‪{ -‬لِّتَبِّي َن لِّ َّلن ِّ‬
‫اس َما} [(‪ )44‬سورة النحل] ما إيش؟‬
‫{ما ن ِّز َل َِّلْي ِّه ْم} [(‪ )44‬سور النح ]‪.‬‬
‫طالب‪َ :‬‬
‫‪8‬‬
‫{ما ن ِّز َل َِّلْي ِّه ْم} [(‪ )44‬سورة النحل] لتين القرآن‪ ،‬فالسنة مبينة للقرآن‪ ،‬وشارحة له‪ ،‬ومفسرة له‪.‬‬
‫نعم َ‬
‫النااوع السااابع‪ :‬المااوول‪ ،‬عناادنا نااص وظاااهر ومااوول‪ ،‬الاانص الااذي ر يحتماال‪ ،‬فااالنص الااذي ر يحتماال يسااميه أهال‬
‫العلام ناص لظهاوره‪ ،‬أخاذا مان منصااة العاروس لظهورهاا‪ ،‬والاذي يحتمال أمارين أحادهما أرجاق مان اآلخار‪ ،‬فااالراجق‬
‫هو الظاهر‪ ،‬والمرجوح هو الموول‪ ،‬واألصل العمل بالراجق إر إن وجاد ماا يمناع مان العمال باه‪ ،‬إذا وجاد ماا يمناع‬
‫من العمل بالظاهر يلجأ إلى الموول‪.‬‬
‫"عن ظاهر" جار ومجرور‪ ،‬متعلق با(نيل) "عن ظهاهر مها" يعناي لفاف بالادليل القطعاي‪" ،‬نهز " بااإلطا ‪ ،‬أي تارك‬
‫"عههن ظههاهر مهها بالههدلي نههز " يعنااي تاارك‪ ،‬يتاارك الظاااهر المنصااوص عليااه بالاادليل القطعااي‪ ،‬والناايول والتنااايل هااو‬
‫الترك‪ ،‬تقول‪ :‬نيلت عن حقي إذا تر ته‪ ،‬نيلت عان ديناي علاى فاان إذا تر تاه‪ ،‬وأعفيتاه مناه‪ ،‬فأنات تتارك الظااهر‬
‫إلااى المااوول‪ ،‬تتاارك ارحتمااال ال اراجق إلااى ارحتمااال المرجااوح لوجااود قرينااة تمنااع ماان إرادة ارحتمااال ال اراجق‪ ،‬وهاام‬
‫علااى مااذهبهم فااي نفااي الصاافات؛ ألنهاام جااروا علااى مااذهب األشااعرية‪ ،‬الناااظم ياانظم النقايااة والنقايااة للساايوطي وهااو‬
‫أشعري‪.‬‬
‫كاليهههههههههههههههد هلل هههههههههههههههههو اللهههههههههههههههه ْ أو‬ ‫‪...................................‬‬
‫اليد الواردة في نصوص الكتاب والسانة‪ ،‬الظااهر منهاا أنهاا الياد الحقيقاة‪ ،‬وتأويال الياد بالنعماة أو بالقادرة هاذا غيار‬
‫الظاهر‪ ،‬لكن هم يقولون‪ :‬منع من إرادة الظاهر خشية التشبيه‪ ،‬فهم من باب تنييههم هلل ‪-‬جل وعا‪ -‬ينفاون عناه‬
‫الظاهر‪ ،‬وي بتون الموول‪ ،‬ينفون الراجق‪ ،‬وي بتون المرجوح تمس ا بالتنيياه‪ ،‬لكان هام قبال أن عطلاوا وقبال أن أولاوا‬
‫مروا بمرحلاة قبال هاذه وهاي إياش؟ التشابيه‪ ،‬شابهوا أور‪ ،‬ام عطلاوا‪ ،‬لماا تباادرت أذهاانهم إلاى التشابيه عطلوهاا بعاد‬
‫هذا‪ ،‬وار لو قالوا‪ :‬سمعنا وأطعنا‪ ،‬هللا ‪-‬جل وعا‪ -‬ي بت لنفسه يد‪ ،‬ي بت لنفسه سمع وبصر فن بته علاى ماا يلياق‬
‫بجاله وعظمته‪ ،‬ر نحتاج إلى أك ر من هذا‪ ،‬والمعاني معروفة‪ ،‬والكيفيات مجهولة‪ ،‬ما جاع عان أم سالمة وعان‬
‫مالااك‪" :‬ارسااتواع معلااوم‪ ،‬والكيااف مجهااول‪ ،‬والس اوال عنااه بدعااة" فالااذي ماانعهم ماان حماال اللفااف علااى ظاااهره تااوهم‬
‫التشبيه‪ ،‬فمنعهم من إرادة الظاهر‪ ،‬ور تشبيه‪ ،‬فلكل ما يليق به‪ ،‬فاذا أ بتنا هلل ‪-‬جل وعا‪ -‬وجهاا فانناا ن بتاه علاى‬
‫ما يليق بجاله وعظمته‪ ،‬واذا نظرنا إلى المخلوقات‪ ،‬ولها وجوه هل يستطيع شخص أن ينفاي أن لإلنساان وجهاا؟‬
‫ر‪ ،‬هل يستطيع إنسان أن ينفي أن للجمل وجه‪ ،‬أو للحمار وجه‪ ،‬أو للقرد وجه‪ ،‬أو للذ ب وجه‪ ،‬أو للخنيير وجه‪،‬‬
‫هااذه مخلوقااات ولهااا وجااوه حقيقيااة‪ ،‬لكاان هاال وجااه اإلنسااان م اال وجااه الااذ ب‪ ،‬أو م اال وجااه القاارد‪ ،‬أو م اال وجااه‬
‫الحمار؟ أبدا‪ ،‬واذا ان هذا التفاوت موجود بين المخلوقات المشتر ة في الضاعف ف ياف بالخاالق؟ ف ياف بالنسابة‬
‫ما بين المخلو والخالق؟ ر نسبة ور مشابهة‪ ،‬فلكل ما يليق به‪.‬‬
‫كاليهههههههههههههههد هلل هههههههههههههههههو اللهههههههههههههههه ْ أو‬ ‫‪...................................‬‬
‫لءة في (الذي) تعرضنا لها سابقا‪ ،‬مرت بنا‪ ،‬وقلنا‪ :‬إن ابن مالك استعملها‪.‬‬
‫أفعا ا ا ا ا ا ا اال تفضا ا ا ا ا ا ا اايل وبالا ا ا ا ا ا ا ااذ أب ا ا ا ا ا ا ا ااي‬ ‫ص ا ا ااو ما ا ا اان مصا ا ا ااوغ منا ا ا ااه للتعجا ا ا ا ِ‬
‫اب‬
‫ج‬ ‫جج‬

‫طيب ما جاع من النصوص فاي ماا يتعلاق بااهلل ‪-‬جال وعاا‪ -‬النصاوص الصاحيحة‪ ،‬واعتماده سالف هاذه األماة ر‬
‫محيد عن إ باته‪ ،‬ف ل خير في اتباع من سلف‪ ،‬لكن النصوص المحتملة والتي لم يتفق علاى معناهاا سالف األماة‬

‫‪9‬‬
‫هذه للخلف مندوحاة؛ ألنهام إن قاالوا باالقول فقاد سابقوا‪ ،‬وان قاالوا بضاده فقاد سابقوا‪ ،‬لكان ماا يتفاق علياه سالف هاذه‬
‫األمة نحن مطالبون بما فهام النصاوص علاى فهمهام‪ ،‬قاد يقاول قا ال‪ :‬أناتم أولاتم المعياة باالعلم‪ ،‬نقاول‪ :‬اذلك؛ ألن‬
‫السلف أولوا المعية بالعلم‪.‬‬
‫لايم الذي من أجله أولوهاا باالعلم‪ ،‬ام يقاول لاك المبتادع‪ :‬الاايم الاذي يلايم علاى المعياة قاد يلايم نظياره فاي إ باات‬
‫اليااد! نقااول‪ :‬ر يلاايم نظي اره؛ ألن الااايم منفااي بنصااوص‪ ،‬فااا تااايم بينهمااا‪ ،‬األماار ال اااني‪ :‬أننااا نتبااع ماان عاصاار‬
‫التنييل‪ ،‬وخال النبي ‪-‬عليه الصاة والسام‪ ،-‬وفهم مقاصد الشريعة‪ ،‬نعم‪.‬‬
‫أم لة على الموول‪:‬‬
‫الصهل ِّ } [(‪ )0‬ساورة الما ادة] {ِّ َ ا ق ْمهت ْم} [(‪ )0‬ساورة‬
‫عندنا ظاهر‪ ،‬وعنادنا ماوول‪ ،‬مان ياذ ر لناا م اال؟ {ِّ َ ا ق ْمهت ْم َِّلهى َّ‬
‫الما دة] ظاهره أننا إذا أردنا أن ن بار تكبيارة اإلحارام وقمناا إلاى الصااة وم لناا باين يادي هللا فاي الصاف قبال تكبيارة‬
‫اإلحارام نتوضااأ‪ ،‬هااذا األصاال فااي الفعاال؛ لي ااون القيااام ‪-‬ألنااه فعاال ماضااي‪ -‬قباال‪ ،..‬القيااام الااذي هااو للصاااة قباال‬
‫هر اْلقههرآن َفاسه َهت ِّع ْ ِّبه ِّ‬
‫هالِل} [(‪ )20‬سااورة النحاال] ظاااهر اللفااف‬ ‫ْ َ ْ‬ ‫وجااود الوضااوع‪ ،‬اام بعااد ذلااك نتوضااأ‪ ،‬وم لهااا‪َ { :‬فهِّهذ َ ا َقه َ ْأ َ‬
‫والفعل ماضي أن القراعة متقدماة علاى ارساتعاذة‪ ،‬ويقاول بهاذا بعا أهال الظااهر‪ ،‬لكان هاذا الظااهر دلات األدلاة‬
‫على أنه غير مراد‪ ،‬فالماضي يطلق ويراد به حقيقته ‪-‬الفعل في اليمان الماضي وهاذا هاو الءالاب‪ -‬ويطلاق وياراد‬
‫به الشروع‪ ،‬يعني يطلق ويراد به الفراغ من الفعل‪ ،‬جاع ييد‪ ،‬انتهى‪ ،‬جاع وانتهى‪ ،‬يطلق وياراد باه الشاروع‪ ،‬ويطلاق‬
‫ويراد به اإلرادة‪َ { ،‬فِّذ َ ا َقَ ْأر َ اْلق ْهر َ‬
‫آن} [(‪ )20‬ساورة النحال] ((إذا بار ف باروا)) يعناي‪ :‬إذا فارغ مان التكبيار‪(( ،‬إذا ر اع‬
‫فار عوا)) يعني‪ :‬إذا شرع في الر وع فار عوا‪.‬‬
‫طالب‪....:‬‬
‫هو اللفف حقيقة‪ ،‬لكنها حقيقة شرعية من غير التيام بالايم‪ ،‬والمساألة خافياة باين سالف هاذه األماة‪ ،‬و يار مانهم‬
‫أولها بالعلم‪ ،‬يعني الذي فياه اخاتال باين سالف هاذه األماة للمخاالف مندوحاة‪ ،‬اإلشا ال فيماا يتفقاون علياه‪ ،‬الاذين‬
‫ّللا َفَن ِّسه َهيه ْم} [(‪ )07‬سااورة التوبااة] الهرولااة‪ ،‬لهااا مختلااف فيهااا‬
‫يتفقااون م اال ما ا ارسااتهياع‪ ،‬الم اار‪ ،‬الخديعااة {َنس هوْا َ‬
‫بينهم‪ ،‬السا ‪ ،‬فالذي فيه خال بينهم ي اون فياه ساعة‪ ،‬أماا الاذي يتفقاون علياه ماا فياه إشا ال‪ ،‬ر يجاوي بحاال أن‬
‫يخالف‪ .‬نعم‪.‬‬
‫طالب‪ :‬أثابكم هللا‪.‬‬
‫قال ‪-‬رحمه هللا‪:-‬‬
‫النوع الثامن‪ :‬المفهوم‬
‫فههههههي الوصهههههه ِّ‬ ‫ومنههههههه و تخههههههال‬ ‫ِّ‬
‫هههههههههههههههأي‬‫موافهههههههههههههههه منطوقههههههههههههههههه كه‬
‫ورد‬ ‫ونبهههههههههههأ الفاسههههههههههه للوصههههههههههه‬ ‫ا شهههههههههر وغايههههههههة عهههههههههدد‬ ‫ومثهههههههه‬
‫وغايههههههههههة جههههههههههاء بنفههههههههههي حهههههههههه ِّ‬ ‫حمهههههههههه ِّ‬ ‫والشههههههههههر ن كههههههههههن أو‬
‫وكالثمههههههههههههههههانين لعههههههههههههههههد أجههههههههههههههههره‬ ‫لزوجههههههههههها قبهههههههههه نكههههههههههاح غيههههههههههره‬
‫ج‬
‫ج‬

‫يقول المولف ‪-‬رحمه هللا تعالى‪ -‬في النوع ال امن‪ :‬المفهوم‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫نظر ألنه هو األصل‪ ،‬وهاو درلاة اللفاف فاي محال نطقاه‪ ،‬وأماا‬
‫المفهوم يقابله المنطو ‪ ،‬والمنطو لم يذ ره الناظم ا‬
‫المفهااوم‪ ،‬فدرلااة اللفااف ر فااي محاال نطقااه‪ ،‬فيحتاااج إلااى ذ اره؛ ألنااه خااال األصاال‪ ،‬األصاال درلااة الحاارول علااى‬
‫معانيها‪.‬‬
‫يقول الناظم ‪-‬رحمه هللا تعالى‪:-‬‬
‫افق ‪-‬بالتنوين‪ -‬منطوقه‪ ،‬أي‪ :‬ما يوافاق ح ماه ح ام المنطاو ‪ ،‬يعناي‪ :‬عنادنا منطاو ‪ ،‬وعنادنا‬ ‫"مواف منطوقه" مو ٌ‬
‫لاه مفهاوم موافقااة‪ ،‬وعنادنا لااه مفهاوم مخالفااة‪ ،‬مفهاوم موافقاة إذا ااان ح ام المفهااوم موافاق لح اام المنطاو ‪ ،‬ومفهااوم‬
‫اق منطوقاه‪ ،‬هاذا مان مفهاوم‬
‫المخالفة إذا ان ح م المفهوم مخالف لح ام المنطاو ‪ ،‬فما ا الم اال الاذي ذ اره‪ ،‬مواف ٌ‬
‫الموافقة "كأي" يعني‪ :‬لو وجد شيع أقل من التأفيف‪ ،‬أقل‪ ،‬أدنى من التأفيف لقلنا‪ :‬التأفيف حرام فما دونه مفهومه‬
‫أنه حال‪ ،‬ما دونه‪ ،‬لو تصور أن هناك شيع أقل من التأفيف مع أنه ر يتصور؛ ألناه ر يسامع مان التاأفيف إر‬
‫حرل الفاع والهمية‪ ،‬والهمية قاد‪ ،..‬لكان الاذي يسامع فاي الءالاب الفااع‪ ،‬والاذي دوناه ر يسامع مناه شايع‪ ،‬الاذي ر‬
‫معفو عنه‪ ،‬فليس له مفهوم مخالفة‪ ،‬له مفهوم موافقة‪ ،‬الاذي أعلاى‬ ‫يسمع منه شيع هذا حديث نفس ما فيه شيع‪ٌ ،‬‬
‫منه الكام الاذي هاو أشاد مان التاأفيف فضاا عان الفعال‪ ،‬الضارب والقتال وماا أشابه ذلاك‪ ،‬فهاذا لاه مفهاوم موافقاة‬
‫وليس له مفهوم مخالفة‪.‬‬
‫"مواف منطوقه" يعني في الح م "كأي"‪.‬‬
‫"ومنههه" أي‪ :‬المفهااوم " و تخههال " يعنااي‪ :‬مخااالف لح اام المنطااو ‪ ،‬مخااالف لااه فااي أمااور‪ ،‬فااي الوصااف‪ ،‬والشاار ‪،‬‬
‫والءاية‪ ،‬والعدد‪ ،‬فهناك مفهوم المخالفة‪ ،‬وتكون هذه المخالفة في الشر ‪ ،‬ويسمى مفهوم الشر ‪ ،‬ومفهوم الوصف‪،‬‬
‫ومفهوم الءاية‪ ،‬ومفهوم العدد‪.‬‬
‫"ومنه و تخال في الوصه " "ومنهه ا شهر " يعناي مفهاوم الشار "وغايهة" يعناي‪ :‬مفهاوم الءاياة "وعهدد" مفهاوم‬
‫العدد‪ ،‬األم لة علاى ذلاك‪ :‬مفهاوم الوصاف "نبهأ الفاسه للوصه ورد" {ِّن جهاءكم َف ِّ‬
‫اسه ب ِّبَنَبههأ َف َتَبَّينهوا} [(‪ )0‬ساورة‬ ‫َ ْ‬
‫الحج ارات] هااذا وصااف‪ ،‬الوصااف بالفسااق لااه مفهااوم‪ ،‬مفهومااه أنااه إذا ااان عاادر فاننااا ر نحتاااج إلااى التبااين والااى‬
‫{م َّمهن َتْر َض ْهو َن ِّم َهن ُّ‬
‫الش َهه َداء}‬ ‫َش ِّههدوا َ وي ع ْهد هل ِّمهنكم} [(‪ )5‬ساورة الطاا ] ِّ‬
‫ْ‬ ‫َْ َ‬ ‫{وأ ْ‬
‫الت بت‪ ،‬إذا ان عادر لايس بفاساق َ‬
‫[(‪ )505‬سورة البقرة]‬
‫المقصود أنه إذا انتفى الوصف الذي هو الفسق انتفى ح مه‪ ،‬من باب ارستدرل بالمفهوم‪.‬‬
‫ورد‬ ‫ونبهههههههههههأ الفاسههههههههههه للوصههههههههههه‬ ‫ا شهههههههههر وغايههههههههة عهههههههههدد‬ ‫ومثهههههههه‬
‫هن أوَ ِّ َح ْمه ه } [(‪ )6‬ساورة الطااا ]‬
‫ج‬ ‫ج‬

‫{واِّن ك َّ‬‫يعناي ورد م اار للوصاف "والشهر " يعناي مفهاوم الشار الاذي تقادم ذ اره َ‬
‫فاتفقوا على أن ذات الحمل ينفق عليهاا‪ ،‬هاذا شار {واِّن ك َّهن أوَ ِّ حمه ه َفهأ ِّ‬
‫َنفقوا َعَل ْهي ِّه َّن} [(‪ )0‬ساورة الطاا ] فاان‬ ‫َْ‬ ‫َ‬
‫ان ذات حمال هااذا شار ‪ ،‬فالنفقاة مشااروطة بوجاود الحماال‪ ،‬مفهوماه أناه إذا لاام تكان ذات حمال فااا نفقاة لهااا؛ ألن‬
‫النفقة مشروطة بوجود الحمل {واِّن ك َّن أوَ ِّ حم ه َفأ ِّ‬
‫َنفقوا َعَلْي ِّه َّن َح َّتهى َي َض ْهع َن َح ْمَله َّهن} [(‪ )0‬ساورة الطاا ] وهاذا‬ ‫َْ‬ ‫َ‬
‫يصلق لمفهوم الشر ومفهوم الءاية على ما سيأتي؛ ولذا يقول أهل العلم‪ :‬إن النفقة للحمل نفسه ر لها من أجله‪،‬‬
‫فالنفقة مرتبطة بالحمل‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫"وغايههة" يعنااي مفهااوم الءايااة "جههاء بنفههي حه ِّ * لزوجههها" أي‪ :‬المطلااق ا اا‪ ،‬قباال ن اااح غياره لهااا‪ ،‬فتحاارم علااى‬
‫مطلقها ا ا إلى غاية‪ ،‬هذه الءاية‪ ،‬نعام {ح َّتى َت ِّ‬
‫نك َ َز ْوجا َغْي َهره} [(‪ )538‬ساورة البقارة] إلاى هاذه الءاياة‪ ،‬وأيضاا مان‬
‫َ َ‬
‫{ح َّتههى َي َضه ْهع َن َح ْمَلهه َّهن} [(‪ )0‬سااورة الطااا ] فهااذا مفهااوم الءايااة‪ ،‬هناااك غايااة ر ياادر ها جميااع الناااس‪،‬‬
‫مفهااوم الءايااة َ‬
‫فعناادنا الجييااة ح اام شاارعي لكنهااا مءياااة بءايااة‪ ،‬وهااي ناايول المساايق حيااث يضااع الجييااة‪ ،‬فااالح م سااار إلااى ناايول‬
‫المسيق‪.‬‬
‫المقصود أن مفهوم الءاية معرول عند أهل العلم‪ ،‬وهذه من أم لته‪.‬‬
‫ين َجْل َد } [(‪ )4‬سورة النااور] في حد الفرياة‪ ،‬وفاي حاد‬ ‫ِّ‬ ‫مفهوم العدد الذي هو تمام األقسام "كالثمانين" { َف ِّ‬
‫اجلدوه ْم َث َمان َ‬
‫ْ‬
‫الخماار‪ ،‬وما ااة جلاادة فااي حااد الينااا بالنساابة للب اار‪ ،‬هااذه أعااداد لهااا مفهااوم‪ ،‬إيااش معنااى مفهااوم؟ أنااه ر ياياد منهااا ور‬
‫ين َجْل َهد } [(‪ )4‬ساورة الن ااور] فاا يجاوي‬ ‫ِّ‬ ‫ينقص‪ ،‬أعداد لها مفهوم بمعنى أنه ر يياد عليها ور يانقص { َف ِّ‬
‫اجلدوه ْم َث َمهان َ‬
‫ْ‬
‫ار ماا نسامع فاي توجياه بعا األحادياث أو بعا‬ ‫واحد و مانين‪ ،‬ور يجاوي تساعة وسابعين‪ ،‬فالعادد لاه مفهاوم‪ ،‬ي ا‬
‫اآليااات أن العاادد ر مفهااوم لااه‪ ،‬لكاان لاايس علااى إطاقااه‪ ،‬العاادد فيمااا الحااديث بصاادده ر مفهااوم لااه‪ ،‬فلااو جاعنااا ماان‬
‫{اس َت ْ ِّفْر َله ْم أ َْو َ َت ْس َت ْ ِّفْر َله ْم ِّن َت ْس َت ْ ِّفْر‬
‫يقول‪ :‬إنه يستءفر للمشرك واحد وسبعين مرة؛ ألن هللا ‪-‬جل وعا‪ْ :-‬‬
‫ين َمَّر َفَلن َي ْ ِّفَر ّللا َله ْم} [(‪ )08‬سورة التوبة] يقول‪ :‬لو استءفرت واحد وسبعين العدد له مفهوم‪ ،‬فلاو يدت‬ ‫ِّ‬
‫َله ْم َسْبع َ‬
‫على ذلك خرجت من الح م‪ ،‬نقول‪ :‬ر‪ ،‬العدد ر مفهوم لاه‪ ،‬المساألة تح ام وار بأدلاة؟ بأدلاة‪ ،‬متاى يلءاى المفهاوم؟‬
‫وهااذا لاايس خاص اا بمفهااوم العاادد‪ ،‬اال المفهومااات هااذه إذا عورضاات بمنطوقااات أقااوى منهااا تلءااى المفاااهيم‪ ،‬تلءااى‬
‫لهذا العادد؛ ألناه مان مقتضاى ارساتءفار طلاب المءفارة‪ ،‬وهللا ‪-‬‬ ‫بنص منطو معار‬ ‫المفهومات‪ ،‬فهذا معار‬
‫جاال وعااا‪ -‬ر يءفاار أن يشاارك بااه‪ ،‬فااا يءفاار لااه ولااو اسااتءفر لااه مايااين المارات؛ ألن هااذا المفهااوم معااار ‪ ،‬قااد‬
‫يلءى المفهوم وهو غير عدد؛ ألناه يساهل علاى مان ينتساب إلاى العلام مان طااب العلام أن يقاول‪ :‬العادد ر مفهاوم‬
‫المفهااوم ماان منطااو ‪،‬‬ ‫لااه؛ ألنااه يساامع هااذه الكلمااة‪ ،‬لكنااه ر مفهااوم لااه فااي المسااألة التااي تبحااث لوجااود مااا يعااار‬
‫بمنطو في غير العدد ألءي المفهوم ((إذا بلو الماع قلتين لم يحمل الخبث)) منطوقاه‬ ‫مفهوم المخالفة لو عور‬
‫ه ااذا ((إذا بلااو الماااع قلتااين فانااه ر يحماال الخبااث)) بمعنااى‪ :‬أنااه ياادفع الخبااث عاان نفسااه‪ ،‬مفهااوم الموافقااة إذا بلااو‬
‫اث قال‪ ،‬أربع قال‪ ،‬فانه ر يحمل الخبث‪ ،‬بمعنى أنه يدفعه من باب أولى‪ ،‬مفهوم المخالفة إذا ان قلة واحدة‬
‫بمنطااو ((إن‬ ‫أو دون القلتااين فانااه يعجااي عاان حماال الخبااث‪ ،‬فيتاانجس‪ ،‬هااذا مفهومااه‪ ،‬لكاان هااذا المفهااوم معااار‬
‫الماااع طهااور ر ينجسااه شاايع)) مااع ارساات ناع‪ ،‬إر مااا غلااب علااى لونااه أو طعمااه أو ريحااه‪ ،‬مااع مااا قياال فيااه ماان‬
‫ضعف‪ ،‬لكن الح م متفق عليه‪.‬‬
‫طالب‪......:‬‬
‫العاادد معتباار‪ ،‬فم ا ا مااا جاااع فااي األعااداد فااي الحاادود يم اان أن ي اياد فيهااا أو ياانقص؟ ر يم اان أن ي اياد‪ ،‬لكاان إذا‬
‫هذا العدد مفهومه بمنطو أقاوى مناه‪ ،‬عرفناا أناه ر مفهاوم لاه‪ ،‬أو وجاد مان أجال التوفياق باين النصاوص‬ ‫عور‬
‫قلنا‪ :‬العدد ر مفهاوم لاه‪ ،‬م لماا جااع فاي صااة الفاذ ((صااة الجماعاة تفضال صااة الفاذ بخماس وعشارين)) وفاي‬
‫روايااة حااديث اباان عماار‪(( :‬بساابع وعش ارين)) قااالوا‪ :‬والحااديث ر مفهااوم لااه‪ ،‬إنمااا ي اراد بااذلك الترغيااب فااي صاااة‬
‫الجماعة‪ ،‬مع أنه حمل على أوجه صحيحة‪ ،‬فيقال‪ :‬السبع والعشرين من صلى في المسجد‪ ،‬وذاك لمان صالى فاي‬
‫‪12‬‬
‫غي اره الخمااس والعش ارين‪ ،‬أو الساابع والعش ارين لماادرك الصاااة ماان أولهااا‪ ،‬والخمااس والعش ارين لماادرك بعضااها‪ ،‬أو‬
‫السابع والعشارين للبعيااد عاان المسااجد‪ ،‬والخمااس والعشارين للقرياب‪ ،‬أقاوال يارة ألهاال العلاام‪ ،‬المقصااود أن العاادد لااه‬
‫مفهوم هذا األصل؛ ألنه ام يعقل معناه وله ما يييد عليه وما ينقص عنه‪ ،‬وليس بمراد للمتكلم‪ ،‬نعم‪.‬‬
‫أثابكم هللا‪.‬‬
‫قال ‪-‬رحمه هللا‪ :-‬المطل والمقيد‬
‫أمكههههههههن والحكههههههههم لههههههههه قههههههههد أخهههههههه ا‬ ‫وحمههههههه مطلههههههه علهههههههى الضهههههههد ا‬
‫ورد‬ ‫أو همههههههههههههههههههها مؤمنهههههههههههههههههههة‬ ‫هههههههد‬
‫قي َ‬ ‫كالقتههههههه والظههههههههار حيهههههههي َّ‬
‫تقتفههههههي‬ ‫شهههههههر الصههههههيام حكمههههههه‬ ‫وحيهههههههي يمكنهههههههك القضهههههههاء فهههههههي‬
‫ج‬

‫يقول الناظم ‪-‬رحمه هللا تعالى‪ -‬في النوع التاسع والعاشر‪ :‬المطلق والمقيد‬
‫وذ اار األم ارين للحاجااة إلااى بيانهمااا‪ ،‬ولاام يااذ ر المنطااو ؛ ألنااه ر يحتاااج إلااى بيااان‪ ،‬فااالمطلق يحتاااج إلااى بيااان‪،‬‬
‫والمقيد يحتاج إلى بيان‪.‬‬
‫والمطلق‪ :‬هو اللفف الدال على الماهية با قيد‪ ،‬والمقيد ضده‪ :‬وهو ما دل على جي ي من أجياع الماهية‪.‬‬
‫يقول‪" :‬وحم مطل على الضد" الضد هو إيش؟ المقيد "حم مطل على الضد" يعني على المقياد " ا * أمكن"‬
‫باين العماوم والخصاوص‬ ‫ذلك الحمل "والحكم" وحين ذ ي ون الح م "له" أي‪ :‬للمقيد‪ ،‬يعني‪ :‬م ال إذا وجاد التعاار‬
‫الح م للخاص‪ ،‬وهنا إذا أم ن حمل المطلق على المقيد صار الح م للمقيد‪.‬‬
‫"قد أخ ا" األلف هذه لإلطا "قد أخذا" مبني للمجهول‪ ،‬فا يبقى المطلق على إطاقه‪ ،‬بل يبقى الح م للمقيد‪.‬‬
‫فارة القتل‪ ،‬و فارة الظهار‪ ،‬فارة القتل مقيدة ب ونها مومنة‪ ،‬و فارة الظهار مطلقاة فقاالوا‪:‬‬ ‫م م ل "كالقت " يعني‬
‫يحماال المطلااق علااى المقيااد فااي جميااع الكفااارات؛ ألنااه جاااع تقيياادها فااي فااارة القتاال‪ ،‬وحين ااذ يحماال المطلااق علااى‬
‫المقيااد لاتفااا فااي الح اام‪ ،‬وهااو وجااوب العتااا ‪ ،‬وان اختلااف الساابب‪ ،‬فالساابب قتاال‪ ،‬والساابب للكفااارة ال انيااة ظهااار‪،‬‬
‫والسبب للكفارة ال ال ة جماع‪ ،‬والسبب في الكفارة الرابعة يمين وه ذا‪ ،‬األسباب مختلفة والح م واحد‪.‬‬
‫‪...................................‬‬ ‫هههههههد‬
‫قي َ‬ ‫كالقتههههههه والظههههههههار حيهههههههي َّ‬
‫بالبناع للفاعل "أو هما" فارة القتل "مؤمنة ورد " مومنة باالرفع فاعال قيادت إذ وردت { َف َت ْح ِّريهر َرَقَبه هة ُّم ْؤ ِّمَنهةه}‬
‫[(‪ )25‬سورة النساع] وفي الحديث لما سأل الجارية واختبرهاا ((مان أناا؟)) قالات‪ :‬أنات رساول هللا ((أيان هللا؟)) قالات‪:‬‬
‫فااي الس ااماع‪ ،‬ق ااال‪(( :‬أعتقه ااا فانه ااا مومنااة)) ي اادل عل ااى أن غي اار المومن ااة ر تجاايئ ف ااي عت ااق الرقب ااة‪ ،‬وعل ااى ه ااذا‬
‫الجمهور‪ ،‬والحنفية يقولون‪ :‬ر يليم حمل المطلق على المقيد هنا‪ ،‬واذا أردنا أن نفصل ونبين وجهة نظر الحنفية‪،‬‬
‫يعني في جميع الكفارات ما ذ ر القيد‪ ،‬وفي فارة القتل فق رر م مارة؟ فاي آياة واحادة { َف َت ْح ِّريهر َرَقَبه هة ُّم ْؤ ِّمَنهةه}‬
‫[(‪ )25‬سورة النساع] فتحرير رقبة مومنة‪ ،‬يدل على أن القتل له شأن‪ ،‬وتسبب فاي إعادام نفاس مومناة تعباد هللا ‪-‬جال‬
‫وعا‪ -‬فيعتق‪ ،‬ف أنه أوجد م ان الانفس المومناة التاي قتلهاا نفاس مومناة تعباد هللا ‪-‬جال وعاا‪ِ -‬بح فِرفياة‪ ،‬يعناي هاذا‬
‫مما يلمق من مذهب الحنفية‪ ،‬وان ان بعضهم يرى أن اآلية تشمل المسلم والكافر‪ ،‬قتل المسلم والكافر‪ ،‬على أن‬
‫الذي يظهر من آيتي النساع أن اهما في قتل المسلم‪ ،‬األولى في قتل الخطأ‪ ،‬وال انية في قتل العمد‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫ورد‬ ‫أو همههههههههههههههههههها مؤمنهههههههههههههههههههة‬ ‫كالقتههههههه والظههههههههار حيهههههههي قيهههههههد‬
‫شهر الصهيام‪.......................‬‬ ‫يمكهههههههن كالقضهههههههاء فهههههههي‬ ‫وحيههههههي‬
‫نأتي إلى المطلق والمقيد وصور الحمل‪ ،‬وما يحمال فياه المطلاق والمقياد‪ ،‬المطلاق والمقياد ماع المطلاق ماع المقياد‪،‬‬
‫ر يخلو من أربع صور‪:‬‬
‫ارتحاد في الح م والسبب‪ ،‬وهنا يحمل المطلق على المقيد بارتفا ‪.‬‬
‫ارختال في الح م والسبب‪ ،‬وهنا ر يحمل المطلق على المقيد‪.‬‬
‫ارتفا في الح م دون السبب‪ ،‬والحمل فيه عند الجمهور‪.‬‬
‫وارتفا في السبب دون الح م‪ ،‬وعدم الحمل هو قول الجمهور‪.‬‬
‫وذ رنا أن الصور أربع‪ :‬ما يتفق فيه الح م مع السبب‪ ،‬ما يتفقان فيه في الح ام والسابب‪ ،‬وماا يختلفاان فياه ح ماا‬
‫وسببا‪ ،‬وما يتفقان في الح م دون السبب والع س‪ ،‬فاذا اتفقا في الح م والسبب أعناي المطلاق والمقياد فالحمال فاي‬
‫هذه الصورة شبه اتفا ‪ ،‬شبه إجماع‪.‬‬
‫وذلكاام الاادم فااي قااول هللا ‪-‬جاال وعااا‪{ :-‬ح ِّرَم ه ْ َعَله ْهيكم اْل َمْي َتههة} [(‪ )3‬سااورة الما اادة] هااذا مطلااق‪ ،‬وفااي قولااه ‪-‬جاال‬
‫ط َعمهه ِّ َّ أَن َيكهو َن َمْي َتهة أ َْو َدمها َّم ْسهفوحا} [(‪)742‬‬ ‫ط ِّ‬ ‫َجد ِّفي مها أو ِّح‬
‫وعا‪{ :-‬ق َّ أ ِّ‬
‫هاع هم َي ْ‬ ‫هي َِّل َّ‬
‫هي م َحَّرمها َعَلهى َ‬ ‫َ ْ َ‬
‫ساورة األنعاام] هاذا مقياد ب وناه مسافوحا‪ ،‬فيحمال المطلاق علاى المقياد‪ ،‬فالاذي يحارم الادم المسافوح‪ ،‬وأماا ماا يبقاى فااي‬
‫نايا اللحم أو في العرو أو ما أشبه ذلك فا‪ ،‬هذا ما يتفقان فيه فاي الح ام والسابب‪ ،‬وأماا ماا يختلفاان فاي الح ام‬
‫والسبب فا حمل للمطلق على المقيد اتفاقا‪ ،‬فاليد في آية الوضوع مقيدة {وأَي ِّهديكم َِّلهى اْلمر ِّ‬
‫افه ِّ } [(‪ )0‬ساورة الما ادة]‬ ‫ََ‬ ‫َْ َ ْ‬
‫طعوْا أَْي ِّههدَيه َما} [(‪ )38‬سااورة الما اادة] مطلقااة‪ ،‬والح اام مختلااف فهااذا قطااع وهااذا غساال‪،‬‬
‫وفااي آيااة الس ارقة مطلقااة { َفهها ْق َ‬
‫والساابب مختلااف‪ ،‬هااذا حاادث وهااذا سارقة‪ ،‬فااا يحماال المطلااق علااى المقيااد فيقااال‪ :‬تقطااع اليااد ماان المرفااق‪ ،‬الصااورة‬
‫ال ال ة‪ :‬اتفاقهما في الح م دون السبب م ل الكفارة‪ ،‬فارة القتل و فارة الظهار‪ ،‬الح م واحد لاه فاي وجاوب العتاق‬
‫في األمرين‪ ،‬والسبب مختلف‪ ،‬هذا قتل وهذا ظهار‪ ،‬فيحمل المطلق على المقيد عند الجمهور‪ ،‬والحنفية لم يحملوا‬
‫المطلق فاي فاارة الظهاار علاى المقياد فاي فاارة القتال‪ ،‬الع اس إذا اتفقاا فاي السابب دون الح ام ر يحمال المطلاق‬
‫علااى المقيااد عنااد الجمهااور‪ ،‬وذلكاام اليااد فااي آيااة الوضااوع مقياادة بااالمرافق‪ ،‬وفااي آيااة التاايمم مطلقااة‪ ،‬الساابب واحااد‬
‫حدث‪ ،‬لكن الح م مختلف‪ ،‬هذا غسل وهذا مسق؛ ولذا األك ر على أنه ر يحمل المطلق على المقيد‪.‬‬
‫بعد هذا يقول الناظم ‪-‬رحمه هللا‪:-‬‬
‫هان ِّمهنكم‬ ‫"وحيي يمكن" يعني‪ :‬حمل المطلق على المقياد "كالقضاء في شهر الصيام" يعناي مان أفطار { َف َمهن َك َ‬
‫هام أ َخ َهر} [(‪ )704‬ساورة البقارة] يعناي فاأفطر فالواجاب علياه عادة‪ ،‬لام ياذ ر فيهاا ور‬ ‫َّم ِّريضا أ َْو َعَلى َس َف هر َف ِّعَّد ب ِّم ْن أََّي ه‬
‫يفهم من اآلية أن هذه العدة تقضى على الترتيب وعلاى التاوالي‪ ،‬تكاون متوالياة ومتتالياة‪ ،‬ولايس فيهاا ماا يمناع مان‬
‫ذلك‪ ،‬والحمل هنا‪ ،‬هناا اإلطاا واحاد‪ ،‬والتقيياد فاي الصايام مختلاف‪ ،‬جااع تقيياد الصايام بالتتاابع { َف ِّص َهيام َش ْههَرْي ِّن‬
‫ههاب َعْي ِّن} [(‪ )25‬سااورة النساااع] وجاااع تقييااد الصاايام بااالتفريق‪ ،‬جاااع التقييااد بااالتفريق فااي صااوم التمتااع‪ ،‬ماااذا قااال؟‬ ‫م َت َته ِّ‬
‫ام ِّفي اْل َح ِّج َو َسْب َع هة ِّ َ ا َر َج ْعهت ْم} [(‪ )720‬ساورة البقارة] هاذا تفرياق وهنااك تتاابع‪ ،‬فعلاى أيهماا يحمال؟‬ ‫ِّ‬
‫{ َف ِّصَيام َثل َثة أََّي ه‬

‫‪14‬‬
‫الحماال علااى أحاادهما تح اام يحتاااج إلااى ماارجق‪ ،‬هااذا علااى ساابيل اإلل ايام‪ ،‬وأمااا القااول باسااتحباب التتااابع والمبااادرة‬
‫بالقضاع والمسارعة بابراع الذمة هذا شيع آخر‪.‬‬
‫يمكن" حمل المطلق على المقياد "كالقضاء في شهر الصهيام" فاي قولاه‪َ { :‬ف ِّع َّهد ب ِّم ْهن أََّي ه‬
‫هام أ َخ َهر} [(‪)702‬‬ ‫"وحيي‬
‫تقتفي" يعني‪ :‬ر تتبع‪ ،‬من اقتفاع األ ر‪ ،‬وهو التبعية‪ ،‬يعني ر تتبع قاول مان يقاول‪ :‬بالتقيياد‪،‬‬ ‫سورة البقرة] "حكمه‬
‫بالتتابع‪ ،‬ور قول من يقول‪ :‬التقييد بالتفريق؛ لما عرفنا أنه جاع مقيدا بالتتابع‪ ،‬وجاع مقيدا بالتفريق‪ ،‬نعم‪.‬‬
‫أثابكم هللا‪.‬‬
‫الن ِّ‬
‫اسخ والمنسوخ‬ ‫قال ‪-‬رحمه هللا تعالى‪َّ :-‬‬
‫واشهههههتهر فههههههي الضهههههخم وا كثه ِّ‬
‫هههههار‬ ‫كههههم صههههنفوا فههههي يههههن مههههن أسه ِّ‬
‫هههفار‬
‫الهههههههههه ي قههههههههههد ثبتهههههههههها‬ ‫ترتيبههههههههههه‬ ‫وناسههههههخ مههههههن بعههههههد منسههههههوخ أتههههههى‬
‫لهههههههك النسهههههههاء صههههههه فيهههههههه النقههههههه‬ ‫يحهههههههههههه‬ ‫مهههههههههههن آيههههههههههههة العهههههههههههد‬
‫ِّ‬
‫هههههههههههههاعة‬
‫أو لهمههههههههههههها كآيهههههههههههههة الرضه‬ ‫والنسههههههههههههخ للحكههههههههههههم أو الههههههههههههتلوِّ‬
‫ج‬

‫يقول الناظم ‪-‬رحمه هللا تعالى‪ -‬في النوع الحادي عشر وال اني عشر‪:‬‬
‫والنسااخ عرفااوه فااي اللءااة‪ :‬باإل ايلااة‪ ،‬نسااخت الشاامس الظاال‪ ،‬وال اريق األ اار إذا أيالتااه‪ ،‬وعلااى مااا يشاابه النقاال‪ ،‬منااه‪:‬‬
‫نسخت ما في الكتاب‪ ،‬بعضهم يقول‪ :‬النقل‪ ،‬وهو ليس بنقل حقيقي‪ ،‬بمعنى أن المادة تنتقال مان هاذا إلاى هاذا‪ ،‬إذ‬
‫لو انتقلات لصاار إ ايلاة‪ ،‬يعناي نساخ الكتااب‪ ،‬النساخ مان تااب إلاى آخار‪ ،‬هال معناى هاذا أن الكتااب المنساوه مناه‬
‫يصير م ل الدفتر؟ ما فيه ام؟ نعم؟ ر‪ ،‬الكام باقي‪ ،‬إذا ليس بنقل‪.‬‬
‫وعرفوه في ارصطاح‪ :‬أنه رفع الح م ال ابت بدليل شرعي‪ ،‬رفع الح م ال ابات بالادليل بادليل آخار‪ ،‬بخطااب آخار‬
‫متراه عنه‪ ،‬يعني لور الناسخ ل بت ح م المنسوه‪.‬‬
‫والنسخ من أهم ما يعنى به طالب العلم‪ ،‬ور يجوي ألحد أن يتصدى للتفسير أو لإلفتاع أو للقضاع وهاو ر يعارل‬
‫الناسااخ والمنسااوه‪ ،‬وقااد ذ اار عاان علااي ‪-‬رضااي هللا تعااالى عنااه‪ -‬أنااه ساامع قاص اا فقااال لااه‪ :‬أتعاارل الناسااخ ماان‬
‫المنسوه؟ قال‪ :‬ر‪ ،‬قال‪ :‬هلكت وأهلكت‪.‬‬
‫فمعرفااة الناسااخ والمنسااوه‪ ،‬فااي الح اام ال اباات المتااأخر ماان المتقاادم‪ ،‬المتااأخر ليعماال بااه‪ ،‬والمتااأخر لي ااون منسااوخا‪،‬‬
‫ِّ‬ ‫والنسخ واقع في النصوص‪ ،‬ومنصوص عليه في قوله هللا ‪-‬جل وعا‪{ :-‬مها َننس ْ ِّ‬
‫هها} [(‪)780‬‬ ‫آيه هة أ َْو ننس َ‬
‫هخ م ْهن َ‬ ‫َ َ‬
‫سورة البقرة] و ابت في السنة أيضا‪ ،‬واألدلة عليه أك ر من أن تاذ ر‪ ،‬أو أن تحصار‪ ،‬وفياه المصانفات الكبيارة؛ ولاذا‬
‫يقول الناظم ‪-‬رحمه هللا تعالى‪:-‬‬
‫"كم صهنفوا" ( ام) هاذه للتك يار "صهنفوا" يعناي العلمااع "فهي يهن" يعناي الناساخ والمنساوه "مهن أسهافر" أي‪ :‬تاب‪،‬‬
‫"واشتهر " تلك الكتب "في الضخم" يعني‪ :‬في الحجم الكبير "وا كثار" يعني‪ :‬منها المطورت‪ ،‬هنااك مولفاات فاي‬
‫الناسخ والمنسوه في الكتاب والسانة تاب يارة جادا‪ ،‬فاألفوا الكتاب فاي هاذا‪ ،‬وردوا علاى مان أن ار النساخ‪ ،‬وبعا‬
‫اير أشاابه مااا ي ااون بااالخواطر‪ ،‬ر يسااتند فيااه إلااى أ اار‪ ،‬ور يااأوي فيااه إلااى علاام متااين محقااق‪،‬‬
‫المعاصاارين تااب تفسا ا‬
‫و تاب عناوان‪ :‬النساخ ور نساخ فاي القارآن‪ ،‬يعناي علاى اآلياة تاب‪ ،‬آياة البقارة‪ ،‬وأن ار النساخ طا فاة مان المبتدعااة‪،‬‬

‫‪15‬‬
‫يقولون‪ :‬أنه يستليم البداع؛ ألن هللا ‪-‬جل وعا‪ -‬لما ذ ر الح م األول ان ر يعرل ما يوول إلياه األمار‪ ،‬بال بادا‬
‫له أن ينسخ‪ ،‬وما دام هذا الايم فاالمليوم باطال‪ ،‬فالنساخ ر يجاوي‪ ،‬وقاال باذلك اليهاود قبال هاذه الطا فاة‪ ،‬لماا يلايم‬
‫عليااه ما ان الب ااداع‪ ،‬والنصااوص القطعي ااة ت اارد هااذا الق ااول‪ ،‬ور يل اايم بااداع ور ش اايع؛ ألن الح اام المنسااوه ه ااو ع ااين‬
‫المصلحة في وقته بالنسبة للم لفين‪ ،‬م تتءير هذه المصلحة لتءير اليمان أو أهل اليمان في ون من المناساب أن‬
‫يخفف عنهم أو يشدد عليهم‪ ،‬أو يبدل الح م بح م آخر‪ ،‬أو إلى غير بدل‪.‬‬
‫المقصود أن المقاصد يارة‪ ،‬ومنهاا امتحاان الم لفاين‪ ،‬الم لاف حينماا ياومر باأمر واحاد ويطارد فياه‪ ،‬ويمشاي علياه‬
‫سهل أن ينقاد له‪ ،‬لكن إذا أمر بأمر‪ ،‬وتأقلم عليه ما يقولون‪ ،‬ومشى عليه‪ ،‬م نهي عنه‪ ،‬هذا يحتاج إلى احتمال‬
‫وصاابر وانقياااد واذعااان‪ ،‬هااذا ماان باااب ارمتحااان للم لفااين‪ ،‬وأيض اا ظاارول الناااس تختلااف ماان وقاات إلااى وقاات‪،‬‬
‫فيحتاجون إلى تءيير الح م‪ ،‬وار فاهلل ‪-‬جل وعا‪ -‬يعلم ما ان وما ي ون وما لام ي ان ولان ي اون‪ ،‬يعلام ال هاذا‬
‫{وَل ْهو رُّدوْا َل َعهادوْا} [(‪ )50‬ساورة األنعاام] هال هام ياردون‬
‫لو ان يف ي ون؛ ولذا قال عن الكفار قال ‪-‬جل وعاا‪َ :-‬‬
‫وار ما يردون؟ لن يردوا‪ ،‬وهللا ‪-‬جل وعا‪ -‬أخبر عنهم أنهم يعودون لو ردوا‪ ،‬فاهلل يعلم ما لم ي ن لو ان‪ ،‬علاى‬
‫تقدير ونه‪.‬‬
‫وفي حديث ال ا ة في الصحيق األعمى واألقرع واألبرص (( م بدا هلل أن يختبرهم)) تفسارها الرواياة األخارى (( ام‬
‫أراد هللا ‪-‬جاال وعااا‪ -‬أن يختباارهم)) فهااذه تفساار تلااك‪ ،‬فااالخير مااا يفساار بااه الاانص‪ ،‬الاانص الصااحيق ال اباات‪ ،‬ماان‬
‫النحااس‪ ،‬وبالنسابة للسانة الحاايمي؛ ألن هاذا يساأل عان أفضال‬
‫أفضل الكتب فاي الناساخ والمنساوه بالنسابة للقارآن َّ‬
‫الكتب في الناسخ والمنسوه‪.‬‬
‫‪...................................‬‬ ‫وناسههههههخ مههههههن بعههههههد منسههههههوخ أتههههههى‬
‫الناسخ يأتي بعد المنسوه‪ ،‬ور بد من حيث الوقت اليمان‪ ،‬ر بد من هذا؛ ألن الناسخ هاو المتاأخر‪ ،‬والمنساوه هاو‬
‫المتقدم‪ ،‬ويأتي أيضا ترتيبه ذلك في المصحف‪ ،‬الواقع ه ذا‪.‬‬
‫ترتيبه‪............................‬‬ ‫وناسههههههخ مههههههن بعههههههد منسههههههوخ أتههههههى‬
‫في القرآن‪.‬‬
‫ال ي قد ثبتا"‪.‬‬ ‫ال ي قد ثبتا" األلف هذه لإلطا "‬ ‫"‬
‫لك النساء ‪........................‬‬ ‫يحهههههههههههه‬ ‫مهههههههههههن آيههههههههههههة العهههههههههههد‬
‫ين ي َت َوَّف ْو َن ِّمنكم َوَي َ رو َن أ َْزَواجا َو ِّصَّية ِّأل َْزَو ِّ‬
‫اج ِّهم َّم َتاعا َِّلهى اْل َح ْهو ِّل َغْي َهر ِّ ْخ َهر ه‬
‫عندنا ِّ‬
‫{و َّال َ‬
‫ج‬

‫اج} [(‪ )548‬ساورة البقارة]‬ ‫ْ‬ ‫َ‬


‫َشه هر َو َع ْشرا} [(‪ )534‬سورة البقرة] المنسوه الحاول‪ ،‬والناساخ أربعاة أشاهر‪،‬‬ ‫ِّ‬
‫{ي َتَرَّ ْص َن ِّبأَنفس ِّه َّن أَْرَ َع َة أ ْ‬
‫الحول منسوه َ‬
‫ار‪ ،‬فالناساخ هاو المتقادم‪ ،‬يعناي فاي ترتياب المصاحف‪ ،‬وار فاي النايول‬ ‫أيهما المتقدماة؟ المتقدماة أربعاة أشاهر وعش ا‬
‫المنسوه هو المتقدم‪ ،‬والناسخ هو المتأخر‪ ،‬يقول‪ ،..‬ذ ر م ال‪:‬‬
‫لهههههههك النسهههههههاء صههههههه فيهههههههه النقههههههه‬ ‫يحهههههههههههه‬ ‫مهههههههههههن آيههههههههههههة العهههههههههههد‬
‫{َ ي ِّح ُّ َلك ِّ‬
‫الن َساء} [(‪ )25‬سورة األحياب] يعني في آية النساع رقم (‪ )52‬نسختها اآلية التاي قبلهاا اآلياة رقام (‪)51‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫{َِّّنا أ ْ‬
‫َحَلْلَنا َل َك} [(‪ )28‬سورة األحياب] نعم؟‬

‫‪16‬‬
‫طالب‪......:‬‬
‫نعم‪ ،‬هذه ناساخة لهاا‪ ،‬وهاي متقدماة عليهاا فاي الترتياب‪ ،‬فاآلياة (‪ )51‬ناساخة ليياة رقام (‪ )52‬تفساير ابان يار ‪-‬‬
‫هك} [(‪ )28‬ساورة األحاياب] فاي الساورة نفساها‪ ،‬ومتقدماة‬
‫اج َ‬
‫هك أ َْزَو َ‬ ‫رحمه هللا‪ -‬ذ ر هذا‪ ،‬أنها نسخت اآلية {َِّّنها أ ْ‬
‫َحَلْلَنها َل َ‬
‫عليها‪ ،‬وهي التي أشار إليها المولف‪ ،‬وصق فيها النقل‪.‬‬
‫لهههههههك النسهههههههاء صههههههه فيهههههههه النقههههههه‬ ‫يحهههههههههههه‬ ‫مهههههههههههن آيههههههههههههة العهههههههههههد‬
‫أو لهمههههههههههههها كآيهههههههههههههة الرضههههههههههههههاعة‬ ‫والنسههههههههههههخ للحكههههههههههههم أو الههههههههههههتلو‬
‫ج‬

‫"النسخ للحكم" دون التاوة‪ ،‬م ل آية العدة (حول) التي سبقت‪ ،‬منسوه ح مها‪ ،‬لكن تاوتها باقية‪ ،‬والسبب لي ااب‬
‫القارئ على قراعتها "أو التلو " يعني فق دون الح م‪ ،‬آية الرجم‪ ،‬الرجم باقي‪ ،‬ح مه متفاق علياه‪ ،‬مجماع علياه‪،‬‬
‫واآلياة التاي ذ ارت فاي الحاديث الصاحيق منساوخة‪ ،‬رفاع لفظهاا‪ ،‬وبقاي ح هاا "والشايخ والشايخة إذا ينياا فارجموهمااا‬
‫البتة"‪.‬‬
‫أو لهمههههههههههههها كآيهههههههههههههة الرضههههههههههههههاعة‬ ‫‪...................................‬‬
‫ج‬

‫(لهما) للح ام والاتاوة آياة الرضااعة "عشار رضاعات معلوماات يحارمن" نساخن باالخمس‪ ،‬فهاذه مماا نساخ ح مهاا‬
‫ولفظها وتاوتها‪ ،‬وناسختها‪ ،..‬نسخ لفظها وبقي ح مها‪ ،‬وسياقهما واحد‪ ،‬نعم؟‬
‫طالب‪......:‬‬
‫إذا تأخر العام علاى الخااص‪ ،‬أو المطلاق علاى المقياد‪ ،‬المساألة خافياة باين أهال العلام‪ ،‬هال يقاال بالنساخ أو يقاال‬
‫ببقاااع العااام والمنسااوه والءاااع‪...‬؟ م لمااا قياال فااي حااديث‪ " :‬ااان آخاار األم ارين تاارك الوضااوع ممااا مساات النااار" مااع‬
‫حديث "أنتوضأ من لحام اإلبال؟ قاال‪(( :‬نعام)) قولاه‪" :‬آخار األمارين" يادل علاى أن الوضاوع مان لحام اإلبال متقادم؛‬
‫ألن عدم الوضوع متأخر‪ ،‬والذي يقول‪ :‬يحمل العام على الخاص ما عنده مش لة‪ ،‬وم ل هذا األمار باالقطع بقطاع‬
‫الخف هذا متقدم با شك‪ ،‬لكن اإلطا متأخر‪ ،‬فاألمر بالمدينة‪ ،‬واإلطا جاع بعرفة‪ ،‬فيقولاون‪ :‬لاو أن الخااص‬
‫با ‪ ،‬والمقيد با لما سيق اللفف عاما بعد ذلك‪ ،‬والمسألة خافية عند أهل العلم معروفة‪.‬‬
‫سم‪.‬‬
‫قال ‪-‬رحمه هللا‪:-‬‬
‫علههههههي‬ ‫مههههههنهم بههههههها مهههههه نزلهههههه‬ ‫كآيههههههة النجههههههو التههههههي لههههههم يعمهههههه ِّ‬
‫بهههههههههه عشههههههههههر أيامهههههههههها‬ ‫وقيهههههههههه ‪:‬‬ ‫وسههههههههههاعة قهههههههههههد بقيههههههههههه تمامههههههههههها‬
‫ج‬ ‫ج‬

‫يقول الناظم ‪-‬رحمه هللا تعالى‪ -‬في النوع ال الث عشر والنوع الرابع عشر‪:‬‬
‫"المعمول به مد معينة" مدة محددة "وما عم به واحد" والم ال واحد‪ ،‬للنوعين الم ال واحد‪.‬‬
‫هول َفَق ِّهدموا َب ْهي َن َي َهد ْي‬
‫الرس َ‬ ‫آمنوا ِّ َ ا َن َ‬
‫هاجْيتم َّ‬ ‫ين َ‬
‫ِّ‬
‫{يا أَُّي َها َّال َ‬
‫يقول‪" :‬كآية النجو " هذا الم اال "و لك كآية النجو " َ‬
‫علي" بن‬ ‫َن ْج َواك ْم َص َد َقة} [(‪ )75‬سورة المجادلة] "التي لم يعم ِّ * منهم بها" يعني الصحابة بهذا اآلية "م نزل‬
‫أبي طالب‪َّ ،‬‬
‫قدم‪ ،‬تصد بدينار‪ ،‬م ناجى النبي ‪-‬عليه الصاة والسام‪ ،-‬وما عمل بها أحاد مانهم حتاى نساخت‪،‬‬
‫لكاان اام بقياات هااذه اآليااة إلااى أن نسااخت؟ خااال "وسههاعة قههد بقيهه " يعنااي بقااي الوجااوب ساااعة‪ ،‬بقااي مفادهااا‬

‫‪17‬‬
‫وماادلوها ساااعة‪ ،‬اام نسااخت؛ ألنااه يشااق علااى جميااع الصااحابة أنااه اال ماان أراد أن يناااجي النبااي ‪-‬عليااه الصاااة‬
‫والسام‪ -‬وحاجتهم تشتد إلى ذلك‪ ،‬حااجتهم تشاتد إلاى النجاوى‪ ،‬ال مان احتااج النجاوى يقادم صادقة؟ هاذا يصاعب‬
‫عليهم‪.‬‬
‫"وسهههاعة قهههد بقيههه " يعن ااي إل ااى أن نس ااخت "تمامههها" ر ايي اادة ور نق ااص‪ ،‬ه اال يم اان أن يق ااال ف ااي الس اااعة عل ااى‬
‫اصااطاحهم ر ييااادة ور نقااص؟ أو أن الساااعة مقاادار ماان اليمااان لاايس الماراد بااه الساااعة الفلكيااة التااي عبااارة عاان‬
‫سااتين دقيقااة؟ ولااذلك قااد تكااون الساااعة ساااعتين اااث‪ ،‬وقااد تكااون ربااع ساااعة‪ ،‬فتحااد ا ساااعة‪ ،‬يعنااي مقاادار ماان‬
‫اليمان‪.‬‬
‫"وقيه ‪ " :‬أي لاايس بقاوهااا ساااعة‪ ،‬باال بقياات أك اار ماان ذلااك بقياات إلااى أن نسااخت "عشههر أيامهها" يقولااون ‪-‬واألول‬
‫أظهاار‪ :-‬إنهااا ساااعة؛ لماااذا؟ نعاام؟ إذا يبعااد أن تسااتمر عش ارة أيااام مااع مساايس الحاجااة إلااى مناجاااة النبااي ‪-‬عليااه‬
‫الصاة والسام‪ -‬ولم يعمل بهاا إر علاي‪ ،‬فاماا أن نقاول‪ :‬قاد عمال بهاا غيار علاي‪ ،‬أو نقاول‪ :‬إنهاا لام تباق إر مادة‬
‫يسيرة ر يشق عليهم انتظارها‪ ،‬أو مرت من غير احتياج إلى مناجاته ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪.-‬‬
‫فااي تااب الشاايعة يااذ رون فااي آيااة الما اادة {وهههم ر ِّ‬
‫اكعههو َن} [(‪ )22‬سااورة الما اادة] يقولااون‪ :‬هااذه اآليااة مااا عماال بهااا إر‬ ‫َ َْ‬
‫علي‪ ،‬راكع‪ ،‬وجاع سا ل فأبري لاه أصابعه التاي فيهاا الخااتم ليأخاذه‪ ،‬لكان هال مفااد اآلياة أن الصادقة وايتااع الي ااة‬
‫حال الصاة‪ ،‬أو أن هذا مما ينافي مقتضى لب الصااة الاذي هاو الخشاوع؟! هال يمادح بهاذا أو ياذم؟! ياذم؛ ألناه‬
‫غفل عن صاته‪ ،‬وغفل عن مناجاة ربه‪ ،‬وتحرك فاي صااته مان غيار حاجاة‪ ،‬ال هاذا ماا ياذم‪ ،‬ويصاان علاي ‪-‬‬
‫رضي هللا تعالى عنه‪ -‬عن ذلك‪ ،‬مع أن ظاهر اللفف ر يدل عليه‪.‬‬
‫طالب‪.....:‬‬
‫فااي المسااألة حااديث أبااي هريارة‪(( :‬إذا سااجد أحااد م فااا يبارك مااا يباارك البعياار‪ ،‬وليضااع يديااه قباال ر بتيااه)) وفيهااا‬
‫أيضا حديث وا ال‪ " :‬اان النباي ‪-‬علياه الصااة والساام‪ -‬إذا ساجد وضاع يدياه قبال ر بتياه" الحاديث األول أرجاق‪،‬‬
‫ونص على هذا ابن حجر في البلوغ وغيره‪ ،‬فاذا ان أرجق ألن لاه شااهد مان فعال ابان عمار‪ ،‬أو مان حاديث ابان‬
‫عمار‪ ،‬إذا اان أرجااق فماا المااانع مان العماال باه ((وليضااع يدياه قبال ر بتيااه))؟ الماانع تااأ ر يار ماان طااب العلاام‬
‫بقول ابن القيم‪ :‬إن الحديث مقلوب‪ ،‬يف مقلوب يا ابان القايم؟ قاال‪ :‬إذا نايل علاى يدياه قبال ر بتياه أشابه البعيار‪،‬‬
‫نقااول‪ :‬يرحمااك هللا‪ ،‬مااا معنااى بااروك البعياار؟ متااى يقااال‪ :‬باارك البعياار؟ أهاال اللءااة يقولااون‪ :‬باارك البعياار وحصااحص‬
‫بقوة فأ ار الءبار‪ ،‬وفر الحصى‪ ،‬فمن نيل بيدياه بقاوة‪ ،‬وأ اار الءباار‪ ،‬وخلخال الابا‬ ‫البعير إذا نيل على األر‬
‫قلنا‪ :‬برك م لما يبرك البعير‪ ،‬واذا نيل على ر بتيه بقوة وفعل م لما صنع قلنا‪ :‬برك م لما يبرك الحمار‪ ،‬و ل هاذا‬
‫بقااوة‪ ،‬وجاااع البااروك علااى الاار بتين أيض اا‪ ،‬عماار ‪-‬رضااي هللا عنااه‪ -‬فااي‬ ‫ممنااوع‪ ،‬فااالممنوع أن يناايل علااى األر‬
‫الحااديث الصااحيق فااي البخاااري‪" :‬فباارك علااى ر بتيااه" إذا البااروك مااا هااو بخاااص بالياادين أو بااالر بتين‪ ،‬فاااذا فهمنااا‬
‫معنى البروك يال عنا اإلش ال‪ ،‬ر نبرك م لما يبرك البعير ننيل بقوة‪ ،‬ولنمت ل األمر ((وليضع يديه قبل ر بتيه))‬
‫إذا وضعهما مجرد وضع ما يقال‪ :‬بارك م لماا بارك‪ ،..‬نقاول‪ :‬وضاع يدياه قبال ر بتياه امت ال األمار‪ ،‬وفار باين أن‬
‫ما فيه أدناى‬ ‫ترمي المصحف على األر ‪ ،‬هذا حرام‪ ،‬وعظيمة من عظا م األمور‪ ،‬وبين أن تضعه على األر‬
‫إش ا ال‪ ،‬يجااوي‪ ،‬فاار بااين هااذا وهااذا‪ ،‬فاااذا نيلاات‪ ،‬المسااألة مسااألة قيااام بااين ياادي هللا ‪-‬جاال وعااا‪ ،-‬عليااك بااالرفق‬
‫‪18‬‬
‫والطمأنينة‪ ،‬تودي صاة‪ ،‬أنت ما ل بين يادي خالقاك‪ ،‬فااذا نيلات برفاق ولاين فساواع نيلات علاى ياديك‪ ،‬أو رجحات‬
‫الر بتين‪ ،‬المقصود أنك ر تنيل بقوة؛ ولذا شيخ اإلسام يرى التخيير بينهماا‪ ،‬و يار مان النااس ابان القايم ‪-‬رحماه‬
‫هللا‪ -‬لما هجم عليه هذا الفهم أجلب عليه‪ ،‬صار يو ر على ل من ق أر امه‪ ،‬لكن ر بد من تحرير المساا ل‪ ،‬ر‬
‫من النظر إلى المسا ل بدقة‪.‬‬
‫اللهم صل على محمد وعلى آله‪...‬‬

‫‪19‬‬

You might also like