الآليات الممكنة لمواجهة إساءة استخدام المبعوث الدبلوماسي لحصاناته وامتيازاته الدبلوماسية

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 11

4102 ‫ جوان‬- 24 ‫عدد‬ ‫التواصل في االقتصاد واإلدارة والق انون‬

‫اآلليات الممكنة لمواجهة إساءة استخدام المبعوث الدبلوماسي لحصاناته وامتيازاته الدبلوماسية‬
‫آمال عقابي‬
‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‬
‫ عنابة‬-‫جامعة باجي مختار‬

‫ملخص‬
‫تشكل ظاهرة إساءة استخدام الحصانات واالمتيازات الدبلوماسية أحد المتغيرات الخطيرة التي تعكر صفو العالقات‬
‫ إن سبب هذه الظاهرة يعود إلى ازدياد عدد األشخاص المتمتعين بالحصانة ونقص التأهيل المناسب للمبعوثين‬.‫الدبلوماسية‬
‫ إن كل هذه العوامل ساهمت في تفاقم ظاهرة إساءة استخدام المبعوثين الدبلوماسيين‬.‫الدبلوماسيين ونقص المعايير األخالقية‬
‫ األمر الذي أدى بالدول إلى التشدد في تطبيق القواعد الخاصة بالحصانات واالمتيازات‬،‫للحصانات واالمتيازات الدب لوماسية‬
‫ واقتراح الحلول الممكنة لمواجهة‬،1691 ‫ من خالل اتخاذ اإلجراءات المنصوص عليها في اتفاقية فيينا لعام‬،‫الدبلوماسية‬
.‫هذه اإلساءات والتجاوزات‬

‫ عالقات دبلوماسية‬،‫ حصانات وامتيازات دبلوماسية‬،‫ مبعوث دبلوماسي‬:‫الكلمات المفاتيح‬

Les mécanismes possibles pour lutter contre l'utilisation abusive de l'envoyé diplomatique
des immunités et des privilèges diplomatiques

Résumé
Le phénomène de l'abus des privilèges et immunités diplomatiques est l'une des graves
variables qui perturbent les relations diplomatiques. Il est dû à l'augmentation du nombre de
personnes qui bénéficient de cette immunité, de l'absence de formation adéquate des agents
diplomatiques et de l'absence de normes d'éthique. Ce phénomène a conduit les Etats à
appliquer strictement les règles des privilèges et immunités diplomatiques, et à proposer des
solutions pour remédier aux excès.

Mots clés: Envoyé diplomatique, privilèges et immunités diplomatiques, relations


diplomatiques

Potential Mechanisms to Counter Diplomatic Envoy Misuse of Diplomatic Immunities and


Privileges

Abstract
The phenomenon of abuse of diplomatic privileges and immunities is so serious that it may
disrupt diplomatic relations, this phenomenon is due to the increase in the number of persons
enjoying immunity. The absence of an adequate training of diplomatic agents and the lack of
ethical standards, have contributed to the growing number of diplomatic envoys enjoying
diplomatic privileges and immunities, which led states to strictly apply the rules of diplomatic
privileges and immunities, and propose solutions to address these abuses.

Keywords: Diplomatic envoy, diplomatic privileges and immunities, diplomatic relations.

20
‫عدد ‪ - 24‬جوان ‪4102‬‬ ‫التواصل في االقتصاد واإلدارة والق انون‬

‫نصت هذه االتفاقية على بعض الحلول المنطقية‬ ‫مــقدمـــــة‪:‬‬


‫والفعالة لإلساءات التي ترتكب من قبل بعض‬ ‫يعد المساس بالحصانات واالمتيازات التي يتمتع‬
‫المبعوثين الدبلوماسيين‪ ،‬هذه الحلول جاءت منصفة‬ ‫بها المبعوث الدبلوماسي مساسا بهيبة الدولة‬
‫وعادلة سواء بالنسبة للدولة المعتمدة أو الدولة‬ ‫وسيادتها‪ ،‬باعتبار أن هذه األخيرة لم تقرر لصالحه‬
‫المعتمد لديها‪.‬‬ ‫وانما تقررت لصالح الدولة التي يمثلها‪ ،‬ومع هذا‬
‫تتمثل هذه الحلول في تخفيض حجم البعثة‬ ‫نجد أن بعض الدبلوماسيين قد أساءوا استخدام‬
‫الدبلوماسية (المطلب األول)؛ أو التنازل عن‬ ‫الدول‬ ‫في‬ ‫الدبلوماسية‬ ‫وحصاناتهم‬ ‫امتيازاتهم‬
‫الحصانة القضائية (المطلب الثاني)؛ أو إعالن‬ ‫المعتمدين لديها‪ ،‬وذلك بتدخلهم في الشؤون الداخلية‬
‫المبعوث الدبلوماسي شخص غير مرغوب فيه‬ ‫للدولة المضيفة‪ ،‬والتجسس لحساب دولهم‪ ،‬واستخدام‬
‫(المطلب الثالث)‪.‬‬ ‫الحقائب الدبلوماسية للتهريب‪ .‬وأمام تزايد حاالت‬
‫المطلب األول‪ :‬تخفيض حجم البعثة الدبلوماسية‪:‬‬ ‫إساءة استخدام الحصانات واالمتيازات الدبلوماسية‬
‫إن تحديد حجم البعثة الدبلوماسية يختلف من‬ ‫التي تهدد سيادة وأمن الدولة المضيفة‪ ،‬يثور التساؤل‬
‫بعثة ألخرى تبعا لقدرة وأهمية المصالح التي تربط‬ ‫بشأن اإلجراءات الممكنة والمناسبة التي يحق للدولة‬
‫الدولة الموفدة للبعثة بالدولة الموفد إليها‪ ،‬حيث يترك‬ ‫المضيفة اتخاذها لمواجهة هذه الحاالت؟ واذا كانت‬
‫للدولة الموفدة تقدير ذلك وتحديد عدد األشخاص‬ ‫اتفاقية فيينا تضمنت بعض هذه اآلليات فهل تعتبر‬
‫(‪)2‬‬
‫الذين ترى لزوم إيفادهم للقيام بمهامهم الدبلوماسية‬ ‫كافية وفعالة‪ ،‬أم أنه توجد آليات أخرى قد تتخذها‬
‫بحيث يكون حجم البعثة متناسبا مع الوظائف التي‬ ‫هذه الدولة استنادا إلى الممارسة الدولية؟ سنحاول‬
‫تقوم بها البعثة(‪.)3‬‬ ‫اإلجابة عن هذا التساؤل من خالل مبحثين نتناول‬
‫ونظ ار لمغاالة بعض الدول أحيانا في عدد‬ ‫في األول اآلليات المنصوص عليها في اتفاقية فيينا‬
‫األشخاص الذين تضمهم بعثاتها الدبلوماسية دون‬ ‫للعالقات الدبلوماسية لعام ‪ ،1691‬وفي الثاني‬
‫الحاجة إلى ما يبرر ذلك غير القيام بنشاط آخر‬ ‫نعرض اآلليات األخرى غير المنصوص عليها في‬
‫خارج مهام البعثة الدبلوماسية‪ ،‬األمر الذي يمكن أن‬ ‫اتفاقية فيينا للعالقات الدبلوماسية لعام ‪.1691‬‬
‫يتعارض مع مصالح الدولة الموفدة إليها‪ ،‬فإنه يحق‬ ‫المبحث األول‪ :‬اآلليات المنصوص عليها في‬
‫لهذه الدولة استنادا إلى مقتضيات أمنها الوطني أو‬ ‫اتفاقية فيينا للعالقات الدبلوماسية لعام ‪:1691‬‬
‫كثرة تدخل المبعوثين الدبلوماسيين في شؤونها‬ ‫تعتبر اتفاقية فيينا للعالقات الدبلوماسية لسنة‬
‫الداخلية‪ ،‬أو كثرة حاالت التجسس واالشتراك في‬ ‫‪ 1691‬مرجعا أساسيا في تعريف وتنظيم العمل‬
‫المؤامرات لقلب نظام الحكم‪ ،‬أن تطالب الدولة‬ ‫الدبلوماسي‪ ،‬إذ ساهمت في حل الكثير من‬
‫الموفدة بتخفيض عدد المبعوثين الدبلوماسيين للحد‬ ‫اإلشكاليات واإلجابة عن العديد من األسئلة التي‬
‫(‪)4‬‬
‫المعقول‪ ،‬وأن ترفض قبول ما يزيد عن هذا الحد‬ ‫كانت تثور حول هذا العمل‪ ،‬خاصة فيما يتعلق‬
‫استنادا لنص المادة ‪ 11‬من اتفاقية فيينا للعالقات‬ ‫برئيس وأعضاء البعثة الدبلوماسية ووظائفهم‬
‫(‪)1‬‬
‫الدبلوماسية التي تبنت قاعدة الرضا المتبادل‬ ‫‪.‬‬ ‫وحصاناتهم وامتيازاتهم‬

‫‪21‬‬
‫عدد ‪ - 24‬جوان ‪4102‬‬ ‫التواصل في االقتصاد واإلدارة والق انون‬

‫ولإلشارة فإنه البد من الحصول على موافقة‬ ‫واالتفاق في تحديد إنشاء البعثة الدبلوماسية‬
‫الدولة المضيفة على الشخص المراد تعيينه كرئيس‬ ‫وحجمها(‪ .)5‬لذا سنتناول بالدراسة األساس القانوني‬
‫للبعثة الدبلوماسية‪ ،‬ألنه من حقها أن ترفض قبول‬ ‫لتقليص حجم البعثة في الفرع األول‪ ،‬ثم نتطرق‬
‫أي دبلوماسي وهي ليست مضطرة لتقديم أسباب‬ ‫لبعض النماذج على ذلك في الفرع الثاني‪.‬‬
‫الرفض للدولة الموفدة‪ ،‬فالدولة المضيفة حرة في ذلك‬ ‫الفرع األول‪ :‬األساس القانوني لتخفيض حجم‬
‫وال تترتب عليها أية مسؤولية(‪ .)7‬أما إذا وافقت الدولة‬ ‫البعثة‪:‬‬
‫المضيفة على الشخص المرشح لمنصب رئيس‬ ‫نصت المادة ‪ 11‬منن اتفاقينة فييننا علنى أننه‪ ":‬فني‬
‫البعثة الدبلوماسية يثبت تعيينه رسميا(‪ ،)8‬ويخضع‬ ‫حالة عدم وجود اتفناق خناص بحجنم البعثنة – فللدولنة‬
‫في تعيينه لجملة من اإلجراءات التنظيمية ويتمتع‬ ‫المعتم نند ل ننديها أن تح ننتم أن يك ننون الع نندد مح ننددا ف نني‬
‫بالحصانات واالمتيازات المقررة له فور دخوله البلد‬ ‫معقن نوال وعادي ننا – م ننع مالحظ ننة‬ ‫نط نناق م ننا تعتبن نره‬
‫المضيف‪ ،‬أو تقديم أوراق اعتماده إذا كان رئيسا‬ ‫الظ ننروف والمالبس ننات القائم ننة ف نني ه ننذه الدول ننة‪ ،‬وم ننع‬
‫للبعثة(‪.)6‬‬ ‫األخننذ بعننين االعتبننار حاجننة البعثننة المعنيننة‪ .‬وللدولننة‬
‫كذلك نجد أن المادة ‪ 47‬من اتفاقية فيينا‬ ‫المعتمنند لننديها فنني نفننس الحنندود وبنندون تفرقننة – أن‬
‫للعالقات الدبلوماسية نصت على أنه يجوز للدولة‬ ‫ترفض تعيين موظفين من فئة معينة‪".‬‬
‫المعتمد لديها فيما يخص حالة الملحقين العسكريين‬ ‫نستنتج من نص المادة ‪ 11‬أنه يحق للدولة‬
‫أو البحريين أو الجويين موافاتها مسبقا بأسمائهم‬ ‫المضيفة أن تطلب تخفيض عدد أعضاء البعثة‬
‫للموافقة عليهم‪.‬‬ ‫الدبلوماسية المعتمد لديها وفقا لما تراه مناسبا من‬
‫الفرع الثاني‪ :‬السوابق الدولية لتخفيض حجم البعثة‬ ‫ظروف وأحوال؛ إضافة إلى ذلك فإن اتفاقية فيينا‬
‫الدبلوماسية‪:‬‬ ‫بينت من خالل نصوصها الحاالت التي يحق فيها‬
‫أكدت الممارسة الدولية اعتماد كثير من الدول‬ ‫للدولة المضيفة قبول أو رفض الشخص المراد‬
‫اإلجراء المتعلق بتحديد أو تخفيض عدد أفراد البعثة‬ ‫اعتماده مبعوثا للدولة الموفدة‪ ،‬حيث نصت المادة‬
‫الدبلوماسية‪ ،‬ويمكن اإلشارة للحاالت التي لجأت فيها‬ ‫‪ 44‬من االتفاقية على أنه "يجب على الدولة الموفدة‬
‫الدول إلى اعتماد هذا اإلجراء على النحو التالي‪:‬‬ ‫أن تتأكد من الحصول على موافقة الدولة المضيفة‬
‫‪ -‬أكدت الحكومة البريطانية في قضيتي اختطاف‬ ‫قبل أن تعتمد مرشحها رئيسا لبعثتها لدى الدولة‬
‫الالجئ النيجيري (‪ )Dikko‬وحادث السفارة الليبية‬ ‫الثانية‪ .‬ليست الدولة المضيفة مضطرة ألن تذكر‬
‫سنة ‪ 1684‬على استعدادها في استعمال حقها الوارد‬ ‫للدولة الموفدة أسباب رفضها قبول الممثّل المقترح"‪.‬‬
‫في نص المادة ‪ 11‬من اتفاقية فيينا للعالقات‬ ‫نفهم من نص هذه المادة أن رئيس البعثة يعتبر‬
‫الدبلوماسية بتخفيض حجم البعثة إذا كان لديها‬ ‫قائما بمهامه في الدولة المضيفة من وقت قيامه‬
‫اعتقاد أن هذه البعثة أساءت استخدام الحصانات‬ ‫باإلخطار بوصوله وتقديمه أوراق اعتماده إلى و ازرة‬
‫واالمتيازات الدبلوماسية‪ .‬كما قرر مكتب شؤون‬ ‫خارجية الدولة المضيفة أو إلى أي و ازرة أخرى متفق‬
‫اإلجراءات‬ ‫كل‬ ‫اتخاذ‬ ‫البريطاني‬ ‫الكومنولث‬ ‫عليها(‪.)9‬‬

‫‪22‬‬
‫عدد ‪ - 24‬جوان ‪4102‬‬ ‫التواصل في االقتصاد واإلدارة والق انون‬

‫تلجأ الدول في عالقاتها المتبادلة خصوصا إذا‬ ‫المنصوص عليها في اتفاقية فيينا خصوصا المواد‬
‫مارس رئيس البعثة أو أي شخص دبلوماسي فيها‬ ‫‪ 44‬و‪ 47‬و‪ 14‬من أجل تعزيز اإلجراء المنصوص‬
‫أفعاال ال تتفق وطبيعة الوظيفة الدبلوماسية إلى‬ ‫عليه في نص المادة‪ 11‬واجراء رقابة صارمة على‬
‫إعالنه شخصا غير مرغوب فيه(‪ ،)14‬وفي هذه‬ ‫البعثات الدبلوماسية المعتمدة لدى بريطانيا(‪.)14‬‬
‫الحالة وان رأت الدولة الموفدة بأن هذا القرار غير‬ ‫‪ -‬طلب حكومة أوغندا من بريطانيا في ‪45‬‬
‫مبرر وكدفاع عن موقفها تتخذ أحيانا نفس الموقف‬ ‫نوفمبر‪ 1674‬سنة تخفيض عدد أعضاء بعثتها‬
‫فتطلب سحب المبعوث الدبلوماسي المعتمد لديها‬ ‫الدبلوماسية العاملة في كمباال إلى ‪ 45‬أشخاص بدال‬
‫من تلك الدولة ومن نفس درجة مبعوثها الذي اعتبر‬ ‫من ‪ 54‬شخص‪.‬‬
‫غير مرغوب فيه(‪.)15‬‬ ‫‪ -‬طلب الحكومة الرومانية من الواليات المتحدة‬
‫إن اعتبار المبعوث الدبلوماسي شخصا غير‬ ‫األمريكية في ‪ 13‬ماي سنة ‪ 1654‬تخفيض عدد‬
‫مرغوب فيه حق مطلق للدولة المضيفة أقرته اتفاقية‬ ‫بعثتها الدبلوماسية إلى ‪ 14‬أشخاص‪ ،‬وقد استجابت‬
‫فيينا للعالقات الدبلوماسية في المادة ‪ 46‬دون‬ ‫الواليات المتحدة األمريكية لذلك مقابل فرض قيود‬
‫الحاجة إلبداء األسباب التي اقتضت ذلك(‪ ،)19‬كما‬ ‫‪.‬‬ ‫(‪)11‬‬
‫على تحركات الدبلوماسيين الرومانيين‬
‫يمكن اعتبار الشخص غير مرغوب فيه أو غير‬ ‫من خالل هذه القضايا يتضح لنا أن تخفيض‬
‫مقبول حتى قبل وصوله إلى إقليم الدولة المعتمد‬ ‫عدد أفراد البعثة الدبلوماسية هو إجراء قانوني في‬
‫لديها(‪.)17‬‬ ‫ظل اتفاقية فيينا‪ ،‬ويعد إجراء فعاال ألنه يمكن الدولة‬
‫السؤال المطروح هو متى يعتبر المبعوث‬ ‫البعثات‬ ‫على‬ ‫رقابة‬ ‫فرض‬ ‫من‬ ‫المضيفة‬
‫الدبلوماسي شخصا غير مرغوب فيه؟ وهل تلتزم‬ ‫الدبلوماسية(‪.)12‬‬
‫الدولة المضيفة بذكر أسباب اعتباره كذلك؟‬ ‫غير أنه بالرغم من شرعية وفعالية هذا اإلجراء‬
‫الفرع األول‪ :‬أسباب اعتبار المبعوث الدبلوماسي‬ ‫نجد أن التجاوزات التي يرتكبها المبعوث الدبلوماسي‬
‫شخصا غير مرغوب فيه‪:‬‬ ‫ال تعود إلى ازدياد حجم البعثة الدبلوماسية‪ ،‬وبالتالي‬
‫إن أسباب اعتبار المبعوث الدبلوماسي شخصا‬ ‫تقليصها للحد من إساءاته وتجاوزاته‪ ،‬بل هناك‬
‫غير مرغوب فيه كثيرة ومتنوعة فقد يكون تصريحا‬ ‫المبعوثين‬ ‫اختيار‬ ‫سوء‬ ‫منها‬ ‫أخرى‬ ‫أسباب‬
‫أو موقفا غير ودي اتجاه الدولة المعتمد لديها‪ ،‬أو‬ ‫الدبلوماسيين‪ ،‬إذ إلى جانب المستوى األكاديمي‬
‫مباشرة نشاط عدائي اتجاه سلطاتها‪ ،‬ومن األسباب‬ ‫يجب أن يكون المبعوث حسن الخلق ونزيها‪،‬‬
‫البارزة في هذا الشأن تجاوز المبعوث الدبلوماسي‬ ‫وبالتالي فنجاح البعثة أو فشلها ال يعود لحجمها‬
‫لنطاق وظائفه والحدود المشروعة لمهمته(‪ ،)18‬مثل‬ ‫بقدر ما يعود للعناصر التي تحتويها البعثة‪،‬‬
‫التدخل في الشؤون الداخلية للدولة المضيفة وهي‬ ‫خصوصا وأنه في الغالب هذه التجاوزات تحدث من‬
‫ممارسات حساسة ومهمة تحرص الدول على منعها‬ ‫طرف أفراد أسرة المبعوث الدبلوماسي(‪.)13‬‬
‫ومواجهتها بكل الوسائل(‪ ،)16‬والتآمر لقلب نظام‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬إعالن المبعوث الدبلوماسي شخصا‬
‫الحكم أو القيام بأعمال التجسس أو أعمال التخريب‬ ‫غير مرغوب فيه‪:‬‬

‫‪23‬‬
‫عدد ‪ - 24‬جوان ‪4102‬‬ ‫التواصل في االقتصاد واإلدارة والق انون‬

‫تعد الحصانة القضائية من الحصانات المقررة‬ ‫أو القيام بتهريب المواد المخدرة واألموال النقدية‬
‫للمبعوث الدبلوماسي لتمكينه من أداء مهامه بشكل‬ ‫مستثم ار بذلك حصانته وامتيازاته الدبلوماسية(‪.)24‬‬
‫الوجه‬ ‫على‬ ‫دولته‬ ‫مصالح‬ ‫ولحماية‬ ‫فعال‬ ‫وحتى يتبلور الحديث عن آلية إعالن المبعوث‬
‫الدبلوماسي‬ ‫المطلوب(‪ ،)25‬فهي منحت للمبعوث‬ ‫الدبلوماسي شخصا غير مرغوب فيه البد من‬
‫مراعاة لمركزه ومتطلبات وظيفته‪ .‬وتعني الحصانة‬ ‫االستشهاد بالسوابق الدولية في هذا الشأن‪ ،‬وهذا ما‬
‫ضد مالحقة الدبلوماسي أمام السلطات القضائية‬ ‫سنعرضه في الفرع الثاني‪.‬‬
‫للدولة المضيفة‪ ،‬وتعتبر حقا أصليا للدولة التي لها‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬السوابق الدولية على إعالن المبعوث‬
‫وحدها حق التنازل عنها(‪ )29‬وهذا ما أكدته المادة ‪32‬‬ ‫الدبلوماسي شخص غير مرغوب فيه‪ :‬إن تاريخ‬
‫من اتفاقية فيينا‪ ،‬غير أنه ليس من الضروري دائما‬ ‫العالقات الدبلوماسية حافل باألمثلة والسوابق الدولية‬
‫أن يصدر هذا اإلجراء من حكومة دولة المبعوث‬ ‫في لجوء الدول إلى آلية اعتبار المبعوث الدبلوماسي‬
‫الدبلوماسي إذ يمكن أن يصدر من رئيس البعثة‬ ‫شخصا غير مرغوب فيه ومن األمثلة على ذلك‪:‬‬
‫باعتباره الممثل الرسمي لدولته والمعبر عن إرادتها‬ ‫‪ -‬إعالن واشنطن في ‪ 2441/43/21‬بأن ‪54‬‬
‫بإبالغ أمر التنازل عن الحصانة إلى المحكمة‬ ‫دبلوماسيا روسيا أصبحوا أشخاصا غير مرغوب‬
‫المرفوع أمامها النزاع(‪.)27‬‬ ‫فيهم(‪.)21‬‬
‫وعليه سنتناول شكل التنازل عن الحصانة في‬ ‫‪ -‬إبعاد سفير الواليات المتحدة األمريكية في جاكارتا‬
‫الفرع األول وأهم العقبات التي تعترض هذا اإلجراء‬ ‫التهامه بالتآمر ضد الحكومة االندونيسية عام‬
‫في الفرع الثاني‪.‬‬ ‫‪.1658‬‬
‫الفرع األول‪ :‬شكل التنازل عن الحصانة‪ :‬القاعدة‬ ‫‪ -‬إبعاد القائم باألعمال المصري في ليبيريا التهامه‬
‫العامة التي أقرتها اتفاقية فيينا أن يكون التنازل‬ ‫بالتدخل في الشؤون الداخلية(‪.)22‬‬
‫صريحا في جميع األحوال‪ ،‬أي سواء فيما يتعلق‬ ‫‪ -‬إعالن سلطات دولة الزائير في ‪1672/12/21‬‬
‫بالمواد الجزائية أو المواد المدنية واإلدارية وهذا ما‬ ‫بأن سفير كوريا الجنوبية شخص غير مرغوب فيه‬
‫نصت عليه المادة ‪ )42(32‬ووفقا للمادة ‪)44(32‬‬ ‫وعليه مغادرة البلد خالل ‪ 48‬ساعة بعد اتهامه‬
‫فإن أحكام التنازل عن الحصانة القضائية ال يتناول‬ ‫بالتدخل في الشؤون الداخلية(‪.)23‬‬
‫تدابير التنفيذ فهذه تحتاج إلى تنازل مستقل(‪.)28‬‬ ‫بناء على ما تقدم يفترض باستمرار أن يكون‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬العقبات التي تعترض تطبيق هذا‬ ‫المبعوث الدبلوماسي شخصا مرغوبا فيه ومرحبا به‪،‬‬
‫بالرغم من أن هذا اإلجراء يعتبر الحل‬ ‫اإلجراء‪:‬‬ ‫وأن ال يخالف واجباته وأن يسلك السلوك الحسن هو‬
‫األمثل للحد من تجاوزات المبعوث الدبلوماسي‬ ‫وأفراد أسرته‪ ،‬فإذا ما خالف واجباته وأقدم على‬
‫باعتباره أكثر الحلول نجاعة‪ ،‬إال أنه تعترض تطبيقه‬ ‫ارتكاب أعمال غير مشروعة فإنه يحق للدولة‬
‫بعض العقبات العملية التي تقلل من فعاليته أهمها‪:‬‬ ‫المضيفة عندئذ اعتباره شخصا غير مرغوب فيه(‪.)24‬‬
‫غياب األساس اإللزامي في نص المادة ‪ 32‬وفي‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬التنازل عن الحصانة القضائية‬
‫ظل غياب هذا اإللزام فالدولة الموفدة لن تمكن‬

‫‪24‬‬
‫عدد ‪ - 24‬جوان ‪4102‬‬ ‫التواصل في االقتصاد واإلدارة والق انون‬

‫يعد استدعاء المبعوث الدبلوماسي من أسباب انتهاء‬ ‫الدولة المضيفة من إخضاع المبعوث الدبلوماسي‬
‫مهامه طبقا للعرف الدولي حيث تقوم الدولة الموفدة‬ ‫لقضائها خصوصا في ظل غياب آلية قانونية تلزمها‬
‫بإخطار الدولة المضيفة بأن مهام المبعوث‬ ‫بالتنازل عن الحصانة(‪.)26‬‬
‫الدبلوماسي قد انتهت عن طريق المراسالت الرسمية‬ ‫إذن يمكن القول بأن رفع الحصانة بالتنازل يشكل‬
‫بين و ازرتي خارجية البلدين‪ ،‬هذا في الحالة العادية‬ ‫إجراء فعاال لمواجهة تجاوزات المبعوث الدبلوماسي‬
‫بمناسبة بلوغه سن التقاعد أو ترقيته(‪.)31‬‬ ‫إلى حين تعديل نص المادة ‪ ،32‬وبذلك نحن نؤيد‬
‫كما تلجأ الدولة الموفدة إلى استدعاء مبعوثها أو‬ ‫الرأي الذي ذهب إليه بعض الباحثين بجعل التنازل‬
‫رئيس البعثة الدبلوماسية ألسباب تتعلق بفقدان الثقة‬ ‫المادتين‪)44(31‬‬ ‫نص‬ ‫بين‬ ‫والتوفيق‬ ‫إلزاميا‬
‫نتيجة سوء تنفيذ سياسة الحكومة أو نتيجة سوء‬ ‫و‪ )41(32‬بحيث تكون الدولة أمام خيارين إما‬
‫تصرف في الدولة المضيفة‪ .‬فالدولة الموفدة عندما‬ ‫التنازل عن حصانة مبعوثها الدبلوماسي أو محاكمته‬
‫تتخذ هذا اإلجراء وتستدعي مبعوثها الدبلوماسي فهي‬ ‫أمام قضائها‪ .‬لكن قد تلجأ الدولة المضيفة إلى طرد‬
‫تعمل إما على إقالته‪ ،‬أو صرفه‪ ،‬أو عزله من‬ ‫المبعوث الدبلوماسي رغم تيقنها بأن دولته ستتنازل‬
‫منصبه‪،‬أو نقله لمنصب آخر(‪ ،)32‬ويكون دائما من‬ ‫فعال عن حصانته؛ األمر الذي يدفعنا للبحث عن‬
‫قبل الدولة الموفدة لكنه يحصل إما بناء على رغبة‬ ‫المبعوث‬ ‫تجاوزات‬ ‫لمواجهة‬ ‫أخرى‬ ‫إجراءات‬
‫هذه الدولة‪ ،‬واما بناء على طلب الدولة المضيفة‬ ‫الدبلوماسي‪.‬‬
‫وذلك على النحو التالي‪ :‬االستدعاء المباشر من قبل‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬اآلليات الممكنة في ظل الممارسة‬
‫الدولة الموفدة (الفرع األول)؛ واستدعاء المبعوث‬ ‫الدولية‪:‬‬
‫الدبلوماسي بناء على طلب الدولة المضيفة (الفرع‬ ‫أن اتفاقية فيينا كرست الحصانة‬ ‫يالحظ‬
‫الثاني)‪.‬‬ ‫المطلقة؛ وهذا يعني أن هذه االتفاقية لم تراع‬
‫الفرع األول‪ :‬االستدعاء المباشر من قبل الدولة‬ ‫المصالح األساسية للدولة المضيفة‪ ،‬ولم تراع مبدأ‬
‫الموفدة‪ :‬يكون هذا االستدعاء إما مؤقتا وذلك عندما‬ ‫الحفاظ على التوازن بين مصالح الدولتين الموفدة‬
‫ترغب دولة المبعوث الدبلوماسي التشاور أو‬ ‫والمضيفة‪ ،‬األمر الذي دفع بعض الدول إلى اتخاذ‬
‫االستيضاح عن العالقات السياسية القائمة بينها‬ ‫إجراءات معينة استنادا لقواعد القانون الدبلوماسي‬
‫وبين الدولة المضيفة‪ ،‬وبعدها يعود المبعوث‬ ‫والعرف الدولي بحجة أن االمتيازات والحصانات قد‬
‫الدبلوماسي لمقر عمله كاستدعاء المغرب سفيرها‬ ‫أسئ استخدامها(‪.)34‬‬
‫بالجزائر في مطلع شهر نوفمبر سنة ‪ 2413‬ثم‬ ‫تتمثل هذه اإلجراءات في استدعاء المبعوث‬
‫عودته بعد ذلك‪ ،‬أو يكون دائما إذا تم في ظل‬ ‫المبعوث‬ ‫طرد‬ ‫األول)؛‬ ‫الدبلوماسي(المطلب‬
‫عالقات متوترة بين البلدين‪ ،‬فتقدر إحداهما ضرورة‬ ‫العالقات‬ ‫قطع‬ ‫الثاني)؛‬ ‫الدبلوماسي(المطلب‬
‫استبدال المبعوث الدبلوماسي الذي لم يعد محل ثقة‬ ‫الدبلوماسية(المطلب الثالث)‪.‬‬
‫الدولة المضيفة بآخر‪ ،‬كما قد يتم اللجوء لالستدعاء‬ ‫المطلب األول‪ :‬استدعاء المبعوث الدبلوماسي‬
‫كوسيلة احتجاج على موقف أو أمر معين(‪ ،)33‬ومن‬

‫‪25‬‬
‫عدد ‪ - 24‬جوان ‪4102‬‬ ‫التواصل في االقتصاد واإلدارة والق انون‬

‫الدبلوماسي بالتجسس والتخريب السياسي‪ ،‬في هذه‬ ‫ذلك قيام مصر في ‪ 16‬فيفري سنة ‪2412‬‬
‫(‪)36‬‬
‫كما‬ ‫الحالة يحق للدولة المعتمد لديها أن تطرده‬ ‫باستدعاء سفيرها في سوريا تعبي ار عن سخطها من‬
‫يمكن أن يكون الطرد إجراء يعبر عن رد فعل من‬ ‫استخدام الحكومة السورية العنف ضد المتظاهرين‬
‫قبل الدولة المعتمد لديها‪ ،‬تلجأ إليه انتقاما من طرد‬ ‫المطالبين بتغيير نظام الحكم‪ ،‬وردت دمشق بالمثل‬
‫قامت به الدولة المعتمدة بالرغم من أن المبعوث‬ ‫واستدعت سفيرها من القاهرة في‪ 23‬فيفري من نفس‬
‫الدبلوماسي لم يرتكب أي شيء يستدعي مثل هذا‬ ‫السنه‪ ،‬كذلك قيام الحكومة المصرية المؤقتة في ‪23‬‬
‫اإلجراء‪.‬‬ ‫نوفمبر سنة‪ 2413‬باستدعاء سفيرها في تركيا ردا‬
‫ولإلشارة فرغم أن الطرد لم تتطرق إليه اتفاقية‬ ‫على تصريحات رئيس الوزراء التركي المعادية‬
‫فيينا صراحة(‪،(44‬إال أنه أسلوب تلجأ إليه الدول في‬ ‫للنظام المصري الجديد(‪.)34‬‬
‫عالقاتها الدبلوماسية الراهنة(‪ ،(41‬ولكن في ذات‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬استدعاء المبعوث الدبلوماسي بناء‬
‫الوقت فإن المادة ‪ )42(46‬لم تستبعده تماما إذ‬ ‫على طلب الدولة المضيفة تلجأ الدولة الموفدة إلى‬
‫نصت " فإذا رفضت الدولة المعتمدة التنفيذ – أو لم‬ ‫استدعاء مبعوثها الدبلوماسي إذا طلبت منها الدولة‬
‫تنفذ في فترة معقولة االلتزامات المفروضة عليها في‬ ‫المضيفة ذلك‪ ،‬بحجة أنه أصبح شخصا غير‬
‫الفقرة األولى من هذه المادة – فللدولة المعتمد لديها‬ ‫مرغوب فيه (‪ ،)35‬وعلى الدولة الموفدة عندئذ إنهاء‬
‫أن ترفض االعتراف للشخص المعني بوصفه عضوا‬ ‫مهمته واستدعائه فورا‪ ،‬واذا لم تقم باستدعائه خالل‬
‫في البعثة"‪ .‬ويمكن تفسير هذه الفقرة بأنها تسمح‬ ‫أجل معقول بعد إبالغها بالقرار أو رفضت استدعاءه‬
‫للدولة المعتمد لديها أن ترفض صفة الشخصية‬ ‫وأبقته مع ذلك في منصبه‪ ،‬فللدولة المضيفة أن‬
‫الحصانات‬ ‫عنه‬ ‫تسقط‬ ‫وبالتالي‬ ‫الدبلوماسية‪،‬‬ ‫ترفض اعترافها بالشخص المعني عضوا في البعثة‬
‫واالمتيازات الدبلوماسية (‪.)42‬‬ ‫الدبلوماسية وتنهي تمتعه بالحصانات واالمتيازات‬
‫وأخي ار فالطرد من األمور التي يجب اإلقدام‬ ‫الدبلوماسية(‪.)39‬‬
‫عليها بحذر شديد‪ ،‬ألنه يتنافى مع قواعد اللياقة وما‬ ‫ومهما يكن من أمر فالدولة غير مجبرة على‬
‫يتمتع به المبعوث الدبلوماسي من حصانة تصون‬ ‫تبيان األسباب التي دفعتها إلى طلب استدعاء أحد‬
‫شخصه من اإلهانات والبد أن يكون الطرد معلال‬ ‫أعضاء البعثة الدبلوماسية‪ ،‬رغبة في عدم اإلضرار‬
‫ومبررا‪ ،‬فإن لم يكن مؤسسا على مبررات قوية فإنه‬ ‫بعالقاتها مع الدولة األخرى‪ ،‬أو رغبة في االحتفاظ‬
‫يعرض الدولة التي أقدمت عليه للمسؤولية وطلب‬ ‫بأسرار ال تريد أن تعرفها الدول األخرى رغم معرفة‬
‫التعويض أو إلى المعاملة بالمثل أو إلى قطع‬ ‫الدولة الموفدة بها وكذلك المبعوث الدبلوماسي نفسه‪،‬‬
‫العالقات الدبلوماسية(‪ ،)43‬ومن األمثلة على ذلك‪:‬‬ ‫وان كان ال يريد أو ال يستطيع البوح بها عالنية(‪.)37‬‬
‫‪ -‬طرد السويد دبلوماسيين بولنديين في جوان‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬طرد المبعوث الدبلوماسي‪ :‬الطرد‬
‫‪ 1676‬بتهمة التجسس‪.‬‬ ‫هو إجراء غير ودي يعبر عن استياء الدولة المعتمد‬
‫(‪)38‬‬
‫لديها من سلوك وتصرف المبعوث الدبلوماسي‬
‫تقدم عليه الدولة المعتمد لديها جراء قيام المبعوث‬

‫‪26‬‬
‫عدد ‪ - 24‬جوان ‪4102‬‬ ‫التواصل في االقتصاد واإلدارة والق انون‬

‫راجع إلى تجاوز المبعوث الدبلوماسي لحصاناته‬ ‫‪ -‬طرد مصر مساعد الملحق العسكري السوفيتي‬
‫وامتيازاته الدبلوماسية‪.‬‬ ‫بالقاهرة التهامه بالقيام بالتجسس في أفريل‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أنه إذا كانت اإلجراءات‬ ‫‪.)44(1676‬‬
‫السابقة الذكر التي يمكن للدولة المضيفة اتخاذها‬ ‫أما بخصوص رد فعل الدولة الموفدة تجاه‬
‫تستهدف فردا معينا من أفراد البعثة‪ ،‬فإن قرار قطع‬ ‫مبعوثها الدبلوماسي المطرود‪ ،‬فقد يتخذ أشكاال‬
‫العالقات الدبلوماسية يستهدف البعثة ككل لذا يتعين‬ ‫مختلفة أهمها‪:‬‬
‫على الدولة المضيفة قبل اتخاذ هذا اإلجراء أن‬ ‫‪ -‬إذا ثبت للدولة الموفدة أن قرار الدولة المضيفة‬
‫تحاول الموازنة بين درجة خطورة التجاوز من جانب‬ ‫كان صائبا وليس فيه تجن على المبعوث الذي‬
‫أفراد البعثة وبين انعكاسات قرار قطع العالقات‬ ‫طردته؛ تقوم هذه األخيرة بعزله من وظيفته‪ ،‬ومثاله‬
‫الدبلوماسية‪ .‬كما يتعين على الدولة المضيفة األخذ‬ ‫ما حدث للسفير اإلسباني الذي طردته كوبا وبعد‬
‫بعين االعتبار رد فعل الدولة الموفدة استنادا لمبدأ‬ ‫وصوله لبالده فوجئ بقرار عزله من منصبه‪.‬‬
‫المعاملة بالمثل(‪.)54‬‬ ‫‪ -‬قيام الدولة الموفدة بتدابير عكسية في شكل تحد‬
‫أخي ار ورغم فعالية وشرعية هذا اإلجراء إال أنه‬ ‫للدولة المستقبلة التي لجأت إلى قرار الطرد(‪.)45‬‬
‫يفضل أن تسبقه إجراءات أخرى ودية كقيام الدولة‬ ‫‪ -‬استناد الدولة الموفدة إلى مبدأ المعاملة بالمثل كرد‬
‫المضيفة بإرسال برقية دبلوماسية للدولة التي تجاوز‬ ‫على تصرف الدولة المعتمد لديها (‪.)49‬‬
‫مبعوثها الدبلوماسي حدود مهامه‪ .‬وفي المقابل تقوم‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬قطع العالقات الدبلوماسية‪:‬‬
‫الدولة الموفدة المعنية باالعتذار رسميا للدولة‬ ‫قطع العالقات الدبلوماسية من أخطر الوسائل‬
‫المضيفة عن تصرف مبعوثها الدبلوماسي‪ ،‬باإلضافة‬ ‫التي تعبر عن مدى ما آلت إليه العالقات بين الدول‬
‫إلى ذلك قد يساهم اللجوء إلى الدبلوماسية الوقائية‬ ‫من تدهور‪ ،‬ذلك أنه يؤدي إلى إنهاء العالقات الودية‬
‫باستخدام آليات الدبلوماسية الوقائية المتمثلة في‬ ‫التي كانت تسود بينهم(‪ .)47‬ويمكن تعريف قرار قطع‬
‫اإلنذار وبناء الثقة وتقصي الحقائق في تدعيم‬ ‫العالقات الدبلوماسية بأنه عمل إنفرادي يصدر من‬
‫العالقات بين الدول(‪.)51‬‬ ‫جانب دولة ما لوضع حد لوسيلة االتصال العادية‬
‫وفي الحقيقة أثبتت الممارسة الدولية تردد الدول‬ ‫بينها وبين دولة أخرى وذلك باستدعاء البعثة‬
‫في اتخاذ إجراء قطع العالقات الدبلوماسية‪ ،‬إذ ال‬ ‫الدبلوماسية المعتمدة لدى كل منهما بإعالن رسمي‬
‫خطير‬
‫ا‬ ‫تلجأ إليه إال في حالة ما إذا كان التجاوز‬ ‫مكتوب من الدولة التي بادرت بقطع هذه‬
‫يهدد أمن وسالمة الدولة المضيفة‪ .‬وهذا راجع‬ ‫العالقات(‪.)48‬‬
‫النعكاساته على الجانب السياسي واالقتصادي‬ ‫ويعد هذا اإلجراء من أخطر التدابير السياسية‬
‫والثقافي للعالقات الدولية‪ .‬فمثال عندما قررت‬ ‫التي تلجأ إليها الدول منفردة والذي تترتب عنه نتائج‬
‫الواليات المتحدة األمريكية قطع عالقاتها مع ليبيا‬ ‫قانونية عدة‪ ،‬وأسباب القطع متغيرة ومتنوعة (‪،)46‬‬
‫عام ‪ 1684‬كان بسبب تورط أفراد البعثة الليبية‬ ‫وما يهمنا في هذا المجال أن اللجوء إلى هذا اإلجراء‬
‫المعتمدة لدى واشنطن في أعمال تعسفية خطيرة‪ ،‬وال‬

‫‪27‬‬
‫عدد ‪ - 24‬جوان ‪4102‬‬ ‫التواصل في االقتصاد واإلدارة والق انون‬

‫كما هي عليه اآلن‪ .‬كما أن الحلول التي أوردتها‬ ‫شك أن هذا الموقف من جانب الدولة المضيفة يؤكد‬
‫االتفاقية لمعالجة اإلساءات التي ترتكب من قبل‬ ‫درجة خطورة التجاوز المرتكب من قبل البعثة‬
‫بعض الدبلوماسيين لم تكن كافية‪ ،‬ومن هنا كانت‬ ‫الدبلوماسية بمساندة دولتها التي تمثلها(‪.)52‬‬
‫الحاجة لتعديل بعض بنود االتفاقية‪ ،‬بأن يتضمن‬
‫التعديل المقترح لبنود االتفاقية إلزام الدولة المعتمدة‬ ‫خـــاتــــمـــة‪:‬‬
‫بالتنازل عن حصانة المبعوث الدبلوماسي المتورط‬ ‫المتيازاته‬ ‫الدبلوماسي‬ ‫المبعوث‬ ‫إساءة‬ ‫إن‬
‫خصوصا إذا كان المبعوث‬ ‫في جريمة خطيرة‬ ‫وحصاناته الدبلوماسية ليس باألمر المحمود‪ ،‬فمثل‬
‫الدبلوماسي ارتكب جريمته بناء على تعليمات من‬ ‫هذه اإلساءات تؤثر سلبا على الدولة الموفدة والدولة‬
‫دولته‪.‬‬ ‫المضيفة‪ .‬لذلك يتعين على الدولة الموفدة اختيار‬
‫كما يجب أن تتبنى الدول بشكل عام عقوبات‬ ‫أفضل العناصر المؤهلة للعمل الدبلوماسي‪ ،‬ذلك أن‬
‫رادعة ومشددة اتجاه مبعوثيها الدبلوماسيين في‬ ‫االمتيازات والحصانات لم تمنح للمبعوث الدبلوماسي‬
‫الخارج‪ ،‬بحيث تكون عقوبات مشددة أكثر من‬ ‫لكي يسئ استخدامها أو يستخدمها لخدمة أغراضه‬
‫العقوبات المفروضة على غيره من المواطنين‪ ،‬وذلك‬ ‫ومصالحه الشخصية واإلضرار باآلخرين‪ ،‬وانما‬
‫بوضع تشريع دبلوماسي دولي جديد يتضمن فكرة‬ ‫منحت له لكي يتمكن من ممارسة مهامه بكل حرية‬
‫المسؤولية الجنائية للمبعوث الدبلوماسي‪.‬‬ ‫بعيدا عن تدخل السلطات المحلية‪.‬‬
‫كما يجب على الدول عقد مؤتمرات دولية دورية‬ ‫ومن الضروري في الوقت الحالي إعادة صياغة‬
‫بين وزراء خارجية الدول لتبادل الخبرات وايجاد‬ ‫بنود اتفاقية فيينا بشكل يتماشى مع أصول‬
‫الدبلوماسي‪.‬‬ ‫النطاق‬ ‫في‬ ‫للمشاكل‬ ‫الحلول‬ ‫الدبلوماسية الحديثة وقواعدها‪ ،‬فالناظر لالتفاقية‬
‫يجدها أبرمت عام ‪ 1691‬والدبلوماسية آنذاك لم تكن‬

‫الهواـمـــش‪:‬‬
‫‪ -1‬د‪ .‬همام هاشم األلوسي‪ :‬الدبلوماسية‪ ،‬الطبعة االولى‪ ،‬دار القلم للطباعة والنشر والتوزيع ‪،‬الرباط‪ ،‬المغرب‪ ،2007،‬ص‪.42‬‬
‫‪ -2‬د‪ .‬فادي المالح‪ :‬سلطات األمن والحصانات واالمتيازات الدبلوماسية دار المطبوعات الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪،1663 ،‬‬
‫ص ‪.66‬‬
‫‪ -3‬د‪ .‬علي حسين الشامي‪ :‬الدبلوماسية‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬شركة رشاد برس للطباعة والنشر‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،2447 ،‬ص ‪.241‬‬
‫‪ -4‬د‪ .‬فادي المالح ‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪. 66‬‬
‫‪ -5‬د‪ .‬علي حسين الشامي ‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.242‬‬
‫‪ -6‬د‪ .‬عبد العزيز بن ناصر بن عبد الرحمن العبيكان‪ :‬الحصانات واالمتيازات الدبلوماسية والقنصلية في القانون الدولي‪ ،‬شركة‬
‫العبيكان لألبحاث والتطوير‪ ،‬الرياض‪ ،‬السعودية‪ ،2447 ،‬ص ‪.197‬‬
‫‪ -7‬د‪ .‬إبراهيم أحمد خليفة‪ :‬القانون الدولي الدبلوماسي والقنصلي‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬مصر‪ ،2447 ،‬ص ‪ 37‬و‪.38‬‬
‫‪ -8‬د‪ .‬زايد عبيد اهلل مصباح‪ :‬الدبلوماسية‪ ،‬دار الجيل‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ 1666 ،‬ص ‪.72‬‬
‫‪ -9‬د‪ .‬عطا محمد صالح زهرة‪ :‬أصول العمل الدبلوماسي والقنصلي‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬دار المجدالوي‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪،2414 ،‬‬
‫ص ‪.79‬‬

‫‪28‬‬
‫عدد ‪ - 24‬جوان ‪4102‬‬ ‫التواصل في االقتصاد واإلدارة والق انون‬

‫‪ -11‬د‪ .‬عبد الرحمن لحرش‪ :‬التعسف في استعمال الحصانة الدبلوماسية في ضوء اتفاقية فيينا للعالقات الدبلوماسية لعام ‪،1691‬‬
‫رسالة دكتوراه‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة باجي مختار‪ ،‬عنابة‪ ،‬الجزائر‪ ،2442 ،‬ص ‪165‬‬
‫‪ -11‬د‪ .‬فادي المالح ‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.143‬‬
‫‪ -12‬د‪ .‬عبد الرحمن لحرش‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.167‬‬
‫‪ -13‬د‪ .‬شادية رحاب‪ :‬الحصانة القضائية الجزائية للمبعوث الدبلوماسي رسالة دكتوراه‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة الحاج‬
‫لخضر‪ ،‬باتنة الجزائر‪ ،2449 ،‬ص‪ 234‬و‪.231‬‬
‫‪ -14‬د‪ .‬أحمد أبو الوفا‪ :‬قانون العالقات الدبلوماسية والقنصلية علما وعمال مع إشارة لما هو مطبق في مصر‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬دار‬
‫النهضة العربية‪ ،‬مصر ‪ ،2412‬ص‪.223‬‬
‫‪ -15‬د‪ .‬همام هاشم األلوسي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.92‬‬
‫‪ -16‬د‪ .‬خالد حسن الشيخ‪ :‬الدبلوماسية والقانون الدبلوماسي‪ ،‬مطبعة عدنان عبد الجابر‪ ،‬بدون ذكر بلد النشر‪ ،1664 ،‬ص‪.251‬‬
‫‪ -17‬د‪ .‬أحمد أبو الوفا‪ :‬قانون العالقات الدبلوماسية والقنصلية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.224‬‬
‫‪ -18‬د‪ .‬عاطف فهد المغازير‪ :‬الحصانة الدبلوماسية بين النظرية والتطبيق دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪،2446 ،‬‬
‫ص‪.178‬‬
‫‪ -19‬د‪ .‬خالد حسن الشيخ‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.153‬‬
‫‪ -21‬د‪ .‬شفيق عبد الرزاق السامرائي‪ :‬الدبلوماسية‪ ،‬الجامعة المفتوحة طرابلس‪ ،‬ليبيا‪ ،2442 ،‬ص‪.164‬‬
‫‪ -21‬د‪ .‬عاطف فهد المغازير‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.185‬‬
‫‪ -22‬د‪ .‬سهيل حسين الفتالوي ‪ :‬الحصانة الدبلوماسية للمبعوث الدبلوماسي المكتب المصري لتوزيع المطبوعات‪ ،‬مصر‪،2442 ،‬‬
‫ص‪.223‬‬
‫‪ -23‬د‪ .‬أشرف محمد عبد اهلل غرايبة‪ :‬إساءة المبعوث الدبلوماسي لحصاناته وامتيازاته الدبلوماسية والحلول المقترحة‪ ،‬رسالة دكتوراه‪،‬‬
‫معهد البحوث والدراسات العربية‪ ،‬جامعة الدول العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،2445 ،‬ص‪.197‬‬
‫‪ -24‬أ‪ .‬كالجان عبد البديع محمد يوسف األفغاني‪ :‬الحصانات واالمتيازات الدبلوماسية في الفقه اإلسالمي والقانون الدولي العام‪ ،‬رسالة‬
‫ماجستير‪ ،‬معهد البحوث والدراسات العربية‪ ،‬جامعة الدول العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،1667 ،‬ص‪.385‬‬
‫‪ -25‬د‪ .‬سهيل حسين الفتالوي‪ :‬القانون الدبلوماسي‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،2414،‬ص‪.264‬‬
‫‪ -26‬د‪ .‬عاصم جابر‪ :‬الوظيفة القنصلية والدبلوماسية‪ ،‬دار عويدات للنشر والتوزيع‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،2441،‬ص‪ 954‬و‪.951‬‬
‫‪ -27‬د‪ .‬خير الدين عبد اللطيف محمد‪ :‬الحصانات الدبلوماسية القضائية المكتبة العربية للنشر‪،‬الدوحة‪ ،‬قطر‪ ،1663 ،‬ص ‪362‬‬
‫و‪.363‬‬
‫‪ -28‬د‪ .‬كمال بياع خلف‪ :‬الحصانة القضائية للمبعوثين الدبلوماسيين‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة القاهرة‪ ،‬مصر‪،1668 ،‬‬
‫ص‪.335‬‬
‫‪ -29‬د‪ .‬عبد الرحمن لحرش‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.184‬‬
‫‪ -31‬د‪ .‬عبد الرحمن لحرش‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪ 184‬وص‪.279‬‬
‫‪ -31‬د‪ .‬منتصر سعيد حمودة‪ :‬قانون العالقات الدبلوماسية والقنصلية‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪،2448 ،‬ص‪.148‬‬
‫‪ -32‬د‪ .‬يوسف حسن يوسف‪ :‬الدبلوماسية الدولية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬المركز القومي لإلصدارات القانونية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪،2411 ،‬‬
‫ص ‪ 74‬و‪.75‬‬
‫‪ -33‬د‪ .‬أحمد أبو الوفا ‪ :‬قانون العالقات الدبلوماسية والقنصلية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.225‬‬
‫‪ -34‬موقع قناة الجزيرة ‪.2413/11/24 ،www.aljazeera.net‬‬
‫‪ -35‬رائد أرحيم محمد الشيباني‪ :‬آثار تجاوز المبعوث الدبلوماسي لمهامه المنصوص عليها في اتفاقية فيينا للعالقات‬
‫الدبلوماسية‪،‬الطبعة األولى‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،2414 ،‬ص‪.68‬‬

‫‪29‬‬
‫عدد ‪ - 24‬جوان ‪4102‬‬ ‫التواصل في االقتصاد واإلدارة والق انون‬

‫‪ -36‬د‪ .‬مصطفى محمد محمد أحمد‪ :‬حصانات المبعوثين الدبلوماسيين في القانون الدولي مع المقارنة بالنظام اإلسالمي‪ ،‬رسالة‬
‫دكتوراه‪ ،‬كلية الحقوق جامعة القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،2441 ،‬ص ‪.172‬‬
‫‪ -37‬د‪ .‬أحمد أبو الوفا‪ :‬قانون العالقات الدبلوماسية والقنصلية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪ 225‬و‪.229‬‬
‫‪ -38‬د‪ .‬يوسف حسن يوسف‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.79‬‬
‫‪ -39‬د‪ .‬ياسين ميسر عزيز العباسي‪ :‬الحق في تبادل وانتهاء التمثيل الدبلوماسي مع إشارة للتمثيل الدبلوماسي اإلسالمي‪ ،‬رسالة‬
‫دكتوراه‪ ،‬معهد البحوث والدراسات العربية‪ ،‬جامعة الدول العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،2412 ،‬ص‪.449‬‬
‫‪ -41‬د‪ .‬علي حسين الشامي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪ 342‬و‪.343‬‬
‫‪ -41‬أ‪ .‬كالجان عبد البديع محمد يوسف األفغاني‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.389‬‬
‫‪ -42‬د‪ .‬ياسين ميسر عزيز العباسي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.449‬‬
‫‪ -43‬أ‪ .‬كالجان عبد البديع محمد يوسف األفغاني‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪ 389‬و‪.387‬‬
‫‪ -44‬د‪ .‬جمال بركات‪ :‬الدبلوماسية ماضيها وحاضرها ومستقبلها‪ ،‬مطابع الفرزدق التجارية‪ ،‬الرياض‪ ،1685 ،‬ص ‪ 251‬و‪.252‬‬
‫‪ -45‬د‪ .‬ياسين ميسر عزيز العباسي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.448‬‬
‫‪ -46‬د‪ .‬أحمد أبو الوفا‪ :‬قانون العالقات الدبلوماسية والقنصلية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪ 133‬و‪.134‬‬
‫‪ -47‬د‪ .‬هادي نعيم المالكي‪ :‬قطع العالقات الدبلوماسية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬مكتبة السنهوري للكتب القانونية‪ ،‬بغداد‪ ،2411 ،‬ص‪.11‬‬
‫‪ -48‬د‪ .‬أحمد أبو الوفا‪ :‬قطع العالقات الدبلوماسية‪ ،‬دار النهضة العربية القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،2414 ،‬ص‪ 23‬و‪.54‬‬

‫وقواعد العالقات الدولية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار النهضة‬ ‫‪ -49‬د‪ .‬عثمان عبد الرحمن عبد اللطيف محمد ‪ :‬الرسول األعظم‬
‫العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر ‪ ،2448‬ص‪.199‬‬
‫‪ -51‬د‪ .‬عبد الرحمن لحرش‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪ 244‬و‪.241‬‬
‫‪ -51‬د‪ .‬أحمد مرعي‪ :‬آثار قطع العالقات الدبلوماسية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،2413،‬ص‪185‬‬
‫و‪.187‬‬
‫‪ -52‬د‪ .‬عبد الرحمن لحرش‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.242‬‬

‫‪30‬‬

You might also like