المدارس النفسية

You might also like

Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 12

‫المدرسة البنائية‬

‫مؤسس هذه المدرسة وليم فونت ‪ 1920 1832‬هو فيزيائي و طبيب‬


‫وعالم نفس ‪.‬‬
‫فبعد انفصال الفلس‪$$‬فة عن علم النفس‪ ،‬و بالتحدي‪$$‬د في س‪$$‬نة ‪ ،1879‬أس‪$$‬س‬
‫فونت أول مختبر تجريبي لعلم النفس في العالم‪ ،‬و قد حاول أن يحلل بني‪$$‬ة‬
‫الخبرة الش‪$$‬عورية عن طري‪$$‬ق تحدي‪$$‬د العناص‪$$‬ر المكون‪$$‬ة له‪$$‬ا‪ ،‬مثلم‪$$‬ا يفع‪$$‬ل‬
‫الكيميائي حينما يحلل ‪ ، H2O‬فقد كان وليم فونت يبحث عن بناء الخ‪$$‬برة‬
‫الشعورية ‪ ،‬و قد سمي هذا المنهج الذي اتبعه في دراسة الس‪$$‬لوك ب‪$$‬المنهج‬
‫البنائي‪.‬‬
‫دراسة الشعور و تحليله إلى عناصر أولية‪– .‬ملخص‪-‬‬
‫فونت اعتمد على منهج االستبطان التحليلي ‪Analytic perception‬‬
‫أي مراقبة الفرد باالعتماد على خبرت‪$$‬ه الش‪$$‬عورية‪ ،‬فمثال عن‪$$‬دما يس‪$$‬تجيب‬
‫الش‪$$‬خص إلى منب‪$$‬ه معين‪ ،‬فيمكن‪$$‬ه أن يش‪$$‬عر بالل‪$$‬ذة أو األلم أو الت‪$$‬وتر أو‬
‫االرتياح أو القلق أو الفرح‪ ،‬و هذه طريقة التأم‪$‬ل ال‪$‬ذاتي لح‪$‬ل المش‪$‬اكل و‬
‫هي طريق‪$$$‬ة االس‪$$$‬تبطان‪ ،‬و أن ص‪$$$‬فة المنب‪$$$‬ه و ش‪$$$‬دته هم‪$$$‬ا العنص‪$$$‬ران‬
‫األساسيان ألي إحساس‪ ،‬لكن فيما بعد‪ ،‬تم االستغناء عن ه‪$$‬ذه طريق‪$$‬ة من‬
‫ط‪$$$‬رف الكث‪$$$‬ير من علم‪$$$‬اء النفس دون الحاج‪$$$‬ة إلى اس‪$$$‬تخدام أس‪$$$‬لوب‬
‫االس‪$$‬تنباط‪ ،‬حيث توص‪$$‬لوا إلى ط‪$$‬رق أك‪$$‬ثر موض‪$$‬وعية لدراس‪$$‬ة الس‪$$‬لوك‬
‫اإلنساني‪.‬‬
‫و بعد رحيل فونت قام تلمي‪$$‬ذه إدوارد تيتش‪$$‬نر إلى نق‪$$‬ل أفك‪$$‬اره إلى أمريك‪$$‬ا‬
‫عام ‪ ،1892‬إال أن المدرسة البنائي‪$$‬ة واجهت قص‪$$‬ورا و انتق‪$$‬ادات‪...‬و من‬
‫بين هذه االنتقادات‪ ،‬نجد أن علماء البنيوي‪$$‬ة اعت‪$$‬بروا أن الظ‪$$‬واهر النفس‪$$‬ية‬
‫المعقدة كالسلوك غير السوي غير صالحة لدراسة االستبطان‪.‬‬
‫من أهم مؤلفات وليم فونت‪:‬‬
‫علم نفس الشعوب ‪ /‬مبادئ علم النفس الفسيولوجي ‪ /‬نسق الفلسفة‬
‫‪ /‬مقاالت في نظرية اإلدراك الحسي‪.‬‬
‫المدرسة البنائية‪2‬‬
‫لقد اهتم علم‪$$‬اء النفس بتحلي‪$$‬ل الم‪$$‬ركب إلى البس‪$$‬يط‪ ،‬أو الك‪$$‬ل الش‪$$‬امل إلى‬
‫العناصر أو الذرات األساسية التي يتكون منه‪$$‬ا‪ ،‬وت‪$$‬رى ه‪$$‬ذه المدرس‪$$‬ة إن‬
‫علم النفس يجب أن يرك‪$$‬ز اهتمام‪$$‬ه على دراس‪$$‬ة (الخ‪$$‬برة الش‪$$‬عورية) أو‬
‫محتويات الشعور مثل اإلحساسات والصور الذهنية والمشاعر‪.‬‬
‫وترى المدرسة البنائية أن المنهج المناسب له‪$$‬ذه الدراس‪$$‬ة ه‪$$‬و االس‪$$‬تبطان‬
‫ال‪$$‬ذي يق‪$$‬وم ب‪$$‬ه مفح‪$$‬وص م‪$$‬درب‪ .‬واالس‪$$‬تبطان التجري‪$$‬بي يعطين‪$$‬ا الم‪$$‬ادة‬
‫األساس‪$$‬ية الخ‪$$‬ام للش‪$$‬عور‪ .‬ودرس‪$$‬ت بوس‪$$‬اطة ه‪$$‬ذا المنهج في المعم‪$$‬ل‬
‫الس‪$‬يكولوجي الخ‪$‬برات الحي‪$‬ة ب‪$‬وحي من (ف‪$‬ونت) ثم ط‪$‬ور ه‪$‬ذه الدراس‪$‬ة‬
‫(تتشنر)‪ .‬ومثال علي ذلك استبطان المفحوص إلحساسه أو مشاعره وهو‬
‫يقوم بتجربة لتقدير األطوال أو زمن الرجع‪.‬‬
‫ما هي أهم آراء المدرسة البنائية ؟‬
‫‪ .1‬يجب أن يدرس علم‪$$‬اء النفس‪$$‬ي الش‪$$‬عور اإلنس‪$$‬اني‪ ،‬وبص‪$$‬فة خاص‪$$‬ة‬
‫الخبرات الحسية‪.‬‬
‫‪ .2‬يتعين أن يستخدموا دراسات االستبطان التحليلي المعملي‪.‬‬
‫‪ .3‬دراس‪$$‬ة عناص‪$$‬ر الخ‪$$‬برة الش‪$$‬عورية و عالقته‪$$‬ا الميكانيكي‪$$‬ة بالجه‪$$‬از‬
‫العصبي‪.‬‬
‫ولكن المدرس‪$$‬ة البنائي‪$$‬ة تحص‪$$‬ر نفس‪$$‬ها في إط‪$$‬ار ض‪$$‬يق‪ ،‬إذ ال تش‪$$‬مل ك‪$$‬ل‬
‫موضوعات الدراسة في علم النفس‪ .‬وعلى الرغم من أن أهميته‪$$‬ا اآلن ق‪$$‬د‬
‫أصبحت أهمية تاريخية فإن علماء النفس قد تعلموا بوساطتها الكثير‪ .‬وق‪$$‬د‬
‫دخلت المناهج الدقيقة للبنائية في نطاق علم النفس الحديث‪.‬‬
‫المدرسة الوظيفية‬
‫وليم جيمس (‪1910-1842‬م) من أب‪$$‬رز مؤسس‪$$‬ي االتج‪$$‬اه ال‪$$‬وظيفي في‬
‫علم النفس إضافة إلى جون ديوي‪/‬جايمس أنجل‪/‬جايمس كاتل‪.‬‬
‫ع‪$$‬ابت المدرس‪$$‬ة الوظيفي‪$$‬ة على البنائي‪$$‬ة الط‪$$‬ابع التحليلي والوص‪$$‬في له‪$$‬ا‪.‬‬
‫وتؤك‪$$‬د المدرس‪$$‬ة الـوظيفية على أن علم النفس يجب أن يـدرس وظ‪$$‬ائف‬
‫العمليـات العقلية لإلنس‪$‬ان‪ ،‬وتهتم المدرس‪$‬ة الوظيفي‪$‬ة بدراس‪$‬ة الق‪$‬درة على‬
‫التكيف لدى األفراد‪ ،‬فالسلوك عندها وظيفته تكيف أفضل للبيئة‪.‬‬
‫ودرست كذلك ه‪$$‬ذه المدرس‪$$‬ة وظيف‪$$‬ة اإلدراك بوص‪$$‬فه نش‪$$‬اطا يعتم‪$$‬د على‬
‫بقية الوظائف مثل الحاجات واالنفعاالت‪ .‬وتركز الوظيفية على ما يقوم يه‬
‫الك‪$$‬ائن العض‪$$‬وي أك‪$$‬ثر من اهتمامه‪$$‬ا بتحلي‪$$‬ل م‪$$‬ا يق‪$$‬وم ب‪$$‬ه إلى ذرات أو‬
‫عناصر ومركبات‪ .‬وأهم معتقدات الوظيفية ما يلي‪:‬‬
‫‪ .1‬ينبغي على علماء النفس دراسة الموضوعات الشاملة ال‪$$‬تي تتض‪$$‬من‬
‫الف‪$$‬روق الفردي‪$$‬ة وس‪$$‬لوكيات األف‪$$‬راد واألطف‪$$‬ال والج‪$$‬وانب العقلي‪$$‬ة‬
‫للفرد‪.‬‬
‫‪ .2‬يتعين أن يستخدم االستبطان غير الش‪$$‬كلي )ليس اعتم‪$$‬ادا على الف‪$$‬رد‬
‫و لكن اعتمادا على مالحظ خارجي متمرس و موضوعي( والطرق‬
‫التجريبية المستمرة نسبيا من التحيز‪.‬‬
‫‪ .3‬ال بد من تطبيق المعلومات السيكولوجية على المس‪$$‬ائل العملي‪$‬ة مث‪$‬ل‬
‫التربية والقانون ومجال األعمال‪.‬‬
‫دراسة وظيفة الشعور في عملية توافق اإلنسان مع بيئته‪-‬ملخص‪-‬‬
‫المدرسة الجشطالتية‬
‫األلم‪$$‬اني م‪$$‬اكس فريتم‪$$‬ر (‪ 1880‬ـ ‪Max Wertheimer )1943‬‬
‫واألمريكي ذي األصل األلماني كورت كوفك‪$$‬ا (‪ 1886‬ـ ‪Kurt )1941‬‬
‫‪ Koffka‬واأللم‪$$‬اني فولفج‪$$‬انج ك‪$$‬وهلر ‪ 1887‬ـ ‪Wolfgang )1967‬‬
‫‪.Köhler‬‬
‫الجشطالت ‪ :‬اصل تسمية الجشطالتية هو أصل ألماني ‪ ، Gestalt‬وتعني‬
‫” الصورة ” أو ” الشكل ” ‪ ،‬أما الجشطالت في علم النفس تعني ‪ :‬االهتمام‬
‫بالكل بدل الجزء ‪ ،‬الن الك‪$‬ل ل‪$‬ه مع‪$‬نى مختل‪$‬ف عن االج‪$‬زاء المكون‪$‬ة ل‪$‬ه‬
‫( وذلك رّد ا على النظرية السلوكية التي ج‪$$‬زأت العم‪$$‬ل التعليمي الى مث‪$$‬ير‬
‫واستجابة ) ‪.‬‬
‫اإلستبصار ‪ :‬هو الفهم التحليلي لكل األجزاء التي من خاللها يمكن للمتعلم‬
‫فهم كل االبعاد و الترابطات الحاصلة بين اجزاء الجشطالت ‪.‬‬
‫البنية ‪ :‬فهي تتكون من العناصر المرتبطة بقوانين داخلية تحكمه‪$$‬ا دينامي‪$$‬ا‬
‫ووظيفيا ‪.‬‬
‫االدراك ‪ :‬االدراك حس‪$$‬ب رواد النظري‪$$‬ة الجش‪$$‬طالتية ‪ ،‬ه‪$$‬و اإللم‪$$‬ام بك‪$$‬ل‬
‫االجزاء المكونة للبني‪$$‬ة أو الموق‪$$‬ف التعليمي ‪ ،‬ومن خالل‪$$‬ه يتحق‪$$‬ق الفهم و‬
‫االستبصار ‪.‬‬
‫وقد استمد االسم من دراسات معينة على اإلدراك البصري للشكل المك‪$$‬ان‬
‫مع أنه استخدم قبل ذلك في مجال الموسيقى‪ .‬وتتن‪$$‬اول مدرس‪$$‬ة الجش‪$$‬طلت‬
‫الظواهر النفسية باعتبارها وحدات أولية كلية تبع س‪$$‬لوكًا منظم ‪ً$‬ا‪ ،‬وليس‬
‫على نحو اعتباطي أو مكونة من عناصر غير مركبة‪ ،‬كما ت‪$$‬رى أن الك‪$$‬ل‬
‫أك‪$$‬بر من مجم‪$$‬وع أجزائ‪$$‬ه‪ ،‬وأن تحلي‪$$‬ل الك‪$$‬ل إلى أجزائ‪$$‬ه يفس‪$$‬ده‪ ،‬ويفق‪$$‬ده‬
‫مضمونه الفريد‪.‬‬
‫ولذلك يجب أن يركز علماء النفس اهتمامهم على (التراكيب الكلي‪$$‬ة)‪ .‬ف‪$$‬إذا‬
‫نظرنا إلى (مربع)‪ ،‬فإن الشكل الكلي هو الذي يجعل المربع يب‪$$‬دو مربع‪$$‬ا‪،‬‬
‫وليس األج‪$$‬زاء‪ ،‬ألن المرب‪$$‬ع أك‪$$‬ثر من كون‪$$‬ه أربع‪$$‬ة خط‪$$‬وط س‪$$‬وداء‪ ،‬أن‪$$‬ه‬
‫أربعة خطوط سوداء ذات عالقات خاصة بعضها ببعض‪.‬‬
‫و(المربعية) تعتمد في الحقيقة على (العالق‪$$‬ة) وليس الخط‪$$‬وط‪ ،‬ف‪$$‬إن أرب‪$$‬ع‬
‫نقط يمكنها أيض‪$$‬ا أن تص‪$$‬نع مربع‪$$‬ا‪ ،‬بالطريق‪$$‬ة ذاته‪$$‬ا مث‪$$‬ل أربع‪$$‬ة خط‪$$‬وط‬
‫حمراء‪ .‬وهذا هو معنى أن الك‪$‬ل مختل‪$$‬ف عن مجم‪$‬وع أجزائ‪$‬ه‪ ،‬ألن الك‪$‬ل‬
‫يتك‪$$‬ون من أج‪$$‬زاء ذات (عالق‪$$‬ات) معين‪$$‬ة‪ ،‬بإمكان‪$$‬ك أن تع‪$$‬رف أيًض ا‬
‫معلومات عن المدرسة اإلنسانية من خالل هذا المقال‪.‬‬
‫المدرسة السلوكية‬
‫أقامت المدرسة السلوكية ثورة ضد البنائية‪ ،‬وقاد ه‪$$‬ذه الث‪$$‬ورة ع‪$$‬الم النفس‬
‫األم‪$$$‬ريكي مؤس‪$$$‬س الس‪$$$‬لوكية (ج‪$$$‬ون ب‪$$$‬روداس واطس‪$$$‬ون) (‪- ١٨٧٨‬‬
‫‪ )١٩٥٨‬الذي ه‪$$‬دف إلى تك‪$‬وين علم موض‪$$‬وعي تجري‪$‬بي للس‪$$‬لوك (وليس‬
‫العق‪$$‬ل) يمكن أن يع‪$$‬د فرع‪$$‬ا من العل‪$$‬وم الطبيعي‪$$‬ة هدف‪$$‬ه النظ‪$$‬ري التنب‪$$‬ؤ‬
‫بالسلوك وضبطه‪.‬‬
‫أقامت المدرسة السلوكية ثورة ضد البنائية‪ ،‬وقاد ه‪$$‬ذه الث‪$$‬ورة ع‪$$‬الم النفس‬
‫األم‪$$$‬ريكي مؤس‪$$$‬س الس‪$$$‬لوكية (ج‪$$$‬ون ب‪$$$‬روداس واطس‪$$$‬ون) (‪- ١٨٧٨‬‬
‫‪ )١٩٥٨‬الذي ه‪$$‬دف إلى تك‪$‬وين علم موض‪$$‬وعي تجري‪$‬بي للس‪$$‬لوك (وليس‬
‫العق‪$$‬ل) يمكن أن يع‪$$‬د فرع‪$$‬ا من العل‪$$‬وم الطبيعي‪$$‬ة هدف‪$$‬ه النظ‪$$‬ري التنب‪$$‬ؤ‬
‫بالسلوك وضبطه‪.‬‬
‫ولتحقيق هذا الهدف فقد رأى واطسون أنه الب‪$$‬د لع‪$$‬الم النفس من أن يبتع‪$$‬د‬
‫عن االستبطان بما هو علي‪$$‬ه من ذاتي‪$$‬ة وبع‪$$‬د عن الموض‪$$‬وعية‪ ،‬وفي حين‬
‫أن (الشعور) أمر خاص‪ ،‬فالسلوك أم‪$$‬ر ع‪$$‬ام يمكن مالحظت‪$$‬ه موض‪$$‬وعيا‪،‬‬
‫وك‪$$‬ذلك يمكن قياس‪$$‬ه‪ .‬ويجب أن يهتم العلم بدراس‪$$‬ة الحق‪$$‬ائق العام‪$$‬ة ال‪$$‬تي‬
‫يمكن ألي باحث أن يالحظها‪.‬‬
‫النظرية السلوكية تركز اساس‪$‬ا على م‪$‬اهو تجري‪$‬بي وتط‪$‬بيقي وف‪$‬ق ثنائي‪$‬ة‬
‫مث‪$$‬ير‪/‬اس‪$$‬تجابة من اج‪$$‬ل تلقين المعرف‪$$‬ة ‪ ،‬وتق‪$$‬ييم المعرف‪$$‬ة عن طري‪$$‬ق‬
‫المالحظ‪$$‬ة والقي‪$$‬اس ‪ ،‬وأن الم‪$$‬ؤثرات الخارجي‪$$‬ة هي وح‪$$‬دها الق‪$$‬ادرة على‬
‫ايصال المعرفة وترسيخها في ذاكرة الفرد لتنعكس على سلوكه الظ‪$$‬اهر ‪،‬‬
‫لكن في المقابل اهملت كل ما له عالقة باإلرادة الذاتية للمتعلم ورغبته في‬
‫التعلم و كذا قدرات الفرد االبداعية والمهاراتية وميوالته الشخص‪$$‬ية ك‪$$‬أن‬
‫المتعلم مجرد ألة يتم توجيه‪$$‬ه من قب‪$$‬ل المعلم كي‪$$‬ف م‪$$‬ا ش‪$$‬اء ‪ ،‬لدرج‪$$‬ة أن‬
‫ج‪$$‬ون واطس‪$$‬ون أك‪$$‬د م‪$$‬رارا وتك‪$$‬رارا على قدرت‪$$‬ه في تعليم الطف‪$$‬ل من‪$$‬ذ‬
‫الرضاعة ليصبح مختص‪$$‬ا في المج‪$$‬ال ال‪$$‬ذي اخت‪$$‬اره ل‪$$‬ه بغض النظ‪$$‬ر عن‬
‫مواهب الطفل او ميوله او قدراته او الجنس الذي ينتمي اليها ‪.‬‬
‫من سلبيات هذه النظرية كذلك ‪ ،‬ان أصحابها قاموا بتجارب على الحيوان‬
‫واالنسان كما لو أن الحي‪$$‬وان ل‪$$‬ه نفس ادراك االنس‪$$‬ان في طفولت‪$$‬ه ‪ ،‬وه‪$$‬ذا‬
‫بطبيع‪$$‬ة الح‪$$‬ال غ‪$$‬ير ص‪$$‬حيح ‪ ،‬مم‪$$‬ا جع‪$$‬ل الكث‪$$‬ير من الدارس‪$$‬ين يوجه‪$$‬ون‬
‫الكثير من االنتقادات للمدرس‪$$‬ة الس‪$$‬لوكية ‪ ،‬الن من المف‪$$‬روض أن يقوم‪$$‬وا‬
‫بتجاربهم فقط على االطفال مادام المقصود من التجربة استخالص قواع‪$$‬د‬
‫علمية من اجل السير عليها لتحصيل تعليم ذو مستوى جيد ‪.‬‬
‫تجارب رواد النظرية السلوكية ‪:‬‬
‫أ‪ -‬تجربة جون واطسون ‪:‬‬
‫كان جون واطسون مهتم كثيرا بدراسة انجع طريقة لتعليم االطفال ‪ ،‬وفي‬
‫هذا الصدد يقول جون واطس‪$$‬ون ‪ ” :‬ل‪$$‬و وض‪$$‬ع تحت تص‪$$‬رفي إثن‪$$‬ا عش‪$$‬ر‬
‫طفال رضيعا يتمتعون بصحة جيدة وبنية س‪$$‬ليمة ‪ ،‬وطلب م‪$$‬ني أن اعلمهم‬
‫بالطريق‪$$‬ة ال‪$$‬تي اعتق‪$$‬د انه‪$$‬ا المثلى للتعلم ‪ ،‬ف‪$$‬إنني ق‪$$‬ادر على تعليم أي من‬
‫هؤالء االطف‪$$‬ال بطريق‪$$‬تي ه‪$$‬ذه ‪ ،‬بحيث يص‪$$‬بح مختص‪$$‬ا في المج‪$$‬ال ال‪$$‬ذي‬
‫اختاره له ‪ ،‬كأن يكون طبيبا أو محامي‪$$‬ا أو فنان‪$$‬ا أو رج‪$$‬ل أعم‪$$‬ال ‪ ،‬بغض‬
‫النظر عن مواهبه أو اهتماماته أو ميوله أو قدرته أو مهنة آبائه وأجداده ‪،‬‬
‫أو الجنس الذي ينتمي اليه ” ‪.‬‬
‫وفي هذا السياق قام ج‪$$‬ون واطس‪$$‬ون بتجرب‪$$‬ة اش‪$$‬تهر به‪$$‬ا حيث أخ‪$$‬د طف‪$$‬ل‬
‫عمره ال يتجاوز العشرة أشهر ووضع معه فأرا أبيض ‪ ،‬فبدأ الطفل يلعب‬
‫مع الفأر حتى ألفه ‪ ،‬وفي المرحلة الثانية بدأ جون واطسون يصدر ص‪$$‬وتا‬
‫يخيف الطفل كلما حاول التق‪$$‬رب من الف‪$$‬أر ‪ ،‬وم‪$$‬ع تك‪$$‬رار نفس الفع‪$$‬ل ب‪$$‬دأ‬
‫الطفل يخاف من الف‪$$‬أر االبيض وكلم‪$$‬ا رآه يب‪$$‬دأ بالص‪$$‬راخ معتق‪$$‬دا أن ذاك‬
‫الفأر هو من يصدر ذاك الصوت المفزع ‪.‬‬
‫ومن خالل هذه التجربة ك‪$$‬ان ج‪$$‬ون واطس‪$$‬ون يح‪$$‬اول التأكي‪$$‬د على فعالي‪$$‬ة‬
‫طريقته في التربية والتعليم وتوجيه الطفل وفق ما يراه هو صائبا ‪.‬‬
‫ب‪ -‬تجربة بافلوف ( صاحب نظرية االشراط الكالسيكي ) ‪:‬‬
‫من أجل ان يؤكد بافلوف نظريته قام بتجرب‪$$‬ة على الكلب ‪ ،‬وال‪$$‬تي م‪$$‬رت‬
‫على أربع مراحل ‪:‬‬
‫في البداية قام ب‪$$‬افلوف بوض‪$$‬ع الطع‪$$‬ام ام‪$$‬ام الكلب فس‪$$‬ال لع‪$$‬اب الكلب من‬
‫اجل االكل ‪ ،‬و بالتالي الطعام ه‪$$‬و مث‪$$‬ير ط‪$$‬بيعي بالنس‪$$‬بة للكلب فاس‪$$‬تجاب‬
‫له ‪.‬‬
‫لكن في الم‪$$‬رة الثاني‪$$‬ة ق‪$$‬ام ب‪$$‬افلوف بازال‪$$‬ة الطع‪$$‬ام من أم‪$$‬ام الكلب وأتى‬
‫بجرس وبدأ يدقه في مس‪$$‬امع الكلب ‪ ،‬فلم تص‪$$‬در من الكلب أي اس‪$$‬تجابة ‪،‬‬
‫فكان الجرس في هذه الحالة غير مثير ‪.‬‬
‫أما في المرة الثالث‪$$‬ة ص‪$$‬احب اعط‪$$‬اء الطع‪$$‬ام للكلب دق الج‪$$‬رس ‪ ،‬وك‪$$‬رر‬
‫بافلوف هذه العملية عدة مرات ‪ ،‬لكي يرب‪$$‬ط الكلب في وعي‪$$‬ه الب‪$$‬اطني دق‬
‫الجرس باألكل ‪.‬‬
‫في المرة الرابعة بدأ بافلوف بدق الج‪$$‬رس في مس‪$$‬امع الكلب ‪ ،‬فق‪$$‬ام الكلب‬
‫من مكانه وبدأ لعابه في السيالن منتظرا تقديم الطعام له ‪ ،‬فاصبح الجرس‬
‫في هذه الحالة مثير ألنه تسبب في استجابة الكلب له ‪.‬‬
‫تجربة باروس إف سكينر ( صاحب نظرية االشراط االجرائي ) ‪:‬‬
‫كما سبقت االشارة أن أغلب تج‪$$‬ارب رواد النظري‪$$‬ة الس‪$$‬لوكية ك‪$$‬انت تق‪$$‬ام‬
‫على الحيوان واالنسان ‪ ،‬لذلك نجد ان سكينر هو ايضا ق‪$$‬ام بتجربت‪$$‬ه على‬
‫الحيوان وهذه المرة على حمامة ‪ ،‬حيث أخذ الحمام‪$$‬ة ووض‪$$‬عها في قفص‬
‫بدون مأكل ‪ ،‬وبداخل القفص وضع زرين ‪ :‬واحد أحمر واالخر أخضر ‪،‬‬
‫ولّما تشعر الحمامة بالجوع تب‪$‬دأ ب‪$‬النقر على أي ش‪$‬يء تج‪$‬ده أمامه‪$‬ا بحث‪$‬ا‬
‫عن الطعام ‪ ،‬وإذا نقرت بالص‪$$‬دفة على ال‪$$‬زر االحم‪$$‬ر تفتح له‪$$‬ا ناف‪$$‬ذه به‪$$‬ا‬
‫طع‪$$‬ام ‪ ،‬أم‪$$‬ا إذا نق‪$$‬رت على ال‪$$‬زر االخض‪$$‬ر ال تك‪$$‬افئ ب‪$$‬أي ش‪$$‬يء ‪ ،‬وم‪$$‬ع‬
‫تكرار هذه العملية تكون للحمامة وعي بأن الطعام يأتي عن طري‪$$‬ق النق‪$$‬ر‬
‫على ال‪$$‬زر االحم‪$$‬ر ‪ ،‬وهك‪$$‬ذا ب‪$$‬دأت الحمام‪$$‬ة كلم‪$$‬ا أرادت الطع‪$$‬ام ت‪$$‬ذهب‬
‫مباشرة للنقر على الزر االحمر ‪.‬‬
‫ومن خالل هذه التجربة أكد لنا سكينر ان التعلم ي‪$‬أتي عن طري‪$‬ق التك‪$‬رار‬
‫و اركاب االخطاء ‪ ،‬الن بدون تكرار ال يمكن اس‪$$‬تيعاب المعرف‪$$‬ة المقدم‪$$‬ة‬
‫للمتعلم بطريقة لن تنسيه اياها ابدا ‪.‬‬
‫ج‪ -‬تجربة ثورندايك ‪:‬‬
‫بنفس طريقة السلوكيين ‪ ،‬قام ثورندايك بأخذ قفص ووضع فيه قط وأغل‪$$‬ق‬
‫عليه ‪ ،‬وإن أراد ذاك القط الخروج من القفص يجب عليه أن يق‪$$‬وم بعملي‪$$‬ة‬
‫معينة كجر الحبل أو الضغط على الزر ‪ ،‬وبالقرب من المكان ال‪$$‬ذي يمكن‬
‫للقط الخ‪$$‬روج من خالل‪$$‬ه وض‪$$‬ع ثورن‪$$‬دايك بعض‪$$‬ا من الطع‪$$‬ام يمكن للق‪$$‬ط‬
‫رؤيته وشم رائحته ‪ ،‬وبعد العدي‪$‬د من المح‪$‬اوالت اس‪$$‬تطاع الق‪$‬ط الخ‪$‬روج‬
‫من القفص ‪ ،‬فبدأ ثورندايك بعّد المدة الزمنية التي استغرقها القط للخ‪$$‬روج‬
‫من القفص ‪ ،‬فالح‪$$‬ظ ثورن‪$$‬دايك أن كلم‪$$‬ا ك‪$$‬رر الق‪$$‬ط الخ‪$$‬روج من القفص‬
‫فالمدة الزمنية تقل مع تكرار المحاولة ‪.‬‬
‫وبذلك أكد ثورندايك بأن التعلم يأتي بعد المحاولة وكثرة التكرار ‪.‬‬
‫المدرسة المعرفية‬
‫ثمت بعض المبادئ واألسس التي تقوم عليها المدرسة المعرفية وتميزها‬
‫عن غيرها من مدارس علم النفس‪ ،‬ومن هذه األسس‪:‬‬
‫التأكي‪$$‬د على إيجابي‪$$‬ة اإلنس‪$$‬ان وإنس‪$$‬انيته من خالل أهداف‪$$‬ه وأفك‪$$‬اره‬ ‫‪.1‬‬
‫واختياراته‪.‬‬
‫التأكي‪$$$‬د على دور الفهم والمعرف‪$$$‬ة خاص‪$$$‬ة في عملي‪$$$‬ات اإلدراك‬ ‫‪.2‬‬
‫والتعلم‪.‬‬
‫ض‪$$‬رورة دراس‪$$‬ة المتغ‪$$‬يرات الوس‪$$‬يطة والعملي‪$$‬ات العقلي‪$$‬ة المعرفي‪$$‬ة‬ ‫‪.3‬‬
‫مثل‪ :‬التفكير واإلدراك والذاكرة والتخيل واللغة وحل المشكالت‪.‬‬
‫ض‪$$‬رورة معرف‪$$‬ة التفاص‪$$‬يل الدقيق‪$$‬ة المتعلق‪$$‬ة بكيفي‪$$‬ة عم‪$$‬ل العملي‪$$‬ات‬ ‫‪.4‬‬
‫المعرفية وكيفية تطبيقها في الحياة اليومية‪.‬‬
‫‪ .5‬الس‪$$‬لوك أو التعلم ليس‪$$‬ت رابط‪$$‬ة بس‪$$‬يطة بين مث‪$$‬يرات واس‪$$‬تجابات‪،‬‬
‫لكنها عملية معقدة تتداخل فيها العديد من العوامل‪.‬‬
‫‪ .6‬ض‪$$‬رورة اس‪$$‬تخدام االس‪$$‬تبطان غ‪$$‬ير الش‪$$‬كلي بص‪$$‬فة خاص‪$$‬ة لتنمي‪$$‬ة‬
‫الشعور الحدسي‪ ،‬بينما يفضل استخدام الطرق الموض‪$$‬وعية لتعزي‪$$‬ز‬
‫وتأكيد مثل هذا الشعور‪.‬‬
‫‪ .7‬على عكس المدرس‪$$‬ة الس‪$$‬لوكية ت‪$$‬رى المدرس‪$$‬ة المعرفي‪$$‬ة أن ق‪$$‬وانين‬
‫التعلم واس‪$$‬تراتيجياته ليس‪$$‬ت واح‪$$‬دة عن‪$$‬د الجمي‪$$‬ع وليس‪$$‬ت ثابت‪$$‬ة في‬
‫جميع المراحل‪.‬‬

You might also like