Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 91

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬

‫المركز الجامعي نور البشير للبيض‬

‫معهد الحقوق والعلوم السياسية‬

‫قسم الحقوق‬

‫دروس عبر الخط في مقياس‬

‫الملكية الفكرية‬

‫مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام‬

‫(السداسي السادس)‬

‫إعداد الدكتور‪:‬‬

‫خالدي ثامر‬

‫السنة الجامعية‪2023 - 2022 :‬‬


‫السنة الثالثة ليسانس قانون عام‬ ‫دروس عرب اخلط يف مقياس امللكية الفكرية‬

‫ملخص المقرر الدراسي‬

‫هذه المحاضرة بعنوان "محاضرات في مقياس الملكية الفكرية"‪ ،‬يقوم على تقديمها األستاذ‬
‫خالدي ثامر المتخصص في القانون الخاص‪ ،‬وهي موجهة لطلبة السنة الثالثة ليسانس قانون‬
‫عام‪ ،‬وهي تدخل ضمن وحدة التعليم االستكشافية‪.‬‬

‫وعن األهداف المتوخاة من هذه المحاضرات فتتمثل في‪ :‬تمكين الطالب من التعرف‬
‫على أحد أنواع الحقوق وهي الحقوق المعنوية‪ ،‬وكذا التعرف على الطبيعة القانونية لهذا النوع‬
‫من الحقوق الفكرية‪ ،‬وتقسيمات الملكية الفكرية‪ ،‬وآليات حمايتها‪.‬‬

‫ومن هنا وجب على الطالب أن تكون له معارف مسبقة للتحكم جيدا في هذا المقياس‬
‫وفهمه‪ ،‬وهذا من خالل مقياس المدخل للعلوم القانونية (نظرية الحق)‪ ،‬والقانون المدني‬
‫(المسؤولية المدنية)‪ ،‬والقانون الجنائي واإلجراءات الجزائية (الحماية الجنائية للملكية الفكرية)‪،‬‬
‫باإلضافة إلى مقياس القانون الدولي العام المعاهدات واالتفاقيات الدولية المتعلقة بالملكية‬
‫الفكرية (الحماية الدولية للملكية الفكرية)‪.‬‬

‫وعن محتوى هذا المقرر الدراسي نجد‪ :‬اإلطار المفاهيمي للملكية الفكرية كمدخل‪ ،‬ثم‬
‫الملكية األدبية والفنية (حقوق المؤلف والحقوق المجاورة)‪ ،‬ثم الملكية الصناعية (براءة‬
‫االختراع‪ ،‬العالمات‪ ،‬الرسوم والنماذج الصناعية)‪ ،‬وأخي ار آليات حماية هذه المنجزات الفكرية‬
‫(الحماية الوطنية والحماية الدولية)‪.‬‬

‫من هنا كان تقسيمنا لهذا المقرر إلى خمسة محاور‪ ،‬كل محور يأتي على شكل مبحث‬
‫ليتفرع إلى مطالب وفروع‪ .‬مع تقسيم هذه المحاور إلى أحد عشر محاضرة‪ ،‬مع دعمها‬
‫بخرائط ذهنية وأسئلة تقييمية تحضي ار لالختبارات‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫السنة الثالثة ليسانس قانون عام‬ ‫دروس عرب اخلط يف مقياس امللكية الفكرية‬

‫مقدمة‪:‬‬

‫إن الملكية الفكرية هي مجموعة الحقوق التي ترد على منتجات ذهنية‪ ،‬وتسمى‬ ‫ّ‬
‫بالحقوق المعنوية‪ ،‬ألن الغالب فيها هو الجانب المعنوي‪ ،‬على اعتبار أن ظاهرة األدب والفن‬
‫واالختراعات التي لها عالقة بالجانب الصناعي والتجاري‪ ،‬تمثل ما يمكن أن يبدعه العقل‬
‫البشري‪ .‬لكن ال يمكن أن ننكر الجانب المادي (المالي) لهذه االبتكارات واإلبداعات‪ ،‬وذلك‬
‫من خالل استغاللها واالستفادة منها ماليا بأي شكل من أشكال التصرف المادية والقانونية‪.‬‬

‫أن تنظيمه في قوانين جاء متأخرا‪ ،‬حيث سادت فيها مرحلة‬ ‫ورغم قدم اإلبداع إالّ ّ‬
‫الالقانون‪ ،‬ليبسط هذا األخير نفوذه في تنظيمها وحمايتها بدء بالمعاهدات واالتفاقيات‬
‫الدولية‪ ،‬التي وجدت فيها الدول أهمية كبيرة في تنظيم األعمال الفكرية‪ ،‬وبالتالي نصت عليها‬
‫في تشريعاتها الداخلية‪.‬‬

‫والجزائر على غرار بقية الدول‪ ،‬أعطت أهمية بالغة لهذه األعمال‪ ،‬فكانت لها ترسانة‬
‫قانونية مهمة لتنظيمها وحمايتها بدء من ‪ 1966‬إلى غاية ‪ ،2003‬فيما يتعلق بالملكية‬
‫األدبية والفنية من جهة‪ ،‬والملكية الصناعية من جهة ثانية‪.‬‬

‫فاألولى تشمل حقوق المؤلف والحقوق المجاورة‪ ،‬والتي نظمها المشرع منذ ‪ 1973‬ثم‬
‫‪ 1997‬عندما أضاف في هذه السنة الحقوق المجاورة‪ ،‬إلى ‪ 2003‬بموجب األمر ‪05-03‬‬
‫المتعلق بحقوق المؤلف والحقوق المجاورة‪ .‬هذا باإلضافة إلى مجموعة المعاهدات‬
‫واالتفاقيات الدولية في هذا الشأن والتي انضمت إليها الجزائر‪ ،‬من اتفاقية اتحاد برن عام‬
‫‪ 1997‬بموجب المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،341-97‬إلى اتفاقية جنيف سنة ‪ 1973‬بمقتضى‬
‫األمر رقم ‪ ،26-73‬باإلضافة إلى االتفاقية العربية لحماية حقوق المؤلفين التي أبرمت في‬
‫بغداد سنة ‪.1981‬‬

‫أما الثانية فتتمثل في الملكية الصناعية‪ ،‬التي هي عبارة عن االبتكارات التي لها عالقة‬
‫ّ‬
‫بالجانب الصناعي والتجاري‪ ،‬وهي تشمل براءة االختراع والتي نظمها المشرع بدء من ‪1966‬‬
‫ثم ‪ 1993‬إلى ‪ 2003‬بموجب األمر رقم ‪ 07-03‬المتضمن براءات االختراع‪ .‬كما شمل‬
‫التنظيم العالمات والتي عالجها المشرع بدء من ‪ 1966‬إلى األمر رقم ‪ 06-03‬المتعلق‬

‫‪3‬‬
‫السنة الثالثة ليسانس قانون عام‬ ‫دروس عرب اخلط يف مقياس امللكية الفكرية‬

‫بالعالمات‪ .‬كما نجد من أقسام الملكية الصناعية الرسوم والنماذج الصناعية والتي هي‬
‫منظمة بموجب األمر رقم ‪ 86-66‬الذي ما يزال ساري المفعول إلى اليوم‪ .‬باإلضافة إلى‬
‫مجموعة االتفاقيات الدولية التي انضمت وصادقت عليها الجزائر في هذا المجال‪ ،‬من‬
‫اتفاقية باريس بموجب األمر رقم ‪ 48-66‬واألمر رقم ‪ 2-75‬والمرسوم الرئاسي رقم ‪-99‬‬
‫‪ 92‬المتضمن المصادقة على معاهدة التعاون بشأن البراءات المبرمة في واشنطن‪.‬‬
‫‪ -‬فما مفهوم الملكية الفكرية عموما؟ وما هي مصادرها؟‬
‫‪ -‬ماهي أقسام الملكية الفكرية؟ وكيف نظمها وحماها المشرع الجزائري؟‬

‫لإلجابة عن هذه اإلشكالية وهذه التساؤالت نقترح خطة تتكون من خمس محاور‪ ،‬األول‬
‫وخصصناه لمدخل للملكية الفكرية‪ ،‬والثاني للملكية األدبية والفنية (حقوق المؤلف والحقوق‬
‫المجاورة)‪ ،‬والثالث لبراءة االختراع‪ ،‬والرابع للعالمات والرسوم والنماذج الصناعية‪ ،‬أما المحور‬
‫الخامس فخصصناه للحماية القانونية للعالمات والرسوم والنماذج الصناعية‪ .‬وكل هذا‬
‫المحتوى تم تقسيمه ألحد عشر محاضرة‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫السنة الثالثة ليسانس قانون عام‬ ‫دروس عرب اخلط يف مقياس امللكية الفكرية‬

‫المحور األول‪ :‬مدخل للملكية الفكرية‬

‫المحاضرة األول‪ :‬التعريف بالملكية الفكرية وطبيعتها ومصادرها القانونية‬


‫مبحث تمهيدي‪ :‬اإلطار المفاهيمي للملكية الفكرية بوجه عام‬

‫حق الملكية قد يكون واردا على أشياء مادية فذلك هي الحقوق العينية األصلية‪ ،‬كما قد‬
‫يكون حق الشخص واردا على أشياء غير مادية فذلك هي الحقوق الذهنية‪ .‬هذه الحقوق ترد‬
‫على إنجازات عقلية تقسم إلى قسمين‪ ،‬حقوق واردة على ملكية أدبية وفنية‪ ،‬وأخرى واردة‬
‫على ملكية صناعية‪.‬‬

‫فاألولى هي مجموعة المزايا األدبية والمالية التي تثبت للعالم‪ ،‬أو الكاتب أو الفنان على‬
‫مصنفه‪ .‬والثانية هي األشخاص الطبيعية أو المعنوية على االختراعات التي ينجزونها‪ ،‬أو‬
‫على العالمات والرسوم والنماذج الصناعية التي يبتكرونها وعن طريقها يتم تمييز السلع‬
‫والخدمات عن بعضها البعض‪.‬‬

‫وللتعرف أكثر على الملكية الفكرية‪ ،‬سنتطرق إلى تعريفها وطبيعتها القانونية وإطارها‬
‫التاريخي ثم مصادرها‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬تعريف الملكية الفكرية وطبيعتها القانونية‬

‫إن الملكية الفكرية هي جملة الحقوق المعنوية التي ترد على منجزات مصدرها العقل‪،‬‬ ‫ّ‬
‫رغم وجود الجانب المالي فيها إال أن الغالب عليها هو العنصر المعنوي‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬تعريف الملكية الفكرية‬

‫الملكية الفكرية هي حق الشخص في استغالل واستئثار إنتاجه الفكري‪ .‬وأنها الحقوق‬


‫التي ترد على المنجزات العقلية‪ ،‬وتمنح لصاحبها حقا أدبيا يتجسد في حق الشخص في نسبة‬
‫إنتاجه إليه‪ ،‬فهو لصيق بشخصه غير قابل للمقابل المالي وال يمكن التصرف فيه أو الحجز‬
‫عليه‪ .‬والحق المالي يكون نتاج استغالل هذا العمل الفكري وإمكانية االستفادة منه ماديا‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫السنة الثالثة ليسانس قانون عام‬ ‫دروس عرب اخلط يف مقياس امللكية الفكرية‬

‫والملكية الفكرية هي مجموعة الحقوق المعنوية التي ترد على إنتاج ذهني فكري خيالي‪،‬‬
‫والغالب فيها الجانب المعنوي غير المحسوس‪ ،‬وذلك التصالها بالعقل‪.‬‬

‫الملكية الفكرية هي مجموع الحقوق التي ترد على أي إنتاج أو عمل ذهني يقوم به‬
‫المبدع في مختلف مجاالت االبتكار الفكري التي اعترف لها المشرع بالحماية القانونية وفق‬
‫شروط محددة‪ .‬أو هي سلطة مباشرة يعطيها القانون للشخص على كافة منتجات عقله‬
‫وتفكيره وتمنحه مكنة االستئثار واالنتفاع بما تدر عليه هذه األفكار من مردود مالي للمدة‬
‫المحددة قانونا دون منازعة أو اعتراض من أحد‪.‬‬

‫وهناك من عرفها على أساس التقسيمات‪ ،‬فالملكية الفكرية‪ ،‬أو الحقوق الفكرية‪ ،‬أو‬
‫الحقوق الذهنية تشمل الملكية الصناعية والتجارية إذا وردت هذه الحقوق على االختراعات‬
‫والعالمات والرسوم والنماذج الصناعية‪ ،‬وتشمل الملكية األدبية والفنية إذا تعلق األمر بحقوق‬
‫المؤلف والحقوق المجاورة‪.‬‬

‫من التعاريف واألنواع التي وردت حول الملكية الفكرية نخلص إلى خصائصها التي‬
‫تمييزها عن غيرها من أنواع الملكية وهي‪:‬‬

‫‪ -‬حق معنوي‪ ،‬تعطي لصاحب الحق في ربط إبداعه الفكري بشخصه باعتباره امتداد‬
‫له‪.‬‬
‫‪ -‬حق جامع‪ ،‬إن حقوق الملكية الفكرية تخول لصاحبها أن يستغلها وأن يتصرف فيها‬
‫كما يشاء‪ ،‬مع احترام ما يفرضه القانون‪.‬‬
‫‪ -‬حق مانع‪ ،‬الحق الفكري حق استئثاري لصاحبه دون مشاركة من أي شخص‪.‬‬
‫‪ -‬حق مؤقت‪ ،‬إن الحقوق العينية عبارة عن أشياء مادية تنطبع بصفة الدوام‪ ،‬أي أن‬
‫الملكية بمعناها المادي دائمة مادام أن الشيء المملوك باقيا ولم يهلك‪ .‬بينما الحقوق‬
‫المعنوية ليست كذلك‪ ،‬كونها محددة بمدة زمنية معينة بانتهائها يؤول هذا الحق للملك‬
‫العام‪ ،‬ماعدا حقوق المؤلف التي تكون مدى الحياة في حياة المؤلف وخمسين سنة‬
‫للورثة بعد وفاة مورثهم‪.‬‬
‫‪ -‬حق مطلق‪ ،‬فما تمنحه الملكية الفكرية للشخص من حقوق يمكن االحتجاج بها في‬
‫مواجهة الكافة‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫السنة الثالثة ليسانس قانون عام‬ ‫دروس عرب اخلط يف مقياس امللكية الفكرية‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الطبيعة القانونية للملكية الفكرية‬

‫أما عن طبيعتها القانونية‪ ،‬فقد ظهرت ثالث اتجاهات لتحديد ذلك‪:‬‬


‫ّ‬
‫فاتجاه كيف حقوق الملكية الفكرية على أنها من قبيل الحقوق الشخصية‪ ،‬فهم يرون أن‬
‫المصنف عبارة عن مجموعة من األفكار عبر عنها صاحبها بالشكل والطريقة التي أرادها‬
‫هو‪ ،‬وبالتالي فهي جزء من شخصيته‪ ،‬كما أن المؤلف هو المسؤول وحده عن مصنفه وله‬
‫وحده الحق في نشره وطريقة عرضه على الجمهور دون تدخل أو اعتراض من الغير‪ ،‬وأن‬
‫التقليد الذي قد يطال المصنف ال يكون اعتداء على الجانب المالي للمؤلف وإنما هو مساس‬
‫بشخصه‪.‬‬
‫في حين يرى أنصار االتجاه العيني للملكية الفكرية‪ ،‬أن هذه األخيرة هي من الحقوق‬
‫العينية‪ ،‬على أساس توافر جميع العناصر المكونة لحق الملكية بمفهومها المادي‪ ،‬من‬
‫استعمال واستغالل وتصرف‪ ،‬فللمبدع كامل الحق في استغالل إبداعه واالستفادة منه ماديا‬
‫مع إمكانية التصرف فيه بأي شكل من أشكال التصرف المادية والقانونية‪.‬‬

‫ومع االنتقادات التي طالت الرأيين األول والثاني‪ ،‬ظهر اتجاه ثالث يرى أن الملكية‬
‫الفكرية تتضمن حقوقا عينية مادية وحقوقا شخصية معنوية‪ ،‬أي أن لها طبيعة مزدوجة‪،‬‬
‫معنوية تكمن في حماية اإلنتاج الفكري باعتباره امتدادا لشخصية صاحبه ومادية تتمثل في‬
‫احتكار ما ينتج عن استغالل إبداعه وإنتاجه الفكري ماليا‪ .‬أي أن للملكية الفكرية شقان‪ ،‬شق‬
‫يتعلق بالحقوق األدبية المعنوية وهي الطاغية والغالبة على هذا النوع من الملكية وشق يتمثل‬
‫في الحقوق المادية المالية‪ ،‬من استعمال لهذه الحقوق واستغاللها والتصرف فيها‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬اإلطار التاريخي للملكية الفكرية‬

‫وهنا نقسم هذه الدراسة إلى قسمين‪ ،‬قسم يتعلق بالتطور التاريخي لحقوق المؤلف‬
‫والحقوق المجاورة‪ ،‬ثم التطور التاريخي الذي عرفته الملكية الصناعية من جهة ثانية‪.‬‬
‫فبالنسبة للحقوق األدبية والفنية‪ ،‬ففي مرحلة ما قبل القرن ‪18‬م عرفت نوعا من حقوق‬
‫المؤلف إال أن ذلك لم يكن موضوع تنظيم قانوني‪ ،‬باعتبار أن الحضارات القديمة لم تكن‬
‫تفرق بين الحق المالي والحق المعنوي للمؤلف‪ ،‬بعد صناعة الورق بدأ حق المؤلف يستفيد‬

‫‪7‬‬
‫السنة الثالثة ليسانس قانون عام‬ ‫دروس عرب اخلط يف مقياس امللكية الفكرية‬

‫من الحماية‪ .‬لذا يرى جانب من الفقه أن المؤلف نشأ في هذه الحضارة العريقة‪ ،‬حضارة‬
‫الصين‪ .‬أما اليونان فكان حكامها يمنحون نوعا من الحماية للمؤلفين مقابل إيداع نسخ من‬
‫مؤلفاتهم في مكتبة المدينة‪ ،‬وهو نظام يقترب من نظام اإليداع‪ .‬وقد قال سقراط‪" :‬إن ابتداع‬
‫الفكر أعلى درجات اللذة النفسية التي يمكننا أن نحصل عليها في حيلتنا"‪ .‬أما عند الرومان‬
‫فقد تأثر حق المؤلف بفكرة الملكية‪ ،‬حيث كان الناشرون يبرمون نوعا من االتفاقات مع‬
‫المؤلفين ينشرون بموجبها أصول كتبهم‪ .‬كما أقر فقهاء الشريعة اإلسالمية أخذ المؤلف‬
‫مكافأة عن إنتاجه الفكري‪ ،‬كما عرفوا نظام اإليداع‪ ،‬الذي أطلق عليه اسم التخليد‪ ،‬وكان أكبر‬
‫مركز لذلك هو دار العلم ببغداد‪.‬‬
‫أما بعد القرن ‪18‬م‪ ،‬ففي انجلت ار صدر أول قانون يحمي حقوق المؤلف‪ ،‬هو القانون‬
‫الصادر سنة ‪ .1710‬وفي الواليات المتحدة األمريكية فإن أول قانون صدر في هذا الشأن‬
‫كان سنة ‪ ،1790‬وذلك بمنح المؤلفين حقا استئثاريا لكتاباتهم ولفترة محددة‪ .‬أما في فرنسا‬
‫فأول تشريع صدر لحماية حق المؤلف كان سنة ‪ 1791‬والذي كان مقتص ار على مؤلفي‬
‫المسرحيات‪ ،‬فجعل للمؤلف وحده حق نشر مسرحياته طوال حياته ولورثته مدة ‪ 5‬سنوات بعد‬
‫وفاة مورثهم‪ ،‬وتعاقبت التشريعات إلى أن صدر آخر قانون تحت رقم ‪ 01-92‬الصادر في‬
‫أول جويلية ‪ 1992‬المتضمن الملكية الفكرية‪.‬‬

‫أما في الجزائر‪ ،‬فقد صدر أول تشريع يتعلق بحقوق المؤلف كان بموجب األمر رقم‬
‫‪ 14 -73‬المؤرخ في ‪ 3‬أبريل ‪ 1973‬المتضمن حق المؤلف‪ ،‬الذي ألغي بموجب األمر رقم‬
‫‪ 10-97‬المؤرخ في ‪ 6‬مارس ‪ 1997‬المتضمن حقوق المؤلف والحقوق المجاورة‪ ،‬الذي ألغي‬
‫أيضا بموجب األمر رقم ‪ 05-03‬المؤرخ في ‪ 19‬يوليو ‪ 2003‬المتعلق بحقوق المؤلف‬
‫والحقوق المجاورة‪.‬‬
‫وعلى الصعيد الدولي‪ ،‬فإن أول اتفاقية عقدت في هذا الشأن كانت اتفاقية اتحاد برن‬
‫في ‪ 9‬سبتمبر ‪ 1886‬المتعلقة بحماية المصنفات األدبية والفنية‪ ،‬والتي مسها التعديل والتتميم‬
‫عدة مرات وفي عدة أماكن دولية‪ .‬والتي نصت في إحدى بنودها‪ ،‬أن الحماية التي تكفلها‬
‫هذه المعاهدة تشمل مدة حياة المؤلفين وخمسين سنة بعد وفاتهم‪ .‬وهذا ما تبناه المشرع‬
‫الجزائري‪ ،‬ألن الجزائر من المنضمين والمصادقين على هذه االتفاقية‪ .‬ثم االتفاقية العالمية‬

‫‪8‬‬
‫السنة الثالثة ليسانس قانون عام‬ ‫دروس عرب اخلط يف مقياس امللكية الفكرية‬

‫لحقوق المؤلف بجنيف بتاريخ ‪ 6‬سبتمبر ‪ ،1952‬والتي عدلت بباريس في ‪ 24‬يوليو‬


‫‪ .1971‬وكان من أهم االتفاقيات كذلك‪ ،‬اتفاقية إنشاء المنظمة العالمية للملكية الفكرية‪ .‬فهذه‬
‫االتفاقيات كذلك كانت الجزائر من المنضمين إليها والمصادقين عليها‪ .‬يضاف إلى كل هذا‬
‫جملة من االتفاقيات العالمية والتي لم تنضم إليها الجزائر‪.‬‬

‫أما عن التطور التشريعي للملكية الصناعية‪ ،‬فإن حق المخترع ظهر ألول مرة في‬
‫القرنين الرابع عشر والخامس عشر بصدور قانون لحماية المخترعين سنة ‪ 1447‬بمدينة‬
‫فنيسيا بإيطاليا‪ ،‬حيث نصت إحدى مواده‪" :‬أن كل من يقوم بأي عمل جديد يحتاج إلى‬
‫الحذق والمهارة‪ ،‬ويكون ملزما بتسجيله‪...‬وإذا قام أي شخص آخر بعمل مماثل أو مشابه‪،‬‬
‫فيكون للمخترع حق طلب الحكم على المعتدي بدفع تعويض مع اتالف ما عمله"‪ .‬وهذا الذي‬
‫تعمل به كل التشريعات الداخلية فيما يخص الدعوى المدنية من أجل المطالبة بالتعويض‬
‫وعقوبة اتالف األشياء المقلدة كقوبة تكميلية‪.‬‬

‫وقد توالت التشريعات في الدول األوربية‪ ،‬فصدر قانون في بريطانيا سنة ‪ 1610‬وعدل‬
‫سنة ‪ 1623‬والذي تضمن نظام االمتياز والمتمثل في احتكار استغالل المخترع الختراعه‪.‬‬
‫وفي فرنسا‪ ،‬فإن أول تشريع صدر في ‪ 7‬جويلية ‪ 1791‬الذي اعتبر أن حق المخترع من‬
‫قبيل الملكية إال أن هذه الملكية ليست مؤبدة‪ .‬ولم تغفل التشريعات عن تنظيم العالمات‬
‫التجارية فسن أول قانون لها في فرنسا سنة ‪ ،1857‬وفي ألمانيا سنة ‪ ،1894‬وفي انجلت ار‬
‫والواليات المتحدة األمريكية سنة ‪.1905‬‬

‫أما على المستوى الدولي‪ ،‬فكانت اتفاقية باريس للملكية الصناعية المؤرخة في ‪20‬‬
‫مارس ‪ 1883‬والتي عدلت عدة مرات‪ .‬والجزائر من بين الدول المنضمة إليها والمصادق‬
‫عليها بموجب األمر رقم ‪ 84-66‬المؤرخ في ‪ 25‬فبراير ‪ .1966‬باإلضافة إلى معاهدة‬
‫واشنطن سنة ‪ 1970‬المتعلقة بالتعاون في مجال البراءات والتي كانت الجزائر من الدول‬
‫المصادقين عليها من بين ‪ 118‬دولة‪.‬‬

‫وفي الجزائر‪ ،‬فإن أول تشريع كان سنة ‪ 1963‬بتأسيس المكتب الوطني للملكية‬
‫الصناعية‪ ،‬ثم صدر األمر رقم ‪ 54-66‬المتعلق بشهادات المخترعين وإجازات االختراع‬
‫والذي كان في ‪ 3‬مارس ‪ ،1966‬واألمر رقم ‪ 57-66‬المتعلق بعالمات المصنع والعالمات‬

‫‪9‬‬
‫السنة الثالثة ليسانس قانون عام‬ ‫دروس عرب اخلط يف مقياس امللكية الفكرية‬

‫التجارية المؤرخ في ‪ 19‬مارس ‪ ،1966‬واألمر رقم ‪ 86-66‬المتعلق بالرسوم والنماذج‬


‫الصناعية الذي كان بتاريخ ‪ 28‬أفريل ‪ ،1966‬وعن طريق األمر رقم ‪ 62-73‬تم إنشاء‬
‫المعهد الجزائري للتوحيد الصناعي والملكية الصناعية‪ ،‬والذي انتقلت إليه اختصاصات‬
‫المكتب الوطني للملكية الصناعية وكان ذلك بتاريخ ‪ 21‬نوفمبر ‪ ،1973‬ثم جاء المرسوم‬
‫التنفيذي رقم ‪ 68-98‬المؤرخ في ‪ 21‬فبراير ‪ 1998‬الذي أنشأ بموجبه المعهد الوطني‬
‫الجزائري للملكية الصناعية‪ ،‬ثم صدر األوامر ‪ 06-03‬و‪ 07-03‬المؤرخة في ‪ 19‬يوليو‬
‫‪ 2003‬يتعلق األول بالعالمات والثاني براءات االختراع‪ .‬ماعدا ما يتعلق بنظام الرسوم‬
‫والنماذج فقد بقي األمر الصادر في ‪ 1966‬ساري المفعول إلى اليوم‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬مصادر الملكية الفكرية‬

‫ونركز هنا على المصادر الداخلية المتمثلة في التشريع‪ ،‬والمصادر الخارجية والتي‬
‫تتمثل في االتفاقيات الدولية‪ .‬على اعتبار أن الحماية الفعالة ألصحاب الملكية الفكرية تكون‬
‫ذات طابع وطني داخلي وخارجي دولي‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬عالقة الملكية الفكرية بالقوانين األخرى‬

‫إن الملكية الفكرية تجد مصدرها في العديد من القوانين الداخلية‪ ،‬بدء من الدستور إلى‬
‫القواعد العامة في القانون المدني والتجاري فقانون اإلجراءات المدنية واإلدارية وقانون‬
‫العقوبات باإلضافة إلى بعض القوانين األخرى كقانون المنافسة والجمارك وحماية المستهلك‪.‬‬
‫أوال‪ :‬القانون الدستوري‬

‫فالدستور‪ ،‬وخاصة التعديل الدستوري لسنة ‪ 2016‬ينص على حرية االبتكار الفكري‬
‫والفني والعلمي ويؤكد على حماية حقوق المؤلف‪ .‬إذن فالدستور يضمن حرية االبتكارات‬
‫ويعمل على حمايتها‪ .‬وهذا طبقا لما جاءت به المادة ‪ 44‬من التعديل الدستوري‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬القانون المدني‬

‫إن الملكية الفكرية تحتاج إلى القواعد العامة الموجودة في القانون المدني‪ ،‬باعتبارها ال‬
‫غنى عنها في جميع الميادين القانونية تقريبا‪ ،‬من نظرية االلتزام ونظرية العقد ونظرية الحق‬
‫والملكية بوجه عام إلى مسائل البيع والتنازل والترخيص واإليجار‪ ،‬هذه التصرفات ترد على‬

‫‪10‬‬
‫السنة الثالثة ليسانس قانون عام‬ ‫دروس عرب اخلط يف مقياس امللكية الفكرية‬

‫عناصر الملكية الفكرية‪ ،‬ناهيك عن مسألة المسؤولية المدنية خصوصا المادة ‪ 124‬التي يتم‬
‫االعتماد عليها في حالة الحماية المدنية للملكية الفكرية‪ .‬وفي حالة تنازع القوانين حول‬
‫األعمال الذهنية‪ ،‬فإنه يتم الرجوع إلى ما جاء في القانون المدني من مسائل تخص القانون‬
‫الدولي الخاص‪ ،‬خصوصا القانون الواجب التطبيق‪ ،‬وألدل على ذلك ما نص عليه مشرعنا‬
‫في القانون المدني فيما يتعلق بتنازع القوانين في مسائل الملكية الفكرية‪ ،‬من خالل ما جاء‬
‫في نص المادة ‪ 17‬مكرر من القانون رقم ‪ 10-05‬المتضمن القانون المدني‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬القانون التجاري‬

‫إن هنا اااك الكثيا اار ما اان المسا ااائل تخا ااص الملكيا ااة الصا ااناعية تجا ااد مصا اادرها فا ااي القا ااانون‬
‫التج اااري‪ ،‬وألدل عل ااى ذل ااك م ااا تض اامنه ه ااذا األخي اار ح ااول ال اارهن الحي ااازي لعناص اار الملكي ااة‬
‫الصااناعية‪ ،‬وكااذا عالقتهااا بالمحاال التجاااري علااى اعتبااار أنهااا أحااد عناص اره‪ ،‬وكااذا الااتكلم عاان‬
‫اإليا ااداع با ااالمركز الا ااوطني للسا ااجل التجا اااري ما اان جها ااة وبالمعها ااد الا ااوطني الج ازئا ااري للملكيا ااة‬
‫الصناعية من جهة ثانية‪ ،‬وهذا من خالل المادة ‪ 147‬من القانون التجاري‪ .‬باإلضافة إلى مااا‬
‫يتعلق بمسألة اإلسهام ببراءة‪ ،‬أو عالمة‪ ،‬أو رسم‪ ،‬أو نمااوذج فااي شااركة‪ ،‬فهنااا يااتم الرجااوع إلااى‬
‫القواعد العامة في القانون التجاري فيما يتعلق بالشركات التجارية‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‬

‫أما في الجانب اإلجرائي للملكية الفكرية‪ ،‬فيتم الرجوع في ذلك إلى قانون اإلجراءات‬
‫المدنية واإلدارية عند التنفيذ على هذه العناصر أو الحجز على العناصر المقلدة منها والبيع‬
‫بالمزاد العلني لهذه العناصر عند عدم تنفيذ المدين صاحب هذه األعمال الفكرية اللتزاماته‬
‫التعاقدية‪ .‬وألدل على ذلك ما جاء في المادتين ‪ 650‬و‪ 651‬في الحجز التحفظي على‬
‫الحقوق الصناعية والتجارية وكذا إجراءات البيع بالمزاد العلني في القانون ‪09-08‬‬
‫المتضمن قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬قانون العقوبات‬

‫لقد كان ينص على األعمال اإلجرامية التي تطال عناصر الملكية الفكرية في قانون‬
‫العقوبات وتبيين العقوبات المقررة لها‪ ،‬والنص على الجرائم االلكترونية‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫األحكام الجزائية الواردة في قوانين الملكية الفكرية‪ ،‬حيث هناك أحكاما جزائية تخص االعتداء‬

‫‪11‬‬
‫السنة الثالثة ليسانس قانون عام‬ ‫دروس عرب اخلط يف مقياس امللكية الفكرية‬

‫على حقوق صاحب البراءة أو العالمة أو الرسم والنموذج‪ ،‬وهذا من خالل ما أقره المشرع‬
‫من حماية جنائية ألصحاب هذه الحقوق‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬القوانين المتعلقة بالملكية الفكرية‬

‫إن الملكية الفكرية تجد مصدرها في هذه القوانين‪ ،‬حتى أن القاضي في حال نشوب‬
‫نزاع فإنه أول ما يرجع إليه هو القوانين المتعلقة بالملكية الفكرية والتي أثراها المشرع بترسانة‬
‫من القوانين التنظيمية والتطبيقية تخص حقوق المؤلف والحقوق المجاورة من جهة وعناصر‬
‫الملكية الصناعية من جهة ثانية‪ .‬وجل النصوص تم إصدارها منذ ‪ 1966‬أما قبل ذلك فكان‬
‫يتم العمل بما جاء في تشريعات المستعمر ماعدا ما يخالف النظام العام واآلداب ويمس‬
‫بالسيادة الوطنية‪ .‬ومن هذه الترسانة القانونية وكآخر التعديالت المعتمدة اليوم في هذا‬
‫المجال نجد‪ ،‬األمر ‪ 05-03‬واألمر رقم ‪ 06-03‬واألمر رقم ‪ 07-03‬واألمر رقم ‪-05‬‬
‫‪ ،356‬فاألول يتعلق بحقوق المؤلف والحقوق المجاورة والثاني حول العالمات والثالث‬
‫يتضمن براءات االختراع والرابع يتعلق بالقانون األساسي للديوان الوطني لحقوق المؤلف‬
‫والحقوق المجاورة‪ .‬باإلضافة إلى األوامر والمراسيم التي تتضمن انضمام الجزائر ومصادقتها‬
‫على االتفاقيات الدولية في مجال الملكية الفكرية عموما‪ ،‬والذي أشرنا إليه في المقدمة‬
‫وفصلناه في إلطار التاريخي من هذا الفصل‪ .‬هذه الترسانة القانونية جاءت لتكرس تنظيم‬
‫هذه األعمال الذهنية وتكفل لها الحماية القانونية باإلضافة إلى تبيين إجراءات اإليداع‬
‫والجهات المختصة بذلك‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬االتفاقيات الدولية‬

‫لقد تطلب األمر اللجوء إلى الحماية الدولية ألصحاب الحقوق الذهنية‪ ،‬على اعتبار أن‬
‫الحماية الداخلية غير كافية‪ ،‬لذلك تطلب األمر توسيع ذلك إلى نطاق دولي‪ ،‬ولتحقيق ذلك‬
‫تم إبرام مجموعة من المعاهدات واالتفاقيات وإنشاء منظمات دولية تخص الملكية الفكرية‪.‬‬
‫ونظ ار ألهمية ذلك فقد انضمت إليها الدول وصادقت عليها وأصبحت جزء من تشريعاتها‪.‬‬
‫ولقد تطرقنا سابقا إلى أهمها والتي انضمت إليها الجزائر‪ ،‬حيث نجد اتفاقية باريس لحماية‬
‫الملكية الصناعية واتفاقية إنشاء المنظمة العالمية للملكية الفكرية واتفاقية برن لحماية‬

‫‪12‬‬
‫السنة الثالثة ليسانس قانون عام‬ ‫دروس عرب اخلط يف مقياس امللكية الفكرية‬

‫المصنفات األدبية والفنية ومعاهدة التعاون بشأن البراءات‪ ،‬وكذلك وجود المكتب الدولي‬
‫لحماية الملكية الصناعية‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫السنة الثالثة ليسانس قانون عام‬ ‫دروس عرب اخلط يف مقياس امللكية الفكرية‬

‫المحور الثاني‪ :‬الملكية األدبية والفنية (حقوق المؤلف والحقوق‬


‫المجاورة)‬
‫تشمل الملكية األدبية والفنية على نوعين من الحقوق‪ ،‬حقوق المؤلف والحقوق‬
‫المجاورة‪ ،‬والتي بدأ تنظيمها قانونيا سنة ‪ 1973‬بموجب األمر رقم ‪ 14-73‬المتعلق بحق‬
‫المؤلف‪ ،‬ثم سنة ‪ 1997‬بموجب األمر رقم ‪ 10-97‬هذا األخير أصبح يتضمن حقوق‬
‫المؤلف باإلضافة إلى الحقوق المجاورة‪ ،‬ثم جاء آخر تعديل سنة ‪ 2003‬الذي كان بموجب‬
‫األمر رقم ‪ 05-03‬المتضمن حقوق المؤلف والحقوق المجاورة‪.‬‬

‫المحاضرة الثانية‪ :‬حقوق المؤلف‬


‫المبحث األول‪ :‬المصنفات المحمية بحقوق المؤلف‬

‫يحمى المصنف بمجرد وجود إبداع‪ ،‬وهذا طبقا للمادة ‪ 3‬من األمر ‪ ،05-03‬لكن‬
‫يمكن أن يوجد إيداع إال أن ذلك ال يعد شرطا في مجال الحقوق األدبية والفنية‪ ،‬وهذا ما‬
‫يتماشى مع اتفاقية برن من خالل المادة ‪ 4‬فقرة‪ ":2‬ال يخضع التمتع بهذه الحقوق أو‬
‫ممارستها ألي إجراء شكلي"‪ .‬وهذا أيضا ما نص عليه المشرع الفرنسي في قانون الملكية‬
‫الفكرية‪ .‬وإذا تم اإليداع فإن الجهة المختصة بذلك هي الديوان الوطني لحقوق المؤلف‬
‫والحقوق المجاورة‪.‬‬

‫وهذه المصنفات تخول لصاحبها حقوقا تسمى حقوق المؤلف‪ .‬أما األفكار والمناهج‬
‫واألساليب واإلجراءات فهي مستبعدة من مجال الحماية‪ .‬كما أن الوثائق الرسمية من عقود‬
‫إدارية وق اررات قضائية ونصوص قانونية هي كذلك مستبعدة من الحماية‪ .‬لكن نشير إلى أن‬
‫هذه األعمال السالفة الذكر إذا تم جمعها وتصنيفها أو دراستها والتعليق عليها أو نشرها في‬
‫مجالت علمية متخصصة هنا تكون مشمولة بالحماية‪ .‬أما بقية المصنفات األخرى فإنها‬
‫تدخل في ميدان التطبيق‪ ،‬والتي تقسم إلى مصنفات أصلية وأخرى مشتقة من األصل‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫السنة الثالثة ليسانس قانون عام‬ ‫دروس عرب اخلط يف مقياس امللكية الفكرية‬

‫المطلب األول‪ :‬المصنفات األصلية‬

‫المصنفات األصلية هي األعمال التي يبتكرها وينتجها المؤلف بصفة مباشرة‪ ،‬فهي‬
‫غير مأخوذة من عمل سابق‪ ،‬وطبقا للمادة ‪ 4‬من األمر رقم ‪ 05-03‬فهي تصنف إلى إنتاج‬
‫أو عمل أدبي وإنتاج موسيقي وإنتاج فني وإنتاج سمعي وسمعي بصري‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬االنتاج أو العمل األدبي‬

‫ويتمثل في إبداعات المؤلفين في مجال األدب والعلوم‪ ،‬سواء أكان ذلك مكتوبا أو شفهيا‬
‫أوال‪ :‬المصنفات المكتوبة‬

‫وهي األعمال اإلبداعية التي يعبر عنها أصحابها كتابة‪ ،‬سواء على شكل كتب أو في‬
‫دعامات (‪ ، )CD‬وتتمثل في كل المحاوالت األدبية والبحوث العلمية‪ ،‬والروايات والقصص‬
‫ودواوين الشعر‪ ،‬وبرامج الحاسوب (‪ ،(Logiciel‬وفي هذا ال يوجد تمييز بين المؤلفات‬
‫الحقيقية والخيالية‪ ،‬وال حتى مستواها وحجمها‪ .‬كما يشمل ميدان التطبيق كل من الفهارس‬
‫والمعاجم والمقاالت المنشورة‪ ،‬والرسائل‪ ،‬والمذكرات‪ ،‬والمنشورات‪ .‬وأكثر من ذلك‪ ،‬فقد حمى‬
‫المشرع الجزائري حتى عنوان المصنف بشرط أن يتسم باألصلية على غرار الحماية‬
‫الممنوحة للمصنف في حد ذاته‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬المصنفات الشفهية‬

‫وهي مجموعة األعمال اإلبداعية التي يتم التعبير عنها بالكالم‪ ،‬ولقد أورد المشرع‬
‫الجزائري المصنفات الشفهية في المادة ‪ 4‬من األمر ‪ 05-03‬والتي تتمثل في المحاضرات‬
‫والخطب والمواعظ والمرافعات‪ ،‬ولكن إذا ألقيت هذه المحاضرات أو الخطب أمام الجمهور‬
‫وبحضور اإلعالم لنقل ذلك إلى الناس فإنها تكون غير محمية‪ ،‬وبالتالي على أصحابها ومن‬
‫األفضل لهم كي يتمتعوا بحماية هذه األعمال أن يسارعوا إلى جمعها وتصنيفها ووضعها في‬
‫مصنف أو دعامة ونشرها‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬اإلنتاج الموسيقي‬

‫وهو عمل إبداعي عن طريق التعبير الصوتي للفنان أو اآللة أو مجموعة اآلالت‬
‫الموسيقية أو عن طريقهما معا‪ ،‬وهذا العمل يقوم على ثالثة عناصر‪ ،‬اللحن واإليقاع‬

‫‪15‬‬
‫السنة الثالثة ليسانس قانون عام‬ ‫دروس عرب اخلط يف مقياس امللكية الفكرية‬

‫والتنسيق‪ .‬وسابقا كان يشترط لحمايتها أن يعبر عنها كتابة‪ ،‬أما اليوم فال يشترط ذلك لوجود‬
‫االنتاج الشفهي‪ .‬كما خص المشرع الجزائري بالحماية الفلكلور‪ ،‬ألنه يمثل أصالة وتقاليد‬
‫المجتمع‪ ،‬وهو محمي دوليا كذلك‪ ،‬وكل ما هو تقليدي مشمول بالحماية القانونية‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬اإلنتاج الفني‬

‫لقد حددت المادة ‪ 4‬من األمر رقم ‪ 05-03‬المصنفات التي تدخل في نطاق اإلنتاج‬
‫الفني‪ ،‬وقد جاءت على سبيل الحصر‪ ،‬والتي تتمثل في الرسم والنحت والنقش وفن الزرابي‬
‫والرسوم التخطيطية والهندسية والخرائط والرسوم الجغرافية والعلمية والصور الفوتوغرافية‪.‬‬

‫وإذا كانت هذه األعمال معروضة على الدوام أمام الجمهور‪ ،‬كعمارة أو تمثال أو لوحة‪،‬‬
‫فإنها تكون ملكا عاما‪ ،‬وبالتالي فهي غير محمية‪ ،‬حيث يستطيع أي شخص محاكاتها‬
‫وتقليدها‪.‬‬

‫كما أن هذه األعمال يجب أن تنم عن خطة إبداعية‪ ،‬ففي التصوير الفوتوغرافي‬
‫وبالرغم من أن آلة التصوير المعتمدة في ذلك واحدة إال أننا نجد صو ار مبتذلة عادية جامدة‬
‫ال يوجد فيها إبداع بينما هناك صور أخرى عكس ذلك فيها إبداع من حيث اختيار الزاوية‬
‫والمكان واللحظة المناسبة والموقف المناسب‪.‬‬

‫ولقد حددت مدة حماية هذا النوع من المصنفات الفنية بخمسين (‪ )50‬سنة تحسب من‬
‫بداية إنجاز المصنف‪.‬‬
‫الفرع الرابع‪ :‬اإلنتاج السينمائي واإلنتاج السمعي البصري‬

‫وهو عبارة عن علم التصوير وعلم األصوات‪ ،‬ويشمل كل ما يتم إنتاجه على مستوى‬
‫السينما ومنه عرضه في دور السينما للجمهور‪ .‬وكذلك االنتاج اإلذاعي‪ ،‬ألن اإلذاعة يمكن‬
‫أن تنتج أعماال إبداعية صوتية تكون قابلة للبث اإلذاعي السمعي فيكون لها السبق في ذلك‪،‬‬
‫وبالتالي تكون حقوقها محفوظة على منتجاتها الفكرية‪ ،‬أي برامجها اإلذاعية‪ .‬كما يمكن‬
‫اإلشارة إلى أنه يمكن كذلك بث أعماال إبداعية عن طريق الصوت والصورة‪ ،‬وهو ما تنتجه‬
‫القنوات التلفزيونية أو عن طريق تقنية الفيديو أو ما يتم نسخه عن طريق دعامات (‪(DVD‬‬
‫من صور وأصوات تكون على شكل أفالم‪ ،‬أو مسرحيات‪ ،‬أو أشرطة‪ ،‬أو حفالت‪ ...‬أضف‬

‫‪16‬‬
‫السنة الثالثة ليسانس قانون عام‬ ‫دروس عرب اخلط يف مقياس امللكية الفكرية‬

‫إلى ذلك التقنيات الحديثة عبر االنترنيت وما تبثه من صوتيات ومرئيات وبرامج وأفالم‬
‫وحصص وفيديوهات مختلفة‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬المصنفات المشتقة من األصل‬

‫ونصت على هذا النوع من المصنفات المادة ‪ 5‬من األمر ‪ ،05-03‬وتتمثل في أعمال‬
‫الترجمة واالقتباس والمختارات والتعديالت الفنية والموسيقية وقواعد البيانات‪ ،‬وبصفة عامة‬
‫كل عمل يجد مصدره في إنتاج سابق‪ .‬وهي محمية ألن فيها ابتكار وإبداع وإضافة ومجهود‬
‫فكري رغم أنها موجودة من قبل في إنتاج سابق‪ .‬وهذا دون المساس بحقوق أصحاب‬
‫المصنفات األصلية‪.‬‬

‫وفي المصنفات المشتقة من األصل ال بد من المحافظة وعدم المساس بالمصنف‬


‫األصلي من حيث األفكار والمعاني‪ ،‬وإال فإن ذلك يعتبر تشويه لهذا األخير‪ .‬أما عن‬
‫المجموعات والمختارات فإن األصل يبقى كما هو ألن هذه العملية هي مجرد جمع وترتيب‬
‫واختيار لألعمال السابقة‪.‬‬

‫أم ا من ناحية اإلنتاج الموسيقي‪ ،‬فإنه يمكن اشتقاق عمل من األصل‪ ،‬وذلك من خالل‬‫ّ‬
‫تغيير اآللة الموسيقية أو استعمال آلة واحدة بدل مجموعة من اآلالت الموسيقية أو العكس‪،‬‬
‫وهذا ما يطلق عليه اإلنتاج الموسيقي المشتق من األصل‪.‬‬

‫حتى اإلنتاج الفني يمكن اشتقاقه‪ ،‬وذلك بالمحافظة على العمل الفني األصلي مع‬
‫إجراء بعض التحوير أو التغيير عليه‪ ،‬كأن نحافظ على الصورة األصلية مع تغيير في بعض‬
‫األشكال أو األلوان‪ ،‬وهذا ما يسمى باإلنتاج الفني المشتق من األصل‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫السنة الثالثة ليسانس قانون عام‬ ‫دروس عرب اخلط يف مقياس امللكية الفكرية‬

‫المطلب الثالث‪ :‬تحديد المستفيدين من حقوق المؤلف‬

‫وفي هذا سنتطرق للمصنفات التي ينجزها الشخص بمفرده‪ ،‬وهو ما يسمى باإلنتاج‬
‫الفردي‪ ،‬والمنجزات الفكرية التي تحتاج إلى عدة أشخاص لتحقيقها‪ ،‬وهو ما يسمى باإلنتاج‬
‫الجماعي المشترك والمركب‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬االنتاج الفردي‬

‫ويكون ذلك من خالل إبداع الشخص الطبيعي أو المعنوي لمصنف بمفرده دون أن‬
‫تكون هناك مشاركة من شخص آخر‪ ،‬ونظ ار للتطور أمكن االعتراف للشخص المعنوي‬
‫بانتساب المصنف له‪ ،‬ألن ذلك تم إنجازه في إطاره وبوسائله‪ .‬وفي كل ذلك‪ ،‬فإن الشخص‬
‫الذي أنتج المصنف يمكنه ذكر اسمه الحقيقي العائلي‪ ،‬أو يستعمل اسما مستعا ار وهميا دون‬
‫الكشف عن هويته الحقيقية‪ ،‬وأحيانا‪ ،‬ولكن ذلك نادرا‪ ،‬ما نجد مصنفا صاحبه مجهوال غير‬
‫معروف ال باسم حقيقي وال حتى مستعار‪ .‬وهما يكن األمر فإن تمتع صاحب المصنف‬
‫بالحقوق األدبية والمالية يبقى قائما‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬اإلنتاج المشترك (التعاوني)‬

‫يعد اإلنتاج مشتركا‪ ،‬حسب نص المادة ‪ 15‬من األمر ‪ ،05-03‬إذا شارك في إنجازه‬
‫عدة مؤلفين‪ ،‬ويشترط لتحقيق ذلك أن تكون مساهمة كل واحد منهم فعلية وليس مجرد‬
‫نصائح وتوجيهات‪.‬‬

‫ويظهر هذا النوع من األعمال في المنجزات التي تكون مشتركة‪ ،‬حيث ال يمكن‬
‫تحقيقها فرديا‪ ،‬ومثال ذلك األفالم والمسرحيات والحفالت واألشرطة‪ ،‬فإنجازها يتطلب تدخل‬
‫مجموعة من األشخاص كل بدوره‪ ،‬الممثل والمخرج والمصور والمنتج والمؤلف‬
‫والسيناريست‪ ...‬كل هؤالء تتضافر جهودهم لتنفيذ العمل‪ ،‬كما يظهر ذلك في األعمال‬
‫اإلذاعية والتلفزيونية والمسرحية‪ ،‬كما نجد ذلك في البحوث المشتركة (المقاالت والمداخالت)‪،‬‬
‫كما يظهر ذلك أيضا في األعمال األدبية المشتركة‪ .‬ونشير إلى أن في مثل هذا النوع من‬
‫األعمال تكون مساهمة كل شخص فيها واضحة ومحددة‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫السنة الثالثة ليسانس قانون عام‬ ‫دروس عرب اخلط يف مقياس امللكية الفكرية‬

‫الفرع الثالث‪ :‬اإلنتاج الجماعي‬

‫هو عبارة عن إنتاج إبداعي يشارك في إنجازه عدة أشخاص‪ ،‬فهنا يذوب عمل كل واحد‬
‫منهم في اآلخر‪ ،‬بحيث ال يمكن تحديد ما قام به هو واحد‪ ،‬أي يتعذر تحديد نسبة تدخل كل‬
‫واحد منهم في هذا العمل‪ ،‬ونذكر من ذلك المعاجم والموسوعات‪.‬‬
‫الفرع الرابع‪ :‬اإلنتاج المركب‬

‫المصنف المركب‪ ،‬هو المصنف الذي يدمج فيه باإلدراج‪ ،‬أو بالتقريب‪ ،‬أو التحوير‬
‫الفكري مصنف أو عناصر لمصنفات أصلية دون مشاركة من مؤلفي المصنفات األصلية أو‬
‫أصحاب عناصر المصنف المدرج فيه‪ .‬ويظهر هذا العمل في المختارات والدواوين‬
‫والتحويرات والتعديالت في الميدان الفني والموسيقي‪ .‬ولكن تبقى الحقوق محفوظة لصاحب‬
‫االنتاج المركب دون إهمال لحقوق صاحب المصنف األصلي‪.‬‬

‫ومدة الحماية للمصنفات المحمية بحقوق المؤلف والمستفيدون من حقوق المؤلف‬


‫تختلف حسب كل حالة ذكرت سابقا في هذا المبحث‪ .‬وبانتهاء المدة تصبح المصنفات هذه‬
‫ملكا عاما في متناول الجمهور‪ ،‬يمكن استعمالها بناء على ترخيص من الديوان الوطني‬
‫لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة‪.‬‬

‫المحاضرة الثالثة‪ :‬الحقوق المجاورة‬


‫المبحث الثاني‪ :‬المستفيدون من الحقوق المجاورة‬
‫لقد نصت المادة ‪ 107‬من األمر رقم ‪ 05-03‬على المصنفات المحمية بالحقوق‬
‫المجاورة‪ ،‬والتي تتمثل في األعمال اإلبداعية التي يقوم بها الفنانون المؤدون والعازفون‬
‫والراقصون ومنتجات التسجيالت السمعية والسمعية البصرية وبرامج البث اإلذاعي والتلفزي‪.‬‬
‫فهذه المصنفات أصبحت محمية بموجب األمر رقم ‪ 10-97‬ثم بموجب األمر رقم ‪،05-03‬‬
‫أما قبل ذلك وفي ظل األمر رقم ‪ 14-73‬لم يكن منصوصا عليها وال معترف بحمايتها‪.‬‬

‫أما المادة ‪ 108‬من األمر رقم ‪ 05-03‬فقد تضمنت المستفيدين من الحقوق المجاورة‪،‬‬
‫ّ‬
‫وهي تتضمن فنانو األداء والموسيقيون ومنتجو التسجيالت السمعية والسمعية البصرية‬

‫‪19‬‬
‫السنة الثالثة ليسانس قانون عام‬ ‫دروس عرب اخلط يف مقياس امللكية الفكرية‬

‫وهيئات البث اإلذاعي السمعي والسمعي البصري‪ .‬وهذا دون اإلخالل بالحقوق المعترف بها‬
‫لصالح المؤلفين‪ .‬إذن فالمشرع يحصر أصحاب الحقوق المجاورة في ثالث فئات فقط وهم‪،‬‬
‫فنانون األداء ومنتجو التسجيالت السمعية والسمعية البصرية وهيئات البث اإلذاعي والسمعي‬
‫البصري‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬الفنان العازف أو المؤدي‬

‫الفنان المؤدي ألعمال فنية أو عازفا يتمثل في‪ ،‬الممثل والمغني والموسيقي والراقص‬
‫وأي شخص آخر يمارس التمثيل‪ ،‬أو الغناء‪ ،‬أو اإلنشاد‪ ،‬أو العزف‪ ،‬أو التالوة‪ ،‬أو يقوم بأي‬
‫شكل من األشكال بأدوار مصنفات فكرية أو من مصنفات من التراث الثقافي التقليدي‪.‬‬

‫إذن ففنانو األداء‪ ،‬هم الذين يؤدون وال يصلون بأعمالهم هذه إلى مرتبة المصنفات التي‬
‫ينتجها أصحاب حقوق المؤلف‪ .‬ولقد عرفت المادة ‪(3‬أ) من اتفاقية روما لعام ‪ 1961‬والتي‬
‫دخلت حيز التنفيذ سنة ‪ 1964‬وهي تخص المجموعة األوربية فناني األداء على أنهم‬
‫"الممثلون والمعنيون والموسيقيون والراقصون وغيرهم من األشخاص الذين يمثلون أو يغنون‬
‫أو ينشدون أو يعزفون في مصنفات أدبية أو فنية يؤدون فيها بصورة أو بأخرى"‪.‬‬

‫ولقد حدد المشرع مدة حماية حقوق فناني األداء بخمسين (‪ )50‬سنة ابتداء من نهاية‬
‫السنة المدنية للتثبيت‪ ،‬وإذا كان العمل غير مثبت فيكون من نهاية السنة المدنية التي تم فيها‬
‫األداء أو العزف‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬منتجو الفينوغرام والفيديوغرام‬


‫وهم الذين يقومون بأداء تسجيالت سمعية أو سمعية بصرية‪ ،‬وهم محميون بالحقوق‬
‫المجاورة ألن هذه الوسائل تعرف بالفنان للجمهور‪ ،‬وتمثل ذلك في منتجو األغاني واألناشيد‬
‫والتالوات واألفالم والمسلسالت والمسرحيات واألشرطة وذلك عن طريق آلية الصوت أو‬
‫باستعمال الصوت والصورة معا‪ ،‬ويكون ذلك من خالل تنفيذ مصنف أدبي أو فني أو‬
‫مصنف من التراث الثقافي‪ ،‬ويشترط أن يكون تثبيت هذه األعمال ألمل مرة وإال اعتبر العمل‬
‫نسخا ال مجهود فيه‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫السنة الثالثة ليسانس قانون عام‬ ‫دروس عرب اخلط يف مقياس امللكية الفكرية‬

‫ومدة حماية هذه الحقوق هي خمسون (‪ )50‬سنة تحسب ابتداء من نهاية السنة التي تم‬
‫فيها النشر‪ ،‬وفي حالة عدم وجود ذلك فالحساب يكون من نهاية السنة التي تم فيها التثبيت‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬هيئات البث السمعي والسمعي البصري‬

‫وهي الهيئات التي تقدم لنا أعماال باعتماد البث الصوتي والتي تتمثل في القنوات‬
‫اإلذاعية‪ ،‬أو تقدم أعماال عن طريق الصوت والصورة معا والتي تتمثل في القنوات‬
‫التلفزيونية‪ .‬والحماية تكون على أساس التثبيت األول للصوت أو للصوت والصورة‪ .‬ولقد‬
‫عرف المشرع هذه الهيئات في المادة ‪ 117‬من األمر رقم ‪" :05-03‬الكيان الذي يبث بأي‬
‫أسلوب من أساليب النقل الالسلكي إلشارات تحمل أصواتا أو صو ار وأصواتا أو يوزعها‬
‫بواسطة سلك أو ليف بصري أو أي كابل آخر بغرض استقبال برامج مثبتة إلى الجمهور"‪.‬‬

‫فالبرامج والحصص واألشرطة واألفالم والمسلسالت التي تبثها هذه الهيئات هي ملك‬
‫لها‪ ،‬وهي محمية قانونا بالحقوق المجاورة لحقوق المؤلف‪ ،‬ومدة حمايتها هي خمسون (‪)50‬‬
‫سنة تبدأ من نهاية السنة المدنية التي تم فيها بث البرنامج أو البرامج‪.‬‬

‫المحاضرة الرابعة‪ :‬الحقوق المادية والمعنوية وحدودها‬


‫المبحث الثالث‪ :‬محتوى حقوق المؤلف والحقوق المجاورة وحدودها القانونية‬

‫وهنا نتطرق لمضمون حقوق المؤلف والحقوق المجاورة من حيث الجانب المعنوي لها‬
‫والجانب المالي‪ .‬مع تبيين الحدود واالستثناءات القانونية على هذه الحقوق‪ .‬ونشير إلى أن‬
‫العنصر المعنوي فيها هو الغالب‪ ،‬لذلك سميت بالحقوق المعنوية أو الذهنية ألن مصدرها‬
‫العقل‪ ،‬دون أن ننكر ما للجانب المادي من دور ألصحاب هذه الحقوق‪ ،‬فهي تدر عوائد‬
‫مالية على أصحابها نتيجة استغاللها أو التصرف فيها‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬محتوى حقوق المؤلف‬

‫حقوق المؤلف لها شقان‪ ،‬شق أو عنصر يتمثل في الجانب المعنوي‪ ،‬وشق آخر هو‬
‫الجانب المادي أو المالي‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫السنة الثالثة ليسانس قانون عام‬ ‫دروس عرب اخلط يف مقياس امللكية الفكرية‬

‫الفرع األول‪ :‬الحق األدبي أو المعنوي‬

‫يمنح الحق المعنوي لصاحب المصنف بسبب العالقة الوطيدة الموجودة بين شخصية‬
‫المؤلف وانتاجه الفكري (مصنفه)‪ ،‬حيث إن شخصية المؤلف تصنع طابعا خاصا وممي از‬
‫لمؤلفاته‪ ،‬وهذا الحق غير قابل للتصرف فيه وال للتقادم وال يمكن التخلي عنه‪ .‬وهو يتمثل‬
‫في‪ ،‬الحق في الكشف‪ ،‬والحق في االحترام‪ ،‬والحق في الندم أو السحب‪.‬‬
‫أوال‪ :‬الحق في الكشف أو اإلفشاء‬

‫للمؤلف الحق في أخذ قرار بنشر مصنفه وبعد وفاته يكون ذلك لورثته‪ ،‬ويكون ذلك‬
‫باسمه أو باسم مستعار يختاره‪ ،‬كما يحق له تحويل هذا الحق للغير كدار النشر أو مؤسسة‬
‫اإلنتاج‪ .‬كما أن للمؤلف الحق في اختيار طريقة ووقت ومكان وشروط الكشف عن مصنفه‪.‬‬
‫لكن الكشف عن المصنف أو اإلفشاء عنه أو نشره ال يعتبر شرطا لربط العمل بصاحبه‪،‬‬
‫ألن الحماية تتحقق للمصنف بمجرد اإلبداع وليس اإليداع‪ ،‬ومنه فالحق المعنوي ينشأ بمجرد‬
‫إنجاز المصنف‪ ،‬سواء أتم الكشف عنه أم لم يتم ذلك‪.‬‬

‫أم< ا عن مصير هذا الحق بعد وفاة صاحب المصنف‪ ،‬فإن ذلك يؤول إلى الورثة ما لم‬
‫تكن هناك وصية خاصة‪ .‬وإذا وجد نزاع بين الورثة حول الكشف عن المصنف يتم فصل‬
‫ذلك عن طريق القضاء‪ .‬كما يتم اللجوء إلى القضاء في حال ما إذا رفض الورثة الكشف‬
‫عن المصنف والذي يمثل أهمية كبيرة للمجتمع‪ ،‬ويكون ذلك من طرف الغير أو من طرف‬
‫وزير الثقافة‪ .‬وإذا لم يكن للمؤلف ورثة فالمبادرة بالكشف تكون من طرف وزير الثقافة‪ .‬فكل‬
‫ذلك يتم بواسطة عريضة توجه إلى الجهة القضائية المختصة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬الحق في االحترام أو األبوة‬

‫الحق في االحترام‪ ،‬أو الحق في األبوة‪ ،‬يعني أن للمؤلف الحق في نسب المصنف‬
‫لشخصه‪ ،‬وبالتالي فهو يتمتع بالحق في احترام اسمه وصفته ومصنفه الذي أنتجه‪ ،‬وبذلك‬
‫يكون له بموجب هذا الحق حمايته من أي عمل يمس بسمعته وشخصه ومؤلفه في حد ذاته‪.‬‬

‫فالحق في االحترام يشمل جانبين‪ ،‬جانب يتمثل في احترام اسم المؤلف‪ ،‬وذلك بعدم‬
‫تغييره أو نسب المصنف لشخص غيره‪ ،‬أو كل ما من شأنه المساس بسمعته وشرفه‬
‫ومصالحه المشروعة‪ .‬والجانب الثاني يتمثل في احترام المصنف‪ ،‬وذلك بعدم تشويهه أو‬
‫‪22‬‬
‫السنة الثالثة ليسانس قانون عام‬ ‫دروس عرب اخلط يف مقياس امللكية الفكرية‬

‫أو عدم أجذ اإلذن‬ ‫التغيير فيه أو نسخه كامال أو بعضه دون اعتماد االستثناءات القانونية‬
‫من صاحبه‪ ،‬حتى الترجمة ال يجب أن تمس بموضوع وأفكار ومعاني المصنف األصلي‪،‬‬
‫حتى أن الناشر ال يمكنه إجراء أي تغيير‪ ،‬أو تحوير‪ ،‬أو تصحيح‪ ،‬أو إضافة إال بعد أخذ‬
‫إذن من صاحب المصنف أو من يمثله‪.‬‬

‫أما عن مصير هذا الحق بعد وفاة المؤلف فيكون لورثته ما لم تكن هناك وصية‬
‫خاصة‪ ،‬وفي وجود نزاع حول هذا الموضوع بين الورثة فإن األمر يؤول للمحكمة المختصة‬
‫للفصل فيه‪ ،‬أما إذا لم يكن للمعني ورثة فإن األمر يؤول إلى الديوان الوطني لحقوق المؤلف‬
‫والحقوق المجاورة‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬الحق في السحب أو التوبة‬

‫للمؤلف وحده الحق في سحب إنتاجه‪ ،‬سواء قبل النشر أو بعده‪ .‬فإذا لم ينشر المصنف‬
‫أو لم يكن هناك إمضاء لعقد بالنشر‪ ،‬فإن هذا الحق يسمى بالحق في الندم الذي قد ال ينتج‬
‫عنه أي تعويض من المؤلف‪ .‬لكن اإلشكال يثار إذا كان هناك نشر للمصنف وطلب المؤلف‬
‫من الناشر سحبه فهنا نكون أمام حالة عدم تنفيذ االلتزام من المؤلف‪ ،‬وبالتالي فإن الندم هنا‬
‫ينتج عنه المطالبة بالتعويض‪ .‬ألنه إذا كان للمؤلف الحق في سحب مصنفه فإن للناشر‬
‫الحق في المطالبة بتعويض عادل‪ .‬وإذا لم يستطع المؤلف ذلك فإنه ال يستطيع ممارسة‬
‫الحق في الندم أو التوبة‪ ،‬وبالتالي وجوب نشر المصنف المتنازع فيه‪.‬‬

‫إن الحق في الندم غير قابل لالنتقال للورثة بعد وفاة صاحب المصنف‪ ،‬وبالتالي‬
‫يترتب عن ذلك انقضاء هذا الحق‪ ،‬فهذا الحق شخصي بمعنى الكلمة‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬الحق المالي أو المادي‬

‫الحق المادي‪ ،‬هو التصرف في المصنف واستغالله للحصول على عائد مالي من‬
‫ذلك‪ .‬فهو يشمل الحق في نقل اإلنتاج‪ ،‬والحق في عرضه على الجمهور‪ ،‬والحق في التتبع‪.‬‬
‫أوال‪ :‬الحق في نقل اإلنتاج‬

‫يحق للمؤلف نقل إنتاجه بأي شكل األشكال أو بأية آلية من اآلليات التقليدية أو‬
‫الحديثة‪ ،‬وذلك بتحويله إلى فيلم سينمائي أو مسرحية أو بثه على مستوى اإلذاعة أو التلفاز‬

‫‪23‬‬
‫السنة الثالثة ليسانس قانون عام‬ ‫دروس عرب اخلط يف مقياس امللكية الفكرية‬

‫أو وضعه في مصنف أو دعامة أو نقله شفاهة عن طريق اإللقاء‪ .‬أي إمكانية استنساخ‬
‫االنتاج الفكري بأي وسيلة تقليدية أو متطورة‪ ،‬كتابة أو شفاهة كالكتب واألسطوانات أو‬
‫أقراص مضغوطة أو عن طريق األنترنيت‪ .‬ويكون ذلك من طرف صاحب المصنف في حد‬
‫ذاته أو من طرف الغير بترخيص من طرف صاحب الحق أو من الديوان الوطني لحقوق‬
‫المؤلف والحقوق المجاورة‪ ،‬بمقابل تمنح منه مكافأة لصاحب المصنف‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬الحق في عرض اإلنتاج على الجمهور‬

‫ويتم ذلك بتقديم اإلنتاج الفكري إلى الجمهور‪ ،‬بطريقة مباشرة أو غير مباشرة‪ ،‬بوسيلة‬
‫تقليدية أو حديثة‪ ،‬وذلك عن طريق التمثيل‪ ،‬أو األداء‪ ،‬أو بواسطة البث السمعي أو السمعي‬
‫البصري‪ ،‬وسواء أكان ذلك بمبادرة من صاحب أو المصنف‪ ،‬أو الورثة أو من الوزير المكلف‬
‫بالثقافة أو من الغير‪ ،‬أو عن طريق ترخيص وفي هذه الحالة يجب دفع مكافأة لصاحب‬
‫اإلبداع‪ ،‬حتى وإن كان الذي منح الترخيص هو الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق‬
‫المجاورة‪ .‬فهنا يجب مراعاة الحقوق المالية للمؤلف عند عرض المصنف على الجمهور‪ ،‬ألنه‬
‫من حقه الحصول على عائد مالي باستغالل مصنفه أو التصرف فيه ماديا‪ .‬ولقد عددت‬
‫المادة ‪ 27‬الوسائل واآلليات التي يمكن من خاللها إبالغ المصنف إلى الجمهور‪ ،‬والذي قد‬
‫يكون انتاجا أدبيا‪ ،‬أو فنيا مكتوبا‪ ،‬أو شفهيا أصليا‪ ،‬أو مشتقا من األصل‪ ،‬وحتى كل تعديل‬
‫أو إضافة ترد على المصنف‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬الحق في التتبع‬

‫الحق في التتبع‪ ،‬هو الحق الممنوح للمؤلف أثناء حياته ولورثته بعد مماته‪ ،‬وهذا من‬
‫أجل الحصول على نسبة من ثمن تأليفه األصلي في حالة بيعه أو إعادة بيعه‪ .‬فهذا الحق‬
‫خاصة والحقوق المالية بصفة عامة‪ ،‬تثبت للمؤلف طوال حياته وللورثة مدة خمسين ‪ 50‬سنة‬
‫اعتبا ار من تاريخ الوفاة‪ .‬أما عن المؤلفات التي يستفيد أصحابها من الحق في التتبع‪ ،‬فهي‬
‫الخاصة بالفنون التشكيلية‪ ،‬والنسبة التي يستفيد منها أصحاب هذه الحقوق هي ‪ 5‬بالمائة من‬
‫حاصل إعادة بيع مصنف أصلي‪ ،‬وهذا طبقا للمادة ‪ 28‬فقرة ‪ 3‬من األمر رقم ‪.05-03‬‬
‫ونشير وطبقا للقانون‪ ،‬بأن الحق في التتبع حق شخصي مالي‪ ،‬ألنه ينطوي على عائد مالي‬

‫‪24‬‬
‫السنة الثالثة ليسانس قانون عام‬ ‫دروس عرب اخلط يف مقياس امللكية الفكرية‬

‫من جهة‪ ،‬كما أنه غير قابل للتحويل إلى الغير وال يمكن التصرف فيه‪ ،‬وهذا طبقا للمادة ‪28‬‬
‫فقرة ‪ 2‬من األمر رقم ‪.05-03‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬محتوى الحقوق المجاورة‬

‫على غرار حقوق المؤلف‪ ،‬فقد منح المشرع حقوقا أيضا ألصحاب الحقوق المجاورة‪،‬‬
‫تتمثل كذلك في الحقوق المعنوية والحقوق المالية‪ .‬ففنانو األداء ومنتجو الفينوغرام‬
‫والفيديوغرام ومنتجو البث السمعي والسمعي البصري لهم حقوق معنوية أدبية وحقوق مالية‬
‫مادية مثلهم مثل أصحاب حقوق المؤلف‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬الحقوق المعنوية‬

‫لقد اعترف المشرع الجزائري في التشريع الراهن األمر ‪ 05-03‬للفنان العازف بحقوقه‬
‫المعنوية‪ ،‬وهذا على العكس مما كان عليه في التشريعات السابق‪ ،‬أي في األمر ‪14-73‬‬
‫واألمر ‪ ،10-97‬حيث أصبح لهذا الفنان الحق في ذكر اسمه العائلي أو المستعار وصفته‪،‬‬
‫وله الحق في احترام شخصه كفنان واحترام سالمة أدائه من أي تعديل أو تشويه يسيئ‬
‫لسمعنه وشرفه‪ ،‬وهذا طبقا للمادة ‪ 122‬الفقرتين ‪1‬و‪ 2‬من األمر رقم ‪ ،05-03‬وفي الفقرة ‪3‬‬
‫من نفس المادة نص المشرع على أن الحقوق المعنوية الممنوحة للفنان العازف غير قابلة‬
‫للتصرف وال للتقادم وال يمكن التخلي عنها‪.‬‬

‫ولكن هذه الحقوق قابلة لالنتقال إلى الورثة بعد وفاة الفنان صاحب الحق‪ ،‬وفي حالة‬
‫عدم وجودهم تنتقل إلى الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة‪.‬‬

‫أما بالنسبة لمنتجي التسجيالت السمعية والسمعية البصرية‪ ،‬فلقد اعترف لهم المشرع‬
‫بحقوق معنوية على غرار أصحاب حقوق المؤلف والفنان العازف‪ ،‬وذلك باحترامهم واحترام‬
‫أعمالهم وعدم المساس بها بأي شكل من األشكال‪ ،‬حتى وإن كانت اآللة هي التي تتدخل في‬
‫إنتاج هذه األعمال‪ ،‬وبذلك ال يمكن استنساخها أو إحداث تغيير فيها وال وضعها للتداول إال‬
‫بموافقة المنتج األصلي‪.‬‬

‫ونفس الشيء يمكن قوله بالنسبة للبرامج والحصص التي تقدمها هيئات البث السمعي‬
‫والسمعي البصري‪ ،‬حيث يجب احترامها وعدم تغييرها أو تشويهها أو نقلها إلى الغير بدون‬

‫‪25‬‬
‫السنة الثالثة ليسانس قانون عام‬ ‫دروس عرب اخلط يف مقياس امللكية الفكرية‬

‫ترخيص من اإلذاعة أو التلفزيون أصحاب هذه البرامج‪ .‬كما أن لهذه القنوات الحق وحدها‬
‫في عرض برامجها ولها الحق في سحبها من العرض إن أرادت هي ذلك‪.‬‬

‫أما عن مدة الحماية لهذه الحقوق‪ ،‬فهي خمسون سنة تبدأ من نهاية السنة المدنية التي‬
‫تم فيها التثبيت أو التي تم فيها بث الحصة أو البرنامج‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬الحقوق المالية‬

‫وهي نفس الحقوق المالية الممنوحة ألصحاب حقوق المؤلف‪ ،‬من خالل النقل والعرض‬
‫واستغالل والتصرف في المنتجات الفكرية‪ ،‬وهذا من أجل الحصول على عوائد مالية‪ ،‬سواء‬
‫من أصحاب الحقوق في حد ذاتهم أو عن طريق منح تراخيص للغير للقيام بذلك‪ ،‬وفي حالة‬
‫الوفاة فإن األمر ينتقل إلى الورثة‪.‬‬

‫كما أن ألصحاب هيئات البث اإلذاعي والتلفزي إمكانية التصرف في حصصها أو‬
‫برامجها وإمكانية نقلها السلكيا أو عن طريق وسائل تقليدية كاألسطوانات أو حديثة عن‬
‫طريق األقراص المضغوطة أو عبر األنترنيت قصد نقلها إلى الجمهور واالستفادة من كل‬
‫ذلك ماديا‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬الحدود القانونية لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة‬

‫إن للمؤلفين أو أصحاب الحقوق المجاورة حقوقا معنوية ومالية‪ ،‬لكنها تمارس في حدود‬
‫نص عليها القانون‪ ،‬بحيث ال تحرم أصحاب هذه الحقوق من حقوقهم المشروعة‪ ،‬وال تحرم‬
‫الغير من االستفادة من هذه المصنفات أو المنتجات الفكرية‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬الحدود القانونية لحقوق المؤلف‬

‫بالنسبة للحقوق المعنوية‪ ،‬وكما رأينا سابقا‪ ،‬لدينا الحق في الكشف‪ ،‬حيث إذا رأى وزير‬
‫الثقافة أو الغير أن هناك أهمية كبيرة في مصنف ما‪ ،‬فإنه يتم الكشف عنه بموجب إذن أو‬
‫دعوى قضائية ترفع أمام المحكمة المختصة‪ ،‬خاصة بعد وفاة المؤلف ورفض الورثة الكشف‬
‫عن هذا المصنف‪ .‬أما بالنسبة للحق في االحترام‪ ،‬حيث يمكن ألي شخص االقتباس أو‬
‫انجاز مختارات أو القيام بترجمة المصنف‪ ،‬دون أن يكون ذلك مساس أو تشويه للمصنف أو‬
‫المساس بسمعة وشرف صاحبه‪ .‬وبالنسبة للحق في الندم‪ ،‬فهو حق شخصي ال توجد فيه‬

‫‪26‬‬
‫السنة الثالثة ليسانس قانون عام‬ ‫دروس عرب اخلط يف مقياس امللكية الفكرية‬

‫حدود‪ ،‬حيث للمؤلف إمكانية سحب مصنفه أو تركه‪ ،‬ألن هذا الحق غير قابل لالنتقال حتى‬
‫إلى الورثة‪ .‬فإذا توفي صاحب هذا الحق انتهى وزال هذا الحق‪.‬‬

‫وبالنسبة للحقوق المالية‪ ،‬هناك استثناءات عديدة عليها‪ ،‬حيث يمكن في إطار البحث‬
‫العلمي الحصول على نسخ من المصنفات التي تهم الباحث في بحثه‪ ،‬ولكن دون نسخها‬
‫كاملة‪ ،‬أي فقط الصفحات التي تهم الباحث‪ ،‬وفي هذا اإلطار أيضا يمكن االقتباس والنقل‬
‫من المصنفات واالستشهاد بها في البحوث العلمية‪ ،‬ولكن بأن يتم وضع ما تم نقله واالعتماد‬
‫عليه بين قوسين ونسبه لصاحبه األصلي واإلشارة إلى المصنف المنقول منه‪ ،‬وهذا حسب ما‬
‫تفرضه منهجية البحث العلمي‪.‬‬

‫وفي إطار اإلعالم‪ ،‬الصحافة أو اإلذاعة أو التلفزة‪ ،‬فإنه يمكن نقل مصنف ما‪ ،‬أو‬
‫خطبا‪ ،‬أو قصائد‪ ،‬أو كتبا ما‪ ،‬أو روايات وقصصا إلى الجمهور للتعريف بها أو اإلخبار‬
‫عنها‪.‬‬

‫وإمكانية نقل المصنف أو منه ألغراض ثقافية أو ترفيهية أو في إطار خيري‪ ،‬كنقل‬
‫المصنف إلى المدارس والجمعيات الخيرية ودور العجزة‪ ،‬أضف إلى ذلك المصنفات‬
‫المعروضة طول الوقت أمام الجمهور‪ ،‬خاصة المصنفات الفنية والهندسية والمعمارية‬
‫الموجودة في أماكن عمومية‪ ،‬حيث يمكن نقلها واألخذ منها دون اعتراض أو طلب مقابل‬
‫مالي من أصحابها‪.‬‬

‫وفي اإلطار القضائي‪ ،‬يمكن للقاضي أن يأخذ نسخة من مصنف ما واستعمالها كليل‬
‫في القضية‪ ،‬إذا ما تعلق األمر بمنازعات تتعلق بالملكية الفكرية‪.‬‬

‫كما يمكن ألي شخص القيام بأداء أو تمثيل أو القيام بعرض مجاني لمصنف معين‬
‫في إطار عمل خيري أو عائلي‪ ،‬وهذا دون اعتراض من صاحب المصنف ودون طلب مقابل‬
‫مالي لذلك‪.‬‬

‫وللحفاظ على المصنفات‪ ،‬خاصة المهمة منها‪ ،‬فإنه يمكن وضع نسخ منها في مكتبة‬
‫أو لدى مصالح حفظ األرشيف‪ ،‬وهذا للحفاظ عليها من التلف أو الضياع‪ ،‬ألنه إذا حدث‬
‫ذلك تكون هناك نسخا عنها يمكن اللجوء إليها في حال البحث أو االحتياج لهذه المصنفات‪.‬‬
‫وهذه النسخ يتم أخذها دون ترخيص وبدون مكافأة‪.‬‬
‫‪27‬‬
‫السنة الثالثة ليسانس قانون عام‬ ‫دروس عرب اخلط يف مقياس امللكية الفكرية‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الحدود القانونية للحقوق المجاورة‬

‫هناك استثناءات قانونية على الحقوق المجاورة تمارس مقابل دفع مكافأة لهؤالء‪ ،‬حيث‬
‫يمكن لفنان األداء أو منتج الفينوغرام والفيديوغرام أو منتج البث اإلذاعي والتلفزي منح‬
‫ترخيص مكتوب للغير من أجل استغالل منتجاتهم‪ ،‬مع دفع مكافأة لهؤالء على ذلك‪ ،‬حتى‬
‫وإن كان األمر يتعلق بأخذ نسخة خاصة‪ ،‬التي تحسب وفق ما جاءت به المادتان ‪ 30‬و‪31‬‬
‫من األمر رقم ‪.05-03‬‬

‫أما عن االستثناءات التي يمكن أن تمارس دون دفع مكافأة ألصحاب هذه الحقوق فهي‬
‫نفس الحدود واالستثناءات القانونية التي رأيناها بالنسبة ألصحاب حقوق المؤلف‪ ،‬وتجنبا‬
‫للتكرار نحيل القارئ إلى تلك الدراسة التي كانت في الفرع األول أعاله‪ ،‬والتي تكون لغرض‬
‫شخصي‪ ،‬أو عائلي‪ ،‬أو مجانا‪ ،‬أو لغرض ثقافي‪ ،‬أو من أجل االقتباس واالستشهاد‪ ،‬أو‬
‫ألغراض قضائية وإدارية‪ ،‬أو إذا كانت المصنفات واقعة في الملك العام‪ .‬كل هذا يكون دون‬
‫إذن أو ترخيص وبدون دفع مكافأة ألصحاب الحقوق المجاورة‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫السنة الثالثة ليسانس قانون عام‬ ‫دروس عرب اخلط يف مقياس امللكية الفكرية‬

‫المحاضرة الخامسة‪ :‬حماية حقوق المؤلف والحقوق المجاورة‬

‫المبحث الرابع‪ :‬الحماية القانونية لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة‬

‫يتمتع أصحاب حقوق المؤلف والحقوق المجاورة بحماية قانونية مزدوجة‪ ،‬وطنية‬
‫بموجب التشريعات الداخلية‪ ،‬وحماية دولية بموجب المعاهدات واالتفاقيات الدولية المصادق‬
‫عليها‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬الحماية الوطنية‬

‫ألصحاب حقوق المؤلف والحقوق المجاورة الحق في رفع دعوى مدنية على أساس‬
‫التعويض‪ ،‬أو دعوى الحجز التحفظي لألشياء المقلدة‪ ،‬أو اللجوء إلى الدعوى الجنائية‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬الحماية المدنية‬

‫ولقد تضمنتها المواد من ‪ 143‬إلى ‪ 150‬من األمر رقم ‪ 05-03‬المتعلق بالبراءات‪،‬‬


‫ويكون ذلك بطلب تعويض عن الضرر أو األضرار الناجمة عن االستغالل غير المرخص‬
‫به للمصنف الفكري أو للدعامة‪ ،‬وسواء أتعلق األمر بضرر مادي أو معنوي‪ .‬وعلى‬
‫المتضرر أن يثبت ذلك باعتماد قواعد المسؤولية المدنية‪ ،‬أي إثبات الخطأ والضرر والعالقة‬
‫السببية‪ .‬حيث متى أثبت وجود تشويه‪ ،‬أو تغيير‪ ،‬أو تعديل أو نسخ لمصنف أو دعامة أمكن‬
‫المطالبة بتعويض عادل يقدر على أساس ما أصاب صاحب الحق‪ ،‬شخصا طبيعيا كان أو‬
‫معنويا‪ ،‬من أضرار وما فاته من مكاسب‪ .‬والضرر الذي يتعرض له أصحاب الحقوق قد‬
‫تكون أض ار ار مادية أو معنوية تمس السمعة والشرف المتعلق بهذه المنجزات الذهنية‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬دعوى الحجز‬

‫من األفضل لصاحب المصنف المعتدى عليه أن يلجأ إلى اإلجراءات التحفظية لحفظ‬
‫حقوقه قبل رفع أي دعوى‪ ،‬وهذا من أجل إثبات الضرر أو جنحة التقليد التي طالت إنتاجه‬
‫الفكري‪ .‬إال أن هذا اإلجراء اختياري‪ ،‬حيث يمكن للمدعي أن يرفع دعوى الحجز أوال أو أن‬

‫‪29‬‬
‫السنة الثالثة ليسانس قانون عام‬ ‫دروس عرب اخلط يف مقياس امللكية الفكرية‬

‫يرفع مباشرة الدعوى المدنية أو الجنائية‪ .‬ولكن من األفضل له اللجوء لالختيار األول وهذا‬
‫من أجل الحفاظ على أدلة اإلثبات‪ .‬ألن عبء اإلثبات يقع على المدعي صاحب‬

‫الحق المعتدى عليه‪ .‬فطبقا للمادة ‪ 124‬للمسؤولية المدنية أنه على المدعي إثبات‬
‫الخطأ والضرر والعالقة السببية‪ ،‬وهذا لن يكون سهال في غياب األدلة‪ ،‬وبالتالي اللجوء إلى‬
‫آلية الحجز التحفظي من أجل إثبات االدعاءات‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬الحماية الجنائية‬

‫ويكون ذلك عن طريق رفع دعوى التقليد‪ ،‬حيث إذا ثبت ذلك فإن المدعى عليه يعاقب‬
‫جنائيا على أساس جنحة التقليد‪ .‬والبد لتحقيق ذلك من توفر أركان الجريمة التي تنص عليها‬
‫القواعد العامة في القانون الجنائي‪:‬‬

‫وهي الركن الشرعي‪ ،‬حيث نجد أن المشرع كان يتطرق إلى ذلك في قانون العقوبات‪،‬‬
‫لكن اليوم‪ ،‬وبموجب األمر ‪ 05-03‬أصبح ينص في هذا األمر على أحكام جنائية‪ ،‬وذلك‬
‫عن طريق المواد من ‪ 151‬إلى ‪.155‬‬

‫والركن المادي‪ ،‬والذي يتمثل في تقليد مصنف‪ ،‬أو استنساخه‪ ،‬أو استيراده‪ ،‬أو تصديره‪،‬‬
‫أو بيعه‪ ،‬أو تأجيره‪ ،‬أو وضعه للتداول‪ ،‬أي اعتماد طرق غير مشروعة في التعامل مع‬
‫المصنفات الفكرية‪ ،‬كما أن هناك الكثير من الحاالت يجب فيها أخذ اإلذن من صاحب‬
‫المصنف وإال اعتبر الفعل غير مشروع‪.‬‬

‫وركن القصد الجنائي‪ ،‬والذي يتمثل في النية مع العلم بأن هذه األفعال غير مشروعة‪،‬‬
‫ألن هناك عملية تقليد‪ .‬لكن المكتبي أو التاجر أو العارض غير المحترف‪ ،‬والذي يقوم بذلك‬
‫فهو ال يتوفر على القصد الجنائي‪ ،‬ألنه ليس على دراية بذلك‪ ،‬وليس من المفروض أن‬
‫يكون على اطالع أو علم بذلك‪ .‬بينما بقية األشخاص الفاعلين‪ ،‬فإن جنحة التقليد تتوفر فيهم‬
‫لتوفر النية والقصد في ذلك‪.‬‬

‫أما عن العقوبات المقررة لجنحة التقليد فهي الحبس من ‪ 6‬أشهر إلى ‪ 3‬سنوات‪،‬‬
‫وبغرامة مالية من ‪ 500‬ألف إلى مليون دينار‪ ،‬سواء أكان النشر قد حصل في الجزائر أوفي‬
‫الخارج‪ .‬وأن هذه العقوبة تطال كذلك كل من شارك بالوسائل أو اآلالت التي استعملت في‬

‫‪30‬‬
‫السنة الثالثة ليسانس قانون عام‬ ‫دروس عرب اخلط يف مقياس امللكية الفكرية‬

‫عملية التقليد أو التشويه‪ ،‬والتي تكون قد أدت إلى المساس بأصحاب حقوق المؤلف والحقوق‬
‫المجاورة‪.‬‬

‫كما أن هناك عقوبات تكميلية تتمثل في سحب النسخ المقلدة‪ ،‬والحجز على كل عتاد‬
‫أو وسيلة استخدمت في عملية التقليد‪ ،‬وإمكانية اإلغالق المؤقت أو النهائي للمؤسسة‪ ،‬كما‬
‫يمكن كذلك نشرحكم اإلدانة وتعليقه على اللوحة المخصصة باإلشهار بالمحكمة للتشهير‬
‫بالمحكوم عليه‪ ،‬ويكون ذلك على نفقة هذا األخير‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الحماية الدولية‬

‫يتمتع أصحاب حقوق المؤلف والحقوق المجاورة بالحماية الدولية لمصنفاتهم وحقوقهم‬
‫المرتبطة بها‪ ،‬وهذا على أساس إمكانية نقل هذه األعمال إلى الخارج وبالتالي يستطيع هؤالء‬
‫حماية حقوقهم في أي مكان بشرط أن تكون الدولة أو الدول التي ينتمون إليها قد انضمت‬
‫وصادقت على االتفاقيات والمعاهدات الدولية بهذا الشأن‪ .‬ألن الحماية الدولية ال تكون إال‬
‫عن طريق هذه اآلليات الدولية‪ ،‬والتي تقضي بتشبيه المؤلف أو صاحب الحقوق المجاورة أو‬
‫صاحب أي ابتكار ذهني األجنبي بالوطني‪ ،‬أي توفير الحماية لرعايا الدول المنظمة إلى هذه‬
‫االتفاقيات والمعاهدات الدولية بالتساوي‪ ،‬وذلك بموجب المبادئ التي تنص عليها‪.‬‬

‫وأن االتفاقيات والمعاهدات في هذا المجال‪ ،‬والتي انضمت إليها الجزائر هي اتفاقية‬
‫اتحاد برن‪ ،‬واتفاقية جنيف‪ ،‬باإلضافة إلى مصادقتها على اتفاقية إنشاء المنظمة العالمية‬
‫للملكية الفكرية الموقعة بستوكهولم‪ .‬كما أن هناك العديد من االتفاقيات الدولية لم تنضم إليها‬
‫الجزائر وتتعلق بحماية الحقوق المجاورة‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫السنة الثالثة ليسانس قانون عام‬ ‫دروس عرب اخلط يف مقياس امللكية الفكرية‬

‫المحور الثالث‪ :‬براءة االختراع‬

‫المحاضرة السادسة‪ :‬التعريف بالبراءة وشروطها‬


‫المبحث األول‪ :‬براءة االختراع‬

‫إن االختراع أحد فروع الملكية الصناعية يتعلق بشيء ذو طابع نفعي‪ ،‬فهااو يعتبر‬
‫ّ‬
‫عامة‪ ،‬لما تلعبه هذه المنجزات الذهنية من‬
‫خاصة‪ ،‬والفكرية بصفااة ّ‬
‫أساس الملكية الصناعية ّ‬
‫هامة على الصعيد االقتصادي والتطور التكنولوجي‪ ،‬فهو المعيار الحقيقي الذي يقاس‬
‫أدوار ّ‬
‫به مدى تطور الدول والمجتمعات‪.‬‬

‫إن أهمية هااذا الموضوع تستدعي التطرق إلااى اإلطار المفاهيمي لبراءة االختراع‪ ،‬بما‬
‫ّ‬
‫ثم التطرق إلى الحقوق وااللتزامات المترتبة على‬ ‫فااي ذلك إجراءات الحصول على البراءة‪ّ ،‬‬
‫البراءة‪ ،‬وفي األخير حاالت انقضاء براءة االختراع‪.‬‬

‫األول‪ :‬اإلطار المفاهيمي لبراءة االختراع‬


‫المطلب ّ‬
‫تعد براءة االختراع آلية تم ّكن المخترع من االستفادة من اختراعه‪ ،‬وذلك من خالل‬
‫ّ‬
‫البد من التطرق إلى‬
‫استغالله أو التصرف فيه‪ ،‬ولمعرفة هذه اآللية المتمثلة في المستند ّ‬
‫تعريفه‪ ،‬ثم شروط أهلية االختراع للحصول على البراءة‪ ،‬من شروط موضوعية وأخرى شكلية‪.‬‬
‫األول‪ :‬تعريف براءة االختراع‬
‫الفرع ّ‬
‫إن براءة االختراع هي امتياز تمنحه الدولة لصاحب االختراع حتى يضمن له ذلك حق‬‫ّ‬
‫استغالل اختراعه لفائدته دون غيره‪ ،‬والتّصرف فيه بأي شكل من أشكال التصرف‪ ،‬المادي أو‬
‫القانوني‪.‬‬

‫المختصة لحماية االختراع الذي توصل صاحبه‬


‫ّ‬ ‫البراءة شهادة تمنح من المصلحة‬
‫الستكمال مجموعة من الشروط تخول لصاحبها الحق في استغالل الحق في استغالل‬
‫اختراعه‪ ،‬كما تمنح البراءة لكل تعديل أو تحسين أو إضافة ترد على اختراع سبق وأن ُمنحت‬
‫له البراءة‪ ،‬كما ُع ِّّرفت البراءة فقها على ّأنها‪" :‬وثيقة تصدر من اإلدارة تشير إلى الطلب الذي‬

‫‪32‬‬
‫السنة الثالثة ليسانس قانون عام‬ ‫دروس عرب اخلط يف مقياس امللكية الفكرية‬

‫معين في تاريخ معين بأنه أنجز اختراعا وتتضمن وصفا كامال له‪ ،‬وتخول‬ ‫قدمه شخص ّ‬ ‫ّ‬
‫صاحبهاا التمتع باالمتياز الذي يمنحه القانون"‪.‬‬

‫إذن فالبراءة هي ذلك السند القانوني الذي يتحصل عليه صاحب االختراع من الجهة‬
‫اإلدارية المختصة بعد استيفائه كامل الشروط الموضوعية والشكلية‪ ،‬والذي يخول لصاحبه‬
‫حق االستغالل والتصرف‪ ،‬ويجعل إنجازه يحظى بالحماية القانونية داخليا وخارجيا‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬الشروط الموضوعية والشكلية للحصول على البراءة‬

‫يمكن تقسيم ذلك إلى شروط موضوعية‪ ،‬وأخرى شكلية تتمثل في اإلجراءات الواجب‬
‫إتباعها للحصول على البراءة‪ ،‬ألنه بدون التوفر على هاته الشروط ال يمكن أن يكون‬
‫االختراع أهال للحصول على البراءة‪.‬‬
‫أوال‪ :‬الشروط الموضوعية‬

‫ليس كل اختراع أهال للحصول على البراءة‪ ،‬ألنه ال يمكن ذلك ما لم تتوفر في االختراع‬
‫الشروط القانونية التي تؤهله لذلك‪.‬‬
‫‪ -1‬ضرورة وجود اختراع وجدته‬

‫إن هذا الشرط ضروري على اعتبار أن المشرع استثنى واستبعد أمو ار وحاالت ال يمكن‬
‫ّ‬
‫أن تمنح لصاحبها البراءة على أساس أنها ليست من قبيل االختراعات‪ .‬فالمبادئ والنظريات‬
‫واالكتشافات والمناهج والخطط وطرق عالج جسم اإلنسان أو الحيوان ومجرد تقديم‬
‫المعلومات وبرامج الحاسوب واالبتكارات ذات الطابااع التزييني المحض هي أشياء كلها تنم‬
‫عان عدم وجود اختراع‪ ،‬وبالتالي فهي مستبعدة من نظام براءة االختراع‪.‬‬

‫كما أن هذا الشرط يفترض أن يكون االختراع لشيء جديد لم يكن موجودا من قبل‪ ،‬بل‬
‫يعني وجوب تدخل اإلنسان إلنشاء شيء جديد‪ ،‬أما مجرد اكتشاف لشيء كان موجودا فهذا‬
‫ال يعتبر من قبيل االختراع‪ ،‬وبالتالي ال تمنح لصاحبه البراءة‪ ،‬ألنه لم يأت بجديد إلى عالم‬
‫الصناعة‪.‬‬

‫و يقصد بالجدة عادم علم الغير بهذا االختراع قبل استفادة صاحبه من البراءة‪ .‬فكل‬
‫وسيلة تؤدي إلى وصول مضمون االختراع إلى علم الغير يجعل شرط الجدة منتفيا‪ ،‬ومنه ال‬

‫‪33‬‬
‫السنة الثالثة ليسانس قانون عام‬ ‫دروس عرب اخلط يف مقياس امللكية الفكرية‬

‫يقبل تسجيل االختراع‪ ،‬والوسائل التي تجعل مضمون االختراع منتش ار لدى الغير كثيرة منها‬
‫الشفهية‪ ،‬والكتابية‪ ،‬والمنظورة‪ ،‬والمقروءة‪.‬‬

‫وعلى غرار نظيره الفرنسي أخذ المشرع الجزائري بالجدة المطلقة‪ ،‬حيث أخذ بعين‬
‫االعتبار كل معلومة يمكن أن تكون قد وصلت إلى الجمهور دون تحديد للمدة التي يمكن أن‬
‫تكون قد وصلت فيها المعلومة‪ ،‬ودون تحديد للمكان الذي وصلت إليه‪ ،‬سواء أكان ذلك داخل‬
‫التراب الوطني أو خارجه‪ ،‬وهذا على النقيض مع ما ذهبت إليه بعض الدول التي أخذت في‬
‫تشريعاتها بالجدة النسبية‪ ،‬حيث ال يعتبر االختراع جديدا إذا وصلت معلومات عنه داخل‬
‫تراب الدولة التي سوف يسجل فيها فقط دون أن يأخذ باالعتبار الوصول الدولي‪ ،‬كما أنه لم‬
‫يأخذ بالجدة المطلقة من حيث الزمان‪ ،‬فالمعلومات التي يمكن أن تصل إلى الغير محددة‬
‫بمدة زمنية معينة‪.‬‬

‫وبين هذا وذاك‪ ،‬فلكل مشرع هدفه‪ ،‬فالذي أخذ بالجدة المطلقة مثل مشرعنا والمشرع‬
‫الفرنسي غرضه من وراء ذلك هو استبعاد االختراعات القديمة المعروفة لدى العامة التي‬
‫يمكن قد تم استعمالها واستغاللها في جهة أخرى أو في زمان ما‪ ،‬ألن االختراعات من‬
‫الوسائل العملية المعرضة لالهتالك أو االستعمال في جهة أخرى ومنها تفقد قيمتها وتصبح‬
‫مستهلكة تكنولوجيا‪.‬‬

‫وبالنسبة إلى علم الغير فالمشرع الجزائري استثنى ما يمكن أن يكون قد وصل إلى‬
‫الغير من معلومات عن مضمون االختراع عن طريق المعارض‪ ،‬بشرط أن يكون معرضا‬
‫دوليا رسميا أو معترفا به‪ ،‬لكن في أجل اثني عشر (‪ )12‬شه ار الموالية لتاريخ اختتام‬
‫المعرض‪ ،‬ومن ثم إمكانية طلب الحصول على البراءة‪.‬‬

‫لكن الشيء المختلف بين التشريعات السابقة والتشريع الحالي أن مشرعنا سابقا كاان‬
‫يشترط ستة (‪ ) 6‬أشهر السابقة لتاريخ إيداع طلب البراءة‪ ،‬بينما في التشريع الحالي يشترط‬
‫اثني عشار (‪ )12‬شهرا‪.‬‬
‫‪ -2‬شرط التطبيق الصناعي‬

‫هذا الشرط يعني أن البراءة تمنح لصاحبها حق استغالل اختراعه في نشاط صناعي‬
‫بمعناه الواسع مهما كان نوع هذه الصناعة‪ ،‬خفيفة كانت أو ثقيلة‪ ،‬صناعة تحويلية أو‬
‫‪34‬‬
‫السنة الثالثة ليسانس قانون عام‬ ‫دروس عرب اخلط يف مقياس امللكية الفكرية‬

‫استخراجية‪ ،‬خاصة بالقطاع الفالحي والزراعي‪ ،‬متعلقة باإلنتاج أو تقديم خدمات‪ ،‬متعلقااة‬
‫بالنباتات أو الحيوانات‪ ،‬المهام أن يكون االختراع ذو صلة بشيء مادي ملموس له عالقة بأي‬
‫نوع من الصناعة بمعناها الواسع‪.‬‬
‫‪ -3‬شرط النشاط االختراعي‬

‫يشترط في االختراعات أن تكون ناجمة عن نشاط اختراعي‪ ،‬وهذا الشرط يعني أن‬
‫ينطاوي االختراع على ابتكار أو إبداع يؤدي إلى خلق شيء جديد لم يكن له وجود من قبل‪،‬‬
‫أو إيجاد طريقة صناعية لم تكن معروفة من قبل‪ ،‬أو تطبيقات جديدة لطريقة صناعية‬
‫معروفة‪.‬‬
‫الصحة والبيئة‬
‫‪ -4‬شرط النظام العام واآلداب العامة و ّ‬
‫بمقارنة التشريع الحالي بالتشريع السابق‪ ،‬نالحظ أن مشرعنا أضاف شيئا جديدا وهو‬
‫وجوب المحافظة على الصحة وسالمة البيئة‪ ،‬حيث إن كل اختراع جاء مخالفا للنظام العام‬
‫أو لآلداب العامة‪ ،‬أو يسبب تلوثا للبيئة أو يحدث أض ار ار بها ويمس بسالمة الصحة ال يمكن‬
‫أن يكون أهاال للحصول على البراءة‪ .‬هذا بعد أن كان ينص فقط على احترام النظام العام‬
‫واآلداب العامة‪.‬‬

‫ومنه ال يمكن ألي انجاز فكري مهما كان أن يتعدى ويمس بخصوصيات المجتمع‬
‫ومبادئه وقيمه‪ ،‬وإال ال يمكن منحه البراءة‪ ،‬وإن تم ذلك فإن هذه األخيرة تكون عرضة‬
‫للبطالن‪.‬‬

‫كما أن كل ابتكار مهما كانت فائدته‪ ،‬إن كان فيه مساس بالكائنات الحية والبيئة‬
‫عموما‪ ،‬ويؤدي إلى نشر األمراض واألوبئة فال يكون موضوعا للبراءة‪ ،‬ألنه أض ارره أكثر من‬
‫نفعه‪ ،‬وبالتالي ال فائدة من تسجيله وحمايته‪ .‬وإن تم ذلك فإنه يمكن للغير أن يطالب ببطالن‬
‫ذلك‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬الشروط الشكلية‬

‫باإلضافة إلى الشروط الموضوعية‪ ،‬وهي الخصائص التي يجب أن تتوفر في االختراع‬
‫حتى يحوز صاحبه على البراءة‪ ،‬البد من إتباع وااللتزام بشروط شكلية محددة قانونا‪ ،‬من‬

‫‪35‬‬
‫السنة الثالثة ليسانس قانون عام‬ ‫دروس عرب اخلط يف مقياس امللكية الفكرية‬

‫إيداع طلب البراءة ثم انتظار فحصه من الجهة المختصة‪ ،‬ليتم بعد ذلك إصدارها متى توفرت‬
‫علاى كافة الشروط‪ ،‬وأخي ار تسجيلها ونشاارها‪ ،‬وهاذه المراحل يمكن إجمالها في إجراءات‬
‫الحصول على البراءة‪.‬‬
‫‪ -1‬اإليـــــداع‬

‫في هذه المرحلة ال بد من التوجه إلى الجهة المختصة لتقديم طلب الحصول على‬
‫البراءة‪ ،‬ومحتويات هذا الطلب يجب أن تكون مكتملة الوثائق‪.‬‬
‫أ‪ -‬الجهة المختصة (مكان اإليداع)‬

‫إن الجهة المختصة التي يتم إيداع طلب البراءة بها والتي تقوم بعملية فحصه وتسليم‬
‫البراءة وكل عناصر الملكية الصناعية األخرى بما فيها العالمات والرسوم والنماذج‪ .‬وهذه‬
‫العملية مرت بمراحل عدة‪:‬‬

‫بعاد االستقالل‪ ،‬وبالضبط سنة ‪ 1963‬كانت الجهاة المختصاة هاي المكتب الوطني‬
‫للملكياة الصناعية (‪ ،)O.N.P.I‬حيث كان له كافة الصالحيات المرتبطة بالملكية الصناعية‬
‫والسجل التجاري‪ ،‬وذلك بموجب المرسوم رقم ‪ 248-63‬المؤرخ في ‪ 10‬جويلية ‪1963‬‬
‫المتضمن إنشاء المكتب الوطني للملكية الصناعية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،49‬المؤرخ في‬
‫‪ 19‬جويلية ‪.1963‬‬

‫أما في سنة ‪ 1973‬أصبح يضطلع بهذه المهام المرتبطة بالملكية الصناعية المعهد‬
‫الجزائري للتوحيد الصناعي والملكية الصناعية (‪ )I.N.A.P.I‬الذي له كل الصالحيات‬
‫المرتبطة بالملكيااة الصناعية‪ ،‬وهذا بموجب األمر رقم ‪ 62-73‬المؤرخ في ‪ 21‬نوفمبر‬
‫‪ 1973‬والمتضمن إنشاء المعهد الجزائري للتوحيد الصناعي والملكية الصناعية‪ ،‬الجريدة‬
‫الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،95‬الصادر في ‪ 27‬نوفمبر ‪.1973‬‬

‫ثم في سنة ‪ 1986‬أصبح هذا المعهد يضطلع فقط باالختراعات‪ ،‬أما بقية عناصر‬
‫الملكية الصناعية من عالمات ورسوم ونماذج أصبح يضطلع بها المركز الوطناي للسجل‬
‫التجاري‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫السنة الثالثة ليسانس قانون عام‬ ‫دروس عرب اخلط يف مقياس امللكية الفكرية‬

‫وفاي سنة ‪ 1998‬أصبحت المهام المتعلقة بالملكياة الصناعياة بما فيها لالخت ارعاات‬
‫يختص بها المعهد الوطني الجزائري للملكية الصناعية (‪ ،)I.N.A.P.I‬وهذا بموجب المرسوم‬
‫التنفيذي ‪ 68-98‬الصادر في ‪ 21‬فبراير ‪ ،1998‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،11‬المؤرخ في‬
‫‪ 1‬مارس ‪.1998‬‬

‫أما إذا كانت عناصر الملكية الصناعية تابعة لمحل تجاري‪ ،‬فإن التصرفات التي تقع‬
‫على هذا المحل من بيع أو رهن أو تنازل فباإلضافة إلى قيد هذه العمليات لدى المركز‬
‫الوطني للسجل التجاري يجب قيدها لدى المعهد الوطني الجزائري للملكية الصناعية تحت‬
‫طائلة البطالن لالحتجاج بذلك تجاه الغير‪ ،‬وهذا في حدود ثالثين (‪ )30‬يوما من التسجيل‬
‫األول‪.‬‬

‫يتم إجراء القياد والبيانات طبقا للتشريع الساري المفعول إذا كانت البيوع أو التنازالت‬
‫عان المحالت التجارية تشمل على العالمات أو الرسوم والنماذج الصناعية‪ ،‬أو كانت محل‬
‫رهون‪.‬‬
‫ب‪ -‬الشخص الذي له الحق في تقديم البراءة‬

‫فإذا كان االختراع ملكا لشخص طبيعاي منفرد فإنه مان حقه تقديم الطلب بنفساه إلى‬
‫الجهة المختصة للحصول على البراءة التي سوف تكون باسمه‪ ،‬سواء أكان الشخص وطنيا‬
‫أو أجنبيا كما يجوز لورثته تقديم الطلب‪ ،‬فالذي يتقدم األول بالطلب هااو صاحب االختراع‬
‫ويسجال باسمه‪ ،‬ما لم يتم إثبات وجود استحواذ على االختراع من الغير‪.‬‬

‫أما إذا كان االختراع جماعيا فإن البراءة تكون باسمهم جميعا‪ ،‬ألن الحق في ملكيتها‬
‫يعد ملكا جماعيا بينهم باعتبارهم شركاء في االختراع‪ ،‬كما يعد ملكا لورثتهم‪.‬‬

‫لكن إذا كان االختراع مرتبطا بمؤسسة‪ ،‬أي تم تنفيذه من طرف المخترع في إطار عمله‬
‫داخل المؤسسة هنا يعود للهيئة المستخدمة الحق في امتالك االختراع‪ ،‬وبالتالي تكون البراءة‬
‫باسم المؤسسة أو الهيئة المستخدمة‪ ،‬لكن إذا رفض المستخدم ذلك فاالختراع يكون باسم‬
‫المخترع‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫السنة الثالثة ليسانس قانون عام‬ ‫دروس عرب اخلط يف مقياس امللكية الفكرية‬

‫أما عن تقديم طلب اإليداع فيكون من طرف المخترع أو المخترعين بأنفسهم أومن‬
‫طرف وكيل عنه أوعنهم‪ ،‬لكن هنا يجب تقديم وكالة ممضاة من قبل الموكل وترسل مع‬
‫الطلب‪ ،‬أما بالنسبة للمؤسسة فإن الطلب يقدمه المستخدم أومن ينوب عنه‪.‬‬
‫ج‪ -‬ملف طلب الحصول على البراءة‬

‫من يريد الحصول على براءة الختراعه عليه تقديم ملف كامل إلى الهيئة المختصة‬
‫تتمثل في المعهد الوطني الجزائري للملكية الصناعية المذكور آنفا‪ ،‬وهذا عن طريق رسالة‬
‫بريدية مضمونة مع الحصول على إشعار باالستالم‪ ،‬هذا الملف يحتوي على الوثائق التالية‪:‬‬

‫استمارة طلب ووصف لالختراع ومطلب أو عدد من المطالب ورسم أو عدد من‬
‫الرسومات عند اللزوم‪ ،‬مع وصف مختصر‪ ،‬الذي يكون عبارة عن مذكرة تصف االختراع في‬
‫نسختين مرافقة بترجمة باللغة الوطنية باستعمال أوراق بيضاء ‪ ،A4‬وإذا كان الوصف يتضمن‬
‫رسوما فإنها ترسم في أوراق بيضاء من الشك ‪ ،A4‬بخطوط مستمرة غير قابلة للمحو‪ ،‬كما‬
‫يمكن تجزئة الشكل إلى عدة أجزاء‪ ،‬يتم ترقيم مذكرة الطلب من أول صفحة إلى آخر صفحة‬
‫في أعلى يمين الورقة‪ ،‬وطلب الحماية من خمس (‪ )5‬نسخ عبارة عن استمارات يتم استالمها‬
‫من عند المعهد المذكور آنفا‪ ،‬مع وصف واضح لالختراع باللغة العربية مترجمة إلى الفرنسية‬
‫في شكل نسختين‪ ،‬مع اشتراط المشرع الجزائري أن يكون الطلب يشمل اختراعا واحدا أو على‬
‫مجموعة اختراعات مرتبطة فيما بينها‪ ،‬بحيث ال يمثل في مفهومها سوى اختراعا شامال‬
‫واحدا‪.‬‬

‫باإلضافة إلى كل ذلك يجب إرفاق الوثائق التي تثبت تسديد الرسوم المحددة‬
‫باألخص رسوم اإليداع والتسجيل والنشر‪ ،‬ألن هناك كذلك رسوم تدفع سنويا‪ ،‬لقاء الحماية‬
‫المقررة قانونا‪ ،‬وفي حال عدم تسديد صاحب البراءة لقسط سنوي معين أن يستفيد من مهلة‬
‫تسديد إضافية تقدر بستة أشهر مقابل تسديده لرسم إضافي عن التأخير تعادل قيمة القسط‬
‫السنوي غير المسدد في وقته‪ ،‬وفي حال تجاوز هذه المدة فإن البراءة تسقط‪ ،‬ويمكن ألي‬
‫كان استغاللها دون أن يكون مطالبا بأخذ ترخيص من صاحبها‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫السنة الثالثة ليسانس قانون عام‬ ‫دروس عرب اخلط يف مقياس امللكية الفكرية‬

‫ودفع الرسوم يجب إثباتها بوصل‪ ،‬وإن كانت هناك إضافات أو تحسينات أو تغييرات‬
‫تتعلق باختراع سبق تسجيله وحصل على البراءة فللمخترع الحق في المطالبة بشهادة‬
‫اإلضافة‪ ،‬وعليه دفع الرسوم المحددة لها وااللتزام بالشروط القانونية‪.‬‬
‫‪ -2‬الفحــــص‬

‫إن الجهة المختصة بعملية فحص طلبات الحصول على البراءة هو المعهد الوطني‬
‫الجزائري للملكية الصناعية‪ ،‬لكن هناك حاالت يمكن لوزير الدفاع الوطني أن يتدخل في ذلك‬
‫إن كانت االختراعات ذات طابع سري‪.‬‬

‫والفحص يشمل مراقبة الشروط الموضوعية‪ ،‬أي مراقبة مدى أهلية االختراع للحصول‬
‫على البراءة‪ ،‬إذ يجوز رفض كل طلب عن اختراع ال تتوفر فيه الشروط الموضوعية‬
‫باإلضافة إلى أن االبتكار يجب أن يصنف ضمن االختراعات وليس ضمن األشياء التي‬
‫نصت عليهاا المادة ‪ 7‬السالفة الذكر‪.‬‬

‫لكن هذا غير كاف‪ ،‬بل يجب كذلك فحص طلب اإليداع من الناحية الشكلية‪ ،‬من‬
‫الوثائق المطلوبة ووصل دفع الرسوم المقررة لذلك‪ ،‬وإن كاان هناك نقص في الملف أعطت‬
‫اإلدارة المختصة لصاحب الطلب فرصة الستكماله‪ ،‬وذلك في أجل شهرين‪ ،‬ويمكن أن يمدد‬
‫هذا األجل عند الضرورة مع تعليل من صاحب الطلب‪ ،‬وإذا تم التصحيح يبقى اإليداع‬
‫محتفظا بالتاريخ األول‪ ،‬وإذا لم يتم التصحيح يعتبر الطلب الغيا‪.‬‬

‫بالنظر إلى الفحص لملف طلب البراءة من جهة‪ ،‬ومدى توفر الشروط الموضوعية من‬
‫جهة ثانية‪ ،‬يمكن القول إن المشرع أخذ بنظام الفحص السابق‪ .‬لكن إذا رأينا من جهة أخرى‬
‫نجد أن المشرع قد نص على أن تسليم البراءة يتم دون فحص مسبق ما دام أن الشروط‬
‫الشكلية متوفرة‪ ،‬وبالتالي يكون مشرعنا قد أخذ بنظام اإليداع البسيط‪.‬‬

‫فالتشريع الجزائري شبيه بما جاء به التشريع الفرنسي في هذا المجال فأخذ بالنظامين‬
‫معا‪ ،‬بالفحص المسبق للشروط الموضوعية والشكلية‪ ،‬وبنظام اإليداع البسيط عندما استعمل‬
‫عبارة (دون فحص مسبق)‪ ،‬وكاأن المشرع الجزائري أخااذ بالنظام المختلااط‪.‬‬
‫‪ -3‬اإلصــــدار‬

‫‪39‬‬
‫السنة الثالثة ليسانس قانون عام‬ ‫دروس عرب اخلط يف مقياس امللكية الفكرية‬

‫تصدر براءات االختراع ذات الطلبات المستوفية الشروط باسم صاحب االختراع أو‬
‫باسم المخترعين إذا كان االختراع جماعيا وباسم المؤسسة إذا كان من اختراعات الخدمة‪ ،‬أو‬
‫باسم المتنازل له إذا كان هناك عقد تنازل عن البراءة‪.‬‬
‫‪ -4‬التسجيل والنشر‬

‫تحتفظ المصلحة المختصة وهي المعهد السالف الذكر بسجل تدون فياه براءات‬
‫االختراع‪ ،‬وهذا حسب تسلسل صدورها‪ ،‬كما أن كل عملية ترد على البراءة من بيع أو تنازل‬
‫أورهاان أو تراخيص يجب قيدها في سجل البراءات الذي يمسكه المعهد الوطني الجزائري‬
‫للملكية الصناعياة‪ ،‬ويمكن ألي شخص االطالع على سجل براءات االختراع والحصول علاى‬
‫مستخرجات منه بعد تسديد الرسم المحدد لذلك‪ .‬فاإليداع يمثل إعالم للغير وحجة عليه‪.‬‬

‫كما يتكلف المعهد بنشر البراءات فاي النشرة الرسمية للملكية الصناعياة‪ ،‬التي يعدها‬
‫وينشرها دوريا كل ستة أشهر في الجزائر وفي الخارج‪ ،‬وكل العمليات الواردة عليها‪.‬‬
‫وباستطاعة أي شخص االطالع على هذه النشرة والحصول عل نسخ منها بدفع المستحقات‬
‫المترتبة على ذلك‪.‬‬

‫المحاضرة السابعة‪ :‬حقوق والتزامات‬

‫المطلب الثاني‪ :‬آثار براءة االختراع‬

‫عند صدور براءة االختراع‪ ،‬وتسليمها لصاحبهاا يكون لها آثار بالنسباة لصاحبها من‬
‫حقوق والتزامات‪ ،‬كما أن هناك آثا ار يحدثها العقاد الذي يبرمه صاحب البراءة مع الغير عند‬
‫تنازله عن البراءة أو منح ترخيص أورهن‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬حقوق صاحب البراءة‬

‫يترتب عن الحصول على البراءة أثران هامان‪ ،‬استغالل اختراعه‪ ،‬وميزة ثانية هي‬
‫إمكانية التصرف فيه كما يشاء‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫السنة الثالثة ليسانس قانون عام‬ ‫دروس عرب اخلط يف مقياس امللكية الفكرية‬

‫أوال‪ :‬الحق االستئثاري لصاحب البراءة‬

‫إن لصاحب البراءة أو ورثته الحق في االستئثار بمزايا اختراعه‪ ،‬وصاحب االختراع هو‬
‫أول مودع مالم يثبت وجود انتحال لالختراع‪ ،‬هذا الشخص هو وحده الذي له الحق في‬
‫احتكار استغالل اختراعه‪ ،‬ومنع الغير من استغالله إال بموافقته‪ ،‬حيث يتمتااع صاحب البراءة‬
‫بذكر اسمه وصفته في البراءة باعتباره صاحب االختراع‪ ،‬هذا كحق معنوي له‪.‬‬

‫أما ماديا فإن صاحب البراءة يتمتع بحقوق مادية تتمثل على وجه الخصوص في‪:‬‬

‫إذا كان موضوع االختراع منتوجا يمنع الغير من القيام بصنعه‪ ،‬أو استعماله‪ ،‬أو بيعه‪،‬‬
‫أو القيام باستيراده دون رضاه‪ ،‬إذا كان موضوع االختراع طريقة صنع يمنع الغير من‬
‫استعمال هذه الطريقة‪ ،‬وال تشمل الحقوق الواردة عن براءة االختراع إال األعمال ذات الصبغة‬
‫الصناعية أو التجارية‪ ،‬إال أنه إذا قام أحد باستغالل االختراع قبل صدور البراءة وعن حسن‬
‫نية يحق له االستمرار في مباشرة عمله حول صناعة المنتوج أو استعمال طريقة الصنع‬
‫موضوع االختراع المحمي بالبراءة‪.‬‬

‫لكن هذا االحتكار الممنوح لصاحب البراءة في استغالل اختراعه له حدود‪.‬‬


‫‪ -1‬حدود االحتكار من حيث الموضوع‬

‫ال يمكن لصاحب البراءة التمسك بحقه في احتكار استغالل االختراع لمنع المستفيد عن‬
‫حسن نية من االستفادة مما يدره عليه هذا االختراع‪ ،‬أو قام بتحضيرات معتبرة مان أجل‬
‫مباشرة استغالل هذا المنتج‪.‬‬

‫كما أنه ال يمكن لصاحب البراءة التمسك باالحتكار إذا دعت المصلحة العامة أو‬
‫األمن الوطني الستغالل االختراع من طرف الدولة‪ ،‬مع االحتفاظ للمخترع صاحب البراءة‬
‫بكامل حقوقه‪.‬‬
‫‪ -2‬الحدود من حيث الزمان‬

‫لصاحب البراءة الحق في احتكارها مؤقتا‪ ،‬ألنه بانتهاء المدة المحددة قانونا يصبح‬
‫االختراع ملكا للمجتمع‪ ،‬ويمكن لكل ذي مصلحة أن يستغله ألي غرض كان شريطة أن‬

‫‪41‬‬
‫السنة الثالثة ليسانس قانون عام‬ ‫دروس عرب اخلط يف مقياس امللكية الفكرية‬

‫يكون مشروعا‪ .‬والمدة كانت وال تزال عشرين (‪ )20‬سنة تحسب من يوم إيداع الطلب‬
‫للحصول على البراءة‪ ،‬مع مراعاة دفع رسوم التسجيل ورسوم اإلبقاء‪.‬‬
‫‪ -3‬الحدود من حيث المكان‬

‫إن لصاحب البراءة الحق في احتكار استغالل اختراعه واالستئثار بمزاياه‪ ،‬ولكن في‬
‫حدود إقليم الدولة التي تم تسجيل البراءة بها‪ ،‬لكن في حالة حماية اختراعه فإنه يمكنه اللجوء‬
‫إلى أية دولة‪ ،‬بشرط أن يكون قد أودع طلبه لديها‪ ،‬وهذا طبقا التفاقية باريس‪ ،‬حيث تسمح‬
‫هااذه االتفاقية بحماياة اختراعات رعايا الدول التي تكون طرفا في االتفاقية‪ ،‬شرط إيداع طلب‬
‫الحصول على البراءة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬حق التصرف في البراءة‬

‫لصاحب البراءة الحق في التنازل عن عنها‪ ،‬وقد يكون ذلك بمقابل‪ ،‬فيكون ذلك على‬
‫شكل عقاد بيع أو مقايضة‪ ،‬أو بدون مقابال على شكل عقد هبة‪ .‬وهذا التنازل قد يكون كليا‬
‫أو جزئيا‪ ،‬أي التنازل عن بعض الحقوق فقط‪ .‬كما أن لمالك البراءة الحق في منح تراخيص‬
‫للغير‪ .‬وأن له الحق في االستدانة مع رهن البراءة إذا كان بحاجة لسيولة‪.‬‬
‫‪ -1‬التنازل عن البراءة‬

‫التنازل عن البراءة قد يكون كليا‪ ،‬فإذا كان التنازل كليا فإن ذلك يعني أن يترك المخترع‬
‫كل الحقوق التي يمكن أن يحصل عليها من استغالله لالختراع للغير‪ ،‬أما التنازل الجزئي‬
‫يعني أن يترك المخترع للغير بعض الحقوق التي يمكن أن يحصل عليها باستغالل االختراع‪،‬‬
‫مع االحتفاظ لنفسه بالحقوق األخرى‪.‬‬

‫إذا كان التنازل بمناسبة التنازل على محل تجاري‪ ،‬فباإلضافة إلى قيد هذا التصرف في‬
‫المركز الوطني للسجل التجاري‪ ،‬يتم قيده كذلك في سجل البراءات الذي يمسكه المعهد‬
‫الوطني الجزائري للملكية الصناعية‪.‬‬

‫ومن صور التنازل كذلك تقديم البراءة كإسهام في شركة طبقا للشروط الموضوعية‬
‫الخاصة التي تتعلق بالشركات‪ ،‬وقد يكون تقديم البراءة على سبيل التمليك أو على سبيل‬
‫المنفعة‪ .‬مع وجوب قيد ذلك فاي السجل الخاص بالبراءات وإال كان التصرف باطال‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫السنة الثالثة ليسانس قانون عام‬ ‫دروس عرب اخلط يف مقياس امللكية الفكرية‬

‫‪ -2‬رهن البراءة‬

‫من العمليات التي قد ترد على البراءة رهنها رهنا حيازيا‪ ،‬سواء أكان ذلك بمناسبة رهن‬
‫محل تجاري على اعتبار أنها أحد عناصره المعنوية أو بصفة منفصلة عناه‪ ،‬وعادة ما يلجأ‬
‫صاحب البراءة أو المحل التجاري إلى هذا التصرف إذا كان بحاجة إلى تمويل‪ ،‬فيقوم بعملة‬
‫رهن براءته للبنك‪ ،‬لكن هاذه العملية تعتمد على الكتابة أوال ثم تسجيلها في السجل الخاص‬
‫بالبراءات بالمعهد‪ ،‬وهاذا من أجل إعالم الغير بهذا التصرف‪.‬‬

‫وفي حالة عدم تسديد صاحب البراءة للديون التي في ذمته‪ ،‬يمكن للدائنين الحجز على‬
‫البراءة‪ ،‬كما يمكن لدائني صاحب البراءة بيع هذا المال جب ار عن طريق المزاد العلني‪ ،‬وهذا‬
‫وفقا لما جاء في قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية في هذا المجال‪.‬‬

‫‪ -3‬الترخيـــص‬

‫إن لمالك البراءة الحق فاي التصرف فاي براءته‪ ،‬حيث يمكنه أن يمنح ترخيصا أو‬
‫تراخيص للغير الستغالل البراءة سواء بصفة كلية أو جزئية مقابل عائد مالي‪ ،‬كما يمكن أن‬
‫تكون التراخيص جبرية دون أن يكون لصاحب البراءة الحق في الرفض أو القبول‪.‬‬
‫أ‪ -‬الترخيص التعاقدي‬

‫في حالة عدم قدرة المخترع مالك البراءة ماديا أو عدم رغبته في استغالل اختراعه‬
‫بنفسه‪ ،‬يمكن له أن يسمح للغير أشخاصا طبيعيين أو معنويين باستغاللها في شكل عقد‬
‫مكتوب يصادق عليه الطرفان ويجب أن تتوفر في العقد الشروط التي يفرضها القانون في‬
‫العقود‪ ،‬مع تسجيله في سجل البراءات الذي يمسكه المعهد‪ ،‬وهذا حتى يكون لهاته الرخصة‬
‫أث ار اتجاه الغير‪ .‬وهذا الترخيص قد يكون جزئيا‪ ،‬حيث يستطيع صاحب البراءة منح تراخيص‬
‫أخرى‪ .‬أو مطلقا بحيث ال يستطيع المرخص التصرف فيها مرة أخرى‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫السنة الثالثة ليسانس قانون عام‬ ‫دروس عرب اخلط يف مقياس امللكية الفكرية‬

‫ب‪ -‬الترخيص اإلجباري‬

‫يمكن ألي شخص في أي وقت‪ ،‬بعد انقضاء أربع سنوات ابتداء مان تاريخ إيداع طلب‬
‫براءة االختراع‪ ،‬أو ثاالث سنوات ابتداء مان تاريخ صدور براءة االختراع أن يتحصل مان‬
‫المصلحة المختصة على رخصة استغالل بسبب عدم استغالل االختراع أو لنقص فيه‪.‬‬

‫والمشرع الجزائري فاي ظل التشريع السابق كان ينص أن الجهة المختصة بمنح‬
‫الترخايص الجبري للغير هي الجهة القضائية المختصة‪ ،‬أما في ظل التشريع الراهن فالجهة‬
‫المختصة بمنحه هي المعهد الوطني الجزائري للملكية الصناعية‪.‬‬

‫يقدم طلب الرخصة اإلجبارية لبراءة االختراع إلى المعهد مبر ار ذلك بالحجج‪ ،‬وهي أن‬
‫يثبت بأنه تقدم لصاحب البراءة ولم يستطع الحصول منه على رخصة تعاقدية بشروط‬
‫منصفاة‪ ،‬وألناه رأى أن صاحب البراءة لم يقام باستغالل االختراع‪ ،‬أو أنه لم يقام باالستغالل‬
‫الالزم‪ ،‬ألن استغالله له كان ناقصا‪ ،‬ليس بالشكال الذي يشبع الحاجات‪.‬‬

‫وإذا تم منح الرخصة لطالبها يجب تحديد بدقة شروط الرخصة‪ ،‬ومدتها‪ ،‬وقيمة‬
‫التعويض الذي سيحصل عليه صاحب البراءة‪ .‬ويتم تسجيل الرخصة اإلجبارية فاي سجل‬
‫البراءات الذي يمسكه المعهد الوطناي الجزائري للملكية الصناعية‪ ،‬بعد تسديد الرسوم المحددة‬
‫لذلك‪.‬‬

‫وإذا زالت األسباب التي أدت بالسلطة المختصة إلى منح الرخصة اإلجبارية‪ ،‬المستفيد‬
‫مان هاته الرخصة لم تعد الشروط المحددة متوفرة فيه‪ ،‬هنا يمكن للسلطة المختصة سحبها‬
‫مناه بطلب من صاحب البراءة‪.‬‬

‫باإلضافة إلااى كل ذلك يمكن أن تكون الرخصة إجبارية إذا وجد فااي البراءة أهمية‬
‫مرتبطة باألمن الوطني‪ ،‬أو التغذية‪ ،‬أو الصحة‪ ،‬أو تنمية مرافق اقتصادية‪ ،‬ويكون منحها من‬
‫اختصاص الوزير المكلف بالصناعية‪ ،‬وذلك في أي وقت وإذا دعت الضرورة لذلك‪.‬‬

‫وأن الهيئة القضائية أو اإلدارية إذا رأت بأن مالك البراءة أومن هو مرخص له‬
‫باستغاللها‪ ،‬يستغل البراءة بطريقة مخالفة لقواعد المنافسة يمكن أن تمنح رخصة إجبارية‬
‫للغير‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫السنة الثالثة ليسانس قانون عام‬ ‫دروس عرب اخلط يف مقياس امللكية الفكرية‬

‫الفرع الثاني‪ :‬التزامات صاحب البراءة‬

‫مقابل استفادة صاحب البراءة من حقوق‪ ،‬ومقابل الحماية التاي يحظااى بها اختراعه‪،‬‬
‫فإنه يفرض علياه التزامات‪ ،‬التزام بدفع الرسوم المقررة‪ ،‬والتزام باستغالل البراءة على أكمل‬
‫وأحسن وجه‪.‬‬
‫أوال‪ :‬االلتزام بدفع الرسوم‬

‫يلتزم المخترع بدفع الرسوم المقررة قانونا‪ ،‬سواء عند إيداعه طلب الحصول على‬
‫البراءة‪ ،‬أو بعد حصوله عليها‪ ،‬فاألولى هي رسوم متعلقة بالتسجيل والنشر‪ ،‬والثانية مقررة‬
‫للحماياة التي سوف تحظى بها البراءة‪ ،‬كما أن أية إضافة أو تحسينات تمس االختراع‬
‫يحصل بموجب ذلك صاحب البراءة على شهادة اإلضافة‪ ،‬التي هاي كذلك تخضع لرسوم‬
‫التسجيل والنشر ورسوم سنوية مقررة لحماية براءة االختراع والشهادة اإلضافية‪.‬‬

‫وإذا تهاون المخترع في دفع الرسوم السنوية التي هي عبارة عن أقساط فإنه يتعرض‬
‫لعقوبة مادية في شكل دفع رسم إضافي عن التأخير وهي مساوية لمبلغ القسط السنوي غير‬
‫المدفوع‪ ،‬وهناك عقوبة أخرى وهي سقوط براءة االختراع عند عدم دفع الرسوم في المهلة‬
‫المحددة‪ ،‬غير أنه لصاحب البراءة مهلة ستة (‪ )6‬أشهر تحسب من تاريخ تقديم الطلب‬
‫لتسديد الرسوم المستحقة إضافة إلى غرامة التأخير‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬االلتزام باستغالل البراءة‬

‫إن االختراع وجد ومنحت له الجهة المختصة البراءة وتكفلت التشريعات بحمايته من‬‫ّ‬
‫أجال استغالله أحسن استغالل واالستفادة من مزاياه على الصعيد الفردي واالجتماعي‪ ،‬وفي‬
‫إطار النشاط الصناعي مهما كان مجاله‪ ،‬لذلك يشترط المشرع أن يكاون االختراع قاباال‬
‫للتطبياق الصناعي‪ ،‬وأن يستغله صاحبه على أكمل وأحسن وجه‪ ،‬وإال منحت للغير رخصة‬
‫استغالل البراءة جبرا‪ ،‬مان هنا نجد أن المخترع صاحب البراءة يعمل جاهدا على استغالل‬
‫أن السلطة المختصة إذا رأت فاي البراءة فائدة لألمن‬
‫اخت ارعاه لالستئثار بفوائده بنفساه‪ ،‬غير ّ‬
‫أن االختراع كان من االختراعات السرية أن تنزع استغالله من‬
‫الوطناي أو المنفعة العامة‪ ،‬أو ّ‬
‫صاحبه دون اإلخالل بالحقوق المادية والمعنوية التي تكون لصاحبه بموجب شهادة البراءة‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫السنة الثالثة ليسانس قانون عام‬ ‫دروس عرب اخلط يف مقياس امللكية الفكرية‬

‫المطلب الثالث‪ :‬انقضاء براءة االختراع‬

‫انقضاء البراءة يعني انتهاء الدور الذي منحت من أجله‪ ،‬وهذا في حالة انتهاء المدة‬
‫المقررة لها قانونا‪ ،‬وهي عشرون (‪ )20‬سنة تحسب من يوم إيداع الطلب‪.‬‬
‫كما تنتهي البراءة عن طريق التخلي عنها كليا أو جزئيا‪ ،‬وهذا بتصريح يجب أن يكون‬
‫مكتوبا من صاحبها أمام الجهة المختصة‪ ،‬ويتم تسجيله ونشره‪.‬‬

‫وتنتهي البراءة كذلك بصدور حكم نهائي ببطالن البراءة من قبل الجهة القضائية‬
‫المختصة‪ ،‬إما بطلب من الغير أومن الجهة المختصة‪ ،‬وهذا في الحاالت المقررة قانونا‪.‬‬

‫وتنتهي كذلك إذا تخلف صاحب البراءة عن دفع الرسوم المقررة وما يترتب عليها من‬
‫مبالغ إضافية بعد انقضاء المهلة اإلضافية وهي ستة أشهر من تاريخ استحقاقها‪ ،‬وكذلك في‬
‫حاال عدم دفع رسوم اإلبقاء على السريان السنوي لمفعول البراءة الموافقة لتاريخ إيداعها‪.‬‬

‫وبانقضاء البراءة تنقضي كل الحقوق وااللتزامات المترتبة عنها‪ ،‬ويتم تسجيل ذلك في‬
‫سجل البراءات الذي يمسكه المعهد الوطني الجزائري للملكية الصناعية‪ ،‬وبصدور الحكم‬
‫ببااطالن البراءة أو بانتهاء المدة المقررة لحمايتها‪ ،‬أو بسقوطها‪ ،‬يصبح االختراع من الملك‬
‫العام يجوز للجميع استغالله واالستفادة من مزاياه دون أن يشكل ذلك اعتداء على حقوق‬
‫صاحبه‪.‬‬

‫المحاضرة الثامنة‪ :‬حماية البراءة‬

‫المبحث الثاني‪ :‬الحماية القانونية لبراءة االختراع‬

‫يترتب علاى تسجيل براءة االختراع‪ ،‬سواء أكانت فردية أو جماعية أو في إطار الخدمة‬
‫أو خارجها‪ ،‬تملك البراءة والتمتع بجميع الحقوق التي تنشأ عنها‪ ،‬سواء أكانت حقوقا احتكارية‬
‫أو التصرف فيها‪ ،‬كما يكون على الغير احترام هذه الحقوق وعدم االعتداء عليها بأي طريقة‬
‫كانت من طرق االعتداء‪ ،‬سواء بالتقليد (‪ )Contrefaçon‬أو منافسة السلع المرتبطة بها‬

‫‪46‬‬
‫السنة الثالثة ليسانس قانون عام‬ ‫دروس عرب اخلط يف مقياس امللكية الفكرية‬

‫منافسة غير مشروعة (‪ ،(concurrence déloyal‬وهذه الحماية ال تقتصر فقط على المستوى‬
‫الداخلي‪ ،‬بل يتعدى مداها إلى خارج حدود البلد الذي سجلت فيه‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬الحماية الوطنية‬

‫إن وجود نظام براءة االختراع واستغاللها في أحسن الظروف وعلى أكمل وجه يحتاج‬
‫إلى حماية حقيقية وكافية‪ ،‬وهذا بمجرد تسجيلها لدى المعهد الوطني الجزائري للملكية‬
‫الصناعية‪.‬‬

‫وبهذه الحماياة الشاملة والعقوبات الصارمة سيكون من الصعب علاى المنافسين للبراءة‬
‫أو السلع المرتبطة بها اإلقدام على أي عمل غير مشروع‪ ،‬ألن ذلك سيكلفهم عقوبات مالية‬
‫وتأديبية‪ ،‬وهذا نتيجة لما سببوه لصاحب البراءة من أضرار جراء تصرفاتهم غير القانونية من‬
‫سرقة أو تقليد‪.‬‬

‫وأن هذا االعتداء على هاته الحقوق يؤدي إلى كسب أرباح غير مشروعة تكون على‬
‫حساب صاحب البراءة األصلي‪ ،‬كما يؤدي ذلك إلى نتائج سلبية على المنتج األصلي‬
‫المتعلق بها‪ ،‬ألن ذلك يعني وجود منتجات مشابهة‪ ،‬ومنه اهتزاز مكانة المنتج األصلي‪ ،‬ألن‬
‫هذا التشابه أو هذا التقليد الكلي للمنتج من شأنه أن يحدث التباسا لدى المستهلك‪.‬‬

‫فالحماية الداخلية هي الضمانات التي تقدمها القوانين الداخلية لحماية البراءة من أي‬
‫اعتداء‪ ،‬تتمثل كأصل عام في الحماية المدنية والجزائية‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬الحماية المدنية‬

‫تتحقق الحماية المدنية عن طريق دعوى االعتداء على البراءة‪ ،‬وهذا يحدث عندما يقوم‬
‫الغير بتقليد اختراع أو منتج مرتبط به أثناء البيع لكسب عمالء صاحب براءة االختراع‬
‫األصلية‪ ،‬أو ضر ار معنويا متمثال في المساس بالسمعة أو الشهرة التجارية والصناعية‪ ،‬فكال‬
‫الضررين يستوجب التعويض‪.‬‬

‫كما تتحقق الحماية المدنية عن طريق دعوى المنافسة غير المشروعة طبقا لما هو‬
‫منصوص عليه في القانون المدني‪ ،‬ومن ثم يحق للمخترع صاحب البراءة طلب تعويضات‬
‫عما أصابه من ضرر بسبب اعتداء الغير على حقوقه المرتبطة باحتكار استغالل اختراعه‪،‬‬

‫‪47‬‬
‫السنة الثالثة ليسانس قانون عام‬ ‫دروس عرب اخلط يف مقياس امللكية الفكرية‬

‫غير أنه ال يمكن تطبيق أحكام المادة ‪ 124‬من القانون المدني ما لم تتوفر األركان‪ :‬الخطأ‪،‬‬
‫الضرر‪ ،‬والعالقة السببية‪.‬‬

‫إذن إذا سلك صاحب البراءة المعتدى عليها الدعوى المدنية فإنه يستفيد من دعويين‬
‫مدنيتين‪ ،‬دعوى االعتداء على براءة االختراع‪ ،‬ودعوى المنافسة غير المشروعة‪.‬‬
‫أوال‪ :‬دعوى االعتداء على براءة االختراع‬

‫إن الشرط الجوهري لقيام دعوى التقليد المدنية هو وجود الحق المرتبط بالبراءة‪ ،‬حيث‬ ‫ّ‬
‫يجب أن يقوم المخترع بطلب إيداع البراءة‪ ،‬وإن وجدت الهيئة المختصة فيها األهلية الالزمة‬
‫تعمل على تسجيلها‪ ،‬عند ذاك يثبت الحق لصاحب البراءة وتكون له بمقتضى ذلك الحماية‬
‫القانونية الختراعه‪ .‬أما الوقائع السابقة عن التسجيل ال يعتبر مساسا بالحقوق‪ ،‬ألن الحق‬
‫سوف يكون لمن له أول إيداع ما لم يتم إثبات العكس من المودع الثاني بشتى طرق‬
‫اإلثبات‪ ،‬لذلك يجب علاى كل صاحب اختراع أن يلتزم السرياة التامة وال يذيعه إلى حين إيداع‬
‫طلب الحصول على البراءة خوفا من أي سرقة أو تقليد‪.‬‬

‫عندما يتحصل صاحب االختراع على الشهادة التي تؤهله الستغالل اختراعه أو‬
‫التصرف فيه في ظل حماية قانونية تمنع على الغير المساس به مهما كان شكل االعتداء‬
‫والمنصوص عليه قانونا‪ ،‬وهذه األعمال التي تشكل مساسا بحقوق صاحب البراءة بدون‬
‫رضاه هي‪:‬‬

‫‪ -1‬حالة ما إذا كان موضوع االختراع منتوجا يمنع على الغير صناعة المنتوج‪ ،‬أو‬
‫استعمالاه‪ ،‬أو بيعه‪ ،‬أو عرضه للبيع‪ ،‬أو استيراده دون رضاه‪.‬‬
‫‪ -2‬إذا كان موضوع االختراع طريقة صنع واستعمال المنتوج يمنع الغير مان استعمال‬
‫هاذه الطريقة واستعمال المنتوج الناتج مباشرة عن هذه الطريقة‪ ،‬أو بيعه‪ ،‬أو عرضه‬
‫للبيع‪ ،‬أو استيراده لهذه األغراض دون رضاه‪.‬‬

‫في حالة وجود اعتداء على البراءة بإحدى هذه األعمال يمكن لصاحبها أو ورثته رفع‬
‫دعوى قضائية ضد الغير الذي قام بهذا االعتداء‪ .‬ويحق للمتضرر من هذه األعمال المطالبة‬
‫بالتعويض مع إمكانية المطالبة بوقف األعمال‪ ،‬بعد ثبوت هذا االعتداء‪ ،‬أي توفر ركن‬
‫الخطأ الذي يتمثل في األعمال غير المشروعة المذكورة أعاله‪.‬‬
‫‪48‬‬
‫السنة الثالثة ليسانس قانون عام‬ ‫دروس عرب اخلط يف مقياس امللكية الفكرية‬

‫أما الشخص المدعى عليه من طرف صاحب البراءة أو ورثته أن يسلك دعوى‬ ‫ّ‬
‫البطالن‪ ،‬خصوصا عدم توفر إحدى الشروط الموضوعية السالفة الذكر‪ ،‬أو عدم وجود‬
‫استغالل لهاته البراءة بعد انقضاء المدة المحددة قانونا‪.‬‬

‫وعن التعويض المقرر لصاحب البراءة نتيجة االعتداء على حقوقه يكون بتقدير من‬
‫القاضي بالنظر إلى ما لحقه من خسائر وما فاته من مكاسب جراء االعتداء‪.‬‬
‫وفيما يخص منع مواصلة األعمال غير المشروعة والتي تشكل اعتداء على حقوق‬
‫صاحب البراءة فهذا ممكن‪ ،‬ويكون ذلك عن طريق المصادرة‪ ،‬ألن الهدف منها هو منع‬
‫المعتدي من مواصلة استغالل االختراع‪ ،‬ألن هناك إمكانية إعادة صنع األشياء المقلادة من‬
‫طرف هذا األخير‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬دعوى المنافسة غير المشروعة‬

‫المنافسة غير المشروعة عمل يقوم به تاجر يقصد به إلحاق الضرر بتاجر آخار‬
‫منافس له غالبا يكون ذلك فاي نفس الميدان‪ ،‬بالتشكيك فاي كفاءته وسمعته التجارية وذلك‬
‫بتقليد طرقه وباستعمال وسائل أخرى غير مشروعة غايتها إبعاد زبائنه عنه‪.‬‬

‫إن المنافسة غير المشروعة عادة ما تكون بين شخصين يمارسان نفس النشاط‬
‫الصناعي أو التجاري أو الخدماتي‪ ،‬وإن تحققت يمكن للمتضرر رفع دعوى على أساس‬
‫وجود منافسة غير مشروعاة‪ ،‬التاي فاعلها يرتكب خطأ‪ ،‬الذي مان شأناه أن يلحق أض ار ار‬
‫مادية أو معنوية بصاحب البراءة‪ ،‬وبالسلع التي تمثلها‪ ،‬هذا يمكن أن يؤدي إلى خسائر‬
‫بصاحبها‪ ،‬ولهذا يجب قمع المنافسة غير المشروعة‪ ،‬لما لها من أخطار على السوق‪.‬‬

‫ويمكن تأسيس دعوى المنافسة غير المشروعة على نص المادة ‪ 124‬السالفة الذكر‪،‬‬
‫أو طبقا ألحكام األمر رقم ‪ 03-03‬المؤرخ في ‪19‬جويلية ‪ 2003‬والمتعلق بالمنافسة‪.‬‬

‫ولقيام المنافسة غير المشروعة يشترط توافر األركان الثالثة للمسؤولية من خطأ وضرر‬
‫وعالقة سببية‪ ،‬وهذا طبقا للقواعد العامة في القانون المدني‪ ،‬وتمنح هذه الدعوى حماية‬
‫إضافية‪ ،‬خاصة في حالة عدم توافر عناصر جنحة التقليد الجنائية‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫السنة الثالثة ليسانس قانون عام‬ ‫دروس عرب اخلط يف مقياس امللكية الفكرية‬

‫إذا ما تعرض صاحب البراءة إلى أضرار مادية بسبب ممارسة الغير ألعمال غير‬
‫مشروعة من تفويت أرباح أو تكبد خسائر‪ ،‬أو أضرار معنوية من اهتزاز سمعته أو فقدان ثقة‬
‫الزبائن به‪ ،‬فإن ذلك يستوجب التعويض‪ ،‬والتقدير يعود للقاضي المرفوع أمامه هذه الدعوى‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬الحماية الجنائية‬

‫إن كل عمل متعمد يرتكبه الغير دون موافقة صاحب البراءة يعتار جنحة تقلياد‪،‬‬
‫واألفعال التي يمكن للمتضرر منها أن يرفع ضد فاعلها دعوى أو دعاوى جزائية تتمثل في‪:‬‬
‫التقليد‪ ،‬بيع أشياء مقلدة‪ ،‬إخفاء أشياء مقلدة‪.‬‬
‫أوال‪ :‬التقليــد‬

‫إن التقليد هاو محاكاة شخص بغش واحتيال عمال أو إنتاجا يكون ملكا للغير أو لما‬
‫عليه حقا مطلقا كبراءة اختراع‪.‬‬

‫ولقد نصت المادة ‪ 61‬الفقرة ‪ 1‬من األمر رقم‪07-03‬على‪" :‬يعد كل عمل متعمد‬
‫يرتكب حسب مفهوم المادة ‪ 56‬أعاله جنحة تقليد"‪ ،‬والمادة ‪ 56‬أعاله أحالت إلى المادة ‪11‬‬
‫أعاله من نفس األمر‪ ،‬حيث يعتبر تقليدا حسب نص هذه المادة كل عمل يتمثل في‪:‬‬

‫‪ -1‬صنع المنتوج المحمي ببراءة االختراع‪ ،‬أو استعماله‪ ،‬أو تسويقه‪ ،‬أو حيازته‪ ،‬أو‬
‫استيراده لهذه األغراض دون رضاه‪.‬‬
‫‪ -2‬استعمال طريقة الصنع أو استعمال المنتوج الناتج مباشرة عاان هذه الطريقاة‪ ،‬أو بيعاه‪،‬‬
‫أو عرضه للبيع‪ ،‬أو استيراده لهذه األغراض دون رضاه‪.‬‬
‫‪ -3‬ويعتبر مقلدا كذلك كل من يتعمد إخفاء شايء مقلد أو إخفاء عدة أشياء مقلدة‪ ،‬أو‬
‫بيعها‪ ،‬أو عرضها للبيع‪ ،‬أو إدخالها إلى التراب الوطني‪.‬‬

‫والتقليد كما جاء سابقا هو عملية صنع نفس الشيء وبنفس المواصفات‪ ،‬ألنه لو كان‬
‫الشيء نفسه وبمواصفات مختلفة‪ ،‬كاستعمال تقنيات جديدة ووسائل جديدة‪ ،‬فإن ذلك ال يعتبر‬
‫تقليدا‪ ،‬لكن الذي يعتبر تقليدا هو صنع نفس الشيء‪ ،‬أي تحقيقه ماديا‪ ،‬سواء أكان هذا التقليد‬
‫كليا أو جزئياا‪ ،‬أو تقليد طريقة أو وسائل االختراع‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫السنة الثالثة ليسانس قانون عام‬ ‫دروس عرب اخلط يف مقياس امللكية الفكرية‬

‫ثانيا‪ :‬بيــع أشياء مقلــدة‬

‫تعتبر كذلك عملية بيع أشياء مقلدة‪ ،‬سواء أكان البيع من المقّلِّد في حد ذاته أو من‬
‫الغير الذي اشترى هذه األشياء َّ‬
‫المقلدة وقام ببيعها‪ ،‬جريمة يعاقب عليها القانون بنفس العقوبة‬
‫المرصودة للمقّلِّد‪ .‬لكن ال تكون هناك جريمة ما لم يتوفر فيها الركن المادي والمعنوي‪.‬‬

‫الركن المادي لجريمة التقليد يتمثل في عرض األشياء المقلدة للبيع‪ ،‬مهما يكن الشخص‬
‫البائع تاج ار أو غير تاجر‪ ،‬فردا أو مجموعة‪ ،‬وسواء أحققت العملية أرباحا أو باءت‬
‫بالخسائر‪ ،‬المهم هنا وجود سلع مقلدة معروضة للبيع‪.‬‬

‫فالركن المعنوي فاي جريمة التقليد يتمثل في القصد الجنائي ذلك مان خالل وجود‬
‫المجرم مع علم الفاعل بأن العمل الذي يقوم باه يعااقب عليه القانون‪،‬‬
‫ّ‬ ‫اإلرادة فاي فعل الشايء‬
‫فهو يعلم بأن المنتجات التي يبيعها مقّلدة‪ ،‬أي وجود سوء نية‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬جرائم أخرى‬

‫وفيما يخص الجرائم األخرى التي ذكرها المشرع فهي جريمة إخفاء شيء أو أشياء‬
‫مقلدة‪ ،‬جريمة استيراد أشياء مقلدة إلى التراب الوطني‪ ،‬عرض سلعة أو سلع أمام الجمهور‬
‫ولو لم يتم بيعها‪ ،‬كمن يعرض عينات فاي واجهة المحل التجاري أو يرسلها للغير لالطالع‬
‫عليهاا كي يبيعه إياها مستقبال‪.‬‬

‫ولتحقق الجريمة في هذه األعمال يشترط أن يكون قد تم ارتكابها عمدا‪ ،‬أي عن قصد‬
‫وعن سوء نية‪ ،‬ومعرفة بأنها غير مشروعة ويعاقب عليها القانون‪ ،‬فالمشرع نص عليها‬
‫باستعمال كلمة "عمدا"‪ ،‬التي لم تتضمنها مواد التشريع السابق‪.‬‬

‫كذلك تعتبر جريمة حالة اقتناء أشياء مقلدة والقيام بإخفائها‪ ،‬فمجرد اإلخفاء يدل داللة‬
‫واضحة على وجود سوء نية وعلم بأن هذه السلع مقلدة لذلك قام بإخفائها‪ ،‬ومنه هذا العمل‬
‫مجرما يعاقب عليه القانون‪.‬‬
‫يعتبر عمال ّ‬
‫كذلك بالنسبة لعملية إلدخال سلع إلى التراب الوطني ويعلم مستوردها أنها سلع مقلدة‬
‫وليست أصلية‪ ،‬يشترط لثبوت هذا الفعل ضد الفاعل أن تكون هناك سوء نية‪ ،‬وهي أن‬

‫‪51‬‬
‫السنة الثالثة ليسانس قانون عام‬ ‫دروس عرب اخلط يف مقياس امللكية الفكرية‬

‫المستورد كان على علم بأن ما استورده من سلع َّ‬


‫مقلد‪ ،‬أو أن طريقة الصنع موضوع البراءة‬
‫َّ‬
‫مقلدة‪.‬‬

‫لكن يجب اإلشارة كذلك أن توفر الركان المادي والمعنوي وحدهما غير كاف‪ ،‬بال يجب‬
‫أن يتوفر في الفعل الصادر من الغير الركن الشرعي‪ ،‬حيث ال يعتبر مقلدا الختراع أو سلعة‬
‫أو طريقة موضوع هذا االختراع‪:‬‬

‫‪ -‬إذا انقضت مدة حماية البراءة ألي سبب من أسباب االنقضاء السالفة الذكر‪.‬‬
‫‪ -‬كما ال يعتبر مرتكبا لجريمة التقليد من كان حسن النية يباشر استغالل االختراع‬
‫المشمول بالبراءة‪ ،‬ومحتفظا بسره‪.‬‬
‫‪ -‬ال يعتبر مقلدا من قام باستغالل البراءة بناء على عقد ترخيص رضائي أو جبري‪ ،‬بشرط‬
‫أن يكون ملتزما ببنود عقد الترخيص‪.‬‬
‫‪ -‬ال تعتبر الوقائع السابقة لتسجيل البراءة ماسة بالحقوق الناجمة عنها وال تستدعي‬
‫اإلدانة‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬الـعـقـوبــة‬

‫أما عن العقوبة المقررة لهاته الجرائم‪ ،‬سواء أكانت تقليدا‪ ،‬أو بيعا ألشياء مقلدة‪ ،‬أو‬
‫عرضا ألشياء مقلدة أو إخفائها أو استيرادها‪ ،‬فهي نفس العقوبة‪.‬‬

‫ولقد رفع المشرع من العقوبة لتصبح بموجب التشريع الراهن أقسى‪ ،‬وهذا من أجل‬
‫فرض حماية حقيقية لالبتكارات‪ ،‬هذا من شأنه أن يؤدي لتشجيع اإلبداع وتحقيق التطور فاي‬
‫مختلف المجاالت ماان جهة‪ ،‬وماان جهة ثانية ردع أصحاب األعمال غيار المشروعة الذين‬
‫هدفهم استنزاف مجهودات الغير الفكرية‪ ،‬وإحداث خلل في السوق‪ ،‬وإحداث التباس لدى‬
‫المستهلكين‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬عــبء اإلثبات‬

‫عبء إثبات وجاود عمل غير مشروع يشكل جنحة تقليد أو ما شابهها مان األعمال‬
‫األخارى يقع على َّ‬
‫المدعي‪ ،‬الذي عليه القيام بإجراء حجز التقليد األمر الذي لم ينص عليه‬
‫مشرعنا في التشريع المتعلق بالبراءات‪ ،‬ونص عليه في العالمات وفي الرسوم والنماذج‬
‫الصناعية‪،‬‬
‫‪52‬‬
‫السنة الثالثة ليسانس قانون عام‬ ‫دروس عرب اخلط يف مقياس امللكية الفكرية‬

‫ولكن يمكن اللجوء إلى إجراء الحجز التحفظي بناء على ما جاء في قانون اإلجراءات المدنية‬
‫واإلدارية رقم ‪ 09-08‬فيما يخص إجراءات الحجز التحفظي على المنقوالت المعنوية‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الحماية الدولية‬

‫إن اعتراف الهيئة المختصة باالختراع‪ ،‬ومناح صاحبه شهادة البراءة هااو اعتراف بوجوب‬
‫حماياة الحقوق المرتبطاة به‪ ،‬هذه الحماياة التاي تحظاى بها البراءة ال تقتصر على الحماية‬
‫الداخلية فقط‪ ،‬بل تحظى كذلك بحماية خارجية‪ ،‬ويكون ذلك في حال ما إذا تخطت البراءة‬
‫المجال الذي تم تسجيلها فيه‪ ،‬ألن البراءة قد يكون لها استغالل خارج حدود إقليم الدولة إذا‬
‫ما تم استغاللها في دولة أو دول أخرى‪ ،‬وبالتالي تصبح الحماية الوطنية غير كافية‪ ،‬ومنه‬
‫فهي تحتاج إلى حماية دولية تكفلها االتفاقيات والمواثيق الدولية‪ ،‬باعتبار أن المجال‬
‫االقتصادي والتكنولوجي توسع اليوم‪ ،‬خاصة ونحن اليوم أمام ما يسماى العولمة المالياة‬
‫واالقتصادية‪ ،‬فأصبحت الدول تتفاعل فيما بينها في مختلف المجاالت وتتعامل فيما بينها‪،‬‬
‫حيث تزداد دائرة التجارة الدولية اتساعا من يوم آلخر‪.‬‬

‫لذلك سنعالج فاي هذا المطلب اآلليات الدولية التاي تحظى بها البراءة مان أجل‬
‫حمايتها‪ ،‬بدء بالتشريعات الدولية لحماية براءة االختراع‪ ،‬وصوال إلى مبادئ حماية براءة‬
‫االختراع‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬التشريعات الدولية لحماية براءة االختراع‬

‫إن االتفاقيات والمعاهدات الدولية التي تهدف إلى التكفل بحماية براءات االختراع‬ ‫ّ‬
‫وصادقت عليها الجزائر وتضمنتها تشريعاتها تتمثل في‪:‬‬
‫أوال‪ :‬اتفاقية اتحاد باريس (‪(C.U.P‬‬

‫هذه االتفاقية أبرمت بتاريخ ‪ 20‬مارس ‪ ،1883‬وهي اتفاق بين الدول لحماية الملكية‬
‫الصناعية ويجوز ألي دولة االنضمام إليها بشرط قبول كل بنودها عند االنضمام إليها‪،‬‬
‫وعليها أن تلتزم بها كذلك حين إعدادها لقانونها الداخلي‪.‬‬

‫هذه االتفاقية عرفت عدة تعديالت متتالية‪ ،‬وذلك بمقتضى عدة ق اررات لمؤتمرات‬
‫المتوالية‪ :‬بروكسل في ‪ 14‬ديسمبر ‪ 1900‬وواشنطن في ‪ 2‬جوان ‪ 1911‬والهاي في ‪6‬‬

‫‪53‬‬
‫السنة الثالثة ليسانس قانون عام‬ ‫دروس عرب اخلط يف مقياس امللكية الفكرية‬

‫نوفمبر ‪ 1925‬ولندن في ‪ 2‬جوان ‪ 1934‬ولشبونة في ‪ 31‬أكتوبر ‪ 1958‬وستوكهولم في‬


‫‪ 14‬جويلية ‪.1967‬‬

‫هذه االتفاقية تعد بداية االهتمام الدولي بالملكية الفكرية عامة والملكية الصناعية بصفة‬
‫خاصة وتهدف إلى توحيد حقوق الملكية الصناعية‪ ،‬ومنها براءات االختراع‪ ،‬ويقدر عدد‬
‫الدول التي انضمت إليها با ‪ 162‬دولة منها الجزائر‪ ،‬التي انضمت إليها سنة ‪ 1966‬بموجب‬
‫األمر رقم ‪ 48-66‬المؤرخ في ‪ 52‬فيفري ‪1966‬المتضمن انضمام الجزائر إلى اتفاقية‬
‫باريس لحماية الملكية الصناعية‪ ،‬وبمقتضى األمر رقم ‪ 2-75‬المؤرخ في ‪ 9‬جانفي ‪1975‬‬
‫المتضمن المصادقة على اتفاقية باريس لحماية الملكية الصناعية‪.‬‬

‫إن االهتمام الدولي بالملكية الفكرية وكذا باإلبداع واالبتكار أدى إلى تأسيس المنظمة‬
‫ّ‬
‫العالمية للملكية الفكرية (‪ ،(O.M.P.I‬وذلك بموجب اتفاقية تم توقيعها في ستوكهولم سنة‬
‫‪ 1967‬تحت عنوان اتفاقية إنشاء المنظمة العالمية للملكية الفكرية‪ ،‬وقد وصل عدد الدول‬
‫المنظمااة إليها حوالي ‪ 175‬دولة منها الجزائر بموجب األمر رقم ‪ 2-75‬السالف الذكر‪ ،‬ويقع‬
‫مقرها بجنيف‪ .‬وتهدف المنظمة إلاى دعم أي اتفاق دولي يهدف إلى حماية الملكية الفكرية‪،‬‬
‫وتشجيع النشاط الفكري المتميز‪.‬‬

‫ومن بين أجهزة المنظمة المكتب الدولي للمنظمة )‪ ،)B.I.P.I‬ودوره جمع كافة‬
‫المعلومات الخاصة بالملكية الصناعية وينشرها‪ ،‬كما له دور في تعديل أحكام االتفاقية عن‬
‫طريق عقد مؤتمرات بتوجيه من الجمعية العامة لالتحاد‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬معاهـــدة واشنطــن (‪(Traité de Washington‬‬

‫هذه المعاهدة مؤرخة في ‪ 19‬جوان ‪ 1970‬تتضمن التعاون الدولي في مجال براءات‬


‫االختراع‪ ،‬وهي مكملة التفاقية باريس‪ ،‬ألنها تحاول توسعة مجال الحماية ذلك بمناح المخترع‬
‫إمكانية الحصول عل حماية دولية باحترام األحكام الدولية المتعلقة باإليداع‪ ،‬حيث بإمكان أي‬
‫دولة الحصول على معلومات حول جدة ومدى توفر النشاط االختراعي ألي اختراع‪ ،‬بناء‬
‫على تقرير الخبراء‪ ،‬ومساعدة الدول النامية وتحسين مستواها االقتصادي واالجتماعي ذلك‬
‫عن طريق التطور التكنولوجي الذي ال يتأتى إال بتشجيع االختراعات والعمل على حمايتها‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫السنة الثالثة ليسانس قانون عام‬ ‫دروس عرب اخلط يف مقياس امللكية الفكرية‬

‫ولقد انضمت الجزائر إلى هاته المعاهدة بموجب المرسوم الرئاسي رقم ‪ 92-99‬المؤرخ‬
‫في ‪ 15‬أفريل ‪ 1999‬المتضمن المصادقة بتحفظ على معاهدة التعاون بشأن البراءات‬
‫المبرمة في واشنطن‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬مبادئ حماية البراءات‬

‫تنص أحكام اتفاقية اتحاد باريس على ثالثة مبادئ (‪ (Principes‬لحماية براءة االختراع‬
‫تتمثل فاي‪ :‬تشبيه رعايا دول االتحاد بالمواطنين‪ ،‬وحق األسبقية‪ ،‬ومبدأ استقالل البراءات‪.‬‬
‫أوال‪ :‬مبدأ التشبيه (‪)Principe de l'assimilation‬‬

‫بحسب هذا المبدأ وهو تشبيه رعايا دول االتحاد بالمواطنين‪ ،‬حيث يتمتع رعايا كل دولة‬
‫من دول االتحاد بالنسبة لنظام البراءات بالمزايا التي تمنحها قوانين تلك الدول لمواطنيها‪،‬‬
‫ومن ثم يكون لهم نفس الحماية التي يحظى بها المواطنون‪ ،‬ونفس اآلليات القانونية التي‬
‫يمكن أن تستخدم ضد أي مساس بحقوقهم‪ ،‬والجدير بالذكر أن الشخص الطبيعي أو المعنوي‬
‫يستفيد من الحماية التي توفرها اتفاقية باريس‪.‬‬

‫إن لكل من يتمتع بجنسية إحدى الدول األعضاء في اتفاقية اتحاد باريس‪ ،‬أو أنه يقيم‬
‫في دولة عضو في هذه االتفاقية‪ ،‬أو يملكون مؤسسات صناعية أو تجارية في دولة أو دول‬
‫أعضاء فاي االتحاد‪ ،‬الحق في التقدم بطلب للحصول على براءة اختراع في أي دولة من دول‬
‫االتحاد‪ ،‬وال يجوز إخضاع المخترع األجنبي من رعايا دول االتحاد ألي شرط خاص‬
‫باإلقامة أو بشرط وجود مؤسسة في الدولة التي يطلب المخترع حماية اختراعه فيها‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬مبدأ حق األسبقية (‪(Principe du droit de priorité‬‬

‫طبقا للمادة ‪ 4‬مان اتفاقية اتحاد باريس فإنها تنص علاى مبدأ األسبقياة فيما يتعلق‬
‫ببراءات االختراع‪ ،‬فيكون للذي يودع للمرة األولى طبقا لتسجيل أحد عناصر الملكية‬
‫الصناعية فااي إحدى الدول األعضاء باالتحاد الحق باألسبقية خالل مدة اثنا عشر (‪)12‬‬
‫شهرا‪.‬‬

‫فهذا الحق يحرر المودع مان ضرورة تقديم طلبات عديدة فاي نفس الوقت في دول عدة‬
‫التي يريد اإليداع فيها‪ ،‬وهذا له أهمية بالغة بالنسبة لبراءات االختراع‪ ،‬حيث للمخترع المجال‬

‫‪55‬‬
‫السنة الثالثة ليسانس قانون عام‬ ‫دروس عرب اخلط يف مقياس امللكية الفكرية‬

‫بأن يتقدم بالطلبات التالية خالل ‪ 12‬شه ار من اإليداع األول‪ ،‬وعبء اإلثبات يقع على من‬
‫يدعي أولوية طلب سابق‪ ،‬وذلك بتحديد رقم اإليداع‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬مبدأ استقاللية البراءات (‪)Principe de l'indépendance des brevet‬‬

‫نصت المادة ‪ 4‬مكرر من اتفاقية اتحاد باريس على‪" :‬تكون البراءات التي تطلب من‬
‫رعايا دول االتحاد فاي مختلف هذه الدول مستقلة عن البراءات التي منحت عن نفس‬
‫االختراع فاي الدول األخرى سواء أكانت هذه منظمة أم غير منظمة إلى االتحاد"‪.‬‬

‫طبقا لذلك فإنه يجب أن تكون الدعاوى الناجمة عن هذه البراءات مستقلة‪ ،‬ويقصد‬
‫تعد مستقلة من حيث أسباب‬
‫باالستقاللياة أن البراءات التي تطلب خالل مدة األسبقية ّ‬
‫البطالن والسقوط ومن حيث مدة اإلبقاء‪.‬‬

‫فإذا حصل شخص على براءة اختراع طبقا لقانون بلده‪ ،‬ثم تقدم بطلب الحصول على‬
‫البراءة خالل مادة األسبقية مان دول أجنبية فإنه فاي هذه الحالة كل مان البراءتين ال ينطبق‬
‫بالتبعياة على البراءة الثانية‪ ،‬فإذا ما وقع إلحداها إلغاء أو رفض أو بطالن فإن ذلك ال‬
‫يتعدى للبراءة األخرى‪ ،‬فكل واحدة مستقلة عن الثانية‪.‬‬

‫المحور الرابع‪ :‬العالمات والرسوم والنماذج الصناعية‬

‫المحاضرة التاسعة‪ :‬مفهوم وشروط العالمة وكيفية استغاللها‬

‫المبحث الثاني‪ :‬العالمات‬


‫إن السلع كثيرة ومتنوعة‪ ،‬وكذلك الخدمات‪ ،‬ولتمييزها عن بعضها البعض وجد نظام‬‫ّ‬
‫العالمات الذي جاء لحماية المنتجات من التقليد‪ ،‬بحيث ال يسمح لمنتج آخر من استعمال‬
‫نفس العالمة أو عالمة مشابهة‪ ،‬خاصة إذا كانت السلع والخدمات متشابهة‪ ،‬فالذي يميزها‬
‫هو العالمات‪.‬‬
‫ولمعالجة هذا النظام من جميع الجوانب‪ ،‬كان لزاما التطرق إلى اإلطار المفاهيمي‬
‫للعالمة‪ ،‬ثم التطرق إلى آثار تسجيل العالمة‪ ،‬وأخي ار انقضاء العالمة‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫السنة الثالثة ليسانس قانون عام‬ ‫دروس عرب اخلط يف مقياس امللكية الفكرية‬

‫المطلب األول‪ :‬اإلطار المفاهيمي للعالمة‬


‫للتعرف أكثر على هذه اآللية‪ ،‬نتطرق إلى تعريفها‪ ،‬وذكر أنواعها‪ ،‬وأهلية العالمة‬
‫للحصول على التسجيل‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬تعريف العالمة‬
‫لم يرد أي تعريف في التشريع السابق بخصوص العالمات‪ ،‬ولكن فاي ظل التشريع‬
‫ال ارهان أورد مشرعنا تعريفا للعالمات على أنها‪" :‬كل الرموز القابلة للتمثيل الخطي‪ ،‬السيما‬
‫الكلمات بما فيها أسماء األشخاص واألحرف واألرقام‪ ،‬والرسومات أو الصور واألشكال‬
‫المميزة للسلع أو توضيبها‪ ،‬واأللوان بمفردها أو مركبة‪ ،‬التي تستعمل كلها لتمييز سلع أو‬
‫خدمات شخااص طبيعي أو معنوي عن سلع وخدمات غيره "‪.‬‬

‫أما على المستوى الفقهي‪ ،‬فقد تم تعريف العالمة بأنها‪ :‬السمة المميزة التي يضعها‬
‫التاجر على منتجات محله‪ ،‬أو الصانع على المنتجات التي يقوم بصنعها تسمى عالمات‬
‫السلع‪ ،‬والسمة التي تستعملها المؤسسة التاي تقدم خدمات لتمييز الخدمات المقدمة وتسمى‬
‫عالمات الخدمة‪.‬‬

‫كما عرفت العالمة على أنها كل إشارة يتخذها الصانع أو التاجر شعا ار لمنتجاته أو‬
‫بضاعته التي يقوم ببيعها أو وضعها تميي از لها عن غيرها من المنتجات والبضائع والخدمات‬
‫المماثلة‪.‬‬

‫وإن المشرع حدد أنواع هاته السمات أو اإلشارات التي توضع على المنتجات لتمييزها‬
‫عان بعضها البعض ونص على أنها تتمثل في‪ :‬األسماء المستعارة‪ ،‬ولكن لكي تكون كذلك‬
‫يجب أن تكون في شكل مميز ومتناسقة وجذابة األلوان للفت انتباه الجمهور‪ ،‬كما يمكن‬
‫اتخاذ اسم مستعار لبطل رياضي أو مجاهد أو فنان‪ ،‬من شأنه أن يجذب انتباه الجمهور لهذا‬
‫المنتج أو ذاك أو لهاته الخدمة أو تلك‪ ،‬ويكون ذلك بأسماء عربية أو أجنبية‪ ،‬أما بالنسباة‬
‫للرموز فهي تشمل الحروف واألرقام والصور وتغليف المنتج في علب وأكياس أو وضعاه في‬
‫زجاجات كالمشروبات والعطور‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫السنة الثالثة ليسانس قانون عام‬ ‫دروس عرب اخلط يف مقياس امللكية الفكرية‬

‫الفرع الثاني‪ :‬أنواع العالمات‬

‫لقاد ذكر المشرع الجزائري أنواع العالمات فاي فحوى النص الذي عرف فياه العالماات‪،‬‬
‫وبشكل منفصل عندما بدأ في تعداد هذه األنواع‪ ،‬ونص على إلزامية وضع هذه العالمات‬
‫على السلع والخدمات التي تسمح طبيعتها وخصائصها من وضع العالمة عليها‪.‬‬
‫أوال‪ :‬العالمة الجماعية‬

‫لقد عرف المشرع العالمة الجماعية بموجب التشريع الساباق‪ " :‬يجوز لكل هيئة أو‬
‫جماعاة مكونة وفقا للقانون تربط بين أعضائها بصفاة متبادلة مصالح أعمال مشتركاة أن‬
‫تحمل عالمة محددة كعالمة جماعية لكي يسمح ألعضائها أن يحصلوا على حق وضع هذه‬
‫العالمة على منتجاتهم أو استعمالها في خدمتهم في دائرة التداول االقتصادي"‪.‬‬

‫أما المشرع في التشريع الراهن الخاص بالعالمات فقد عرف هذا النوع من العالمات‬
‫على أنها‪" :‬كل عالمة تستعمل إلثبات المصدر والمكونات واإلنتاج أوكل ميزة مشتركة لسلع‬
‫أو خدمات مؤسسات مختلفة‪ ،‬عندما تستعمل هذه المؤسسات العالمة تحت رقابة مالكها"‪.‬‬

‫أما فقها فقد تم التطرق إلى هذا النوع من العالمات فاي كاون الشخص المعناوي مهما‬
‫كان نوعه يمكنه الحصول على عالمة جماعية لوضعها على منتجاته أو استعمالها في‬
‫خدماته أثناء التداول االقتصادي‪ ،‬وبالتالي يصبح استغالل العالمة من جميع األعضاء‬
‫المكونين للشخص المعنوي‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬العالمة التجارية‬

‫هاي السمة أو اإلشارة التي يضعها التاجر على منتجات محله التجاري‪ ،‬والتي يقوم‬
‫ببيعها‪ ،‬فهي تشير إلى مصدر البيع‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬عالمة المصنع‬

‫هي إشارة يضعها الصانع لتمييز المنتجات التي يقوم بصنعها عن غيرها من المنتجات‬
‫األخرى المشابهة لها والمعروضة في السوق‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫السنة الثالثة ليسانس قانون عام‬ ‫دروس عرب اخلط يف مقياس امللكية الفكرية‬

‫والمشرع الجزائري قد جمع النوع الثاني (العالمة التجارية) والنوع األول (عالمة‬
‫المصنع) في عبارة عالمة السلعة‪ .‬وقد عرف كذلك السلعة على أنها‪" :‬كل منتوج طبيعي‪ ،‬أو‬
‫زراعي‪ ،‬أو تقليدي‪ ،‬أو صناعي‪ ،‬خاما كان أو مصنعا"‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬عالمة الخدمة‬

‫وهاي السمة أو اإلشارة التي يستعملها شخص معنوي يقدم خدمة أو خدمات فردياة‬
‫كانت أو جماعية‪ ،‬لتمييزها عن خدمات أشخاص معنوية أخرى‪ .‬وقد عرف المشرع الجزائري‬
‫الخدمة على أنها‪" :‬كل أداء له قيمة اقتصادية"‪.‬‬

‫كما نجد أن المشرع الجزائري فاي معرض حديثه عان العالمات تطرق إلى تعريف‬
‫االسم التجاري على أنه‪ " :‬التسمية أو العنوان الذي يعرف المؤسسة "‪ ،‬رغم أن االسم‬
‫التجاري يختلف عن العالمة إال أنه يمكن أن يكون جزء منها‪ ،‬فيأخذ حكمها ويحمى‬
‫بحمايتها‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬شروط العالمة للحصول على التسجيل‬

‫يجب على كل شخص طبيعي أو معنوي كي تحظى عالمته بالقبول من قبل الهيئة‬
‫المختصة أن تتوفر على شروط موضوعية‪ ،‬كما يجب االلتزام باإلجراءات الشكلية المطلوبة‬
‫قانونا‪.‬‬
‫أوال‪ :‬الشروط الموضوعية للعالمة‬

‫هناك شرطان من الشروط الموضوعية نص عليهما المشرع الجزائري هما شرط التمييز‬
‫وشرط المشروعية‪ ،‬وشرط آخر لم يذكره صراحة وهو الجدة‪.‬‬
‫‪ -1‬أن تكون العالمة مميزة‬

‫لقد أوجب المشرع الجزائري في العالمة أن تكون عبارة عن سمات أو إشا ارت تصلح‬
‫لتمييز المنتجات والخدمات لشخص طبيعي أو معنوي عن منتجات وخدمات غيره‪ .‬وتكون‬
‫العالمة باطلة وبالتالي تستثنى من التسجيل متى كانت مجردة من صفة التمييز‪.‬‬

‫فالعالمة سمة توضع على البضائع والخدمات تسمح بتمييزها عان بعضها البعاض‪،‬‬
‫اسم مرّكب‪ ،‬أو مبتكر‪ ،‬أو اسم عائلي‪ ،‬أو جغرافي‪ ،‬رمز‪ ،‬رسم‪ ،‬إذن يمكن اتخاذ أي عالمة‬

‫‪59‬‬
‫السنة الثالثة ليسانس قانون عام‬ ‫دروس عرب اخلط يف مقياس امللكية الفكرية‬

‫شريطة أن تكون مميزة‪ ،‬ولم يسبق استعمالها في نفس فرع النشاط‪ .‬و ّ‬
‫إن هذا التميز في‬
‫العالمة من شأنه اجتذاب العمالء‪ ،‬وإبعادهم عن الوقوع في الغلط أو اللبس‪.‬‬
‫‪ -2‬أن تكون العالمة مشروعة‬

‫كي تكون العالمة مشروعة يجب أال تخالف النظام العام أو اآلداب العامة‪ ،‬بحيث‬
‫يجب أن تتماشى والمبادئ والقيم السائدة في المجتمع‪ ،‬وإال كانت باطلة‪ ،‬وبالتالي ال تقبل‬
‫الجهة المختصة تسجيلها‪ ،‬كما ال يمكن تسجيل العالمة محظورة االستعمال في الجزائر‬
‫بموجب التشريع المعمول به أو بموجب اتفاقات دولية‪ ،‬وكذا الرموز التي تكون نقال‪ ،‬أو‬
‫تقليدا لشعارات رسمية‪ ،‬أو أعاالم‪ ،‬أو شعارات أخارى‪ ،‬أو رمز‪ ،‬أو دمغة رسمية تستخدم‬
‫بصفة رسمية من طرف دولة أو منظمة دولية إال بترخيص مان الدولة األصلية‪.‬‬

‫كماا تعتبر العالمة التي سجلت ولم تحترم الشروط باطلاة‪ ،‬تقضاي ببطالنها الجهاة‬
‫القضائية المختصة‪ ،‬وهي التي يقع في دائرة اختصاصها مركز المؤسسة صاحبة العالمة أو‬
‫محل إقامة الشخص الطبيعي صاحب العالمة‪ ،‬وهذا بناء علاى طلب من المصلحة‬
‫المختصة المذكورة أعاله‪ ،‬أو من الغير إذا كانت لديه الصفة والمصلحة لذلك‪.‬‬
‫ولمن يهمه األمر ورأى أن استعمال العالمة المسجلة لم يتم أولم يكن جديا‪ ،‬وهاذا بعد‬
‫مرور أكثر من ثالث سنوات دون انقطاع‪ ،‬ولم يقدم صاحب العالمة التبرير لذلك قبل انتهاء‬
‫هاذا األجل‪ ،‬أن يطالب بإبطال العالمة‪.‬‬
‫‪ -3‬شـــرط الجـــــِّدة‬
‫إن هذا الشرط لم يذكر بصريح النص‪ ،‬عكس غيره من عناصر الملكية الصناعية‬ ‫ّ‬
‫األخرى من براءة االختراع والرسوم والنماذج الصناعية‪ ،‬حيث جاء هذا الشرط صريحا‬
‫منصوصا علياه في هذين النظامين‪.‬‬
‫فهاذا الشرط يفهم من فحوى بعض الشروط التي جاء بها المشرع في نظام العالمات‪،‬‬
‫حيث نجد أن المشرع الجزائري استثنى من التسجيل الرموز المماثلة أو المشابهة لعالمة أو‬
‫السم تجاري يتميز بالشهرة في الجزائر وتم استخدامه لسلع مماثلة ومشابهة تنتمي لمؤسسة‬
‫أخرى‪ ،‬هنا وكأن المشرع الجزائري يقول بأن العالمة المستعملة مان قبل ال يمكن أن تكون‬

‫‪60‬‬
‫السنة الثالثة ليسانس قانون عام‬ ‫دروس عرب اخلط يف مقياس امللكية الفكرية‬

‫محال تسجيل‪ ،‬بل يجب أن تكون جديدة غير مألوفة أو معروفة من قبل وإن كانت مستعملة‬
‫في جهة أخرى‪.‬‬
‫كذلك نجد أن مشرعنا نص على عدم قبول تسجيل أية عالمة إذا كانت محل طلب‬
‫تسجيل‪ ،‬فكأن المشرع يقول بأنه ال يقبل إال العالمات الجديدة التي ال تتشابه مع عالمة‬
‫أخرى كيال تشكل لبسا للمستهلك عند استعمالها‪.‬‬
‫فمشرعنا في التشريع السابق أو الحالي الخاص بالعالمات كأنه اكتفى بشرط التميز‪،‬‬
‫ألن ذلك يستغرق أو يحتوي شرط الجدة‪ ،‬عندما نقول عالمة مميزة فكأننا نقول إنها مختلفة‬
‫عن غيرها من العالمات‪ ،‬هذا يعني أنها جديدة ال تتشابه مع أية عالمة أخرى موجودة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬الشروط الشكلية‬

‫المقصود بذلك اإلجراءات التاي يجب أن تمر بها العالمة حتى تحظى بالقبول ومناه‬
‫الحماياة وتتمثل في اإليداع والتسجيل والنشر‪ ،‬ولكن قبل كل ذلك يجب أن يعرف المودع‬
‫الجهة التاي يلجأ إليها‪.‬‬
‫‪ -1‬الجهة المختصة‬
‫إن المعهد الوطني الجزائري للملكية الصناعية (‪ )I.N.A.P.I‬يتم اللجوء إليه عند إيداع‬
‫عالمة وهذا على غرار البراءة والرسوم والنماذج الصناعياة‪ ،‬باعتباره الهيئة المكلفة باستالم‬
‫وفحاص طلبات اإليداع الخاصة بعناصر الملكية الصناعية‪ ،‬من إيداع وتسجيل ونشر‪ ،‬وحتى‬
‫كل التصرفات التي قد تمس هاته األنظمة من تنازل أو ترخيص أو حتى رهن‪ ،‬يجب قيدها‬
‫بهذا المعهد تحت طائلة البطالن‪.‬‬
‫‪ -2‬اإليــــــداع‬
‫هو عملية تقديم الطلب مباشرة أو عن طريق رسالة مضمونة مع إشعار بالوصول‬
‫واالستالم وهذا اإلشعار يجب أن يكون ممضيا مان الهيئة المختصة المودع لديها الطلب‪،‬‬
‫الذي يجب أن يكون مرفقا بكافة الوثائق المطلوبة‪ ،‬من الطلب الذي يكون عبارة عن نماذج‬
‫معدة مسبقا يمأل من طرف صاحب الطلب بما فيها معلومات عنه‪ ،‬ومعلومات عن العالمة‬
‫المراد تسجيلهاا‪ ،‬ونوع السلعة أو الخدمة التي سوف توضع عليها هاته العالمة وتجعلها مميزة‬

‫‪61‬‬
‫السنة الثالثة ليسانس قانون عام‬ ‫دروس عرب اخلط يف مقياس امللكية الفكرية‬

‫عان غيرها‪ ،‬ويمكن لصاحب العالمة أن يتقدم شخصيا بهاذا الطلب أو من طرف وكيل عنه‪،‬‬
‫بشرط تقديم الوكالة‪.‬‬
‫ليتم بعد ذلك فحص ملف اإليداع مان الهيئة المختصة بالمعهاد شكال وموضوعا‪ ،‬فإذا‬
‫كانت الشروط الموضوعية متوفرة من التمييز والمشروعية‪ ،‬وكان الملف كامال بما في ذلك‬
‫دفع الرسوم المقررة‪ .‬ألنه في حال نقص في الوثائق أو عدم دفع للرسوم تمنح لطالب تسجيل‬
‫العالمة مهلة شهرين لتصحيح اإليداع أو استكمال الملف وإال أعتبر اإليداع مرفوضا‪ ،‬وإن‬
‫استجاب لطلب المعهد وأكمل ملفه أعتبر اإليداع صحيحا والعالمة مقبولة ويتم تسجيلها‪ ،‬هذا‬
‫على غرار ما جاء من أحكام بالنسبة لنظام البراءة فيما يتعلق باإليداع‪.‬‬
‫وبالنسبة لتجديد اإليداع في العالمة فإنه ممكن وهذا كلما انتهت مدة الحماية المقررة‬
‫لهاا وهي عشر (‪ ) 10‬سنوات‪ ،‬ولكن مقابل دفع رسوم‪ ،‬وإثبات أنه قام باستغالل العالمة‬
‫بصفة جدية خالل السنة التي تسبق انقضاء التسجيل‪ ،‬وأن التجديد يجب أن يكون سطحيا‪،‬‬
‫ألنه إذا رأى المعهد أن التغيرات التاي مست العالمة جذرية وعميقة أمكنه مطالباة صاحب‬
‫العالماة بإياداع جديد‪.‬‬
‫‪ -3‬التسجيــل والنشــر‬

‫بتوفر كافة الشروط الموضوعية والشكلية في العالمة‪ ،‬يتم تسجيلها في سجل العالمات‬
‫الذي يمسكه المعهد المذكور آنفا‪ .‬أما النشر فيكون كذلك على مستوى المعهد فاي النشرة‬
‫الرسمية لإلعالنات‪ ،‬وهاو عملية شهر إليداع العالمة حتى يعلم بها الجميع‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬آثار تسجيل العالمة‬

‫إن تسجيل العالمة هو اعتراف الجهة الوصية بهذه السمة‪ .‬حياث يستطيع صاحبها أن‬
‫يستأثر بها وأن يتصرف فيها كيف يشاء بأي وجه مان أوجه التصرف‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬الحق في احتكار العالمة‬

‫يترتب على اكتساب ملكية العالمة أنه يصبح لصاحبها حق االحتكار‪ ،‬ألن حاق‬
‫الملكية حاق مقصور على صاحبه‪ ،‬يمكناه من االستئثار بمزايا ملكاه‪ ،‬حيث يستعملها لتمييز‬
‫منتجاته أو خدماته عن غيرها من المنتجات والخدمات األخرى‪ ،‬وعليه استغالل هذه العالمة‬
‫على الوجه المشروع‪ ،‬وفي إطار زماني ومكاني محدد‪ ،‬وهو إقليم الدولة التي تم بها تسجيل‬

‫‪62‬‬
‫السنة الثالثة ليسانس قانون عام‬ ‫دروس عرب اخلط يف مقياس امللكية الفكرية‬

‫العالماة‪ ،‬ويمكن أن يتجاوز استغاللها حدود الدولة المسجلة بها‪ ،‬وتتمتع بالحماية إذا ما قام‬
‫صاحبها بتسجيلها في ذلك البلد خالل ستة (‪ )6‬أشهر‪ ،‬وكانت لهذا البلد اتفاقية مع بلد‬
‫تسجيلها األصلي‪ ،‬أو كان البلد عضوا في اتفاقية باريس‪ ،‬أما العالمة التي لها شهرة عالمية‬
‫فيمكن استعمالها داخل اإلقليم ولو لم تكن العالمة التجارية مسجلة دوليا‪.‬‬

‫لكن ممارسة الحق المخول عن تسجيل العالمة مرتبط باالستعمال الجدي للعالمة‪،‬‬
‫على السلع وتوضيبها‪ ،‬أو لها صلة مع الخدمات المميزة بالعالمة‪ ،‬ألنه سوف يترتب عن‬
‫عدم استعمالها إبطالها‪ ،‬إال إذا لم يستغرق عدم االستعمال أكثر من ثالث (‪ )3‬سنوات دون‬
‫انقطاع‪ ،‬أو إذا قدم مالك العالمة السبب لذلك‪ ،‬وهو وجود ظروف عسيرة حالت دون‬
‫استغالل العالمة‪ ،‬هنااا ال تبطل العالمة‪ ،‬ويسمح بتمديد األجل إلى سنتين على األكثر‪.‬‬

‫نص المشرع الجزائري على أنه يتعين على صاحب العالمة الجماعية‪ ،‬وعادة ما‬
‫كما ّ‬
‫يكون مؤسسة أن يسهر علاى حسن استعمال عالمته وفقاا لألحكام التشريعية والتنظيمية‬
‫المعماول بها‪ ،‬والذي يقوم بذلك هو ممثل المؤسسة وباسمها‪ ،‬مع ممارسة رقابة فعلية عند‬
‫استعمالها‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬حق التصرف في العالمة‬

‫يمكن أن تكون العالمة المسجلة موضوع ترخيص‪ ،‬وذلك بأن يمنح صاحب العالمة‬
‫رخصة للغير الستغالل هذه العالمة واالستئثار بمزاياها‪ ،‬هذا الترخيص قد يكون كليا أو‬
‫جزئيا للسلع أو الخدمات التي تم إيداع وتسجيل العالمة بشأنها‪ ،‬ويجب أن يتضمن عقد‬
‫الترخيص وتحت طائلة البطالن‪ ،‬مدة الترخيص‪ ،‬السلع والخدمات التي منح مان أجلها‬
‫الترخيص باستغالل العالمة‪ ،‬واإلقليم الذي يمكن استعمال العالمة في مجاله‪.‬‬

‫تحت طائلة البطالن‪ ،‬يجب أن يكون عقد الترخيص مكتوبا وممضيا من أطراف العقد‪،‬‬
‫المرخص والمرخص له‪ ،‬مع إمكانية تحديد اإلتاوة التي سيتقاضاها صاحب العالمة لقاء هذا‬
‫الترخيص‪ ،‬كما يجب أن يتم قيد عقد الترخيص بسجل العالمات الذي يمسكه المعهد الوطني‬
‫الجزائري للملكية الصناعية‪.‬‬

‫كما يمكن أن تكون العالمة محل تنازل‪ ،‬أو رهن‪ ،‬أو تقديم كإسهام في شركة‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫السنة الثالثة ليسانس قانون عام‬ ‫دروس عرب اخلط يف مقياس امللكية الفكرية‬

‫فالتنازل يعني التخلي عن العالمة للغير بعوض أو بغير عوض‪ ،‬كلية أو جزئيا‪ ،‬لكن‬
‫مع احترام القواعد العامة للعقود‪ ،‬وينتج نفس اآلثار التي تنتجها كافة العقود‪ ،‬من حقوق‬
‫وااللتزامات لكن يجب قيد هذا التصرف في سجل العالمات الذي يمسكه المعهد المذكور‬
‫أعاله‪.‬‬

‫أم ا عان الرهن‪ ،‬فإن العالمة يمكن أن ترهن رهنا حيازيا إذا احتاج صاحبهاا لالقتراض‬
‫ّ‬
‫أو كانت عليه ديون‪ ،‬ولكن يشترط في عقد الرهن الكتابة والقيد لدى نفس المعهد وفاي سجال‬
‫العالمات‪ .‬والرهن قد يكون بمناسبة رهن محل تجاري‪ ،‬في هاته الحالة يكون القيد مزدوجا‪،‬‬
‫أي على مستوى المركز الوطني للسجل التجاري من جهة‪ ،‬وعلى مستوى المعهد الوطني‬
‫الج ازئاري للملكية الصناعية‪ ،‬وهذا طبقا ألحكام القانون التجاري‪ ،‬وفي حالة عدم تسديد‬
‫صاحب العالمة الديون التي في ذمته‪ ،‬فإن العالمة تكون محل حجز وبيع بالمزاد العلني‪،‬‬
‫وفقا ألحكام قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية المتعلقة بالحجز والبيع الجبري‪.‬‬

‫وفيما يخص تقديم العالمة كإسهام في شركة‪ ،‬سواء بمناسبة تقديم محل تجاري على‬
‫اعتبار أنها أحد عناصره المعنوية‪ ،‬أو بصفة منفصلة عنه‪ ،‬فإن ذلك ممكن‪ ،‬إما على سبيل‬
‫التمليك‪ ،‬ومنه تصبح العالمة ملكا للشركة تنطبق على هذا التصرف أحكام عقد البيع السالفة‬
‫الذكر‪ ،‬وبالتالي ال يحق لصاحبها استرجاعها عند انحالل الشركة‪ ،‬ألنها سوف تقسم بين‬
‫أم ا إذا قدمت على سبيل االنتفاع‪ ،‬فيطبق على هذا التصرف أحكام عقد اإليجار‬
‫الشركاء‪ّ ،‬‬
‫السالفة الذكر‪ ،‬ومنه عند انحالل الشركة يمكن لصاحب العالمة استرجاعها قبل عملية‬
‫التقسيم‪ .‬وهذا كله وفقا ألحكام عقد الشركة في القانون التجاري‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬انقضاء العالمة‬

‫تنقضي العالمة إما لعدم االستغالل‪ ،‬أو بسبب العدول‪ ،‬أو لإللغاء‪ ،‬أو لعدم التجديد‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬عدم االستغالل‬

‫لقد وضع المشرع كجزاء لعدم استغالل العالماة البطاالن‪ ،‬ما عدا إذا لم تستغرق مادة‬
‫عادم االستغالل أكثر مان ثالث سنوات أو وجد عذر مقبول مان مالك العالمة‪ ،‬ألنها مقبولة‬
‫وقاد تم تسجيلها وهاي تحظاى بالحماياة الكافياة داخليا وخارجيا َفلِّ َام ال يتم استغاللها؟‬

‫‪64‬‬
‫السنة الثالثة ليسانس قانون عام‬ ‫دروس عرب اخلط يف مقياس امللكية الفكرية‬

‫فحرص المشرع على وجوب االستغالل‪ ،‬ألن في استغالل العالمة فوائد جمة‪ ،‬شخصية‬
‫على صاحب العالمة‪ ،‬وفوائد عامة اقتصادية واجتماعية‪ ،‬وهذا على غرار كل عناصر‬
‫الملكية الصناعية‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬العــدول‬

‫وهو إمكانية تخلي مالك العالمة عن عالمته لكل أو جزء من السلع أو الخدمات التي‬
‫سجلت من أجلها‪ ،‬هذا دليل على أن صاحبها لم يجد الفائدة المرجوة من استعمالها ففضل‬
‫التخلي عنها على االستمرار في استغاللها‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬اإللغـــــاء‬

‫اإللغاء هو التسمية التي جاء بها المشرع الجزائري عندما ذكر الحاالت التي يمكن فيها‬
‫إبعاد العالمة‪ ،‬ويكون ذلك بطلب من المعهد الوطني الجزائري للملكية الصناعية أو من‬
‫الغير‪ .‬واإلبطال أو اإللغاء يكون من الجهة القضائية المختصة‪ ،‬ويكون ذلك عندما يتبين أنه‬
‫كان ال ينبغي تسجيل العالمة لألسباب التي ذكرتها المادة ‪ 7‬السالفة الذكر‪.‬‬

‫كما يكون هناك إلغاء من المحكمة المختصة بطلب من المعهد أو من الغير الذي‬
‫يهمه األمر إذا نشأ سبب من األسباب الموضوعية النعدام صفة التمييز في العالمة أو‬
‫كانت مخالفة للنظام العام واآلداب العامة وغيرها مما جاء في المادة ‪ 7‬المذكورة أعاله‪ ،‬كأن‬
‫يكاون هناك نقال‪ ،‬أو تقليدا لشعارات رسمية‪ ،‬أو شعارات أخرى‪ ،‬أو رمو از تشكل لبسا‬
‫للمستهلك‪.‬‬

‫كما يمكن إلغاء العالمة الجماعية من الجهة القضائية المختصة بناء على طلب من‬
‫المعهد أو من الغير الذي يعنيه األمر‪ ،‬وهذا عند زوال صفة الشخص المعنوي صاحب‬
‫العالمة‪ ،‬أو إذا كان هناك خروج عن حدود استعمال العالمة الجماعية‪ ،‬أو إذا تم استعمال‬
‫العالمة الجماعية استعماال من شأنه تضليل الجمهور‪.‬‬
‫الفرع الرابع‪ :‬عدم التجديد‬

‫تنتهي مدة الحماية المقررة للعالمة بمضي عشر (‪ )10‬سنوات تسري بأثر رجعي ابتداء‬
‫من تاريخ إيداع الطلب‪ ،‬وبإمكان صاحب العالمة تجديد التسجيل لفترات متتالية‪ ،‬كل فترة‬

‫‪65‬‬
‫السنة الثالثة ليسانس قانون عام‬ ‫دروس عرب اخلط يف مقياس امللكية الفكرية‬

‫محددة بعشر سنوات‪ ،‬ويسري التجديد ابتداء من اليوم الذي يلي تاريخ انقضاء التسجيل‪،‬‬
‫وصاحب العالمة ملزم بطلب تجديد اإليداع في مهلة ستة (‪ )6‬أشهر التي تسبق انقضاء‬
‫التسجيل‪ ،‬وإال فقد حقوقه على العالمة‪.‬‬

‫وبما أن كل التصرفات التي ترد على العالمة‪ ،‬أو على أي نوع من أنواع الملكية‬
‫الصناعية يجب قيدها في السجل الذي يمسكه المعهد الوطني الجزائري للملكية الصناعية‪،‬‬
‫فإنه يجب تسجيل حكم اإللغاء في سجل العالمات الذي يمسكه هذا المعهد‪ ،‬وبناء على‬
‫إشعار من كاتب الضبط‪.‬‬

‫المحاضرة العاشرة‪ :‬الرسوم والنماذج الصناعية‪ ،‬مفهومها وشروطها‬


‫واستغاللها‬

‫المبحث الثالث‪ :‬الرسوم والنماذج الصناعية‬

‫تعتبر الرسوم والنماذج الصناعية إحدى الموضوعات الهامة للملكية الصناعية‪ ،‬هي‬
‫ابتكارات فنية لها تطبيق صناعي‪ ،‬تميي از لها عن الرسوم والنماذج ذات الطابع الفني‪ ،‬الذي‬
‫تطبق عليها أحكام حقوق المؤلف والحقوق المجاورة‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬اإلطار المفاهيمي للرسوم والنماذج الصناعية‬

‫نظام الرسوم والنماذج الصناعية متكون من جزأين‪ ،‬األول يتعلق بالرسوم‪ ،‬والثاني‬
‫بالنماذج‪ .‬لذلك يجب التطرق إلى مفهوم هذين العنصرين‪ .‬ثم أهليتهما للحصول على‬
‫التسجيل‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬تعريف الرسوم والنماذج الصناعية‬

‫لقاد تطارق مشرعنا إلاى تعريف الرسوم والنماذج الصناعية علاى أنها‪ " :‬يعتبر رسما كل‬
‫تركيب خطوط أو ألوان يقصد به إعطاء مظهر خاص لشاايء صناعاي أو خاص بالصناعة‬
‫التقليدية‪ ،‬يعتبر نموذجا كل شكل قابل للتشكيل ومركب بألوان أو بدونها‪ ،‬أو كل شيء‬
‫صناعي أو خاص بالصناعة التقليدية يمكن استعماله كصور أصلية لصنع وحدات أخرى‪،‬‬

‫‪66‬‬
‫السنة الثالثة ليسانس قانون عام‬ ‫دروس عرب اخلط يف مقياس امللكية الفكرية‬

‫ويمتاز عن النماذج المشابهة له بشكله الخارجي "‪.‬وهااذا علاى غرار ما جاء به المشرع‬
‫الفرنسي الذي كان آخر تعديل لاه بموجب األمر رقم ‪ 670-01‬المؤرخ فااي ‪ 25‬جويلية‬
‫‪ 2001‬المتعلااق بالرسوم والنماذج الصناعية‪.‬‬
‫أوال‪ :‬الرســـم‬

‫بالنسبة لتعريف الرسم الصناعي فقد جاءت به المادة األولى الفقرة األولى السالفة‬
‫الذكر‪" :‬بأن الرسم عبارة عن خطوط أو ألوان يقصد من خاللها إعطاء مظهر خاص لشيء‬
‫صناعي أو خاص بالصناعة التقليدية"‪ ،‬حتى وإن كانت هذه االبتكارات خيالية طالما كانت‬
‫ذات شكل مميز وقابلة للتطبيق الصناعي‪.‬‬

‫وتظهر أهمية الرسم فيما يضفيه على المنتوج أو السلعة من منظر جميل وجذاب‬
‫يجلب انتباه العمالء‪ ،‬ومن خالله يتم تفضيل منتوج على آخر‪ ،‬لذا تكثر المنافسة في هذا‬
‫المجال‪ ،‬وخير دليل الرسوم الموضوعة على المنتجات العالمية المشهورة‪ ،‬سواء أكانت موادا‬
‫غذائيااة أو الكترونية أو سيارات‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬النمـــوذج‬

‫تعريف النموذج جاءت به المادة األولى السالفة الذكر‪" ،‬حيث يعتبر نموذجا كال شكال‬
‫قابال للتشكيل ومركب بألوان‪ ،‬أو بدونها‪ ،‬أو كل شيء صناعي‪ ،‬أو خاص بالصناعة التقليدية‬
‫يمكن استعمالااه كصورة أصليااة لصنع وحدات أخرى‪ ،‬ويمتاز عن النماذج المشابهااة له‬
‫بشكلااه الخارجي" ومن أمثلة هاته النماذج نجد‪ ،‬األزياء‪ ،‬هياكل السيارات‪ ،‬لعب األطفال‪،‬‬
‫قناني الروائح العطرية‪ ،‬زجاجات المشروبات‪ ،‬وصياغة الجواهر‪ .‬فمثال زجاجات مشروب‬
‫كوكا كوال وفانتا وسبرايت وغدير‪ ،‬تعتبر نماذج تمثل األشكال التي تتجسد فيها هذه المنتجات‬
‫التي عبارة عن مشروبات غازية‪ ،‬حيث هذه النماذج تجعل كل مشروب مميز عن اآلخر‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬شروط الرسوم والنماذج للحصول على التسجيل‬

‫للحصول على القبول من الهيئة المختصة‪ ،‬وبالتالي تسجيل الرسم أو النموذج المراد‬
‫حمايته يجب أن تتوفر فيه شروط موضوعية وأخرى شكلية‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫السنة الثالثة ليسانس قانون عام‬ ‫دروس عرب اخلط يف مقياس امللكية الفكرية‬

‫أوال‪ :‬الشروط الموضوعية‬

‫ال يحظاى الرسم أو النموذج بالحماية القانونية إال إذا توفرت فيه الشروط الموضوعياة‪،‬‬
‫مان الجدة‪ ،‬وشرط القابلية للتطبيق الصناعي‪ ،‬وشرط المشروعية‪.‬‬
‫‪ -1‬شــرط الجــدة‬

‫وهو أن يكون الرسم أو النموذج مختلفا عان غيره مان الرسوم والنماذج المشابهة لاه‪،‬‬
‫وقد يكون الرسم أو النموذج نفسه‪ ،‬ولكن لكل واحد منهما طابعه الخاص الذي يميزه عن‬
‫اآلخر‪ ،‬فالجدة المقصودة هنا هي في المظهر الخارجي للمنتج وليس المنتج في حد ذاته‪ ،‬وال‬
‫يختلف شرط الجدة هنا عن شرط الجدة في االختراع‪ ،‬فالجدة تعني ابتكار شي جديد لم يصل‬
‫إلياه أحد من قبل في ميزاته وخصائصه‪ ،‬يجعله مختلفا عن غيره وإن وجد تشابه بينهما‪ .‬وهذا‬
‫ما جاء كذلك في الصياغة الفرنسية في األمر رقم ‪ 670-01‬السالف الذكر‪.‬‬

‫لذا يجب على صاحب الرسم أو النموذج على غرار صاحب البراءة أن يبقى محتفظا‬
‫بسريتاه حتى يتم إيداعه وتسجيله‪ ،‬ألنه إذا ذاع وانتشر فال حق لصاحبه عليه‪ ،‬فيجب على‬
‫صاحبه أن يكون هو أول من أودعه لدى الجهة المختصة‪ ،‬أما إذا تم عرض الرسم أو‬
‫النموذج في معرض دولي أو رسمي ال يفقد سره ويبقى محتفظا بجديته‪ ،‬شريطة أن يكون‬
‫هذا المعرض مقاما على أراضي أحد دول االتحاد‪ ،‬التي تلتزم بمنح شهادة التسجيل لهاته‬
‫المعروضات من الرسوم والنماذج‪.‬‬
‫‪ -2‬شرط القابلية للتطبيق الصناعي‬

‫هذا الشرط منصوص عليه بوضوح في نص المادة ‪ 1‬السالفة الذكر المتعلقة بالرسوم‬
‫والنماذج الصناعية‪ " :‬يعتبر رسما كل تركيب خطوط أو ألوان يقصد به إعطاء مظهر خاص‬
‫لشايء صناعي أو خاص بالصناعة التقليدية‪ ،‬يعتبر نموذجا كل شكل قابل للتشكيل ومركب‬
‫بألوان‪ ،‬أو بدونها‪ ،‬أو كل شيء صناعي‪ ،‬أو خاص بالصناعة التقليدية"‪.‬‬

‫هذا هو وجه االختالف بين الرسم والنموذج اللذان لهما طابع فني محض وليس لهما‬
‫تطبيق صناعي‪ ،‬حيث تنطبق عليهما أحكام حقوق المؤلف والحقوق المجاورة‪ .‬بينما الرسم‬
‫والنموذج الصناعيان فهما اللذان لهما تطبيق صناعي‪ ،‬بحيث تندمج مع السلعة التي توضع‬
‫عليها‪ ،‬فمثال زجاجة كوكا كوال تنطبق على مشروب كوكا كوال‪ ،‬ال نتصور أي مشروب آخر‬
‫‪68‬‬
‫السنة الثالثة ليسانس قانون عام‬ ‫دروس عرب اخلط يف مقياس امللكية الفكرية‬

‫غيره يكون بداخل هاذا النموذج‪ ،‬وبالتالي مستبعد مان هذه المنشآت الرسومات الهندسية‬
‫المعدة إلنشاء المباني‪ ،‬ألنها منشآت ذات طابع مدني وليس لها تطبيق صناعي‪.‬‬
‫‪ -3‬شرط عدم اإلخالل بالنظام العام واآلداب العامة‬

‫لقد نص المشرع الجزائري على هذا الشرط في كل المنشآت المتعلقة بالملكية الصناعية‬
‫بما فيها ذات الطابع النفعي (براءة االختراع)‪ ،‬وذات الطابع الفني (الرسوم والنماذج‬
‫والعالمات)‪ ،‬حتى الدول الغربية تنص على هذا الشرط‪ ،‬على اعتبار أن لكل مجتمع آدابه‬
‫وأخالقه وعاداته ومعتقداته‪ ،‬ال يمكن بأي حال من األحوال المساس بها‪ ،‬وقد يكون ما هو‬
‫من النظام العام واآلداب العامة عندهم مخالف للنظام العام واآلداب العامة عندنا‪ .‬فمشرعنا‬
‫اشترط أال تكون الرسوم والنماذج الصناعية مخالفة للنظام العام واآلداب العامة‪ ،‬وهذا على‬
‫غرار ما نص عليه المشرع الفرنسي في هذا اإلطار بالنسبة لنظام الرسوم والنماذج الصناعية‬
‫حيث إنها ال تخضع للحماية إذا كانت مخالفة للنظام العام واآلداب العامة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬الشـروط الشكلية‬

‫وهي اإلجراءات الواجب إتباعها من صاحب الرسم أو النموذج للحصول على‬


‫التسجيل‪ ،‬ومنه الحصول على الحماية القانونية لمنجزاته المتمثلة فاي الرسم أو النموذج‪،‬‬
‫وهاذه اإلجراءات تتمثل في اإليداع والتسجيل والرسم‪.‬‬

‫فبالنسبة لإليداع‪ ،‬يجب أوال التذكير بالجهة التي يمكن لصاحب الرسم أو النموذج‬
‫التوجه إليها إليداع طلبه‪ ،‬هي المعهد الوطني الجزائري للملكية الصناعية‪ ،‬وهذا على غرار‬
‫ما جاء في براءة االختراع والعالمات‪ ،‬وتقديم الطلب يكون من صاحب الرسم أو النموذج‬
‫شخصيا أو من وكيله‪ ،‬بشرط أن تكون الوكالة ممضاة من الموكل صاحب الرسم أو النموذج‬
‫ومؤرخااة ترفق مع طلب اإليداع‪ ،‬واإليداع مرحلة مهمة لكل عناصر الملكية الصناعية‪ ،‬ألن‬
‫الحماي ااة تبدأ من تاريخ اإليداع‪ ،‬وأن صاحب أول إيداع هو صاحب االبتكار‪ ،‬وبالتالي يسجل‬
‫باسمه ماا لم يثبت وجود حالة انتحال‪ .‬واإليداع إما أن يكون بتسليم الطلب مباشرة للمعهد أو‬
‫عن طريق رسالة مضمونة الوصول مع وجوب استالم إشعار باالستالم‪.‬‬

‫أما عاان الملف الذي يجب أن يحتويه طلب اإليداع فهو يتكون مان‪ ،‬التصريح باإليداع‪،‬‬
‫والوكالة إن وجدت ممضاة ومؤرخة‪ ،‬وصل دفع الرسوم‪ ،‬والرسم أو النموذج المراد تسجيله‪،‬‬

‫‪69‬‬
‫السنة الثالثة ليسانس قانون عام‬ ‫دروس عرب اخلط يف مقياس امللكية الفكرية‬

‫ويجوز إرفاق طلب اإليداع بتفسير بياني يتعلق بالرسم أو النموذج المراد حمايته‪ ،‬ولحفظ سر‬
‫هذا الرسم أو النموذج أوجب المشرع وضعه في صندوق محكم اإلغالق ممضي من قبل‬
‫صاحبه‪.‬‬

‫وبعد إجراء الفحص من اإلدارة المختصة‪ ،‬من حيث الجانب الشكلي فقط‪ ،‬أي مدى‬
‫توفر طلب اإليداع على الوثائق المطلوبة‪ ،‬والبيانات الواجب التصريح بها‪ .‬وفي حالة وجود‬
‫نقص في الوثائق أو وجود إهمال إلحدى البيانات الضرورية‪ ،‬يجوز لإلدارة المختصة إلغاء‬
‫ورفض اإليداع‪ ،‬أما إذا كانت الشروط الشكلية متوفرة توجه اإلدارة إلى المودع نسخة من‬
‫التصريح تكون بمثابة شهادة تسجيل‪.‬‬

‫وعن مرحلة النشر فهي المرحلة التي يصبح فيها الرسم أو النموذج علنيا‪ ،‬يكون تحت‬
‫طلب الجمهور لالطالع عليه فقط‪ ،‬وهذا بعد أن كان سريا‪ ،‬دون أخذ نسخ من الصور‬
‫واألشياء‪ ،‬هذا حماية من أي تقليد‪ ،‬يمكن ألي كان والذي له مصلحة المطالبة بإلغاء الرسم‬
‫أو النموذج‪ ،‬مع تدعيم الطلب بما يثبت صحة اعتراضه‪ ،‬خاصة إذا كانت إحدى الشروط‬
‫الموضوعية ال تتوفر في الرسم أو النموذج المطلوب إلغاؤه‪ ،‬خصوصا شرط الجدة‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬آثار تسجيل الرسوم والنماذج الصناعية‬

‫بتسجيل الرسم أو النموذج يصبح لصاحبه حق احتكاري على ملكيته‪ ،‬ويكون له حق‬
‫التصرف فيه‪ ،‬عن طريق التنازل‪ ،‬أو منح ترخيص للغير‪ ،‬أو إجراء رهن حيازي عليه مقابل‬
‫الحصول على قرض أو كضمان لدين‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬الحق االحتكاري لملكية الرسوم والنماذج الصناعية‬

‫يمكن لصاحب الرسم أو النموذج أن يستغل ابتكاره بنفساه‪ ،‬أو في إطار مؤسسة عان‬
‫طريق عقد عمل وبوسائلها‪ ،‬وهذا الحق ال يختلف كثي ار عن الحقوق المكتسبة في إطار‬
‫البراءة وفي إطار نظام العالمات‪ ،‬فهنا تشابه كبير في األحكام الخاصة بحق الملكية الواقع‬
‫على هاته المنشآت‪ .‬حيث يمكن اللجوء إلى أحكام إحداها لفهم أحكام البقية وتطبيقها عليها‪،‬‬
‫فيجب أن يكون االستغالل مشروعا وجديا وفي إطار ما أعد له هذا االنجاز رسما كان أو‬
‫نموذجا أو براءة أو عالمة‪ ،‬كما يمكن استغالل هذه المنجزات في إطار مؤسسات وبوسائلها‪،‬‬

‫‪70‬‬
‫السنة الثالثة ليسانس قانون عام‬ ‫دروس عرب اخلط يف مقياس امللكية الفكرية‬

‫ويكون ذلك في إطار الخدمة‪ ،‬واالستغالل واالحتكار هنا يكون لصالح المؤسسة إن قبلت‬
‫بذلك‪ ،‬وما على صاحب االنجاز إال االستفادة من مكافأة نظير هذا االستغالل‪.‬‬

‫فهذه الحالة تحدث بصورتين‪ ،‬األولى عندما يكون صاحب االبتكار أجي ار بالمؤسسة‪،‬‬
‫وهذا ما تضمنته المادة الرابعة‪ ،‬ويكون ذلك متى كان العامل المبدع مرتبطا معها بعقد عمل‪،‬‬
‫ويتم ذلك عن طريق إعالن كتابي من العامل إلى المؤسسة مع وجود وصل باالستالم‪ ،‬وما‬
‫على المؤسسة حينها إال أن تعلن قبولها أو رفضها للطلب في أجل ثالثة (‪ )3‬أشهر من‬
‫تاريخ استالم اإلعالن‪ ،‬ثم عند القبول عليها أن تقوم بإيداع طلب الحماية في أجل ستة (‪)6‬‬
‫أشهر من تاريخ اإلعالن عن القبول باالستفادة من هذا المنجز‪ ،‬فإذا انتهت هاته المدة دون‬
‫قيام المؤسسة بذلك فللمبدع الحق في االنتفاع برسمه أو نموذجه شخصيا‪.‬‬
‫أما الصورة الثانية وهي التي يكون فيها المبتكر مرتبطا مع المؤسسة بخدمة‪ ،‬ويكون‬
‫ّ‬
‫انجازه لهذا االبتكار في إطار وسائل المؤسسة التي سوف تساعده في انجاز هذا االبتكار‪.‬‬

‫وسواء أكان االستغالل ذاتيا شخصيا من طرف المبدع صاحب االبتكار‪ ،‬أو كان من‬
‫طرف المؤسسة في إطار الخدمة‪ ،‬فإنه يتوجب أن يكون االستغالل جديا وعلى أكمل وجه‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬حق التصرف في ملكية الرسم أو النموذج‬

‫لصاحب الرسم أو النموذج‪ ،‬وكأي ابتكار آخر‪ ،‬من براءة اختراع‪ ،‬أو عالمات‪ ،‬الحق‬
‫في أن يتصرف فيه بأي وجه من أوجه التصرف‪ ،‬ماديا أو قانونيا‪ ،‬ويكون ذلك بالتنازل‬
‫عليه‪ ،‬أو منح ترخيص للغير‪ ،‬أو رهنه حيازيا‪.‬‬
‫أوال‪ :‬التنازل‬

‫إن لمالك الرسم أو النموذج الحق في التنازل عنه للغير‪ ،‬وهذا التصرف قد يكون‬
‫ّ‬
‫بعوض في لجوء صاحب هذا اإلبداع إلى عملية البيع‪ ،‬أو يكون بال عوض في حال ما إذا‬
‫وصى أو وهب انجازه إلى الغير‪ ،‬وهذا التنازل قد يكون كليا أو جزئيا عن بعض الحقوق‬
‫فقط‪ ،‬ولكن ال يتم هذا التصرف إال في إطار عقد مكتوب‪ ،‬ويجب قيد ذلك في الدفتر‬
‫الخاص بالرسوم والنماذج الصناعياة الذي يمسكاه المعهد المذكور سابقا المختص بالملكياة‬
‫الصناعياة‪ ،‬وإال وقاع هذا التصرف باطال‪ .‬وفي حالة تنازل في إطار التنازل عن ملكية محل‬

‫‪71‬‬
‫السنة الثالثة ليسانس قانون عام‬ ‫دروس عرب اخلط يف مقياس امللكية الفكرية‬

‫تجاري‪ ،‬باعتباره أحد عناصره المعنوية‪ ،‬يكون القيد مزدوجا‪ ،‬لدى المركز الوطني للسجل‬
‫التجاري‪ ،‬ولدى المعهد الوطني الجزائري للملكية الصناعية‪.‬‬

‫وعقد التنازل قد يكون رسميا أو عرفيا‪ ،‬ألن المشرع لم يحدد نوع الكتابة هل هي رسمية‬
‫أو عرفية‪ ،‬بل نص‪..." :‬يتم تثبيتها كتابيا وتسجيلها‪ "...‬األمر الذي يجعل إمكانية تحريره‬
‫عرفيا‪ ،‬ولكن يجب أن يتضمن العقد كافة البيانات الضرورية المتعلقااة بأطراف العقد‪،‬‬
‫وموضوع التنازل‪ ،‬وإذا كان التنازل جزئيا يجب تحديد الجزء المتنازل عنه‪ ،‬وإن كان التنازل‬
‫بعوض يجب تحديد الثمن‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬تقديم الرسم أو النموذج كإسهام في شركة‬

‫على غرار البراءة والعالمة‪ ،‬يمكن لصاحب الرسم أو النموذج أن يقدم إنجازه هذا إلى‬
‫شركة كمقدمات بسبب انضمامه إلى الشركة كشريك‪ ،‬هذه الحصة تعتبر عينية‪.‬‬
‫وتقديمها قد يكون على سبيل التمليك‪ ،‬فتطبق عليها أحكام عقد البيع‪ ،‬ومنه تكون‬
‫الحقوق وااللتزامات في هذا المجال تخص المؤسسة‪ ،‬وال يحق لصاحب الرسم أو النموذج‬
‫المطالبة باسترجاعه في حال انحالل المؤسسة‪ ،‬إال إذا وجد اتفاق يخالف ذلك‪ ،‬ألنه سوف‬
‫يقسم على الشركاء بالتساوي‪ .‬لكن إذا تم التقديم على سبيل االنتفاع‪ ،‬هنا تطبق أحكام عقد‬
‫اإليجار‪ ،‬فاالنتفاع بها من طرف المؤسسة يكون مؤقتا‪ ،‬ومنه يحق لصاحبها استرجاعها عند‬
‫انحالل المؤسسة قبل إجراء عملية القسمة‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬الرهن الحيازي للرسم أو النموذج‬

‫يمكن لصاحب الرسم أو النموذج أن يرهن ابتكاره رهنا حيازيا على سبيل الحصول‬
‫على تمويل‪ ،‬أو على سبيل ضمان لدين‪ ،‬ويجب أن يتم عقد الرهن كتابيا‪ ،‬وال يشترط في ذلك‬
‫الرسمية‪ .‬ولكن يشترط فيه تحديد أطراف العقد‪ ،‬وهما الدائن المرتهن والمدين ال ارهان‪ ،‬وكذلك‬
‫مبلغ الدين‪ .‬والكتابة شرط النعقاد العقد وإال وقاع هذا التصرف باطال‪ ،‬وفي رهن المحل‬
‫التجاري فإنه يكون منفصال عن الرسم أو النموذج الذي يعتبر أحد عناصره المعنوية‪ ،‬إال إذا‬
‫تم النص على ذلك صراحة في عقد الرهن‪.‬‬

‫كما يشترط أن يتم قيد هذا الرهن في الدفتر الخاص بالرسوم والنماذج الذي يمسكه‬
‫المعهد الوطني الجزائري للملكية الصناعية وإال سقط الحق‪ ،‬وكذلك بالنسبة لرفع اليد عان‬
‫‪72‬‬
‫السنة الثالثة ليسانس قانون عام‬ ‫دروس عرب اخلط يف مقياس امللكية الفكرية‬

‫الرهن ويكون حين تسديد الدين المرتبط بالرهن‪ ،‬أو في حال انتهاء الرهن بأي وجه من أوجه‬
‫االنقضاء‪ ،‬حيث يجب قيد انتهاء عقد الرهن‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬الترخيص باستغالل الرسوم والنماذج الصناعية‬

‫يمكن لصاحب الرسم أو النموذج أن يمنح ترخيصا للغير الستغالل ابتكاره‪ ،‬وهذا‬
‫الترخيص قد يكون كليا أو جزئيا في حال منح بعض الحقوق فقط المتعلقة بهذا االنجاز‪ ،‬كما‬
‫قد يكون الترخيص تعاقديا رضائيا أو جبريا‪.‬‬

‫ففي حال الترخيص التعاقدي‪ ،‬فإن ذلك يرتب حقوقا والتزامات على عاتق أو لصالح‬
‫طرفاي العقد‪ ،‬المرخص صاحب الرسم أو النموذج والمرخص له المستفيد من االستغالل‪،‬‬
‫وعادة ما يستفيد المرخص من إتاوات يدفعها له المرخص له لقاء استغالل الرسم أو‬
‫النموذج‪ ،‬وفي حال عدم احترام بنود العقد فإنه يمكن ألحد الطرفين (المتضرر) أن يطلب‬
‫الفسخ القضائي‪.‬‬

‫أما في حال الترخيص الجبري فإن ذلك ال يكون بموافقة المرخص‪ ،‬وذلك متى رأت‬
‫السلطة المختصة أن في استغالل الرسم أو النموذج من شأنه أن يخدم المصلحة العامة‪،‬‬
‫وهذا علاى غرار ما جاء في نظام براءة االختراع‪ ،‬أو ألن صاحب الرسم أو النموذج لم‬
‫يستغل رسمه أو نموذجه بجدية‪ ،‬أي على أكمل وأحسن وجه‪ ،‬وبما يخدم االقتصاد الوطني‪.‬‬
‫مع عدم حرمان صاحب الرسم أو النموذج من حقوقه المعنوية‪ ،‬حيث يبقى الرسم أو النموذج‬
‫مسجل باسمه‪ ،‬ودون حرمانه كذلك من حقوقه المادية‪ ،‬حيث يستفيد من تعويض عادل‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬انقضاء الرسوم والنماذج الصناعية‬

‫فيما يخص هذا الجزء من انتهاء الحق في حماية هذا النوع من المنشآت يمكن الرجوع‬
‫إلى ما جاء في العالمات على الخصوص من أحكام في هذا المجال‪ ،‬حيث تنتهي حماية‬
‫الرسوم والنماذج الصناعية‪ ،‬إما لعدم االستغالل‪ ،‬أو بالعدول‪ ،‬أو نتيجة اإللغاء‪ ،‬أو بسبب‬
‫عدم التجديد‪.‬‬

‫فالحالة األولى‪ ،‬إذا لم يكن هناك استغالل للرسم أو النموذج يكون اإللغاء‪ ،‬ألن في‬
‫استغالله فوائد جمة‪ ،‬إما على المستوى الشخصي‪ ،‬وإما على المستوى االقتصادي‬

‫‪73‬‬
‫السنة الثالثة ليسانس قانون عام‬ ‫دروس عرب اخلط يف مقياس امللكية الفكرية‬

‫واالجتماعي‪ ،‬حيث إن حسن استغالل عناصر الملكية الصناعية بما فاي ذلك البراءات‬
‫والعالمات من شأنه أن يؤدي إلى التطور في جميع المجاالت‪ .‬لكن مشرعنا في مجال‬
‫الرسوم والنماذج لم ينص صراحة على هذا الجزاء كشرط لالستغالل‪ ،‬وإنما يمكن الرجوع إلى‬
‫ما جاء من أحكام في هذا المجال في نظام البراءات وفي نظام العالمات‪.‬‬

‫أما الحالة الثانية‪ ،‬فأنه بإمكان صاحب الرسم أو النموذج التخلي عنه كلية أو جزئيا‬
‫من السلع التي سجل من أجلها‪ ،‬وهذا دليل على أن صاحب اإلبداع لم يجد الفائدة المرجوة‬
‫من استغالله‪ ،‬فكان التخلي عنه أفضل له من أن يقوم باستغالله‪ ،‬حيث يجوز للمودع أو‬
‫لورثته أن يطلبوا خالل فترة الحماية األولى‪ ،‬السنة األولى من اإليداع‪ ،‬أو عند انتهاء هاته‬
‫الفترة‪ ،‬الرد الكلي أو الجزئي لإليداع‪ ،‬وإذا لم يتم سحب هذا الرسم أو النموذج يصبح ملكا‬
‫عاما‪ ،‬يمكن ألي كان استغالله دون أخذ إذن من صاحبه‪.‬‬

‫أما الحالة الثالثة والمتمثلة في اإللغاء‪ ،‬هذا يكون بطلب من الهيئة المختصة‪ ،‬وهي‬
‫المعهد الذي سبق ذكره‪ ،‬أومن الغير الذي يهمه األمر‪ ،‬والذي يفصل في ذلك هو المحكمة‬
‫المختصة ويكون ذلك في حال ما إذا كانت الشروط الموضوعية السالفة الذكر غير متوفرة‬
‫في الرسم أو النموذج كانعدام شرط الجدة أو التطبيق الصناعي أو المشروعية‪ ،‬وهذا ما جاء‬
‫به المشرع الفرنسي‪ ،‬على خالف المشرع الجزائري الذي لم ينص صراحة على هذا الجزاء‪.‬‬
‫باإلضافة إلى نقص أحد الوثائق المطلوبة في ملف اإليداع‪ ،‬أو لم يتضمن الملف وصل دفع‬
‫الرسوم المقررة لذلك أعتبر اإليداع كذلك باطال‪.‬‬

‫أما الحالة الرابعة تتمثل في عدم التجديد‪ ،‬حيث أن مدة الحماية المقررة للرسوم والنماذج‬
‫هي عشر (‪ )10‬سنوات يبدأ سريانها من تاريخ اإليداع‪ ،‬وتنقسم هذه المدة إلى فترتين‪ ،‬األولى‬
‫سنة واحدة‪ ،‬والثانية تسع (‪ )9‬سنوات‪ ،‬ففترة الحماية األولى سنة واحدة وإذا أراد صاحب‬
‫الرسم أن يمدد الحماية عليه تقديم طلب مكتوب إلى الهيئة المختصة وهي المعهد‪ ،‬ويكون‬
‫ذلك إما قبل انتهاء السنة‪ ،‬وإما خالل ستة (‪ )6‬أشهر الموالية للسنة المنقضية‪ ،‬مع وجوب‬
‫دفع الرسم المقرر لذلك‪ ،‬يسمى برسم االحتفاظ‪ ،‬ويجوز لصاحب الرسم أو النموذج أن يطلب‬
‫االحتفاظ بالحماية لجزء من الحقوق ورد الباقي‪ ،‬أو االحتفاظ بالكل‪ ،‬أو رد الكل‪.‬‬

‫‪74‬‬
‫السنة الثالثة ليسانس قانون عام‬ ‫دروس عرب اخلط يف مقياس امللكية الفكرية‬

‫أما عن مصير الرسم أو النموذج الذي تم التخلي عن حمايته بعدم تجديد فترة الحماية‬ ‫ّ‬
‫سحب خالل فترة سنة‪ ،‬أو يكون ملكا عاما‪ ،‬يمكن ألي كان استغالله دون‬ ‫الثانية‪ ،‬إما أن ُي َ‬
‫اعتراض من صاحبه‪ ،‬أما إذا انتهت المدة القانونية وهي عشر سنوات للرسم أو النموذج‪،‬‬
‫فإنه يمكن حمايته بموجب أحكام حقوق المؤلف والحقوق المجاورة‪ ،‬هذا ما عمل به المشرع‬
‫الجزائري وموجود في التشريع الفرنسي‪ ،‬وهذا ما قال به بعض الفقهاء كذلك‪.‬‬

‫المحور الخامس‪ :‬حماية العالمات والرسوم والنماذج الصناعية‬

‫المحاضرة الحادي عشر‪ :‬حماية العالمات والرسوم والنماذج الصناعية‬

‫المبحث الرابع‪ :‬الحماية القانونية للعالمات والرسوم والنماذج الصناعية‬

‫تتمتع العالمات مهما كان نوعها‪ ،‬فردية كانت أم جماعية‪ ،‬خارج إطار الخدمة أو من‬
‫عالمات الخدمة‪ ،‬وكذا الرسوم والنماذج الصناعية بحماية مزدوجة‪ ،‬فمن جهة تتمتع بحماية‬
‫وطنية داخلية طبقا للقوانين والتشريعات الداخلية‪ ،‬ومن جهة أخرى تتمتع بحماية دولية‬
‫خارجية طبقا للمعاهدات واالتفاقيات الدولية‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬الحماية القانونية للعالمات‬

‫وسنتطرق في هذا المطلب للحماية الوطنية‪ ،‬والحماية الدولية للعالمات مهما كان‬
‫نوعها‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬الحماية الوطنية للعالمات‬

‫تتمتع العالمات الصناعية والتجارية داخل الوطن بحماية‪ ،‬وهذا عن طريق جملة من‬
‫اآلليات منحها المشرع لصاحب العالمة الستخدامها فاي حماية عالمته من أي اعتداء‪،‬‬
‫تتمثل أساسا في الدعوى المدنية‪ ،‬والدعوى الجنائية‪ ،‬واللجوء إلى اإلجراءات التحفظية‪.‬‬

‫‪75‬‬
‫السنة الثالثة ليسانس قانون عام‬ ‫دروس عرب اخلط يف مقياس امللكية الفكرية‬

‫أوال‪ :‬الحماية المدنية‬

‫يجوز لمالك العالمة أن يرفع دعوى إبطال عالمة أخرى إذا كانت تشكل التباسا لدى‬
‫الزبون ذلك في حالة تشابهها مع عالمته‪ ،‬كما يجوز له قبل وقوع أي ضرر مادي بأن يرفع‬
‫الدعوى لمنع وقوع هذا الضرر بإزالة التشابه أو الخلط أو االلتباس بين عالمته وغيرها من‬
‫العالمات التي تشكل تشابها‪ ،‬على اعتبار أن ذلك يسبب ضر ار أدبيا‪ ،‬وهذا على أساس‬
‫المادة ‪ 124‬من القانون المدني‪ ،‬أو على أساس دعوى المنافسة غير المشروعة‪ ،‬وهذا على‬
‫غرار ما جاء في حماية براءات االختراع‪ ،‬ومنه فالبد من تعويض عما لحق صاحب العالمة‬
‫من أضرار جراء األعمال غير القانونية التي ارتكبها الغير‪ ،‬كما يمكن الحكم بوقف هذه‬
‫األعمال حتى ال تتكرر مرة ثانية‪ ،‬أو أي تدبير آخر‪.‬‬

‫ويتم تعويض المتضرر على أساس ما لحقه من خسائر وما فاته من مكاسب جراء هذا‬
‫العمل غير المشروع الذي يعاقب عليه القانون بموجب التشريع المتعلق بالعالمات السالف‬
‫الذكر‪ .‬سواء أرفع صاحب العالمة دعوى االعتداء على العالمة أو دعوى المنافسة غير‬
‫المشروعة يشترط أن تكون العالمة مسجلة‪ ،‬وال يعتد باألفعال السابقة لنشر العالمة علاى أنها‬
‫أفعال غير مشروعة‪.‬‬

‫وللمدعى عليه‪ ،‬المتهم باالعتداء على العالمة إمكانية أن يطلب ضمن نفس اإلجراء‬
‫إبطال أو إلغاء تسجيل العالمة‪ ،‬إذا أسس طلبه على أسباب مقنعة‪ ،‬وخاصة ما هو‬
‫منصوص عليه بالنسبة للشروط الموضوعية‪ ،‬كالتميز والجدة والمشروعية‪ ،‬وكذلك عدم وجود‬
‫استعمال جدي للعالمة‪ ،‬إذا استغرق ذلك أكثر من ثالث سنوات‪ ،‬ولم يكن لصاحب العالمة‬
‫أية أسباب لذلك‪.‬‬

‫يمكن أن ترفع دعوى التقليد‪ ،‬ودعوى المنافسة غير المشروعة‪ ،‬وطلب التعويض من‬
‫أو من طرف المرخص له باستغالل العالمة إذا لم يرفعها‬ ‫صاحب العالمة شخصيا‬
‫صاحب العالمة في حد ذاته‪ ،‬ألنه مادام هو الذي يستغلها ويستأثر بمزاياها وفوائدها‪ ،‬ومنه‬
‫فهو المتضرر من هذه التصرفات غير القانونية‪ ،‬وبذلك يمكنه القيام بذلك بعد إعذار صاحب‬
‫العالمة شخصيا‪.‬‬

‫‪76‬‬
‫السنة الثالثة ليسانس قانون عام‬ ‫دروس عرب اخلط يف مقياس امللكية الفكرية‬

‫ثانيا‪ :‬الحماية الجنائية‬

‫من آليات حماية البراءة داخليا الحماية الجنائية طبقا للمواد ‪ 26‬و‪ 32‬و‪ 57‬مان األمر‬
‫رقم ‪ 06-03‬المتعلق بالعالمات‪ .‬باإلضافة إلاى القواعد العامة في قانون اإلجراءات الجنائية‪.‬‬
‫وتتمثل أنواع االعتداء على العالمة في األفعال غير القانونية وهي‪:‬‬
‫‪ -1‬تقليــد العالمــة‬

‫إن تقليد العالمة األصلية هو عملية محاكاتها‪ ،‬والتي عادة ما تكون مسجلة ومحمية‬
‫قانونا ولها شهرة خاصة‪ ،‬وهذا ما يؤدي إلى الحيلولة دون قيام العالمة األصلية بدورها‬
‫المميز‪ ،‬وهذا ما من شأنه أن يؤدي إلى ابتعاد الزبائن‪ ،‬واللجوء إلى المنتجات التي تحمل‬
‫العالمة المزيفة أو المقلدة وهذا لوقوعهم فاي التباس أو تمويه‪ ،‬أو لعرض هذه السلع بأسعار‬
‫مغرية‪ ،‬وهذا ما يؤدي بالشخص أو مجموعة من األشخاص مالك أو مالكو العالمة أو‬
‫المؤسسة مالك العالمة األصلية الوقوع في خسائر‪.‬‬

‫ولقد تبنى المشرع الجزائري المفهوم الواسع للتقليد‪ ،‬إذ هو كل عمل أو تصرف يقوم به‬
‫الغير مساسا بحقوق صاحب العالمة‪.‬‬

‫والمشرع في هذا النوع من االعتداء ال يشترط فيه القصد الجنائي إلثبات وجود الجنحة‪،‬‬
‫أي ال يفرض البحث عن وجود سوء أو حسن نية‪ ،‬بل يكفي العنصر المادي‪ ،‬وهذا ما‬
‫نالحظه عند استقراء المادة ‪ 26‬المذكورة أسفله‪ .‬ويكون تقليدا األعمال غير المشروعة التي‬
‫يمكن أن يلجأ إليها المقلد وتتمثل في‪:‬‬

‫‪ -1‬يختار المقلد االسم الموضوع فااي العالمة األصلياة مع تغيير بعض الحروف أو‬
‫إضافاة حرف ليغير نطق الكلمة‪ ،‬أو مجرد تغيير ترتيب بعض الحروف‪ ،‬مما يقوي‬
‫مخاطر االلتباس‪.‬‬
‫‪ -2‬يقوم المقلد بتقديم عالمة مقلدة معتمدا على نفس التركيب والبناء من حيث الشكل‬
‫واللون والرموز الداخلة في تركيب العالمة األصلية‪ ،‬وهذا من شأنه أن يؤدي‬
‫بالمشتري العادي إلى الخلط بين العالمتين‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫السنة الثالثة ليسانس قانون عام‬ ‫دروس عرب اخلط يف مقياس امللكية الفكرية‬

‫‪ -3‬يتوجه المقلد إلى ذهن المستهلك من أجل خلق تقارب ذهني بين عالمتين العالمة‬
‫األصلية والعالمة المقلدة‪ ،‬ويعتمد في ذلك على المرادفات أو المتناقضات بين‬
‫الكلمات التي تدخل في ضمن تركيب العالمة‪.‬‬
‫‪ -2‬الجنح األخرى‬

‫هذا النوع من الجنح نصت عليه المادة ‪ 33‬من األمر السالف الذكر‪ ،‬وتتمثل في‪:‬‬

‫‪ -‬عدم وضع عالمة على السلع أو الخدمات أو تعمد بيع‪ ،‬أو عرض للبيع سلعة‪ ،‬أو‬
‫أكثر‪ ،‬أو تقديم خدمات ال تحمل أية عالمة‪.‬‬
‫‪ -‬الذين وضعوا على سلعهم أو خدماتهم عالمة لم تسجل أولم يطلب تسجيلها وفقا للمادة‬
‫‪ 4‬من هذا األمر‪.‬‬

‫على خالف جنحة التقليد فإن هذه الجنحة تفترض وجود العنصر المادي والمعنوي‬
‫معاا‪ ،‬أي وجود منتجات ال تحمل عالمة‪ ،‬ووجود سوء النية‪ ،‬وهذا ألن المشرع استعمل عبارة‬
‫(تعمدوا) الموجودة في المادة ‪ 33‬المذكورة أعاله‪.‬‬

‫المشرع الجزائري في هذه المادة أراد حماية المستهلك أكثر من حماية صاحب العالمة‪،‬‬
‫ألن وجود منتجات غير معروفة العالمة أو االسم يشكل خط ار على صحة المستهلك‪.‬‬

‫أما بالنسبة للعقوبة المرصودة لهذه األعمال غير القانونية فهنا يجب التفريق بين فعل‬
‫التقليد‪ ،‬واألفعال األخرى‪.‬‬

‫فإذا كنا أمام جنحة التقليد فالعقوبة تكون طبقا للمادة ‪ 32‬من األمر رقم ‪06-03‬‬
‫السالف الذكر‪..." :‬إن كل شخص ارتكب جنحة تقليد‪ ،‬يعاقب بالحبس من ستة (‪ )6‬أشهر‬
‫وخمسمائة ألف دينار (‪2.500.000‬دج) إلى‬ ‫إلى سنتين (‪ )2‬سنة‪ ،‬وبغرامة مان مليونين‬
‫عشرة ماليين دينار (‪10.000.000‬دج)‪ ،‬أو بإحدى هاتين العقوبتين فقط مع‪ :‬الغلق‬
‫المؤقت أو النهائي للمؤسسة‪ ،‬مصادرة األشياء والوسائل التاي واألدوات التاي استعملت فاي‬
‫المخالفة‪ ،‬إتالف األشياء محل المخالفة‪.".‬‬

‫‪78‬‬
‫السنة الثالثة ليسانس قانون عام‬ ‫دروس عرب اخلط يف مقياس امللكية الفكرية‬

‫وإذا كنا أمام جنح أخرى غير التقليد والمنصوص عليها في المادة ‪ 33‬من نفس األمر‪:‬‬
‫"يعاقب بالحبس من شهر إلى سنة‪ ،‬وبغرامة من خمس مئة ألف دينار (‪500.000‬دج) إلى‬
‫مليوني دينار(‪2.000.000‬دج) أو بإحدى هاتين العقوبتين فقط‪."...‬‬
‫ثالثا‪ :‬اإلجراءات التحفظية‬

‫هي آلية قانونية وضعها المشرع بين يدي صاحب العالمة قد يستعملها لحماية‬
‫عالمته‪ ،‬وهذه اآللية منصوص عليها في المادتين ‪ 34‬و‪ 35‬من األمر رقم ‪ 06-03‬السالف‬
‫الذكر‪ ،‬والمادة ‪ 38‬من األمر رقم ‪ 57-66‬السالف الذكر‪.‬‬

‫هذه اآللية تعني أنه بإمكان المعني صاحب العالمة إثبات جنحة التقليد القائمة علاى‬
‫عالمته‪ ،‬وذلك بناء على عريضة بناء على إثبات تسجيل العالمة‪ ،‬مستعينا بذلك بأحد‬
‫الخبراء عند االقتضاء‪ .‬حيث تنص المادة ‪ 34‬من األمر رقم ‪" :06-03‬يمكن مالك العالمة‪،‬‬
‫بموجب أمر من رئيس المحكمة‪ ،‬االستعانة‪ ،‬عند االقتضاء‪ ،‬بخبير للقيام بوصف دقيق للسلع‬
‫التي يزعم أن وضع العالمة عليها قد ألحق به ضر ار وذلك بالحجز أو بدونه‪."...‬‬

‫وتعتبر هذه اإلجراءات السابقة الذكر باطلة بمقتضى القانون إذا لم تتبع برفع دعوى‬
‫مدنية أو جنائية في خالل شهر على ما اتخذت بشأنه تلك اإلجراءات مع الحق في‬
‫التعويض‪.‬‬

‫إذا أثبت صاحب العالمة ما يدعيه مان اعتداء على عالمته‪ ،‬فهناك عقوبات منصوص‬
‫عليها قانونا في األمر المتعلق بالعالمات تسّلط على مرتكب الفعل غير المشروع (التقليد)‬
‫تتراوح بين العقوبات الجنائية (الغرامات والحبس)‪ ،‬والعقوبات المدنية (التعويضات)‪،‬‬
‫والعقوبات التكميلية (المصادرة وإتالف لألشياء محل المخالفة والغلق المؤقت أو النهائي‬
‫للمؤسسة)‪.‬‬

‫كما أن المشرع الجزائري في القواعد العامة نص على إمكانية الحجز التحفظي على‬
‫الحقوق الصناعياة والتجارية‪ ،‬حيث يمكن لمن له إنتاج أو ابتكار مسجل ومحماي قانونا أن‬
‫يحجز تحفظيا على عينة من السلع أو النماذج من المصنوعات المقلدة‪ .‬ولكن ال يتأتى له‬
‫ذلك إال بناء على إجراءات منصوص عليها قانونا‪ ،‬وإال وقع الحجز باطال‪.‬‬

‫‪79‬‬
‫السنة الثالثة ليسانس قانون عام‬ ‫دروس عرب اخلط يف مقياس امللكية الفكرية‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الحماية الدولية للعالمات‬

‫زيادة على الحماية الوطنية التي يتمتع بها صاحب العالمة مثله مثل صاحب براءة‬
‫االختراع مدنية كانت أو جنائية‪ ،‬يتمتع بحماية دولية بمقتضى اتفاقية اتحاد باريس والتي‬
‫صادقت عليها الجزائر بمقتضى األمر رقم ‪ 02-75‬المذكور سابقا‪ ،‬وقبل ذلك بواسطة األمر‬
‫رقم ‪ ، 48-66‬وتم إبرام هذه االتفاقية بهدف حماية الملكية الصناعية على وجه العموم‪ ،‬توفر‬
‫االتفاقية حماية بناء على المبادئ المذكورة بالنسبة للحماية الدولية للبراءة‪ ،‬المساواة واألسبقية‬
‫واالستقاللية‪.‬‬
‫أوال‪ :‬مبدأ المساواة‬

‫يتمتع رعايا كل دولة من دول االتحاد في جميع دول االتحاد األخرى بالنسبة لحماية‬
‫الملكية الصناعية‪ ،‬بالمزايا التي تمنحها حاليا وقد تمنحها مستقبال قوانين تلك الدول‬
‫للمواطنين‪ ،‬وذلك دون اإلخالل بالحقوق المنصوص عليها بصفة خاصة في هذه االتفاقية‪،‬‬
‫ومن ثم يكون لهم نفس الحماية التي للمواطنين‪ ،‬ونفس اآلليات القانونية المستعملة ضد أي‬
‫مساس بالحقوق‪ ،‬على شرط إتباع الشروط الشكلية والموضوعية المنصوص عليها قانونا كي‬
‫تكون العالمة أهااال للتسجيل‪ ،‬ومن ثم تكون أهال للحماية‪.‬‬

‫هذا يعني تشبيه األجانب بالمحليين في المعاملة والتصرفات‪ ،‬فتطبق عليهم نفس‬
‫اإلجراءات والطرق‪ ،‬فهم يتمتعون بالمزايا الوطنية نفسها دون فرض أي قيد من أجل التمتع‬
‫بهذه الحقوق كاإلقامة أو الجنسية في البلد الذي تُطلب فيه الحماية‪ .‬ولكن االتفاقية تشترط‬
‫أن تكون العالمة مسجلة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬مبـــدأ األسبقيــة‬

‫ويعني هذا المبدأ أنه يكون لكل من تقدم بطلب تسجيل عالمة ما في إحدى دول‬
‫االتحاد أن يتمتع بحق األفضلية واألسبقية في باقي دول االتحاد فيما يخص تسجيل‬
‫عالمته‪ ،‬وهذا خالل ستة (‪ )6‬أشهر من تاريخ تقديمه طلب أول تسجيل‪ ،‬وهذا طبقا لنص‬
‫المادة ‪ 4‬من االتفاقية‪.‬‬

‫‪80‬‬
‫السنة الثالثة ليسانس قانون عام‬ ‫دروس عرب اخلط يف مقياس امللكية الفكرية‬

‫ثالثا‪ :‬مبدأ االستقاللية‬

‫تخضع العالمة للقانون الداخلي للدولة المسجلة بها‪ ،‬وتعتبر مستقلة عن بعضها‬
‫البعض من حيث التسجيل في حال ما إذا سجلت في الدولة األم ودول أخرى مان دول‬
‫االتحاد‪ ،‬فهنا ال ينتج عن انتهاء مدة التسجيل في باقي الدول األخرى إذا انتهت مدة‬
‫التسجيل في إحدى الدول وهذا طبقا لنص الماد ة ‪ 6‬من االتفاقية‪.‬‬
‫أما عن مدة حماية العالمة‪ ،‬سواء أكان اإليداع دوليا أم وطنيا للعالمة هو عشرون‬
‫(‪ )20‬سنة‪.‬‬

‫كما أن حماية العالمات دوليا يكون بمقتضى معاهدة مدريد‪ ،‬هذا بموجب األمر رقم‬
‫‪ 10-72‬المؤرخ في ‪ 22‬مارس ‪ 1972‬والمتضمن انضمام الجزائر لمجموعة من االتفاقيات‪،‬‬
‫وهذه االتفاقية أنشئت في ‪ 14‬أفريل ‪ 1891‬بمدريد‪.‬‬

‫بواسطة هذه االتفاقية يستطيع صاحب العالمة التابع إلحدى الدول المتعاقدة أن يكفل‬
‫الحماية الكافياة لعالمتاه التجارياة أو الصناعياة المسجلة في بلده األصلي في جميع الدول‬
‫المصادقة على المعاهدة‪ ،‬وذلك بإيداع العالمة بالمكتب الدولي لحماية الملكية الصناعية‬
‫ببرن‪ ،‬ويقوم هذا األخير بإبالغ دول االتحاد‪ ،‬ويقيد العالمة في السجل الدولي المخصص‬
‫لذلك‪ ،‬ثم ينشرها ويتم توزيع ذلك على جميع دول االتحاد‪ ،‬وتكمن أهمية اإليداع الدولي في‬
‫تبسيط إجراءات اإليداع‪ ،‬إذ إيداع واحد لدى المكتب الدولي ينتج نفس اآلثار التي ينتجها‬
‫اإليداع الوطني‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الحماية القانونية للرسوم والنماذج الصناعية‬

‫مثلها مثل براءات االختراع والعالمات فإن الرسوم والنماذج الصناعياة تحظى هي كذلك‬
‫بحماية وطنية داخل التراب الوطني‪ ،‬وبحماية دولية خارج التراب الوطني‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬الحماية الوطنية للرسوم والنماذج الصناعية‬

‫لقد نصت المادة ‪13‬من األمر رقم ‪ 86-66‬السالف الذكر على أن مدة الحماية‬
‫الممنوحة لكل رسم أو نموذج تقدر بعشرة أعوام ابتداء من تاريخ اإليداع‪ .‬للحماية الداخلية‬

‫‪81‬‬
‫السنة الثالثة ليسانس قانون عام‬ ‫دروس عرب اخلط يف مقياس امللكية الفكرية‬

‫عدة آليات تتمثل في‪ ،‬الحماية المدنية والحماية الجنائية واإلجراءات التحفظية‪ ،‬والحماية‬
‫المستمدة من قانون حقوق المؤلف‪.‬‬
‫أوال‪ :‬الحماية المدنية‬

‫تتمتع الرسوم والنماذج الصناعية بحماية مدنية عن طريق دعوى المنافسة غير حتى‬
‫ولو لم تكن مسجلة‪ ،‬وهذا على أساس المادة ‪ 124‬من القانون المدني‪ ،‬حيث أن كل عمل‬
‫يسبب ضر ار للغير يوجب علاى مان كان سببا فيه التعويض‪ ،‬وهذا بعد توافر كافة شروط هذا‬
‫النوع من المنافسة وهي‪ ،‬الخطأ‪ ،‬والضرر‪ ،‬والعالقة السببية‪ ،‬كما يجب على المدعي إثبات‬
‫الضرر الناتج عن الخطأ‪ ،‬فبدونه ال يمكن قيام دعوى المنافسة غير المشروعة‪ ،‬ويتمثل‬
‫الضرر في ابتعاد الزبائن‪ ،‬وهذا يسبب أض ار ار مادية‪ ،‬أو يكون الضرر ماسا بسمعة وشهرة‬
‫صاحب النموذج أو الرسم‪ ،‬وهذا ما يطلق عليه الضرر المعنوي‪ ،‬وكال الضررين له تأثير له‬
‫تأثير على قيمة المبيعات‪ ،‬والوقوع في خسائر جراء هذا الفعل غير القانوني‪.‬‬

‫وهذه األفعال غير المشروعة من الغير على الرسم أو النموذج‪ ،‬سواء أكان ذلك على‬
‫شكل اعتداء هذه المنجزات الفكرية أو األشياء المرتبطة بها‪ ،‬أو على شكل منافسة غير‬
‫مشروعة‪ ،‬تستوجب التعويض‪ ،‬الذي تكون قيمته بتقدير من القاضي المرفوع أمامه الدعوى‪،‬‬
‫هذا بالنظر إلى ما فات المدعي من مكاسب جراء هذا االعتداء‪ .‬وهذا على غرار ما سبق‬
‫ذكره في آليات حماية كل من البراءة والعالمات‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬الحماية الجنائية‬

‫تتمثل الحماية الجنائية في رفع المدعي المتضرر دعوى التقليد‪ ،‬وتتقادم هذه الدعوى‬
‫بمرور ثالث سنوات تحسب من تاريخ كشف التقليد‪ ،‬ولرفع هذه الدعوى يشترط أن يكون‬
‫الرسم أو النموذج مودعا‪ ،‬وأن تكون هناك جنحة تقليد للرسم أو النموذج‪ ،‬حيث ال يعتد‬
‫باألعمال السابقة التي مورست هذا األخير قبل عملية التسجيل‪ ،‬إذن فكل اعتداء علااى‬
‫صاحب الحق االستئثاري للرسم أو النموذج الصناعي بعد إيداعه ونشره يشكل جنحة تقليد‪.‬‬

‫هنا ينبغي التمييز بين األفعال السابقة لنشر اإليداع والتي ال تمنح لصاحب الرسم أو‬
‫النموذج حق إلقامة دعوى ولو كانت مدنية‪ ،‬ما لم يثبت وجود سوء نية من الفاعل‪ ،‬ومن‬

‫‪82‬‬
‫السنة الثالثة ليسانس قانون عام‬ ‫دروس عرب اخلط يف مقياس امللكية الفكرية‬

‫جهة ثانية أن األفعال المجرمة ارتكبت بعد نشر اإليداع والتي تندرج ضمن جنحة التقليد‪،‬‬
‫الذي قد يكون كليا أو جزئيا‪.‬‬

‫ومان المتفق علياه أناه يكفاي لتحقق جنحاة التقلياد أن يوجد تشاباه إجمالاي بين الرسمين‬
‫أو النموذجين من شأنه أن يؤدي إلى خداع الزبون‪ ،‬وهذا ما يؤدي إلى عدم التمييز بين‬
‫المنتجين رغم وجود بعض الفوارق الجزئية‪.‬‬

‫أما عن الجزاءات القانونية المتعلقة بجنحة تقليد الرسم أو النموذج فهي منصوص‬
‫عليها طبقاا للمادة ‪ 23‬مان األماار رقم ‪ 86-66‬يشكل كل مساس بحقوق صاحب رسم أو‬
‫نموذج جنحاة التقليد المعاقب عليها بغرامة مان خمس مئة دينار (‪500‬دج) إلاى ألف وخمس‬
‫مئة دينار (‪1500‬دج)‪ ،‬وفي حالة العود أو إذا كان مرتكب الجنحة كان يشتغل عند المدعي‬
‫المتضرر فباإلضافة إلى العقوبة السابقة يعاقب بشهر إلى ستة أشهر حبسا‪.‬‬

‫ويجوز الحكم بنشر الحكم أو جزء منه في الجرائد التي تحددها المحكمة وعلى نفقة‬
‫المحكوم عليه‪ ،‬وجواز الحكم بمصادرة األدوات التي استعملت في صنع األشياء المقلدة‪.‬‬

‫لكن المالحظ على هاته العقوبات أنها ضئيلة قد ال تشكل تهديدا أو ردعا لمن تسول‬
‫له نفسه االعتداء على رسم أو نموذج‪ ،‬وهذا مقارنة مع العقوبات المنصوص عليها في‬
‫نظامي البراءة والعالمات‪ ،‬هذا إن دل على شيء فإنما يدل على ِّق َدم التشريع المتعلق بنظام‬
‫الرسوم والنماذج الذي لم يتم تعديله من ‪ 1966‬إلى يومنا هذا‪ ،‬والجزائر عرفت وتعرف‬
‫تغيرات علاى مختلف األصعدة‪ ،‬اقتصادية اجتماعية وسياسية ومالية‪ ،‬قد ال يكون من‬
‫المناسب أحيانا وفي مثل هاته الحالة تطبيق أحكام هذا التشريع‪ ،‬فالقانون يتغير تبعا لتغير‬
‫الظروف‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬اإلجراءات التحفظية‬

‫يجوز لصاحب الرسم أو النموذج القيام بإجراءات تحفظية قبل رفع دعوى التقليد أو‬
‫أثناءها‪ ،‬وذلك للحفاظ على حقوقه من جهة‪ ،‬والحصول على أدلة إثبات الدعوى من جهة‬
‫ثانية‪ ،‬وذلك باستصادار أمر مان رئيس المحكماة المختصاة ماع إثبات إيداع طلب الرسام أو‬
‫النموذج‪ ،‬وإلجراء معاينة ال بد من وصف تفصيلي للبضائع موضوع التقليد وكذلك األدوات‬
‫والوسائل التي استخدمت في ارتكاب جنحة التقليد‪.‬‬
‫‪83‬‬
‫السنة الثالثة ليسانس قانون عام‬ ‫دروس عرب اخلط يف مقياس امللكية الفكرية‬

‫رابعا‪ :‬الحماية المستمدة من قانون حقوق المؤلف‬

‫إن القانون المقارن والسيما القانون الفرنسي تبنى مبدأ الحماية الجمعية أو الضمنية‪،‬‬
‫بحيث أنه إذا كان الرسم أو النموذج جديدا مستوفيا لكافة الشروط الموضوعية والشكلية‪ ،‬فهو‬
‫كذلك قابل للحماية في إطار نظام حقوق المؤلف بمجرد وجود إبداع‪ ،‬فهو يخضع لحماية‬
‫مزدوجة‪ ،‬حماية في طار نظام الرسوم والنماذج الصناعية‪ ،‬وأخرى في إطار نظام حقوق‬
‫المؤلف‪.‬‬

‫ففي هذا السياق يمكن أن نستشف من األمر رقم ‪ 05-03‬والمتعلق بحقوق المؤلف‬
‫والحقوق المجاورة‪ ،‬وكذلك األمر رقم ‪ 86-66‬والمتعلق بالرسوم والنماذج الصناعية‪ ،‬أنه ال‬
‫يوجد ما يمنع من تطبيق مبدأ الحماية المزدوجة‪.‬‬

‫فبالرجوع إلاى نص المادة ‪ 2‬من األمر رقم ‪ 86-66‬فإنها تنص على‪ " :‬أنه يمكن‬
‫لصاحب الرسم أو النموذج الحق في استغالل رسمه أو نموذجه وفقا للشروط المحددة في‬
‫األمر عينه"‪.‬‬

‫والمادة ‪ 3‬الفقرة ‪ 2‬من األمر رقم ‪ 05-03‬تنص‪ ":‬تمنح الحماية مهما يكن نوع‬
‫المصنف ودرجة استحقاقه ووجهته بمجرد إيداع المصنف" وهناا خطأ فاي الكتابة فمن‬
‫المفروض أن يكتب اإلبداع بدل اإليداع‪ ،‬ألن اإليداع ليس شرطا لحماية المصنف‪ ،‬بل‬
‫لمجرد اإلبداع فقاط‪ .‬عكس الرسم أو النموذج الذي يشترط فيه اإليداع ليكون أهال للحماية‪.‬‬

‫المادة ‪ 4‬من نفس األمر التي ذكرت مصنفات الفنون التطبيقية ضمن المصنفات محل‬
‫الحماية‪ .‬واستنادا إلى كل ما سبق ذكره آنفا فإنه في حالة انقضاء مدة الحماية القانونية‬
‫المقررة للرسم أو النموذج جاز لصاحبه أن يتمسك بالحماية القانونية في إطار حقوق‬
‫المؤلف‪ ،‬غير أن ذلك مرهون باستيفاء الشروط الخاصة بكل من نظام الرسوم والنماذج‬
‫الصناعية‪ ،‬ونظام حقوق المؤلف‪ .‬رغم ما بين هذين النظامين من اختالفات جوهرية‪:‬‬

‫‪ )1‬إن حماية الرسوم والنماذج الصناعية تتوقف على إتمام إجراءات اإليداع‪ ،‬وهذا ما‬
‫تضمنه صراحة المادة ‪ 13‬من األمر رقم ‪ ،86-66‬بينما ال يوجد نص خاص باإليداع‬
‫في نظام حقوق المؤلف والحقوق المجاورة‪ ،‬بل الحماية مضمونة لمجرد وجود إبداع‬
‫وليس إيداعا‪.‬‬
‫‪84‬‬
‫السنة الثالثة ليسانس قانون عام‬ ‫دروس عرب اخلط يف مقياس امللكية الفكرية‬

‫‪ )2‬المصادرة تختلف في النظامين‪ ،‬فهي بالنسبة للرسوم والنماذج الصناعية اختيارية‬


‫بالنسبة للقاضي‪ ،‬بينما هذا اإلجراء إلزامي في حالة المساس بالملكية األدبية والفنية‪.‬‬
‫‪ )3‬إن العقوبة المنصوص عليها في حالة ارتكاب جنحة التقليد تختلف بين النظامين‪ ،‬في‬
‫نظام الرسوم والنماذج الصناعية الغرامة أقل والحبس أقل‪ ،‬بينما في نظام حقوق‬
‫المؤلف والحقوق المجاورة غرامة أكبر والحبس لمدة طويلة‪ ،‬وهذا ما رأيناه سابقا‪.‬‬
‫‪ )4‬مدة الحماية كذلك فيها اختالف‪ ،‬فمدة الحماية في الرسوم والنماذج هي عشر سنوات‬
‫ابتداء من تاريخ اإليداع‪ ،‬بينما الحماية القانونية للمؤلف طول حياته ولورثته خمسون‬
‫سنة ابتداء من السنة التي تعقب تاريخ وفاة المؤلف‪.‬‬

‫لما سبق ذكره‪ ،‬األفضل لصاحب الرسم أو النموذج اللجوء إلى أحكام حقوق المؤلف‬
‫للمطالبة بحماية إبداعه‪ ،‬نظ ار لتسهيل الحماية التي تكون لمجرد اإلبداع‪ ،‬ونظ ار للعقوبات‬
‫القاسية والصارمة المنصوص عليها في نظام حقوق المؤلف‪ ،‬ونظ ار لمدة الحماية الطويلة‬
‫التي تحظى بها حقوق المؤلف أو ورثته من بعده‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬الحماية الدولية للرسوم والنماذج الصناعية‬

‫تتمتع الرسوم والنماذج الصناعية مثلها مثل البراءات والعالمات بحماية دولية طبقا‬
‫لمعاهدة باريس السالفة الذكر‪ ،‬ومعاهدة الهاي الخاصة باإليداع الدولي للرسوم والنماذج‬
‫الصناعية المبرمة سنة ‪ 1925‬والمعدلة في لندن سنة ‪ 1934‬وسنة ‪.1960‬‬

‫الحماية الدولية للرسوم والنماذج الصناعية على غرار االبتكارات األخرى تقوم على‬
‫مبادئ سبق ذكرها تتمثل في‪ ،‬المساواة واألسبقية‪.‬‬

‫حيث تنص المادة ‪ 2‬الفقرة ‪ 3‬من االتفاقية على أنه يحتفظ صراحة لكل دولة من دول‬
‫االتحاد بأحكام تشريعاتها المتعلقة باإلجراءات القضائية واإلدارية واالختصاص‪ ،‬وكذا بتحديد‬
‫المقار المختار أو تعيين وكيل‪ ،‬التي قد تتطلبها قوانين الملكية الصناعية‪.‬‬

‫ويتمتع كل من أودع طلبا في إحدى دول االتحاد بحق األسبقية إذا ماا قام بتقديم طلبه‬
‫خالل ستة أشهر تبدأ من تاريخ تقديم طلبه األول في البلد األجنبي‪.‬‬

‫‪85‬‬
‫السنة الثالثة ليسانس قانون عام‬ ‫دروس عرب اخلط يف مقياس امللكية الفكرية‬

‫أما مبدأ المساواة فيعني أن صاحب الرسم أو النموذج الصناعي يتمتع بنفس الحقوق‬
‫المقررة له بموجب التشريع الداخلي لوطنه األصلي الذي أودع به ابتكاره الذي يكون عضوا‬
‫في االتحاد فيما يخص حماية الملكية الصناعية‪.‬‬

‫باإلضافة إلى أن هناك أحكاما مشتركة تسري على كافة دول االتحاد والتي تتعلق‬
‫بالشروط الواجب توافرها في الرسم أو النموذج حتى يحظى بالحماية‪ ،‬ومدى هذه الحماية‪.‬‬

‫وأحكاما ال تسري إال على بعض دول االتحاد‪ ،‬وهي التي تتعلق باإليداع الدولي للرسوم‬
‫والنماذج الصناعية‪ ،‬وعليه فإن هذه االتفاقية تجيز لرعايا كل دولة من دول االتحاد أن يكفلاوا‬
‫لدى الدول األخرى المتعاقدة حماية رسومهم ونماذجهم الصناعية‪ ،‬ولكن بإيداع دولي‪ .‬وهذا‬
‫اإليداع قرينة على ملكية الرسم أو النموذج‪.‬‬

‫ومدة الحماية في اإليداع الدولي هي خمسة عشر سنة تبدأ من تاريخ اإليداع‪ ،‬تقسم هذه‬
‫المدة إلى فترتين‪ ،‬إحداهما من خمس سنين والثانية عشر سنوات والتي تكون موقوفة على‬
‫المطالبة بتمديد مدة الحماية الدولية‪ ،‬وعلى دفع رسوم االحتفاظ‪ ،‬وبالمقارنة مع التشريع‬
‫الوطني فهناك اختالف في مدة الحماية في اإليداع الوطني تقدر بعشر سنوات فقط تبدأ من‬
‫تاريخ اإليداع‪ ،‬بينما في اإليداع الدولي الحماية أطول شريطة احترام شروط اإليداع‪ .‬هذا ما‬
‫تضمنته المادة ‪ 4‬من معاهدة الهاي‪.‬‬

‫أما عن اإليداع الدولي يكون لدى المكتب الدولي لحماية الملكية الصناعية بجنيف‪،‬‬
‫حيث يقوم المكتب بتسجيل الطلب وإشهاره فاي نشرته الدورية التاي يقوم بإيداعها لدى مصالح‬
‫الملكياة الصناعية في الدول المتعاقدة‪.‬‬

‫وفي إطار التعايش الموجود بين النظامين نظام الرسوم والنماذج الصناعية من جهة‬
‫ونظام حقوق المؤلف مان جهة ثانية في مجال الحماية الوطنية‪ ،‬وكذا في مجال الحماية‬
‫الدولية‪ ،‬من كل عمليات التقليد والقرصنة‪ ،‬وذلك يعود للتشابه الكبير بين هذين النظامين رغم‬
‫وجود بعض أوجه االختالف بينهما والمذكورة سابقا‪ ،‬من حيث شرط اإليداع‪ ،‬وعملية الحجز‪،‬‬
‫ونوعية العقوبة‪ ،‬ومدة الحماية‪ ،‬باإلضافة إلى استحداث القانون المتعلق بالرسوم والنماذج‬
‫الصناعية الذي ال يزال األمر رقم ‪ 68-66‬ساري المفعول رغم ما عرفته الجزائر من‬

‫‪86‬‬
‫السنة الثالثة ليسانس قانون عام‬ ‫دروس عرب اخلط يف مقياس امللكية الفكرية‬

‫تغيرات‪ ،‬حيث انتقلت من النظام االشتراكي إلى اقتصاد السوق والمنافسة الملكية الفردية‪.‬‬
‫فهذا األمر يحتاج إلى إعادة نظر‪.‬‬

‫‪87‬‬
‫السنة الثالثة ليسانس قانون عام‬ ‫دروس عرب اخلط يف مقياس امللكية الفكرية‬

‫خاتمة‪:‬‬

‫نظ ار ألهمياة الملكياة الفكرياة عاماة‪ ،‬والملكياة الصناعياة بصفة خاصة‪ ،‬فقد أولت‬
‫التشريعات الوطنياة والدولية أهمية بالغة لهذه االبتكارات‪ ،‬وذلك من خالل تشجيع أصحابها‬
‫وحماياة حقوقهم‪ ،‬وألدل على ذلك تلك القوانين والتشريعات الوطنية والمعاهدات واالتفاقيات‬
‫الدولي ااة‪ .‬والجزائر على غرار بقية دول العالم تهتم بهذه المنجزات الفكرية لتطوير اقتصادها‪،‬‬
‫ويظهر ذلك من خالل التشريعات الكثيرة والمتنوعة التي تصدر من حين آلخر‪ ،‬مواكبااة‬
‫للتطورات الحاصلة داخليا وخارجيا‪ ،‬اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا‪ ،‬فما كان في ظل النظام‬
‫االشتراكي ال يصلح اليوم مع اقتصاد السوق والمنافسة الحرة والملكية الفردية والعولمة‬
‫واالقتصاد البديل‪ ،‬هذا من جهة‪ ،‬ولضمان حماية أكثر وتشجيعا ألصحاب هذه األعمال‬
‫الذهنية التي أصبحت اليوم ثروة مهمة ال يستهان بها‪ ،‬من جهة ثانية‪.‬‬

‫‪88‬‬
‫السنة الثالثة ليسانس قانون عام‬ ‫دروس عرب اخلط يف مقياس امللكية الفكرية‬

‫أسئلة مقترحة للطلبة تحضيرا لالمتحانات‪:‬‬


‫‪ -1‬عرف الملكية الفكرية‪ ،‬وما هي طبيعتها القانونية؟‬
‫‪ -2‬اذكر عناصر الملكية الفكرية‪ ،‬مع الشرح‪.‬‬
‫‪ -3‬من هم المعنيون بحقوق المؤلف؟‬
‫‪ -4‬اذكر أنواع المصنفات‪.‬‬
‫‪ -5‬من هم المعنيون بالحقوق المجاورة؟‬
‫‪ -6‬ما هي الحقوق المعنوية والمادية في الملكية األدبية والفنية؟ وهل هذه الحقوق مطلقة؟‬
‫وضح‪.‬‬
‫‪ -7‬الملكية األدبية والفنية حقوق وحدود‪ ،‬حلل وناقش‪.‬‬
‫‪ -8‬ما هي آليات حماية الحقوق األدبية والفنية؟‬
‫‪ -9‬ما هي الطبيعة القانونية لبراءة االختراع؟‬
‫‪ -10‬ما لفرق بين االختراع واالكتشاف؟‬
‫‪ -11‬هل كل اختراع قابل للحصول على البراءة؟ حلل وناقش‪.‬‬
‫‪ -12‬تكلم عن االستغالل الجبري للبراءة‪.‬‬
‫‪ -13‬ما هي الحقوق االستئثارية ألصحاب البراءات؟‬
‫‪ -14‬بين كيفية حماية البراءات‪.‬‬
‫‪ -15‬ما هي أنواع العالمات؟ اشرح‪.‬‬
‫‪ -16‬ما هي الحقوق االستئثارية لصاحب العالمة؟‬
‫‪ -17‬ما لفرق بين العالمات والرسوم والنماذج الصناعية؟‬
‫‪ -18‬ما هي حاالت رفض تسجيل العالمات؟‬
‫‪ -19‬ما هي حاالت انتهاء العالمات؟‬
‫‪ -20‬بين كيفية حماية العالمات جنائيا ودوليا؟‬
‫‪ -21‬ما هي شروط قبول تسجيل الرسوم والنماذج الصناعية؟ مع الشرح‪.‬‬
‫‪ -22‬ما هي آليات حماية الرسوم والنماذج الصناعية؟‬
‫‪ -23‬ماهي النقائص التي تراها في ظل قوانين الملكية الفكرية في التشريع الجزائري؟‬

‫‪89‬‬
‫السنة الثالثة ليسانس قانون عام‬ ‫دروس عرب اخلط يف مقياس امللكية الفكرية‬

‫المراجع‪:‬‬
‫أ‪ -‬الكتــب‬

‫‪ -1‬أحمد بوراس‪ ،‬تمويل المنشآت االقتصادية‪ ،‬دار العلوم للنشر والتوزيع‪ ،‬عنابة‪.2008 ،‬‬
‫‪ -2‬أحمد سائد الخولي‪ ،‬حقوق الملكية الصناعية‪ ،‬دار مجدالوي للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪( ،‬ب‬
‫س ن)‪.‬‬
‫‪ -3‬إلياس ناصيف‪ ،‬الكامل في قانون التجارة‪ ،‬المؤسسة التجارية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬ج‪.1985 ،1‬‬
‫جالل أحمد خليل‪ ،‬النظام القانوني لحماية االختراعات ونقل التكنولوجيا إلى الدول النامية‪،‬‬ ‫‪-4‬‬
‫جامعة الكويت‪.1983 ،‬‬
‫‪ -5‬حسين مبروك‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬النصوص التطبيقية واالجتهاد القضائي والنصوص المتمم‪،‬‬
‫دار هومة‪ ،‬الجزائر‪.2004 ،‬‬
‫‪ -6‬حسين مبروك‪ ،‬المدونااة الجزائريااة للملكيااة الفكريااة‪ ،‬دار هومااة‪ ،‬الج ازئار‪.2008 ،‬‬
‫‪ -7‬سمير جميل حسين الفتالوي‪ ،‬الملكية الصناعية وفق القوانين الجزائرية‪ ،‬د‪.‬م‪.‬ج‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪.1998‬‬
‫‪ -8‬عبد هللا حسين الخرشوم‪ ،‬الوجيز في حقوق الملكية الصناعية والتجارية‪ ،‬دار وائل للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬عمان األردن‪.2005 ،‬‬
‫عبد الوهاب عرفة‪ ،‬الوسيط في حماية الملكية‪ ،‬دار المطبوعات الجامعية‪ ،‬اإلسكندريااة‪ ،‬مصر‪،‬‬ ‫‪-9‬‬
‫‪.2004‬‬
‫‪ -10‬علي جمال الدين عوض‪ ،‬محاضرات حول الملكية الصناعية‪ ،‬كلية التجارة‪ ،‬جامعة القاهرة‪،‬‬
‫مصر‪.‬‬
‫‪ -11‬فاضلي إدريس‪ ،‬المدخل إلى الملكية الفكرية‪ ،‬الملكية األدبية والفنية والصناعية‪ ،‬دار هومة‪،‬‬
‫الجزائر‪.2004-2003 ،‬‬
‫‪ -12‬فرحة زراوي صالح‪ ،‬الكامل في القانون التجاري الجزائري‪ ،‬الحقوق الفكرية‪ ،‬ابن خلدون للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬وهران‪.2006 ،‬‬
‫‪ -13‬مصطفى كمال طه‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬األعمال التجارية والتجار‪ ،‬الشركات التجارية والصناعية‪،‬‬
‫الدار الجامعية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪.1982 ،‬‬

‫القوانين‪:‬‬

‫‪ -14‬األمر رقم ‪ 86-66‬المؤرخ في ‪ 28‬أفريل ‪ 1966‬المتعلق بالرسوم والنماذج الصناعية‪ ،‬الجريدة‬


‫الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،35‬المؤرخ في ‪ 3‬ماي ‪.1966‬‬

‫‪90‬‬
‫السنة الثالثة ليسانس قانون عام‬ ‫دروس عرب اخلط يف مقياس امللكية الفكرية‬

‫‪ -15‬األمر رقم ‪ 05-03‬المؤرخ في ‪ 19‬يوليو ‪ 2003‬المتضمن حقوق المؤلف والحقوق المجاورة‪،‬‬


‫الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،44‬المؤرخ في ‪ 23‬يوليو ‪.2003‬‬
‫‪ -16‬األمر رقم ‪ 06-03‬المؤرخ في ‪ 19‬جويلية ‪ 2003‬والمتعلق بالعالمات‪ ،‬الجريدة الرسمية‪،‬‬
‫العدد‪ ،44‬المؤرخ في ‪ 23‬جويلية ‪.2003‬‬
‫‪ -17‬األمر رقم ‪ 07-03‬المؤرخ فاي ‪ 19‬جويلية ‪ 2003‬المتعلاق ببراءات االختراع‪ ،‬الجريدة الرسمية‪،‬‬
‫العدد ‪ ،44‬المؤرخ في ‪ 23‬جويلية ‪.2003‬‬
‫‪ -18‬المرسوم التنفياذي رقاام ‪ 277-05‬المؤرخ فااي ‪ 2‬أوت ‪ 2005‬المتضمان كيفيااات إياداع العالمات‬
‫وتسجيلها‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،54‬المؤرخ في ‪ 7‬أوت ‪.2005‬‬

‫‪91‬‬

You might also like