Professional Documents
Culture Documents
262 Ad 226691 CF 4 F 1
262 Ad 226691 CF 4 F 1
الجهمية ومن َت ِبَع ُهم على َط ريَق ِتِه م قاموا بإنكار اَّن هللا فوق السماء السابعة ،وهو ُم سَت وي على العرش.
فعند مناقشتهم ودعوتهم الى الحق والّدفاع عن صفات هللا ،يجب تحديد أصل بينكم وهو من أهم األصول التي ُترَج ع
إليها حين االختالف.
وهذا أصٌل َح َّد َد ُه ُهللا لنا في اآلية:
(( َي ٰٓـَأُّي َه ا ٱَّلِذيَن َء اَم ُنٓو ۟ا َأِط يُعو۟ا ٱَهَّلل َو َأِط يُعو۟ا ٱلَّر ُسوَل َو ُأ۟و ِلى ٱَأْلْم ِر ِمنُك ْم ۖ َف ِإن َتَن ٰـ َز ْع ُتْم ِفى َش ْى ٍۢء َف ُر ُّد وُه ِإَلى ٱِهَّلل َو ٱلَّر ُسوِل
ِإن ُك نُتْم ُتْؤ ِم ُنوَن ِبٱِهَّلل َو ٱْلَي ْو ِم ٱْلَٔـاِخ ِر ۚ َٰذ ِلَك َخ ْي ٌۭر َو َأْح َس ُن َت ْأِو ياًل )) 4:59
في ُك ل ِنزاع بين من ينَت ِس ب الى اإلسالم ،يجب الّر جوع الى القرآن والسّن ة للوجود على الحل الصحيح.
الجهمية ومن اّتبع طريقتهم من األشاعرة ونحوي ذلك ،انكروا علّو هللا عَّز وجّل ،انكروا ان هللا فوق سماواتهُ ،م سَت وي
على عرشه.
هذه رسالة ُج ِمَع ت فيها آيات من القرآن ،و احاديث الّنبي عليه الصالة والسالم ،ومن ِض مِنها بعض اقوال الصحابة.
ثم في النهاية عرض الّن قل الكثير في اإلجماع على علّو هللا تبارك وتعالى.
____________________________________
(( ِإَّن َر َّب ُك ُم ٱُهَّلل ٱَّلِذى َخ َلَق ٱلَّس َم ٰـ َٰو ِت َو ٱَأْلْر َض ِفى ِس َّت ِة َأَّي اٍۢم ُثَّم ٱْس َت َو ٰى َع َلى ٱْلَع ْر ِش ُيْغ ِش ى ٱَّلْي َل ٱلَّن َه اَر َي ْط ُلُبُهۥ َح ِثيًۭث ا
َو ٱلَّش ْم َس َو ٱْلَقَمَر َو ٱلُّن ُجوَم ُم َس َّخ َٰر ٍۭت ِبَأْم ِر ِهٓۦ ۗ َأاَل َلُه ٱْلَخ ْلُق َو ٱَأْلْم ُر ۗ َت َب اَر َك ٱُهَّلل َر ُّب ٱْلَع ٰـ َلِميَن )) 7:54
(( ِإَّن َر َّب ُك ُم ٱُهَّلل ٱَّلِذى َخ َلَق ٱلَّس َم ٰـ َٰو ِت َو ٱَأْلْر َض ِفى ِس َّت ِة َأَّي اٍۢم ُثَّم ٱْس َت َو ٰى َع َلى ٱْلَع ْر ِش ۖ ُيَدِّبُر ٱَأْلْم َر ۖ َم ا ِمن َش ِفيٍع ِإاَّل ِم ۢن َب ْع ِد
ِإْذ ِنِهۦ ۚ َٰذ ِلُك ُم ٱُهَّلل َر ُّب ُك ْم َف ٱْع ُبُد وُه ۚ َأَفاَل َت َذ َّك ُروَن )) 10:3
^
^
( مالحظة مهّمة،
كلمة استوى ِبَو ْح ِدها لها معاني عديدة ،الكن اذا اتى معها كلمة "على" ،فتكون خمس معاني .وهي" :عال ،ارتفع،
َصَع د ،اسَتَق رَ ،ج َلس" ،وكل هذه ُم ثَب تة هلل.
وقد ُنِقل عن اإلمام البخارّي رحمه هللا ،والبخارّي من الّسلف ،ان "استوى على" تعني "عال وارتفع" .وانظر الى
طريقة استخدام هذه العبارة في اآلية رقم 13من سورة الّز خرف لزيادة اليقين والبرهان.
هناك مالحظة ُأخرى ،اَّن كلمة "في" في اللغة العربية تأتي ايضًا بمعنى "على" .فعندما نقول اَّن هللا في السماء ،نقصد
على السماء .وانظر الى طريقة استخدامها في اآلية رقم 71من سورة طه.
هناك بعض الجهمّية يقولون ان استوى ِبمعنى استولى ،وايضًا "استواء هللا على العرش هو انه عالي ليس بنفسه
الحقيقية ،والكن ِبمكانته المعنوية"،
ًا َق ًا
وهذا قوٌل عجيب ،ال يقوله مسلم قط ،فقد سّبوا هللا وقالوا انه كان ُمساوي للعرش معنوي َو در قبل ان يغلب عليه
ويرتفع فوقه ،وكأّنه العرش ِنّد ًا هلل من قبل ان "يستولي عليه".
(( آلٓم ر ۚ ِتْلَك َء اَي ٰـ ُت ٱْلِك َت ٰـ ِب ۗ َو ٱَّلِذٓى ُأنِز َل ِإَلْي َك ِمن َّر ِّب َك ٱْلَح ُّق َو َلٰـ ِكَّن َأْك َث َر ٱلَّن اِس اَل ُيْؤ ِم ُنوَن )) 13:1
(( َو ِإَّن ُهۥ َلَت نِز يُل َر ِّب ٱْلَع ٰـ َلِميَن )) 26:192
^
^
(( ِإْذ َق اَل ٱُهَّلل َي ٰـ ِعيَس ٰٓى ِإِّن ى ُم َت َو ِّفيَك َو َر اِفُع َك ِإَلَّى َو ُم َط ِّهُر َك ِمَن ٱَّلِذيَن َكَف ُرو۟ا َو َج اِع ُل ٱَّلِذيَن ٱَّت َب ُعوَك َفْو َق ٱَّلِذيَن َكَف ُر ٓو ۟ا ِإَلٰى
َي ْو ِم ٱْلِقَي ٰـ َمِة ۖ ُثَّم ِإَلَّى َم ْر ِجُع ُك ْم َف َأْح ُك ُم َب ْي َن ُك ْم ِفيَم ا ُك نُتْم ِفيِه َت ْخ َت ِلُفوَن )) 3:55
َب ل َّر َفَع ُه ٱُهَّلل ِإَلْيِه ۚ َو َك اَن ٱُهَّلل َع ِز يًز ا َح ِك يًۭم ا ))
4:157-158
^
^
(مالحظة ،بعض الجهمية يقولون "ُرِفع ليس حقيقة ،والكن في َقْد ِر ه ومكانته المعنوية".
هذا قول َيِص ل الى الكفر ،كأّنهم يقولون ان عيسى صار مساويًا هلل في القدر ،هذا قول ال صارى الذين كفروا باهلل
ّن
وكّفرهم هللا في القرآن على ُغ لّو هم)
(( َء َأِمنُتم َّمن ِفى ٱلَّس َم ٓاِء َأن َي ْخ ِس َف ِبُك ُم ٱَأْلْر َض َف ِإَذ ا ِهَى َت ُموُر
َأْم َأِمنُتم َّمن ِفى ٱلَّس َم ٓاِء َأن ُيْر ِس َل َع َلْي ُك ْم َح اِص ًۭب ا ۖ َف َس َت ْع َلُموَن َك ْي َف َن ِذيِر )) 67:17
^
^
( مالحظة هنى ،البعض يحاول ان يحّر ف معنى اآلية ويقول انه جبريل عليه السالم الذي فوق والمقصود في اآلية.
هذا باطل ومخالفة إلجماع المسلمين .ايضًا ،نرى في اآلية 81من سورة القصص ان الخسف ُينَس ب الى هللا .وفي
آيات ُأخرى مثل الذي حصل لقوم لوط ،العذاب الذي وقع فيهم ُنِس َب انه من هللا واّن هللا الذي عّذ بهم سبحانه وتعالى،
كاآللة رقم 82من سورة هود ،مع اننا نعلم ان هللا ارسل المالئكة (جبريل عليه السالم) ليعّذ بهم ،الكن العذاب ُنِس ب انه
من عند هللا وكذلك الخسف ،كما نرى في اآليات.
ثم كذلك ،هل الّرغبة والّر هبة تكون إاّل هلل؟
أَو َن خاُف ِج بريل وَن رجوا جبريل؟ ام نخاف من هللا ونرجوا رحمته علينا؟ سبحانه وتعالى )
(( َو َق اَل ِفْر َع ْو ُن َي ٰـ َه ٰـ َم ٰـ ُن ٱْب ِن ِلى َص ْر ًۭح ا َّلَع ِّلٓى َأْب ُلُغ ٱَأْلْس َب ٰـ َب
َأْس َب ٰـ َب ٱلَّس َم ٰـ َٰو ِت َف َأَّط ِلَع ِإَلٰٓى ِإَلٰـ ِه ُموَس ٰى َو ِإِّن ى َأَلُظ ُّن ُهۥ َك ٰـ ِذ ًۭب ا ۚ َو َك َٰذ ِلَك ُز ِّي َن ِلِفْر َع ْو َن ُس ٓو ُء َع َم ِلِهۦ َو ُص َّد َع ِن ٱلَّس ِبيِل ۚ َو َم ا َك ْيُد
ِفْر َع ْو َن ِإاَّل ِفى َت َب اٍۢب ))
40:36-37
(( َو َلُهۥ َم ن ِفى ٱلَّس َم ٰـ َٰو ِت َو ٱَأْلْر ِض ۚ َو َم ْن ِع نَدُهۥ اَل َي ْس َت ْك ِبُروَن َع ْن ِع َب اَد ِتِهۦ َو اَل َي ْس َت ْح ِس ُروَن )) 21:19
^
^
^
^
( "َي ْع ُرُج " العروج هو الّصعود ،الّصعود الى فوق ِبَمَي الن وليس باستقامة)
ْل
(( ِّم َن ٱِهَّلل ِذى ٱ َمَع اِر ِج
َت ْع ُرُج ٱْلَم َلٰٓـِئَك ُة َو ٱلُّر وُح ِإَلْيِه ِفى َي ْو ٍۢم َك اَن ِم ْق َد اُرُهۥ َخ ْم ِس يَن َأْلَف َس َن ٍۢة ))
70:3-4
اليهود قالت يد هللا مغلولةَ ،ف َر َّد عليهم هللا على ذلك القول في اآلية رقم 64من سورة المائدة.
(( َو َق اَلِت ٱْلَي ُهوُد َي ُد ٱِهَّلل َم ْغ ُلوَلٌة ۚ ُغ َّلْت َأْيِديِه ْم َو ُلِع ُنو۟ا ِبَم ا َق اُلو۟ا ۘ َب ْل َي َداُه َم ْبُسوَط َت اِن ُينِفُق َك ْي َف َي َش ٓاُء ۚ ))
الّنصارى قالوا عيسى ابن هللا ،وقالوا بالّث الوثَ ،ف َر َّد عليهم هللا سبحانه وتعالى في سورة المائدة آية .73 ,72 ,17
(( َّلَقْد َكَف َر ٱَّلِذيَن َق اُلٓو ۟ا ِإَّن ٱَهَّلل ُه َو ٱْلَمِس يُح ٱْبُن َم ْر َي َم ))
اليهود والنصارى يقولون ان هللا في السماءِ ،لماذا هللا سبحانه وتعالى لم َي ُرد عليهم؟ وتجد هذه العقيدة موجودة في
ُكُتِبهم انه في الّسماء ،بالّرغم من بعض الحلولّية المعاصرين منهم اليوم.
لم َي ُرد هللا عليهم وُينِكر قولهم انه في السماء،
بل أنَز ل فوق الخمسة عشر آية يؤّك د فيها قولهم ويقّرره ويقر به) .
____________________________________
-حديُث أن المؤمَن تحضرُه المالئكُة فإذا كاَن الرجُل الصالُح قالوا اخرِجي أّيُتها النفُس الطّيبُة كانت في الجسِد
الطّيِب اخرجي حميدًة وأبشري بروٍح وريحاٍن ورٍّب غيِر غضباٍن فال يزال ُيَق اُل لها حتى تخرَج فُيْع َر ُج بها حتى
ينتهي بها إلى السماِء فُيستفتُح لها فيقاُل من هذا ؟ فيقاُل فالُن ابن فالٍن فيقال َم ْر َح با بالنفِس الطيبِة كانت في الجسِد
الطيِب ادخلي َح ِميَد ًة وأْبِش ري بروٍح وريحاٍن ورٍّب غيِر غضباٍن فال يزاُل يقال لها فيقاُل لها ذلك حتى ينتهي بها إلى
السماِء التي فيها ُهللا عز وجَل .وإذا كاَن الرجُل الُّسوُء قال اخرِجي أيتها النفُس الخبيَثُة كانت في الجسِد الخبيِث
اخرجي َذ ميمًة وأبِش ري بحميٍم وغّساٍق وآخُر من َش ْك لِه أْز واٌج فال يزاُل يقاُل لها ذلَك حتى تخرَج فينتهي بها إلى السماِء
فيقال من هذا ؟ فيقال فالُن ابن فالٍن فيقال ال مرحبا بالنفِس الخبيثِة كانت في الجسِد الخبيِث ارجعي ذميمًة فإنه ال ُتفتُح
لك أبواُب السماِء فُتْر َس ل إلى األرِض ثم تصير إلى القبِر .
َف إن قالوا "حتى ينتهي الى السماء التي فيها هللا عز وجل المقصود به المكانة المعنوية وليس ارتفاع حقيقي ِفعلي"،
فهل ُيصِبح العبد ُمساويًا هلل في المكانة والقدر؟؟؟؟ هذا ُك فر ،فقد جعلت مع هللا ِنّد ًا وجعلت َلُه ُشَر كاء.
بعضهم يقول "السماء التي فيها هللا تعني السماء التي فيها ُملُك هللا" ،يعني المالئكة وخلقه الذي فيه وهكذا.
هذا القول ُهراء وُخ رافة حتى ال تستحق الّر د عليها ،بل هَو َت َم ّني ِمنهم وُمكابرة.
اذا المعنى المراد كان ملك هللا وخلقه وكل شيءَ ،لما ُذ ِكَر هللا ُمنَف ِر دًا .لو كان كما تقولون ،إذ ل ِكَر أُّي شيء إال إنفراد
ُذ ًا
هللا وحده باللفظ.
يا ُترى ،اذا ُهم يَّد عون اّنهم ُمنِص فون ويأخذون بالّصريحُ ،ثَّم َي قولون اَّن هذا الحديث ُمتشابه وليس ِبَص ريح ،فماذا هو
الصريح القطعي عنَد ُهم إذًا بعد هذا؟ ام المسألة هي مسألة إِّت باع هوى؟
إن كان هناك َن ّص ًا َص حيحًا صريحًا واِض حًا ِمثَل هذا ،فال ُيتَر ك وال ُيَفَّو ض المعنى فذلك ِمن الِكبر واإلعراض عن ما
أنزل هللا.
َو يلهم إن كانوا كذلك) .
جاَء حاطٌب إلى رسوِل ِهَّللا صَّلى ُهَّللا عليه وسَّلَم بجارَّيٍة َلُه فقاَل :يا رسوِل ِهَّللا إَّن علَّي رقبًة َفَه ل ُتجِز ُئ هِذِه َع ِّن ي؟ -
فقاَل رسوُل ِهَّللا صَّلى ُهَّللا عليه وسَّلَم َ :م ن َأنا؟ قاَلت :أنَت رسوُل ِهَّللا ،قاَل :أيَن رُّبِك ؟ فأشاَر ت إلى الَّسماِء ،قاَل :اعِتقها
.فإَّن ها ُمؤِم َن ٌة
^
^
(اّو ل مالحظة ،هذه حادثة مختلفة وجارية مختلفة عن جارية معاوية ابن الحكم التي ستأتي بعد قليل ،وذكرت هذا من
باب تعداد الروايات وان ال يظن البعض انهما نفس الشيء ونفس الحادثة،
َف ِفي زيادة األحداث والروايات المذكورة ،زيادة يقين واحتجاج.
هناك من يقول "النبي قصد العلّو المعنوي في القدرة والعلم فقط وليس انه هو بنفسه فوق ،والجارية فهمته"،
الجارية الّصغيرة في الّسن ال ُيَتَك َّلم َمَع ها ِباأللغاز فلن تفهم ِلَح داثة ِس ِّن ها وِص َغ ِر عقِلها.
وكذلك كأّنهم يقولون ان النبي عليه الصالة والسالم اراد ُبُأّمته الفتنة ِلقوله كالم غير واضح ومتشابه يشكل على الكثير
وَي كُفر ِبِه الكثير .وهذا أِل ن عند الجهمية ُمثِبت العلّو كافر.
عليهم من هللا ما يستحّقون.
وزيادة ُأخرى ،تأويالتهم دخلت في كثير من النصوص الّظ اهرة ،اذا اإلنسان أَّو ل وشّك ك في معنى كل كلمة ُنِط َق ِبَه ا
في الحياة ،فال َيِص ح أخذ اي شيء او الّتأُّك د من اي شيء في الحياة ،بل ُتَفِّو ض معنى كل شي.
مثال:
ِّك ّن ًا
غدا سيقول شخص "ا ي ادعوك الى بيتي" ،فُيَف ر الشخص اآلخر الذي ُد عي ،ويقول لنفسه "هو ال يقصد ببيته
الحقيقي ،بل يقصد مملوكاته مثل مزرعته وقد اكون ُد عيت هناك ،او حتى بيت جاِر ِه أِل ّنه ُمالِز م ِلجاره وهم كاإلخوة
ودائمًا ِع نَد ُه فَي عَت ِبر بيته بيته،
او لعّله يقصد ببيتي يعني قلبي ألن القلب هو الّسكن الحقيقي ال ُيفارقك" او شيء من هذا القبيل،
َف ِفعًال ،على طريَق ِتِه م َفُهم يستطيعون ان ُيأِّو لوا كل كلمة ُنِط َق بها ،وعند ذلك ال يصح شيء من القول واللغة.
األصل هو ان ُيحَم ل الَك الم على الّظ اهر ،وعلى ما يقَت ضيه ِس ياُقه)
وفي صحيح مسلم ,1218لّما اشار الّنبي عليه الصالة والسالم الى الناس عندما تكّلم معهمُ ،ثَّم اشار فوق الى
الّسماء عندما تكّلم مع هللا سبحانه وتعالى وقال "اللهم اشهد"
َ -ي َت عاَق ُبوَن ِفيُك ْم َمالِئَك ٌة بالَّلْي ِل وَمالِئَك ٌة بالَّن هاِر ،وَي ْج َت ِمُعوَن في َص الِة الَع ْص ِر وَص الِة الَف ْج ِر ُ ،ثَّم َي ْع ُرُج اَّلِذيَن باُتوا ِفيُك ْم ،
َف َي ْس َأُلُهْم وهو أْع َلُم بِه ْم :كيَف َت َر ْك ُتْم ِع باِدي؟ فَي قولوَن َ :ت َر ْك ناُه ْم وُه ْم ُيَص ُّلوَن ،وَأَت ْيناُه ْم وُه ْم ُيَص ُّلوَن ..
ُقلُت :يا َر سوَل ِهللا ،أفال ُأْع ِتُقَه ا؟ قاَل :اْئ ِتِني بَه ا فأَت ْي ُتُه بَه اَ ،ف قاَل َلَه ا :أْي َن ُهَّللا؟ قاَلْت :في الَّس َم اِء ،قاَل َ :م ن أَن ا؟
قاَلْت :أْن َت َر سوُل ِهللا ،قاَل :أْع ِتْق َه ا ،فإَّن َه ا ُمْؤ ِم َن ٌة ..
الراوي :معاوية بن الحكم السلمي
المحدث :مسلم
المصدر :صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم537 :
خالصة حكم المحدث[ :صحيح]
^
^
(هم يحاولون ان يعارضوا هذا الحديث ويقولوا انه مضطرب ِلُيضّعفوه" ،مضطرب يعني ورد نفس القّصة بلفظ آخر
لم يذكر فتكون هذه شاّذ ة ،اللفظ اآلخر ال يوجد فيه اين هللا ،فالراوي ُمخطئ والرواية ال تصح"،
َهِذِه ُحَّج ُتُهم على هذا الحديث
نعم هناك رواية ُأخرى َت ذُك ر قّصة جارية سألها رسول هللا "أتشهدين ان ال إله إاّل هللا" بدل ان يسألها "أين هللا"،
الكنها قّصة وحادثة مختلفة ،وليست نفس الجارية التي هي جارية معاوية بن الحكم ،فهما حادثتان مختلفتان ،واحدة
سأل فيها الرسول "أين هللا" ،والثانية سأل "اتشهدين اال إله إال هللا" .ال تعارض على اإلطالق.
وليست جارية معوية ابن الحكم الجارية الوحيدة في العالم ،بل وقد ذكرنا سابقًا قصة جارية ُأخرى مختلفة عن هذه
التي في صحيح مسلم فحّتى اذا ارادوا تضعيف هذه فال يستطيعون تضعيف ِتلك .الكن بالحالتين اذا نظر المرء في
الحديثان وجد احداثهما تختلف وليسوا نفس الحادثة.
فبهذا تكون الرواية التي ذكر فيها اين هللا ليست مضطربة ،بل صحيحة ،وقولهم باطل.
وصّح حها اإلمام مسلم الحّج اج ووردت في صحيحه ،وتصحيحه لها ُحّجة فوق ما يقوله النووي وغيره ،النه أعلم منه)
-قلُت يا رسوَل ِهللا أين كان ربنا قبَل أن يخلَق السماواِت واألرِض ؟ قال :كان في عماٍء ما فوَقه هواٌء وما تحَت ه
هواٌء ،ثم خلَق العرَش ثم استوى عليِه .
^
^
^
^
(بعضهم يحاول ان يقول "جبريل الذي َي رَح ُمنا" ،وهذا كالٌم عجيب وجريء يصل الى الّش رك .فاذا فعلها فاعل َط َلبًا
ِلَر حمة جبريل فقد اشرك باهلل،
اّل ّذ ْغ اّل
فال ُيدعى وال ُيرجى وال ُيرَه ب ا هللا .وال َي ِفر ال نوب إ هللا ،كما قال سبحانه في سورة آل عمران ،آية .135
كالمهم مخالف للقرآن والّس ّن ة والفطرة ،كالمهم باطل).
-الَّر اِحموَن َي رَح ُمهُم الرحمُن ،ارَح موا َم ن في األرِض َي رَح ْم كم َم ن في الَّسماِء ..
َ -ج اَء َز ْيُد بُن َح اِر َث َة َي ْشُك وَ ،ف َج َع َل النبُّي َص َّلى ُهللا عليه وسَّلَم يقوُل :اَّت ِق َهَّللا ،وَأْم ِس ْك َع َلْي َك َز ْو َج َك ،قاَل أَن ٌس :لو كاَن
َر سوُل ِهَّللا َص َّلى ُهللا عليه وسَّلَم َك اِتًما شيًئ ا َلَكَت َم هِذه ،قاَل َ :فَك اَنْت َز ْي َن ُب َت ْف َخ ُر عَلى أْز َو اِج النبِّي َص َّلى ُهللا عليه وسَّلَم
َت ُقوُلَ :ز َّو َج ُك َّن أَه اِليُك َّن ،وَز َّو َج ِني ُهَّللا َت َع اَلى ِمن َفْو ِق َس ْب ِع َسَمَو اٍت ،وَع ْن َث اِبٍت َ{ :و ُتْخ ِفي في َن ْف ِس َك ما ُهَّللا ُمْبِديِه وَت ْخ َش ى
الَّن اَس } [األحزابَ ،]37 :نَز َلْت في َش ْأِن َز ْي َن َب وَز ْيِد بِن َح اِر َث َة ..
-قاَل َ :ف َب َلَغ ذلَك النبَّي َص َّلى ُهللا عليه وسَّلَم َف قاَل :أاَل َت ْأَم ُنوِني وَأَن ا أِميُن َم ن في الَّس َم اِء َ ،ي ْأِتيِني َخ َب ُر الَّس َم اِء َص َب اًح ا
وَمَس اًء
^
^
( يحيدون الجهمية عن هذا الحديث ِبَق ولهم "المقصود الذي في السماء هو جبريل".
في القرآن ،في سورة الشعراء ،كان َق ول األنبياء في آيات عديدة بنفس السورة:
(( ِإِّن ى َلُك ْم َر ُسوٌل َأِميٌۭن ))
فترى ،هو رسول َأمين .هو ُمرَس ل ِمن َم ن؟ هو ُمرَس ل من هللا تعالى ،فهو أمين هللا.
وزيادة في الحّج ة ،عند كثير من الجهمية ،عقيدتهم هي ان الرسول محمد صّلى هللا عيه وسّلم افضل من جبريل .فكيف
الرسول الذي هو افضل من جبريل ،يفتخر ويعّظ م مقامه ِبِذكر انه أمين الذي أقل ِمنُه درجة؟ طبعًا هذا ال يستقيم.
وكذلك ،كل هذه األحاديث واآليات تشّد وتقّو ي بعضها بعضا) .
-ما ِمن َر ُج ٍل َي ْد ُعو اْم َر َأَت ُه إلى ِفَر اِش َه اَ ،فَت ْأَب ى عليهِ ،إاَّل كاَن الذي في الَّس َم اِء َس اِخ ًط ا َع َلْي َه ا حَّت ى َي ْر َض ى َع ْن َه ا..
قال :إَّن المؤمَن إذا كان في ُقُبٍل من اآلخرِة وُد ُبٍر من الدنيا وحضَر ُه ملُك الموِت فجلس عند رأِس ِه ثم قال :اخرجي
أيتها النفُس المطمئنُة اخرجي إلى رحمِة ِهللا ورضواِنِه فَت ْن َس ُّل نفُسُه كما تقطُر القطرُة من في السقاِء فإذا خرجت نفُسُه (
صَّلى عليها ) كُّل من بين السماِء واألرِض إال الَّث قليِن ثم ُيْص َع ُد بِه إلى السماِء فُتفتُح لُه السماُء ،وُيَش ِّيُعُه مقربوها إلى
السماِء الثانيِة والثالثِة والرابعِة والخامسِة والسادسِة والسابعِة إلى العرِض مقربو كُّل سماٍء فإذا انتهى إلى العرِش ُك ِتَب
كتاُبُه في عِّلِّييَن ويقوُل الرُّب عَّز وجَّل رُّد وا عبدي إلى مضجِعِه فيأتيِه منكٌر ونكيٌر ُيثيراِن األرَض بأنيابهما ويفحصاِن
األرَض بأشعارهما فُيجلساِنِه ثم ( يقاُل ) لُه يا هذا من ربك ؟ فيقوُل ربَي ُهللا ،فيقوالِن صدقَت ثم يقاُل لُه ما ِديُنك ؟
فيقول دينَي اإلسالُم فيقوالِن صدقَت ،ثم يقاُل لُه من نبيك ؟ فيقوُل :محمٌد رسوُل ِهللا ،فيقوالِن صدقَت ،ثم ُيْف َس ُح لُه
في قبِر ِه َم َّد بصِر ِه ويأتيِه رجٌل حسُن الوجِه طِّيُب الريِح حسُن الثياِب فيقوُل :جزاك ُهللا خيًر ا فوِهللا ما علمُت إن كنت
لسريًع ا في طاعِة ِهللا بطيًئ ا عن معصيِة ِهللا فيقوُل وأنت جزاك ُهللا خيًر ا فمن أنت ؟ فيقوُل :أنا عملك الصالُح ،ثم ُيْف َت ُح
لُه باٌب إلى الجنِة فينظُر إلى مقعِدِه ومنزِلِه منها حتى تقوَم الساعُة ،وأَّن الكافَر إذا كان في ُد ُبٍر من الدنيا وُقُبٍل من
اآلخرِة وحضَر ُه الموُت ونزلت عليِه من السماِء المالئكُة معهم َكَفٌن ( من الناِر وحنوٌط من الناِر ) قال فيجلسون منُه
َم َّد بصِر ِه ،وجاء ملُك الموِت ( فيجلُس ) عند رأِس ِه ،ثم قال أخرجي أيتها النفُس الخبيثُة اخرجي إلى غضِب ِهللا
وسخِط ِه فُتَف َّر ُق روُحُه في جسِدِه كراهيَة أن تخرَج لما ترى وُتعاِيُن فيستخرجها كما ُيستخرُج الَّس ُّفوُد من الصوِف
المبلوِل فإذا خرجت نفُسُه لعَن ُه كُّل شْي ٍء بين السماِء واألرِض إال الَّث قلْي ِن ثم َي ْص َع ُد إلى السماِء فُتْغ َلُق دوَن ُه فيقوُل الرُّب
عَّز وجَّل رُّد وا عبدي إلى مضجِعِه فإني وعدتهم أني منها خلقتهم وفيها ُأعيدهم ومنها ُأخرجهم تارًة أخرى فُتَر ُّد روُحُه
إلى مضجِعِه فيأتيِه منكٌر ونكيٌر ( ُيثيراِن في ) األرِض بأنيابهما ويفحصاِن األرَض بأشعارهما أصواتهما كالرعِد
القاصِف وأبصارهما كالبرِق الخاطِف فُيجلساِنِه ثم يقوالِن يا هذا من ربك ؟ يقوُل ال أدري ،فُيناَد ي من جانِب القبِر ال
َد َر ْيَت فيضرباِنِه بمرزَّبٍة من حديٍد لو اجتمَع عليها من بين الخافقيِن لم ُتَق َّل ويضيُق عليِه القبُر حتى ( تختلَف
أضالُعُه ) ويأتيِه رجٌل قبيُح الثياِب منِتُن الريِح فيقوُل :جزاك ُهللا شًّر ا فوِهللا ما علمُت إن كنَت لبطيًئ ا عن طاعِة ِهللا
سريًع ا ( في ) معصيِة ِهللا ،فيقوُل ومن أنت ؟ فيقوُل أنا عملك الخبيُث ثم ُيْف َت ُح لُه باٌب إلى الناِر فينظُر إلى مقعِدِه حتى
تقوَم الساعُة .
الراوي :البراء بن عازب
المحدث :ابن القيم
المصدر :الروح
الصفحة أو الرقم1/269 :
خالصة حكم المحدث :صحيح
-كان ملُك الموِت يأتي الناَس عياًن ا ،فأتى موسى علْيِه السالُم ،فلطَم ُه ( ( موسى ) ) فذهَب بعيِنِه ،فعرَج إلى رِّبِه
فقال َ :ب عَثْت ني إلى موسى ،فلطَم ني فذهَب بعيني ،ولوال كراَم ُتُه عليَك ،لشقْق ُت علْيِه ،قال :ارجْع إلى عبدي ،فقْل له
:فليضْع يَدُه على ثوٍر فله بكِّل شعرٍة واَر ْت كَّفُه سنٌة يعيُشها ،فأتاُه فبلَغ ُه ما أمَر به رُّبُه فقال :ما بعد ذلك ،قال :
الموُت .قال اآلَن ( فأتاُه بشيٍء مَن الجنِة ) فشَّمُه شمًة قبَض فيها روَح ُه ،ورَّد ُهللا على ملِك الموِت بصَر ُه.
( واعلم ان القمر فوقنا ،فإذا راينا هللا كما نرى القمر فاهلل فوقنا سبحانه وتعالى )
َ -م ن َت صَّدَق بَع ْد ِل تمرٍة ِمن كْس ٍب طِّيٍب ،وال َي صَع ُد إلى ِهللا إاَّل طِّيٌب ؛ فإَّن َهللا َي قَب ُلها بَي ِمينه ،ثَّم ُيرِّبيها ِلصاِحِبها ،كما
ُيرِّبي أحُد كم َف ُلَّو ه ،حتى َت كوَن مثَل الجبِل . .
-رُّب َن ا ُهللا اَّلِذي في الَّسماِء تقَّد َس اسُم َك ،أمُر َك في الَّسماِء و األرِض ،كَم ا رحمُتَك في الَّسماِء فاجعْل رحمَت َك في
األرِض ،أنزْل رحمًة ِمن رحمِتَك ،و شفاًء ِمن شفاِئَك على هذا الوجِع .
الراوي- :
المحدث :ابن عثيمين
المصدر :مجموع فتاوى ابن عثيمين
الصفحة أو الرقم63/17 :
خالصة حكم المحدث[ :ثابت]
-إذا كاَن يوم الجمعُة نزَل ُهللا عَّز وجَّل من عِّلِّييَن عَلى كرسِّيِه ،ثَّم حَّف الكرسَّي بمنابَر من نوٍر ،ثَّم جاَء الَّن بُّيوَن
حَّت ى يجِلسوا عليها ،ثَّم حَّفها ِبكراسَّي من َذ هٍب ،ثَّم جاَء الِّص ِّد يقوَن والُّش هداُء حَّت ى يجِلسوا عليها ،ثَّم يجيُء أهُل الجَّن ِة
حَّت ى يجِلسوا عَلى الكثيِب ،فيتجَّلى َلهم رُّبهم عَّز وجَّل حَّت ى ينظروا إلى وجِه ه َ ،و هَو يقوُل :أنا اَّلذي صدقُتكم وْع دي
َف سلوني َ ،ف يسألوَن ه حَّت ى َت نَت هَي رغبُتهم ،فيفتُح َلهم عنَد ذِلك ما ال َع يٌن رأْت ،وال أذٌن سِمَع ت ،وال خطَر عَلى قلِب
بشٍر ،إلى مقداِر ُمنصِر ِف الَّن اِس يوِم الجمعِة ،ثَّم يصعُد عَلى كرسِّيِه ،فيصعُد مَع ه الِّص ِّد يقوَن والُّش هداُء .
َّل َّل
-أَّن النبَّي ص ى ُهللا علْيِه وس َم قال لسعِد – ابِن معاٍذ – لقد حكْم َت فيهم – يعني بني قريظَة بحكِم الملِك من فوِق سبِع
سمواٍت .
-أَّن َن ِبَّي ِهَّللا صَّلى ُهللا عليه وسَّلَم َح َّد َث ُهْم عن َلْي َلِة ُأْس ِر َي بِه :بْي َن ما أَن ا في الَح ِط يِم -وُرَّبما َق اَل :في الِحْج ِر ُ -مْض َط ِجًع ا،
إْذ أَت اِني آٍتَ ،فَق َّد [وفي ِر وايٍة]َ :فَشَّق ما بْي َن هِذه إلى هِذه َ-ف ُقلُت ِلْلَج اُروِد وهو إلى َج ْن ِبي :ما َي ْع ِني بِه؟ َق اَل ِ :من ُثْغ َر ِة
َن ْح ِر ِه إلى ِش ْع َر ِتِه [ .وفي ِر وايٍة]ِ :من َق ِّصِه إلى ِش ْع َر ِتِه َ -ف اْس َت ْخ َر َج َق ْلِبيُ ،ثَّم ُأِتيُت بَط ْس ٍت ِمن َذ َه ٍب َم ْم ُلوَء ٍة إيَم اًن اَ ،فُغ ِس َل
َق ْلِبيُ ،ثَّم ُحِش َي ُثَّم ُأِع يَدُ ،ثَّم ُأِتيُت بَد اَّبٍة ُد وَن الَب ْغ ِل ،وَفْو َق الِحَم اِر أْب َيَض َ-فَق اَل له الَج اُروُد :هو الُبَر اُق يا أَب ا َح ْم َز َة؟ َق اَل
أَن ٌس َ :ن َع ْم َ -يَض ُع َخ ْط َو ُه ِع ْن َد أْق َص ى َط ْر ِفِهَ ،ف ُحِم ْلُت عليهَ ،ف اْنَط َلَق بي ِج ْب ِر يُل حَّت ى أَت ى الَّس َم اَء الُّد ْن َي ا َف اْس َت ْف َت َح ،فِقيَل َ :م ن
هذا؟ َق اَل ِ :ج ْب ِر يُل ،قيَل :وَم ن معَك ؟ َق اَل ُ :م َح َّم ٌد ،قيَل :وقْد ُأْر ِس َل إَلْيِه؟ َق اَل َ :ن َع ْم ،قيَل َ :م ْر َح ًبا به؛ َف ِنْع َم الَم ِجيُء َج اَء ،
َفَفَت َح َ ،ف َلَّما َخ َلْص ُت َف ِإَذ ا ِفيَه ا آَد ُمَ ،فَق اَل :هذا أُبوَك آَد ُمَ ،ف َس ِّلْم عليهَ ،ف َس َّلْم ُت عليهَ ،ف َر َّد الَّس اَل َم ُ ،ثَّم َق اَل َ :م ْر َح ًبا بااِل ْب ِن
الَّصاِلِح والَّن بِّي الَّصاِلِح ُ ،ثَّم َص ِعَد بي حَّت ى أَت ى الَّس َم اَء الَّث اِنَي َة َ ،ف اْس َت ْف َت َح ،قيَل َ :م ن هذا؟ َق اَل ِ :ج ْب ِر يُل ،قيَل :وَم ن معَك ؟
َق اَل ُ :م َح َّم ٌد ،قيَل :وقْد ُأْر ِس َل إَلْيِه؟ َق اَل َ :ن َع ْم ،قيَل َ :م ْر َح ًبا به؛ َف ِنْع َم الَم ِجيُء َج اَء َ ،فَفَت َح َ ،ف َلَّما َخ َلْص ُت إَذ ا َي ْح َي ى وِع يَس ى -
وُهما اْب َن ا الَخ اَلِةَ -ق اَل :هذا َي ْح َي ى وِع يَس ى َف َس ِّلْم عليهَم اَ ،ف َس َّلْم ُت َف َر َّد اُ ،ثَّم َق ااَل َ :م ْر َح ًبا باألِخ الَّصاِلِح والَّن بِّي الَّصاِلِح ُ ،ثَّم
َص ِعَد بي إلى الَّس َم اِء الَّث اِلَث ِةَ ،ف اْس َت ْف َت َح ،قيَل َ :م ن هذا؟ َق اَل ِ :ج ْب ِر يُل ،قيَل :وَم ن معَك ؟ َق اَل ُ :م َح َّم ٌد ،قيَل :وقْد ُأْر ِس َل إَلْيِه؟
َق اَل َ :ن َع ْم ،قيَل َ :م ْر َح ًبا به؛ َف ِنْع َم الَم ِجيُء َج اَء َ ،ف ُفِتَح َ ،ف َلَّما َخ َلْص ُت إَذ ا ُيوُسُف َ ،ق اَل :هذا ُيوُسُف َف َس ِّلْم عليهَ ،ف َس َّلْم ُت عليه،
َف َر َّد ُثَّم َق اَل َ :م ْر َح ًبا باألِخ الَّصاِلِح والَّن بِّي الَّصاِلِح ُ ،ثَّم َص ِعَد بي حَّت ى أَت ى الَّس َم اَء الَّر اِبَع َة َ ،ف اْس َت ْف َت َح ،قيَل َ :م ن هذا؟ َق اَل :
ِج ْب ِر يُل ،قيَل :وَم ن معَك ؟ َق اَل ُ :م َح َّم ٌد ،قيَل :أَو َقْد ُأْر ِس َل إَلْيِه؟ َق اَل َ :ن َع ْم ،قيَل َ :م ْر َح ًبا به؛ َف ِنْع َم الَم ِجيُء َج اَء َ ،ف ُفِتَح َ ،ف َلَّما
َخ َلْص ُت إلى إْد ِر يَس َ ،ق اَل :هذا إْد ِر يُس َف َس ِّلْم عليهَ ،ف َس َّلْم ُت عليهَ ،ف َر َّد ُثَّم َق اَل َ :م ْر َح ًبا باألِخ الَّصاِلِح والَّن بِّي الَّصاِلِح ُ ،ثَّم
َص ِعَد بي ،حَّت ى أَت ى الَّس َم اَء الَخ اِمَس َة َف اْس َت ْف َت َح ،قيَل َ :م ن هذا؟ َق اَل ِ :ج ْب ِر يُل ،قيَل :وَم ن معَك ؟ َق اَل ُ :م َح َّم ٌد ،قيَل :وقْد ُأْر ِس َل
إَلْيِه؟ َق اَل َ :ن َع ْم ،قيَل َ :م ْر َح ًبا بهَ ،ف ِنْع َم الَم ِجيُء َج اَء َ ،ف َلَّما َخ َلْص ُت َف ِإَذ ا َه اُروُن َ ،ق اَل :هذا َه اُروُن َف َس ِّلْم عليهَ ،ف َس َّلْم ُت عليه،
َف َر َّد ُثَّم َق اَل َ :م ْر َح ًبا باألِخ الَّصاِلِح والَّن بِّي الَّصاِلِح ُ ،ثَّم َص ِعَد بي حَّت ى أَت ى الَّس َم اَء الَّساِدَس َة َف اْس َت ْف َت َح ،قيَل َ :م ن هذا؟ َق اَل :
ِج ْب ِر يُل ،قيَل َ :م ن معَك ؟ َق اَل ُ :م َح َّم ٌد ،قيَل :وقْد ُأْر ِس َل إَلْيِه؟ َق اَل َ :ن َع ْم َ ،ق اَل َ :م ْر َح ًبا بهَ ،ف ِنْع َم الَم ِجيُء َج اَء َ ،ف َلَّما َخ َلْص ُت
َف ِإَذ ا ُموَس ىَ ،ق اَل :هذا ُموَس ى َف َس ِّلْم عليهَ ،ف َس َّلْم ُت عليهَ ،ف َر َّد ُثَّم َق اَل َ :م ْر َح ًبا باألِخ الَّصاِلِح والَّن بِّي الَّصاِلِح َ ،ف َلَّما َت َج اَو ْز ُت
َب َك ى ،قيَل له :ما ُيْبِكيَك ؟ َق اَل :أْبِكي ألَّن ُغ اَل ًما ُبِع َث َب ْع ِدي َي ْد ُخ ُل الَج َّنَة ِمن ُأَّمِتِه أْك َث ُر ِمَّمْن َي ْد ُخ ُلَه ا ِمن ُأَّمِتيُ ،ثَّم َص ِعَد بي
إلى الَّس َم اِء الَّساِبَع ِة َف اْس َت ْف َت َح ِج ْب ِر يُل ،قيَل َ :م ن هذا؟ َق اَل ِ :ج ْب ِر يُل ،قيَل :وَم ن معَك ؟ َق اَل ُ :م َح َّم ٌد ،قيَل :وقْد ُبِع َث إَلْيِه؟ َق اَل :
َن َع ْم َ ،ق اَل َ :م ْر َح ًبا بهَ ،ف ِنْع َم الَم ِجيُء َج اَء َ ،ف َلَّما َخ َلْص ُت َف ِإَذ ا إْب َر اِهيُم َق اَل :هذا أُبوَك َف َس ِّلْم عليهَ ،ق اَل َ :ف َس َّلْم ُت عليهَ ،ف َر َّد
الَّس اَل َم َ ،ق اَل َ :م ْر َح ًبا بااِل ْب ِن الَّصاِلِح والَّن بِّي الَّصاِلِح ُ ،ثَّم ُر ِفَع ْت ِلي ِس ْد َر ُة الُم ْن َت َه ىَ ،ف ِإَذ ا َن ِبُقَه ا ِم ْث ُل ِقاَل ِل َهَج َر ،وإَذ ا وَر ُقَه ا
ِم ْث ُل آَذ اِن الِفَي َلِةَ ،ق اَل :هِذه ِس ْد َر ُة الُم ْن َت َه ى ،وإَذ ا أْر َبَع ُة أْن َه اٍر َ :ن ْه َر اِن َباِط َن اِن وَن ْه َر اِن َظ اِهَر اِن َ ،ف ُقلُت :ما هذاِن يا ِج ْب ِر يُل؟
َق اَل :أَّما الَباِط َن اِن َفَن ْه َر اِن في الَج َّن ِة ،وَأَّما الَّظ اِهَر اِن َف الِّن يُل والُفَر اُت ُ ،ثَّم ُر ِفَع لي الَب ْي ُت الَم ْع ُموُرُ ،ثَّم ُأِتيُت بإَن اٍء ِمن َخ ْم ٍر ،
وإَن اٍء ِمن َلَب ٍن ،وإَن اٍء ِمن َع َس ٍل ،فأَخ ْذ ُت الَّلَبَن َ ،فَق اَل :هي الِفْط َر ُة اَّلتي أْن َت َع َلْي َه ا وُأَّم ُتَك ُ ،ثَّم ُفِر َض ْت َع َلَّي الَّص َلَو اُت
َخ ْم ِس يَن َص اَل ًة ُك َّل َي وٍم َ ،ف َر َج ْع ُت َفَمَر ْر ُت عَلى ُموَس ىَ ،فَق اَل :بما ُأِمْر َت ؟ َق اَل ُ :أِمْر ُت بَخ ْم ِس يَن َص اَل ًة ُك َّل َي وٍم َ ،ق اَل :إَّن
ُأَّم َت َك ال َت ْس َت ِط يُع َخ ْم ِس يَن َص اَل ًة ُك َّل َي وٍم ،وإِّن ي وِهَّللا قْد َج َّر ْب ُت الَّن اَس َق ْب َلَك ،وَع اَلْج ُت َب ِني إْس َر اِئيَل أَش َّد الُم َع اَلَج ِةَ ،ف اْر ِج ْع
إلى َر ِّب َك َف اْس َأْلُه الَّتْخ ِفيَف ُأِلَّم ِتَك َ ،ف َر َج ْع ُت َفَو َض َع َع ِّن ي َع ْش ًر اَ ،ف َر َج ْع ُت إلى ُموَس ى َفَق اَل ِم ْث َلُهَ ،ف َر َج ْع ُت َفَو َض َع َع ِّن ي
َع ْش ًر اَ ،ف َر َج ْع ُت إلى ُموَس ى َفَق اَل ِم ْث َلُهَ ،ف َر َج ْع ُت َفَو َض َع َع ِّن ي َع ْش ًر اَ ،ف َر َج ْع ُت إلى ُموَس ى َفَق اَل ِم ْث َلُهَ ،ف َر َج ْع ُت َف ُأِمْر ُت
بَع ْش ِر َص َلَو اٍت ُك َّل َي وٍم َ ،ف َر َج ْع ُت َفَق اَل ِم ْث َلُهَ ،ف َر َج ْع ُت َف ُأِمْر ُت بَخ ْم ِس َص َلَو اٍت ُك َّل َي وٍم َ ،ف َر َج ْع ُت إلى ُموَس ىَ ،فَق اَل ِ :بَم
ُأِمْر َت ؟ ُقلُت ُ :أِمْر ُت بَخ ْم ِس َص َلَو اٍت ُك َّل َي وٍم َ ،ق اَل :إَّن ُأَّم َت َك ال َت ْس َت ِط يُع َخ ْم َس َص َلَو اٍت ُك َّل َي وٍم ،وإِّن ي قْد َج َّر ْب ُت الَّن اَس
َق ْب َلَك ،وَع اَلْج ُت َب ِني إْس َر اِئيَل أَش َّد الُم َع اَلَج ِةَ ،ف اْر ِج ْع إلى َر ِّب َك َف اْس َأْلُه الَّتْخ ِفيَف ُأِلَّم ِتَك َ ،ق اَل َ :س َأْلُت َر ِّبي حَّت ى اْس َت ْح َي ْي ُت ،
وَلِك ِّن ي أْر َض ى وُأَس ِّلُمَ ،ق اَل َ :ف َلَّما َج اَو ْز ُت َن اَد ى ُم َن اٍد :أْم َض ْي ُت َف ِر يَض ِتي ،وَخ َّفْف ُت عن ِع َب اِدي..
-إَّن رجاًل مَّمن كاَن قبَلُك م لبَس ُبرديِن فتبخَت َر فنظَر ُهَّللا إليِه من فوِق عرِش ِه فمقَت ُه فأمَر األرَض فأخذتُه .
-رِكْب ُت َقعوًد ا لي ،وأتيُت مَّكَة في طلِبه ،فأنخُت بباِب المسجِد ،فإذا هو جالٌس صَّلى ُهللا عليه وسَّلَم وهو ُمْح َت ٍب بُبردٍة
لها طرائُق ُحْم ٌر ،فقلُت :الَّسالُم عليَك يا رسوَل ِهللا ،قال :وعليَك ،قلُت :إَّن ا معشَر أهِل الباديِة قوٌم بنا الجفاُء؛ فعِّلْم ني
كلماٍت ينَفْع ني ُهللا بِه َّن ،قال :اْد ُن ثالًث ا ،فقالَ :أِع ْد علَّي ،فقلُت :إَّن ا معشَر أهِل الباديِة قوٌم بنا الجفاُء؛ فعِّلْم ني كلماٍت
ينَفْع ني ُهللا بِه َّن ،فقال :اَّت ِق َهللا ،وال َت ْح ِقَر َّن ِمَن المعروِف شيًئ ا ،ولو أْن َت ُصَّب (ِمن َد ْلِو َك ) في إناِء الُمْس َت قي ،فإذا َلِقيَت
أخاك َف اْلَق ُه بوجٍه منبِس ٍط ،وإَّياَك وإسباَل اإلزاِر ؛ فإنه ِمَن الَم خيلِة ،وإَّن َهللا ال ُيِحُّب الَم خيلَة ،وإِن اْم ُرٌؤ َس َّب َك بما يعلُم
فيك فال تُسَّبُه بما تعلُم فيه؛ فإَّن َهللا يجعُل لك أجًر ا ،ويجعُل عليه ِو زًر ا ،وال َت ُسَّبَّن شيًئ ا مَّما خَّو لَك ُهللا -قال أبو ُج َر ٍّي :
فوالذي ذهب بنفِس ُمحَّمٍد صَّلى ُهللا عليه وسَّلَم ،ما َس َب ْب ُت لي شاًة وال بعيًر ا ،-فقال رُجٌل :يا رسوَل ِهللا ،ذكرَت إسباَل
اإلزاِر ،وقد يكوُن بالرُج ِل الَق ْر ُح َأِو الشيُء يستحي منه ،فقال :ال بأَس ،إلى نصِف الساِق ،أو إلى الكعَب ْي ِن ،إَّن رُج اًل
مَّمْن كان َق بَلكم َلِبَس ُبرَد ْي ِن ،فتبخَت َر فيهما؛ فنَظ َر ُهللا إليه من فوِق عرِش ه فَم َقَت ه ،فأمر األرَض فأخذْت ه ،فهو يتجلجُل في
األرِض ؛ فاحذروا وقائَع ِهللا عَّز وجَّل ..
^
^
(معنى غريب في علم الحديث يعني له اسناد واحد ،وليس غريب بمعنى ضعيف او شيء من ذلك)
َ -أْخ َبَر ِني َر ُجٌل ِمن َأْص َح اِب الَّن بِّي َص َّلى ُهَّللا عليه َو َس َّلَم ِمَن األْن َص اِر :أَّن ُهْم بْي َن ما ُه ْم ُج ُلوٌس َلْي َلًة مع َر سوِل ِهللا َص َّلى
ُهَّللا عليه َو َس َّلَم ُر ِمَي بَن ْج ٍم َف اْس َتَن اَر َ ،ف قاَل لهْم َر سوُل ِهللا َص َّلى ُهَّللا عليه َو َس َّلَم َ :م اَذ ا ُكْنُتْم َت ُقولوَن في الَج اِه ِلَّيِة إَذ ا ُر ِمَي
بِم ْث ِل هذا؟ قالواُ :هَّللا َو َر سوُلُه َأْع َلُمُ ،كَّن ا َن ُقوُلُ :و ِلَد الَّلْي َلَة َر ُجٌل َع ِظ يٌمَ ،و َم اَت َر ُجٌل َع ِظ يٌمَ ،ف قاَل َر سوُل ِهللا َص َّلى ُهَّللا عليه
َو َس َّلَم :فإَّن َه ا ال ُيْر َم ى بَه ا ِلَم ْو ِت َأَح ٍد َو اَل ِلَح َي اِتِهَ ،و َلِكْن َر ُّب َن ا َت َب اَر َك َو َت َع اَلى اْس ُمُه إَذ ا َق َض ى َأْم ًر ا َس َّب َح َح َم َلُة الَع ْر ِش ُ ،ثَّم
َس َّب َح َأْه ُل الَّس َم اِء اَّلِذيَن َي ُلوَن ُهْم ،حَّت ى َي ْب ُلَغ الَّت ْس ِبيُح َأْه َل هِذه الَّس َم اِء الُّد ْن َي اُ ،ثَّم قاَل اَّلِذيَن َي ُلوَن َح َم َلَة الَع ْر ِش ِلَح َم َلِة الَع ْر ِش :
َم اَذ ا قاَل َر ُّب ُك ْم ؟ فُيْخ ِبُر وَن ُهْم َم اَذ ا قاَل ،قاَل َ :ف َي ْس َت ْخ ِبُر َب ْع ُض َأْه ِل الَّس َمَو اِت َب ْع ًض ا ،حَّت ى َي ْب ُلَغ الَخ َب ُر هِذه الَّس َم اَء الُّد ْن َي ا،
َفَت ْخ َط ُف الِجُّن الَّسْم َع َ ،ف َي ْق ِذ ُفوَن إلى َأْو ِلَياِئِه ْم َ ،و ُيْر َم ْو َن بهَ ،فما َج اُؤ وا به عَلى َو ْج ِه ِه َفهو َح ٌّق َ ،و َلِك َّن ُهْم َي ْق ِر ُفوَن فيه
َو َي ِز يُد وَن ..
الراوي :عبدهللا بن عباس
المحدث :مسلم
المصدر :صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم2229 :
خالصة حكم المحدث[ :صحيح]
التخريج :من أفراد مسلم على البخاري
^
^
(ترى في هذا الحديث ان حملة العرش يسّبحون عندما يقضي هللا امرا ،وذلك ألنهم اّو ل من َس ِمعوه .ثم بعد ذلك يسمع
الخبر اهل السماء الذين يلونهم)
-أتى رسوَل ِهَّللا صَّلى ُهَّللا عليِه وسَّلَم أعرابٌّي فقاَل :يا رسوَل ِهَّللا َج ِه دِت األنفُس ،وضاعِت العياُل ،وُنِه كِت األمواُل،
َو َه َلَك ِت المواشي ،فاستِق َلنا رَّب َك ،فإَّن ا نستشفُع ِبَك على ِهَّللا ،ونستشفُع باِهَّلل عليَك ،فما زاَل يسِّبُح حَّت ى ُع ِر َف ذِلَك في
وجوِه أصحاِبِه ثم قاَل :ويَح َك إَّن ُه ال ُيسَت شَف ُع باِهَّلل على أحٍد من خلِقِه ،شأُن ِهَّللا أعظُم من ذِلَك ،ويَح َك أتدري ما ُهَّللا إَّن
َهَّللا فوَق عرِش ِه ،وعرُشُه فوَق سماواِتِه ،وإَّن ُه ليئُّط ِبِه أطيَط الَّر حِل بالَّر اكِب .
-أتى رسوَل ِهللا صَّلى ُهللا عليِه وسَّلَم أعرابٌّي فقال يا رسوَل ِهللا جهدِت األنفُس وضاعِت العياُل ونهكِت األمواُل
وهلكِت األنعاُم فاستسِق َهللا لنا فإنا نستشفُع بك على ِهللا ونستشفُع باِهلل عليك قال رسوُل ِهللا صَّلى ُهللا عليِه وسَّلَم ويحك
أتدري ما تقوُل وسَّبح رسوُل ِهللا صَّلى ُهللا عليِه وسَّلَم فما زال ُيسِّبُح حتى عرف ذلك في وجوه أصحاِبه ثم قال ويحك
إنه ال يستشفُع باِهلل على أحٍد من خلِقه شأُن ِهللا أعظُم من ذلك ويحك أتدري ما ُهللا إَّن عرَش ه على سماواِته لهكذا وقال
بأصابِعه مثُل الُقَّبِة عليه وإنه َلَيِئُّط به أطيَط الَّر حِل بالراكِب .
-قرأ علّي عمر بن عبد المنعم عن بعربيل وانا أسمع ،عن ابي القاسم الحرستاني ،عن ابي عبد هللا الفراوي ،قال أنبأنا
ابو بكر احمد بن الحسين البيهقي في كتاب "األسماء والصفات" له ،قال أنبأنا ابو عبد هللا الحافظ وابو سعيد بن ابي
عمر ،قاال حّدثنا محمد حّدثنا هارون بن سليمان حّدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن حّماد بن سلمة عن عاصم ،عن زر،
عن عبِد ِهللا َر ِض َي ُهللا عنه ،قال :بيَن السماِء الُّد نيا والتي تليها خمُسمئِة عاٍم ،وبيَن كِّل سماٍء خمُسمئِة عاٍم ،وبيَن
السابعِة والكرسِّي خمُسمئة عاٍم ،وبيَن الكرسِّي والماِء خمُسمئِة عاٍم ،والكرسُّي فوَق الماِء ،وُهللا فوَق الكرسِّي ،ويعَلُم ما
أنتم عليه..
^
^
( وفي من ُروات هذا الحديث عاصم ،وهو عاصم بن بهدلة .هو ثقة في القران ،بل هو الذي تقرأ اكثر األّمة اليوم
ِر وايته في القرآن "حفص عن عاصم" .الكّن ه ضعيف في الحديث بسبب حفظه ،حفص عن عاصم من اهل السّنة
والجماعة .بعض األشعرية اليوم يحتّجون ببعض الروايات في القران ويقولوا "انظروا الى األشاعرة في اإلسناد"
ِلَي فَت ِخروا وُينِقصوا من اهل السنة .في الحقيقة ،هذه نكبة على ُروؤسهم .اذا القينا كل األسانيد اللتي فيها اشعرية في
البحر ،ما تغّير شيء في القران وظل سليم .الكن اذا القينا رواية عاصم في البحر ،ما وجدنا اسناد لبعض الحروف في
القران التي تأتي من روايته .وهو كان معتقد بالعلّو من اجل روايته لهذه الحديث ،وهم يكّفرون من يثبت هلل المكان.
وإذا كاَب روا وقالوا انه ما كان معتقد بالعلّو وزعموا انه اشعري (وهذا ليس بصحيح)َ ،ف أَق َّل حاِلِه اّنه بالنسبة لعقيدتهم
فاذا قلنا انه اشعري فقد أَض َّل الَّن اس عن العقيدة األشعرية ألنه لم ُيَن ِّبه او يقول ان الحديث ضعيف او ُمنَك ر او معناه
خاطىء ،وروى الحديث بدون ان يقول من هذا القبيل ،فأضَّل الّن اس عندهم بتثبيته ِلُع لِّو هللا،
وفي الحقيقة هو ما انكر العلّو ولم ُيخِط ئ ،فهذه فقط من ناحية ان قولهم انه اشعري ال يتناسب )
-كاَنْت َز ينُب بنُت َج ْح ٍش َت قوُل للَّن بِّي صَّلى ُهللا عليه وسَّلَم :أنا أعَظ ُم ِنساِئَك عليَك َح ًّقا؛ أنا خْيُرُهَّن َم نَك ًح ا ،وأْلَز ُمُهَّن
ِس ْت ًر ا ،وأقَر ُبُهَّن َر ِحًماُ ،ثَّم تقوُل :زَّو َج ِنيَك الَّر ْح مُن عَّز وجَّل ِمن فْو ِق عْر ِش ِه ،وكان ِج بريُل عليه الَّصالُة والَّسالُم هو
الَّسفيَر بذِلَك ،وأَن ا ابنُة عَّم ِتَك ،ولْيس لَك ِمن ِنساِئَك َق ريبٌة غيري..
َ -لَّما َق َض ى ُهَّللا الَخ ْلَق َ ،كَت َب ِكتاًبا ِع ْن َد ُهَ :غ َلَب ْت ،أْو قاَل َس َب َقْت َر ْح َم تي َغ َض ِبيَ ،فهو ِع ْن َد ُه َفْو َق الَع ْر ِش ..
^
^
("عنده فوق العرش" ،يعني هللا سبحانه وتعالى فوق العرش وهذا الكتاب عنده وهو فوق العرش.
.1يقولون انه اذا هو فوق العرش وهللا فوق العرش إذًا هو وهللا شيء واحد ُيساووا بعضهم بعضا.
ال ادري من أين اَت وا بهذا الكالم ،هذا ال يستقيم .اذا ُقلنا اّن هللا َلُه اسم ،والكتاب َلُه اسم ،هل يعني جعلنا هللا والكتاب
واحد؟ ال طبعًا.
ًا ًا
ولو قلت ان هللا ليس َع َدم ،والكتاب هذا ليس عدم ،هل اصبحوا شيء واحد؟ ال ،هللا سبحانه وتعالى غير عن الكتاب
"عنده فوق العرش يعني يمِلكه ،كما اننا اذا َم َلكنا شيء في منزلنا نقول هو عندي في البيت ،وقد انا ال اكون .1
موجود في البيت في الوقت ذاته"
والجواب على هذا بكل بساطة ،هذا فقط عندما ُتسأل او تريد توضيح ما انَت َت مِلُك ُه ،الكن من األصل هللا سبحانه
وتعالى مالك ُك ِّل شيء ،وكّل شيء له.
فال يصح ان ُيقال " هللا يملك هذا الشيء في مّك ة ،وهذاك الجّو ال في بيت وليد ،وايضا يملك الّنقود في بيت عمران"
هذه ألفاظ ال تليق ِبَم وضعها ،هللا سبحانه وتعالى اصال مالك كل شيء ،فال يصح قولهم.
ُط
وقولهم ايضًا كأّن ه يشير ان فوق العرش هو المكان الُمعتاد اذا قاَر ّن اه بالمثال الذي اتوا بهَ ،ب َل قولهم).
َف
َ -لَّما َق َض ى ُهَّللا الَخ ْلَق َكَت َب في ِكتاِبِه َفهو ِع ْن َد ُه َفْو َق الَع ْر ِش إَّن َر ْح َم تي َغ َلَب ْت َغ َض ِبي..
-والذي نفسي بيِده إَّن لهذه اآليِة [يعني :هللا ال إله إال هو الحي القيوم ] ...لساًن ا وشفتين تقدُس الَم لَك عند ساِق
العرِش ..
(وفي هذا دليل على العلّو ،وإاّل ما كان هناك فضل او خصوصّية في التسبيح عند ساق العرش مقارنة باألرض اذا هللا
لم يكن في مكان كما يزعمون)
-يا أبا المنذِر .أُّي آيٍة في كتاِب ِهَّللا أعظُم ؟ -قلُت ُ :هَّللا ورسوِلُه أعلُم [ ،فرَّد َد ها مراًر ا ثَّم ] قال [ ُأَب ٌّي ]ُ :هَّللا اَل ِإَلَه
إاَّل ُه َو اْلَح ُّي اْلَق ُّيوُم -فضرَب َص دري ،وقاَل :لَي ْه ِنَك العلُم أبا المنذِر ،واَّلذي نفسي بيِدِه إَّن ِلهِذه اآليِة لساًن ا وشفتيِن
تقِّد ُس المِلَك عنَد ساِق الَع رِش .
الراوي :أبي بن كعب
المحدث :األلباني
المصدر :مختصر العلو
الصفحة أو الرقم22 :
خالصة حكم المحدث :صحيح
التخريج :أخرجه عبدهللا بن أحمد في ((زوائد المسند)) ( )21278باختالف يسير ،وأخرجه مسلم ()810
مختصرًا
-عن عبِد ِهللا بِن رواحَة أَّن ه مشى ليلًة إلى أمٍة له فناَلها فرأْت ه امرأُته فالَم ْت ه ،فجحَد ها ،فقالت له :إن كنت صادًقا
فاقرِأ القرآَن ،فإَّن الُج ُنَب ال يقرُأ القرآَن فقال ( :شعًر ا ) شهدُت بأَّن وعَد ِهللا حٌق وأَّن الَّن اَر مثوى الكافرينا *** وأَّن
العرَش فوَق الماِء طاٍف وفوَق العرِش رِّب العالمينا ،فقالت امرأُته :صدَق ُهللا ،وكذبْت عيني ،وكانت ال تحفُظ
القرآَن فأخبر الَّن بَّي صَّلى ُهللا عليِه وسَّلَم ذلك فضحك ،وقال ُغ ِفَر لك كذُبك بتمجيِدك رِّبك.
^
^
(تنبيه ان هناك ِع َلل في القّصة المذكورة ،الكن ابيات الّش عر التي فيها إثبات العلّو ثابتة قطعًا).
-إَّن َط ْر َف صاحِب الُّصوِر ُم ْذ ُو ِّك َل به ُمستِعٌّدَ ،ي نُظ ُر نْح َو العرِش َم خافَة أْن ُيؤَمَر قْب َل أْن َي رَت َّد إليه َط ْر ُفه ،كأَّن َع ْي َن يه
َك وكباِن ُد ِّر َّياِن ..
^
^
-إن طرَف صاحِب الصوِر منذ وِّك َل به ُمستعٌد ينظُر نحو العرِش مخافَة أن يؤمَر قبَل أن يرتَّد إليه طرُفُه كأن عينْيِه
كوكباِن ُد رياِن .
-في ِقَّصِة ماِش طِة ابنِة ِفرعوَن حيَن قالْت له :رِّبي ورُّبك الذي في السماِء ..
عَّباٍس :إَّن ناًس ا يقولوَن في القَد ِر .قال يكِّذ بوَن ِبالكتاِب لئن َأخذُت ِبشعِر أحِدِهم ألنُص وَّن ُه َ -ع ن ُمجاهٍد قاَل :قيَل البِن
أن يخُلَق شيًئ ا فخلَق الخلَق َفَك تَب ما هَو كائٌن إلى يوِم القياَمِة .فإنما َي جري الَّن اُس عَلى إَّن َهَّللا كاَن عَلى عرِش ِه قبَل
َأمٍر قد ُفِر غ ِمنُه .
الراوي :مجاهد بن جبر المكي
المحدث :األلباني
المصدر :مختصر العلو
الصفحة أو الرقم29 :
خالصة حكم المحدث :صحيح
َ -أَص اَب َن ا َو َن ْح ُن مع َر سوِل ِهللا َص َّلى ُهَّللا عليه وسَّلَم َم َط ٌر ،قاَل َ :ف َح َس َر َر سوُل ِهللا َص َّلى ُهَّللا عليه وسَّلَم َث ْو َب ُه ،حَّت ى
َأَص اَب ُه ِمَن الَم َط ِر َ ،ف ُقْلَن ا :يا َر سوَل ِهللاِ ،لَم َص َن ْع َت هذا؟ قاَل :ألَّن ُه َح ديُث َع ْهٍد بَر ِّبِه َت َع اَلى..
^
^
(انه حديث عهد برّبه ،ألّنه أقرب الى رّبه ،ورّبه في العلّو )
-أن رسوَل ِهللا صلى هللا عليه وسلم نظَر إلى سحابٍة فقال :ما تسّمون هذِه ؟ قالوا :السحاَب .قال :والُم ْز َن ؟ قالوا :
والُم ْز َن .قال :والعناَن ؟ قالوا :نعم .قال :كم تروَن بينكم وبين السماِء ؟ قالوا :ال نْد ري .قال :بينكم وبينها إما
واحٌد أو اثناِن أو ثالٌث وسبعوَن سنة والسماُء فوقها كذلَك بينهما مثَل ذلَك حتى عّد سبَع سماوات ،ثم فوَق السماِء
السابعة بحٌر أعالُه وأسفلُه كما بين سماٍء إلى سماٍء ،ثم فوَق ذلك ثمانيُة أْو ِع ال بين أظالفِه م وركِبهم مثُل ما بيَن سماٍء
إلى سماٍء ،ثم فوَق ذلَك على ظهوِر هم العْر ُش ،بيَن أسفلِه وأعالُه مثُل ما بيَن سماٍء إلى سماٍء ،ثم هللا تعالى إلى فوَق
ذلَك .
-إن َهللا يستحي من عبِده إذا رفع إليه يديه أن يرَّد هما ِص ْف ًر ا.
الراوي- :
المحدث :األلباني
المصدر :شرح الطحاوية
الصفحة أو الرقم286 :
خالصة حكم المحدث :صحيح
(وجه االستدالل هو" ،اذا رفع اليه" ،وليس الى السماء ،الكن اليه ،ألن هللا في السماء)
َ -لَّما َب َلَغ أَب ا َذ ٍّر َم ْب َع ُث الَّن بِّي صَّلى ُهللا عليه وسَّلَم ،قاَل ألِخيِه :اْر َك ْب إلى هذا الَو اِديَ ،ف اْع َلْم لي ِع ْلَم هذا الَّر ُج ِل الذي
َي ْز ُع ُم أَّن ه َن ِبٌّي َ ،ي ْأِتيِه الَخ َب ُر ِمَن الَّس َم اِء ( ،هذا جزء من الحديث وليس كّله)
-حديٌث في بدِء الخلِق :كان ُهللا عَّز وجَّل على العرِش وكان قبَل كِّل شيٍء ،وكتب في الَّلوِح المحفوِظ كَّل شيٍء
يكوُن .
َ -م ن آَمَن باِهَّلل وِبَر سوِلِه ،وَأقاَم الَّصالَة ،وصاَم َر َم ضاَن ؛ كاَن َح ًّقا عَلى ِهَّللا أْن ُيْد ِخ َلُه الَج َّنَة ،جاَه َد في َس بيِل ِهَّللا أْو
َج َلَس في أْر ِض ِه اَّلتي ُو ِلَد فيها ،فقالوا :يا َر سوَل ِهَّللا ،أَفال ُنَب ِّش ُر الَّن اَس ؟ قاَل :إَّن في الَج َّن ِة ِم َئ َة َد َر َج ٍة ،أَع َّد ها ُهَّللا
ِلْلُمجاِهِديَن في َس بيِل ِهَّللا ،ما بْي َن الَّد َر َج َت ْي ِن كما بْي َن الَّسماِء واألْر ِض ،فإذا َس َأْلُتُم َهَّللا ،فاْس َأُلوُه الِفْر َدْو َس ؛ فإَّن ه أْو َس ُط
الَج َّن ِة وَأْع َلى الَج َّن ِة ُ-أراُهَ -فْو َقُه َع ْر ُش الَّر ْح َم ِن ،وِم ْن ُه َتَف َّج ُر أْن هاُر الَج َّن ِة ..
َ -س ْب َع ٌة ُيِظ ُّلُهُم ُهَّللا َي وَم الِقَياَمِة في ِظ ِّلِهَ ،ي وَم ال ِظ َّل ِإاَّل ِظ ُّلُه ِ :إَم اٌم َع اِدٌلَ ،و َش اٌّب َنَش َأ في ِع َب اَد ِة ِهَّللاَ ،و َر ُجٌل َذ َك َر َهَّللا في
َخ اَل ٍء َفَف اَض ْت َع ْي َن اُهَ ،و َر ُجٌل َق ْلُبُه ُم َع َّلٌق في الَم ْس ِج ِدَ ،و َر ُج اَل ِن َت َح اَّبا في ِهَّللاَ ،و َر ُجٌل َد َع ْت ُه اْم َر َأٌة َذ اُت َم ْن ِص ٍب َو َج َم اٍل إلى
َن ْف ِس َه ا ،قاَل :إِّن ي َأَخ اُف َهَّللاَ ،و َر ُجٌل َت َص َّدَق ِبَص َد َق ٍة فأْخ َف اَه ا حَّت ى ال َت ْع َلَم ِش َم اُلُه ما َص َن َع ْت َي ِميُنُه ..
(جزء من حديث)
قاَل :لقِد اهَت َّز الَع رُش لَو فاِة َسعِد بِن ُمعاٍذ ،قالْت عائشُة :وُأَس يُد بُن ُح َض يٍر َي سيُر َب ْيني وبْي َن َر سوِل ِهللا صَّلى ُهللا عليه
وسَّلَم ..
^
^
(هذا الحديث والذي يليه فيه إثبات العرش ،ألن هناك طائفة من الجهمية ينكرونه ويقولون انه شيء معنوي)
َ -ع ن أنٍس ،قاَل :افَت خَر الحَّياِن مَن األنصاِر اَألوُس والَخ زرُج َ ،ف قالِت األوُس :مَّن ا َغ سيُل المالِئَك ِة حنظلُة الَّر اهِب ،
ومَّن ا مِن اهتَّز َلُه عرُش الَّر حمِن سعُد بُن معاٍذ ،ومَّن ا َم ن حمتُه الَّد َب ُر عاصُم بُن ثابِت ومَّن ا من ُأجيَز ْت له َش هادُتُه
بَش هادِة رُج َلْي ِن ُخ َز ْيمُة بُن ثابٍت وقاَل الخزرجُّيوَن :مَّن ا أربعٌة َج معوا القرآَن على َع ْهِد رسوِل ِهَّللا صَّلى ُهَّللا عليِه وسَّلَم لم
َي جَم عُه غيُرُهم زيُد بُن ثابٍت وأبو زيٍد وأبُّي بُن كعٍب ،وُمعاُذ بُن جبٍل .
^
^
^
^
(وجه الّداللة هنى اّن موسى عليه السالم يمسك بقائمة من قوائم العرش ،الجهمية ال يستطيعون ان يقولوا "العرش
شيء معنوي وهو ملك هللا" ،كاّنهم يقولون ان موسى يمسك ملك هللا وهذا غير وارد وال يستقيم .وايضا ،الحديث الذي
مر ان العرش اهتز لوفاة سعد ،ال يستقيم ان ملك هللا الذي استوى او استولى عليه يهتز ،كالمهم باطل
وهناك طائفة ُأخرى منهم ُيثِبتون العرش ،الكن ينفون استواء هللا عليه ويوردون اثر مكذوب موضوع عن علي رضي
هللا عنه بمعنى ان هللا خلق العرش ال ليستوي عليه والكن ليظهر قّو ته.
هذا ال يستقيمَ .ف ِلَم ن ُيظِه ر هللا َلُه قّو ته ،ولم ُيخَلق أَح ٌد بعد؟؟؟
ليس هناك احد يظهر قّو ته له قبل ان يخلق العرش ،الن العرش اّو ل مخلوق ُخ ِلق.
ثم َف لَنَتَن َّز ل معهم في هذا .إن ُقلنا انه ِفعًال خلقه إِل ظهار القّو ة ،فلماذا خلق عرشًا؟ لماذا لم يخلق صخرة مثال ،بل خلق
كرسّي ال شيء ُيفَع ُل ِبِه إاّل ان يستوي عليه.
كالمهم باطل ،ال يتماشى مع العقل الذي يَّد عونه).
-يجَم ُع ُهللا األَّو ليَن واآلِخريَن لميقاِت يوٍم معلوٍم قياًما أربعيَن سنًة شاخصًة أبصاُرهم إلى السماِء ،ينتِظ روَن َف ْص َل
القضاِء ،وَي نِز ُل ُهللا عَّز وجَّل في ُظ َلِل الَغ ماِم ِمَن العرِش إلى الكرسِّي ....
َ -ي جَم ُع ُهللا األَّو ليَن واآلِخريَن ِلميقاِت َي وٍم َم علوٍم قياًما أرَب عيَن َس نًة شاِخصًة أبصاُرهم َي نَت ِظ روَن َف صَل الَق ضاِء .قاَل :
وَي نِز ُل ُهللا عَّز وجَّل في ُظ َلٍل ِمَن الَغ ماِم ِمَن الَع رِش إلى الُك رسِّي ،ثم ُينادي ُمناٍد :أُّيها الناُس :ألم َت رَض ْو ا ِمن َر ِّبكُم الذي
َخ َلَقكم وَر َز َقكم ،وأَمَر كم أْن َت عُبدوه وال ُتشِر كوا به َش يًئ ا أْن ُيَو ِّلَي ُك َّل إنساٍن ِمنكم ما كانوا َي عُبدوَن في الُّد نيا؟ أليس ذلك
َع داًل ِمن َر ِّبكم؟ قالوا :بلى .فَي نَط ِلُق ُك ُّل َقوٍم إلى ما كانوا َي عُبدوَن وَي َت َو َّلوَن في الُّد نيا .قاَل :فَي نَط ِلقوَن وُيَم َّث ُل لهم أشباُه ما
كانوا َي عُبدوَن ؛ فِمنهم َم ن َي نَط ِلُق إلى الَّش مِس ،ومنهم َم ن َي نَط ِلُق إلى الَقَم ِر واألوثاِن ِمَن الِحجارِة ،وأشباِه ما كانوا
َي عُبدوَن .قاَل :وُيَم َّث ُل ِلَم ن كاَن َي عُبُد عيسى َش يطاُن عيسى ،وُيَم َّث ُل ِلَم ن كاَن َي عُبُد ُع َز يًر ا َش يطاُن ُع َز يٍر ،وَي بقى ُمحمٌد
صَّلى ُهللا عليه وسَّلَم وُأَّم ُته ،قاَل :فَي َت َم َّث ُل الَّر ُّب َت باَر َك وَت عالى فَي أتيهم فَي قوُل :ما لكم ال َت نَط ِلقوَن كما انَط َلَق الَّن اُس ؟ قاَل :
فَي قولوَن :إَّن لنا إلًها ما َر أيناه .فَي قوُل :هل َت عِر فوَن ه إْن رأيُتموه؟ فَي قولوَن :إَّن َب يَن نا وَب يَن ه عالمًة إذا َر أيناها َع َر ْف ناه .قاَل :
فَي قوُل :ما هي؟ فَي قولوَن َ :يكِش ُف عن ساِقه .فِعنَد ذلك َيكِش ُف عن ساِقه ،فَي ِخُّر ُك ُّل َم ن كاَن ُمشِر ًك ا ُيرائي ِلَظ هِر ه ،وَي بقى
َقوٌم ُظ هوُرهم كَص ياصي الَب َق ِر ُيريدوَن الُّسجوَد فال َي سَت طيعوَن ،وقد كانوا ُيدَع وَن إلى الُّسجوِد وهم ساِلموَن ،ثم َي قوُل:
ارَفعوا ُرؤوَس كم .فَي رَفعوَن ُرؤوَس هم فُيعطيهم ُنوَر هم على َق دِر أعماِلهم؛ فِمنهم َم ن ُيعطى ُنوَر ه ِمثَل الَج َب ِل الَع ظيِم َي سعى
َب يَن أيديهم ،ومنهم َم ن ُيعَط ى ُنوَر ه أصَغ َر ِمن ذلك ،ومنهم َم ن ُيعطى ِمثَل الَّن خلِة بَي ِده ،وِمنهم َم ن ُيعطى أصَغ َر ِمن ذلك
حتى َي كوَن آِخُرهم ُيعَط ى ُنوَر ه على إبهاِم َق َدِمه ُيضيُء َم َّر ًة وُيطَف ُأ َم َّر ًة ،فإذا أضاَء َق َد َم ه َق َّد َم ،وإذا ُأطِفَئ قاَم .قاَل :
والَّر ُّب َت باَر َك وَت عالى أماَم هم حتى َي ُمَّر بهم إلى الناِر ،فَي بقى أَث ُره كَح ِّد الَّسيِف .قاَل :فَي قوُلُ :مُّر وا .فَي ُمُّر وَن على َق دِر
ُنوِر همِ ،منهم َم ن َي ُمُّر كَط رفِة الَع يِن ،ومنهم َم ن َي ُمُّر كالَب رِق ،ومنهم َم ن َي ُمُّر كالَّسحاِب ،ومنهم َم ن َي ُمُّر كانِقضاِض
الَك واِكِب ،ومنهم َم ن َي ُمُّر كالِّر يِح ،ومنهم َم ن َي ُمُّر كَشِّد الَف َر ِس ،ومنهم َم ن َي ُمُّر كَشِّد الَّر ُج ِل ،حتى َي ُمَّر الذي ُيعَط ى ُنوَر ه
على َظ هِر َق َد َم ْيه َي حبو على َو جِه ه وَي َد ْيه وِر جَلْيهُ ،تَج ُّر َي ٌد ،وَت عَلُق َي ٌد ،وُتَج ُّر ِر ْج ٌل وَت عَلُق ِر جٌل ،وُتصيُب َج واِنَب ه الناُر،
فال َي زاُل كذلك حتى َي خُلَص ،فإذا َخ ُلَص َو َق َف عليها فقاَل :الَح مُد ِهلل الذي أعطاني ما لم ُيعِط أَح ًد ا ،إْذ أنجاني منها َب عَد
إْذ َر أيُتها .قاَل :فُينَط َلُق به إلى َغ ديٍر ِع نَد باِب الَج َّن ِة فَي غَت ِس ُل فَي عوُد إليه ِر يُح أهِل الَج َّن ِة وألواُنهم ،فَي رى ما في الَج َّن ِة ِمن
ُخَلِل الباِب فَي قوُلَ :ر ِّب أدِخْلني الَج َّنَة .فَي قوُل ُهللا :أَت سأُل الَج َّنَة وقد َن َّج يُتَك ِمَن الناِر ؟ فَي قوُلَ :ر ِّب اجَع ْل َب يني وَب يَن ها
ِحجاًبا حتى ال أسَمَع َح سيَس ها .قاَل :فَي دُخ ُل الَج َّنَة ،وَي رى ،أو ُيرَف ُع له َم نِز ٌل أماَم ذلك ،كأَّن ما هو فيه بالنسبِة إليه ُحلٌم،
فَي قوُل :يا َر ِّب أعِط ني ذلَك الَم نِز َل .فَي قوُل َلعَّلَك إْن ُأعطيَت ه َت سأُل َغ يَر ه؟ فَي قوُل :ال وِع َّز ِتَك ال أسأُل َغ يَر ه ،وأُّي َم نِز ٍل
أحَس ُن منه؟! فُيعطاُه فَي نِز ُله ،وَي رى أماَم ذلك َم نِز اًل كأَّن ما هو فيه بالِّن سبِة إليه ُحلٌم ،قاَل َ :ر ِّب أعِط ني ذلَك الَم نِز َل .
فَي قوُل ُهللا َت باَر َك وَت عالى لهَ :لَع َّلَك إْن ُأعطيَت ه َت سأُل َغ يَر ه؟ فَي قوُل :ال وِع َّز ِتَك ،وأُّي َم نِز ٍل أحَس ُن منه؟! فُيعطاُه ،فَي نِز ُله
ثم َي سُك ُت ،فَي قوُل ُهللا جَّل ِذكُره :ما لَك ال َت سأُل؟ فَي قوُلَ :ر ِّب قد سألُتَك حتى اسَت حَي يُتَك .فَي قوُل ُهللا جَّل ِذكُره :ألم َت رَض
أْن ُأعطَيَك ِمثَل الُّد نيا ُمنُذ َخ َلقُتها إلى َي وِم أفَن يُتها وَع َش رَة أضعاِفه؟ فَي قوُل :أَت هَز ُأ بي وأنَت َر ُّب الِع َّز ِة؟ قال :فَي قوُل الَّر ُّب
جَّل ِذكُره :ال ،ولِك ِّن ي على ذلك قاِد ٌر .فَي قوُل :ألِح ْق ني بالناِس .فَي قوُل :الَح ْق بالناِس .قاَل :فَي نَط ِلُق َي رُمُل في الَج َّن ِة ،حتى
إذا َد نا ِمَن الناِس ُر ِفَع له َق صٌر ِمن ُد َّر ٍة ،فَي ِخُّر ساِجًد ا ،فَي قوُل له :ارَف ْع َر أَسَك ،ما لَك ؟ فَي قوُل :رأيُت َر ِّبي .أو َت راَء ى لي
َر ِّبي .فُيقاُل :إَّن ما هو َم نِز ٌل ِمن َم ناِز ِلَك .قال :ثم يأتي َر ُج اًل فَي َت هَّي ُأ ِللُّسجوِد له ،فُيقاُل لهَ :م ْه؟ فَي قوُلَ :ر أيُت أَّن َك َم َلٌك ِمَن
الَمالِئكِة .فَي قوُل :إَّن ما أنا خاِز ٌن ِمن ُخَّز اِنَك وَع بٌد ِمن َع بيِدَك َت حَت َي دي أْلُف َقهَر ماٍن على ما أنا عليه .قاَل :فَي نَط ِلُق
أماَم ه حتى َي فَت َح له باَب الَق صِر .قاَل :وهو ِمن ُد َّر ٍة ُم َج َّو فٍةَ ،سقاِئُفها وأبواُبها وأغالُقها وَم فاتيُحها منها َي سَت قِبُله َج وَه رٌة
َخ ضراُء ُم َب َّط نٌة بَح مراَء ،فيها َس بعوَن باًباُ ،ك ُّل باٍب ُيفضي إلى َج وَه رٍة َخ ضراَء ُم َب َّط نٍةُ ،ك ُّل َج وَه رٍة ُتفضي إلى َج وَه رٍة
على َغ يِر َلوِن اُألخرى ،في ُك ِّل َج وَه رٍة ُسُرٌر وأزواٌج وَو صاِئُف ،أدناُهَّن َح ْو راُء َع يناُء ،عليها َس بعوَن ُح َّلًة ُ ،يرى ُم ُّخ
ساِقها ِمن َو راِء ُح َلِلهاَ ،ك ِبُد ها ِمرآُته ،وَك ِبُد ه ِمْر آُتها ،إذا أعَر َض عنها إعراضًة ازداَد ْت في َع يِنه َس بعيَن ِض عًفا عَّما
كانت َق بَل ذلك ،فَي قوُل لها :وِهللا لقِد ازَد دِت في َع يني َس بعيَن ِض عًفا ،وَت قوُل له :وأنَت لقِد ازَد دَت في َع يني َس بعيَن
ِض عًفا ،فُيقاُل له :أشِر ْف ،فُيشِر ُف ،فُيقاُل لهُ :ملُك َك َم سيرُة ِمئِة عاٍم َ ،ي نُفُذ ه َبَص ُر َك .قاَل :فقال له ُع َم ُر :أاَل َت سَم ُع ما
ُيَح ِّد ُثنا ابُن ُأِّم َع بٍد يا َك عُب عن أْد نى أهِل الَج َّن ِة َم نِز اًل ؟ فكيف أعالهم؟ قاَل :يا أميَر الُمؤِمنيَن ،ما ال َع يٌن َر أْت ،وال ُذ ٌن
ُأ
َسِمَع ْت .
^
^
(نزول هللا يثبت العلّو بحد نفسه ،ألن الّن زول ال يكون إاّل من األعلى)
-إَّن َي ِميَن ِهَّللا َم َأْلى ال َي ِغيُضها َنَفَق ٌة َ ،س ّح اُء الَّلْي َل والَّن هاَر ،أَر َأْي ُتْم ما أْن َف َق ُم ْن ُذ َخ َلَق الَّسَمواِت واألْر َض ،فإَّن ه َلْم َي ْنُقْص
ما في َي ِميِنِه ،وَع ْر ُشُه عَلى الماِء ،وِبَيِدِه اُألْخ َر ى الَف ْيُض -أِو الَق ْبُض َ -ي ْر َف ُع وَي ْخ ِفُض ..
^
^
( هذا يثبت لك ان هللا سبحانه وتعالى عنده يدان ،ليست واحدة وليست اكثر من اثنان .وهذا للقول "اليمنى واُألخرى"،
ومن اجل كلمة اُألخرى ،يتبّين ان ليس هناك ثالثة.
وهناك امر آخر ،يدّلك على ان اليد الثانية ال ُتَس ّمى بالّشمال أو الُيسرى )
َ -ي ْن ِز ُل َر ُّبنا َت باَر َك وَت عاَلى ُك َّل َلْي َلٍة إلى الَّسماِء الُّد ْن ياِ ،حيَن َي ْب َقى ُثُلُث الَّلْي ِل اآلِخُر فَي قوُلَ :م ن َي ْد ُعوِني فأْس َت ِجيَب لهَ ،م ن
َي ْس َأُلِني َف ُأْع ِط َي ُهَ ،م ن َي ْس َتْغ ِفُرِني فأْغ ِفَر له..
^
^
َ -لْي َلَة ُأْس ِر َي بَر سوِل ِهَّللا َص َّلى ُهللا عليه وسَّلَم ِمن َم ْس ِجِد الَك ْع َب ِة ،أَّن ه َج اَء ُه َث اَل َثُة َنَف ٍر َق ْب َل أْن ُيوَح ى إَلْيِه وهو َن اِئٌم في
الَم ْس ِج ِد الَح َر اِم َ ،ف قاَل أَّو ُلُهْم :أُّيُهْم ُه َو ؟ َف قاَل أْو َس ُط ُهْم :هو َخ ْيُرُه ْم َ ،ف قاَل آِخُرُه ْم ُ :خ ُذ وا َخ ْي َر ُه ْم َ ،فَك اَنْت ِتلَك الَّلْي َلَة َ ،ف َلْم
َيَر ُه ْم حَّت ى أَت ْو ُه َلْي َلًة ُأْخ َر ىِ ،فيما َيَر ى َق ْلُبُه ،وَتَن اُم َع ْي ُنُه واَل َي َن اُم َق ْلُبُه ،وَك ذلَك األْن ِبَي اُء َتَن اُم أْع ُيُنُهْم واَل َتَن اُم ُقُلوُبُهْم َ ،ف َلْم
ُيَك ِّلُموُه حَّت ى اْح َت َم ُلوُهَ ،فَو َض ُعوُه ِع ْن َد بْئ ِر َز ْم َز َم َ ،فَت َو اَّل ُه منهْم ِج ْب ِر يُلَ ،فَشَّق ِج ْب ِر يُل ما بْي َن َن ْح ِر ِه إلى َلَّبِتِه حَّت ى َف َر َغ ِمن
َص ْد ِر ِه وَج ْو ِفِهَ ،فَغ َس َلُه ِمن َم اِء َز ْم َز َم بَي ِدِه ،حَّت ى أْن َق ى َج ْو َف ُهُ ،ثَّم ُأِتَي بَط ْس ٍت ِمن َذ َه ٍب فيه َت ْو ٌر ِمن َذ َه ٍبَ ،م ْح ُشًّو ا إيَم اًن ا
وِحْك َم ًة َ ،ف َح َش ا به َص ْد َر ُه وَلَغ اِديَدُه َ -ي ْع ِني ُعُروَق َح ْلِقِه ُ -ثَّم أْط َب َق ُه ُثَّم َع َر َج به إلى الَّس َم اِء الُّد ْن َي اَ ،ف َض َر َب َب اًبا ِمن أْب َو اِبَه ا
َفَن اَداُه أْه ُل الَّس َم اِء َم ن هذا؟ َف قاَل ِج ْب ِر يُل :قالوا :وَم ن معَك ؟ قاَل َ :مِعَي ُم َح َّم ٌد ،قاَل :وقْد ُبِع َث ؟ قاَل َ :ن َع ْم ،قالواَ :فَم ْر َح ًبا به
وَأْه اًل َ ،ف َي ْس َت ْبِش ُر به أْه ُل الَّس َم اِء ،ال َي ْع َلُم أْه ُل الَّس َم اِء بما ُيِر يُد ُهَّللا به في األْر ِض حَّت ى ُيْع ِلَم ُهْم َ ،فَو َج َد في الَّس َم اِء الُّد ْن َي ا
آَد َم َ ،ف قاَل له ِج ْب ِر يُل :هذا أُبوَك آَد ُم َف َس ِّلْم عليهَ ،ف َس َّلَم عليه وَر َّد عليه آَد ُم ،وقاَل َ :م ْر َح ًبا وَأْه اًل باْبِنيِ ،نْع َم ااِل بُن أْن َت َ ،ف ِإ ا
َذ
هو في الَّس َم اِء الُّد ْن َي ا بَن َهَر ْي ِن َي َّط ِر َداِن َ ،ف قاَل :ما هذاِن الَّن َهَر اِن يا ِج ْب ِر يُل؟ قاَل :هذا الِّن يُل والُفَر اُت ُع ْن ُصُرُه َم اُ ،ثَّم َمَض ى
به في الَّس َم اِء َ ،ف ِإَذ ا هو بَن َه ٍر آَخ َر عليه َق ْص ٌر ِمن ُلْؤ ُلٍؤ وَز َب ْر َج ٍدَ ،ف َض َر َب َي َدُه َف ِإَذ ا هو ِمْس ٌك أْذ َف ُر ،قاَل :ما هذا يا ِج ْب ِر يُل؟
قاَل :هذا الَك ْو َث ُر الذي َخ َب َأ لَك َر ُّب َك ُ ،ثَّم َع َر َج به إلى الَّس َم اِء الَّث اِنَي ِةَ ،ف قالِت الَم اَل ِئَك ُة له ِم ْث َل ما قاَلْت له اُألوَلى َم ن هذا،
قاَل ِج ْب ِر يُل :قالوا :وَم ن معَك ؟ قاَل ُ :م َح َّم ٌد َص َّلى ُهللا عليه وسَّلَم ،قالوا :وقْد ُبِع َث إَلْيِه؟ قاَل َ :ن َع ْم ،قالواَ :م ْر َح ًبا به وَأْه اًل ،
ُثَّم َع َر َج به إلى الَّس َم اِء الَّث اِلَث ِة ،وقالوا له ِم ْث َل ما قالِت اُألوَلى والَّث اِنَي ُة ُ ،ثَّم َع َر َج به إلى الَّر اِبَع ِةَ ،ف قالوا له ِم ْث َل ذلَك ُ ،ثَّم
َع َر َج به إلى الَّس َم اِء الَخ اِمَس ِةَ ،ف قالوا ِم ْث َل ذلَك ُ ،ثَّم َع َر َج به إلى الَّس َم اِء الَّساِدَس ِةَ ،ف قالوا له ِم ْث َل ذلَك ُ ،ثَّم َع َر َج به إلى
الَّس َم اِء الَّساِبَع ِةَ ،ف قالوا له ِم ْث َل ذلَك ُ ،ك ُّل َسَماٍء ِفيَه ا أْن ِبَي اُء قْد َس َّماُه ْم ،فأْو َع ْي ُت منهْم إْد ِر يَس في الَّث اِنَي ِة ،وَه اُروَن في
الَّر اِبَع ِة ،وآَخ َر في الَخ اِمَس ِة َلْم أْح َف ِظ اْس َم ُه ،وإْب َر اِهيَم في الَّساِدَس ِة ،وُموَس ى في الَّساِبَع ِة بَت ْف ِض يِل َك اَل ِم ِهَّللاَ ،ف قاَل ُموَس ى:
َر ِّب َلْم أُظ َّن أْن ُيْر َف َع َع َلَّي أَح ٌد ُ ،ثَّم َع اَل به َفْو َق ذلَك بما ال َي ْع َلُمُه إاَّل ُهَّللا ،حَّت ى َج اَء ِس ْد َر َة الُم ْن َت َه ى ،وَد َن ا ِلْلَج َّباِر َر ِّب
الِع َّز ِةَ ،فَت َد َّلى حَّت ى كاَن منه َق اَب َقْو َس ْي ِن أْو أْد َن ى ،فأْو َح ى ُهَّللا ِفيما أْو َح ى إَلْيِه َ :خ ْم ِس يَن َص اَل ًة عَلى ُأَّم ِتَك ُك َّل َي وٍم وَلْي َلٍةُ ،ثَّم
َهَب َط حَّت ى َب َلَغ ُموَس ىَ ،ف اْح َت َبَس ُه ُموَس ىَ ،ف قاَل :يا ُم َح َّم ُد َ ،م اَذ ا َع ِه َد إَلْي َك َر ُّب َك ؟ قاَل َ :ع ِه َد إَلَّي َخ ْم ِس يَن َص اَل ًة ُك َّل َي وٍم
وَلْي َلٍة ،قاَل :إَّن ُأَّم َت َك ال َت ْس َت ِط يُع ذلَك َ ،ف اْر ِج ْع َف ْلُيَخ ِّفْف َع ْن َك َر ُّب َك وعْن هْم َ ،ف اْلَتَف َت النبُّي َص َّلى ُهللا عليه وسَّلَم إلى ِج ْب ِر يَل
َك أَّن ُه َي ْس َت ِش يُرُه في ذلَك ،فأَش اَر إَلْيِه ِج ْب ِر يُل :أْن َن َع ْم إْن ِش ْئ َت َ ،فَع اَل به إلى الَج َّباِر َ ،ف قاَل وهو َم َك اَن ُه :يا َر ِّب َخ ِّفْف َع َّن ا فإَّن
ُأَّمتي ال َت ْس َت ِط يُع هذاَ ،فَو َض َع عْن ه َع ْش َر َص َلَو اٍت ُثَّم َر َج َع إلى ُموَس ىَ ،ف اْح َت َبَس ُه َف َلْم َي َز ْل ُيَر ِّدُد ُه ُموَس ى إلى َر ِّبِه حَّت ى
َص اَر ْت إلى َخ ْم ِس َص َلَو اٍتُ ،ثَّم اْح َت َبَس ُه ُموَس ى ِع ْن َد الَخ ْم ِس َ ،ف قاَل :يا ُم َح َّم ُد وِهَّللا لَقْد َر اَو ْد ُت َب ِني إْس َر اِئيَل َقْو ِمي عَلى
أْد َن ى ِمن هذا َف َض ُع ُفوا َفَت َر ُك وُهَ ،ف ُأَّم ُتَك أْض َع ُف أْج َس اًد ا وُقُلوًبا وَأْبَداًن ا وَأْب َص اًر ا وَأْس َم اًع ا َف اْر ِج ْع َف ْلُيَخ ِّفْف َع ْن َك َر ُّب َك ُ ،ك َّل
ذلَك َي ْلَت ِفُت النبُّي َص َّلى ُهللا عليه وسَّلَم إلى ِج ْب ِر يَل ِلُيِش يَر عليه ،واَل َي ْك َر ُه ذلَك ِج ْب ِر يُلَ ،ف َر َفَع ُه ِع ْن َد الَخ اِمَس ِةَ ،ف قاَل :يا َر ِّب
إَّن ُأَّمتي ُض َع َف اُء أْج َس اُد ُه ْم وُقُلوُبُهْم وَأْس َم اُعُهْم وَأْب َص اُرُه ْم وَأْبَداُنُهْم َفَخ ِّفْف َع َّن اَ ،ف قاَل الَج َّباُر :يا ُم َح َّم ُد ،قاَل َ :لَّبْي َك
وَس ْع َد ْي َك ،قاَل :إَّن ه ال ُيَب َّد ُل الَقْو ُل َلَد َّي ،كما َف َر ْض ُتُه َع َلْي َك في ُأِّم الِك َت اِب ،قاَل َ :فُك ُّل َح َس َن ٍة بَع ْش ِر أْم َث اِلَه اَ ،فهي َخ ْم ُسوَن
في ُأِّم الِك َت اِب ،وهي َخ ْم ٌس َع َلْي َك َ ،ف َر َج َع إلى ُموَس ىَ ،ف قاَل :كيَف َفَع ْلَت ؟ َف قاَل َ :خ َّفَف َع َّن ا ،أْع َط اَن ا بُك ِّل َح َس َن ٍة َع ْش َر
أْم َث اِلَه ا ،قاَل ُموَس ى :قْد وِهَّللا َر اَو ْد ُت َب ِني إْس َر اِئيَل عَلى أْد َن ى ِمن ذلَك َفَت َر ُك وُه ،اْر ِج ْع إلى َر ِّب َك َف ْلُيَخ ِّفْف َع ْن َك أيًض ا ،قاَل
َر سوُل ِهَّللا َص َّلى ُهللا عليه وسَّلَم :يا ُموَس ى ،قْد وِهَّللا اْس َت ْح َي ْي ُت ِمن َر ِّبي مَّما اْخ َت َلْف ُت إَلْيِه ،قاَل َ :ف اْه ِبْط باْس ِم ِهَّللا قاَل :
واْس َت ْي َق َظ وهو في َم ْس ِجِد الَح َر اِم ..
^
^
(وفي هذا الحديث ان النبي عليه الصالة والسالم اقترب الى هللا قاب قوسين او ادنى ،قرب حقيقي .ولو كان قرب
معنوي َلما ُو ِص ف بقاب القوس.
الراوي :عائشة
المحدث :الحاكم
المصدر :المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم4461 :
خالصة حكم المحدث :صحيح اإلسناد
-أال تصُّفوَن كما تُصُّف المالِئكُة عنَد رِّبهم قالوا َو كيَف تصُّف المالِئكُة عنَد رِّبهم قاَل ُيتُّموَن الَّصَّف األَّو َل ثَّم
يتراُّصوَن في الَّصِّف .
-عن كعٍب قاَل :قاَل ُهَّللا تعالى في الَّت وراِة َ :أنا ُهَّللا فوَق عبادي ،وعرشي فوَق جميِع خلقي ،وَأنا على عرشي أدِّبُر
أمَر عبادي ،وال يخفى علي شيٌء في الَّسماِء وال في األرِض .
^
^
-١األصل في الديانات السابقة قبل التحريف انها كانت على الحق والعقيدة السليمة الواحدة ،فالُمرَس لين ما اتوا إاّل
بشرائع مختلفة من عند هللا ،الكن عقيدتهم واحدةَ .ف ُيحتج ان ما ذكره كعب كان من الذي لم ُيَح َّر ف.
هناك شيء من الحق باقي في الّتوراة ،ولم ُتَح َّر ف كاّفة .فما المقياس للذي من خالله نقول ان هذه اآلية سليمة او
ُم َح َّر فة؟ الذي ُيوافق القرآن فهو حق ،والذي يخالفه فهو باطل.
جّيد ،إذًا هذا األثر من كعب األحبار يوافق القرآن فهو صحيح ،وراجع اآليات المذكورة في البداية.
-٣كعب األحبار ،حّدث عن هذا في زمان الّتابعين ،فلم َي ُرد عليه احد من خلق هللا ولم ينكر عليه أحد ولم َي ُقل احد ان
هللا ليس في الّسماء .و ُمنِكري العلّو يقولون اَّن إثبات العلّو كفر وتجسيمَ ،ف َي لَز م من ذلك ِر ضى الَّت ابعين بالكفر عند
األشاعرة ِلَع َد م إنكارهم على كعب.
بل ،نطق كعب بالحق ،وهذه هي العقيدة الصحيحة ان هللا في السماء ،تبارك وتعالى) .
(تنبيه آخر ،اَّن َك ِلمة "في" في اللغة العربّية تأتي ايضًا ِبمعنى "على".
فنحن عندما نقول ان هللا في السماء الّسابعة ،فهو فوق /على السماء الساِبعة ،وليس داخلها )
-عن أِّم سلمَة زوِج الَّن بِّي صَّلى ُهَّللا علْيِه وسَّلَم أنها قالت :االسِتواُء غيُر مْج هوٍل ،واْلكيُف غيُر معقوٍل ،واإلقراُر ِبِه
إيماٌن واجٌب ،والجحوُد ِبِه كفٌر .
-أنه سئل أين كان رُّبنا قبل أن تخلَق السمواُت واألرُض ؟ فلم ينِكْر على السائِل ،وقال :كان في عماٍء ما فوقه هواٌء
وما تحته هواٌء .
^
^
-قلُت :يا رسوَل ِهللا ،أين كان رُّبنا قبل أن َي ْخ ُلَق َخ ْلَق ُه ؟ قال :كان في َع َم اٍء ،ما تحته هواٌء ،وما فوقه هواٌء ،وخلق
َع ْر َش ه على الماِء .
-كَّن ا ُجلوًس ا عنَد رسوِل ِهللا صَّلى ُهللا عليه وسَّلَم بالَب ْط حاِء ،فَم َّر ْت سحابٌة فقاَل رسوُل ِهللا صَّلى ُهللا عليه وسَّلَم :
«َأتدروَن ما هذا؟» ،فُقلناُ :هللا ورسوُلُه أْع لُم .فقاَل « :الَّسحاُب » ،فُقلنا :الَّسحاُب .فقاَل « :والُمزُن » ،فُقلنا :والُمزُن .فقاَل :
«والَع ناُن » ،فَس َك َت ُ ،ثَّم قاَل َ« :أتدروَن كْم بْي َن الَّسماِء واألرِض ؟» .فُقلناُ :هللا ورسوُلُه أْع لُم .فقاَل « :بْي َن هما َم سيرُة خمِس
مائِة سنٍة ،وِمن ُك ِّل سماٍء إلى الَّسماِء اَّلتي َت ليها مسيرُة خمِس مائِة سنٍة ،وِك َث ُف ُك ِّل سماٍء خمُس مائِة سنٍة ،وفوَق الَّسماِء
الَّسابعِة َب حٌر بْي َن أعالُه وأسفِلِه كما بْي َن الَّسماِء واألرِض ُ ،ثَّم فوَق ذلك ثمانيُة َأْو عاٍل كما بْي َن الَّسماِء واألرِض ،وُهللا
فوَق ذلك ،وليس َي ْخ فى عليه ِمْن أعماِل بني آدَم شيٌء »..
____________________________________
قبل عرض اإلجماعُ ،أَذ ِّك ر اّن اإلجماع دليل قطعي وِمّما ينهي المسألة.
(( َو َم ن ُيَش اِقِق ٱلَّر ُسوَل ِم ۢن َب ْع ِد َم ا َت َب َّي َن َلُه ٱْلُهَد ٰى َو َي َّت ِبْع َغ ْي َر َس ِبيِل ٱْلُمْؤ ِمِنيَن ُنَو ِّلِهۦ َم ا َت َو َّلٰى َو ُنْص ِلِهۦ َج َه َّن َم ۖ َو َس ٓاَء ْت
َمِص يًر ا )) 4:115
يجب إِّت باع سبيل المؤمنين اذا اجتمعوا على أمر ،ألن األّمة ال تجتمع على ضاللة.
َف إذا اتى زمن من األْز ِمنة كان فيه إجماع بين العلماء على أمر ،فهذا كافي .حتى لو صار هناك ِخالف بعد سنين
طويلة ،هذا الِخالف ال ُيلَتَف ت إليه ألن مّر زمن كان فيه اإلجماع.
اآلن بعض مما ورد من اإلجماع على العلّو في الّصفحة الّت الية وا َي ليها: