Professional Documents
Culture Documents
اللحن في مجالس القضاء تصويبات في لغة المذكرات والأحكام القضائية
اللحن في مجالس القضاء تصويبات في لغة المذكرات والأحكام القضائية
حقو
۲۹
الدراسات
مجمع الملك سلمان
تأليف
۲۹
الدراســـــــــــات
مجمع الملك سلمان
الطبعة الأولى
1٤٤٥هـ 2024م
٤٢٤ص ؛ 24 × 17سم
لا يسمح بإعادة إصدار هذا الكتاب ،أو نقله في أي شكل أو وسيلة ،سواء أكانت
إلكترونية أم يدوية ،بما في ذلك جميع أنواع تصوير المستندات بالنسخ ،أو التسجيل
أو التخزين ،أو أنظمة الاسترجاع ،دون إذن خطي من المجمع بذلك .
الآراء الواردة في هذا الكتاب تمثل رأي المؤلف ولا تعكس بالضرورة رأي المجمع .
هذه الطبعة إهداء من المجمع ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
هذه الطبعة إهداء من المجمع
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
محتويات الكتاب
الصفحة الموضوع
المقدمة
و
٥١
:لحون المتخاصمين المبحث الثاني
ملجقا
ا
اللحن
۳۹۷
فهرس المصادر والمراجع
المجمع مقدمة
ينشط مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربيّة في مسارات عمل متنوعة ،ويتولى
مهامًا متعددةً تتصل بنشر اللُّغة العربية ،ودعمها ،وتعزيز مكانتها ،والمحافظة على
سلامتها نطقًا وكتابةً ،والنظرفي فصاحتها ،وأصولها ،وأساليبها ،وأقيسـتها ،ومفرداتها ،
في جميع المجالات ،ويتمثل طموح المجمع في أن يصبح مجمعًا متميزًا يخدم اللغة العربية
وينطلق من قلب العالم الإسلامي والعربي ،ومن مهد العروبة الأول ،وأن يصبح رائدًا
وضمن توجيهات سمو وزير الثقافة ،رئيس مجلس الأمناء الأمير بدر بن عبد الله
بن فرحان آل سعود -حفظه الله -في دعم أعمال المجمع ،وبرامجه :العلمية ،والثقافية
والبحثية ،أطلق المجمع مشروع ( المسار البحثي العالمي المتخصص ) ؛ لتلبية الحاجات
العلميّة ،ومواجهة المشكلات اللغويّة ،وسد الفجوات المتعلقة بالبحث والنشر العلمي ،
وفتح الآفاق العلميّة والمعرفيّة المتنوعة ،واستكمال مسارات النّشراللُّغوية المتخصصة .
في
ملجقا
ا
اللحن
لءضا
ويهدف المشروع إلى تعزيز دور المجمع ،وإيصال رسالته ؛ بتغطية مساحات متنوعة
س
من التخصصات ،والفنون المتعلقة باللغة العربيّة ،وإثراء المحتوى العلمي ذي العلاقة
بمجالات اهتمام المجمع ،ودعم الإنتاج العلمي المتميّز وتشجيعه ،وفتح المجال أمام
الباحثين والمختصين ،وتوثيق صلتهم بالمجمع ؛ وذلك بإشراكهم في أعمال هذا المشروع .
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المقدمة
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
ويضمُّ المشروع مجالاتٍ بحثيّة متنوعة ،ويغطي الموضوعات التي تعزّز موقع
العربية ضمن اللغات الحضاريّة العالمية ،ومن أبرزها ( :دراسات التراث اللغوي العربي
وتحقيقه ،والدراسات حول المعجم ،وقضايا المصطلح ،وقضايا الهوية اللغوية ،ومكانة
وقد بدأ المشروع باستقبال الدّراسات النوعية الجادّة ،وتواصل مع ( :المختصين ،
إلى المشاركة في المشروع ،واتخذ الإجراءات المتصلة بتحكيم الأعمال والنظرفي جديتها
وأصالتها ومدى إضافتها للمكتبة العربية واستنادها إلى المعاييرالمتعارف عليها في البحث
المتخاصمين وفي الأسباب ومنطوقاتِ الأحكام القضائية ،وتضمّنت مقدمته طائفةٌ من
ويجتهد المجمع في انتقاء الكتب التي يكون في نشرها إضافة معرفية نوعية ،ويأمل
أن يكون هذا الكتاب مفتاحًا لمشروعات علميَّة وعمليَّة ويحقق إثراء معرفيًا لافتًا .
لما تفضل به من عمل علمي جاد ،ويدعو الباحثين إلى التَّواصل مع مشروعات المجمع ،
:
ومنها مسار البحوث والنشر العلمي ،للمشاركة فيه والمساهمة في إثرائه .
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
المقدمة
لشدّ ما يعانيه المرء حين يكون حكَمًا على نفسه والآخرين ،فيصلح خطأ غيره ،
ويعالج ما أصلحه خشية أن يقع فيما وقعوا فيه ،وهذه الأخيرة والله أدهى من أختها
والإنسان في صنعة التأليف ما يزال في موضع الخطأ والتفريط ،فمن الناس من أخطأ ،
ومنهم من خطأ ،،ومنهم من جمع بين الأمرين ،وهؤلاء أكثر القوم بؤسا ،فما يصنع المرء
وهو يتغيَّا بكتابه غايات بعيدة ،ومنازل رفيعة ،ولا يصرفه عن هذا الخاطرإلا أن دعوى
واذكر -رعاك الله -أن أهل التحقيق والخشية والنظرفي المآلات يؤلفون لا لتُعرف
أقدارهم عند الناس ،ولا لتتبين منازلهم ،بل رعاية لحرمة العلم ،وصيانة لـه مـن كل
متلبس به دخیل ،وليس شيء أعظم من أمانة الحرف ورصانة الكلمة ،إذ زلّت فيها
أقدام وزاغت فيها عقول ،ووَدَّ المرءُ المشتغل في صنعة التأليف أنه كُفِي هذا الأمرَأَوَّلَهُ
وآخرَهُ ،ومن ذا الذي يريد أن يُظهر للناس عيبته ،ويكشف عن سيرته ،وهوفي عافية
في
ملجقا
ا
اللحن
ضا
من هذا ومأمن ،ولأجل هذا كله ترددت في إخراج هذا الكتاب ،واستشرت فيه أقوامًا ؛
لء
س
،منتفعًا بما يُفتح لهم مما قد فاتني قيده وحصره ،ولا سيما أن
شادا بهم العضد والأزر
الناس شركاء في صيانة العربية من التشويه والتحريف ،فأثنى بعضهم ورغبوا ونشطوا ،
ووجدت منهم إقبالًا ولو بحسن القول ،ورأى آخرون من الرصفاء الأفاضل أن الكتابة في
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المقدمة
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
( الملاحن ( )۱القضائية ) مما تضيع معه الأعمار ،وتروح فيه الأوقات ،ولو صُرِفَ الجهد في
موضوعات أخر لكان أحفظ لوقتي ،وخيرًا لي وللناس ،وألقوا عليّ شبهات ثلاثًا :
أن القاضي لا يمكنه تعقُبُ أخطاء المتخاصمين ،فهو مشغول بما تعالجـه يـده -١
والتعميمات ثمَّ النطق بالأحكام بعدما يظن أنه استفرغ ذمته فيما رآه صالحًا
للحكم به ،فهو لأجل هذا الباب معذورفي عدم تعقب ما يلحن فيه الكتبة ،أو
أن المعتد به صحة الحكم ،ولو كان الصكُ مليئًا بالعثرات والغلطات ،وما قيمة -٢
حكم زينه قاضيـه بأجود ما حوته اللغة من ألفاظ ،وهوبعيد عن الحق والصواب !
وآخر تلك الشبه أن القضاء انتقل إلى طورٍ جديد من ( نمذجة ) الدعاوى ٣-
والتسبيبات والأحكام ،فالحاجة إلى تأليف هذا الكتاب من التزيد الذي لا نفع
فيه ،فإذا أُحسن اختيار الألفاظ ،وروعي في الأساليب قـواعـد الـعـربـيـة ،حافظنـا
( ) ۱جمع مَلْحَن ،وهو مصدر ميمي مقيس لـ ( لحن ) ،يصلح لجميع معانيها ،ولا يختص ببعضها من دون
بعض ،وسياق الكلام هو الذي يحدد المقصود .ومعاني اللحن في اللغة تدورحول الميل عن الشيء ،
فهوميل عن الصواب في اللغة إلى الخطأ ،وميل في الصوت عن وجهه المعتاد إلى التطريب فيه ،
وميل في المعنى عن التصريح إلى التعريض ،ونحو ذلك .واستعمال مادة ( لحن ) في بعض المعاني لا
يمنع استعماله في غيره من معاني الفعل ؛ إذ هو مقيسٌ في لفظ الفعل من دون النظرإلى معناه ،وقد
استُعمل الجمعان ( لحون ) و ( ألحان ) في جميع المعاني ،فيلحق بهما ( الملاحن ) في صحة استعماله
لتلك المعاني ،ويكون الحَكَمُ فيها كلها هو السياق ،وقد ورد جمع الملاحن في معنى ألحان الغناء ،جاء
في أساس البلاغة ،للزمخشري ( « : ) ١٦٤/٢وهذا لحنُ مَعْبَدٍ ،وألحانهُ ومَلاحنُه :لمـا مـال إليـه مـن
الأغاني واختاره » ،فدلّ ذلك على أنه غير مختص بمعاني المعاريض .
وقد وقفت على كتاب لشيخ شنقيطي من علماء القرن الثالث عشر بعنوان ( :ملاحن القراء )
جمع فيه نبذة من أخطاء قراء القرآن الكريم ،ونُشِر محققا في بيروت سنة ٢٠٠٠م ،وقرظه جمهرة
من كبار علماء شنقيط ،منهم العلامة محمد سالم بن عدود ،وغيره ،والله أعلم .
۱۰
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
قلتُ :هـذه الـشـبـه كلهـا حـائدة عن الصواب ،وإني أدفعها لك واحدة بعد أخرى ،فأمـا
الأولى :فإني لا أحب لك أيها القاضي والمحامي ما قاله الأديب الرافعي ()1في وصـف أهـل
القانون « :والغالب أن سواد الذين درسوا القانون بعيدون جدًّا عن الأدب واللغة ،فكل
شيء عندهم صالح » ( ، )٢وهو رأي أتى به الرافعي من عنده بلا ريب ،فكثيرمن أرباب
الأدب في القديم كانوا قضاةً ،وفي المعاصرين نجد عددًا صالحًا من أهل القانون ممن
كملت عندهم أدوات الفصاحة ،ورسخت لديهم ملكة الإنشاء ،ولا يدرك ذلك إلا الناظر
والحُكْمُ القضائي مبني على ثلاثة أركان :تمييز المدعي من المدعى عليه ،وتنزيل
الحكم على الواقعة ،ومعرفة الأسباب والأدلة الشرعية والنظامية ،فإذا استكمل القاضي
هذه الأركان الثلاثة ،غَلَب على الظن أنه في حكمه قد أصاب ،ثم إذا أجاد في صياغة حكمه
فقد أحسن غاية الإحسان ،ودونك قاعدة متقررة لا تغيرها الليالي والأيام وهي أن الصلكَ
القضائيّ لا يمكن أن يكون حسنًا موصوفًا بالقبول إلا إذا كانت لغته رفيعةً محفوفةً
بالمهابة ،ملففةً بالجمال والجلال خاليةً من العجمة المحتكلة ،والعامية المبتذلة .
أما الذي يرى أن الواجب صحة الحكم وموافقته للصواب ،من دون النظر إلى
صحة لغته ولفظه ،فقد وهم في ظنه ،وأساء في فهمه ،فهذا أبو بكر الشنتريني ،وهو
من علماء القرن السادس ،يقول « :ولقد رأيت جماعةً من الفقهاء المتقدمين الذين
لم يبلغوا درجة المجتهدين قد تكلموا في مسائل من الفقه فأخطأوا فيهـا ،وليس ذلـك
لقصور أفهامهم ،ولا لقلة محفوظاتهم ،ولكن لضعفهم في هذا العلم -يعني علم النحو
في
ملجقا
ا
اللحن
لء
س ضا
( ) ۱من اللطائف أن الأديب المصري المذكور يعمل كاتب ضبط في محكمة طنطا ،وكان لا ينهض لتحية
القاضي الجديد في المحكمة أسوة بغيره من الموظفين ،بل يأتيه القاضي في مكتبه ،وهذا حق وعدل ،
فمقام العلم جليل .انظر كتاب حياة الرافعي ،لتلميذه الصفي :محمد سعيد العريان ،طبعته
مؤسسة الريان .
۱۱
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المقدمة
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
وعدم استقلالهم به » ( ، )۱وعاب القاضي عياض على شيخه الفقيه القاضي أبي عبد
الله الأموي ضعفه في العربية ،فقال « :وكان حافظًا للفقه والفرائض ،مشاركًافي التفسير
وعلم الناسخ والمنسوخ وغير ذلك ،لكنّه كان يقصر به لسانه عن تأدية بعض ما عنده ؛
إذ كان لم يطالع شيئًا من علم العربية » ( ، )٢وفي ترجمة ابن فارس الفقيه اللغوي ،يقول
القِفْطي « :وكان يحثّ الفقهاء دائما على معرفة اللغة ويلقي عليهم مسائل ،ذكرها في
فتيا فقيه العرب ) ويُخجلهم بذلك ؛ ليكون خجلهم داعيا إلى كتابه الذي سمّاه كتاب
حفظ اللغة ،ويقول :من قصر عن اللغة وغُولط غَلط » ( ، )۳ودونـك مـا ذكـره السرخسي
في شرحه لكتاب ( السير الكبير) لمحمد بن الحسن الشيباني صاحب الإمام أبي حنيفة ،في
قوله « :اعلم بأن أدق مسائل هذا الكتاب وألطفها في أبواب الأمان ،فقد جمع بين دقائق
علم النحو ،ودقائق أصول الفقه ،وكان -محمد بن الحسن -شاور فيها علي بن حمزة
الكسائي رحمه الله تعالى ،فإنه كان ابن خالته ،وكان مُقدَّمًا في علم النحو » ( ، )٤وعهد إلى
اللغوي ابن بري صاحب ( التنبيه والإيضاح عما وقع في الصحاح ) التصفح في ديوان
الإنشاء ؛ فلا يصدر كتاب عن الدولة إلى ملك من ملوك النواحي إلا بعد أن يتصفّحه ،
ويصلح ما فيه من خلل خفي ( ، ) ٥وقد صَدَق صاحب كتاب ( لغة الحكم القضائي ) حين
صدر كتابه بقوله « :بين اللغة والقضاء علاقةً لا تنفصم » ( ، )١والنقول في هذه المسألة
كثيرة لا تحصى ،ولو جمعت لأطَّتْ بها بطون الكتب والأسفار ،بل الواقع يصدق تلك
النقول ولا يكذبها ،وقد وقفتُ على عددٍ من الأحكام التي راعت حدود اللغة ،وحرمات
( ) ٦ص ، ١ومؤلفه :سعيد أحمد بيومي ،وله كتاب آخر اسمه ( الصياغة والبلاغة ،مع نماذج من النصوص
القانونية والأحكام القضائية ) أخرجته مكتبة الآداب المصرية سنة ، ١٤٣٨وهو غاية في بابه ،وقد صدر
كتابه بذكر الخلاف بين الأديبين طه حسين ومصطفى العقاد ،هل القاضي كاتب أم أديب .
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
العربية ،ومنها خلاف القضاة في الفقرة ( ) ٢من المادة ( ) ١٣٥من نظام الأحوال
الشخصية ( )۱ونصها « :تنتهي الحضانة إذا أتم المحضون ثمانية عشر عامًا » ،فبعض
القضاة يرى أن الحضانة تنفك عن الولد بدخوله سن التاسعة عشرة ،وفريق آخر من
القضاة يرى أن الحضانة ترتفع عن الولد بدخوله سن الثامنة عشرة ،فلو كانت ولادة
المحضون في ١٤٢٥ /٠١ / ٠١هـ ،وتاريخ القضية في ١٤٤٣ / ٠١/ ٠١هـ ،فعند الأولين ما يزال
الولد في سن الحضانة ،ولا ترتفع أحكام الحضانة عنه إلا بتاريخ ١٤٤٤ / ٠١ / ٠١هـ ،وعند
أصحاب القول الآخر تكون الحضانة مرتفعةً عن المحضون بتاريخ ١٤٤٣ / ٠١ / ٠١هـ ،ولا
تسمع دعوى الحضانة حينئذٍ ،وسبب هذا الخلاف راجع إلى لفظة ( أتـم ) ،وينسحب
هذا الخلاف على التصرفات المالية وإنفاذ العقوبات على القاصرإذا أتم سن الثامنة
عشرة .وكخلافهم في دعوى إلغاء النفقة قبل مضي سنة من الحكم بالنفقة ،هل تقاس
دعوى إلغاء النفقة بدعوى إنقاص النفقة في عدم جواز سماع الدعوى خلال سنة من
الحكم الأول أم لا يصح القياس .ومثال آخر ما سببه القضاة من رد دعوى المدعي
بقولهم ( :ومن المقرر فقها وقضاءً أن صيغة المضارع لا تنشئ عقدًا ،بل لا بد من النية
الجازمة في التعاقد ) ،وأمثال هذا الحكم الذي سطرته أقلام قضاتنا في هذا البلد كثير
أما ثالثة الشبهات ،فهي شبهة ضعيفة ،والدعوى فيها عريضة ،وإذا عُلِمَ بالضرورة
أن القاضي يجب عليه الاحتياط في حكمه ،وألا يتسرع فيه ،ولا يتترع ،فقد وجب عليه
كذلك أن يحتاط لقلمه من الوهن ،ولأسلوبه من الضعف ،فهو أدعى للقبول ،ولا شيء
في
ملجقا
ا
اللحن
أضر بالصك من الجنوح إلى التقليد الأعمى في صياغة الدعاوى والأسباب التي سلبت
لءضا
الصكَ جماله ،وإنك لواجد بعض الأساليب والكلمات التي لها معنى غير المعنى المراد ،أو
س
لا معنى لها ،وإنما تلقفتها الأيدي بالتقليد وتعاورتها بالتبع ،ومن ذلك قولهم ( :أجـرْتُ )
في معنى الأجرة ،وقولهم ( :بالتالي ) إذا جاءت للتعليل ،وقولهم ( :كفالة غرامية ) بدلًا من
۱۳
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المقدمة
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
(كفالة غُرْميّة ) ،وإنما أوتينا هذا بسبب إيثار الدعة ،واستطابة الراحة ،ومحبة الركون
ومن الحق الذي يجب أن يُعلم أن هذه ( النمذجة ) تكون صالحةً في حق المبتدئين
ممن يجب أن يكون لكل واحدٍ منهم قلمه الذي ينفرد به عن قلم غيره ،وإني أرجو أن
بعد :فهذا مؤلَّفي البِكْر ،قدَّرتُ أن يكون اسمه ( اللَّحْنُفي مجالس القضاء ) ،وسبب
هذه التسمية أني لا أورد في الغالب من الأساليب والألفاظ إلا ما قد يُظنُّ أنه لحن أو
حكم عليه من قبلُ باللحن ،ففي هذا الكتاب ما يجوز فيه الوجهان ،وفيه أسلوب فاضل
وآخر مفضول ،ومنه ما هو صحيح لكنَّ الأولى تركه ،وفيه ما قد بسطت القول فيه من
غيرترجيح ،وفيه كلمات غيرجارية على السنن الصحيح ،وأخرى عُدت من الغلط وهي
من الفصيح.
وسبب آخر لهذه التسمية :وهو أن ( اللَّحْن ) من حروف الأضداد ،عند طائفة من
أهل العربية ،قال ابن القاسم ابن الأنباري « :واللحن حرف من الأضداد ؛ يقال للخطأ
ثم إني أذكر لك منهاجي في هذا الكتاب حتى يكون القارئ على بينة منه ،وأجمله في
ثمانية أمور:
١٤
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
أولا :أبْسُطُ القولَ فيما يشكل من المسائل ،وأذكر الأدلة ،والرد على القول الذي
ظننته مرجوحًا إن استدعى ذلك المقام ،ولا أحب الميل إلى الحكم على الشيء تصحيحا
أو تضعيفًا من دون بيان علته ؛ ولذلك عاب أقوام على بعض من كتب في الأغلاط
اللغوية ) أنه يحكم على الشيء لعلة يراها هو نفسه من دون أن يبديها للناس ،وهذا فيه
ثانيًا :لم أرتب الألفاظ بالنظرإلى حروف الهجاء كما هو معتاد في كتب اللحن
اللغوي ،وإنما رتبته بحسب النظر القضائي ،وهذا لا يخفى على من له اطلاع على
المبحث الأول :مُفْتتح القضية وهو ما يصدره القاضي في نظر الدعوى من الحمدلة
المبحث الثاني :وهو أوسع الأبواب وأشملها ،وهو ما يرد على لسان المدعي من
دعوى ،ولسان المدعى عليه من إجابة ،وسبب ضخامة هذا المبحث :أن مرافعة الخصوم
المبحث الثالث :أسباب الحكم ومنطوقه ،وهذا المبحث لصيقُ بالقاضي لا يشاركه أحد .
ملجقا
ا
اللحن
لءضا
المبحث السادس :المكاتبات والعقود ،وهذا المبحث والذي قبله ليسا مختصين
س
بلغة القضاء ،لكن آثرت الكتابة فيهما ؛ لاتصالهما بأبواب القضاء .
وسبب هذا التقسيم :أني أجمع النظيرإلى النظير ،مثل مجيء ( مسبقًا ) و ( الأنف
الذكر) و ( مطلقًا ) و ( مؤخرًا ) تلو بعض ،وكذلك مجيء ( بينما ) و ( كما ) و( أيضًا ) و(كلما )
١٥
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المقدمة
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
متتاليةً ،ولو أني اعتمدت على الترتيب الهجائي في تقسيم الأساليب والاستعمالات لفاتني
جمع هذه النظائرإلى بعضها ؛ وهو مما يعين القارئ على تصور المسائل واستيعابها .
ثالثًا :أن قبول اللفظة أهون عليَّ من الحكم بردها وتخطئتها ،وذلك أنه لا يصارإلى
التخطئة إلا بعد عناء وجهد ؛ فإن النفسَ غرارة ،والشوط بعيد ،والأفق واسع ؛ ولذلك
جهدت كل الجهد عند الحكم بالتخطئة أن أكون مسبوقًا برأي أو قول ،ورحم الله الإمام
الشافعي إذ يقول « :ولسان العرب أوسع الألسنة ،مذهبًا ،وأكثرها ألفاظا ،ولا نعلمه
يُحيط بجميع علمه إنسان غيرنبي » ( ، )١وقف مليًا عند قولة ابن جني ... « :هذه اللغة
رابعا :انفرد هذا الكتاب عن غيره من كتب هذا الفن بأني عضدتُ كل رأس مسألة
في الغالب بالإحالة على المراجع ،والإشارة إلى عزوها بالأرقام ؛ لعل في ذلك إفادة لمن يطلع
عليه من بعد ،فيسهل له البحث عما يريد ،وقد جمعت قدرًا صالحًا لا بأس به من
المراجع القديمة والمعاصرة ،فأحببت أن يستفاد منها ،وإن لم أنقل من بعضها قولًا ،أو
أستفد منها رأيًا ،كما أني حرصت على نسبة الأقوال إلى أصحابها وإن كانوا من المتأخرين ،
خامسًا :لا يند عن فهمك أني أتوسع شيئًا قليلًا بالإحماض في ذكر بعض اللطائف
والفوائد التي تُجِمُّ النفس ،ولا تخلو من فائدة ،ولا تخرج عن صلب هذا البحث .
سادسًا :اشترطت في هذا الكتاب أني لا أُلحِقُ به إلا ما اطلعت عليه من الصكوك التي
أحتفظ بها ،أو في المدونات القضائية المنشورة ،وما غفَلتُ عنه من الألفاظ والأساليب
سابعًا :إن التأليف في إصلاح اللحن ليس ناشنًا ،اليوم ،بل هو قديم ،وأول هذه
التأليف في المئة الثانية ،غيرأن الحكم على أغلاطنا لن تجدها إلافي الكتب المتأخرة أو
( ) 1الرسالة ص . ٤٩
( ) ٢الخصائص ( . )١٦٦/٢
١٦
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
المعاصرة ؛ وذلك أن أغلاط السابقين ليست مثل أغلاط المتأخرين ؛ ولذلك يقل في مراجع
هذا الكتاب الإحالة على كتب السابقين في إصلاح الأغلاط ،وقد أبـان عـن ذلـك أبـو تــراب
الظاهري بقوله « :وهذه الكتب -يقصد التي ألفها السابقون -من العلم القديم ،وليس
سبيلها ما يلحن فيـه النـاس الـيـوم ....ولحن القدامى كان علمًا ،وتصويبه كان أعلـم منـه ؛
لأن عامتهم كانوا أفضل من خاصتنا ،وما نطقوه خطأ .هو عندنا صواب دارج » (. )۱
:ثامنًا مما يجب ملاحظته ،أنه يجب أن يُستصحب المذهب المختارفي عدد من
المسائل اللغوية للحكم على اللفظ أو الأسلوب بالتصحيح أو التوهين ،مثل مسائل :
التضمين ( ، ) ٢وإنابة بعض الحروف عن بعض ( ،)۳والتعدي واللزوم ( ،) 4وغيرها ؛ ولذا :
فإن بعضًا ممن كتب في ( الإصلاحات اللغوية ) أساء للعربية وقد أراد الإحسان ؛ إما أنه
ضيق الواسع مما يجوزفي الكلام ،أو أنه استباح حرمات اللغة بإجازة ما لا يمكن تجويزه
( ) ٢أن يشرب فعل من الأفعال معنى فعل آخر لقرابة بينهما ،وهو قياسي عند الأكثرين ،ومثاله قوله
تعالى :وَلَا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكَاحِ ،أي :لا تنووا ،ولهذا عُدِّي الفعل ( تعزموا بنفسه ،مثل ( تنووا ) لا
بـ (على ) وهو الأصل ،والتضمين جائز بشرط تحقق المناسبة بين الفعلين ،ووجود الغرض البلاغي
فيه .ينظر :الخصائص ( ، ) ۳۰۸/۱ومغني اللبيب عن كتب الأعاريب ،لابن هشام ( ، ) ٦٧١/٦
والكليات ،للكفوي ص . ٢٦٦
في
ملجقا
ا
اللحن
،فاستعمل حرف الجر (في ) بدلاً مـن حـرف الجر ( ) ۳وأشهرمثال للإنابة قوله تعالى﴿ :وَلَأُصَلَبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ
ضا
( على ) ،والذي يظهر لي أن حروف الجرينوب بعضها عن بعض إذا لم يلتبس المعنى ،وليس كل حروف الجر
لء
س
يمكن أن يحل بعضها محل بعض ،ومن ذلك قوله ( :رغب في الشيء ) و( رغب عن الشيء ) فبينهما تضاد .
ينظر :أدب الكاتب ،لابن قتيبة ص ، ٥٠٦والخصائص ( ، ) ٣٠٦/١ومغني اللبيب ( ) ١٧٩/٢و( . ) ٥١٦/٦
،أو غيرالمتعدي .
( ) ٤الفعل اللازم ما لا يبنى منه مفعول تام بغير حرف جر ،ويسمى بالفعل القاصر
والفعل المتعدي :الذي يصل إلى مفعوله .ينظر :شرح الرضي على كافية ابن الحاجب ( ، ) ١٣٥/٤وشرح
التسهيل ،لابن مالك ( ، ) ٧٩/٢وارتشاف الضرب من لسان العرب ،لأبي حيان ( ، ) ٢٠٨٨/٤ومغني
اللبيب ( ، ) ٦٧٢/٥وهمع الهوامع ،للسيوطي ( . ) ٩/٥
۱۷
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المقدمة
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
أقول :قد يناسب المقامَ ذكر بعض الكتب المتأخرة تعريفًا بأصحابها ،وتنويها
بفضلهم ،فما صناعتي في هذا الكتاب إلا تزويقُ ما شادوه ،أو تعديل ما أقاموه .
فمن أبرز مَنْ نَقَدَ بعض الأساليب في لغة الجرائد والإعلام :اللغوي الشهيرإبراهيم
اليازجي ،فقد نشر مقالات متتابعة في مجلته ( الضياء ) ،أحدثت دويًا في أهل عصره ،
ثم جمعها في كتابه ( لغة الجرائد ) ،وهو عمدة في هذا الفن عند المعاصرين ،وقد تعقبه
جملة من النقاد منهم الأستاذ الكبير محمد سليم الجندي في كتابه اللطيف (إصلاح
الفاسد من لغة الجرائد ) ،فقد رأى في ( لغة الجرائد ) من الأوهام ما لا يمكن السكوت
عنه ،ونقده نقد عالم خبير استجمع أسباب النقد ،وخَبَر مذاهبه ،وكتابه هذا وجيزفي
لفظه ،مشبع في معناه .وممن أجاد في نقد ( لغة الجرائد ) عبد الرحمن البيروتي في رسالته
( دفع الأوهام ) ،واليازجي يتشدد في قبول بعض الكلمات والتعابيرالتي لا حرج فيها ،إلا
أن صنيعه في جمعه للأخطاء التي اشتهرت في عصره أذهبت ما في كتابه من تشدد ،ولم
يلت ذلك شيئًا من فضله ،وكتابه هذا يدل على يد باسطة في العلم وقدم ثابتة في
العربية .ومن أول من كتب في هذا الفن من المعاصرين إبراهيم المنذر ،ولم يحظ كتابه
بالشهرة والقبول مع ما فيه من نفاسة وجودة ،وقد حفل كتابه بكثير من الأغلاط في
لغة القضاء ممن لم يتفطن لها سواه .ومن أشهرالكتب المؤلفة كتاب ( تذكرة الكاتب )
لأسعد خليل داغر ،وكتابه هذا من خيرة الكتب التي ألفت في هذا الموضوع من حيث
منها الفحول من الكتاب المتقدمين ،ولا شك أنه تَابَعَ اليازجي في كثير من المسائل .وممن
كتب في هذا الفن المعلم اللبناني شاكر شقير ،وذكره خامل لا يعرفه إلا قليل من الناس .
وأشهر من كتب في هذا الفن من المعاصرين عالم العراق مصطفى جواد ،وهوفي نقداته
اللغوية ممن يتبع القول العمل ،ولن تجد جميع نقوده اللغوية في كتابه الذائع ( قل
بل سطر بقلمه ما سارت فوائده في مؤلفاته الأخرى ،ومماحكاته في الصحف ولا تقل
١٨
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
والمجلات ( ، )۱ولو نهض ناهض في جمع نظراته اللغوية لحصل قدرًا نافعًا .ومن النقاد
الذين استوت عندهم ملكة النقد العالم العراقي الكرملي ،صاحب مجلة ( لغة العرب ) ،
وله مشاركات جليلة أظهرنا شيئًا منها في هذا الكتاب ،وقلمه يتلهب ذكاءً .وغير بعيدٍ
عنه الشيخ البحر عبد القادر المغربي صاحب ( عثرات اللسان ) ،وكتابه هذا على سُنّة
الأولين ،حيث التزم في كتابه جمع الأغلاط اللغوية التي يظهر خطؤها حين نطق الأفواه
بها ،وهي لو كتبتها الأقلام لما كان بين خطئها وصوابها فرق ،وله مقالات نافعة في مجلة
( مجمع اللغة العربية بدمشق ) في فنون متنوعة ،تنبئ عن رسوخ في العلم .ومن العلماء
الجديرين بالذكر والتنويه والاحتفاء العالم الأزهري المحقق الشيخ محمد النجار ،وكتابه
( لغويات ،وأخطاء لغوية شائعة ( دقيق النظر بعيد الغور ،واختياراته اللغوية وسط بين
طرفين ،ولم يكتب أحد في هذا العصر مثلما كتب هذا الشيخ .وألّف الشيخ القاضي
مصطفى الغلاييني كتابه ( نظرات في اللغة والأدب ) ،وجزء منه رد على كتاب إبراهيم
المنذر ،وقد أصاب في كثير من تعقباته ،وكتاب الغلاييني غايةً في بابه ،وهو من المتوسطين
في التصحيح والتوهين ،وأجمعُ كتاب في الأوهام اللغوية كتاب ( معجم أخطاء الكتاب )
لصلاح الدين زعبلاوي ،ولم يجمعه بنفسه ،وإنما جمعه الفاضلان محمد مكي الحسيني
ومروان البواب بعد موته ،وهذا الكتاب يغني عن غيره من الكتب في هذا الباب ( ،)٢ومن
أشهر المؤلفات في الأوهام اللغوية كتاب محمد العدناني ( معجم الأخطاء الشائعة ) ،وهو
جيد في بابه ،لولا بشاعة ما ذهب إليه من رد الحديث النبوي إذا خالف قوانين العربية ،
وألَّفَ بعده بسنوات كتابًا آخر سماه ( معجم الأغلاط اللغوية المعاصرة ) وهو صويلح،
في
ملجقا
ا
اللحن
( ) 1لعل داود الجلبي أصدق من وصف جوادًا بقوله « :صديقنا الفاضل مصطفى جواد مغرم بالنقد
ضا
ما يصدر جزء من مجلة لغة العرب الغراء ،إلا وهو طافح بطائفة من نقوده ،فهو من المجاهدين في
لء
س
سبيل اللغة والنحو ،وقد استل سيف نقده يضرب به يمينا وشمالا ،والحق يقال إنه كثيرالإصابة
فيما يعود على اللغة والنحو ،وقد يخطئ أحيانًا ،فيعود فيستغفر الله ،ويصحح خطأه بنفسه ، ...
ولكن غرام النقد قد يسوقه إلى نقد ما هو خارج عن اختصاصه ،ولا بد من زلل المرء إذا تصدر
للبحث فيما لا وقوف له عليه » مجلة لغة العرب ( . ) ٥٤١/٩
( ) ٢وإنما الكتاب الذي صنعه الزعبلاوي اسمه ( أخطاؤنا في الصحف والدواوين ) طبع سنة ١٣٥٨هـ،
وبحوثه وآراؤه المتأخرة عن هذا الكتاب تجدها في ( معجم أخطاء الكتاب ) .
۱۹
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المقدمة
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
ولم يلق الشهرة التي لقيها الكتاب الأول ،ومن الكتب التي عنيت بالإصلاح اللغوي مـا
ألفه زهدي جار الله ،وسماه بـ الكتابة الصحيحة ) ،وقد أحسن في جمعه ورصفه ،وليته
في بعض اختياراته تثبت قبل أن يحكم ،وتدبر قبل أن يقطع .ولإبراهيم السامرائي العالم
العراقي المعروف عدد كثير من المؤلفات في هذا الموضوع ،ولو أنه جمع شتات ما تفرق
في كتاب واحد لكان خيرًا .ومن المغمورين الباحث مصطفى البصام ،وله ( الاستدراك
على كتاب قل ولا تقل ( استقصى فيه الأوهام التي وقع فيها أستاذه مصطفى جواد ،وله
السوري والأردني ( ينبط فيها المسائل بلا تكلف (. )۱ بحوث في مجلتي المجمعين اللغويين
ولعبد القدوس الأنصاري صاحب مجلة ( المنهل ) -سقى الله أيامها -رسالة لطيفة في
إصلاحات في لغة الكتابة والأدب ( أبانت عن فضله في حسن البيان والإفهام ،وأفدت
كثيرًا من العالم أبي تراب الظاهري ،وله ثلاثة مؤلفات في هذا الباب ،أظهرها (كبوات
اليراع ) وتلحظ في كتاباته أنسه بالعربية ،وتضلعه منها ،وخاتمة العقد الشيخ تقي
الدين الهلالي ،وهو رأس في هذا الباب غير مُزاحم ولا مدفوع .
هذا وقد ربت المصنفات في الأوهام اللغوية ) على مئة وخمسين مؤلفًا ،كثير منها
مفيد ،وافتقر بعضها الآخر إلى توفيق وتوقيف ،ولا طول فيها ولا طائل .وقد ضم هذا
الكتاب آراء جملة من الأدباء والمتأدبين ممن لم يؤلف كتابًا مفردًا في هذه الأوهام ،منهم
العالم العبقري أحمد فارس الشدياق ،وله تصانيف كثيرة لطيفة ،ومقاصده فيها ظريفة ،
ومثله ممن يغبط على فصاحته وحسن بيانه ويراعه .ومنهم كذلك الأديب المعروف
شكيب أرسلان ،وله آراء مفيدة في التراكيب والأساليب اللغوية ،وغيرها من مباحث
العربية ،وهو من الكتاب الذين وضعوا في اللغة أوضاعًا جديدة ،وله بديهة مطواع ،وقريحة
فياضة .ومنهم كذلك الأديب الرئيس محمد كرد علي ،وهو من القلائل الذين طوع لهم
القلم في هذا الزمان وانقاد ،فهو يكتب من غيرتحفز ولا تحفل ،وله آراء في بعض الأوهام
( ) ۱نشب بين البصام والشيخ محمود محمد شاكر مجادلة لطيفة؛ في صحة ابتداء الكتاب بـ ( السلام عليكم
ورحمة الله ) حيث يرى البصام أن الصحيح أن نبتدئ الكتاب بـ ( سلام عليكم ) بدون ( أل ) التعريف ،وردّ
عليه الشيخ را مبيناً ،تجد ذلك كله في العدد ( ) ٦٥٨من مجلة الرسالة ،وما يتبعه من الأعداد .
S.
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
اللغوية بثها في ( مجلة مجمع اللغة بدمشق ) .وللشيخ محمد رشيد رضا مطارحات لغوية
نافعة مع شكيب أرسلان أفادت الخاصة قبل العامة .وممن حفل الكتاب بآرائهم عضو
مجمع اللغة المصري أحمد العوامري ،وهو منقّر بحاث ،ولو أنه أفرغ جهده في تأليف كتاب
مفرد في ( الأوهام اللغوية ) لكان شيئًا عجبًا ،ومَنْ ذكرتهم في هذه المقدمة قليل من كثير
وغيض من فيض ،فكم في الخَلَف من نسخة للسلف ،وفي الزوايا من خبايا ،وفي الخزائن
من ضنائن مما قصرتُ عنه ولم أبلغه ،وهيهاتَ أن نجد من حازالعلم بطرفيه ،والتحف
بمطرفيه ،والحمد لله أن للغة حماة ،لم يتركوا شيئًا إلا خبروه وعجمـوه ،وفتشوه وسبروه ،
ومما لا يجوزإغفاله ظهور بعض المجلات والجرائد التي عنيت بالعربية ،وقد أبَنْتُ
عن كثير منها في هذا البحث ،وكذلك ظهور المجامع اللغوية في الأقاليم العربية (، )٢
وأولاها بالذكر والاحتفاء مجمع اللغة في دمشق ،ومجلتُه حافلة بالفوائد العلمية في
الفنون المختلفة ،ولا سيما في السنوات العشر الأولى من عمر المجلة ،والفضل بعد فضل
الله تعالى منسوب إلى رئيس المجمع ونائبه ،فقد رفعا للناس قواعد المجمع ،وأقاما
دعائمه الراسخة ،وجعلاه حرمًا آمنًا لكبار العلماء والأدباء والكتاب .وينبغي كذلك
الإشادة بتلك الجهود المعجمية العظيمة التي أظهرها مجمع اللغة في القاهرة ،ومع
خمول الذكر الذي أصاب كثيرًا من المجامع في هذه الأيام ،فقد استبشر الغُيُر على هذه
اللغة بقرار مجلس الوزراء بإنشاء مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية ،وهو حسنة
في
اللحن
ملجقا
ا
تضاف إلى حسنات هذه البلاد المباركة ،ومفخرة من مفاخرها ،وإنا لنرجو أن يكون هذا
لء
س ضا
المجمع على قدر الثقة به ،حجةً يُعوّل عليها ،وعمادًا يُرجع إليه في حلّ عُقَدِ لغة الضاد ،
البيت لابن دريد .ينظر :شرح مقصورة ابن دريد ،المنسوب إلى الجواليقي ص . ١٤٨ ()۱
( ) ٢للدكتور ناجح الراوي مقال في نشأة ( المجامع اللغوية العلمية العربية ) نشره في مجلة المجمع
العلمي العراقي ،مجلد ، ٤٩ :ص . ٥
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المقدمة
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
وهنا أمسك عِنان القلم اكتفاءً بما ذُكر عما لم يُذكر ،فإن استطاع القارئ أن يلفتني
إلى خطأ فاتني إصلاحه أو وقعت فيه ؛ لأقيله في طبعة قادمة ،كان بالشكرخليقًا ؛ وقديما
قيل :من غربل الناس نخلوه ،سائلًا الجواد الكريم ألا يعوقنا عن هذا العلم بعائق ،ولا
يَشغلنا عنه بشاغل ،عائدًا به من تتابع الألسن ،وفتنة الدعوى ،والحمد لله رب العالمين .
المؤلف
الأول المبحث
وصفه :يناقش اللحون القضائية التي ترد في افتتاح الجلسات القضائية ،وما يصدره
القاضي في ضبط جلسته من الاستفتاح بالثناء على الله بما هو أهله ،ثم التعريف
بنا
بعد فلدي... ١-الحمد لله وحده ،أما
القاضي ضبوطه بالحمدلة في كل جلسة قضائية ،ولهم في ذلك سَلَف ،قال البهوتي :
ويُكتب مع ذلك في رأس كتابته :الحمد لله وحده ،أو نحوه » (.)٢
وتُوردُ ( أما بعد ) في معرض الانتقال من موضوع إلى آخر ،قال الزجاج « :إذا كان الرجل
في حديث فأراد أن يأتي بغيره قال :أما بعـد » ( ، )۳والكلام في (أما بعد ) في أربع مسائل :
جمهور النحويين يوجبون اقتران الفاء في جواب ( أما بعد ) إلافي ضرورة الشعر
،
« :أما بعد ،ما بال رجال يشترطون أوإذا دخلت على مقول محذوف ( ، )٤مثل قوله
شروطا ،ليست في كتاب الله » ) ،أي ( :أما بعد ،فأقول :ما بال ) ،وذهب ابن مالك إلى
أنه يجوز حذف الفاء في سعة الكلام ،يقول « ولا تُحذفُ هذه الفاء غالبًا إلافي شعرٍ
،أو في
فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ ﴾ [ آل عمران ] ١٠٦ :أي :فيقال لهم : قول أغنى عنه مقوله ،نحو:
أكفرتم ...وقد خولفت القاعدة في هذه الأحاديث ،فعلم بتحقيق عدم التضييق ،وأن من
خصه بالشعرأو بالصورة المعينة من النثر مقصرفي فتواه ،وعاجز عن نصرة دعواه » (، )٦
وعلى ذلك يجوز حذف ( الفاء ) في هذه المسألة على الصحيح .
( ) 1ينظر :شواهد التوضيح ،لابن مالك ص ، ۱۹۵وتهذيب الأسماء واللغات ،للنووي ( ، ) ٢٨/٣وصبح
الأعشى في صناعة الإنشا ،للقلقشندي ( ، ) ٢٣١/٦ولغويات ،وأخطاء لغوية شائعة ،لمحمد النجار،
ص ، ٦٦وفي التراث العربي ،لمصطفى جواد ص . ٢٦٨
( ) ٢كشاف القناع ( . ) ١٨٩/١٥
( ) ۳فتح الباري لابن حجر ( . ) ٤٧٠/٢
الثانية :أنكر جماعة من الفضلاء صيغة ( وبعد ) التي يستعملها بعض المنشئين
بدلًا من صيغة ( أما بعد ) ؛ لكونها لم ترد في المأثور من الكلام القديم ( ،)۱ومن أقدم من
استعملها الجاحظ ،فقال « :وبعدُ ،فهل قَتَلَ ذُؤاب الأسدي عتيبة بن الحارث بن شهاب
إلافي وسط الليل الأعظم ، ) ٢( » ...وورد في كلام ابن جني في كتابه ( الخصائص ) « :وبعد ،
فقد صح ووضح أن الشريعة إنما جاءت من عند الله تعالى » ( ، ) ۳إذا عُلِمَ هذا :فهل تلي
اختلفوا فبعضهم يرى عدم صحة استعمال ( الفاء ) ؛ لعدم وجود ( أما ) ،وآخرون
يرون صحة استعمال ( الفاء ) بسبب أن ( الواو) الاستئنافية حلت محل ( أما ) فجاز
دخول ( الفاء ) ( ، ) 4وهو الوارد فيما نقلناه عن الجاحظ وابن جني ،وبناء عليه :يجوز أن
تأتي الفاء عقب صيغة ( وبعد ) ،ويجوز تجريد الفاء منها ،ولكلَّ دليله الذي يستند إليه .
الثالثة :يجوز أن تكتب ( :ثم أما بعد ) ؛ لأن ( أما ) تلي حروف العطف كالواو والفاء ،
أما ) بعد الفاء العاطفة ،جاز ﴾ هود ] ١٠٦ :وإذا جاز إلحاق
قال تعالى ﴿ :فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا [
الرابعة مما يشيع في كتابة الدعاوى وغيرها جعل جواب ( أما بعد ) نازلاً عنها
بسطر ،مع وضع نقطتين بعدها ،والتحقيق أن تكون موصولةً معها في الكتابة لا يفصل
بينهما إلا فاصلة أو فاصلة منقوطة ؛ لأن ( أما بعـد ) وما بعدها في حكم الجملة الواحدة ،إذ
أما بعد ،فلدي ) أو ( أما بعد ؛ فلدي ) . هما شرط وجوابه ،فتقول :
في
ملجقا
ا
اللحن
لء
س ضا
٢٥
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث الأول
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
من الخطأ الشائع الشنيع إسقاط لفظة ( ابن ) بين أعلام الذوات من الآدميين جهلًا
:
أو تهاونًا ،فيقول بعضهم :محمد عبد الله زيد وهم يريدون محمد بن عبد الله بن زيد ،
وذلك غير جائز في العربية (؟ ) ؛ لأن السلف الخلَّص في نسبهم ،والفصحاء في لسانهم ،لم
يقولوه البتة ( ، )۳ولأن إثبات كلمة ( ابن ) بين العلمين قرينة دالة على معنى يراد إثباته ،
ويترتب عليه الوقوع في اللبس بين المركب وغيره ،وقد أجاز مجمع اللغة العربية في القاهرة
حذف لفظة ( ابن ) في الأعلام المتتابعة ( ، ) ٤وتُضبط هذه الأعلام بأحد الوجهين الآتيين :
( ) 1ينظر سر صناعة الإعراب لابن جني ص ، ٥٢٦وشرح الشافية ،للخضر اليزدي ص ، ٦٤٦وتثقيف اللسان
وتلقيح الجنان ،لابن مكي ص ، ۳۰۱ودرة الغواص ،للحريري مع شرحه وحواشيه ص ،۷۰۰والقرارات
النحوية والصرفية لمجمع اللغة العربية بالقاهرة ،لخالد بن سعود العصيمي ص ،٢٥٣ومجلة مجمع اللغة
العربية بدمشق ( ) ١٠٩/١٧و( ، ) ٤١٢/٥٦ومجلة مجمع اللغة العربية بالقاهرة ( . ) ١٦٨/٦٢
( ) ٢قال الشيخ بكر أبو زيد « :من لطيف ما يورد :أني لما بليت بشيء من أمر القضاء في المدينة النبوية ،
وذلك من عام ١٣٨٨هـ حتى عام ١٤٠٠هـ ،ما كنت أرضى أن يدون في الضبوط ولافي السجلات أي علم
،فقال :هو إلا مثبتًا فيه لفظة ( ابن ) فواقفني واحد من الخصوم ،فقلت له :انسب لي النبي
محمد بن عبد الله ،فقلت له :لماذا لم تقل محمد عبد الله ؟ وهل سمعت في الدنيا من يقول ذلك ؟
والسعادة لمن اقتدى به ،وقفا ،أثره ،فشكر لي ذلك » .معجم المناهي اللفظية ص . ٤٩٥
( ) ۳جاءت الأوامر السامية الكريمة مشددةً في التزام قواعد العربية في جميع الاستعمالات ،ومنها الأمر
السامي رقم ( /۱۸۱/۸ت ) في ١٤٠٨ / ٠٩ / ٢١هـ ونص المراد منه ... ( :مع التأكيد على أهمية ما ورد في
الأمر رقم / ٣٥٣٠/٧م وتاريخ ١٤٠٤ / ١١ / ١٥هـ القاضي بوجوب التزام قواعد اللغة العربية في جميع
الاستعمالات مع التركيز على كتابة الأسماء بصورة واضحة ،وأن يتبع اسم الشخص بكلمة ( ابن )
ثم يُذكر اسم أبيه ،وهكذا في كامل تسلسل الاسم ،ثم يُذكر اسم العائلة ،ولأهمية ذلك نرغب
إليكم التأكيد على الجهات المعنية بملاحظته والتقيد به بكل دقة ،فأكملوا ما يلزم بموجبه ،
وعلى سمو وزير الداخلية إبلاغ الجهات المختصة بالوزارة لاعتماد ما أشيرإليه في حفائظ النفوس
والبطاقات الشخصية ،وكافة الوثائق الأخرى ) .
( ) ٤وذلك في دورته الرابعة والأربعين سنة ۱۹۷۸،م ،وفي مجلة المجمع :عدة أبحاث في تأييد هذا
الاستعمال ،ومن ذلك بحث عضو المجمع الدكتور أمين علي السيد ( ، ) ١٦٨/٦٢وممـن خـطـأ هذا
الأسلوب :عضو المجمع وشيخ الأزهر الشيخ عبد الرحمن تاج في بحث له .وينظر كذلك :القرارات
النحوية والصرفية لمجمع اللغة العربية بالقاهرة ص . ٢٥٣
٢٦
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
مُفْتَتَح الجلسة القضائية
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
الأول :يُعْرَبُ العَلَمُ الأولُ بحسب موقعه ،ويجر ما يليه بالإضافة .
واستدل للوجه الأول :بأن هذه الحالة تشبه حالة اجتماع الاسم واللقب المفردين
لشخص واحد ،فإنه يضاف الاسم إلى اللقب باتفاق ،بل إن مسالة تتابع الأعلام الثلاثة
لأشخاص مختلفين أولى بالقبول من إضافة الاسم إلى اللقب إذا كانا لشخص واحد .
وأجيب عنه :بأن الإضافة في الأعلام المفردة يلزم منه الإبهام والاضطراب ،كذلك
فإن الإضافة إذا كانت ممكنةً في الأعلام المفردة ،فلا يمكن الإضافة في الأعلام المركبة ؛
واستدل للوجه الآخر :ما حكاه بعض النحويين من أن الوصل قد يعطى حكم
وأجيب عنه :بأن إجراء الوصل مجرى الوقف لا يكون إلا متفرعًا على وقف صحيح،
ومما يتفرع عن هذه المسألة أن ألف ( ابن ) تحذف إذا وقعت صفةً بين علمين
من الأعلام ،أو الكنى ،أو الألقاب ،بشرط أن يكون الثاني منهما أبا للأول ،وألا تكون
،كقولك ( :وبعد :فلديّ أنا القاضي محمد بن عبد الله ) أو ( حضر المدعي
أول السطر
محمد بن عبد الله ) .ويجب إثبات الألف في مواطن عدة ،منها :إذا وقع لفظ (ابن ) أول
الجقض
في
اللحن
م
،وإذا نُسب إلى الأب الأعلى ،كقولك ( :محمد ابن شهاب الزهري ) ،وإذا كان خبرًا ،
السطر
اا
لءس
كقولك ( :زيد ابنُ محمد ) ،يعني :زيد هو ابن محمد ،فلا بد من إثبات الألف ،ومنه ،
قوله تعالى ﴿ :وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرُ ابْنُاللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَرَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ﴾ [ التوبة ، ] ٣٠ :ومن
ذلك :إذا كان للاستفهام ،كقولك ( :هل محمد ابن عبد الله ؟ ) وغير ذلك مما هو مذكور
۲۷
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث الأول
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
-٣-القاضي بالمحكمة
يصح استعمال حرف الجر ( الباء ) في هذا الموضع ظرفًا مكانيًا ،مثل قول الله تعالى :
وعمي صباحًا دار عبلة واسلمي ()١ یا دار عبلة بالجواء تكلمي
وقد رأيت أن الباء ،جاءت لظرف مكاني ،فصح لك أن تقول ( :لدي أنا القاضي
بالمحكمة ) أو ( لدي أنا القاضي في المحكمة ) ؛ لأن كلا من (في ) و ( الباء ) يُستعمل لظرف مكاني .
( النَّظَرُ) باختلاف تعديته له معانٍ ،فإذا عُدِّي بـ ( إلى ) كان في الغالب دالا على النظر
بالعين ،وإذا عُدِّي بـ ( في ) كان دالا على التأمل والاعتبار ،وإذا عُدِّي بنفسه كان دالا على
،فتقول ( :نظرته ) ،أي :انتظرته .وقد نقد جملةً من المتأدبين تعدية الفعل
الانتظار
بنفسه بمعنى التأمل ،منهم إبراهيم اليازجي ،وعدوه خطأ ،ومعتمدهم في ذلك قوله
وقال بعضهم :يتعدى الفعل تعالى :فَنَظَرَنَظْرَةً فِي النُّجُومِ ﴾ [ الصافات ، ] ۸۸ :يقول الفيومي :
( نَظَرَ) إلى المبْصَرات بنفسه ،ويتعدى إلى المعاني بـ ( في ) ،فقولهم ( :نظرتُ في الكتاب ) هو
نظرت المكتوب في الكتاب ) » ( ، )۳فإذا قلت ( :نظر القاضي على حذف معمول ،والتقدير:
في القضية ) ،بمعنى أنه درسها وتأمَّلها ،غيرأنه قد جاء الفعل ( نظر) بمعنى ( تأمل ) في
( ) ٢ينظر لغة الجرائد لإبراهيم اليازجي ص ، ٨٢ومعجم أخطاء الكتاب ،لصلاح الدين زعبلاوي
ص ، ٦١٥ومعجم الأخطاء الشائعة ،لمحمد العدناني ص ، ٢٤٩والكتابة الصحيحة ،لزهدي جارالله
ص ، ٣٦١ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ، ) ٩٠/٢ومجلة لغة العرب العراقية ،لصاحبها
الكرملي ( . ) ٤٨١/٧
( ) ۳المصباح المنيرفي غريب الشرح الكبيرص . ٢٣٤
٢٨
2 و
هذه الطبعة إهداء من المجمع
مُفْتَتَح الجلسة القضائية
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
كتاب الله متعديًا بنفسه بلا واسطة ،ففي سورة يونس يقول الله تعالى ﴿ :قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي
السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾ [ يونس ، ] ١٠١ :قال الزّبيدي في ( التاج ) « :أي :تأملوا » ( ،) ١وضعف السمين
الحلبي مجيء النظر في هذه الآية بمعنى التأمل ،يقول « :ويجوز على ضعف أن يكون
( ماذا ) كله موصولا بمعنى الذي وهو في محل نصب بـ ( انظروا ) .ووجه ضعفه أنه لا يخلو:
إما أن يكون النظر بمعنى البصر فيعدى بـ ( إلى ) ،وإما أن يكون قلبيًا فيعدى بـ ( في ) » (، )٢
المكلف بالنظر في هذه القضية ) أو ( نظرت الدائرة وعلى هذا اللغة الفصيحة أن تقول :
في القضية ) ،وأدنى منه أن يقال ( :المكلف بنظر هذه القضية ) أو ( نظرت الدائرة القضية )
على أنَّ النظر بمعنى التأمل قد يتعدى بنفسه ،وإن كان قليلًا.
- -٥القضية المشتركة
ينتقدُ بعضُهم استعمال المعاصرين لهذه الصيغة ؛ لكون الاسم المفعول اشتق من
فعل يتعدى بحرف الجر (في ) فيقال ( :القضية المشترك فيها ) ،وليس ( القضية المشتركة ) .
لكن ورد استعمال لفظ ( المشترك ) بفتح الراء عند المتقدمين على وفق ما استعمله
جاء في (تاج العروس ) « :والفريضة المُشَرَّكة ،كَمُعظَّمة ،أي :المُشْتَرَكُ فيها ،فَحَذَفَ
وَأَوصَل » ( ، )٥وأجاز مجمع اللغة العربية في مصر هذا الاستعمال ،وما يجري مجراه ؛ لأن
في
ملجقا
ا
اللحن
الكلامَ فيه على الحذف والإيصال ،أي :حذف حرف الجر ،واستتار الضميرفي اسم المفعول ،
لء
س ضا
) . ( ٢٤٥/١٤ ) ( ١
٢٩
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث الأول
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
وهو ما أجازه ابن جني في ( خصائصه ) ،واستشهد له من الشعر القديم ) ،فيصح أن يُقال :
( القضية المشتركة ) أو ( الدائرة القضائية المشتركة ) ،ولا حرج في ذلك ولا بأس .
)(۲
الدعاوى -1
مفردها ( :دعـوى ) على وزن فَعْلى ،وكثيرمن المتأدبين يأنف من جمع ( دعوى )
على ( دعاوي ) بكسر الواو ،والوجه عندهم :أن تُجمع ( دعوى ) على ( دَعَــاوَى ) بفتح
الياء كصحارى ،والصحيح جواز الوجهين ،فيقال :دعاوى ودعاوي ،وصحارى وصحاري ،
ودعاوى ،أي :مطالب ،وهي مضبوطة في بعض النسخ بفتح الواو وكسرها معا ،وفي
حديث ( لو أعطي الناس بدعاويهم ) ( ، ) ۳وهذا منقول ،وهو جارٍ على الأصول ،خال عن
وإن كان الأكثرون على عدم جوازه ؛ فمن رأى جواز التعدية احتج بالقاعدة العامة ،وهي
( ) ۳الحديث أصله في الصحيحين بلفظ « :لو يعطى الناس بدعاواهم ، » ...فقد أخرجه البخاري في
﴿ِنَّالَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِاللَّهِ وَأَيْمَنِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا﴾ ،رقم الحديث ، ٤٥٥٢ : كتاب :التفسي،
ر باب تفسيرقوله تعالى :إ
ص ، ٦٢١ومسلمفي كتاب الأقضية ،باب اليمين على المدعى عليه ،رقم الحديث ، ) ۸۱۸/۲ ( ، ۱۷۱۱ :
وأما لفظ ( دعاويهم ) فلم أجده في الأصول والمتون ،وإنما وجدته في ( جامع الأصول ) لأبي السعادات
ابن الأثير ،رقم الحديث ، ) ۱۳۸/۱۰ ( ، ٧٦٨٠ :و( الهداية في تخريج أحاديث البداية ) للعماري ( ، ) ٥٣٠/٨
وفي بعض الشروح كـ ( المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم ) لأبي العباس القرطبي ( ) ١٠/٥
( )٤ص . ٧٤
( ) 5ينظر :تذكرة الكاتب ،لأسعد داغر ص ، ٣٦وقل ولا تقل ،لمصطفى جواد ( ، ) ٢١/٢ومعجم أخطاء
الكتاب ص ، ٢٨٧ومجمع اللغة العربية بدمشق ( . ) ٤٠٩/٢٤
٣٠
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
مُفْتَتَح الجلسة القضائية
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
جواز نيابة حروف الجر بعضها عن بعض ،وكذلك جوازالتضمين .ومن رأى عدم جواز
التعدية بـ ( على ) ،واقتصار تعدية الفعل على حرف ( إلى ) احتج بأنه لم يُسمع عن العرب
تعدية الفعل ( سند ) ومشتقاته إلا بحرف ( إلى ) ،ومما علل به العلامة اللغوي مصطفى
جواد ذلك قوله ... « :وذلك لأن الإسناد والاستناد يقعان على الشيء الثابت من إحدى
الجهات ،لا من جهة العلو فينبغي استعمال ( إلى ) وترك استعمال ( على ) ؛ لأن ( على )
تفيد الاستعلاء ،أي :الوقوع على الشيء من أعلى لا من الجانب » (. )1
ولذا تجد بعض القضاة في تسبيب حكمه ،يقول ( :واستنادًا على ما تقدم من
الدعوى والإجابة ) وهو عندي ضعيفُ ،والصحيح أن يُعدى هذا الفعل بالحرف ( إلى )
على وفق ما تقرر سابقًا في مقدمة هذا الكتاب من أن قاعدة ( حروف الـجـريـنــوب بعضها
الخلاف في هذه المسألة كسابقتها في جواز التضمين ،ونيابة حروف الجر بعضها عن
بعض ،فهل يقال ( :أحلت القضية إليك أو عليك ) و ( بناءً على المعاملة المحالة إلينا أو
علينا من مكتب رئيس المحكمة ) و( أحيل فلان إلى أو على التقاعد ) .
الذي يظهر لي مناسبة تعدية الفعل أحال ) بالحرف ( على ) ،ولم يظهرلي صحة
قد أحلتُ القضية عليك ) ،فيكون المراد تعدية الفعل بالحرف ( إلى ) ،أرأيتَ إذا قلت :
إن فلانًا أحيل على التقاعد ) ،فإحالته على بها :جعلت مطلوبًا منك نظرها ،وإذا قيل :
في
ملجقا
ا
اللحن
ضا
التقاعد أو المعاش ،كانت قهرًا وقسرًا من دون تخيير ،وهذا المعنى يختص به الحرف
لء
س
( على ) من دون الحرف ( إلى ) الذي لا يفيد هذا المعنى ،وإنما يفيد معنى آخر ،وهو تحويل
( ) ٢ينظر :معجم أخطاء الكتاب ص ، ١٤٨والكتابة الصحيحة ص ،٧٠ونظرات في أخطاء المنشئين ،لمحمد
جعفر الشيخ الكرباسي ( ، ) ۱۳۱/۱ومجمع اللغة العربية بدمشق ( . ) ٤٠٤/٢٤
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث الأول
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
الشيء من حال إلى حال أخرى ،أو تغييرفي صورة الشيء ،وإذا تأملت ذلك صح لك أن
تكتب وأنت مطمئن غاية الاطمئنان ( :وبناءً على المعاملة المحالة على الدائرة من
-۹المقيدة في المحكمة
أي :المسجلة في المحكمة ،ويرى الدكتورإبراهيم السامرائي :أن ( القيد ) في العربية ،
لا يعني التسجيل ،ولكنه دارج في العامية بهذا المعنى ،وكان الشيخ محمد النجار يرى أن
يُكتب ( دفترالتقييد ) ثم رجع عنه بعدما وقف على بحث لابن جني في ( الخصائص ) (، )٢
بمنجرد قيد الأوابد » ( )۳؛ هو أن وخُلاصة رأي ابن جني في تعليقه على قول امرئ القيس
( القيد ) مصدر حذفت منه التاء وإحدى الياءين ،وإلا فأصله ( التقييد ) .
وأجاز مجمع اللغة العربية في القاهرة :استعمال ( القيد ) بمعنى ( التقييد ) ،ومما جاءفي
قرارالمجمع ما نصه « :يشيع في اللغة المعاصرة ،قولهم ( :أحضر فلان دفترالقيد ) وقد يُظن أن
اللفظةً مخالفةٌ للأصول اللغوية ،غيرأنه ذُكر في ( معيار اللغة ) باب الدال فصل القاف ( :قاده
يقيده قيدا ،كباع :جعل في رجله القيد ،كقيّده تقييدًا ) وإذن ،فكلمة القيد ،تحل محل كلمـة
|
التقييد ،وهي شائعة الاستخدام في الكتابات الديوانية والقانونية ،وواضح أنها صحيحة » (. )٤
فثبت بهذا صحة استعمال ( القيد ) وحلولها محل ( التقييد ) ،وهي صحيحة بمعنى
( ) 1ينظر لغويات ،وأخطاء لغوية شائعة ص ، ۱۳۳ومعجم أخطاء الكتاب ص ، ٥١٠وأشتات في الأدب
واللغة ،لإبراهيم السامرائي ص ، ٤٣ومعجم الصواب اللغوي ص ، ٦١١والقرارات المجمعية ص . ١٧٦
) . ( 220/2) ( ٢
٣٢
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
مُفْتَتَح الجلسة القضائية
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
إبراهيم المنذر من أوائل النقاد الذين غَلطوا استعمال ( وردني كتابك ) ،والصحيح
الذي المنذرفي نقد أغلاط الكتاب عنده أن يقال ( :ورد عليَّ كتابك ) وذلك في كتابه
نَشَرَ جزءًا منه في ( مجلة مجمع اللغة العربية ) ،وردّ قوله عضو المجمع أحمد رضا في
تقريظه للكتاب ،وصوّب استعمال قولهم ( :وردني كتابك ) وتابعه على ذلك شكيب
أرسلان ،فقال « :وأما ( وردني الكتاب ) فهو محمول على المجاز ،كما قال الشيخ أحمد
وَإِن مِنكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا ﴾ [ مريم ] ٧١ :وإن جاز قولك ( ورد عليَّ الكتاب ) جاز قولك رضا ،ومنه:
( ورده الكتاب ) ؛ لأن ( ورد عليه ) من باب المجازأيضًا ،فلا صحة لمعنى هذه دون هذه » (؟) .
والردود ،يُخطئ فيها استعمال ( وردني كتابك ) ،وحجته في ذلك :أن المورود يجب أن يقع
على مكان لا على إنسان ،فيقال ( :وردت الأنعام موردها المعتاد ) ،و( ورد الخبرالكوفة )
ثم ساق عددًا من النقول المؤيدة لرأيه ،ومن ذلك قول الزمخشري في ( الأساس ) :
« وردتُ البلد ،وورد عليّ كتاب سرّني مَورِدُهُ ...وَوَرَدَ عليه أمر لم يطقه ،وأوردت عليّ ما
وعليه :إن قلت ( :المعاملة الواردة إلينا من رياسة المحكمة ) فصحيح ،وقد سَلِمْتَ ،
فصحيح أيضًا ،ولك في ذلك سَلَف . وإن قلت ( :المعاملة الواردة من رياسة المحكمة
في
اللحن
مجا
القضاء
لس
( ) 1ينظر :دراسات في فلسفة النحو والصرف واللغة والرسم ،لمصطفى جواد ص ، ١٤٣وقل ولا تقل
( ، ) ٨٥/٢ومعجم تصحيح التصحيح ،لأحمد مطلوب ص ، ۱۱۰ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق
( ) ٤٠٩/٧و( ) ٥٣٩/٨و( ) ٧٤/٩و( . ) ٤١٤/٢٤
( ، ) ٧٤/٩ ( ) ٢وتجد في المجلة نفسها التقريظ لكتاب المنذر ،ونقد بعض ترجيحاته ،لعضو المجمع أحمد
رضا ( . ) ٥٣٧/٨
) . ( ٣٢٧/٢ ) ( ۳
٣٣
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث الأول
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
يرى أسعد داغر :أن يكون المضارع مفتوح العين ( يَرْأَسُ ) والمصدر على وزن فَعالة
فتقول ( :رَأَسَ القوم ،يرْأسُهُم رَاسة ) ،ويرى أن تحقيق الهمزة في المصدر فِعَالة غيرُ
صواب ،فلا يسوغ أن تقول ( :فتحت الجلسة برئاسة (فلان ) ،وحجته في ذلك :أن صاحبي
أما محمد أبو الحسن :فصحح لفظتي ( رآسة ورياسة ) ،وخَطَّأ من استعمل لفظة ( رئاسة ) .
الصحاح ) « :و( رَأَسَ ) فلان القوم يرأسهم بالفتح ( رياسة ) فهو ( رئيسهم ) ويقال أيضًا
الأفعال ) لابن القطاع ( « :رأس ) على القوم ريس ) بوزن قيم » ( ، ) ٤وجاء في كتاب
رئاسة ،صار رئيسهم » ( ه) ،وقال في ( أساس البلاغة ) « :رأست القوم رأسةً ،مجاز » (. )٦
ولذا قل :رأسهم يرأسهم رآسة ،ورئاسة ،ورئاسة ،فهو رئيسهم ،وريّسُهم .
)(۸
١٢تحت إشراف فضيلة القاضي
المكلف بنظر هذه القضية شاعَ في الاستعمال لدى الملازمين القضائيين قولهم :
تحت إشراف فضيلة القاضي ) ،ويشيع كذلك في الرسائل والأبحاث الجامعية قولهم :
( ) 1ينظر :تذكرة الكاتب ص ، ٧٤وقل ولا تقل ( ، ) ٥٧/١ولغويات ،وأخطاء لغوية شائعة ص ،۱۳۷ومعجم
أخطاء الكتاب ص ، ٢١٤والأخطاء اللغوية الشائعة على ألسنة الكتاب والأدباء والإذاعيين ،لمحمد أبو
الحسن ص ، ٢٣وكبوات اليراع ،لأبي تراب الظاهري ص ، ٢٤٨معجم الأخطاء الشائعة ص . ٩٨
( ) ٢ص . ٩٤
) . ( ٣٢٥/١ ) ( ٣
( ) ٤ص . ٩٦
) .(01/5) ( 0
) . ( ٣٢٥/١ ) ( ٦
:أخطاء ألفناها ،لنسيم نصر ص ، ١٢٦ومعجم الصواب اللغوي ص ، ٢١٢ومجلـة لغــة الـعـرب ( ) ۷ينظر
العراقية ( . ) ١٤٥/٣
٣٤
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
مُفْتَتَح الجلسة القضائية
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
أُنجزت هذه الرسالة تحت إشراف الدكتور) وهذا الأسلوب مرفوض عند بعضهم ؛ لأنـه
من الأساليب المترجمة التي لم ترد عن العرب ( ، )۱ويرى آخرون أن (تحت ) استعملت
ظرفًا ،والظرف لا يستعمل إلا مع أمر محسوس ،غيرأن هذا الاستعمال دارج عند الفقهاء ،
ففي ( المبسوط ) « :ومن أسلمفي دارالحرب ،وأقام في تلك الدارسنين ،فإن عرف وجوب
الزكاة عليه ،فلم يؤدها ،ثم خرج إلينا لم يؤخذ بها ؛ لأنه لم يكن تحت حماية الإمام في
)(۳
ذلك الوقت » ( ، ) ۲واستعمله ابن مفلح الحنبلي في كتابه ( المبدع ) كذلك (. )٣
والذي يظهر لي عدم مناسبة هذا الاستعمال ،والأولى أن يُقال ( :بإشراف فضيلة
القاضي ) ؛ لأن قولهم (تحت إشراف ) مشعربأنه قائم على القهر والغلبة ،وليس الأمركذلك .
وجدت بعض المشايخ القضاة يُغلط استعمال الفعل المبني للمجهول ( افتتحت
الجلسة ) ،ويُثبتُ في ضبوطه قوله ( فُتِحت الجلسة ) ،ولا أعلم سببًا لهذا التفريق
بين متماثلين ،بل ( افتُتحت ) أكثراستعمالًا عند الفصحاء الأقدمين ،وأثبتها المنشؤون
وحيث افتُتحت المكاتبة بـ ( الحمد لله ) ، وأصحاب المعجمات القديمة ،قال القلقشندي :
كان التخلص منها إلى المقصود بـ ( أما بعد ) » ( ، ) ٤وفي ( تاج العروس ) تخريج مليح « :ومن
:المجاز الفَتْح في لغة حِمير ( الحكم بين الخصمين ) وقد فَتَح الحاكم بينهما ،إذا حَكَم ،
رَبَّنَا أَفْتَحْ التهذيب :الفتح :أن تحكم بين قوم يختصمون إليك ،كما قال سبحانه : وفي
(. )٥ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنتَ خَيْرُ الْفَيْحِينَ ﴾ [ الأعراف ] ۸۹ :
في
ملجقا
ا
اللحن
ضا
٣٥
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث الأول
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
،لوجدت أن
أما ( الموافق ) فلا محل لها في هذه الجملة ؛ ولو تتبعتَ كتب السير
البداية والنهاية ) « :فلما كانت التاريخ يلي اليوم رأسًا ،ولا تتوسطهما ( الموافق ) ،ففي
ليلة الأحد الرابع والعشرين من رمضانَ ،جاء الخبر :بأن الملك طُغْرُلْبَك تُوفي في ثامن
،رحمالله » ( ، ) ١وأيضًا « :وكانت وفاته في يوم الاثنين الرابع عشر من جمادى الآخرة
الشهر
فإذا ذكرت التاريخ الهجري ،وألحقت الأعجمي أو الميلادي به ،فإنَّ ( الموافق ) تكون
وسطًا بينهما ،قال القلقشندي « :فإذا كتب يوم كذا من شهر كذا كتب بعد ذلك سنة
كذا ،سواء كان التاريخ عربيًّا أو عجميًّا ،أو مركبًا منهما ،مثل أن يكتب سنة كذا من
الهجرة الموافق لكذا من سني الروم أو سني الفُرس » ( )۳وفي ( تاريخ الذهبي ) « :ومـات عـلـى
(. )4 أربع ساعاتٍ من يوم الجمعة لخمس بقين من صفر الموافق ثامن شباط
والوجه المقدم عند مقيّده أن يُكتب ( :افتتحت الجلسة يوم الاثنين ١٤٤٢ / ٠٤ / ١٥هـ ) .
ومما يتصل بالمادة السابقة أن بعضهم يفرِّقُ بين العام والسنة ،ولكلّ لفظ معنًى
قال ابن الجواليقي :ولا تفرق عوام الناس بين العام والسنة اصطلاحي ،قال الفيومي :
ويجعلونهما بمعنى ،فيقولون لمن سافر في وقتٍ من السنة أيّ وقتٍ كان إلى مثله . :عام ،وهو
٣٦
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
مُفْتَتَح الجلسة القضائية
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
غلط ،والصواب ما أُخبرت به عند أحمد بن يحبى أنه قال :السنة من أي يوم عددته إلى
مثله ،والعام لا يكون إلا شتاءً وصيفًا ،وفي التهذيب ) أيضًا :العــام حــول يأتي على شتوة
وصَيْفَة ؛ وعلى هذا فالعام أخص من السنة ،فكل عام سنة ،وليس كل سنة عامًا » (. )۱
وفرقُ آخر ،ذكره الراغب الأصفهاني ،بقوله « :العام كالسنة ،لكن كثيرًا ما تُستعمل
السنة في الحولِ الذي يكون فيه الشِّدَّةُ أو الجذب ؛ ولهذا يُعبر عن الجدب بالسَّنَةِ والعام
بما فيه الرَّخاء والخضب ،قال :وعَامُفِيهِ يُغَاثُالنَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ ﴾ [ يوسف . )٢( » ] ٤٩ :
والذي يظهر أن كلا اللفظين بمعنى واحد ،لا تمييز بينهما ،ودليله قول الله تعالى :
فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَلِمُونَ﴾ [ العنكبوت ، ] ١٤ :قال الكرملي :
« فليس من فرق في الفُرْقان بين السنة والعام لجمعه بينهما ،واستثنائه كميةً لأحدهمـا مـن
العام ،ولم يُفرَّق بينهما ،كما صنع صاحبا ( الصَّحاح ) ( )٤و( أساس البلاغة ) (ه) .
وَلِعَ كُتَّابُ اليوم باستعمال لفظة ( عَبْرَ) ،فتجدهم يقولون ( :سافرت إلى جدة عَبْرَ
الطائرة ) ،وهذه اللفظة مستعملة في المكاتبات الرسمية بكثرة ،وتفتتح بها الجلسات
افتتحت الجلسة عَبْرَ القضائية غالبًا مع شيوع التقاضي عن بعد ،وذلك بقولهم :
الاتصال المرئي ) ،وهذا التعبير أجازه مجمع اللغة العربية في القاهرة ،فقولهم ( :سافرت
في
اللحن
مجا
القضاء
( ) ٦ينظر :معجم الأغلاط اللغوية المعاصرة ،لمحمد العدناني ص ، ٤٢٨والألفاظ والأساليب ( ، ) ٢٠٤/١
ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ) ٥٠٦/٣٠و ( ) ٨٦١/٨٧و ( . ) ۱۱۷۸/۸۷
۳۷
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث الأول
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
) استعمال صحيح جارٍ على الأسلوب الحقيقي ،على أن تكون لفظة (عَبْرَ)
عَبْرَ البحر
مصدرًا أخذ معنى الظرفية ،ووافق المجمع كذلك على قولهم ( :كان النصر حليف العرب
في معاركهم عبر التاريخ ) على أن يكون استعمال ( عَبْرَ) مجازيًا في هذه الجملة ،وذلك
ورأيت كذلك مجمع اللغة العربية بدمشق يصحح هذا التعبيرفي قرارات المجمع
عامي 2010 - 2009م ،وعلى هذا يكون إعراب ( عَبْرَ) ظرفًا حلّ محل المصدر
،أو حالا على
ومن منع استعمال ( عَبْرَ)في هذا التركيب ،رأى أن العبورفي اللغة مرور شيءفي شيء ،وأن
المعنى ،وفي ( التاج ) ( « :وَعَبَرَهُ ) أي :النهر والوادي ،وكذلك الطريقَ ،عَبْرًا ) ،بالفتح ( ،وعُبُورًا ) ،
والخلاصة مما تقدم أن لفظة ( عَبْرَ عمَّت بها البلوى ،وأقحمها الكتاب في كثيرمن
كلامهم ،والرأي أن نتخفف منها ما استطعنا إلى ذلك سبيلا ،وبإمكان الكاتبفي مفتتح
كَتَبَ عبد القادر المغربي يستشيرفي كلمات غير قاموسية ،أي :لم تُذكرفي معجمات
العربية ،ومنها « :كلماتُ
عربية المادة ،ومع هذا لا يعرفها العرب ،أو يعرفونها في معانٍ
۳۸
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
مُفْتَتَح الجلسة القضائية
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
،كقولهم ( :هيأة المحكمة ) و( تشكيل المحاكم ) و ( انعقدت الجلسة ) ، )١( » ...ومراده :
أخر
أن هذه الكلمات المركبة لم يعرفها العرب في المعاني المستعملة في عصرنا ،وأجابه عدد
من أهل النظر ،كالخضر حسين ،ومحمد راغب الطباخ ،فأما الرأي في قولهم ( :انعقدت
الجلسة ) فهي من المولد المقبول ،إذا خلت الكلمة من الغلط ،قال إدوارد مرقص « :فإن
كثيرًا من المعاني العلمية والفنية والشرعية والسياسية ،طرأت على ألفاظ عربية
من أول الفتح الإسلامي ،وزاحمت معانيها الأصلية ،ولا بـد مـن هـذه الاستعارة ،وهذه
الاستعانة ،لا في لغتنا العربية فقط ،بل في كل لغات العالم ؛ لأن الألفاظ محصورة ،وأما
من الخطأ الشائع ،قول العامة وكثير من الخاصة ( الهَوِيَّة ) بفتح الهاء ،والصحيح
( الهوية ) بضم الهاء ،فبعضهم ينطقها بضم الهاء وتخفيف الواو وتشديد الياء ( الهوية ) ؛
فتقول ( الهُوية ) ،وهو الموافق للقاعدة العامة في النسب إلى الضمائر والحروف .
أما ( الهوية ) بفتح الهاء ،فهي المكان الذي يهوي صاحبه من أعلى ،أو الهوة العميقة
في
اللحن
مجا
القضاء
( ) ۳ينظر :قل ولا تقل ( ، ) ۷۰/۱وكبوات اليراع ص ، ٣٢٠أخطاء ألفناها ص ، ١٧٩ومعجم الصواب اللغوي
ص ، ٧٨٢والأخطاء اللغوية الشائعة في الأوساط الثقافية ،لمحمود عبد الرزاق جمعة ص . ۱۷۷
۳۹
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث الأول
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
وقد عرفها الجرجاني ،بقوله « :الهُويَّة :الحقيقة المطلقة المشتملة على الحقائق » (.)۱
ثم أُطلقت حديثًا على البطاقة التي تضم اسم الشخص ،وجنسيته ،وتاريخ ولادته .
ومما يجدرذكره الإشارة إلى وجه ضبط الجيم في ( موجب ) ؛ والصحيح فيه الفتح
على اسم صيغة المفعول ،فيكون معناه ما توجبه هذه الوثيقة ،أو يبنى عليها من أحكام
الجواز :كلمة عربية قديمة ،اصطلحوا على استعمالها فيما هو متعارف عليه في
زمننا ،قال الزمخشري « :وخذ جوازك ،وخذوا أجوزتكم ،وهـو صـكُ المسافر
؛ لئلا يتعرض
له » ( ، ) ۳وفي ( نشـوار المحاضرة للتنوخي :أن الخليفة المعتضد لما علم بدخول رجل من
الديلم إلى قزوين متنكرًا ،أمر ألا يدخل أحد إلى قزوين ،أو يخرج منها إلا بجواز ) .
شدَّدَ الدكتور العدنانيفي غيرموضع من كتبه وأبحاثه على أن ( أجوزة ) جمع ( جَوَاز) ،
الأساس ) (ه ) ،والمطرزي في ولا يجوز الجمع على ( جَوَازات ) ؛ معللًا :بأن الزمخشري في
( ) 1التعريفات ص ۲۷۸
( ) ٢ينظر :قل ولا تقل ( ، ) ۱۰۱/۱ومعجم أخطاء الكتاب ص ، ١٠٤ومعجم الأخطاء الشائعة ص ، ٥٩ومعجم
الأغلاط اللغوية المعاصرة ص ، ١٨وكبوات اليراع ص ، ٣٩٥ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق
( ، ) ٤١٦/٥٦ومجلة مجمع اللغة العربية الأردني ( . ) ١٦٨/١١
( ) ۳أساس البلاغة ( . ) ١٥٦/١
( ) ٤نشوار المحاضرة وأخبار المذاكرة ( . ) ٢١٦/١
) .(107/1) (0
٤٠
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
مُفْتَتَح الجلسة القضائية
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
أقرب الموارد ) ( ، )۳كلهـم يـــرون :أن ( المغرب ) ( ، ) ۱والزّبيدي في ( التاج ) ( ، )۴والشرتوني في
وردّ إبراهيم السامرائي ،قائلًا ... « :ولكن ألا يصح أن تقول أيضًا ( :جَوَازات ) حملًا
على ( جَوَابات ) التي استعملها الجاحظ مرات عدة في رسائله مع علمه أن ( الأجوبة )
صحيح أيضًا ،ثم إذا عرفنا أن ( الجَوَاب )في المعجم القديم تُرِكَ غفلًا من غيرإشارة إلى
جمعه لا جوابات ولا أجوبة ( ) 0علمنا أن المعربين كانوا أذكياء ،في صوغ الجمع مستفيدين
من حمل الاسم على نظائره ،فإذا خلا المعجم من جمع الجواب ،فلِمَ لا يخلو من
( الجوازات ) مع ذكر ( الأجوزة ) أترى أن صاحب الجمع ،أراد الاقتصار على بناء واحد وأن
غیره خطأ ،أم أنه قصّر على دأبه وعادته » (. )٦
وأجيب عما ذكره السامرائي :بأنَّ القياس في جمع ( جَوَاز) هو ( أجــوزة ) ،وأمـا
( الجَوَابات ) فسبب قبوله هو كثرة استعماله في لغة المتقدمين ،لا أنه موافق للقياس ؛ لذا
لا يسوغ تصحيح استعمال ( الجوازات ) حملًا على كثرة استعمال المتقدمين لـ ( جوابات ) ،
على أنه ورد نادرًا استعمال ( جوازات ) بهذا المعنى عند بعض المولّدين ،كابن مسكويه في
( ) ٥في الكليات ،للكفوي ص « : ٣٥٢قال سيبويه :الجواب لا يجمع .وقولهم ( جوابات كتبي ) و( أجوبة
كتبي ) مولد ،وإنما يقال ( :جواب كتبي ) » .
( ) ٦مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( . ) ٤١٦/٥٦
) . ( ٢١٣/٥ ) ( ٧
٤١
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث الأول
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
قلت كذلك :ومصطفى جواد أيضًا ،ردّ قول العدناني ردًّا حسنًا ،وتابعه على ذلك أبو
تراب الظاهري ،وأبو تراب يُتابع جوادًا في اختياراته إلا في قليل من المسائل خالفه فيها
كل من ) على الجملة ،وكان من الأساليب التي يستعملها بعض القضاة إضافة
يكفيه اختصارًا ،أن يقول ( :حضر المدعي والمدعى عليه ) ،وهذا البيان مما لا يحتاج إليه ،
المدعى عليه
صَوغُ الفعل لما لمْ يُسَمَّ فاعله ،ثم ذِكْرُ الفاعل بعد ( من ) الجارة ،أو من قبل ،أو
من طرف ،ونحو ذلك لغير معنى إضافي مستفاد أو نكتة بلاغية هو أشبه بالعبث اللغوي ،
فلا يسوغ الجمع بين الفاعل ونائبه إلا بالقيد الذي ذكرته آنفًا ،ومثال ذلك حين تقول :
( شرَحَ محمد الدرس ) فقد صرَّحْتَ بالفاعل وهو ( محمد ) ،وهذا التعبير صحيح ،
ويجوزكذلك أن تقول ( :شُرِحَ الدرس) بحذف الفاعل ( محمد ) وإنابة المفعـول محـلـه ،
باسم الشارح لهذا الدرس ،وهو ( محمد ) مع أن الفعل مبني للمجهول .
وقد يلاحظ على ما ذكرت أنه وردت آيتان جاء فيهما الفاعل بعد ( لدن ) ؛ وهما
﴿رَّكِتَبُ أُحْكِمَتْ ءَايَنتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ﴾ [ هود ، ] ١ :وقوله تعالى ﴿ :وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى
قوله تعالى :ال
الْقُرْءَانَ مِنلَّدُنْحَكِيمٍ عَلِيمٍ﴾ [ النمل . ] ٦ :لكن التركيب في الآيتين سيق على هذا النحو لإفادة معنى
٤٢
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
مُفْتَتَح الجلسة القضائية
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
زائد ونكتة بلاغية ؛ فكأنَّفي التركيب لفا لمعنى المكانية والسببية في الفاعل المضاف إليه ،
قَبْلَ معنى الفاعلية .هذا مع اختصاصه بـ ( لدن ) دون أخواتها المذكورة .
المدعي ) ،ونائبه وهو اسم ولم أجد في مثال الباب ما يسوغ الجمع بين الفاعل
المفعول ( المقامة ) ،والأولى أن يقال ( :في الدعوى من المدعي فلان ) بحذف اسم المفعول ،
وكذلك يصح أن يقال ( :في الدعوى التي أقامها المدعي فلان ضد المدعى عليه ) بذكر
الفعل وفاعله ،أما العبارة التي لها الصدرفي جميع الضبوط القضائية ( :في الدعوى
ينتقد بعض المشتغلين بالتصحيح قولهم ( :رفع الدعوى ضده ) ،والصحيح أن
يقال ( :رفع الدعوى عليه ) ؛ إذ في قولهم ( :للنظر في دعوى المدعي ضد المدعى عليه )
قلب وتحريف ؛ أي :إن الدعوى ستنظرها المحكمة على خصم المدعى عليه ؛ وليس علـى
يقول الهلالي « :وقد شاع ذلك التعبيرالفاسد ،كقولهم مثلًا ( :أمريكا تقاتل ضد
فيتنام الشمالية ) ،وإذا نظرنا في هذه الجملة ،بعين الناقد الذي يدري ما يقول ،نجدها
تدل على ضدّ ما يريده قائلها ،وتعكس مراده ؛ لأن الضد هو العدو ،قال صاحب
ج
( اللسان) :الضَّدُّ كل شيء ضادَّ شيئًا ليغلبه ) .وقال عكرمة في قوله تعالى
في
ا
ملجقا
ا
اللحن
لءضا
سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْضِدًّا ﴾ [مريم ، ] ٨٢ :أي :أعداء ،فإذا قلنا :إن أمريكا تقاتل ضد
س
( ) 1ينظر :قل ولا تقل ( ، ) ٥٧/١وتقويم اللسانين ،لتقي الدين الهلالي ص ، ۱۹ومعجم أخطاء الكتاب
اللغة
ص ، ٣٥١ومعجم الأخطاء الشائعة ص ، ١٤٨والقرارات المجمعية ص ، 123ومجلـة مجمع
العربية بدمشق ( ) ٥٤٨/٧و ( ، ) ١٥١/٢٨ومجلة اللسان العربي ( . ) ٥٣/٣/٨
) . ( ٢٦٣/٣ ) ( ٢
٤٣
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث الأول
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
فيتنام الشمالية ،كان معناه :أن أمريكا تقاتل عدو ( فيتنام الشمالية ) ،أي تقاتل نفسها ،
وهذا مسخُ للغة العربية ،يُذمي قلب كلَّ من يحبها ،ويغار عليها » ( ) ،وكثيرون على هذا
الرأي منهم :جواد ،وإبراهيم المنذر وكرد علي ،غيرأن مجمع اللغة العربية بالقاهرة بحث
هذه المسألة ،وانتهى إلى إجازة استعمال ( ضد ) بهذا المعنى ،بحيث يمكن أن تكون صفةً
لمصدر محذوف ( ) ،واستعمل هذا الأسلوبَ بعضُ الفصحاء في القرن الرابع ،منهم :أبو
حيان التوحيدي ( ، )۳والذي يظهر صحة استعمال ( ضد ) في مثال الباب ،ولك أن تقول :
(في الدعوى من فلان على فلان ) ،أو ( في الدعوى من فلان ضد فلان ) .
)(٤
٢٢-حضر فلان بصفته وكيلًا عن المدعي
ينتقد هذه العبارة الجلة من الباحثين المتأخرين ،يقول أسعد داغر « :ويقولون :
أمضى فلان عقد الاتفاق بصفته وزيرًا للداخلية ) و ( افتتح فلان الجلسة بصفة كونه
نائب رئيس الجمعية ) ،وهذا الاستعمال ( -بصفته ) و ( بصفة كونه ) -دخيل في اللغة
ليس منها بشيء ،وهي في غنى عنه ،بما هو ألطف وأعذب وأصح وأصوب » (ه) ،أما
اليازجي ،فيرى أن ( بصفته وكيلًا ) من التراكيب المعربة عن اللغات الإفرنجية ،ولا يمكن
ردّه إلى وجه صحيح في الإعراب ،وصوب أن يقال ( :بصفة كـونـه وكيلًا ) ورد الكرملي
ما ذهب إليه اليازجي فقال « :فقولهم :بصفتي حاكم المدينة ،كقولهم بوصفي حاكم
المدينة ،لا فرق ؛ إذْ كلُّ من صَفَة ووَصْف مصدر ( وَصَفَ ) » (. )٦
( ) ٤ينظر لغة الجرائد ص ، ١٠٤وتذكرة الكاتب ص ، ۳۳ومعجم الأغلاط اللغوية المعاصرة ص ، ٧٢٣
ومعجميات ،لإبراهيم السامرائي ص ۲۸والقرارات المجمعية ص ، ١٥٨ومجلة مجمع اللغة العربية
بدمشق ( ) ٢١٧ / ٣و ( ، ) ٢٣٧/١٧ومجلة لغة العرب العراقية ( . )٤٠١/٧
( ) ٥تذكرة الكاتب ص . ۳۳
٤٤
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
مُفْتَتَح الجلسة القضائية
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
أما مجمع اللغة العربية في القاهرة فقد أجاز استعمال أسلوب ( بصفتي وكيلًا )
أو ( بوصفي وكيلًا ) معللًا :بأن ( صِفَة ) و( وَصْف ) مصدر للفعل ( وَصَفَ ) وهو فعل
يتعدى إلى مفعول واحد ،ثم أضيف هذا المصدر إلى فاعله ،وحذف مفعوله ،والمعنى :
قلتُ :تخريج المجمع فيه بعد ؛ فنصب ( وكيل ) على أنهـا حـال عـمـل فيها المصدر
( صفة ) أو ( وصف ) لا يدل على المعنى المراد ؛ لأنه يقيد الوكالة بزمن الوصف ،
وليس هذا مرادًا من العبارة ،والصحيح في هذه المسألة أن يقال ( :حضر فلان وكيلًا
عن المدعي ) أو ( حضر فلان ،وهو وكيل عن المدعي ) أو ( حضـر فـلان ؛ لأنـه وكـيـل عـن
يشيعُ استعمال الفعل ( :مَثَّلَ ) بمعنى النيابة عن الأصيل ،ولم أجد هذا المعـ
في المعجمات العربية القديمة ،ولا في كلام الفصحاء ،وفي الحديث « :فقام النبي
مُمْثِلًا » ( ، ) ٢وقد اختلف شراح غريب الحديث ،في ضبط كلمة ( ممثلاً) على عدة
أقوال ،قال ابن الأثير « :يُروى بكسر الثاء وفتحها ،أي :مُنتصبًا قائمًا ،هكذا شرح،
وفيه نظر من جهة التصريف » ( ، )۳وفي ( التاج ) « :وفي الحديث ( قام مُمَثَلاً) ،ضُبط
كمُحَدِّث ،ومُعَظَّم :أي مُنتصبًا قائمًا » ( ، )٤وممن تنبه لهذا الاستعمال الشائع من
في
ملجقا
ا
اللحن
المعاصرين :إبراهيم السامرائي ،فقال « :نقول ( :هو يُمَتِّلُ الرأي العام ،وأقف على
لء
س ضا
الفعل المزيد بالتضعيف ( مثل ) فأجده في دلالته الجديدة التي لا نعرفها في العربية
القديمة ،لقد عرَفْنا هذا الفعل واهتدينا له ؛ لنجعل منه مقابلا لنظائرها في اللغات
الأجنبية الحديثة ،إنَّ الفعل القديم ( مثَّل ) يفيد شيئًا آخر ،قالوا :مثل بالقتيل ،أي :
قلت :لم أهتد إلى سبب يصحح استعمال ( مثَّل ) و ( المُمَثَّل ) بمعنى النيابة عن
الأصيل ،وسد مسده والقيام مَقامه ،ويظهر لي أن لفظ النائب ) أو ( المُفَوَّض) يحل
(د)
٢٤-حضرت فلانة وكيلةً عن ...
أكثر القضاة -فيما اطلعت عليه -يُدخلون علامة التأنيث ،فيقولون ( وكيلةً ) ،
وقليل منهم :نحى منحى التذكير ،فيقول ( :فلانة وكيل المدعي ) ،والتذكير والتأنيث
لأن الوكالة والكفالة والوصية غالبةً في الرجال من دون النساء ،ولعل الفراء هو
علامة التأنيث ( ، ) ۳وقال ابن الأنباري « :ومما وصفوا به الأنثى ،ولم يُدخلوا فيه
علامة التأنيث ؛ لأن أكثرما يُوصف به المذكر قولهم ( :أمير بني فلان امرأة ) ،و( فلانة
وصي فلان ) ،و ( وكيل فلان ،ألا ترى أن الإمارة والوصية والوكالة الغالب عليها أن
٤٦
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
مُفْتَتَح الجلسة القضائية
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
فقالوا ( :فلانة أميرة بني فلان ) ،و( وكيلة بني فلان ) ،و( وصية بني فلان ) » ( ، )١وفي
« :وقال أبو زيد الأنصاري :سمعتُ العرب تقول :وكيلات ،فهذا يدل
موضع آخر
أما مجمع اللغة العربية في القاهرة فمنع وصف المرأة من دون علامة التأنيث
فلانة وكيل عن فلان ) أو في الألقاب والمناصب والرتب ،فلا يصح عندهم أن يقال :
والمترجح عندي جواز الوجهين ،فلك أن تقول ( :حضرت فلانة وكيلةً عن المدعي )
أو ( حضرت فلانة وكيلًا عن المدعي ) ؛ لورود الوجهين عن العرب ،وإن كان التأنيث أولى
وأجود وأحسن ؛ خشية اللبس ،ولأن العلة التي ذكرها الفراء وابن الأنباري وغيرهمـا قـد
٢٥-بموجب الوكالة
في باب الولايات والحِرَف ( الفعالة ) بالكسر هو الأصل ،وقد ورد فيهما ( الفعالة )
بالفتح ،فيجوز أن تقول ( الوكالة ) بكسر الواووفتحها ،والكسر أجود ،نص على ذلك
ابن قتيبة ( ، )٥قال الرَّضِيُّ في ( شرح الشافية ) « :الغالب في الحرف وشبهها من أي
ملجقا
ا
اللحن
ضا
( ) ۱السابق ( . ) ١٤٣/١
لء
س
( ) ٢السابق ( . ) ١٤٤/١
لا يجوز في ألقاب المناصب والأعمال -اسمًا كان أو صفةً ـ أن يوصف المؤنث بالمذكر، ( ) ۳ونص القرار:
:القرارات
فلا يقال :فلانة أستاذ ،أو عضو ،أو رئيس ،أو مدير» .في أصول اللغة ( ، ) ٥٩/٣وينظر
٤٧
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث الأول
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
وفتحوا الأول جوازًا في بعض ذلك كالوكالة والدَّلالة والولاية » ( ، )۱ولمصطفى جواد
توجيه حسنُ ،يقول ... « :وإلى هذا الوزن ،تُقلب الحِرف وأشباه الحرف كالإمارة
والنقابة والوزارة والوكالة ،أي :المحاماة ،هذا مع وجود النقابة والوزارة والوكالة في
اللغة ،فإذا أريدت الحرفة والصَّنعة فهي مكسورة الأول ،وإذا أريد مجرد الاسم فهي
)
المخول إليه في الوكالة -٢٦
الفعل ( خـول ) يـتـعــدى إلى مفعولين ،قال تعالى :ثُمَّإِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِّنْهُ نَسَى مَا كَانَ يَدْعُوا
والصحيح أن تقول ( :خوله في الوكالة حق المرافعة والمدافعة ،ولا يصح أن تقول :
المجعول إليه في الوكالة حق المرافعة ) ؛ إذ الفعل والمدافعة ) ،كما يصح لك أن تقول :
٢٧-حضر المترجم
يتوهم بعض الناس أن ( الترجمة ) و ( التعريب ) في معنى واحد ،وهذا باطل ،
) . ( ١٥٣/١ ) ( ١
( ) ٢قل ولا تقل ( . ) ۹۸/۱
( ) ۳ينظر :تذكرة الكاتب ص ، ۹۱ومعجم أخطاء الكتاب ص ، ۱۸۰ومعجم الأغلاط اللغوية المعاصرة
ص ، ٢٠٨ونظرات في أخطاء المنشئين ( . ) ١٥٤/١
( ) ٤ينظر :التنبيه على غلط الجاهل والنبيه ص ، ۳۷وتذكرة الكاتب ص ، ٣٠ومعجم أخطاء الكتاب ، ٧٢
وكبوات اليراع ص ، ١٥٦ومقالات في أخطاء لغوية شائعة ،لمحمد ضاري حمادي ص ،١٠٩ومعجم
تصحيح التصحيح ص ، ٥٦ومجلة اللغة العربية بدمشق ( . ) ٦١١/٥٤
٤٨
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
مُفْتَتَح الجلسة القضائية
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
والتعريب :نقل كلمة غير عربية إلى العربية بحروفها مع تصرف يناسب
ويصح لك أن تقول ( :حضر المترجم ،أو الترجمان ،أو التَّرْجَمان ،أو التَّرجُمان ) ،ولا
عبرة بتخطئة ابن كمال باشا في كتابه ( التنبيه على غلط الجاهل والنبيه ) حين قال :
« ومنها ( التَّرجُمان ) يقولونه بفتح التاء وضم الجيم ،ولم يقـل بـه أحـد مـن أصحـاب
اللغة » ( )٢وهو منقوض بما جاء في ( القاموس ) « :الترجمان ،كعنفوان ،وزعفران ،
٤٩
الثاني المبحث
لحون المتخاصمين
وصفه يناقش الأساليب اللغوية التي ترد في دعوى المدعي ،وجواب المدعى عليه ،
السؤال يكون بمعنى الطلب ،وبمعنى الاستخبار ،فإذا كان بالمعنى الأول تعدى
،عُديَ
إلى المفعول الثاني ،فتقول ( :سألته الكتاب ) أي :طلبته ،وإذا كان بالمعنى الآخر
إليه بحرف الجر ( عن ) فتقول ( :سألته الدائرة عن تحرير دعواه ) و( سألته عن مراده )
و ( سألته عن شهادته ) ،ورجح هذا التفريق إبراهيم اليازجي ،وتبعه أقوام ،إلا أن صاحب
( تاج العروس ) أجاز الوجهين ،فقال « :سأله كذا ،وعن كذا ،وبكذا :بمعنى واحد ،يقال :
سأله الشيء ،وعن الشيء » ( . ) ۲وقد أفاض الزعبلاوي في هذه المسألة ونظيراتها بما
والحاصل :صحة قولك ( :سألته الدائرة عن تحرير دعواه ) ،و( سألته الدائرة تحرير
دعواه ) ،و ( سألته عن شهادته ) ،و ( سألته شهادته ) ؛ خلافًا لـمـا جنـح إليه اليازجي .
الجاري على اللسان تعديةُ الفعل بحرف الجر ( من ) ،فتقول ( :طلبت من المدعي
طلبت إلى المدعي أن يحرر دعواه ) ؟ أن يحرر دعواه ) ،ولكن هل يستقيم المعنى لو قلت :
يرى بعضهم :أن الطلب إذا كان بمعنى الرجاء ،قلت ( :طلبت إليه ) ،وإذا كان بمعنى
طلبت منه ) ،ويرى اليازجي قَصْر استعمال ( طلب إليه ) على الأمر أو المطالبة ،قلت :
في
ملجقا
ا
اللحن
( ) 1ينظر لغة الجرائد ص ، ٩٥ومعجم أخطاء الكتاب ص ، ٢٦١ومغالط الكتاب ومناهج الصواب
ضا
) . ( ١٥٧/٢٩ ) ( ٢
۵۳
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث الثاني
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
السؤال بضراعة ،فإذا لم يكن تضرع ،فتقول ( طلب منه ) ،ورد الصيداوي اختيار
اليازجي بقوله « :ذلك لم يقله أحدٌ ،وإنما هو رأي يستشعره اليازجي بغير مؤيد ؛ لا تشهد
له النصوص ،ولا أقوال العلماء ،وإنما الذي ساق اليازجي إلى ذلك أن من معاني ( رغب
والذي يظهر صحة قولك ( :طلبت إليه أن يحرر دعواه ) أو ( طلبت منه أن يحرر
دعواه ) أو ( طلبت المدعي أن يحرر دعواه ) ؛ لأن الأصل في الفعل ( طلب ) أنه لا يتعدى
بالحرف ،وقد جاء في بعض المعجمات :أن من معاني الفعل ( طلب ) السؤال إذا عُديَ
بالحرف ( إلى ) ،قال الزّبيدي « :وقالوا :طلب إليه :سأله ،وقيل :طلبه راغبًا إليه ؛ لأن
الجمهور على أن ( طَلَبَ ) لا يتعدى بالحرف ،فخرجوا مثله على التضمين » (. ) ٢
٣٠-وقائع الدعوى()٣
الوقائع المصرية ) ،وهي أول بمعنى ( الحوادث ) ،مفردها ( وقيعـة ) ،ومنها ،جريدة
جريدة عربية ،أنشأها محمد علي باشا عام ۱۸۲۸م ،وتولى رئاسة تحريرها عدد من أرباب
الشهرة الواسعة ،منهم رفاعة الطهطاوي ،وأحمد فارس الشدياق ،وحسن العطار
)(٤
والمفتي محمد عبده ( ،)4وفي الصحاح ) « :والوقيعةُ :القتالُ ،والجمع الوَقائع » (ه ) ،وإذا
ذكرت ( الوقائع ) في مذكرات الدعاوى ،فالمراد بها أحداث القضية وأحوالها ،ولم يرد في
كلام العرب الأوائل أن ( الوقائع ) لمعنى الأحداث والأحوال ،وقد استشكل ذلك المجمع
القاهري ،وجاء في البيان الخاص بهذه المسألة ما نصه « :قدَّمَ الأستاذ محمد شوقي
( ) ٤ذكره فيليب طرازي في كتابه :تاريخ الصحافة العربية ( ، ) ٤٩/١وكتابه من أجود الكتب المؤلفةفي بابه .
) . ( ١٣٠٢/٣ ) ( ٥
٥٤
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
لحون المتخاصمين
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
أمين ،إلى لجنة الألفاظ والأساليب مذكرة عرض فيها لهذه الكلمة التي ذاعت في العصر
الحديث بمعنى الأحداث ،مع أن مفردها الصرفي هو ( الوقيعة ) ،كما تنص اللغة ،ثم
تحدث عن أوجه التخريج الممكنة للكلمة ،وانتهى إلى أنه أيا ما كان التخريج فلا مندوحة
من قبول ( الوقائع ) لشيوعها الأعم :إما على أن مفردها ( وَقْعَة ) حملًا لها على نظائرها
من مثل ( ضرَّة ) ،و ( رخصة ) ،واستئناسًا بورودها في ( أساس الزمخشري ) ) ...وترى
اللجنة تصحيح اللفظ على أن المفرد ( وَقْعَة ) حملًا على نظائره » (. )٢
:
قلتُ :الوقائع جمعُ لـ ( وَاقِعَة ) ،والواقعة ::هي الحادثة أو الحدث ،والمعنى والجمع
« ومن ذلك قولهم :شكيت في شكوت ،وهو لغة فيه ،حكاها الصغاني أيضًا ،وإن كان
المشهورالواو ،كما في قوله تعالى ﴿ :قَالَ إِنَّمَا أَشْكُوا بَنِي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ ﴾ [ يوسف ] ٨٦ :وفي ( شـكـونا
إلى رسول الله له حر الرمضاء في أكفنا وجباهنا فلم يُشكنا ) » (. )1 ()٥
وفائدةٌ أخرى في الفعل ( شكا ) أنه يأتي متعديًا ولازمًا ( ) ،فيجوز لك أن تقول :
) . ( ٣٥٠/٢ ) ( ١
( ) ۳ينظر :بحر العوام فيما أصاب فيه العوام ،لابن الحنبلي الحلبي ص ، ۲۷ومعجم أأخطاء الكتاب
لس
( ) 0أخرجه مسلم في صحيحه ،كتاب المساجد ومواضع الصلاة ،باب استحباب تقديم الظهرفي أول
الوقت في غير شدة الحر ،رقم الحديث ، ٦١٨ :ص . ٢٨٠
( ) ٦بحر العوام ص . ٢٧
( ) ۷ينظر المخصص ،لابن سيده ( ، ) ٢٩٨/١٢وأساس البلاغة ( ) ٥١٨/١
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث الثاني
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
القاعدة عند النحاة في فتح همزة ( إن ) وكسرها ،أنه إذا أمكن سبكها وما بعدها
في مصدر مؤول وجب فتح الهمزة ،كقول الله تعالى ﴿ :أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَبَ
[ العنكبوت ] ٥١ :أي :إنزالنا ،فإذا لم يمكن تأويل الجملة بمصدر بأن كان السياق يستدعي
جملةً ،فيجب كسر الهمزة ،وتجد في كتب النحو تفصيلًا لا يسعه المقام في هذا الكتاب (، ) ٢
وعلى هذه القاعدة ،لا يسوغ لك أن تقول ( :وبسؤال المدعي عن دعواه قال :أني بعت
على المدعى عليه ) وإنما يجب كسر الهمزة ؛ لأنها وقعت في صدرجملة محكية بالقول ،
قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ اتَننِيَ الْكِتَبَ وَجَعَلَنِي نَيَّا [ مريم ، ] ۳۰ :ولو كان القول بمعنى ومنه قوله تعالى:
الظن ،وجب فتح الهمزة ،كقولك ( :أتقول أن القاضي سيحكم لك ) أي :أتظن أن القاضي
سيحكم لك
على أنه سمع عن بعض العرب :جواز فتح همزة ( إن ) بعد القول مطلقا ،وهم بنو
وزعم أبو الخطاب -وسألته عنه غير مرة -أن ناسًا من العرب سليم ،قال سيبويه :
يوثق بعربيتهم ،وهم بنو سُليم ،يجعلون باب قلتُ أجمع مثل ظننتُ » ( ،)۳وفي (تفسيرأبي
[ البقرة ، ] ٣٠ :قال : حيان ) عند قوله تعالى ﴿ :وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَتَبِكَةِ إِنِّي جَاعِلُ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً
« و ( إن ) تكسر بعد القول ،ولفتحها بعده عند أكثر العرب شروط ذكرت في النحو ،وبنو
قلت :فتح همزة ( إن ) بعد القول -وإن كان مذهبًا لبعض العرب ،ورأيا لبعض
النحويين -مخالف للوجه المطرد المقيس ،وإن كان لا بد من ذلك فليكن بقيد الدلالة
( ) 1ينظر :أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك ،لابن هشام ( ، ) ۳۳۳/۱وهمع الهوامع ( ، ) ١٦٥/٢ونحو
إتقان الكتابة باللغة العربية ،لمكي الحسني ص ٢٤٥
( ) ٢ينظر :أوضح المسالك ( ، ) ٣٣٦/١وشرح الرضي على الكافية ( ، ) ٣٤٠/٤وهمع الهوامع ( . ) ١٦٥/٢
( ) ۳كتاب سيبويه ( . ) ١٢٤/١
( ) ٤تفسير البحر المحيط ( . ) ٢٨٧/١
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
لحون المتخاصمين
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
والصحيح في هذه المسألة كسر همزة ( إن ) بعد القول ،مثل ( :قال :إني بعت المدعى
عليه سيارة ) ..و ( وسألت الشاهد عن محل إقامته فقال :إني مقيم في مدينة كذا ) .
۳۳-قالت الأولة
من لطيف ما وقفت عليه في بعض الصكوك هذا النص ( :وبسؤال الأولة عن
دعواها ) ،واستنكرتُ ذلك في حينه ،ورأيته سبق ،قلم ،ووجدتُ ابن الجوزي نص على
الهاء ) على ( أول ) ،واستبشع الحريري هذا الاستعمال ،فقال « :ومن تخطئة إدخال
مفاحش ألحان العامة ،إلحاقهم هاء التأنيث بأول ،فيقولون ( :الأولة ) كناية عن الأولى » (. )٢
لكنَّ العدناني في كتابه ( معجم الأخطاء الشائعة ) جمع نقولات عدة تدل على جواز
إلحاق الهاء على أول ،فمن ذلك ما قاله الزمخشري في ( الأساس ) « :وتقول :جمـل أول ،
وناقة أولة إذا تقدما الإبل » ( ،.)۳وهي لغة قليلة ،واللغة الفصيحة المشهورة ،هي الأولى ،
قلت :ورود هذا اللفظ في لغة شاذة ليس مسوعًا لإقرارها في استعمال المعاصرين
( ) 1ينظر :درة الغواص ص ، ٤٦٤وتقويم اللسان لابن الجوزي ص ، ٨٦وخير الكلام في التقصي عن
أغلاط العوام ص ، ٢٠ومعجم الأخطاء الشائعة ص . ٢٦٣
( ) ٢درة الغواص ص . ٤٦٤
في
ملجقا
ا
اللحن
( ) ٥قال الجواليقي « :فقد أُخبرتُ عن الفراء أنه قال :واعلم أن كثيرا مما نهيتـك عـن الـكـلام بـه مـن
شاذَّ اللغات ومُسْتكره الكلام ،لو توسعتُ بإجازته لرخَصْتُ لك أن تقول :رأيت رجلان ،ولقلتُ :
أردتُ عن تقول ذاك ،ولكن وضعنا ما يتكلـم بـه أهل الحجاز ومـا يختاره فصحاء أهـل الأمـصـار ،فـلا
،ولا نجيزُلأهل الحَضَرِ
تلتفت إلى من قال يجوز ،فإنَّا قد سمعناه ،إلا أنَّا نجيزُ للأعرابي الذي لا يتخيَّر
والفصاحة أن يقولوا :السلام عليكم ،ولا :جئتُ مِنْ عَنْدِك ،وأشباهه مما لا تُحصيه من القبيح
المرفوض » .تكملة إصلاح ما تغلط فيه العامة ص . ٤٦
٥٧
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث الثاني
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
اللفظ (آجر) بمعنى إكراء الدارأو السيارة يأتي على صور عدة ،منها :
قولهم ( :أَجَرَهُ يَأْجُرُهُ الدارأجرًا ،فهو أجر) وذلك بالقصر وتخفيف الجيم ،وهذه ۱-
لغة صحيحة فصيحة .
قولهم :أجَرْتُ الدارإيجارًا ،فهو مُؤجر ،وأنا مُسْتأجر) بالمد ،وهذه اللغة مثل -
الأولى في فصاحتها ،وعلوها عند العرب .
لكنَّ الزمخشري عدها من الغلط القبيح ،فقال « :وآجَرَني فلان داره فاستأجرتها
)(
فهو مُؤجر ،ولا تقل مُؤاجِر ،فإنه خطأً وقبيح » ) ،والأكثرون على أن الأفصح ،
الاستعمال ،ولم يُسمع عن العرب ،وخلت منه المعاجم ،قال المغربي « :أما أجر
الدار بالتشديد تأجيرًا ( يعني من باب فرّح ) كما نقول ،فلم يقل به أحد » (، ) ۳
وقال داغر « :أما ( أجر) فلم ترد إلا بمعنى :صنع الآجُرّ ،يقال :أجر الرجل ،أي :
( ) 1ينظر :الكليات ص ، ٤٨والمساعد للكرملي ( ، ) ١٥٠/١وتذكرة الكاتب ص ، ۱۰۷وعثرات اللسان ،لعبد القادر
المغربي ص ، ٨٤ومعجم أخطاء الكتاب ص ، ٣والكتابة الصحيحة ص ، ۱۳والأخطاء اللغوية الشائعة
على ألسنة الكتاب والأدباء والإذاعيين ص ، ٤ومعجم الأخطاء الشائعة ص ، ٢٢وأخطاء ألفناها ص ، ٢٤
وكبوات اليراع ص ، ۳۱۸ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ) ٥٤٧/٧و( . ) ٤٠٨/٥٦
( ) 2أساس البلاغة ( . ) ٢١/١
( ) ۳عثرات اللسان ص . ٨٤
( ) ٤تذكرة الكاتب ص . ١٠٧
۵۸
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
لحون المتخاصمين
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
قلت :وعلى هذا الرأي ،لا يصح أن يقال ( :مكتب فلان لتأجير السيارات ) والصحيح :
غيرأن مجمع اللغة العربية في القاهرة :صوّب في ( المعجم الكبير) صحة قولهم :
( أجر) بالتشديد ،وأنها مولدة ،وتعني ( أجر) ( ، )۱وتبعه في ذلك مجمع اللغة العربيةفي
الجيم ،فتقول ( :أجَرْتُ ) ،أو المد وتخفيف الجيم ،فتقول ( :أجَرْتُ ) .
عليه سيارة)
يستحسن بعض القضاة إذا كنتَ بائعا ،أن تقولفي دعواك ( :بعت المدعى عليه
سيارة ) لا أن تقول ( :اشترى مني المدعى عليه سيارة ) ،وإذا كنتَ المشتري ،فيحسن
اشتريت من المدعى عليه سيارةً ) لا أن تقول ( :باع عليَّ المدعى عليه عندهم أن تقول :
سيارة ) وحجتهم :أن إضافة الفعل إلى المتكلم أولى ،ولم أجد -فيما اطلعت عليه -دليلًا
في
اللحن
ملجقا
ا
) . (٧٣٦/١) ( ۱
( ) ٤ينظر :الأضداد ص ، ٧٢وأساليب العرب في صناعة الإنشاء ،لشاكر شقير اللبناني ص ،٨٢ومعجم
الأغلاط اللغوية المعاصرة ص ۸۸وأخطاء ألفناها ص ، ٢٦ونظرات في أخطاء المنشئين ( . ) ٢٣٤/١
۵۹
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث الثاني
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
ومما يجدر ذكره أن ( بعت واشتريت ) من حروف الأضداد ،يقال :اشتريت الشيء ،
على معنى قبضته ،وأعطيت ثمنه ،وهو المعنى المعروف عند الناس ،ويقال :اشتريته إذا
بعته ،ويقال أيضًا :بعت الشيء ،على المعنى المعروف عند الناس ،ويقال :بعت الشيء،
بتاتًا ولم تضرب له وقت موعد ()٢ ويأتيك بالأنباء من لم تبع له
يعني :من لم تشترله ،وهذا سائغ في لغة العرب بشرط أمن اللبس .
وثمة مسألة أخرى لطيفة ،وهي :صحة تعدية الفعل ( باع ) إلى مفعولين ،فتقول ( :بعـت
محمدًا سيارةً ) ،ويصح التعدية إلى مفعول واحد ،فلك أن تقول ( :بعت سيارتي إلى محمد ) ،أو
( بعت سيارتي لمحمد ) ،فتكون ( اللام ) هنا زائدة ،ولك أن تقول أيضًا -وهو قليل نادر ( -بعـت
من محمد السيارة ) حيث دخلت ( من ) على المفعول الأول على وجه التوكيد ( .)۳
)(٤
٣٦-أوصى مورثنا لي بوصيةٍ نصها ما يأتي
ويقولون ( :أوصاه وصيةً ) أو ( أوصاه على الدراسة ) وهو خطأ ؛ لأن الفعل أوصى
يتعدى إلى الموصى بـه بالباء ،قال الله تعالى ﴿ :وَأَوْصَنِي بِالصَّلَوَةِ وَالزَّكَوْةِ مَا دُمْتُ حَيَّا ﴾ [مريم :
، ] ۳۱قال في ( الأساس ) « :وأوصيت إلى زيد لعمر بكذا ووصيت » (ه) .
( ) ٤ينظر :الأخطاء اللغوية الشائعة على ألسنة الكتاب والأدباء والإذاعيين ص ، ٦٣ونظرات في أخطاء
المنشئين ( . )۱۹۰۳
) . ( ٣٤٠/٢ ) ( ٥
7.
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
لحون المتخاصمين
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
الخلاف في تعدية الفعل ( وَهَبَ ) ،فهل يتعدى باللام ،فتقول ( :وهبت لفلان مالا )
أقول :كلاهما مسموعان عن العرب ،وإن كان الأكثرعلى أن الفعل يُعدى باللام ،
يَهَبُ لِمَن يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُلِمَن والوارد في القرآن دخولُ اللام على المفعول الأول ،قال تعالى :
يَشَاءُ الذُّكُورَ ﴾ [ الشورى ] ٤٩ :قال الفيومي « :قال ابن القُوطية ( ) ٢والسرقسطي ( )۳والمطرّزي ( )
وجماعة :لا يتعدى إلى الأول بنفسه ،فلا يقال وهبتك مالا ،والفقهاء يقولونه » ( ه) .
وعلى هذا :إن كان الفعلُ ( وَهَبَ ) بمعنى أعطى ،فلا يُعدى إلا باللام ،أما ( وَهَبَ ) بمعنى
جعل ،فيُعدى بنفسه إلى مفعوليه ،مثل قولهم ( :وهبني الله فداك ) أي :جعلني الله فداك .
لك درهما ،ووهبتك درهما ،كما تقول :وزنت لك الدراهم ،ووزنتك الدراهم » (. )1
قال مصطفى جواد « :وللكاتب العربي الفصيح أبدًا أن يحذف حرف الجر ولاسيما
اللام من المجرور المصاحب لفعل متعد بنفسه إلى مفعوله الأول » ( ) .
( ) 1ينظر تذكرة الكاتب ص ، ٥٣وفي التراث العربي ص ، ٢٩٤ودقائق العربية للأمير أمين آل ناصر الدين
ص ،۱۳۷والكتابة الصحيحة ص ، ۳۹۷ومعجم الأخطاء الشائعة ص ، ٢٧٤والأخطاء اللغوية الشائعة
في
اللحن
مجا
القضاء
على ألسنة الكتاب والأدباء والإذاعيين ص ، ٦٣ومعجم الخطأ والصواب ، ٢٧٢،ومجلة مجمع اللغة
العربية بدمشق ( . ) ٤٤٩/١٨
لس
( ) ٢الأفعال ص . ١٥٦
( ) ۳الأفعال ( . )٢٣٠/٤
( ) ۷في التراث العربي ص ، ٢٩٤ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( . ) ٤٤٩/١٨
71
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث الثاني
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
والذي يُفهم من كلام ابن الشجري ،جوازتعدية الفعل بنفسه إلى مفعوليه مطلقًا ،
والخلاصة :جواز قولك ( :وهبت لفلان مالا ) ويجوز قولك ( :وهبت فلانًا مالا )
في المشروع
جمهور النحويين يمنعون تعدية الفعل ( أعطى ) باللام ،ولا يجيزونه ،فلا يقال
)(٤
عندهم ( :أعطيت لفلان مالا ) ( ، )۲والمبرد ( ) ۳يجيزه في سعة الكلام ( ،)4وللتجويز شواهد في
ولا الله يُغطي للعصاة مناها (ه) أحجاجُ لا تعط العصاة مناهُمُ
وقد حكم ابن هشام على دخول اللام في هذا البيت بالشذوذ لقوة العامل ( ، )٦وذكر
البغدادي أن الجميع متفقون على رواية ( :ولا الله لا يعطي العصاة مناها ) ،وأن رواية :
ولا اللهُ يُغطي للعصاةِ مُناها ) لم يَرَها لأحدٍ من الرواة ،وأن اللام زيدت شذوذا مع أحد
( ) 1ينظر تذكرة الكاتب ص ، ٧٧ولغويات ،وأخطاء لغوية شائعة ص ، ٥٥ومعجم أخطاء الكتاب
ص ،٤٠٧والأخطاء اللغوية الشائعة على ألسنة الكتاب والأدباء والإذاعيين ص . ٦٣
( ) ٢ينظر :الأصول في النحو ،لابن السراج ( ، ) ۱۷۷/۱والمساعد على تسهيل الفوائد لابن عقيل ( ، ) ٢٥٩/٢ومغني
اللبيب ( ، ) ١٩٦/٣وهمع الهوامع ( ، ) ٢٠٦/٤وشرح أبيات مغني اللبيب لعبد القادر البغدادي ( . ) ٣١٨/٤
( ) ۳اختلفوا في راء المبرد ،فبعضهم يفتحها ،وآخرون على الكسر ،وبالأولى حسن الوجه ،وبالأخرى المُثْبت
للحق ،ومحمد عبد الخالق عضيمة في مقدمة تحقيقه لكتاب المبرد ( المقتضب ) توسعفي ذكر هذا
الخلاف ،فيراجع لمن رغب ) ١٢/١ ( .
( ) ٤المقتضب ( . ) ٣٦/٢
٦٢
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
لحون المتخاصمين
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
ولما تقدم :حجة المجيزين السماع ،والأحسن ترك زيادة اللام في فعل الإعطاء
فتقول ( :أعطيت فلانًا مالا ) وهو الذي أطبق عليه جمهور النحويين .
بتشديد اللام ،فكلُّ ذلك صحيح ،وادعى إبراهيم اليازجي أن ( اسْتَلَفَ ) (الا
و ( تَسَلَّفَ مني م
من الأخطاء الشائعة ،التي لم ترد في شيءٍ من اللغة ،وإنما يقال اسْتَسْلَفَ ،وتَسَلَّفَ ..وهي
فرطةً منه وزلة ،ومحجوجٌ بما جاء في معجمات اللغة ،قال الزمخشري في ( الأساس ) :
« السَّلَف تلف ،وأَسْلَفْتُهُ مالا ،وسَلَّفْتُهُ ،واسْتَلَفَ فلانٌ ،واسْتَسْلَفَ ،وتَسَلَّف » ) .
والا
لدسم منه ( السَلَف ) ،وهل يقال ( السلفة ) بضم السين وإسكان اللام ؟
أنكر ذلك اليازجي ؛ لأنه لم يأت بهذا المعنى ؛ إذ معنى ( السلفة ) ما يُعجل من الطعام ،
، ] ١٨قال البهوتي « :ويصح القَرْضُ بلفظ :قرض ،ولفظ :سَلَفٍ ؛ لورود الشرع بهما » (، )۳
ملجقا
ا
اللحن
لء
س ضا
( ) 1ينظر لغة الجرائد ص ، ٦٢ومعجم أخطاء الكتاب ص ، ٢٨٠ومعجم الأغلاط اللغوية المعاصرة
ص ، ٣١٦مغالط الكتاب ومناهج الصواب ص . ٥٤
) . ( ٤٦٩/١ ) ( ٢
( ) ۳ص . ۱۹۰
٦٣
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث الثاني
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
)(1
٤٠-أوقفتُ الدار على أولادي الذكور والإناث
الوقف هنا بمعنى الحبس والتسبيل ،والأفصح عند العرب تجريد الفعل من
الألف ،جاء في ( المصباح المنير « :وقَفَت الدابةُ تقف وقْفًا ووقُوفًا ،سكنت ،ووقفتها أنا
يتعدى ،ولا يتعدى ...وأوقفتُ الدار والدابة بالألف لغة تميم ،وأنكرها الأصمعي ،وقال :
الكلام وقفت بغير ألف ،وأوقفت عن الكلام بالألف أقلعت عنه » (. )٢
قال ابن الحنبلي الحلبي « :ومن ذلك قولهم ( أوقفَ بيتَه ) ولكنه لغة رديئة ،قال
في ( المغرب ) :وقَفَه حبسه وقفًا ،ووقف بنفسه وقوفًا ،ومنه :وقف أرضه أو داره علـى
ولده ؛ لأنه حبس الملك عليه ،قالوا :ولا يقال أوقفه إلا في لغةٍ رديئة ،وقيل :يُقال وقفه
فيما يحبس باليد ،وأوقفه فيما لا يحبس بها ،ومنه :أوقفته على ذنبه ،أي :عرفته إياه ،
وصوب البعليُّ الحنبلي الفعل ( أوقف ) وجعله بمنزلة ( وقف ) (ه) ،قلتُ :لعله
يصلح لهذا ،ما نقل عن الكسائي قوله « :قلما سمعت في شيء ( فعلت ) إلا وقد سمعت
أما وقف بالتشديد ،فهي لغة منكرة ،وغير فصيحة ( ، )٧وإن جرت عليه ألسنة العامة .
وقَفْتُ الدار على فلان ) ،ولو قلت ( :أوقفت وخلاصة ما تقدم :أن الأفصح قولُك :
الدارعلى فلان ) فهو صواب ،وما قبلها أعلى منها منزلةً ،وأما قول العامة ( :وقفت ) فلا
٦٤
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
لحون المتخاصمين
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
يسوغ استعماله ،إلا إذا أُريد أنه حبَّسَ أكثر من عقار ودار ،ولعل الاستعمال بالتضعيف
لفظة ( الجاري ) عتيقةُ في صكوك الملكية ،ويُخطئ بعض القضاة استعمالها في هذا
المعنى ،ويُحِلُّون محلها ( المستقر) ،فيقولون :إن من المستقرفي ملكي الأرض كذا ،ولا أرى
وجها سائعًا لإنكار لفظة ( الجاري ) في مثال الباب ،ففي ( التاج ) « :وجرى له الشيءُ :دام،
قال ابن الأعرابي :ومنه :أجريتُ عليه كذا ،أي :أدَمْتُ له .وصدقة جاريةٌ ،أي :دارة
متصلة » ( ، )٢وإن كان استعمالُ ( المستقر أكد من استعمال الجاري ) ،إلا أن الأحسن لا
)(۳
ض( ..
)3 ر. ٤٢-ساهمت المدعى عليه في أ .
( ساهم ) في معجمات العربية بمعنى اقترع ،ومنه قوله تعالى :و فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَالْمُدْحَضِينَ )
[ الصافات ] ١٤١ :أي :دخل معهم في القرعة ،ولم يأت في المعجمات ما يدل على أن ( ساهم )
بمعنى ( شارك ) ،وممن منع استعمال المساهمة ،بمعنى المشاركة أحمد العوامري عضو
في
ملجقا
ا
اللحن
( ) ۱الألفاظ الأكثر شيوعًا في التحبيس :وَقَفَ ،وأوقف ،وحبَّس ،وسبل ،واطلعت كذلك على صيغ
لءضا
مثبتةفي سجلات المحاكم قديمًا ،وفي بعض الوثائق ،منها :حرّم ،وأبد ،وتصدق ،وسرمد ،وأوصى .
س
) . ( ٣٥٠/٣٧ ) ( ٢
( ) ۳ينظر :دراسات في فلسفة النحو والصرف واللغة والرسم ص ، ١٥١ومعجم أخطاء الكتاب ص ، ٢٨٨
ومعجميات ص ، ۱۳۸ونظرات في أخطاء المنشئين ( ، ) ۲۱۹/۱والعربية الصحيحة ص ، ١٤٣ومعجم
تصحيح التصحيح ص ، ۱۸۳ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ) ٢٢١/٤٠من مقال لإبراهيم
السامرائي ،ومثله ص ۱۲۸في كتابه ( التطور اللغوي ) ،ومجلة مجمع اللغة الأردني ( ) ٨٥/٣٥
و ( ) ٢٣٥/٥٤عبارة عن بحثين ،أحدهما يمنع ،والآخر يجيز ،فإذا أردت أن تستزيد فارجع إليهما .
٦٥
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث الثاني
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
مجمع اللغة العربية بالقاهرة ،والشاعر الدمشقي محمد محمود البزم ،فقصرا معنى
وذهب الأستاذ السامرائي :إلى أبعد من هذا ،فقرر أن ( أسْهَمَ ) لغةٌ جديدةٌ لا تُعرف
في فصيح العربية ،وكذلك ( سَاهَمَ ) وهي اللفظة التي خلت المعجمات القديمة منها في
الدلالة المعروفة في عصرنا ( ، ) ۱وممن ردَّ هذا القول محمود الطناحي بقوله « :يَخْطئ بعضُهم
استعمال الفعل ( ساهم ) بمعنى ( شارك ) على أساس أنه لم يأت في المعاجم إلا :ساهم
فلان القوم ،أي :دخل معهم في القرعة فقرعهم وغَالَبَهُم ،لكنه قد جاء بمعنى ( شَارَكَ ) في
وهذا المعنى ذُكرفي ( المعجم الوسيط ) ،وهكذا تبين صدق كلمة الأصمعي السابقة :
قلتُ :جاء استعمال ( ساهم ) بمعنى ( شارك ) في كلام كثير من الفصحاء ،ومن ذلك
البيت الشعري المذكور آنفا ،وبيت للحكم الخضري -وهو ممن يُحتج بشعره -يقول :
( ) ۱معجميات ص ۱۳۸
( ) ٢ذكر الدكتور أحمد مختار عمر أن علي السباعي أول من تنبه إلى هذا البيت ،فحكم بتصحيح هذا
الاستعمال ،ينظر :العربية الصحيحة ص . ١٤٣
( ) ۳اللآلي في شرح أمالي القالي ،لأبي عبيد البكري ( ، ) ٦٦/١ومعه ( سمط اللآلي ) للمحقق الكبيرعبد العزيز
الميمني الراجكوتي .
( ) ٤مقالات محمود الطناحي ( . ) ٢٠٥/١
( ه ) شرح ديوان الحماسة ،للمرزوقي ص . ١٣١٧
) . ( ٤٨٧/١ ) ( ٦
77
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
لحون المتخاصمين
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
الرضي « :وأنا المُساهمُ له في تحمل النازلة ،والأخذ معه بأوفر الأقـسـام مـن النائبة » (، )١
وأقر مجمع اللغة القاهري استعمال ( ساهم ) بمعنى شارك وقاسم (. )٢
والذي يظهر صحة استعمال ( ساهم ) بمعنى المشاركة والمقاسمة ؛ لأنه مسموع
في عصر الاحتجاج ،فتقول ( :ساهمت المدعى عليه في شراء أرض ) ،أو ( تساهمت مع
المدعى عليه ) ،أو ( أسهمت مع المدعى عليه ) ،وكلُّ ذلك جائز ،ومن قصر الاستعمال
على ( أسهم ) بمعنى المشاركة ،دونَ ( ساهم ) فهو محجوج للعلة التي يستند إليها ؛ إذ لم
يرد في معجمات اللغة القديمة ،أن ( أسهم ) بمعنى شارك وقاسم .
وبما أن الكلام يجر بعضه بعضًا ،فإن ( ساهم ) فعل متعد ،و ( أسهم ) فعل لازم ،
فتقول ( ساهمت المدعى عليه في شراء أرض ) و ( أسهمت مع المدعى عليه في شراء أرض ) .
يُخطئ بعضُهم استعمال ( أودع ) متعديًا بالحرف ،فقولهم ( :أودع كتابه عند أخيه )
خطأً ،و
والصحيح ( أودع أخاه كتابه ) ،ومثل ذلك في قولهم ( :أودع المال في المصرف )
والصحيح عندهم ( أودع المصرف ماله ) مستدلين بأن مجيء ( أودع ) و( استودع ) في
معجمات اللغة والشعر القديم كله بالتعدية إلى مفعولين اثنين ،وإنمـا سـمـع عـن بعـض
العرب بعد عصر الاحتجاج تعدية ( أودع ) بالحرف ،ففي ( كليلة ودمنة ) « :فأودعته في
أجوبة الرافعي عن سؤالات أبي رية ( قوله « :واستعمال أودع متعديًا خزائنه » ( ، ) ٤وفي
في
ملجقا
ا
اللحن
بالحرف جائز ،بل هو الأفصح في تلك العبارة ؛ لأنهم يُضَمَّنون الأفعال معاني أفعال أخرى ،
ضا
ثم يُعدّون الفعل المضمن بالحرف الذي كان يتعدى به الفعل الآخر ،وهذا شائع جدا
لء
س
( ) ۳ينظر :رسائل الرافعي ص ، ٨٧وتذكرة الكاتب ص ، ٤٠ومعجم أخطاء الكتاب ص ، ٦٥٨ومجلة مجمع
اللغة العربية بدمشق ( . ) ٢٦٩/٢
) .(19/1 ) (ε
٦٧
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث الثاني
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَن ذِكْرِ رَبِّي ﴾[ ص ، ] ٣٢ :فـ ( أحبَّ ) لا يتعدى بـ ( عن ) ، في اللغة وفي القرآن :
والذي يظهر صحة قولك ( :أودعت المال عند المدعى عليه ) مثل قولك ( :أودعت
:
المدعى عليه مالًا ) ،وكذلك يصح قولك ( :استودعت المال في المصرف ) وهو مثل قولك :
الدِّينُ ( ، ) ٢ويُلاحِظُ قضاة الاستئناف كثيرا على ورود لفظة ( غَرَامِيَّة ) ،والصحيح أن
يقال ( :كفالة غُرْمِيَّة ) أو ( كفالة غُرْمٍ وأَدَاءٍ ) ؛ فمن معاني ( الغَرَام ) الولوع ،والشَّرُّ الدَّائمُ،
والهَلاكُ ،والعذابُ ،وفي ( التاج ) « :الغُرْمُ :ما ينوب الإنسانَ في ماله من ضرر لغيرجناية
فَهُم مِّن مَّغْرَمِ مُّثْقَلُونَ ﴾ [ الطور . ) ۳( » ] ٤٠ :ولذا قل ( :كَفَلْتُ المدعى عليه كفالةً منه ،قال تعالى :
غُرْمِيَّة ) أو ( كَفَالة غُرْمٍ وأَدَاءٍ ) ولا تقل ( كَفَلْتُهُ كفالةً غَرَامِيَّة ) .
بالبناء للمجهول ،فهو ( مُتوفّى ) بضم الميم وفتح التاء والفاء ؛ وذلك لأن تُوفِّي فلانٌ
المتوفي هو الله ،وهذا صريح فصيح لا خلاف فيه ،وإنما الخلاف فيما إذا بني للمعلوم ،
الشائعة ص ، ۲۷۱ومقالات الطناحي ( ، ) ١٩٦/١ومعجم الخطأ والصواب ص ، ٢٦٧ونحو وعي لغوي ،
لمازن المبارك ص ، ٢٠١ولحن القول ،لعبد العزيز الحربي ص ، ٥٠ومجموع مقالات الدكتور فيصل
المنصور ص ، ۳۷۹ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( . ) ٥٤٧/٧
٦٨
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
لحون المتخاصمين
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
فهل يصح ما يقوله بعض العامة في زماننا ( :تَوَفَّى فلان ) بفتح التاء والواو والفاء ،وكسر
الفاء في اسم الفاعل ( مُتوفّ ) ويكون معناه :أنه استوفى أجله ،واستنفد أيامه في الحياة
الدنيا ،وعلى ذلك جاءت القراءة المروية عن علي بن أبي طالب رَضاَللَّهُعَنْهُ ،وعن عاصم :
وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَجًا ﴾ [ البقرة ] ٢٤٠ :بفتح الياء في « يتوفــون » ،وأنكرهـا ابـن
هذا الذي أنكره ابن مجاهد ،عندي مستقيم جائز ،وذلك أنه مجاهد ،قال ابن جني :
على حذف المفعول ،أي :والذين يتوفون أيامهم أو أعمارهم أوآجالهم » ( ، )١قال الطناحي :
الفعل ( تَوفى ) بالبناء للمعلوم :اليازجي في مجلته ( الضياء ) ،ومصطفى جواد وزهدي جار
وهاتان الصيغتان أكثر ذيوعا من قول ولذا فقل ( ::تُوفّي فلان ) و ( توفَّى اللهُ فلانًا
بعضهم ( :تَوفَّى فلان ) إذا جاءت بمعنى استوفى أجله ،وأكمل أيامه ،والاستعمال الأخير
وقبل أن أنتهي من هذه المادة ،فإن ( وَفَاة ) تجمع على ( وَفَيَات ) بفتح الفاء وتخفيف
الياء ،لا على ( وَفِيَّات ) بكسر الفاء وتشديد الياء ،فإنها من الوفاء ،تقول :نساء وَفِيَّات .
مما شاع على ألسنة المترافعين في المحاكم ،تعدية الفعل ( رزق ) إلى مفعوله الثاني
بحرف الباء ،فتقول المدعية ( :رُزقتُ من المدعى عليه بولد ) والصحيح :أن الفعل ( رَزَقَ )
في
ملجقا
ا
اللحن
يتعدى إلى مفعوله الثاني بنفسه ،فتقول ( :رُزقت من المدعى عليه ولدًا ) أو ( رَزَقَ اللهُ
ضا
محمدًا ولدًا ) وفي قوله تعالى ﴿ :قَالَ لَا يَأْتِيكُمَا طَعَامُ تُرْزَقَانِهِ ﴾[ يوسف ، ] ٣٧ :ولو كان الفعل
لء
س
( ) ۱المحتسب في تبيين وجوه شواذ القراءات والإيضاح عنها ،لابن جني ( . ) ١٢٥/١
( ) ۲مقالات الطناحي ( . ) ١٩٦/١
( ) ۳ينظر :تذكرة الكاتب ص ، ۱۳۳ومعجم أخطاء الكتاب ص ، ٢٢٥وموسوعة الأخطاء اللغوية الشائعة
لعلي جاسم سلمان ص . ۷۸
79
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث الثاني
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
رُزقتُ من المدعى عليها ولدًا ) أو ( رَزَقَ اللهُ محمـدا مـالًا ) ،ولا يصح إدخال ولذا قل :
(أَنْجَبَ ) في العربية فعل لازم لا يتعدى بنفسه ،فلا يقال ( :أنجب الرجل ولدا ) ،وإنما
يُعَدَّى إلى الولد بالباء ،فيقال ( :أنجبت منها بولد ) ،هذا رأي الأكثرين ،ويرى الزعبلاوي ،
أن ( أَنْجَبَ ) فعل لازم ،وهو بمعنى ( أتى بنجيب ) لا بمعنى ( وَلَدَ ) ؛ ولذلك فهو يُخطئ قولهم :
أنجب فلان ولدًا ) ،بمعنى الولادة ،ومعنى الإنجاب عنده :الإتيان بالنجيب ،والنجابة :بمعنى
النباهة وظهور الفضل ،لا بمعنى الولادة .ويرى مجمع اللغة العربية بالقاهرة :أنه يجوز
استعمال ( أَنْجَبَ ) متعديًا بنفسه ،بمعنى ( وَلَدَ ) ،واستدل المجمع بقول حفص الأموي :
والذي يظهر جواز تعدية الفعل ( أَنْجَبَ ) بنفسه ،ويكون بمعنى ( وَلَدَ ) ؛ لوروده في
شعر من يحتج به ،ولم أجد -فيما اطلعت عليه -ردا يدفعه .
ولذلك صح لك أن تقول ( :أَنجَبْتُ منها ولدًا اسمه ) ..أو (أَنْجَبْتُ منها بولد اسمه . )...
)(۳
- ٤٨تزوّجت المدعى عليها بتاريخ...
الفعل ( تَزَوَّجَ ) يتعدى بنفسه إلى مفعول واحد ،فتقول ( :تَزَوَّجْتُ المدعى عليها ) ،
وهل يصح أن يُعدى بالباء ،فيقال ( :تَزَوَّجْتُ بالمدعى عليها ) أو بـ ( من ) كما في قولك :
( ) 1ينظر لغويات ،وأخطاء لغوية شائعة ص ، ۷۸ومعجم أخطاء الكتاب ص ، ٥٩٤والأخطاء اللغوية
الشائعة على ألسنة الكتاب والأدباء والإذاعيين ص ، ٥٢والقرارات المجمعية ص . ١١٠
( ) ٢مختصر تاريخ دمشق ،لابن منظور ( . ) ۲۱۳/۷
( ) ۳ينظر بحر العوام ص ، ۷۸ومعجم أخطاء الكتاب ص ، ٢٥٣والكتابة الصحيحة ص ، ١٤٧ومعجم
الخطأ والصواب ص . ١٥٦
V.
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
لحون المتخاصمين
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
في ذلك خلاف بين أهل اللغة ،قال صاحب ( الصَّحَاح ) « :قال يونس :تقول
العرب :زَوَّجْتُه امرأةً ،تَزَوَّجْتُ ،امرأةً ،وليس من كلام العرب تَزَوَّجْتُ بامرأةٍ ،قال :وقول
احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَزَوَّجْنَهُم بِحُورٍ عِينِ ﴾ [ الدخان ] ٥٤ :أي :قرناهم بهنَّ ،من قوله عَزَوَجَلَّ: الله تعالى :
وَأَزْوَجَهُمْ ﴾ [ الصافات ] ٢٢ :أي :وقرناءهم ،وقال الفراء :تَزَوَّجْتُ بامرأة ،لغةٌ في أَزْد شَنُوءَة » ) ،
وفي ( الأساس ) « :تَزَوَّجْتُ فلانةً وبفلانة ،وزوجنيها فلان ،وزوجني بها » ) .
وخلاصة ما تقدم جواز قولك ( :تَزَوَّجْتُ المدعى عليها ) وهو الأفصح ،ولـك أن تقول
( تَزَوَّجْتُ بالمدعى عليها ) و ( تَزَوَّجْتُ من المدعى عليها ) ؛ لورودهما عن العرب قديمًا ،
تُستعمل كلمة ( زوج ) للذكر والأنثى على السواء ،فيقال :للرجل زوج ،وللمرأة زوج
اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ ﴾ [ البقرة ، ] ٣٥ :وقال ﴿ :وَإِنْ أَرَدتُمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَكَانَ أيضًا ،قال تعالى:
[ النساء ، ] ٢٠ :ويقال للمرأة ( زوجة ) ،وهو صحيح صريح ،وكان الأصمعي ينكر أن زوج
يقال للمرأة ( زوجة ) ،ويحتج بأن هذه اللفظة ،لم تأت في القرآن الكريم ،فقيل له :إن
فقال « :ذو الرمة ليس بحجة ؛ إذ طالما أكل البقل والمالح في حوانيت البقالين » (،)٤
والأصمعي رَحمهُ اللهُ عُرف بالتحرج في قبول أي لفظة خالفت لغة التنزيل ،وأيا ما يكون من أمر
في
ملجقا
ا
اللحن
لء
س ضا
۷۱
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث الثاني
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
« :يا فلان هذه زوجتي فلانة » ) ،علق فقد جاء في حديث أنس رول عنه من قول رسولالله
النووي قائلًا « :هكذا هو في جميع النسخ بالتاء قبل الياء ،وهي لغة صحيحة ،وإن كان الأشهرُ
حذفها ،وبالحـذف جاءت آيات القرآن ،والإثبات كثيرأيضًا » ( ،)٢وقد سمع كذلك عن العرب
قال أبو حاتم :وأهل نجد يقولون في المرأة زوجة بالهاء ،وأهل وفي ( تاج العروس ) :
الحرم يتكلمون بها ،وعَكَس ابن السكيت ،فقال :وأهل الحجازيقولون للمرأة :زوج بغير
هاء ،وسائر العرب :زوجة بالهاء ،وجمعها زوجات ،والفقهاء يقتصرونفي الاستعمال
ومما يُلْحَقُ به صحة قول بعضهم ( :مَرَهُ ) و ( مَرَتُه ) و( امْرَأَتُه ) ،قال الطبري :
تقول :هي زوجَتُه وزَوجُهُ ومَرَتُه » ( ه ) .
ومما تقدم فيصح لك أن تقول ( :هذه زوجي وزوجتي وامرأتي ومرتي ) .
يُخطئ اليازجي ،وإبراهيم المنذر ،ومحمد النجار ،والزعبلاوي ،وزهدي جارالله ،والعدناني
وغيرهم ،هذا الأسلوب ،وصوابه عندهم أن يقال ( :ما زال عقد الزوجية قائمًا ) ،بحجة أن
( ) 1أخرجه مسلم في الصحيح ،كتاب السلام ،باب بيان أنه يستحب لمن رؤي خاليـا بامرأة ،وكانــت
زوجته أو محرمًا له أن يقول :هذه فلانة ،رقم الحديث . ) ١٠٣٩ / ٢ ( ٢١٧٤ :
( ) ٢شرح صحيح مسلم ( . ) ١٥٧/١٤
( ) ۳الزاهر في معاني كلام الناس ،لابن القاسم الأنباري ( . ) ٦٧/٢
( ) ٤تاج العروس ( . )٢١/٦
( ) 5مسند عمر بن الخطاب من تهذيب الآثار ( . ) ٤٣١/١
( ) ٦ينظر لغة الجرائد ص ، ٥٨وإصلاح الفاسد من لغة الجرائد ،لمحمد سليم الجندي ص ، ١٦وص ، ١١٣
ومعجم أخطاء الكتاب ص ، ٢٥٩والكتابة الصحيحة ص ، ١٤١ومعجم الأخطاء الشائعة ص ، ١١٤ومعجم
الخطأ والصواب في اللغة ص ، ١٥٧ونحو إتقان الكتابة العلمية باللغة العربية ص ، ٢٩والأخطاء اللغوية
الشائعة في الأوساط الثقافية ص ، ٢٩٤ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ) ٢١٩/١و( . ) 229/40
٧٢
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
لحون المتخاصمين
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
( لا ) النافية لا تدخل على الفعل الماضي إلا إذا كررت ،أوأُريد بها الدعاء ،يقول الزعبلاوي :
« ويقول الكتاب حينًا ( :لا زال فلان يقاتل ) ،وهو خطأً ،صوابه ( :ما زال فلان يقاتل ) ؛ لأن
[ القيامة ، ] ٣١ :فإذا ( لا ) النافية إذا دخلت على الماضي كررت كقوله تعالى ﴿ :فَلَاصَدَّقَ وَلَا صَلَّى
لم تُكرر كان معناها الدعاء أو الرجاء ،كقولك ( :لا زالت دياركم عامرةً ) » ) .
والقاعدة :أن ( لا ) إذا دخلت على الفعل الماضي ،قلت ( :ما زال ) و ( ما زالا ) و( ما
زالوا ) ،ويستثنى منه ما يكون لقصد الدعاء والتمني ،كما في المثال الذي ذكره الزعبلاوي ،
أما إذا دَخَلَتْ ( لا ) على الفعل المضارع ،فتقول ( :لا يزال ) و ( لا يزالان ) و ( لا يزالون ) ،ومنه
قوله تعالى﴿ :وَلَا نَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَابِنَةٍ مِنْهُمْ﴾ [ المائدة ، ] ۱۳ :ولا تقل ( :ما يزال ) ونحوه ،
ولذلك تجد المدعي العام في دعاوى الحق العام ،يقول ( :ولا يزال الحق الخاص قائما )
ومذهب آخر يرى صحة دخول ( لا ) على الفعل الماضي ،ويكون بمعنى ( لم ) ،
قال ابن فارس ( « :لا ) حرف نَسَقٍ ،ينفي الفعل المستقبل ،نحو ( لا يخرج زيد ) وينهى
به ،تقول ( :لا تفعل ) ،وتكون بمعنى ( لَمْ ) إذا دَخَلَتْ على ماض كقوله جل ثناؤه :
[ القيامة ، ] ٣١ :أي :لم يُصدِّق ،ولم يُصلّ ،وقال الشاعر: فَلَاصَدَّقَ وَلَاصَلَّى
وأسيافُنَا يَقْطُرْن مِنْ كَبْشِهِ دما ()٢ وأي خــمــيــس لا أفَأْنا نِهَابَهُ
قال محمد سليم الجندي « :ففي هذه النصوص دلالة واضحة على أن ( لا ) ،تجيء
مع الماضي بمعنى ( لَمْ ) ،وعلى أن الماضي لا يجب أن يصيرإنشاء بعدها دائمًا ،كما
ملجقا
ا
اللحن
والحاصل مما تقدم أن الأكثراستعمالًا قولك ( :ما زال عقد الزوجية قائمًا ) ،وقول
لء
س ضا
المدعي العام ( :ولا يزال الحق الخاص قائمًا ) ولو قلت ( :لا زال عقد الزوجية قائمًا ) و( ما
۷۳
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث الثاني
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
)(1
و (طلقني وأنا حائض) ،و (أنا طالق منه ) ،وأنا بائن منه ) .
منع أكثر النحويين تأنيث ما جاء على صيغة ( فاعِل ) بالتاء مما يختص بوصف
المؤنث ،كحامل وطالق وحائض ،كالفراء ( ، ) ٢وابن السكيت ( ،)۳والمبرد ( ، )٤وغيرهم .
فأما قولك ( :امرأة حامل ،فتحذف التاء إذا أمكن الاستغناء عنها ؛ لأن المرأة اختصت
بهذا الوصف من دون الرجل ،فإذا حَمَلَتِ المرأةُ شيئًا على ظهرها ،أو على رأسها ،فتقول :
( حاملة ) وهذا تعليل أهل الكوفة ) ،وإليه أميل ،وكذلك يقال في ( المرضع ) و( المرضعة ) ،
يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُكُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا فإذا أريد الفعل قيل ( :مرضعة ) مثل قوله تعالى :
ومثلهما قولك ( :حائض ) فهي من الصفات الخاصة بالأنثى ،فلا تلحقهـا تـاء
التأنيث ،ويجوز إلحاق التاء بها في حال تلبسها بالحيض ،قال الفيومي « :والمرأة
( حائض ) ؛ لأنه وصف خاص ،وجاء ( حائضة ) أيضًا بناءً لـه علـى حـاضــت » (. ) ٦
أما قولهم للمرأة ،هي ( طالق ) فهو المعنى المتبادر للأذهان ،وهل تلحقها التاء ؟ أبو
البركات الأنباري يُخطئ من يقول لزوجه ( :أنت طالقة ) ؛ لأنه وصف خاص بالأنثى (،)٧
( ) 1ينظر ما تلحن فيه العامة ص ، ١٢٥والتنبيه على غلط الجاهل والنبيه ص ، ٣٩ومعجم الأخطاء
الشائعة ص ، ١٠٤ومعجم الأغلاط اللغوية المعاصرة ص ١٦٩و ، ٤١٢ومعجم الصواب اللغوي ص ۳۰۷
و ٣٠٩و ، ٦٨٤ومن سعة العربية ص ، ۱۱۸ولحن القول ص . ٥٨
( ) ٢ينظر :المذكر والمؤنث ،للفراء ص . ١٠٤
( ) ۳ينظر :إصلاح المنطق ( . ) ٣٤١/٢
( ) ٤ينظر :المذكر والمؤنث ،للمبرد ص . ١٠١
( ) ٥الصحاح ( ، ) ١٦٧٧/٤والإنصاف في مسائل الخلاف بين النحويين البصريين والكوفيين ( ، ) ٧٥٨/٢وشرح
المفصل ،لابن يعيش ( ، ) ١٠٠/٥والمساعد على تسهيل الفوائد ( ، ) ٢٩٩/٣وتاج العروس ( . ) ٣٤٤/٢٨
( ) ٦المصباح المنيرص . ٦١
( ) ۷الإنصاف في مسائل الخلاف بين النحويين البصريين والكوفيين ( . ) ٧٥٨/٢
٧٤
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
لحون المتخاصمين
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
كذاك أمور الناس غادٍ وطارقه ()۱ يا جارتي بيني فإنك طالقَة
ويرى بعض اللغويين ،ومنهم الأخفش وابن فارس :أن التاء إذا أُلحقت ،فالمراد أن
ضم المثال غلطين سيَّارين في الضبوط القضائية ،ولا تكاد مدونة قضائية تخلو من أحدهما :
فالفعل ( ألْزَمَ ) يتعدى إلى مفعوليه ،ولا يجوز إدخال الباء على مفعوله الثاني ،
والصحيح تجريده من ( الباء ) ،فتقول ( :أطلب إلزام المدعى عليه أن يدفع ) ...ويكثر
في منطوق الحكم قول بعض القضاة ( :فقد ألزمت المدعى عليه بأن يرد ) ،والصحيح
والخطأ الآخرفي هذه العبارة استعمال ( المتبقي ) بمعنى ( الباقي ) ،فقد يُظَنُّ أن الفعل
( تبقّى ) بمعنى ( بَقِيَ ) ،وهذا وهم ؛ جاء في أساس البلاغة « :وتبقاه بمعنى استبقاه » (، ) ٤
ملجقا
ا
اللحن
ومما أنكره جواد على رؤوف جمال الدين استعماله ( تبقى ) بمعنى ( بقي ) في قوله :
لء
س ضا
Vo
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث الثاني
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
« وما تبقّى من اللغويين فهم ناقلون لما سمعوه » ( ) ۱؛ ولهذا قل ( :أطلب إلزام المدعى
قولك :أن يردّ لي القرض ) فيه نظر ،وتصحيحه أن يقال ( :بدل القرض) ؛ لأن المقترض
لا يرد للمقرض عين القرض ،وإنما يردُّ له بَدَله ،قال الموفق ابن قدامة « :وللمقرضِالمطالبة
ببدله في الحال » ) ،وقال البهوتي « :ملكتُك هذا على أن تردَّ لي بدله ،أو خذ هذا انتفع به ،
ورُدَّ لي بدله » ( ، )۳وأنت خبير بأن أصحابنا الحنابلة لا يجيزون للمقرض الرجوعفي عين ماله
الذي أقرضه للمقترض ؛ لأنه خرج من ملكه ،فليس له إلا المطالبة برَد بَدَلِه ،وإذا عُلم هذا
فالأحسن قولك ( :أطلب إلزام المدعى عليه أن يرد لي بدل القرض البالغ كذا وكذا ) .
w
)(٤
والصحيح أنه عارية من مُوَزّتِنا ٥٤
( العارية ) بتشديد الياء أو تخفيفها ،والتشديد أعلى ،كذا قال ابن بالي ( ، )٥وخَطَّاً
عبد القادر المغربي في ( عثرات اللسان ) تخفيف الياء في ( العارية ) فقال « :والناس
يخففونها خطأً ،فيقولون عارية على وزن سارية وخالية وجارية ،نعم قد يجوز تخفيف
) (vرجع عن القول بالمنع إلى القول بجواز الوجهينفي مقال له في مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( . ) ٢٣٦/٢٥
( ) ٨ص . ٤٤٦
٧٦
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
لحون المتخاصمين
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
والفعل منه ( أعار) ويتعدى بنفسه إلى مفعوليه ،فتقول ( :أعرت المدعى عليه كتابًا
فضيعه ) ،ويجوز دخول حرف ( اللام ) على مفعوله الأول ،فتقول ( :أعَرْتُ للمدعي كتابًا ) .
)(1
وقد مضى على بيعة السيارة سنتان ٥٥
من معاني ( البيعة ) بفتح الباء :التولية ،ومبايعة الملك على السمع والطاعة
ويرى عبد القادر المغربي ،ونسيم نصر :أنه لا يصح إتيانها بمعنى البيع ،والظن أنه خفي
عليهما أن لفظة ( البيعة ) صحيحةً صريحةً بمعنى البيع ،ففي الحديث « :نهى النبي
عن بيعتين في بَيعة » ( ، )٢وفي ( الأساس ) « :وهذه بَيعَةٌ مُربحة » ( ، )۳وأما ( بيعة ) المكسور
فالبيعة ،والمُبايعة ،والتَّبايع ،كلها تأتي بمعنى البيع ،فاستعمل أيها شئت ،ولا حرج .
في ( العربون ) سبع لغات ( :عَرَبُون ) و ( عُرْبان ) و ( عُرْبُون ) و ( أَرَبُون ) و ( أُرْبان ) و (أَرْبون )
و( ربون ) ،ذكره اللخمي في ( المدخل ) (ه ) ،وأكثر اللغات جريانًا على الألسنة ،قولهم :
( عُرْبون ) ،أما ( عَرْبون ) بفتح العين ،وإسكان الراء فلحن عندهم ،وكذلك غلطوا من يقدم
الراء على العين ،فيقول ( :رغبون ) ،وأهل الشام يستعملونه ،ولعله من القلب المكاني .
ملجقا
ا
اللحن
( ) ٢أخرجه الترمذي في السنن ،كتاب البيوع ،باب ما جاء في النهي من بيعتين في بيعة ،رقم الحديث ، ١٢٣١ :
لءضا
).(014/5
س
VV
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث الثاني
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
ويجمع ( عُرْبون ) على ( عَرَابين ) ،وهو أعجمي مُعَرَّب ،ومعناه :دفع بعض ثمن
أو أجرة ،ويقول ::إن أخذتُه أوجئتُ بالباقي ،وإلا فهو لك ( ، )۱وهو صحيح عند أصحابنا
في ( التاج ) ( « :و) العِمْلَةُ ( :أجرُ العَمَل ،كالعُمْلَة بالضم ) ( .العمالة مثلثة ) ،والكسر
عن اللحياني ،وقال الأزهري :العُمَالَةُ بالضم :رزقُ العامل الذي جُعِل له على ما قُلَّدَ من
العَمَل » ( ، )۳وتُخَلُصُ مما ذكره الزَّبيدي أنه يصح لك استعمال أربعة أوجه تحمل معنى
العين ،أو ضمها ،أو كسرها ،ولكن هل يجوز وصف أجر العامل أو السمسارب ( العُمولة )
أعطاه عُمُولةً قدْرُها عشرة في المئة ) ،وهي من اصطلاح قال داغر « :ويقولون :
التجار ،فيطلقون العُمولة على الأجرة ،أوعلى ما يُعبَّرعنه عامتهم بالكومسيون ،وهو ما
يُؤخذ عادةً على بيع بضاعة أو على شرائها ،والصواب أن يقال ( :عملة ) بضم العين أو
كسرها ،أو عمالة مثلثة ،أي :أجرة العامل ،كالخفارة أجرة الخفير » ( ،) ٤ومن منع استعمال
( العُمولة ) ؛ احتج بأنها لم تسمع عن العرب ،وخلت منها المعجمات ،مع ذكرها لألفاظ
أخرى تقوم مقام ( العُمولة ) ،غير أن المجمع القاهري :أجاز استعمال عددٍ من الكلمات
۷۸
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
لحون المتخاصمين
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
المصدرية على وزن ( فُعُولة ) من كل فعل ثلاثي بتحويله إلى باب ( فَعُلَ ) بضم العين ،
إذا احتمل دلالة الثبوت والاستمرار أو المدح والذم أو التعجب ،ومن هذه الكلمات
)(۲
وموكلي أحد السَّمَاسِرة في هذه المبايعة -٥٨
وردت مفردة ( السَّمْسَرَة )في النظام التجاري الصادر سنة ١٣٥٠هـ ( ،)٣وفيه « :كل
ما يتعلق بسندات الحوالة بأنواعها أو بالصرافة والدلالة ( السَّمْسَرَة ) » ،وكذلك في أحد
المحاضر الخاصة بدراسة أنواع القضايا التجارية ،وفيه :إذا كان المدعي هو السمسار
-ولم يمتهن السَّمْسَرَة -والمدعى عليه تاجرا ، ) ...وهي عربية ،ويظن بعضهم أنها
عاميّةً مُحْدَثة ،قال الأستاذ أحمد عبد الغفور عطار « كلمة ( السَّمْسِار) عربية ،وظنَّ
أبو منصور الجواليقي صاحب كتاب ( المُعَرَّب ) ( ) ٤أنها من المُعَرَّب ،ولكن لا دليل عنده ،
كما يقول صديقنا العلامة الشيخ أحمد محمد شاكر ،الذي تولى نشركتاب الجواليقي
ودليل عروبتها :أنه جاء في الحديث عن قيس بن أبي غَرَزَة « :كنا نُسَمَّى السَّمَاسِرَة ،
( : )٦
فسمانا النبي له بأحسن منه ،فقال :يا معشر التجار» (ه) ،وقال أبــو نـصــر
( ) ٢ينظر :شفاء الغليل ( ، ) ١٦/٣ومعجم الأغلاط اللغوية المعاصرة ص ، ٣٢١ومعجم الصواب اللغوي ص ، ٤٥٠
في
اللحن
مجا
القضاء
ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ، ) ١٩٩/٥٠ومجلة المنهل ،عدد ربيع الأول سنة ١٣٦٩هـ ،ص . ٢٤٠
لس
( ) ٥أخرجه أبو داودفي السنن ،كتاب البيوع ،باب في التجارة يخالطها الحلف واللغو ،رقم الحديث ، ٣٣١٩
( ، ) ١١١/٤والترمذي في السنن ،كتاب البيوع ،باب ما جاء في التجار ،وتسمية النبي لهإياهم ،رقم
الحديث . ) ٤٩٧/٢ ( ، ١٢٠٨ :
۷۹
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث الثاني
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
والسِّمْسَارفي اللغة :القيم بالأمر الحافظ له ،وفي البيع :اسم من يَدْخُلُ بين البائع
ومما تقدم ؛ فاستعمال ( السَّمْسَرَة ) و ( السَّمْسَار كما هو شائع اليوم صحيح صريح (. )۳
في ( كشاف القناع) « :وإن كانت العَطِيَّةُ لغير العاقدين ،بسبب العقد ،كأجرة
الدَّلال ونحوها » ( ) ،والدَّلال هو السّمْسَار ،ولا فرق ،وغلَّط المغربي من يستعمل ( الدَّلالة )
بفتح الدال ،على أجرة العامل ،والصحيح عنده الضم ،وهو مُعَارِضُ بما ورد في معجمات
العربية ،ففي ( التاج ) « :وقال ابن دريد :الدَّلالة ،بالفتح :حِرْفة الدَّلال ،ودليل بين
الدلالة ،بالكسر لا غير ( .و) الدَّلالة ( بالكسر :ما جعلته له ) :أي :للدلال ( .و) أيضًا
وخلاصة ما تقدم أنك إذا أردت المهنة ،فالأفصح أن تقول ( :الدلالة ) بكسر الدال ،
( ) 1ينظر غريب الحديث ،لأبي سليمان الخطابي ( ، ) ۲۸۱/۲والفائق في غريب الحديث ،للزمخشري ( . ) ١٩٧/٢
( ) ٢مجلة المنهل ص . ٢٤٠
( ) ۳كتب الدكتور عدنان الخطيب نائب رئيس مجمع اللغة في دمشق آنذاك تحقيقا في ست ورقـات عـن
عربية ( السمسرة والسمسار) بناءً على طلب وزير التموين والتجارة الداخلية السوري سنة ١٩٧٤م ،
وهو بحث قيم تجده في مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( . ) ١٩٩/٥٠
( ) ٤ينظر :عثرات اللسان ص ، ٤٤ومعجم الأغلاط اللغوية المعاصرة ص . ٢٢٦
) . ( ٤٩٨/١١ ) ( ٥
) . ( ٤٩٨/٢٨ ) ( ٦
A.
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
لحون المتخاصمين
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
قال ابن فارس « :الزاء والباء والنون أصل واحد يدل على الدفع » ( ،) ٢و ( الزبون )
عربيةٌ قُجَّة ،مأخوذة من زبنتُ الشيءَ زبنا ،إذا دفعته ،قال الفيومي « :وقـيـل للمشتري :
زبون ؛ لأنه يدفع غيره عن أخذ المبيع ،وهي كلمة مُوَلَّدة ،ليست من كلام أهل البادية » (، )۳
وقال القاضي عياض في معنى المزابنة في البيوع « :فكأنَّ كلَّ واحدٍ من المتبايعين يزُبُنُ
صاحبَهُ عن حقّهِ بما يزداد منه ،أوإذا وقف أحدهما على ما يكره تدافعا ،فحرص على
فسخ البيع ،وحرص الآخرُ على إمضائه » ( ، )4ومن هذا المعنى يقع بين المشتري والبائع
مدافعة معنوية ،وقد تكون حسيةً ،فيصح إطلاق وصف ( الزبون ) على المشتري .
ومن الخطأ الشائع جمع ( زَبُون ) على ( زَبائن ) ،و ( زُبَنـاء ) ،والصحيح جمعـه علـى
( زُبُن ) ؛؛ لأن جمع التكسير ( فعل ) يُصاغ لكل اسم رباعي ،صحيح اللام ،قبل لامـه مـدَّةٌ ،
سواء أكانت ألفا أم واوًا أم ياءً ،غيرأن المَدَّة ،إن كانت ألفا أو واوا وجب أن يكون الاسم
وخلاصة ما تقدم ،أنه لا يصح قياسًا جمع ( زَبون ) على ( زَبائن ) ،بل القياس أن
( ) 1ينظر :المزهر في علوم اللغة وأنواعها ( ، ) ۳۰۸/۱وشفاء الغليل ( ، ) ٥١٣/٢وتذكرة الكاتب ص ، ١٠٩
ومعجم أخطاء الكتاب ص ، ٢٤٨ومعجم الأغلاط اللغوية المعاصرة ص ، ٢٨١ومعجم الصواب
اللغوي ص ، ٤١٩ولحن القول ص . ٢٦٦
( ) ٢مقاييس اللغة ( . )٤٦/٣
( سَامَ ) من حروف الأضداد ،قال ابن الأنباري « :سُمْتُهُ بعيري سومًا ،إذا عرضته
عليه ليشتريه ،وسمتُهُ بعيري سَومًا ،إذا أردت اشتراءَهُ منه ،وكذلك استمته البعير
استيامًا » ( ، )١وفي ( الأساس) « :سام البائع السلعة إذا عرضها للبيع ،وذكر ثمنها ،وما
أغلى سَوْمته وسيمته ،وسامها المشتري واسْتَامها ،وبعته من أول سائم سامني ،وساومها
وتَسَاوماها :وهي المقاولة في المبايعة » ) ،وقد ذكرتُ ذلك ؛ دفعًا لتوهم أن السوم يكون
أما ( السِّلْعَة ) فليس فيها إلا وجه واحد لا ثاني له ،وهو كسر السين وإسكان العين ،
وجمعُها ( سِلَع ) و( سِلِعَات ) ،وخَطَّأَ الزُبيديُّ ( )۳في ( لحن العوام ) فتح السين في ( سلعة ) ) .
(ه )
-٦٢أجرت المدعى عليه منزلاً عبارة عن ...
الكلام الذي يُبيّن به ما في النفس من معان ( ،) 1فيقال :هذا معنى ( عبارةٌ عن
الكلام عبارةٌ عن كذا ،وتُستعمل في تفسير بعض الكلام ،وتعريف بعض الاصطلاحات
اللفظية ،واستعملها الفقهاء كثيرًا ،قال المرداوي « :قدم ابن مُنجى في ( شرحه ) أنها في
الشرع عبارة عن استعمال الماء الطهور » ( ) ،وقال ابن جني « :ويؤكد ذلك :أن لفظ
( ) 1الأضداد ص . ٤٠٥
) . ( ٤٨٥/١ ) ( ٢
( ) ۳هو من قبيلة زُبيد ،وهو غير مرتضى الزَّبيدي صاحب ( تاج العروس ) من بلدة ( زبيد ) في اليمن .
( ) ٤لحن العوام ،للزبيدي ص . ۹۹
( ) ٥ينظر لغة الجرائد ص ، ١١٤والسيد رشيد رضا أو إخاء أربعين سنة ،للأميرشكيب أرسلان ص ، ٣٩٦
أخطاء الكتاب ص ، ۳۷۹ومقالات الطناحي ( ، ) ٢٠٤/١ونحو إتقان الكتابة العلمية باللغـة
العربية ص ، ۱۰۳ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( . )٢٧٦/١٥
( ) ٦ينظر :المعجم الوسيط ص . ٥٨٠
( ) ۷حاشية الإنصاف مع المقنع والشرح الكبير ( . ) ٣١/١
٨٢
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
لحون المتخاصمين
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
الجبال قد وضع عبارة عما لا تدركه المعاينة » ( ، )١وقال الكَفَوي « :والتغاير اعتباري ،
فإقحام ( عبارة عن ) في قولك ( :اجرت المدعى عليه منزلًا عبارة عن دورين وأربع
غرف ) ...في غير محله ،ويفسد معنى الجملة ،والصحيح :أن يحل محلها قولك ( :يتألف
من ) أو ( يتكون من ) ،وإنما قولنا ( عبارة عن ( يكون في محل ( التعبير والبيان ) .
فلذلك قولك :أجرت المدعى عليه منزلًا عبارة عن كذا وكذا ) ؛ تعبيرركيك ،وأجود
منه قولك ( :آجرت المدعى عليه منزلًا من كذا وكذا ،أو أجرت المدعى عليه منزلًا
يتألف من كذا وكذا ، ) ...وغيرهما من الألفاظ التي تستقيم بها الجملة .
الصواب عند بعض المتأدبين حذف لفظ ( كائن ) ؛ لعدم الحاجة إليه ،قال المغربي :
« التصريح بكلمتي ( كائن ) و ( كائنة ) اللتين تتعلق بهما (في ) الظرفية ،غلط فاش جدًّا ،
اشتريت من المدعى عليه منزلًا في حي كذا ) بحذف ( كائن ) لعدم والأولى قولك :
( ) ۱الخاطريات ص . ٥٨
( ) ٢الكليات ص . ٦١٣
( ) ۳ينظر :تذكرة الكاتب ص ، ٤٤ومعجم الأخطاء الشائعة ص ، ٢٢٤ونحو وعي لغوي ص ، ٢٠٥ومجلة
مجمع اللغة العربية بدمشق ( . )٢٤٦/١
( ) ٤مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( . )٢٤٦/١
۸۳
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث الثاني
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
من الأخطاء الشائعة قولهم ( :استلمت راتبي ) أو ( استلمت الصكَّ ) بمعنى :
قبضْتُ وأخذتُ ،فيستعملون هذا الفعل ومشتقاته ،بمعنى الأخذ والتناول على
خلاف المعنى الموضوع له ،وهو اللمس بالتقبيل أو باليد أو المسح بالكف ،وفي حديث
ابن عمر رَضلَلهعنه قال « :استقبل رسول الله اللهالحجر فاستلمه ،ثم وضع شفتيه عليه
استلم ) وما يتفرع منها يبكي طويلًا ، )٢( » ...فالاستلام هنا بمعنى التقبيل ،فمادة
كـ ( استلام ) و( مستلم ) ،إنما وُضعت في قاموس اللغة العربية ؛ لتدل على معنى التقبيل
وبعضهم :ذكر تخريجًا على صحة مجيء استلم ،بمعنى :القبض والتناول ،فأجاب
الكرملي قائلًا « :إننا لا ننكر أن للاستلام بمعنى التَسَلّم ،وجهًا في العربية ،يجيزلنا هذا
التعبير ،سواءً من باب ورود ( افتعل ) ،بمعنى ( :تفعّل ) أو بالعكس ،وسواء من معنى
التسلم الذي لا يخلو من استلام اليد للشيء ،على أن هذا كله من باب التوجيه والتخريج
الذي لا يخلو من تكلف وتمحل ،والكلام هنا ليس من هذا القبيل ؛ لأنك إذا سِرْتَ في
طريق التأويل ،لم يبق هناك غلط لا في اللحن ،بل ولا في لغة العوام » (. )۳
ويرى مصطفى جواد :أن ابن بدرون في شرحه لقصيدة ابن عبدون ،في ذكر بعض
الملوك هو أول من أشاع هذا الغلط في العالمين ،بقوله « :فلما استلم زمام السلطة » (. )٤
لم أستلم من المدعى عليه الباقي من ومما تقدم لا يصح قول المدعية في دعواها :
) ،وإنما الصحيح قولها ( :لم أتسلم ) ،وكذلك لا يصح أن تقول ( :اسْتَلَمْتُ الصَّكَ )
المهر
( ) 1ينظر :تذكرة الكاتب ص ، ٣٠وقل ولا تقل ( ، ) ٦٦/٢ومعجم أخطاء الكتاب ص ، ٢٨٣ومعجم الأخطاء الشائعة
ص ، ١٢٠وكبوات اليراع ص ، ۱۷۱والأخطاء اللغوية الشائعة على ألسنة الكتاب والأدباء والإذاعيين ص ، ٢٧
وأزاهيرالفصحى ص ، ۸۱ومجلة لغة العرب ( ، ) ۹۹/۳ومجلة المنهل ،عدد ذي الحجة سنة ، ١٣٥٥ص . ٢٨
( ) ٢أخرجه ابن ماجة في السنن ،كتاب الحج ،باب استلام الحجر ،رقم الحديث . ) ٤٣٣/٤ ( ٢٩٤٥ :
( ) ۳مجلة لغة العرب ( . ) ٩٩/٣
( ) ٤قل ولا تقل ( . ) ٦٦/٢
٨٤
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
لحون المتخاصمين
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
والصحيح قولك ( :تَسَلَّمْتُ الصَّكَ ) ،ولا يصح قولك أيضًا ( :مُسْتَلِمُ ) الرسالة فلان بن
)(٢
وأختم بما ختم به محرر مجلة المنهل ( )۲في إصلاحه اللغوي بقوله « :فمعنى تَسلَمَ
لغة :قَبَضَ ،وإذا عرف القراء هذه الحقيقة ،فإنهم مطالبون بالتطبيق ،فيقولون ويكتبون :
تسلمت كتابك وتسلمت الشيء ،وأتسلمه وأنا متسلم له ،فإن فائدة العلم العمل » (. ) ۳
تجد هذا الأسلوب شائعًا في القضايا التي تقيمها المدارس الخاصة لتحصيل أجرة
التعليم في المدرسة ،وقد عاب هذا الأسلوب وأنكره أكثر النقاد في عصرنا ،منهم :اليازجي ،
( ) ۱من لطيف ما يذكر أن محمود أبورية كتب إلى أستاذه الرافعي عن خطأ استعمال لفظة ( المستلم ) التي جاءت
في إيصال اشتراكات كتاب المساكين للرافعي ،فأجاب الرافعي بقوله « :أما لفظة المستلم ) فقد وقعت خطأ ،
وقد طلب أحدهم إلى أبي عبيدة أن يكتب له كتابًا يستشفع به إلى رجل من الأمراء فأملى أبو عبيدة على كاتب
وقال له :اكتب ،والحن ،فإن اللحن مجدود ،أي محظوظ صاحبه » رسائل الرافعي ص . ٢١
( ) ٢مجلة المنهل دينية ثقافية اجتماعية أدبية ،وفي عدد جمادى الأولى سنة ١٣٦٧هـ كتب فضيلة إمام
الحرم وخطيبه الشيخ عبد الظاهر أبو السمح ،مقالًا في أغلاط يقع فيها الكتاب والمذيعون ،ثم
عقب برسالة بعثها إلى صاحب المجلة الشيخ عبد القدوس الأنصاري ،بقوله « :لقد كنا نرى لك
تعليقات مفيدة حول إصلاح الأغلاط التي يقع فيها كثير من الكتاب ،وهذا قبل تحريرك للمنهل
أما اليوم بعد تحريرها ،فما نرى لك شيئًا مع تجدد الأغلاط وكثرتها ،فهل لك أن تزين المنهل
بفصل لهذا الأمر المهم ؟ » فأجابه الشيخ عبد القدوس بقوله « :استجابة لرغبة فضيلة الأستاذ
الشيخ عبد الظاهر أبي السمح ،إمام المسجد الحرام وخطيبه ومدير دار الحديث العامرة ...سنعيد
في
ملجقا
ا
اللحن
الكرة على هذه الموضوعات بقدر الإمكان إن شاء الله » ،ثم أنشأ الشيخ عبد القدوس جملةً من
ضا
٨٥
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث الثاني
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
ومصطفى جواد ،والزعبلاوي ؛ وبيان ذلك :أن ( تخرج ) بمعنى تعلّم وتدرب وتأدب ،
فتقول ( :خرّجتُ فلانًا على علم الحديث ) أي :دربته ،وعلمته ،وتقول ( :تخرج فلان في
فن أصول الفقه ) أي :تعلَّم هذا الفنَّ وتدرب فيه ،فإذا عُدي الفعل ( تخرج ) بـ ( في ) ،كان
معناه :مَهَرَفي صنعة أو فن أوأدب ،وأما تعدية الفعل ( تخرّج ) بحرف الجر ( من ) في قولك
تخرج فلان من الكلية ) فمعناه :الخروج من الكلية مرةً أو مرتين في اليوم ،وليس هذا
أنهى فلان دراسته في الجامعة ) أو ( تخرج فلان المعنى المقصود ؛ ولذلك يصححون قولك:
في الجامعة ) أي :فاز بالشهادة الجامعية ،أو ( تخرج في المعهد خمسون طالبًا ) ولا يصح
قال في ( التاج ) « :خَرَجَ فلان في العلم والصناعة خُرُوجًا نبغ ،و( خرجه في الأدب )
)(۲
قال ابن الأعرابي :معنى خَرَّجها :أدبها كما يُخَرِّج المعلم تلميذه » (. ) ٢
ویریى جمع من المعاصرين :صحة استعمال قولهم ( :تخرّج من الجامعة ) وأنَّ المعنى :
أنهى دراسته الجامعية ،وأما قولهم ( :تخرّج في المدرسة ) فالمعنى :تعلم فيها وتدرب
وعلى هذا جاء رأي مجمع اللغة العربية السوري ،فأما التعديةُ بالحرف ( من ) فمعناه :
أتم التعليم في مكان التعلم ،وبالحرف (في ) لإتقان العلم والفن والصنعة .
استعماله أبو تراب الظاهري ،بقوله « :وعلى هذا يصح عندي ( :فلان خريج متخرج من
الكلية الفلانية ) لكن يقال :هو خريج منها في العلم الفلاني ،والفن الفلاني ؛ لأنه يخرج منها
على كل حاملًا علمًا ،فتخرّجه إنما هو في ذلك العلم والخروج يتصل به ( من ) و ( عن ) (. )۳
٨٦
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
لحون المتخاصمين
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
قلت :حاصل ما تقدم ،أنك إذا أردت أن فلانًا تدَرَّبَ ومَهَرَ في علم معين ،فلا يجوز لك
إلا أن تعدي الفعل ( تخرج ) بحرف الجر (في ) فتقول ( :تخرَّج في علم الطب أو الأدب ونحوهما ) .
وإذا عنيت إتمام الدراسة وإنهاءها ،فالأكثرون يمنعون تعدية الفعل ( تخرج ) بحرف
الجر ( من ) ،وصوابه أن تقول ( :تخرج فلان في الجامعة ) ،وآخرون يرون جواز الوجهين ،
تخرج فلان في الشريعة من الجامعة الفلانية ) أو ( تخرج فلان في الجامعة فتقول :
إذا قلت ( :خَرَجْتُ عليه ) فالمعنى :الخروج على الشيء ،وإذا قلت ( :خرج فلان على
الجماعة ) أي :ثار عليهم ،وأبى الانخراط في سلكهم ،وألقى ربقة الطاعة ،ومن ذلك اسم
الخوارج ،وهم الذين خرجوا على الصحابي علي بن أبي طالب رضللهعنه ،وهذا هو المعـروف
أما إذا قلت :خرج عن الشيء ) أي :حاد عنه ،وعَدَل عنه ،ومن ذلك قولهم ( :خرج
فلان عن النظام ) أي :حاد عنه ،ولم يَلْزَمه ،ومن شواهد استعمال ( خرج عنه ) بمعنى
حاد عنه ،ما جاء في كتاب ( العين ) ( ... « : )٢فكان مدار كلام العرب وألفاظهم ،فلا
يخرج منها عنه شيء » ( ، ) ۳وقول أبي القاسم الزجاجي « :وكل اسم رأيته غير معرب ،فهو
خارج عن أصله » ( ، )٤وهو رأي مصطفى جواد ،وتابعه على ذلك تلميذه البصام ،وأبو
في
ملجقا
ا
اللحن
ضا
( ) 1ينظر :قل ولا تقل ( ، ) ٦٠/١ومعجم أخطاء الكتاب ، ١٥٧ومعجم الأخطاء الشائعة ص ،۷۷وكبوات
لء
س
۸۷
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث الثاني
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
تراب الظاهري ،وخالف الزعبلاوي جوادًا ،وقال :بأنه إذا كان معنى ( الخروج عن الأمر)
الخروج على الجماعة ) ترك طاعتهم ،ومجاهدتهم بالثورة ترك الطاعة ،فإن معنى
خرج فلان على النظام ) ،فإن والعصيان ،ففي كل منهما ترك وعزوف ،فإنك إذا قلت :
معناه :ليس اطراح النظام ،وعدم العمل به ،وإنما معناه أنه ثار على النظام ،وعصى
أمره ،وفي ( شرح الحماسة ) للمرزوقي « :فتفضي بنا الحالُ إلى أحد شيئين ،إما مشاقتك
ومجاهدتك وركوب كلَّ صعب وذَلُول في الخروج عنك وعليك » (. )۱
وبعد أن ساق صبحي البصام شواهد تؤيد ما ذهب إليه أستاذه جواد ..قرر قاعدةً
مفادها أن قولك ( :خرج على ) للمخالفة ،يدل على ثورة باستعمال سلاح ،وقولك :
خرج فلان على النظام ) أو ( خرج وعلى القول بالتفريق ،لا يصح لك أن تقول :
فلان على الخطة المرسومة له ) ،وإنما تقول ( :خرج فلان عن النظام ) و( خرج فلان عن
التحق المدعى عليه بالمدرسة المدعية في العام الدراسي ١٤٤٢ / ١٤٤١هـ ) ،بمعنى الدعوى :
اللحاق ،أي :الإدراك ،ولم يذكر هذا الفعل في معجمات العربية -فيما اطلعت عليه -لكنه
مسموع عن العرب ،قال يزيد بن معاوية « :وأهله أهلوك التحقوا بـك » ( ، ) ۳وفي شعر عنترة :
يُسابق الطير حتى ليس يُلتحقُ ()٤ ولي جواد لدى الهيجاء ذو شَغَـب
( ) ١ص . ٦٦٨
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
لحون المتخاصمين
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
ويتضح مما سبق :صحة الاستعمال ،وهو صحيح ،فصيح ،وعدم ورود اللفظ في
)(1
-٦٨-احتاج المدعى عليه مالاً ،فأقرضته
في ( الأساس ) « :هذه حاجتي ،أي :ما أحتاج إليه وأطلبه ...ولا أحوجني الله إلى
فلان » ( ، ) ٢وقد اعتادت الألسنة على أن يُعدى ما صِيغَ من الحاجة بالحرف ،فيقال :
احتاج فلان إلى كتاب ) و (في حاجة إلى كتاب ،غيرأن كثيرًا من البلغاء عدوا الفعل
بنفسه ،قال الشريف الرضي
ولا عرف طيب غيرتلكَ الخَلائِقِ ) وما احتاج بردًا غير بُردِ عَفَافِهِ
الراغبين ) حيث قال :وكانت أسماء بنت أبي بكر ،تأتيهما ليلًا بما يحتاجانه من الطعام
والشراب ،والظاهر أنه على الحذف والإيصال ،فإن أهل اللغة لم يذكروه متعديا » ( )٤
احتاج ) يتعدى بنفسه على التضمين ،فكأنك وذهب الزعبلاوي ،إلى أن الفعل
تُضَمِّنُ الفعل معنى ( تطلبته أو التمسته ) فيتعدى الفعل ( احتاج ) بنفسه إلى مفعوليه
فإذا تلمست موطن الترجيح ،وتطلبت صواب الرأي ،فلك أن تقول ( :احتاج المدعى
عليه إلى مال ،فأقرضته ) أو تقول ( :احتاج المدعى عليه مالًا ،فأقرضته ) ،أما تعدية الفعل
في
ملجقا
ا
اللحن
( احتاج ) باللام فهو من الأوهام الشائعة ،مثل قولهم ( :لا حاجة لإدخالهفي الدعوى ) .
لء
س ضا
( ) 1ينظر لغويات ،وأخطاء لغوية شائعة ص ، ٢١ومعجم أخطاء الكتاب ص ، ١٤٣والكتابة الصحيحة
ص ، ٦٧ونحوإتقان الكتابة العلمية باللغة العربية ص ، ٢٦٣ومجلة لغة العرب العراقية ( . ) ٦٩٤/٦
) . ( 220/1 ) ( ٢
٨٩
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث الثاني
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
).(1
٦٩-استخدم المدعى عليه السيارة المستأجرة يومين
له ) ويقال :استخدمت فلانًا ،واختَدمته :سألته أن يخدمني » ( ، )٢وقد تعقب الدكتور
السامرائي ،محقق كتاب ( مجمل اللغة ) ،بقوله « :وجاء في هذه الصفحة أيضًا ،قولُ
:المحقق ( :ومن ثم يجمع تلك الأصول في فقرات منفصلة ،مستخدما الشواهد ذاتها )
أقول :أراد ( مستعملًا ) الشواهد ،فإن الفعل ( استخدم ) لا يعني الاستعمال » (. )۳
وفي موطن آخر من الكتاب نفسه ،يتعقب السامرائي صاحب كتاب ( معجم الخطأ
في العربية المعاصرة ،حسبما يذكر( ) ،ثم تجد البصامَ ،يتعقب السامرائي نفسه ؛ لاستعماله
( استخدم ) محل ( استعمل ) فيقول « :قال السامرائي ( :وما أسيء من استخدام الأدوات
كحروف الجر) وقوله ( استخدام الأدوات ) ،المختار فيه ( استعمال الأدوات ) ،وهو الذي
عليه علماء اللغة ،والدريون باستعمال الكلم ،كقول الخليل في يوم ( :كأنه من يمت ،وإن
لم يستعمل ) وقول سيبويه ( :وحذفوا الفعل من إياك لكثرة استعمالهم إياه ) » (ه) .
وقد سقت هذه التعقبات ؛ لتعلم أن اللغة عزيزة ،وأن الكمال لله وحده سبحانه ،
ثم إننا نتعقب ما قرره الأستاذان بشواهد يصلح فيها استعمال ( استخدم ) محل
( استعمل ) ،فقد جاء في ( الأساس ) « :وسمعتهم يقولون :هذا القميص يَخدم سنةً ،
( ) 1ينظر أشتات في الأدب واللغة ص ، ۳۹ومعجميات ص ، ٦٨و ، ٣٣١وقرارات مجمع اللغة العربية
بدمشق في الألفاظ والأساليب ( ، ) ۹/۱ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ) ٨٣٩/٥٨
و ( . ) ٦١٢/٨٧
) . ( ٥٥/٣٢ ) ( ٢
( ) ۳معجميات ص . ٦٨
( ) ٤السابق ص . ۳۳۱
( ) ٥مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( . )٨٣٩/٥٨
9.
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
لحون المتخاصمين
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
وثوبُ سخيف لا يخدم » ( ، ) ۱وقال الكفوي « :استخدم سبحانه لفظـة الصـلاة لمعنيين » ()٢
الشرح وقال ابن حزم « :فإن لم يف استُخدم في الباقي » ( ، ) ۳وقال ابن أبي عمرفي
) « :وإن استخدم المشتري المبيع ،ففيه روايتان » ( ، )٤وقد يُعترض بأن الشواهد التي
الكبير
سقتها لمن هم بعد عصر الاحتجاج ،لكن ورود ما يفهم من معجمات اللغة صحة وضع
( استخدم ) لغيرالعاقل ،يجعلنا لا نجترئ على التخطئة ،وقد جوّز مجمع اللغة العربية
السيارة يومين ) و ( اشتريت سيارة مستخدمة ) فكل ذلك صحيح ،واستعمال الأوليين
من الأخطاء الشائعة في لغة القضاء وغيرها ،استعمالهم مادة ( :تواجد ) في الحضور
والمشاركة ،وهو استعمال مرفوض ،ولم يرد في معجمات اللغة ،ولم تسمعه العرب
الأوائل ؛ لأن مادة ( تواجد ) مأخوذة من الوجد ،وإظهار الحزن ،لا بمعنى الحضو .
ر
ويرى جمع من الفضلاء المعاصرين صحة هذا الاستعمال ؛ فالفعل ( توَاجَد ) على
وزن ( تفاعل ) من صيغ المُطاوعة ،ويرى آخرون أن استعمال ( تَوَاجد ومُتَواجد ) لا يكون
في
اللحن
مجا
القضاء
) . ( ٢٣٥/١ ) ( 1
لس
( ) ٢الكليات ص . ١٠٤
( ) ۳المحلى ( )١٥٨/٨
) .(~19 /11 ) (ε
۹۱
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث الثاني
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
سائغًا ،إلا إذا كان فاعله أكثر من واحد ،فلا يصح عندهم قولك ( :أنا متواجد في هذا
نحن مُتَواجدون في هذا المكان ؛ لأن صيغة ( تفاعل ) من المكان ) وإنما يصح قولك :
ويُرَدُّ عليهم بأنه ليس كل ما كان على وزن ( تفاعل ) يدل على المشاركة ،فقولهم :
الذائعفي كلام العامة والخاصة في هذه الأيام ،ففي كتاب ( المستطرف )في ذكر ما يُعاب
على الضيف ،قال « :ومنهم مَنْ تُعْجبه نفسه ،ويستحسن لباسه ،ويستطيب رائحته ،
وإذا سمع الغناء تواجد وأظهر الطرب » ((.. ))۱۱
واللائق بكل محب لهذه اللغة أن يهجر ( التواجد ) في الأمثلة الآتية :التواجد في هذا
المكان ممنوع ) و ( سأتواجدفي البيت عصرًا ) و ( يتواجد الموظفون في مكاتبهم فإنه من
إظهارالوجد ،ولا موجب لاستعماله ،وكذلك فإن استعمال ( الوجود ) في هذه العبارات
ركيك ،وإن كانت قواعد اللغة لا تأباه ،لكن يمكن حذف هذا اللفظ ( موجود )في مثل هذه
العبارات ،مع بقاء معنى الاستقرار أو الوجود الـعـام المعنوي في الجار والمجرورأو الظرف ،
فتقول ( :والمدعى عليه موجود في اتفاقية العقد ) و ( المدعى عليه في ذلك المكان ) و( الزيارة
في هذا الموقع ممنوع ) و ( سأكون موجودًا في البيت عصرًا ) و ( الموظفون في مكاتبهم ) .
كَرَهذا الاستعمال وأمثاله ،بعد فشو المذكرات الكتابية في السجلات القضائية ،
وقلما تجد مذكرةً سلمت من آفات اللحن ،ولم يُداخلها الخلل ،ولم يتطرق إليها الزلل ،
وإني لأفرح بكاتب يحتاط لقلمه من الهُويّ إلى المزالق كما يحتاط في الإدلاء بحجته ،ووَدَّ
بعضنا لو كان حاله مثل هشام بن عبد الملك ،إذ يقول « :إن الرجل يكلمني في الحاجة
) . ( ٤٠٤/١ ) ( ١
٩٢
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
لحون المتخاصمين
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
يستوجبها ،فيلحن ،فكأنه يقضمني حب الرمان الحامض ،حتى يسكت فأرده عنها ،
ويكلمني الرجل في الحاجة لا يستوجبها ،فيُعرب ،فأجيبه إليها التذاذا لما أسمع من
كلامه » ( ، )١اللهم ادرأ عنا مسرب الشطط ،ومركب الغلط ،ومضارالغرور ،ولئلا يخرج
البحث عن موضوعه ،فقد شاع عند كثير من المترافعين قولهم ( :قام موكلي بشراء
سيارة ) فالجملة مؤلّفةٌ من فعل مساعد ( :قام ) ،واسم ( :موكلي ) ،وحرف الجر
( الباء ) ،ومصدر الفعل المقصود بالذكر ( :شراء ) ،ومثله في الركاكة قول بعضهم ( :قمت
بإيجار المدعى عليه منزلًا ) و ( قام المدعى عليه باستغلال اسم موكلي ) ،وهذه لعمري من
الأساليب المترجمة ،والدخيلة على العربية بلا بينة ولا برهان ،ولست في حاجة إلى ذكر
والصحيح أن يقال في هذه الأمثلة ( :اشترى موكلي سيارةً ) و ( آجرت المدعى عليه منزلًا )
واستغل المدعى عليه اسم موكلي ) ،وإذا علمت هذا ،فقد هديت الصواب بإذن الله .
أصل الخلاف في هذا الاستعمال عند المعاصرين ،ما جاء في سيرة طه حسين في
كتابه ( الأيام ) من قوله « :وكان ذكاؤه واضحًا ،وإتقانه للفقه بيّنا ،وحسن تصرفه فيه
لا يتعرض للشك » ( ، ) ۳فعاب مصطفى جواد هذا الاستعمال ،وسبَبُ التخطئة عنده أن
المتعرّض لأمر هو المتصدي له ،والدكتورطه عَكَسَ،المعنى ،فجعل المتعرض هدفًا للشك ،
لا متصديا له ،والأولى أن يقول الدكتور ( :لا يُعرَّضُ للشك ) بالبناء للمجهول ،أو ( لا
في
ملجقا
ا
اللحن
يَعْرِضُ له الشك ) ،فالمتعرض يأتي بمعنى التصدي للشيء الطالب له ،فيصح أن تقول :
لء
س ضا
۹۳
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث الثاني
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
( تَعرَّضُتُ لفلان فأوقفته ) ولا يصح أن يأتي المتعرض ،بمعنى المعرض للشيء المطلوب ،
تَعَرَّضت للضرب من فلان ) وإنما يصح قولك ( :عُرضت للضرب من مثل قولهم :
فلان ) ،فالفعل ( تعرَّض) ومصدره ( التعرّض) يفيدان رغبةً الفاعل في الفعل والمفعول
به هذا مختصر رأي جواد ومن شايعه من ذوي الحجا والأفهام .
وادعى آخرون أن هذا التفريقَ مُعارض بما جاء في كلام العرب ،وبعض معجمات العربية
ففي ( الصَّحَاح ) « :وعَرَّضتُ فلانًا لكذا ،فتعرض هو له » ( ، )١وفي كتاب ( كليلة ودمنة ) « :فإذا
اجتمع عليه هذان الصنفان ،فقد تعرَّض للهلاك » ( ، ) ٢فعند جواد لا يصح هذا الاستعمال ،وإنما
يقال « :فقد عُرَّض للهلاك » ،وفي ( الحيوان ) للجاحظ « :فإذا أفرط المديح ،وخرج من المقدار ،أو
أفرط التعجيب ،وخرج من المقدر؛ احتاج صاحبه إلى أن يثبته بالعيان ،أو بالخبرالذي لا يكذِّبُ
مثله ،وإلا فقد تعرض للتكذيب » ( ، )۳والشواهد أكثرمن أن تحصى ،مما لا يتسع إليه المقام ،وقد
صلح لك أن تقول ( :عُرَّضت للضرب من المدعى عليه ) أو ( تعرَّضت للضرب من المدعى عليه ) ،
ومن ثَمّ ،فإن مقولة الدكتور طه حسين صحيحة فصيحةً ،ومن خطأه فقد أغرب وأبعد .
قال ابن فارس في ( المقاييس ) « :الدال والهاء والسين ؛ أصل واحد يدل على لين في
مكان ،فالدهس :المكان اللين ،وكذلك الدَّهَاس ،والدُّهْسة :لون كلون الرمل » (ه) .
) . ( ۱۰۸۷/۳ ) ( ۱
) . ( ٧٤/١ ) ( ٢
) . ( ٢٢٠/٥ ) ( ٣
( ) 4ينظر :تذكرة الكاتب ص ، ٤١ونظرات في اللغة والأدب ،لمصطفى الغلاييني ص ، ١٢٢وقل ولا تقل
( ، ) ٥٣/١ومعجم أخطاء الكتاب ص ، ۱۹۸ومعجم الأخطاء الشائعة ص ، ٩٢ومناظرة لغوية أدبية
بين البستاني والمغربي والكرملي ص ، ٩٤وكبوات اليراع ص ، ٢٤٠وإصلاحات في لغة الكتابة والأدب ،
لعبد القدوس الأنصاري ص ، ۱۹وأخطاء ألفناها ص ، ٧٢ومعجميات ص ، ٢٩٤ومجموع مقالات
الدكتور فيصل المنصورص ، ۹۳۱وله رأي مخالف ،فراجعه .
) . ( ۳۰۷/۲) (٥
٩٤
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
لحون المتخاصمين
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
وأطبق أهل الإنشاء في زماننا على أنه لا يسوغ استعمال ( دهس ) فيمن وطئته
قال عبد القدوس الأنصاري « :لا أقضي عجبًا من هؤلاء الكتاب الذين يستعملون
كلمة ( الدَّهس ) فيمن وطئته سيارة ،حاسبين أنها تؤدي معنى الوطء ،وَرَغبةً في التماس
مخرج لهم ؛ عنيتُ بمراجعة ما لديّ من المصادر اللغوية المعتمدة ،كـ ( لسان العرب ) ،
أنها متفقةً على حصر معاني مـادة ( دهس ) في شيئين :لون خاص ،ولـيـن خـاص ،وكلاهما
بمراحل عن المعنى المقصود في الاصطلاح الراهن » ( ، )۱وقال جواد « :وقد مرت عشرات
السنين على هذا الفعل الغريب ومصدره ،ودخلا في سجلات الحوادث في دواوين
الشرطة ودواوين المحاكم ،وذاعا في صحف الأخبار ،واستُعملا في القصص والآثار مع
أنهما ليس لهما بالدعس ولا بالدوس صلة وثيقة ،ولا واهية » ( ، ) ٢ولا أظن الطنطاوي في
قلت :وعلى ما تقدم يصح قولك ( :دعسته السيارة ) و( داسته السيارة ) و( رهسته
دهسته السيارة ) و ( صدمته السيارة ) و( وطئته السيارة ) ،ولا يصلح استعمال :
الوطء مجهولًا عند المتكلم أو الكاتب ،قال :وطئته السيارة أو داسته ،وكذا إن كان الوطء خفيفًا ؛
لأن الوطء والدوس يستعملان لخفيف الوطء وشديده ،وإن كان شديدًا ،ولم يكن منه كسر ولا دق
ولا جروح ،قال :رهسته ودعسته ؛ لأن الرهس والدعس للوطء الشديد ،وإن كان منـه دق أو كسر أو
تهشيم أو جروح ،قال :هرسته ،وإن زحمته حتى أزاحته عن موقفه أو ممره أو رمت به إلى ناحية
قيل :صدمته ،وقد يجوز أن يستعمل أحدهما مكان الآخر تساهلا واتساعاً » .
٩٥
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث الثاني
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
)(1
٧٤-رصدت موكلتي لهذا المشروع مبلغًا وقدره ...
ومنه قولهم ( :اجتمعت لجنة الترائي لرصد هلال شهر رمضان المبارك ) ،وفرق
بعض أئمة اللغة ،بين الفعل ( رصد ) و ( أرصد ) ففي ( الصَّحَاح ) « :قال الأصمعي :
رصدت اللجنة جائرةً قدرها كذا ) بل الصحيح قولك : هذا الرأي لا يصلح أن تقول :
أرصدت ) ؛ لأنها جاءت بمعنى الإعداد ،وليس المراقبة ،وكذلك تقول ( :العقارات
رضدًا ،فأنا أرصده ،وأنا له راصد ،وأرصدته إرصادًا ،فأنا مُرْصِد » ( ،) ۳وذلك أن الأصل
في ( رصد ) الاستعداد للمراقبة ،والأصل في ( أرصد ) الإعداد لها ،فيلتقيان في هذا المعنى ،
قال المرزوقي في ( شرح الحماسة ) « :رصدتُ فلانًا بالمكافأة ،ورصدت له أيضًا ،وأرصدته ،
وأنا مُرْصِد لفلان بما كان منه حتى أكافئه » (. )٤
ورَصَد منه ( مَرْصُود ) ،وأرصد منه ( مُرْصَد ) ،وكل منهما يؤدي معنى الآخر.
وأخيرًا فيترجح جواز الوجهين بأن تقول ( :رصدت للمشروع مبلغا قدره كذا
و( أرصدت للمشروع مبلغا قدره كذا ) ،والخلاف فيه واسع ،وأجازمجمع اللغة القاهري
( ) 1ينظر :تذكرة الكاتب ص ، ١٢٠وقل ولا تقل ( ، ) ١٦٩/١ومعجم أخطاء الكتاب ص ، ٢٢٨ومعجم الأخطاء
الشائعة ص ، ١٠٤والقرارات المجمعية ص ، ١٦٥ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( . ) ٣١٧/٢
) . ( ٤٧٤/٢ ) ( ٢
( ) ۳فعلت وأفعلت ص ۷۸
) . ( ١٩٠/١ ) ( ٤
97
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
لحون المتخاصمين
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
)(1
-٧٥-تكبدت الشركة موكلتي خسائر جسيمة
يَظنُّ عدد من الكتّاب أوّل وهلة :أن من معاني ( تكبَّد ) التحمل ،وهو غير صحيح ،
ففي ( الصَّحاح ) « :كَبَّدَ النجم السماء ،أي :توسطها ،وتكبدت الشمس ،أي :صارت في
كبَدِ السماء » ( )٢أي :في وسطها ،أما الفعل الذي يدل على المشقة والمعاناة والتحمل ؛ فهو
كَبَدَ كَبْدًا ) ،قال الله تعالى ﴿ :لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِيكَبَدٍ ﴾[ البلد ] ٤ :أي :في مشقة ،ومثله كذلك :
وسوّغ مجمع اللغة العربية بدمشق صحة استعمال ( تَكَبَّدَ ) في هذا المعنى ،ولم أجد
ومما تقدم ،لا يصح قولك ( :تَكَبَّدَتِ الشركةُ موكلتي خسائر جسيمة ) ولا قولك :
كَابَدَتِ الشركة موكلتي خسائر جسيمة ) ( تَكَبَّدُّتُ عناء الرحلة ) ،والصحيح قولك :
( ) 1ينظر :تذكرة الكاتب ص ، ٣٥وقل ولا تقل ( ، ) ۷۸/۱ومعجم أخطاء الكتاب ص ، ٥١٢ومعجم الأخطاء
الشائعة ص ، ۲۱۳وكبوات اليراع ص ، ۳۳۵وأخطاء ألقناها ص ، ١٣٦وأزاهير الفصحى ص ، ٥٨ومجلة
مجمع اللغة العربية بدمشق ( . ) ٥٦٥/٩١
) . ( ٥٣٠/٢ ) ( ٢
( ) ۳السابق .
۹۷
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث الثاني
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
)(1
-٧٦أثر المدعى عليه على والدي حتى رجع عن هبته
في ( التاج ) قوله ( « :وأثر فيه تأثيرًا :ترك فيه أثرًا ) والتأثير :إبقاء الأثرفي الشيء » ) ،
ويرى كثير من أهل النظر أن استعمال ( أثَرَ عليه ) ترجمة منقولة من اللغة الفرنسية
وأخذها المترجمون تقليدًا من غير تحقيق ،والشواهد من كلام العرب طافحة باستعمال
الحرف (في ) مع الفعل ( أثَّر تأثيرًا ) ،ومنها :فيخطبة أبي بكررضاللهعنه « :فاجتنبوني ،لا أؤثر
في أشعاركم وأبشاركم » ( ، )۳وأهل الشأن تابعوا جـوادًا فيما اختاره ســـوى الكرملي ،فقال :
« أثر فلان على فلان ،لم يقله العرب لا في لفظه ولا في معناه ،سوى الطبري ،فقد جاء في
(تاريخه ) « :ما رأى من حسن أثرهم على ابني زُحَـر :جهم وجمال » ) ،وأثر يتعدى بـ (في )
وإذا قالوا أثر هذا الشيءفي نفسي أرادوا أنه ترك فيه أثرًا ،لكن المولدين المتأخرين يعدونه
بـ ( على ) ويريدون منه معنى جديدًا ،أي :استهواه ،واجتذبه إلى رأيه بألطف حيلة وأخفى
وسيلة ...ثم حققت أنه يقال :أثر فيه وبه وعليه » (ه ) .
ونيابة الحروف بابها واسع ،والخلاف فيها عريض ،فمن أجازتعدية الفعل بالحرف
( على ) استدل بجواز النيابة والتضمين ،وقد ردّ عليهم جواد في ( مجلة اللغة العربية
بدمشق ) أنقل شيئًا منه لنفاسته « :وإذا كان المقصود بالتأثيرإحداث أثر ،وكان الأثر واغلا
في الشيء داخلا فيه لزم أن يقال أثَّر فيه ) لا ( أثر عليه ) ؛ لأن ( على ) لا تبلغ بالمؤثر أن
يكون ممازجًا للمؤثر فيه ؛ لإفادتها الاعتلاء ،والغلبة والتسلط والسيطرة ...إلخ » (. )1
( ) 1ينظر :المساعد ( ، ) ١٤٤/١تذكرة الكاتب ص ، ٥٥وقل ولا تقل ( ، ) ۸۰/۱والكتابة الصحيحة ص ، ١٢
ومعجم الأخطاء الشائعة ص ، ٢١وكبوات اليراع ص ، ۳۳۷ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق
( ) ٤٠٠ / ٢٤و ( ) ٥٠٩٢/ ٣٥و( . ) ١١٣٣/٨٨
۹۸
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
لحون المتخاصمين
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
أثر المدعى عليه في والدي ) أَوْلى من قولك ( :أثر المدعى عليه والتحقيق أن قولك :
في ( التاج ) قوله « :ووفَّرَه توفيرًا :أكمله وجعله وافرًا ) ( ،) ۲وهذا الاستعمال صحيح
فصحيح ،وإذا عَرَفْنا صحة هذا الاستعمال ،فهل لفظ ( توفّر) من مادة ( وَفَّر) ،وهل
يصح أن تقول ( :يُقبل في الوظيفة من توفّرت فيه الشروط الآتية ) أم ( يُقبل في الوظيفة
( يجب أن تتوفّر فيه الخبرة التامة ) و ( هذا الأمر لم تتوفّر فيه الأسباب الكافية ) ،وفي
اللغة ( توفَّر عليه ) رعى حُرُماته ،وصَرَفَ همَّتَه إليه » ( ، ) ۳وأنكر عليه جواد ،واتهمه
بالتسرع ،ورأى أن ( توفَّر) بمعنى تجمع وحصل ،و ( تَوَافَر) بمعنى تكاثر ،وشواهد العربية
تؤيده ،فقد حكى صاحب ( الأغاني ) عن بشار ،قوله « :إن عدم النظر يقوّي ذكاء القلب
ويقطع عنه الشغل بما ينظرإليه من الأشياء ،فيتوفّر حسه ،وتذكـو قريحته » ( ، )٤وفي
،من أن توفّر عليه ) بمعنى رعى حرماته ،فهو مجازي ،وليس حقيقيًّا .
ما ذهب إليه ،داغر
في
ملجقا
ا
اللحن
:أغلاط اللغويين الأقدمين ص ، ٢٦وتذكرة الكاتب ص ، ٦٠وقل ولا تقل ( ) ١٤٩/١و( ، ) ٨٨/٢
( ) 1ينظر
لءضا
ومعجم أخطاء الكتاب ص ، ٦٧٠وكبوات اليراع ص ، ٣٥١ومقالات في أخطاء لغوية شائعة ص ، ١٢٢
س
ونحوإتقان الكتابة العلمية باللغة العربية ص ، ٥٩ولحن القول ص ،٨٥ومجلة مجمع اللغة العربية
بدمشق ( . ) ٨٦٥/٨٢
) . ( ٣٧٢/١٤ ) ( ٢
( ) ۳تذكرة الكاتب ص . ٦٠
۹۹
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث الثاني
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
والأكمل قولك ( :يقبل في الوظيفة من توفّرت فيه الشروط الآتية ) ؛ إذ يكون المعنى :
( يقبل في الوظيفة من تجمعت وتحصلت فيه الشروط الآتية ) ،وأدنى منه مرتبةً قولك :
( يقبل في الوظيفة من تَوَافرت فيه الشروط الآتية ) أي :تكاثرت ،قال جواد « :وخلاصة
القول :أن توفرت ) الأسباب والشروط والدواعي صحيح ،وأن ( توافرت ) لا محل له ؛
لأنه بمعنى تكاثرت ،والتكاثر لا حدَّ له » (. )۱
أما تعدية الفعل ( توفر) ،فيصح تعديته باللام ،قياسًا على تعديتـه بـ ( على ) ،ولا
نكير على من قال ( :توفَّر له ) خلافًا لما ذهب إليه مصطفى جواد ،وإن فهم من رأيه
)
-۷۸اختلى بي زوجي المدعى عليه
الأساس ) « :خلا المكان خَلاءً ،وخلا من أهله ،وعن أهله ، أي خلابي ،قال في
وخلوت بفلان وإليه ومعه خَلوة ،وخلا بنفسه :انفرد » ( ، ) ۳أما قول بعضهم ( :اختلى
بي ) فغير فصيح في معنى الانفراد ،فمن معاني الاختلاء القطع ،وفي الحديث ( :لا يُختلى
ومما تقدم يصح قولك ( :خلا به ) و ( خلا معه ) و ( خلا إليه ) و( خلوت به )
وفي الباب فائدة أخرى ،فيصح قولك ( :أخليت العقار) أي :جعلته خاليًا ،أو وجدته خاليًا .
( ) ٤أخرجه البخاري في الصحيح ،كتاب جزاء الصيد ،باب لا يحل القتال بمكة ،رقم الحديث ، ١٨٣٤ :
ص ، ٢٤٥ومسلم في الصحيح ،كتاب الحج ،باب تحريم مكة وصيدها وشجرها ولقطتها إلا لمنشد
على الدوام ،رقم الحديث . ) ٦١٥/١ ( ١٣٥٣ :
( ) ٥تاج العروس ( . ) ٦/٣٨
۱۰۰
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
لحون المتخاصمين
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
)(1
٧٩-لم يؤمن لي المدعى عليه السكن الملائم
من الخطأ الشائع في مدونات القضاء استعمال ( أمن ) بمعنى ( وفّر) ،وغلطه
المحققون من أهل اللغة ،ففي ( اللسان ) « :والأمن :نقيضُ الخوف ،أَمِنَ فلان يأمنُ أَمْنًا
وأمَنَّا » ) ،وفي ( التاج ) ( « :وأمنه تأمينًا ،واثْتَمَنهُ واسْتَأْمنه ) بمعنى واحـد » ( ،) ۳والصحيح
قولك ( :لم يوفر لي المدعى عليه السكن المناسب ) أو ( لم يهيئ لي المدعى عليه السكن
۸۰-تأسَّسَتِ الشركة )
من الأخطاء الشائعة قولك ( :تأسَّسَتِ الشركة ) ؛ لأن الفعل ( تأسس ) خـاص بـمـا
يقوم بنفسه ،والشركة وأشباهها لا تقوم بنفسها ،وهو من اللغة العامية ،قال الله تعالى :
لَمَسْجِدُ أُسَسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ ﴾ [ التوبة ، ] ١٠٨ :وفي ( الأساس ) « :أسس :
بنى بيته على أساسه الأول ،وقَلَعهُ من أسه » ( ، )٥وبعضهم :يجيز هذا الاستعمال ؛
لأن فعل المطاوعة من ( فَعَلَ ) هو ( تَفَعَّلَ ) ،أما مجمع اللغة القاهري في دورته الثانية
والخمسين لعام ١٩٨٦م ،فقد أجاز استعمال صيغة ( تَفَعَّلَ ) قياسيًا للمطاوعة من كل
فعل ثلاثي مُضَعَف العين ،مثل :حذَّرْتُه فتَحَذَر» ( ، ) ١ويجاب عنه :بأن صيغة ( تَفَعَلَ )
بتشديد العين سماعية في الأصل ،ولم يُسمع عن العرب قولهم ( :تأسس ) ،وما بني
:نحو إتقان الكتابة العلمية باللغة العربية ص ، ٥٨ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق
( ) 1ينظر
في
ملجقا
ا
اللحن
) . ( ١١٤٥/٨٨
ضا
) . ( ٢١/١ ) ( ٢
لء
س
) . ( ١٨٥/٣٤ ) ( ٣
( ) ٤ينظر :قل ولا تقل ( ، ) ۹۹/۱ومعجم أخطاء الكتاب ص ، ١٤ومعجم الأخطاء الشائعة ص ، ٢٤وكبوات
101
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث الثاني
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
والتحقيق أن يقال ( :أُسست الشركة ) ومثله ( أُجّلت الجلسة ) و( بُلَّغَ المدعى عليه
)(1
داهمت الفرقةُ القابضة منزل المتهم -۸۱
في ( الأساس ) « :دهَمَتهم الخيل ،ودهِمَتهم غشيتهم » ( ، ) ٢وفي ( التاج ) « :قال ثعلب :
كل ما غشيك فقد دَهَمك ودَهِمك » ( ، )۳واستقررت مجمعات اللغة فما وجدت أصلاً
للفعل ( داهم ) وإنما هو ( دهم ) بكسر الفاء أو فتحها ،وللغلاييني رأي آخر ،فيقول « :نحن
نُسَلِّمُ أن كتب اللغة لم تذكر ( داهم ) وفيهـا مـن المعنى ما لم تعطه ( دهم ) ،فهل من
الخطأ أن نقول :داهمه إذا أردنا معنى المبالغة وشدة تصوير الحال ،لا أرى بذلك بأسًا » (. )٤
قلت :بل في استعمال لفظة ( داهَم ) بمعنى ( دهم ) بأس ؛ فهي غير مسموعة عن
العرب ،ولم يثبتها أهل المعجمات القديمة ،وهو استعمال مرفوض .
يأتي ( نَفِدَ ) بفتح النون وكسر الفاء ،بمعنى فني أو انقطع ،ومنه قوله تعالى :
قُللَّوكَْانَ الْبَحْرمُِدَادًا لِكَلِمَتِ رَبِّي لَنَفِدَالْبَحْرقَُبْلَأَن تَنفَدَكَلِمَتُ رَبِّي ﴾ [ الكهف ، ] ١٠٩ :ومنه ( :نَفِد الشيء )
أي :انتهى ،و( نَفِدت البضاعة من السوق ) ،أو ( المال نافد ) ،فلا يصح أن تقول ( :نَفِذَت
( ) 1ينظر نظرات في اللغة والأدب ص ، ٤٦ومعجم أخطاء الكتاب ص ، ۱۹۹ومقالات في أخطاء لغوية
شائعة ص ، ۷۸وموسوعة الأخطاء اللغوية الشائعة ص . ١١٠
) . ( ٣٠٤/١ ) ( ٢
) . ( ١٩٥/٣٢ ) ( ٣
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
لحون المتخاصمين
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
البضاعة من السوق ) بالذال ؛ لأن الفعل ( نَفَذَ ) لا يأتي بمعنى الانتهاء والفناء ،ولكن من
معانيه :جاز واخترق ،قال الزمخشري « :نَفِد :المال نافد ،وقد نَفِد نفادًا ،وأنفدوا ما
عندهم واستنفدوه ،وانتفدوه ، ...وأنفد القومُ :فني زادهم » ( ، ) ١وفي موضع آخر « :نفذ :
نَفَذَ السهم في الرميّة نُفوذًا ونفاذًا ،ورميته فأنفذته ،وأنفذت فيه السهم ...وطريق نافذ :
عام يسلكه كل أحد ،وهذا الطريق ينفذ إلى مكان كذا » (. )٢
والخلاصة مما تقدم صحة قولك ( :وقد نفدت محاولات موكلتي ) ..و( البضاعة
ويجوز قولك ( :نَفَضَّت محكمة التنفيذ الصكَ ) أو ( أنْفَذَت محكمة التنفيذ الصلَّ )
بمعنى :أمضته ،وتقول ( :طريق نافذ ) أو ( يَنْفُذُ إلى مكان كذا كما هو شائع في صكوك
الاستحكام والتملك ،ثم اعلم أن ( نَفِدَ ) لا تأتي مفتوحة الفاء ،بل يجب كسرها ،وقد
العربي الصحيح ،قال عبد القدوس الأنصاري « :ما زلت أنكر في نفسي هذه الكلمة
منذ وقع نظري عليها ،في مختلف الصحف والكتب والرسائل والمحررات ،ونكراني لها لا
ينصب على شخصها ،بل إنما مرماه استعمالها في معنى ( الاقتطاع ) ،حيث إن من الذائع
في
ملجقا
ا
اللحن
أن يقال ( :يُخْصَمُ هذا القدر من المبلغ الفلاني ) ،والواقع أن استعمال مادة ( خصم ) في
لء
س ضا
معنى الاقتطاع والطرح ،هو خطأً ،لا تقره معاجم اللغة ولا كتب البيان ،فللمادة المذكورة
( ) ۳ينظر :معجم أخطاء الكتاب ص ، ١٢٢وإصلاحات في لغة الكتابة والأدب ص ، ٣٤وأخطاء ألفناها ص . ٦٦
۱۰۳
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث الثاني
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
جملة معان بمراجعتها يتضح أنها تختلف عن معنى الاقتطاع الذي وضعت له حديثًا ،
واللفظة اللغوية لمعنى الاقتطاع هي ( :الحسم ) وما يتفرع عنها ؛ لذا فبدلا من أن يحرر
)» ).
( يُخْصَمُ هذا القدر يحتم أن يُعدِّل إلى كتابة (يُحْسَمُ هذا القدر
ليس بمعنى الاقتطاع حقيقةً ،فهو بمعنى القطع ،وأنت قلت ( :الحسم
:
أقطعـه عليـه ( ،)۲ومنه قوله تعالى : تقول ( :أنا أحسـم علـى فلان الأمر يعني
﴾ الحاقة ، ] ٧ :وإذا تأملت معنى الحسم ،وجدته يصلح لأن يكون بمعنى
[ وَثَمَنِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا
الاقتطاع مجازيًا ،واستبعد ذلك الزعبلاوي ،ورجح أن مادتي ( الخصم ) و ( الحسم ) لا تأتيان
بمعنى ( الاقتطاع ) ،والصحيح عنده :اقتطع مبلغ كذا ) وليس ( خصم ) أو ( حسم ) .
والذي يظهر صحة استعمال مادة ( حسم ) بمعنى اقتطع ،فيجوز لك ،أن تقول :
( يحسم منه مبلغ قدره كذا ) و ( حسم من الأسعار ثلاثون بالمئة ) ،ولا أرى ما يسوغ
الفعل ( زاد ) يكون لازمًا ،مثل قولك ( :زاد المال ) ،أو متعديًا بنفسه إلى مفعولين ،
﴿َزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ﴾ [ البقرة ، ] ٢٤٧ :وقد يتعدى بحرف
و مثل قوله تعالى:
مَنكَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ ﴾[ الشورى ، ] ٢٠ : الجر (في ) ،ومنه قوله تعالى :
ويتعدى كذلك بحرف الجر ( على ) ،ومنه قوله تعالى ﴿ :أَوْزِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْءَانَتَرْتِيلًا ﴾ [ المزمل :
، ] ٤أما تعديةُ الفعل ( زاد ) بحرف الجر ( عن ) فبعض المتأدبين لا يجيز قولهم ( :زاد عن كذا ) ؛
١٠٤
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
لحون المتخاصمين
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
لأنها لم ترد في معجمات العربية ،ويرى البصام أنها تعدية فصيحة ،مع ظنّه أنها مولدة ؛
لأن العرب ربما عدت الفعل بحرف الجر الذي يُعدّى به ضدّه ،وحلول ( عن ) محل
والحق أنه استعمال قديم ،وليس مُولَّدًا ،وله شاهد في الشعر الجاهلي ،قال قبيصة
قال الكفوي « :والزيادة تلزم ،وقد تتعدى بـ ( عن ) كما تتعدى بـ ( على ) ؛ لأن النقص
( التاج ) ( « :وازداد ) ،ومُطاوع المتعدي لاثنين يتعدى ،لواحد ،نحو زاد كذا وازداد ،وفي
( العناية ) أن ازداد يَرِدُ في كلامهم لازمًا ومتعديًا باتفاق أهل اللغة ،وقالوا :إن الازدياد أبلغ
أما قولهم ( :أزاد ) بزيادة الهمزة ،فغير معروف في العربية ،وكذلك ( زاود في السلعة ) ،
وقولهم أيضًا ( المزاودة ) فهذه ثلاثة ألفاظ تُجتنب ،أما قولهم ( :لا مزيد عليه ) و ( المزايدة )
الأساس ) « :وتزايدوا في ثمن السلعة ،حتى بلغ و ( تزايد فلان في السلعة ) فصحيحة ،وفي
منتهاه ،وزايد أحد المبتاعين الآخر مزايدةً ،وهو يتزيد في حديثه » (. )4
في
ملجقا
ا
اللحن
لء
س ضا
0.1
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث الثاني
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
)(1 ٨٥
-غبت عن الجلسة الماضية لانشغالي
يقول ابن السكيت ،في باب ما تغلط فيه العامة فيتكلمون بـ ( أَفْعَلْت ) بدلًا من
( فَعَلْت ) « :وقد شغلته ،ولا يقال أشغلته » ( ، ) ٢وفي ( التاج ) « :وقد (شَغَلَهُ ،كَمَنَعَهُ ،
شَغْلًا ) بالفتح ،و ( يُضَم ) ،وهذه عن سيبويه ،و( أَشْغَلَه ) واختُلف فيها ،فقيل :هي ،أي :
أَشْغَلَه ( لغةُ جيّدةُ ،أو قليلةٌ ،أو رديئة ) قال ابن دريد :لا يقال :أشغلته ،ومثلهفي ( :شــروح
الفصيح ) ( ، )۳و( شرح الشفاء ) للشَّهاب ( ، ) ٤و ( المفردات ) للراغب ( ،) ٥ولا يعرف الأحـد الـقـول
سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ بجودتها عن إمام من أئمة اللغة » ( ، ) ٦وفي كتاب الله :
شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا ﴾ [ الفتح ، ] ۱۱ :غيرأن ( أشْغَل ) جاء في شعر ينسب إلى الإمام الشافعي ( . )٧
وأنتقل إلى موضوع الباب ،وهو عن صحة استعمال ( انْشَغَل ) و ( انْشِغَال ) ،فلم
يُسمع هذا الفعل ومصدره عن العرب ،ولم يُذكرفي معجمات العربية ،والالتزام بما جاء
في كلام العرب الأقحاح فيه غُنية وكفاية ،ففي ( الأساس ) « :أنا في شُغُل وشغل شاغل ،
( ) 1ينظر ما تلحن فيه العامة ص ، ۱۱۰وتصحيح التصحيف وتحرير التحريف ،للصفدي ص ، ١٠٩وبحر
العوام ص ، ١٠٠ولغة الجرائد ص ، ٥٤وتذكرة الكاتب ص ، ١٠٢ومغالط الكتاب ص ،٦١ومعجم أخطاء
الكتاب ص ، ۳۱۲ومعجم الأخطاء الشائعة ص ، ۱۳مقالات في أخطاء لغوية شائعة ص ، ١٣٦ومجلة
مجمع اللغة العربية بدمشق ( ) ٤١٠/٧و( . ) ١١٤٦/٨٩
( ) ٢إصلاح المنطق ( . ) ٢٢٥/٢
) )( ۳ص . ٤٣
(٣
) . ( ٢٥٠/٤ ) ( ٤
( ) ٥ص . ٢٦٣
( ، ) ٢٦٥ / ٢٩ ( ) ٦وقال الصفدي في تصحيح التصحيف ص « : ۱۰۹والعامة تقول ( :أشغلته ) بكذا ،فهو
شغل مُشغل ،والصواب ( :شغَلْته ) بكذا ،فهو شُغل شاغل ،قلت :يحكى عن الصاحب بن عباد -
رحمه الله ـ أنـه وقـف لـه كاتب ،وقال :إن رأى مولانا ( إشغالي ) في شيء أرتزق به ،فقال :من يقول
( إشغالي ) لا يصلح لأشغالي »
( ) ۷ديوان الإمام الشافعي ص ، ۹۸وذلك في قوله :
أشغله عن عيوب غيره ورَعُه المرءُ إن كان عاقلا ورعًا
وأثبت محقق الديوان إميل يعقوب رواية العجز بما نصه « :يُشغله عن عيوبهم ورعه » .
١٠٦
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
لحون المتخاصمين
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
وشغلتني عنك الشواغل ،وشُغِلْت عنك ،واشتغلت بكذا ،وتشاغلت به ،ولي أشغال
انشغل عنه ) ،أي :عرض لـه مـا شغله ، وشُغُول ومَشَاغِل » ( ، )١قال اليازجي « :ويقولون :
شُغِل عنه ) بصيغة المجهول ، ولم يُحكَ وزن ( انفعل ) من هذا الحرف ،وإنما يقال
،
و ( اشْتَغَل ) » ( ، )٢ووجدتُ كثيرا من الضبوط ورد فيها لفظ ( انْشَغَلَ ) وهو خطأً ظاهر
غبت عن الجلسة لانشغالي ) ،والصحيح قولك ( :غبت عن ومما يتقدم لا يصح قولك :
ولا يحق لها النفقة ،لأنها انْشَغَلَت عن بيتها ) ، الجلسة لاشْتِغَالي ) ،ولا يصح أن يقال :
وإنما يصح أن تقول ( :ولا يحق لها النفقة ،لأنها اشْتَغَلَت عن بيتها وأسرتها ) أو ( لأنها
استعمال فصيح صحيح ،ففي ( التاج ) « :وضَغَط عليه ،واضْتَغَط :تشَدَّد عليه في
غُرم أو نحوه » ( ) ٤ويصح قولك :أرسلت فلانًا ضاغطا على فلان ،كما جاء في ( الأساس ) (ه) ،
وأما قولك ضَغَطَهُ ) فهو بمعنى :عَصَرَ الشيء ،وزَحَمه ،وتعديته بهذا المعنى الأخيربحرف
الجر ( على ) ؛ فيه بحث طويل ،يراجع في مظانه ؛ لعدم صلته بموضوع البحث .
۸۷-استمع شهادته
يُخطئ بعضُ الكاتبين قول من يقول ( :استمع شهادته ) بمعنى :سَمِعَ وأصغى ؛
ظنًا منهم أن الفعل لا يتعدى بنفسه ،وقالوا :إن الصواب قولك ( :استمع له ) و ( استمع
في
اللحن
ملجقا
ضا ا
( ) ۳ينظر :تذكرة الكاتب ص ، ٦٥ونظرات في اللغة والأدب ص ، ۱۱۹ومعجم أخطاء الكتاب ص ، ٣٥٣
م االأخطاء الشائعة ص ، ١٥٠والكتابة الصحيحة ص . ٢٠١
ومعج م
) . ( ٤٥٢/١٩ ) ( ٤
) . ( ٥٨٣/١ ) ( ٥
م الأغلاط اللغوية المعاصرة ص . ٣٢١
جم( ) ٦ينظر :معج
١٠٧
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث الثاني
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
إليه ) ،لكن جاء في كلام الله تعالى ذكر للاستعمالات الثلاثة ،ومن ذلك قوله ﴿ :وَإِذَا
قُرِئَ الْقُرْوَانُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا﴾ [ الأعراف ] ٢٠٤ :بتعدية الفعل بحرف ( اللام ) ،وقوله ::
وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ﴾[ الأنعام ، ٢٥ :محمد ] ١٦ :بتعدية الفعل بالحرف ( إلى ) ،وجاء الفعـــل
مَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرِمِن رَّبِّهِم تُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْيَلْعَبُونَ ) متعديا بنفسه ،في قوله تعالى:
قال الحريري « :ويقولون لمن يأتي بالذنب متعمدًا :أخطأ ،فيحرفون اللفظ والمعنى ؛
لأنه لا يقال :أخطأ إلا لمن لم يتعمد الفعل ،أو لمن اجتهد فلم يُوافق الصواب ،وإياه عنى
.منه
سم بقوله « :إذا اجتهد الحاكم فأخطأ فله أجر ، )۳( » ...والفاعل منه مُخطئ ،والا
[ النساء ، ] ٩٢ :فأمـا الخطأ ،ومنه قوله تعالى ﴿ :وَمَاكَانَلِمُؤْمِنٍ أَن يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَا
المتعمد الشيء ،فيقال فيه :خَطِئ ،فهو خاطئ ،والاسم منه :الخطيئة ،والمصدر :الخطء
﴾ الإسراء ، ) ٤ ( ] ۳۱ :
﴿ قَبْلَهُمْ كَانَ خِطَا كَبِيرًا [
بكسر الخاء وإسكان الطاء ،كما قال تعالى :إِنَّ
( ) ۱ص . ١١٠
( ) ۳أخرجه البخاري في صحيحه ،كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة ،باب أجر الحاكم إذا اجتهد فأصاب
أو أخطأ ،رقم الحديث ، ٧٣٥٢ :ص ، ١٠٠٩ومسلم في صحيحه ،كتاب الأقضية ،باب بيان أجر الحاكم
إذا اجتهد ،فأصاب أو أخطأ ،رقم الحديث . ) ٨٢١/٢ ( ، ١٧١٦ :
( ) ٤درة الغواص ص . ٤٢٧
١٠٨
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
لحون المتخاصمين
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
وقال الهمذاني الكاتب « :ويقال :أخطأتُ ،إذا أردتَ شيئًا فأصبت غيرَهُ ،وخَطِئتُ :من
قلت :المستفاد مما ذكره الهمذاني والحريري :أنك تقول لمن لم يتعمد الخطأ
أخطأ ،فهو مخطئ ) ،ولمن تعمده ( :خَطِئَ ،فهو خَاطِئ ) ؛ ولذلك يُغَلِّط بعضُهم قول
المعلمين ( :إجابتك خاطئة ) والصحيح أن يقال ( :إجابتك غير صحيحة ) ،وهذا التفريق
)(۲
هو قول الجمهور ،وفي المسألة أقوال أخرى ،منها :أن كلا اللفظين بمعنى واحد (؟) .
أما غَلِطَ ،فمعناه قريب من الخطأ ،وهو أن تَعْيا بالشيء فلا تَعْرفُ وجه الصواب
في ( الأساس ) « :من المجاز :أصابَ في رأيه ،ورأيُّ مُصيبٌ وصَائب ،وأصاب الصواب ،
وصوَّبْتُ رأيه ،واستصْوَبَ قوله واستصابه ،ويقال :إن أخطأت فخطئني ،وإن أصبتُ
فصوبني » (ه) ،فكل المعجمات القديمة ،متفقةً على أن ( صوّبه ) بمعنى :حكم لـه بالصواب ،
وليس بمعنى :أصلحه أو صححه ،وممن انتصر لهذا من المتأخرين إبراهيم السامرائي ،
والبصامفي بادئ أمره ،فقد قال في ( مجلة مجمع اللغة العربية ) « :من الألفاظ التي بات
أهل الأدب والعلم في عصرنا هذا يستعملونها في غير معناها ( التصويب ) ؛ فهم يعدلون
في
اللحن
ملجقا
ا
( ) ۳ينظر :المحكم والمحيط الأعظم في اللغة لابن سيده ( ، ) ٤٥٣/٥والقاموس المحيط ص . ٦٨٠
( ) ٤ينظر :معجميات ص ، ٦٩ومعجم الصواب اللغوي ص ، ٢٣٦ومعجم تصحيح التصحيح ص ، ٦٧
والقرارات المجمعية ص ، ٢٠١ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ،وفيه الموضوعات الآتية :المعجم
الوسيط وقوله في تصويب الخطأ ،للبصام ( ) ١٧٣/٥٤وتحقيق معنى التصويب ،لمحمد شوقي أمين
( ، ) ٩٩٠/٥٤وبحث للسامرائي ( ) ٤٠٣/٥٦ورجوع البصام عن رأيه الأول ( . ) ٥١/٦٠
).(095/1) (0
۱۰۹
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث الثاني
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
عن معناه إلى ضدّه ،كقولهم ( صوّب الخطأ ) بمعنى أصلحه أو صححه ،مع أن صوابه
التصويب ) إبان قراءتي كتب حكـم لـه بالـصـواب ...ولقد غبرت زمانًا طويلًا ،أبحث عن
الأدب القديم ،إرادة أن أجده بمعنى الإصلاح أو التصحيح ،ولكنَّ التصويب كان يأبى إلا أن
يفصح لي عن معناه الصحيح » ( ، ) ١وساق عشرات الشواهد من الأدب القديم ،على أن
البيان والتبين ) ) للجاحظ، ( صوّب ) بمعنى حكم له بالصواب ،وأنقُلُ شاهدًا واحدًا في
،كلام قس بن ساعدة « :هو الذي رواه لقريش والعرب ، هو قوله في استحسان النبي
قلت :لئن كنتَ أدركت الصكوك اليدوية وضبوطها في المحاكم وكتابات العدل
فتجد في أسفل الصك والضبط ،وفي طرفيه تصحيحات القضاة على الأخطاء الواردة في
نصه ،فيكتب عادة ( :ما بين القوسين خطأ ،وصوابه ....وعلى هذا الرأي الصحيح أن
لكن مجمع اللغة العربية بالقاهرة أجاز استعمال التصويب بمعنى تصحيح الخطأ،
ترى اللجنة :أن ما سجله ( المعجم الوسيط ) من هذا الاستعمال ،له ومما قالته اللجنة :
سند في فقه العربية ،فإن التعدية بالتضعيف ،تحمل معنى الجعل والصيرورة ،كما تقول :
حققت الكتاب ،وصححت الحديث ، )٤( » ...وقد رَدَّ محمد شوقي أمين على كلام البصام
ردا شافيا ،فليراجع ( ، ) ٥غيرأن البصامَ نفسَه تَراجع عن قوله الأول ( ،) ٦وسبب رجوعـه أنـه
عثرعلى ثلاثة نصوص ،استُعمل فيها ( صوّبه ) بمعنى ( صححه ) ،ومنه :ما نقله ابن
) . ( ١٧٣/٥٤ ) ( ١
( ) ٢بتشديد الياء ،وليس البيان والتبيين ) بياءين منقوطتين ،وأول من أشارإلى ذلك الفرنسي البارون
دي سلان .
) . ( ٥٢/١ ) ( ٣
( ) ٤القرارات المجمعية ص . ٢٠١
۱۱۰
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
لحون المتخاصمين
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
الجوزي في ( الأذكياء ) من قوله « :كان بعض العمال واقفًا على رأس أمير ،فأخذه البول
فخرج ،فلما جاء قال له :أين كنت ؟ قال :أَصَوِّب الرأي ،يعني :أنه لا رأي لحاقن » ) .
والذي يظهر -والله أعلم -صحة قولهم ( :ما ذكره المدعى عليه غير صحيح ،
والصواب ) ...وإن كان الأولى ،أن يقال ( :ما ذكره المدعى عليه غير صحيح ،والصحيح .) ...
يستعملون ( تعَهَّدَ له بالشيء ) بمعنى :عاهده عليه ،أي :حالفه قال أسعد داغر
وعاقده ،وهو استعمال لا دليل على صحته في كتب اللغة ،ففيها :تعهد الشيء وتعاهده
واعتهده ،أي :تفقده » ( ) ۳وقد سبقه إبراهيم المنذر ،فخطأ قولهم ( :يتعهد بعدم عرقلة
مساعيه ) ،والصحيح ( :يعاهده على عدم عرقلة مساعيه ) ،ويَرُدُّ الغلاييني رأي المنذر،
فيقول « :ومتى أشربَ الفعل معنى فعل آخر لمناسبة بينهما ،تَعَدَّى تعديته أو لزم لزومه
كما قدمنا ،فلا نرى من يقول ( تعهد له بكذا ) بمعنى ضَمِن له مخطئًا ؛ لأن ( ضَمِنَ)
تتعدى بالباء كما تتعدى بنفسها ،فما تَضَمَّن معناها فله حكمها » (. ) ٤
والصحيح أن استعمال ( تعَهَّدَ ) في معنى المعاهدة وإلزام الشيء إياه ،استعمال غير
معروف في اللغة قديمًا ،ولك أن تقول ( :عاهدت المدعي على دفع المبلغ ) ،أو التزمت
( ) ١ص . ٩٤
لس
( ) ٢ينظر :تذكرة الكتاب ص ، ٤١ونظرات في اللغة والأدب ص ، ۸ومعجم أخطاء الكتاب ص ، ٤٢١ومجلة
مجمع اللغة العربية بدمشق ( ) ٥٤٦/٧و( . ) ٥٣٨/٨
( ) ۳تذكرة الكاتب ص . ٤١
( ه ) قال الزمخشري في شرح الفصيح ( « : ) ٥٦٢/٢قولهم ( :فلان يتعهد ضيعته ) ،كقولهم :يفتقد ،أي :
يبصرها ويحفظها .والعامة تقول :يتعاهد ،والأول أجود ،وإنما قيل :يتعهد ؛ لأنـه يـعـهـد مـرةً بعد مرة ،
أي :يبصرها ويتأمل حالها » .وينظر كذلك :الصحاح ( ، ) ٥١٦/٢وأساس البلاغة ( . ) ٦٨٧/١
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث الثاني
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
- ۹۱حاز على«المال
في ( الصحاح) « :الحوز :الجمع ،وكل من ضم إلى نفسه شيئًا فقد حازه حَورًا
وحيازة ،واحتازه أيضًا » ( ، ) ٢فمن ذلك دعاوى ( استرداد الحيازة ) ،والأصل في الفعل ( حاز)
وقد يصلح التعدية بالحرف ( على ) كما في مثال المسألة ،ومثل قولهم ( :حاز المدعى
جرت مناقشات لغوية بين مصطفى جواد ورؤوف جمال الدين ،هـي مـن عيـون
المناقشات اللغوية في العصر الحديث ،ومن ذلك :ما أنكره جواد على رؤوف من استعماله
( قَسَّمَ ) متعديًا بحرف الجر ( إلى ) ؛ لأن ( قَسَّمَ ) عند جواد يتعدى بـ ( على ) لا بـ ( إلى ) ،
واستدل جواد بالقاعدة النحوية ،وما استعمله الفصحاء ،كالجاحظ وغيره ،إلا أن عددًا من
المعاصرين :غلطوا جوادًا فيما ذهب إليه ،ومنهم :تلميذه البصام ،فقال « :والصحيح أن
(إلى ) تحل محل ( على ) في مواضع عدة منها ( :قسم على ) فيقال ( :قسم إلى ) ،وربما عُدّي
هذا الفعل في بعض المواضع بـ ( في ) أو بـ ( الباء ) وربما استعمل له ( بين ) »( ، )٦ثم ساق عددًا
( ) 1ينظر :درة الغواص ص ، ١٦٩وقل ولا تقل ( ، ) ١٢٥/١ودراسات في فلسفة النحو والصرف واللغة
والرسم ص ، ١٧٢ومعجم أخطاء الكتاب ص ، ١٤٦والكتابة الصحيحة ص . ٦٩
) . ( ٨٧٥/٣ ) ( ٢
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
لحون المتخاصمين
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
من الشواهد ،فأما شاهد تعدية الفعل بـ ( إلى ) ،قول الثعالبي « :ثم إن هذا الكتاب المقرر
ينقسم إلى أربعة أقسام » ( ، )١وأما تعدية ( قسم ) بـ (في ) فكقول عروة بن الورد :
وأخسو قراح الماء والماء بارد ()٢ أقسم جسمي في جسوم كثيرة
وأما تعديته بـ ( الباء ) ،فمثل قول محمد بن حبيب « :وأما أهل المدر والحرث فكانوا
إذا حرثوا حرئًا أو غرسوا غرسًا ،خطّوا في وسطه خطا ،فقسموه باثنين » ( ، ) ۳وأما التعدية
بـ ( بين ) ،فمثل قول بعضهم « :لقد طعنته طعنةً لو قُسِمَتْ بين الناس لماتوا » (، )٤
وقد يُعدى الفعل ( قسم ) بنفسه بلا واسطة ،مثل قول ابن الخشاب « :وأما المعرفة
قلت :الأكثر على تعدية الفعل ( قَسَّم) بحرفي الجر ( على ) و( إلى ) ،وثمة مواطن لا
يسوغ أن يحل ( إلى ) محل ( على ) مثل قول بعضهم ( :قسمت الميراث على الورثة ) ،فلا
يصح أن تقول ( :قسمت الميراث إلى الورثة ) ؛ لأن مؤاده أنك قسَّمت الميراث أنصبة كعدد
الوارثين ،وجعلت لكل نصيبه ،ولا تقوم ( إلى ) مقام ( على ) في هذا المعنى مطلقًا .
قدمتها له
جاءت الاستشارة ) في هذه الجملة بمعنى بذل الرأي والمشورة القانونية ،وهو غلط،
والصحيح أن يقال ( المشورة ) بدلًا من ( الاستشارة ) ،فالاستشارة طلب الرأي والمشورة في
أمر تريده ،والمشورة :بذل الرأي للسائل والمستشير ،وبين اللفظين شأو بعيد ،وفرق كبير.
في
ملجقا
ا
اللحن
ضا
۱۱۳
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث الثاني
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
( الاستشارات ) في هذا الموضع صحيح ،ولا بأس فيه ،والمقصود به سماع الاستشارات
قدمت مشورةً لفلان ) ،أو التي تعرض من المستفيدين والسائلين ،والصحيح أن تقول :
( طلبتُ استشارة فلانٍ ) ولا يصح قولك ( :قدمت استشارة لفلان ) .
وأمر آخر في هذه الجملة أن ( أفاد ) و ( اسْتَفاد ) بمعنًى واحد ؛ ففي ( الأساس ) :
« أفذتُ منه خيرًا ،واستفدتُ » ( ، )١أما ( أفاد ) فهو من الأضداد ،تقول ( :أفذتُ الرجل
)(٢
مالًا ) بمعنى :أعطيته ،و ( أفذتُ درسًا ) أي :استفدت ( ، ) ۲قال الزعبلاوي « :إذا كانت
الإفادة ) بمعنى ( الإعطاء ) نصب الفعل مفعولين ،كقولك ( :أفدت الرجل خيرًا ) ،أما إذا
كانت ( الإفادة ) بمعنى ( الأخذ ) فلا ينصب الفعلُ إلا مفعولا واحدًا ،كقولك ( :أفدت من
) ؛ لأن
من مدمني شرب الخمر وكأنهم يقيسونه على ( واظب ) ،والصحيح ،أن يقال :
أدْمَنَ يتعدى بنفسه ،تقول :أدمن فلان الشيء ،إذا أدامـه » (ه) .
) . (٤٣/٢) ( 1
( ) ٢الأضداد ص . ٤١٠
١١٤
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
لحون المتخاصمين
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
ويَرُدُّ هذا الرأيَ ما جاء في ( أساس البلاغة ) « :وفلانٌ مدمن خمر لا يقلع عن
شُرْبِها ،وهو يدمن شُرْبَها ،وأدمن الأمر وأدمن عليه :واظب » ( )۱؛ فالزمخشري عَدَّى
الفعل بنفسه وبحرف الجر ( على ) ،وأنت خبير بأن ( الأساس ) من المعجمات المقدمة في
هذا الباب ،وامتاز عن غيره ،ببيان ما هو مجاز وما هو استعارة ،ومما يُرَدُّ به أيضًا :أنَّ
الفعلَ ( أَدْمَن تَضَمَّنَ معنى الفعل ( داوم ) و( واظب ) ،وكلا الفعلين يصح تعديته بحرف
ولذلك فيصح لك قول ( :أدمن شرب الخمر بتعدية الفعل بنفسه ،أو تقول :
كذا وكذا )
) ؛ لأن
ومثل ( أدمن ) تجد زهدي جار الله يُخطئ من يقول ( :خشي فلان من الفقر
الفعل ( خشي ) يأتي متعديًا بنفسه ،وحجته وغيره في ذلك اكتفاء كثير من معجمات
اللغة بهذا الاستعمال ،ولم يَرِدْ أن الفعل ( خشي ) لازم لا يتعدى إلا بواسطة ،واستندوا
إلى كثير من الآيات القرآنية ،التي ورد فيها ( خشي ) متعديًا بنفسه ،مثل قوله تعالى :
وَتَخشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخشَهُ ﴾ [ الأحزاب ] ٣٧ :إلا أن الفعل ورد متعديا بحرف الـجـر ( من )
في ( الأساس ) ،قال الزمخشري « :وخشي الله ،وخشي منه » ( ، )٤وذكر الزعبلاوي نكتـةً
في
اللحن
ملجقا
ا
لطيفةً في المواطن التي يستعمل فيها ( خشي ) لازمًا ،ومتعديًا ،فيراجع (ه) .
لء
س ضا
).(599/1) ( 1
) . ( ١٩٢٣/٤ ) ( ٢
١١٥
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث الثاني
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
وعلى كلَّ ،ظهر لك صحة الوجهين ،وليس كل ما ذكره صاحب ( الكتابة الصحيحة ) من
نظراته ) يوافق زهدي جار الله ،في جمهور ما يقرره . تقريرات ،هو صحيح ،والكرباسي في
يستعملون ( يطاله ) بمعنى يتناوله النظام ،ويرتب عليه حكمًا من الأحكام ،قال
الزعبلاوي « :قالوا ( :هذا فعل يطاله القانون ) و ( هذه جرائم يطالها القانون ) ،والكتاب
يحسبون أن في اللغة ( طاله يطاله ) بهذا المعنى ،وليس الأمركذلك ...ولذا وجب أن يقولوا :
( هذا عمل يطوله القانون ) و ( هذه جرائم يطولها القانون ) ،وليس في العربية ( يطاله )
البتة » ( ، ) ٢وقد أجاز مجلس مجمع اللغة العربية بدمشق بناء المضارع من ( طال ) على
( يطال ) على التضمين ،والأجود عندهم ( يطول ) ،وتأملت قرار المجلس ،والأبحاث التي
بني عليها القرار ،فلم أجد فيها ما يدعو إلى استعمال يطاله ) محل ( يطوله ) .
)3
٩٧لم يستطع أن يثبت دعواه طيلة الجلسات الماضية (
في ( الصحاح) « :والطَّوَال بالكسر :جمع طويل ،والطَّوَال بالفتح ،من قولك :لا
أكلمه طوال الدهر ،وطول الدهر بمعنى » ( ، ) ٤فأما ( طيلة ) فهى بمعنى العمر ،قال
المغربي « :عجبًا لهذا الحظ الذي رزقته كلمة ( طيلة ) فإن الناس أولعوا بها إلى ما وراء
خطأ ،أو هو على الأقل غير مطابق للاستعمال الفصيح ؛ فإن أهل اللسان إنما يعرفون
( ) 1ينظر :معجم أخطاء الكتاب ص ، ٣٧٢ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ) ٥٠٣/٩٠و ( ) ٥٦٦/٩٢و( . ) ٥٧٠/٩٢
( ) ۲معجم أخطاء الكتاب ص ۳۷۲
( ) ۳ينظر لغويات ،وأخطاء لغوية شائعة ص ، ٧٢ومعجم أخطاء الكتاب ص ، ۳۷۳ومعجم الأخطاء
الشائعة ص ، ١٥٨وأخطاء ألفناها ص ،١٠٢ومعجم الصواب اللغوي ص ، ٥١٢ومجلة مجمع اللغة
العربية بدمشق ( ) ٢٤ / ١٦و ( ) ٩٣٥/٨٧و( . ) ٧٣٩/٨٩
) . ( ١٧٥٤/٥ ) ( ٤
١١٦
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
لحون المتخاصمين
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
وعلى هذا الرأي ،لا يصح أن تستعمل لفظة ( طوال ) ؛ لأنها جمع ( طويل ) ،ولا
لفظة ( طيلة ) ؛ لأنها بمعنى العمر.
لكنَّ النجار له رأي مليح في ( طيلة ) فيقول « :وقد يمكن تخريجه ،فقد ورد في اللغة
( الطيلة ) للعمر ،يقال :أطال الله طيلته في هذا المعنى ،وروى بيت القطامي :
وإن بليت وإن طالت بك الطَّيَل ()۱ إنـا مـحـيـوك فاسلم أيها الطلل
بروايتين :الصّيل ،والطول ،فالطيل جمع الطيلة ،والياء أصلها الواو ،وقد أعلـت في
الجمع لاعتلالها في الواحد كحيلة وحيل ،والطيل :واحدها طِوَلة كعنب وعِنَبة ،وكلاهما
معناهما العمر ،ومن السهل الميسور التوسع في العمر وإطلاقه على المدة في معناها
وأصح من هذا التأويل ،ما جاء في ( التاج ) عن الزجاج « :طالَ طِيَلُكَ ،وطِوَلك :أي :
طالت مُدَّتك ،أو عُمُرُك » ( ، )۳فيكون لـ ( طيلة ) معنى ثانٍ هو المدة ،وهذا النقل قاطع في المسألة .
ومما تقدم يصح لك أن تقول ( :لم يستطع أن يثبت دعواه طيلة الجلسات
في ( اللسان ) « :ويقال :هما يتراوحان عملًا ،أي :يتعاقبانه ،ويَرْتَوِحان مثله » (ه) ،
في
ملجقا
ا
اللحن
وإذا قلت ( :تراوح الرجلان هذا العمل ) ،أي :إذا فعلاه هذا مرةً ،وهذا مرةً ،ففي مثال
لء
س ضا
( ) ۱المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر ،لضياء الدين ابن الأثير ( . ) ٢٢٥/٢
( ) ۲لغويات ،وأخطاء لغوية شائعة ص . ٧٢
) . ( ٣٩٥/٢٩ ) ( ٣
( ) ٤ينظر :مغالط الكتاب ص ، ٥٠ومعجم أخطاء الكتاب ص ، ٢٤٣ومعجم الأغلاط اللغوية المعاصرة ص ، ٢٧٥
والقرارات المجمعية ص ، ۱۸۰وقرارات مجمع اللغة العربية بدمشق في الألفاظ والأساليب ( ، ) ٢٠/١ومجلة
مجمع اللغة العربية بدمشق ( ) ٢٤٧/١و ( ، ) ٥٤٥/٨٩ومجلة مجمع اللغة العربية بالقاهرة ( ) ٢٨٣/٢
) . ( ٤٦٥/٢ ) ( ٥
۱۱۷
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث الثاني
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
الباب ،لا معنى للتراوح ؛ لأن الفاعل في أمثاله إنما يكون مثنّى أو جمعًا ،ولا يصح مفردًا ،
فلا تقول ( :تراوح الرجل في هذا العمل ) ،وقد منع كثيرمن المحققين استعمال ( تراوح )
في مثال الباب ونظائره ،قال العوامري « :فأنتَ قد فهمت مما سقناه لك من نصوص
أن معنى ( التراوح ) هو أن يتعاور عاملان أو أكثر أمرًا ،فتارةً يتناوله هذا ،وتارةً ذاك ،فما
أبعد الفرق بين هذا المعنى ،ومعنى قولهم ( :تراوح الشيء بين كذا وكذا ) ،وما أبعد
ما بين التركيبين أيضًا ،ويمكن أن يُستبدل ( بتراوح ) في عبارة الناس نحو ( :تذبذب ) ،
فيقال ( :تذبذب السعر مثلًا بين كذا وكذا ) ،أو ( تردد بين كذا وكذا ) » ( ، )١وجاء تعريف
المراوحة من الفعل ( راوحَ ) في ( اللسان ) بقوله « :والمراوحة :عملان في عمل ،يعمل ذا
مرة ،وذا مرة ...وراوح بين رجليه ،إذا قام على إحداهما مرةً ،وعلى الأخرى مرةً » ( ، ) ٢غير
أن مجمعي القاهرة ودمشق أجازا استعمال ( تراوح ) في هذا المعنى ،وجاء في قرار مجمع
- 1أن تراوح ) في معنى ( راوح ) ،تنظيرًا بينه وبين ما ورد في اللغة من صيغ الزوائد المتعاقبة .
راوح بين الأمرين ) وإن كان لازما في من باب المطاوعة ؛ لأن قولهم : ٢-أن ( تراوح
الظاهر ،فهو متعد في المعنى » ( ، )۳وأجيب عنه :بأن الوجة الأول لا دليل عليه ،وأما الوجه
الثاني :فالفعل ( راوح ) لازم ،وتراوح ) متعدٍ ،فلا يمكن حمل الأخير ليكون مطاوعـا لـلأول ،
والحال هذه .
وسيم العقارفي السنة الماضية بما يتراوح ومما تقدم لا يصح ما ورد في المثال :
من خمسة ملايين ريال إلى ستة ملايين ريال ) ،والصحيح أن يقال ... ( :بما يراوح من
خمسة ملايين ريال إلى ستة ملايين ريال ) ،أو ( ...بما يتردد من خمسة ملايين ريال إلى
ستة ملايين ريال ) ،أو ( ...من خمسة ملايين ريال إلى ستة ملايين ريال ) .
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
لحون المتخاصمين
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
في هذا الاستعمال جاء الفعل ( ترتّب ) بمعنى بني ،واستعمله الفصحاء ؛ ففي ( صبح
الأعشى ) « :أو الأمر الذي ترتب عليه الصلحُ » ( ) ٢أي :بُني ،وأصل مادة ( رَتَبَ ) بمعنى
الثبات ،قال الزّبيدي ( « :رتب ) الشيءُ يَرْتُبُ رُتُوبًا ثَبَتَ ) » ( ،)۳وخـطـأ الزعبلاوي مــن
يُعدي الفعل ( ترتب ) بحرف الجر ( عن ( ليكون بمعنى ( تولد ) وذلك مثل قولهم ( :ويترتب
عن اجتهاد الطالب نجاحه ) ،والصحيح عنده ( والنجاح بني على اجتهاد الطالب ) .
ثم اعلم أنه لا جناح عليك في استعمال ( ترتَّب ) بمعنى ( بني ) بالبناء للمجهول ،كما
في قولهم ( :سبب سجن موكلي أداء المدعى عليه اليمين التي ترتب عليها الحكم) .
في ( الأساس ) « :حَوَيتُ المال حَوَايةً ،واحتويته لنفسي ،وتَحَوَى الشيءُ :تجمع » (ه ) ،فأما
الفعل ( حوى ) فيأتي متعديًا بنفسه ،فتقول ( :حَوَيتُ ما لا ) أي :جمعته ،وأما ( احتوى ) ،
فيأتي الفعل منه متعديًا ،ويأتي لازمًا ،وبينهما فرقُ لطيف ،قال الأديب أبو السامي
الرافعي « :أما احتواه ) و ( احتوى عليه ) فكلاهما صحيح ،غيرأن الأول حقيقة ،والثاني على
تحتوي هذه الرسالة ثلاثة فصول ) المجاز» ( ، )٦فإن متعديًا كان بمعنى الجمع مثل قولك :
في
ملجقا
ا
اللحن
لءضا
) . ( ١١/١٤ ) ( ٢
۱۱۹
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث الثاني
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
ولم نقل ( :على ثلاثة فصول ) ،وإن كان لازمًا وهو المتعدي بحرف الجر ( على ) فهو من باب
المجاز الذي عناه الرافعي ومن قبله الزمخشري ،ويشهد له الهمذاني بقوله « :احتوى عليه
وعلى هذا التفريق ،الأولى قولك ( :يحتوي البيت أربع غرف ) أو ( البيت حاوِأربع
(د )
الأساس ) « :وبان لي الشيءُ ،وتبيَّن ،وبيَّن ،وأبَانَ ،واستبان ،وبيَّنته ،وأبنته ، في
وتَبَيَّنته ،واستَبَنْتُهُ » ( ، )۳قال المعلم شاكر شقير « :واسْتَبان الأمر :ظهر واستبنته
أنا طلبت ظهوره ،أو عرفته بدلائل » ( )٤ويأتي الفعل ( بان ) لازمًا ،وأما ( أبان ) فيأتي
لازمًا ومتعديًا إلى مفعوله ،ومثله الفعل ( استبان ) ،فتقول ( :اسْتَبَان الشيء ) إذا ظهر
المعتل العين هو الناس ،فجمهور الصرفيين ينكرونها ؛ لأن الأصل في مصدر ( استفعل
الإعلال ،وقد أجاز مجمع اللغة العربية بالقاهرة صحة قولك ( اسْتِبْيَان ) قياسًا على
( استجواب ) و ( استرواح ) ،إلا أن تسويغه في ( اسْتِبْيَان ) فيه نظر؛ فلا يقاس على شاذ .
( ) ٢ينظر :أساليب العرب في صناعة الإنشاء ص ، ٨٢ومعجم أخطاء الكتاب ص ، ٦٧ومعجميات ص ، ٣٤
وأشتات في الأدب واللغة ص ، ٤٠ومعجم تصحيح التصحيح ص . ٢٣
) . ( ۸۸/۱ ) ( ۳
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
لحون المتخاصمين
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
بمعنى :قاربت خمس سنوات ،ورأيتُ هذا الاستعمال في أحد الضبوط القضائية
فاستحسنته ،ويظنُّ بعض الناس أن الفعل ( ناهز) بمعنى انتهى إليه ،أو جاوز مثل
قولهم ( :ناهَزَ فلانُ الخمسين ) إذ المعنى :قاربها ،وليس المعنى :تجاوزها ،أو انتهى من
سنته الخمسين ،وفي ( الأساس ) « :وناهز الصبي للفطام والحلم :قارب ،قال :
وناهز للخمسين » ( ، ) ۳ولذلك فالفعل ( ناهز) بمعنى قارب ودنا ،وليس بمعنى
تَرِدُ بمعنى أكسب ،وأفاض ،وأسبغ ،والنحويون مختلفون في التعدية بالهمزة بين
القياس والسماع في الفعل اللازم والمتعدي ،فقال قوم :إنها سماع في اللازم والمتعدي
وهو منسوب إلى المبرد ،وقال الآخرون :بل يجري القياس فيهما ،وفريق ثالث يرى أن
التعدية بالهمزة قياس في اللازم سماع في المتعدي ،وهو رأي سيبويه ،وابن هشام (ه) .
وأول من أنكر ( أضفى ) من المعاصرين الكرملي ؛ لزعمه أنها لم ترد في كلام العرب ،
وقد ردّ جواد قول الكرملي في موضعين في ( مجلة اللغة بدمشق ) ،ومما قال « :أما ( أضفى
عليه ) فمعلوم سبب استعمال ( على ) معه من حيث كون الإضفاء ،آتيا من أعلى
في
اللحن
ملجقا
ضا ا
لء
121
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث الثاني
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
الشيء ،ولكنَّ بعض النقاد اللغويين المعاصرين أنكر وجوده في اللغة ،بشبهته أن كتب
اللغة لم تذكره ،مع أن إدخال الهمزة على الثلاثي اللازم للتعدية قياسي متعالم ،تقول :
( ضفا الثوب يضفو ضفوا :أي :صبغ ،وأضفاه الخياط ) وقد استعمله الفصحاء ،قال أبو
إسحاق الصابئ -كما في رسائله « : -ولا سلبك ما أضفت عليك الإمامة من مرضاتها » (. )1
ومما تقدم يصح استعمال ( أضْفَى ) بمعنى ( أَسْبَعْ ) ؛ تبعًا لـرأي سيبويه في جواز
)
١٠٤-صرف هذا المبلغ
للبولسي كتاب اسمه ( :مغالط الكتاب ،ومناهج الصواب ) في أزيد من مئة وثلاثين
صفحة ،لخَّصَ فيه آراء اليازجي وأحكامه على الأساليب والألفاظ في مجلته ( الضياء ) ،
وربما استدعى المقام أن يضيف شيئًا بحسب ما تقتضيه الحاجة ،وقد غلط استعمال
الكاتبين للصرف بمعنى الإنفاق ،فقال « :صرف هذا المبلغ في مشترى الكسوة ،وهذا
مصروف كبير ،والصواب أنفق هذا المبلغ ،وهذه نفقة كبيرة » ( ،)۳وكذلك هو رأي داغرفي
( تذكرته ) ،لكنَّ القول المنقود صواب ،قال ابن فارس « :وتصريف الدراهمفي البياعات
المصباح المنير) « :وصرفت المال :أنفقته » (ه) . كلها :إنفاقها » ( ، )٤وفي
قلت :لا وجه لما استند إليه المانعون ،والصحيح :أنه استعمال فصيح صريح .
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
لحون المتخاصمين
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
ومثله قولهم ( :آمل أن تبعثوا المعاملة إلى ، ) ...فهل يُعدّى الفعل ( أرسل ) و( بعث )
الأول :إذا كان مفعولُ ( أرسل ) و( بعث ) شخصًا ،قلت ( :أرسلت محمدا ) أو ( بعثت
بعثت إليه بهدية ) أو ( أرسلت إليه محمدًا ) فتعدّي الفعل بنفسه ،وإذا كان شيئًا ،قلت :
بهدية ) ،قال الحريري « :ويقولون :بعثت إليه بغلام ،وأرسلت إليه هديةً ،فيخطئون
فيهما ؛ لأن العرب تقول فيما يتصرف بنفسه بعثته وأرسلته ،كما قال تعالى ﴿ :ثُمَّ أَرْسَلْنَا
رُسُلَنَا ﴾[ المؤمنون ، ] ٤٤ :وتقول فيما يحمل :بعثت به وأرسلت به ،كما قال سبحانه وتعالى
عن ( بلقيس) ﴿:وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِم بِهَدِيَّةِ﴾ [ النمل ، ) ٢( ] ۳۵ :وتبعه من النقاد المعاصرين :
بل حكاه محمد أبو الحسن اتفاقًا عند أهل اللغة ،وقد وَهِمَفي حكاية الاتفاق ،ومما قاله
جواد « :قل :بعثت إليه بكتاب وبهدية ،ولا تقل :بعثتُ إليه كتابًا ،وبعثتُ إليه هديةً ؛
وذلك لأن الكتاب لا ينبعث بنفسه ،أي :لا يسيربنفسه ،ولأن الهدية لا تنبعث بنفسها ،
أي :لا تسير بنفسها ،فينبغي أن يكون معهما مبعوث ،وهو المفعول المُقَدَّر؛ لاشتهاره
ولتساوي وجوده وحذفه في إفادة السامع والقارئ فالتقدير بعثت إليه رجلًا بالكتاب
ملجقا
ا
اللحن
ضا
( ) 1ينظر :درة الغواص ص ۱۲۸ولف القماط ،لأبي الطيب صديق بن حسن خان ص ، ١١٨ولغة الجرائد
لء
س
١٢٣
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث الثاني
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
القول الثاني :يجوز قولك ( :بعثت إليه برسالة ) أو ( بعثت إليه رسالة ) بتعدية
الفعلين ( بعث ) و( أرسل ) بنفسهما أم بحرف الباء ،وإن كان الأول أفصح ،وجواز قولك :
( أرسلت إليك رجلًا ) أو ( أرسلت إليك برجل ليساعدك ) بتعدية الفعلين ( بعث )
و ( أرسل ) بنفسهما أم بحرف الباء ،وإن كان الأولُ أفصح ،وهو اختيار بعض المعاصرين ،
كالبصام ،قال « :على أن قولهم ( :بعثت إليه كتابًا ) ونحوه جائز مقبول ،وإن كان دون
المقرون بالباء فصاحةً ،وذلك خلافًا للحريري وغيره » ( ) ۱وقال أيضًا « :جواز ( :بعثت
إليك برجل ليساعدك ) ونحوه ،فإن كان المبعوث يستطيع الانبعاث بنفسه ،فإسقاط
ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِم مُّوسَىٰ بِشَايَتِنَاإِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَايْهِ ) الباء منه هو اللغة المختارة ،جاء في التنزيل :
[ الأعراف ] ۱۰۳ :على أن دخول الباء عليه ،جائز مقبول ،خلافا للحريري » (. )٢
القول الثالث :إذا كان المبعوث به مع غيره شخصًا كان أو شيئًا ،تلزمه الباء ،فتقول :
( بعثت إليك بولدي ) إذا أرسلته مع غيره ،و ( بعثت إليك بكتابي ) ،فإذا كان المبعوث به
ـده ،عديت الفعل نفسه ،فتقول ( :أرسلت إليه هديةً ،ولا فرق بين المبعوث إن كان
شخصًا أو شيئًا ،وهذا قول ابن منظور في ( لسان العرب ) ( ، ) ۳وابن برّي في حاشيته على
( درة الغواص ) ( ، )٤وانتصر لهذا القول من المتأخرين الغلاييني ،وتبعه الزعبلاوي ،قال
الغلاييني « :قد التبس الأمر على الأستاذ ( يعني :إبراهيم المنذر فالمسألة ليست مسألة
شخص أو شيء ،وإنما هي مسألة مبعوث وحده ،أو مبعوث به مع غيره ،فالمبعوث بـه مـع
غيره شخصًا كان أو شيئًا ،تلزمه الباء ،تقول ( :بعثت إليك بولدي ) إذا أرسلته مع غيره
كما تقول ( :بعثت إليك بكتابي ) وذلك أن ( بعث ) تقتضي مبعوثًا ،فإن كان مرسلًا وحده
( ) ٤ص . ٧٤٢
( ) ٥نظرات في اللغة والأدب ص . ٦٥
١٢٤
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
لحون المتخاصمين
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
قلت :ساق البصام شواهد عدة ،تؤيد ما ذهب إليه ،وأختار منها مثالين :
الأول :ما جاء في ( وفيات الأعيان ) « :ثم إن محمدًا ساءت حاله ،فتحوّل عن جواره ،
فبلغ ابن حميد ذلك ،فبعث إليه عشرة آلاف درهم » (. )1
الكامل ) للمبرد « :فإذا كان في رأس الحول ردّهم إلى أهليهم وبعث والآخر في
بمثلهم » ( ، )٢وغيرها كثيرمن جوازإلحاق الباء إذا كان المبعوث رجلاً ،ومن جواز حذف الباء
إذا كان المبعوث شيئًا غير رجل كالرسالة والكتاب ،وقد أكثرتُ الكلام في هذه المسالة ،ولولا
مجاوزتي للحد لسقت أدلة كل قول ،وقد بسطت المراجع في أول الباب ،فلتراجع لمن رغب .
استعمال (على ) بعد ( أجاب ) عند طائفة من المعاصرين ليس خطأ في النثر
واستعماله في الشعر جائزُ لا يعاب ،هذا رأي تقي الدين الهلالي في ( تقويم اللسانين )(، )٤
غيرأن أسعد داغر وجوادًا وزهدي جار الله والعدناني ،يُخَطَّئون من يُعدي الفعل ( أجاب )
بحرف الجر ( على ) ،والصحيح عندهم التعدية بحرف الجر ( عن ) فتقول ( :وطلب
المدعى عليه مهلةً للإجابة عن دعوى المدعي ) وتقول ( :وجوابـا عـن ملاحظات محكمة
الاستئناف ) والحجة عندهم :أن المسموع عن العرب تعدية الفعل بحرف الجر ( عن ) لا
بحرف الجر ( على ) ،ولأن معنى الفعل ( أجاب ) يستوجب استعمال ( عن ) ؛ لإفادة الإزاحة
والكشف والإبانة ،ولا يصلح مع الفعل ( أجاب ) استعمال حرف الجر (على ) التي هي
ملجقا
ا
اللحن
) . ( ٦٠٦/٢ ) ( ٢
ضا
( ) ۳ينظر :تذكرة الكاتب ص ، ٣٢وقل ولا تقل ( ، ) ٧٤/١ودراسات في فلسفة النحو والصرف واللغة والرسم
لء
س
١٢٥
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث الثاني
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
للظرفية الاستعلائية ،وزاد جواد بقوله « :ولا تستعمل ( على ) مع هذه العبارات إلا
للظرفية ،يقال ( :أجاب المسؤول عن السؤال على ورقة واحدة ) وجاء في كلام ابن جبير
الرحالـة يـصـف واعظًا سأله الحاضرون على رقاع ،ودفعت إليـه عـدة رقـاع فـيـهـا ،فجمعـهـا
ويرى آخرون صحة حلول ( على ) محل ( عن ) على التضمين ،وهو رأي البصام وأبو
السعود ،واختاره مجمعا دمشق والقاهرة ،وساق البصام على عادته ،شواهد عدة لصحة
هذا الاستعمال ،وكلها مثل الشمس ،منها :ما قاله ابن جني « :وقد كان أبو علي رحمةالله كتب
إلي من حلب -وأنا بالموصل -مسألةً أطالها في هذه اللفظة ،جوابًا علـى ســؤالي إياه عنهـا » (، )٢
وفي ( الأغاني) قول لبعضهم « :إنه أراد العبث بك ،وهو نبطي فأجبـه عـلـى هـذا » ( ، )۳وقد سمى
أبو الثناء الألوسي أحد كتبه بـ ( الأجوبة العراقية على الأسئلة الإيرانية ) .
قلت :يجوز أن يتعدى الفعل ( أجاب ) بنفسه ،فتقول ( :سألني فلان ،وأجبت
الاستئناف ) ويجوز أن يتعدى بحرف الجر ( على ) فتقول ( :وجوابًا على ملاحظات
محكمة الاستئناف ) ،ولا يصح التثريب على من عدّى الفعل بالأداة ( على ) .
)4
١٠٧-فأذنت له الدائرة بسؤال خصمه المدعى عليه (
( أذن بالشيء ) بمعنى :عَلِمَ به ،وليس بمعنى الإباحة والسماح ،هذا هو رأي بعض
ويقولون ( :أذن وزهدي جار الله ،قال داغر منهم :داغر ،والعدناني المعاصرين
أذن بالشيء ) :عَلِمَ به ،وأذن له في الشيء ) أباحه له ، له بالتكلم ) ،وفي كتب اللغة :
126
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
لحون المتخاصمين
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
وهو مُتَعَقِّبُ ؛ فإن ( الباء ) تقوم مقام (في ) الظرفية ،وتتضمن معناها ؛ قال
) أي :في دخول الجنة ، « :حتى إذا نُقُوا وهُذَّبوا ،أُذن لهم بدخول الجنة رسول الله
كليلة ودمنة ) « :فأذن له بالذهاب نحو الصوت » () ٢ واستعمله كثير من الفصحاء ؛ ففي
فقولك ( :فأذنت له الدائرة بسؤال خصمه ) ...صحيح مستقيم ،ولا وجه لهذه التخطئة .
الثانية ()٣
يُخَطَّى زهدي جار الله تعدية الفعل ( منع ) بحرف الجر ( عن ) والصحيح عنـده :أن
يُعَدَّى الفعل بحرف الجر ( من ) ،فتقول ( :امتنع من الإجابة ) ،واستدل بقوله تعالى :
يَتَأَبَانَا مُنِعَ مِنَا الْكَيْلُ﴾ [ يوسف ] ٦٣ :وقد استعمل هذا الأسلوب عدد من الفصحاء قديما ،
الأساس ) « :منعه الشيء ،ومنعه منه ، إلا أن ما ذكره زهدي وغيره لا يسلم به ؛ ففي
وعنــه » ( ، )٤وعلى ذلك فيجوز لك أن تقول ( :امتنع من الإجابة ) أو ( امتنع عن الإجابة ) .
يُخطئ زهدي جار الله ،والعدناني من يُعَدِّي الفعل ( عَرِيَ ) ومشتقاته بـ ( عن ) ،
ملجقا
ا
اللحن
لءضا
( ) 1أخرجه البخاريفي الأدب المفرد ،باب الظلم ظلمات ،رقم الحديث . ) ٢٤٥/١ ( ، ٤٨٦ :
س
( ) ٢ص . ٢٩
بما جاء في معجمات العربية ،وكلام الفصحاء ،ففي ( مقاييس اللغة ) « :قد عَرِيَ من
جملةً من الفصحاء ،أدخلوا حرف ( عن ) على الفعل ،منهم القلقشندي في ( صبح الأعشى ) إذ
قال « :ولذلك اختصت بالملوك دون غيرهم ،بخلافِ ( والمرسوم له بكذا ) فإنه عار عن ذلك » ( ، ) ٤
المثل السائر من قوله « :واعلم أن هذا الضرب من الكلام هو ضد وكذلك ابن الأثيرفي
الفصاحة ؛ لأن الفصاحة هي الظهور والبيان ،وهذا عار عن هذا الوصف » ( ) ،وهذا الاستعمال
فاش عند كثير من الفصحاء ؛ ولذا الأفصح ،قولك ( :ما ذكره المدعي عار من الصحة ) وإن
فهو صحيح أيضًا ،واستعمله كثير من أرباب البيان قلت ( :ما ذكره المدعي عار عن الصحة
نقل السيوطي كلام حمزة بن الحسن الأصبهاني « :والثَّورإنما سُمي ثَورًا ؛ لأنه يُثير
الأرض ،والثوب إنما سمي ثوبًا ؛ لأنه ثاب لباسًا بعد أن كان غزلًا ،حسيبه الله ! » ،ثم علق
السيوطي بقوله « :كذا قال » ( ، )٦أي :كذا قال حمزة بحذف فاعله ،ويكثرفي كلام الكتاب
ذكر الفاعل في مثل هذا الأسلوب ،ففي ( أمالي القالي ) « :ويقولون :مائقُ دائق ،فالدائق :
الهالك حمقا ،كذا قال أبو زيد » (. )۷
) . ( ٢٩٦/٤ ) ( ١
١٢٨
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
لحون المتخاصمين
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
وعلى ما تقدم ،ما اعتاده القضاة في ضبوطهم من قولهم ( :هكذا أجاب ) ،أو ( هكذا أجاب
هكذا أقَرَّ
) ،وهكذا قرَّر
). -١١١
في الصحاح « :وأقرَّ بالحق :اعترف به .وقرَّرَه بالحق غيرُه حتى أَقَرَّ» ( ،)١و (أقَدَّ
) و( قَرَّرَ)
من مادة لغوية واحدة ،وهي ( ق ،رر) ،والأُولى تأتي على ( أَفْعَلَ ) ،والأخرى على ( فَعَلَ)
بتضعيف العين ،فأما ( أقَرَّ) فتأتي على سياق الإقرار والاعتراف بالشيء ،مثل قوله ( :أَقَرَّ
المجرم بجريمته ) ،وتأتي كذلك بمعنى الإجازة والإباحة ،مثل قوله ( :أَقَرَّ المدعى عليه كلام
وكيله ) ،وأما ( قَرَّرَ) فتأتي بمعنى التوكيد والتثبيت والتحقيق ،فتقول مثلًا ( :فإذا تَقَرَّرَ
وفي لغة القضاء يناسب أن تضع لفظة ( أقَرَّ) في هذا المثال ( :أجاب المدعى عليه
وكالة بقوله :لا مانع لدى موكلي من سداد المدعي المبلغ المطالب به خلال مدة قدرها
سنة كاملة ،هكذا أقرَّ ،وأما موضع اللفظة الأخرى ( قَرَّرَ) فتأتي غالبًا في لغة القضاء في
موضع استئناف الكلام ،مثل قولنا ( :ثم قَرَّرَ المدعى عليه بقوله ) ،إذ ليس في هذا المثال
اعتراف أو إقرار ،وهذا التوجيه هو المناسب للتفريق بين الكلمتين في الدلالة .
الشيء وائتنفه أخذ أوّله وابتدأه ،وقيل :استقبله » ( ، ) ۳ومصطلح الاستئناف عند
).(V9./5) (1
١٢٩
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث الثاني
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
الفقهاء ،يمكن تعريفه بأنه :البدء بالماهية الشرعية من أولها بعد التوقف فيها ،
وقطعهاالمعنى خاص ( ، ) ۱ومراد أهل اللغة من تعريف ( استأنف ) ؛ أنه ابتداء الكلام
موصولًا بغيره مما تقدم ،لا بمجرد الاستمرار فيه ،ولأمير الدولتين كلام نفيس أسوقه
بتمامه « :ممـا تـواضـع عـلـيـه الكتّاب ورجال القضاءفي هذا العصر ،استعمالهم الاستئناف
استأنف فلان العمل ) يريدون : بمعنى :الرجوع إلى الأمر بعد الانقطاع عنه ،فيقولون :
أنه رجع إلى العمل بعد تركه إياه ،والوجه أن يقال :عاد إلى العمل أو رجع إلى العمل ،
ويقولون فيما يتعلق بالأمور القضائية ( :استأنف فلانُ القضية ) بمعنى :أنه حوّلها من
المحكمة الابتدائية إلى المحكمة التي تعلوها ،وذلك ليس بصواب ؛ لأن الاستئناففي اللغة
هو الابتداء ،فإذا قلت :استأنف فلانُ القضية فكأنك قلتَ ( :ابتدأ القضية ) لا حوَّلها
من محكمة إلى أخرى ... ،فالوجه أن يُقال ( :عودُ القضية أو عيادها ) بدل استئنافها ،
وأن يُسَمّوا المحكمة التي تُحوّل القضايا إليها ( محكمة الفصل ) ؛ لأن الفصـل مـن أخـص
قلتُ :من تأمل الأمر الذي أنشئت من أجله محكمة الاستئناف؛ لأَمْكَنَ أَن يَصْدُقَ
معنى ( استأنف ) عليه ،فاستئناف القضية ليس معناها إعادة النظر في موضوع الحكم
فحسب ،بل ابتداء المرافعة لدى محكمة الاستئناف من جديد ،وربما صدر فيها حكم
مغاير لحكم المحكمة الأدنى ( ، )۳وفي ( المعجم الكبير) الذي أصدره مجمع اللغة بالقاهرة :
« استأنف الحكم طلب إعادة نظر موضوع الدعوى أمام هيئة أعلى » (. )4
( ) ۳احتج بعضهم على ورود ( الاستئناف ) في كلام المتقدمين ،ومنه ما جاء في تبصرة الحكام لابن
فرحون ( ) ٢١٢/١من قوله « :وذكر أنه سمع مالكًا يقول في قاض من قضاة المدينة أُتِيَ بِكُتُبأقضية
مُختلِطةٍ قد تقادم شأنها واختلف أمرها فقطعها وأمر الخصمين بالاستئناف ،فرأيت مالكًا أعجبه
ذلك ،ورأى أنه قد أصاب » ،قلتُ :ليس في هذا النص دليل على اللفظ الموضوع له في هذه الأيام ،
وإنما الغاية في معنى ( الاستئناف ) أن يبدأ القضية من جديد لدى قاض آخر.
) . ( ٤٥٣/١ ) ( ٤
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
لحون المتخاصمين
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
ويتلخص مما تقدم أن استعمال بعض القضاة ( :ثم استأنف بقوله ) ،ويضيف
بعد ذلك أحد الخصمين شيئًا على كلامه السابق أنه استعمال عربي صحيح ،وأميلُ
إلى أن استعمال استأنف المحكوم عليه القضية في محكمة الاستئناف ) صحيح يوافق
بعض اللغويين المتأخرين ينكر مجيء ( الإضافة ) بمعنى الزيادة ؛ لأن ( الإضافة )
عنده ،بمعنى النسبة ،ومنه المضاف والمضاف إليه في النحو ،أو بمعنى الميل إليه ،وفي
( التاج ) ( « :وضَافَ ) إليه ( :مَالَ ) ودنا ،وكذا ضَافَ السهم عن الهدف :إذا عَدَلَ عنه » (، )٢
الإضافة ) بمعنى الضم والزيادة في بعض المعجمات ،ففي ( المصباح المنير) لكن وردت
ولذا قول بعض القضاة ( :وأضاف بقوله ( بمعنى :يُضَم إلى قوله السابق ،ويُلْحَقُ
استطرد ) بهذا المعنى عند النقاد المعاصرين ،قال اليازجي « :ويقولون لا أصل للفعل
استطرد العمل ،واستطرد الحديث ،أي :تابعه ومضى فيه ،وليست اللفظةفي شيء من
في
اللحن
مجا
القضاء
هذا المعنى ،والذي في كتب اللغة ،يقال :استطرد الفارس للفارس ،إذا أراه أنه منهزم
لس
أمامه ،فإذا تبعه وانفرد عن الصف ،عطف عليه فطعنه ،واشتهرفي كلام المولدين ،
( ) 1ينظر :معجم أخطاء الكتاب ص ، ٣٦١ومعجم الأغلاط اللغوية المعاصرة ص ، ۳۹۹والكتابة الصحيحة ص . ١٩٦
) . ( ٦٢/٢٤ ) ( ٢
( ) ۳ص ۱۳۹
:شفاء الغليل ( ، ) ٢١٨/٢ولف القماط ص ، ۳۹ولغة الجرائد ص ، ١٠٢ومعجم الأخطاء الشائعة
( ) ٤ينظر
ص ، ١٥٤ومغالط الكتاب ص ، ۷۲ومعجم الخطأ والصواب في اللغة ص . ٣٢٤
۱۳۱
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث الثاني
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
استطرد لذكر كذا ،وهو أن يذكره في غير موضعه ،فيمهد له وجهًا لذكره ،وهو مجاز عن
قلت :لم يرد في معجمات اللغة القديمة ،ولا في كلام العرب ،ممن يُعتد بهم في :عصور
الاحتجاج ،مجيء ( استطرد ) بمعنى تابع كلامه ،وجاء في ( المعجم الوسيط ) ( « :استطرد )
له في الحرب وغيرها فرمنه كيدًا ثم كرّ عليه ،وفي الحديث :تنقل من موضوع إلى آخر،
وذكر ابن حِجَّةَ الحَموي بأن الاستطراد :هو الانتقال من معنى إلى معنى متصل به ،
ثم يُقصد بذكر الأول ،التوصل إلى الثاني ،ونُقل عن ابن المعتز أن الاستطراد :هو الخروج
،فإذا صح لك هذا المعنى ،فلا يصح لك ( الاستطراد ) بمعنى متابعة الكلام نفسه
آخر
من دون الانتقال إلى معنى آخر في كلام أحد الخصمين .
( ) 2ذكره أبو علي الحاتمي في ( حلية المحاضرة في صناعة الشعر) ،وذكر غيره أن البحتري نقـــل هـذه
التسمية عن أبي تمام ،وأن أبا تمام نقله من شعر للفرزدق .ينظر ص . ١٦٣
( ) ٣ص . ٥٥٤
( ) ٤خزانة الأدب ،وغاية الأرب ،لابن حجة الحموي ( . ) ٤٧٧/١
١٣٢
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
لحون المتخاصمين
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
هذا الاستعمال خطأ عند كثير من النحويين ،وأرباب الفصاحة ،فلفظ ( نفس )
و ( عين ) إذا كانتا للتوكيد ،وجب أن يسبقهما المُؤكَّد ،قال الأشموني « :لايلي العامل شيء
من ألفاظ التوكيد ،وهو على حاله في التوكيد إلا جميعًا وعامةً مطلقًا ،فتقول :قام القوم
،وزهدي
وممن انتقد تقديم التوكيد على المُؤكِّد من المعاصرين :أسعد داغر
جارالله ،والعدناني ثم رجع عنه ،وكذلك النحوي سعيد الأفغاني ،فقد انتقد رأي الكرملي ،
أي الكرملي ( : -في نفس هذا البحث ) وتقديم ألفاظ التوكيد المعنوي فقال « :قوله
( نفس ،عين ،جميع ...إلخ ) على المُؤكِّد من أساليب الفرنجة ،والعرب تقول ( :في هذا
البحث نفسه ) فهل للأب المحترم أن يدلنا على حجة إن لم يكن الأمر سهوا » ( ،)۳ورد
عليه الكرملي بقوله « :وهذا نستغربه منه ،أي :إن مثل هذا التعبير من أساليب الفرنجة
وهو لم يذكر لنا أولئك الفرنجة ،مع أن الناطقين بالضاد قد سبقوا أبناء الغرب إلى هذا
قلت :ومن أهل العلم من قدم ألفاظ التوكيد المعنوي على المُؤكِّد في سياق كلامه ؛
ملجقا
ا
اللحن
ضا
( ) 1ينظر :تذكرة الكاتب ص ، ٤٩ولغويات ،وأخطاء لغوية شائعة ص ، ۱۱۷ومعجم أخطاء الكتاب
لء
س
( ) ٢حاشية الصبان على شرح الأشموني على ألفية ابن مالك ( . ) ١٢٣/٣
. ) ۳۸۲/۱۷
( ) ۳مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ٣٨٢/١٧
( ) ٤مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( . ) ٤٧٦/١٨
۱۳۳
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث الثاني
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
نفس الكلام » ( ، ) ۱وفي موضع آخر « :وإذا أضفت إلى شاةٍ ،قلت :شاهي ،تَرُدّ ماهومن
نفس الحرف ،وهو الهاء » ( ، ) ۲وقال ابن جني « :فإلحاقه النون كما تلحق النون نفس
الفعل في ( أكرمني ) » ( ، )۳وقال الزمخشري في ( الكشاف ) « :كأنه نفس الكذب وعينه »(. ) ٤
وقد تبين لك أن تقديم ( النفس ) و ( العين ) على المُؤكِّد جرى على ألسنة
الفصحاء ،ودرج بينهم بلا نكير ،فلو قلت ( :نفس القضية ) أو ( القضية نفسها ) و( نفس
الدائرة ) أو ( الدائرة نفسها ) فذلك صحيح لا غبار عليه ،ولا شوب فيه .
) )
دخول ( أل ) على ( غير -١١٦
يَعُدُّهُ بعض النحويين من الأخطاء الشائعة ،ومن أمثلته :ما يُدوّن في نصوص
مثل قولهم ( :فلا يصح إقراره على الغير) و( هذه من التصرفات الغير جائزة في النظام ) ،
والخلاف في تعريف ( غير) بـ ( أل ) قديم متشعب ،وطويل الذيول ،قال الحريري :
« ويقولون :فعل الغير ذلك ،فيدخلون على ( غير آلة التعريف ،والمحققون من النحويين
يمنعون إدخال الألف واللام عليه ؛ لأن المقصود في إدخال آلة التعريف على الاسم النكرة ،
أن تخصصه بشخص بعينه ،فإذا قيلَ ( :الغير ،اشتملت هذه اللفظة على ما لا يحصى
( ) ٤الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل ،للزمخشري ( . ) ٢٦٢/٣
( ) 5ينظر :درة الغواص ص ، ۱۹۹وبحر العوام ص ، ١٠٢وخيرالكلام في التقصي عن أغلاط العوام ض ، ٤٢
، ٢٨ورد الشارد إلى طريق القواعد ،لجرجي شاهين
وإصلاح الفاسد من لغة الجرائد ص ٤وص ،
ص ، ١٨وحول الغلط والفصيح ص ، ٢٨ومعجم أخطاء الكتاب ص ، ٤٥٠ومعجم الأخطاء الشائعة
ص ، ۱۹۰وأزاهير الفصحى ص ، ١٢٥وفي أصول اللغة ( ) ٢٧١/٢لعضو مجمع اللغة المصري محمد شوقي
أمين ،ومصطفى حجازي ،ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ، ) ٣٤٠/٣٨ومجلة البيان ،لمنشئيها
إبراهيم اليازجي ،وبشارة زلزل ( ، ) ٦٦١/١ومجلة المنهل ،عدد ، ٤٦٩سنة ١٤٠٥هـ ،ص . ١٨١
١٣٤
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
لحون المتخاصمين
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
كثرة ،ولم تتعرف بآلة التعريف ،كما أنه لا يتعرف بالإضافة ،فلم يكن لإدخال الألف
واللام عليه فائدة » ( ، )١وفي حاشية الصبان ) « :ونقل الشنواني عن السيد :أنه صرحفي
( حواشي الكشاف ) بأن ( غيرًا ) لا تدخل عليها ( أل ) إلا في كلام المولدين »( ، ) ٢وقد سُئل
اختلفوا في جواز دخـــول اليازجي في ( مجلة البيان ) عن دخول ( أل ) في ( غير) ،فأجاب :
( أل ) على ( غير) ،فمن طالب بالسماع عن العرب لم يجز دخولها ؛ لأنها لم تسمع منهم
إلا مضافةً ،لفظًا أو معنى ،ومن اكتفى بصحة دخولها في المعنى ،لم يمنعها ،وجعلها معاقبة
للإضافة ...على أن من المولدين من أطلق دخول ( أل ) على ( غير) و(كل ) و( بعض ) ،
بشرط ألا يكنَّ مضافاتٍ في اللفظ ،وأمثلة ذلك حتى في كتب النحاة أنفسهم أكثرمن أن
تحصى ،ومنهم من أجاز دخولها على ( غير) في حال الإضافة أيضًا ،لكن بشرط أن يكون
ما أُضيفت إليه صفةً لا موصوفًا حتى تكون ( غير معه بمعنى النفي دون التشخيص ،
وحينئذ يجرونها مجرى المضاف اللفظي ،فيلتزمون أن يكون المضاف إليه مقرونا بــ ( أل )
أيضًا ،فيقال :الرجل الغير الصادق ،ولا يقال :لا تتكلم بالغير الصدق » (. )۳
وحاصل كلام اليازجي أن ( غيرًا ) إذا كانت منقطعة عن الإضافة ،مثل قولهم ( :وله
حق توكيل (الغير فقد استعمل المولدون هذا الأسلوب ،وهو مبثوثُ في كتب النحاة مثل
سيبويه ،وجاء في كلام للشافعي في ( الرسالة ) « :إذ لم يُؤمر بترك ذلك الغيرالذي وُسع في
)(٤
خلافها » ( ) ،وكلام الشافعي حجةً في اللغة ،لكن الذي يقدح في الاستدلال بكلام الشافعي
هنا ؛ أنه ورد في بعض طبعات الكتاب ( :لغير الذي وسّع في خلافها ) وهذا مما يدخله
في
ملجقا
ا
اللحن
( ) ٢حاشية الصبان على شرح الأشموني على ألفية ابن مالك ( . ) ٣٦٧/٢
( ) ۳مجلة البيان المصرية ( . ) ٦٦١/١
( ) ٤الرسالة ( . )٢٨٧/٢
۱۳۵
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث الثاني
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
إذا كانت مضافةً ،إلا إذا كانت ( غير) وصفًا مضافا لمعموله ،وبناءً عليه ،لا يجوز أن
هذه من التصرفات الغير الجائزة في النظام ) ،وأسوأ منه أن تدخل ( أل ) يقال :
على المضاف من دون المضاف إليه ،فتقول ( :هذه من التصرفات الغيرجائزة ) وهذا
يُخَطَّى ابن هشام الأنصاري استعمال ( لا غير) ويقول « :ويجوزأن يُقطع عنها لفظًا
إن فهم معناه ،وتقدَّمت عليها كلمة ( ليس ) ،وقولهم ( لا غير) لحن ،ويقال :قبضت
عشرةً ليس غيرها » ( ، )۳وحُكِيّ هذا القول عن السيرافي ( ، ) ٤وَرَدَّ الدماميني على قول ابن
هشام فقال « :والعجب أنه رحمه الله يبوح هنا ،بأن هذا التركيب لحن ،ثم يستعمله
( ) 1من الملح أن الأديب يحبى المعلمي -وهو من كبار الأدباء في بلدنا -رأى عبارةً أنشأتها أمانة مدينة
الرياض ،على بعض الجدران :تسوير أراضي الغير فقال « :قد اشتملت على خطأ لغوي ؛
إذ أُدخلت أداة التعريف ( أل ) على كلمة ( غير) ،ولم يُؤثر ذلك في كلام العرب الفصحاء على حدّ
علمي ،بينما ترد كلمة ( غير) مضافة إلى ما تغايره ،فإذا كانت الأمانة تريد أن تقول :إن هذه الأراضي
مملوكة لغيرها ،فقد كان عليها ،أن تقول ( :تسوير الأراضي المملوكة لغير الأمانة ) أو نحو ذلك ،ومثل
ذلك ،يقال عن كلمة ( بعض ) و ( كل ) ،فلا تدخل عليها أداة التعريف ،وإنما تضاف إلى المعرف ،
وأكثر من هذا التعبير غرابة ،ما نسمعه ونقرأه من قول بعضهم مثلًا ( :إن هذا من الأمور الغير
مرغوبة ) ،فهو يدخل أداة التعريف على كلمة ( غير) ثم يضيفها إلى ما بعدها ،وهذا غاية في اللكنة أو
الاستعجام . » ...ينظر :مجلة المنهل ،عدد ، ٤٦٩سنة ١٤٠٥هـ ،ص . ١٨٠
( ) ٢ينظر بحر العوام ص ، ٨٦ومعجم أخطاء الكتاب ص ، ٤٥٠ومعجم الخطأ والصواب في اللغة ص ، ٢٤٠
ومعجم الصواب اللغوي ص ٥٨١وص ، ٦٣٣ولحن القول ص . ٢٦١
( ) ۳مغني اللبيب ( . ) ٤٥٣/٢
١٣٦
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
لحون المتخاصمين
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
في كثير من كلامه في هذا الكتاب ،كما ستقف عليه » ( ، )١وقد صحّحَ استعمال ( لا غير)
القاموس ) « :وقولهم ( لا غير) ابنُ مالك ( ، )٢وابن الحاجب ( ، )۳والرضي ( ، )٤قال صاحب
ومما تقدم :يظهر لك صحة الاستعمال في سَنَد القبض ( :تسلمنا من فلان عشرة
آلاف ريال لا غير ولو قلت ( :ليس غير) فجائز أيضًا .
تسلمنا من فلان عشرة آلاف ريال فقط لا ومما يتصل بهذا الباب قول بعضهم :
وفائدة أخرى ،وهي أن المشهورفي ( لا غير) البناء على الضم ،كما يقولـه البصريون ؛
)(۷
لأنه مقطوع عن الإضافة ( ، )٧ويصح بناء ( لا غيّر) على الفتح ،على رأي الكوفيين ؛ لأن
( ) ۱شرح الدماميني على مغني اللبيب لابن أبي بكر الدماميني ( . ) ٧٠/٢
لس
۱۳۷
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث الثاني
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
قلت للأصمعي :رأيت في كتاب في ( غير) ،فأكثرالنحاة على عدم صحته ؛ قال أبو حاتم :
وقال :الألف واللام ،لا يدخلان في ( بعض ) و ( كل ) ؛ لأنهما معرفة بغير ألف ولام ...قال
أبو حاتم :وقد استعمل الناس الألف واللام في ( كل ) و( بعض ) حتى سيبويه والأخفش
في كتابيهما ؛ لقلة علمهما بهذا النحو ،فاجتنب ذلك ؛ فإنه ليس من كلام العرب » (، )٢
وكان ابن درستويه ،يجوز دخول الألف واللام على ( كل ) و( بعض ) مع مخالفة جميع
وقال الجوهري « :و( كلُّ ) و( بعض ) معرفتان ،ولم يجيء عن العرب بالألف واللام ،
والذي يترجح :صحة دخول ( أل ) على ( بعض ) و (كل ) قياسًا وسماعا .
( ) 1ينظر :أساليب العرب في صناعة الإنشاء ص ، ٦٢ومعجم أخطاء الكتاب ص ٥٥وص ، ٥٢٦ومعجم الأخطاء
الشائعة ص ، ٢٢١وأزاهير الفصحى ص ، ١٢٤والأخطاء اللغوية الشائعة على ألسنة الكتاب والأدباء
والإذاعيين ص ، ٨ومعجميات ص ، ١٣٦والاستدراك على كتـاب قل ولا تقل ص ، ٧٤ومقالات الطناحي
( ، ) ٢٠٤/١ومصطفى جواد وجهوده اللغوية ،لمحمد البكاء ص ، ١٥٧ومعجم الشوارد النحوية والفوائد
اللغوية ،لمحمد محمد حسن شراب ص ، ٤٧٦ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( . )٧٨٦/٥٨
( ) ٢تاج العروس ( . ) ٢٤٣/١٨
( ) ۳جمهرة أشعار العرب ،لمحمد بن الخطاب القرشي ص . ٢٠١
( ) ٤الصحاح ( . ) ١٨١٢/٥
۱۳۸
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
لحون المتخاصمين
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
المشهور عدم دخول ( أل ) على ( كافة ) وتأتي منصوبةً على الحال ،ولا تأتي مضافة
)(٢
إلى غيرها ،وهذا رأي ابن هشام ( ، ) ۲والحريري ( ، ) ۳وصاحب ( القاموس المحيط ) ( ،)4ومن
تُستعمل في العربية إلا منصوبةً على الحال ؛ استنادًا إلى نصوص القرآن والسنة وكلام
وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا ﴾ [ سبأ . ] ٢٨ : الأولين ؛ قال تعالى :
وقد ردّ الشهاب الخفاجي على هذا القول ردًّا بينا شافيًا ،ومما قاله « :والظاهر الجواز؛
لأنا لو اقتصرنا في الألفاظ على ما استعملته العرب العاربة والمستعربة ،حجرنا الواسع ،وعسر
التكلم بالعربية على مَنْ بَعْدَهم ،ولمَّا لَمْ يخرج عما وضع له ،فهو حقيقة ،والذي يشهد له
العقل السليم أنه لا محيد عما قلناه إلا لمكابر ومعاند ،على أنه ورد في كلام البلغاء على خلاف
ما ادعوه ،كما في كتاب عمر بن الخطاب ارلضلعهنه لآل بني كاكلة ،فإن فيه ( :قد جعلت هكذا
لآل بني كاكلة على كافة بيت المسلمين لكل عام مئتي مثقال عينًا ذهبا إبريزا » ) ،وقد أقر
هذا الكتاب الصحابي علي بن أبي طالب راضللهعنه بعدما آلت الخلافة إليه .
( ) 1ينظر درة الغواص مع شرحه ص ، ٢٠٠ولف القماط ص ، ١٣٤وأسئلة إلى مجلة ( البيان ) و( الضياء )
وأجوبة الشيخ إبراهيم اليازجي عليها ص ، ١١٢وتذكرة الكاتب ص ، ١٤١ونظرات في اللغة والأدب
ص ، ٥٥وفي التراث العربي ص ، ٢٩٥ومعجم الأخطاء الشائعة ص ، ۲۱۸وأشتات في الأدب واللغة
في
ملجقا
ا
اللحن
الشائعة على ألسنة الكتاب والأدباء والإذاعيين ص ، ٤٩وأخطاء ألفناها ص ، ١٣٧ونحو وعــي لـغـوي
س
اللغة
ص ، ۱۹۹ومعجم الشوارد النحوية ص ، ٤٤٥والقرارات المجمعية ص ، ٢٦٧ومجلة مجمع
العربية بدمشق ( ، ) ٤٥٠/١٨ومجلة مجمع اللغة العربية الأردني ( ) ٨٩/٣٥و( . ) ١٦٩/٧٠
( ) ٢ينظر :مغني اللبيب ( . ) ١٤٦/٥
( ) ۳ينظر :درة الغواص ص . ٢٠٠
( ) ٤ص . ٨٤٩
( ) ٥درة الغواص وشرحه ص . ٢٠٢
۱۳۹
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث الثاني
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
قلت :كفى باستعمال عمر رحمه الله (كافة ) مضافة إلى غير العقلاء ،تصحيحا لمن
والنجار ،والعدناني ،والسامرائي ،وقدَّمَ العلامة عبد السلام هارون بحثًا في هذا الاستعمال
し
إلى مجمع اللغة العربية بالقاهرة انتهى فيه إلى إجازة استعمال ( كافة ) في الحال ،ومُعَرَّفة
ولذلك يجوز أن تقول ( :أطلب إلزامه تعويضي عن كافة الأضرار) ،وكذلك يجوز ( :وما جاء
في لائحة الاعتراض مردود بأن الحكم الصادر بإلغاء القرار الإداري يسري في مواجهة الكافة ) .
سائر الشركاء
أهل اللغة مختلفون في استعمال ( سائر) بمعنى الجميع ،فمن قائل :إن ( سائر)
تكون بمعنى الباقي ،ولا يصح أن تكون بمعنى الجميع ،ومنهم :الحريري ( ، ) ٤والشهاب
) . (١٤٢٢/٤ ) ( 1
( ) ٢الألفاظ والأساليب ( . ) ۷۰/۳
( ) ۳ينظر :درة الغواص وشرحه ص ، ٤٧والمزهرفي علوم اللغة وأنواعها ( ، ) ١٣٦/١وبحر العوام ص ، ٥٦
وخير الكلام ص ، ٣٤ودقائق العربية ص ، ١٢٠والكتابة الصحيحة ص ، ١٤٩ومعجم الأخطاء الشائعة
ص ، ١٢٥والأخطاء اللغوية الشائعة على ألسنة الكتاب والأدباء والإذاعيين ص ، ٢٦ومقالات محمود
الطناحي ( ، ) ٦٥٩/٢ومعجم الخطأ والصواب في اللغة ص ، ١٦٣ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق
( ) ٣٨٩/٥٤وهو بحث للزعبلاوي فيه رد على مصطفى جواد ؛ لكونه خطّأ ابن جني في استعمال
( بقية ) بمعنى الباقي الأكثر ،والصواب عند جواد استعمال ( سائر) في هذا الموضع بدلًا من ( بقية )
إذا أريد الباقي الأكثر ،فليراجع لنفاسته .
( ) ٤ينظر :درة الغواص وشرحه ص . ٤٧
12.
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
لحون المتخاصمين
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
الخفاجي ( ، ) ۱والألوسي ( ، ) ٢وحكاه الأزهري والفيومي اتفاقًا بين أهل اللغة ( ، )۳بل إن
الحريري عدَّ استعمال ( سائر) بمعنى الجميع من الأوهام الفاضحة ،والأغلاط الواضحة ،
وممن ربَّحَ هذا الرأي من المعاصرين :مصطفى جواد وزهدي جارالله ،وأمين آل ناصر
الدين الذي قال « :يقول أكثر كتاب العصر ( :هذا أمر يعلمه سائر الناس ) يريدون
جميع الناس ،وهذا خطأ ؛ لأن هذه اللفظة معناها بقية ،يقال :أعطني من هذه الدنانير
وأجازاستعمال ( سائر) بمعنى الجميع عدد لا بأس به من أهل اللغة ،منهم أبو
علي الفارسي ( ، ) ٥والجوهري ( ، ) ٦وابن برّي ( ،)٧وابن الحنبلي الحلبي ( ،)۸واستدلوا بأبيات ،
وناقش الخفاجي الأبيات التي استدل بها الفريق المجيز ،بقوله « :أو لأنه لا مانع من كون
الباقي جميعًا باعتبارآخر ،لكونه جميع ما بقي أو تُرك ونحوه ،فتُجُوزَ به عن مطلق الجميع » ( . )۱
والذي يظهر -والله أعلم -صحة استعمال ( سائر) بمعنى الجميع ،أو البقية
( ) ۱السابق .
:إيضاح شواهد الإيضاح ،لأبي علي القيسي ص ، ۲۵۹والحاشية على درة الغواص ،لابن بري
( ) ٥ينظر
ص ، ٧٣٠وتاج العروس ( . ) ٤٨٦/١١
( ) ٦ينظر :الصحاح ( . ) ٦٩٢/٢
( ) ۷ينظر :الحاشية على درة الغواص ص .۷۳۰
( ) ۸ينظر :بحر العوام ص . ٥٦
( ) ۹تهذيب الأسماء واللغات ( . ) ١٤١/٣
( ) ۱۰درة الغواص وشرحه ص . ٤٩
١٤١
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث الثاني
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
أجور الأتعاب ) ،فحذف المضاف، أما لفظ ( الأتعاب ) الوارد في العبارة ،فأصله
واستغني عنه بالمضاف إليه ،وفي جمع المصدر مقال ،لكن مثل هذا مما يمكن استثناؤه ؛
من الأخطاء الشائعة ورود ( سويَّة ) بمعنى المصاحبة ،فالسويَّة تأتي على وجهين :
هي بمعنى المساواة والاستواء والتساوي ،وفي ( أساس البلاغة ) « :وهما على سوية
من الأمر وسواء ،وفيه النَّصفة والسويَّة » ) ،وأرباب اللغة والفصاحة مطبقون على
أن ( سويَّة ) لا تأتي بمعنى المصاحبة ،غير أن مجمع اللغة المصري أجاز هذا الاستعمال
والصحيح أن تقول ( :وقد وافق المدعى عليهم بالذهاب مع مورثنا معا إلى
مكتب المحاسبة ) ،وكذلك يصح هذا الاستعمال الذي اطلعت عليه في أحد الأحكام
القضائية ( :وأفهمت المدعى عليها بأن عليها ثمن المبلغ المحكوم به ،وعلى المدعى
عليهما الآخرين الباقي منه بالسويَّة ) ؛ لأن السويَّة في هذه العبارة ،بمعنى المساواة ،
وليس المصاحبة.
( ) 1ينظر لغة الجرائد ص ، ٢٠وقل ولا تقل ( ، ) ١٣٢/١وتذكرة الكاتب ص ، ٣٦ومعجم الأخطاء الشائعة
ص ، ١٢٥وكبوات اليراع ص ، ۳۹۷ومقالات في أخطاء لغوية شائعة ص ، ٢١٥ومعجم الخطأ والصواب
في اللغة ص ، ٣١٥وأخطاء ألفناها ص ، ٨٦والقرارات المجمعية ص ، ۱۷۲ومجلة مجمع اللغة العربية
بالقاهرة ( . ) ١٥٤/١
) . ( ٤٨٥/١ ) ( ٢
١٤٢
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
لحون المتخاصمين
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
لاستغراق ما مضى من الزمان ،ومما رأيته في بعض الضبوط ،قولهم ( :وقدرت أعمال
الدهان فقط بمبلغ قدره سبعون ألف ريال ) ،واستعمال ( فقط ) في هذا الموضع خطأً
شنيع ،والصحيح أن تتأخر في الجملة ،قال أبو تراب الظاهري « :ولكن وجود الفاءفي
( فقط ) يوجب سبق الكلام عليها ،كما هو المسموع من كلام العرب ،ولم يحك عنها
وحاصل الكلام أن يقال ( :وقدرت أعمال الدهان بمبلغ قدره سبعون ألف ريال فقط ) .
( أبدًا ) ظرف زمان للتأكيد في المستقبل نفيًا أو إثباتًا ( ، ) ۳ويخطّى الحريري في ( درة
الغواص ) ( )٤هذا الاستعمال ؛ لأنه لا يصح دخول فعل ماض على ظرف يفيد الاستقبال
لن أفعل ذلك أبدًا ) ،وفي محكم مما يؤدي إلى التناقض ،وصحيح الاستعمال أن تقول :
( ) ٢ينظر :درة الغواص وشرحه ص ، ٩٧ودفع الأوهام ص ، ٤٥وحول الغلط والفصيح ص ،٣٥ومعجم
أخطاء الكتاب ص ١وص ، ٤٩٨ومقالات في أخطاء لغوية شائعة ص ، ۸۰ومعجم الخطأ والصواب في
اللغة ص ، ٢٨٠ومعجم الصواب اللغوي ص ، ٥والقرارات المجمعية ص ، ١٧٥وقرارات مجمع اللغة
العربية بدمشق في الألفاظ والأساليب ( ، ) ۲۸/۱ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ، ) ١٧٤/١
ومجلة لغة العرب ( . ) ۸۳۷/۷
١٤٣
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث الثاني
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
وجاء عند بعض العرب استعمال ( أبدًا ) بدلًا من ( قط ) فيجوز دخول الفعل
الماضي على ( أبدًا ) ،قال العلامة اللغوي جواد « :ولا مانع من استعمالها بدلًا من قط ،
فيكَ الشَّمولُ لما حَرَّمْتَها أَبَدَا ()١ أبا الوليد أما والله لو عَملَتْ
والذي يظهر أنه يقال في ( أبدًا ) عكس ما قيل في ( قط ) فإن الشائع استعمال ( أبدًا )
للمستقبل ،فتقول ( :لن أفعل ذلك أبدًا ) لكنه استعمل في الماضي ،وهو قليل ،وقد
أجاز مجمعا اللغة العربية في القاهرة ودمشق هذا الاستعمال ،ومما جاء في قرار المجمع
القاهري « :واللجنة ترى جواز الاستعمال العصري ؛ فقد أثبتت اللغة من معاني ( الأبد )
الدهر مطلقًا ،أو الدهر القديم أو الطويل ،وورود ( الأبد ) في الشعر المستشهد به بمعنى
الزمن الماضي ،ووروده بهذا المعنى في المثل السائر ( :طال الأبد على لبد ) وكذلك ورد
( الأبد ) ظرفًا منكرًا لتأكيد الماضي المنفي ،في قول المتنبي :
أبدا وظنّي أنه لا يخلُقُ () ٤( )۳ لم يَخْلُق الرحمن مثل محمد
ي نهاية العقد
فليلتزم على الأقل بإخلائها ف ..
ومثله جزء من حكم قضائي اطلعت عليه ،وفيه ( يُعْلَنُ ملخص هذا الحكم بعــد
اكتسابه للقطعية مرتين على الأقل ،ويكون كل إعلان في صحيفتين على الأقل من الصحف
( ) ۱الكامل ( . ) ٩٣٨/٢
( ) ٢مجلة لغة العرب ( . ) ۸۳۸/۷
( ) ۳ديوان المتبني بشرح العكبري ( ، ) ۳۳۹/۲والبيت فيه غلو ومجازفة وسوء أدب .
( ) ٤القرارات المجمعية ص . ١٧٥
( ) 5ينظر :قل لا تقل ( ، ) ١٠٣/١ودراسات في فلسفة النحو والصرف واللغة والرسم ص ، ١٣٣ومجلة لغة
العرب ( . ) ٢٠٣/٣
١٤٤
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
لحون المتخاصمين
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
السعودية واسعة الانتشار ،ويرى الكرملي أن استعمال ( على الأقل ) من التعبيرالإفرنجي ،
ويقول « :كل ذلك حديث الاستعمال ،غريب النشأة دخيل في اللغة الفصحى ،فهم
يقولون مثلًا ( :يجب على الأقل أن نفعله أو لا نفعله ) ،أمـا بلـغاء العرب فقد قالوا في معنى
هذا التركيب ( :لا أقل من أن نفعل كذا قال الجاحظ في الرسالة العاشرة في بيان مذاهب
الشيعة « :وكما أن زلته ( أي زلة العالم ) ليست كزلة غيره ،فلا أقل من أن نعده . ) » ) ...
وخَطَّأ هذا الأسلوب مصطفى جواد كذلك ؛ إذ يرى أن الصحيح من حيث التركيب
مجيء (في ) ،وليس ( عن ) ،ونيابة حروف الجر بعضها عن بعض نادرة ،وليست قياسية ،
فلا تقل ( :دخلت على الدار) بمعنى ( دخلت فيها ) ،ولا تقل ( شرعت على العمل ) بمعنى
نيابة حروف الجر) يدفع العبث عن هذه اللغة ( )۳؛ ( شرعت في الأمر
) ( ) ،ورأي جواد في
ولذلك المتعين أن تقول ( :والمدعى عليه إذا كان جادًا في تسليم العين المؤجرة ،فليلتزم في
ومثله كذلك قولهم ( :على الأعم ) و( على الأغلب ) و ( على الغالب ) وصحيحه أن
تقول ( :في الأعم) و ( في الأغلب ) و( في الغالب ) ،وقد نقل مصطفى جواد عن التنوخي
قوله « :فإني في الأقل ربما كتبت شيئًا أعلم أنه موجودفي الدفاتر » ( ،) ٤ولم أجده بهذا
اللفظ ،والذي وجدته قول التنوخي « :فإني في الأول ربما كتبت شيئًا » ...وسياق الكلام
يؤيده ،فلا يصلح الاستشهاد بما نقله جواد عن التنوخي ،ومما يصح الاستشهاد به
قول أبي حيان التوحيدي ... « :لأن الإنسان بالطبيعة أكثر منه بغيرها ،في الأعم الأغلب
١٤٥
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث الثاني
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
في ( الأساس ) « :رغم :ألقاه في الرّغام في التراب ،ومن المجاز :ألصقه بالرغــام إذا
أذلَّه وأهانه ،ومنه رَغَمَ أنفه ،ورَغِمَ » ( ، )٢وعلى رأي كثيرين من النقاد :كاليازجي ،وداغر
والهلالي ،وزهدي جار الله ،لا يجوز استعمال ( رُغْمَ ) في هذه الجملة ؛ لأنه لا معنى للرغم
هنا ؛ قال الهلالي « :فخفض الأنف وإلصاقه بالتراب ،وإذلاله ضـد شـمـوخـه وهـو رفعـه ،
فلذلك يعبر برغم الأنف عن الذلة والإهانة والقسر والإكراه ،وبشموخ الأنف عن الرفعة
والتكبر ،أما قوله :حضر الاحتفال برغم كثرة أشغاله مثلًا ،فهو استعمال فاسد مأخوذُ
من الترجمة الفاسدة لكلمة ( ، ) onsgiteوفي كل من الفرنسية والألمانية كلمة تشبه هذه
الكلمة في المعنى ،والاستعمال العربي الصحيح أن يقال :فلان حضر الاحتفال مع كثرة
ومثله قولنا -نحن القضاة ( : -ولم يحضر المدعى عليه رغم إبلاغه بموعد هذه
لا مانع لدى موكلي من أداء اليمين ،على الجلسة ) ،واطلعت كذلك على قول بعضهم :
الرَّغم من أنه حلف في القضية المنقوضة ) ،ويرى الزعبلاوي أنَّ التعبير صحيح فصيح
مجازا ،والمجاز لا يحده سماع ما دام أنه جار على اللسان المألوف في العربية ،ولا يضره
أن يُنقل عن اللغات الأجنبية ،وعلى رأي الأكثرين :فيجب أن تقول في الأمثلة السابقة :
( ) 1ينظر لغة الجرائد ص ، ٥٦وتذكرة الكاتب ص ، ۸۷وقل ولا تقل ( ، ) ١٤٠/١ودراسات في فلسفة النحو
والصرف واللغة والرسم ص ، ١٠٦وحول الغلط والفصيح ص ، ٢٤ومعجم أخطاء الكتاب ص ، ٢٣٣
ومعجم الأغلاط اللغوية المعاصرة ص ، ٢٦٥وتقويم اللسانين ص ، ۹۳وأزاهير الفصحى ص ، ٥٧
والأخطاء اللغوية الشائعة على ألسنة الكتاب والأدباء والإذاعيين ص ، ٢٤ونحو إتقان الكتابة
العلمية باللغة العربية ص ، ٢٦وفي أصول الكلمات ،لمحمد يعقوب تركستاني ص ،٢٥٣والقرارات
المجمعية ص ،١٠٢ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ) ١٥٩/١٩و ( ، ) ٤١٤/٥٦ومجلة لغة العرب
) . ( ٦٩٤/٦
) . ( ٣٦٦/١ ) ( ٢
١٤٦
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
لحون المتخاصمين
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
( ولا يريد المدعى عليه أن ينفق على موكلتي مع أن راتبه ) ..و ( لم يحضر المدعى عليه مع
إبلاغه ) و ( لا مانع لدى موكلي من أداء اليمين مع أنه حلف في القضية المنقوضة) .
ولاريب أن هذا التعبير ،أولى من إقحام ( رغم ) في غير موضعها اللائق بها ،وأنت ترى
ومما يتصل بهذا البحث ،الاتفاق على جواز سبق ( على ) لـ ( رغم ) ،لكن هل يجوز أن
يُسبق بالباء ،وهل يجوز استعمال ( رغم ) غيرمسبوق بأحد هذين الحرفين ؟
يقول جواد « :واللغة العالية هي في استعمال ( على ) ،أي ( :على الرغم من أنفه )
و ( على رغم أنفـه ) ،ودونها لغةً استعمال الباء ،أي ( :برغم ) ،وغير الفصيح ،هو قولهم
فقل ( على الرّغم من أنفه ،وبالرغم من أنفه ) ولا تقل ( رَغْم أنفه ) إلا في الشعر» ) .
،أما الاستعمال
ودونك ثلاثة أمثلة على مجيء الاستعمالات الثلاثة في كتب الشعر
()4
وبكرهي دُلّيتَ في مَلْحم فَبِرَغمِـي كـنت المقدم قبلي
ملء عين الصديقِ رَغْمَ الحسودِ ()٥ كان عبد المجيد سُم الأعادي
في
اللحن
ملجقا
ضا ا
لء
س
( ) 1أخرجه أبو داود في السنن ،كتاب الصلاة ،باب إذا شك في الثنتين والثلاث من :قال يُلقي الشكَّ
رقم الحديث . ) ٧٤/٢ ( ، ١٠٢٤
( ) ٢قل ولا تقل ( . ) ١٤٠/١
( ) ۳ديوان المهلهل ص ٥١
( ) ٤الكامل ( . ) ١٤٢٩/٣
( ) ٥السابق ( . ) ١٤٢٧/٣
١٤٧
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث الثاني
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
والذي يظهر -والله أعلم -صحة قولهم ( على الرّغم ) و ( بالرَّغم ) و ( رَغْم ) و( رَغْمًا عنه
أو منه ) ؛ لأن حرف الجر ( عن ) ينوب في هذه الجملة عن حرف ( من ) ،وقد أجاز مجمع اللغة
العربية بالقاهرة استعمال الكتاب لقولهم ( فعلت كذا رغم كذا ) و( فعلت كذا رغما عن كذا ) .
ومثل هذا الأسلوب قول بعضهم ( :أنا كمسلم ) و ( أنا كباحث في هذه المسألة ) ،وهو
استعمال ركيكُ ،ودخيل على العربية ،وليس له في قواعد العربية موضع ،فـ ( الكاف ) تأتي
وتأتي ( الكاف ) للتعليل ،وقد تأتي زائدةً ،وقد استبشع هذا الاستعمال الحادث
في كلام بعض المثقفين ،جلةٌ من أكابر النقاد ؛ فقد وصفها تقي الدين الهلالي بالكاف
الدخيلة الاستعمارية ،ويسميها النحوي سعيد الأفغاني بالكاف الفرنسية ،وقال محمد
بهجة الأثري :بأننا لسنا مكلفين بتخريج كلام عامي يشيع على الألسنة ،وقال الأستاذ
محمد كرد علي الرئيس الأول لمجمع اللغة العربية بدمشق « :ومنها ( :كوسيلة لتحقيق
المطالب ) و ( كخبير مالي ) و ( الاعتراض على اسمه كرجل ) و ( لا أستطيع كرجل قانون )
وكل هذه الكافات من مواضعات الفرنج ،يمكن الاستغناء عنها ،أو استعمال صيغ أخرى ،
لا تخل بالمعنى المراد » ( ،) ۳وأول من أجاز هذا الاستعمال الأستاذ عبد الله كنون في بحث
قدمه إلى مجمع اللغة العربية بالقاهرة في الدورة الثامنة والثلاثين ،بعنوان ( الكاف
التمثيلية ) أجاز فيه استعمال ( الكاف ) على أربعة أوجه ،وقد رَدَّ مجلس المجمع البحث
( ) 1ينظر :تقويم اللسانين ص ، ١٠ومعجم الأغلاط اللغوية المعاصرة ص ، ٥٦٤وأشتات في الأدب واللغة
ص ، ٣٦وأخطاء ألفناها ص ، ١٣٦والأخطاء اللغوية الشائعة في الأوساط الثقافية ص ، ٢٧٤ومعجم
الصواب اللغوي ص ٦١٤وص ، ٦٢٤وفتاوى في اللغة والتفسي،ر لعبد العزيز الحربي ص ، ٧٢ومجلة
مجمع اللغة العربية بدمشق ( ، ) ١٥١/٢٨ومجلة مجمع اللغة العربية الأردني ( . ) ١٨٥/٧٠
( ) ٢ديوان المتنبي بشرح العكبري ( . ) ١٣٠/١
( ) ۳مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( . ) ١٥١/١٨
١٤٨
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
لحون المتخاصمين
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
ثم أعيد النظر في هذا الاستعمال مرة أخرى بعد أربع سنوات في الدورة الثانية والأربعين ،
وقرر المجمع قبول هذا الاستعمال ،وجاءفي القرار « :يجيز المجمع قول الكتاب :أنا كباحث
أقرر كذا على أحد وجهين ،أن تكون الكاف للتشبيه ،وأن تكون زائدة » ) .
وحاصل ما تقدم أن في لغة العرب ألفاظًا وأساليب تغني عن هذا الأسلوب الأجنبي
الدخيل ،وإخضاع اللغة لاستعمال العامة لا يجلب إليها إلا الضرر والخطأ ،والصحيح أن
تقول ( :حضرت ؛ لأني وكيل في القضية ) وغيره مما يحسن استعماله .
)(۲
واعتبرت شركة التأمين السيارة متلفة تلفًا كليًّ..ا ١٢٧
عليه ) ،والفعل ( اعتبر) في معجمات اللغة العربية يأتي بمعنى التعجب ،وأخذ العظة
والعبرة ،والاستدلال على الشيء بالشيء ،أما مجيء ( اعتبرت ) بمعنى عددته أو حسبته
بمعنى ( اعتد ) استعمال مولد ،لم يرد في كلام العرب ،وأنها شـاعـت بـيـن الناس إلى حدّ
يصعب التخلص منها ،ويرى صبحي البصام أن لتعدية ( اعتبر) إلى مفعولين سببين ،
هما تصحيف النساخ من لفظ ( اعتد ) إلى ( اعتبر) ،ونقل أهل الترجمة ،ثم عقب أخيرًا :
« ويحسن أن تُجاز هذه التعدية ،لتدرّج معناها بأسلوب طبيعي ،ولغلبة استعمالها في
عصرنا هذا » ( )۳وجاء في ( المعجم الوسيط ) مـا يومئ إلى إباحة هذا الاستعمال ( ، ) 4قال
ملجقا
ا
اللحن
( ) ٢ينظر دراسات في فلسفة النحو والصرف واللغة والرسم ص ، ۱۸۹ومعجم أخطاء الكتاب ص ۳۸۰
ضا
أخطاء لغوية شائعة ص ، ۱۳۱ومعجم الخطأ والصواب في اللغة ص ، ۱۹۳ومعجم الصواب اللغوي
١٤٩
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث الثاني
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
الزعبلاوي « :ويُعَدِّي الكتَّابُ ( اعتبر) إلى مفعولين في قولهم ( يعتبر فلان ناجحًا ) ،وجاء
نحو ذلك في ( المستطرف ) ( :اقرأ كتابك ،واعتبره قريبًا ) () ،وهو تعبير مولَّد » (. )٢
وقد أحسن مصطفى جواد وتلميذه البصام كلَّ الإحسان في رد كلام من زعم أن
بالشيء في ترتب الحكم » ( ، )٤وقد أجاز هذا الاستعمال مجمع اللغة العربية بدمشق .
والذي يظهر -والله أعلم -أن استعمال ( اعتبر) بالتعدية إلى مفعوليه بمعنى ( اعتد )
لم يرد في كلام الفصحاءفي عصور الاحتجاج ،وينبغي ألا نجنح إلى تخطئة من استعمل هذا
الأسلوب ،ولا سيما أن الفقهاء يستعملونه كثيرًا ،والأفصح هو قولك ( :واعتدت شركة
التأمين السيارة متلفة تلفا كليا ) و ( عـددت هذا الحكم حضوريـا في حق المدعى عـلـيـه ) .
أما قول بعض القضاة ( :ويسري الاعتراض على الحكم اعتبارًا من ) ..فلا يخلو من
ركاكة ،وأحسنُ منه أن يقال ( :ويسري الاعتراض على الحكم ابتداءً من . ) ..
وأما ما يشيع في دعاوى ( رد الاعتبار) فهي صحيحة في هذا المعنى ؛ فالمعنى تقدير
) . ( ٤٢٤/١ ) ( ١
١٥٠
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
لحون المتخاصمين
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
في ( التاج ) ( « :وفنَّده تفنيدًا :كذَّبهُ وعجزه ،وخطَأ رأيه ) وضعَّفَه ،وفي التنزيل العزيز
لَوْلَا أَن تُفَدُونِ ﴾ [ يوسف ، ] ٩٤ :قال الفراء :يقول :لولا أن حكاية عن يعقوب عَلَيْهِالسَّلَامُ:
تكذبوني ،وتُعَجِّزوني وتُضَعَفوني ،وقال ابن الأعرابي :فنَّدَ رأيه ،إذا ضعفه » ( ، )٢وإِذا عُلِمَ هذا
فمجيء ( فنَّدَ ) في المثال صحيح ؛ لأنه بمعنى الإبطال ،لكنَّ بعض المترافعين يُخْطِـى حـين
( فنذ لي دعواك ) أي :بيّن لي دعواك ،ولم يَرِدْ ( فَنَّدَ ) بمعنى البيان والإيضاح .
يرى زهدي جار الله ،والزعبلاوي ،والسامرائي :أن الفعل ( أكد ) متعد بنفسه إلى
مفعوله ،ولا يصح دخول حرف الجر على مفعوله ،فلا تقول ( :إن الشركة موكلتي أكدت
على استعدادها ) على أن الشائع في الاستعمال على ألسنة المترافعين ،عدم تعدية ( أكد )
إلا بـ ( على ) ،ومثله قول أحدهم ( :وكذلك أكدت موكلتي على اهتمامها الكامل بأبنائها ) ،
وصحيح الاستعمال :أن يُعدّى الفعل بنفسه إلى مفعوله بلا واسطة ،ويرى السامرائي أن
شيوع هذا الاستعمال بسبب الكَلِم المنقول عن اللغتين الإنكليزية والفرنسية .
في
ملجقا
ا
اللحن
ضا
) . ( ٥٠٦/٨) ( ٢
( ) ۳ينظر لغة الجرائد ص ، ۹۸وتذكرة الكاتب ص ، ٤٩وقل ولا تقل ( ، ) ۳۷/۱ومعجم أخطاء الكتاب
ص ،١٨والكتابة الصحيحة ص ، ٢٤ومناظرة لغوية أدبية بين الأساتذة عبد الله البستاني ،وعبد
القادر المغربي ،وأنستاس الكرملي ص ٧و ٢٤و ٣٠و ، ٦١وتقويم اللسانين ص ، ١٣١وكبوات اليراع
، ۱۸۸ومعجميات ص ٦٦وص ، ٣٥١ومن سعة العربية ص ، ۱۱۲والقرارات المجمعية ص ،۷ومجلة
ص،
مجمع اللغة العربية بدمشق ( ) ۱۷۳/۱و ( ) ٤٠٢ / ٢٤و ( ) ١١٤٠ / ٨٨و( . ) ١٩٠/٩١
١٥١
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث الثاني
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
وأقر مجمع اللغة العربية بالقاهرة في الدورة الخامسة والأربعين :أن تعدية الفعل
( أكّد ) بنفسه إلى مفعوله ،أو بحرف الجر صحيح ،وأنه يمكن تخريج التعدية بالحرف
( على ) من وجهين ،أحدهما :أن يُقدَّر للفعل ( أكَّد ) مفعول محذوف ،هو مصدر يدل
عليه المقام ،ويصلح متعلقًا لـ ( على ) ،مثل التنبيه والحثّ ،وحذف المفعول به شائع في
اللغة العربية ،والتخريج الآخر :أن يُضَمن الفعل ( أكد ) معنى نبه ؛ لأن الفعل ( نبه )
يتعدى بحرف ( على ) ،ووافقه على ذلك مجمع اللغة العربية بدمشق ،ولمصطفى جواد
رأي في جواز الوجهين ،حرره في ( مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ) ،يقول « :فالسبب
في ذلك ؛ ما قدمت ذكره من كون ( على ) للاستعلاء ،فهي تفيد السيطرة والقدرة ،وما
زال العلو دليلًا على القهر والغلبة ،والسفولُ دليلًا على الذلة والضعة ؛ فلذلك وجب
استعمال ( على ) إرادة أن المؤكد أمر ومسيطر على المؤكَّد عليه » (. )١
ومن الأمثلة على تعدية ( أكّد ) بالحرف ،ما جاء في معجم الأدباء « :وقد أكد
الشافعي في هذا حتى قـال ، ) » ...ولـم يـقـل ( وقد أكد الشافعي هذا ) .
والذي يظهر -والله أعلم -صحة الاستعمالين ،فلك أن تقول ( :أكَدَتِ استعدادها )
وهو الأكثر والأفصح ،وأدنى منه قولك ( :أكَدَتْ على استعدادها ) .
) . ( ٤٠٢/٢٤ ) ( ١
) .( ۳۸۹/۱ ) ( ۲
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
لحون المتخاصمين
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
لم يأت ( ينبغي ) إلا مضارعا مسبوقاً بنفي استدلالًا بخمس آيات من الذكر
« :ما وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَدًا ﴾ [ مريم ، ] ٩٢ :وبقوله الحكيم ،منها قوله تعالى :
ينبغي لعبد أن يقول إني خيرمن يونس بن متى » ( ، ) ٢وبما جاءفي الشعر ،ومن ذلك قول
إلا أن عددًا من الأئمة ،مثل الشافعي ،والكسائي ،وسيبويه ،وأبي زيد الأنصاري ،
.
) ،أجازوا استعمال ( ينبغي لنا ) أو ( انبغــي لنــا ) مــن غيرأن تكون والزَّجاج ،والأزهري
مسبوقة بنفي ،ونقل النووي عن الخطابي قوله ( « :انبغى ) ،لفظةً يكررها الشافعي
رحمة الله ،وأنكرها عليه بعض الناس ،وقالوا إنما تُكلّم به على لفظ المستقبل ،وأميت منه
الماضي ،كما أماتوا ( ودع ) و( وذر) ،والذي قاله الشافعي صحيح ،قال ثعلب عن سلمة
( ) 1ينظر لغة الجرائد ص ، ۸وقل ولا تقل ( ، ) ۱۱۱/۱وأساليب العرب في صناعة الإنشاء ص ، ٦٤ومعجم
أخطاء الكتاب ص ، ٥٧معجم الأخطاء الشائعة ص ، ٤٠ومعجم الأغلاط اللغوية المعاصرة ص ، ٦٩
في
ملجقا
ا
اللحن
وتقويم اللسانين ص ، ٦٨ولجام الأقلام ص ، ٢٥٩ولحن القول ص ، ٢٧ومجلة مجمع اللغة العربية
ضا
( ) ٢أخرجه البخاري في الصحيح ،كتاب أحاديث الأنبياء ،باب قول الله تعالى﴿ :وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَالْمُرْسَلِينَ ،رقم
الحديث ، ٣٤١٣ :ص ، ٤٦٦وأخرجه مسلم في الصحيح ،كتاب الفضائل ،باب في ذكر يونس عليه
السلام ،رقم الحديث . ) ١١١٥/٢ ( ٢٣٧٧ :
( ) ۳تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر ( . ) ٦٦/٧٠
( ) ٤كتاب سيبويه ( ، ) ٤٨/١وتهذيب اللغة ( ، ) ۲۱۲/۸وتهذيب الأسماء واللغات ( ، ) ۳۰/۳وتاج العروس ( . ) ۱۸۱/۳۷
( ) ٥تهذيب الأسماء واللغات ( . ) ۳۰/۳
١٥٣
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث الثاني
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
وعودًا إلى الاستعمال الملاحظ عليه ؛ فتعدية الفعل ( ينبغي ) بحرف الجر ( على )
ظنًا بأن الفعل يأتي بمعنى يجب أو يلزم غير صحيح ،والصحيح أن الفعل ( ينبغي ) يُعدى
بحرف الجر ( اللام ) ،قال شاكر شقير « :ولا يأتي في الفصيح ،بمعنى ( يجب ) أو ( يلزم ) ،
ويتعدى بـ ( اللام ) لا بـ ( على ) ،فيقال ( ينبغي لك أن تزور خصمك ) لا ( ينبغي عليك ) » (، )١
) « :وينبغي أن يكون كذا معناه يُندب ندبًا مؤكدًا ،لا يحسن تركه » (. )٢
وفي المصباح المنير
ورأيت في إحدى اللوائح الاعتراضية ،ما قاله المعترض ( :إن فضيلته استند على تقرير مركز
شرطة ...على أن موكلي خرج من المزرعة بتاريخ ١٤٣١ / ٠٨ / ١٥هـ ،وفات عليه عدد من النقاط
كان ينبغي لفضيلته الأخذ بها ) ،كما والصحيح أن يقال : كان ينبغي على فضيلته الأخذ بها
أن الصحيح في الجملة الملاحظ عليها في رأس الباب ،قولك ( :وينبغي للشفيع المواثبة ) .
من الأساليب التي يكثر فيها الغلط بين الناس ،وأول من نبه على هذا الغلط
من المعاصرين :إبراهيم المنذر ،وعده مجمع اللغة العربية بدمشق من عثرات الأقلام
وللمجلة مقالات جاوزت العشرين عن ( عثرات الأقلام ) في سنوات المجلة الأول ،ومنشى
هذه المقالات نائب رئيس المجمع آنذاك الأستاذ عبد القادر المغربي ،وإن لم يصرح بذلك
ابتداءً ،فهذا نفَسُه في الكتابة ،لمن أنعم النظر فيما يكتبه المغربي ،والغالب في هذه المقالات
الحق ،رجاع إذا ظهر له وجه الصواب ،ففي الحلقة العشرين من العثرات « :ومنها
قولهم ( انتشر الجدري في المدينة فلا يجب أن نغفل عنه ( صوابه ( فيجب ألا نغفل عنه )
أو ( لا يجوز أن نغفل عنه ) ؛ لأن نفي الوجوب لا ينفي الجواز ،فإن قيل ( :لا يجب أن نغفل
( ) ۳ينظر لغة الجرائد ص ، ٥٧ونظرات في اللغة والأدب ص ، ٥٥ومعجم الأخطاء الشائعة ص ، ٢٦٣ومقالات
في أخطاء لغوية شائعة ص ، ۱۷۹ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ) ٣٢١/٤و( ) ٤٦٦/٧و( . ) ٨٨٣/٨٨
( ) ٤مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( . ) ٣٢١/٤
١٥٤
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
لحون المتخاصمين
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
النفقة لا يجب أن تفوق عن حاجة الأولاد فيكون المعنى : ومما تقدم ،إن قلت
يجوز أن تفوق النفقة عن حاجة الأولاد ،ولكن لا يجب ،ولم يرد ذلك قطعًا ،والصحيح أن
:
النفقة يجب ألا تفوق عن حاجة الأولاد ) . يقال في مثل هذا الموضع
)(1
۱۳۲-شهادة الشاهد الثالث كما لا يخفاكم أنها غير موصلة
في ( لغة الجرائد ) « :يقولون :لا يخفاك أن الأمر كذا ،فَيُعدّون الفعل بنفسه ،
والصواب :لا يخفى عليك ،كما صرح به في ( الأساس ) و ( المصباح ) ،ومنه في سورة آل
إِنَّاللَّهَ لَايَخْفَى عَلَيْهِشَيْءٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ ﴾[ آل عمران ، ] ٥ :ومن الغريب أن هذا عمران
:
الوهم وقع لقوم من أكابر الكتاب ،كقول صاحب ( نفح الطيب ) ( :ولا يخفـاك حسن
معلومة ،غيرأن تعدية الفعل بنفسه جاء على لسان من يُوثقُ ببيانه ،قال الشافعي :
،والإمام
قال الزعبلاوي « :فقد جاء بـ ( خفي ) متعديًا بمعنى ( خفي عنه ) إذا استتر
( ه).
الشافعي ،ممن يوثق بكلامه ،ويُستَشهدُ به »( ه) .
والذي يظهر صحة الجملة ( :شهادة الشاهد الثالث كما لا يخفاكم أنها غير موصلة )
شهادة الشاهد الثالث كما لا يخفى عليكم أنها موصلة ) . وأفصح منها قولك :
في
اللحن
مجا
القضاء
لس
( ) 1ينظر لغة الجرائد ص ، ٢٥وتذكرة الكاتب ص ، ٤٦ودفع الأوهام ص ، ٢٤ومعجم أخطاء الكتاب
ص ، ١٧٤والكتابة الصحيحة ص ، ١٠٦ومعجم الأغلاط اللغوية المعاصرة ص ، ١٩٩ونظرات في أخطاء
المنشئين ( ، ) ١٤٩/١ولحن القول ص . ٢١٩
( ) ٢نفح الطيب ،للمقري ( . ) ٥٨/٤
( ) ٣ص . ٢٥
يقول الحريري « :يقولون :اجتمع فلان مع فلان فَيَوهَمُونَ فيه ،والصواب أن
يقال :اجتمع فلان وفلان ؛ لأن لفظة ( اجتمع ) على وزن ( افتعل ) ،وهذا النوع من وجوه
( افتعل ) ،مثل اختصم واقتتل ،وما كان أيضًا على وزن ( تفاعل ) ،مثل تخاصم وتجادل
يقتضي وقوع الفعل من أكثر من واحد ،فمتى أسند الفعلُ منه إلى أحد الفاعلين ،لزم أن
يعطف عليه الآخر بالواو لا غير ،وإنما اختصت الواو بالدخول في هذا الموطن ؛ لأن صيغة
هذا الفعل تقتضي وقوع الفعل من اثنين فصاعدًا ،ومعنى الواويدل على الاشتراك ...
ولم يجز استعمال لفظة ( مع ) فيه ؛ لأن معناها المصاحبة » ( ، )٢وقال ابن السراج « :ولا
يجوزأن تقتصر في هذا الفعل وما أشبهه على اسم واحد ؛ لأنه لا يكون إلا من اثنين ،ولا
وردَّ الخفاجي في شرحه فقال « :لا يمتنع في قياس العربية أن يقال :اجتمع زيد مع
عمرو » ( )4؛ لأن اجتمع واختصم فعلان دالان على المشاركة .
وفي الصحاح ) « :وجامعه على أمر كذا ،أي اجتمع معه » (ه) ،وقد جاء مثله في ( لسان
العرب ) ( ، )٦ورجح مجمع القاهرة استعمال ( مع ) مكان ( الواو) في صيغتي افتعل وتفاعل (. )۷
( ) 1ينظر :درة الغواص ص ، ١٥٢وبحر العوام ص ، ٦٠وتذكرة الكاتب ص ، ٤٢ومعجم أخطاء الكتاب ص ،٩٩ومعجم
الأغلاط اللغوية المعاصرة ص ، ٦٣٤ولحن القول ص ، ٩٨ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( . ) ٥٠٦/٣٥
( ) ٢درة الغواص مع شرحه ص . ١٥٢
( ) ۳الأصول في النحو ( . ) ٧٦/٢
( ) ٤درة الغواص مع شرحه ص . ١٥٢
) . ( ١٢٠/٣ ) ( ٥
) . ( ٢٣٨/١٤ ) ( ٦
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
لحون المتخاصمين
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
قلت :المنع هو رأي كثير من النحويين ( ، ) ۱والأولى أن يقال ( :فلم أشترك والمتهمين ) ،
واجتمعت والمدعى عليه عند مكتب الخبراء ) ،ولا يسوغ كذلك تخطئة من يقول ( :فلم
أشترك مع المتهمين ) ،و ( اجتمعت مع المدعى عليه عند مكتب الخبراء ) .
يتعلق بها من مسائل كثير ،تجدها مبثوثةً في كتب النحاة ( ، ) ۳ومحل الحاجةفي موضوعنا ،
الأولى ( :الأم أحق بالولد ،سواءً أكان ذكرًا أم أنثى ) ،بهمزة الاستفهام مع ( أم ) .
الأم أحق بالولد ،سواء كان ذكرًا أم أنثى ) ،باستعمال ( أم ) بدون الاستفهام . الثانية :
الثالثة :الأم أحق بالولد ،سواءً أكان ذكرًا أو أنثى ) ،بهمزة الاستفهام مع ( أو) .
し
الرابعة ( :الأم أحق بالولد سواء كان ذكرًا أو أنثى ) ،باستعمال ( أو) بدون الاستفهام .
فأما الصيغة الأولى ،فهي أكثر استعمالًا عند الفصحاء ،وسيبويه يرى وجـوب
استعمال ( أم ) إذا سبقتها الهمزة ،أما الصيغ الثلاث الأخريات ،فأدنى مرتبةً من الأولى ،
ووقع فيها الخلاف بين النحاة ،ومما يكثراستعماله عند الفقهاء ،مجيء ( أو) بدل ( أم ) ؛
في
ملجقا
ا
اللحن
قال ابن عابدين الحنفي في ( الفوائد العجيبة ) « :وقد يأتون بـ ( أو) بدل ( أم ) ،وفي ( شرح
لء
س ضا
١٥٧
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث الثاني
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
) للعلامة الفاكهي ،من باب العطف ( :لا يعطف بأو بعد همزة التسوية للتنافي
القطر
بينهما ؛ لأن ( أو) تقتضي أحد الشيئين أو الأشياء ،والتسوية تقتضي شيئين لا أحدهما ،
فإن لم توجد الهمزة ،جاز العطف بها ،نص عليه السيرافي في ( شرح الكتاب ) ،نحو:
( سواء عليَّ قمتَ أو قعدتَ ) ومنه قول الفقهاء ( :سواء كان كذا أو كذا ) » (. )۱
وممن خَطَّأَ من المعاصرين استعمال ( أو) بعد همزة التسوية :مصطفى جواد ،
أما مجمع اللغة العربية في القاهرة ،فقَرَر أن استعمال ( أو) جائز مع ذكر الهمزة ،
والذي يظهر مما تقدم :أن الأفصح استعمالُ الصيغة الأولى ( :الأم أحق بالولد
مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ فَيَوهَمُونَ فيه ،والصواب أن يقال ( :بين زيد وعمرو) ،كما قال سبحانه :
وَدَم [ النحل ، ] ٦٦ :والعلة فيه :أن لفظة ( بين ) تقتضي الاشتراك ،فلا تدخل إلا على
مثنى أو مجموع » ( ، ) ۳وتابعه على هذا الرأي :إبراهيم المنذر ،وزهدي جارالله ،والعدناني ،
أما اليازجي ،فلم يجزه إلا في مواطن مخصوصة ،وردَّ الخفاجي رأي الحريري ،وذكر بأن
إعادة ( بين ) هنا جائزة على جهة التأكيد ،وهو كثيرفي كلام العرب .
( ) ١ص . ٤١
( ) ٢ينظر :درة الغواص وشرحه ص ، ٢٦١وبحر العوام ص ، ٦٤وأسئلة إلى مجلة ( البيان ) و ( الضياء )
وأجوبة الشيخ إبراهيم اليازجي عليها ص ، ۱۰۹ونظرات في اللغة والأدب ص ، ١٠١ولغويات ،وأخطاء
لغوية شائعة ص ، ۳۰والكتابة الصحيحة ص ، ٤٨ومعجم | الأخطاء الشائعة ص ، ٤٦ومعجم الخطأ
والصواب ص ، ٩٥ولحن القول ص ، ۱۸۳ومجموع مقالات الدكتور فيصل المنصور ص ، ۳۸۰ومجلة
مجمع اللغة العربية بدمشق ( ) ٥٤٦/٨و( ، ) ٧٨/٩ومجلة مجمع اللغة العربية الأردني ( . ) ٧٦/٣٥
( ) ٣ص . ٢٦١
١٥٨
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
لحون المتخاصمين
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
والحق الذي لا مرية فيه :صحة تكرار ( بين ) إذا وقعت بين اسمين مُظْهَرين في النثر
أو الشعر ،مثل قولهم ( :بين زيد وبين عمرو) ،ويجوز تكرارها كذلك ،إِذا عُطِفَ مُضْمَرُ على
مُظْهَرِ ،كقولك ( :بين زيد وبيني ) ،أو عُطِفَ مُظْهَرُ على مُضْمَرٍ ،كقولك ( :بيني وبين زيد ) ،أو
مكررة بين اسمين مُظْهَرين ،نذكر له شاهدًا من كلام العرب ،وهو قول أعشى همدان :
والغلاييني ،وأحمد رضا ، والخفاجي وممن صَحَّحَ هذا الاستعمال :ابن بري
وشكيب أرسلان
وحاصل ما تقدم :صحة قولهم ( :تكلفة الخبيربين المدعي والمدعى عليه ) أو ( تكلفة
ومن الأخطاء التي سار ذكرها وطار ،وملأ الأقطار ،قولنا ( تكلفة ) بضم اللام ،وهو
خطأ .
أجلي ،والصحيح كسر اللام فيها ،فتقول ( تكلفة ) ،ولم تأتِ ( تفعلة ) على هذا
الرسم إلا في كلمة ( تهلكة ) ،في قوله تعالى ﴿ :وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَىالنَّهْلُكَةِ ﴾ [ البقرة ، ] ١٩٥ :قال
:
الألوسي « :و ( التهلكة ) مصدر كالهلك والهلاك ،وليس في كلام العرب مصدرعلى تفعلة
-بضم العين -إلا هذا في المشهور ،وحكى سيبويه عن العرب -تضرة وتســرة – أيضًا
في
ملجقا
ا
اللحن
بمعنى الضرر والسرور ،وجوّز أن يكون أصلها -تهلكة بكسر اللام -مصدر هلك مشددًا
لءضا
( ) 1الأغاني ( . ) ١٤٥/٥
( ) ۲دیوان ابن هانئ الأندلسي ص . ١٨٤
( ) ۳روح المعاني في تفسير القرآن والسبع المثاني ( . ) ٧٨/٢
١٥٩
(
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث الثاني
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
)(1
اعتذر المدعى عليه عن حضور الجلسة ١٣٦
فيه مبحثان ،الأول :أن جوادًا خطّاً تعدية الفعل ( اعتذر) بـ ( عن ) ،والصحيح أن
يُعدى بالحرف ( من ) ،قال في ردّ له على رؤوف جمال الدين « :وإنما تُستعمل ( عن ) مع
( اعتذر) ومصدره ؛ لإفادة معنى النيابة ،يقال ( :اعتذر زيد عن عمرو من الذنب الذي
جناه أو من تقصيره ) » ( ، )٢وفي ( الصحاح ) « :الاعتذار من الذنب » ( ، ) ۳وقد ساق جواد ،
وأبو تراب الظاهري عددًا من النقول على تعدية الفعل ( اعتذر) بـ ( من ) ،ويرى جمع من
وقد استعمل الحرف ( عن ( غيرُ واحدٍ من الفصحاء ،قال المرزوقي « :كالاعتذار عن الأخذ
) « :واعتذرعن
بالفضل عليهم ،وترك الصفح عنهم » ( ، )٤وقال الفيومي في ( المصباح المنير
فعله :أظهـر عـذره » ( ) ،ويرى جواد أن مُصَحِّحَ ( المصباح المنير صَحَّفَ ( من ) إلى ( عن ) ،
والذي يظهر :قياسيّة تعدية الفعل ( اعتذر) إلى حرف ( عن ) ،وهو صحيح مستقيم .
والمبحث الآخر :أن بعضهم يُخَطَّى قول من يقول ( :اعتذر فلان عن الحضور) ،
والصحيح أن يقال ( :اعتذر فلان عن عدم الحضور) أو ( اعتذر فلان عن الغياب ) أو
( اعتذر فلان عن التخلف) ؛ وسبب التخطئة :أن المعتذرإذا اعتذرعن الحضور يكون
وقد أجازت لجنة الألفاظ والأساليب ،بمجمع القاهرة قولهم ( :أعتذر عن
الحضور) ،ولم يوافق عليه مجلس المَجْمَع ،وقدَّمَ الشيخ محمد النجارفي الدورة الرابعة
( ) 1ينظر :دراسات في فلسفة النحو والصرف واللغة والرسم ص ، ۱۱۳ومعجم أخطاء الكتاب ص ، ٣٩٢
ومعجم الأغلاط اللغوية المعاصرة ص ، ٤٣٦وكبوات اليراع ص ، ٣٤٢والأخطاء اللغوية الشائعة على
ألسنة الكتاب والأدباء والإذاعيين ص ، ٣٧ومعجم الخطأ والصواب ص ١٩٥وص ، ٣٢٩ومجموع
مقالات الدكتور فيصل المنصور ص ، ٣٤٥والألفاظ والأساليب ( . ) ١٣٣/١
( ) ۲دراسات في فلسفة النحو والصرف واللغة والرسم ص . ۱۱۳
) . ( ۷۳۷/۲ ) ( ۳
17.
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
لحون المتخاصمين
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
والعشرين من مؤتمر المجمع ،ورقةً يؤيد بها صحة قولهم ( :أعتذر عن الحضور) ،وعلل
صحة التعبير بأنه على حذف مضاف ،أي :أعتذرعن عدم الحضور .
والذي يظهر ،صحة قولهم ( :اعتذر المدعى عليه عن حضور الجلسة ) على حذف
في ( تاج العروس ) « :وأفْرَجوا عن الطريق ،وأفْرَج القومُ عن القتيل ،إذا انكشفوا ،
وأفرجوا عن المكان ،إذا أخلوا به وتركوه » ( ، )٢وتعدية الفعل ( أفرج ) بحرف ( عن ) ،لا ( على )
هو المستعمل غالبًا ،في لوائح الاتهام من النيابة العامة ،وهو الاستعمال الصحيح ،قال
الإفراج على عدد من المسجونين بأحكام قضائية ) ،وتندرج هذه السامرائي « :وقرأت
العبارة في باب تجاوز استعمال حروف الجر لا على أساس من التضمين المعروففي العربية ،
ولما تقدم ؛ فقولهم ( :أُفْرِجَ عليه بالكفالة ) خطأ ،والصحيح ( :أُفْرِجَ عنه بالكفالة ) .
تعبير فاسد ،وصياغة ركيكة بإقحام ( الإلقاء ) في هذا التركيب ،وهذا الخطأ شائع
في لغة القضاء ،ولغة ،الإعلام ،وقد انحرف المعنى عن وجهه ليكون القبض شيئًا يُلْقى في
في
ملجقا
ا
اللحن
هذا المثال ،ولا ريب أن هذا المعنى غير مراد إطلاقًا ،فإذا أردتَّ الصواب فلا بد من إلقاء
لءضا
( ) 1أفاض الدكتور فيصل المنصورفي هذه المسألة ،ذاكرًا شواهد عدة على صحة هذا الاستعمال ،
فليراجع في مجموع مقالاته .
) . ( ١٤٦/٦ ) ( ٢
( ) ۳أشتات في الأدب واللغة ص . ٤٣
١٦١
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث الثاني
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
)(1
١٣٩-ثم نصحت الزوجة بالعدول عن طلبها بالفراق
يُخطئ الكسائي تعدية الفعل ( نصح ) بنفسه ،ويرى أن يُعدى الفعل باللام ،وقد ورد
الفعل ( نصح ) وما اشتق منه ،أحد عشر مرةً في القرآن الكريم متعديا بـ ( اللام ) ،ومنه
نصحت لك ،وشكرت لك ) ، لك ،وشكرت لك ) » (؟ ) ،وقال ابن السكيت « :وتقول :
أنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ﴾ [ القمـان ، ]١٤ :ونصحتك فهذه اللغة الفصيحة ،قال الله جل وعن
رسولي ولم تُنْجِحْ لديهم رسائلي ۳ نصحت بني عوف فلم يتقبلوا
وأجاز اللغتين كثير من أصحاب المعجمات القديمة ،ولما تقدم إن قلت ( :نـصحـتُ
للزوجة بالعدول عن طلبها بالفراق ) فهي اللغة الفصيحة ،المشهورة ،وإن قلت ( :نصحت
١٤٠عوضه عن الخسارة )
في (تاج العروس ) « :وتقول ( :عاضني الله منه عِوَضًا ...وعوضني الله منه تعويضًا » (ه)،
يقول العدناني « :ويقولون :عوّض فلانًا عن خسارته ،والصواب :عوضه من خسارته » (. )٦
( ) 1ينظر ما تلحن فيه العامة ص ، ١٠٢ودقائق العربية ص ، ۱۳۷ومعجم أخطاء الكتاب ص ، ٦١٠ومعجم
الأغلاط اللغوية المعاصرة ص ، ٦٦٧ومعجميات ص . ٢١٥
( ) ٢ص . ٤٢٤
( ) ۳إصلاح المنطق ( )۲۸۱/۱
( ) ٤ينظر :معجم الأغلاط اللغوية المعاصرة ص ، ٤٧٢والتطور اللغوي التاريخي ص . ١٣٢
) . ( ٤٤٩/١٨ ) ( ٥
( ) ٦معجم الأغلاط اللغوية المعاصرة ص . ٤٧٢
١٦٢
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
لحون المتخاصمين
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
وتحقيق القول :أن يقال فيه مثل ما قيل في ( عار عن الصحة ) ،فقد عُدِّي الفعل ( عوّض)
بـ ( عن ) في كلام الفصحاء ،قال القلقشندي « :فالحمد لله الذي عوّضه عن مأتم الحُزنِ بما
تم من السرور » ( ، )۱فقولك ( :عوّضه من الخسارة ) هو الذائع الشائع في كلام العرب ،وهو
المختارفي المعجمات ،وإن قلت ( :عوّضه عن (الخسارة ) فصحيح أيضًا ،والاستعمال الأول
)(۲
١٤١أنا أتولى تحصيل الأجرة بدلًا عنها ،فهي أمي
ومثله قولهم ( :ثـم حـرر شيكا آخر بدلا عنه ،وهو استعمال مرفوض ،عند العدناني
وأبي الحسن وغيرهما ؛ لحلول ( عن ) محل ( من ) مستدلين بما جاء في معجمات اللغة ؛
ففي ( التاج ) « :وتبدَّلهُ ،وبه ،واستبدلهُ ،وبه ،وأبدله منه بغيره ،وبدله منه :اتخذه منه
،وأن لك
بدلًا » ( ، ) ۳وردّ الزعبلاوي اختيارالعدناني بقوله « :وعندي ،أنه لا وجه لهذا الإنكار
أن تقول ( :بدلا عنه ،وليس صحيحًا أن تعوّل في هذا على المعجمات وحدها ،كما اعتاد
العدناني ،فإذا عُدْتَ إلى ( مغني اللبيب ) لابن هشام ( ،) 4وجدت أن من معاني ( عن ) البدل ،
كما في قوله تعالى ﴿ :وَاتَّقُوا يَوْمًا لَّاتَجْزِى نَفْسُعَن نَّفْسٍ شَيْئًا﴾ [ البقرة ، ] ٤٨ :فإذا قلت ( :هذا بدلُ
عن ذاك ) عَنَيتَ أنه يُجزي عنه ،أي :يقوم مقامه ويسدّ مسدّه » (ه ) ،وهـو جـواب حسن ،
وفي ( صبح الأعشى ) « :ويجعلونها بدلًا عن المنَّ الذي أنزل الله عليهم في هذا اليوم » (. )1
في
اللحن
مجا
القضاء
( ) ٢ينظر حول الغلط والفصيح ص ، ٢٩ومعجم أخطاء الكتاب ص ، ٤٢ومعجم الأغلاط اللغوية
المعاصرة ص ، ٤٩والأخطاء اللغوية الشائعة على ألسنة الكتاب والأدباء والإذاعيين ص ، ٣٤ومعجم
الصواب اللغوي ص . ۱۷۷
) . ( ٦٤/٢٨ ) ( ٣
١٦٣
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث الثاني
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
يُظَنُّ أن معجمات العربية حوث لغات قبائل العرب من عاليةٍ ،وفصحى ،ورديئة ،ومهجورة ،
وإنكارك للشيء ،لعدم وروده في المعجمات ؛ ضرب من المغالطة الخشنة ،فليتأمل .
)(1
وماطل المدعى عليه في إعادة العقار إلى موكلتي ١٤٢
يُخَطَّى بعض المشتغلين بالتصحيح اللغوي ،حين تُعدي الفعل ( ماطل ) بحرف الجر
( في ) ،والصحيح عندهم :التعدية بـ ( الباء ) ،أو تعدية الفعل بنفسه ،فتقول ( :ماطله
بحقه ) أو ( ماطله حقه ) ،ولا يجوز عندهم أن تقول ( :ماطله في حقه ) ،ومن أولئك :زهدي
رلله ،والعدناني ،ففي ( الأساس ) « :مطل فلان حقي ،وماطلني به مَطْلًا ومِطَالًا » ) ،
جا ا
وفي ( البيان والتبيّن ) « :وقالوا :أعظم من الذنب اليأس من الرحمة ،وأشدُّ من الذنب
المماطلة بالتوبة » ( ) ۳ولم يقل ( :في التوبة ) على ما جرت به الألسنة في هذه الأيام ،غير
( ، )4وفي ( البيان أنه جاء في ( التاج ) في مادة ( طول ) « :وطاوله ،مطاولةً :ماطله في الدين
نهاية الأرب في فنون الأدب ) : والتبيّن ) « :وقال أعرابي لرجل مطله في حاجة » (ه) ،وفي
وشرع في المماطلة فيما كان قرره لنور الدين » ) ٦( ،وغير خاف عليك جوازإنابة (في ) عن
( الباء ) إذا أُريدَ معنى الظرفية ،وقد مرَّ معنا شيء من ذلك فيما سبق .
ولذا :يجوز لك أن تقول ( :وماطل المدعى عليه بإعادة العقار) وهي لغة عالية ،أمـا
قولك ( :وماطل المدعى عليه في إعادة العقار فصحيحةُ أيضًا ،ولا تثريب على من استعملها .
172
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
لحون المتخاصمين
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
السند لأمر
قال أبو تراب الظاهري « :ومن الأخطاء الشائعة ،استعمال كلمة ( الرضوخ )في غير
الاستعمال :إبراهيم المنذر واليازجي ،وأسعد داغر ،والزعبلاوي ،وتقي الدين الهلالي
أو الإذعان والانقياد وفي الحديث « :فأمر به النبي ﷺ فَرضِخ رأسه بين حجرين » ( )۳أي :
كسر رأسه ،وفي حديث آخر « :وقد أمرت فيهم برِضْخِ فاقبضه فاقسمه بينهم » ( )٤أي :
فلان يرتضخ لُكْنةً عجميّة ) أي :إذا نشأ العطاء القليل ،ومن معانيه كذلك ،قولهم :
معهم ،على أنه قد جاء في ( التاج ) قوله « :ويقال :راضَخَ زيد شيئًا ،إذا أعطاه كارها ،
وراضخنا منه شيئًا أصبنا ونلنا ،والمراضخة :العطاء على الكُرْه » (ه) ،فهنا تشبيه ،بأنه
أعطى زمام أمره للآخر كرهًا ،وليس طواعية ،كما أنهم شبهوا المرضوخ ،وهو المكسور
( ) 1ينظر لغة الجرائد ص ، ٤٣وتذكرة الكاتب ص ، ١٠٦وحول الغلط والفصيح ص ، ١٢ومعجم أخطاء
ملجقا
ا
اللحن
( ) ۳أخرجه البخاري في الصحيح ،كتاب الطلاق ،باب الإشارة في الطلاق والأمور ،رقم الحديث ، ٥٢٩٥ :
لء
س
ص ، ٧٥٧ومسلم في الصحيح ،كتاب القسامة والمحاربين والقصاص ،باب ثبوت القصاص في القتل
بالحجر وغيره من المحددات والمثقلات ،رقم الحديث . ) ٧٩٦/٢ ( ١٦٧٢ :
( ) ٤أخرجه البخاري في الصحيح ،كتاب فرض الخمس ،باب فرض الخمس ،رقم الحديث ، ٣٠٩٤ :
ص ، ٤١٨ومسلم في الصحيح ،كتاب الجهاد والسير ،باب حكم الفيء ،رقم الحديث ١٧٥٦ :
) ・(1~9 / 5
) . ( ٢٥٨/٧ ) ( ٥
١٦٥
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث الثاني
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
وفي هذين التخريجين تأويل لمن أراد أن يصحح استعمال الفعل ( رضخ ) بمعنى :
ولذا ؛ يحسنُ بك أن تقول ( :وانقاد موكلي لضغط المدعى عليه ) أو ( خضع ) أو
)(1
١٤٤-مما اضطر موكلي لإقامة هذه الدعوى
يرى جمع من النقاد عدم صحة تعدية الفعل ( اضطر) بـ ( اللام ) أو ( على ) ،
والصحيح أن يتعدى الفعل بـ ( إلى ) ،فتقول ( :اضطر إليه ) لا أن تقول ( :اضطر له أو
اضطر عليه ) ،ومن ذلك قوله تعالى﴿ :إِلَّا مَا أَضْطَرِرْتُمْ إِلَيْهِ ﴾ [ الأنعام ، ] ١١٩ :قــال جــواد :
« ( اضطره عليه ) وهو ما يستعمله الكتّاب ،أخذوه مُصَحَفًا من بعض الكتب المساء
طبعها ،ومنهم من يظنه صوابا ؛ لقربه من قولهم ( :أجبره عليه ) ولكنهم فسروا
الاضطرار بالإلجاء والإحـواج ،وكلاهما بطلب ( إلى ) دون ( على ) ،ومعنى ( اضطر) أصابه
ولذلك قل ( :مما اضطر موكلي إلى إقامة هذه الدعوى ) و ( مما اضطره إلى دفع مبلغ
( ) 1ينظر :تذكرة الكاتب ص ، ۸۷وحول الغلط والفصيح ص ، ٣٠ومعجم أخطاء الكتاب ص ، ٣٥٣
والكتابة الصحيحة ص ، ٢٤ومعجم الأخطاء الشائعة ص ، ١٥٠والأخطاء اللغوية الشائعة على ألسنة
الكتاب والأدباء والإذاعيين ص ، ۳۳ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( . ) ٤٠٩/٢٤
( ) ٢مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( . ) ٤٠٩/٢٤
177
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
لحون المتخاصمين
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
من الأخطاء الشائعة تعديةُ الفعل ( أقسم ) في هذا التركيب بالباء ،وإنمـا البـاءُ
تدخل على ما تجعله موردًا لقسمك ،وتقول ( :أقسمت بالله ) ،وأما الشيء الذي يجعل
القسم توكيدا له ،فيجر بـ ( على ) ،وأول من تنبه لهذا الخطأ شيخ النقاد المُحْدَثين
أقسم بالله العظيم على عدم صحة ما إبراهيم اليازجي ،وصواب الاستعمال أن يقال :
وإليك فائدةً ثانيةً ،ذكرها ابن مكي بقوله « :ويقولون :والله الذي لا إله إلا الله ،
والصواب :والله الذي لا إله إلا هو؛ لأنك إذا لم تأت بقولك ( هو) لم يكن في الكلام راجع
إلى ( الذي ) » (. )٢
وفائدةً أخرى ،هي أن الصحيح كسر همزة ( إنَّ ) في صيغة اليمين الآتية ( :والله العظيم
إني لم أقترض من المدعي مبلغا قدره مئة ألف ريال ) ،وهذه المسألة من المسائل المختلف
فيها بين الكوفيين والبصريين ،وهي :إذا حُذفَ فعلُ القسم ،ولم تقترن اللام بخبر ( إنَّ ) ،
فالكوفيون يُجوّزون في هذا المثال كسر همزة ( إنَّ ) وفتحها ،والبصريون يوجبون الكسر
وحقَّقَ بعض علماء النحو أن مذهب الكوفيين في هذا الموضع غير صحيح ؛ فقد نقل ابن
وحكى ابن كيسان عن الكوفيين جواز هشام إجماع العرب على الكسر ،وقال الأزهري :
الوجهين إذا أضمر الفعل ،ولم تذكر اللام ،نحو :والله إن زيدًا ،قائم ،وأنهم يفضلون الفتح
ملجقا
ا
اللحن
الإجماع السابقة عن العرب ،فإن الكوفيين ،ومنهم الطوال لم يثبت لهم سماع بذلك » ( . ) 3
لء
س ضا
١٦٧
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث الثاني
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
وفائدة أخيرة متصلة بالباب ،ذكرها الخطابي في قوله « :ومـمـا جـرت بـه عـادة الحكام
في تغليظ الأيمان وتوكيدها ،إذا حلّفوا الرجل لخصمه ،أن يقولوا بالله الطالب ،الغالب ،
المهلك ،المدرك في نظائرها ،وليس يستحق شيء من هذه الأمور أن يُطلق في باب صفات
الله عَزَّوَجَلَّ ،وأسمائه » (. )۱
في المادة الثانية من نظام التنفيذ في المملكة « :وتتبع أمامه الأحكام الواردة في نظام
المرافعات الشرعية » ،وقد خَطَّأَ مصطفى جواد استعمال ( أمام ) بمعنى المواجهة والمقابلة
فقال « :منْ يُرِدْ أن يعرف معنى ( أمام ) فليتذكر وقوفَ الإمام في الصلاة ،فالاسمان من
أصل واحد ،ويدلان على وجهة واحدة ،فالإمام يقف أمام ) المصلين المؤتمين به ويؤمهم ،
أي :يوليهم ظهره ،ولا يستقبلهم ،ولذلك ولغيره سُمّي إمامًا » ( ، )۳ومما استشهد به كلام
لأبي مخنف ،في بعض أخبار حرب الجمل ،وفيه « :وإن الأشتركان بعدي ،وأنـا أمـامـه ...وإنـه
ليعلم أنه كان خلفي » ( ، ) ٤وتابعه على هذا الرأي العدناني ،وأبو تراب الظاهري ،والصحيح
قلت :هو رأي مرجوح ،جاء به جواد من عنده ،لم يسبقه أحد إليه ،كما قال ذلك
تلميذه صبحي البصام ،وقد أورد البصام أمثلةً كثيرة على مجيء ( أمام ) بمعنى المواجهة
( ) ٢ينظر :دراسات في فلسفة النحو والصرف واللغة والرسم ص ، ۱۷۰وقل ولا تقل ( ، ) ١٢٤/١ومعجم
الأخطاء الشائعة ص ، ٢٩وكبوات اليراع ص ، ٣٤٤والاستدراك على كتـاب قــل ولا تقل ص . ٤٤
( ) ۳قل ولا تقل ( . ) ١٢٤/١
( ) ٤شرح نهج البلاغة ( . ) ٢٤٧/١
١٦٨
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
لحون المتخاصمين
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
ويضرب أُخْرَاهـــا إذا هي ولتِ ()۱ يكون أمام الخيل أول طاعن
أراد أنه إذا واجه خيل عدوه ،كان أول طاعن لها ،وفي ( العقد ) لابن عبدربه « :وما
،أو خليفته ،أو بين يدي ملك جبارفي رغبة أو ظنك بوافد قوم ،يتكلم بين يدي النبي
ومما سبق ،يتبين لك صحة من قال ( :وتفاجأ موكلي بالمجني عليه أمامه ) ،ولو
قال ( :وتفاجأ موكلي بالمجني عليه قبالته ) أو (تجاهه ) أو ( بإزائه ) فهو يساوي المثال
جاءت ( وحده ) في كتاب الله سبحانه ست مرات كلها منصوبة ،كقوله تعالى :
وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ ﴾ [ الممتحنة ، ] 4 :قال الهلالي « :ومن
ذلك قولهم :ذهب لوحده ،وقاتلهم بمفرده ،وذلك من أفحش الخطأ وأقبحه ،وأبعده
عن لغة العرب الفصحى ،فالصواب أن يقال :ذهب وحده ،وقاتلهم وحده ،بفتح الدال
منصوبا على الحال » ( ) ،والهلالي غيور على هذه اللغة ؛ ولذا يشدد النكير فيما يشيع
من الموت أم أخلى لنا الموتُ وحدنا أعاذل هل يأتي القبائل حظها
في
اللحن
ملجقا
ضا ا
لء
) . ( ٢٧٤/١ ) ( ٢
( ) ۳ينظر :رد الشارد إلى طريق القواعد ص ، ٥ومعجم أخطاء الكتاب ص ، ٦٥٥ومعجم الأخطاء الشائعة
ص ، ٢٦٥ومعجم الأغلاط اللغوية المعاصرة ص ، ٧١٤وتقويم اللسانين ص ، ٥١ومقالات في أخطاء
لغوية شائعة ص ، ٢٤١وأخطاء ألفناها ص ، ١٨٤والأخطاء اللغوية الشائعةفي الأوساط الثقافية
ص ، ٣١٦ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( . ) ٥٤٦/٧
( ) ٤تقويم اللسانين ص . ٥١
١٦٩
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث الثاني
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
وجد الرجل يَحِدُ :إذا انفرد ،وقيل :لم يلفظ بفعله كالأبوة ،والأخوة ،والخؤولة ،وقيل :
محذوف الزوائد من إيحاد ،وقيل :نصبه على الحال لتأويله بموحد ،وقيل :عـلـى حـذف
حرف الجر ،والأصل :على وحده » ( ، )۱وفي كتاب ( العين ) ... « :فكان النصب أولى به ،إلا
أن العرب قد أضافت إليه ،فقالت :هو نسيج وحده ،وهما نسيجا وحدهما » (. ) ٢
وخلاصة ما تقدم :صحة قولك ( :وقد اجتمع الخصمان وحدهما ) و( جاء الرجل
وحده ) من دون إدخال اللام على ( وحده ) ،أمـا مـا أضافته العرب من قولهم سماعًا :
المدعى عليه )
هذا الأسلوب نادر الاستعمال في المرافعات القضائية ،ولم أجد -فيما اطلعت
عليه -سوى هذا المثال ،وهذا الأسلوب شائع في لغة الإعلام وطائفة من المثقفين ،
مثل قولهم ( :الاقتصاد يلعب دورًا كبيرًا في السياسة ) و ( المدرسة تلعب دورًا هامًا في
تربية الطلاب ) ،وقد أجاز هذا الأسلوب مجمعا القاهرة ودمشق ،وإن كان الأفضل
عندهم أن يقال ( :أدى دورًا ) بدلًا من ( لعب ) ،قال داغر « :ويقولون ( :لعب الفقيد دورًا
مهما في عالمي السياسة والأدب ) ،وهذا التعبيرمترجم حرفيًا عن اللغات الأوربية ،وفي
كتب اللغة ما يغني عنه ،كأن يقال ( :كان له في عالمي السياسة والأدب شأن عظيم )
) . ( ٢٨١/٤ ) ( 1
) . ( ٣٥٠/٤ ) ( ٢
( ) ۳أفرد تقي الدين السبكي رسالة سماها ( الرَّفْدة في معنى وَحْدَهُ ) تضمنت مسائل نحوية ولغوية
كثيرة في لفظة ( وحده ) ،وهي غنية بالملح والفوائد .
( ) ٤ينظر :تذكرة الكاتب ص ، ٤١ومعجم الأغلاط اللغوية المعاصرة ص ، ٦٠٥ومن سعة العربية ص ۱۱۱
ولحن القول ص ، ۳۹والقرارات المجمعية ص ، ۱۹۵ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ) ١٥٢/٢٨
و ( ) ٤٦٧/٤٧وهو بحث بعنوان ( :لعب دورًا ،لميشيل الخوري ،و ( ) ٤٨١/٤٨تعقيب على بحث
ميشيل ،لأحد قراء المجلة ،وينظر كذلك :مجلة مجمع اللغة العربية بالقاهرة ( . )٩١/٧٦
۱۷۰
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
لحون المتخاصمين
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
أو ( بلغ فيهما شأوا بعيدًا ) أو ( جرى فيهما شوطا طويلًا ) أو ( ضرب فيهما بسهم كبير) ،
ونحو ذلك » ( ، ) ١وأذكر سببًا آخر للتغليط ،وهو أن ( لعب ) فعل لازم ،ولا يمكن تعديتُه إلا
بالحرف ،وفي قرار مجمع اللغة بالقاهرة « :ويتضح مما سبق ما يأتي :أن صيغة ( لعب
دورًا ) صحيحة لغويا ،إما على أن كلمة ( دَورًا ) مفعول مطلقُ ،وإما على أنها مفعول به
لفعل ( لعب ) المُضَمّن معنى ( أدى ) ،ولا محل للاعتراض على التخريج الأول ؛ لأن دلالة
اللعب قد تطورت في العصر الحديث كما يصوره البحث المرافق للأستاذ علي النجدي
ناصف ؛ لذا ترى اللجنة إجازة هذا التعبيرفي نطاق ما يستسيغه الذوق العام ،ولكن
الرأي الغالب أن نقول ( :أدى دورًا ) بدلًا من ( لعب دورًا ) »(. )٢
ويترجح أن قولهم ( :لعب دورًا ) تركيب ما شم رائحة العربية ،حسب وصف الرئيس
محمد كرد علي ،فلا وجه لإيراد ( اللعب ) في هذا المثال ،كما أن تجويزكلمة ( دور) في هذا
،فالدور الحركة وعَودُ الشيء إلى ما كان عليه ،ولم أجد معنى آخر
المثال فيه إشكال آخر
يزيد على ذلك ،والذي يظهر لي عدم صحة مثال الباب ،والصحيح أن يقال ( :ولموكلي
أنكر هذا الأسلوب إبراهيم المنذر ،وأسعد داغر ،والسامرائي ،ويرى شكيب أرسلان
أنه أسلوب ركيك هجين ،والأولى إهمال هذه التراكيب ،قال السامرائي « :إن قول المعربين
في
ملجقا
ا
اللحن
في عصرنا ( :إنه لم يعد ) هو شيء من الدخيل الوافد من اللغات الغربية ،وأظن أن
لء
س ضا
۱۷۱
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث الثاني
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
الأصل الفرنسي ،هو الذي جاء بهذا الأسلوب المولّد الدخيل » ( ، )١وأجاز أحمد رضا هذا
الاستعمال ،فقال « :وكأن ( عاد ) هنا جاءت بمعنى ( صار) فعلى هذا يصح أن يُراد من
لم يبقَ لدى موكلي ما يقدمه في قلت :الأولى هجرُ هذا الاستعمال ،ولكَ أن تقول :
سمعتها في السوق
من الخطأ الشائع استعمال ( ناهيك ) بمعنى ( فضلا عن ) ،قال اليازجي « :ويقولون :
( هو شاعر بليغ ناهيك عن شجاعته ) ،أي :فضلًا عن شجاعته مثلًا ،ولا يُستعمل ( ناهيك )
بهذا المعنى ،إنما يقال ( :زيد رجل ناهيك من رجل ) ،كما يقال ( :كافيك من رجل )
و ( حسبك من رجل ) ،أي :هو كافٍ لك ،فكأنه ينهاك عن طلب غيره » ( ، )٤وفي ( الصحاح ) :
ويقال :هذا رجل ناهيك من رجل ،ونَهْيُك من رجل ،ونَهَاكَ من رجل ،وتأويلـه أنـه بجده
وغَنَائه ينهاك عن تطلب غيره » ( ، )٥ولم تُستعمل ( ناهيك ) في كلام الفصحاء إلا بمعنى
( حسبك ) و( كافيك ) ،ونحوهما ،وهي كلمة تعجب واستعظام ،قال الزمخشري « :وناهيك
بتسوية سيبويه بين التسمية بالجملة والبيت من الشعر ،وبين التسمية بطائفة من
أسماء حروف المعجم » ( ، )٦وقال التوحيدي « :وناهيك بأبي القاسم عالمًا وراويا » ( ) .
( ) ۱معجميات ص . ٣٤٠
( ) ٢مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( . ) ٥٤٧/٨
( ) ۳ينظر :الفوائد العجيبة ،لابن عابدين الحنفي ص ، ٦٤ولغة الجرائد ص ، ٥٤وتذكرة الكاتب ص ، ٥٧
ومعجم أخطاء الكتاب ص ، ٦٢٧ونحو إتقان الكتابة العلمية باللغة العربية ص ، ١٧٥وفي أصول
الكلمات ص ، ٤٥٠ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ) ٢٢٠/١و ( . ) ٤٦٨/٧
( ) ٤لغة الجرائد ص . ٥٤
) . ( ٢٥١٨/٦ ) ( ٥
( ) ٦تفسيرالكشاف ( . ) ۱۳۷۱
( ) ۷البصائر والذخائر ( . ) ١٤٧/١
١٧٢
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
لحون المتخاصمين
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
وحاصل القول :أن ( ناهيك ) اسم فاعل ،يتعدى بـ ( من ) و ( الباء ) ،ولا يجوز تعديته
ليس واردا في العربية ،والصحيح أن يُقال : بـ( عن ) ،ومجيء ( ناهيك ) بمعنى ( فضلًا عن
تقديرًا ،أو لفظًا بِمِنْ إِنْ جُرَّدَا وأفعل التفضيل صلهُ أبدًا
قال ابن عقيل في ( شرحه ) « :وفهم من كلامه أن أفعل التفضيل ) إذا كان بـ ( أل )
زيد أفضلُ الناسِ أو مضافًا لا تَصْحَبُه ( مِنْ ) ؛ فلا تقول ( :زيد الأفضلُ من عمرو) ،ولا
والصحيح أن نحذف إحداهما ،فنقول ( :أعجب من ذلك ) أو ( والأعجب أن الأمر كذا ) ،
ففي هذا البيت الشعري اجتمع ( أل ) و( من ) مع ( أفعل التفضيل ) ،وهو يخالف ما
قرره النحاة ،قال ابن عقيل « :فيُخرجُ على زيادة الألف واللام ،والأصل :ولست بأكثر
منهم ،أو جَعْلِ ( منهم ) متعلقًا بمحذوف مجرد عن الألف واللام ،لا بما دخلت عليه
مج
القضاء
اللحن
الس
( ) 1ينظر لغة الجرائد ص ، ٦٤وتذكرة الكاتب ص ، ۸۸ورد الشارد إلى طريق القواعد ص ، ۳۱وتقويم
اللسانين ص ، ١٨والأخطاء اللغوية الشائعة على ألسنة الكتاب والأدباء والإذاعيين ص ، ٣٦ونحو
وعي لغوي ص ، ٢٠٣ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( . ) ٢٣٠/٤٠
( ) ۲شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك ( . ) ١٧٦/٣
( ) ۳دیوان الأعشى ص . ١٤٣
۱۷۳
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث الثاني
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
قلتُ :الأولى الأخذُ بما قرره النحويون ،وما استعمله الفصحاء قديما من عدم اجتماع
بضم الميم وفتح الباء ،على صيغة اسم المفعول ،وهو من الأخطاء الشائعة ،فلم يرد
قولهم ( :مُسْبَقًا ) بمعنى الكلام السالف في معجمات العربية ،ولم يستعمله الفصحاء
الأولون ،ففي الشعر والشعراء ) قال ابن قتيبة « :وحدثني عبد الرحمن عن عمه ،قال :
كان هشام بن عبد الملك مسبقًا لا يكاد يسبق » ( ،)٢وفي شعر جرير
بزنة اسم المفعول المشتق من الرباعي ( أَسْبَقَ ) ،فيقال مثلًا ( :وكانت النتائج قد نُشِرَت
مُسْبَقًا) ،والكلمة تُستعمل ظرفًا ،وإذا نظرنا إلى الفعل الرباعي ( أسبق ) في كتب اللغة
وجدناه في قولهم ( :أسبق القوم إلى الأمر وتسابقوا بادروا ) وهذا الاستعمال بعيد
(ε),
عما يُستعمل في لغة الدواوين الرسمية في أيامنا » ( ، ) ٤وقال الزعبلاوي « :لا يصح قول
من حيث الاشتقاق ؛ لأن اسم المفعول لا يأتي من فعل لازم ،إلا الكتاب ( :قلته مُسْبَقًا
إذا أُلحق به جار ومجرور ،تقول ( :أسبقتُ إلى الأمر ،فالأمر مُسبق إليه ) ،لا :مُسْبَق » (ه) ،
وقد أجاز مجمع اللغة العربية بدمشق هذا الأسلوب ،بأدلة لا تخلو من تكلف .
ولذا قل ( :لما بيناه سالفًا أو آنفًا ،ولا تقل ( لما بيناه مُسْبَقًا ) .
( ) 1ينظر :معجم أخطاء الكتاب ص ، ٣٠والتطور اللغوي التاريخي ص ، ١٣٥ومقالات في أخطاء لغوية
شائعة ص ، ١٢٤ونحو إتقان الكتابة العلمية باللغة العربية ص ، ٢٧وقرارات مجمع اللغة العربية
١٧٤
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
لحون المتخاصمين
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّى إِذَا خَرَجُوا مِنْ عِندِكَ قَالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا جاء في كتاب الله سبحانه :
الْعِلْمَ مَاذَا قَالَ عَانِفًا ﴾ [ محمد ، ] ١٦ :وفي ( مختار الصحاح ) « :وقال كذا آنفا ،وسالفا » ( ، ) ٢وأما
( الآنف الذكر) فأسلوب غير فصيح ،لم يرد في كلام العرب ،ولا يساعده الاشتقاق ،قال
الزعبلاوي « :لأن ( آنفًا ) إنما جاء في كلام العرب ظرف زمان ،ولم يشتق من ( أنف ) الثلاثي ،
فـ ( أنفَ منه ) :استنكف وتنزّه ،وأنفَ البعيرإذا اشتكى أنفه ،وأنف الرَّجُلُ :عجل من أمره ،
وأنفه :كرهه ..وليس بين هذه المعاني وبين الظرف المذكور علاقة أواتصال » (. ) ۳
لذا يجوز لك أن تقول ( :وإقراره آنفًا ) أو ( وإقراره سالفًا ) أو ( وإقراره المذكورآنفا ) أو
ومما يتصل بهذا الباب ،أنه يصح لك قول ( وإقراره المذكور) اكتفاء واجتزاء ،قال
الجاحظ « :وناس يزعمون أن أكل لحمان الحيوان المذكور بطول العمر يزيد في العمر»(. )4
إن إطلاقًا ) و ( مطلقًا ) أو ( على الإطلاق ) تعني :على وجه عام لا استثناء
فيه ،فلو قلتَ مثلًا ( :لا يفارق فلانُ الكتابَ مُطلقًا ) لم يكن استعمالًا صحيحًا ،بل
في
اللحن
ملجقا
ضا ا
لء
( ) 1ينظر :قل ولا تقل ( ، ) ٤٦/١ومعجم أخطاء الكتاب ص ، ٣٠ومعجم الأغلاط اللغوية المعاصرة ص ،٣٥وكبوات
س
اليراع ص ، ٢٣٤والاستدراك على كتاب قل ولا تقل ص ، ۱۷ونحوإتقان الكتابة العلمية باللغة العربية ص . ٢٧
).1500 ( 5
۱۷۵
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث الثاني
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
فَقُل لَّن تَخْرُجُوا مَعِيَ أَبَدًا ﴾[ التوبة ، ] ۸۳ : تقول ( :لا يفارق الكتاب أبدًا ) ،ومنه قوله تعالى :
وأما قولهم ( :كان قرار الدولة بمنع الخروج من البيت مُطلَقًا ) ،أي :لم يستثن أحدًا من
الناس ،فهذا الاستعمال لا غضاضة فيه ،قال محمد محمد شُرَّاب « :والذي يستخدم
( مُطلقًا ) يستخدمها بمعنى ( البتّة ) ويجعلها مفعولًا مطلقًا ،أو يجعلها دالة على صفة
الزمن المحذوف ،وتكون بمعنًى غير مُقيد ،ويعرب نائب ظرف زمان » (. )١
ومثله في أحد قرارات محكمة الاستئناف ( :وبعد تداول الرأي وما قدمه الملتمس
مُؤَخَّرًا تُقَرِّرُ الدائرةُ قبول الالتماس ) ،واستعمال ( مُؤَخَّرًا )في هذا المعنى لـيـس وجيهـا عنـد
الزعبلاوي ،والصحيح عنده وعند غيره ( :أخيرًا ) ،والحجةُ أن ( المُؤخَّر) خلاف ( المُقدَّم ) ،
وإذا قلت ( :جاء فلان مُؤخَّرًا ) ،كان معناه أنه كان عليه أن يأتي في موعد فتأخر عنه ،إلا أن
مجمع اللغة العربية بدمشق أجاز هذا الاستعمال ،ففي ( لسان العرب ) « :ومُؤخَّر كل
شيء خلاف مُقدَّمه ،والأُخُر ضد القُدم....وما عرفته إلا بأَخَـرة ،أي :أخيرًا ،ويقال :لقيته
أخيرًا ،وجاء أُخُرًا وأخيرًا وأُخْريًّا وإخْريّاً وآخريًا وبآخِرة ،أي :آخر كل شيء » ( ) ۳ويـفهـم مــن
هذا النص أن قولهم بأخَرة وأخيرًا ،يعني في وقت متأخر من الزمان ،واستدل المَجْمَع
كذلك بجواز التوسع في الظروف ،بأن يُنقل الاسم إلى الظرفية .
وعند التحقيق يظهر صحة قولك ( :ثم تقدم المدعى عليه مُؤَخَّرًا ) أو ( ثم تقدم
( ) ٢ينظر :معجم أخطاء الكتاب ص ، ۸ومعجم الصواب اللغوي ص ، ٢٦ومجموع مقالات الدكتور
فيصل المنصور ص ، ۳۱۷ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( . ) ١١٣٦/٨٨
) . ( ١٢/٤ ) ( ٣
١٧٦
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
لحون المتخاصمين
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
في كتاب ( العين ) « :والمجان :عطيّة بلا مِنّة ،ولا ثمن » ( ، ) ٢وقال ابن فارس « :والمجان :
هو عطية الرجل شيئًا بلا ثمن » ( ، )۳وفي ( سيرأعلام النبلاء ) عن أبي العالية قال « :مكتوب
في الكتب :علَّم مجانًا ،كما عُلَّمت مجانًا » ) ،ويقول الطناحي « :تشيع هذه الكلمة في زماننا ،
في لغتنا المكتوبة والمنطوقة ،ولكنَّ الكلمة تحيط بها ظلال من العامية ،أو التعريب ،مع أنها
ضاربةفي القِدَم بعروقها » (ه) ،وقد استبانَ لك قِدَمُ هذه اللفظة في العربية .
ومثله قوله ( :وأعطيته الموافقة على نقل خدماته مُباشرةً ) ،قال البصَّام « :وقوله ( :مُباشرة )
في هذا الموضع من تعابير هذا العصر ،وقد فشا في لغة العامة والصحافة والأدب ..والأولى أن
يعدل عنها إلى المعروف من كلام العرب ،كأن يقال ( رأسًا ) » ( ، )۷وفي ( أخلاق الوزيرين ) للتوحيدي :
« والذي ينبغي أن يُهجر رأسًا ،ويُرغب عنه جملةً التكلف والإغلاق » ( ،)۸أما ( المباشرة ) فلا صلة
لها بالمراد ،قال الجوهري « :ومُباشرة المرأة :ملامستها ...ومباشرة الأمور :أن تليها بنفسك » (. )۹
:في اللغة والأدب ( ، ) ٧٦۸/۲ومعجم الشوارد النحوية ،والفوائد اللغوية ص ، ٥٦٠وقرارات مجمع
( ) 1ينظر
اللغة العربية بدمشقفي الألفاظ والأساليب ( ، ) ۲۸/۱ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( . ) ١١٨٤/٨٧
) . ( ١٢٠/٤ ) ( ٢
في
ملجقا
ا
اللحن
) . ( ٣٦٩/١١ ) ( ٤
لء
س
۱۷۷
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث الثاني
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
والعدولُ بها إلى قولك ( :ويمكنكم الكتابة إلى تلك الجهة رأسًا ) أو ( وأعطيته الموافقة
)(1
١٥٨-دفع المدعى عليه بأمور مُهِمَّة ،هي ...
يُخطئ جملة من المعتنين بتصحيح الأساليب ،قول بعضهم ( :هذا أمر هام ) على أن
الصحيح قولهم ( :هذا أمر مهم ) ،ويندر أن تخلو نشرة من هذا التنبيه ؛ لأن المشتهر عند
كثيرين خطأُ استعمال ( هام ) ،وإني أوجز لك اختلاف آراء النقاد على ثلاثة أقوال ،هي :
الأول :عدم جواز قولك ( :أمر هام ) ،وتقتصر على ( أمر مهم ) ،وهو اختيار مصطفى
جواد ،ومحمد كرد علي ،وأبي تراب الظاهري ،والحجة في هذا القول أن العرب تستعمل
( المهم ) للأمر الشديد ،فالمهم هو الذي يبعث الهمة في الإنسان ،ويجعله يَهُم ويُقلقه
أحيانًا ،أما ( الهام ) فهو المحزن ،وهو من هَمَّهُ ،أي :أحزنه حزنًا يذيب الجسم ،ولا محل
الثاني :جواز الوجهين ،وهو اختيار محمد سليم الجندي ،والزعبلاوي ،والعدناني
قال الجندي « :قال في ( القاموس ) ( ) ٢و ( التاج ) ( : )۳همه الأمر هما ،ومهمة :حزنه وأقلقه
)(ε
كأهمه ،وقال في ( المصباح ) ( : ) ٤وأهمني الأمر بالألف ،أقلقني وهمني همـا مـن بـاب قـتـل
مثله ،فقد جعلوا الثلاثي والرباعي متماثلين ،ولم يذكروا أن أحدهما أفصح من الآخ
( ) 1ينظر لغة الجرائد ص ، ٢٩وإصلاح الفاسد من لغة الجرائد ص ، ٩وقل ولا تقل ( ، ) ١٦٦/١ومعجم
أخطاء الكتاب ص ، ٦٤٥ومعجم الأخطاء الشائعة ص ، ٢٥٩ومعجم الخطأ والصواب في اللغة
ص ، ٢٦٣وكبوات اليراع ص ، ٤٠١ونحو إتقان الكتابة العلمية باللغة العربية ص ، ٢١٤ومعجم تصحيح
التصحيح ص ، ٢٢٩ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ) ١٥١/٢٨و ( ، )٥٧٥/٢ومجلة مجمع
اللغة العربية الأردني ( . ) ٢٧٠/٧٥
( ) ۲ص . ۱۱۷۱
) . ( ١١٨/٣٤ ) ( ٣
( ) ٤ص . ٢٤٥
۱۷۸
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
لحون المتخاصمين
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
فادعاء ذلك يحتاج إلى دليل ،واقتصار ( الصحاح ) ( )۱و ( الأساس ) ) على صيغة لا يوجـب
أن يكون ما عداها غير صحيح أو فصيح ،كما يتضح ذلك من الاستقراء » (. )۳
المهم ) أفصح وأعلى من ( الهام ) ،وهو رأي اليازجي الثالث :جواز الوجهين ،لكن
والبصام ،يقول اليازجي « :ويقولون ( :هذا أمر هام ) بصيغة الثلاثي لا يكادون يخرجون عنها
الصحاح ) و( الأساس ) » (. )٤ في الاستعمال ،والأفصح ( مهم ) بالرباعي ،وعليه اقتصرفي
قال الزعبلاوي -وهو أحسن من بحث هذه المسألة « : -إذا جاء ( فَعَلَ ) أو ( أَفْعَلَ )
بمعنى واحـد كـ ( هم ) و ( أهم ) ،ففي المزيد لفظًا زيادة في المعنى ،وقد أشارالرضيفي ( شرح
الشافية ) أن هذه الزيادة تعني التأكيد والمبالغة ،ومن أجل هذا قال العرب ( المهم )
للأمر الشديد ،ولم يقولوا ( الهام ) ،وهذا فرق ما بينهما » (ه) .
والذي يظهر -والله أعلم -جواز الوجهين ،وإن كان ( المُهم ) هو الأغلب استعمالًا
)(1
عناية فضيلتكم )
يرى جواد أن ( أهميَّة ) مشتقة من ( أَهَمَّ ) اسم التفضيل المعروف ،و( أَهَمَّ ) مأخوذ
من الفعل الرباعي ( أهَمَّ يُهِمُّ إهمامًا ) واسم الفاعل ( مُهم ) ،وأن سبيل اشتقاقه أن يُختم
في
ملجقا
ا
اللحن
ضا
) .(5.91/0) (1
لء
س
)(J) (J/+VA
۱۷۹
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث الثاني
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
الاسم بياء مشددة ،وتاء تأنيث كـ ( الهويّة ) ،مِنْ ( هُوَ) و ( الماهِيَّة ) و ( الكَمِّيَّة ) مِنْ ( كم ) ،
و ( الكيفيّة ) مِنْ ( كيف ) ،في حين يرى العدناني عدم صحة قولهم ( :ليس الجرح بذي
أهميّة ) ،والصحيح أن يقال ( :ليس الجرح بذي خطر) أو ( بذي شأن ) ؛ لأنه لم يعثر على
كلمة ( أهميّة ) في أي معجم من معجمات العربية ،والذي يظهر صحة اشتقاق لفظة
( أهمية ) ،وإن لم ترد في معجمات العربية ،لكن يجب أن نتخفف من استعمالها فيما لا
ومثله قولهم ( :وموكلي يطالب بحقه من الأرض المُبَاعة ) ،وهذا خطأ شائع منتشر
في السجلات القضائية ،قال داغر « :ويقولون ( :مُباع ) و( مُصان ) و ( معاق ) و( معاب )
( ) 1للأديب اللغوي شكيب أرسلان رأي في لفظة ( أهميّة ) ذكره في مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق
( ) ٩٤/٥أُثْبِتُهُ لنفاسته « :أما ( الأهميّة ) فإني رأيتها صارت مبتذلة جدًا حتى صارالإنسان يـفـر منـهـا
فراره من الأجرب ،ثم إننا إن أبقيناها بمعنى ( الخطورة ) و ( الشأن ) كان ذلك مخالفا للقاعدة ؛ لأن
معناها الحقيقي أن يكون الشيء أهم من غيره ،مثل أن الأفضلية والأرجحية هما حال ما هو أفضل
وأرجح ،فإذا جئنا إلى حال شيء أهم من شيء ،وكانت الأهمية عندنا بمعنى ( الخطورة ) أو ( الشأن )
لزمنا أن نقول ( :أكثر أهمية ) كما يقول بعض العوام ،ونكون أدخلنا تفضيلا على تفضيل ،والحال
أن ( الأهمية ) لا تقال إلى لحال الشيء الذي هو أهم من غيره ،لا لحال الشيء المهم مطلقًا ،وقد
آن ترك هذه اللفظة التي أخذت معنى غير معناها ،فترى الناس يقولون ( :فلان ليس له أهمية )
لا يريدون بذلك أنه ليس أهم من غيره ،بل إنه ليس له شأن أصلًا ،وقد حاولت أن أعرف ماذا
كان يقول العرب ،أو ماذا يقول المتكلمون بالسليقة في مقام كهذا ،فوجدتهم يستعملون ( البال ) في
المحل الذي نستعمل فيه نحن الأهمية ) ،قال لي مرة سيدي عبد العزيز العيساوي من بنغازي ومن
كبار رجال السنوسية ( :أما الأراضي التي لها البال فهي ، ) ...وسألت مصطفى أفندي الترجمان
من مصراطة عن رجل ،فقال لي :ليس له بال ) ،أي :ليس بذي أهميَّة ،كما نقول نحن ،فلعمري
( البال ) أحسن من ( الأهمية ) وأقعد » .
:تثقيف اللسان ،وتلقيح الجنان ص ، ١٦٧ودرة الغواص ص ، ٢٥٨وأساليب العرب في صناعة
( ) ٢ينظر
الإنشاء ص ، ٨٢وتذكرة الكاتب ص ، ۹۸ونظرات في اللغة والأدب ص ، ۳۰ودفع الأوهام ص ، ٢١ومعجم
أخطاء الكتاب ص ، ٦٧ومعجم الأخطاء الشائعة ص ، ٢٦١ومغالط الكتاب ص ،۷وإصلاحات في لغة
الكتابة والأدب ص ، ٥٦والأخطاء اللغوية الشائعة على ألسنة الكتاب والأدباء والإذاعيين ص ، ٩
ومقالات في أخطاء لغوية شائعة ص ، ۹۳ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( . ) ٥٣٩/٨
١٨٠
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
لحون المتخاصمين
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
و( مُقاد ) و ( مُلام ) و ( مُهاب ) وغير ذلك من أسماء المفعول ،التي يأتون بها من المزيد
على وزن ( أفعل ) ،زاعمين أن مجردها لازم ،والصحيح أن يقال ( :مَبيع ومصون ومعوق
ومعيب ومقود وملوم ومهيب ) ؛ لأنها كلها من مجرد مُتَعَدِّ ،إذ يقال :باع الشيء وصانه ،
ويكتبون على بعض السلع ( :مُباع ) ويقصدون أن بيعها وقال محمد أبو الحسن :
قد تم ،وهو خطأ ،والصحيح ( مبيع ) ،يقال :باعه بيعًا ومبيعًا ،أعطاه إياه بثمن ،ويقال :
أباعه الشيء إذا عرَّضه للبيع ،فهو ( مُباع ) ،أي :مُعرَّضُ للبيع ،فالشيء إذا تم بيعه ،
فصادق على أن هذا الذهب مبيع على ولما تقدم في المثالين ،فالصحيح قولك :
)( ۳
وموكلي مديون ،وحالته صعبة ()٣ ١٦١
يظن كثير من الناس أن ( مديون ) كلمة عاميَّة ،والصحيح أنها فصيحة مستعملة
منذُ دُونت الفصحى ،ففي ( العين ) « :ورجل مَدْيونُ :قد ركبه دَيْنُ ،ومديـن أجــود » ( ، ) ٤
وفي ( القاموس ) « :ورجل دائن ومدين ومَدْيون ومُدان » ( ه) ،وقد خطأ اليازجي استعمال
( مديون ) ،بزعمه أنها من الألفاظ المعربة عن كلام الإفرنج ،وكذلك خَطَأَ إبراهيم المنذر قولَ :
( رجلٌ مُدان ) بحجة أن الصواب ( رجل مدين ) ،وتلك فرطةٌ منهما وزلة ،وجلّ من لا يسهو.
ملجقا
ا
اللحن
لءضا
١٨١
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث الثاني
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
وقد أجاز مجمع اللغة بالقاهرة استعمال مصطلح ( المديونية ) ،على أنه مصدر
يُخطئ زهدي جار الله من يقول ( :أزمة ) بتسكين الزاي ،والصحيح عنده ( :أزمة )
بالفتح ،وعلى نقيضه مصطفى جواد ،فهو يرى أن الوجه الصحيح تسكين الزاي في
( أزمة ) وما عداه خطأً .وهو الرأي الصحيح ؛ لأنها ساكنة الزاي في لغة العرب ،ولم يرد
،وإذا جمعتها جمع مؤنث سالمًا قلت ( :أَزَمـات ) بفتح الزاي بعد أن كانت في
لها وجه آخر
وأصل معنى ( الأزمة ) :السَنَة الشديدة ،وهي من ( الأَزْم ) بمعنى الشدة والإمساك والتضييق(. )۳
استعمال ( ظرف ) في هذا التعبير وأمثاله من الأخطاء الشائعة ،وهو كثيرفي كلام
العامة والخاصة ،وممن غلط هذا الاستعمال أسعد داغر ،وزهدي جارالله ،والعدناني ،
والهلالي ،وغيرهم ،قال داغر « :ويقولون ( :تحت ضغط الظروف الحاضرة ) فيستعملون
يشيع استعمال مصطلح ( المديونية ) في لغة القضاء المدني مرادا به حالـة كـون ( ) ۱ونص قرار المجمع :
الإنسان مدينا ،وفي رأي بعض النقاد أنه خطأ على أساس أن القياس في اسم المفعول من ( دان ) ،هو
( مدين ) ،فيجب أن يكون ( مدينية ) ،لا ( مديونيَّة ) ،وبدراسة المسألة وجدت اللجنة أن بعض قبائل
العرب تجري في لغتها على التصحيح في صيغة اسم المفعول من الثلاثي المعتل العين بالياء ،وقد
نصت المعجمات على صيغة ( مديون ) بالتصحيح ،وعلى ذلك تكون المديونيَّة ) مصدرًا صناعيا ،
ولهذا يرى المجمع أن لفظ ( المديونيَّة ) صحيحُ لا بأس باستعماله » .القرارات المجمعية ص . ١٧٧
( ) ٢ينظر :قل ولا تقل ( ، ) ۷۱/۱وعثرات اللسان ص ، ٨٥ومعجم أخطاء الكتاب ص ، ١٣والكتابة الصحيحة
ص ، 23ومعجم الأخطاء الشائعة ص ، ٢٤وأشتات في الأدب واللغة ص ، ۱۱۳وكبوات اليراع ص . ٣٢٣
( ) ۳القاموس المحيط ص ، ١٠٧٥وتاج العروس ( . ) ٢١١/٣١
( ) ٤ينظر :تذكرة الكاتب ص ، ٧٤والكتابة الصحيحة ص ، ٢١٣ومعجم الأخطاء الشائعة ص ،١٦٠وتقويم
اللسانين ص ، ١٠٦ومعجم الخطأ والصواب في اللغة ص ، ۱۹۱ونظرات في أخطاء المنشئين ( ، ) ٢٤/٢
ومجلة مجمع اللغة العربية بالقاهرة ( . ) ٢١٨/٣
١٨٢
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
لحون المتخاصمين
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
( ظروف ) جمع ( ظرف ) ،بمعنى ( أحوال ) جمع ( حال ) أو ( حالات ) جمع ( حالة ) ،ولـم
يُسمع شيء من هذا عن العرب » ( ، )۱وقد أثبت المعجم الوسيط الذي صدر عن مجمع
والذي يترجح لي خطأ من يقول ( :تغيبت عن الجلسة الماضية لظروف خاصة ) ،
تغيبت عن الجلسة الماضية لأحوال خاصة ) . والصحيح أن يقال في مثل هذا
( د)
١٦٤-ورفضت العودة إلى منزله بسبب سلوكه المشين
في ( الأساس ) « :شين :هو فعل شَائن ،وهذه شائنة من الشوائن ،ووجهـك شـيـن ،
ووجهي زين » ( ،)۳وسبب الغلط أنهم استعملوا الفعل الرباعي ( أشـان ) بمعنى ( شان ) ،
رفضت العودة إلى منزله أي :عاب ،ولم يُسمع هذا عن العرب ،فالصحيح أن يقال :
بسبب سلوكه الشَّائن ) ،و ( هذا فعل شائن ) لا ( مُشين ) ؛ إذ ليس لها في العربية موضع ،
أما فتح الميم في ( مَشين ) فلا يسوغ استعماله في هذه الجملة أيضًا فـ ( المشين ) هو الذي
اقترف السلوك الشائن ،وعليه :الخطأ في ( مُشين ) بالضم خطأ صرفي ،أما ( مشين )
بالفتح فخطأً دلالي ،أي :اللفظ صحيح ،لكنه يستعمل في غير معناه .
والصحيح عندهما ( هذا كلام مغلوط منع الكرملي ،وداغر قولهم ( :هذا كلام مغلوط
فيه ) ؛ لأن الفعل ( غَلِط ) لازم لا يتعدى بنفسه ،ولا يصاغ منه اسم مفعول إلا مع حرف الجر.
في
ملجقا
ا
اللحن
ضا
( ) ٤ينظر :تذكرة الكاتب ص ، ١٢٢ومقالات في أخطاء لغوية شائعة ص ، ١٤٨والأخطاء اللغوية الشائعة
في الأوساط الثقافية ص ، ۲۹۷ومجلة لغة العرب ( . )٧١٤/٧
١٨٣
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث الثاني
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
القضية المشتركة ) و ( القضية والصحيحُ :أن يقال في هذا الأسلوب ما قيل في :
المشترك فيها ) ( ، )۱فقد جاز على الحذف والإيصال ،فلك أن تقول ( :ما ذكره المدعي في
دعواه يتضمن أشياءَ مغلوطة ) أو ( ما ذكره المدعي في دعواه يتضمن أشياء مغلوطًا فيها ) .
سيارات )
من الأخطاء الشائعة استعمال كثير من الناس لكلمة ( تصليح ) ،ويقولون ( :صلّح
الشيء تصليحًا ) ،بمعنى أصلح الشيء إصلاحًا ،ولم يرد ذلك في كتب اللغة ،ولم يستعمله
الفصحاء ،وفي ( الأساس ) « :وصَلَحَ الأمرُ ،وأصلحته ،وأصلحتُ النَّعْلَ »( ،)۳قال اليازجي :
ويقولون :صلح الشيء تصليحا ،خلاف أفسده فاصطلح ،وكلاهما خطأً؛ لأن الأول لـم
يرد في اللغة أصلا ،والثاني من أفعال المشاركة » ( ، ) ٤وممن أنكر هذه اللفظة من النقاد
المعتنين بإصلاح اللسان :إبراهيم المنذر ،وزهدي جار الله ،والعدناني ،والهلالي .
ولذا ،لا يصح لك أن تقول ( :استأجرت من المدعى عليه ورشة صيانة وتصليح
سيارات ) ،وقل ( :استأجرت من المدعى عليه ورشة صيانة وإصلاح سيارات) ،ولا تقل :
( ) ٢ينظر لغة الجرائد ص ، ۳۷والكتابة الصحيحة ص ، ١٩٢ومعجم الأغلاط اللغوية المعاصرة ص ، ۳۸۰
وتقويم اللسانين ص ، ١٢١وموسوعة الأخطاء اللغوية الشائعة ص . ٩٠
) . ( ٥٥٤/١ ) ( ٣
( ) ٤لغة الجرائد ص ۳۸
١٨٤
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
لحون المتخاصمين
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
)(1
ولم أوقع العقد مع المدعى عليها بشكل رسمي -١٦٧
ومثله قول بعضهم ( :لم يبن المنزل بشكل جيد ) أو ( بصورة جيدة ) ،أو قول بعضهم :
ومن تأثير الترجمة في أساليب الكتاب ،ويرون أن الصحيح قولهم ( :لم يبن البيت بناءً
جيدًا ) وذلك باستبعاد لفظتي ( الشكل ) و ( الصورة ) ؛ والاستغناء عنهما بالمفعول المطلق
وفي ( الأساس ) « :هذا شكله ،أي مثله » ( ، ) ۲وقال الجاحظ « :والناعم من كل فن ،واللباب
من كل شكل » ( ، ) ۳فهنا استعمل الجاحظ كلمة ( شكل ) في مكانها اللائق بها ،أما ما يقوله
بعضهم ( :عَدلت الخُطَّة بشكل كامل ) ،فالوجه أن يقال ( :عدلت الخُطَّة تعديلا كاملًا ،
وكذلك قول بعضهم ( :غير المخطط بصورة كاملة ) ،والأوجه أن يقال ( :غير المخطط
تغييرًا كاملًا ) ،وقول آخرين ( :يعمل بشكل سريع ) ،والصحيح أن يقال ( :يعمل بسرعة )
وهكذا دواليك ،غيرأن مجمع اللغة العربية بالقاهرة يرى صحة الاستعمالين ،ونَصُّ
« :ويُخطئ بعض النقاد قول بعض المعاصرين :مشى بصورة جيدة ،أو سار بشكل
القرار
جيد ،ويرون أن الصواب فيه :مشى مشيًا جيدًا ،أو سار سيرًا حسنًا ،وترى اللجنة أن
الأسلوب صحيح ؛ لأنه يتضمن بيانًا لهيئة الحدث أو صاحبه » (. ) ٤
والذي يظهر أن الأفصح استبعاد كلمتي ( شكل ) و( صورة ) في مثال الباب ،والوجه
قولك ( :ولم أوقع العقد مع المدعى عليها رسميًّا ) و ( لم تستصنع المدعى عليها الغرفة
ملجقا
ا
اللحن
لء
س ضا
( ) ۱ينظر :معجم الأغلاط اللغوية المعاصرة ص ، ٣٨٦ومقالات في أخطاء لغوية شائعة ص ، ١٤١ومعجم
الصواب اللغوي ص ، ۱۸۳ونحو إتقان الكتابة العلمية باللغة العربية ص ، ٢٠والقرارات المجمعية
ص ، ١٢٤والألفاظ والأساليب ( ، ) ٩٤/١ومجلة اللسان العربي ( . )٥٤/٣/٨
) . ( ٥١٧/١ ) ( ٢
( ) ۳البخلاء ص . ۱۱
( ) ٤القرارات المجمعية ص ، ١٢٤والألفاظ والأساليب ( . ) ٩٤/١
١٨٥
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث الثاني
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
)(1
١٦٨-ومدى حاجة المدعية إلى الزواج ،وتكوين أسرة ...
ومثله قولهم ( :تكوين اللجان ) ،ويرى داغر خطاً هذا الاستعمال قائلًا « :وترى
كثيرين منهم مولعين باستعمال ( إيجاد ) ،مصدر أوجد ،و ( تكوين ) مصدر كون ،
نسعى لإيجاد موسوعات باللغة العربية ) ،و ( فرغنا من تكوين هذه الجمعية ) ، فيقولون :
وجدير بنا أن نستبدل بهما كلمتي ( :تأليف ) و ( إنشاء ) ،فنقول ( :تأليف موسوعات )
و ( إنشاء الجمعية ) » ( ، ) ٢وقد ردَّ المغربي على داغر بأن ( الإنشاء ) و ( التكوين ) و ( الإيجاد )
كلها بمعنى واحد ،وفي ( التاج ) ( « :وكونه ( تكوينا ( :أحدثه ) ،وقيل :التكوين :إيجاد شيء
مسبوق بمادة ( ،و) كوّن الله الأشياءَ ) تكوينا ( :أوجدها ) ،أي :أخرجها من العدم إلى
وقد تبين لك أن ما ذكره أسعد داغر من اجتناب هذا الاستعمال تحكُّم لا دليل
عليه ،وقولك ( :وتكوين أسرة ) و ( تكوين اللجان ) صحيح لا شيء فيه .
)(0
١٦٩-وخاطبني المدعى عليه طالبًا إيجاد مشتر للعقار
قال اليازجي « :ويقولون ( :سعى في إيجاد مطلوبه ) ،أي :في أن يجده ،فيستعملون
المصدر من ( أوجد ) الرباعي ،مع أنهم يقولون في الفعل ( :وجد مطلوبه ) بصيغة الثلاثي ،
وشتان ما بين الصيغتين في المعنى ،وقد مرّ مثل هذا قريبًا ،والصواب ( سعى في وجدان
١٨٦
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
لحون المتخاصمين
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
قلت :جاء في معجمات العربية ،أن الإيجاد ) بمعنى الإنشاء من غير سَبْقِ مثال ،
) « :وفائدته أن الفعل
المثل السائر واستعملها من يُقتدى به في الكتابة والبيان ،ففي
الماضي إذا أُخبر به عن الفعل المستقبل الذي لم يوجد بعد كان ذلك أبلغ وأوكد في
تحقيق الفعل وإيجاده » ( ،)۱وأنتَ إذا قلت ( :وخاطبني المدعى عليه طالبًا إيجاد مشـتر
) فكأنك أوجدت لمالك العقار مشتريًا بعد أن كان معدومًا ،وفي اللغة سَعَةٌ في قبول
للعقار
هذه الأساليب ،والتضييق على الكتاب يسلب اللغة ما تفردت به عن غيرها من تعدد
الألفاظ لمعنى واحد ،نعم قد يفرق بين ( إيجاد ) و ( وجدان ) ويختار لكل من الكلمتين
موضعها الأليق بها ،وهذا راجع إلى ذوق اللغة ،واستحكام ملكة الكاتب مـن عـدمـه ،وهـو
معياريتفاضل به كبار الكتاب ،وينبغي ألَّا يكلفه الكتاب عامةً ،ويلزموه ،وقد قال ابن
الأثير « :ومن عجيب ذلك أنك ترى لفظتين تدلان على معنى واحد ،وكلاهما حَسَنُ في
الاستعمال ،وهما على وزن ،واحد ،وعدة واحدة ،إلا أنه لا يحسنُ استعمال هذه في كل
موضع تستعمل فيه هذه ،بل يُفرق بينهما في مواضع السبك ،وهذا لا يدركه إلا من دقّ
فهمه ،وجلَّ نظره » ) ،وقد أحسن اليازجي ،وداغر وغيرهما ممن ألفوا في هذا الباب ،إلا أن
التحجير فيما يسعُ الكاتب ،يجعله ينفر من هذه اللغة ،ولا شيء مثل الاعتدال والتوسط
فلا يحكم بالتغليط والتخطئة إلا بعد استفراغ الوسع في البحث في كُنْهِ اللفظ .
وأخلص أخيرًا إلى صحة هذا الاستعمال ،فلك أن تقول ( :وخاطبني المدعى عليه
ملجقا
ا
اللحن
لء
س ضا
۱۸۷
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث الثاني
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
)(1
المساهمين الذين أسهموا بواسطة موكله
افتتحت الجلسة بواسطة الاتصال مربك فيما مضى ،أننا استجزنا أن يقال :
المرئي ) ( ، ) ٢ولا يخفى عليك أن ( الباء ) الداخلة على ( الواسِطَة ) هي ( باء الاستعانة ) ،فمن
معاني ( واسطة ) ما جاء في ( الأساس ) « :وهي واسطة القلادة ،ووسائط القلائد ..وهو
من واسطة قومه » ( ، ) ۳ويرى جمع من المعاصرين خطأ استعمال ( واسِطَة ) و( وسَاطَة )
بمعنى الوسيلة أو العلة ،قال العوامري « :لم نرَ في هذه الأمهات -يعني المعجمات
الواسطة ) تأتي بمعنى القديمة -ولا رأينا في غيرها من الكتب التي يحتج بها ،أن
( الوسيلة ) أو ( العلة ) ،وإن كانت قد فشت في الألسن والأقلام بهذا المعنى في العصور
الحديثة ،وإنك لتراها به كثيرًافي كتب النحو والصرف والكلام والمنطق والتصوف وغيرها
للمتأخرين من المؤلفين ،فليت شعري كيف نشأ هذا الاستعمال ،ومن أين جاء ؟ » (، )٤
وليس من معاني الوساطة ) الوسيلة ،أو العلة ،أو السبب ،فمن يقول وقال أيضًا :
مثلًا ( :تُروى هذه الأرض بوساطة ( النواعير) لم يسلك طريق العرب في تعبيرهم ؛ لأنا لم
نقف على مثله فيما قرأناه للفصحاء والبلغاء ،بل لم نره إلا حديثًا في إصلاح المدرسين
لكلمة ( الواسطة ) ،كما تقدم آنفًا ،وفيما يُكتب في الصحف ،فيجب أن يقال ( :تروى
قلت :أما ( الوَاسِطَة ) فهي في الأصل صفة ،لكنها انقطعت أحيانًا في الاستعمال
عن موصوفها ،فغلبت عليها الاسمية ،وأُنْزلت منزلة الأسماء بتقدير ( أداة واسطة )
JAA
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
لحون المتخاصمين
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
واستعملت في هذا المعنى ،أما لفظة الوساطة ) فهي مصدر ( وسط) كَكَرُمَ ،و( وَسَطَ )
كَشَفَعَ ،واستعملهفي هذا المعنى كثيرمن النحاة والأدباء ،كابن جني ،وأبي حيان التوحيدي ،
فقد قال في كتابه ( المقابسات ) « :فيكون الشكل مدركًا له بوساطة ذي الشكل » ( ، )١وقد
أقر مجمع اللغة العربية بالقاهرة صحة استعمال لفظة ( الواسطة ) ،والذي يظهر -والله
أعلم -.صحة لفظتي ( الوَسَاطة ) و ( الوَاسِطة ) فيما شاع استعمالها فيه لدى المتأخرين .
)(۲
وعُدَّ هذا السند لاغيًا -۱۷۱
ومثال آخر
،لمن أدرك الضبوط والصكوك اليدوية في المحاكم وكتابات العدل ،حين
تجد في أسفل الصك والضبط ،وفي طرفيهما هذا النصَّ عادةً ( :ما بين القوسين لاغ ) ،
أي :مُلْغى ،ولئن كان الضبط والصك يدويًا ،فلم يُجز المنظم محو الكلمة المراد إزالتها من
النص ؛ خشيةً من التدليس ،فيلجأ القاضي إلى تقويس العبارة المراد إزالتها أو تعديلها ،
ليوضع في طرفي الضبط والصك العبارة المعدلة مع توقيع القاضي وكاتبه ،والذي يظهر
أن استعمال بعض القضاة لهذا التعبير المذكور في مثال الباب ،فيه تجاوزعن القاعدة
النحوية ،فأما ( مُلْغَى ) فهو من الفعل الرباعي ( ألغى ) ،بمعنى :أبطل وأسقط ،جاءفي
( التاج ) « :وألغى هذه الكلمة :رآها باطلا وفضلا ،وكذا ما يُلغى من الحساب ،وألغاه :
أبطله ،وأسقطه ،وألقاه » ( ، )۳أما لفظ ( لاغ ) فهو من الثلاثي ( لغا ) ،أي :أخطأ ،وقال
كلامًا باطلا ،وفي ( الصحاح ) « :لَغَا يَلْغُولَغُوا ،أي قال باطلا ،يقال :لغوتُ باليمين »(. )٤
ومما تقدم فصحيح الكلم أن تقول ( :وعُدَّ هذا السند مُلْغَى ) و ( ما بين القوسين
في
اللحن
ملجقا
ا
( ) ۱ص . 273
( ) ٢ينظر :حول الغلط والفصيح ص ه ،ومعجم الأغلاط اللغوية المعاصرة ص ، ٦٠٧ومعجم الصواب
اللغوي ص . ٦٣٢
) . ( ٤٦٩/٣٩ ) ( ٣
) . ( ٢٤٨٣/٦ ) ( ٤
۱۸۹
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث الثاني
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
يُخطئ بعضهم استعمال ( مشبوه ) ؛ لأنه لم يرد في اللغة ( شَبَهَ ) الثلاثي ؛ ومن ثم
لا يصح استعمال المفعول منه ،والصحيح أن يقال ( :مشتبه فيه ) و ( الأماكن المشتبه
فيها ) ،إلا أن مجمع اللغة العربية بالقاهرة صحَّحَ هذا الاستعمال بتأويل فيه تكلف ،
وجاء فيه « :يشيع في الاستعمال التعبير بكلمة ( المشبوه ) وجمعها ( المشبوهون ) ،
وكذلك مثل كلمة ( حركات مشبوهة ) ،والمراد بالمشبوه :من حامت حوله ظنون السوء ،
والانحراف عن السلوك المستقيم ،ويراد ذلك المعنى أيضًا في دلالة ( الحركات المشبوهة ) ،
وليس في اللغة فعل ( شبه ) الثلاثي المتعدي ،ويمكن تخريج صيغة اسم المفعول منه أخذًا
من الشبهة ،وهي اسم مصدر بمعنى ( الاشتباه ) باعتبار ذلك من قبيل استكمال المادة
اللغوية ؛ إعمالا للقرار المجمعي في هذا الموضوع ،على أن العربية تعرف فعل ( اشتبه
الشيء ) بمعنى التبس وأشكل ،وكان مجالًا للظنّ ،أو الظنّة ،ومنه ( الأمور المشتبهات ) ،
أي :التي يقع فيها الاشتباه ،فيقال ( :المشتبهون ) و ( الحركات المشتبهة ) ،وفي ذلك تسويعُ
)(٢
للشائع ،وتنبيه إلى الاستعمال الفصيح » ) ،والمجمع مع تجويزه استعمال ( مشبوه ) ،إلا
مشتبه فيه ) ،والاحتياط لسلامة القاعدة اللغوية أولى أنه يرى أن الفصيح استعمال
لذا قل ( :وكان يتردد إلى أماكن مشتبه فيها ) و ( وجود نشاط إجرامي مشتبه فيه )
۱۹۰
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
لحون المتخاصمين
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
)(1
والملفت للنظر -١٧٣
،وأحمد
يكثردوران هذا اللفظ وشيوعه على الألسنة والأقلام ،وغلط إبراهيم المنذر
أبو الخضر استعمال ( ملفت ) ،والصحيح استعمال صيغة اسم الفاعل الثلاثي ( لافت ) ؛
لأنه مشتق من الفعل الثلاثي ( لَفَتَ ) ،وفي كتاب ( العين ) « :اللّفت :لي الشيء عن جهته ،
كما تقبض على عُنُق إنسان فتلْفِتُه » ) ،وهذا الفعل ليس مزيدًا بالهمزة ،وهو ثلاتي
فقط ،تقول :لَفَتَ َيلْفِتُ والمصدر منه :لَفْت ،ولم يَرِدْ في اللغة :أَلْفَتَ ،فهو مُلْفِتُ ؛ ولذا
).
) ،ولا ( جاءه إلفاتُ نظر
ملفت للنظر
. )٣
١٧٤-رسوم السنة الدراسية (
يُخطئ العدناني قولهم ( :قضى في المعهد سنة دراسية ) ،والصحيح عنده ( :سنة
مدرسية ) ؛ لأن السنة المدرسية لا تشمل فصل الصيف ،ويتخللها نحو ستين يومًا من
العطل الدراسية ،في حين تعني السنة الدراسية السنة كاملةً من الدراسة المتواصلة ،مما
لا يتاح للطلاب في المدارس ،وهذا تشدد منه ؛ لأن العُرف جارٍ على أن السنة الدراسية
مؤقتة بوقت يعرفه الناس جميعًا ؛ ولذا كلا اللفظين جائز ،ويؤدي المعنى نفسه .
في ( التاج ) ( « :رتَـبَ ) الشيءُ يَرْتُبُ رُتُوبًا :ثَبَتَ ودام ،ولم يتحرك ،كترتب ،وعيشُ
راتب :ثابت دائم » ( ) ،فأصل التسمية ( الأجر الراتب ) ،ثم استغني عن الموصوف ،وهو
في
ملجقا
ا
اللحن
( الأجر
) ،فحلت الصفة ( الراتب ) محله ،وأنزلت منزلة الاسم ،فأغنى قولك ( الراتب )
لء
س ضا
( ) 1ينظر :كبوات اليراع ص ، ٣٧٥ونحوإتقان الكتابة العلمية باللغة العربية ص ، ٥٣والأخطاء اللغوية الشائعة
في الأوساط الثقافية ص ، ١٤١ولحن القول ص ، ٢١٤ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( . ) ٤٦٦/٧
) . ( ٩٣/٤ ) ( ٢
( ) ۳ينظر :معجم الأخطاء الشائعة ص ، ۸۹ومعجم الصواب اللغوي ص . ٤٥٢
( ) ٤ينظر نظرات في اللغة والأدب ص ، ۱۷۰ومعجم أخطاء الكتاب ص ، ٢٢٠ومعجم الأغلاط اللغوية المعاصرة
ص ، ٢٤٩وأخطاء ألفناها ص ، ١٦١ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ) ٥٤۳/۸و( ) ٧٦/٩و( . ) ١٧٨/٩
) .(EA1/5 ) (0
۱۹۱
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث الثاني
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
عن ( الأجر الراتب ) ،والراتب قديم الاستعمال ،فقد جاء في ترجمة الخليل بن أحمد في
كتاب ( وفيات الأعيان ) « :وكان له راتب على سليمان بن حبيب بن المهلب بن أبي صفرة
أما ( المُرتَّب ) بتشديد التاء ،فهو المُثْبَت الدائم ،والأجر الشهري أجرُ مُرتّب ،،ويرى
أما ( المَعاش ) ،فهو اسم ومصدر لما يُعاش به واستعماله مجازاً من إطلاق
المُسبَب ،وإرادة السبب ؛ لأن الأجر على العمل سبب في المعاش ،وفي ( اللسان ) « :والمعاش
والمعيش والمعيشة :ما يُعَاش به » ( ، ) ٢وإطلاق المعاش على ( الراتب ) صحيح .
-١٧٦-العلاوة
قال في التاج « :والعِلاوة من كل شيءٍ :ما زاد عليه ،يقال :أعطاه ألف دينار ،ودينارًا
عِلاوةً ،وألفين وخمسمئة عِلاوة » ( ، )۳فاستعمال ( العِلاوة ) بكسر العين في أيامنا هذه
استعمال صحيح ،أما استعمال العلاوة ) بفتح العين فلا أعلم له وجها في العربية .
( ، ) ٢٤٦/٢ ( ) 1وتكملة القصة « :فكتب إليه يستدعيه ،فكتب الخليل جوابه :
وفي غنى غير أني لستُ ذا مال أبلغ سليمان أني عنه في سعة
يموتُ هُزْلاً ولا يـبـقـى علــى حـال شُحَّا بنفسي أني لا أرى أحدًا
فَبَلَغَتْ سليمانُ ،فَأَقَامَتْهُ ،وأقعدتْهُ ،وكتب إلى الخليل يعتذرإليه ،وأضعف راتبه ،فقال الخليل :
) . ( 321/6 ) ( ٢
) . ( ٨٥/٣٩ ) ( ٣
192
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
لحون المتخاصمين
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
عرضت للإتلاف
ومثله ما وجدته في بعض التعاميم ... ( :وعدم سماع أي إنهاء لأي أرض بحجة
استحكام لضواحي المدن والقرى الرئيسية ) ،وغلط جواد قولهم ( :الأمر الرئيسي ،
والقضية الرئيسية ) ؛ لأن هاتين اللفظتين من الصفات المصوغة على وزن ( فعيل ) ،
ومؤنثه ( فعيلة ) ،وإضافة الياء المشددة إلى الصفة بقولهم ( :الرئيسيّ ،والرئيسية ) ليس
من الاستعمالات العربية ،وساق شواهد من كلام الفصحاء على هذين الاستعمالين
بلاياء مشددة ،ومنها قول أبي حيان التوحيدي « :ولكل واحد من الحيوان ثلاثة أرواح
في ثلاثة أعضاء رئيسة » ( ، ) ٢وتابع جوادًا على هذا الرأي عدد من المشتغلين بالتصحيح ،
كالعدناني والسامرائي ،وفريق آخر يرى صحة استعمال ( رئيسية ) ،إما على أن ياء النسب
في ( رئيسيّة ) من باب نسبة الشيء إلى نفسه ،أو أن ياء النسب للتشبيه قصدًا ،فإذا قال
أحدهم هذا عنصر رئيسي في الموضوع ،عنى أن العنصر ينزل من عناصر الموضوع منزلة
الرئيس ممن يليه في الترتيب قدرًا ومكانة ،فالكاتب إنما يريد تشبيه العنصر في مكانه
من العناصر بالرئيس في مكانه ممن لا يقومون مقامه ،وهو مكان الرياسة والتصدر،
وقد أصدر مَجْمَعُ اللغة بالقاهرة سنة ١٩٦٨م قرارًا سوّغ فيه استعمال الوصف
( رئيسيّ ) ( ، ) ۳على أن واحدا من أكابر أئمة اللغة والأدب أضاف ياء النسب في ( رئيس )في
( ) 1ينظر :قل ولا تقل ( ، ) ١٥٩/١ومعجم الأخطاء الشائعة ص ، ۹۸ومعجم الأغلاط اللغوية المعاصرة
في
ملجقا
ا
اللحن
۱۹۳
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث الثاني
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
كتابه ( صبح الأعشى ) فقال « :وأما استيفاء الدولة فهي وظيفة رئيسية ،وعلى متوليها
أمور الدولة في الضبط » ( ، )١والذي يظهر صحة هذا الاستعمال ،إذا كان الموصوف ( عضو،
أو شخصية ) جزءًا من أفراد جنسه ،كما في مثالنا ( :واتضح أن البوابة الرئيسية الخاصة
قال أسعد داغر « :ويقولون ( :أخذ عليه ضَمانةً ) و ( طالبه بالضَّمانة ) ،وكأنهم
ضَمِن الشيء ،وبه ضمنًا وَضَمَانًا )، يقيسون الضَّمانة على الكفالة ،وفي كتب اللغة :
إذًا قولهم ( ضَمانة ) خطأً ،نعم إن التاء تدخل على المصدر دخــولا مـطــردًا ،ولكن عندمـا
يراد به الدلالة على المرّة الواحدة كضربة واجتماعة وانطلاقة » ( ، ) ٤وفي التاج « :ضَمِن
الشيءَ ،و ضَمِنَ ( به ،كعَلِم ،ضَمَانًا ،وضَمْنًا ،فهو ضَامن وضمينُ :كَفَلَه ) » (ه) .
ولذا الصحيح في مثال الباب أن يقال ( :يحق الطعن بالإلغاء أمام القضاء الإداري
) . ( ٣٠/٤ ) ( ١
١٩٤
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
لحون المتخاصمين
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
)(1
الوكيل أمين في تصرفاته
لفظة ( عديدة ) بمعنى :كثيرة في هذا المثال ،وقد غَلَّط بعضُهم استعمال ( عديد )
بمعنى كثير؛ لأن المعجمات خلت منه ،ولأن ( العديد ) اسم من ( العد ) ومعناه :العدد
أو المعدود ،وهي دعوى زائفة باطلة ،فقد جاءت لفظة ( عَدِيد ) بمعنى (كثير) في كلام
فـ ( العديد ) الأُولى بمعنى ( :النَّدُّ ) ،والأخرى بمعنى ( :الكثير الوافر) ،قال الراغب
أي :هم بحيث يجب أن يُعَدُّوا كثرةً » ( ، )۳قال شكيب أرسلان « :ولم يرد في معاجم اللغة
صاحب ( تاج العروس ) نفسه في مُقدمة ( التاج ) في الصفحة العاشرة يقول ما يلي :
( وقد أملى حفاظ اللغة من المتقدمين الكثير ،فأملى أبو العباس ثعلب مجالس عديدة
في مجلد ضخـم ) ( ، )٥( » ) 4وقد أقر مجمع اللغة العربية بالقاهرة استعمال ( عديد ) بمعنى :
ومسألة أخرى تتصل بما سبق ،هل يقال ( :قضايا عِدَّة ) أم (عِدَّة قضايا ) ؟
في
اللحن
مج
القضاء
الس
( ) 1ينظر :معجم أخطاء الكتاب ص ، ٣٨٦وأزاهير الفصحى ص ، ٤٧وأخطاء ألفناها ص ، ١٠٦ومعجم الخطأ
والصواب في اللغة ص ، ١٩٤ومعجم تصحيح التصحيح ص ،١٤٢والقرارات المجمعية ص ، ١٥٩ومجلة
مجمع اللغة العربية بدمشق ( ) ٧١٩/١١و ( ، ) ٤٤٥/٥١ومجلة مجمع اللغة العربية الأردني ( . ) ٢٧١/٢٨
( ) ٢أنيس الجلساء في شرح ديوان الخنساء ،للأب لويس شيخو ص . ٦٣
( ) ۳المفردات في غريب القرآن ص . ٣٢٤
( ) ٤تاج العروس ( . ) ۳۰/۱
( ) ٥مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( . ) ۷۱۹/۱۱
١٩٥
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث الثاني
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
أقول :اشكل هذا على العدناني في أسئلة له في ( مجلة اللغة العربية بدمشق ) ،
والجواب عن هذا الاستشكال :أن كلا الوجهين صحيح في الاستعمال ،ففي ( التاج ) :
« رأيتُ عِدَّةَ رجالٍ وعِدَّةَ نساءٍ ،وأنفذتُ عِدَّةَ كُتُب » ( ، )۱وفي ( الأغاني ) « :وفي أبيــات مـن
ومما يتقدم تبين لك صحة قولهم ( :قضايا عديدة ) و ( قضايا عدة ) و ( عدة قضايا ) ،
ومثال الباب ( :نقولات عديدة ) صحيح مستقيم.
في ( الأساس ) « :وتلافيت التقصير ،وهذا أمر لا يُتلافى ،وتقول :جاء العمل المتنافي
)،
ثم لا يتعقبه بالتلافي » ( ، ) ٤قال داغر « :ويقولون ( :يجب الاهتمام بملافاة هذا الأمر
فيستعملون الملافاة بمعنى :التدارك والإصلاح ،وهو خَطَأً ،صوابه التَّلافِي ،مِنْ ( :تَلاقَى
ملافاة الأمر ،ومن ثَمَّ فإن مثال الباب ( :وتلافي الملاحظات ) صحيح فصيح ،ولم تقع
) . ( ٣٥٧/٨ ) ( ۱
) . ( ٣٠/٦ ) ( ٢
( ) ۳ينظر :تذكرة الكاتب ص ، ٣٢وص ، ١٤٣ومعجم أخطاء الكتاب ص ، ٥٤٧والكتابة الصحيحة ص ، ٣٢٩
ومعجم الأخطاء الشائعة ص ، ۲۳۰وكبوات اليراع ص . ٢٠٤
) . ( ١٧٦/٢ ) ( ٤
( ) ٥تذكرة الكاتب ص . ٣٢
( ) ٦شرح ديوان الحماسة ( . )٥٥٣/١
١٩٦
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
لحون المتخاصمين
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
يرى مصطفى جواد أنه لا يجوز إحلال ( بدليل ) موضع المصدر ( دلالة ) ،وشدَّدَ
:
النكير على من استعمل ( بدليل ) ،وقال ... « :هكذا كان يقال في القرن الرابع للهجرة
وفيما قبله ،ثم نشأ قولهم ( بدليل كذا ،ومن المؤسف أننا نرى هذا الخطأ كثيرًافي كتب
النحويين ،الذين عليهم المعوّل في حفظ اللغة من اللحن ،والسبب في شيوعه في كتبهم؛
كونهم من الأعاجم العائشين في بلادهم ،فإذا غَلِط بعضهم قلدوه في غلطه » ( ، )٢وقد
تعقبه تلميذه الدراكة صبحي البصام في كتابه ( الاستدراك ) فأثبت وَهْمَ أستاذه ،وأن
قلت :وعند البحث في كتب أئمة اللغة والأدب وجدتها تكررت كثيرًا في كلامهم ،قال
الجاحظ « :من زعم أن جوف النعام إنما يذيب الحجارة لفرط الحرارة فقد أخطأ ،ولكن
لا بد مع الحرارة من غرائز أخر ،بدليل أن القدر يوقد عليها الأيام ولا تذيب الحجارة » (، )۳
أما توجيه هذا الاستعمال نحويًا فهو على تقدير محذوف ؛ أي :بدلالة دليل كذا ،وقد
( :شَدُّوا المَطِيَّ على دليل دائب ) بقوله ::
ذكرنحو ذلك ابن جني في تعليقه على قول الشاعر
« فقالوا :معناه :بدليل .وهو عندي أنا على حذف المضاف ؛ أي :شَدُّوا المَطِيَّ على دلالة
دليل ؛ فحذف المضاف .وقَويَ حذفهُ هنا شيئًا ؛ لأن لفظ الدليل يدلّ على الدلالة » ) .
( ) 1ينظر :دراسات في فلسفة النحو والصرف واللغة والرسم ص ، ۱۰۹وقل ولا تقل ( ، )١٥٧/١
في
اللحن
ملجقا
ا
( ) ۳حياة الحيوان الكبرى للدميري ( ، ) ٤٢٠/٢ومثل هذا النص في كتاب الحيوان للجاحظ ( ) ٣١٣/٤إلا
أن فيه اختلالا وسقطا .
( ) ٤ينظر :الإمتاع والمؤانسة ( . )٢١٦/١
( )٥ينظر المثل السائر ( . ) ۳۷/۳
( ) ٦ينظر :مغني اللبيب ( . ) ۱۱۱/۱
( ) ۷الخصائص ( . ) ٣١٢/٢
۱۹۷
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث الثاني
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
وخلاصة ما تقدم :صحة قولك ( بدليل ) و( بدلالة ) ،وكلاهما فصيح ،على أنه يجوز
في ( دلالة ) فتح الدال وكسرها ،والفتح أعلى كـمـا ذكـره الجوهري (. )١
ويشيع كذلك في العقود هذا النصّ ( :أقرَّ الطرف الثاني في العقد بأن لديه الخبرة
والكفاءة والمهارة الفنية اللازمة ) ،واستعمال ( الكفاءة ) في هذين المثالين خطأ عند عامة
والسامرائي ،وحجتهم ما قاله جواد « :الكفاءة :المساواة والمماثلة ،ومنها الكفاءة في
الزواج والدماء ،والعمل في الوظيفة لا يحتاج إلى كفاءة ،أي :مساواة ،بل يحتاج إلى كفاية ،
أي :طاقة وقدرة مُحسنة ،ولذلك لقب القدماء القدير على العمل القيـم بـه الناهض
كفى فلان في وظيفة ) ،والتقدير :كفى الحاجة بعبئه ( الكافي ) ،وهو اسم فاعل من
وكفى المراد في الوظيفة ) فهو الكافي » ( ، )۳أما ( الكفء ) ،فهو المساوي والمماثل ،والكفاء
والكفاءة :المماثلة ،وفي ( التاج ) في مادة ( كفأ ) « :الكفء :النظير والمساوي ،ومنه الكفاءة
في النكاح » ( ، )٤وفي مادة ( كفي ) قوله « :كفاه مؤنته ،يكفيه ،كفاية ،بالكسر :قـام بـه » (ه) ،
) ،و( هو من أهل
) بدلًا من ( فلان كفؤ لهذا الأمر
وعلى هذا تقول ( :فلان كافٍ لهذا الأمر
الكفاية ) بدلًا من ( وهو من أهل الكفاءة ) ،غيرأن مجمع اللغة العربية بالقاهرة سوغ
( ) ۱الصحاح ( . ) ١٦٩٨/٤
( ) ٢ينظر لغة الجرائد ص ،۸۰وتذكرة الكاتب ص ، ۱۳۱وقل ولا تقل ( ، ) ١٢٣/١وعثرات اللسان ص ، ٨٥
ومعجم أخطاء الكتاب ص ، ٥٢٢والكتابة الصحيحة ص ، ۳۱۰ومعجم الأغلاط اللغوية المعاصرة ص ، ٥٨١
والتطور اللغوي ص ، ١٣٤وأخطاء ألفناها ص ، ۱۳۹،ومعجم تصحيح التصحيح ص ، ١٦٧والقرارات
المجمعية ص ، ١٤٤والألفاظ والأساليب ص ، ٢١٩ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( . ) ١٧٤/١
( ) ۳قل ولا تقل ( . ) ١٢٣/١
) . ( ٣٩٠/١ ) ( ٤
( ) ٥السابق ( . ) ٤٠٧/٣٩
يشيع على ألسنة المعاصرين نحو قولهم ( :فلان كفء ) أو ( من أهل الكفاءة ) ( ) ٦ونص القرار:
١٩٨
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
لحون المتخاصمين
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
والأولى :التفريق بين اللفظين ،ولكل منهما معنى يستقل به عن الآخر ،فتقول :
( ولدى موكلتي نظام ذو كفاية عالية ) و ( أقر الطرف الثاني في العقد بأن لديه الخبرة
وأخيرًا ،أختم بخطأ يكثر الوقوع فيه ،وهو أنهم يجمعون ( الكفء ) أو ( الكفي ) على ( أَكِفَّاء )
،فتقول ( :أَكِفَّاء )
بتشديد الفاء ،وهو خطأ ،فإذا أردتَ جمع ( كفيف ) وهو الذي لا يبصر
بتشديد الفاء ،وإذا أردتَ جمع ( كفء ) بمعنى النظير والمماثل ،فتقول ( :أَكْفَاء ) بتسكين الكاف
وتخفيف الفاء ،وإذا أردت جمع ( كفي ) ،وهو صاحب الأهلية ،فتقول ( :أكْفياء ) .
)
١٨٣-مدة التجربة للعاملة المنزلية تسعون يومًا
(تجربة ) بكسر الراء مصدر من الفعل ( جرَّب ) ،ويجمع على (تجارب ) بكسر الراء ،
للصبر عاقبةً محمودةَ الأثر إني رأيتُ -وفي الأيام تجربة -
ورأيتُ كثيرًا من الناس يضم ( الراء ) في كلا اللفظين ،وهو لحن ،والقول الصواب أن
= على حين أن نصوص اللغة والمعجمات في هذا المقام تقضي أن يقال ( :هو كافٍ ) أو ( هو من أهل
الكفاية ) ،وترى اللجنة أن معنى قول القائل ( :هو كفء ) أو ( هو من أهل الكفاءة ) أنه يجانس
العمل ،ويرتفع إلى مستواه ،ولهذا ترى اللجنة أنه لا مانع من استعمال الكفء ) حيث يستعمل
( الكافي ) ،و( الكفاءة ) حيث تستعمل ( الكفاية ) » .القرارات المجمعية ص . ١٤٤
( ) 1ينظر :معجم الصواب اللغوي ص ، ۲۰۷والأخطاء اللغوية الشائعة في الأوساط الثقافية ص ، ٦٤
ولحن القول ص ، ٢١٠ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( . ) ٢١٧/٤٠
( ( ) ۵/۰۷۷د )
۱۹۹
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث الثاني
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
ويجمعون ( النقطة ) على ( نُقاط ) ،وهو خطأً ،والصحيح جمعه على ( نقاط )
بكسر النون ،أو تُجمع قياسًا على ( نُقَط ) بضم النون وفتح القاف ،كـ ( غُرْفة ) و ( غُرَف ) ،
قال جواد « :كل اسم على هذا الوزن يجوز جمعه على ( فعال ) ،وإن لم يُسمع الجمع من
العرب ،كما يجوز جمعه على ( فعل ) كـ ( نُقط) و( نُطف ) ،وهو الجمع الأشهر ،ثم إن وزن
( فعال ) ليس من أوزان الجموع ،وما جاء من الجمع على ( فعال ) فـهـو شــاذُ ،ومـن قبـيـل
ولذا اجمع ( نُقْطة ) على ( نقاط ) بكسر النون ،وعلى ( نُقط ) بضمٍ فَفَتحُ ،ولا يجوز
في ( اللسان ) « :والعلاقة :ما يُتبلغ به من عيش ....والعلاقة :المغلاق الذي يُعَلِّق به
الإناء » ( ، ) ٤قال أميرالدولتين ( « :العلاقة ) بفتح العين تكون في المعاني ،كعلاقة المودة بين
اثنين ،أما ( العِلاقة ) بكسر العين ،فتكون في الأشياء الملموسة ،كعلاقة السيف ونحوها » (ه) ،
فالأولى قولك ( :والقرض لا علاقة له بالتبادل التجاري بفتح العين في ( علاقة ) .
( ) 1ينظر :قل ولا تقل ( ، ) ١٣٥/١ومعجم أخطاء الكتاب ص ، ٦٢٥ومعجم الأخطاء الشائعة ص . ٢٥٢
( ) ٢قل ولا تقل ( . ) ١٣٥/١
S..
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
لحون المتخاصمين
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
يرى جمع من اللغويين ،أن السين في ( حسب ) ساكنة ،لا يجوز فتحها ،قال الحريري :
اعمل بحسب ذلك ) بإسكان السين ،والصواب فتحها لتطابق معنى الكلام ويقولون :
،وهو
لأن ( الحسَب ) بفتح السين ،هو الشيء المحسوب المماثل معنى المثل والقدر
المقصود من الكلام ،فأما ( الحشب ) بإسكان السين ،فهو الكفاية ،ومنه قوله تعالى :
[ النبأ ، ] ٣٦ :أي :كافيًا ،وليس المقصود به هذا المعنى ،وإنما المراد :اعمل عطاءً حِسَابًا
على قدر ذلك » ( ، )۲وذكر الصبَّانُ في مبحث ،الأبدال ،أن الأشموني قال « :أدرج الناظم هنا
الهمزة في حروف العلة ،حسبما حمل الشارح كلامه على ذلك » ( ) ۳ثم علق الصبان في
الحاشية بأن قوله ( :حسبما ) بفتح السين ،وممن انتصر لهذا الرأي الطناحي ،فقولهم:
( فعلته حسب رأيك ) بسكون السين لحن ،غير أنه جاء في ( لسان العرب ) ما يدل على
الوجهين ،قال في الموضع الأول « :و ( الحَسَب ) و ( الحَسْب ) :قدر الشيء ،كقولك :الأجر
بحسب ما عملت ،وحَسْبِه ،أي :قدره »( ، )4وفي موضع آخر « :وقال الكسائي :ما أدري ما
حَسَب حديثك ،أي :ما قدره ،وربما سُكِّنَ في ضرورة الشعر » ( ، )٥ففي النص الأول يسوغ
تسكين ( حسب ) بلا تقييد ،وفي النص الآخر يجوّز تسكين السين في ضرورة الشعر ،وفي
النقلين عن صاحب ( اللسان ) وغيره من المعجمات القديمة ما يجعل تسكين السين في
ومسألة أخرى وهي أنه يجوز استعمال ( حسب ) مقرونا بأحد الحرفين ( على )
و( الباء ) ،أو مجردًا منهما ،وإني آتيك بشاهد من العربية على كل وجه ،فأما الأول فقول
في
اللحن
ملجقا
ضا ا
لء
( ) 1ينظر :درة الغواص ص ، ٥٦٢وفي التراث العربي ص ، ٢٦٧ولغويات ،وأخطاء لغوية شائعة ص ، ١٧٤
س
ومعجم أخطاء الكتاب ص ، ۱۱۹ومعجم الأغلاط اللغوية المعاصرة ص ، ١٥٢وفي اللغة والأدب
( ، ) ٥٣١/٢ونحو إتقان الكتابة العلمية باللغة العربية ص . ٣٠
( ) ٢درة الغواص ص . ٥٦٢
( ) ۳حاشية الصبان على شرح الأشموني على ألفية ابن مالك ( . ) ٤٠٩/٤
) . ( ۳۱۱/۱ ) ( ٤
) . ( ٣١٤/١ ) ( ٥
201
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث الثاني
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
الزمخشري في الأساس ) « :والأجر على حسَب المصيبة ،أي :على قدرها » ( ، )١وشاهد
الوجه الثاني ذكره الجوهري في ( الصحاح) « :ومنه قولهم :ليكن عملك بحسب ذلك ،
أي :على قدره وعدده » ( ، ) ۲والشاهد على تجريد ( حسب ) من حرفي الجر ،قول الشاعر
( البسيط ) بمعنى ( القليل ) ،وإيراده في هذا المثال خطأً عند كثير من المشتغلين
بالتصحيح والتغليط ،منهم :جواد ،والعدناني ،والسامرائي ،والهلالي الذي قال « :فقد
رأيت أن ( البسيط ) و ( البساطة ) لا يدلان على ما يريد الكتّاب بهما ،فإنهم يريدون
بالبسيط من الناس الغِرَّ والمُغَفَّل ،ويريدون بالبسيط من الأمور السهل الهين ،وذلك
كله بعيد عن استعمال العرب ،بل هو ضده ؛ لأن البسيط في اللغة العربية ،هو الواسع ،
الأساس ) « :ومكان بسيط : ومن أجل ذلك سميت الأرض البسيطة لسعتها » (ه) ،وفي
واسع ،وفلان بسيط الباع واللسان ،وقد بسط بساطة ،وبَسَط إلينا يده ولسانه بما
نحب أو بما نكْرَه » ( ، )٦وقد سمى السرخسي من شيوخ الحنفية كتابه بـ ( المبسوط ) ،
وسمى أبو حامد الغزالي أحد كتبه في فقه الشافعية بـ ( البسيط في الفروع ) ،ومرادهما
الكتاب الواسع في أبوابه وفصوله ،وقال الفراء لجمع من طلبة العلم « :إني مُمْلٍ كتابَ
)(۱) (۱/۷۷۱
* )\\•(3 ) (\/
دد
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
لحون المتخاصمين
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
معانٍ أتمَّ شرحًا ،وأبسط قولًا من الذي أمللت » ) ،إلا أن الغلاييني والبصامَ تجوزا في
استعمال ( البسيط ) بمعناه الدارج هذه الأيام ،يقول الغلاييني « :وهل يقال ( بسيط )
لسليم الطوية ،وللسهل الخُلُق ،والخالي الذهن ،لا أرى مانعا من ذلك ،كما قالوا ( بسيط
الوجه ) ،أي :متهلله ؛ لأن بساطة القلب بمعنى تهلله وسروره من لوازم سلامته وخلوه
من المكدرات التي تدعو إلى الرجاسة ،أو يكون من قولهم بسيط اليدين ) أي :هو
مسماح منبسط بالمعروف ،فإن قلت :إنه بسيط ،أو بسيط القلب ،فالمعنى أنه يسمح
بما فيه قلبه ،فلا يكتم من أمره شيئًا لسذاجته ،أو هو من البساطة ضد التركيب التي
يستعملها العلماء والناس ، ) ۲( » ...وفي ( التاج ) « :وقال ثعلب ( :كلاً ) مركبة من كاف
والذي يظهر أن ( البسيط ) بمعنى اليسير خطأً في العربية ،وهو دخيل على هذا
--- -ΙΛΛ
خصوصًا وأن المدعى عليه اقتصر في جوابه
)(٤
على الدفع الشكلي )
من الأخطاء الأسلوبية الشائعة في كتابات اليوم إلحاق الواو بعد ( خصوصا )
والصحيح استبعاد الواو؛ لأنها عبء على الجملة ،ولا تضيف معنى زائدا ؛ قال جواد
« وضع الواو بعد المصدر العامل ( خصوصا ) غلط صريح ،والصواب حذفها ،وتبديل
الجملة بقولنا ( :خصوصا أنك مجتهد ) لنجعل ( أن واسمها وخبرها ) في تأويل مصدر
في
( )٤ينظر لغة الجرائد ص ، ۸۱ومغالط الكتاب ص ، ٣٦والأخطاء اللغوية الشائعة في الأوساط الثقافية
ص ، ٢٥٩ومجلة لغة العرب ( . ) ٦٩٣/٦
( ) ٥مجلة لغة العرب ( . ) ٦٩٣/٦
٢٠٣
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث الثاني
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
وردت ( خصيصًا ) في نظام المحكمة التجارية الصادر سنة ١٣٥٠هـ ،وفيه ( :وهي
المأمور الذي يتعين خصيصًا برفق المهندس ، ) ...وقد أنكر عامة أهل اللغة إتيان
( خصيص ) بمعنى ( خاصة ) و( خصوصا ) ،واعلم أن لفظ ( خِصّيص ) على وزن ( فعيل ) ،
،
وقد ساق ابن دريد في ( الجمهرة ) عددًا كبيرًا من الكلمات على هذا الوزن ،مثل ( :سكير
وخمير ،وفسيق ،وغدير ) ...ثم قال « :اعلم أنه ليس لمولَّد أن يبني ( فِعَّيلًا ) إلا ما تَكَلَّمَتْ
به العرب ،ولو أجيز ذلك لقلب أكثر الكلام ،فلا تقبلن ما جاء على ( فِعيل ) مما لم
تسمعه من الثقات إلا أن يجيء به شعر فصيح » ( ، ) ٢قال الصيداوي « :إن الخطأفي
استعمال هذه الكلمة واسع الانتشار ،وصوابه أن يُقال ( :خِصيصى ) بالألف المقصورة ،
فإذا استثقلت هذه اللفظة ،فيمكنك أن تُحل محلها ( خصوصا ) ،أو ( خاصة ) ،فهما أخف
وألطف » ( ، ) ۳وإذا علمت أن (خصيصًا ) لا يصح أن تُورد في التعبير عن حدوث فعل الأمر
خاص ،فإن هذه اللفظة صفةٌ مولّدة ،بمعنى المختص والقريب والمقرب والخليل ،كأن
تقول ( :كان هذا الرجل خصيصًا بأبي ) ،قال أبو حيان التوحيدي « :ولكن حكاه لي ابن
ومما تقدم ،لا يصح مجيء ( خصيصًا ) في مثال الباب ،والصحيح إقامة ( خاصة )
أو ( خصوصا ) محلها ،فتقول ( :خصوصًا أن المدعى عليه مليء ) أو ( خاصة أن المدعى
عليه مليء ) ،وأما ما جاء في نظام المحكمة التجارية ،فقد أراد المنظّم أن تكون ( خصيصا )
( ) 1ينظر :قل ولا تقل ( ، ) ١٤٨/١وتذكرة الكاتب ص ، ٥٩ومعجم أخطاء الكتاب ص ، ١٦٥وإصلاحات في
لغة الكتابة والأدب ص ، ١٦واللغة والناس ص ، ١٢ونحو إتقان الكتابة العلمية باللغة العربية ص ، ٤٢
ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( . )٥٤٨/٧
( ) ٢جمهرة اللغة ( . ) ١١٩٢/٢
( ) ۳اللغة والناس ص . ١٤
( ) ٤البصائر والذخائر ( . ) ٢٩١/٧
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
لحون المتخاصمين
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
بمعنى ( :المختص والقريب ) ،وهو المعنى الصحيح ،والحق أن هذا النظام من أجود
الأنظمة المتصلة بالقضاء من جهة الصياغة اللغوية ،ومراعاة قواعد اللغة .
)(1
١٩٠-والنفقة لا تكفي لشراء حاجيات الأولاد
تجمع حاجـة علـى (حاجات ) و( حوائج ) ،ولا يصح جمع ( الحاجة ) على ( حاجيات ) ،
وقد غلط المبرد ( ، ) ٢وابن الجوزي ( ، ) ۳والحريري جمع ( حاجة ) على ( حوائج ) ،قال الحريري :
ويقولون :في جمع حاجة حوائج ،فيوهمون فيه ،كما وهم بعض المحدثين ...والصواب
أن يُجمع في أقل العدد على حاجات » ( ) ،وهو وهم ،ففي ( التاج ) ( « :و) تجمع الحاجةُ
على ( حاجاتٍ ) جمع سلامة ( ،وجوج ) ،بكسر ففتح ( ...وحوائج غير قياسي ) ،وهو رأي
الأكثر ( أو مولدة ) ،وكان الأصمعي يُنكره ،ويقول :هو مُوَلّد ،قال الجوهري :وإنمـا أنـكـره
حاجات ،وحاج ،وحوائج ،وجوج » ( ،)١وقــال قال ابن السكيت « :وجمع حاجة
الغلاييني « :هذا ،وإن ( الحوائج ) صحيحةً فصيحةً ،كما قدمنا ،وقد وردت في الشعر
القديم ،والمخضرم ،والعصر الأول للعرب في الإسلام ،فقد استعملها الشماخ ،والأعشى ،
وأبو سلمة المحاربي والفرزدق ،وهميان بن قحافة ،وغيرهم » ( ،)۷وقال الأعشى :
( ) 1ينظر درة الغواص ص ، ۲۳۹والمزهر في علوم اللغة وأنواعها ( ، ) ۳۰۷/۱وبحر العوام ص ، ٦٣ولف
القماط ص ، ١٤٢وتذكرة الكاتب ص ، ٦٦ونظرات في اللغة والأدب ص ، ۳۸وحول الغلط والفصيح
في
ملجقا
ا
اللحن
ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ) ٣١٠/٤و( ) ٥٤٠ / ٨و ( ، ) ٢١٨ / ٤٠ومجلة لغة العرب ( . ) ٥٤٧/٥
س
٢٠٥
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث الثاني
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
وأعود لما كنت فيه من بحث ،فأقول :إن العرب لم تستعمل ( حاجيات ) جمعًا
لـ ( الحاجة ) ،ولا ندري كيف جيء بهذه الياء ،كما قال السامرائي ؛ ولذا قل ( :والنفقة لا
تكفي لشراء حاجات الأولاد ) أو ( والنفقة لا تكفي لشراء حوائج الأولاد ) .
)(۲
لأول وهلة
ومثله ( :وراجع المستشفى لأول مرة بتاريخ ) ...وإدخال ( اللام ) و( من ) على ( أول )
غلط عند داغر ،والزعبلاوي ،وزهدي جار الله ،والعدناني ،ويرون أن لا محل لدخولهما
ويُحَرَّك ،و) أول ( واهِلَة ) ،كلَّ لفظًا ولا معنى ،وفي ( التاج ) ( « :ولقيتهُ أوَّل وَهْلَة ) ،بالفتح ،
ذلك ( أوَّلَ شيء ) ،قاله الفراء ،وقيل :هو أول ما تراه » (. )۳
الإنصاف في مسائل الخلاف بين قلت ذكر أبو البركات الأنباري في كتابه :
لَمَسْجِدُ أُسَ عَلَى التَّقْوَى الجواز ،والبصريون على المنع ،واستدل الكوفيون بقوله تعالى :
مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ فِيهِ﴾ [ التوبة ، ] ١٠٨ :وبقول زهير
:
ٍ ومن دهره)
ج ج
َج ح
ِج أقْوَيْنَ من ح لِمَنِ الدَّيارُ يقنّةِ الحِجْرِ
وأما البصريون ،فاحتجوا بأن ( مِنْ ) في المكان نظير ( مُذْ ) في الزمان ؛ لأن ( مِنْ )
201
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
لحون المتخاصمين
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
وُضعت لتدل على ابتداء وضعت لتدل على ابتداء الغاية في المكان ،كما أن ( مُذْ
الغاية في الزمان ،فكما أنه لا يجوز أن تقول ( :ما سرت مُذ بغداد ) ،فكذلك لا يجوز أن
تقول ( :ما رأيته من يوم السبت ) ،وقد بسط فيها أبو البركات الأنباري القول ،ورجح
مذهب البصريين ،وأيا ما يكون ،فقد ألحق بعض الفصحاء ( اللام ) على ( أول ) ،ففي
( الأغاني) « :وما كانت عشيرته لتسلمه لأوَّل وَهْلة » ( ، )١وفي كتاب ( الحلة السيراء ) :
أما مجيء ( مِنْ ) قبل ( أوَّل ) فهو كثيرفي كلام العرب منه البيت الشعري المذكور
آنفا ،وفي ( اللسان ) « :لأن ذلك مبني على ( فَعَلَّ ) من أول وهلة » ( ، )۳وفي ( الأغاني) :
والذي يظهر صحة مجيء الحرف ( من ) قبل ( يوم ) ،فيجوز أن تقول ( :من أَوَّل
وَهْلة ) على رأي الكوفيين ،أما ( اللام ) فدخولها كما رأيتَ قليل في كلام العرب ،ولم
لأوَّل وَهْلة ) يُسمع في عصور الاحتجاج ،غيرأنه يصعب الجزم بتخطئة من يقول :
) . ( ١٦٥/٩ ) ( ١
٢٠٧
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث الثاني
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
الشائع لدى العرب استعمال ( حَوْلي ) و ( حوالي ) و ( حَوَال ) و( أحوال ) و( أخوالي ) على
الظرفية المكانية ،فتقول ( :وقفنا حَوالَي فلان ) ،و ( وصلنا حَوالَي مكة ) ،قال الأزهري « :العرب
تقول :رأيت الناسَ حَوْلَهُ ،وحَوَالَيْه ،وحَوَالَهُ ،وحَوْلَيه » ( ، ) ٢أما استعمال ( حَولَ ) ومشتقاتها
بمعنى المقدار ،فقد جرى فيه الخلاف ،فمنهم من يحظر استعمال ( تسلمت من فلان حَوالَي
ألف ريال ) ؛ لأنه ظرف مكاني لا يتصرف ،ولم يُسمع عن العرب استعمال هذا الظرففي غير
ما وضع له ،وممن قال بهذا القول من المعاصرين :الزعبلاوي ،ومحمد النجار .ومن شواهد
استعمال ( حوالي ) ما جاء في حديث الاستسقاء « :اللهم حوالينا ولا علينا » (. )۳
وقد أجاز عدد من المعاصرين كالهلالي والعدناني استعمال ( حوالي ) بمعنى المقدار،
مستعملةً عند العرب في غير( المكان ) ،ويناسب المقام قولك ( :وتسلمت من المدعى عليه
نحوا من خمسين ألف ريال ) أو ( وتسلمت من المدعى عليه زهاء خمسين ألف ريال ) .
( ) 1ينظر لغويات ،وأخطاء لغوية شائعة ص ، ۹۳ومعجم أخطاء الكتاب ص ١٥٢وص ، ٥٩٧ومعجم الأغلاط
اللغوية المعاصرة ص ، ۱۷۹ومقالات في أخطاء لغوية شائعة ص ، ١٥٣وتقويم اللسانين ص ، ١٤٣ونحو
إتقان الكتابة العلمية باللغة العربية ص ، ۱۰۰والألفاظ والأساليب ( ، ) ۱۰۱/۱وقرارات مجمع اللغة
العربية بدمشق في الألفاظ والأساليب ( ، ) ۲۲/۱ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( . ) ٢٢٧/٤
( ) ٢تهذيب اللغة ( . ) ٢٤١/٥
( ) ۳أخرجه البخاري في الصحيح ،كتاب الجمعة ،باب الاستسقاءفي الخطبة يوم الجمعة ،رقم الحديث :
، ۹۳۳ص ، ۱۲۷ومسلم في الصحيح ،كتاب صلاة الاستسقاء ،باب الدعاء في الاستسقاء ،رقم
الحديث . ) ۳۹۷/۱ ( ۸۹۷ :
( ) ٤ينظر :القرارات المجمعية ص ، ۱۲۸وينظركذلك :الألفاظ الأساليب ( ، ) ۱۰۱/۱ففيه أبحاث مفيدة في
هذه المسألة .
٢٠٨
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
لحون المتخاصمين
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
وبما أن الكلام يجر بعضه بعضًا ،فقد خَطَأ بعضُ المتأدبين ،إضافة ( نحو ) إلى العدد
بدون توسط ( مِنْ ) بينهما ،كأن تقول ( :نَحْو خمسين ألف ريال ) ،ومنهم الشيخ محمد
رشيد رضا صاحب ( المنار) ،فقد خطّاً الأمير شكيب أرسلان استعماله ( نحو ثلاثمئة )
بإضافة ( نحو ) إلى العدد ،من دون أن يتوسطهما الحرف ( من ) ،وهذه التخطئة فيها
( ، ) ۱فللأمير شكيب سَلَف من أهل العلم ،منهم سيبويه ( ، ) ٢وقد درج هذا الاستعمال
نظر
)(۳
١٩٣-والمهر المقبوض قدره مائة ألف ريال )٣( .
قال الصُّولي « :والألف في ( مائة ) زيدت فيما ذكر الأخفش ؛ ليُفصل بينها وبين
أخذت منه ،وقالوا أيضًا :فعلوا ؛ لئلا ( منه ) ،فإذا قالوا ( :أخذت مائة ) لم يشبه
البصرة والكوفة على ما قاله الأخفش » ( ، )٤وفي ( صبح الأعشى ) « :قال الشيخ أثير
الدين أبو حيان وقد رأيت بخط بعض النحاة ( مَأَة ) على هذه الصورة بألف عليها نبرة
( ) ۱وقد أجاب الأمير شكيب أرسلان بقوله « :متفقٌ على أن الأفصح أن يُقال ( :نحو من كذا ) ،ولكن ليس
بغلط إن قيل :نحو كذا ،وقد رأيت هذا الاستعمال في كتاب سيبويه ) ،وليس مرة واحدة ....وجاء
في صفحة ( : ٣٣٥وقالوا ضخم ،ولم يقولوا ضخيم ،كما قالوا عظيم ) ،ثم قال في الصفحة التي تليها :
( وقد يبنون الاسم على ( فَعْل ) وذلك نحو ضخم وفخم وعبل وجهم ) ،ثم يقول ( :فهذا يدلك على أنه
نحو الطويل والقصير أهـ .إذا يجوز الوجهان ،ووضع ( من ) بعد ( نحو ) هو أولى ،وسألت صاحبنا السيد
الهلالي ،وهو الغاية البعيدة في النحو واللغة عن هذه المسألة ،فقال لي :نعم الأفصح العربي الخالص ( نحو
في
اللحن
مج
القضاء
من ثلاثمئة ) ،وأما المؤلفون من عهد سيبويه إلى الآن والشعراء ،فإنهم أكثروا من ذلك ،والنحو من معانيه
المثل كما هنا ،فلا إشكال في جوازه » .ينظر :السيد رشيد رضا أوإخاء أربعين سنة ص ، ٣٩٥ونص هذه
الس
٢٠٩
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث الثاني
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
بغيرألف ،كما تكتب ( فئة ) ؛ لأن كَثْبَ الهمزة دون ياء ،قال :وكثيرًا ما أكتب أنا ( مئة
مائة ) بالألف خارج عن القياس ،فالذي أختاره أن تُكتب بالألف دون الياء على وجه
تحقيق الهمزة ،أو بالياء دون الألف على وجه تسهيلها » (. ) ١
ومن هذين النقلين تبين لك أن لهذا اللفظ ثلاثة أوجه ،أشهرها ( :مائة ) و( مئة ) ،
والأعم الأغلب من أهل اللغة في عصرنا يرى أن تُستعمل لفظة ( مئة ) بدون ( الألف ) ؛
لأن الأقدمين كتبوها قبل نقط الحروف ؛ للتفريق بين العدد ( مئة ) و ( منه ) و( فئة ) ،
وبعد أمن اللبس في أيامنا ،فتُكتب حسب القاعدة ،ومما احتجوا به :أن زيادة ( الألف )
في كتابتها أورثت الخطأ في النطق بها ،وقد أوصى مجمع اللغة بالقاهرة بحذف ( الألف ) .
وفريق ثالث :هم بعض النحويين ،كما قاله أبو حيان يـــرون رسم ( مأة ) بهذا
الشكل ،واختار هذا الرسم مصطفى جواد ؛ إدحاضًا لكل لبس – حسب قوله -وقال
والذي يترجح لي أن الأولى استعمال ( مئة ) بدون زيادة الألف ،ومن كتبها ( مائة )
بزيادة الألف ،فينبغي ألَّا يُنكر عليه ؛ تبركا بلفظ كتاب الله الكريم ،ولأن لـه سـلـفـا مـن أهـل
ومثله ( ولا توجد حوالات من حساب المدعي خلال الخمس سنوات الماضية ) ،
و( الخمس سنوات ) بهذا التركيب هو الأكثر شيوعًافي الدعاوى القضائية ،والبصريون
) . ( ۱۸۰/۳ ) ( ۱
( ) ٢ينظر :درة الغواص ص ، ٣٦٨ولغة الجرائد ص ، ٩٦وإصلاح الفاسد من لغة الجرائد ص ، ۱۹وقل ولا
تقل ( ، ) ٦٨/٢ورد الشارد إلى طريق القواعد ص ، ۳وتذكرة الكاتب ص ، ٨٦ولغويات ،وأخطاء لغوية
210
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
لحون المتخاصمين
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
والكوفيون يمنعون هذا الاستعمال ( ، ) ۱قال الأشموني « :إذا كان العدد مضافًا ،وأردت
،وهو المضاف إليه ،فيصير الأول مضافًا إلى معرفة ،فتقول ( :ثلاثة
تعريفه ،عرفت الآخر
فَسَمَا فَأَدْرَك خمسة الأشبار » ()٢ ما زال مُذْ عَقَدَتْ يداهُ إِزَارَهُ
ثانيًا ،هو تعريف الجزأين ،فيقولون :السبع السنوات ) و ( الخمسة الكتب ) ،ويذكر
الكسائي أن هذا مسموع عن العرب ،وعلّل بأن إضافة العدد هنا لفظية لا تفيد التعريف (. )۳
وأما الوجه الشائعفي اللغة القضائية فيما استقررته في صكوك الأحكام ،وهو دخول
( أل ) على العدد المضاف من دون المضاف إليه ،فما جاء في حديث أبي هريرة رضليلعهَنْهُ « :فأتى
بالألف دينار » ( ،) ٤وكذلك من حديث ابن عباس راَلضلِّيَعهَنْه « :ثم قرأ العشرآيات خواتيم
سورة آل عمران » (ه) ،وهذان النصّان يقضيان بصحة تعريف العدد ،وتنكيرالمعدود ،ولا
عبرة بما حكاه الشهاب الخفاجي عن ابن عصفور من أن هذا الوجه قبيح ( ، ) ٦ما دامت
السنة دلّت عليه ،قال محمد النجار « :وقد أحسّ النحاةُ أمام مثل هذه النصوص ضيقًا
مما قرروه في قواعدهم ،إذ كان لا يسايرها ولا يقاودها ،فعمدوا إلى التأويل والتخريج » (،)۷
ملجقا
ا
اللحن
( ) ٤أخرجه البخاري في صحيحه ،كتاب الكفالة ،باب الكفالة في القرض والديون بالأبدان وغيرها ،رقم
لء
س
( ) ٥أخرجه البخاري في صحيحه ،كتاب العمل في الصلاة ،باب استعانة اليد في الصلاة ،إذا كان من أمر
الصلاة ،رقم الحديث ، ١١٩٨ :ص . ١٦١
( ) ٦شرح درة الغواص ص . ٣٦٨
( ) ۷لغويات ،وأخطاء لغوية شائعة ص . ٥٢
( ) ۸ينظر في أصول اللغة ( . ) ١٨٢/٢
211
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث الثاني
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
يُخطئ زهدي جارالله ،وداغر هذا الاستعمال ،والصحيح عندهما ( :بمليونين ونصف
مليون ) ؛ خوفًا من أن يُظَنَّ أن المقصود بالنصف هو نصف المليونين ،ورد المغربي قولهما
بأن التنوين في ( نصفٍ ) عوض عن المضاف إليه ،وقال العدناني « :بما أن الناس يفهمون
أن المقصود بالنصف هو نصف الدينار ،فلا أرى مانعا من القول :اشتراه بعشرة دنانير
اشتريت الكتاب بعشرة ريالات ونصف ) صحيح لا إشكال والذي يظهرأن قولهم :
فيه ،والمتبادرإلى الأذهان أن ( النصف ) هو نصف الريال ،لا العشرة ،وغيرخاف عليكم
أن من أركان الصياغة القضائية الوضوح وعدم اللبس ،فالأولى والأفصحفي مثالنا أن
يقال :اشتريت منزل المدعى عليه بمليونين وخمسمئة ألف ريال ) أو ( اشتريت منزل
ولي منه ابن عمره سبعة شهور) ،وهو غَلَط عند الحريري ، ومثله قول المدعية :
وجواد ،وزهدي جار الله ،يقول الحريري « :ويقولون ( ثلاثة شهور ،وسبعة بحور) ،
212
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
لحون المتخاصمين
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
[ التوبة ، ] ٢ :وكـمـا نـطـق فَسِيحُواْ فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ والمعدود ،كمـا جـاء في القرآن الكريم:
[ لقمان ، ] ٢٧ :والعِلَة في هذا الاختيار ،أن العــدد مــن مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرِ به التنزيل :
الثلاثة إلى العشرة وضع للقلة ،فكان إضافته إلى مثال الجمع القليل المشاكل له أليق
به وأشبه بالملاءمة له » ( ، )۱غير أن جمعًا من أهل اللغة يرى أن صيغ جمع القلة والكثرة
تتبادلان ،فتأتي إحداهما موضع الأخرى ،مجازا ،قال ابن يعيش « :العرب قد تستعمل
إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَتِ ﴾[ الأحزاب ، ] ٣٥ :ولا يعد الكريــم ســبحانه [ سبأ ، ] ٣٧ :وقال :
بأن في الجنة غرفات يسيرة ،وكذلك ليس المراد بقوله ( :إن المسلمين والمسلمات ) العشرة
فما دونها ،وإنما الإخبار عن هذا الجنس قليله وكثيره ؛ وذلك أن الجموع قد يقع بعضها
موضع بعض ،ويستغنى ببعضها عن بعض ...وأقيس ذلك أن يستغنى بجمع الكثرة عن
القلة ؛ لأن القليل داخل في الكثير» ( ، )٢ومن أمثلة استعمال جمع الكثرة محل جمع القلة
وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلَثَةَ قُرُوءٍ﴾ [ البقرة ، ] ٢٢٨ :فاستعمل العـدد قوله تعالى:
ع الكثرة ( قروء ) ،مع أن جمع القلة ( أقراء ) ،وأما قول الله تعالى :
معجم
(ثلاثة ) مع صيغة ج
وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ﴾ [ الذاريات ، ] ٢١ :فهنا استعمل جمع القلة (أنفس ) ،محل جمع
الكثرة ( نفوس ) ،مع أن سياق الآية للجمع الكثير الكاثر ،وقد أقر مجمع اللغة بالقاهرة
ولما تقدم يجوز في مثالي الباب أن يقال فيهما ( :وقد حررت له الشيك من خمسة
في
ملجقا
ا
اللحن
٢١٣
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث الثاني
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
١٩٧-وكشر
هذه اللفظة شائعة في المرافعات القضائية المنطوقة بين المتداعين في مجالس القضاء ،
وبعض القضاة ربما تنزّه عن إضافة هذه اللفظة في ضبط القضية ؛ لأنه يسبق على الذهن
أن تكون عاميةً ،وقد أفدت من المحقق الطناحي عربيّتها ؛ إذ يقول « :يشيعفي لغتنا المعاصرة
تعبير ( وكسر) للدلالة على الجزء القليل بعد الكل الكثير ،ووجهه الاشتقاقي صحيح ،جاء في
) (، )١
( اللسان ) ( :والكسر :أخسُّ القليل ،قال ابن سيده :أراه من هنا ،كأنه كُسِر من الكثير
وقد جاء هذا التركيب كما نستعمله نحن الآن ،فيما رواه الشافعي ،عن محمد بن الحسن
الشيباني قال ( :أقمت على باب مالك ثلاث سنين وكَسْرًا ) ( ، ) ٢وفي قول يعقوب بن سفيان
الفسويّ ( :كتبت عن ألف شيخ وكسر ،كلهم ثقات ) (. )٤( » )۳
فما ربحت كف الذي يستفيدها (ه) إذا مَرَئي باع بالكسر بنتَهُ
)
١٩٨-اشتريت ثلاث استراحات تبعد ٨كيلو شمال محافظة
( كيلومتر) بمعنى ألف متر ،مأخوذ من الفرنسية ،وقول من قال ( :تبعد ٨كيلو) خطأً ،
والصحيح ما جاء في قرار مجمع اللغة بالقاهرة ،وهاك نصّه « :الكلمات المُعَرَّبة تبقى كما
هي ،وتُجمع جمع مؤنث سالمًا ،مثل :مارستان ،ومارستانات ..وكيلـو مـتـر مـن هـذا الباب ،
وعلى ذلك يصح جمعه جمع مؤنث سالمًا على ( كيلومترات ) ..كما يصح تمييزه على نحو
تمييزالكلمات العربية ،فيقال ( :سرت سبعة كيلومتراتٍ ) و( سرت عشرين كيلو مترًا ) » ( . )۷
٢١٤
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
لحون المتخاصمين
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
اشتريت ثلاث استراحات تبعد ثمانية كيلومترات ) أو ولذا الصحيح قولك :
ومثله قوله ( :إشارةً إلى التقرير الثالث والأخير ،وغلط هذا الأسلوب تقي الدين
السابع وهو الأخير ؛ لأننا إذا قلنا ( :السابع والأخير) دلَّ بلا علم ولا هدى ،والصواب :
ذلك على اثنين ؛ لأن العطف يقتضي المغايرة » ( )۱؛ ولذا الصحيح أن يقال ( :بخصوص
الملاحظة الرابعة وهي الأخيرة ) ..و ( إشارة إلى التقرير الثالث وهو الأخير .
،أو
( بينا ) و ( بينما ) ظرفا زمان بمعنى المفاجأة يضافان إلى جملة من مبتدأ وخبر
فعل وفاعل ،وقد يُكَفَّان عن الإضافة ،وفي ( القاموس ) « :و ( بينا ) و ( بينما ) :من حروف
الابتداء » ( ، ) ۳وقد شاع في الكلام مجيء ( بينما ) في غير صدر الكلام ،بمعنى ( على حين ) أو
(في حين ) ،وهو غَلَط ،ومن الأمثلة على استعمال ( بينما ) في موضعها الصحيح حديث
عمرراضللهعنه قال « :بينما نحن عند رسول الله ﷺ ذات يوم ،إذ طلع علينا رجل شديد
بياض الثياب ، ) 4 ( » ...وقال حسان رَضاَللَّهُ عَنْهُ :
ص ٨٦وص ، ١٩٢ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ، ) ٢٦٣/٤ومجلة مجمع اللغة العربية
بالقاهرة ( ، ) ١٤٢/١ومجلة منار الإسلام ،العدد العاشر ،ص . ٦٢
( ) ۳ص . ١١٨٢
( ) ٤أخرجه مسلم في صحيحه ،كتاب الإيمان ،باب معرفة الإيمان ،والإسلام ،والقدر ،وعلامة الساعة ،
رقم الحديث ، ١ :ص . ٢٣
( ) ۱دیوان حسان بن ثابت ص . ١٤٤
٢١٥
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث الثاني
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
وقد رأت لجنة الأساليب والألفاظ بالمجمع القاهري أن ( بينما وبينا ) أسلوبان لم
يسمعا إلا في أول الكلام ومقدمته ،ثم عاود المجمع دراسة الأسلوبين في الدورة الخامسة
والأربعين ،وصدر القرار بإمكان إجازتهما على أساس أن تكون ( بينما ) فيه ظرف زمان
للاقتران فقط ،ولهذا ساغ أن يقاس على ( بيان ) في جواز التوسط .
والذي يظهر عدم جوازتوسط ( بينا ) و ( بينما ) في الجملة ،وأن لهذين اللفظين
ذكر المدعي في دعواه بأنه يطالب موضع الصدارة ،والصحيح في مثالنا أن يقال فيه :
بإعادة القرض الحسن ،في حين أن الإقرار. ) ...
( كما ) مركب من كاف التشبيه ،و( ما ) مصدرية ،بمعنى ( مثلما ) ،والمعنى في مثال
استعمال ( كما ) قول القضاةفي صدرالضبط ( حضر المدعي ،كما حضر المدعى عليه ) ،
ويلاحظ في بعض الكتابات استعمال ( واو) العطف بعد ( كما ) كقولهم ( :كما وأنه سبق
الكتابة إليكم بموجب خطابنـا رقـم ، ) ..وهذا غلط نبه عليه اليازجي ،وإبراهيم المنذر
وجرجي شاهين ،وقد قال « :يكثرون من استعمال ( كما وأن ) كقولهم ( :إن زيدًا مخطئ ،
كما وأنك مشارك له في هذا الخطأ ،ولا وجه لهذا التركيب ،إلا إذا حذفت ( الواو) فتكون
كما أنه سبق الكتابة إليكم . ) ... والوجه الصواب قولك :
( ) 1ينظر :معجم أخطاء الكتاب ص ، ٥٢٩ورد الشارد إلى طريق القواعد ص ، ۱۹ومغالط الكتاب ص ، ١٠٦
وأشتات في الأدب واللغة ص ، ٣٤وأخطاء ألفناها ص ، ۱۸۰ومقالات في أخطاء لغوية شائعة ص ، ۱۷۷
ونحو إتقان الكتابة العلمية باللغة العربية ص ، ١٠١ومعجم الشوارد النحوية ،والفوائد اللغوية
ص ، ٤٧٥ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ) ۳۰۸/۱و( . ) ٤١٣/٧
( ) ۲رد الشارد إلى طريق القواعد ص .۱۹
٢١٦
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
لحون المتخاصمين
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
(أيضًا ) مصدر ،بمعنى :عاد ورجع ،قال الكفوي في ( الكليات ) ( « :أيضًا ) مصدر (آض ) ،
،فخرج نحو
ولا يستعمل إلا مع شيئين بينهما توافق ،ويمكن استغناء كل منهما عن الآخر
( جاءني زيد أيضًا ) و ( جاء فلان ومات أيضًا ) و ( اختصم زيد وعمرو أيضًا ) فلا يقال شيء
من ذلك ،وهو مفعول مطلق حذف عامله وجوبًا وسماعًا كما نقل ،ومعناه :عاد هذا عودًا
على الحيثية المذكورة ،أو حال من ضمير المتكلم حذف عاملها وصاحبها ،أي ( :أخبرا أيضًا )
أو أحكي أيضًا ) أي :راجعا ،وهذا هو الذي يستمرفي جميع المواضع » (؟) .
قلت :الشائع استعمال ( أيضًا ) في معنى ( كذلك ) ،ولكن :بينهما فرق ،فـ ( كذلك )
يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَيُنِيالْأَرْضَبَعْدَ مَوْتِهَا بمعنى ( مثل ) ،قال الله تعالى:
أما أيضًا :فقد تبين لك آنفًا أنها بمعنى ( التكرار أو المعاودة أو الزيادة ) مثل قولك ( :قال
فلان كذا وكذا ...وقال أيضا ) ،أي :أعاد الكلام مرة أخرى ،ومثل قولهم ( :ســافـر زيد ،وسافر
محمد أيضًا ،أي :فهنا زيادة بذكر سفر محمد ،وتطبيقًا لما ذكره الكفوي ،فالتوافق تحقق بسفر
زيد ومحمد ،وسفر زيد غير سفر محمد ،فيمكن استغناء كل واحد منهمـا بســفـره عـن الآخر.
وكتب الكرملي مقالةً في التفريق بين ( كذلك ) و ( أيضًا ) ،وأجاد في هذا التفريق وأفاد ،
ومما قاله « :فكلمة ( أيضًا ) عربية صِرْفة ،وقد وردت في مصنفات أكابر اللغويين من
في
ملجقا
ا
اللحن
أقدمين ومُحْدَثين ،ولا يجوز أبدًا أن يُستعمل في موطنها ( كذلك ) ؛ إذ معنى هذه اللفظة غير
لء
س ضا
( )1ينظر المسائل السفرية ،لابن هشام الأنصاري ص ، ۲۹والفوائد العجيبة ص ، ٢٧والمساعد ( ، ) ٩٤/٢
ولغويات ،وأخطاء لغوية شائعة ص ، ٨٦ومعجم أخطاء الكتاب ص ، ٣٤ونحو إتقان الكتابة العلمية
باللغة العربية ص ، ٩٠ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ، ) ۱۱۲/۱۷ومجلة لغة العرب ( ، ) ١٦٤/٥
ومجلة البيان المصرية ( . ) ٥١٢/١
( ) 2ص . ٢٢٤
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث الثاني
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
معنى ( تلك ) ،فقولك ( كذلك ) كقولك ( مثل ذلك ) أو ( مثل هذا ) ...على أننا نسأل هؤلاء
المتحذلقين أن يقولوا لنا كيف يسبكون هذه العبارة الواردة في ( لسان العرب ) عند محوهم
لفظة ( أيضًا ) وإبدالهـم لـهـا بـ ( كذلك ) ؟ دونك العبارة منقولة عن مادة ( بيد ) ،قال ( :لأن
( إن ) التي للإنكار مؤكدة موجبة ،ونعم أيضًا كذلك ،أو التي بمعنى نـعـم أيضًا كذلك ) اهـ .
فكيف يفعلون ،وقد جعل المؤلف الكلمتين الواحدة منهما بجانب الأخرى ،مبينًا أن معنى
( أيضًا ) غير معنى ( كذلك ) ،فنحن نتحداهم في إبدال ( أيضًا ) بـ ( كذلك ) في هذه العبارة » (. )۱
وأزعم -إن شاء الله -أنه ظهر لك المواضع التي يصح فيها استعمال ( أيضًا ) ،
والمواضع التي لا يصح فيها استعماله ،والفرق بينه وبين ( كذلك ) .
العبارة التي فيها تكرار ( كلما ) ،وهذا الخطأ نادر الوقوع في اللغة القضائية ،وسبب
التغليط :أن ( كلما ) في هذه الجملة بمعنى الظرف ؛ لإضافتها إلى ( ما ) المصدرية الزمانية
وصلتها ،ولا بد لها من شيء تتعلق به ،وهو جوابها ،قال اليازجي « :يكررون ( كلما ) مع كل
واحد من الفعلين ،وحينئذٍ يختل المعنى والتركيب جميعًا ؛ لبقاء كل واحدة من المكررتين
بلا جواب » ( ، )۳والصحيح استبعاد ( كلما ) الثانية من الجملة ،ويصح لك أن تقول :
وكلما ذهبت إلى شركة طالبًا التوظيف ،ذكروا لي أن اسمي موجودفي التأمينات ) .
( ) ۱المساعد ( . ) ٩٤/٢
( ) ٢ينظر لغة الجرائد ص ، ٨٦وفي التراث العربي ص ، ٢٦٩وتذكرة الكاتب ص ،٩٢ورد الشارد إلى طريق
القواعد ص ، ۳۱ومعجم أخطاء الكتاب ص ، ٥٢٧ومعجم الأخطاء الشائعة ص ، ٢٢٢وأخطاء ألفناها
ص ، ١٤٠ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ، ) ٥٠٨/٧ومجلة المنهل ،عدد ، ٤٦٩ :سنة ١٤٠٥هـ ،ص . ١٨١
( ) ۳لغة الجرائد ص . ٨٦
٢١٨
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
لحون المتخاصمين
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
من الأوهام الشائعة الخلط بين ( ثُمَّ ) بضم الثاء ،و ( ثَـمَّ ) بالفتح ،فالأَولُ حـرفُ
عطف يُستعمل للترتيب مع التراخي أو المهلة ،ومن ذلك قوله تعالى ﴿ :ثُمَّ يَطْمَعُأَنْ أَزِيدَ )
[ المدثر ، ] ١٥ :وأما ( ثَم ) بالفتح فاسم إشارة إلى المكان البعيد ،كقوله تعالى ﴿ :وَأَزَلَفْنَا ثَمَّ
في مثال الباب ،حيث استعملنا ( ثُمَّ ) العاطفة ،والمعنى ( :ومن بعد ذلك إفادتنا بصورة
مصدقة من الضبط ) ،ومثال آخرفي ملاحظة الاستئناف ( :فعلى فضيلته تعديل ذلك في
الضبط وصورته والصك وسجله ،ومن ثُمَّ إعادة المعاملة ليتم إكمال لازمها ) .
أما إذا أردنا ( ثَمَّ ) المفتوحة ،فمن أمثلتها ،قولهم ( :وقد أخل المدعى عليه بالتزامه
المكتوب بإخلاء المعرض ،ومن ثم رأت موكلتي أن تقيم عليه دعوى قضائية تطالبه
بالإخلاء ) ،والمعنى ( :ومن أجل ذلك رأت موكلتي أن تقيم عليه دعوى قضائية تطالبـه
بالإخلاء ) ،قال ابن عابدين « :ومنها قولهم ( :ومن ثَمَّ ) ،وهي في الأصل موضوعة للمكان
البعيد ،وإذا وقعت في كلامهم ،يقولون ( :ومن هناك ) ،أو من هنا ) ،أي ( :ومن أجل ذلك
( ) 1ينظر الفوائد العجيبة ص ، ٢٦ورد الشارد إلى طريق القواعد ص ، ۱۹ومعجم أخطاء الكتاب ص ، ۸۰
ومعجم الأغلاط اللغوية المعاصرة ص ، ۱۰۷ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( . ) ٢٦/٣
( ) ٢الفوائد العجيبة ص . ٢٦
219
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث الثاني
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
ومثله ( والمهر ثلاثون ألف ريال مقبوضًا بدون الذهب ) ،و( سترفع المعاملة إلى
محكمة الاستئناف دون استخراج صك لها ،وكلُّ هذه الأمثلة جاءت فيها ( دون ) بمعنى
( بلا ) أو ( بغير) ،وأنكر هذا الأسلوب مصطفى جواد ،وزهدي جارالله وغيرهما ،فيرون أن
معنى ( بدون ) ،هو ( :بأقل من كذا ،وساق جواد شواهد عدة على مجيء ( بدون ) بمعنى
أنت ترضى بدون ذاك المكان () ٢ فهشام من وائل في مكان
والصحيح الذي ينبغي ألا يُعدل عنه ،أن لـ ( دون ) عدة معانٍ ،غير ( القليل الخسيس ) ،
منها ما جاء في ( اللسان ) من قوله « :وقال بعض النحويين :لـ ( دون ) تسعة معان :تكون
بمعنى ( قبل ) ،وبمعنى ( أمام ) ،وبمعنى ( وراء ) ،وبمعنى ( تحت ) ،وبمعنى ( فوق ) ،وبمعنى
( الساقط من الناس وغيرهم ) ،وبمعنى ( الشريف ) ،وبمعنى ( الأمر) ،وبمعنى ( الوعيد ) ،
وبمعنى ( الإغراء ) » ( ، ) ۳وفي ( الكليات ) عند ذكــره مـادة ( دون ) ... « :وفي هذا المعنى قريب من
( ،)4قال الرضي في ( شرح الكافية ) « :لما رأى انتصابه من دون واسطة » (ه) ،ثم قال « :وهو
أنه إنما انتصب بلا واسطة » ( ، ) ٦وسئل الكرملي في مجلته ( لغة العرب ) عن حكم مجيء
( دون ) بمعنى ( غير) ،فقال ( « :بدون ) بمعنى ( بغير) أشهر من كفر إبليس » (. )۷
( ) ۱ينظر :أغلاط اللغويين الأقدمين ص ، ۲۹ودراسات في فلسفة النحو والصرف واللغة والرسم ص، ١٠٠
ومعجم أخطاء الكتاب ص ، ٢٠٤وتقويم اللسانين ص ، ١٥٠والكتابة الصحيحة ص ، ١١٩ومعجم
الأغلاط اللغوية المعاصرة ص ، ٢٣٤ومقالات في أخطاء لغوية شائعة ص ،٢٢١وأخطاء ألفناها
ص ، ٧٤ونحو إتقان الكتابة العلمية باللغة العربية ص ، ۱۷۸ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق
( ) ۹۳۰/۸۷و ( ) ٧٣٧/٨٩و ( ، ) ٢٥٢/٩١ومجلة لغة العرب ( ) ٢٣٨/٥
( ) ٢الأغاني ( . ) ٤١/١٥
) . ( ١٦٥/١٣ ) ( ٣
( ) ٤ص . ٤٥١
) . ( ١٢٦/٢ ) ( 5
( ) ٦السابق .
) . ( ٢٣٨/٥ ) ( ۷
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
لحون المتخاصمين
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
ومما تقدم يتبين لك صحة استعمال ( بدون ) بمعنى ( بغير) أو ( بلا ) ،والأمثلة
ثم أنتقل إلى ما له صلة بموضوع الباب ،وهو أن بعض المعاصرين كزهدي جارالله
لم يجز دخول ( الباء ) على ( دون ) ؛ لأن ( الباء ) للاستعانة ،و ( دون ) للترك ،فكيف يجمع
والصحيح خلاف ما رجحه ،فقد تأتي ( دون ) مجردة من حرفي ( البـاء ) و ( من ) أو بهما ،
ففي ( التاج ) ( « :ويَدْخُلُ على دونَ مِنْ والباء قليلًا ) ،فيقال :هذا دونك ،وهذا من دونك ،وفي
وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ﴾ [ القصص ، ] ٢٣ :وأنشد سيبويه : الكتاب العزيز:
...وأما حرف الباء فقد استعملها الأخفش في كتابه ( في القوافي ( ،) ٢( » )۱وكمــا تــرى
.
فالأوجه الثلاثة كلها جائزة ،وتجريد ( دون ) من ( الباء ) هو الأكثر
قال ابن هشام « :وينبني على الخلاف في الوقف عليها خلاف في كتابتها »( ،)٤وفي ( صبح
الأعشى ) « :وتكتب ( إذًا ) المنونة بالألف على رأي المازني ( ) ٥ومن تابعه ؛ لأن الوقف عليها
( ) ۱هكذا نص الزّبيدي على اسم الكتاب ،وكذلك ابن منظور في لسان العرب ( ، ) ١٦٤/١٣والمثبت في
النسخة المطبوعة بتحقيق أحمد راتب النفاخ أن اسم الكتاب ( القوافي ) ،ووجه الشاهد استعمال
الأخفش لحرف الباء في ص « : ٥٦فرددنا عليه هذا غير مرة ،والبيتين الأولين على نفـر مـن أصحابه
في
ملجقا
ا
اللحن
( ) ۳ينظر :أدب الكاتب ص ، ٢٤٨وشرح الرضي على الكافية ( ، ) ٣٩/٤والجنى الداني في حروف المعاني
ص ، ٣٦٦ومغني اللبيب ( ، ) ١١٥/١وصبح الأعشى في كتابة الإنشاء ( ، ) ١٧٥/٣وهمع الهوامع
( ، ) ٣٠٧/٦وأسئلة إلى مجلة ( البيان ) و ( الضياء ) وأجوبة الشيخ إبراهيم اليازجي عليها ص ،١٤٢وفي
أصول اللغة ( ، ) ۱۳۳/۲ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( . ) ٥٣/٨٧
( ) ٤مغني اللبيب ( . ) ١١٦/١
( ه ) قال المرادي في الجنى الداني ص « : ٣٦٦ونُسب هذا القول إلى المازني ،وفيه نظر؛ لأنه إذا كان يرى
الوقف عليها بالنون ،كما نقل عنه ؛ فلا ينبغي أن يكتبها بالألف » .
221
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث الثاني
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
بالألف لضعفها ،والمبرد والأكثرون على أنها تكتب بالنون ،قال الأستاذ ابن عصفور وهو
الصحيح ؛ لأن كل نون يُوقف عليها بالألف كتبت بالألف ،وما يوقف عليها نفسها كما توصل
كتبت بالنون ،وهذه يوقف عليها عنده بالنون ،وأيضًا فإنها إذا كتبت بالنون كانت فرقًا بينها
الظرفية لئلا يقع الإلباس ،وفصل الفراء فقال :إن أُلغيت كتبت بالألف ،وإن وبين ( إذًا
أعملت كتبت بالنون لقوتها ،ويحكى عن أبي العباس محمد بن يزيد أنه كان يقول ( :أشتهي أن
أكوي يد من يكتب ( إذن ) بالألف ؛ لأنها مثل ( أنْ ) و ( لَنْ ) ،ولا يدخل التنوين في الحروف ) »(. )۱
ومن خلال ما سبق ففي رسم ( إذن ) ثلاثة مذاهب ،أولها ترسم بالنون ،وهو قول
المازني والمبرد وأكثر النحويين ،واختار هذا القول مجمع اللغة بالقاهرة ،والمذهب الثاني :أنها
ترسم بالألف ،وهو قول بعض النحويين ،واختاره ابن قتيبة في ( أدب الكاتب ) ،والمذهب
الثالث :التفصيل ،فإن ألغي عملها رُسمت بالألف ،وإن عملت رسمت بالنون ،وهو قول
الفراء ،والذي يظهر أن الأولى كتابتها بالنون ؛ لأنها حرف ،والحروف لا يلحقها التنوين .
الخلاف في عمل ( ولاسيما ) قديم طويل الذيول ،مبسوط في كتب النحويين ،لمن
أراد الاستقصاء والزيادة ( ، )۳وله أحوال كثيرة ،وأول من استعمله امرؤ القيس في مُعلّقته :
ولا سيما يوم بدارة جُلْجُل ()1 ألا رُبَّ يوم لك منهنَّ صالح
٢٢٢
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
لحون المتخاصمين
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
ونقل عن ثعلب ،أن من استعمله على خلاف ما جاء في شعر امرئ القيس ،فهو
() ۱
مخطئ ) ،وأنكر الزُّبيدي في ( لحن العوام ) حذف ( لا ) من ( لاسيما ) ( ،) ٢وقال السيوطي « :ولا
تحذف ( لا ) من ( لاسيما ) ؛ لأنه لم يُسمع إلافي كلام المولّدين ) ( ، )۳غيرأن بعض أهل اللغة أجاز
حذف ( لا ) ،وتخفيف ( الياء ) ،كالشريف الرضي بقوله « :وتُصُرِّف في هذه اللفظة تصرفات
كثيرة ؛ لكثرة استعمالها ،فقيل ( :سيما ) ،بحذف ( لا ) ،ولاسيما ) بتخفيف الياء ،مع وجود
( لا ) وحذفها » ( ، )٤وقال ابن هشام « :وذكر غيرثعلب أنه قد يخفف ،وقد تحذف ( الواو) » (ه) ،
والذي يظهر أنه لا يسوغ حذف ( لا ) من ( لاسيما ) ؛ لأن ما تدل عليه ( لاسيما ) في
الجملة ،غيرالذي تدل عليه ( سيَّما ) في الحكم ،ومثال ذلك لو قيل :تُستحب الصدقة
في شهر رمضان ،ولا سيما في العشر الأواخر) فأفاد تركيب ( ولاسيما ) بأن ما قبله وما
بعده يشتركان في حكم واحد ،لكن ما بعده أوفر نصيبًا ،فالعشر الأواخر أكد استحبابًا
)،
مما قبلها ،وفي المثال الآخر ( :تستحب الصدقة في شهر رمضان ،سيما العشر الأواخر
فالمعنى هنا أن ما قبل ( سيما ) وما بعده يتساويان في الفضل والاستحباب ،وليس هذا
أما حذف ( الواو) من ( لاسيما ) فالأمر فيه واسع ،كما في مثال الباب .
في
اللحن
مجا
القضاء
لس
٢٢٣
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث الثاني
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
يقول مصطفى جواد « :ومما كثر فساده ،وجلّ وروده في كلام المعاصرين من أرباب
القلم ،قولهم ( :ليس فقط لم أرهم منافقين ) ...فقولهم ( ليس فقط من سقيم النقل
عن لغة الأعاجم ...فقد رأيت من هذا أن الجمع بين ( ليس ) و( فقط ) متجاورتين لم
يرد في كلام أحد فصحائهم » ( ، )٢فإذا استبعدت ( فقط ) من المثال ،استقامت لك الجملة ،
وفي عبارة ( بل وإقامة ) بحث لغوي ،وهو الجمع بين ( بل ) و ( الواو) متجاورتين ،واللغة
القضائية زاخرة بالجمع بينهما ،فهل يصح أن يقال ( :بل وإقامة دعوى جزائية عليه ) ...؟
يرى مصطفى جواد عدم صحة الجمع بين ( بل ) و ( الواو) متجاورتين ،وأن هذا
التركيب تنفر منه نفس العربي الحرّ ،وجاء في قرار مجمع اللغة بالقاهرة ما نصه « :يُخطئ
بل وفي أيام السلم ،ويرون أن الصواب أن يقال ( :بل في أيام بعض الباحثين ،مثل قولهم :
السلم ) ،وحجتهم في ذلك أن ( بل ) حرف إضراب ،إذا تلته جملة كان حرف ابتداء ،ومعناه
حينئذ لإبطال ما قبله ،وإذا وليه مفرد كان حرف عطف ،ولم يسمع مقترنا مع حرف آخرإلا
مع ( لا ) فإنها تُزاد قبل ( بل ) لتوكيد الإضراب ،مثل ( :وجهك كالبدر لا ،بل الشمس ) وعلى
هذا لا معنى لوجود الواو في هذا التركيب ،وترى اللجنة أن الأسلوب السليم هو ( بل في أيام
نوع من التأكيد ،ويمكن أن يُقبل هذا الأسلوب على زيادة ( الواو) على رأي الكوفيين » (. ) ۳
224
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
لحون المتخاصمين
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
لا بل ومن تركاه غير محضون ()٢ للذَّبح مَن غَذَوَا مِنَّا ومَنْ حَضَنا
والذي يظهر أنه لا تثريب على من استعمل ( بل ) و ( الواو) متجاورتين ،وإن كان
من الأخطاء الشائعة المغفول عنها التي سرت في اللغة القضائية ،عَظفُ الاسم
الموصول على ما قبله من غيرشيءٍ يوجب العطف ،فـ ( الواو) التي سبقت الاسم الموصول ،
أُقحمت في الجملة ،ولا مُسوّغ لذلك ،والعطف غير مُراد في هذا المثال ،والصحيح قولك :
( وقد ذُكر الشرط الجزائي في الفقرة السابعة من العقد ،الذي يخول المؤجر حق الفسخ) .
الجلسة الماضية
( ولأن فضيلتكم سبق وأن حكم للمدعية بحضانة البنتين ، ) ..وقد غلط هذا الاستعمال
في
اللحن
ملجقا
ا
الزعبلاوي ،وزهدي جارالله ،وهو شائع في اللغة القضائية ،وقلّ من يسلم منه ،ووجه
لء
س ضا
( ) ٤ينظر :معجم أخطاء الكتاب ص ، ٢٦٢والكتابة الصحيحة ص ، ١٥٢والأخطاء اللغوية الشائعة في
الأوساط الثقافية ص . ٢٦٢
هدد
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث الثاني
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
التخطئة :أن زيادة ( الواو) قبل ( أنْ ) المصدرية لا معنى لها ،وليس هذا موضع عطف ،
واجتماع ( أن ) والفعل ( سبق ) يؤول إلى فاعل للفعل ،تقديره ( :سبق الإجابة ) ،و( سبق
) ،و ( سبق حكمكم ) ،فتكون الجملة تامةً ،ولا وجه لإقحام ( الواو) ؛ ولذا الصواب
الإقرار
أن يقال ( :سبق أن أجبت عنها في المذكرة المقدمة في الجلسة الماضية ) ،و( ولأن المدعى
)(1
٢١١-والدعوى مقلوبة ،ولا بُدَّ وأن تكون باسم طالب الإعسار
نشبت خصومة علمية شديدة بين الشدياق وإبراهيم اليازجي ،لأجل مقال كتبه
الشدياق يرثي فيه صديقه الأديب ناصيف اليازجي -والد إبراهيم -فكان رثاء الصديق
لصديقه سببًافي منشأ الخلاف الذي طال أمده ،واكتوى بناره غيرواحد من أهل الأدب ،
وملاك الصحف ،قال اليازجي مستدركًا على الشدياق « :وأقبح من زيادتها هنا ،زيادتها
في قوله ( :ولا بُدَّ وأن يكون عنده كاتب ) ،ومثله في قوله ( :فلا بُدَّ وأن يكون هناك شيء ) ،
وقوله ( :ولا بُدَّ وأن يكون النثر أيضًا مثله ) ،وقوله ( :فلا بُدَّ وأن يمشي معه اثنان ) ،وهذا
أكثرمن أن يُحصى ،وشهد الله لو استعمل هذا أجهل الأغبياء لعُدَّ منه قبيحًا » ( ، ) ٢وجاء
في (عثرات الأقلام ) في ( مجلة اللغة بدمشق) « :وقولهم ( :لا بُدَّ وأن يكون كذا ) ،صوابه
حذف الواو من بين ( بُدَّ ) وما بعدها ؛ لأن ما بعدها متعلق بها على تقدير حرف الجر
( مِنْ ) ؛ إذ المعنى ( لا فرار ولا محيص من أن يكونوا كذا ) » ( ، ) ۳وقوله هذا مردود بإثبات
( الواو) عند كثير من الفصحاء ،ففي ( جمهرة اللغة ) ... « :أي :لا بد وأن يتعلق بولاء أو
نسب » ( ، ) ٤وقال الكفوي « :وخبر ( لا ) الواقعة بعدها ( بُدَّ ) نحو ( :لا بُدَّ وأن يكون ) قالوا :
( ) 1ينظر :رد الشارد إلى طريق القواعد ص ، ٣٦ومعجم أخطاء الكتاب ص ، ٤٠ومعجم الأغلاط اللغوية
المعاصرة ص ، ٤٧ومناظرة لغوية أدبية بين البستاني والمغربي والكرملي ص ، ١٠وأزاهير الفصحى
ص ، ٦٣والأخطاء اللغوية الشائعة في الأوساط الثقافية ص ، ٢٨٦والألفاظ والأساليب ( ، ) ٢٨٦/٤
ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ) ١٧٦/١و( ) ١٢٠/٢و( . ) ٥٦٧/٩١
( ) ٢الشدياق واليازجي ص . ١٢٥
226
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
لحون المتخاصمين
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
هذه الواو لتأكيد لصوق الخبربالاسم ،كالواو التي لتأكيد لصوق الصفة بالموصوف في
( وثامنهم كلبهم ) ،وغير ذلك مما ورد على خلاف الأصل ،وإنما كان ذلك تشبيها بالحال
كون كل منهما حاصلًا لصاحبه » ( ، )۱وقال البستاني في مناظرته للمغربي « :وأما قول
فقد استعمله أقطاب الناقدين ،وجهابذة أرباب بعض الكتاب ( لا بُدَّ وأن يكون كذا
التحصيل ،كجلال الدين السيوطي ،والسيد عبد الحكيم السيالكوتي ،وفخر الدين
الرازي وابن أبي الحديد وغيرهم ممن يرجع إليهم في المشاكل » (؟ ) ،وهذه المناظرة في
مسائل لغوية حافلة بالفوائد منشؤها هذه المسألة وغيرها مما انتقده البستاني على
المغربي في ( عثرات الأقلام ) ،في ثمانية مقالات شاركهم فيها الكرملي .
وقد أجاز مجمعا القاهرة ودمشق زيادة ( الواو) بين ( بُدَّ ) والمصدرالمؤول بعدها ،وعلى
) أو ( لا بُدَّ
كلٌّ ،فكلا الأسلوبين صحيح ،وهو أن تقول ( :لا بُدَّ أن تكون باسم طالب الإعسار
).
ثالثًا صحيحًا يوافق قواعد النحو ،وهو قولك ( :لا بُدَّ من أن تكون باسم طالب الإعسار
( خلافه ) لا محل لها في مثال الباب ،وهي من الأخطاء الشائعة ،ولعل الخطأ سرى
إلينا من ناحية مصر ،والصحيح أن يقال ( :ولم يتضمن العقد التزاما على المدعية
بتقديم مخططات أو رسومات أو غيره ) ،وفي ( عثرات الأقلام ) « :ومنها قولهم ( :هذا
المرضُ غير محصورفي دمشق ،بل يشمل خلاف مدن ) ،وقولهم ( :أرسلنا إليكم خلافه ) ،
في
ملجقا
ا
اللحن
ضا
والصحيح أن يقال ( :يشمل مدنا أخرى ) و ( أرسلنا إليكم غيره ) ،أما الخلاف فـهـو مـصـدر
لء
س
( ) ۱الكليات ص . ٤١٨
٢٢٧
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث الثاني
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
)(1
٢١٣-وإنما لأجل فض النزاع والخصومة مع المدعية
في ( التاج ) ( « :الفَضُ :الكَسْرُ بالتَّفْرِقة ) ،وقد فَضَّه يفُضُه ،كما في ( الصحاح ) ،
وذهب داغر ،وزهدي جار الله إلى أن استعمال ( فض النزاع ) ليس له أصل في اللغة ،
يقول داغر « :ويقولون ( :يسعى لفضَّ النزاع ) ،و( صالحهم فضَّ الخلاف الذي بينهم ) ،
ولا يصح استعمال الفعل ( فضَّ ) ومصدره بهذا المعنى إلا بعد تكلّف التأويل والتوجيه ،
كأن يُستعار من ( فض الشيء ) إذا كسره متفرقًا ،ولكن يسهل جدا الاستغناء عنهما
قلتُ :معنى ( الفَضَّ )في معجمات العربية يدور حول التفريق ،والكسر ،وفضُ
النزاع تفريقُ له ولأسباب هذا الخلاف ،ويمكن حمله على المعنى القديم من دون تكلف .
والعربية لغة قابلة للتطور ،وليست جامدة ،ولذلك يصح أن تقول ( :لأجل إنهاء النزاع )
و( لأجل حسم النزاع ) و ( لأجل إزالة النزاع ) و ( لأجل فض النزاع ) .
٢٢٨
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
لحون المتخاصمين
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
(دَخَلَ ) فعل لازم ،وفي ( التاج ) ( « :وتَدَخَلَ ،وانْدَخَلَ ،وَادَّخَلَ ،كَافْتَعَل ) كلُّ ذلك
( نقيضُ خَرَجَ ) ،وفي ( العباب ) :تدَّخل الشيءُ :دخل قليلا قليلًا » ) ،وخَطَّأَ بعضُ
المشتغلين في التصحيح والتغليط عبارة ( تدخل في الدعوى ) ؛ إذ الصحيح عندهم أن يقال :
( دَخَلَ في الدعوى ) ،غيرأنه ورد الفعلان ( دَخَلَ ) و( تَدَّخَلَ ) بمعنى واحد في ( اللسان ) () ۳
و( التاج ) ( ، ) ٤وأجاز مجمع القاهرة أن يقال ( :تَدَّخل في الدعوى ) ،أي :دخل في الدعوى من
تلقاء نفسه ؛ للدفاع عن مصلحة له فيها ،من دون أن يكون طرفا من أطرافها .
أما الاصطلاح الشائع في اللغة القضائية ،وهو قولهم ( :طلب التَّدَاخل في الدعوى )
فصحيح ،ويجري عليه ما جرى على ( تَدَخَلَ ) ،فالذي طلب الدخول في الدعوى يقال
له ( :مُتدَاخِل ) ،والذي أُدْخِل في الدعوى بأمر المحكمة ،يقال له ( :مُدْخَل ) .
المعرض دائمًا )
ومثله أحد القرارات التي صدرت عن مجلس القضاء الأعلى بهيئته الدائمة سنة
ترى إفهام أخصامه بضرورة إقامة دعواهم في مدة تُحدد لهم ، ) ..ويُخطئ ١٣٩٠هـ ،وفيه :
اليازجي ،وزهدي جار الله ،والغلاييني جمع ( خَصْم ) على ( أَخْصَام ) ،وخَطَأ اليازجي كذلك
في
اللحن
ملجقا
ا
( ) 1ينظر تذكرة الكاتب ص ، ٣٦ومعجم أخطاء الكتاب ص ، ١٨٦ومعجم الأخطاء الشائعة ص ، ۸۸
ضا
) . ( ٤٧٨/٢٨ ) ( ٢
) . ( ٢٣٩/١١ ) ( ۳
) .( ٤٧٧/٢٨ ) (٤
( ) 5ينظر :ما تلحن فيه العامة ص ۱۰۸ولغة الجرائد ص ٢٥وص ، ٦٥وإصلاح الفاسد ص ،٨ونظرات في
اللغة والأدب ص ، ۱۳۹والكتابة الصحيحة ص ، ١٠٢ومعجم الأخطاء الشائعة ص ، ٧٩ومعجم الخطأ
والصواب في اللغة ص . ١٢٨
٢٢٩
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث الثاني
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
الجمع على ( خُصماء ) ،يقول « :ويقولون ( :هؤلاء أَخْصَامي ) ،يريدون جمع ( الخصم )
بالفتح ،و( فَعْل ) الصحيح العين ،لا يُجمع على أَفْعَال ) إلا ألفاظًا شذَّت ،ليس هذا
منها ،والصواب جَمْعُهُ على ( خصوم ) » ( ، )١لكن جاء في ( التاج ) ما يدل على صحة جمع
( خَصْم ) على أخْصَام ،بقوله « :ومما يُستدرك عليه :الأخصام ،جمع خَصم ،ككَيف
وأكْتاف ،أو جمع خَصْم ،كفَرْخ وأفراخ ،أو جمع خصيم ،كشَهيد ،وأشهاد » (. )٢
أما ( خُصَمَاء ) ،فيرى اليازجي أن مفردها ( خَصِيم ) ،ومعناها :شديد الخصومة ،
ويجاب عنه بما جاء في ( الصحاح ) « :والخَصيم أيضًا :الخَصْمُ ،والجمع :خُصَمَاء » (، )۳
ومما تقدم تبين لك صحة جمع ( خَصْم ) على ( خُصُوم ) و( أَخْصَام ) و( خُصَمَاء ) .
وفائدة أخيرة ،هي :أنه لا يقال للمرأة خَصْمَة ،نصَّ على ذلك السيوطي في ( المزهر
من الأخطاء الشائعة جمع ( مدير) على ( مُدَراء ) ،توهما منهـم أنـه مـن بـاب ( فَعِيل )
بفتح الفاء وكسر العين ،الذي يجمع على ( فُعَلاء ) كحكيم ،وحكماء ،وكـريـم ،وكرماء ،
( ) 5ينظر لغة الجرائد ص ، ١٠٥ورد الشارد إلى طريق القواعد ص ، ١٠ومعجم أخطاء الكتاب ص ، ٢٠١
وتقويم اللسانين ص ، ١٢٢ومعجم الأخطاء الشائعة ص ، ٩٣ولحن القول ص ، ٤٨وقرارات مجمع
اللغة العربية بدمشق في الألفاظ والأساليب ( ) ۲۹/۱ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ) ٥٠٩/٧
و( ) ٢١٦/٤٠و( ) ١١٨٥/٨٧و( ، ) ٧٤١/٨٩ومجلة لغة العرب ( ) ٤٥/٣ومجلة المنهل ،عدد جمادى
الآخرة ،سنة ، ١٣٦٥ص . ٢٧٧
٢٣٠
2
اول
هذه الطبعة إهداء من المجمع
لحون المتخاصمين
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
والصحيح أن ( مُدِير) على زنة ( مُفْعِل ) ،من ( أَدَارَيُدِيرُ الرباعي ،كمقيم الذي يجمع على
( مقيمين ) ،و( مسلم ) ،وجمعه ( مسلمون ) ،و( محسن ،ومحسنون ) ،والمحققون عامتهم
أدخل الترك ألفاظًا عربية كثيرة في على منع جمع ( مدير) على ( مدراء ) ،قال الكرملي :
لغتهم ،وفي بعض الأحيان أحسنوا التصرف فيها ،وفي البعض الآخر أساؤوا كل الإساءة ،
على ( فُعَلاء ) إذا كان اسما ،بل على ( مفاعل ) ،وأما إذا كان صفةً أو نعتًا ،فيجمع جمعًا
سالمًا ،فيقال ( :مديرون ) في حالة الرفع ،و( مديرين ) في حالة النصب والجر » ( ،)۱وقد منع
مجمع اللغة السوري جمع ( مدير) على ( مدراء ) مع أن المجمع في سنواته الأخيرة يتسامح
في قبول الأسلوب والاستعمال إذا كان شائعًا على الألسنة ،وقد استعمل القلقشندي في
( صبح الأعشى ) مدراء مرتين ،منها قوله « :وإن كان رافع القصة من غيرالمعتبرين كأحاد
الناس ،دفع القصة إلى مدير من مدراء ديوان الإنشاء فيجعل عليها علامةً له » (. )٢
ومحققو العربية على اختلاف مشاربهم ومذاهبهم يأنفون من جمع ( مدير) على
من المحققين جمع ( مُشكلة ) على ( مشاكل ) بفتح الميم ،ويرون أنها تجمع جمعـا مؤنــا
سالمًا على مُشكلات ) ،مثل ( :مُحْسِنة ،ومُحْسِنات ) ،ولم يُسمع عن العرب ( مشاكل )
في
اللحن
مجا
القضاء
بفتح الميم جمعًا لمشكلة ،وخلت منه معجمات العربية ،إلا أن بعض لغويي عصرنا ،مثل :
لس
السيد رشيد رضا ،والزعبلاوي ،والسامرائي ،وأبو السعود ،يرون صحة جمع ( مُشْكِلَة )
على جمع التكسير ( مَشَاكِل ) ،مع اختلافهم في علة التصحيح ،يقول الزعبلاوي « :أما
( المشكلة ) كما عرفت ،وشاع استعمالها ،فهي صفة غالبة ،غلبت الأسماء باستغنائها
عن موصوفها ،وكأن أصل الكلام ( قضية مشكلة ) أو ( مسألة مشكلة ) ،فحذف
مشكلة لا بد من علاجها ،كما تقول ( :في الأمر عقدة لا بد من حلها ) ،وهي إذا أنزلت
منزلة الأسماء صح فيها التكسيرإلى جانب التصحيح الذي هو بابها في الأصل ،فأنت
) أبياتا تقول في جمعها ( مَشَاكِل ) و( مُشْكِلات ) » ( ، )١وأورد ابن هشام في ( سيرة النبي
منسوبة لعمه أبي طالب ،يستعطف بها قريشًا ،ومنها قوله :
ثم قال ابن هشام « :هذا ما صح لي من هذه القصيدة ،وبعض أهل العلم بالشعر
(C),
البداية والنهاية ) هذه القصيدة اللامية ،ولم يذكر ينكر أكثرها » ( ، ) ٢وأورد ابن كثيرفي
البيت محل الاستشهاد ،وقال « :هذه قصيدة عظيمة فصيحةً بليغة جدًا ،لا يستطيع
أن يقولها إلا من نُسبت إليه ،وهي أفحلُ من المعلقات السبع ،وأبلغ في تأدية المعنى منها
جميعا ،وقد أوردها الأموي في ( مغازيه ) مطوّلة بزيادات أخر » ( ، )۳وأورد ابن إسحاق شيئًا
من أبيات القصيدة ،من دون البيت محل الاستشهاد ،وأورد ابن حجر في ( فتح الباري )
عددًا من أبيات القصيدة ،من دون البيت المُسْتشهد به ،وأورد البغدادي في ( خزانة
الأدب ) الأبيات شارحًا لها ،منها البيت الشعري الذي ذكرناه آنفا ،وقال « :الذَّب :
الدفع ،والمشاكل :جمعُ مُشْكِلة » ( ) ،ولو ثبت نسبةُ هذه القصيدة لأبي طالب لما احتيــج
في تصحيح ( مَشَاكِل ) إلى تأويلات من سوّغ هذا الاستعمال ؛ إذ في بعضها تكلف وتمحل .
٢٣٢
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
لحون المتخاصمين
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
مسألة :الفصل بين المضاف والمضاف إليه من المسائل المشتهرة في كتب النحو،
فذهب الكوفيون إلى أنه يجوز الفصل بين المضاف والمضاف إليه بغيرالظرف وحرف
(د)
الخفض لضرورة الشعر ،وذهب البصريون إلى أنه لا يجوزذلك بغير الظرف وحرف الجر
وفي مثال الباب يُخطئ بعض المتأدبين إضافة اسمين إلى مضاف إليه واحد ؛ لأنه لا يجوز
عندهم أن يفصل بين المضاف الأول ( محكمة ) ،والمضاف إليه ( المحافظة ) بفاصل ،وقد فُصل
بينهما بـ ( وبلدية ) ،والأولى عندهم أن يقال ( :وراجعت محكمة المحافظة وبلديتها ) ،لكن وردت
شواهد كثيرة عن العرب أضيف فيها مفردان إلى اسم ظاهر ،ومنه قول الأعشى :
وفي هذا البيت فُصِل بين المضاف الأول ( عُلالة ) والمضاف إليه ( سابح ) بفاصل
،وفيما أوردناه
هو ( بداهة ) ،قال ابن جني « :والفصل بين المضاف والمضاف إليه كثير
منه كافٍ بإذن الله » ( ، )٤وقد أجاز مجمعا القاهرة ودمشق الفصل بين المضاف والمضاف
إليه ،وإليك نص قرار مجمع القاهرة ،ففيه بيان « :يُخطئ بعض الباحثين مثل قولهم :
بحجة أن الفصل بين المتضايفين غير جائز هنا ؛ إذ إنه ليس من المسوغات التي نص عليها
في
ملجقا
ا
اللحن
( ) 1ينظر :معجم الأخطاء الشائعة ص ، ٢١٤ومعجم الخطأ والصواب في اللغة ص ،٢٢٥والأخطاء اللغوية
ضا
( ) ٢ينظر :الإنصاف في مسائل الخلاف بين النحويين البصريين والكوفيين ( ، ) ٢٤٧/٢وشرح الرضي
على الكافية ( ، ) ٢٥٨/٢والمساعد على تسهيل الفوائد ( . ) ٣٦٧/٢
( ) ۳دیوان الأعشى ص . ١٥٩
( ) ٤الخصائص ( . ) ٤٠٩/٢
٢٣٣
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث الثاني
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
النحاة ،وترى اللجنة أن التعبير الأول جائز ،وإن كان التعبيرالآخر أفصح ،وقد استندت
ومثل الشارح لهذا بقوله ( :قطع الله يد ورجل من قالها ) ،على تقدير ( :قطع الله يـد
ولما تقدم يصح لك أن تقول ( :وراجعت محكمة المحافظة وبلديتها من أجل التأكد
من سلامة الصك ) ،وأن تقول ( :وراجعت محكمة وبلدية المحافظة من أجل التأكد من
)(۲
٢١٩قدم أصل وثيقة عقد زواج موكله من المدعى عليها
( تتابع الإضافات ) أسلوب ينفر منه البلاغيُّون ،وقلَّ من كتـاب الـيـوم مـن نـجـا بـقـلـمـه
منه ،فـ ( وثيقة ) و( عقد ) و ( زواج ) و ( مـوگل ) كلهنَّ مضاف إليه ،وقــد عــاب مصطفى
جواد على أحدهم ،فقال « :فانظر إلى قولك ( أخص مزايا لغتنا ) فـ ( المزايا ) مضاف إليه ،
و( لغة ) مضاف إليه ،و ( نا ) مضاف إليه ،وإن المبتدئين بدرس البلاغة العربية لا يتابعون
الإضافات هذه المتابعة ،ولا يغلطون هذا الغلط ،ألم تدرس أن العلماء عابوا على الشاعر
قوله ( حمامة جرعى حومة الجندل اسجعي ) لتتابع الإضافات ) ( ، )۳ومن الفوائد في غير
مظانها ما ذكره الشيخ محمد بن صالح العثيمين في شرحه على ( زاد المستقنع ) تعليقًا
على قول الماتن الحجاوي ( :وبخشية خروج وقتِ اختيار الحاضرة ) ،قال الشيخ « :في
هذه العبارة أربعُ إضافات ،ومثل هذا عند البلاغيين خارج عن البلاغة لكثرة الإضافات ،
:تذكرة الكاتب ص ، ١٠٣ورد الشارد إلى طريق القواعد ص ، ۱۹ومجلة لغة العرب ( ) ١٦٤/٧
( ) 2ينظر
و( . ) ٢٤٢/٧
( ) ۳مجلة لغة العرب ( . ) ٢٤٢/٧
٢٣٤
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
لحون المتخاصمين
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
لكن نقول :إذا كان لا يتضح المعنى إلا بذلك ،فليس بخارج عن البلاغة ،ويمكن أن يُعَدَّلَ
لفظ المؤلف فيقال ( :وإذا خشي أن يخرجَ وقت الحاضرة المختار » ) .
قلت :القَدْرُ الذي لا يَخِلُّ بالفصاحة ألا تزيد عن ثلاث إضافات ،فإن زدت فقد
خرجت عن حد البيان ( ، ) ٢أما مثال الباب فيمكن أن يصحح بقولنا ( :قدم أصل وثيقة
)٣
وهذا المبلغ لا يوازي الأضرار الواقعة على موكلي( -۲۲۰
يستعملون ( الموازاة ) بمعنى المساواة ،وهو خطأً عند بعض المشتغلين في قضايا
التصحيح اللغوي ،مثل :داغر ،وزهدي جار الله ،ومازن المبارك ،ففي ( المصباح ) ( « :وازاه )
موازاةً ،أي :حاذاه ،وربما أبدلت الواو همزة ،فقيل ( آزاه ) » ( ، ) ٤يقول داغر « :ويقولون :
( هذا لا يوازي شيئًا ) ،فيستعملون ( يوازي ) بمعنى :يُساوي ،أو يُعادل ،وهو خطأ ؛ لأن
معنى ( وازاه موازاةً ) :حاذاه وجاراه ،وهكذا آزاه مُؤازاة » (ه) ،وناقش المغربي هذا الرأي
بقوله « :ولكن الموازاة بين الشيئين كناية عن الجمع بينهما ،وإذا نفينا الموازاة بينهما ،كان
المعنى أن أحدهما في مكان دون مكان الآخر ،فلم يكن نظيرا له ،ولا مساويًا ،ولا معادلا » ()1
ولم أجد من الفصحاء -فيما اطلعت عليه -من استعمل ( الموازاة ) بمعنى ( المساواة ) ،
يقول القلقشندي ،وهو من أعلام الفصاحة والبيان « :وأمره بالجلوس للخُصوم ،وفتح
بابه لهم على العُمُوم ،وأن يُوَازي بين الفريقين إذا تقدما إليه ،ويُحاذي بينهمافي الجلوس
)(۷
بين يديه » ( ، )٧فالموازاة تكون بمعنى المقابلة والمواجهة كما هو في هذا النص .
في
ملجقا
ا
اللحن
( ) ۳ينظر :تذكرة الكاتب ص ، ۳۷والكتابة الصحيحة ص ، ۳۸۰ونحو وعي لغوي ص ، ٢٠٢ومجلة مجمع
اللغة العربية بدمشق ( . ) ٣٠٧/٤
( ) ٤ص . ٢٥٢
( ) ٥تذكرة الكاتب ص . ٣٧
( ) ٦مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( . ) ٣٠٧/٤
( ) ۷صبح الأعشى ( . ) ٢٨٠/١٠
٢٣٥
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث الثاني
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
ولما تقدم فقولك ( :وهذا المبلغ لا يعادل الأضرار) أو ( وهذا المبلغ لا يساوي
)(1
-٢٢١-وهذه السيارة تشوى مبلغا قدره ...
من الألفاظ الشائعة في اللغة القضائية المنطوقة قولُ المتخاصمين ( :هذه السيارة
تسوى كذا ) بمعنى ( تُسَاوي ) ،وأنكرها جمهور اللغويين ،قال الأزهري « :عن الفراء :لا
يُساوي الثوبُ وغيره كذا وكذا ،ولم يَعْرِف يَسْوَى ) ،وقال الليث ( :يَسْوَى ) نادرة ،ولا
يقال :منه سَوِي ،ولا سَوَى ....قلت :وقول الفراء صحيح ،وقولهم ( :لا يَسْوَى ) ليس
من كلام العرب ،وهو من كلام المولّدين ،وكذلك ( لا يُسْوَى ) ليس بصحيح » ( ،)٢غيرأن
بعضهم أجاز استعمال ( يَسوى ) ،وهي لغة الحجازيين ،ففي التاج ) « :وقال شيخنا :
صحيحة فصيحة ،وهي لغة الحجازيين ،وإن ضعفها ابتذالـهـا » ( ، )۳وفي شـعـر محـمـد
وحاصل ما تقدم أن قولك ( :يَسوى ) مسموعةً عن العرب ،وإن كانت لغةً قليلةً لـم
( ) 1ينظر بحر العوام ص ، ۹۷وتذكرة الكاتب ص ، ٧٠ومعجم أخطاء الكتاب ص ، ٢٩٢ومعجم الأغلاط
اللغوية المعاصرة ص ، ٣٣٢ومعجم الصواب اللغوي ص . ٨٤١
( ) ۲تهذيب اللغة ( . ) ١٢٦/١٣
) . ( ۳۳۰/۳۸ ) ( ۳
٢٣٦
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
لحون المتخاصمين
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
بالمرسوم الملكي رقم ( م ) ١ /المؤرخ في ١٤٣٥ / ٠١ / ٢٢هـ ،وفيه ( :تسري أحكام هذا النظام
على الدعاوى التي لم يُفصل فيها ) ،ويكثرفي العقود قولهم ( :يسري هذا العقد لمدة
سنة هجرية ابتداءً من تاريخ ، ) ...وقد خَطَّأ استعمال ( يسري ) بمعنى ( ينفذ ،ويمضي )
جملة من الكاتبين ،منهم :إبراهيم المنذر ،وأسعد داغر ،وسبب المنع أن ( سَــرَى )في اللغة
بمعنى :المسيرليلًا ،والصحيح قولك ( :ينفذ هذا العقد ) أو ( يمضي هذا العقد ) أو (يجري
هذا العقد ) ،والحقُّ خلاف ما ذكروه ،فيجوز استعمال ( يَسْرِي ) بمعنى النفاذ والإمضاء ،
ففي ( المصباح ) « :وقول الفقهاء :سرى الجرح إلى النفس ،معناه :دام ألمـه حـتـى حــدث
منه الموت ،وقطع كفّه ،فسرى إلى ساعده ،أي :تعدى أثر الجرح ،وسرى التحريم ،وسرى
العتق بمعنى التعدية ،وهذه الألفاظ جارية على ألسنة الفقهاء ،وليس لها ذكرفي الكتب
المشهورة » ( ، ) ٢قال الغلاييني « :ولا يمنع كون ( سَرَى ) لمشي الليل أن يُستعملفي كل سيرلا
يُشعربه ،وقد جاء في كتب اللغة والفقه استعماله في غير سير الليل مجازا » (. )۳
والذي يظهر صحة استعمال ( يسري ) في الأمثلة الثلاثة على المجاز ،ولعل ( يسري )
( ) 1ينظر :تذكرة الكاتب ص ، ٤٠ونظرات في اللغة والأدب ص ، ١١٤ومعجم الخطأ والصواب في اللغة
ص . ٣١٢
( ) ٢ص . ١٠٥
( ) ۳نظرات في اللغة والأدب ص . ١١٤
۲۳۷
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث الثاني
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
في ( الأساس ) « :ومن المجاز :هو يأكلُ الوجبة :الأكْلَة في اليوم والليلة ،والأصل ألا
يقع الأكل إلا وقعة واحدة ،وقد أوجب وتوجب ،ووجب عياله وفرســه تـوجـيـبـا :عودهـم
الوجبة » ( ) ،ويخطئون من يستعمل ( توجَّبَ ) بمعنى ( ترتَّبَ عليه ،ولزمه ) ؛ لأن معنى
( توجَبَ ) أكل مرةً واحدةً في اليوم والليلة ،وقد أجاز مجمع اللغة بدمشق استعمال
والذي يظهر عدم جواز استعمال ( توجب ) بمعنى ( ترتَّبَ عليه ،ولَزِمَه ) والصحيح
فجرى إفهامه بأنه يجب على موكله الحضورفي الجلسة القادمة أن يقال في مثال الباب
بدلًا من ( أصرَرْت ) خَطَأً عند النقاد عامَّةً ،والقاعدة في هذا أن يُفَـكَ الإدغام في الحرف
المُدْغَم ،وهو ( الراء ) في ( استمرَّ) ،فيقال ( :استمرَرْت ) ،وهكذا في المثالين الآخرين ،لكنَّ
بعض الأئمة نصَّوا على صحة إبدال الحرف الثاني من المضاعف ياءً ،قال السيوطي :
( ) 1ينظر :معجم أخطاء الكتاب ص ، ٦٥٤ومعجم الأخطاء الشائعة ص ، ٢٦٤ومعجم الخطأ والصواب
في اللغة ص ، ٢٦٤ودليل الأخطاء الشائعة في الكتابة والنطق ص ، ٧٥ومجلة مجمع اللغة العربية
بدمشق ( ) ۳۱۰/۱و ( ) ٥٤٥/٧و ( ) ٨٨١/٨٨و( . ) ١٨٦/٩١
) . ( 320/2) ( 2
( ) ۳ينظر :معجم أخطاء الكتاب ص ،٤١ودراسات في اللغة ص ، ٣٤وأخطاء ألفناها ص ، ١٣ومعجم الخطأ
والصواب في اللغة ص ، ۳۰۳ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ) ٤١١/٧و ( ) ٥٤٦/٧و( . ) ٥٤٠/٨
٢٣٨
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
لحون المتخاصمين
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
،وعَدَّ سيبويه ما أبدل مكان اللام ياء بأنه شذوذ عن القاعدة ،فقال « :هذا باب
ما شَذَّ فأُبْدِلَ مكان اللام الياءَ لكراهية التضعيف ،وليس بمطّرد ،وذلك قولهم :تَسَرَّيت ،
ونظنَّيتُ ،وتقصَّيتُ من القصة ،وأمليتُ ...وكل هذا التضعيفُ فيه عربي كثير جيد »( ) .
استمريت ) و ( استدليت ) لحن شائع ،والصحيح أن يقال : قول العامة : وعليه
ومثله يقال في تسبيبات القضاة عادة ( :وبعد سماع الدعوى والإجابة ،وما أدلى بـه
الطرفان ) ،فاستعمال ( أدلى ) بهذا المعنى صحيح فصيح ،ففي ( التاج ) « :ومن المجاز :أدلى
أحضرها ) ،كما في ( المُحْكم ) ( )۳و ( الأساس ) ( ،) 4وفي ( الصحاح ) : بحقه ،و( بحجته ) :إذا
أي احتج بها ،زاد غيره :وأظهرها ( ، )٥وفي ( المصباح ) :أثبتها فوصل بها إلى دعواه ( ،) 1وفي
اليمينُ مُؤنثةً ،كما هي الجارحة ،ولا يصح تذكيراليمين في معنى القسم ،وأغلب
الناس يقولون ( :يمين غليظة ) ،و( مستعد لأداء هذه اليمين ) ،ولأني وجدت هذا المثال
في
ملجقا
ا
اللحن
ضا
٢٣٩
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث الثاني
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
في أحد السجلات القضائية ،ألحقته بكتابي هذا ،ولذلك الصحيح أن يقال :إن موكلاتي
بمعنى الدارة ،وهو المنزل سواء أكانت من الأخطاء الشائعة استعمال ( فيلا
مساحته صغيرة أم كبيرةً ،وقد أقر مؤتمر مجمع القاهرة سنة ١٩٦٧م ،بأن يُطلَقَ على
البيت اسم الدارة ،أو الفِلة ؛ ولذا استعمال ( الفيلا ) غير مستقيم ،وإن كنتُ أُفَضّلُ
استعمال لفظ ( الدار) أو ( الدارة ) أو ( البيت ) أو ( المنزل ) وكلُّ هذه المسميات يغني عن
استعمال لفظ ( الفِيَّة ) الذي اعتاده الناس ،وفي ( التاج ) ( « :الدَّارُ :المحلُّ يَجْمَعُ البناء
والعَرْصة ) أنثى ،قال ابن جني :من دارَ يَدُورُ ،لكثرة حَرَكَات الناس فيها ،وفي التهذيب ) :
)(٤
...
-۳۳۸آجرت على المدعى عليه الدور الأرضي في العمارة
من الخطأ الشائع استعمال ( الدور) بمعنى جملة البناء على السطح الواحد ،
وكثيرون يُحِلُّون لفظ ( الطابق ) محل ( الدَّور) ،ولو تتبعت معاني ( الطابق ) في معجمات
العربية ،لوجدت أن أصله اللغوي بعيد عن المعنى المُراد في موضوعنا ؛ فقد جاء بمعنى
الإناء الذي يُطبخ فيه ،والعضو من الإنسان أو من الشاة ،وغيرذلك من معان ،وقد
أقر مجمع اللغة العربية بالقاهرة استعمال ( الطبقة ) في المعنى المراد ،مستندين إلى
ما جاء في الأساس ) « :الناس طبقات منازل ودرجات بعضها أرفع من بعض » (ه) ،
( ) ٤ينظر :شفاء الغليل ( ، ) ١٠٦/٣ومعجم أخطاء الكتاب ص ، ٣٦٤ومعجم الأغلاط اللغوية المعاصرة ص ، ٩٢
ودليل الأخطاء الشائعة ص ، ٣١والقرارات المجمعية ص ، ٢٦٢ومجلة مجمع اللغة العربية بالقاهرة ( . ) ٦٣/٢
) . ( ٥٩٤/١ ) ( ٥
٢٤٠
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
لحون المتخاصمين
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
وقال الليث :السموات طباق بعضها على بعض ،وكلُّ وحدٍ من وبما جاء في ( التاج ) :
لگ
الطباق طَبَقَة » ( ، )١ثم غلطوا ما يستعمله بعض الكتاب من إطلاق ( الطابق ) بمعنى
( الطبقة ) ( ، ) ٢ثم عاد المجمع وبحث لفظ ( الطابق ) مرة أخرى ،فصدر القرار بإجازة هذا
يستعمل المعاصرون كلمة ( الطابق ) للطبقة من اللفظ بمعنى ( الطبقة ) ،وهاك نصّه :
المبنى ذي الطبقات ،وهذا الاستعمال مُحْدثُ في دلالته ،وترى اللجنة إجازته حَمْلًا على
ما جاء في اللغة من قولهم ( :هذا الشيء وفق ذلك وطابقه ) بفتح الباء وكسرها بمعنى
واحد ؛ إذا كانت الطبقة مطابقةً لما فوقها وما تحتها » (. )۳
وحاصـل مـا تـقــدم أن قول بعضهم :أجرت على المدعى عليه الدور الأرضي ) خطأً،
والصحيح ( :أجرت على المدعى عليه الطبقة الأرضية ،أو الطبقة الأولى ) و ( أجرت على
في ( التاج ) ( « :والشَّقَّة بالكسر :شظية ) أو قطعةً مشقوقة ( مــن لــوح ) أو خشب
وغيره ( ...و) قال ( :القطعة المشقوقة ) من كل شيءٍ ،كالنّصف ،والجمع شُقق ( ...،و)
نصف الشيء إذا شُقّ ) ،يقال :أخذتُ شِقَّ الشَّاةِ ،وشِمَّة الشَّاةِ قال أبو حنيفة :الشَّقَّة :
أي نصفها ،والعامة تفتح الشين » (ه ) ،وفي مجمع القاهرة « :فالأصل في معنى الشَّقَّة أن
تدل على نصف الشيء ،وقد اختيرت لتدل على كل جزء مستقل من أجزاء الطبقة في
في
ملجقا
ا
اللحن
ضا
) . ( ٥٥/٢٦ ) ( 1
لء
س
٢٤١
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث الثاني
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
البيت ؛ لقرب لفظها من الكلمة المستعملة » ( ، )۱وقد أجاز استعمال ( الشَّقَّة ) بفتح
الشين مجمعا القاهرة وبغداد ،وغلط كثير من المعاصرين استعمال ( الشُّقّة ) بضم
الشين ؛ لأن أصلها اللغوي من المشقّة ،وبعضهم أجاز استعمال ( الشُقَّة ) بضم الشين ؛
لأن في العربية شيئًا مما جاء على زنة ( فُعْلة ) بضم الفاء ،ومعناه المفعول ،نحو :اللقمة ،
والكُسوة ،وغيرهما ؛ ولذا صح لك استعمال ( الشقَّة ) بكسر الشين أو فتحها أوضمها ،
والوجهان الأولان مختاران عند أغلب المحققين ،من دون الضم .
محلات تجارية
في ( المصباح ) « :و ( المَحَل ) بفتح الحاء ،والكسر لغة حكاها ابن القطاع موضع
الحلول ( ، )۳و( المَحِل ) بالكسر :الأجل ،و( المَحَلة ) بالفتح :المكان ينزله القوم » ( ، ) ٤وغلط
قوم جمع ( المَحَل ) وهو موضع الحلول ،على ( محلات ) ،ومنهم الزعبلاوي ،فقال :
جمع ( المَحَلَّ ) لموضع الحلول ( محال ) بتشديد اللام قياسًا ،كما جُمع ( المَمَرّ) على
الكتاب جَمْعُ ( المحلّ ) على ( المحلات ) بالألف والتاء ،كما يجمعون ( الممر والمقر) على
الممرات والمقرات) ،ولا وجه لذلك ،فإن كان مجمع اللغة العربية بالقاهرة قد أجاز
إلحاق التاء باسم المكان ،فلا بد أن يشترط فيه منع الالتباس ؛ ذلك أن ( المَحَلَّ ) بمعنى ،
٢٤٢
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
لحون المتخاصمين
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
ولذا حُكْمُ هذه المسألة أن الوجهين جائزان في فتح حاء ( المحل ) أو كســـره ،ولا يـصـحُ
لك أن تجمع ( المحَلّ ) على ( مَحَلات ) ،وإنما يجمع على ( مَحَالٌل ) بتشديد اللام ،فتقول :
)(1
وثمن الأثاث المدفوع للبيت مبلغ قدره ... -٢٣١
( الأَثَاث ) مفرده ( أَثَاثَة ) ( ، ) ٢وهو في الأصل اللغوي يعني :كثرة المال ،أو متاع البيت
وفي ( التاج ) « :قال بعض اللغويين ( :الأَثَاث ) :ما يُتخذ للاستعمال والمتاع ،لا للتجارة ،
وقيل :هما بمعنى ،وقيل :الأثاث :ما جدَّ من مَتَاع البيت ،لا ما رَثَ وبلي ،وبـه جـزم
[ مريم ، ] ٧٤ :قال الزمخشري هُمْ أَحْسَنُ أَتَنَا وَرِ يَا القرطبي ( ، )٤ ( » ) ۳وفي محكم التنزيل:
في ( الكشاف ) « :الأثاث :متاع البيت ،وقيل :هو ما جدَّ من الفرش » ( ه) ،وقال زهدي
جار الله « :يحسب بعض الناس ( الأثاث ) فرش البيت فقط ،والصواب أنه يشمل كل
ما في البيت من فُرُش وإبل وغنم وأموال وخَـدم » ( ، ) ٦ولعل ما ذكره يوافق عـرف زمانه
ومكانه ،والإبل والغنم والخدم والأموال ليسوا داخلين عرفًا في ( الأثاث ) في أيامنا هذه ؛
ولذا العرف حاكم على ما يشتمل عليه ( الأثاث ) ،ويختلف باختلاف البلدان والأقطار.
في
ملجقا
ا
اللحن
( ) 1ينظر :الكتابة الصحيحة ص ، ١٢والقرارات المجمعية ص ، ٤٠وقرارات مجمع اللغة العربية بدمشق في
الألفاظ والأساليب ( ، ) ۷/۱ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ) ٢١٨/٤٠و ( . ) ٦٠٧/٨٧
لءضا
( ) ٢اختلف أهل العربية في ( الأثاث ) ،أجمعُ هو أم واحد ؟ فكان الأحمر علي بن المبارك يرى أنها جمع ،
س
واحدتها أثاثةً ،وأما الفراء فيرى أن لا واحد له ،كما أن المتاع لا واحد له ،فلو جمعت الأثاث ،تقول :
ثلاثة آثَةٍ وأُتُث .ينظر :تفسير الطبري ( . ) ٦١٤/١٥
( ) ۳لم يجزم المفسر القرطبي بذلك .ينظر :الجامع لأحكام القرآن الكريم ( . ) ٥٠٢/١٣
) . ( ١٥٤/٥ ) ( ٤
) . ( ٤٨/٤ ) ( ٥
( ) ٦الكتابة الصحيحة ص . ١٢
٢٤٣
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث الثاني
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
ومثله قول المدعية ( :وقد فقدت أغراضي الخاصة في منزل زوجي المدعى عليه ) ،
واستعمال ( الأغراض ) في هذين المثالين خطأً ،فلم تستعمل العرب ( الأغراض) بمعنى
المتاع ،وهذا الخطأ شائع في الدعاوى الزوجية ،وجاء في ( مجلة مجمع اللغة العربية
فروا من الحريق حاملين أغراضهم الخاصة ) صوابه : بدمشق ) « :ومنها قولهم :
أمتعتهم أو أشياءهم الخاصة ،وقد ذكر علماء اللغة من معاني ( الغرض ) الحاجة
والبغية ،وظاهر أنهم أرادوا به الأمر الذي يُطلب قضاؤه ،فيقال ( :أتيتك لغرض ) ،أي :
لحاجة أبغي قضاءها ،ولم يريدوا بالحاجة المتاع والماعون » ( ، ) ١وفي ( التاج ) « :والغَرَض:
القصد ،يقال :فهمت غرضَك ،أي :قصدك ،كما في ( الصحاح ) ،ويقال :غَرَضُه كذا ،أي :
حاجته وبغيته » ( ، )٢ولـ ( الغَرَض) معانٍ أخر لا صلة لها بالمتاع .
ولذا الصحيح أن يقال في المثالين ( :وجرى الاتفاق على أن يأخذ موكلي متاع المحل )
و( وقد فقدت متاعي الخاص في منزل زوجي المدعى عليه ) ،ويصح ما يجيء في بعض
الأساليب من قولهم ( :وإنما يتعلق بإنشاء مدرسة لأغراض تجارية بالتبعية ) ...و( ذلك
لتعرضه لأمور شخصية بموكلي لأغراض الله أعلم بها ) ،و ( الغَرَض)في المثالين الأخيرين
ومثله قول بعض القضاة ( :وبسؤال المدعي عن استمارة السيارة ) ،والكلمة إيطالية
الأصل ،والمراد بها المثال المطبوع الذي يتطلب بياناتٍ خاصةً ،لإجازة أمر من الأمور،
) . ( ٣٢٥/٥ ) ( 1
) . ( ٤٥١/١٨ ) ( ٢
٢٤٤
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
لحون المتخاصمين
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
والأولى اجتنابها ،والاستغناء عنها بما اصطلح عليه في الجهات الحكومية من قولهم :
الاستمارة ) بهذا المعنى رخصة السير) ،أو ( بطاقة السيارة ) ،وقد أجاز استعمال
مجمع اللغة السوري ،ولجنة الأصول في المجمع العلمي العراقي ،واستندوا إلى أدلة لا تخلو
أما رخصة سير السيارة فمن المفقودات ) و ( وبسؤال المدعي عن من تكلف ؛ ولذا قل :
موديل ۲۰۱۸م
( موديــل ) دخيلــة علــى العربية ،وعلى لغة القضاء ،وهي فرنسية الأصل ،وكثير
من القضاة يُحِلُّ محلها كلمة ( طراز) أو ( صُنعت ) أو ( سنة الصنع ) ،ففي ( الأساس ) :
طرز :عُمل هذا الثوب في طراز فلان ،وهو الموضع الذي تُنسج فيه الثياب الجياد » ) .
ولذا اجتنب كلمة ( موديل ) ،وقل ( :أجرت موكلتي على المدعى عليه سيارة من نوع .
طراز ٢٠١٨م ) أو ( أجرت موكلتي على المدعى عليه سيارة من نوع ...صنعت سنة ٢٠١٨م ) .
في ( اللسان ) « :والأمن :نقيض الخـوف ،أَمِنَ فلان يأمَنُ أَمْنًا وَأَمَنَّا » ( ، ) ٤وفي ( التاج ) :
واسْتَأْمنه ) بمعنى واحـد » (ه) ،ويَخطئ بعضهم استعمال « ( وأمنه تأمينًا ،واثْتَمَنهُ
في
ملجقا
ا
اللحن
( التأمين ) بهذا المعنى ؛ لعدم وروده في معجمات العربية ،ولأنه لا يتعدى بحرف الجر
لء
س ضا
( ) ۳ينظر :نحوإتقان الكتابة العلمية باللغة العربية ص ، ٥٨ومجلة اللسان العربي ( ) ١١٩/٢و( ، ) ٥٩/٣/٨
ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( . ) ١١٤٤/٨٨
) . ( ٢١/١٣ ) ( ٤
) . ( ١٨٥/٣٤ ) ( ٥
٢٤٥
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث الثاني
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
على المركبة مما قد يصيبها من عطل أو عيب ،وفي ( المعجم الوسيط ) ( « :أمن ) ...على
الشيء :دفع مالا مُنجَّمًا لينال هو أو ورثته قدرًا من المال متفقًا عليه ،أو تعويضًا عما
فَقَد ،يقال :أمَّن على حياته ،أو على داره ،أو سيارته » ( ، ) ١وأجازمجمع اللغة السوري هذا
يُغَلَّط بعض المشتغلين بالتصحيح اللغوي استعمال الناس كلمة ( برنامج ) ؛ لأصلهـا
الفارسي ،ويرون أن يُستبدل بها ( النهج ) و ( المنهاج ) و( الخُطَة ) مما هو أشد التصاقا
إلى ( برنامج ) ،ونصَّ عليها القاضي عياض في ( المشارق ) بقوله « :وبَيعُ ( البرنامج ) بفتح
الباء وسكون الراء وفتح الميم ،كلمة فارسية ،وهي زمام تسمية متاع التجار ،وسلعهم ،
وقيل :بكسر الميم ،والأول أشهر » ( ، ) ۳وذكرها صاحبا ( القاموس ) ( )٤و ( التاج ) ( ، )٥قال
الهاء في آخرها جيمًا ،وأصبح رفعها من الاستعمال صعبًا ،بعد أن مضى عليها قرون
متطاولة ،وذكرتها معاجم اللغة ،فلا بأس أن نُبْقِيَ عليها ،وأرى أن كلمة ( بيان ) ربما وفت
بالدلالة على معناها ،وإن كانت أعم في المعنى » ( ، ) ٦وقد أجاز المجمع القاهري استعمال
كلمة ( برمجة ) ؛ طوعًا لقرار المجمع الذي يجيزالاشتقاق من أسماء الأعيان عند الحاجة .
( ) ۱ص . ٢٨
( ) ٢ينظر :تثقيف اللسان وتلقيح الجنان ص ، ٢٦٥ونظرات في اللغة والأدب ص ، ١٦٤ومعجم الأغلاط
اللغوية المعاصرة ص ، ٦٨١والقرارات المجمعية ص ، ١٥١والألفاظ والأساليب ( ، ) ١٤/٢ومجلة مجمع
اللغة العربية بدمشق ( ) ٥٤٨/٨و( . ) ٧٩/٩
٢٤٦
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
لحون المتخاصمين
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
وبناءً عليه ،لك أن تقول ( :برنامج ) بفتح الباء والميم ،أو ( برنامج ) بكسرهما ،أو
)(1
المرفق صورتهـ
( الفاتورة ) إيطالية الأصل ،وهـي لائحـة تُـرسـل مـع البضاعة ،تُدرج فيهـا أصناف
البضاعة ،وبيان العدد ،والثمن ،وقد تعارف الناس على هذا الاصطلاح ،والأولى اجتنابها ،
ويمكن أن يحل محلها ( ورقة الحساب ) أو ( بيان الحساب ) وغيرهما من الألفاظ العربية
(البَصْمَة ) أصلها تركي ،بمعنى :العلامة ( ، ) ۳ومقابله في العربية :الختم ،أو الطبع،
يقال ( :طَبْعة أُصْبُعِه ) ،و ( ختم أصبعه ) ،و ( أثر أصبعه ) ،وفي العربية ما يغني عن لفظ
( ) 1ينظر :معجم الأغلاط اللغوية المعاصرة ص ، ٤٩٧ومعجم الدخيلفي اللغة العربية الحديثة ولهجانها ص . ١٥١
( ) ٢ينظر :معجميات ص ، ٣٢ومعجم الدخيل ص ، ٥٩ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( . ) ٤١٨/٤
( ) ۳ذكر الشيخ محمود محمد شاكر أن ( العلامة ) عند الأولين ( :الحمد لله والشكر لله ) تُكتب في كتاب
السلطان ،أو مرسومه بالقلم الغليظ بين البسملة وما بعدها من الكلام .ينظر :جمهرة مقالات
الأستاذ محمود محمد شاكر ( . ) ٦٧٣/٢
٢٤٧
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث الثاني
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
في ( العين ) « :المُضاهاة :مُشاكلة الشيء الشيءَ » ( ، ) ٢وفي ( التاج ) « :وقال ابن الأعرابي ،
أي ( :شاكَلَهُ وشابَهَه ،لغة في ضاهـاه ) » ( )۳وجماعةً من المتأدبين يرون عدم صحة استعمال
( المضاهاة ) في مثال الباب ونظائره ،يقول أسعد داغر ( « :ضاهـاه عليه ) وهذا الخطأ نفسه
يرتكبونه في الفعل ( ضاهَى ) ،ومعناه َ :شاكَلَ وشابَهَ ،فيستعلمونه بمعنى عارَضَ وقابَلَ،
ويقولون ( :ضاهى بين الخطين ) ،و ( ضاهى الترجمة على أصلها ) » ( )٤فلو تأملت أصل
( المضاهاة ) في اللغة فهي بمعنى المشاكلة والمشابهة ،وليست بمعنى المقابلة والمعارضة ،وفي
يُضَهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا ﴾[ التوبة ، ] ٣٠ :أي :يشابهونه ) ،والوجه أن يقال في قوله تعالى:
بمقابلة التوقيع المذيل بالإقرارالمنسوب إلى المدعى عليه بتوقيعه على الأوراق ) . مثال الباب :
٢٤٨
الثالث المبحث
وصفه :دراسة شاملة لكثير من الأساليب التي يُنتقد فيها القضاة في تسبيب
في ( التاج ) ( « :وتأمَّلَ الرجلُ ( :تلبث في الأمر والنظر) ،وانتظر ،قال زهيربن أبي سلمى :
...وقيل :تأمَّلَ الشيءَ :إذا حدَّقَ نحوه ،وقيل :تدَبَّرهُ وأعاد النظر فيه ،مرةً بعد أخرى
ليتحقَّقه » ( ، ) ۳وأكثر ما استعمله الفصحاء تعديةُ الفعل بنفسه بلا واسطة ،لكن جاء
في بعض من يُستأنس بكلامه التعدية بـ ( في ) ،قال ابن سيده « :فإن المتأمل إذا تأملفي
قال المعلم شاكر شقير « :وأما ( تأمل ) فلا يقال إلا بمعنى دقق النظر ،يتعدى بـ (في )
غالبًا ،وبالباء قليلًا ،أو لضرورة ،يقال ( :تأملتُ في القضية ) ،أي :بحثتُ مُدَقِّقًا ،وقد يقال :
)(1
وبعد مداولة بين الطرفين اتفقا على... ٢٤١
ومثله قول القضاة ( :وبعد المداولة بين أعضاء الدائرة القضائية ، ) ..قال الجوهري
في أصل ( المداولة ) لغةً « :وتداولته الأيدي ،أي :أخذته هذه مرةً ،وهذه مرةٌ » ( ، )۷وغلط
( ) 1ينظر :أساليب العرب في صناعة الإنشاء ص ، ۲۸ومعجم أخطاء الكتاب ص ، ٢٧والكتابة الصحيحة
في
ملجقا
ا
اللحن
) . ( ٢٧/٢٨ ) ( ۳
٢٥١
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث الثالث
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
استعمال ( المداولة ) بهذا المعنى غير واحدٍ ،منهم :اليازجي ،وداغر ،والزعبلاوي ،والعدناني ،
ولم يُسمعا عن العرب بهذا المعنى » ( ، )۱والذي يظهر خلاف ما ذكره أولئك النقاد ،فإن
التَّداول هو التشاور نفسُهُ ،فهذا يبدي رأيه مرةً ،والآخر يبدي رأيه مرةً ،فكأن كلا من
طرفي القضية يريد أن يجذب صاحبه إلى رأيه ،ومثل هذا يقال عند تشاور القضاة في
الحكم وأسبابه ؛ ولذا يصح أن يُقال ( :وبعد مباحثة بين الطرفين ) أو ( مذاكرة بينهما )
أو ( مداولة بينهما ) ويصح أن يُقال ( :وبعد المباحثة بين أعضاء الدائرة القضائية ) أو
المذاكرة ) أو ( المداولة )
( د)
٢٤٢-اصطلح « الطرفان
تصالح الطرفان ،وهو استعمال صحيح ،ذكر ذلك اليازجي ،وجواد ، بمعنى
ولـ ( اصطلح ) معنى آخر ،وهو اتفاق طائفة على شيء مخصوص ،وفي ( المعجم الوسيط )
( اصطلح القومُ :زال ما بينهم من خلاف ،وعلى الأمر تعارفوا عليه واتفقوا » ( ،)۳وفي
المصدر :إما أن يكون غير ميمي :وهو ما لم يكن في أوّله ميم زائدة كقراءة واجتهاد ،
وإما أن يكون ميميا ،وهو ما كان في أوله ميم زائدةٌ كَمَعْلَم ،ومُنْقَلَب ،والمصدر الميميُّ من
المصادر القياسية ،وقد يُبنى المصدر الميمي من غير الثلاثي المجرد ،على وزن اسم المفعول
( ) ٥ينظر :قل ولا تقل ( ، ) ١١٦/۱وعثرات اللسان ص ، ٤٠وجامع الدروس العربية ( . ) ١٧٣/١
٢٥٢
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
أسباب الحكم ومنطوقه
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
منه ،مع إبدال أوله ميمًا مضمومةً ،وفتح ما قبل الآخر إن لم يكن مفتوحا ،نحو قولك :
( مُعْتَمَدي على الله جل وعـز) ،وإذا عُلِمَ هذا ،فتُضبط ( مُفَاده ) بضم الميم ،والفتح خطأً
شائع ،قال جواد « :لأنك تقول ( :أفادت البرقية كيت وكيت ) ،على سبيل الاستعارة ،أي :
جاءت بفائدة خبرية ،والمصدر الميميُّ مِن ( أفادَ يُفيدُ هو مُفَادٌ ) ،على وزن اسم المفعول ،
وذلك من القياس المطَّرد ،فالمُفاد هاهنا كالمُصاب ،قال بعض الشعراء القدماء :
وَقُل رَّبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَصِدْقٍ أي :يا ظلـوم ،إن أصابتكم رجلًا ،ومنه ما في قوله تعالى:
وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ ﴾ [ الإسراء ، ] ٨٠ :أي :إدخال صدق ،وإخراج صدقٍ » (. ) ٢
وحاصل ما تقدم أن الوجه الصحيح قولك ( :مُفَاده ) بضم الميم ،وأما فتح الميم فله
فيها مبحثان ،الأول :أن ( حيث ) ظرف للمكان في الأعم الأغلب ،كقوله تعالى ﴿ وَمِنْ
اجلس حيث حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِ وَجْهَكَ شَطْرَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ﴾ [ البقرة ، ] ١٤٩ :ومنه قولهم :
ينتهي بك المجلس ) ،وقد تُجَرُّ بـ ( من ) ،و ( إلى ) ،و ( الباء ) ،وذكر الأخفش أن ( حـيـث ) تأني
( ) ٢قل ولا تقل ( ، ) ١١٦/١وذكر الذهبي في ( سيرأعلام النبلاء ) قصة لطيفة في إعراب ( رجلاً )في البيت
لس
٢٥٣
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث الثالث
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
وكثير من القضاة يأتون بـ ( حيث ) للتعليل ،وهي ممنوعة عند جمهور أهل اللغة ،
قال البغدادي ... « :ولكني عثرت عليه في عبارات الفقهاء والمتكلمين وبعض متأخري
النحاة على سبيل التعليل ،يقولون :من حيث أنه كذا وكذا ،يريدون :من أجل كذا
وكذا ،وليس ذلك من عباراتهم مما يُجْعَلُ اصلا يُرجَعُ إليه ،أو يُعتد به » ) ،وقال تقي
الدين الهلالي « :ومن ذلك :حيثيات الحكم المستعملة في المحاكم ،إذا أراد الحاكم أن
يُصدِرَحكمه يعلله بقوله ( :وحيث أن المدعى عليه تثبت براءته بشهادة الشهود ،وحيث
أن المدعي لم يأت ببينة تشهد له ) ،ثم يستمر على هذا الشكل يعطف ( حيث ) على
مثلها حتى يمل القارئ والسامع ،وصواب ذلك أن يقال ( :ولما ثبتت براءة المدعى عليه
بشهادة العدول ،ولم يأت المدعي ببينة تثبت دعواه ) ثم يعطف ما شاء بعد ذلك على
هذا النمط ،ثم يقول ( :حكمنا ببراءته بعد انتهاء تعليل الحكم ) » ( )٢وقال إبراهيم المنذر
« ولا يجوزاستعمال ( لَمًا وحيث ) في هذا المقام ،والصواب ( :وبما أن كذا ) بباء السبب ،أو
وقد استعمل بعض الفقهاء ( حيث ) على سبيل التعليل ؛ قال الموفق في ( المغني ) :
ومن حيثُ المعنى أن الإبل يتغيّر فرضها بزيادة السِّن » ( ، )٤وقال الماوردي « :وفارقت
الوصيةُ الهبةً ،من حيث أن الهبة قبل القبض غير لازمة » (ه).
قلتُ
:الفقهاء خالفوا القاعدة المتقررة عند النحاة في استعمال ( حيث ) ،والصحيح
ترك استعمالها في موضع التعليل ،ويمكن أن يُستغنى عن ( حيث ) بقولنا ( :ولأن ما ذكره
المدعي في دعواه ) أو ( ولأجل ما ذكره المدعي في دعواه ) أو ( وبما أن ما ذكره المدعي في
٢٥٤
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
أسباب الحكم ومنطوقه
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
دعواه ) ،وإذا خطّأنا استعمال ( حيث ) للتعليل ،فلا وجه لاستعمال لفظة ( حيثيات ) في
والمبحث الآخر أن كسر همزة ( إن ) بعد ( حيث ) قول جمهور النحويين ،ولم يخالف
في ذلك إلا الكسائي فيما ينسب إليه :أن حيث ) يجوز إضافتها إلى المفرد ( ، )۱والصحيح
وجوب كسر الهمزة ؛ لأن ( حيث ) تلزم الإضافة إلى الجمل ،فإذا جاء بعـد ( حـيـث ) مفرد ؛
فيعد مبتدأخبره محذوف ،قال الدماميني « :والأولى عندي أن يُخرج على أن ( حيث )
مضافة إلى الجملة على الجادة ،و ( أنَّ ) ومعمولاها بتأويل مصدر هو مبتدأ تلك الجملة
غير عزيز » ( ) . والخبر محذوف ،وحذف خبر المبتدأ بعد ( حيث
( يَهْدِفُ) في هذا المثال ،بمعنى ( يَقْصِدُ ) ،وغير خاف عليك أن ( هدف ) في الأصل
اللغوي يعني :الإسراع ،والدخول ،تقول :هَدَف إليه ،أي :أسرع ،أو دخل ،ويأتي بمعنى :
قارب ،قال في ( التاج ) ( « :و) من المجاز :هَدَفَ فلان ( للخمسين ) :إذا ( قاربها ،كأهدفَ ) ،
ومنه الحديث :قال عبد الرحمن بن أبي بكر لأبيه ( :لقد أهدفت لي يوم بدرٍ ،فَضِفْتُ
عنك ) » ( ، ) ٤وغَلَّط الهلالي استعمال ( هدف ) بالمعنى الذي وضع له في مثال الباب ،
فقال « :ومن ذلك تعلم أن استعمال العرب للإهداف والاستهداف في وادٍ ،واستعمال
ملجقا
ا
اللحن
لءضا
( ) ۲شرح الدماميني على مغني اللبيب ( ، ) ٤٨٥/١وينظركذلك :شرح أبيات المغني ( ، ) ١٤٨ / ٣وحاشية
الخُضري على شرح ابن عقيل ( . ) ٢٥٩/١
( ) ۳ينظر :قل ولا تقل ( ، ) ٤٥/١وتقويم اللسانين ص ، ۹۱والتطور اللغوي التاريخي ص ، ۱۳۰وكبوات اليراع ص ، ٢٢٦
وأوهام الكتاب ص ، ٣٤ومقالات في أخطاء لغوية شائعة ص ، ١٦١ومعجم الصواب اللغوي ص ، ٧٧٦ومجلــة
مجمع اللغة العربية بدمشق ( ) ١٥١/٢٨و( ، ) ٢٢١/٤٠ومجلة مجمع اللغة العربية بالقاهرة ( . ) ٨٤/٧٦
) . ( ٤٨٨/٢٤ ) ( ٤
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث الثالث
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
وانتصب ،وصارأمامك ،كالهدف الذي تتمكن من رميه إذا كان قريبًا ومنتصبا أمامك ،
أما استعمال المعاصرين فإنه يريدون به القصد إلى الشيء ،ومما يزيد ذلك وضوحًا قول
العلماء ( :من ألَّف فقد استهدف ) ( ، ) ۱أي :نصب نفسه هدفًا للمنتقدين ،يرمونه بسهام
نقدهم ،وكان قبل ذلك مستورًا » ( ، )٢ونصّ ( المعجم الوسيط ) بأن قولهم ( :هدف إلى
والتحقيق في هذه المسألة :أن من أجاز هذا الاستعمال حَمَلَهُ على المجاز؛ وذلك أن
جَعَلَ الشيء هدفًا وقصدًا ،يكون سببًا في الدخولفي ذلك الشيء ،وفي مقاربته ،وقد يكون
سببًافي الإسراع إليه ،ويكون من باب إطلاق المُسَبَّب على السَّبَب .
)(٤
هذا ولما ذهب إليه المدعي في مطالبته -٢٤٦
( هذا ولمـا ذهـب ، ) ..ويكون البناء عندهم فاسدًا ،وقولهم هذا خلاف الصواب ،فقد
استعمل هذا التعبير عدد من كبار أئمة اللغة والأدب ،قال الثعالبي « :هذا ولو أعارتني
خطباء إياد ألسنتها ،وكتاب العراق أيديها ...لما كنتُ بعد الاجتهاد إلا مائلا في جانب
القصور » (ه) ،وقال الزَّبيدي في مقدمة كتابه ( التاج ) « :هذا وإني قد نبغـتُ في هذا الفنّ »،
وعلـق عليهـا شـارح المقدمـة نصر الهوريني ،بقوله ( « :هذا ) هو في الأصل أداة إشارة
للقريب ،قُرنت بأداة التنبيه ،وأُتي به هنا للانتقال من أسلوب إلى أسلوب آخر ،ويُسمى
عند البلغاء فضل الخطاب ،والمعنى :خذ هذا ،أو اعتمد هذا » ( . ) ٦
( ) 1وفي رواية أخرى ( :من ألف فقد استهدف ) بفتح التاء .
( ) ۲تقويم اللسانين ص . ٩١
( ) ۳ص ۹۷۷
( ) ٤ينظر :معجم أخطاء الكتاب ص . ٢١١
( ) ٥فقه اللغة ،وسر العربية ص . ٢٣
( ) ٦تاج العروس ( . ) ٦٧/١
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
أسباب الحكم ومنطوقه
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
المرافعات الشرعية
تُطبّقُ المحاكم على القضايا وفي المادة الأولى من نظام المرافعات الشرعية ما نصه :
المعروضة أمامها أحكام الشريعة الإسلامية ،وفقًا لما دلّ عليه الكتابة والسنة ،وما
يصدره ولي الأمر من أنظمة ، » ...ويرى مصطفى جواد أنه لا يصح أن يقال ( :وفقًا ) أو
( وفق ) بكسر الواو؛ لأن معنى ( الوفق ) التوفيق والتسديد ،أما ( الوَفْق ) بفتح الواو ،فهو:
الموافقة والمطابقة ،وكذلك فإن جوادًا يرى خطأ استعمال ( وفق ) بدون أن يسبقه
حرف الجر ( على ) ،ولا بد أن يقال ( :على وَفْقِ ) ،يقول « :ويقع هذا الغلط في عبارات
أَلَّفَ هذا الكتاب وفقًا لمنهج الوزارة ) ،و ( حُكِمَ على المجرم فلان بكذا أخرى كقولهم :
وكذا وَفْقًا للمادة المذكورة ) ،والصواب ( على وَفْق منهج الوزارة ) ،و( على وفق المادة ) ،
ومصداق الصحة في استعمال ( الوفق ) المجرور بـ ( على ) ،هو أن يجيء بمعنى ( على حسب
كذا وبحسب كذا ) ،واستعمال غير المجرورأن يأتي بمعنى ( قَدْر ومقدار) » ( ، ) ٢ودلـيـل جـواد
نصوص كلها أتت ( وَفْق ) مسبوقةً بحرف الجر ( على ) ،منها قول عمر بن أبي ربيعة :
على ملأ مِنَّا خَرَجْنا لهُ ما ()۳ فماجئتنا إلا على وَفْق موعِدٍ
غير أن ما ذهب إليه جواد من منع استعمال ( وفق ) غير متوجـه ،وقد رد عليـه
تلميذه صبحي البصام ،وذكر شواهد عدة على صحة استعمال ( وفق ) غير مسبوقة
:دراسات في فلسفة النحو والصرف واللغة والرسم ص ، ١١٥وقل ولا تقل ( ، ) ٧٦/١ومعجم
( ) 1ينظر
أخطاء الكتاب ص ، ٦٧١وكبوات اليراع ص ، ۳۳۳والاستدراك على كتاب قل ولا تقل ص ، ٣٦
ومعجم الصواب اللغوي ص ، ۷۹۷والأخطاء اللغوية الشائعة في الأوساط الثقافية ص ، ١٨٠ومعجم
تصحيح التصحيح ص . ٢٤٢
( ) 2قل ولا تقل ( . ) ۷۷/۱
( ) ۳دیوان عمر بن أبي ربيعة ص . 210
٢٥٧
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث الثالث
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
وَفْقَ العِيال فلم يُتْرَك لَهُ سَبدُ ()۱ أما الفقير الذي كانت حَلُوبَتُه
ومما تقدم فكلا الوجهين صحيح ،ولك أن تقول ( :على وفق ) ،وهو الأصل في
الاستعمال ،ولك أن تقول ( :وَفْق ،ووَفْقًا ) وهو فرع عن الاستعمال الأول يُقالُ اختصارًا .
وهاكَ مسألةً أخيرة في هذا الباب ،وهي هل يجوز أن يكتب ( الوفق ) بكسر الواو كما
هو الشائع على الألسنة ؟
في كتاب ( العين ) « :الوَفْق :كل شيءٍ متسق متفق على تيفاق واحد ،فهو وَفـق » (، ) ١
وفي ( الصحاح ) « :و ( الوَفْق ) من الموافقة بين الشيئين » ( ، ) ۳ولم يرد ( الوفق ) بمعنى
الموافقة والمطابقة ،وإنما هو بمعنى التوفيق إلى الخير غير أن البصّام غلط جوادًا
والزعبلاوي في منعهما استعمال ( الوفق ) بكسر اللام ،قائلًا « :ولست أقرهما عليه ؛ لأن
وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا ﴾[ الإسراء ] ٣٧ : ،كقوله تعالى :
( وِفقًا ) حال جاء على صيغة المصدر
والذي يظهر أن ( الوَفْق ) ليس له إلا رسم واحد في هذا المعنى ،وهو بفتح الميم ،ولا
رأيته أكثر من مرة ) و ( جاءني أكثر من واحد ) مقتضاه : يقول اليازجي « :ويقولون :
إثبات الكثرة للمرة وللواحد ؛ لأن المفضَّلَ عليه في معنى من المعاني لا بد أن يشارك المفضَّلَ
) . ( ١٥٦٧/٤ ) ( ٣
٢٥٨
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
أسباب الحكم ومنطوقه
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
في ذلك المعنى » ( ، )۱والصحيح عنده أن يقال ( :رأيته غير مرة ) ؛ لأنك لو قلت ( :أكثر من
وفي المثال الآخر تقول ( :جاءني غير واحد) ؛ لأن الواحد لا بد أن يكون اثنين فما فوق
وتبعه السامرائي في هذا الرأي ،وكلاهما يرى أن هذا التعبير منقول عن التركيب الإفرنجي .
غير أن مجمع اللغة العربية بالقاهرة بحث هذا الاستعمال في الدورة التاسعة
ترى اللجنة جوازقول والثلاثين ،وصدر القرار بجواز هذا التعبير ،ومما جاء في القرار:
الكتاب ( :فعل كذا أكثر من واحد ) ،وما أشبهه ؛ لأن أفعل التفضيل قد يخرج عن الدلالة
على المشاركة بين أمرين في أصل المعنى مع زيادة أحدهما على الآخر فيه ،فيدل على
مجرد الوصف بأصل المعنى » ( ، ) ٢ومما يُستدل به على صحة هذا التعبير قوله تعالى :
مِن ذَلِكَفَهُمْ شُرَكَاءُ فِي الثُّلُثِ ﴾ [ النساء ، ] ١٢ :والمعنى :فإن كانوا أكثر
وفَإِن كَانُوا أَكْثَرَ
من أخ واحد ،أو أكـثـر مـن أخـت واحدة ،وفي ( الصحاح ) « :ولهذا كره بعضهم :بيع الرطـاب
أكثر من جزة واحدة » (. )۳
:قلت ما جاء في كتاب الله تعالى ،يُبْطِلُ ما ذهب إليه الأستاذان اليازجي ،والسامرائي ،
وهو أسلوب عربي صحيح ،ولذلك يصح قولهم ( :وبلغَ المدعى عليه أكثرمن مرة ،ولم
).
يحضر) أو ( وبلغَ المدعى عليه غيرمرة ،ولم يحضر
)(٤
-٢٤٩-ونتيجةً للبينة التي قدمها المدعي...
النتيجة ) مفردةٌ مولّدة ،لم ترد في المعجمات ،وأنَّ يرى الدكتور السامرائي أن
في
اللحن
ملجقا
ا
المعاصرين ،توسعوا ،فاختاروا للكلمة دلالاتٍ جديدة ،ويجاب عما ذكره بأن للمفردة
لء
س ضا
٢٥٩
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث الثالث
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
أصلا في اللغة ،منه ما جاء في ( الأساس ) « :نتجت الناقةُ ،وهي منتوجة وأنتجت ،فهي
مُنْتِجَة :إذا وضعت ...ونتجها صاحبها وأنتجها وليها حتى وضعت فهو ناتج ومُنْتِج ...
ومن المجاز :الريح تُنتج السحاب ...وهذه نتيجةً من نتائج كـرمــك » ( ، )١ويتضح مما
تقدم ،أن ( النتيجة ) في مثـال الباب ،محمولة على المجاز ( :ونتيجةً للبيـنـة التي قدمهـا
المدعي ، ) ...ويصح كذلك أن يقال ( :اشتريت من المدعى عليه سيارة من نوع كذا إنتاج
سنة ٢٠١٨م ) ،ويقال أيضًا ( :هذه البضاعة من منتوجات الشركة الفلانية ) و( هذه
البضاعة من نَتَاج الشركة الفلانية ) ،وقد أجاز مجمع اللغة العربية بالقاهرة قولهم :
( أنتج الفدان عشرة قناطيرقطنا ،وأنتج المؤلف عشرين كتابًا ) ،ولعضو المجمع القاهري
الأستاذ العوامري بحث في مادة ( نتج ) في مجلة المجمع (؟ ) ،من أجود ما كتب في هذا
الباب ،فليراجع للاستزادة ،فأبحاث الأستاذ في غاية التحرير ،والنهاية في الإتقان .
الشاهد ) ،و( أعلاه ) و( بعاليه ) لفظان مستعملان بكثرة في مرافعات القضاء ،وهما
صحيحان فصيحان ،ففي التاج « :وأتيته من عَلِ الدارِ ،بكسر اللام وضمها ) ( ،و)
نهاية الأرب في فنون من عَلا ومن عالٍ ) :كل ذلك ،أي :من فوق ) » ( ، ) ۳وفي أتيته
الأدب ) « :فلما تكامل ذلك كله وقع الإشهاد على الوصيّ البائع والمشتري بما نُسب إلى
) . ( ٢٤٦/٢ ) ( ١
) . ( ٢٦٤/٢ ) ( ٢
). (٩/٣٩ ) ( ۳
٢٦٠
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
أسباب الحكم ومنطوقه
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
كل منهما بعاليه بتاريخ كذا وكذا » ( ،)١وقال ابن الرومي :
بأعلاه قصري الدلالِ رُصافي ()٢ سقى الله قصرًا بالرصافة شاقني
ولذا يصح لك مثال الباب ،كما يصح أن تقول ( :وبعرض الإقرار المرصود أعلاه ) أو
( المذكورأعلاه ) أو ( بعاليه ) أو ( المذكور بعاليه ) شرط أن يعود الضمير على شيء يرجع إليه .
المصباح المنير « :الخلَلَ بفتحتين :الفُرْجة بين الشيئين ،والجمع خِلال ،مثل : في
جَبَل وجبال » ( ، ) ٤ويرى بعضهم أن لفظة ( خِلال ) لا تكون إلا للظرفية ،ويرى آخرون أنها
فَجَاسُواْ خِلَالَ الدِّيَارِ لا تكون إلا ظرف مكان لأنها لا تضاف إلا إليه ،مثل قوله تعالى:
﴾[ الكهف ، ] ٣٣ :أما قول من يقول ( :سافروَفَجَّرْنَا خِلَلَهُمَا نَهَرًا [ الإسراء ، ] 5 :وقوله :
خلال الليل ) أو ( سيصل فلان خِلال الأيام القادمة ) فتعبير مُولَّد عندهم ،والذي يظهر
جوازاستعمال (خِلال ) على معنى الظرفية المكانية والزمانية ،وعلى معنى السببية ،أو
وقال أبو حيان التوحيدي « :وأزيدك من خلال ذلك كله خبرة بالدهر وأهله » (، )٦
وقد أجاز مجمع اللغة العربية بدمشق استعمال ( خلال ) بمعنى :الواسطة أو الطريقة ،
في
ملجقا
ا
اللحن
) . ( ٤٢/٩ ) ( ١
لءضا
( ) ۳ينظر :معجميات ص ، ٣٥٢وأشتات في الأدب واللغة ص ، ۳۸ونحو إتقان الكتابة العلمية باللغة العربية
ص ، ٢٣ومعجم الشوارد النحوية ،والفوائد اللغوية ص ، ۲۸۹وقرارات مجمع اللغة العربية بدمشق في
الألفاظ والأساليب ( ، ) ۳۰/۱ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ) ١١٩٠/٨٧و( . ) ٧٤٤/٨٩
( ) ٤ص . ٦٩
٢٦١
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث الثالث
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
ومما تقدم ،يتبين لك صحة قولهم ( :ومن خلال ما تقدم من الدعوى والإجابة ) و( من
خلال ذلك كله حكمنا علـى ) ..و ( وله حق الاعتراض خلال مدة قدرها ثلاثون يومًا ) .
أثناء العدة
جاءت ( أثناء ) في هذا المثال منصوبةً على الظرفية ،مستغنيةً عن حرف الجر (في ) ،
وزهدي جار الله ،يقول شاكر شقير « :وأما استعمالها بدون حرف الجر (في ) فسقيم ؛
لأنها ليست ظرفا » ( ، ) ٢و ( أثناء ) مفردها ( ثني ) ،وفي ( اللسان ) « :والثني :واحد أثناء
الشيء ،أي :تضاعيفه ؛ تقول :أنفذت كذا ثني كتابي ،أي :في طيّـه » ( ، ) ۳فيلاحظ أن المفرد
( ثني ) جاء منصوبًا على الظرفية ،وأما جمعه ( أثناء ) فقد استعمله العرب ظرفًا كذلك ،
أثناء وأوساط ) كلاهما ظرفان من ظروف المكان قال المغربي « :الذي نعرفه أن
المبهمة ،مثل :بين ،ووسط ،وخلال ،وكل هذه الظروف يجوز حذف (في ) منها قياسًا ،
فقولهم ( :أثناء الكلام ) و( أثناء الخطبة ) بمنزلة قولنا ( خلال الكلام ) و ( بين الكلام )
( ) 1ينظر :أساليب العرب في صناعة الإنشاء ص ، ١٠٤ودراسات في فلسفة النحو والصرف واللغة والرسم
ص ، ١٥٢وتذكرة الكاتب ص ، ٣٤ومعجم أخطاء الكتاب ص ، ۸۳والكتابة الصحيحة ص ، ٥٦ومعجم
الأخطاء الشائعة ص ، ٥٢وأزاهير الفصحى ص ، ۷۸والأخطاء اللغوية الشائعة على ألسنة الكتاب والأدباء
والإذاعيين ص ، ۱۲والأخطاء اللغوية الشائعة في الأوساط الثقافية ص ، ٢٧٦والقرارات المجمعية ص ، ١٠٤
ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ، ) ٣١٢/٤ومجلة مجمع اللغة العربية بالقاهرة ( . ) ٢٦٩/٢
( ) ٢أساليب العرب في صناعة الإنشاء ص . ١٠٤
( ) ۳لسان العرب ( . ) ١١٥/١٤
( ) ٤الأغاني ( . ) ٨١/١٤
( ) ٥مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( . ) ٣١٢/٤
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
أسباب الحكم ومنطوقه
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
وقد أقرَّ مجمع اللغة العربية بالقاهرة قول الكتاب ( :حدث هذا أثناء كذا )في دورته
وخلاصة ما تقدم ،أنه يجوز لك أن تقول ( :ولأن المدعى عليه لم يراجع زوجته المدعية
أثناء العدة ) ،وأعلى منه قولك ( :ولأن المدعى عليه لم يراجع زوجته المدعية في أثناء العدة ) .
يستعمل بعض المترافعين ( ثنايا ) قاصدين بذلك أنه يحمل في أثنائه ،أو طَيَّاته ،ووجدت هذه
اللفظة شائعةً في تسبيبات الأحكام القضائية ،وفي ( الصحاح) « :والثنيَّة :واحدة الثنايا من السن
والثنيَّة :طريق العقبة » ( ، ) ١وقال المبرد « :الثَّنايا :جمع ثنيَّة ،والثنية :الطريق في الجبل » ( . )۳
ولعل الاشتراك اللفظي بين ( أثناء ) و ( ثنايا ) هو الذي حدا بنا إلى استعمال ( ثنايا )
محل كلمة ( أثناء ) ؛ في كثير من الأمثلة ،ولذا لا محلّ لـ ( ثنايا ) في مثال هذا الباب ،
والصحيح أن تقول ( :ولم تجد الدائرة في شهادة شاهد المدعي ما يوجب قبولها ) .
ذكره المدعي
في
اللحن
مجا
فالمتعين تقرير فضيلته ما يراه حِيَال ومثله في قرارات محكمة الاستئناف :
القضاء
الالتماس ) و( فإن على فضيلة خَلَفِه إكمال اللازم حيال ما جاء في قرار الدائرة )
لس
( ) 1ينظر لغويات ،وأخطاء لغوية شائعة ص ، ١٧٦ومعجم أخطاء الكتاب ص ،٨٥وأخطاء لغوية
شائعة ،لخالد العبري ص . ١٠٣
) . ( ٢٢٩٥/٦ ) ( ٢
( ) ۳الكامل ( . ) ٤٩٧/٢
٢٦٣
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث الثالث
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
و ( حِيَال ) ظرف مكان ،بمعنى ( :قُبالة ) ،أو ( إزَاء ) ،منصوب بالفتحة ،وما جاء في كلام
العرب على هذا النحو ،قال الصُّولي « :وتقابل الموضعان إذا كان أحدهما حيال الآخر
،
مرةً في كلَّ يوم ،فمن رآه واقفًا بحياله دعاه فنظر في أمره » ( ، ) ٢وفي ( المعجم الوسيط ) :
« ( الحِيـال ) :خيط يُشدُّ من حزام البعير المقدم إلى حزامه المؤخر ،وقُبالة الشيء ،يقال :
ولم يظهر لي مناسبة إقحام ( حيال ) في الأمثلة المذكورة آنفا ،ويمكن أن يقال
فيها ( :ولأن المدعى عليـه لـم يجب جوابًا ملاقيـا عمـا ذكـره المدعي ) و( المتعين تقرير
فضيلته ما يراه في الالتماس ) و( فإن على فضيلة خلفه إكمال اللازم على ما جاء في
قرارالدائرة ) .
أبو السعود ،وإميل يعقوب ؛ لأن ( المَثَابة ) في اللغة ،تأتي على ثلاثة معانٍ ،هي :الملاذ
والملجأ ،ومنه قوله تعالى ﴿ :وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِوَأَمْنَا ﴾ [ البقرة ، ] ١٢٥ :والثواب والجزاء ،
( ) ٤ينظر :أسئلة إلى مجلة ( البيان ) و( الضياء ) وأجوبة الشيخ إبراهيم اليازجي عليها ص ،٨٥ومعجم
أخطاء الكتاب ص ، ٨٥ومعجم الأخطاء الشائعة ص ، ٥٣ومعجم الخطأ والصواب ص ، ٢٩٠وأزاهير
الفصحى ص ، ٦٤ونحو إتقان الكتابة العلمية باللغة العربية ص ٩٦وص ، ٢٢٩والألفاظ والأساليب
٢٦٤
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
أسباب الحكم ومنطوقه
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
( الأساس ) « :وجمْت مَثَابَةُ البئر ،وهي مجتمع مائها ،وهذه بئرلها ثائب ،أي :مـاء يـعــود
بعد النزح » ( ، ) ١ويرى اليازجي أن ( المثابة ) استعملها المولدون بمعنى ( المنزلة ) توسعًا ،
وأقر مجمعا القاهرة ودمشق صحة استعمال ( المَثَابة ) بمعنى ( المنزلة ) ،ومن أجاز هذا
الاستعمال احتج بالترادف أو شبهه بين المثوبة والمكافأة والجزاء والمماثلة ،وشيوعهفي
كتب اللغويين والنحاة ،فقد استعملها عبد القاهر الجرجاني ( ، ) ٢والقلقشندي ،وغيرهما ،
قال القلقشندي « :المرتبة الأولى مرتبة الأمراء المطوّقين ،وهم الذين يخلع عليهم بأطواق
الذهب في أعناقهم ،وكأنهم بمثابة الأمراء مقدمي الألوف في زماننا » (. )۳
والذي يظهر صحة استعمال ( مثابة ) بمعنى ( منزلة ) ،ولك أن تقول ( :ولعدم
حضور المدعى عليه ،فقد عددته الدائرة بمثابة الممتنع عن الجواب ) أو ( بمنزلة الممتنع
ومثله قولهم ( :ونظرًا للمادة كذا ) ،ويُغَلِّط استعمال ( نظرًا ) في هذا المقام عدد
من المشتغلين بهذا العلم منهم :العدناني ،حيث يرى أنه مأخوذ من لغة الدواوين
والصحيح إحلال ( لام التعليل ) محله ،فتقول ( :ولنكول المدعى عليه ) و( وللمـادة كذا ) ،
وما ذكره العدناني صحيح من جهة جوازاستعمال ( اللام ) في هذا الموضع ،لكن تخطئته
استعمال ( نظرًا ) للدلالة على السبب ،لا محل له من النظر الصحيح ،وهو بهذا المعنى
في
ملجقا
ا
اللحن
) . ( ۱۱۷/۱ ) ( ۱
فأدخل في التجنيس ما ليس منه ؛ نظرًا إلى مساواة اللفظ دون اختلاف المعنى » ( ،)١وأما
« نَظَرَإليه ينظُر نَظَرًا ....وتقول :نَظَرت إلى كذا وكذا من نَظَر العين ،ونَظَر القلب » (، ) ٢
وقد أكثر المتأخرون من استعمال ( نظرًا ) متعديًا باللام ،ورأيت في ذلك كلاما للمقري
صاحب ( نفح الطيب ) ( ، ) ۳والذي يظهر أن الأولى التعدية بالحرف ( إلى ) ،فتقول ( :ونظرًا
إلى نكول المدعى عليه عن الإجابة ثلاث مرات ) و( ونظرًا إلى المادة كذا ،أو تقول
فلان لا يملك درهما فضلا عن دينار) أظهر مثال يستعمله النحاة قديمًا ،قولهم :
قال في ( المصباح المنير « :قال قطب الدين الشيرازي في ( شرح المفتاح :اعلم أن ( فضلًا )
يستعمل في موضع يُستبعد فيه الأدنى ،ويُراد به استحالة ما فوقه ،ولهذا يقع بين كلامين
متغايري المعنى ،وأكثراستعماله أن يجيء بعد نفي ،وقال شيخنا أبو حيان الأندلسي
نزيل مصر المحروسة أبقاه الله تعالى :ولم أظفر بنص على أن مثل هذا التركيب من
كلام العرب » ( ، ) ٥والمراد من النقل أن ( فضلاً عند الأكثرين مصدر يتوسط بين الأدنى
والأعلى ؛ للتنبيه بنفي الأدنى ،واستبعاده عن الوقوع على نفي الأعلى ،أما استعمال
( فضلًا ) في الإيجاب ،فأنكره الأكثرون ،مثل قولهم ( :زيد بارع في المرافعة الشفهية ،فضلًا
عن براعته في المرافعة الكتابية ) ،غيرأن الصحيحَ جواز استعمال ( فضلا )في الإيجاب ،
) . ( ٢٦٧/١ ) ( 1
) . ( ٢٣٧/٤ ) ( ٢
( ) ٢٧٦/١۱ ( ) ۳و( . ) ٥١٦/١
577
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
أسباب الحكم ومنطوقه
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
واستعمله الأولون ،فقد جاء عن معاوية رَضاَللَّهُعَنْهُ يوم صفين « :واللهِ لو استطاعت نساء
ومما تقدم ،يجوز استعمال ( فضلًا ) في الإيجاب ،أو بعد نفي ،ويجوز أن يكون بين معنيين
متغايرين ،أو له دلالة واحدة ،ويجوز أن يسبق ( فضلًا ) أدنى المعنيين أو أعلاهما منزلةً .
)(۲
تقوي دفعه بعدم صحة دعوى المدعي
يُخَطَّئ جواد استعمال ( بالإضافة إليه ) بمعنى الزيادة عليه ؛ وذلك لأن معنى
الإضافة إلى الشيء ) هو ( بالنسبة إليه ) ،وقال « :ولولم يكن هذا التعبير قد شاع
وتُعورف وثبت معناهفي كتب اللغة ،وكتب الأدب ،وكتب التاريخ ،وكتب الدين ،لتكلفنا
مخرجًا له » ( ، ) ۳ثم أورد شواهد على صحة ما ذكره ،ومنه قول ابن منظورفي ( اللسان ) :
« وأمرلايتعاظمه شيء :لا يَعْظُم بالإضافة إليه » ( ، ) ٤وفي ( الأغاني ) « :فإذا فـعـل ذلـك ،فـهـو
بالإضافة إلى حاله الأولى بمنزلة الإسكدار للكتاب » ( ، )٥غيرأن المعنى الذي أنكره جواد جاء
مُصَرَّحًا به في كلام الفيومي ؛ إذ يقول « :وأضافه إلى الشيء إضافةً :ضمـه إليـه ،وأمالـه ،
والإضافة في اصطلاح النحاة من هذا ؛ لأن الأول يضم إلى الثاني ليكتسب منه التعريف
أو التخصيص » ( ، ) ٦فالإضافة تأتي بمعنى ( النسبة إلى الشيء ) ،وبمعنى ( الزيادة ) ،وقد
مر معك الكلام في قول بعض القضاة ( :وأضاف بقوله ) بمعنى يُضَمُّ إلى قوله السابق ،
في
ملجقا
ا
اللحن
لءضا
( ) ٢ينظر :دراسات في فلسفة النحو والصرف واللغة والرسم ص ، ١٥٦وقل ولا تقل ( ، ) ١٢١/١ومعجم
أخطاء الكتاب ص ، ٣٦٢ومعجم الصواب اللغوي ص ١٧٢
( ) ۳قل ولا تقل ( . ) ١٢١/١
) . ( ٤١٠/١٢ ) ( ٤
)(0) (0/10
٢٦٧
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث الثالث
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
عَلاوة ) في هذا الموضع ونظائره ،وفي ( التاج ) : من الخطأ الشائع استعمالُ
والعلاوة من كل شيءٍ :ما زاد عليه ،يقال :أعطاه ألف دينار ،ودينارًا عِلاوةً ،وألفين ،
وخمسمئة عِلاوة » ( ، ) ۳ومن يستعملها يظن أنها تقوم مقامَ ( زيادة ) و ( إضافة ) ،وليس
كذلك ،فـ ( العِلاوة ) ليست مصدرًا بخلاف الزيادة ) و( الإضافة ) ،ولا يصح استعمال
( العلاوة ) استعمال ذلك المصدرين ،وإذا عُلم هذا ،فلا يصح لك أن تقول ( :وعلاوةً
على ما سبق ذكره ) ،أو ( وهذا كله تناقض لا صحة له ،عَلاوةً على أنه من المستغرب أن
يشتري أحدهم نصيب آخر بمبلغ قدره ، ) ...وقل ( :وزيادةً على ما سبق ذكره ) و( وهذا
ومثله قولهم ( :هذا طِبْقُ الأصل ) ،وفي ( الأساس ) « :وليس هذا بطبق لذا ،أي :
بمطابق له » (ه) وفي ( التاج ) ( « :و) قال ابن الأعربي :يقال ( :هذا ) الشيءُ ( طبقه ،بالكسر،
والتحريك ،وطباقه ،ككتاب وأمير ،أي :مُطابقه) ،وكذلك وَفْقُه ،ووفاقه ،وطابَقُه
( ) ٤ينظر :معجم أخطاء الكتاب ص ، ٣٦٤ومعجم الأغلاط اللغوية المعاصرة ص ، ٤٠٣ومعجم الصواب
اللغوي ص . ٥٠٤
) . ( ٥٩٤/١ ) ( ٥
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
أسباب الحكم ومنطوقه
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
ومُطْبقه ،وقالَبه ،وقالبه ،كل ذلك بمعنًى واحد » ( ، )۱وعلى هذا قولك ( :طبقًا لكذا )
استعمالُ ( غِبٌ ) بمعنى ( بَعْدَ ) شائع في السجلات اليدوية ،وتكاد تندثـر مـن قـامـوس
القضاء أخيرًا ،وغلط داغراستعمال ( غِبْ ) بمعنى ( بعد ) ،وقال « :ومما يُخْطِئون في
استعماله كلمة ( غِبْ ) التي بمعنى ( عاقبة الشيء ) ،فيستعملونها بمعنى ( :بعد ) ،كقول
القارئ » ( ، )۳وقوله مردود عليه بما جاء في معجمات اللغة ،ففي ( اللسان ) « :وغــب كل
شيء :عاقبته ،وجئته غِب الأمر ،أي :بعده » ( ، )٤وقد رأيت أن ( غِب ) استوعبت المعنيين
كليهما ؛ ولذا استعمال القضاةفي هذا المثال ونظائره استعمال موافق للعربية من كل وجه .
لا معنى لإقحام ( النسبة ) في هذه العبارة ،ولا في نظائرها من الكلام ،وأُراها زائدة بلا
معنى ،ولذلك يمكن التعبير بقولك ( :وأما مطالبة المدعي في الشق الثاني من دعواه فغير
أما بالنسبة للنصف الآخر الذي متوجه ) ،ومن الخطأ والوهن كذلك قولُ بعضهم :
يدعي فيه المدعي ) ...والصحيح أن يقال ( :أما النصف الآخر الذي يدعي فيه المدعي ) .
في
ملجقا
ا
اللحن
) . ( ٥٨/٢٦ ) ( 1
لءضا
269
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث الثالث
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
وبما أن الانتقاد في هذا الكتاب آخذُ برقاب بعضه بعضًا ،فكثيرا ما يقول أحد
الخصمين ( :ما نُسِبَ لي غير صحيح ) وجمهور المتأدبين في عصرنا يُخطئون هذا الأسلوب ،
ويرون أن الصحيح وجوب التعدية بحرف ( إلى ) ،فتقول ( :ما نسب إليَّ غير صحيح) ،ففي
( الصحاح ) « :وانتسب إلى أبيه ،أي :اعترى » ( ، ) ١أما إذا عُدِّي باللام ،فله معنى آخر
،مثل
قولهم ( :هذا الكتاب تُوجد نسبةً له إلى العالم فلان ) ،فحرف الجر ( اللام ) هنـا لـم يـأت
لتحديد وجهة الانتساب ،وإنما جاء لتحديد المنتسب نفسه ،لا المُنتسب إليه ،ومن ذلك
ما جاء في ( التاج ) من قوله « :قال أبو زيد :يقال للرجل ،إذا سُئل عن نسبه :استنسب لنا :
أي :انتسب لنا ،حتى نعرفك » ( ، )۲قال داغر « :ويقولون ( :هذا الشعر منسوب للمتنبي ) ،
فيعدون الفعل ( نُسِبَ ) باللام ،وهو إنما يُعدى بـ ( إلى ) كَعَزا ،ونَمَا ،تقول ( :نَسَبه إليه ) » (. )۳
والذي يظهر لي صحة ما ذهب إليه القوم من تغليط التعدية باللام ،وأن الصحيح
قال إبراهيم المنذر( « :في ذات الجريدة ،وذات العدد ،ولذات الكاتب أيضًا ) ،ولا يُؤَكِّدُ
بالذات ،بل بالنفس ،والعين ،وذلك بعد الاسم المُؤكَّد لا قبله ،والصواب ( :في الجريدة
نفسها ،والعدد نفسه ،وللكاتب نفسه أيضًا ) » ( ، )٥وقال جواد « :وقال ( :كذلك تجد في
نفسك ذاتها ) ،والفصيح ( كذلك تجد في نفسك عينها أو بعينها ) وليس التأكيد بالذات
فصيحًا » ( ، )٦لكن جاء في ( المصباح ) بقوله « :وقد تجعل اسمًا مستقلاً ،فيعبربها عن
) . ( 224/1 ) ( 1
) . ( ٢٦١/٤ ) ( ٢
( ) ۳تذكرة الكاتب ص . ٦٧
( ) ٤ينظر :تذكرة الكاتب ص ، ۱۰۸ومعجم الأغلاط اللغوية المعاصرة ص ، ٢٤١ومعجم الصواب اللغوي
ص ، ۳۸۳ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ، ) ٤١٢/٧ومجلة لغة العرب ( ) ٧٧٠/٦
( ) ٥مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( . ) ٤١٢/٧
( ) ٦مجلة لغة العرب ( . )٧٧٠/٦
٢٧٠
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
أسباب الحكم ومنطوقه
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
الأجسام ،فيقال ( :ذات الشيء ) بمعنى حقيقته وماهيّته » ( ، )١وفي ( التاج ) « :وقال ابن
بَرِّي :ذاتُ الشيء :حقيقته وخاصته ...وقال الليث :قولهم :قلتْ ذاتُ يده » (. )٢
أما قولهم ( :الشيء ذاته ) فغيرخاف أن ( ذات ) ليست من ألفاظ التوكيد المعنوي
السبعة ،مثل ( نفس ) و( عين ) ؛ لذلك غلط جواد ،والمنذر ،وداغر ،استعمال ( ذات )
للتوكيد ،والصحيح عندهم أن تقول ( :الشيء نفسه ) أو ( الشيء عينه ) ،لكن العدناني
له رأي مخالف ؛ إذ يقول « :والحقيقة هي أننا يجوز أن نقول ( :فعلت الشيء ذاته ) ؛ لأن
( الذات ) تحمل معنى ( النفس ) و ( العين ) » ( ، ) ۳والذي يظهر عدم صحة استعمال ( ذات )
توكيدا لما قبلها ،فلا يصح أن يقال ( :فوردنا الجواب بالرقم ذاته ) ،أو ( هذا الشيء
ذاتــه ) ،أما قولهم ( :فورد الجواب بذات الرقم ) أو ( ذات الشيء ) فصحيح ،لا خطأ فيه .
)(٤
وبالتالي لا يشترط رضاها
استعمال ( بالتالي ) في هذا المثال عامي ركيكُ ،وَلِعَ بعض المثقفين بهذا الاستعمال ،
وسرت هذه العدوى أخيرًا في التسبيبات القضائية ،ولا عذر لمن أثبت هذه العبارة
وارتضاها حتى أُلفت بعد أن كانت غريبةً في صكوك الأحكام ،قال السامرائي « :كلمة
( بالتالي ) في استعمالها هذا عاميّة مُحدثة ،شاعت في العربية المعاصرة ،ولم ترد في كلام
أهل الصَّون والحفاظ » (ه ) ،وفي قرار مجمع اللغة القاهري « :نظر المجلس في قولهم :
( فعل كذا ،وبالتالي يستحق كذا ،ورأى أنه تعبيردخيل ،وإن لم يكن خاطئًا ،واختار أن
في
ملجقا
ا
اللحن
ضا
( ) ۱ص . ۸۱
لء
س
) . ( ٤٣٢/٤٠ ) ( ٢
۲۷۱
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث الثالث
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
أو يستغنى عنه بالفاء » ( ، ) ۱وفي لغتنا ألفاظ كثيرةُ تُغني عن هذه الكلمة التي عمت بها
البلوى ،وطمت ،وإذا أردتَّ معرفةً فسادِ هذه العبارة على معنى الجملة ،فَضَع محلها
الآتي بعده ) ،فيكون مثال الباب ( :ولأنه لا يشترط لصحة الرجعة علم الزوجة عبارة
ولما تقدم تقول ( :ولأنه لا يشترط لصحة الرجعـة علـم الزوجة ،ومِنْ ثَم لا يشترط
رضاها ) أو ( ولذا لا يشترط رضاها ) أو ( وعلى هذا لا يشترط رضاها ) أو ( إذن لا يشترط
[آل عمران ] ٩٢ :و( النول ) : ( النيل ) :ما يناله الإنسان بيده ،ومنه قوله تعالى :ولَن تَنَالُوا الْبِرَّ
التَّناول ،تقول :ناولتُه الشيءَ :أعطيته ،وتناوله :أخَذَه كذا جاء في ( المفردات )( ) ٢و ( التاج ) (.)۳
في الآونة الأخيرة استعمال ( لا ينال ) في أسباب الأحكام القضائية بمعنى ( لا
وقد كثر
يُؤَشِّرُ فيه ) أو ( لا يَنْقُصُ منه ) أو ( لا يُقَدِّلُ منه ) ،وهو استعمال مجازي قديم ،ففي مجمع
الأمثال « :لا يضُرُّ السحابَ نُباحُ الكلاب .يضرب لمن يَنَالُ من إنسان بما لا يضره » (. )4
والنَّيلُ إذا تعدى بـ ( من ) فالغالب أنه يستعملفي شيء معنوي ،فيكون بمعنى التنقيص أو
٢٧٢
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
أسباب الحكم ومنطوقه
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
في ( اللسان ) « :وفعلت ذلك من جَرِيرتك ،ومن جرّاك ،ومن جَرَّائِك ،أي :من
« :دخلت امرأة النارَ من جَزَاء هِرة لها ،ربَطَتْها ،فلا هي أجلك » ( ، ) ٢ومنه قوله
أطعمتها ،ولا هي أرسلتها تَقْمُمُ من خَشَاش الأرض حتى ماتت هزلا » ( ، ) ۳وقال الشاعر:
ولو شئتم لـكـــان لـكـم جـوار أمِنْ جرًا بني أسد غَضِبْت
قال الزعبلاوي « :والكُتَّاب لا يدخلون على ( جـراء ) حرف الجر ( من ) ،ولا وجـه
لحذفه في مثل هذا الوضع البتّة » ( ) ،والأليق دخول ( من ) على ( جـراء ) ،ولم أجد -فيما
اطلعت عليه -من أسقط حرف الجر ،ولما تقدم تقول ( :مما يستدعي معه تعزير
)(1
ولأن البنتين فوق سن السابعة حاليا -٢٦٧
من الأغلاط الشائعة إقحام ( الياء ) بين ( اللام ) و ( الألف ) ،فيقولون ( :حاليا ) ولم
تُسمع هذه اللفظة عن العرب الأوائل ،وممن تنبه لهذا الغلط ابـن بـالي في كتابه ( خـيـر
ولأن البنتين في سن السابعة الآن ) . الذي أنت فيه » ( ، )۷والصحيح أن تقول :
في
ملجقا
ا
اللحن
) . ( ١٢٩/٤ ) ( ٢
س
( ) ۳أخرجه مسلم في صحيحه ،كتاب البر والصلة والآداب ،باب تحريم تعذيب الهرة ونحوها ،من
الحيوان الذي لا يؤذي ،رقم الحديث . ) ١٢١٣/٢ ( ، ٢٦١٩ :
( ) ٤لسان العرب ( . )١٢٩/٤
( ) 5معجم أخطاء الكتاب ص . ٩٢
( ) ٦ينظر :خير الكلام في التقصي عن أغلاط العوام ص . ٤١
( ) ۷ص . 209
٢٧٣
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث الثالث
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
في ( الصحاح ) « :والنّزالُ في الحرب :أن يتنازل الفريقان » ( ، ) ٢وفي ( الأساس ) « :ونازَلهُ
في الحرب ،وتنازلوا » ( ، )۳فالمسموع عن العرب أن معنى ( تَنَازَلَ الفريقان ) ،أي :نازل
التنازل عن الدعاوى ) تقام من طرف واحد ،ولذلك يصعب حمل التنازل الذي
نعنيه في استعمالنا الشائع ،على أصله المسموع في العربية ،ولا صلة بين المعنيين ،
قال جواد « :لا تقل ( :تنازل عن العرش ) ؛ والسبب في ذلك أن تنازل ) فعل اشتراك
في المسموع والمدون من اللغة العربية ،ومعناه :النزول من الإبل إلى القتال بين اثنين أو
أكثر منهما » ( ، ) ٤والصحيح أن يقال ( نزل ) بدلاً من ( تنازل ) ،قال الفيومي في ( المصباح ) :
(o) ,
ونزلت عن الحق ،أي تركته » (ه) ،وهو صريح في موضوع الباب ،ونصت الفقرة ( ) ٢مـن
المادة السادسة من اللائحة التنفيذية لطرق الاعتراض على الأحكام ( ) ٦بما يأتي ( :إذا نزل
المعترض عن حقه في الاعتراض ، ) ...وهو تعبير صحيح روعي فيه قواعد العربية ،ولذلك
لا تقل ( :وبما أن المدعي تنازل عن دعواه ) ،وإنما تقول ( :وبما أن المدعي نَزَل عن دعواه )
:قل ولا تقل ( ، ) ۳۰/۱ومعجم أخطاء الكتاب ص ، ٦٠٢ومعجم الأخطاء الشائعة ص ، ٢٤٥
( ) 1ينظر
ومعجم الخطأ والصواب في اللغة ص ، ٢٥٣وموسوعة الأخطاء الشائعة ص . ٦٧
) . ( ١٨٢٩/٤ ) ( ٢
) . ( ٢٦٤/٢ ) ( ٣
( ) ٤قل ولا تقل ( . ) ۳۰/۱
( ) 5ص . 229
( ) ٦الصادرة بقرار معالي وزير العدل رقم ( ) ٥١٢في ١٤٤٥ /٠١ /٠٥هـ.
٢٧٤
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
أسباب الحكم ومنطوقه
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
من معاني ( الإضافة ) الزيادة ،كما مر معك سابقًا في موضعين من هذا المؤلف(، )٢
وفعل ( انصاف ،ويَنْضَاف) مستعملان في لغة القضاء ،وهما مُطَاوِعُ الفعل ( أَضَـاف ) ،
انْضَاف الشيء إليه ،وانْفَسَد الأمر عليه ) ،وكلا اللفظين قال الحريري « :ويقولون :
معرَّة لكاتبه ،والمتلفّظ به ؛ إذ لا مساغ له في كلام العرب ،ولا في مقاييس التصريف ،ووجه
القول أن يقال ( :أضيف الشيء إليه ،وفسد الأمرُ عليه ) ،والعلة في امتناع (انفعل )
منهما أن مبنى فعل المطاوعة المصوغ على ( انفعل ) أن يأتي مطاوع الثلاثية المتعدية
كقولك ( :سكبته فانسكب ،وجذبته فانجذب ،وقدته فانقاد ،وسقته فانساق ) ونظائر
ذلك ،و( ضاف ) و( فسد ) إذا عُديا بهمزة الثقل ،فقيل ( :أضاف ) و( أفسد ) صارا رباعيين ،
فلهذا امتنع بناء انفعل ) منهما » ( ، )۳غيرأن جمعًا من أهل البيان والفصاحة جوزوا
استعمال مطاوع ( ضاف ) وورد كثيرًا في كلامهم ،قال الهمذاني في ( الألفاظ الكتابية )
« وانضاف إلى ذلـك قــوه مـن الصواب ،وصفاء من الطبع » ( ، )٤وقال ابن جني « :وانضـاف
إلى ذلك وارد الأخبار المأثورة بأنها من عند الله جل وعزّ » ( ه) .
وخلاصة ما تقدم ،جواز استعمال مطاوع ( ضَافَ ) ،كما في مثال الباب ( :يَنْضَافُ
٢٧٥
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث الثالث
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
من البر ،وهو الإحسان ،وقد بحثت فلم أجد في ( لسان العرب ) ،وهو أكبر معجم عند
العرب اليوم ( ،بَرَّرَ) على وزن ( فَعَلَ) ،كـ ( عَلَّمَ ) ،وإنما وجدت ( بر) و ( أبر) ...والصواب أن
يقال :لهذا العمل ما يسوّغه ،أي :يجعله سائعًا » ( ، ) ٢ولا يوجد في معجمات اللغة مادة ( بَرَّرَ
تبريرا ) ،ولم يذكر المعجميون سوى ( بَ ) الثلاثي ،و ( أبر) الرباعي ،وهما بمعنى الصدق
والقبول ونحوهما ،ويرى جواد أن مادة ( برر) تفيد معنى آخر غير ( سوغ ) فقال « :وأنا أجيز
( برَّرَه يبرره تبريرًا ) لغير ذلك المعنى :أجيزه للبشر ،فنقلُ الفعل الثلاثي اللازم إلى الرباعي
المضعف العين لإفادة نسبة المفعول إلى أصل معنى الفعل قياسي عندي ،تقول ( :بخله ) ،
أي :نسبه إلى البخل ،و( بدعه ) نسبه إلى البدعة » ( ، )۳ثم أجازأن يُستعمل ( أبرَّ يُبره إبرارًا )
في معنى ( سوّغه يسوّغه تسويعًا ) وفيه نظر؛ لأن الإبرارفي العربية بمعنى الإمضاء ،وحمل
( الإبرار) ليؤدي المعنى الذي نريده من ( التبرير) فيه تكلف ،وقد أجاز مجمع اللغة
برره جعله مقبولًا ،ومن ثم ترى اللجنة إجازة ما شاع من استعمال ( التبرير) في معنى
( التسويغ ) ؛ استنادًا إلى قرار المجمع في قياسية تضعيف الفعل للتكثيروالمبالغة » ( ، )٤وهو
رأي حسن ،ولذلك صح مثالا الباب ،ويجوز استعمال التبرير) بمعنى ( التسويغ ) .
( ) 1ينظر :دراسات في فلسفة النحو والصرف واللغة والرسم ص ، ١٣٠وقل ولا تقل ( ، ) ٦٨/١وتقويم
،۱۷والقرارات المجمعية ص .۹۸
اللسانين ص ، ٧٥وكبوات اليراع ص ، ٢٧٥،ولحن القول ص ،
( ) ۲تقويم اللسانين ص . ٧٥
( ) ۳قل ولا تقل ( . ) ٦٩/١
( ) ٤القرارات المجمعية ص . ۹۸
٢٧٦
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
أسباب الحكم ومنطوقه
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
استعمال ( أدليا ) بالتثنية ؛ لثقلها على اللسان ،وهو وهم ،ففي ( أخبار القضاة ) لوكيع :
« قيل لإياس بن معاوية :لولا ثلاثُ خصال فيك ما كان في الدنيا مثلك ،قال :وما هنَّ ؟
). قيل له :تُسرع في القضاء بين الخصمين إذا أدليا إليك ...
وبناءً على ما سبق :العبارة صحيحةً مستقيمة ،ولا وجه صحيح لمن خَطَأَها .
الاختصاص الولائي )
يُخطئ جماعةُ استعمالَ ( مُؤدَّى ) بهذا المعنى ،منهم داغر ،وزهدي جارالله ،والعدناني ،
قال داغر « :ويقولون ( :عقدوا اتفاقًا مُؤَداه ) ،يريدون ( فحواه ) أو ( مضمونه ) أو ( خُلاصته ) ،
وهو خطأً » ) ،غير أن من غلط فقد عَجِلَ وتَسَرَّع ،قال الزمخشري في كتابه (المُفَصَّل ) :
والحال المؤكدة هي التي تجيء على أثر جملة عقدها من اسمين لا عمل لهما لتوكيد خبرها ،
وتقرير مؤداهفي الشك عنه » (ه) ،قال الكرملي « :فاستعمل المؤدى مكان المعنى قبل ثمانمئة
سنة ،بل أكثر منها ،ثم جاء الناقد ليهدم ما قَبِلَهُ الفصحاء ،وبنوه على الفصاحة ،لماذا ؟
لأنه نظر في ( القاموس ) ،فلم يجده » ( ، )٦فمُؤدى الشيء ،هو ما يؤديه من موضوع وقصد ،
ملجقا
ا
اللحن
ضا
( ) ٢ص . ٢٠١
۲۷۷
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث الثالث
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
الأجود أن يقال ( :لذلك حكمت ) ،بحذف ( فقد ) لتكون العبارة أونـق وأرشق ،ويشيع كذلك
قولهم ( :ولذلك ،فإن ما ذكره المدعي ) ...؛ وهو أسلوب أعله كثير من النحاة ؛ فـمـا بـعـد ( الفاء ) لا
يعمل فيما قبلها ،والجمع بين لام التعليل ،وفاء السببية لا حاجة إليه في أكثر هذه الاستعمالات ،
ويصححون العبارة بقولهم ( :فلذلك ما ذكره المدعي ، ) ..وهو الصواب إن شاء الله .
اقتران ( الفاء ) في الكلمة التي تعقب ( على ) استعمالُ مولّد ليس له أصل في كلام
العرب ،والصحيح أن يقال ( :وعليه حكمت ) أو ( فعليه حكمت ) ،وممن انتقد هذا
الاستعمال الشيخ محمد رضا ،وخالفه عدد من أهل النظر والتحقيق ،منهم الشيخ
محمد تقي الدين الهلالي بقوله « :ما ذكرتم في مسألة عمل الفاء فيما قبلها ( ، ) ٢ونقلتم ،
فهو الصواب ،والعرب تتساهل وتتوسع في مثل هذه الفاء ،وقد قال بعض النحاة بمثل
قلت :الكلام في هذه المسألة قريب من سابقتها ،وأفردتها في مبحث مستقل ؛ لكثرة
من يستعملها من القضاة ،فـ ( على ) هنا متعلقة بمحذوف يُقدَّر بنحو بناء على كذا ،
وتقديمك المفعول لأجله لا يسوغ لحوق الفاء لعامله المتأخر؛ لذا يظهر أن الصواب في
هذه المسألة ( :وعليه حكمت الدائرة على المدعى عليه ) و ( عليه ما ذكره المدعي في
:دراسات في فلسفة النحو والصرف واللغة والرسم ،لمصطفى جواد ص ، ٩٥ورد الشارد إلى
( ) 1ينظر
طريق القواعد ص ، ١٦والسيد رشيد رضا أوإخاء أربعين سنة ص ، ۳۸۹ومجلة مجمع اللغة العربية
بدمشق ( ، ) ٢٧٤/١٥ومجلة اللسان العربي ( . ) ٤٢٠/١/٩
( ) 2أفرد السيوطي في كتابه :همع الهوامع ( ) ٣٥٨/٤بحثًا مستقلاًفي مسألة ( عمـل مـا بعـد الـفـاء فيما
قبلها ) .
٢٧٨
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
أسباب الحكم ومنطوقه
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
رأيت بعض قضاة التنفيذ في سنين خلت ،يَرُدُّ الحكم القضائي إذا خلا من ( الإلزام ) ،
ولعله استند في رأيه هذا إلى بعض فقهاء الحنفية ،قال علي حيدرفي ( درر الحكام ) :
ومن قواعد الصك أن يُذكرفي الحكم الشرعي المبني على الإقرار عبارة إلزام » ( ، )١وهو
مردود من وجهين ،الأول :أن الحكم والقضاء يفيدان الأمر والإلزام في الوضع اللغوي
قال الراغب « :القضاءُ :فصلُ الأمر قولًا كان ذلك أو فعلا ،وكلُّ واحدٍ منهما على وجهين :
إلهي ،وبشري ...ومن القول البشري ،نحو :قضى الحاكم بكذا » ( ، ) ٢والوجه الآخر أن
الفقهاء ذكروا أن ( الحكم ) و ( القضاء ) و ( الإلزام ) من صيغ الحُكْم ،والاكتفاء بواحد من
هذه الألفاظ يجعل الحكم مُلْزِمًا ،قال الشربيني الشافعي « :ولـم يـبـيـن المصنـفُ صيغـةً
الحكم اللازم وصيغته قوله ( :حكمت على فلان لفلان بكذا ) ،أو ( قضيتُ بكذا ) ،
أو ( نَفَّذت الحكم به ) أو ( ألزمت الخصم به ) ،أو نحو ذلك » ( ،)۳ويقول الأشفورقاني
الحنفي « :وكان القاضي الإمام شمس الإسلام محمود الأوزجندي يقول :لا بد أن يقول
القاضي ( :قضيتُ بكذا ) ،أو يقول ( :حكمت ) ،أو ( أنفذتُ عليك القضاءَ ) » (. )٤
وحاصل ما تقدم ،أنه يجوز للقاضي أن يحكم بقوله ( :حكمت على المدعى عليه بأن
يدفع للمدعي كذا ) أو ( قضيـت علـى المدعى عليـه بـأن يدفع للمدعــي كــذا ) أو ( ألزمت
ملجقا
ا
اللحن
لء
س ضا
) . ( ٦٦٣/٤ ) ( ١
۲۷۹
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث الثالث
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
هذا التعبير عند كثيرين خطأً ،والصياغة الصحيحة قولهم ( :فسخت نكاح المدعية
من زوجها المدعى عليه ،وبه حكمت ) ؛ ووجه ذلك :أن الحكم إلزام ،والفسخ يكون من
القاضي ،ولا وجه لإلزام نفسه به ،وإنما القاضي يُلزمُ الزوجين بآثارالفسخ ،كذلك أن
تَقَدُّم الحكـم عـلـى الفسخ إنمـا هـو إلزام بالفسخ من غير وقوع لـه ،بخلاف ما لو تأخـر
الحكم عن الفسخ ،فهو إيقاع للفسخ ،ثم إلزام به ،وهذا تفريق مليح ،لكن في النفس
شيء من هذه التخطئة ،فأما المقدمة الأولى فيجاب عنها بأن القاضي لو حكم بقوله :
( فقد حكمت بفسخ عقد البيع ) ،فلا يصح على هذا الرأي ؛ لأن القاضي ألزم نفسه بهذا
الحكم ،وأما قولهم بأنه يجب أن يلي الحكم الفسخ ،فمردود بأن حُكْمَ القاضي بالفسخ
يتضمن فسخ النكاح وإيقاعه ،ولا يفتقر هذا الحكم إلى منفذ له ؛ لمن اشترط في الأحكام
والذي يظهرجواز مثال الباب ) حكمت بفسخ نكاح المدعية من زوجها مثلما يجوز
في ( الصَّحَاح ) « :الصلاح :ضد الفساد ،تقول :صلح الشيء يصلحُ صُلُوحًا ...
والإصلاح :نقيض الإفساد ،والمصلحة :واحدة المصالح » ) ،قال اليازجي « :ومثله ،قولهم :
ولم يأت الصالح في شيء من اللغة بهذا المعنى ،وإنما هو من كلام العامة » ( ، ) ۳وقد أشارإلى
( ) 1ينظر لغة الجرائد ص ، ۱۱ومعجم أخطاء الكتاب ص ، ٣٤٢ومعجم الأخطاء الشائعة ص ، ١٤٢
وأخطاء ألفناها ص ، ٩٥ونحو إتقان الكتابة العلمية باللغة العربية ص ، ۹۷ومجلة مجمع اللغة
العربية بدمشق ( ) ١٧٦/١و( . ) ٥٠٦/٧
) . ( ۳۸۳/۱ ) ( ٢
( ) ۳لغة الجرائد ص . ۱۱
٢٨٠
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
أسباب الحكم ومنطوقه
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
حكمت باستمرار الحضانة والعدناني ،ولذلك الوجه الصحيح أن يقال في مثال الباب :
لصالح المدعية ) ،وفي مثال آخر ،يقال ( :وقد نفَّذَتْ موكلتي القرار لمصلحة الورثة المدعين ) ،
ولا يصح أن يقال في هذين المثالين ( :لصالح ) لما تقدم قبل من أسباب .
عندهما أن يقال ( :الحكم الصادر عليه ) ،ومثله قولهم ( :وصدر بحقه الحكم القضائي )
والصحيح ( وصدر عليه الحكم القضائي ) ،وهذا الانتقاد في محله ؛ فـ ( بحقه ) لا معنى لها
في هاتين الجملتين ،وإنما شاعت في لغة القضاء والإعلام حتى ظُنَّ أن استعمالها في هذا
استعمال ( سداد ) في هذا المثال ونظائره مما هو شائع في اللغة القضائية ؛ لعدم وروده بمعنى
( ما يؤدى به ) أو ( يُقضى ) في معجمات اللغة ،لكن جاء في بعض المعجمات ،ومنها ( التاج )
ما نصه « :ومن المجاز :فيه ( سداد من عَوَز ،و أصبتُ به سِدادًا من عيش ،لما تُسَدُّ به
الخَلَّة ) ،أي :الحاجة ،ويُرْمَق به العيشُ ،فيُكْسَر ( ،وقد يُفتح ) ،وبهما قال ابن السكيت ( ، )۳
في
ملجقا
ا
اللحن
لء
س ضا
( ) 1ينظر :معجم الأخطاء الشائعة ص ، ۱۳۹ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( . ) ٥٤٨/٧
( ) ٢ينظر درة الغواص ص ، ٤٠٧والمزهر في علوم اللغة وأنواعها ( ، ) ٢٩٤ / ٢ومعجم الأغلاط اللغوية
المعاصرة ص ، ۳۰۱ومعجم الصواب اللغوي ص ، ٤٤٠والقرارات المجمعية ص ، ١٤٥والألفاظ
والأساليب ( . ) ٢٢٢/١
( ) ۳ينظر :إصلاح المنطق ( . ) ١٠٤/١
٢٨١
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث الثالث
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
والفارابي ( ، ) ١وتبعه الجوهريّ ( ، )۲والكسر أفصح ،وعليه اقتصر الأكثرون ،منهم ابن قتيبة (، )۳
)(٤
وثعلب ( ، )4والأزهري ( ، )٥لأنه مستعار من سداد القارورة فلا يُغيّر » ( ،)٦فمن اللغويين من
أجاز فتح السين وكسرها في ( سداد ) إذا كان المعنى سد الحاجة ،ومن مَنَعَ ،فهو يرى أن
( سداد ) بالكسر :سدُّ الحاجة ،و ( سداد ) بالفتح :القصد في الدين والسبيل ( ، )۷وقد بحث
هذه المسألة عطية الصوالحي عضو المجمع القاهري ،وقال « :ولما كان الدين بابا تصدر فيه
متاعب المدين ،ومُنَفِّصَات عيشه ،صح أن يكون ما يسدّ به الدين ويقتضى سدادًا مجازا ،
كما قيل لما تسد به الخَلة ( سَداد ) مجازاً ،أيضًا بفتح السين فيهما ،وإن كان المستعار منه ،
،
وهو ( سداد ) القارورة بكسر السين ؛ لأن ابن السكيت ومن وافقه تصرفوا في المستعار
فأجازوا فيه الفتح ،وبناءً على كل ما سبق يكون قولهم ( :سداد الدين ) بمعنى ما يؤدى به ،
يستعمل كثير من الناس لفظ ( السداد ) في أو يتقضى صحيحًا » ( ، )۸وجاء في قرار المجمع :
معنى قضاء الدين ،أو أدائه ،وترى اللجنة أن هذا الاستعمال جائزعلى أن ( السداد ) فيه
وخلاصة ما تقدم ،أن كلمة ( سداد ) بكسر السين ،تستعمل في غطاء القارورة ،وأن بعض
أهل اللغة أجاز فتح سين ( سَداد ) في هذا المعنى ،كما استُعمل ( السداد ) مجازا في قولهم :
سداد من عوض ) ،وبذلك يجوز تصحيح قولهم ( :سَداد الدين ) على أنه نوع من المجاز.
ولذا صح لك أن تقول ( :ألزمت المدعى عليه سَداد فاتورة الكهرباء مبلغًا وقدره كذا ) .
٢٨٢
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
أسباب الحكم ومنطوقه
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
يشيع في اللغة القضائية عدم التفريق بين ( القيمة ) و ( الثمن ) ،مع أن لكل منهما
معنى غير الآخر ،وفي ( البحر الرائق ) لابن نجيم الحنفي « :والفرق بين الثمن والقيمة :أن
الثمن ما تراضى عليه المتعاقدان ،سواء زاد على القيمة أو نقص ،والقيمة :ما قُـوم بـه
الشيء بمنزلة المعيار من غير زيادة ولا نقصان » ( ، )٢ومثله الحريري بقوله « :وقد فرق
أهل اللغة بين القيمة والثمن ،فقالوا :القيمة ما يوافق مقدار الشيء ويعادله ،والثمن
ما يقع به التراضي مما يكون وفقًا له ،أو أزيد عليه ،أو أنقص منه » ( ، )۳ويرى بعضهم
جوازاستعمال الثمن والقيمة في معنى واحد ،قال الشهاب الخفاجي في شرحه على ( درة
البجيرمي ) « :لأنا لا نقول لا تلازم بين الثمن والقيمة ،فقد تكون قيمته مئة ،ويشتريه
شخص بمئة وعشرين مثلًا » (ه) ،وحاصل الكلام فيما تقدم ،أن الأولى التفريق بين
المصطلحين ،فالقيمة :هي الثمن عند عامة الناس ،والثمن :هو الذي وقع عليه العقد ،
فإذا اشتريت ما يساوي تسعة بعشرة ،فالقيمة تسعة والثمن عشرة ،ولذلك تقول
في مثال الباب ( :ألزمت المدعى عليه أن يدفع للمدعي الباقي من ثمن السيارة البالغ
قدرها ، ) ...ومثال آخر على استعمال القيمة ) في موضعه الذي ينبغي أن يوضع فيه :
( وقد عرض المدعى عليه بيته للبيع بقيمة قدرها مليون ريال ) .
في
ملجقا
ا
اللحن
لءضا
( ) 1ينظر :درة الغواص وشرحه ص ، ٢٤٤وأساليب العرب في صناعة الإنشاء ص ، ١٠٢ومعجم الأخطاء
س
الشائعة ص ، ٥٢ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ) ٢٦٩/٢و ( ، ) ٥٤٧/٧ومجلة لغة العرب
( ، ) ٧٦٤/٨ومجلة المنهل عدد جمادى الآخرة سنة ١٣٦٥هـ ،ص . ٢٧٦
( ) ٢البحر الرائق شرح كنز الدقائق ( . ) ١٥/٦
( ) ۳درة الغواص ص . ٢٤٤
( ) ٤ص . ٢٤٨
).(195/5) (0
٢٨٣
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث الثالث
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
ومما يتصل بهذه المسألة ،أن بعضهم يجمع ( القيمة ) ،على ( أَقْيَام ) ،ومثاله :
( وبلغت عقارات أَقْيَامًا عالية ) ،وهو غلط فاش لدى التجار ،وسرى في اللغة القضائية ،
و ( فِعْلَة ) تُجمع على ( فِعَل ) بكسر الفاء ،وفتح العين ،فتقول ( :قيم ) ،و( شيمة ،وشِيَم ) ،
و ( حيلة ،وحِيَل ) ؛ ولذا الصحيح أن تقول ( :وبلغت عقاراته قِيَما عالية) .
الأصل عند العرب قولهم ( :جاء من فوره ) ،وليس ( جاء فورا ) ،ومنه قوله تعالى :
وَيَأْتُوكُم مِّن فَوْرِهِمْ هَذَا ﴾ [ آل عمران ، ] ١٢٥ :قال البيضاوي في تفسيره ) « :مـن سـاعتهم هذه ،
وهو في الأصل مصدر من فارت القدر إذ غلت فاستعير للسرعة ،ثم أُطلق للحال التي لا
ريث فيها ولا تراخي ،والمعنى :إن يأتوكم في الحال » ( ، ) ٢وشاع استعمال ( على الفور) عند
الفقهاء ،قال الفيومي « :وقولهم ( :الشفعة على الفور من هذا ،أي :على الوقت الحاضر
الذي لا تأخير فيه ،ثم استُعمل في الحالة التي لا بطء فيها ،يقال :جاء فلان في حاجته ،ثـم
رجع من فوره ،أي :من حركته التي وصل فيها ،ولم يسكن بعدها » ( ، ) ۳أما الاستعمال
الشائع في زمننا هذا ( جاء فورًا ) ،فقد أجازه مجمع اللغة القاهري ،على الحالية ( ،)٤على
بعض محققي العربية لم يرتض تخريج ( فورًا ) ،ومنهم الشيخ محمد النجار ،يقول :
« وقد يبدو تخريج هذا الاستعمال بأن الكلام على تقدير محذوف ،فقولهم :احضر
فورًا ) ،أي :حضور فور ،وقد عرفت أن ما أُثر من كلام العرب ،ومـن عـلـى سـنـنـهـم علـى غـيـر
ينظر لغويات ،وأخطاء لغوية شائعة ص ، ۱۱۷ومعجم أخطاء الكتاب ص ، ٤٧٥ومعجم الأخطاء الشائعة ص ، ١٩٧ ( )1
ومعجم الصواب اللغوي ص ، ٥٩٠والقرارات المجمعية ص ، ١٠ومجلة مجمع اللغة العربية بالقاهرة ( . ) ١٨٧/٧
( ) ٢أنوار التنزيل وأسرار التأويل ( . ) ٣٧/٢
( ) ۳المصباح المنيرص . ١٨٤
( ) ٤ونص القرار « :نظر المجلس في قولهم ( :جاء فورًا ) ،و ( دفع الثمن فورًا ) ،و ( جاء فور الحين ،وفور
الساعة ) ،ولاحظ أن التعبيرالمألوف في العربية ( :جاء من فوره ) ،بمعنى جاء ،ولم يُعرج ،أو جاء من
ساعته ،و( جاء على الفور) ،أي ::لا على التراخي ،ورأى المجلس أنه يصح أن يقال ( :جاء فورًا ) ،و( دفع
الثمن فورًا ) على الحاليّة ،والفور السرعة ،وعدم التراخي » القرارات المجمعية ص . ١٠
٢٨٤
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
أسباب الحكم ومنطوقه
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
هذا الوجه » ( ، )۱ورأيتُ بعض القضاة عندنا يتحاشى استعمال ( فورًا ) ،ويُجري في ضبوطه
ما جرى عليه الفقهاء من استعمال ( على الفور ،ولما تقدم يصح لك أن تقول ( :حكمت
على المدعى عليه بإخلاء العقار على الفور) ،وهو موافق لاستعمال الفقهاء ،أو حكمت
على المدعى عليه بإخلاء العقار فورًا ) بناءً على السبب الذي ذكره مجمع اللغة بالقاهرة .
ومثله قول بعض المدعين ( :وأوقفت تلك الدعوى مؤقتًا ) ،واستعمال ( مُوْقَتًا )في
هذين المثالين من الأخطاء الشائعة التي قلَّ من ينتبه لها ،وأول مـن نبـه عـلـى هـذا الغلط
من المعاصرين مصطفى جواد في مجلة ( لغة العرب العراقية ) ،بقوله « :وقالوا ( :جريدة
أدبية تصدرفي الأسبوع مرةً مُؤقتًا ) و ( أرى هذه الوظيفة مُؤقَتًا ) مريدين ( من دون وقتٍ
محددٍ ) مع أن المؤقت هو الذي يكون في وقت معين معلوم ،فالصواب ( :تصدر بلا أجـل
ولا يخفى عليك أن الوقف إذا عَرِي من شيء يحدد أمده ،كان الوقف مجهولًا.
قررت وقف تنفيذ القرار المذكور أعلاه مؤقتًا حتى الحكم في هذه أرأيت لو قلت :
الدعوى ) فهو مثال صحيح ؛ لأن وقف القرارأُقْتَ لزمن معلوم ،وهو صدور الحكم في الدعوى
المنظورة ،ومثل ذلك في الصحة قولهم ( :وقد أوقفت تلك الدعوى مؤقتًا لحين الانتهاء من هذه
في
اللحن
ملجقا
ا
الدعوى ) فيكون وقفَ الدعوى الأخرى مؤقتًا بوقت معين ،وهو الانتهاء من الدعوى المنظورة .
لء
س ضا
)(1
كذا لِقَاء حبس المدعى عليه للكتب
أدى إليه كذا لِقَاء عمله ) ،أي :في مقابل عمله ،ولم يُنقل يقول اليازجي « :ويقولون :
استعمال ( اللقاء ) بهذا المعنى » ( ، ) ٢ويقول عبد القدوس الأنصاري « :إذا عُرف هذا فليعلم
أن الذي دعاني لعدها ملحونة ،هو كثرة إيرادها في مثل هذا التركيب ( لا يبالي بالإعراض
لقاء قيامه بالواجب ) ،فأنت ترى أن المراد منها هنا أداء بمعنى ( بجنب ) لا معناها اللغوي
الذي هو المُلاقاة ،هذا وإن استعمال الكتاب لـ ( لِقَاء ) في أشباه التركيب المذكورآنفا ،أدخل
إلى فكري أنهم اختزلوها -لعدم المبالاة وقلة التبصر -من كلمة ( تلقاء ) التي من شأنها أن
تؤدي معنى ( بجنب ) كما تؤديه زميلتاها ( :إزاء ،وأمام ) من باب المجاز المرسل » ( ، )۳ومما
تقدم لا يصح استعمال ( لِقَاء )في مثال الباب ونظائره ،ويمكن تصحيح هذا الاستعمال
بقولنا ( :ألزمت المدعى عليه تعويض المدعي مبلغا قدره كذا مقابل حبس المدعى عليـه
للكتب ) أو (إزاء حبس المدعى عليه للكتب ) ،أو بَدَلَ حبس المدعى عليه للكتب ) .
ومثله ( :حكمت على المدعى عليه بالسجن فترة سنتين تبدأ من تاريخ ، ) ...وقولهم
أيضًا ( :فترة الصباح ،وفترة المساء ،واستعمال ( الفترة ) في هذه الأمثلة من الأغلاط
٢٨٦
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
أسباب الحكم ومنطوقه
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
الشائعة ،ففي قوله تعالى﴿ :يَتَأَهْلاَلْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِّنَ الرُّسُلِ )
[ المائدة ، ] ١٩ :فُسّرت ( الفترة ) بانقطاع الوحي ،وفتور من الإرسال ( ، )۱وفي ( الصحاح ) :
الفترة ما بين الرسولين من رسل الله عَزَّوَجَلَّ » ( ، ) ٢قال الهلالي « :ومن ذلك تعلم أن الفترة
ليس وقت العمل ،بل هي ما بين عملين :فالوقت الذي لا يكون فيه عمل ،هو الذي
لذا تقول ( :ألزمت المدعى عليه أن يدفع للمدعي الأجرة من تاريخ ١٤٣٩ / ٠٤ / ١٧هـ
حتى تاريخ ١٤٤٠ / ١٠ / ١٧هـ ،وحكمت على المدعى عليه بالسجن مدة سنتين تبدأ من
تاريخ ، ) ...و( وقت الصباح ) و ( وقت المساء ) ،ومما يتصل بهذا الباب أن كثيرًا من
الناس يدخل ( اللام ) على ( مدة ) فيقولون ( :للمدة من تاريخ كذا إلى كذا ) ،والأولى عـدم
في ( عثرات الأقلام ) « :ومنها قولهم ( :حوكم المجرمون ،وحكم عليهم بالموت بعد أن
ر ( أدان ) أي :
درقامت على إدانتهم أدلة قاطعة ) لا معنى للإدانة في هذه الجملة ؛ لأنها مصد
أخذ دَيْنًا ،أو أعطى دَيْنًا ،ومن أخذ دَيْنًا ،أو أعطاه ،لا يستحق الحكم عليه بالموت »( ه) ،
وتحقيق ذلك أن ( أدان ) في اللغة لا تأتي بمعنى الجزاء إطلاقًا ،ففي ( التاج ) ( « :ودِثْتُه ،
في
ملجقا
ا
اللحن
لء
س ضا
٢٨٧
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث الثالث
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
بالكسر دَيْنًا ( وأَدَنْته ) إدانة ( :أعطيته إلى أجل ( فصار عليه دين ...وأدان معناه :أنه
باع بدين ،أو صار له على الناس دين » ( ، )١فلم يأت الفعل ( أَدَانَـه ) ومصدره ( إِدَانَة ) في
معجمات العربية ،إلا على معنى الاستقراض أو البيع بالدين ونحوهما ،أما الاشتقاق الذي
يمكن حمل معنى الجزاء عليه ،فهو من باب ( دانَ يَدينُهُ دِينًا ) بكسر الدالفي المصدر ،وفي
( التاج ) أيضًا ( « :والدين ،بالكسر :الجزاء ) والمكافأة ،يقال :دَانَه دِينًا ،أي :جازاه ،يقال :
( كما تدين تدان ) أي :كما تُجـازي تُجازى بفعلك ،وبحسب ما عَمِلْتَ » ( ،) ۲وعلى هذا الرأي ،
تقول ( :دانت المحكمة فلانًا ) ،وليس ( أدانت المحكمة فلانا ) ،وتقول ( :ثبت للمحكمة
درست اللجنة هذا ،وانتهت إلى ( أَدَانَ ،وإدانة ) محل ( دَانَ ،ودِينة ) ،ومما جاء في القرار:
أن ( دَانَ ) الثلاثي المتعدي يشترك مع الرباعي في معنى الإقراض ،وينفرد بمعنى المجازاة ،
كما جاء في ( اللسان ) ( ، ) ۳وليس ببعيد في رأي اللجنة أن يحمل الرباعي على الثلاثيفي دلالة
المجازاة ؛ ليكون ( أدَانه ) بمعنى جازاه ،وتكون ( الإدانة ) بمعنى المجازاة ،وثَمة توجيه آخر:
أن قولهم ( دَانَ شخصًا ) معناه في اللغة أيضًا حَمَله على ما يكره ،ومن الممكن أن يكون
( أَدَانَه ) محمولًا على هذا المعنى ؛ إذ الحكم بالإدانة أساسه الحمل على غير المحبوب
ولهذا يرى المجمع إجازة استعمال قولهم ( :أدانت المحكمة فلانًا ) أو ( حكمت بإدانته )
في المعنى الذي يُستعمل فيه » ( ، )٤وهذا تخريج من المجمع حسن ،ولا سيما الوجه الأول ،
إلا أنه لو كان الفعل الثلاثي ( دَانَ ) لازمًا ،لسوغنا بناء الرباعي منه ( أدان ) ليكون متعديًا ،
مثل الفعل الثلاثي اللازم ( ذهب ) ،ورباعيّه المتعدي ( أذهب ) ،ولمن يرى صعوبةً في هجر
( أَدَانَ ) وترك ( إدانة ) ،ويرى أن ( دانَ ) ومصدره ( دينة ) أجنبيان عن اللغة القضائية
) . (٥٠/٣٥ ) ( ۱
) . ( ٥٢/٣٥ ) ( ٢
). ( ١٦٧/١٣ ) ( ۳
٢٨٨
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
أسباب الحكم ومنطوقه
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
-٢٨٦الإعدام
هذا المصطلح غير مستعمل في قضائنا ،والشائع في السجلات القضائية قولهم :
( حكمنا على المدعى عليه بالقتل حدًّا ،أو قصاصا ،أو تعزيرًا ) ،ولم أجد لفظة ( الإعدام )
مضبوطةً إلا في قرار صدر من جهة شبه قضائية بقولهم ... ( :لأن بقاءه في المستشفى
في ظل عدم وجود مستلزمات طبية ،وأطباء من أهل الاختصاص في جراحة الأطفال
هو الحكم بالإعدام على هذا الطفل ) ،و ( الإعدام ) لفظة تسري على ألسنة الناس ،وإن
لم يكن لها موضعُ في لغة القضاء ،وقد جرى خلاف قبل مئة سنة في استعمالها ؛ لأنه
اصطلاح مأخوذ من الأتراك ( :حكمت المحكمة بإعدام فلان ،والمسموع عن العرب :
( أعدم الرجل ) ،أي :افتقر ،و ( أعدم فلانًا ) بمعنى :منعه ،ولم يُسمع عنهم استعمال
( أعدم ) بمعنى :إعدام الحياة ،وممن منع استعمال ( أعدم ) في هذا المعنى :إبراهيم المنذر
،ومرةً
الإعدام ) فإني لا أقولها إلا في معنى الفقر وشكيب أرسلان الذي قال « :وأما
اضطررت إلى كتابة يفهمها العامة ،فقلت ( :حُكم عليهم بإعدام الحياة ) فاعترض جاهل
يدعي العلم في اللغة ،وليس منها في قبيل ولا دبيرٍ ،فقال :ما هذا التعبير؟ إعدام الحياة ،
أفليس لفظ الإعدام وحده كافيًا ؟ فأجيب :كلا ،ليس كافيًا ؛ لأن الإعدام وحده انصرف
إلى معنى الفقر الشديد ،ولذلك وجب لدلالته على القتل أن يقال ( إعدام الحياة )
أو ( إعدام الوجود ) » ( ، ) ٢وقد استفتي مجمع اللغة بدمشق سنة ١٣٤٣هـ عن صحة
الكبير عبد القادر المغربي في أربع ورقات ،وقد ذهب إلى صحة قولهم ( :حكمت المحكمة
حكمت المحكمة بإعدام فلان ) هو مصدر بإعدام فلان ) ،ومما قاله « :فإن قولهم :
في
ملجقا
ا
اللحن
مضاف لمفعوله الأول ،وقد حذف مفعوله الثاني ،والتقدير ( حكمت المحكمة بإعدام
لء
س ضا
( ) 1ينظر :تذكرة الكاتب ص ، ١٠٥والسيد رشيد رضا أو إخاء أربعين سنة ص ، ٣٤٦ومعجم الصواب
اللغوي ص ،٥٥والقرارات المجمعية ص ، ٣٦وقرارات مجمع اللغة العربية بدمشق في الألفاظ
والأساليب ( ، ) ١٥/١ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ) ٢٦٩/٢و ( ) ٢٨٦/٥وهي فتوى لغوية
للمغربي في الإعدام ،و( ) ٥٠٨/٧و ( ، ) ٥٤٤/٨و( . ) ٧٨/٩
( ) ۲مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( . ) ۷۸/۹
٢٨٩
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث الثالث
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
فلان حياته ) فحذفنا كلمة ( حياته ) ،وأضفنا المصدرإلى مفعوله الأول ،وتارة يحذفون
حكمت المحكمة بالإعدام ) ،أي :بإعدام فلان حياته ،وكل ذلك المفعولين معًا ،فيقولون :
جائز كما لا يخفى » ( ، )١وقد نقل داغر عن العلامة أحمد تيمور باشا أن الحافظ ابن حجر
استعمل ( الإعدام ) بمعنى ( إعدام الوجود ) في ( الدرر الكامنة ) ،وإليك نص ما قاله في
ترجمته لمسعود بن أحمد الحارثي الحنبلي « :ويقال إنه الذي تعمد إعدام مسودة كتـاب
والذي يظهر صحة قولهم ( :حُكِمَ على المدعى عليه بالإعدام ) أو ( حَكَمَتِ المحكمة
)(۳
تبدأ من ( ...
)٣
في ( التاج ) « :سَجَنَه ) يَسْجُنُه سَجْنًا ( :حَبَسَه ) ( ...والسِّجْنُ ،بالكسر :المَحْبَسُ ) ،
[ يوسف ، ] ۳۳ :وقرئ بفتح السين ،وهـو قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ ومنه قوله تعالى:
ينطقون ( السِّجن ) بكسر السين ،ولا معنى له في هذا المثال ؛ إذ هو مكان الحبس ،
والأجود استعمال المصدر ( السجن ) بفتح السين فيكون المعنى :الحكم عليه بالحبس
290
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
أسباب الحكم ومنطوقه
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
ومثله ما يكتب في العقود ( :إذا تعذر تسوية هذا النزاع بالطرق الودية ،وتعذر
التصالح فيه ) وهذا الاستعمال صحيح فصيح ،ففي ( التاج ) « :والطريق :السبيل ،
معروف ،يُذَكِّر ،ويُؤنَّث ،يقال :الطريق الأعظم ،والطريق العظمى ،وكذلك السبيل » ( ) .
والجمع منه :الطرق ،وأما لفظ ( الطرائق ) الذي يستعمله بعض الكتاب هذا اليوم
بمعنى السبيل ،فمفرده ( طريقة ) ،وفي ( التاج ) « :والطريقة ( :الحال ) تقول ( :فلان )
على طريقةٍ حسنةٍ ،وعلى طريقةٍ سيئةٍ » ( ، )۳فطريقة الرجل مذهبه ،وسيرته ،وحاله ،
﴿أَنَامِنَا الصَّلِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَابِقَ قِدَدًا ﴾ [ الجن . ] ١١ :
وَ ومنه قوله تعالى :
ولما تقدم لا يصح لك أن تقول ( :وهذا الحكم لا يخضع لطرائق الاعتراض ) ،ولا
يصح أيضًا قول :إذا تعذر تسوية هذا النزاع بالطرائق الودية ،وتعذرالتصالح فيه )
لم يرد ( الشَّطْبُ ) في اللغة بمعنى الإلغاء أو المحو ،وغلط جمع من المتأدبين
استعمال ( الشطب ) في معناه الشائع اليوم ،وهو إمرار القلم على بعض ما سبقت
قائمة
كتابته لأجل محوه ،ويدخل فيه بالتبع إلغاء الدعوى القضائية ،وشطبها من
في
اللحن
ملجقا
ا
( ) ۱ينظر :معجم الأخطاء الشائعة ص ، ١٥٥ونحو إتقان الكتابة العلمية باللغة العربية ص ،٢٠١ومجلة
ضا
) . ( ٧٢/٢٦ ) ( ٢
) . ( ٧٣/٢٦ ) ( ٣
291
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث الثالث
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
الجلسات ،غيرأنه جاء في ( النهاية ) لابن الأثير « :وفي حديث عامر بن ربيعة ( أنه حمل
على عامر بن الطفيل ،وطعنه ،فَشَطَبَ الرُّمْحُ عن مَقْتَله ) ،أي :مال وعدل عنه ،ولم
، )١
يَبْلُغه ،وهو مِنْ شَطَبَ ،بمعنى بَعُدَ » ( ، ) ۱وفي ( اللسان ) « :وشَطَبَ إِذا عَدَل ومالَ » (
وبعضُ من أجاز استعمال ( شَطَبَ ) بمعنى ( مَحَا ) ،حَمَلَهُ على المجاز ،هو أن ( شَطَبَ )
من شُطُوب السيف ،وشُطبه وشُطبه ،أي :طرائقه التي في متنه ،من قولهم :سيف
مُشَطَب ومَشْطوب ،وجاء في ( شفاء الغليل ) للشهاب الخفاجي ( « :شَطْبة ) :خط يَمَدُّ
قلت :يمكن تضمين ( شَطَبَ عنه ) بمعنى ( عَدَل عنه ) ؛ لأن معنى العدول فيه
الشَّطب ) :القطع ،أو الشق طولًا ،ولا يمنع صحة طارئ ،قال الزعبلاوي « :أصل
قولك ( :شَطَبْتُ عن الكلمةِ ) صواب قولك ( :شَطَبْتُ الكلمة ) إذا مددت عليها خطا
لإفسادها » ( ، ) ٤وقال اليازجي « :وفي استعمال التجار ليومنا هذا ،يقولون ( :شَطَب
إلى أنه لا يُعمل به ،فلا يبعد أن يكون مأخذ الشطب بالمعنى الذي ذكرتموه من هنا ،كأنهم
وقبل مئة وأربعين سنة أحيا الشيخ حمزة فتح الله كلمة ( رَمَّج ) وهي أصرحفي الدلالة
المحو والإزالة ) ،ومثبتة في معجمات اللغة ،إلا أن هذا اللفظ لم يكتب له على معنى
القبول قديمًا وحديثًا ،ولم يلقَ القبول الذي لقيه لفظ ( الشطب )في عصرنا .
وأقر مجمع القاهرة قولنا ( :شطب القاضي الدعوى ) ،أي :حذفها من جدول
) . ( ٤٧٣/٢) ( 1
) . ( ٤٩٧/١ ) ( ٢
)( ٦٨/٣ ) ( ۳
292
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
أسباب الحكم ومنطوقه
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
من الأخطاء الشائعة قولهم ( :أَطْلِقَ سَرَاحُهُ من السجن ) ،وأول مـن نبـه علـى هـذا
،
الإطلاق ) إنما يكون من سجن أو قيد أو أسر الغلط :إبراهيم المنذر ،وسبب المنع أن
( والسراح ) اسم من التَّشريح ،وهو الإطلاق نفسُهُ ،ومنه :سرَّحْتُ المرأةَ إذا طلقتها ،قال
أَوْ تَسْرِيحُ بِإِحْسَنِ ﴾ [ البقرة ] ٢٢٩ : الراغب الأصفهاني « :والتسريح في الطلاق ،نحو قوله تعالى :
،وقوله ﴿ :وَسحَُرِوهُنَّ سَرَاحَا جَمِيلًا ﴾ [ الأحزاب ، ] ٤٩ :مستعار من تسريح الإبل كالطلاق في
قد حان يابن الأكرمينَ سَرَاحُهُ ()۳ قدمت لي وعدا فأين نجاحه
ولذلك لا معنى لقولك :إطلاق السراح ) أو ( فكّ السراح ) ؛ لأن الذي يُطلق هو
المحبوس ،لا المُسَرَّح ،والصحيح قولك ( :وأمرت بإخلاء سبيله من السجن حتى الفصل
في القضية ) أو ( أمرت بإطلاقه من السجن حتى الفصل في القضية ) أو ( أمرت بالإفراج
)(٤
المدعي العام
يُخطئون استعمال ( صادر) بهذا المعنى ؛ لعدم وروده عن العرب ،ولم تثبته المعجمات
وإنما معناه الصحيح ( :المطالبة بـه ) ،والمصادرة في عُرفنا اليوم هو أخذ الشيء عنوةً من
في
ملجقا
ا
اللحن
لءضا
( ) 1ينظر :معجم أخطاء الكتاب ص ، ٢٦٩وأخطاء ألفناها ص ، ١٦ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق
س
( ) ٣١٠/١و( . ) ٥٤٧/٧
٢٩٣
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث الثالث
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
يقال ( :اسْتَصْفَتِ الدولةُ مالَ (فلان ) ،أو ( أَخَذَتِ الدولةُ مالَ فلان ) ،أو ( ضَبَطَتِ الدولةُ
مال فلان ) ،وممن يرى هذا الرأي :مصطفى جواد ،وإبراهيم المنذر ،ومحمد النجار،
أملاكه ) ،فيستعملون الفعل ( صادَرَ) بمعنى أخذ أو حجز والمصادرة في كتب اللغة
( المطالبة ) أو ( الإلحاح فيها ) ،فلا تفيد المعنى المراد في المثالين ،وإنما يفيده الاستصفاء ،
يقال ( :استصفى ماله ) ( ، ) ۱أي :أخذه كله » ( ، ) ۲وفي ( الأساس ) « :وأصفى الأمير دار فلان ،
ويقال :ما أصفيتُ لك إناء ،واستصفى ماله ،وهذه صوافي الإمام ،وهي ما يستصفيه
من قُرَى من استعصى عليه » ( ، )۳وفي اللسان « :الضَّبْطُ :لزوم الشيء وحبسه »( ، )٤غيرأن
بعض أهل التحقيق والنظريرى صحة استعمال ( المصادرة ) في معناه الشائع ،وله أصل
في اللغة ،وأنقل كلامًا مفيدًا للعالم شكيب أرسلان ؛ لما فيه من نفع وفائدة ،يقول :
« المصادرات :ظهر من كلام بديع الزمان أن الكتاب كانوا يستعملون المصادرة بمعنى
( تبليص ) الإنسان من ماله كما نستعملها نحن اليوم ...وظاهر من سكوت بعض
المعاجم عن ذكرها ،ومن قول البعض الآخر أنها ( من كلام كتاب الدواوين ) أن اللفظةً
مولدة في هذا المعنى ،وبقي أن ( لسان العرب ) ( )٥و ( القاموس ) ( )٦يقولان :إن المصادرة هي
المطالبة بالمال ،والحال أن الناس يستعملونها اليوم بمعنى :نزع المـال مـن يـد صاحبه ،
فإذا قلت :صادَرَالوالي فلانًا ،أو صادَرَهُ في أمواله ،كان المعنى أنه ابتزه إياها ،ولم يكن
( ) 1في ديوان الحماسة :لك المِرْباعُ منها والصَّفَايا ...وفي شرح المرزوقي « :وكان له الصَّفِيُّ :واحد الصَّفايا
من جماعة الغنائم والأسلاب والكُراع قبل القسمة ،وهو أن يصطفي لنفسه شيئًا :جاريةً أوسيفًا
أو فَرَسًا » ( . ) ١٠٢٤/٢
( ) ٢تذكرة الكاتب ص . ٩٦
) . ( ٥٥٢/١ ) ( ٣
) . ( ٣٤٠/٧ ) ( ٤
) . ( ٤٤٧/٤ ) ( ٥
( ) ٦ص . ٤٢٣
٢٩٤
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
أسباب الحكم ومنطوقه
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
المعنى مجردَ الطلب ،والجملة التي لبديع الزمان -وبديع الزمان حجة بـيـن أهـل عـصـره -
تفيد أنه
أنه يفهم المصادرة بالمعنى الذي نفهمه نحن اليوم ؛ لأنه يقول إن الحصير ( أُخرج من
دورآلِ الفُرَاتِ وقت المُصَادرات ،وزمَنَ الغَارَات) ( ، )۱فلو كانت المصادرة مجرد المطالبة
لما اقترنت بالغارات ،ومجرد الطلب لا يخرج الحصير حتمًا من الدور المذكورة » ( ، )٢وجاء
في كتاب ( الوزراء ) « :وقد استفسدناهما وأسأنا إليهما ،وصادرنا هما » (. )۳
والذي يظهر صحة استعمال المصادرة لأخذ الشيء بالقوة والغلبة ،فيقال ( :كما
حكمنا بمصادرة السيارة المذكورة في دعوى المدعي العام ( مثلما يصح أن يقال ( :كما
حكمنا بضبط السيارة ) أو (كما حكمنا باستصفاء السيارة ) أو ( كما حكمنا بأخذ السيارة ) .
)(٤
- ۲۹۲وصرحت له بالسفر خارج البلاد
يقال :صرَحَ الشيءَ ،وصرَّحَه ،وأَصْرَحَه ،إذا بمعنى أذن له ،وأطلق له ،وفي ( التاج ) :
بينه وأظهره » (ه ) ،قال الزعبلاوي « :درج الكتاب أن يقولوا ( :صرّح لي فلان بالسفر) أو:
أُعطيتُ تصريحا بالسفر) ببناء ( أُعطيت ) للمجهول ،وهم يعنون بذلك أن يقولوا ( :أَذِنَ
( ) ۳تحفة الأمراء في تاريخ الوزراء ،لأبي الحسن الهلال بن المحسن الصابئ ص . ١٣
( ) 4ينظر لغة الجرائد ص ، ٦٥والمساعد ( ، ) ١٦٨/١وتذكرة الكاتب ص ، ٩٧ومعجم أخطاء الكتاب ص ۹
وص ، ٣٣٦والكتابة الصحيحة ص ٢٢وص ، ١٩٠ومعجم الأخطاء الشائعة ص ، ٢٣ومعجم الخطأ
والصواب في اللغة ص ، ٦٦والأخطاء اللغوية الشائعة في الأوساط الثقافية ص . ٢٢٨
) . ( ٥٣٥/٦ ) ( ٥
٢٩٥
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث الثالث
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
أن تقول أيضًا ( :أبحت له ( السفر) أو ( أجزت له ( السفر) وغيرها من الألفاظ التي تؤدي
ومما يتصل بهذا الباب أنه يصح لك أن تقول ( :فأذنت له في السفر) ،أو ( أذنت
له بالسفر
) ،وقد بحثت هذه المسألة في قولنا ( فأذنت له الدائرة بسؤال خصمه ) ( )۱؛
لأن جماعةً يرون تعدية الفعل ( أَذِنَ ) بـ ( في ) الظرفية ،وليس بـ ( الباء ) ،وبيّنا جوازإحلال
( الباء ) محل (في ) بشرط عدم الالتباس ،ولا لبس في هذا السياق .
٢٩٦
الرابع المبحث
ومثله قولهم :تمَّتْ دراسة المعاملة ) ،وتم إيداع الشيك في صندوق المحكمة ) ،
وهو من الأساليب الشائعة في اللغة القضائية ،لكنه وافد من اللغات الأجنبية ،وليس
في العربية استعمال الفعل المساعد ( تم ) مسنداً إلى الحدث المراد التعبير عن وقوعه من
دون ذكر الفاعل ،وبيان ذلك :أن ( تَمَّ ) فعل مساعد ،ومصدر الفعل في أمثلة الباب هو
الاطلاع ،ودراسة ،وإيداع ) ،والصحيح استعمال الفعل رأسًا سواء أكان فاعله معلومًا
اطلعت على الاعتراض الذي قدمه المحكوم أم مجهولًا ،ففي المثال الأول لك أن تقول :
عليه ) ،أو ( اطلع على الاعتراض الذي قدمه المحكوم عليه ) ،وفي المثال الثاني تقول :
( دَرَسْتُ المعاملة ) أو ( دُرِسَتِ المعاملة ) ،وفي المثال الأخيرتقول ( :وأَودَعَتِ الدائرة الشيكَ
إذا عُلمَ هذا ،فقد يخلط بعضهم بين هذا الاستعمال السقيم الذي ذكرت أمثلته
آنفاً ،وبين أن يفيد الفعلُ ( تم ) معنى تمام الشيء الناقص ،أو استيفائه الغاية بعد
« :من أدرك تدرج ،مثل قوله تعالى ﴿:وَتَمَّتْكَلِمَتُرَبِّكَ صِدْقَا وَعَدْلًا ﴾ [ الأنعام ، ] ١١٥ :وقوله
فمعنى الآية :استمرار كلمة الله ،وأفادت ( تمت ) في الحديث أن الصلاة تامة
وليست ناقصة ،وأفادت في الشعر أن محاسنه كاملة ،ففي النقول إخبار عن الكمال
بأنواعه ،أو انتهاء الشيء بعد تدرج ،مثل قولهم ( :تمت القصيدة ) ،أو ( تم شهر رمضان ) .
( ) 1أخرجه النسائي في السنن ،كتاب المواقيت ،باب من أدرك ركعة من الصلاة ،رقم الحديث ، ٥٥٧ :
) . ( ٢٧٤/١
( ) ٢التذكرة الحمدونية ،لابن حمدون ( ) ۳۷۹/۸
٢٩٨
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
مُخْتَتَمُ الجلسة القضائية
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
أما في أمثلة الباب ،فلا يصلح فيها معنى الاستيفاء أو التدرج ؛ لأنه مما يحدث دفعةً
واحدةً ،فإذا قلت ( :تم إيداع الشيك ) فليس فيه معنى تمام الشيء الناقص ،أو تمامه
بالتدرج ،وإنما حدث جملةً واحدةً ،وهذا الغلط فاش ،ولعل فرار بعض الناس من استعمال
صيغة نائب الفاعل ألجأهم إلى إدخال الفعل المساعد للوصول إلى مصدرالفعل المراد ذكره .
ومثله ( :وبسؤال الطرفين عما سبق ضبطه في الجلسة السابقة صادقـا علـى
صحته ) ،وهم يريدون بـ ( المصادقة على الشيء ) الإقرار والموافقة ،ولا صلة له بهما من
قبيل ولا دبير واستعماله في هذا السياق غلط ،وممن خطّاً هذا الاستعمال :اليازجي
وداغر ،والزعبلاوي ،والعدناني ،ومازن المبارك ،وفي ( الصحاح ) « :والصداقة والمُصادقة :
وافقت المخالَّة ،والرجل صديقٌ ،والأنثى صديقة ،والجمع أصدقاء » ( ، ) ۲والأولى أن يقال :
الدائرةُ على الحكم ) و ( أجازت الدائرة الحكم ) و ( أمضت الدائرة الحكم ) و( أقرت الدائرة
( الحكم وغيرها من المترادفات ،وكذلك في المثال الآخر لا يصح أن يقال ( :صادقا على
صحته ) ،بل يقال ( :وافقا عليه ) و ( أقرا صحته ) وهلم جرا ،غيرأن الناقد مصطفى
بتعدية الفعل نفسه من دون واسطة جواد أجاز أن يقال ( :صادقتِ الدائرة الحكم
،قال في مجلة ( لغة العرب ) « :سألنا أحد أدباء البلدة أيجوز أن يقال ( :صادق
حرف الجر
قلنا :لم يَرِدْ ( صادق فلان على المعاهدة )في كلام فصيح ،بمعنى ( أقرها ) ،و( أثبتها ) ،
و( ووافق عليها ) ،بل صادقها ؛ فقد جاء في ( الإتقان ) للسيوطي ( :إنا نريد أن نسألك عن
في
ملجقا
ا
اللحن
أشياء من كتاب الله ،فتفسّرها لنا ،وتأتينا بمَصَادِقِه من كلام العرب ) ( . ) ٤ ( » )۳
لء
س ضا
( ) 1ينظر لغة الجرائد ص ، ٦٥وتذكرة الكاتب ص ، ٣٤ومعجم أخطاء الكتاب ص ، ٣٣٥ومعجم الأخطاء الشائعة
ص ، ١٤٠ومعجم الخطأ والصواب في اللغة ص ، ٣٢١ونحو وعي لغوي ص ،٢٠١ومجلة لغة العرب ( . ) ١٥٥/٤
) . ( ١٥٠٦/٤ ) ( ٢
) . ( ٨٤٩/٣ ) ( ٣
( ) ٤مجلة لغة العرب ( . ) ١٥٥/٤
٢٩٩
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث الرابع
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
وعلـى مـا نقـلـه جـواد ،يصح أن يقال ( :صادقت الدائرة الحكم ) ،و ( بسؤال الطرفين
عما سبق ضبطه في الجلسة الماضية صادقاه » ،أي :أجازاه ،ووافقا عليه ،إلا أن التعدية
ويقال ( :ترى الدائرة التصديق على الحكم ) ،وغلط اليازجي ،وداغر ،وزهدي جار
الله ،ومازن المبارك هذا الاستعمال ؛ لأن التصديقَ في اللغة خلافُ التكذيب ،قال داغر
« وأصلح بعضهم هذا الخطأ بخطأ آخر ،وهو صدقه ،وكلها غلط ؛ لأن معنى ( صادقه )
كان صديقًا له ،و ( صدقه ) ضد كذَّبه ،فالصواب أن يقال ( :أجاز الشيء ،أو أمضاه ،أو
قلتُ :الأمر كما قالوا ،غير أن ( التصديق ) بمعنى الإقرار والتأييد ،شاع بعد عصور
الاحتجاج اللغوي ،وقد يتوسع في قبول هذه الألفاظ ؛ ولا سيما مع شيوعها وذيوعها ،قال
الراغب « :ويُستعمل التصديق في كلَّ ما فيه تحقيقُ ،يقال :صَدَقني فِعْلهُ وكتابه » (، )۳
نَزَّلَ عَلَيْكَالْكِتَبَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ ﴾ [آل عمران : وقال القرطبي في تفسير قوله تعالى:
« ] ۳:و ( مصدقًا ) حال مؤكّدةً غير مُنتقِلة ؛ لأنه لا يمكن أن يكون غير مصدق ،أي :غير
ثم اعلم أن الفعل ( صدَّق ) في هذا المعنى يتعدى بنفسه بلا واسطة ،فتقول :
( صدقت الدائرة (الحكم ) وترى الدائرة تصديق الحكم ) ؛ ولا يصح أن تقول كما في مثال
الباب ( :صدَّقت الدائرةُ على الحكم ) و ( ترى الدائرة التصديق على الحكم ) .
٣٠٠
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
مُخْتَتَمُ الجلسة القضائية
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
( قبل ) يتعدى بنفسه ،ولا يحتاج إلى واسطة ليتعدى إلى مفعوله ،والباء الداخلة على
( الحكم ) لا لزوم لها ،قال الله تعالى ﴿ :أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ ﴾ [ التوبة ] ١٠٤ :
[ البقرة ، ] ٤٨ :فالآية ،ولم يقل :بالتوبة ،وقوله تعالى ﴿ :وَلَا يُقْبَلُمِنْهَا شَفَعَةٌ وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ
الأولى ورد الفعل ( قَبِلَ ) مبنيًّا للمعلوم متعديًا بنفسه ،وورد في الآية الأخرى بصيغة المضارع
المبني للمجهول ،ولم يدخل حرف الجر ( الباء ) على نائب الفاعل ( شفاعة ) ،غيرأن مجمع
اللغة العربية في القاهرة أجاز بأغلبية أعضائه دخول الباء على مفعول ( قبل ) ،ونص قرار
لجنة الألفاظ والأساليب « :مما شاع في كتابات المعاصرين قولهم ( :قبل بالأمر) ،وقد
درست اللجنة هذا الأسلوب ،وانتهت إلى إجازته :إما على تضمين الفعل فعلًا يناسبه
فيقال :إن ( قَبِل ) مُضَمَنُ معنى رضي ،وإما يُحمل الفعل على نظائره التي تتعدى بنفسها ،
أو بالباء معًا ،وهي كثيرة فيما هو مسموع منصوص عليه » ) ،وأجيب عن تضمين الفعل
الرضا بالأمر يقتضي استحسانه ،وميل النفس إليـه ( قبل ) معنى الفعل ( رضي ) ،بأن
دائما ،أما ( قبول الأمر) فقد يرافقه هذا الاستحسان والميل ،وقد لا يرافقه ،كما ذكر ذلك
الزعبلاوي ،والذي يظهر أن الأولى تعدية الفعل ( قبل ) بنفسه ،فتقول ( :قبل المدعى عليه
الحُكْمَ ) و ( قبلتُ العرضَ المقدم إلي ) ،ولا حرج فيمن أدخل البـاء على ( الحُكْمِ ) .
) ،ويقال في ( تبلغ )
ومثله ( وقـد تـبـلَّـغَ المدعى عليه بموعد هذه الجلسة ،ولم يحضر
في
ملجقا
ا
اللحن
ما قيل في ( تأجَّلَ ) و ( تأسَّسَ ) من عدم جواز هذه الاستعمالات الثلاثة ،ففي اللغة
لء
س ضا
( ) ۳ينظر :معجم أخطاء الكتاب ص ٤وص ، ٥٨ومعجم الأغلاط اللغوية المعاصرة ص ،٧٥ودليل
الأخطاء الشائعة في الكتابة والنطق ص . ١٨
٣٠١
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث الرابع
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
ورد الفعل ( تبلغ ) بمعنى اكتفى به ،ولم يرد بالمعنى المستعمل في مثالي الباب ،ولذلك
فالصحيح قولك ( :بُلَّغَ المدعى عليه بالحكم ) و ( أَبْلَغْتُ المدعى عليه بالحكم ) و( بَلَّغْتُ
المدعى عليه بالحكم ) وكذا يقال في المثال الآخر ،ولا يصح أن يقال ( :تبلغ المدعى عليه
بالأكثرالموافقة على الحكم ) ،وهذه التخطئة فيها نظر؛ فـ الأكثرية ) مصدر صناعي ،
يتألف من اللفظ المزيد عليه ياء النسب ،وتاء التأنيث أوتاء النَّقْل ،قال أبو البقاء الكفوي :
« والأكثر :عبارة عما فوق النصف ،والحكم بالأكثرية ،أو الجميع لا يتوقف على الإحاطة
التفصيلية ،بل يكفيه الإحاطة الإجمالية » ( ، ) ٢وفي ( التاج ) ( « :وأكثرما يُستعمل في النفي )
إنما قال بالأكثرية ،وعَدَل عن قول غيره » ( ، )۳ولذلك فمثال الباب صحيح مستقيم.
يُخطئ بعضُهم تعديةَ الفعل ( نبَّه ) بحرف الجر ( إلى ) في هذا الاستعمال وما يشاكله
في المعنى ،والصحيح عندهم أن يقال ( :مع تنبيه فضيلته على تصحيح الأخطاء ) ...؛
يقول السامرائي « :إن استعمال ( على ) مع ( التنبيه ) يُشيرإلى الهفوات والغلطات ،ومن
( ) ٤ينظر لغة الجرائد ص ، ٧٢وتذكرة الكاتب ص ، ٩٦ومعجم أخطاء الكتاب ص ، ٥٩٣والكتابة الصحيحة
ص ، ٣٥١ومعجم الأغلاط اللغوية المعاصرة ص ، ٦٥٠ومعجميات ص ، ٣٥٠ومقالات في أخطاء لغوية
شائعة ص ، ٢٥٢ومعجم الصواب اللغوي ص ، ٧٤٦ومجلة مجمع اللغة العربية الأردني ( . ) ٣٤١/٣٣
٣٠٢
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
مُخْتَتَمُ الجلسة القضائية
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
ولو عدلنا عن استعمال ( على ) مع ( التنبيه ) إلى حرف الجر ( إلى ) لكان ذلك دالا
والغلط ،كأن يقال ( :التنبيه إلى عمل البر والإحسان ) ،إن استعمال
على غير الخطأ ،
( على ) في كثير من مجالات القول مؤذن بالشر والأذى والاستيلاء » ) ،والقول الحقُ
على خلاف ما ذكره السامرائي من التخطئة ،فيجوزفي هذا المقام أن يوضع أحد الحرفين
قولهم ( نبه عليه ) هو الكثير الغالب ،فذلك أنهم أرادوا معناه ،وهو الإيقاف على الأمر
نبَّهه إليه ) ،فقد أرادوا أثاره فوجهه إلى ما خَفِيَ عليه ليلحظه هو ،فهذا فرق فإذا قالوا :
ما بينهما » ( ، ) ۳قال ابن مالك في ( شواهد التوضيح ) « :وهو استعمال صحيح ،غفل عن
التنبيه إليه أكثر النحويين » ( ، ) ٤والأصل أن يقول ( :غفل عن التنبيه عليه أكثرالنحويين ) ،
مما يدل على تجوزهم في حلول ( إلى ) محل ( على ) في موضع التنبيه على الخطأ والعثار.
ومما له صلة بهذا الباب إحلالُ ( التنبيه ) محل ( الأمر) في قولهم ( :التنبيه على
موظفي الدائرة بعدم التأخر عن الحضور) ،وهو خطأً شــائع ،قــال اليازجي « :وقوله :
( حصل التنبيه على الموظفين بعدم إعطاء الأخبار) ،أي :أمروا بذلك ،ولم يُنقل استعمال
( التنبيه ) بهذا المعنى ،وإنما هو من كلام العامة » ( ، )٥والصحيح أن يقال ( :الأمر على
ملجقا
ا
اللحن
لء
س ضا
( ) ۱وهو غيرأبي هلال العسكري ،صاحب ( جمهرة الأمثال ) و ( الصناعتين ،فأبــو هــلال ابـن أخــت أبي
أحمد وتلميذه .
( ) 2معجميات ص . ٣٥٠
٣٠٣
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث الرابع
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
( مُلاحظة ) من حصول المفاعلة من جانب واحد مما يخرج بها عن حقيقتها ،وهو
رأي مَجْمَع اللغة العربية بالقاهرة ،و ( ملاحظة ) من الفعل ( لاحظ ) ،و( ملحوظة )
من ( لَحِظَ ) ،ولفظة ( ملاحظة ) أكثر شيوعًا في الاستعمال عند الكتاب قديمًا ،ففي
( الكليات ) للكفوي « :النظر :ملاحظة المعلومات الواقعة في ضمن تلك الحركة » (، )٢
ويُفَضِّلُ الكرملي استعمال ( ملاحظة ) ،فيقول « :كنا نقرأ في كتب الأدب قولهم ( :فلان
يلاحظ كذا وكذا فيما يقف عليه مثلًا ،وله ملاحظات كثيرة على ما جاء في الكتاب
فلان يلحظ كذا وكذا فيما الفلاني ) ،والآن نقرأ في صحف وكتب جمة قول بعضهم :
يقف عليه نظره ،وله ملحوظات كثيرة على ما جاء في الكتاب الفلاني ) ونحن لم نعثر
على مثل هذا الاستعمال لهذا الفعل عند حذاق الكتاب وبصراء المؤلفين ،والذي أَلِفْنَاه
ويتبين مما سبق صحة الوجهين ،ولعل استعمالَ ( مُلاحظة ) في قرارات محكمة
( ) 1ينظر الكتابة الصحيحة ص ، ٣٢٣معجم الصواب اللغوي ص ، ٧٢٤والأخطاء اللغوية الشائعة في
الأوساط الثقافية ص ، ١٦٤وفتاوى في اللغة والتفسيرص ،٤٥والقرارات المجمعية ص ، ٢٤٧ومجلة
مجمع اللغة العربية بدمشق ( . ) ١٠٦/١٧
( ) ٢ص . ٦٩٧
( ) ۳مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( . )١٠٦/١٧
٣٠٤
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
مُخْتَتَمُ الجلسة القضائية
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
۳۰۱-وجهة نظر
تركيب إفرنجي محض » ( ، ) ٢قاله محمد كرد علي ،وقد صدّق ،وهي منقولة من
اللغة الفرنسية ،ولا نجد في معجمات العربية ما يُسعف هذا الاستعمال ،يقول الجوهري :
ويقال :هذا وجه الرأي ،أي :هو الرأي نفسه ،والاسم ( :الوِجْهَة ) و( الوُجْهَة ) ،بكسر الواو
وضمها » ( ، ) ۳ويُمكنُ أن يُستغنى عن هذا التركيب ( :ووجهة نظري كذا ) بقولك ( :ورأيي كذا ) .
)(٤
وتأجلت الجلسة إلى يوم ... -٣٠٢
يقال في تأجلت الجلسة ) ما قيل في ( تأسست الشركة ) ،فالفعل ( تأجَّلَ ) على وزن
( تَفَعَّل ( خاص بما يقوم بنفسه ،والجلسة لا تقوم بنفسها ،وهو من الكلام العامي ،ولم
يُسمع ( تأجل ) لازمًا لمعنى تأخَّر إلى أجل ،وبيّنت فيما مضى أن بعضهم أجاز استعمال
فِعْلَ المطاوعة ( تَفَعَّل ) من ( فَعَّل ) ،وأجبت عن هذا الرأي ،ورددته في مكانه ؛ ولذا صواب
مقال الباب أن يقال ( :وأجلت الجلسة إلى يوم ) ...ببناء الفعل على المجهول ،ولا يصح
في ( التاج) « :وغَلَق الباب يغْلِقُه ) من حدَّ ضَرَبَ غَلْقًا ،نقلها ابن دريد ،وعزاها إلى أبي
د ( :لُثْغَةُ أو لُغِيَّة رديئة ) متروكة ( في أغلقه ) فهو مغلق ،أو نادرة ...قال أبو الأسود الدؤلي :
زيد
في
ملجقا
ا
اللحن
:مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ، ) ١٥٠ / ٢٨ومجلة مجمع اللغة العربية بالقاهرة
( ) 1ينظر
ضا
) . ( ٢٣/٦٩
لء
س
ومعجم الخطأ والصواب في اللغة ص ٢٠٥ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ) ٩١/٢و( . )٤٦٩/٧
٣٠٥
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث الرابع
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
ولا أقول لباب الدار مغلوق ولا أقول لقِدْرِ القوم :قد غَلِيَتْ
وأما غَلَّق الباب ،فهي لغة فصيحة ،وربما قالوا :أغلقت الأبواب ،يراد بها التكثير
نقله سيبويه ،قال :وهو عربي جيّد ( ، )۲ ( » )۱وفي ( عثرات الأقلام ) « :ومنها قولهم :قَفَلَتِ
الحكومة محله التجاري ) و( غَلَقَ فلان حانوته مساءً ) ،والصواب فيهما :أقْفَلَ وأَغْلَقَ
بالهمز ،ولم يرد في اللغة ( قَفَلَ ) بهذا المعنى ،أما ( غَلَقَ ) فلغيّة رديئة » ( . )٣
وخلاصة ما تقدم أنه لا يصح أن يقال ( :وكان غَلْقُ الجلسة ) ؛ لأن الفعل الثلاثي
( غَلَق ) لم يرد بهذا المعنى إلا في لغة رديئة عابها جمهور أهل اللغة ،وإنما يصح لك أن
تقول ( :وكان إغلاق الجلسة ) و( وأُغْلِقَت الجلسة ) ،أما الفعل ( قَفَلَ ) فلم يرد بمعنى
الإغلاق ،ولذلك لا يصح أن يقال ( :وكان قُفْلُ الجلسة ) ،وإنما يصح أن يقال ( :وكان
والنصف صباحًا
غلط عدد من المتأدبين هذا الاستعمال ؛ لأن ( تمامًا ) لا تستعمل إلا مع عددٍ صحيح ،
فتقول ( :في تمام الساعة التاسعة ) ،ولا تقول ( :في تمام الساعة التاسعة والنصف ) ،وهذا
تشدد لا وجه يسنده في اللغة ،وتمام الشيءفي اللغة :هو ما يَتِمُّ به الشيء ،فنصف الساعة
تمامه الدقيقة الثلاثون ،ولذلك الاستعمال الوارد في مثال الباب صحيح لا شيء فيه .
٣٠٦
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
مُخْتَتَمُ الجلسة القضائية
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
،قال :
ومما يتصل بهذا الموضوع أن أسعد داغر غلط هذا الاستعمال لسبب آخر
« ويقولون ( :ابتدأت الحفلة في الساعة التاسعة ونصف ) ،وهو استعمال غريب جدا ؛ إذ
إنه لا وجه لعطف ( نصف ) على الساعة التاسعة ) ،وصححها بعضهم بالقول ( :التاسعة
والنصف) ،وهو أيضًا خطأ والصواب أن يقال ( :في منتصف الساعة العاشرة ) ،أو (في
الساعة التاسعة والدقيقة الثلاثين ) » ( ، )۱وهذا تشدد آخر أيضًا ،فالتنوين في ( نصف )
تَعْقُبُ الساعة التاسعة ؛ ولذا لوقلتَ ( :في تمام الساعة التاسعة ونصف ساعة ) ،أو
( في تمام الساعة التاسعة والنصف ) ،أو ( في تمام الساعة التاسعة وثلاثين دقيقة ) فكلُّ
في ( التاج ) « :والتَّوقيع :ما يُوقع في الكتاب ) ،كذا في ( الصحاح ) و( العُباب ) ،
وهو إلحاق شيء بعد الفراغ منه لمن رفع إليه ،كالسلطان ونحوه من ولاة الأمر
،كما إذا
رفعت إلى السلطان أو الوالي شكاةً ،فكتب تحت الكتاب ،أو على ظهره :يُنظرفي أمر
هذا ،ويُستوفى لهذا حقه » ( ، )۳والمراد بالتوقيع عندهم في العُرْف الإداري عندنا :التوجيه ،
والمثبت في معجمات العربية تعدية الفعل ( وقع ) بحرف الجر (في ) ،ولم يتعد بنفسه
كقولك ( :وقع الصكَ ) ،ولم يتعدى بـ ( على ) ،كقولك ( :وقّع على الصك ) ،وأجاز بعض
المحققين تعدية الفعل ( وقع ) بحرف الجر ( على ) ،منهم الغلاييني ،قال « :فإن قيل :
ألا يجوز أن يقال ( :وقع على الكتاب ) كما هو المستعمل اليوم ؟ أقول :إن التوقيــع الـيـوم
في
ملجقا
ا
اللحن
لک
ضا
يراد به إجازة الكتاب بوضع اسم الكاتب ،أو المكتوب عنه ،فإن قالوا :وقع على الكتاب ،
لء
س
( ) ٢ينظر :شفاء الغليل ( ، ) ٣٥٠/٢ولف القماط ص ، ٤٦ونظرات في اللغة والأدب ص ، ١٣ومعجم أخطاء
الكتاب ص ، ٦٧٥ومعجم الأخطاء الشائعة ص ، ٢٧٢ومعجم الخطأ والصوابفي اللغة ص ، ٢٦٨ونحو
وعي لغوي ص ، ٢٠٢ومجلة مجمع اللغة العربية الأردني ( ، ) ١٤٠/٧٠ومجلة لغة العرب ( . ) ٦٣٢/٧
) . ( ٣٥٩/٢٢ ) ( ٣
٣٠٧
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث الرابع
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
فقد أرادوا معنى ( وضع عليه توقيعه ) ،ولا تنصرف أذهانهم إلى غير هذا ،ولا أرى في ذلك
بأسًا ؛ لاختلاف تعدية الفعل باختلاف معناه ...على أن من حروف الجر ما يقوم بعضها
[طه : مقام بعض بضرب من المجاز ،وفي القرآن الكريم ﴿ :وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ
، ] ۱أي :عليها ،أقيمت الظرفية مقام الاستعلاء ،بجامع التمكن من الشيء ،وقولهم
( وقع عليه ) من إقامة الاستعلاء مقام الظرفية بجامع التمكن أيضًا » ( ، ) ١وعلى معنى
( التوقيع ) المستعمل قديمًا ،جاء في تاريخ دمشق « :فأعاد الرقعة ،وقد وقع عليها :مَرَّ
ومما تقدم يظهر جواز قولك ( :وقَعَ في الصك ) ،أو ( وقَعَ على الصك ) ،أما تعدية
الفعل بنفسه ،لتقول ( :وقَعَ الصك ) فلم أجد دليلًا قويا ينصره .
في ( التاج ) ( « :و) قد ( أَشَرَتْ ) المرأةُ ( أسنانها تأشِرُها أَشْرًا ،وأَشَرَتها ) تأْشِيرًا :
وحرَّفَتْ أطرافَ أسنانها » ) ،وعرف اليازجي ( التأشير) في زمننا ،فقال : ( حَذَرَتْها
« ويقولون ( :أشَّرَ على الصَّك ) تأشيرًا ،أي :رسَمَ عليه علامةً تفيد التوقيع ،أخذوه من
الإشارة على توهم أصالة الهمزة في أولها ،وهو من كلام العامة ،على أن الإشارة لا تفيد ما
يرونه من ذلك ،والصواب أن يقال ( :وقع على الصكَّ ) ،أو ( علم عليه ) إذا لم يُرِدْ صريح
التوقيع » (ه ) ،وجمهور المتأدبين على رأي اليازجي في تخطئة استعمال ( أشر تأشيرا ) ،ومنهم
) لم يستعمل بهذا
داغر ،والهلالي ،والمغربي ،والأنصاري ،وسبب المنع عندهم أن التأشير
٣٠٨
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
مُخْتَتَمُ الجلسة القضائية
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
المعنى ؛ لأنه مأخوذ في أصل اللغة من تحزيز الأسنان ،وتحديد أطرافها ،ولا صلة بينه
وبين المعنى المراد اليوم ،ومما ينبغي التنبه إليه أن ( التوقيع ) مستعمل عند العرب
) ،ففي ( شفاء الغليل ) للخفاجي « :التوقيع :إيقاع شيءٍ عـلـى شيءٍ ...ومـنـه
مقام ( التأشير
فترى أن ( التأشير) و ( التوقيع ) يرجعان توقيع السلطان » ( ، )١قال الشيخ محمد النجار:
إلى معنيين متماثلين ،فإذا لم ينكر ( التوقيع ) لما يكتب على القصص في القديم ،كان
) في هذا غير منكر ،وقد كنت أرى أن يهجر ( التأشير) إلى ( التوقيع )
استعمال ( التأشير
إيثارًا للاتباع على الابتداع ،فثناني عن هذا الخاطر أن التوقيع تُعُورف الآن في وضع المرء
اسمه في ذيل ما يكتب أمارةً على إقراره وإجازته ،وكان هذا في القديم يقال فيه :كتب
وخلاصة ما تقدم أن من منع استعمال ( التأشير) في معناه اليوم ،رأى أن يكتب بدلًا
منه ( أعلم ) و ( أشار) و( رقم ) وغيرها ،ومن رأى جواز استعمال ( أشر تأشيرا ) فهو يرى أن
لک
) يعودان إلى معنيين متماثلين ،وإذا أُجيز استعمال ( وقَعَ ) جاز تبعًا
( التوقيع ) و ( التأشير
) ( ٣٥٠/٢ ) ( ١
( ) ٢لغويات ،وأخطاء لغوية شائعة ص .٥٥
٣٠٩
الخامس المبحث
الضَّبْط
،والصَّا ،والسجل ۳۰۷
الضبط :يجمع على ضُبُوط ،وفي ( التاج ) « :وقال الليث :ضَبْطُ الشيء :لزومه لا يفارقه ،
يقال ذلك في كلّ شيءٍ ،وضَبْطُ الشيء :حِفْظُهُ بالحَزْمِ » ( ، )١والضبط في الاصطلاح القضائي
هو المحضر المعد لما يجري بين المتخاصمين في مجلس القضاء ،وهذا المصطلح
المعاصر :
لله
) ،وقد يطلقون على الضبط :سِجِلا
لم يكن معروفًا في السابق ،وإنما يُطلق عليه ( المحضر
أوصَفًّا ،ففي ( مغني المحتاج ) « :محضر -بفتح الميم -ما يكتب فيـه مـا جـرى للمتحاكمين
في المجلس ،فإن زاد عليه الحكم أو تنفيذه سُمي سِجِلًا ،وقد يطلق المحضر على السجل » ( ) ،
وفي ( كشاف القناع ) « :ما تضمن الحكم بإقرارٍ أو نكولٍ يُسمى مَحْضَرًا ،بفتح الميم والضاد
وهو الصك ؛ سمي بذلك لما فيه من حضور الخصمين والشهود » ( . )۳
أما الصكّ لغةً :فمأخوذ من الضرب ،والإغلاق ،والإطباق ،وهو مُعرَّب على قول
الأكثرين ( ، ) ٤وفي الاصطلاح عرفه الفيومي بقوله « :الكتاب الذي يكتب في المعاملات
،وبحار » (ه)،
،وأبخر
والأقارير ،وجمعه ( صُكُوك ) و( أَصُكَ ) و ( صِكَاك ) مثل :بحر ،وبحور
أما السِّجِلُّ ،بكسرتين وتشديد اللام فهو الكتاب والصحيفة في اللغة ،قال ابن
فارس « :فأما السِّجِلَّ :فمن السجل والمساجلة ،وذلك أنه كتاب يجمع كتبًا ومعاني » (، )٦
ومنه قوله تعالى ﴿ :يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيّ السّجل ﴾ [ الأنبياء ، ] ١٠٤ :أمـا تـعـريـفـه الاصطلاحي
في
اللحن
لء
س جقا
ضا مل
ا
) . ( ٤٣٩/١٩ ) ( ١
) . ( ٥١٩/٤ ) ( ٢
٣١٣
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث الخامس
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
كتاب القاضي ،والجمع سجلات ،وأسجلْتُ فيختلف بحسب العرف ،قال الفيومي :
للرجل إسجالًا ،كتبتُ له كتابًا ،وسجّل القاضي بالتشديد ،قضى وحكم وأثبت حكمه
قال البهوتي « :والأولى جعل السّجل نُسختين :نسخة يدفعها الحاكم إليه ،أي
الطالب لها ؛ لتكون وثيقة له بحقه ،والنسخة الأخرى عنده ،أي :عند الحاكم ؛ ليرجع إلى
النسخة التي عندها عند ضياع ما بيد الخصم ،أو الاختلاف » (. )1
- ۳۰۸صحيفة الضبط
يقول الزعبلاوي ( « :الصَّحيفة ) للورقة بوجهيها ،و ( الصَّفحة ) لأحد وجهيها ،ويضع
الكتاب إحداهما موضعَ الأخرى خطأ ،وقد نبه على ذلك كثيرون » (. )4
قلت :وممـن نبـه علـى ذلـك :اليازجي ،والمنذر ،وخليل السكاكيني ،وأسعد داغر،
قال الجوهري « :والصَّحيفة :الكتابُ ،والجمع صُحُف ،وصَحائف » ( ،)٥وأقول أيضًا ما
يطلقه الناس على الجرائد صُحُفًا ،ومفرده ( صحيفة ) صحيح ؛ ولذا فقولنا ( :صَحِيفَة
( ) ۳ينظر لغة الجرائد ص ، ٢٠وتذكرة الكاتب ص ، ٨٤ومطالعات في اللغة والأدب ،لخليل السكاكيني
ص ، ٧٦ومعجم أخطاء الكتاب ص ، ۳۳۱ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ، ) ٤١٤/٧ومجلة
اللسان العربي ( . ) ١١٥/٢
( ) ٤معجم أخطاء الكتاب ص . ۳۳۱
( ) ٥الصحاح ( . ) ١٣٨٤/٤
٣١٤
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
مصطلحات قضائية ،وأسماء وظيفية
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
هذه العبارة ترد فيمن فقد صلَّه ،ويرى كثير من القضاة أن ( فاقدا )في الاستعمال
السابق وضع موضع ( مفقود ) ؛ لأن فعله ( فَقَدَ ) ،والفاعل منه ( فاقد ) ،ومفعوله
( مفقود ) ،فهم يريدون من هذه العبارة أن يُعطى الفاقد صيًّا جديدًا بَدَل ما فَقَد ،
أي :بدل المفقود ،وقد وقَفَ الشيخ محمد النجار على بيت شعري لبشر بن أبي خازم
ذكرتُ حبيبًا فاقدًا تحت مَرْمَس () ٢ ذكرتُ بها سلمى فَبِتُ كأنما
فقد ) ،وقد أورد هذا البيت صاحب ( المخصص) ،في باب ( فاعل بمعنى مفعول ) ( ،)۳وترى
بعد هذا البيان أن العبارة ( بدل فاقد ) عبارةً صحيحة لابأس باحتذائها » ( ) .
هذا وقد ثبت صحة استعمال ( بدل فاقد ) بمعنى ( بدل مفقود ) بعد أن ظفرنا
استعمال ( عالة ) في هذه الجملة خطأ عند جواد ،ومن تبعه كالبصام ،وأبي السعود ،
( ) 1ينظر لغويات ،وأخطاء لغوية شائعة ص ، ٩٠ومعجم الصواب اللغوي ص ، ٥٧٠والأخطاء اللغوية
ضا
٣١٥
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث الخامس
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
غيرهم ) ،ولا تقــل ( :هـو عـالـة علـى غـيـره ) ؛ وذلك لأن ( عالة ) جمع عائل » ) ،قال عبـد
،والجمع
اللطيف البغدادي في ( ذيل الفصيح ) « :وعال يعيل :افتقر فهو عائل ،أي :فقير
عالة » ( ) ٢وفي الحديث « :إنك إن تدع ورثتك أغنياء ،خير من أن تذرهم عالةً يتكففون
لله
الناس » ( ، )۳وعلى رأيهم يمكن أن يقال ( :وكان يقيم عِبئًا على المدعية ) أو ( كان يقيم كلاً
إلا أن الغلاييني يرى صحة قولهم ( :عالة على المدعية ) ،بقوله « :فعلـى هـذا يصح
فلان عالة ) أي :عائل من باب الوصف على سبيل المبالغة ،أو على تقدير أن يقال :
مضاف ،أي :ذو عالة ،وهذا كثير وارد نظيره في كلام الفصحاء الذين يُحتج بهم ،كحديث :
( هل بقي أحد من قرابتها ) أي :أقاربها ،أو من ذوي قرابتها ،قال ابن الأثيرفي ( النهاية ) :
وفي حديث عمر ( :ألا حامى عن قرابته ) ،أي :أقاربه ،سُموا بالمصدر كالصحابة (. )٥( )٤
وعلى تخريج الغلاييني السالف ذكره ،يجوز لك أن تقول ( :هو عالة على أبيه )
ومسألة أخرى ،وهي أني وجدت في أحد الضبوط ... ( :يتضمن أن المدعى عليه يُعيل
والدته ) ...فهل يصح هذا الفعل ،أم يغني عنه ما يستعمله الكتاب ( يَعُول ) ؛ لقوله الاهلي
( ) ۳أخرجه البخاري في الصحيح ،كتاب الجنائز ،باب رثى النبي السعد بن خولة ،رقم الحديث ، ١٢٩٥ :
ص ، ١٧٤ومسلم في الصحيح ،كتاب الوصية ،رقم الحديث . ) ٧٦٧/٢ ( ١٦٢٧ :
) .( ٣٥/٤ ) ( ٤
ص ،١٩٣ومسلم في الصحيح ،كتاب الزكاة ،باب بيان أن اليد العليا خير من اليد السفلى ،وأن اليد
العليا هي المنفقة ،وأن السفلة هي الآخذة ،رقم الحديث . ) ٤٥٨/١ ( ١٠٣٦ :
٣١٦
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
مصطلحات قضائية ،وأسماء وظيفية
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
الجواب :يصح قولنا ( :يُعِيل ) مثلما يصح أن يقال ( يَعُول ) ،وكلاهما فصيح
- ٣١١حصر الإرث
يُخَطَّئ بعضُ القضاة قولهم ( :حَصْر الإرث ) ،والصحيح عندهم ( حضر الورثة ) ؛
وحجتهم أن الصكَ محصور فيه الورثة ،وليس الإرثَ من مالٍ وعقار ونحوهما ،والذي يظهر
صحة الوجهين ،فإن قلت ( :حصر الإرث ) عَنيتَ به أن التركةَ من نقد وعقار تؤول إلى الورثة .
وأما قولهم ( :انحصر ورثته ) ،و ( انحصار ورثته ( فصحيح ،وإن لم يرد في معجمات
العربية ؛ ذلك أن مبنى فعل المطاوعة المصوغ على ( انفعل ) أن يأتي مطاوع الثلاثية
المتعدية ،مثل ( حَصَرَهُ ) ،وفي ( صبح الأعشى ) « :وأن المُلْكَ الإسماعيلي فينا قد انحصر
،
ميراثُهُ » ( ، )١أما الأصل في ( حَصَرَ) هو التضييقُ ،والحبسُ والعِيّ في الكلام ،وفي ( التاج ) :
ولذلك يصح قولك ( :حصر الورثة ) أو ( حصر الإرث ) ،وقولك ( وحُصِرَ ورثتُهُ ) أو
ملجقا
ا
اللحن
( التَّنْضِيضُ ( مصطلح يكثر شيوعه في اللغة القضائية ،ويجهل معناه كثيرون ،وهو
لءضا
عربي قديم ،قال الجوهري « :وأهل الحجاز يسمون الدنانير والدراهم النص والناض ،
س
قال أبو عبيد :وإنما يسمونه ناضًا إذا تحوّل عينًا بعد أن كان متاعًا ؛ لأنه يقال :ما نضَّ
) . ( ١١٤/١٢ ) ( ١
) . ( ٣٤/١١ ) ( ٢
۳۱۷
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث الخامس
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
بيدي منه شيء » ( ، ) ١وهوفي اصطلاح الفقهاء المال إذا صار نقدًا ،بعدما كان متاعًا ،قال
الموفق « :فإذا انفسَخَتْ والمالُ ناضُ لا ربح فيه ،أخذه ربُّهُ » ) ،وقريب من صورته في
الفعل ( وَقَفَ ) مصدره ( وَقْفًا ) ،و ( أَوْقَفَ ) مصدره ( إيقافًا ) ،و ( وَقَفَ ) مصدره
( تَوقِيفًا ) ،ففي ( القاموس ) « :وَوَقَفْتُهُ أَنا وَقْفًا :فعلتُ به ما وَقَف ،كوفَّفْتُهُ وأَوْقَفْتُهُ » ) ،
قال شارحه في ( التاج ) تعليقًا على ذكر ( وقَفَ ) و ( أوْقَفَ ) « :قال شيخنا :أنكرهما
الجماهير ،وقالوا :غير مسموعين ،وقيل :غير فصيحين » ( ، )٥ومن هنا تعلم أن اللغة
العالية قولك ( :وَقَفَتْه الشُّرْطَة ) ،و( وَقْفُ الخِدمات الحكومية ) ،وشاهد هذه اللغة
أما قولهم ( :أوقفته الشرطة ) و( إيقاف الخدمات ) ،فقد مر معنا في مادة ( أوقفتُ
الصحاح ) « :وحكـى أبو عبيــد الدار على أولادي الذكور والإناث ) ( ) ٢أنها لغة فصيحةً ،وفي
في ( المصنف ) عن الأصمعيّ واليزيدي أنهما ذكرا عن أبي عمرو بن العلاء أنه قال :لو مررت
برجل واقف فقلت له :ما أوقَفَكَ ها هنا ؟ لرأيتُهُ حَسَنًا » ( ) ،وشاهدُ ( أَوْقَفَ) قول الشاعر:
( ) 1الصحاح ( . ) ١١٠٧/٣
( ) ٢المغني ( . ) ١٧٢/٧
( ) ۳ينظر :دقائق العربية ص ، ١٢٩ونظرات في اللغة والأدب ص ، ۲۱ونظرات في أخطاء المنشئين ( ، ) ٢٠٢/٣
والأخطاء اللغوية الشائعةفي الأوساط الثقافية ص ، ٢١٣ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( . ) ٣١٠/١
( ) ٤ص . ٨٦٠
) . ( ٤٦٨/٢٤ ) ( ٥
( ) 1ينظر :ص . ٦٤
) . ( ١٤٤٠/٤ ) ( ٧
٣١٨
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
مصطلحات قضائية ،وأسماء وظيفية
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
أما قولهم ( :وَقَفَتْه الشرطة ) أو ( توقيف الخدمات الحكومية ) فأراها لغة رديئة في
هو للتكثيرفي الغالب (؟ ) ،ويكون هذا الاستعمال صحيحًا في قولهم مثلاً ( :أُدخل المتهمفي
وخلاصة ما تقدم أن اللغة العالية قولهم ( :وَقَفَتْه الشُّرْطَة ) ،و( وَقْفُ الخِدمات
الحكومية ) ،وأدنى منها قولُهم ( :أوقَفَتهُ الشرطة ) و ( إيقاف الخدمات ) ،أما الأخيرة
( وَقَفَتْه الشرطة ) أو (توقيف الخدمات الحكومية ) فهي رديئة ،إلا إذا أُريد بها التكثير.
٣١٤-إدارة الخدمات
الخَدَمات العامة ) ،وذلك بفتح الخاء والدال ،كذا ويشيع في الأسواق مكاتبُ
ينطقه الناس ،وهو لحن ،قال الهلالي « :ومن ذلك فتحهم خاء ( الخدمات ) جمع
( خدمة ) بكسر الخاء ،ومما يؤسف له أن أكثر المتكلمين بالعربية ،لا في الإذاعة وحدها ،
بل في المدارس والجامعات أيضًا يقعون في هذه الزلّة التي هي من الكبائر بالمعنى اللغوي
ودونك الدليل على أن ( الفِعلة ) بالكسر ،إنما تجمع على ( فِعَلات ) بكسر ففتح ،لا على
،قلت :
،فإن جمعتها جمع تكسير
( فَعَلات ) بفتحتين ،هذا إن لم تجمعها جمع تكسير
(خدم ) بكسر الخاء ،وفتح الدال ،فالخاء مكسورة في المفرد والجمعين » (. ) ٤
في
مل
ا
اللحن
جقا
قلت :يمكن جمع ( خِدمة ) جمع مؤنث سالم على ثلاثة أوجه سائغة كلها ،قال
لءضا
الغلاييني « :وإن جمعت اسماً ثلاثياً ،مضموم الأول ،أو مكسوره ،ساكن الثاني صحيحه
س
خاليًا من الإدغام ،مثلُ ( :خُطوة ) و ( جُمْل ) و(هند ) و( قطعة ) و(فقرة ) ،جاز فيه ثلاثة
أوجه الأول :إتباع ثانيه لأولـه :كخُطوات ،وجُمُلات ،وهندات ،وقطعات ،وفقرات
والثاني :فتح ثانيه :كخُطوات ،وجُمَلات ،وهندات ،وقطعات ،وفقرات ،والثالث :إبقاء
ثانيه على حاله من السكون :كخُطوات ،وجُمْلات ،وهندات ،وقطعات ،وفقرات » ) .
قلت :يصح لك أن تقول ( :خدمات ) بكسر الخاء والدال ،و ( خدمات ) بكسر
الخاء وفتح الدال ،و( خدمات ) بكسر الخاء وإسكان الدال ،ولا يجوز لك بحال أن تقول :
( خَدَمات ) على القاعدة التي ذكرناها آنفًا ،على أنه يمكن تصحيح هذا الأسلوب ؛ وذلك
بالحمــل عـلـى مفردة غير ( خدمة ) مكسور الخاء ،وهو اسم المرة ( خَدْمَة ) ،ويجمع قياساً
على ( :خَدَمات )
(د )
ي القَبَلِيَّة
- ٣١٥الأراض..
وهي التي تدعي فيها القبيلة ملكية العقار ،والاصطلاح الشائع في اللغة الرسمية
والقضائية قولُهم ( :التملك القَبَلي ) أو ( الأراضي القَبَليَّة ) ،ويرى مصطفى جواد خطاً
هذا الاستعمال ؛ لأن القبيلة اسم من أسماء ،الجنس ،فلا يجوز حذف الياء منها ،والأصل
أن تقول ( :التملك القبيلي ) أو ( الأراضي القبيلية ) ،أما حذف الياء ،فيكون مقصورًا علــى
اللغة
الأعلام ،كقبيلة بجيلة ،وثقيف وهُذيل ،فتقول :يُجَلي ،وثَقَفي ،وهُذَلي ،ويرى مجمع
بالقاهرة أنه يجوز عند النسب إلى ( فَعِيلة ) حذف الياء وإثباتها ،فتقول ( :قبيلي ) أو ( قبلي )
على أن القاعدة عند بعض النحاة جواز حذف الياء في ( فعيلة ) إذا كانت العين صحيحةً ،
وغيرَ مُضَعَّفَة ،مثل :حنيفة ،وصحيفة ،وقبيلة ،فتقول ( :حَنَفي ) و ( صَحَفي ) و( قَبَلي ) .
ومما تبين ،فاللفظ الشائع في المكاتبات الرسمية لدينا ،وهو ( الأراضي القَبَلية ) صحيح .
٣٢٠
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
مصطلحات قضائية ،وأسماء وظيفية
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
( الدُّولي ) نسبة إلى جمع التكسير ( دُوّل ) ،ومفرده ( دَوْلَة ) ،وهذه النسبة خاطئة
على مذهب البصريين ،قال سيبويه « :اعلم أنك إذا أضفت إلى جمع أبدًا فإنك توقع
الإضافة على واحده الذي كُسّر عليه » ( ) ،وأجاز قوم آخرون أن ينسب إلى الجمع على
لفظه مطلقًا ( ، ) ۳والخلاف في ذلك مبثوث في كتب النحاة ( ) ،ويترجح جواز النسبة إلى
جمع التكسير بشرط أن تكون له دلالة يختص بها من دون المفرد ؛ كأن يكون جاريًا مجرى
العلم ،نحو :الجزائري ( للدولة المعروفة ) ،أو يكون ذا دلالة اصطلاحية ،نحو :عالم أخباري
وحاج آفاقي ،أو على دلالة الاشتراك ،نحو :القانون الدولي ؛ لكونه مشتركا بين عدة دول (ه) .
وعليه ،يجوز أن تقول ( :القانون الدَّولي ) نسبة إلى لفظ المفرد ،و ( القانون الدولي )
(المَدْعُو) مستعمل بكثرة في مذكرات الخصوم ،وفي المكاتبات الرسمية إلا أن شمس
هذا اللفظ آذنت بالغروب ،مثل قوله ( :وقد تضمن أنه بخصوص طلب الكشف
عما يوجد من أرصدة تخص المدعو فلانًا لدى البنوك والمصارف العاملة بالمملكة)
في
ملجقا
ا
اللحن
تصحيح التصحيح ص ، ١٠١ودليل السالك إلى ألفية ابن مالك ( ، ) ٢٤١/٣ومجلة اللسان العربي ( . ) ١٢١/٢
س
٣٢١
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث الخامس
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
و ( المدعو) :اسم مفعول من ( دعا ) ،ويكون ما بعده منصوبًا ؛ لأنه مفعول ثانٍ ،وهو
بمعنى ( المُسَمَّى ) ،وهذا اللفظ مستعمل في كتب التراجم للتعريف باسم المترجم ،أو
محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن الحكم بن هشام بن الداخل عبد الرحمن ،سلطان
الأندلس ،المدعو :أمير المؤمنين ،الناصر لدين الله » ( ، ) ۱وقوله « :ابن عدي الشيخ الكبير
المدعو بتاج العارفين » ( ، ) ٢وفي ( الضوء اللامع ) للسخاوي كثير من إطلاق هذا الاصطلاح
قاصدًا به التعريف ،يقول في أحد تراجمه « :محمد :المدعو بركات بن ولي الدين بن
شمس الدين بن عبد الكريم القليوبي القباني » ( ، )۳وبتتبع السجلات القضائية ،وجدت
حكمت على المدعو فلان بأن أن إطلاق المدعو) يُراد به التعريف ،كأن يقول القاضي :
يدفع ) ..وقوله ( :حضر المدعو فلان ،وشهد بقوله ، ) ...وقد يُراد به الانتقاص والتقليل ،
ولا سيما إذا فاهَ به أحد الخصوم ،ومن ثم فلا يُحَجَّرُ على من استعمله .
( العضو) اسم جامد غير مشتق ،والأصل فيه أن يشمل المذكر والمؤنث ،من دون
تمييز الأنثى بتاء التأنيث ،فلا تقول ( :فلانة عضوة في هيئة التدريس الجامعي ) ،
والتأنيث خاص بالصفات ،كما قلنا سابقًا في ( وكيلة ) ،و ( العضو) لم يرد في كلام العرب
،وكذلك
إلا مذكرًا ،فيقال ( :الـعـيـن عـضـو ) ،ولا يقال ( :الـعـيـن عـضــوة ) مـع أن الـعـيـن مـؤنـتُ
فإن العرب لا تلحق المؤنث هاء التأنيث إلا عند الضرورة ،وهذا رأي جماعة قليلة من
) . ( ٢٦٥/٨ ) ( 1
) . ( ٢٢٣/٢٣ ) ( ٢
) . ( ۷۰/۱۰ ) ( ۳
( ) ٤ينظر لغويات ،وأخطاء لغوية شائعة ص ، ١٦٤وقل ولا تقل ( ، ) ۸/۱وحول الغلط والفصيح ص ، ٩
ومعجم أخطاء الكتاب ص ، ٤٠٤ومعجم الأخطاء الشائعة ص ، ۱۷۲وأخطاء ألفناها ص ، ١٠٩وكبوات
اليراع ص ، ٣٨٥ومعجم تصحيح التصحيح ص ، ١٤٧ومقالات الدكتور فيصل المنصور ص ،٤٠١وفي
أصول اللغة ( )٥٩/٣
٣٢٢
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
مصطلحات قضائية ،وأسماء وظيفية
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
ويرى آخرون ،ومنهم :مصطفى جواد ،ومجمع اللغة القاهري أن الواجب التأنيث
فلانة عضو) ؛ لأن ( العضو) فتقول ( :فلانة عضوة في هيئة التدريس ) ،ولا تقل :
نُقِلَ من الاسمية إلى الوصفية ،كما قيل في الشلو ،وهو العضو ( شِلْوَة ) ،وفي حديث
« :تقلدها شِلْوَةً من نار جهنم » ( ، )١أي :قطعة ،ولم يقل الطفيل بن عمرو ،قال النبي
( شِلْوًا ) ،وهذا القول فيه نظر؛ فـورود ( الشَّلْوَة ) بدلًا من ( الشَّلو)في الحديث ،ينبغي ألا
يُستدل به على أن القائل بـ ( الشَّلْوة ) مجانفُ عن الفصحى ،فالقياس غير سائغ هنا .
ورأي ثالث وسط ،هو جواز الوجهين ،وبه قال عامة النقاد المعاصرين ،منهم :
وأبو تراب ،وغيرهم ؛ الشيخ محمد النجار -على حذر ، -والزعبلاوي والعدناني
استدلالًا بأن العرب استعملوا الأسماء صفاتٍ ،وأجروا عليها ما أجروا على الصفات في
مواضع كثيرة ،وبرأي ابن جني في جواز تأنيث الأسماء حين ينزل منزلة الصفات (. )٢
فلانة
) عضوة مجلس الإدارة ) أو ( فلانة والذي يظهر جواز الوجهين ،فيصح قولك :
عضو مجلس الإدارة ) و( فلانة عضوة هيئة التدريس الجامعي ) أو ( فلانة عضو هيئة
ա
۳۱۹-مُحَكّم ؟
في المادة الثالثة عشرة من نظام التحكيم الصادر بالمرسوم الملكي رقم ( م ) ٣٤ /
المُؤَرِّخ في ١٤٣٣/٠٥/٢٤هـ ما نصه « :تُشَكّل هيئة التحكيم من محكـم واحد ،أو أكثر» ،
في
ملجقا
ا
اللحن
ويُخطئ بعضُهم استعمال صيغة اسم الفاعل ( مُحَكِّم ) بكسر الكاف وتشديدها ،
ضا
مُحَكِّم ) بفتح الكاف وتشديدها ؛ لأن هذا ( المحكّم ) والصحيح فيها صيغة اسم المفعول
لء
س
اختير من طرفي الخصومة ،أو من غيرهما ليكون حاكمًا في هذا الخلاف ،ويشهد لذلك
( ) 1أخرجه سعيد بن منصور في سننه ،كتاب فضائل القرآن ،رقم الحديث . ) ٣٥٩/٢ ( ١٠٩ :
( ) ٢ينظر :التنبيه على شرح مشكلات الحماسة ،لابن جني ص . ٦١
( ) ۳ينظر :الكتابة الصحيحة ص ، ١٤٤والأخطاء اللغوية الشائعة في الأوساط الثقافية ص . ١٤٤
٣٢٣
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث الخامس
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
قوله تعالى ﴿ فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ﴾[ النساء ، ] ٦٥ :وقوله ::
الآيتين هو المفعول به في الجملة الفعلية ( يحكموك فيما شجر بينهم ) وفي الجملة الفعلية
محكّما ) ،وفي ( تهذيب اللغة ) « :المُحَكَّم : الأخرى ( يحكمونك ) ،فيكون ( محكّمًا ) ،لا
الذي يحكم فيه نفسه » ( ، )١وقال ابن دريد « :وحكّمتُ فلانًا في كذا وكذا تحكيمًا ،إذا
المحكّم ) في هذا الزمان ؛ لأنـه يـعـــرض نفسه حكمًـا لكن :يمكن أن يجاز استعمال
).
على الكافة ،كما يعرف المحامي نفسه بقوله ( :محام ومحكّم ومستشار
٣٢٠-المحامي
في ( التاج ) ( « :وحاميت عنه محاماةً ،وحماءً ) ،ككتاب ( :منعتُ عنه ) ( ،) ۳وفي
قولُ الكُماة :ألا أين المحامونا » ()٤ إنا لمن معشر أفنى أوائلهم
وقال جرير:
إن المحامي يومَ ذاكَ محام () ٥ تركوا الأُحيمر حين خرقه القنا
وقد رأيتَ أن هذا الاستعمال عربي قديم ،ولم تُعرف هذه اللفظة في مصر فيما
) . ( ١١٥/٤ ) ( ١
( ) ٢جمهرة اللغة ( . )٥٦٤/١
). (٤٣٨/٣٧ ) ( ۳
) . ( ٣٣٧/٣ ) ( ٤
( ) ٥دیوان جرير ص . ٣٩٤
٣٢٤
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
مصطلحات قضائية ،وأسماء وظيفية
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
وضعت له إلا نحوا من مئة سنة ونيف ،قال عبد القادر المغربي « :فالمَجْمَعُ الأول أنشئ
سنة ١٨٩٢م ،وهو المجمع الذي يُنسب إلى السيد توفيق البكري ؛ إذ كان رئيسًا له أو
مقررا كما نقول اليوم ،وقد وضع هذا المجمع طائفة من الألفاظ العربية رأى أنها أجدر
بالاستعمال مما بمعناها من الألفاظ الدخيلة ،غير أن هذه الألفاظ التي وضعها لم
يعش منها إلا القليل ،وهذا القليل نازعته الحياة ألفاظ عربية أخرى هدى إليها الكتاب
بسائق من سلائقهم ،وكانت كلمة ( أفوكاتو) أكثر هذه الألفاظ الأعجمية شيوعًا ودورانًا
على الشفاه يومئذ ،فرأى ذلك المجمع أن يستبدل بها كلمة ( المِدْرَه ) ،والمدره :زعيم القوم
المتكلم باسمهم والمنافح عن حقوقهم ،غير أن ( المِدْرَه ) ماتت ،وأماتت معها ( الأفوكاتو)
). وعاشت بعدها كلمة ( المحامي ) التي لم تخطر على بال ذلك المجمع
-٣٢١المَحْكَمَة
لم ترد ( المَحْكَمَةُ ) بهذا الضبط في عصور الاحتجاج ،ولا في مادة ( حَكَمَ )في معجمات
العربية ،بما هو مستعمل في زماننا بـ ( المكان الذي يجتمع فيه القضاة للفصل بين الناس ) ،
فهي من وضع المولدين ،وقد ظنَّ بعض الناس أن ( مَحْكَمَة ) بهذا المعنى جاءت في الكلام
ولكن الفرزدق عني بـ ( المُحْكَمَة ) الأمر المتقن ،فيكون بضم الميم ،لا بفتحها ،ومنه
ملجقا
ا
اللحن
ضا
قال العلامة المغربي « :ويمكن أن يقال :إنّ ( مَحْكَمة ) كما ننطقها اليوم مُحَرّفةٌ عن
لء
س
كلمة ( مُحْكِمَة ) بصيغة اسم الفاعل ،مِنْ فِعْل ( أَحْكَم ) بمعنى :أتقن ؛ لأن رجال المحكمة
يُحْكِمونَ أحكامهم ويتقنونها ...ويحتمل أن تكون ( مُحْكِمة ) بصيغة اسم الفاعل مشتقة
٣٢٥
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث الخامس
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
من ( الإحكام ) مصدر ( أحكم الفرس إذا جعل حَكمة اللجام فيه ليمنع جماحه ) ،وهكذا
المحاكم ،فإنها تُحكم الأشرار والمبطلين ،وتمنعهم من الظلم والفساد ،على حد قول جرير:
إني أخافُ عليكُمُ أَنْ أَعْضَبا » ()۲()۱ أبني حنيفةَ أحْكِموا سُفَهَاءكُم
والذي يظهر أنه يصح إطلاق المَحْكَمةِ ) على المعنى المستعمل اليوم من باب
إطلاق المحل ،وإرادة الحال فيه مجازا ،مثل قولهم ( :جرى النَّهْرُ ،أي :ماء النهر،
و ( المَحْكَمَةُ ) مذكورةٌ في كتب الفقهاء -ولا سيما الحنفية -بالمعنى المراد في زماننا ،قال
الكاساني المتوفى سنة ( ٥٨٧هـ ) « :ويُسلم على الخصوم إذا دخلوا المَحْكَمَة ؛ لأن السلام
من سنة الإسلام » ( ، )۳ولم أورد هذه اللفظة بحثًا عن صحة استعمالها من خطئه ،فهي
)(٤
٣٢٢-مأذون الأنكحة
على أنها مشتقة من الفعل اللازم ( أَذِنَ ) ،وهو لا يتعدى بنفسه ،ولا يصاغ منه اسم
مفعول إلا مع حرف الجر ،فتقول ( :المأذون له ) ،وقد سبق أن ذكرنا هذا الخلاف في
والصحيح :أن يقال فيه ما قيل في ( :القضية المشتركة ) و ( القضية المشترك فيها ) ،
فقد جاز على الحذف والإيصال ،ومصطلح ( مأذون الأنكحة ) أو ( المأذون ) صحيح لا
خطأ فيه ،وقد أجاز مجمع القاهرة هذا الاستعمال ،وذكر الكرملي في معجمه ( المساعد )
الذي لم يتمه ،أن ( المأذون ) من علماء المسلمين ،وهو من يرخص له بتزويج النـاس ،
٣٢٦
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
مصطلحات قضائية ،وأسماء وظيفية
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
٣٢٣-السكرتير
حسنًا ،ولأن الشيء بالشيء يذكر ،فيخطئون في إلحاق الصفة بالموصوف ،فيقولون :
أمين عام المجلس ) أو ( مدير عام الشركة ،فقد فُصل بين المضاف والمضاف إليه
بنعت المضاف ،وهو ( عام ) ،والتركيب الصحيح لمثل هاتين العبارتين ،أن يقال ( :الأمين
العام للمجلس ) أو ( أمين المجلس العــام ) و ( المدير العام للشركة ) أو ( مدير الشركة
العام ) ،وقد أجاز مجمعا اللغة بالقاهرة ودمشق الفصل بين المضاف والمضاف إليه
(s),
بنعت المضاف ( ، ) ٢وأرى ألا حاجة لمثل هذا التقديم الذي يخل بتركيب الجملة .
من الأخطاء الشائعة قولُهم ( :هذا مهندس معماري ) ،أو ( عقد الأعمال المعمارية )
نسبةً إلى علم ( العِمارة ) ،والصحيح أن يقال فيه ( :دعوى مقاولات عمارية ) و ( عقد
والعلوم والآداب ،ينبغي أن تُنسب عند إرادة النسبة إلى الفنّ نفسه ،والعلم نفسه ،والأدب
نفسه ،وليس في الفنون والعلوم فن أو علم يسمى ( المعمار) حتى ينسب إليه ...فأنت لا
( ) 1ينظر :تهذيب الألفاظ العامية ،لمحمد علي الدسوقي ص ، ١٥٣ومعجم الأغلاط اللغوية المعاصرة
ص ، ۳۱۳ومعجم الدخيل ص ، ١٢٢ونحو وعي لغوي ص ، ٢٠٥والألفاظ والأساليب ( ) ٢٩/٤ومجلة
في
ملجقا
ا
اللحن
مجمع اللغة العربية بدمشق ( ، ) ٢٥٣/٩٢ومجلة الناشر العربي ،العدد الرابع ،سنة ١٩٨٥م .
لءضا
مفعولا او ظرفًا أجِزْ ولم يُعَـب فصل مضافٍ شِبْهِ فعلٍ مَا نَصَبْ
بأجنبي أو بـنـعـت أو ندا فصل يمين واضطرارًا وجدا
قال ابن عقيل شارح الألفية « :أجاز المصنف أن يُفصل -في الاختيار -بين المضاف الذي هو شبه الفعل -والمراد
به المصدر ،واسم الفاعل -والمضاف إليه ،بما نصبه المضاف من مفعول به ،أو ظرف ،أو شبهه » ( . ) ٨٢/٣
( ) ۳ينظر :قل ولا تقل ( ، ) ١٤٤١ومعجم الصواب اللغوي ص ، ٧١٤وكبوات اليراع ص . ۳۹۹
٣٢٧
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث الخامس
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
تقول ( :الشؤون التاجرية ) ،بل ( الشؤون التجارية ) ،ولا تقول ( :الأحوال الصانعية ) ،بل
الأحوال الصناعية ) ،فكذلك ينبغي أن يقال ( :الهندسة العمارية ) ،نسبة إلى ( العمارة ) ؛
المعمار) يُراد به الوصف في الأصل ،ثم لأن الفن والصناعة هي ( العمارة ) ،وإذا كان
نقل إلى الاسمية ،يكون كالتاجر والصانع والمهندس والطابع والمنجم ،فلا يقال لهؤلاء
فن العمارة ،في عددٍ من المعجمات الحديثة ،مثل ( الأساسي ) و( المنجد ) .
( البين ) من حروف الأضداد ،قال ابن القاسم ابن الأنباري « :يكون البين الفراق
ويكون البين الوصال ،فإذا كان الفراق ،فهو مصدربان يبين بينا ،إذا ذهب ،كقول جرير:
وقطعوا من حبال الوصل أقرانا ()۳ بان الخليط ولو طووغتُ ما بانا
قال الله تعالى ﴿ :لَقَد تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ ﴾[ الأنعام ، )٤ ( ] ٩٤ :فمعناه :وصلكم ،وقال الشاعر
حجةً لهذا المذهب
فقرت بذاك الوصل عيني وعَينُها » (ه) لقد فرق الواشين بيني وبينها
وهذه اللجان المسماة بـ(إصلاح ذات البين ) مأخوذة من قوله تعالى :وَ
﴿أَصْلِحُوا ذَاتَ
( ) ٢ينظر :السيد رشيد رضا أو إخاء أربعين سنة ص ، ٣٩٦وأزاهير الفصحى ص ، ١٠٨ومجلة مجمع
اللغة العربية بدمشق ( . ) ٢٧٧/١٥
( ) ۳دیوان جرير ص . ٤٩٠
( ) ٤قرئ بضم النون ( بينُكُم ) فيكون اسمًا بمعنى وصلكم ،وهي قراءة ابن كثير وأبي عمرو وابن عامر
وعاصم في رواية أبي بكر وحمزة ،وقرئ بفتح النون ( بينَكُم ) بمعنى :لقد تقطع ما بينكم ،وهي قراءة
نافع والكسائي .ينظر :السبعة في القراءات ،لابن مجاهد ص . ٢٦٣
( ) 5الأضداد ص . ٧٥
٣٢٨
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
مصطلحات قضائية ،وأسماء وظيفية
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
يُخطئ الكرملي وغيره استعمال ( هيئة ) فيقول « :فمثل ( هيئة ) المحكمة ،
و( تشكيل ) المحاكم ،تُرْفَض لاستغنائنا عنها بجماعة المحكمة ،وتأليفها ،ولأنها من
الوضع الجديد التركي الأصل » ( ، )۲وحُجَةً من منع ( الهيئة ) في هذا الوضع الجديد
كما يقول الكرملي ،هو أن معناها في أصل اللغة :الشكل والصورة ورد الغلاييني قول
الكرملي ،فقال ( « :هيئة ) المحكمة جائزة ،قال في ( النهاية ) ( :والهيئة :صورة الشيء
وشكله وحالته ) ( ، ) ۳ومثله في ( اللسان ) ( )٤و ( تاج العروس ) ( ، ) ٥وهل هيئة المحكمة إلا
صورتها وشكلها مجتمعة » ( ، )٦وأنكر جواد على من لم يجز هذا الاستعمال ،فقال :
« فـ ( هيئة ) المدرسة استعمال تركي ،ولكن العربية لا تأباه طبيعتها ،ولا أساليب قياسها ؛
لأنها من باب الاستعارة ،تقول ( :فلان رأسُ القوم ) ،مع أن لكل منهم رأسًا حقيقيا » ) .
ومما تقدم ،تبين لك صحة استعمال ( هيئة الخبراء ) فيما وضعت له .
)(A
مكتب الأرشيف ) -٣٢٧
هو :المكتب الذي تُحفظ فيه الوثائق والسجلات ،وكثير من الجهات الحكومية
عَدلت عن هذا الاستعمال إلى آخر عربي هو ( الوثائق والمحفوظات ) أو ( المحفوظات ) ،
ملجقا
ا
اللحن
) . (119/1) ( E
) . (019/1) (0
٣٢٩
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث الخامس
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
وخيرًا صنعوا ،وقد أجاز مجمع القاهرة استعمال ( الأرشيف ) على أنها كلمة معرّبة
والرأي :أن يُترك هذا المصطلح الإفرنجي ،ولفظة المحفوظات أوعب في معناها من
(1),
- ۳۲۸اللجنة ،واللُّجان ،واللُّجَنات
أول من ذكر كلمة ( اللَّجنة ) ابن عباد في كتابه ( المحيط في اللغة ) ،ونصه :
و ( لَجَنات ) ،ولا يصح أن تنطق بضم اللام في المفرد والجمع ،وإن كانت قد ضبطت بالضم
المحيط في اللغة ،إلا أنها ضبطت في ( تاج العروس ) بالفتح ضبط حرف ضبط قلم في
قال صاحب التاج « :و ( اللَّجنة ) :بالفتح الجماعةُ من القوم يجتمعون في الأمر » (. )۳
ولا يصح كذلك تسكين الجيم في ( لجنات ) ،والصحيح أنها مفتوحةً مُسَهَّلَةٌ .
)(٤
- ٣٢٩تشكيل المحاكم ،وتشكيل اللجان
في ( التاج ) ( « :وتشكّل ) الشيءُ ( :تصوّر ،وشكّلهُ تشكيلًا :صوره ) » ( ، )٥ولأن الأصل
اللغوي للشكل هو بمعنى الصورة ؛ لم يجزه بعضهم بمعنى ( التأليف والترتيب ) ،منهم :
( ) 1ينظر تذكرة الكاتب ص ، ۱۱۷وقل ولا تقل ( ، ) ۱۰۰/۱وعثرات اللسان ص ، ١٦ومعجم الأخطاء
الشائعة ص ، ٢٢٦وكبوات اليراع ص . ٣٩٢
) . ( ۱۰۷/۷) ( ٢
) . ( ١٠٠/٣٦ ) ( ٣
( ) ٤ينظر :تذكرة الكاتب ص ، ٦٠ومغالط الكتاب ص ، ٦٠ونظرات في اللغة والأدب ص ، ۱۹والكتابة الصحيحة
ص ، ٢٨٠ومعجم الأغلاط اللغوية المعاصرة ص ، ٣٥٣وأزاهير الفصحى ص ، ١٨٤وأخطاء ألفناها ص ، ٤١ومعجم
تصحيح التصحيح ص ، ٦٣ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ) ٢١٨/٣و( ) ٥٤٧/٧و( ) ٣١/٨و( ) ١٠٢/٨
٣٣٠
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
مصطلحات قضائية ،وأسماء وظيفية
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
،والكرملي ،وداغر ،وزهدي جار الله ،والعدناني ،وأبو السعود ،بل يرى
اليازجي ،والمنذر
الكرملي واليازجي أنها من وضع الترك ،وفي ( مغالط الكتاب ) « :أما ( تشكّل ) فليس في
الترك » ( ، ) ١غيرأن بعض المحققين أجاز استعمال ( تشكّل ) بمعنى ( تألف ) ؛ لتقارب المعنى
شكّل فلان الحكومة أو الدولة ،وتشكّلت اللغوي بينهما ،قال الغلاييني « :إذا قالوا :
الحكومة ) فهو راجع إلى معنى تصويرها ،وتصورها ،أي :جعلها على شكل خاص ،وأخذها
طريقة خاصة ،فمن صور الشيء فقد نظّمه ورتَّبه وعُني به عناية المنظّم في تنظيم
الدولة ) ،كما يقال ( تنظيمها وترتيبها وتكوينها ) ونحو ذلك ،على أن للتشكيل معنى لا
يعطيه معنى التنظيم ،فالتنظيم ترتيب شيء موجود وتهذيبه ،والتصوير إيجاد شيء على
مثال شيء محسوس أو متوهم ،فالتشكيل أليق بالمعنى المراد اليوم من التنظيم » ( ) .
و( موؤودة ) ،فالأحسن أن يكتبن بواوين ،ومنهم من كتبها بواو واحدة » ( ، ) ٤وشدّد أبــو
تراب الظاهري النكير على من رسَمَ ( شؤون ) على نبرة ،أي ( :شئون ) .
في
ملجقا
ا
اللحن
قال عبد السلام هارون « :وأما نحو ( :رُؤُوس ) و ( فُئُوس ) ،فالمشهور فيه حذف الواو
ضا
۳۳۱
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث الخامس
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
( كل همزة مضمومة وليها حرف مد كصورتها تُخذفُ صورتها ) ،أي :تُرسم مفردةً ،إلا إذا
وفيها مذهب آخر أنها ترسم بواوين ( :رُؤُوس ) و ( فُؤُوس ) ،ومذهب ثالث :أن
تُرْسم على الواو الثانية بعد حذف الأولى ( :فُوس ) و( روس ) » (. )۱
والقاعدة :أنَّ من رَسَمَ الهمزةَ على الواو ( شؤون ) فقد راعى أن تُرْسم الهمزة على
حرفٍ يناسب الحركة الأقوى ،وهو الواو ،وأما من رسمها على نبرة ( شئون ) ،فقد راعى
والذي يظهر أن الأمر في هذا الخلاف واسع ،ولك أن تكتب ( شُؤُون ) أو ( شُئُون ) أو
شؤن ) وإن كان الأولى كتابتها على ( شُؤُون ) ؛ مراعاة للقاعدة ،وهو الأصل .
٣٣١-الكادر الوظيفي
(گادِر) کلمة فرنسية وافدة ،قال الشهابي « :هو معنى إداري ،وهو بيان الدوائر
والوظائف في إحدى الإدارات أو المديريات ،وهو أيضًا بيان الضباط وضباط الصف في
الجيش ،فالكلمة العربية المصطلح عليها في الشام للدلالة على هذا المعنى هي ( الملاك ) ،
يقال مثلًا :هذا ( ملاك ) مديرية الشرطة ،أي :بيان ما فيها من وظائف وأعمال للموظفين
والمستخدمين ،واصطلاح ( الملاك ) كان وُضِع في مجمعنا بدمشق منذ سنين عديدة ،وعم
استعماله سورية ولبنان وغيرهما ،وهو اصطلاح حسن ،فملاك الشيء في اللغة قوامه
وعنصره الجوهري ،ويمكن استثنائيا جمع ( ملاك ) على ( ملاكات ) ،مثلمـا جـاء ( سجل
وسجلات ) و ( شمال وشمالات ) مثلًا ،أما تكسير ( ملاك ) قياسيًا ،فهو ( أملكة ) للقلة ،
و ( مُلُك ( للكثرة » ( ، )۳وأقرت لجنة اللغة العربية في المجمع العلمي العراقي لفظة ( :ملاك ) .
( ) ٢ينظر :معجم أخطاء الكتاب ص ، ٥١٥ومعجم الأغلاط اللغوية المعاصرة ص ، ٥٧٣ومعجميات ص 26
وص ، ٣٥٢ومعجم تصحيح التصحيحص ، ٢٠٢ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ) ٦٥٠/٤٢و ( . ) ٤٠٨/٥٦
( ) ۳مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( . )٦٥٠/٤٢
٣٣٢
2
اول
هذه الطبعة إهداء من المجمع
مصطلحات قضائية ،وأسماء وظيفية
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
فلان في ملاك الجامعة قلت :و( ملاك ) بفتح الميم مستعملة عندنا بكثرة ،فيقال :
الفلانية ) ،وفتح الميم في ( ملاك ) خطأً ،ولا أعرف لـه إلا وجها واحدا وهو كسر الميم ،
) وكلُّ
كذلك يغني عن هذا اللفظ الأعجمي استعمال لفظ ( إطار) ،وهـو مـن مـادة ( أ ط ر
واللفظ العربي كما يتضح ألصق بالمعنى المراد ،ومتى كان لنا مندوحة عن استعمال
فعالة ) مثل :وكالة ،ووزارة ،وأنه يجوز لك سبق الكلام على ما جاء على وزن
أن تقول ( الوزارة ) بكسر الواو ،وهو الأصل ،أو ( الوزارة ) بفتح الواو ،وقد نقلت عن
مصطفى جواد توجيها في التفريق بين كسر الواو وفتحها ،فإذا أريد الحِرْفة والصَّنْعة
فتكسر الواو ،وإذا أريد مجرد الاسم فالواو مفتوحة (. )٢
أما لفظة ( الديوان ) فقال في ( التاج ) ( « :والديوان ) ،بالكسر ،قال ابن السكيت :
،و( يُفتح ) عن الكسائي ،وحكاها سيبويه ( :مُجتمع الصُحُف ) » ( ، )۳قال الماوردي :
لا غير
والديوان :موضع لحفظ ما يتعلق بحقوق السلطنة من الأعمال والأموال ومن يقوم
فارسية عند الأكثرين ،لكنَّ بعض المحققين الأوائل بها من الجيوش والعمال » ( ، )4و
ملجقا
ا
اللحن
لء
س ضا
( ) 1ينظر بحر العوام ص ، ١٠٤وعثرات اللسان ص ، ٦٢ومعجم الأغلاط اللغوية المعاصرة ص ، ۷۱۹
ولجام الأقلام ص ۱۱۷وص ، ۲۰۳ومعجم تصحيح التصحيح ص ، ١٠٣ومجلة مجمع اللغة العربية
بدمشق ( ، ) ٤٥٦/٢٥ومجلة لغة العرب ( . ) ٦٠١/٤
( ) ٢ينظر :ص . ٤٧
۳۳۳
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث الخامس
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
أما مصطلح ( كاتب العدل ) فقال علي الطنطاوي « :أما كلمة ( كاتب العدل ) ،وهي
ترجمة لمصطلح فرنسي ،فقد وضعها سنة ۱۹۱۹م الأستاذ مصباح محرم ،رئيس محكمة التمييز
ب دمشق على عهد الحكومة العربية التي قامت إثر خروج الأتراك منها » ) ،وهو وضع لطيف
﴿وَلْيَكْتُب بَيْنَكُمْ كَاتِبُ بِالْعَدْلِ﴾[ البقرة ] ٢٨٢ :على خلاف بين مأخوذ من قوله تعالى :
المفسرين في ( الباء ) في ( بالعدل ) هل هي متعلقة بقوله ( :وليكتب ) ،أو قوله ( كاتب ) (؟) .
من الأخطاء الفاحشة قولُ بعض العوام ( :مكافحة المخدرات ) بفتح الدال ،قال
مكافحة المخدّرات ) بكسر الدال ،ومعناها معلوم ،فلا يحتاج إلى زيادة بيان .
- ٣٣٤المعرض ،والمصرف
من الخطأ الشائع عند كثيرين أن تنطق ( المعرض ) و ( المصرف ) بفتح الراء
والصحيح كسرها ؛ استنادًا إلى القاعدة العامة أنَّ ما كانت عين مضارعه مكسورة بني
اسم المكان والزمان منه على ( مَفْعِل ) نحو ( معرِض ) من ( عَرَضَ ،يَعْرِضُ) و ( المَصْرِف)
من ( صَرَفَ ،يَصْرِفُ ) ،وفي ( المصباح ) « :و ( المعرض) وزان ( مَسْجِد ) :موضع عرض
الشيء ،وهو ذكره وإظهاره ،وقلته في معْرِض كذا ،أي :في موضع ظهوره » (ه) ،وقد أجاز
القانوني عارف النكدي الوجهين في ( معرض ) في بحث له في مجلة مجمع اللغة العربية
(. )٦ بدمشق ،ورد قوله مصطفى جواد ردًّا وافيًا ،فليراجع -إن شئت
ولما تقدم الصحيح أن يقال ( :مَعْرِض ) و( مصْرِف ) بكسر الراء لا فتحها .
٣٣٤
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
مصطلحات قضائية ،وأسماء وظيفية
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
- -٣٣٥الخزينة العامة
في ( التاج ) ( « :و) الخزانة ( :مكان الخزن ) ،أي :الموضع الذي يُخزن فيه الشيء ،
ولا يفتح) ،وقد ولعت العامة بفتحها » ( ، ) ٢ووجدت في بعض والجمع :الخزائن ،
التعاميم لفظة ( الخزينة العامة ) ،ولم أجد ما يؤيدها من جهة اللغة ،والصحيح أن
يقال ( :خِزانة الدولة ) ،أو ( الخزانة العامة ) ،وهل يصح اللفظ الدارج في بعض الإدارات
والأقسام التخزين ) ،وهو مصدر الفعل ( خَزَّن ) ؟ قال الزعبلاوي « :الذي في المعاجم
( خَزَن ) بالتخفيف ،إلا أن ( التفعيل ) قد جاء كثيرًا للدلالة على التكثير ،كما جاء في
( الشافية ) وشروحها ،والمراد بـ ( التخزين ) تكثيرُ فعل ( الخَزْن ) ...وقد أقر أحد مؤتمرات
مجمع اللغة العربية بالقاهرة أن ( فعل ) المضعف مقيسٌ للتكثير والمبالغة » (. )۳
)(٤
-٣٣٦-إيرادات الشركة ،ومصروفاتها
فيما ذهبوا إليه أن ( الإيراد ) و ( المصروفات ) لم يردا في معجمات العربية بهذا المعنى ،
والصحيح عند بعضهم أن يقال ( :دَخْلُ الشركةِ وخَرْجها ) أو ( دخلُ الشركة ونفقاتها )
أو ( موارد الدولة ونفقاتها ) ،وما احتجوا به للمنع فيه نظر؛ قال ابن فارس « :وتصريف
الدراهم في البياعات كلّها :إنفاقها » ( ، )٥واسم المفعول من صرف ( مصروف ) ،أما الفعل
الشائعة ص ، ٢٦٦ومعجم الصواب اللغوي ص ، ٩٤ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( . ) ١١٩/٢
( )٥مقاييس اللغة ( . ) ٣٤٣/٣
٣٣٥
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث الخامس
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
أحضره » ( ، )۱وفي ( الأساس ) « :وأوردت القوم الماء إيرادًا ،وأوردت الإبل ،وهذا وِرْدُ القوم
ومَوْرِدهم » ( ، ) ٢فمن معاني ( أورد ) الجلب والإحضار ،والمصدر ( إيراد ) ،وشــاع عـن الـعـرب
خارجها ،و( التوريد) :ما يُجلب من خارج البلاد من البضائع ،ويرى تقي الدين الهلالي أن
جاء في ( التاج ) ( « :وقد صَدَر غيرَه ،وأصْدَرَهُ ،وصَدَّرَهُ ) والثانية أعلى ( ،فَصَدَرَ) هو » ( ، )٤
والفعل ( صدَّر) بتشديد عين الفعل ،مصدره ( تصدير) ،أما الصيغة الأخرى ( توريد ) ،
فلا يخرج معناها من أن تُخْرِجَ الشجرةُ وَرْدَها ،وأن تُصْبغَ المرأةُ خدهــا بلــون الــورد ،وفي
( التاج ) « :وقد وَرَد الماءَ ،وعليه وِرْدًا ،ووُرُودًا ،وأنشد ابنُ سِيدَه قولَ زُهير
)(0
وَضَعْنَ عِصِيَّ الحاضرِ المُتَخَيّم فلمَّا وَرَدْنَ المَاءَ زُرْقًا حِمَامُهُ
معناه :لما بَلَغْنَ الماءَ أقَمْنَ عليه ،وكلُّ من أتى مكانًا منهلًا ،أو غيره ،فقد ورَدَه » (، ) ٦
ويوافق الشيخ الهلالي في أن يقال إيراد أو استيراد ) بدلًا من ( توريد ) ،ويُخالففي رفضه
) . ( ٥٤٩/٢ ) ( ١
)(J) (J/AJA
( ) ۳ينظر درة الغواص ،وشرحه ص ، ٤٣وكشف الطرة عن الغرة ص ، ۳۰۸وتقويم اللسانين ص ، ٣٥
وأزاهيرالفصحى ص .۷۹
) . ( ٢٩٤/١٢ ) ( ٤
( ) ٥دیوان زهير بن أبي سلمى ص . ١٠٥
).(519/9 ) ( 7
٣٣٦
2 الول
هذه الطبعة إهداء من المجمع
مصطلحات قضائية ،وأسماء وظيفية
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
الوضع اللغوي ،قال أبو السعود « :الصادرضد الوارد ،وأن الرسائل مثلا تكون صادرةً
عن الديوان إذا كانت مصروفةً عنه ،وذلك إذا كانت موجهةً منه إلى ناحية أخرى ،وتكون
واردة إليه ،أي :حاضرةً ،وذلك إذا أرسلت إليه من مكان آخر » (. )1
عليه ،ولم تُسمع ( المواصفات ) عند العرب بهذا المعنى ،وخلت منه المعجمات ،لكن
مجمع اللغة العربية بالقاهرة في الدورة الثانية والأربعين أجاز هذا الاستعمال ؛ لأن
دلالة ( المواصفة ) على معنى صفة الشيء دلالةً جرى بها الاستعمال في فصيح العربية
الخالص ،قال محمد شوقي أمين عضو المجمع « :إن اللغة تسجل صيغة ( المواصفة )
اسمًا لنوع من البيوع كان شائعًا عند العرب ،وتعريف ( بيع المواصفة ) في الفقه يدل
على أنه بيع الشيء على الصفة ،أي من غيررؤية ،وصورته أن يبيع الرجل ما ليس
كره المواصفة في البيع ) ( ، )۳وتعليل عنده ،ثم يبتاعه فيدفعه إلى المشتري ،وفي الحديث :
التسمية فيما ذكره أصحاب التعريفات أنه بيع بالصفة من غير نظير ،ولا حيازة ،وفي
الوسع إذن ؛ أن نقول بأن ( المواصفة ) هنا تقابل ( المعاينة ) ،أعني :أنها بخلافها » (. )٤
ملجقا
ا
اللحن
لء
س ضا
( ) ۳جاءت فيه آثار عن التابعين ،منها ما أخرجه عبد الرزاق في مصنفه عن ابن المسيب ،كتاب البيوع ،
باب المواصفة في البيع ،الرقم . ) ٤٢/٨ ( ١٤٢٢٣ :
( ) ٤الألفاظ والأساليب ( )٢١/٢
۳۳۷
السادس المبحث
والخطابات العقود،
وصفه يناقش أهم ما يرد في العقود والخطابات من أساليب لغوية ،مثل :
( عقد الشَّرَاكة ) ،و( تجدون برفقه الخطاب ) ...وغيرها مما حكم عليه الباحث
المراد بـ ( المُسَوَّدَة) :ما يكتبه الكاتب ،ثم يراجع ما كتبه ،ليتولى مـا فـيـه مـن خلـل
أو خطل بالإصلاح والتقديم والتأخير ،والأعم الأغلب يلفظ ( المُسْودَّة ) بضم الميم
وسكون السين وتشديد الدال المفتوحة ،وهو خطأً عند جواد ،والزعبلاوي ،والعدناني ؛
لأن ( المسودة ) هي التي اسودت بنفسها ،وهي اسم فاعل مؤنث من الفعل ( اسود ) ،
أي :صارأسودَ ،والصحيح عندهم أن تُلفظ ( مُسَوَّدَة ) بضم الميم وفتح السين وتشديد
الواو المفتوحة ،وهي من سوَّدْتُ الشيءَ ،إذا غيّرت بياضَه سوادًا ،كما جاء في ( التاج ) ) ،
وهذا اللفظ يستعمله الفصحاء فيما وُضِعَ له ،قال التوحيدي « :ثم إني في سنة سبعين
وجدتُ هذه الرسالة في مُسَوَّدة ابن طرخان فيما يباع من ميراثه » ( ، )۳ويرى مجمع اللغة
العربية بدمشق صحة الوجهين ،والفرق بينهما في اختلاف الفاعل ،واللزوم والتعدي
قال الفيومي ( « :الأُنْمُوذج ) بضم الهمزة :ما يدل على صفة الشيء ،وهو مُعَرَّب ،
وفي لغةٍ ( نَمُوذَج ) بفتح النون ،والذال معجمة مفتوحة مطلقًا ،قال الصغاني ( :النَّمُوذَج ) :
مثال الشيء الذي يعمل عليه ،وهو تعريب ( نَمُوذَه ) ،وقال الصواب ( :النَّمُوذَج ) ؛ لأنه
في
ملجقا
ا
اللحن
لءضا
( ) 1ينظر :قل ولا تقل ( ، ) ٤٢/٢ومعجم أخطاء الكتاب ص ، ۲۸۹ومعجم الأخطاء الشائعة ص ، ١٢٣
س
ومقالات في أخطاء لغوية شائعة ص ، ١٥١وأخطاء ألفناها ص ، ١٥٧ومعجم الخطأ والصواب في اللغة
ص ، ٣١٤ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ) ٨٣٥/٥٨و( . ) ٥٦١/٩٢
) . ( ٢٢٦/٨ ) ( ٢
( ) ۳أخلاق الوزيرين ص . ٥٢١
( )٤ينظر :شفاء الغليل ( ، ) ١٨٠/٢وسهم الألحاظ في وهم الألفاظ ص ، ٢٥ولف القماط ص ، ۳۸ومعجم
أخطاء الكتاب ص ، ٦٢٦ومعجم الأخطاء الشائعة ص ١٨٣وص ، ٢٥٣ولحن القول ص . ٤١
٣٤١
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث السادس
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
لا تغيير فيه بزيادة » ( ، ) ١وقال صاحب ( القاموس ) ( « :النَّمُوذَج ) ،بفتح النون :مثال
الشيء ،مُعَرَّب ،و ( الأُنْمُوذج ) :لحن » ) ،وقد ردّ الشهاب الخفاجي علــى مــن قــال بـأن
زيادة الهمزة لحن ،قائلًا « :وليس بشيء ،ألا تراهم عرَّبوا ( هليلج ) ،فقالوا ( :إهليج )
و ( إهْلِيلَج ) ونظائره كثيرة » ( ، ) ۳وقد سَميَّ الزمخشري أحد كتبه النحوية بـ ( الأنموذج ) ،
من كل لون مُعْجب بنموذج ()٤ أوأبْلَقِ يَلْـقـــى الـعُـــيــــونَ إذا بــــدا
ويجمع ( نَمُوذَج ) على ( نماذج ) ،و( أَنْمُوذَج ) على ( أَنْمُوذَ جَات ) .
رِضَاي ) ؛ لأن مصدر الفعل يُخطئ اليازجي قولهم ( رضائي ) والصحيح عنده أن يقال
( رَضِيَ) هو ( رِضًا ) ،لا ( رِضَاءً) ،لكن جاء في المصباح المنير « :وأرضيته إرضاءً ،وراضيته
مُراضاةً ورِضَاءً » ( ، )١فلك أن تقول ( :عقد بيع رِضَاي ) و ( عقد بيع رِضَائي ) وكلا الوجهين جائز.
- ٣٤٢عقد الاتفاقية
« :ويقولون :
الاتفاق ) ،يقول داغر يُخطئ بعضُهم استعمالَ ( الاتفاقية ) بدلًا من
أمضى الفريقان صلَّ الاتفاقية ) ،و ( وَرَدَ في آخر إحصائية ) ،والصواب ( :صك الاتفاق )
و( آخر إحصاء ) ؛ لأن الاتفاق والإحصاء مصدران صريحان ،فلا يحتاجان إلى ما يفيدهما
( ) ٥ينظر لغة الجرائد ص ، ۹۳ومعجم الخطأ والصواب في اللغة ص ، ١٤٧ومجلة لغة العرب ( . ) ٤٨٠/٧
( ) ٦ص .٨٧
( )۷ينظر :تذكرة الكاتب ص ، ۳۷ومعجم أخطاء الكتاب ص ، ٦٧٢ومعجم الصواب اللغوي ص ، ٩٦
ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( . ) ٤٦٦/٧
٣٤٢
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
العقود ،والخطابات
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
معنى المصدر» ( ، )١لكن لفظ ( الاتفاقية ) يدل على معنى آخر غير ( الاتفاق ) الذي هو
مجرد الاتفاق بين طرفي العقد ،إذا استُعمل استعمال الأسماء ،أما ( صك الاتفاقية ) ،
٣٤٣-عقد الشراكة
،وبكسر أو فتح
في ( التاج ) « :والمعروف أن كلا منهما ( الشرك والشركة ) بفتح فكسر
فسكون ،ثلاث لغات حكاها غير واحد من أعلام اللغة ،كإسماعيل بن هبة الله على ألفاظ
( المهذب ) ( ، )۳وابن سيده في ( المحكم ) ( ، ) ٤وابن القطاع (ه ) ،وشُرَّاح ( الفصيح ) ،وغيرهم » (، ) ٦
وتفصيل ذلك أنه يجوز لك أن تقول ( :الشَّرِك ،والشَّرِكة ) بفتح الشين وكسر الراء ،
و( الشَّرْك ،والشَّرْكة ) بفتح الشين وسكون الراء ،والشِّرْك ،والشّركة ) بكسر الشين
وسكون الراء ،ولم يسمع عن العرب قولهم ( شَرَاكة ) على وزن ( فَعَالة ) ،قال اليازجي :
ويقولون بينهما شَرَاكة في كذا ،يبنونه على فَعَالة ،وإنما هو من الألفاظ العامية ،
والصواب ( شَرِكة ) بفتح فكسر ،و( شِرْكة ) بكسر فسكون » ( ، )٧وممن أطلق القول بتخطئة
استعمال ( شراكة ) ،داغر ،والعدناني ،وزهدي جار الله ،وهذا اللفظ ذاع وشاع ،وطار كل
،وقلَّ من يتجنبه ،غيرأن قوانين العربية تمنع استعماله ،ولا شيء فوق قانون العربية ؛
مطير
ولذا قل ( :وقعت معه عقد الشَّركة ) ( )۸بدلاً من قولنا ( :وقعت معه عقد الشراكة ) .
( ) ۸إطلاق مصطلح ( الشركة ذات الشخص الواحد ) غير مناسب من جهة المدلول اللغوي ؛ فلفظ
٣٤٣
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث السادس
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
٣٤٤-الطَّرف الأول
في معجمات العربية يُطلق ( الطَّرَف ) على الرجل الكريم ،أو الملول الذي لا يثبت
على صحبة أحد ،أو على ناحية الشيء وجانبه ،أو على أطراف الإنسان ،كلسانه ،وعينه ،
ورأسه ،ويديه ،ورجليه ،وغيرها من المعاني المشابهة ،قال الزمخشري « :وهـو مـن أطراف
العرب :من أشرافها وأهل بيوتاتها » ( ، ) ٢وفي ( التاج ) ( « :ومن ) المجاز :أطراف ( الأرض :
أَنَا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا ﴾ [ الرعد ] ٤١ : أشرافها ،وعلماؤها ) وبه فُسّر قوله تعالى :
معناه موتُ علمائها ،وقيل :موت أهلها ،ونقص ثمارها ( ...و) الأطراف ( منك :أبواك
:
وإخوتُك وأعمامك ،وكل قريب ) لك ( مَحْرَم ) » ( ، ) ۳فيصح أن يحمل قولهم ( :الطرف الأول
في العقد ) ،أو ( اتفق الطرفان ) ،أو ( حضر فلان وكيلًا عن الطرف المدعي ) على ما تقدم
)(٤
المادة ،والفقرة ،والبند ٣٤٥
في تعريف ( المادَّة ) اصطلاحًا ،قال الكَفَوي « :عبارة عن كيفية كانت لنسبة
المحمول إلى الموضوع إيجابًا كانت أو سلبًا » ( ، ) ٥وجمعها ( مواد ) فهل يصح تنوينها ؟
يقول الزعبلاوي « :يلتبس الأمر على الكتاب حينًا ،فيقولون مثلًا ( :إن في المعجم
( ) ٤ينظر :أساليب العرب في صناعة الإنشاء ص ، ۷۳ومعجم أخطاء الكتاب ص ، ٥٦٤ومعجم الأغلاط
اللغوية المعاصرة ص ، ۷۸ومغامرات لغوية ،لعبد الحق فاضل ص ، ٤٧ومعجم الصواب اللغوي
ص ، ٥٨٠ومعجم الشوارد النحوية والفوائد اللغوية ص . ٥٤٢
( ) ٥الكليات ص ٨٦٥
٣٤٤
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
العقود ،والخطابات
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
ووزنها ( فواعل ) ،وأصلها ( مَوادِدْ ) ،فالدال في ( مواد ) مشددة مدغمة ،ومن ثم كان
الصواب أن يقولوا ( :إن في المعجم مواد كثيرةً ) بنصب ( مواد ) دون تنوين » (. )۱
أما ( الفقرة ) ففي ( التاج ) ( « :والفِقْرة -بالكسر -والفَقْرة والفَقَارَة ،بفتحهما ) :
) و( فَقَارٌ) .
و(فقر
من العقد ،فقال « :ولا ندري من أين استوردوا هذا المعنى لهذه .وليس لعبارة بند في
فلان كثير البنود أي كثير الحيل ،فالصواب أن يقولوا :جاء في الشرط أو المادة من عقد
كذا ،أو قانون كذا » ( ، )۳وأجازها آخرون منهم شاكر شقير ،فقال ( « :البند ) يُطلق على
حمالة السيف ،والجمع ( بنود ) ،وعلى القسم أو القطعة من رسالة أو اتفاقية أو نحو ذلك
مما يُفصَّلُ على طريقة الشروط » ( ) ،والوجه صحة استعمال ( البند ) فيما استُعمل له
في معناه المعاصرفي العقود على سبيل المجازكما هو ظاهر من كلام شاكر شقير.
٣٤٦-تُغْرَةٌ في العقد
يُخطئ بعضُهم استعمالَ ( ثَغْرَة ) بفتح الثاء ،والصحيح عندهم ضمها ،فيقال :
(تُغْرَة ) ،وحجتهم في ما ذهبوا إليه ما جاء في معجمات العربية ،ففي ( الصحاح ) :
ا
ملجقا
في
اللحن
والثغرة أيضًا :الثُّلْمة ،يقال :ثَغَرْناهم ،أي :سددنا عليهم ثَلْم الجبل » (ه) ،لكن جاء في
لء
س ضا
٣٤٥
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث السادس
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
بطن وادٍ أو طريق مسلوك » ( ، ) ١فكل الوجهين جائز الاستعمال على سبيل المجاز.
)(۲
- ٣٤٧صياغة المذكرة ،ويصيغ الحكم
خطأ بعضُهم استعمال ( صياغة ) ،ولا معنى لهذه التخطئة ،وهي صحيحةً فصيحةً ،
التَّسبيك » ( ، )۳والفعل منه ( صَاغَ يَصُوغ ) ،ولا يوجد في اللغة ( صَاغَ يَصِيغُ ) ؛ لأن الفعل
واوي ،وفي ( التاج ) ( « :و) صاغَ ( الشيءَ يَصُوعُه صَوْعًا ( :هَيَّأَهُ على مثال مستقيم ) ،
في ( التاج ) ( « :و) من المجاز( :تحرير الكتاب وغيره :تقويمه ) وتخليصه ؛ بإقامة
حروفه ،وتحسينه بإصلاح سَقَطه » ( ، )٦وخطأ استعمال ( حـرَّرَ) بمعنى ( الكتابة ) أمير
) . ( ١٠٣/٤ ) ( ١
( ) 5ينظر :دقائق العربية ص ، ١٠٢ولغة الجرائد ص ، ١٠٠ومعجم أخطاء الكتاب ص ، ١١٥ومعجم الأخطاء
الشائعة ص ، ٦٤ومعجم الخطأ والصواب في اللغة ص ، ۲۹۳وكبوات اليراع ص ، ١٦٢ومجلة مجمع
اللغة العربية بدمشق ( ) ٢١٧/٣و ( ) ٢٦٠/٤و( ) ٥٤٦/٨و( ، ) ۷۸/۹ومجلة لغة العرب ( . ) ١١/٤
).(0^^ /\ .) ( 7
٣٤٦
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
العقود ،والخطابات
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
« ومن الأخطاء التي أطبق عليها الناس كافةً في زماننا هذا ،استعمالهم كلمة ( التحرير)
مكان الكتابة ،وفي الصحف المنتشرة يستعملون ( المحرّر) بدل الكاتب ،ويقولون ( :رئيس
التحرير) وإنما هو رئيس الكتاب ؛ لأن التحرير غير الكتابة ،وهم لم يفرقوا بينهما ،
فالتحرير هو إصلاح الخطأ ،وإقامة الاعوجاج في الكلمة ،فهو أشبه بالتصحيح ،فالأولى
أن يُسمى المصححون بالجرائد محرّرين ،والمحرِّرون كُتَّابًا » ( ، )١غيرأن جمعًا من أهل النظر
صححوا استعمال ( التحرير) بمعنى الكتابة ،ومنهم شكيب أرسلان ،والمغربي ،وأحمد
رضا ،ومحمد بهجت الأثري ،قال المتبحر المغربي راذًا قول داغر في التخطئة « :من ذلك :
أنه أنكر صحة إطلاق ( المحرِّر) على الكاتب ،و ( التحرير) على الكتابة ،مع أن ( الحُرّ) من
كل شيء خياره ،والتحريرفي الكتاب أن يراعي فيه خيار الكلام والمعاني ،وكانوا يستعملون
التحريرفي تجويد الخطّ ،ثم توسعوا فيه ،فأطلقوه على الإنشاء ،وهذا عينـه وقـعفي كلمة
( الكتابة ) ،فإن أصل معناها الخط باليد ،والكاتب هو الذي يخطّ الكلام لا الذي ينشئه
ويهيئه في نفسه ،ثم توسعوا في ( الكتابة ) فأطلقوها على ( الإنشاء ) ،وأطلقوا ( الكاتـب )
على ( المنشئ ) » (؟) ،قال البلخي المعروف بالوطواط في ( رسائله ) « :صحيفة فخر حررتها
وغاية ما في هذه المسألة أنه يجوز استعمال ( التحرير) بمعنى ( الكتابة ) ،فقولهم :
( حرّر دعواه ) ،أي :كتبها وأنشأها ،ويحتمل أن يقال :إن تحرير الدعوى والمذكرة ) أدقُ
لفظًا من قولنا ( :كتابة الدعوى والمذكرة ) ؛ لأن فيها معنى زائدا ،وهي أن الدعوى المحرَّرَةَ
في
ملجقا
ا
اللحن
٣٤٧
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث السادس
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
- ٣٤٩فَهْرَسَة المُعاملة
يرى العدناني أن الأولى استعمال ( دليل ) بدلًا من ( فَهْرَسة ) ؛ لأنها لفظة فارسية
وبدلها عربي صريح ،وما ذكره مخالف لمـا جـرتْ عليه سَنَنُ العرب ،فالتعريب قديم ،
واللفظة معروفة منذ عهد الاحتجاج ،في العصر العباسي ،زمن الليث ،وفي ( القاموس ) :
« الفِهْرِس ،بالكسر :الكتاب الذي تُجْمَعُ فيه الكتب ،معربُ فِهْرِسْت ،وقد فَهْرَسَ
كِتَابَهُ » ( ، ) ٢ويرى ابنُ مكي خطاً قولنا ( فِهْرِسَة ( ) ۳بالوقوف على الهاء ،والصحيح
( فِهْرِست ) بإسكان السين ،والتاء في الكلمة أصلية ،وتبعه الزركشي في تعليقه على
( مقدمة ابن الصلاح ) ،وردّ عليهما الشهاب الخفاجي في ( شفاء الغليل ) بقوله « :أقول
ما في ( القاموس ) هو من كلام الليث ،وتحريره :أن هذه اللفظة فارسية ،وفارسيّتُها بكسر
الفاء ،وسكون الهاء ،وكسر الراء المهملة ،تليها سين مهملة ساكنة ،ثم مثناة فوقية
ساكنة أيضًا ،ومعناها :إجمال الأشياء ،فتحديد أسمائها وحصرها مطلقًا على الترتيب ،
محلها ...والتعريب غير مقيس إلا في الأعلام وما يجري مجراها » (. ) ٤
( ) 1ينظر :تثقيف اللسان ،وتلقيح الجنان ص ، ٥٤وشفاء الغليل ( ، ) ١٦٢/٣وخير الكلام ص ، ٤٣ولف
القماط ص ، ٧٢ولغويات ،وأخطاء لغوية شائعة ص ، ۱۷۸ومعجم الأغلاط اللغوية المعاصرة
ص ، ٥٢٦وفي اللغة والأدب ( ، ۷۸۳/۲ومعجم الصواب اللغوي ص . ٥٨٩
( ) ٢ص . ٥٦٤
( ) ۳الفهرس يدل على أربعة معان أولها :كتاب يضم أسماء الكتب والتقاييد والرسائل المقروءة ،مثل :
( الفهرست ) لابن النديم ،وثاني المعاني :كتاب يحتوي أسماء المشايخ المستفاد منهم والمتلقى عنهم ،
مثل ( :فهرست ما رواه عن شيوخه أبو بكر بن محمد الإشبيلي ) ،وثالثها :قائمةفي أول الكتاب ،أوفي
آخره تتضمن ذكر أبواب الكتاب وفصوله ومباحثه وأعلامه ونحوه ،وآخرها :بطاقة تتضمن عنوان
الكتاب وموضوعه واسم مؤلفه وعدد صفحاته ومكان وزمان الطبع إن كان الكتاب مطبوعا ،واسم
المكتبة ،وإضافات أُخَر ،وما يعنينا في موضوعنا هو المعنى الثالث .
( ) ٤شفاء الغليل ( ) ١٦٣/٣
٣٤٨
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
العقود ،والخطابات
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
وخلاصة ما تقدم أنك تقول ( :فَهْرَسَة ) وجمعها ( فَهَارِس ) ،و( المعاملة مُفَهْرَسَة ) ،
يُطلقون على ما يَضُمُّ طائفةٌ من الأوراق في موضوع واحد اسم ( الدوسِيَّة ) ،وهو
اصطلاح فرنسي ،والأولى أن يقال ( :ملف ) ،أو ( إضْبَارة ) ،فأما اللفظ الأول فمأخوذ من
اللفّ بمعنى الضمّ ،ففي ( التاج ) « :ولَفَّ ( الشيءَ بالشيء ) :إذا ( ضمه إليه ) وجعله
( وَوَصَلَهُ به ) » ( ، )٢وفي اللغة العربية يصاغ من الفعل الثلاثي المُضَعَّفاسم الآلة أو الأداة
على وزن ( مِفْعَل ) ،فتقول ( :ملف ) ،أما القول الدراج على لسان القوم ( :المَلَف) فلا
يصح ؛ لأنه على وزن اسم المكان ،ولا علاقة له بالمعنى المراد .
أما ( الإضبارة ) فهي أقدم وضعًا من ( ملف ) ،وهي ما تزال تستعمل في ديار الشام
بكثرة ،قال الشهابي « :منذ قامت الحكومة العربية السورية عقب الحرب العالمية الأولى
طلب من المجمع العلمي العربي أن يوصي بكلمة عربية صحيحة تُستعمل في الدوائر
الحكومية بدلًا من كلمة ( دوسيّة ) الدالة على جمع أوراق متعلقة بشخص أو بقضية
أو بغير ذلك ،فأشار المجمع بكلمة ( إضبارة ) وهي صحيحةً حسنةً ،وجمعها أضابير » ( ، )۳
قال ابن السكيت « :وتقول :جاء فلان بإضبارة من كُتُب ،وهي الأضابير ،والأضاميم » ( . )4
ملجقا
ا
اللحن
لء
س ضا
٣٤٩
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث السادس
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
٣٥١-التقرير الطبي
في ( المعجم الوسيط ) « :وقرَّر المسألة أو الرأي :وضَّحه ،وحققه ( مولد ) » ( ، ) ٢والتقرير
هو الرأي الذي يبديه شخص أو لَجْنةُ ،خاصًا بحدث من الأحداث ،وأصل التقرير من
:
لم ترد ( العُهْدةُ ) في معجمات العربية بالمعنى المستعمل في عصرنا ،أي :ما يُوكَلُ
حفظه إلى أمين بأمر من غيره ،أو من تلقاء نفسه ،وفي ( الصحاح ) « :وقد عهدتُ إليه ،
أي :أوصيته ،ومنه اشتق العهد الذي يُكتب للولاة ،وتقول :عليَّ عهد الله لأفعـلـنَّ كذا ،
وفي الأمر عُهْدَةُ ،بالضم ،أي :لم يُحْكَمْ بعد ...والعُهْدةُ :كتاب الشراء ،ويقال :عُهْدَتُهُ على
فلان ،أي :ما أَدْرَكَ فيه من دَرَكِ فإصلاحه عليه » ( ، ) ۳وقد أجاز مجمع العربية بالقاهرة
استعمال ( العُهدة ) بهذا المعنى ،ومما جاء في قرار اللجنة « :ولما كان العمل بنظام العهدة ،
إنما يتحقق بهذا العقد ،ويقوم نتيجةً له ،كان إطلاق العهدة بمعنى الميثاق على العهدة ،
وبمعنى مجموعة الأصناف التي كانت في حوزة المالك ،وانتقلت إلى حوزة الأمين ،كان
هذا الإطلاق من قبيل المجاز المرسل الذي علاقته السببية ،وإذن يكون أسلوب ( جرد
ليس في هذه المادة محذورُ لُغوي يخشى منه ،وقد نخرج عن أصل البحث إذا
استدعى المقام ذلك ،ولا سيما فيما يكثر شيوعه في اللغة القضائية ،فبعضهم يرى أن
٣٥٠
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
العقود ،والخطابات
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
،كما الصاحبية تُفهم معنى الخصوصيّة ،والفضيلة اسم شرعي لمنزلة تطلب للنبي
في دعاء الأذان « :آت محمدًا الوسيلة والفضيلة » ( ، ) ١فالنبي الله هو صاحبها ،ولا غيره ،فإذا
،على أن
كان هذا الوصف ملازمًا لمن تولى منصبًا شرعيا ،أو علميًا فثمة إشكال ظاهر
بعض أهل العلم يرى أن هذه الأوصاف وغيرها تقال لأجل التبجيل والتكريم ،والأصل في
أما وصف ( فضيلة الشيخ ) فلا حرج فيه ،وليس موهما عند الإطلاق ،كما يوهمه
أهل اللغة ،والقاعدة في جمع مثل هذه الأسماء ،أن ثالثها إذا كان حرف مد زائد يُقلب
همزة في المفرد بقي على الهمزة في الجمع ،كقوائم جمع قائمة ،ونوائب جمع نائبة ،وإلا
9
استمر على حكمه ،كجداول ومشايخ ،وفي ( الصحاح ) « :جمع الشيخ :شُيُوخُ وأَشْيَاخُ
ومسائل ) ،قال شكيب أرسلان « :وأما جمع ( شيخ ) على ( مشايخ ) فهو صحيح ،لا نزاع
فيه ،ومنصوص عليه في المعاجم ،ويزيد ذلك تعزيزاً قول مثل أبي الطيب المتنبي :
في
ملجقا
ا
اللحن
لء
س ضا
( ) 1أخرجه البخاري في الصحيح ،كتاب الأذان ،باب الدعاء عند النداء ،رقم الحديث ، ٦١٤ :ص . ٨٩
:قل ولا تقل ( ، ) ٧٢/١وتذكرة الكاتب ص ، ٩٤ورد الشارد إلى طريق القواعد ص ، ٢٣ومعجم
( ) ٢ينظر
٣٥١
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث السادس
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
كأنهم من طول ما التَثَمُوا مُرْدُ () ۲( » )۱ سأطلب حقي بالقنا ومشايخ
وقد أجاز مجمع اللغة العربية بالقاهرة جمع ( مشيخة ) على ( مشايخ ) أو ( مشائخ ) ،
ترى اللجنة جوازإلحاق المد الأصل في صيغة ( مفاعل ) بالمد الزائد في ونص القرار:
صيغة ( فعائل ) ،وعلى هذا يجوز في عين ( مفاعل ) قلبها همزة ،سواءً أكان أصلها واوا
أم ياءً ،فيقال ( :مكايد ومكائد ) ،و( مغاور ومغاير) » ( ، )۳والذي يظهر أن كلا الوجهين
يجوز ،وإن كان الأولى إثبات الياء بدل أن تكون مهموزة ،والخلاف في هذه الجموع قديم
فقالوا :صوابه ( :وقد باشرت العمل قاضيًا ) بدون تعدية هذا الفعل بأداة الباء ؛ لأنه
لا يتعدى بها ،بل يتعدى بغيرأية أداةٍ من حروف الجر ،ومستندهم في ذلك نصوص
متون اللغة ،ومن هؤلاء القوم :الكرملي ،والمغربي ،والزعبلاوي ،والعدناني ،قال الزعبلاي
« ولعلَّ مرجع الخطأفي استعمال الكتاب للفعل ظنُّهُم أنه بمعنى ( البدء ) ،وليس الأمر
كذلك ،وهو لو كان بهذا المعنى ما جاز القياس أيضًا ،فَفِعْلُ ( البدء ) يتعدى بنفسه
٣٥٢
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
العقود ،والخطابات
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
وبالباء » ( ، )١وأجاز قوم آخرون تعدية الفعل بالباء كما هو مثال الباب ،وذلك بتضمين
الفعل المُعَدَّى بالباء معنى غيره ،ويجعلون الحرف المعدى به إشارةً إلى ذلك التضمين ،
فإذا كان تحميل الفعل معنى فعل آخر مشارك أو مجانس واردا في الكلام ،فلا مانع من
جواز المباشرة بالأمر؛ لأن أصل معناه كما تقدم ( وليه بنفسه ) ،ثم أطلقت المباشرة
على الشروع ،فيتعدى بنفسه ،وبـ ( الباء ) وبـ ( في ) ،وممن جوّز التعدية المعلم شاكر شقير
المباشرة بالأمر بتعدية الفعل اللبناني ،وأبو تراب الظاهري ،وله كلام طويل في صحة
المباشرة بالأمر ،فإذا قال قائل :إنه باشر بطبع بالباء ،ويقول « :ولكني لا أجيز تخطئة
في ( التاج ) « :بَدَأ به كَمَنَع ) يبدأ بَدْءًا ( :ابْتَدَأ ) هما بمعنًى واحد ( ،و) بدأ ( الشيء :
فعله ابتداءً ) ،أي :قدَّمه في الفعل » ( ، )٤ولم يُنقل تعديته بحرف الجر (في ) ،والصحيح أن
يقال فيه مثل ما قيل في المادة السابقة ( باشرت ) ،فتقول ( :مدة العقد سنة ،بدأت
تاريخ كذا ) أو ( مدة العقد سنة ،بدأت بتاريخ كذا ) ،أو ( مدة العقد سنة ،بدأت في تاريخ
في
ملجقا
ا
اللحن
كذا ) ومثله قولهم ( :بدأت العمل ) أو ( بدأت بالعمل ) أو ( بدأت في العمل ) .
لء
س ضا
٣٥٣
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث السادس
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
٣٥٧-الندب ،والانتداب
،لكنهما
لكل من ( نَدَبَ ) و( انْتَدَب ) في اصطلاحنا المعاصر معنًى ينفرد به عن الآخر
في اللغة العربية بمعنًى واحد ،ففي ( القاموس ) « :ونَدَبَهُ إلى الأمر ،كنَصَرَهُ :دَعَـاهِ ،وَحَقَّه ،
ووَجَّهَهُ » ( ، ) ٢وقال الفيومي ( « :نَدَبْتُهُ ) إلى الأمر ندبًا ،من باب قتل :دعوتُه ،والفاعل
نادب ،والمفعول مندوب ،والأمر مندوب إليه ....وانتدبته للأمر فانتدب ،يستعمل لازمًا
( انتدب ) متعديًا ولازمًا ،وإلا فهو عند غيره فعل لازم ،ومما تقدم يصح لك أن تقول :
ندبت الجهة (فلانا ) أو ( انتدبت الجهة فلانًا ) و ( تسمية المندوبين لهذه الوزارة ) أو
)(٤
- -٣٥٨التفتيش الدوري على عمل القاضي
ومثله قولُهم ( :فتّش على عمله ) ،وكثير يلحنُ هذا الأسلوب ،ويَعُدُّونه غلطا ،قال
داغر « :يُعَدَّى بنفسه إن أريد استعماله بمعنى تصفّح ،نحو ( :فتّشت الكتب ) ،ويُعَدَّى
بـ ( عن ) إذا كان بمعنى سأل واستقصى في الطلب ،نحو ( :فتَشتُ عنه ) ( ) ،والشائعفي
العصور المتأخرة التعدية بـ ( على ) ،وإضافةً إلى داغر ،فقد خطّأه أحمد فارس الشدياق ،
واليازجي ،والمغربي ،وكذلك مصطفى جواد في مجلة ( العرفان ) ،ثم أجازه في مجلة ( لغة
العرب ) ،ثم رجع إلى الحظر مرة أخرى في مجلة ( مجمع اللغة العربية بدمشق ) ،غير
( ) 1ينظر :معجم أخطاء الكتاب ص ، ٥٩٨والتطور اللغوي التاريخي ص ، ۱۲۷ومجلة مجمع اللغة
العربية بالقاهرة ( ) ٢٦٢/٢و( . ) ٨٤/٧٦
( ) 2ص . ۱۳۷
٣٥٤
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
العقود ،والخطابات
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
أن تعدية قولهم ( :فتّش عليه ) جاءفي كثير من كلام الفصحاء -وإن كانوا بعد عص
—
الاحتجاج ،قال يحيى بن سعيد الموصلي ،المولود سنة ٥٦٩هـ:
وقال ابن خَلَّكان في ترجمة المبرد « :فقعد قُدَّامها يفتّش عليه » (؟) ،وجاء هذا التعبير
في كلام الراغب الأصفهاني ،وابن الجوزي ،وشيخ الإسلام ابن تيمية ،والسخاوي وغيرهم ،
قال جواد رادًا على الاستشهاد بهذا البيت « :والشعر كما ذكرتُ لا يصح أن يتخذ دليلًا على
صحة التعبيرما دام مخالفًا للنثر ،وقد ذكرتُ أنه يقال ( فتّش عنه ) لا ( فتّش عليه ) ،وأن
فتّشه عن كذا ،وقد ورد ( فتّش عليه ) في نثر ( فتّش ) متعد محذوف المفعول ،والأصل
سر هذه الأشياء لعلموا ) ( ، ) ۳وهو خطأ ؛ لأن الموضع لا يستلزم ( على ) أبدًا » ( ،)٤وقد يجوز هذا
الاستعمال من باب أن ( على ) تفيد الاستعلاء كما علمت ،والتفتيش ( على ) عمل الموظف
لا يكون إلا من موظف أعلى مرتبةً منه ،ولهذا الاحتمال يمكن أن يجوز هذا الأسلوب .
درست اللجنة الخاصة بدراسة الأساليب في المجمع العلمي العراقي في عام ١٩٨٥م
استعمالهم عبارة ( :نشيركم إلى كذا ،وهاك النصَّ « :ونظرت اللجنة فيما شاعفي بعض
) لا يتعدّى بهذا المعنى بنفسه ،وعليه ترى اللجنة أن يقال بدلًا من ذلك ( :نسترعي
( أشار
انتباهكم إلى كذا ) أو ( ننبهكم على كذا ) أو ( نذكركم بكذا ) ،ونحو ذلك » (ه ) ،أما (أشار) في
في
اللحن
جقامل
ا
٣٥٥
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث السادس
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
مأخوذ من الإشارة باليد ،أو الرأي ،ففي ( الصحاح ) « :أشارإليه باليد :أومأ ،وأشــار عـلـيـه
بالرأي » ( ، ) ۱واستعمله بعض الكاتبين قديمًا ،قال النووي « :وقد جمعتها في ( الروضة )
مستقصًا ولله الحمد ،وهذا الكتاب لا يحتمل بسطها ،فأشير فيه إلى مقاصدها مختصرة
إن شاء الله تعالى » (؟ ) ،وعليه استعمال الفعل ( أشار) في مثال الباب ونظائره صحيح .
ومثله قولهم ( :مع تنبيه فضيلته إلى التنويه إلى أن الغائب على حجته متى حضر في
المطالبة المالية ) ،وقولهم ( :ولذلك اقتضى التنويه ) ،ويُخطئ بعضُ المتأدبين استعمال
والزعبلاوي ،قال اليازجي : نوَّه ) بمعنى ( أشار ،ومنهم اليازجي ،وداغر ،والمغربي
وليس ذلك من استعمال العربفي شيءٍ ،وإنما هو من تواطؤ العامة ،قال في ( الأساس ) :
نوهت به تنويها :رفعتُ ذكره وشهرته ،وأردت بذلك التنويه بك ،وإذا رفعت صوتك
فدعوتَ إنسانًا ،قلت :نوهَتُ به ،ونوهَتُ بالحديث :أشدت به وأظهرته ) ( ( » ) ٤ه) .
فأنت ترى في كتب اللغة أن الفعل ( نوَّه ) يتعدى بنفسه ،فتقول ( :نوهتُ فلانا ) ،
ويتعدى بـ ( الباء ) ،فتقول ( :نوهَتُ بفلانٍ ) إذا أردت رفع الصوت ،وتعظيم ذكره ،ففي
( صبح الأعشى ) « :ويقال :إنما فعلوا ذلك تنويها بذكره ،وإشهارًا لأمره » ( ،) ٦غيرأن
) . ( ٧٠٤/٣ ) ( ١
( ) ۲تهذيب الأسماء واللغات ( . ) ۳۸/۱
( ) ۳ينظر لغة الجرائد ص ١٦وص ، ٩٧وتذكرة الكاتب ص ، ٩٢وحول الغلط والفصيح ص ،٢٧ومعجم
٣٥٦
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
العقود ،والخطابات
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
الدكتور بكر فارس في ( مجلة الثقافة ) ( )۱نقل عن إمام المترسلين الجاحظ ما يدل على
أن ( نوّه ) تأتي بمعنى التلميح والإشارة ،قال الجاحظ في رسالةٍ له « :وقد يستعمل
الناس الكناية ،وربما وضعوا الكلمة بدل الكلمة ،يريدون أن يظهر المعنى بألين اللفظ ،
إما تنويها ،وإما تفصيلًا » ) ،أي :إن التنويه في كلام الجاحظ جاء على سبيل المقابلة
والذي يظهر أن الأولى أن يُستعمل أشار) و ( ذكر) بدلًا من ( نوه ) في معرض التلميح
والإشارة ،فتقول ( :وأشيرإلى ما ذكرتموه من أن ) ...و( مع تنبيه فضيلته إلى الإشارة إلى أن
الغائب على حجته متى حضرفي المطالبة المالية ) و ( ولذلك اقتضى التنبيه ) .
الفعل الثلاثي ( حَاط ) يكون متعديًا ،أما الرباعي ( أحَاطَ ) فلا يكون إلا لازما في
معجمات العربية ،ففي ( الصحاح ) « :وقد حَاطَهُ يَحُوطُهُ حَوْطًا وحِيطَةً وحِيَاطة ،أي :
كلأه ورعاه ...وأحاط به ،أي :عَلِمَهُ ،وأحاط به عِلْمًا » ( ، )٤وخطَأ بعضُهم استعمال الفعل
الرباعي ( أحاط ) بمعنى الإخبار ،ومنهم اليازجي ،والزعبلاوي ،ويرون أن من المناسب أن
شَيْءٍ عِلْمًا﴾[ الطلاق ، ] ١٢ :غيرأن الشَّهابَ الخفاجي أجاز استعمال ( أحاط ) متعديًا بنفسه ،
فقال ( « :أحاط ) يكون لازمًا ،وهو المعروف ...ويكون متعديًا أيضًا ،ولم يعرفه كثير
في
ملجقا
ا
اللحن
فوقعوا في أمور غريبة ،وتعسفات عجيبة ،وقد ورد في كلام على رضاللَّهعَُنْهُ كذلك في قوله في
لء
س ضا
) . ( ٤٦/٥٦ ) ( ١
). (19./1) (5
( ) ۳ينظر لغة الجرائد ص ، ١٢وقل ولا تقل ( ، ) ١٤٠/١ولغويات ،وأخطاء لغوية شائعة ص ، ٢٦ومعجم
أخطاء الكتاب ص ، ١٤٨ومعجم الأخطاء الشائعة ص ، ۷۳والاستدراك على كتاب قل ولا تقل
ص ، ٧٥وكبوات اليراع ص ، ٣٤٩والقرارات المجمعية ص . ٨٧
).(1151 /~) (ε
٣٥٧
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث السادس
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
خطبة بعدما ذكر أنه تعالى ألبسكم الرياش ،وأرفع لكم المعاش ،وأحاط بكـم الإحصاء ) ،
بمعنى ( :حـوط ) ،أي :جعل الإحصاء حائطا حولكم ،يعني :أحصى أعمالكم ) ( ) ( ) ،ومثله
قال مصطفى جواد ،ورأى أن تطور اللغة يُشعر بأن أصل ( حاطه ) هو ( :حاط به ) ،كما
أن أصل ( حفّه ) هو ( حفّ به ) ،ويرى أن تقدير أحاط به ) هو ( أحاط الشيء به ) ،أي :
جعله له كالحائط ،وحذف المفعول من جملة الفعل لا يدل على أن الفعل لازم .
والذي يظهر صحة استعمال ( أحاط ) متعديًا ،فيكون مثال الباب ( :أحيطكم أن
القضية انتهت بحكم صادر منا برقم ) ..صحيح ؛ لوروده مسموعا عن العرب .
يقول صاحب ( عثرات الأقلام ) في مجلة ( مجمع اللغة العربية بدمشق ) ،وهو
) ،صوابه ( الإنذار
)؛ المغربي لا ريب « :ومنها قولهم ( :ونشرت الصحف صورة الإخطار
لأن ( الإخطار) مصدر ( :أخطر فلان فلانًا) :صار مثله في الخطر ،أي القدر ،وأخطر
ذكرنيه بعد نسيانه ،وكل ذلك بعيـد المريض ) :دخل في الخطر ،و ( أخطر الله ببالي كذا
عن معنى الإنذار » ( ، )٤وما ذكره المغربي صحيح ،فلو بحثت في معجمات العربية ،لما
وجدت هذا المعنى في اللغة ،غيرأن العلامة اللغوي محمد النجار خرج لصحة استعمال
( أخطر) بمعنى ( أعلم ) تخريجًا حسنًا ،فقال « :أن يكون هذا الأسلوب على القلب
في القصة ،والأصل أن يقال :أخطر بك هذا الأمر ،أي :أجعله يخطر بك ،يقال :أخطر
( ) 3ينظر لغويات ،وأخطاء لغوية شائعة ص ، ۳۳ومعجم أخطاء الكتاب ص ، ١٧٠ومعجم الصواب
اللغوي ص ، ٢٤ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( . ) ٥٣/٣
( ) ٤مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( . ) ٥٣/٣
٣٥٨
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
العقود ،والخطابات
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
الله بباله أمر كذا ،أي :وضعه في خاطره وروعه وألهمه إياه ،وذلك فيه معنى الإعلام ،
فمعنى أخطر بك كذا أشعرك به وأدريَك ،فقلب ،فقيل :أخطرك بكذا ،والقلب يجري
في المخاطبات كثيرًا ،من ذلك عرضت الحوض على الناقة » ( ، )١وبعضهـم اســتـبـعـد هـذا
والظاهر صحة هذا الاستعمال بناءً على ما خرجه الشيخ النجار وغيره على القلب ،
وَ انَيْنَهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوا بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ ) من رأسي ) ،ومنه قوله تعالى:
[ القصص ، ] ٧٦ :والعصبة هي التي تنوء بالمفاتيح ،ولا تنوء المفاتيح بالعصبة ،وقد قرأتُ
أن مجمع اللغة العربية بالقاهرة أجازاستعمال ( الإخطار) بهذا المعنى ،ولم أطلع عليه .
داغر ،وزهدي جار الله استعمال ( الخِطَاب ) بمعنى الكتاب ،فيقول داغر
يُخطئ ،
إليه خطابًا ) و( لم يجب على خِطابي ) ،وطورًا بمعنى الخُطبة ،فيقولون :ألقى خطابًا
بديعا ) ،وكلا الاستعمالين خطأً ،لأن ( الخطاب ) هو المكالمة أو المواجهة بالكلام أو ما
إلى كتابكم ذي الرقم ، ) ..والحق غيرما ذكره الأستاذان ،قال المغربي « :ولكن ألا تتضمن
الرسالة كلامًا موجهًا إلى المُرسلة إليه » ( ، )٤وقد ورد ( الخطاب ) بمعنى ( الرسالة ) في كلام
في
ملجقا
ا
اللحن
البلغاء ،قال البلخي المعروف بالوطواط في ( رسائله ) « :كتابٌ لا بل كتائب تفلّ كلَّ جيشٍ ،
لء
س ضا
٣٥٩
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث السادس
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
وخطاب لا بل خطوب تكدِّرَ كلَّ عيش » ( ، ) ١وفي ( صبح الأعشى ) « :أما إذا كانت المكاتبةُ
في ذلك إلى الكافة ،مُمَهَّدَةً لعذر السلطان قاطعةً قالة الرعيّة عنه ،فإنه لا جواب عنها ؛
لأنها إذا لم تُوجّه إلى واحدٍ بعينه لا تستدعي خطابًا » ( ، ) ٢أي :كتابًا .
ومما تقدم يصح لك أن تكتب ( :إشارةً إلى كتابكم ذي الرقم ) ..أو (إشارة إلى خطابكم
)(۳
٣٦٤-تجدون بِرِفْقِه الصك الصادر منا برقم...
قال عبد القدوس الأنصاري « :ذائعةٌ هذه الصيغة في الأوساط الكتابية الحكومية
ذيوعها في الأوساط الأدبية ،وهي ملحونةً ،وبيان ذلك :أننا لم نعثر بعد البحث العميق ،
في معاجم اللغة على صيغة ( أرفق ) بمعنى استصحب ،كما هي مستعملة فيه اليوم ،
و ( مرفق ) موضوع البحث هي مبنية من صيغة ( أرْفَقَ ) ،والمبني من الملحون ملحون ،
أما الكلمة التي تقوم مقامها لغويا ،في أداء معنى الاستصحاب ،فهي ( :المشفوع ) التي
أن تقول ( :المعاملة المشفوعة ) ،وبدلًا من أن تحرر :أرفقت لكم به الورقة المطلوبة )
يجب أن تعدل إلى كتابة ( :شفعت لكم به الورقة المطلوبة ) » ( ،)٤وهو رأي اليازجي
المعاملة المشفوعة ) في الأوساط الحكومية معروف ،وإن تقال أخيرًا ؛ وداغر ،واستعمال
لشيوع استعمال ( المرفقات ) حتى كاد أن تموت معها ( المشفوعات ) ،ومن الاستعمالات
الفعل ( رَفَق ) فمعناه يتردد في العربية بين النفع والإعانة ،واللطف واللين ،والصحبة
( ) ۳ينظر لغة الجرائد ص ، ۱۱وتذكرة الكاتب ص ، ۳۹ومعجم أخطاء الكتاب ص ، ٢٣٥ومعجم الأغلاط
اللغوية المعاصرة ص ، ٢٦٥وإصلاحات في لغة الكتابة والأدب ص ، ٤٦والقرارات المجمعية ص ، ١٥٢
ومعجم تصحيح التصحيح ص ، ۱۸۲والألفاظ والأساليب ( ، ) ١٦/۲وقرارات مجمع اللغة العربية
بدمشق في الألفاظ والأساليب ( ، ) ۸/۱ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( . ) ٥٢٦/٨٩
( ) ٤إصلاحات في لغة الكتابة والأدب ص . ٤٦
٣٦٠
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
العقود ،والخطابات
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
والجماعة ،ففي ( الصحاح ) « :الرّفق :ضد العنف ،وقد رَفَقَ بـه يرفق ،وحكى أبو زيد :
رَفَقْتُ به وأرفقته بمعنى ،وكذلك ترفقتُ به ،ويقال أيضًا :أَرْفَقْتُهُ ،أي :نفعته » (، )١
وقد أجاز مجمع اللغة القاهري بالأكثريّة قولهم ( :برفقه ،والمرفقات ) ؛ وحجتهم أن في
المعجمات القديمة ( رفاقة ) بمعنى ( مصاحبة ) ،و ( رافَقَه ) بمعنى ( صاحَبَه ) ،و ( ترافقا )
بمعنى ( تصاحبا ) ،فقاسوا عليها ( أرفَقَ ) بمعنى ( صاحَبَ ) ،وإما على تضمين (أرفق )
معنى ( ألحق ) ،فهو ( مُرْفَقٌ ) و( مُلْحَقِّ ) ،وأومأ الزعبلاوي إلى جواز استعمالها ،وهو
)(۲
نرفق لك طيّه صورة من التقرير الصادر من ... -٣٦٥
يقول جواد « :وقالوا ( :أرسلنا طيه ) و ( تجدون طيَّه كذا ) ،وذلك خطأً ،وصوابه :
(أرسلنا في طيّه ) و( تجدون في طيّه كذا ) ،قال في ( مختار الصحاح ) ( ( : )۳وأنفذته ضمن
) ظرف مكان مختص كتابي ،أي :في طيّه ) ولم يقل ( :أي طيَّه ) » ( ، )٤وسبب المنع :أن ( ط
[ الكهف ، ] ٧٩ :وتابع جوادًا الظرفية ،ومنه قوله تعالى ﴿ :وَكَانَ وَرَاءَهُم مَّلِكُ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا
العدناني في ( معجم الأخطاء الشائعة ) ،مع أن منهج العدناني الحكم بتصحيح أي لفظ أو
أسلوب أقرته المجامع اللغوية ،لكي نسيرعلى هُدَى المجامع والمعاجم – كـمـا يـقـول ـ ؛ ولذا
لا أعدُّ العدناني مخطئًا لهذا الاستعمال ما دام أن مجمع اللغة العربية بالقاهرة أقراستعمال
طيّ ) غيرمسبوق بحرف الجر ،ومما جاء في القرار « :وقد بحثتها اللجنة ،وانتهت إلى إجازتها
بناءً على أن النحاة قد أجازوا من قبل كلماتٍ منها جهة ،ووجه ،وناحية ،وداخل وخارج ،
في
ملجقا
ا
اللحن
على أساس أنها شبيهة بالجهات في الشيوع ،وأنها لا تخلو من الإبهام وعدم الاختصاص على
لء
س ضا
) . ( ١٤٨٢/٤ ) ( 1
( ) ٢ينظر :معجم الأخطاء الشائعة ص ، ١٥٨ومعجم الصواب اللغوي ص ، ٥١٢ولحن القول ص ، ١٥
والألفاظ والأساليب ( ، ) ٢٠٤/٢ومجلة لغة العرب (. ) ٥٣٠/٨
( ) ٣ص . ١٦١
( ) ٤مجلة لغة العرب ( . )٥٣٠/٨
٣٦١
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث السادس
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
الاتساع ،سواءً أكانت الأسماء مصادر ،أم كنَّ غير مصادر » ( ، )١والحق لا يعدو ما ذكره المجمع
القاهري من جواز قولهم ( :نرفق لكم طيَّه ) و( نرفق لكم في طيه ) .
يقول اليازجي « :ويقولون ( :رغب الشيء ،وشيء مرغوب ) يعدونه بنفسه ،والصواب
( رغـب فـيـه ) » ( ، )۳وما ذكره محجوج بما جاء في بعض معجمات العربية ،قال الفيومي :
( رَغِبْتُ ) في الشيء ،و( رغِبْتُهُ ) يتعدّى بنفسه أيضًا إذا أردته رَغْبًا » ) ،ولا وجه حينئذٍ
أن يقول ( :الفصيح :رغب في الشيء ) ؛ لأن تعديته بنفسه قد اقتبسها العلماء من قوله
فِي يَتَمَى النِّسَاءِ الَّتِي لَا تُؤْتُونَهُنَّ مَاكُتِبَ لَهُنَّ وَتَرْغَبُونَ أَن تَنكِحُوهُنَّ ﴾[ النساء . )٥ ( » ] ١٢٧ : تعالى :
قلتُ :الخلاف في حذف حرف الجر مع الفعل اللازم ،مثل ( رَغِب ) قديم ؛ قال ابن
عقيل شارح الألفية « :ومذهب الجمهور أنه لا ينقاس حذف حرف الجر مع غير ( أن )
و ( أنْ ) بل يُقتصر فيه على السماع ،وذهب الأخفش الصغيرإلى أنه يجوز الحذف مع
غيرهما قياسًا ،بشرط تعيّن الحرف ،ومكان الحذف » (. ) 1
ومما تقدم يجوز لك أن تقول ( :نرغب في وقف الصك الصادر ) ..أو ( نرغب وقف
الصك الصادر. ) ..
( ) ٢ينظر لغة الجرائد ص ، ٦٢ودراسات في فلسفة النحو والصرف واللغة والرسم ص ، ۹۸ومعجم أخطاء الكتاب
ص ، ٢٣٢والكتابة الصحيحة ص ، ١٣٤ومعجم الخطأ والصوابفي اللغة ص ، ١٤٨ومجلة لغــة الـعــرب ( . ) ٤٧٩/٧
( ) ۳لغة الجرائد ص . ٦٢
( )٤ص ٨٨
( ) 5مجلة لغة العرب ( . ) ٤٧٩/٧
( ) ٦شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك ( . ) ١٥١/٢
٣٦٢
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
العقود ،والخطابات
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
نأمل (أَمَلَ ) و ( آمُلُ ) يتعدى بنفسه ،لا بـ ( الباء ) بهذا المعنى ،فلا يصح أن تقول :
منكم بتزويدنا ) ،ويشيع هذا الخطأ كثيرًا في بعض المخاطبات ،وفي ( التاج ) ( « :أَمَلَهُ )
ومثله قولهم ( :وإليكم هذه الأدلة الآتية ) ،والمعروف عن العرب أنها تستعمل ( إليك )
بمعنى الأمر بالتنحي والبعد ،قال سيبويه « :و ( إليك ) إذا قلت :تَنَجَّ » ( ،)٤ويرى بعض المحققين
أن (إليك ) تأتي بمعنى خذ ؛ اعتمادًا على قول القطامي من شعراء الدولة الأموية :
إليكَ إليك ضاق بها ذراعا ( ه) إذا التيار ذو العَضَلات قلنا
وقد أورد الجوهري بيت القطامي في ( صَحَاحه ) ،وتعقبه ابن بري قائلًا « :هكذا
رواه الجوهري وغيره ( :إليكَ إليكَ ) ،وفسره في شعره أن ( إليك ) بمعنى ( :خذها لتركبهـا
وتَرُوضًها ) ،وهذا فيه إشكال ؛ لأن سيبويه وجميع البصريين يذهبون إلى أن (إليك ) بمعنى
( تَنَجَّ ) غيرمتعدية إلى مفعول ،وعلى ما فسروه في البيت يُقضى أنها متعدية ؛ لأنهم
جعلوها بمعنى خذها » ( ، ) ٦قال الشيخ محمد النجار « :إن الظنَّ بصاحب ( الصَّحَاح )
ومن وافقه في الرواية أن يُوثق بهم فيما رووه ،وقد كان الجوهري في التحري والضبط
في
ملجقا
ا
اللحن
( ) 1ينظر نظرات في اللغة والأدب ص ، ١٢ومعجم أخطاء الكتاب ص ، ٢٦والكتابة الصحيحة ص ، ٢٧
ضا
) . ( ٢٧/٢٨ ) ( ٢
( ) ۳ينظر لغويات ،وأخطاء لغوية شائعة ص ، ٦٤ومعجم الصواب اللغوي ص ، ۷۳ومعجم الشوارد
النحوية والفوائد اللغوية ص . ١٩
( ) ٤كتاب سيبويه ( . ) ٢٤٩/١
( ) ٥الصحاح ( . ) ٨٦٦/٣
( ) ٦التنبيه والإيضاح عما وقع في الصحاح ،لابن بري ( . ) ٢٣٦/٢
٣٦٣
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث السادس
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
بالمكان الذي لا يُجهل ،فالشك بعيد عن أن يطرق روايته ،ومن ثم فالظن أن القطامي
قال :إليك إليك ) في معنى ( خذ ) ،وهذا كما أسلفت من شعراء العصر الأموي الذي
يحتج به ،وإذن فليسعنا ما وسع القطامي ،وما وسع الجوهري ،ومن على شاكلته ممـن
ونحن نقول مطمئنين صحة مثال الباب ( وإليكم مرفقًا بالتقارير الطبية ) ،و(إليك )
بمعنى ( خذ ) يتعدى إلى مفعول واحد ،وهو ( مرفق ) ،أما ( إليك ) بمعنى ( تَنَجَّ ) ،فهو لازم
نأمل
) التَّعْميم والقبض على المدعى عليه ) ،ومعاني ( عَمَّمَ ) في ومثله قولهم :
اللغة العربية تدورحول الشمول ،والجمع ،والكثرة ،وضد التخصيص ،وفي ( الصحاح ) :
« والعامة :خلاف الخاصة ،وعم الشيءُ يَعُمُّ عُمُومًا :شَمِلَ الجماعة » ( ، ) ۳وإطلاقه على ما
تصدره الجهة من أوامر وقرارات عامة للأفراد جميعًا ،أو داخل إدارة أو وزارة ،اصطلاح عُرْفي
صحيح ،وكذلك الأمر بالبحث عن مطلوب بعينه ،فيُعمم اسمه لدى الجهة للبحث عنه ،
و ( التعميم ) اصطلاح حادث في عصرنا ،وكان لفظ ( الفَرَمَان ) منتشرا في عصر المولدين ،
قال الذهبي « :وكانت رُسُل التتار يومئذ بحَرَسْتا فدخلوا دمشق ،وقُرِئ فَرَمَان الملك بأمان
أهل دمشق وما حولها » ( ، )٤وفي ( صبح الأعشى ) « :ثم يكتب تحت ذلك سطرًا آخر بزيادة
يسيرة من الجانبين ( فَرَمَان السلطان فلان ) ،يعني كلام السلطان فلان » (ه) .
( ) ٢ينظر :معجم تصحيح التصحيح ص ، ٦٩ولحن القول ص ، ۷۰ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق
( ) 23/٨١و ( . ) ١٥٠/٢٥
) . ( ۱۹۹۳/۵ ) ( ۳
٣٦٤
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
العقود ،والخطابات
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
في ( التاج ) « :ومن المجاز ( :هو يُرَشَّحُ للمُلْك ) ،وفي ( الصحاح ) و ( اللسان ) :للوزارة ،
أي ( :يُرَبّى ويُؤَهَّل له ) ،ورُشّح للأمر :رُبِّيَّ له ،وأهلَ ،وفلانٌ يُرَشِّح للخلافة ،إذا جُعل وليَّ
العهد ،وفي حديث خالد بن الوليد ( أنه رَشّح ولَدَه لِوِلاية العهد ) ،أي :أهله لها »(، ) ٢
في ( الأساس ) « :من المجاز :كلامُ مُتَنَاسِقٌ ،وقد تنَاسَقَ كلامه ،وجاء على نَسَقٍ
ونظام » ( ، )٤فـ ( التنسيق ) بهذا المعنى المستعمل صحيح لا مرية فيه ،فيكون المراد منه :
( بعد ضم رأي الطرفين في الوقت المناسب للخروج إلى موقع النزاع ) ،ولم أر من خالف
في ذلك ،بيد أن ( التنسيق ) ربما استُعمل لمعنى آخر ،هو ( تنسيق العامل من العمل ) ،أي :
تسريحه ،وصرفه من الخدمة ،قال عبد القدوس الأنصاري « :والذي أراه أن هذه اللفظة
إنما تسربت إلى الأدب العربي والكتابة العربية ،من أقلام كتبة اللغة التركية ؛ ذلك لأنهم
لها ،وترقيةً لآدابها إلى مستوى الكمال ،وكان من جملة تلك الكلمات العربية المنقولة من
في
ملجقا
ا
اللحن
قبلهم إلى لغتنا كلمتنا هذه ( التنسيقات ) فهي إذًا عربية اللفظ والأصل ،أعجمية المعنى
لء
س ضا
٣٦٥
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث السادس
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
تنسيق العامل من العمل ) ومما تقدم ،فمثال الباب صحيح مستقيم ،أما قولك :
فيعكسون عمل الفعل ،والصواب ( فوَّضتُ الأمر إلى فلان ) » ( ،) ۳ويصدق هذا الرأي
قولُ الله تعالى ﴿:وَأَفَوَضُ أَمْرِى إِلَىاللَّهِ ﴾ [ غافر ، ] ٤٤ :قال ابن الأثير« :في حديــث الـدعــاء
فوضت أمري إليك ) ،أي :رددته ،يقال :فوَّضَ إليه الأمر تفويضًا ،إذا ردَّه إليه ،وجعله
تفيد الشركة العقارية أنها الحاكم فيه » ( ، ) ٤وعلى هذا الصحيح قولك في مثال الباب :
تفوض تأجير العقار والانتفاع منه إلى فلانٍ ،غير أن مجمع اللغة العربية بالقاهرة بحـث
هذه المسألة ،وخلص إلى نتيجة مفادها « :يمكن أن يجاز هذا الأسلوب المعاصر :إما على
أن الكلام فيه من قبيل نزع الخافض ،وهو كثيرفي اللغة العربية ،ومنه قول الشاعر:
تمرون الديار ، ) ..أي :تمرون بها ،وإما على تضمين ( فوَّضَ ) معنى ( أَنَابَ ) أو ( وَكَّلَ ) ،
ولهذا ترى اللجنة إجازة قول من يقول ( :فوّضتُ فلانـا ) ،وما يُصاغ مـنــه »(ه) .
٣٦٦
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
العقود ،والخطابات
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
)(1
رقم ...هذا اليوم
ومثله قولهم ( :اعتمدوا تكليفكم بنظر قضايا الدائرة القضائية كذا ) ،وهو خطأً
كلفته بالأمر
) ،فَيُعَدُّونَ هذا عند اليازجي ،والمغربي ،والعدناني ،يقول اليازجي « :ويقولون :
الفعل إلى المفعول الثاني بالباء ،والصواب تعديته إليه بنفسه ،تقول :كلَّفْتُهُ الأمرَ) » (. ) ٢
والحجة في المنع ؛ أن الفعل ( كلَّف ) يُعدى بنفسه إلى مفعولين بلا حرف من حروف الجر،
لَا تُكَلَّفُإِلَّا نَفْسَكَ [
﴾ النساء ، ] ٨٤ :على أن بعضهم يجوز إدخال ومن ذلك قوله تعالى :
( الباء ) على المفعول الثاني من باب التضمين ،وهو رأي المجمع الدمشقي مع أن الأولى عندهم
تعدية الفعل بنفسه إلى مفعوليه ،ولذلك الأولى أن يقال في مثالي الباب ( :فقد كلفنا فضيلتكم
نظر قضايا الدائرة القضائية رقم ) ..و ( اعتمدوا تكليفكم نظر قضايا الدائرة القضائية كذا
ولو أدخلت ( الباء ) على المفعول الثاني ( نظر) لكان صحيحًا ،وإن خالف الأولى .
)(۳
- ٣٧٤نحن الموقعون أدناه نشهد بأن ...
الاختصاص :نصب الاسم بفعل محذوف وجوبًا تقديره ( :أخص ) أو ( أعني ) ،
ولا يكون هذا الاسم إلا بعد ضمير لبيان المراد منه ،وقصر الحكم الذي للضميرعليه ،
« :إنا -معشر الأنبياء - نحو قولهم ( :نحن -العربَ -نُكْرمُ الضيفَ) ،ومنه قوله
لا نُورَثُ » ( ، ) ٤فـ ( العـرب ) و ( معشر) منصوبان على الاختصاص بفعل محذوف وجوبًا
تقديره ( أخص ) ونحوه ،وعلى القاعدة النحوية يجب أن تقول ( :نحن -الموقعين أدناه -
في
ملجقا
ا
اللحن
الأخطاء الشائعة ص ، ٢٢١وقرارات مجمع اللغة العربية بدمشق في الألفاظ والأساليب ( ، ) ٢٦/١
س
( ) ۳ينظر همع الهوامع ( ، ) ٢٩/٣ورد الشارد إلى طريق القواعد ص ، ١٢وجامع الدروس العربية
( ، ) ۱۸/۳والكتابة الصحيحة ص ، ٣٥٣ومعجم الخطأ والصواب في اللغة ص ، ٢٥٠ومعجم الصواب
اللغوي ص ، ٧٥٠ودليل السالك إلى ألفية ابن مالك ( . )٢٩٧/٢
( ) ٤أخرجه أحمد في المسند ،رقم الحديث . ) ٤٧/١٦ ( ، ٩٩٧٢ :
٣٦٧
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث السادس
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
نشهد بأن ، ) ..فلفظ ( الموقعين ) منصوب على الاختصاص ،على أن بعضهم يجيز الرفع
فتقول ( نحن -الموقعون أدناه -نشهد بأن ) ..بحيث يكون بدلًا من ( نحن ) ؛ لجواز وقوع
.
الاسم الظاهر بدلًا من الضمير المضمر
نحن -الموقعين أدناه -نشهد بأن ) ..أو والمترجح جواز الوجهين ،فلك أن تقول :
الفعل ( رجا ) يكتفي بمفعول واحد في معجمات العربية ،ففي ( الأساس ) « :أرجو
من الله المغفرة ،ورجوتُ في ولدي الرشد » ( ،) ٢وفي باب العثرات في ( مجلة مجمع اللغة
منه ؛ لأن فعل ( رجا ) إذا تعدى بنفسه ،كان معناه الخوف تارةً ،والأمل تارةً أخرى ،فيقال :
( ما له لا يرجو الله ) أي :لا يخافه ،و( إنا لنرجو شفاءه ) أي :نأمله ونتوقعه ،وأما إذا كان
معناه الطلب من الشخص ،فالواجب تعديته إليه بحرف الجر ( من ) فيقال ( :رجـوتُ
﴿تَرْجُونَ مِنَاللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ ﴾[ النساء ، ] ١٠٤ :واستعماله من دون ( من ) غلـط
وَ قوله تعالى :
فاش جدًا ،فليتفطن إليه ) ( ، )۳على أنه جاء في ( شواهد التوضيح ) لابن مالك ،النص
( ) 1ينظر لغة الجرائد ص ، ٧٠ومعجم أخطاء الكتاب ص ، ٢٢١ومعجم الأخطاء الشائعة ص ، ۱۰۱ومجلة
مجمع اللغة العربية بدمشق ( . ) ٢٤٦/١
) . ( ٣٤١/١ ) ( ٢
٣٦٨
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
العقود ،والخطابات
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
وذكر البيت صاحبا ( اللسان ) ( ) ۱و ( التاج ) ( ، ) ٢وفي ( نهج البلاغة ) « :وقد رجوتُكَ
قال الزعبلاوي « :يمكن تخريج ذلك على باب التضمين ،فتجعل ( أرجو) مُشرَبًا
معنى ( أسأل ) فيكون معنى ( رجوتك دليلًا ) :رجوتك سائلًا إياك دليلا ،وبذلك يجمعُ
الفعل معنى السؤال والرجاء معًا ،ويتعدى إلى مفعولين كتعدي ( سأله الأمر فتأمل . ) ٤ ( ».
والذي يظهر أن الأفصح ما درج عليه المترافعون من قولهم ( :أرجو من سعادتكم أو
ومما له صلة بهذا الباب أن نابتةً ،تنبت ،وبدعةً حدثت ،اطلعت عليها في كثير
من المكاتبات في الجهات الخاصة ،وهي التعبير بقولهم ( :برجاء التكرم بكذا ) ،ولا معنى
لاستعمال ( برجاء ) في هذه العبارة ،ويمكن أن يحل محلها لفظ ( أرجو) و ( يرجى ) .
الاسترحام ) في هذه الجملة لا وجدتُ هذا النصَّ في أحد الضبوط القضائية ،وإيراد
يناسب المقام ،فالاسترحام هو سؤال الرحمة ،والأليقُ أن يقال ( :ألتمس ) أو (أطلب ) بدلًا
من ( أسترحم ) ،على أن الشائع في موضوعات العفو عن الجناة والمخطئين ،أن تكون بطلب
(استرحام ) يُرفع إلى الجهة صاحبة الشأن للموافقة على الاسترحام أورده ،وهذا محله المناسب .
).(591/1 ) ( 1
*)(3) (33/14
٣٦٩
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث السادس
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
في ( الصحاح ) « :والتكرم :تكلف الكرم » ( ، ) ٢وعـاب العدناني في بادئ أمــره قـولهـم ( :تكــرم
عليه بكذا ) ؛ إذ يرى أن اللغة العالية ( :جاد عليه بكذا ) أو ( أفضل عليه بكذا ) ،ثم رجعفي
معجمه الأخير ( معجم الأغلاط اللغوية المعاصرة ) عن رأيه الأول ،وساق عددًا من الشواهد
الشعرية على أن ( التكرم ) جاء بمعنى ( الكرم ) ،وليس تكلّف الكرم ،ثم قال « :فهؤلاء
الشعراء الفحول الخمسة ،وشُرّاح دواوينهم ،لهم وزنهم الأدبي ،وقدرتهم اللغوية المشهود
لهم بها ،تلك القدرة التي تجعلني أجيزُ استعمال الفعل ( تكرم ) بمعنى جاد » ( .)٣
قال مصطفى جواد « :ولكننا قلنا في الكلام على هذا الفعل في ( معجمنا المستدرك )
على اللغويين ( أن تكرم يدل في أصل معناه على تكلف الكرم والمراءاة به ،ولكن اللغة
في تطور مستدام ،ولما كان التكرم المتكلّف محمودًا في ذاته ،وورد أيضًا بمعنى التنزه عن
الدنايا ،إذا استعملت معه ( عن ) الجارّة ،انتقل معناه من التكلف إلى الأصالة على سبيل
فصحيح صحيح.
( ) 1ينظر :دراسات في فلسفة النحو والصرف واللغة والرسم ص ، ١٢٧ومعجم الأخطاء الشائعة ص ، ٢١٦
ومعجم الأغلاط اللغوية المعاصرة ص ٥٧٥
) .(5.51 /0 ) ( 5
۳۷۰
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
العقود ،والخطابات
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
يقول أحمد أبو الخضر« :في هذا الاستعمال إحالة للمعنى المراد من تقدم إلى ؛ إذ
،تقول :
المراد بهذا الاستعمال الأمر ،ويكون من أعلى إلى أدنى ،أعني :من كبيرإلى صغير
قلت :هذه العبارة فيها ركاكة من جهة البلاغة ،وأفضل من هذا التعبيرأن يقال :
( أرفع إليك ) إن كان أعلى منك منزلةً ،أو أمل منكم إدخال موكلي في هذه القضية أو
يقول الهلالي « :ولما جاء الاستعمار وتغلبت لغاته ترجموا اللفظ الإنكليزي
) wish youبقولهم ( :أتمنى لكم ) ،وهي ترجمة فاسدة ؛ لأن الفعل الإنكليزي المذكور
يُعبّر عن الإرادة ،والرغبة الشديدة ،أما التمني فهو طلب المستحيل أو ما فيه عسر،
والأكثراستعماله في طلب المستحيل ،قاله الأشموني ( ، ) ۳قالوا :ولا يُستعمل التمني فيما
هو واجب الوقوع » ( ، ) ٤وعلى هذا الرأي ،فيقال ( :أرجو لكم التوفيق والسداد ) ،غير
أن الهلالي تشدد في هذه المسألة ،مع ما فيها من سعة ،فقد يستعمل التمني في طلب
،فإنما يسأل
« :إذا تمنى أحدكم فليستكثر حصول الأمر المرغوب فيه ،ومنه قوله
ربه » (ه)
،وهذا الحديث قاطع في هذه المسألة ،وفي ( التاج ) « :قال ثعلب :التمني :حديثُ
في
اللحن
ملجقا
ضا ا
لء
س
( ) ٢ينظر :تقويم اللسانين ص ، ٦٢والأخطاء اللغوية الشائعة على ألسنة الكتاب والأدباء والإذاعيين
ص ، ٥١وأخطاء ألفناها ص . ١٧١
( ) ۳حاشية الصبان على شرح الأشموني على ألفية ابن مالك ( . ) ٤٢٤/١
( ) ٤تقويم اللسانين ص . ٦٢
۳۷۱
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث السادس
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
النفس بما يكون ،وبما لا يكون ،وقال ابن الأثير التمني :تشهّي حصول الأمر المرغوب
فيه »( ، )١وقال الحريري « :التمني يقع على ما يجوز أن يكون ،ويجوز ألا يكون » (. )٢
ولذلك مثال الباب صحيح مستقيم ،لا غَلَط فيه ،ويقول بعضهم ( :مع تمنياتي
لك بالتوفيق ) ،والأصح حذف حرف الجر؛ لأن الفعل يتعدى إلى مفعوله بنفسه ،فتقول :
درست اللجنة الخاصة بدراسة الأساليب في المجمع العلمي العراقي في عام ١٩٨٥م
( قدر) معنى ( التعظيم والتبجيل ) ،ولم تجد هذا المعنى للفظة ( التقدير)في المعجمات
التي بين يديهـا » ( ، ) ٤والمعجمات العربية أهملت استعمال التقدير) بمعنى التعظيم ،لكنَّ
أراد القارئ استظهارًا على ما ذكرت من تسويغ ( التقدير) في معنى التعظيم فذلك له ،
عيسى بن عمر الثقفي ،والحسن البصري ( ، ) ٥وهما من هما في تحري الفصيح ،والمعنى في
) . ( 562/39 ) ( 1
( ) ٢درة الغواص ص . ٦٧٩
( ) ۳ينظر لغويات ،وأخطاء لغوية شائعة ص ، ۸۱والعربية الصحيحة ص ، ۱۳۳ومجلة مجمع العلمي
العراقي ،مجلد ، ٣٦ :سنة ١٤٠٦هـ ،ص . ٣١١
۳۷۲
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
العقود ،والخطابات
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
( التقدير) بمعنى التعظيم ،والذي يظهر صحة استعمال ( التقدير) في معنى ( التعظيم
والتبجيل ) ،ومن أراد الزيادة فليطالع ما كتبه الشيخ النجار ،ففيـه مـا يشفي العليل ،
وه
ويبرد الغليل .
أما قولهم ( قررت الكتابة إلى مكتب الخبراء بالمحكمة لتقدير التلفيات )
« وذلك لأن وفقه الله للشيء ،معناه :جعله وفقًا لـه ،أي :مُوافقًا ومُطابقًـا لـه ومُلائِمًا ،
فهذا موضع ( اللام ) ،لا موضع ( إلى ) ،والقاعدة العامة في ( اللام ) و ( إلى ) ،هي جواز أن
يُوضع ( اللام ) في مكان ( إلى ) ،ولا يجوزالعكس ؛ لأن المراد بوضع اللام ) موضع ( إلى ) ،هو
التخفيف ،فإذا وضعت ( إلى ) موضعَ ( اللام ) ،كان ذلك تطويلا وتثقيلًا » ( ، )٤وما ذكــره
صحيح في أن استعمال ( إلى ) موضع ( اللام ) فيـه ثقل على اللسان وتطويل ،لكن لهذا
الاستعمال شواهد من كلام بعض البلغاء ( ، ) ٥وإن كان التعدية بـ ( اللام ) هي الأصل ،لكنَّ
الجزم بتخطئة من يُعَدِّي الفعل بـ ( إلى ) موضع إشكال ،قال البصـام « :وأما ( وفقه الله
إلى الخير ،فله تأويلان :أحدهما قيام ( إلى ) مقام ( اللام ) ،وممن قال به ابن فارس في
في
اللحن
ملجقا
ضا ا
لء
) . ( ۳۸۱/۱۳ ) ( ۲
( ) ۳ينظر :قل ولا تقل ( ، ) ١٤٣/١والاستدراك على كتاب قل ولا تقل ص ، ٥٣ومجلة لغة العرب ( . ) ۸۷۸/۷
( ) ٤قل ولا تقل ( . ) ١٤٣/١
( ه ) منه قول الجاحظ في رجل من أهل مرو « :قد كنتُ أنا جاهلاً مثلك ،حتى وفقني الله إلى مـا هـو
أرشد » البخلاء ص ، ۱۹وفي خطبة لمنذر بن سعيد البلوطي ،وفيها « :فقد أصبحتـم بـيـن خـلافـة أمـير
المؤمنين أيده الله بالسداد ،وألهمه التوفيق إلى سبيل الرشاد » معجم الأدباء ( . ) ٢٧١٩/٦
۳۷۳
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث السادس
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
( الصاحبي في فقه اللغة ) ) ، ...والآخر الحمل على المعنى ،وهو التضمين ،فقولهم ( :وفقه
أو ( نقل ) ،أي :بتضمينه معنى أي منهما » ) ،والذي يظهر جوازالوجهين ،على أن قوله :
( وفقه الله لكل خير أعلى لغةً ،وأرفع مقامًا ،وأخف على اللسان من قولهم ( :وفقه الله
إلى كل خير
).
وأقولُ أخيرًا :بدأتُ مسائل هذا الكتاب بأحبّ ما يُثنى به على الله من الحمد بما
هو أهْلُهُ ،واختتمتُ الكتاب بسؤالِ اللهِ التوفيق ؛ وفي ذلك إشارة إلى أنَّ التوفيق ملازم
للعبد الحامد الشاكر .والحمد لله في البدء ،والحمد لله في الختام .
وربما قامت ( إلى ) مقام ( اللام ) » ص ۱۷۹ ( ) ۱قال ابن فارس :
( ) ٢الاستدراك على كتاب قل ولا تقل ص . ٥٥
٣٧٤
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
العقود ،والخطابات
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
فهرس الألفاظ
الصفحة اللفظ
142 الأتعاب
د
۳۷۱ أتقدم إليكم
۸۹
احتاج إليه
اختلى 12
229 ۱۳
أخصام
٣٥٨ ١٥
لس
أخطركم
۳۷۵
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث السادس
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
د.
221
إذًا موكلتي
٣٦٨ ٢٣
أرجو منكم النظر في الطلب
٣٦٩ ۳۱
أسترحم
۱۳۱ ۳۳
استطرد بقوله
٨٤ ٣٥
أستلم
٣٧٦
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
العقود ،والخطابات
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
٢٨٩ الإعدام
۳۷۷
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث السادس
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
Vo ٦٠
إلزامه بأن يدفع
١٦٨ ٦٤
أمام
۳۷۰ ٦٦
آمل التكرم
101 ٦٧
أمن
٣٤١ ۷۳
الأنموذج
۳۷۸
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
العقود ،والخطابات
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
١٨٦ ۷۹
إيجاد
271 ٨٤
بالتالي
٣٥٣ ۸۷
بدأ في تاريخ
١٨٥ ٩٤
بشكل رسمي
۳۷۹
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث السادس
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
٣٤٢ ۱۰۳
بيع رضائي
VV البيعة
تأسست ۱۰۷
٢٥١ 1.A
التأمل في الدعوى
٢٤٥ ۱۰۹
التأمين
۳۰۱ ۱۱۰
تبلّغ المدعى عليه
۱۹۹ تجربة
٣٨٠
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
العقود ،والخطابات
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
٣٦٥ ١١٨
الترشيح
۳۳۰ 121
تشكيل المحاكم
١٨٤
تصليح
٣٦٤ ١٢٥
التعميم
تعهد ١٢٦
٣٨١
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث السادس
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
الصفحة اللفظ
١٩٦ ١٣٤
تلافي
112 ١٤٠
تنقسم إلى
۹۱ تواجد
чл ١٤٣
تُوفي
١٤٧
الجاري في ملكي
جراء ١٤٨
هد
الحاجيات 151
٣٨٢
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
العقود ،والخطابات
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
٧٤ حائض
٢٨٠ 17.
حكمت بفسخ النكاح
٢٨٠ ١٦١
حکمت لصالح المدعية
د ۷۰
162
حوالي
٢٥٥ الحيثيات
۸۷ ١٦٧
خرج على النظام
لس
۳۸۳
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث السادس
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
الصفحة اللفظ
102 ١٧٥
دَاهُم
270 ١٨٢
ذات الرقم
٦٩ ١٨٦
رُزقت بولد
170 ١٨٨
رضَخ
٣٨٤
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
العقود ،والخطابات
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
۷۱ ۱۹۳
زوجي
دد
۷۹ السمسار
د ۷۰
291 الشَّطْب
٣٨٥
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث السادس
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
122 ٢١٨
صرَفَ المبلغ
٣٨٦
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
العقود ،والخطابات
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
۳۷ 237
عبر الاتصال المرئي
١٤٦ ٢٤٥
على الرغم
۳۸۷
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث السادس
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
الصفحة اللفظ
هد .
٢٨٦ الفترة
٢٢٨
فض النزاع
261
فلم أشترك مع
151 فند
٢٤٠ الفيلا
۳۸۸
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
العقود ،والخطابات
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
٢٦٧
قال أني
216 ٢٨٠
كما في مذكرتها
في
اللحن
القضاء
مجا
۳۸۹
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث السادس
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
الصفحة اللفظ
۱۸۹ 291
لاغي
206 لأول وهلة 292
٣٤٤ المادة
۳۹۰
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
العقود ،والخطابات
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
۱۸۰ ٣٠٦
مباع
Vo المتبقي
٤٨ ٣٠٨
المترجم
٢٦٤ ٣٠٩
مثابة
۱۷۷ مجانًا
٣٢٤
المحامي
٣٢٣ 312
محكّم
٣٢٥ المحكمة
المساهمة ٣٢٢
۳۹۱
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث السادس
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
الصفحة اللفظ
٣٥١ ٣٢٦
مشائخ
٣٢ ۳۳۹
المقيدة في المحكمة
٣٩٢
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
العقود ،والخطابات
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
٣٦٣ ٣٥٣
نأمل منكم
٣٦٧ ٣٥٧
ضا
نحن الموقعون
لءس
۳۹۳
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المبحث السادس
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
الصفحة اللفظ
171 ٣٦٩
وأُفْرجَ عن المتهم
٢٣٤ ۳۷۳
وثيقة عقد زواج موكله
۹۹ ٣٧٦
۳۷۳ ۳۷۸
وفقه الله إلى
٣٩٤
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
العقود ،والخطابات
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
۱۱۷ ۳۸۹
يتراوح
٢٣٥ ۳۹۹
يوازي
٣٩٥
الكتاب مراجع
۳۹۸
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
:
الإتقان في علوم القرآن للسيوطي ،ت :مركز الدراسات القرآنية ،مجمع الملـ ١-
للماوردي ،ت :أحمد البغدادي ، الأحكام السلطانية والولايات الدينية -٢
ط ١٤٠٩ /١هـ .
٤-أخطاء ألفناها :لنسيم نصر ،دار العلم الملايين ،ط ١٩٩٤ / ١م .
ه -الأخطاء اللغوية الشائعة على ألسنة الكتاب والأدباء والإذاعيين لمحمد أبو
،
أخلاق الوزيرين :لأبي حيان التوحيدي ،ت :محمد بن تاويت الطنجي ،دارصادر ٧
ط 1412هـ.
أدب الكاتب :لابن قتيبة ،ت :محمد الدالي ،مؤسسة الرسالة . -
في
ملجقا
ا
اللحن
أدب الكتاب :لأبي بكر الصولي ،ت :محمد بهجة الأثري ،المطبعة السلفية ، ٩-
لء
س ضا
ط ١٣٤١هـ .
الأدب المفرد :للإمام أبي عبد الله البخاري ،ت :سمير الزهيري ،مكتبة المعارف 10-
۳۹۹
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المصادر والمراجع
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
١١-ارتشاف الضرب من لسان العرب :لابن حيان الأندلسي ،ت :رجب عثمان
١٢-أزاهيرالفصحى في دقائق اللغة :لعباس أبي السعود ،دارالمعارف ،الطبعة الثانية .
١٣-أساس البلاغة :للزمخشري ،ت :محمد باسل عيون السود المكتبة العلمية
١٤١٩ /١هـ
أساليب العرب في صناعة الإنشاء :لشاكر شقير اللبناني ،مطبعة جاروجيوس ، ١٤
١٥-الاستدراك على كتاب قل ولا تقل :لصبحي البصام ،مطبعة المعارف ببغداد ،
ط ١٣٩٦هـ .
۱۷-أسئلة إلى مجلة ( البيان ) و ( الضياء ) وأجوبة الشيخ إبراهيم اليازجي عليهما :
١٨-أشتات في الأدب واللغة :لإبراهيم السامرائي ،دار الكتب والوثائق القومية ،ط 1
1422هـ .
:
لمحمد سليم الجندي ،مطبعة الترقي ، - ١٩إصلاح الفاسد من لغة الجرائد
ط ١٣٤٣هـ .
إصلاح المنطق لابن السكيت ت :أحمد محمد شاكر ،وعبد السلام محمد ٢٠
2..
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
- 21إصلاحات في لغة الكتابة والأدب :لعبد القدوس الأنصاري ،مطبعة الوفاء .
- ٢٢الأصول في النحو لأبي بكر ابن السراج البغدادي ،ت :عبد الحسين الفتلي
مؤسسة الرسالة ،ط ١٤١٧ / ٢هـ .
:الأضداد لابن القاسم الأنباري ،ت :محمد أبو الفضل إبراهيم ،دائرة المطبوعات ۲۳
- ٢٥أغلاط اللغويين الأقدمين :لأنستاس ماري الكرملي ،مطبعة الأيتام ،ط . ١٩٣٢
: - ۲۷الأفعال لابن القُوطية ،ت :علي فودة ،مكتبة الخانجي ،ط ١٩٩٣ /٢م .
٢٨-الأفعال :للمعافري السرقطسي ،ت :حسين محمد محمد شرف ،الهيئة العامة
إكمال المعلم بفوائد مسلم :للقاضي عياض ،ت :يحبى إسماعيل ،دار الوفاء ، - ٣٠
في
ملجقا
ا
اللحن
٤٠١
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المصادر والمراجع
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
: - ٣٣الأم :للإمام الشافعي ،ت :محمد زهري النجار ،مكتبة الكليات الأزهرية .
- ٣٦الإمتاع والمؤانسة :لأبي حيان التوحيدي ،ت أحمد أمين ،وأحمد الزين ،دار
- ۳۷إنباه الرواة على أنباء النحاة لجمال الدين القفطي ،ت :محمد أبو الفضل
الأنباري ،ت :محمد محبي الدين عبد الحميد ،مطبعة السعادة ،ط ١٣٨٠ /٤هـ .
أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك :لابن هشام الأنصاري ،ت :محمد محبي - ٤٠
أوهام الكتاب :لأبي تراب الظاهري ،النادي الأدبي الثقافي بجدة ،ط ١٤٠٣ / ١هـ - ٤١
٤٢-إيضاح شواهد الإيضاح :لأبي علي القيسي ،ت :محمد الدعجاني ،دار الغرب
- ٤٣بحر العوام فيما أصاب فيه العَوَام :للإمام ابن الحنبلي الحلبي ،ت :عز الدين
البخلاء :للجاحظ ،ت :طه الحاجري ،دار المعارف ،الطبعة السابعة . - ٤٤
٤٠٢
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
٤٦-البصائر والذخائر :لأبي حيان التوحيدي ،ت :وداد القاضي ،دار صادر ،الطبعة الأولى .
- ٤٧البيان والتبين :لأبي عثمان الجاحظ ،ت :عبد السلام محمد هارون ،مكتبة
تاج العروس من جواهر القاموس :للزّبيدي ،المجلس الوطني للثقافة والفنون ٤٨
- ٤٩تاريخ الإسلام ،ووفيات المشاهير والأعلام :للحافظ الذهبي ،ت :عمر تدمري ،
تاريخ الرسل والملوك :لأبي جعفر الطبري ،ت :محمد أبو الفضل إبراهيم ،دار ٥٠
المعارف بمصر.
تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ،ت :بشارعواد معروف ،دارالغرب الإسلامي ٥١
١٤٢٢ / ١هـ.
تاريخ مدينة دمشق :للحافظ ابن عساكر ،دار الفكر ،ط ١٤١٩ /١هـ . ٥٢
تبصرة الحكام في أصول الأقضية ومناهج الأحكام لابن فرحون المالكي ،ت : ٥٣
في
مجا
القضاء
اللحن
عثمان ضميرية ،وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في قطر ،ط ١٤٣٧ /١هـ
لس
- ٥٤تثقيف اللسان ،وتلقيح الجنان لابن مكي الصقلي ،ت :عبد العزيز مطر ،وزارة
٥٥-تحفة الأمراء في تاريخ الوزراء :لأبي الحسن الصابئ ،ت :عبد الستار فراج ،مكتبة الأعيان .
٤٠٣
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المصادر والمراجع
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
- ٥٦التذكرة الحمدونية :لابن حمدون ،ت :إحسان عباس ،وبكر عباس ،دار صادر،
- ٥٧تذكرة الكاتب :لأسعد خليل داغر ،مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة ،ط ٢٠١٢م .
التطور اللغوي التاريخي :لإبراهيم السامرائي ،دار الأندلس ،ط ١٤٠١ /٢هـ . -٥٩
٦١-تفسير البحر المحيط :لأبي حيان الأندلسي ،ت :عادل عبد الموجود ،وعلي
٦٢-تفسير القرآن العظيم للحافظ ابن كثير ت :سامي السلامة ،دار طيبة ،
ط ١٤١٨ /١هـ.
٦٣-تقويم اللسان لابن الجوزي ،ت :عبد العزيز مطر ،ط ١٩٦٦ /١م .
٦٤-تقويم اللسانين :لمحمد تقي الدين الهلالي ،مكتبة المعارف ،ط ١٤٠٤ /٢هـ .
- ٦٥تكملة إصلاح ما تغلط فيه العامة :لأبي منصور الجواليقي ،ت :حاتم الضامن
- ٦٦التنبيه على غلط الجاهل والنبيه :لابن كمال باشا ،ت :عبد القادر المغربي ،دار
٤٠٤
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
- ٦٨تهذيب الألفاظ العامية لمحمد علي الدسوقي ،مطبعة أبي الهول ،ط ١٣٣١ / ١هـ .
٦٩-تهذيب اللغة :لأبي منصور الأزهري ،ت :عبد السلام محمد هارون وآخرون ،
- ۷۰الجاسوس على القاموس :لأحمد فارس الشدياق ،دار صادر ،ط ۱۲۹۹هـ.
۷۱-جامع الأصول في أحاديث الرسول :لأبي السعادات ابن الأثير ،ت :عبد القادر
الأرناؤوط ،مكتبة الحلواني ودار البيان ومطبعة الملاح ،ط ١٣٩٢هـ .
جامع البيان عن تأويل آي القرآن :لأبي جعفر الطبري ،دار هجر ،ط ١٤٢٢ / ١هـ .
، :
راجعه :عبد المنعم خفاجة ، لمصطفى الغلاييني ۷۳-جامع الدروس العربية
٧٤-الجامع الصحيح المسند من حديث رسول الله اللهوسننه وأيامه :للإمام أبي
عبد الله البخاري عناية :عبد السلام علوش مكتبة الرشد ،ط ١٤٢٧ /٢هـ .
الجامع الكبير :للحافظ الترمذي ،ت :بشار عواد معروف ،دار الغرب الإسلامي ٧٥
- ٧٦الجامع لأحكام القرآن لأبي عبد الله القرطبي ،ت :عبد الله التركي ،مؤسسة
ملجقا
ا
اللحن
لءضا
-۷۸-جمهرة اللغة لابن دريد ،ت :رمزي بعلبكي ،دار العلم للملايين ،ط ١٩٨٧ / ١م .
- ۷۹الجنى الداني في حروف المعاني :لابن قاسم المرادي ،ت :فخر الدين قباوة
٤٠٥
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المصادر والمراجع
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
۸۰-حاشية الخُضري على شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك ،ت :يوسف الشيخ
حاشية الصبان على شرح الأشموني على ألفية ابن مالك :ت :طه عبد الرؤوف -۸۱
٨٢-الحاوي الكبير لأبي الحسن الماوردي ،ت :عادل عبد الموجود ،وعلي معوض ،دار
حلية المحاضرة في صناعة الشعر :لأبي علي الحاتمي ،ت :جعفر الكتاني ،دار ٨٣-
الرشيد للنشر.
حول الغلط والفصيح على ألسنة الكتاب :لأحمد أبي الخضر منسي ،مكتبة دار ٨٤-
الحيوان للجاحظ ،ت :عبد السلام محمد هارون ،مطبعة مصطفى الحلبي -٨٥
٨٦-خزانة الأدب ،وغاية الأرب :لابن حجة الحموي ،ت كوكب دياب ،دار صادر،
1421 /1هـ.
خزانة الأدب ،ولب لباب لسان العرب :للبغدادي ،ت :عبد السلام هارون -
الخصائص :لابن جني ،ت محمد علي النجار ،دار الكتب المصرية .
٤٠٦
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
:
٩٠-الدر المصون في علوم الكتاب المكنون للسمين الحلبي ،ت :أحمد محمد الخراط ،
دراسات في فلسفة النحو والصرف واللغة والرسم ورد على رؤوف جمال الدين :
- ۹۳درة الغواص :للحريري ،مع الشرح والحواشي ،والتكملة ،ت :عبد الحفيظ
- ٩٥الدرر الكامنة في أعيان المئة الثامنة :للحافظ ابن حجر ،دار الجيل ،ط ١٤١٤هـ .
- ٩٦دفع الأوهام :لعبد الرحمن بن سلام البيروتي ،ت :محمد خير رمضان ،ط ١٤٤١هـ .
دقائق العربية :لأمين آل ناصر الدين مكتبة لبنان ،ط ١٩٨٦ /٣م . ۹۷
دلائل الإعجاز :لعبد القاهر الجرجاني ،ت :محمود محمد شاكر مكتبة الخانجي ۹
- ٩٩دليل الأخطاء الشائعة في الكتابة والنطق :لمروان البواب وإسماعيل مروة ،دار
في
اللحن
ملجقا
ا
- ١٠٠دليل السالك إلى ألفية ابن مالك :لعبد الله بن صالح الفوزان ،دار المسلم
۱۰۱-دیوان ابن الرومي ،شرح :أحمد حسن بسج ،دار الكتب العلمية ،ط ١٤٢٣ / ٣هـ .
٤٠٧
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المصادر والمراجع
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
- ١٠٢ديوان ابن هانئ الأندلسي ،دار بيروت للطباعة والنشر ،ط ١٤٢٠هـ .
- ١٠٤ديوان الإمام الشافعي ،ت :إميل يعقوب ،دار الكتاب العربي ،ط ١٤١٦ / ٣هـ .
ديوان البحتري ت :حسن كامل الصيرفي دار المعارف ،الطبعة الثالثة . ١٠٥
- ۱۰۷ديوان الفرزدق ،ضبط علي فاعور ،دار الكتب العلمية ،ط ١٤٠٧ / ١هـ .
- ۱۰۸ديوان امرئ القيس ،ت :مصطفى عبد الشافي ،دار الكتب العلمية ،ط ١٤٢٥ /٥هـ .
٠١١ـ ديوان حسان بن ثابت ،دار الكتب العلمية ،ط ١٤١٤ / ٢هـ .
- ۱۱۱ديوان ذي الرمة ،شرح الخطيب التبريزي ،دار الكتاب العربي ،ط ١٤١٦ / ٢هـ .
- ۱۱۲دیوان زهير بن أبي سلمى ،ت :علي حسن فاعور ،دار الكتب العلمية ،ط ١٤٠٨ / ١هـ .
- ١١٤ديوان عمر بن أبي ربيعة ،دار الكتاب العربي ،ط ١٤١٦ / ٢هـ .
١١٥-ديوان عنترة ،ت :محمد سعيد مولوي ،المكتب الإسلامي ،ط ۱۳۹۰هـ .
١١٦-ديوان محمد بن حازم الباهلي ،صنع :محمد خير البقاعي ،دار قتيبة للطباعة
:
- ۱۱۷دیوان مهلهل بن ربيعة ،شرح طلال حرب ،الدار العالمية .
٤٠٨
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
رد الشارد إلى طريق القواعد :لجرجي شاهين عطية ،مطبعة جاروجيوس سنة ١٩٢١م . ۱۱۸
الرسالة :للإمام الشافعي ،ت :أحمد محمد شاكر ،دار الكتب العلمية . - 119
:
رسائل الرافعي لمحمود أبورية ،الدار العمرية . ۱۰
روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني :للألوسي ،دار إحياء التراث العربي . ١٢١
١٢٢-الزاهر في معاني كلمات الناس :لابن القاسم ابن الأنباري ،ت :حاتم الضامن دار
١٢٣-زهر الآداب ،وثمر الألباب :لأبي إسحاق الحصري القيرواني ،ت :صلاح الدين
الهواري ،المكتبة العصرية ،ط ١٤٢١ /١هـ .
السبعة في القراءات :لابن مجاهد ،ت :شوقي ضيف ،دار المعارف بمصر. ١٢٤-
-١٢٥
سر صناعة الإعراب :لابن جني ،ت :حسن هنداوي ،دار القلم ،ط ١٤١٣ / ٣هـ .
:
- ١٢٦السنن الكبرى للبيهقي ،ت :محمد عبد القادر عطا ،دار الكتب العلمية ،
ط ١٤٢٤ / ٣هـ .
١٢٧-سنن النسائي بشرح السيوطي :ت :عبد الفتاح أبو غدة ،مكتبة المطبوعات
ملجقا
ا
اللحن
- 129السنن :للحافظ ابن ماجه ،ت :بشارعواد معروف ،دار الجيل ،ط ١٤١٨ /١هـ .
٤٠٩
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المصادر والمراجع
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
- ۱۳۱سهم الألحاظ في وهم الألفاظ لابن الحنبلي ،ت :حاتم الضامن ،مؤسسة
١٣٢-السيد رشيد رضا أو إخاء أربعين سنة :للأمير شكيب أرسلان ،مطبعة ابن
:
١٣٣-سيرأعلام النبلاء للحافظ الذهبي ،ت :شعيب الأرناؤوط وصحبه ،مؤسـسـة
- ١٣٤السيرة النبوية لابن هشام ،ت :مجدي فتحي السيد ،دار الصحابة للتراث ،
ط ١٤١٦ /١هـ .
شأن الدعاء :لأبي سليمان الخطابي ،ت :أحمد الدقاق ،دار الثقافة العربية ١٣٥
ط ١٤١٢ / ٣هـ .
۱۳۷-شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك ،دار التراث ،ط ١٤٠٠ / ٢٠هـ .
- ۱۳۸شرح أبيات مغني اللبيب :لعبد القادر البغدادي ،ت :عبد العزيز رباح ،وأحمد
١٣٩-شرح التصريح على التوضيح لخالد الأزهري ،ت :محمد باسل عيون السود ،
شرح الدماميني على مغني اللبيب :لابن أبي بكر الدماميني ،ت :أحمد عناية ، - ١٤٠
٤١٠
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
- ١٤١شرح الرضيّ على الكافية ،تعليق :يوسف حسن عمر جامعة قازيونس
شرح الشافية للخضر اليزدي ،ت :حسن أحمد العثمان ،رسالة دكتوراه من ١٤٢
٤٤١ـ شرح ديوان الحماسة :لأبي علي المرزوقي ،ت أحمد أمين ،وعبد السلام محمد
شرح منتهى الإرادات :للشيخ منصور البهوتي ،ت :عبد الله التركي ،مؤسسة ١٤٥
شعر الأحوص الأنصاري ،جمع :عادل سليمان جمال ،مكتبة الخانجي ، - ١٤٦
ط ١٤١١ / ٢هـ.
الشعر والشعراء :لابن قتيبة ،ت :أحمد محمد شاكر ،دار المعارف . - ١٤٧
شفاء الغليل فيما في كلام العرب من الدخيل :للشهاب الخفاجي ،ت :عليوة - ١٤٨
- ١٤٩شواهد التوضيح والتصحيح لمشكلات الجامع الصحيح لابن مالك الأندلسي ،
في
ملجقا
ا
اللحن
:
١٥٠-الصاحبي :لأحمد بن فارس ،ت :السيد أحمد صقر
،دارإحياء الكتب العربية .
صبح الأعشى في كتابة الإنشا :لأبي العباس القلقشندي ،دار الكتاب المصرية ، -١٥١
ط ١٣٤٠هـ.
٤١١
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المصادر والمراجع
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
الصحاح للجوهري ،ت :أحمد عبد الغفور عطار ،دار العلم للملايين . ١٥٢
صحيح مسلم بشرح النووي ،المطبعة المصرية بالأزهر ،ط ١٣٤٩ / ١هـ . -١٥٣
مجاهد القاسمي ،وزارة صنوان القضاء وعنوان الإفتاء :للأشفورقاني ،ت ١٥٤
الضوء اللامع لأهل القرن التاسع :للسخاوي ،دار الجيل . ١٥٥-
طبقات الشافعية الكبرى :للسبكي ،ت :عبد الفتاح الحلو ،ومحمود الطناحي ، ١٥٦-
طلبة الطلبة في الاصطلاحات الفقهية :لنجم الدين النسفي ،ت :خالد العك ، ١٥٧-
١٥٨-عثرات اللسان :لعبد القادر المغربي ،مطبوعات مجمع اللغة العربية بدمشق
سنة ١٣٦٩هـ.
العربية الصحيحة :لأحمد مختار عمر ،عالم الكتب . - ١٥٩
: ،
مفيد ،قميحة ،دار الكتب العلمية ، ت ١٦٠-العقد :لابن عبدربه الأندلسي
ط ١٤٠٤ / ١هـ.
- ١٦١العين :المنسوب إلى الخليل بن أحمد ،ت :عبد الحميد هنداوي ،ط ١٤٢٤ / ١هـ .
غريب الحديث :لأبي سليمان الخطابي ،ت :عبد الكريم العزباوي ،جامعة أم ١٦٢-
- ١٦٣الفائق في غريب الحديث :للزمخشري ،ت :علي محمد البجاوي ،ومحمد أبو
الفضل إبراهيم ،مطبعة عيسى البابي الحلبي وشركاه ،الطبعة الثانية .
٤١٢
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
- ١٦٤فتاوى في اللغة والتفسير لعبد العزيز الحربي ،دار ابن حزم ،ط ١٤٣٨ / ١هـ .
١٦٥-فتح الباري بشرح صحيح الإمام أبي عبد الله البخاري :لأحمد بن علي بن
فصول في الثقافة والأدب :لعلي الطنطاوي ،دار المنارة ،ط ٢٠٠٧ /١م . - ١٦٦
١٦٧-فعلت وأفعلت :لأبي إسحاق الزجاج ،ت :رمضان عبد التواب ،وصبيح التميمي
١٦٨-فقه اللغة وسر العربية :لأبي منصور الثعالبي ،ت :محمد صالح موسى حسين ،
- ١٦٩الفوائد العجيبة في إعراب الكلمات الغريبة :لابن عابدين ،ت :حاتم الضامن
- ۱۷۰في أصول الكلمات :لمحمد يعقوب تركستاني ،ط ١٤١٢ /١هـ .
۱۷۱-في أصول اللغة ،الشامل لأعمال لجنة الأصول والقرارات الصادرة عن مجمع
في التراث العربي :لمصطفى جواد ،منشورات وزارة الإعلام بالجمهورية العراقية ١٧2
اا
لءس
- ۱۷۳في اللغة والأدب :لمحمود محمد الطناحي ،دار الغرب الإسلامي ،ط ٢٠١٤ / ٢م .
القاموس المحيط :للفيروزابادي ،مؤسسة الرسالة ،ط ١٤٢٦ / ٨هـ . ١٧٤-
٤١٣
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المصادر والمراجع
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
القرارات المجمعية في الألفاظ والأساليب من ١٩٣٤م إلى ۱۹۸۷م :لمحمد شوقي -١٧٥
أمين ،ومصطفى حجازي ،الهيئة العامة لشؤون المطابع الأميرية ،ط ١٩٨٩ /م .
قرارات مجمع اللغة العربية بدمشق في الألفاظ والأساليب ،مطبوعات مجمع -١٧٦
٢٠٠١م . قل ولا تقل ( الجزء الثاني ) :لمصطفى جواد ،دار المدى ،ط ۱۷۷
۱۷۸-قل ولا تقل :لمصطفى جواد ،الدار العربية للموسوعات ،ط ١٤٣٠ / ١هـ .
۱۷۹-قواعد الإملاء :لعبد السلام هارون ،مكتبة الأنجلو المصرية ،ط ١٩٩٣م .
كبوات اليراع :لأبي تراب الظاهري ،النادي الأدبي الثقافي بجدة ،ط ١٤٠٢ /١هـ . -۱۸۱
- ١٨٢كتاب القوافي :للأخفش سعيد بن مسعدة ،ت :أحمد راتب النفاخ ،دارالأمانة ،
- ١٨٣كتاب سيبويه ،ت :عبد السلام هارون ،مكتبة الخانجي ،ط ١٤٠٨ / ٣هـ .
،
- ١٨٤الكتابة الصحيحة :لزهدي جار الله ،المؤسسة العربية للدراسات والنشر
طه ١٤١٠ /هـ.
١٨٥-كشاف القناع عن الإقناع للشيخ منصور البهوتي ،طبعة وزارة العدل بالمملكة
:
مكتبة العبيكان ، وعلي معوض عادل عبد الموجود ت للزمخشري
ط ١٤١٨ / ١هـ .
٤١٤
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
- ۱۸۸الكليات :لأبي البقاء الكفوي ،ت :عدنان درويش ،ومحمد المصري ،مؤسسة
الرسالة ،ط ١٤١٩ / ٢هـ.
- ١٨٩اللآلي في شرح أمالي القالي :لأبي عبيد البكري ،ومعه ( سمط اللآلي ) للمحقق
عبد العزيز الميمني الراجكوتي ،لجنة التأليف والترجمة والنشر ،ط ١٣٥٤هـ.
لجام الأقلام :لأبي تراب الظاهري ،دارتهامة ،ط ١٤٠٢ / ١هـ . ١٩٠
لحن :العوام :لأبي بكر الزبيدي ،ت :رمضان عبد التواب ،مكتبة الخانجي ، - ١٩١
١٤٢٠ / ٢هـ.
لحن القول :لعبد العزيز الحربي ،دار ابن حزم ،ط ١٤٣٥ / ٣هـ . ١٩٢
١٩٣-اللزوميات لأبي العلاء المعري ،ت :سيده حامد ،ومنيرالمدني ،وزينب القوصي ،
- ١٩٦لغويات ،وأخطاء لغوية شائعة :للشيخ محمد علي النجار ،بمراجعة :عامر
مج
القضاء
اللحن
الس
١٩٨-ما تلحن فيه العامة :لأبي الحسن الكسائي ،ت :رمضان عبد التواب ،مكتبة
٤١٥
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المصادر والمراجع
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
- ١٩٩المبدع شرح المقنع :لابن مفلح الحنبلي ،دار الكتب العلمية ،ط ١٤١٨ /١هـ .
- ٢٠١المثل السائرفي أدب الكاتب والشاعر :لضياء الدين ابن الأثير ،ت :أحمد الحوفي
- ٢٠٢مجالس العلماء :لأبي القاسم الزجاجي ،ت :عبد السلام محمد هارون ،وزارة
- ٢٠٣مجلة البيان لمنشئيها إبراهيم اليازجي ،وبشارة زلزل ،مجلة علمية أدبية صحية صناعية .
- ٢٠٤مجلة الثقافة :لمنشئها أحمد أمين ،مجلة أسبوعية للاجتماع والآداب والعلوم الفنون .
مجلة الضياء لمنشئها إبراهيم اليازجي ،مجلة علمية أدبية صحية صناعية ، - -٢٠٥
- ٢٠٦مجلة اللسان العربي :للمكتب الدائم لتنسيق التعريب في العالم العربي بجامعة
- ٢٠٩مجلة المنهل :لمنشئها عبد القدوس الأنصاري ،مجلة شهرية للآداب والعلوم .
- ٢١٠مجلة لغة لعرب :للأب أنستاس الكرملي ،مديرية الثقافة العامة بالجمهورية العراقية .
٤١٦
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
- 212مجلة مجمع اللغة العربية بالقاهرة ( مجلة مجمع اللغة العربية الملكي سابقاً)
مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( مجلة المجمع العلمي العــربي سابقاً ،مجلـة ٢١٣-
٢١٧-المحتسب في تبيين وجوه شواذ القراءات والإيضاح عنها :لابن جني ،ت :علي
من الباحثين ،وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في قطر ،ط ١٤٢٨ / ٢هـ .
المحكم والمحيط الأعظم لابن سيده ،ت :عبد الحميد هنداوي ،دار الكتب - ٢١٩
٢٢١-المحيط في اللغة :لابن عبّاد ،ت :محمد آل ياسين ،عالم الكتب ،ط ١٤١٤ / ١هـ .
س
٢٢٢-مختار الصحاح لابن أبي بكر الرازي ،مكتبة لبنان ،ط ١٩٨٦م .
مختصر تاريخ دمشق لابن منظور ،دار الفكر ،ط ١٤٠٤ /١هـ. 23
٤١٧
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المصادر والمراجع
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
- ٢٢٦المدخل إلى تقويم اللسان :لابن هشام اللخمي ،ت :حاتم الضامن ،دار البشائر
الإسلامية ،ط ١٤٢٤ / ١هـ .
- ٢٢٧المذكر والمؤنث :لابن القاسم ابن الأنباري ،ت :محمد عبد الخالق عضيمة ،وزارة
- ٢٢٨المذكر والمؤنث :لأبي زكريا الفراء ،ت :رمضان عبد التواب ،دار التراث في القاهرة .
- ٢٢٩المذكر والمؤنث :للمبرد ،ت :رمضان عبد التواب ،وصلاح الدين الهادي دار
٢٣٠-المزهر في علوم اللغة وأنواعها :للسيوطي ،ت :محمد أحمد جاد المولى ،وعلي
المساعد على تسهيل الفوائد :لابن عقيل ،ت :محمد كامل بركات ،جامعة أم ۲۳۱
المساعد لأنستاس الكرملي ،ت كوركيس عواد ،وعبد الحميد العلوجي ،دار ٢٣٢-
- ٢٣٣المسائل السفرية في النحو :لابن هشام الأنصاري ،ت :حاتم الضامن ،مؤسسة
٢٣٤-المسند الصحيح المختصر من السنن بنقل العدل عن العدل إلى رسول الله
للإمام مسلم بن الحجاج ،ت نظر الفاريابي ،دار طيبة ،ط ١٤٢٧ /١هـ .
٢٣٥-المصباح المنيرفي غريب الشرح الكبير للفيومي ،مكتبة لبنان ،ط ۱۹۸۹م .
٤١٨
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
٢٣٦-مصطفى جواد وجهوده اللغوية :لمحمد عبد المطلب البكاء ،دار الشؤون الثقافية
العامة ،ط ١٩٨٧ /٢م .
- ٢٣المطلع على أبواب المقنع :لأبي عبد الله ابن أبي الفتح البعلي ،ت :محمد بشير
٢٣٩-معجم أخطاء الكتاب :لصلاح الدين زعبلاوي ،ت :محمد مكي الحسيني ،
240-معجم الأخطاء الشائعة لمحمد العدناني ،مكتبة لبنان ،ط ١٩٨٠ / ٢م .
- ٢٤١معجم الأدباء :لياقوت الحموي ،ت :إحسان عباس ،دار الغرب الإسلامي
٢٤٢-معجم الأغلاط اللغوية المعاصرة :لمحمد العدناني ،مكتبة لبنان ،ط . ١٩٨٤ / ١
الخطأ
دار العلم للملايين والصواب في اللغة :الإميل يعقوب - ٢٤٣معجم
ط ١٩٩١ /٣م .
٢٤٤
244ـ معجم الشوارد النحوية ،والفوائد اللغوية :لمحمد محمد حسن شراب دار
المأمون للتراث ،ط ١٤١١ /١هـ.
معجم الصواب اللغوي لأحمد مختار عمر ،دار عالم الكتب ،ط ١٤٢٩ /١هـ . ٢٤٥
في
اللحن
ملجقا
ا
٢٤٦-معجم المناهي اللفظية :لبكر بن عبد الله أبو زيد ،دار العاصمة ،ط ١٤١٧ / ٣هـ .
لء
س ضا
- ٢٤٨معجم تصحيح التصحيح :لأحمد مطلوب ،مكتبة لبنان ،ط ٢٠١٢ / ١م .
٤١٩
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المصادر والمراجع
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
- ٢٥٠المُعرَّب من الكلام الأعجمي على حروف المعجم :لأبي منصور الجواليقي ،ت :
- ٢٥١مغالط الكتاب ومناهج الصواب :لجرجي جنن البولسي ،منشورات المكتبة البولسية .
٢٥٢-مغني اللبيب عن كتب الأعاريب :لابن هشام الأنصاري ،ت :عبد اللطيف
:
٢٥٣-مغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج للخطيب الشربيني ،ت :محمد
- ٢٥٤المغني شرح مختصر الخرقي :للموفق ابن قدامة ،ت :عبد الله التركي ،وعبد
باطيش ،ت :مصطفى عبد الحفيظ سالم ،المكتبة التجارية بمكة المكرمة ،
ط ١٤١٤هـ .
المفردات في غريب القرآن للراغب الأصفهاني ،ت :محمد سيد كيلاني ،دار المعرفة . ٢٥٦
٢٥٧-المقابسات :لأبي حيان التوحيدي ت :حسن السندوبي ،دار سعاد الصباح ،
- ٢٥٩مقالات محمود محمد الطناحي ،دار البشائر الإسلامية ،ط ١٤٣٤ / ٢هـ .
:
محمد عبده ،دار الكتب العلمية ، - ٢٦٠مقامات بديع الزمان الهمذاني ،تعليق
ط ١٤٢٦ / ٣هـ.
٤٢٠
2
هذه الطبعة إهداء من المجمع
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
- ٢٦١مقاييس اللغة :لابن فارس بن زكريا ،ت :عبد السلام هارون ،دار الفكر.
المقتضب :للمبرد ت :محمد عبد الخالق عضيمة ،وزارة الأوقاف في جمهورية - ٢٦٢
- ٢٦٣المقنع :للموفق ابن قدامة ،وشرحه الكبير لابن أبي عمر ابن قدامة ،والإنصاف :
للمرداوي ،ت :عبد الله التركي ،وعبد الفتاح الحلو ،دار هجر.
من سعة العربية :لإبراهيم السامرائي ،دار الجيل ،ط ١٤١٤ / ١هـ . ٢٦٤
- ٢٦٦مناظرة لغوية أدبية بين الأساتذة عبد الله البستاني وعبد القادر المغربي
- ٢٦٧موسوعة الأخطاء اللغوية الشائعة :لعلي جاسم سلمان ،دار أسامة ،ط ٢٠٠٣م .
- ٢٦٨الموسوعة الكويتية :وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في الكويت ،ط ١٤١٤ / ٢هـ .
:
- ٢٦٩الموشح في مآخذ العلماء على الشعراء للمرزباني ،المكتبة السلفية .
- ٢٧٠نتائج الفكرفي النحو لأبي القاسم السهيلي ،ت :عادل عبد الموجود ،وعلي محمد
٢٧١-نحو إتقان الكتابة العلمية باللغة العربية :لمكي الحسني ،مطبوعات مجمع
ضا
- ٢٧٣نشوار المحاضرة ،وأخبار:المذاكرة :لأبي علي التنوخي ،ت :عبود الشالجي ،دار
٤٢١
هذه الطبعة إهداء من المجمع
المصادر والمراجع
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
نظرات في أخطاء المنشئين :محمد جعفر الشيخ الكرباسي ،مطبعة الآداب ، ٢٧٥
ط ١٤٠٣هـ.
٢٧٦-نظرات في اللغة والأدب :لمصطفى الغلاييني ،مطبعة وزنكـو غــراف في بيروت ،
ط ١٣٤٦هـ .
- ٢٧٧نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب للمقري ،ت :إحسان عباس ،دار
،ط ١٤٠٨هـ.
صادر
- ٢٧٨نقائض جرير والفرزدق :لأبي عبيدة البصري ،دار الكتب العلمية ،ط ١٤١٩ / ١هـ .
- ٢٧٩نهاية الأرب في فنون الأدب :الشهاب الدين النويري ،دار الكتب العلمية ،
ط ١٤٢٤ /١هـ.
- ٢٨٠النهاية في غريب الحديث والأثر :لأبي السعادات ابن الأثير ،ت :محمود الطناح
همع الهوامع في شرح جمع الجوامع :للسيوطي ،ت :عبد العال مکرم دار
- 282الوساطة بين المتنبي وخصومه :لعلي الجرجاني ،ت :محمد أبو الفضل إبراهيم ،
وفيات الأعيان ،وأنباء أبناء الزمان :لابن خلكان ،ت :إحسان عباس ،دار صادر. ۲۸۳
٤٢٢
هذه الطبعة إهداء من المجمع
ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً
نبذة عن المؤلّف
محمد بن عبد الرحمن بن سعد آل جمعة ،وُلِد في محافظة حوطة بني تميم جنوب
مدينة الرياض سنة ١٤٠٨هـ ،خرِّيج كلية الشريعة في جامعة الإمام محمد بن سعود
الإسلامية سنة ١٤٢٩هـ ،وحاصل على شهادتي الماجستير والدكتوراه في الفقه المقارن من
المعهد العالي للقضاء ،له اهتمام بالفقه والقضاء والقانون واللغة والأدب ،سَبَق له العمل
قاضيًا في المحكمة العامة في مدينة الرياض ،وهو يعمل الآنَ قاضيًا في محكمة الاستئناف
بمِنْطَقة عسير .له بحوث فقهية وقضائية منها :الأربعون القضائية ،وصِيَغ الأوقاف
في المحاكم ،وتعليقات على نظام المرافعات الشرعية واللوائح المتصلة ب ه ،،ووتخصيص
المحاكم في المملكة العربية السعودية ،وتحقيقُ كتاب الفرائض السراجية لحيدر الهروي .
في
ملجقا
اللحن
لء
س ضا ا
٤٢٣
مجمع الملك سلمان
العالمي للغة العربية
KingSalman Global AcademyforArabic Language
حوال
نبذة عن الكتاب
عند افتتاح الجلسة القضائية ،وفي مبحثه الثاني ناقش اللَّحْنَ الذي يرد
الإدارية .وقد بلغ عدد الاستعمالات التي درسها المؤلّف أزيد من ثلاثمئة
وثمانين استعمالًا.
هذه الطبعة
إهداء من المجمع
9786038444016 ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً