اللحن في مجالس القضاء تصويبات في لغة المذكرات والأحكام القضائية

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 426

‫مجمع الملك سلمان‬

‫العالمي للغة العربية‬


‫‪King Salman Global Academyfor Arabic Language‬‬

‫حق‬‫و‬

‫في مجالس القضاء‬ ‫اللحن‬

‫تصويبات في لغة المذكرات والأحكام القضائية‬

‫محمد عبدالرحمن سعد آل جمعة‬

‫‪۲۹‬‬

‫الدراسات‬
‫مجمع الملك سلمان‬

‫العالمي للغة العربية‬


‫‪KingSalman Global Academy for Arabic Language‬‬

‫مجالس القضاء‬ ‫في‬ ‫اللحن‬

‫المذكرات والأحكام القضائية‬ ‫تصويبات في لغةِ‬

‫تأليف‬

‫محمد بن عبدالرحمن بن سعد آل جمعة‬

‫‪۲۹‬‬

‫الدراســـــــــــات‬
‫مجمع الملك سلمان‬

‫العالمي للغة العربية‬


‫‪KingSalman Global Academy for ArabicLanguage‬‬

‫اللحن في مجالس القضاء‬

‫تصويبات في لغة المذكّرات والأحكام القضائية‬

‫الطبعة الأولى‬

‫‪ 1٤٤٥‬هـ ‪ 2024‬م‬

‫البريد الإلكتروني ‪nashr@ksaa.gov.sa :‬‬

‫ح ‪ /‬مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية ‪١٤٤٥ ،‬هـ‬


‫آل جمعة ‪ ،‬محمد بن عبد الرحمن بن سعد‬

‫اللحن في مجالس القضاء تصويبات في لغة المذكرات والأحكام‬


‫القضائية ‪ / .‬محمد بن عبدالرحمن بن سعد آل جمعة ‪- .‬‬
‫الرياض ‪ ١٤٤٥ ،‬هـ‬

‫‪ ٤٢٤‬ص ؛ ‪ 24 × 17‬سم‬

‫رقم الإيداع ‪١٤٤٥/١٨٦٢٣ :‬‬


‫ردمك ‪٩٧٨ - ٦٠٣ - ٨٤٤٤ - ٠١ - ٦ :‬‬

‫لا يسمح بإعادة إصدار هذا الكتاب ‪ ،‬أو نقله في أي شكل أو وسيلة ‪ ،‬سواء أكانت‬

‫إلكترونية أم يدوية ‪ ،‬بما في ذلك جميع أنواع تصوير المستندات بالنسخ ‪ ،‬أو التسجيل‬
‫أو التخزين ‪ ،‬أو أنظمة الاسترجاع ‪ ،‬دون إذن خطي من المجمع بذلك ‪.‬‬

‫الآراء الواردة في هذا الكتاب تمثل رأي المؤلف ولا تعكس بالضرورة رأي المجمع ‪.‬‬

‫هذه الطبعة إهداء من المجمع ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫محتويات الكتاب‬

‫الصفحة‬ ‫الموضوع‬

‫‪V‬‬ ‫مقدمة المجمع‬

‫المقدمة‬
‫و‬

‫‪١٤‬‬ ‫سبب تسمية الكتاب ‪.‬‬

‫‪١٤‬‬ ‫منهج المؤلف ‪.‬‬

‫‪۱۸‬‬ ‫التعريف ببعض الكتب المعاصرة المهتمة بالتصحيح اللغوي‬

‫التعريف ببعض المعاصرين ممن لم يؤلف في هذا الباب ‪.‬‬

‫‪٢٣‬‬ ‫‪ :‬مفتتح الجلسة القضائية‬ ‫المبحث الأول‬

‫‪٥١‬‬
‫‪ :‬لحون المتخاصمين‬ ‫المبحث الثاني‬

‫‪٢٤٩‬‬ ‫‪ :‬أسباب الحكم ‪ ،‬ومنطوقه‬ ‫المبحث الثالث‬

‫‪٢٩٧‬‬ ‫‪ :‬مختتم الجلسة القضائية‬ ‫المبحث الرابع‬


‫في‬

‫ملجقا‬
‫ا‬
‫اللحن‬

‫‪۳۱۱‬‬ ‫المبحث الخامس ‪ :‬مصطلحات قضائية ‪ ،‬وأسماء وظيفية‬


‫لء‬‫ضا‬

‫‪۳۳۹‬‬ ‫المبحث السادس ‪ :‬العقود والخطابات‬


‫س‬

‫‪۳۷۵‬‬ ‫فهرس الألفاظ‬

‫‪۳۹۷‬‬
‫فهرس المصادر والمراجع‬

‫‪٤٢٣‬‬ ‫نبذة عن المؤلف‬


‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫المجمع‬ ‫مقدمة‬

‫ينشط مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربيّة في مسارات عمل متنوعة ‪ ،‬ويتولى‬

‫مهامًا متعددةً تتصل بنشر اللُّغة العربية ‪ ،‬ودعمها ‪ ،‬وتعزيز مكانتها ‪ ،‬والمحافظة على‬

‫سلامتها نطقًا وكتابةً ‪ ،‬والنظرفي فصاحتها ‪ ،‬وأصولها ‪ ،‬وأساليبها ‪ ،‬وأقيسـتها ‪ ،‬ومفرداتها ‪،‬‬

‫وقواعدها ‪ ،‬وتيسيرتعلمها بداخل المملكة العربيّة السعودية وخارجها ؛ لتواكب المتغيرات‬

‫في جميع المجالات ‪ ،‬ويتمثل طموح المجمع في أن يصبح مجمعًا متميزًا يخدم اللغة العربية‬

‫وينطلق من قلب العالم الإسلامي والعربي ‪ ،‬ومن مهد العروبة الأول ‪ ،‬وأن يصبح رائدًا‬

‫ومرجعيّةً عالميّةً في مجال اللغة العربيّة وتطبيقاتها المتنوعة ‪.‬‬

‫وضمن توجيهات سمو وزير الثقافة ‪ ،‬رئيس مجلس الأمناء الأمير بدر بن عبد الله‬

‫بن فرحان آل سعود ‪-‬حفظه الله ‪ -‬في دعم أعمال المجمع ‪ ،‬وبرامجه ‪ :‬العلمية ‪ ،‬والثقافية‬

‫والبحثية ‪ ،‬أطلق المجمع مشروع ( المسار البحثي العالمي المتخصص ) ؛ لتلبية الحاجات‬

‫العلميّة ‪ ،‬ومواجهة المشكلات اللغويّة ‪ ،‬وسد الفجوات المتعلقة بالبحث والنشر العلمي ‪،‬‬

‫وفتح الآفاق العلميّة والمعرفيّة المتنوعة ‪ ،‬واستكمال مسارات النّشراللُّغوية المتخصصة ‪.‬‬
‫في‬

‫ملجقا‬
‫ا‬
‫اللحن‬
‫لء‬‫ضا‬

‫ويهدف المشروع إلى تعزيز دور المجمع ‪ ،‬وإيصال رسالته ؛ بتغطية مساحات متنوعة‬
‫س‬

‫من التخصصات ‪ ،‬والفنون المتعلقة باللغة العربيّة ‪ ،‬وإثراء المحتوى العلمي ذي العلاقة‬

‫بمجالات اهتمام المجمع ‪ ،‬ودعم الإنتاج العلمي المتميّز وتشجيعه ‪ ،‬وفتح المجال أمام‬

‫الباحثين والمختصين ‪ ،‬وتوثيق صلتهم بالمجمع ؛ وذلك بإشراكهم في أعمال هذا المشروع ‪.‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المقدمة‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫ويضمُّ المشروع مجالاتٍ بحثيّة متنوعة ‪ ،‬ويغطي الموضوعات التي تعزّز موقع‬

‫العربية ضمن اللغات الحضاريّة العالمية ‪ ،‬ومن أبرزها ‪ ( :‬دراسات التراث اللغوي العربي‬

‫وتحقيقه ‪ ،‬والدراسات حول المعجم ‪ ،‬وقضايا المصطلح ‪ ،‬وقضايا الهوية اللغوية ‪ ،‬ومكانة‬

‫العربيّة ‪،‬وتعزيزها ‪ ،‬واللسانيات التّطبيقيّة ‪ ،‬والتخطيط اللُّغوي‪ ،‬والسياسة اللُّغويّة ‪،‬‬

‫واللسانيات الحاسوبية والترجمة ‪ ،‬والتّعريب ‪ ،‬وتعليم اللغة العربية للناطقين بها‬

‫وبغيرها ‪ ،‬والدراسات البينية ) ‪.‬‬

‫وقد بدأ المشروع باستقبال الدّراسات النوعية الجادّة ‪ ،‬وتواصل مع ‪ ( :‬المختصين ‪،‬‬

‫والباحثين والمؤسّسات العلميّة داخل المملكة العربيّة السعوديّة وخارجها ) ‪ ،‬ودعاهم‬

‫إلى المشاركة في المشروع ‪ ،‬واتخذ الإجراءات المتصلة بتحكيم الأعمال والنظرفي جديتها‬

‫وأصالتها ومدى إضافتها للمكتبة العربية واستنادها إلى المعاييرالمتعارف عليها في البحث‬

‫والمنهج والتوثيق قبل طباعتها ونشرها ‪.‬‬

‫اللحنُ في مجالس القضاء ‪ :‬تصويبات في لغة المذكرات‬ ‫ويعالج هذا الكتاب‬

‫والأحكام القضائيّة ) الأساليب اللُّغوية الواردة في مذكرات الدعاوى والإجابات عنــد‬

‫المتخاصمين وفي الأسباب ومنطوقاتِ الأحكام القضائية ‪ ،‬وتضمّنت مقدمته طائفةٌ من‬

‫المسائل والفوائد المتصلة بموضوع الكتاب‬

‫ويجتهد المجمع في انتقاء الكتب التي يكون في نشرها إضافة معرفية نوعية ‪ ،‬ويأمل‬

‫أن يكون هذا الكتاب مفتاحًا لمشروعات علميَّة وعمليَّة ويحقق إثراء معرفيًا لافتًا ‪.‬‬

‫ويشكرالمجمع مؤلف الكتاب سعادة الدكتور محمد بن عبد الرحمن آل جمعه ؛‬

‫لما تفضل به من عمل علمي جاد ‪ ،‬ويدعو الباحثين إلى التَّواصل مع مشروعات المجمع ‪،‬‬
‫‪:‬‬
‫ومنها مسار البحوث والنشر العلمي ‪ ،‬للمشاركة فيه والمساهمة في إثرائه ‪.‬‬

‫الأمين العام للمجمع‬

‫أ‪.‬د‪ .‬عبد الله بن صالح الوشمي‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫المقدمة‬

‫لشدّ ما يعانيه المرء حين يكون حكَمًا على نفسه والآخرين ‪ ،‬فيصلح خطأ غيره ‪،‬‬

‫ويعالج ما أصلحه خشية أن يقع فيما وقعوا فيه ‪ ،‬وهذه الأخيرة والله أدهى من أختها‬

‫والإنسان في صنعة التأليف ما يزال في موضع الخطأ والتفريط ‪ ،‬فمن الناس من أخطأ ‪،‬‬

‫ومنهم من خطأ‪ ،،‬ومنهم من جمع بين الأمرين ‪ ،‬وهؤلاء أكثر القوم بؤسا ‪ ،‬فما يصنع المرء‬

‫وهو يتغيَّا بكتابه غايات بعيدة ‪ ،‬ومنازل رفيعة ‪ ،‬ولا يصرفه عن هذا الخاطرإلا أن دعوى‬

‫الكمال ضرب من السفه ‪ ،‬وصنف من صنوف الحبال ‪.‬‬

‫واذكر ‪ -‬رعاك الله ‪ -‬أن أهل التحقيق والخشية والنظرفي المآلات يؤلفون لا لتُعرف‬

‫أقدارهم عند الناس ‪ ،‬ولا لتتبين منازلهم ‪ ،‬بل رعاية لحرمة العلم ‪ ،‬وصيانة لـه مـن كل‬

‫متلبس به دخیل ‪ ،‬وليس شيء أعظم من أمانة الحرف ورصانة الكلمة ‪ ،‬إذ زلّت فيها‬

‫أقدام وزاغت فيها عقول ‪ ،‬ووَدَّ المرءُ المشتغل في صنعة التأليف أنه كُفِي هذا الأمرَأَوَّلَهُ‬

‫وآخرَهُ ‪ ،‬ومن ذا الذي يريد أن يُظهر للناس عيبته ‪ ،‬ويكشف عن سيرته ‪ ،‬وهوفي عافية‬
‫في‬

‫ملجقا‬
‫ا‬
‫اللحن‬
‫ضا‬

‫من هذا ومأمن ‪ ،‬ولأجل هذا كله ترددت في إخراج هذا الكتاب ‪ ،‬واستشرت فيه أقوامًا ؛‬
‫لء‬
‫س‬

‫‪ ،‬منتفعًا بما يُفتح لهم مما قد فاتني قيده وحصره ‪ ،‬ولا سيما أن‬
‫شادا بهم العضد والأزر‬

‫الناس شركاء في صيانة العربية من التشويه والتحريف ‪ ،‬فأثنى بعضهم ورغبوا ونشطوا ‪،‬‬

‫ووجدت منهم إقبالًا ولو بحسن القول ‪ ،‬ورأى آخرون من الرصفاء الأفاضل أن الكتابة في‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المقدمة‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫( الملاحن (‪ )۱‬القضائية ) مما تضيع معه الأعمار‪ ،‬وتروح فيه الأوقات ‪ ،‬ولو صُرِفَ الجهد في‬

‫موضوعات أخر لكان أحفظ لوقتي ‪ ،‬وخيرًا لي وللناس ‪ ،‬وألقوا عليّ شبهات ثلاثًا ‪:‬‬

‫أن القاضي لا يمكنه تعقُبُ أخطاء المتخاصمين ‪ ،‬فهو مشغول بما تعالجـه يـده‬ ‫‪-١‬‬

‫من تحرير الدعاوى وسماع الإجابات والنظر في البينات ومراجعة الأنظمة‬

‫والتعميمات ثمَّ النطق بالأحكام بعدما يظن أنه استفرغ ذمته فيما رآه صالحًا‬

‫للحكم به ‪ ،‬فهو لأجل هذا الباب معذورفي عدم تعقب ما يلحن فيه الكتبة ‪ ،‬أو‬

‫ما يَرِدُ في اللوائح والمذكرات من الأغلاط ‪.‬‬

‫أن المعتد به صحة الحكم ‪ ،‬ولو كان الصكُ مليئًا بالعثرات والغلطات ‪ ،‬وما قيمة‬ ‫‪-٢‬‬

‫حكم زينه قاضيـه بأجود ما حوته اللغة من ألفاظ ‪ ،‬وهوبعيد عن الحق والصواب !‬

‫وآخر تلك الشبه أن القضاء انتقل إلى طورٍ جديد من ( نمذجة ) الدعاوى‬ ‫‪٣-‬‬

‫والتسبيبات والأحكام ‪ ،‬فالحاجة إلى تأليف هذا الكتاب من التزيد الذي لا نفع‬

‫فيه ‪ ،‬فإذا أُحسن اختيار الألفاظ ‪ ،‬وروعي في الأساليب قـواعـد الـعـربـيـة ‪ ،‬حافظنـا‬

‫على اللغة ‪ ،‬وصنّا الأقلام من الخطأ والغلط والعثار‬

‫( ‪ ) ۱‬جمع مَلْحَن ‪ ،‬وهو مصدر ميمي مقيس لـ ( لحن ) ‪ ،‬يصلح لجميع معانيها ‪ ،‬ولا يختص ببعضها من دون‬
‫بعض ‪ ،‬وسياق الكلام هو الذي يحدد المقصود ‪ .‬ومعاني اللحن في اللغة تدورحول الميل عن الشيء ‪،‬‬
‫فهوميل عن الصواب في اللغة إلى الخطأ ‪ ،‬وميل في الصوت عن وجهه المعتاد إلى التطريب فيه ‪،‬‬
‫وميل في المعنى عن التصريح إلى التعريض ‪ ،‬ونحو ذلك ‪ .‬واستعمال مادة ( لحن ) في بعض المعاني لا‬
‫يمنع استعماله في غيره من معاني الفعل ؛ إذ هو مقيسٌ في لفظ الفعل من دون النظرإلى معناه ‪ ،‬وقد‬
‫استُعمل الجمعان ( لحون ) و ( ألحان ) في جميع المعاني ‪ ،‬فيلحق بهما ( الملاحن ) في صحة استعماله‬
‫لتلك المعاني ‪ ،‬ويكون الحَكَمُ فيها كلها هو السياق ‪ ،‬وقد ورد جمع الملاحن في معنى ألحان الغناء ‪ ،‬جاء‬
‫في أساس البلاغة ‪ ،‬للزمخشري ( ‪ « : ) ١٦٤/٢‬وهذا لحنُ مَعْبَدٍ ‪ ،‬وألحانهُ ومَلاحنُه ‪ :‬لمـا مـال إليـه مـن‬
‫الأغاني واختاره » ‪ ،‬فدلّ ذلك على أنه غير مختص بمعاني المعاريض ‪.‬‬

‫وقد وقفت على كتاب لشيخ شنقيطي من علماء القرن الثالث عشر بعنوان ‪ ( :‬ملاحن القراء )‬
‫جمع فيه نبذة من أخطاء قراء القرآن الكريم ‪ ،‬ونُشِر محققا في بيروت سنة ‪ ٢٠٠٠‬م ‪ ،‬وقرظه جمهرة‬
‫من كبار علماء شنقيط ‪ ،‬منهم العلامة محمد سالم بن عدود ‪ ،‬وغيره ‪ ،‬والله أعلم ‪.‬‬

‫‪۱۰‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫قلتُ ‪ :‬هـذه الـشـبـه كلهـا حـائدة عن الصواب‪ ،‬وإني أدفعها لك واحدة بعد أخرى ‪ ،‬فأمـا‬

‫الأولى ‪ :‬فإني لا أحب لك أيها القاضي والمحامي ما قاله الأديب الرافعي (‪)1‬في وصـف أهـل‬

‫القانون ‪ « :‬والغالب أن سواد الذين درسوا القانون بعيدون جدًّا عن الأدب واللغة ‪ ،‬فكل‬

‫شيء عندهم صالح » (‪ ، )٢‬وهو رأي أتى به الرافعي من عنده بلا ريب ‪ ،‬فكثيرمن أرباب‬

‫الأدب في القديم كانوا قضاةً ‪ ،‬وفي المعاصرين نجد عددًا صالحًا من أهل القانون ممن‬

‫كملت عندهم أدوات الفصاحة ‪ ،‬ورسخت لديهم ملكة الإنشاء ‪ ،‬ولا يدرك ذلك إلا الناظر‬

‫بعين المعدلة والإنصاف ‪.‬‬

‫والحُكْمُ القضائي مبني على ثلاثة أركان ‪ :‬تمييز المدعي من المدعى عليه ‪ ،‬وتنزيل‬

‫الحكم على الواقعة ‪ ،‬ومعرفة الأسباب والأدلة الشرعية والنظامية ‪ ،‬فإذا استكمل القاضي‬

‫هذه الأركان الثلاثة ‪ ،‬غَلَب على الظن أنه في حكمه قد أصاب ‪ ،‬ثم إذا أجاد في صياغة حكمه‬

‫فقد أحسن غاية الإحسان ‪ ،‬ودونك قاعدة متقررة لا تغيرها الليالي والأيام وهي أن الصلكَ‬

‫القضائيّ لا يمكن أن يكون حسنًا موصوفًا بالقبول إلا إذا كانت لغته رفيعةً محفوفةً‬

‫بالمهابة ‪ ،‬ملففةً بالجمال والجلال خاليةً من العجمة المحتكلة ‪ ،‬والعامية المبتذلة ‪.‬‬

‫أما الذي يرى أن الواجب صحة الحكم وموافقته للصواب ‪ ،‬من دون النظر إلى‬

‫صحة لغته ولفظه ‪ ،‬فقد وهم في ظنه ‪ ،‬وأساء في فهمه ‪ ،‬فهذا أبو بكر الشنتريني ‪ ،‬وهو‬

‫من علماء القرن السادس ‪ ،‬يقول ‪ « :‬ولقد رأيت جماعةً من الفقهاء المتقدمين الذين‬

‫لم يبلغوا درجة المجتهدين قد تكلموا في مسائل من الفقه فأخطأوا فيهـا ‪ ،‬وليس ذلـك‬

‫لقصور أفهامهم ‪ ،‬ولا لقلة محفوظاتهم ‪ ،‬ولكن لضعفهم في هذا العلم ‪ -‬يعني علم النحو‬
‫في‬

‫ملجقا‬
‫ا‬
‫اللحن‬
‫لء‬
‫س‬ ‫ضا‬

‫( ‪ ) ۱‬من اللطائف أن الأديب المصري المذكور يعمل كاتب ضبط في محكمة طنطا ‪ ،‬وكان لا ينهض لتحية‬
‫القاضي الجديد في المحكمة أسوة بغيره من الموظفين ‪ ،‬بل يأتيه القاضي في مكتبه ‪ ،‬وهذا حق وعدل ‪،‬‬
‫فمقام العلم جليل ‪ .‬انظر كتاب حياة الرافعي ‪ ،‬لتلميذه الصفي ‪ :‬محمد سعيد العريان ‪ ،‬طبعته‬
‫مؤسسة الريان ‪.‬‬

‫( ‪ ) ۲‬رسائل الرافعي ‪ ،‬لمحمود أبورية ص ‪.۷۷‬‬

‫‪۱۱‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المقدمة‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫وعدم استقلالهم به » (‪ ، )۱‬وعاب القاضي عياض على شيخه الفقيه القاضي أبي عبد‬

‫الله الأموي ضعفه في العربية ‪ ،‬فقال ‪ « :‬وكان حافظًا للفقه والفرائض ‪ ،‬مشاركًافي التفسير‬

‫وعلم الناسخ والمنسوخ وغير ذلك ‪ ،‬لكنّه كان يقصر به لسانه عن تأدية بعض ما عنده ؛‬

‫إذ كان لم يطالع شيئًا من علم العربية » ( ‪ ، )٢‬وفي ترجمة ابن فارس الفقيه اللغوي ‪ ،‬يقول‬

‫القِفْطي ‪ « :‬وكان يحثّ الفقهاء دائما على معرفة اللغة ويلقي عليهم مسائل‪ ،‬ذكرها في‬

‫فتيا فقيه العرب ) ويُخجلهم بذلك ؛ ليكون خجلهم داعيا إلى‬ ‫كتابه الذي سمّاه كتاب‬

‫حفظ اللغة ‪ ،‬ويقول ‪ :‬من قصر عن اللغة وغُولط غَلط » (‪ ، )۳‬ودونـك مـا ذكـره السرخسي‬

‫في شرحه لكتاب ( السير الكبير) لمحمد بن الحسن الشيباني صاحب الإمام أبي حنيفة ‪ ،‬في‬

‫قوله ‪ « :‬اعلم بأن أدق مسائل هذا الكتاب وألطفها في أبواب الأمان ‪ ،‬فقد جمع بين دقائق‬

‫علم النحو‪ ،‬ودقائق أصول الفقه ‪ ،‬وكان ‪ -‬محمد بن الحسن ‪ -‬شاور فيها علي بن حمزة‬

‫الكسائي رحمه الله تعالى ‪ ،‬فإنه كان ابن خالته ‪ ،‬وكان مُقدَّمًا في علم النحو » ( ‪ ، )٤‬وعهد إلى‬

‫اللغوي ابن بري صاحب ( التنبيه والإيضاح عما وقع في الصحاح ) التصفح في ديوان‬

‫الإنشاء ؛ فلا يصدر كتاب عن الدولة إلى ملك من ملوك النواحي إلا بعد أن يتصفّحه ‪،‬‬

‫ويصلح ما فيه من خلل خفي ( ‪ ، ) ٥‬وقد صَدَق صاحب كتاب ( لغة الحكم القضائي ) حين‬

‫صدر كتابه بقوله ‪ « :‬بين اللغة والقضاء علاقةً لا تنفصم » (‪ ، )١‬والنقول في هذه المسألة‬

‫كثيرة لا تحصى ‪ ،‬ولو جمعت لأطَّتْ بها بطون الكتب والأسفار‪ ،‬بل الواقع يصدق تلك‬

‫النقول ولا يكذبها ‪ ،‬وقد وقفتُ على عددٍ من الأحكام التي راعت حدود اللغة ‪ ،‬وحرمات‬

‫( ‪ ) ۱‬تنبيه الألباب على فضائل الإعراب ص ‪. ٦٣‬‬

‫( ‪ ) ٢‬الغنية في شيوخ القاضي عياض ص ‪ ، ٥٧‬تحقيق ‪ :‬ماهر زهيرجرار‪.‬‬


‫( ‪ ) ۳‬شرح السير الكبير‪ ،‬للسرخسي ( ‪. ) ١٧٥/١‬‬
‫( ‪ ) ٤‬إنباه الرواة على أنباء النحاة ‪ ،‬للوزير القفطي ( ‪ ، ) ٩٤/١‬وهو من أجود كتب التراجم ‪ ،‬فقد أحسن فيه‬
‫ما شاء ‪ ،‬وأربى على من كتب في هذا الباب ‪ ،‬ويقع هذا المؤلف في أربعة مجلدات ضخام ‪.‬‬
‫( ‪ )٥‬انظر‪ :‬إنباه الرواة على أنباء النحاة ( ‪. ) ١١١/٢‬‬

‫( ‪ ) ٦‬ص ‪ ، ١‬ومؤلفه ‪ :‬سعيد أحمد بيومي ‪ ،‬وله كتاب آخر اسمه ( الصياغة والبلاغة ‪ ،‬مع نماذج من النصوص‬
‫القانونية والأحكام القضائية ) أخرجته مكتبة الآداب المصرية سنة ‪ ، ١٤٣٨‬وهو غاية في بابه ‪ ،‬وقد صدر‬
‫كتابه بذكر الخلاف بين الأديبين طه حسين ومصطفى العقاد ‪ ،‬هل القاضي كاتب أم أديب ‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫العربية ‪ ،‬ومنها خلاف القضاة في الفقرة ( ‪ ) ٢‬من المادة ( ‪ ) ١٣٥‬من نظام الأحوال‬

‫الشخصية (‪ )۱‬ونصها ‪ « :‬تنتهي الحضانة إذا أتم المحضون ثمانية عشر عامًا » ‪ ،‬فبعض‬

‫القضاة يرى أن الحضانة تنفك عن الولد بدخوله سن التاسعة عشرة ‪ ،‬وفريق آخر من‬

‫القضاة يرى أن الحضانة ترتفع عن الولد بدخوله سن الثامنة عشرة ‪ ،‬فلو كانت ولادة‬

‫المحضون في ‪ ١٤٢٥ /٠١ / ٠١‬هـ ‪ ،‬وتاريخ القضية في ‪ ١٤٤٣ / ٠١/ ٠١‬هـ ‪ ،‬فعند الأولين ما يزال‬

‫الولد في سن الحضانة ‪ ،‬ولا ترتفع أحكام الحضانة عنه إلا بتاريخ ‪ ١٤٤٤ / ٠١ / ٠١‬هـ ‪ ،‬وعند‬

‫أصحاب القول الآخر تكون الحضانة مرتفعةً عن المحضون بتاريخ ‪ ١٤٤٣ / ٠١ / ٠١‬هـ ‪ ،‬ولا‬

‫تسمع دعوى الحضانة حينئذٍ ‪ ،‬وسبب هذا الخلاف راجع إلى لفظة ( أتـم ) ‪ ،‬وينسحب‬

‫هذا الخلاف على التصرفات المالية وإنفاذ العقوبات على القاصرإذا أتم سن الثامنة‬

‫عشرة ‪ .‬وكخلافهم في دعوى إلغاء النفقة قبل مضي سنة من الحكم بالنفقة ‪ ،‬هل تقاس‬

‫دعوى إلغاء النفقة بدعوى إنقاص النفقة في عدم جواز سماع الدعوى خلال سنة من‬

‫الحكم الأول أم لا يصح القياس ‪ .‬ومثال آخر ما سببه القضاة من رد دعوى المدعي‬

‫بقولهم ‪ ( :‬ومن المقرر فقها وقضاءً أن صيغة المضارع لا تنشئ عقدًا ‪ ،‬بل لا بد من النية‬

‫الجازمة في التعاقد ) ‪ ،‬وأمثال هذا الحكم الذي سطرته أقلام قضاتنا في هذا البلد كثير‬

‫مما يشق تعديده ‪ ،‬ويطول استقصاؤه ‪.‬‬

‫أما ثالثة الشبهات ‪ ،‬فهي شبهة ضعيفة ‪ ،‬والدعوى فيها عريضة ‪ ،‬وإذا عُلِمَ بالضرورة‬

‫أن القاضي يجب عليه الاحتياط في حكمه ‪ ،‬وألا يتسرع فيه ‪ ،‬ولا يتترع ‪ ،‬فقد وجب عليه‬

‫كذلك أن يحتاط لقلمه من الوهن ‪ ،‬ولأسلوبه من الضعف ‪ ،‬فهو أدعى للقبول ‪ ،‬ولا شيء‬
‫في‬

‫ملجقا‬
‫ا‬
‫اللحن‬

‫أضر بالصك من الجنوح إلى التقليد الأعمى في صياغة الدعاوى والأسباب التي سلبت‬
‫لء‬‫ضا‬

‫الصكَ جماله ‪ ،‬وإنك لواجد بعض الأساليب والكلمات التي لها معنى غير المعنى المراد ‪ ،‬أو‬
‫س‬

‫لا معنى لها ‪ ،‬وإنما تلقفتها الأيدي بالتقليد وتعاورتها بالتبع ‪ ،‬ومن ذلك قولهم ‪ ( :‬أجـرْتُ )‬

‫في معنى الأجرة ‪ ،‬وقولهم ‪ ( :‬بالتالي ) إذا جاءت للتعليل ‪ ،‬وقولهم ‪ ( :‬كفالة غرامية ) بدلًا من‬

‫( ‪ ) ۱‬الصادر بموجب المرسوم الملكي رقم ( م ‪ ) ٧٣ /‬في ‪ ١٤٤٣ /٠٨ /٠٦‬هـ‪.‬‬

‫‪۱۳‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المقدمة‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫(كفالة غُرْميّة ) ‪ ،‬وإنما أوتينا هذا بسبب إيثار الدعة ‪ ،‬واستطابة الراحة ‪ ،‬ومحبة الركون‬

‫إليهما ‪ ،‬وصدق الأول ‪:‬‬

‫بعدوى فما أعدتني القُوَباء )‬ ‫تثاءب عمرو إذ تثاءب خالد‬

‫ومن الحق الذي يجب أن يُعلم أن هذه ( النمذجة ) تكون صالحةً في حق المبتدئين‬

‫ممن لم يتعاهدوا القضايا (‪ ، ) ۲‬ومذمومةً مستكرهةً في حق القضاة والمبرزين من المحامين‬

‫ممن يجب أن يكون لكل واحدٍ منهم قلمه الذي ينفرد به عن قلم غيره ‪ ،‬وإني أرجو أن‬

‫أكون قد دفعت هذه الشبه ‪ ،‬وأحسنتُ في الجواب عنها ‪.‬‬

‫بعد ‪ :‬فهذا مؤلَّفي البِكْر‪ ،‬قدَّرتُ أن يكون اسمه ( اللَّحْنُفي مجالس القضاء ) ‪ ،‬وسبب‬

‫هذه التسمية أني لا أورد في الغالب من الأساليب والألفاظ إلا ما قد يُظنُّ أنه لحن أو‬

‫حكم عليه من قبلُ باللحن ‪ ،‬ففي هذا الكتاب ما يجوز فيه الوجهان ‪ ،‬وفيه أسلوب فاضل‬

‫وآخر مفضول ‪ ،‬ومنه ما هو صحيح لكنَّ الأولى تركه ‪ ،‬وفيه ما قد بسطت القول فيه من‬

‫غيرترجيح ‪ ،‬وفيه كلمات غيرجارية على السنن الصحيح ‪ ،‬وأخرى عُدت من الغلط وهي‬

‫من الفصيح‪.‬‬

‫وسبب آخر لهذه التسمية ‪ :‬وهو أن ( اللَّحْن ) من حروف الأضداد ‪ ،‬عند طائفة من‬

‫أهل العربية ‪ ،‬قال ابن القاسم ابن الأنباري ‪ « :‬واللحن حرف من الأضداد ؛ يقال للخطأ‬

‫لحْنُ ‪ ،‬وللصواب لحْنُ » ( ‪. ) ٣‬‬

‫ثم إني أذكر لك منهاجي في هذا الكتاب حتى يكون القارئ على بينة منه ‪ ،‬وأجمله في‬

‫ثمانية أمور‪:‬‬

‫( ‪ ) ۱‬اللزوميات ‪ ،‬لأبي العلاء المعري ( ‪. ) ٥٤/١‬‬


‫( ‪ ) ٢‬أحسنت وزارة العدل في هذه البلاد المباركة في توحيد الدعاوى القضائية ابتداءً ‪ ،‬تنظيمًا لها ‪ ،‬ورفقًا‬
‫بالمتخاصمين ‪.‬‬
‫( ‪ ) ۳‬الأضداد ص ‪۲۳۸‬‬

‫‪١٤‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫أولا ‪ :‬أبْسُطُ القولَ فيما يشكل من المسائل ‪ ،‬وأذكر الأدلة ‪ ،‬والرد على القول الذي‬

‫ظننته مرجوحًا إن استدعى ذلك المقام ‪ ،‬ولا أحب الميل إلى الحكم على الشيء تصحيحا‬

‫أو تضعيفًا من دون بيان علته ؛ ولذلك عاب أقوام على بعض من كتب في الأغلاط‬

‫اللغوية ) أنه يحكم على الشيء لعلة يراها هو نفسه من دون أن يبديها للناس ‪ ،‬وهذا فيه‬

‫إزراء بعقول الناس ‪ ،‬وحط من أفهامهم ‪.‬‬

‫ثانيًا ‪ :‬لم أرتب الألفاظ بالنظرإلى حروف الهجاء كما هو معتاد في كتب اللحن‬

‫اللغوي ‪ ،‬وإنما رتبته بحسب النظر القضائي ‪ ،‬وهذا لا يخفى على من له اطلاع على‬

‫القضاء السعودي ‪ ،‬وقسمت الكتاب ستة مباحث ‪:‬‬

‫المبحث الأول ‪ :‬مُفْتتح القضية وهو ما يصدره القاضي في نظر الدعوى من الحمدلة‬

‫والتعريف بالقضية وأطرافها ومَنْ حضر من الخصوم ومن لم يحضر‪.‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬وهو أوسع الأبواب وأشملها ‪ ،‬وهو ما يرد على لسان المدعي من‬

‫دعوى ‪ ،‬ولسان المدعى عليه من إجابة ‪ ،‬وسبب ضخامة هذا المبحث ‪ :‬أن مرافعة الخصوم‬

‫لها النصيب الأوفى من صكوك الأحكام ‪.‬‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬أسباب الحكم ومنطوقه ‪ ،‬وهذا المبحث لصيقُ بالقاضي لا يشاركه أحد ‪.‬‬

‫المبحث الرابع ‪ :‬الأوهام التي قد ترد في مُختتم الجلسة القضائية ‪.‬‬

‫المبحث الخامس ‪ :‬نظرات لغوية في بعض المصطلحات القضائية ‪ ،‬والأسماء‬

‫الوظيفية ‪ ،‬والأقسام الإدارية ‪.‬‬


‫في‬

‫ملجقا‬
‫ا‬
‫اللحن‬
‫لء‬‫ضا‬

‫المبحث السادس‪ :‬المكاتبات والعقود ‪ ،‬وهذا المبحث والذي قبله ليسا مختصين‬
‫س‬

‫بلغة القضاء ‪ ،‬لكن آثرت الكتابة فيهما ؛ لاتصالهما بأبواب القضاء ‪.‬‬

‫وسبب هذا التقسيم ‪ :‬أني أجمع النظيرإلى النظير‪ ،‬مثل مجيء ( مسبقًا ) و ( الأنف‬

‫الذكر) و ( مطلقًا ) و ( مؤخرًا ) تلو بعض ‪ ،‬وكذلك مجيء ( بينما ) و ( كما ) و( أيضًا ) و(كلما )‬

‫‪١٥‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المقدمة‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫متتاليةً ‪ ،‬ولو أني اعتمدت على الترتيب الهجائي في تقسيم الأساليب والاستعمالات لفاتني‬

‫جمع هذه النظائرإلى بعضها ؛ وهو مما يعين القارئ على تصور المسائل واستيعابها ‪.‬‬

‫ثالثًا ‪ :‬أن قبول اللفظة أهون عليَّ من الحكم بردها وتخطئتها ‪ ،‬وذلك أنه لا يصارإلى‬

‫التخطئة إلا بعد عناء وجهد ؛ فإن النفسَ غرارة ‪ ،‬والشوط بعيد ‪ ،‬والأفق واسع ؛ ولذلك‬

‫جهدت كل الجهد عند الحكم بالتخطئة أن أكون مسبوقًا برأي أو قول ‪ ،‬ورحم الله الإمام‬

‫الشافعي إذ يقول ‪ « :‬ولسان العرب أوسع الألسنة ‪،‬مذهبًا ‪ ،‬وأكثرها ألفاظا ‪ ،‬ولا نعلمه‬

‫يُحيط بجميع علمه إنسان غيرنبي » (‪ ، )١‬وقف مليًا عند قولة ابن جني ‪ ... « :‬هذه اللغة‬

‫التي لا يكاد يُعلمُ بُعْدُها ‪ ،‬ولا يُحاط بقاصيها » (‪. )٢‬‬

‫رابعا ‪ :‬انفرد هذا الكتاب عن غيره من كتب هذا الفن بأني عضدتُ كل رأس مسألة‬

‫في الغالب بالإحالة على المراجع ‪ ،‬والإشارة إلى عزوها بالأرقام ؛ لعل في ذلك إفادة لمن يطلع‬

‫عليه من بعد ‪ ،‬فيسهل له البحث عما يريد ‪ ،‬وقد جمعت قدرًا صالحًا لا بأس به من‬

‫المراجع القديمة والمعاصرة ‪ ،‬فأحببت أن يستفاد منها ‪ ،‬وإن لم أنقل من بعضها قولًا‪ ،‬أو‬

‫أستفد منها رأيًا ‪ ،‬كما أني حرصت على نسبة الأقوال إلى أصحابها وإن كانوا من المتأخرين ‪،‬‬

‫وأعوذ بالله أن أكون من المكاثرين ‪.‬‬

‫خامسًا ‪ :‬لا يند عن فهمك أني أتوسع شيئًا قليلًا بالإحماض في ذكر بعض اللطائف‬

‫والفوائد التي تُجِمُّ النفس ‪ ،‬ولا تخلو من فائدة ‪ ،‬ولا تخرج عن صلب هذا البحث ‪.‬‬

‫سادسًا ‪ :‬اشترطت في هذا الكتاب أني لا أُلحِقُ به إلا ما اطلعت عليه من الصكوك التي‬

‫أحتفظ بها ‪ ،‬أو في المدونات القضائية المنشورة ‪ ،‬وما غفَلتُ عنه من الألفاظ والأساليب‬

‫أكثر‪ ،‬وحسبُك من القلادة ما أحاط بالعنق ‪.‬‬

‫سابعًا ‪ :‬إن التأليف في إصلاح اللحن ليس ناشنًا ‪ ،‬اليوم ‪ ،‬بل هو قديم ‪ ،‬وأول هذه‬

‫التأليف في المئة الثانية ‪ ،‬غيرأن الحكم على أغلاطنا لن تجدها إلافي الكتب المتأخرة أو‬

‫( ‪ ) 1‬الرسالة ص ‪. ٤٩‬‬
‫( ‪ ) ٢‬الخصائص ( ‪. )١٦٦/٢‬‬

‫‪١٦‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫المعاصرة ؛ وذلك أن أغلاط السابقين ليست مثل أغلاط المتأخرين ؛ ولذلك يقل في مراجع‬

‫هذا الكتاب الإحالة على كتب السابقين في إصلاح الأغلاط ‪ ،‬وقد أبـان عـن ذلـك أبـو تــراب‬

‫الظاهري بقوله ‪ « :‬وهذه الكتب ‪ -‬يقصد التي ألفها السابقون ‪ -‬من العلم القديم ‪ ،‬وليس‬

‫سبيلها ما يلحن فيـه النـاس الـيـوم ‪ ....‬ولحن القدامى كان علمًا ‪ ،‬وتصويبه كان أعلـم منـه ؛‬

‫لأن عامتهم كانوا أفضل من خاصتنا ‪ ،‬وما نطقوه خطأ ‪ .‬هو عندنا صواب دارج » (‪. )۱‬‬

‫‪:‬ثامنًا مما يجب ملاحظته ‪ ،‬أنه يجب أن يُستصحب المذهب المختارفي عدد من‬

‫المسائل اللغوية للحكم على اللفظ أو الأسلوب بالتصحيح أو التوهين ‪ ،‬مثل مسائل ‪:‬‬

‫التضمين ( ‪ ، ) ٢‬وإنابة بعض الحروف عن بعض ( ‪ ،)۳‬والتعدي واللزوم (‪ ،) 4‬وغيرها ؛ ولذا ‪:‬‬

‫فإن بعضًا ممن كتب في ( الإصلاحات اللغوية ) أساء للعربية وقد أراد الإحسان ؛ إما أنه‬

‫ضيق الواسع مما يجوزفي الكلام ‪ ،‬أو أنه استباح حرمات اللغة بإجازة ما لا يمكن تجويزه‬

‫وإنفاذه ‪ ،‬والوسط كله خير‪.‬‬

‫( ‪ ) 1‬لجام الأقلام ص ‪. ١٢‬‬

‫( ‪ ) ٢‬أن يشرب فعل من الأفعال معنى فعل آخر لقرابة بينهما ‪ ،‬وهو قياسي عند الأكثرين ‪ ،‬ومثاله قوله‬
‫تعالى ‪ :‬وَلَا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكَاحِ ‪ ،‬أي ‪ :‬لا تنووا ‪ ،‬ولهذا عُدِّي الفعل ( تعزموا بنفسه ‪ ،‬مثل ( تنووا ) لا‬
‫بـ (على ) وهو الأصل ‪ ،‬والتضمين جائز بشرط تحقق المناسبة بين الفعلين ‪ ،‬ووجود الغرض البلاغي‬
‫فيه ‪ .‬ينظر‪ :‬الخصائص ( ‪ ، ) ۳۰۸/۱‬ومغني اللبيب عن كتب الأعاريب ‪ ،‬لابن هشام ( ‪، ) ٦٧١/٦‬‬
‫والكليات ‪ ،‬للكفوي ص ‪. ٢٦٦‬‬
‫في‬

‫ملجقا‬
‫ا‬
‫اللحن‬

‫‪ ،‬فاستعمل حرف الجر (في ) بدلاً مـن حـرف الجر‬ ‫( ‪ ) ۳‬وأشهرمثال للإنابة قوله تعالى‪﴿ :‬وَلَأُصَلَبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ‬
‫ضا‬

‫( على ) ‪ ،‬والذي يظهر لي أن حروف الجرينوب بعضها عن بعض إذا لم يلتبس المعنى ‪ ،‬وليس كل حروف الجر‬
‫لء‬
‫س‬

‫يمكن أن يحل بعضها محل بعض ‪ ،‬ومن ذلك قوله ‪ ( :‬رغب في الشيء ) و( رغب عن الشيء ) فبينهما تضاد ‪.‬‬
‫ينظر‪ :‬أدب الكاتب ‪ ،‬لابن قتيبة ص ‪ ، ٥٠٦‬والخصائص ( ‪ ، ) ٣٠٦/١‬ومغني اللبيب ( ‪ ) ١٧٩/٢‬و( ‪. ) ٥١٦/٦‬‬
‫‪ ،‬أو غيرالمتعدي ‪.‬‬
‫( ‪ ) ٤‬الفعل اللازم ما لا يبنى منه مفعول تام بغير حرف جر‪ ،‬ويسمى بالفعل القاصر‬

‫والفعل المتعدي ‪ :‬الذي يصل إلى مفعوله ‪ .‬ينظر‪ :‬شرح الرضي على كافية ابن الحاجب ( ‪ ، ) ١٣٥/٤‬وشرح‬
‫التسهيل ‪ ،‬لابن مالك ( ‪ ، ) ٧٩/٢‬وارتشاف الضرب من لسان العرب ‪ ،‬لأبي حيان ( ‪ ، ) ٢٠٨٨/٤‬ومغني‬
‫اللبيب ( ‪ ، ) ٦٧٢/٥‬وهمع الهوامع ‪ ،‬للسيوطي ( ‪. ) ٩/٥‬‬

‫‪۱۷‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المقدمة‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫أقول ‪ :‬قد يناسب المقامَ ذكر بعض الكتب المتأخرة تعريفًا بأصحابها ‪ ،‬وتنويها‬

‫بفضلهم ‪ ،‬فما صناعتي في هذا الكتاب إلا تزويقُ ما شادوه ‪ ،‬أو تعديل ما أقاموه ‪.‬‬

‫فمن أبرز مَنْ نَقَدَ بعض الأساليب في لغة الجرائد والإعلام ‪ :‬اللغوي الشهيرإبراهيم‬

‫اليازجي ‪ ،‬فقد نشر مقالات متتابعة في مجلته ( الضياء ) ‪ ،‬أحدثت دويًا في أهل عصره ‪،‬‬

‫ثم جمعها في كتابه ( لغة الجرائد ) ‪ ،‬وهو عمدة في هذا الفن عند المعاصرين ‪ ،‬وقد تعقبه‬

‫جملة من النقاد منهم الأستاذ الكبير محمد سليم الجندي في كتابه اللطيف (إصلاح‬

‫الفاسد من لغة الجرائد ) ‪ ،‬فقد رأى في ( لغة الجرائد ) من الأوهام ما لا يمكن السكوت‬

‫عنه ‪ ،‬ونقده نقد عالم خبير استجمع أسباب النقد ‪ ،‬وخَبَر مذاهبه ‪ ،‬وكتابه هذا وجيزفي‬

‫لفظه ‪ ،‬مشبع في معناه ‪ .‬وممن أجاد في نقد ( لغة الجرائد ) عبد الرحمن البيروتي في رسالته‬

‫( دفع الأوهام ) ‪ ،‬واليازجي يتشدد في قبول بعض الكلمات والتعابيرالتي لا حرج فيها ‪ ،‬إلا‬

‫أن صنيعه في جمعه للأخطاء التي اشتهرت في عصره أذهبت ما في كتابه من تشدد ‪ ،‬ولم‬

‫يلت ذلك شيئًا من فضله ‪ ،‬وكتابه هذا يدل على يد باسطة في العلم وقدم ثابتة في‬

‫العربية ‪ .‬ومن أول من كتب في هذا الفن من المعاصرين إبراهيم المنذر‪ ،‬ولم يحظ كتابه‬

‫بالشهرة والقبول مع ما فيه من نفاسة وجودة ‪ ،‬وقد حفل كتابه بكثير من الأغلاط في‬

‫لغة القضاء ممن لم يتفطن لها سواه ‪ .‬ومن أشهرالكتب المؤلفة كتاب ( تذكرة الكاتب )‬

‫لأسعد خليل داغر‪ ،‬وكتابه هذا من خيرة الكتب التي ألفت في هذا الموضوع من حيث‬

‫‪،‬بارته ‪ ،‬غيرأنه مثل سابقيه اليازجي والمنذرفي التشدد والتضييق‬


‫وفرة مواده ‪ ،‬ووجازةُ ع‬

‫واسعًا ‪ ،‬وألزم في كتابه أشياءَ لـم يـسـلـم‬


‫ولم يوفق في بعض اختياراته ؛ إذ حجر من اللغة ‪،‬‬

‫منها الفحول من الكتاب المتقدمين ‪ ،‬ولا شك أنه تَابَعَ اليازجي في كثير من المسائل ‪ .‬وممن‬

‫كتب في هذا الفن المعلم اللبناني شاكر شقير‪ ،‬وذكره خامل لا يعرفه إلا قليل من الناس ‪.‬‬

‫وأشهر من كتب في هذا الفن من المعاصرين عالم العراق مصطفى جواد ‪ ،‬وهوفي نقداته‬

‫اللغوية ممن يتبع القول العمل ‪ ،‬ولن تجد جميع نقوده اللغوية في كتابه الذائع ( قل‬

‫بل سطر بقلمه ما سارت فوائده في مؤلفاته الأخرى ‪ ،‬ومماحكاته في الصحف‬ ‫ولا تقل‬

‫‪١٨‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫والمجلات ( ‪ ، )۱‬ولو نهض ناهض في جمع نظراته اللغوية لحصل قدرًا نافعًا ‪ .‬ومن النقاد‬

‫الذين استوت عندهم ملكة النقد العالم العراقي الكرملي ‪ ،‬صاحب مجلة ( لغة العرب ) ‪،‬‬

‫وله مشاركات جليلة أظهرنا شيئًا منها في هذا الكتاب ‪ ،‬وقلمه يتلهب ذكاءً ‪ .‬وغير بعيدٍ‬

‫عنه الشيخ البحر عبد القادر المغربي صاحب ( عثرات اللسان ) ‪ ،‬وكتابه هذا على سُنّة‬

‫الأولين ‪ ،‬حيث التزم في كتابه جمع الأغلاط اللغوية التي يظهر خطؤها حين نطق الأفواه‬

‫بها ‪ ،‬وهي لو كتبتها الأقلام لما كان بين خطئها وصوابها فرق ‪ ،‬وله مقالات نافعة في مجلة‬

‫( مجمع اللغة العربية بدمشق ) في فنون متنوعة ‪ ،‬تنبئ عن رسوخ في العلم ‪ .‬ومن العلماء‬

‫الجديرين بالذكر والتنويه والاحتفاء العالم الأزهري المحقق الشيخ محمد النجار‪ ،‬وكتابه‬

‫( لغويات ‪ ،‬وأخطاء لغوية شائعة ( دقيق النظر بعيد الغور‪ ،‬واختياراته اللغوية وسط بين‬

‫طرفين ‪ ،‬ولم يكتب أحد في هذا العصر مثلما كتب هذا الشيخ ‪ .‬وألّف الشيخ القاضي‬

‫مصطفى الغلاييني كتابه ( نظرات في اللغة والأدب ) ‪ ،‬وجزء منه رد على كتاب إبراهيم‬

‫المنذر‪ ،‬وقد أصاب في كثير من تعقباته ‪ ،‬وكتاب الغلاييني غايةً في بابه ‪ ،‬وهو من المتوسطين‬

‫في التصحيح والتوهين ‪ ،‬وأجمعُ كتاب في الأوهام اللغوية كتاب ( معجم أخطاء الكتاب )‬

‫لصلاح الدين زعبلاوي ‪ ،‬ولم يجمعه بنفسه ‪ ،‬وإنما جمعه الفاضلان محمد مكي الحسيني‬

‫ومروان البواب بعد موته ‪ ،‬وهذا الكتاب يغني عن غيره من الكتب في هذا الباب ( ‪ ،)٢‬ومن‬

‫أشهر المؤلفات في الأوهام اللغوية كتاب محمد العدناني ( معجم الأخطاء الشائعة ) ‪ ،‬وهو‬

‫جيد في بابه ‪ ،‬لولا بشاعة ما ذهب إليه من رد الحديث النبوي إذا خالف قوانين العربية ‪،‬‬

‫وألَّفَ بعده بسنوات كتابًا آخر سماه ( معجم الأغلاط اللغوية المعاصرة ) وهو صويلح‪،‬‬
‫في‬

‫ملجقا‬
‫ا‬
‫اللحن‬

‫( ‪ ) 1‬لعل داود الجلبي أصدق من وصف جوادًا بقوله ‪ « :‬صديقنا الفاضل مصطفى جواد مغرم بالنقد‬
‫ضا‬

‫ما يصدر جزء من مجلة لغة العرب الغراء ‪ ،‬إلا وهو طافح بطائفة من نقوده ‪ ،‬فهو من المجاهدين في‬
‫لء‬
‫س‬

‫سبيل اللغة والنحو‪ ،‬وقد استل سيف نقده يضرب به يمينا وشمالا ‪ ،‬والحق يقال إنه كثيرالإصابة‬
‫فيما يعود على اللغة والنحو‪ ،‬وقد يخطئ أحيانًا ‪ ،‬فيعود فيستغفر الله ‪ ،‬ويصحح خطأه بنفسه ‪، ...‬‬

‫ولكن غرام النقد قد يسوقه إلى نقد ما هو خارج عن اختصاصه ‪ ،‬ولا بد من زلل المرء إذا تصدر‬
‫للبحث فيما لا وقوف له عليه » مجلة لغة العرب ( ‪. ) ٥٤١/٩‬‬

‫( ‪ ) ٢‬وإنما الكتاب الذي صنعه الزعبلاوي اسمه ( أخطاؤنا في الصحف والدواوين ) طبع سنة ‪ ١٣٥٨‬هـ‪،‬‬
‫وبحوثه وآراؤه المتأخرة عن هذا الكتاب تجدها في ( معجم أخطاء الكتاب ) ‪.‬‬

‫‪۱۹‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المقدمة‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫ولم يلق الشهرة التي لقيها الكتاب الأول ‪ ،‬ومن الكتب التي عنيت بالإصلاح اللغوي مـا‬

‫ألفه زهدي جار الله ‪ ،‬وسماه بـ الكتابة الصحيحة ) ‪ ،‬وقد أحسن في جمعه ورصفه ‪ ،‬وليته‬

‫في بعض اختياراته تثبت قبل أن يحكم ‪ ،‬وتدبر قبل أن يقطع ‪ .‬ولإبراهيم السامرائي العالم‬

‫العراقي المعروف عدد كثير من المؤلفات في هذا الموضوع ‪ ،‬ولو أنه جمع شتات ما تفرق‬

‫في كتاب واحد لكان خيرًا ‪ .‬ومن المغمورين الباحث مصطفى البصام ‪ ،‬وله ( الاستدراك‬

‫على كتاب قل ولا تقل ( استقصى فيه الأوهام التي وقع فيها أستاذه مصطفى جواد ‪ ،‬وله‬

‫السوري والأردني ( ينبط فيها المسائل بلا تكلف (‪. )۱‬‬ ‫بحوث في مجلتي المجمعين اللغويين‬

‫ولعبد القدوس الأنصاري صاحب مجلة ( المنهل ) ‪ -‬سقى الله أيامها ‪ -‬رسالة لطيفة في‬

‫إصلاحات في لغة الكتابة والأدب ( أبانت عن فضله في حسن البيان والإفهام ‪ ،‬وأفدت‬

‫كثيرًا من العالم أبي تراب الظاهري ‪ ،‬وله ثلاثة مؤلفات في هذا الباب ‪ ،‬أظهرها (كبوات‬

‫اليراع ) وتلحظ في كتاباته أنسه بالعربية ‪ ،‬وتضلعه منها ‪ ،‬وخاتمة العقد الشيخ تقي‬

‫الدين الهلالي ‪ ،‬وهو رأس في هذا الباب غير مُزاحم ولا مدفوع ‪.‬‬

‫هذا وقد ربت المصنفات في الأوهام اللغوية ) على مئة وخمسين مؤلفًا ‪ ،‬كثير منها‬

‫مفيد ‪ ،‬وافتقر بعضها الآخر إلى توفيق وتوقيف ‪ ،‬ولا طول فيها ولا طائل ‪ .‬وقد ضم هذا‬

‫الكتاب آراء جملة من الأدباء والمتأدبين ممن لم يؤلف كتابًا مفردًا في هذه الأوهام ‪ ،‬منهم‬

‫العالم العبقري أحمد فارس الشدياق ‪ ،‬وله تصانيف كثيرة لطيفة ‪ ،‬ومقاصده فيها ظريفة ‪،‬‬

‫ومثله ممن يغبط على فصاحته وحسن بيانه ويراعه ‪ .‬ومنهم كذلك الأديب المعروف‬

‫شكيب أرسلان ‪ ،‬وله آراء مفيدة في التراكيب والأساليب اللغوية ‪ ،‬وغيرها من مباحث‬

‫العربية ‪ ،‬وهو من الكتاب الذين وضعوا في اللغة أوضاعًا جديدة ‪ ،‬وله بديهة مطواع ‪ ،‬وقريحة‬

‫فياضة ‪ .‬ومنهم كذلك الأديب الرئيس محمد كرد علي ‪ ،‬وهو من القلائل الذين طوع لهم‬

‫القلم في هذا الزمان وانقاد ‪ ،‬فهو يكتب من غيرتحفز ولا تحفل ‪ ،‬وله آراء في بعض الأوهام‬

‫( ‪ ) ۱‬نشب بين البصام والشيخ محمود محمد شاكر مجادلة لطيفة؛ في صحة ابتداء الكتاب بـ ( السلام عليكم‬
‫ورحمة الله ) حيث يرى البصام أن الصحيح أن نبتدئ الكتاب بـ ( سلام عليكم ) بدون ( أل ) التعريف ‪ ،‬وردّ‬
‫عليه الشيخ را مبيناً ‪ ،‬تجد ذلك كله في العدد ( ‪ ) ٦٥٨‬من مجلة الرسالة ‪ ،‬وما يتبعه من الأعداد ‪.‬‬

‫‪S.‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫اللغوية بثها في ( مجلة مجمع اللغة بدمشق ) ‪ .‬وللشيخ محمد رشيد رضا مطارحات لغوية‬

‫نافعة مع شكيب أرسلان أفادت الخاصة قبل العامة ‪ .‬وممن حفل الكتاب بآرائهم عضو‬

‫مجمع اللغة المصري أحمد العوامري ‪ ،‬وهو منقّر بحاث ‪ ،‬ولو أنه أفرغ جهده في تأليف كتاب‬

‫مفرد في ( الأوهام اللغوية ) لكان شيئًا عجبًا ‪ ،‬ومَنْ ذكرتهم في هذه المقدمة قليل من كثير‬

‫وغيض من فيض ‪ ،‬فكم في الخَلَف من نسخة للسلف ‪ ،‬وفي الزوايا من خبايا ‪ ،‬وفي الخزائن‬

‫من ضنائن مما قصرتُ عنه ولم أبلغه ‪ ،‬وهيهاتَ أن نجد من حازالعلم بطرفيه ‪ ،‬والتحف‬

‫بمطرفيه ‪ ،‬والحمد لله أن للغة حماة ‪ ،‬لم يتركوا شيئًا إلا خبروه وعجمـوه ‪ ،‬وفتشوه وسبروه ‪،‬‬

‫وذادوا عن حياض اللغة ‪ ،‬ولم يتركوه مستباحًا لأولئك العابثين ‪.‬‬

‫وواحد كالألفِ إِنْ أَمْرٌ عَنَا )‬ ‫والناس أَلْفُ منهم كواحد‬

‫ومما لا يجوزإغفاله ظهور بعض المجلات والجرائد التي عنيت بالعربية ‪ ،‬وقد أبَنْتُ‬

‫عن كثير منها في هذا البحث ‪ ،‬وكذلك ظهور المجامع اللغوية في الأقاليم العربية (‪، )٢‬‬

‫وأولاها بالذكر والاحتفاء مجمع اللغة في دمشق ‪ ،‬ومجلتُه حافلة بالفوائد العلمية في‬

‫الفنون المختلفة ‪ ،‬ولا سيما في السنوات العشر الأولى من عمر المجلة ‪ ،‬والفضل بعد فضل‬

‫الله تعالى منسوب إلى رئيس المجمع ونائبه ‪ ،‬فقد رفعا للناس قواعد المجمع ‪ ،‬وأقاما‬

‫دعائمه الراسخة ‪ ،‬وجعلاه حرمًا آمنًا لكبار العلماء والأدباء والكتاب ‪ .‬وينبغي كذلك‬

‫الإشادة بتلك الجهود المعجمية العظيمة التي أظهرها مجمع اللغة في القاهرة ‪ ،‬ومع‬

‫خمول الذكر الذي أصاب كثيرًا من المجامع في هذه الأيام ‪ ،‬فقد استبشر الغُيُر على هذه‬

‫اللغة بقرار مجلس الوزراء بإنشاء مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية ‪ ،‬وهو حسنة‬
‫في‬
‫اللحن‬
‫ملجقا‬
‫ا‬

‫تضاف إلى حسنات هذه البلاد المباركة ‪ ،‬ومفخرة من مفاخرها ‪ ،‬وإنا لنرجو أن يكون هذا‬
‫لء‬
‫س‬ ‫ضا‬

‫المجمع على قدر الثقة به ‪ ،‬حجةً يُعوّل عليها ‪ ،‬وعمادًا يُرجع إليه في حلّ عُقَدِ لغة الضاد ‪،‬‬

‫البيت لابن دريد ‪ .‬ينظر‪ :‬شرح مقصورة ابن دريد ‪ ،‬المنسوب إلى الجواليقي ص ‪. ١٤٨‬‬ ‫(‪)۱‬‬
‫( ‪ ) ٢‬للدكتور ناجح الراوي مقال في نشأة ( المجامع اللغوية العلمية العربية ) نشره في مجلة المجمع‬
‫العلمي العراقي ‪ ،‬مجلد ‪ ، ٤٩ :‬ص ‪. ٥‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المقدمة‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫وجلاء مبهماتها ‪ ،‬وحارسًا للعربية من أن تتعاورها أقلام التوهين والإفسادفي غيرجَمْجَمَة‬

‫ولا مداراة ولا إذهان ‪.‬‬

‫وهنا أمسك عِنان القلم اكتفاءً بما ذُكر عما لم يُذكر‪ ،‬فإن استطاع القارئ أن يلفتني‬

‫إلى خطأ فاتني إصلاحه أو وقعت فيه ؛ لأقيله في طبعة قادمة ‪ ،‬كان بالشكرخليقًا ؛ وقديما‬

‫قيل ‪ :‬من غربل الناس نخلوه ‪ ،‬سائلًا الجواد الكريم ألا يعوقنا عن هذا العلم بعائق ‪ ،‬ولا‬

‫يَشغلنا عنه بشاغل ‪ ،‬عائدًا به من تتابع الألسن ‪ ،‬وفتنة الدعوى ‪ ،‬والحمد لله رب العالمين ‪.‬‬

‫المؤلف‬
‫الأول‬ ‫المبحث‬

‫القضائية‬ ‫مُفْتَتَحُ الجلسة‬

‫عدد مسائله ‪ :‬سبع وعشرون مسألة ‪.‬‬

‫وصفه ‪ :‬يناقش اللحون القضائية التي ترد في افتتاح الجلسات القضائية ‪ ،‬وما يصدره‬

‫القاضي في ضبط جلسته من الاستفتاح بالثناء على الله بما هو أهله ‪ ،‬ثم التعريف‬

‫بنفسه ‪ ،‬ويعقبه التعريف بالخصوم وأوصافهم في هذه القضية ‪.‬‬

‫اللحن في مجالس القضاء‬

‫بنا‬
‫بعد فلدي‪...‬‬ ‫‪ ١-‬الحمد لله وحده ‪ ،‬أما‬

‫هذا الاستهلال مما تزينت به الضبوط والسجلات القضائية ‪ ،‬وعادةً ما يستهل‬

‫القاضي ضبوطه بالحمدلة في كل جلسة قضائية ‪ ،‬ولهم في ذلك سَلَف ‪ ،‬قال البهوتي ‪:‬‬

‫ويُكتب مع ذلك في رأس كتابته ‪ :‬الحمد لله وحده ‪ ،‬أو نحوه » (‪.)٢‬‬

‫وتُوردُ ( أما بعد ) في معرض الانتقال من موضوع إلى آخر‪ ،‬قال الزجاج ‪ « :‬إذا كان الرجل‬

‫في حديث فأراد أن يأتي بغيره قال ‪ :‬أما بعـد » (‪ ، )۳‬والكلام في (أما بعد ) في أربع مسائل ‪:‬‬

‫الأولى ‪ :‬هل يصح حذف الفاء في جواب ( أما بعد ) ؟‬

‫جمهور النحويين يوجبون اقتران الفاء في جواب ( أما بعد ) إلافي ضرورة الشعر‬
‫‪،‬‬

‫‪ « :‬أما بعد ‪ ،‬ما بال رجال يشترطون‬ ‫أوإذا دخلت على مقول محذوف ( ‪ ، )٤‬مثل قوله‬

‫شروطا ‪ ،‬ليست في كتاب الله » ) ‪ ،‬أي ‪ ( :‬أما بعد ‪ ،‬فأقول ‪ :‬ما بال ) ‪ ،‬وذهب ابن مالك إلى‬

‫أنه يجوز حذف الفاء في سعة الكلام ‪ ،‬يقول « ولا تُحذفُ هذه الفاء غالبًا إلافي شعرٍ‬
‫‪ ،‬أو في‬

‫فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ ﴾ [ آل عمران ‪ ] ١٠٦ :‬أي ‪ :‬فيقال لهم ‪:‬‬ ‫قول أغنى عنه مقوله ‪ ،‬نحو‪:‬‬

‫أكفرتم ‪ ...‬وقد خولفت القاعدة في هذه الأحاديث ‪ ،‬فعلم بتحقيق عدم التضييق ‪ ،‬وأن من‬

‫خصه بالشعرأو بالصورة المعينة من النثر مقصرفي فتواه ‪ ،‬وعاجز عن نصرة دعواه » (‪، )٦‬‬

‫وعلى ذلك يجوز حذف ( الفاء ) في هذه المسألة على الصحيح ‪.‬‬

‫( ‪ ) 1‬ينظر‪ :‬شواهد التوضيح ‪ ،‬لابن مالك ص ‪ ، ۱۹۵‬وتهذيب الأسماء واللغات ‪ ،‬للنووي ( ‪ ، ) ٢٨/٣‬وصبح‬
‫الأعشى في صناعة الإنشا ‪ ،‬للقلقشندي ( ‪ ، ) ٢٣١/٦‬ولغويات ‪ ،‬وأخطاء لغوية شائعة ‪ ،‬لمحمد النجار‪،‬‬
‫ص ‪ ، ٦٦‬وفي التراث العربي ‪ ،‬لمصطفى جواد ص ‪. ٢٦٨‬‬
‫( ‪ ) ٢‬كشاف القناع ( ‪. ) ١٨٩/١٥‬‬
‫( ‪ ) ۳‬فتح الباري لابن حجر ( ‪. ) ٤٧٠/٢‬‬

‫( ‪ ) ٤‬شواهد التوضيح ص ‪ ، ۱۹۵‬ومغني اللبيب ( ‪ ، ) ٣٥٦/١‬وهمع الهوامع ( ‪. ) ٣٥٥/٤‬‬


‫( ‪ )٥‬أخرجه البخاري في صحيحه ‪ ،‬كتاب البيوع ‪ ،‬باب إذا اشترط شروطًا في البيع لا تحل ‪ ،‬رقم الحديث ‪:‬‬
‫‪ ، ٢١٦٨‬ص ‪. ٢٨٦‬‬
‫( ‪ ) ٦‬شواهد التوضيح ص ‪. ١٩٥‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫مُفْتَتَح الجلسة القضائية‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫الثانية ‪ :‬أنكر جماعة من الفضلاء صيغة ( وبعد ) التي يستعملها بعض المنشئين‬

‫بدلًا من صيغة ( أما بعد ) ؛ لكونها لم ترد في المأثور من الكلام القديم (‪ ،)۱‬ومن أقدم من‬

‫استعملها الجاحظ ‪ ،‬فقال ‪ « :‬وبعدُ ‪ ،‬فهل قَتَلَ ذُؤاب الأسدي عتيبة بن الحارث بن شهاب‬

‫إلافي وسط الليل الأعظم ‪ ، ) ٢( » ...‬وورد في كلام ابن جني في كتابه ( الخصائص ) ‪ « :‬وبعد ‪،‬‬

‫فقد صح ووضح أن الشريعة إنما جاءت من عند الله تعالى » (‪ ، ) ۳‬إذا عُلِمَ هذا ‪ :‬فهل تلي‬

‫الفاء صيغة ( وبعد ) ؟‬

‫اختلفوا فبعضهم يرى عدم صحة استعمال ( الفاء ) ؛ لعدم وجود ( أما ) ‪ ،‬وآخرون‬

‫يرون صحة استعمال ( الفاء ) بسبب أن ( الواو) الاستئنافية حلت محل ( أما ) فجاز‬

‫دخول ( الفاء ) (‪ ، ) 4‬وهو الوارد فيما نقلناه عن الجاحظ وابن جني ‪ ،‬وبناء عليه ‪ :‬يجوز أن‬

‫تأتي الفاء عقب صيغة ( وبعد ) ‪ ،‬ويجوز تجريد الفاء منها ‪ ،‬ولكلَّ دليله الذي يستند إليه ‪.‬‬

‫الثالثة ‪ :‬يجوز أن تكتب ‪ ( :‬ثم أما بعد ) ؛ لأن ( أما ) تلي حروف العطف كالواو والفاء ‪،‬‬

‫أما ) بعد الفاء العاطفة ‪ ،‬جاز‬ ‫﴾ هود ‪ ] ١٠٦ :‬وإذا جاز إلحاق‬
‫قال تعالى‪ ﴿ :‬فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا [‬

‫إلحاق ( أما ) بعد ( ثم ) ؛ لأنها حرف عطف ‪ ،‬فَلْيُعْلَم ‪.‬‬

‫الرابعة مما يشيع في كتابة الدعاوى وغيرها جعل جواب ( أما بعد ) نازلاً عنها‬

‫بسطر‪ ،‬مع وضع نقطتين بعدها ‪ ،‬والتحقيق أن تكون موصولةً معها في الكتابة لا يفصل‬

‫بينهما إلا فاصلة أو فاصلة منقوطة ؛ لأن ( أما بعـد ) وما بعدها في حكم الجملة الواحدة ‪ ،‬إذ‬

‫أما بعد ‪ ،‬فلدي ) أو ( أما بعد ؛ فلدي ) ‪.‬‬ ‫هما شرط وجوابه ‪ ،‬فتقول ‪:‬‬
‫في‬

‫ملجقا‬
‫ا‬
‫اللحن‬
‫لء‬
‫س‬ ‫ضا‬

‫( ‪ ) ۱‬فتح الباري ( ‪ ، ) ٤٧١/٢‬ولغويات ‪ ،‬وأخطاء لغوية شائعة ص ‪. ٦٩‬‬


‫( ‪ ) ٢‬البيان والتبين ( ‪. ) ٢٢/٣‬‬
‫)‪. ( ٥٢/١ ) ( ۳‬‬

‫( ‪ ) ٤‬لغويات ‪ ،‬وأخطاء لغوية شائعة ص ‪ ، ۷۰‬وفي التراث العربي ص ‪. ٢٦٩‬‬

‫‪٢٥‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث الأول‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫‪ -۲-‬فلدي أنا محمد عبد الله ‪...‬‬

‫من الخطأ الشائع الشنيع إسقاط لفظة ( ابن ) بين أعلام الذوات من الآدميين جهلًا‬
‫‪:‬‬
‫أو تهاونًا ‪ ،‬فيقول بعضهم ‪ :‬محمد عبد الله زيد وهم يريدون محمد بن عبد الله بن زيد ‪،‬‬

‫وذلك غير جائز في العربية (؟ ) ؛ لأن السلف الخلَّص في نسبهم ‪ ،‬والفصحاء في لسانهم ‪ ،‬لم‬

‫يقولوه البتة (‪ ، )۳‬ولأن إثبات كلمة ( ابن ) بين العلمين قرينة دالة على معنى يراد إثباته ‪،‬‬

‫ويترتب عليه الوقوع في اللبس بين المركب وغيره ‪ ،‬وقد أجاز مجمع اللغة العربية في القاهرة‬

‫حذف لفظة ( ابن ) في الأعلام المتتابعة (‪ ، ) ٤‬وتُضبط هذه الأعلام بأحد الوجهين الآتيين ‪:‬‬

‫( ‪ ) 1‬ينظر سر صناعة الإعراب لابن جني ص ‪ ، ٥٢٦‬وشرح الشافية ‪ ،‬للخضر اليزدي ص ‪ ، ٦٤٦‬وتثقيف اللسان‬
‫وتلقيح الجنان ‪ ،‬لابن مكي ص ‪ ، ۳۰۱‬ودرة الغواص ‪ ،‬للحريري مع شرحه وحواشيه ص ‪ ،۷۰۰‬والقرارات‬
‫النحوية والصرفية لمجمع اللغة العربية بالقاهرة ‪ ،‬لخالد بن سعود العصيمي ص ‪ ،٢٥٣‬ومجلة مجمع اللغة‬
‫العربية بدمشق ( ‪ ) ١٠٩/١٧‬و( ‪ ، ) ٤١٢/٥٦‬ومجلة مجمع اللغة العربية بالقاهرة ( ‪. ) ١٦٨/٦٢‬‬
‫( ‪ ) ٢‬قال الشيخ بكر أبو زيد ‪ « :‬من لطيف ما يورد ‪ :‬أني لما بليت بشيء من أمر القضاء في المدينة النبوية ‪،‬‬
‫وذلك من عام ‪ ١٣٨٨‬هـ حتى عام ‪ ١٤٠٠‬هـ‪ ،‬ما كنت أرضى أن يدون في الضبوط ولافي السجلات أي علم‬
‫‪ ،‬فقال ‪ :‬هو‬ ‫إلا مثبتًا فيه لفظة ( ابن ) فواقفني واحد من الخصوم ‪ ،‬فقلت له ‪ :‬انسب لي النبي‬
‫محمد بن عبد الله ‪ ،‬فقلت له ‪ :‬لماذا لم تقل محمد عبد الله ؟ وهل سمعت في الدنيا من يقول ذلك ؟‬
‫والسعادة لمن اقتدى به ‪ ،‬وقفا ‪،‬أثره ‪ ،‬فشكر لي ذلك » ‪ .‬معجم المناهي اللفظية ص ‪. ٤٩٥‬‬
‫( ‪ ) ۳‬جاءت الأوامر السامية الكريمة مشددةً في التزام قواعد العربية في جميع الاستعمالات ‪ ،‬ومنها الأمر‬
‫السامي رقم ( ‪ /۱۸۱/۸‬ت ) في ‪ ١٤٠٨ / ٠٩ / ٢١‬هـ ونص المراد منه ‪ ... ( :‬مع التأكيد على أهمية ما ورد في‬
‫الأمر رقم ‪ / ٣٥٣٠/٧‬م وتاريخ ‪ ١٤٠٤ / ١١ / ١٥‬هـ القاضي بوجوب التزام قواعد اللغة العربية في جميع‬
‫الاستعمالات مع التركيز على كتابة الأسماء بصورة واضحة ‪ ،‬وأن يتبع اسم الشخص بكلمة ( ابن )‬
‫ثم يُذكر اسم أبيه ‪ ،‬وهكذا في كامل تسلسل الاسم ‪ ،‬ثم يُذكر اسم العائلة ‪ ،‬ولأهمية ذلك نرغب‬
‫إليكم التأكيد على الجهات المعنية بملاحظته والتقيد به بكل دقة ‪ ،‬فأكملوا ما يلزم بموجبه ‪،‬‬
‫وعلى سمو وزير الداخلية إبلاغ الجهات المختصة بالوزارة لاعتماد ما أشيرإليه في حفائظ النفوس‬
‫والبطاقات الشخصية ‪ ،‬وكافة الوثائق الأخرى ) ‪.‬‬

‫( ‪ ) ٤‬وذلك في دورته الرابعة والأربعين سنة ‪ ۱۹۷۸،‬م ‪ ،‬وفي مجلة المجمع ‪ :‬عدة أبحاث في تأييد هذا‬
‫الاستعمال ‪ ،‬ومن ذلك بحث عضو المجمع الدكتور أمين علي السيد ( ‪ ، ) ١٦٨/٦٢‬وممـن خـطـأ هذا‬
‫الأسلوب ‪ :‬عضو المجمع وشيخ الأزهر الشيخ عبد الرحمن تاج في بحث له ‪ .‬وينظر كذلك ‪ :‬القرارات‬
‫النحوية والصرفية لمجمع اللغة العربية بالقاهرة ص ‪. ٢٥٣‬‬

‫‪٢٦‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫مُفْتَتَح الجلسة القضائية‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫الأول ‪ :‬يُعْرَبُ العَلَمُ الأولُ بحسب موقعه ‪ ،‬ويجر ما يليه بالإضافة ‪.‬‬

‫الآخر‪ :‬تُسَكَّنُ الأعلام كلُّها ‪ ،‬إجراءً للوصل مجرى الوقف ‪.‬‬

‫واستدل للوجه الأول ‪ :‬بأن هذه الحالة تشبه حالة اجتماع الاسم واللقب المفردين‬

‫لشخص واحد ‪ ،‬فإنه يضاف الاسم إلى اللقب باتفاق ‪ ،‬بل إن مسالة تتابع الأعلام الثلاثة‬

‫لأشخاص مختلفين أولى بالقبول من إضافة الاسم إلى اللقب إذا كانا لشخص واحد ‪.‬‬

‫وأجيب عنه ‪ :‬بأن الإضافة في الأعلام المفردة يلزم منه الإبهام والاضطراب ‪ ،‬كذلك‬

‫فإن الإضافة إذا كانت ممكنةً في الأعلام المفردة ‪ ،‬فلا يمكن الإضافة في الأعلام المركبة ؛‬

‫لأن المركب لا يقبل الإضافة ‪.‬‬

‫واستدل للوجه الآخر‪ :‬ما حكاه بعض النحويين من أن الوصل قد يعطى حكم‬

‫الوقف ‪ ،‬وهوفي الشعركثير‪ ،‬وفي النثر قليل ‪.‬‬

‫وأجيب عنه ‪ :‬بأن إجراء الوصل مجرى الوقف لا يكون إلا متفرعًا على وقف صحيح‪،‬‬

‫فيجب أن يثبت أن الوقف صحيح ليصح ما يبنى عليه ‪.‬‬

‫ومما يتفرع عن هذه المسألة أن ألف ( ابن ) تحذف إذا وقعت صفةً بين علمين‬

‫من الأعلام ‪ ،‬أو الكنى ‪ ،‬أو الألقاب ‪ ،‬بشرط أن يكون الثاني منهما أبا للأول ‪ ،‬وألا تكون‬

‫‪ ،‬كقولك ‪ ( :‬وبعد ‪ :‬فلديّ أنا القاضي محمد بن عبد الله ) أو ( حضر المدعي‬
‫أول السطر‬

‫محمد بن عبد الله ) ‪ .‬ويجب إثبات الألف في مواطن عدة ‪ ،‬منها ‪ :‬إذا وقع لفظ (ابن ) أول‬
‫الجقض‬
‫في‬
‫اللحن‬
‫م‬

‫‪ ،‬وإذا نُسب إلى الأب الأعلى ‪ ،‬كقولك ‪ ( :‬محمد ابن شهاب الزهري ) ‪ ،‬وإذا كان خبرًا ‪،‬‬
‫السطر‬
‫اا‬
‫لءس‬

‫كقولك ‪ ( :‬زيد ابنُ محمد ) ‪ ،‬يعني ‪ :‬زيد هو ابن محمد ‪ ،‬فلا بد من إثبات الألف ‪ ،‬ومنه ‪،‬‬

‫قوله تعالى ‪ ﴿ :‬وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرُ ابْنُاللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَرَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ﴾ [ التوبة ‪ ، ] ٣٠ :‬ومن‬

‫ذلك ‪ :‬إذا كان للاستفهام ‪ ،‬كقولك ‪ ( :‬هل محمد ابن عبد الله ؟ ) وغير ذلك مما هو مذكور‬

‫في مصادره ‪.‬‬

‫‪۲۷‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث الأول‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫‪ -٣-‬القاضي بالمحكمة‬

‫يصح استعمال حرف الجر ( الباء ) في هذا الموضع ظرفًا مكانيًا ‪ ،‬مثل قول الله تعالى ‪:‬‬

‫‪ ،‬ومنه قول عنترة ‪:‬‬


‫[ آل عمران ‪ ، ] ۱۲۳ :‬أي ‪ :‬في بدر‬ ‫وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْأَذِلَةٌ‬

‫وعمي صباحًا دار عبلة واسلمي (‪)١‬‬ ‫یا دار عبلة بالجواء تكلمي‬

‫أي ‪ :‬في الجواء ‪.‬‬

‫وقد رأيت أن الباء ‪ ،‬جاءت لظرف مكاني ‪ ،‬فصح لك أن تقول ‪ ( :‬لدي أنا القاضي‬

‫بالمحكمة ) أو ( لدي أنا القاضي في المحكمة ) ؛ لأن كلا من (في ) و ( الباء ) يُستعمل لظرف مكاني ‪.‬‬

‫المكلف بنظر هذه القضية‬ ‫‪٤‬‬

‫( النَّظَرُ) باختلاف تعديته له معانٍ ‪ ،‬فإذا عُدِّي بـ ( إلى ) كان في الغالب دالا على النظر‬

‫بالعين ‪ ،‬وإذا عُدِّي بـ ( في ) كان دالا على التأمل والاعتبار‪ ،‬وإذا عُدِّي بنفسه كان دالا على‬

‫‪ ،‬فتقول ‪ ( :‬نظرته ) ‪ ،‬أي ‪ :‬انتظرته ‪ .‬وقد نقد جملةً من المتأدبين تعدية الفعل‬
‫الانتظار‬

‫بنفسه بمعنى التأمل ‪ ،‬منهم إبراهيم اليازجي ‪ ،‬وعدوه خطأ ‪ ،‬ومعتمدهم في ذلك قوله‬

‫وقال بعضهم ‪ :‬يتعدى الفعل‬ ‫تعالى‪ :‬فَنَظَرَنَظْرَةً فِي النُّجُومِ ﴾ [ الصافات ‪ ، ] ۸۸ :‬يقول الفيومي ‪:‬‬

‫( نَظَرَ) إلى المبْصَرات بنفسه ‪ ،‬ويتعدى إلى المعاني بـ ( في ) ‪ ،‬فقولهم ‪ ( :‬نظرتُ في الكتاب ) هو‬

‫نظرت المكتوب في الكتاب ) » ( ‪ ، )۳‬فإذا قلت ‪ ( :‬نظر القاضي‬ ‫على حذف معمول ‪ ،‬والتقدير‪:‬‬

‫في القضية ) ‪ ،‬بمعنى أنه درسها وتأمَّلها ‪ ،‬غيرأنه قد جاء الفعل ( نظر) بمعنى ( تأمل ) في‬

‫( ‪ ) ۱‬دیوان عنترة ص ‪. ۸۹‬‬

‫( ‪ ) ٢‬ينظر لغة الجرائد لإبراهيم اليازجي ص ‪ ، ٨٢‬ومعجم أخطاء الكتاب ‪ ،‬لصلاح الدين زعبلاوي‬
‫ص ‪ ، ٦١٥‬ومعجم الأخطاء الشائعة ‪ ،‬لمحمد العدناني ص ‪ ، ٢٤٩‬والكتابة الصحيحة ‪ ،‬لزهدي جارالله‬
‫ص ‪ ، ٣٦١‬ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪ ، ) ٩٠/٢‬ومجلة لغة العرب العراقية ‪ ،‬لصاحبها‬
‫الكرملي ( ‪. ) ٤٨١/٧‬‬
‫( ‪ ) ۳‬المصباح المنيرفي غريب الشرح الكبيرص ‪. ٢٣٤‬‬

‫‪٢٨‬‬

‫‪2‬‬ ‫و‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫مُفْتَتَح الجلسة القضائية‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫كتاب الله متعديًا بنفسه بلا واسطة ‪ ،‬ففي سورة يونس يقول الله تعالى ‪ ﴿ :‬قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي‬

‫السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾ [ يونس ‪ ، ] ١٠١ :‬قال الزّبيدي في ( التاج ) ‪ « :‬أي ‪ :‬تأملوا » (‪ ،) ١‬وضعف السمين‬

‫الحلبي مجيء النظر في هذه الآية بمعنى التأمل ‪ ،‬يقول ‪ « :‬ويجوز على ضعف أن يكون‬

‫( ماذا ) كله موصولا بمعنى الذي وهو في محل نصب بـ ( انظروا ) ‪ .‬ووجه ضعفه أنه لا يخلو‪:‬‬

‫إما أن يكون النظر بمعنى البصر فيعدى بـ ( إلى ) ‪ ،‬وإما أن يكون قلبيًا فيعدى بـ ( في ) » (‪، )٢‬‬

‫المكلف بالنظر في هذه القضية ) أو ( نظرت الدائرة‬ ‫وعلى هذا اللغة الفصيحة أن تقول ‪:‬‬

‫في القضية ) ‪ ،‬وأدنى منه أن يقال ‪ ( :‬المكلف بنظر هذه القضية ) أو ( نظرت الدائرة القضية )‬

‫على أنَّ النظر بمعنى التأمل قد يتعدى بنفسه ‪ ،‬وإن كان قليلًا‪.‬‬

‫‪ - -٥‬القضية المشتركة‬

‫ينتقدُ بعضُهم استعمال المعاصرين لهذه الصيغة ؛ لكون الاسم المفعول اشتق من‬

‫فعل يتعدى بحرف الجر (في ) فيقال ‪ ( :‬القضية المشترك فيها ) ‪ ،‬وليس ( القضية المشتركة ) ‪.‬‬

‫لكن ورد استعمال لفظ ( المشترك ) بفتح الراء عند المتقدمين على وفق ما استعمله‬

‫المعاصرون ‪ ،‬قال زهير‬

‫تَخالُجُ الأمرإنَّ الأمر مشترك (‪)٤‬‬ ‫ما إن يكادُ يُخلّيهِم لِوجهتهم‬

‫جاء في (تاج العروس ) ‪ « :‬والفريضة المُشَرَّكة ‪ ،‬كَمُعظَّمة ‪ ،‬أي ‪ :‬المُشْتَرَكُ فيها ‪ ،‬فَحَذَفَ‬

‫وَأَوصَل » (‪ ، )٥‬وأجاز مجمع اللغة العربية في مصر هذا الاستعمال ‪ ،‬وما يجري مجراه ؛ لأن‬
‫في‬

‫ملجقا‬
‫ا‬
‫اللحن‬

‫الكلامَ فيه على الحذف والإيصال ‪ ،‬أي ‪ :‬حذف حرف الجر‪ ،‬واستتار الضميرفي اسم المفعول ‪،‬‬
‫لء‬
‫س‬ ‫ضا‬

‫) ‪. ( ٢٤٥/١٤ ) ( ١‬‬

‫( ‪ ) ٢‬الدرالمصون في علوم الكتاب المكنون ( ‪. ) ٢٧١/٦‬‬


‫ر العربية الصحيحة ‪ ،‬لأحمد مختارعمرص ‪ ، ١٥١‬والقرارات المجمعية في الألفاظ والأساليب من‬
‫( ‪ ) ۳‬ينظ‪:‬‬
‫‪ ١٩٣٤‬إلى ‪ ، ١٩٨٧‬ص ‪ ، ١٦٤‬ومجلة اللسان العربي ( ‪. ) ١٣٣/١٦‬‬
‫( ‪ ) ٤‬دیوان زهير بن أبي سلمى ص ‪.۷۸‬‬
‫)‪(0) (AS/ASS‬‬

‫‪٢٩‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث الأول‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫وهو ما أجازه ابن جني في ( خصائصه ) ‪ ،‬واستشهد له من الشعر القديم )‪ ،‬فيصح أن يُقال ‪:‬‬

‫( القضية المشتركة ) أو ( الدائرة القضائية المشتركة ) ‪ ،‬ولا حرج في ذلك ولا بأس ‪.‬‬

‫)‪(۲‬‬
‫الدعاوى‬ ‫‪-1‬‬

‫مفردها ‪ ( :‬دعـوى ) على وزن فَعْلى ‪ ،‬وكثيرمن المتأدبين يأنف من جمع ( دعوى )‬

‫على ( دعاوي ) بكسر الواو‪ ،‬والوجه عندهم ‪ :‬أن تُجمع ( دعوى ) على ( دَعَــاوَى ) بفتح‬

‫الياء كصحارى ‪ ،‬والصحيح جواز الوجهين ‪ ،‬فيقال ‪ :‬دعاوى ودعاوي ‪ ،‬وصحارى وصحاري ‪،‬‬

‫) ‪ « :‬قال اليزيدي ‪ :‬يقال لي في هذا الأمر دعوى‬


‫وفتاوى وفتاوي ‪ ،‬جاء في ( المصباح المنير‬

‫ودعاوى ‪ ،‬أي ‪ :‬مطالب ‪ ،‬وهي مضبوطة في بعض النسخ بفتح الواو وكسرها معا ‪ ،‬وفي‬

‫حديث ( لو أعطي الناس بدعاويهم ) ( ‪ ، ) ۳‬وهذا منقول ‪ ،‬وهو جارٍ على الأصول ‪ ،‬خال عن‬

‫التأويل ‪ ،‬بعيد عن التصحيف ‪ ،‬فيجب المصيرإليه » (‪. ) ٤‬‬

‫استنادًا إلى المعاملة‪...‬‬ ‫‪-‬‬

‫أهل التصحيح اللغوي المعاصر مختلفون في جوازتعدية الفعل ( استند ) بـ ( على )‬

‫وإن كان الأكثرون على عدم جوازه ؛ فمن رأى جواز التعدية احتج بالقاعدة العامة ‪ ،‬وهي‬

‫( ‪ ) 1‬القرارات المجمعية في الألفاظ والأساليب من ‪ ١٩٣٤‬إلى ‪ ، ١٩٨٧‬ص ‪. ١٦٤‬‬


‫( ‪ ) ٢‬ينظر‪ :‬التنبيه على غلط الجاهل والنبيه ‪ ،‬لابن كمال باشا ص ‪ ، ٤٩‬ومعجم الصواب اللغوي ‪ ،‬لأحمد‬
‫مختار عمرص ‪. ٣٧٢‬‬

‫( ‪ ) ۳‬الحديث أصله في الصحيحين بلفظ ‪ « :‬لو يعطى الناس بدعاواهم ‪ ، » ...‬فقد أخرجه البخاري في‬
‫﴿ِنَّالَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِاللَّهِ وَأَيْمَنِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا﴾ ‪ ،‬رقم الحديث ‪، ٤٥٥٢ :‬‬ ‫كتاب ‪ :‬التفسي‪،‬‬
‫ر باب تفسيرقوله تعالى ‪ :‬إ‬
‫ص ‪ ، ٦٢١‬ومسلمفي كتاب الأقضية ‪ ،‬باب اليمين على المدعى عليه ‪ ،‬رقم الحديث ‪، ) ۸۱۸/۲ ( ، ۱۷۱۱ :‬‬
‫وأما لفظ ( دعاويهم ) فلم أجده في الأصول والمتون ‪ ،‬وإنما وجدته في ( جامع الأصول ) لأبي السعادات‬
‫ابن الأثير‪ ،‬رقم الحديث ‪ ، ) ۱۳۸/۱۰ ( ، ٧٦٨٠ :‬و( الهداية في تخريج أحاديث البداية ) للعماري ( ‪، ) ٥٣٠/٨‬‬
‫وفي بعض الشروح كـ ( المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم ) لأبي العباس القرطبي ( ‪) ١٠/٥‬‬
‫( ‪ )٤‬ص ‪. ٧٤‬‬

‫( ‪ ) 5‬ينظر‪ :‬تذكرة الكاتب ‪ ،‬لأسعد داغر ص ‪ ، ٣٦‬وقل ولا تقل ‪ ،‬لمصطفى جواد ( ‪ ، ) ٢١/٢‬ومعجم أخطاء‬
‫الكتاب ص ‪ ، ٢٨٧‬ومجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪. ) ٤٠٩/٢٤‬‬

‫‪٣٠‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫مُفْتَتَح الجلسة القضائية‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫جواز نيابة حروف الجر بعضها عن بعض ‪ ،‬وكذلك جوازالتضمين ‪ .‬ومن رأى عدم جواز‬

‫التعدية بـ ( على ) ‪ ،‬واقتصار تعدية الفعل على حرف ( إلى ) احتج بأنه لم يُسمع عن العرب‬

‫تعدية الفعل ( سند ) ومشتقاته إلا بحرف ( إلى ) ‪ ،‬ومما علل به العلامة اللغوي مصطفى‬

‫جواد ذلك قوله ‪ ... « :‬وذلك لأن الإسناد والاستناد يقعان على الشيء الثابت من إحدى‬

‫الجهات ‪ ،‬لا من جهة العلو فينبغي استعمال ( إلى ) وترك استعمال ( على ) ؛ لأن ( على )‬

‫تفيد الاستعلاء ‪ ،‬أي ‪ :‬الوقوع على الشيء من أعلى لا من الجانب » (‪. )1‬‬

‫ولذا تجد بعض القضاة في تسبيب حكمه ‪ ،‬يقول ‪ ( :‬واستنادًا على ما تقدم من‬

‫الدعوى والإجابة ) وهو عندي ضعيفُ‪ ،‬والصحيح أن يُعدى هذا الفعل بالحرف ( إلى )‬

‫على وفق ما تقرر سابقًا في مقدمة هذا الكتاب من أن قاعدة ( حروف الـجـريـنــوب بعضها‬

‫عن بعض ) ليست مطردة في الأحوال كلها ‪.‬‬

‫المعاملة المحالة إلى الدائرة القضائية‬ ‫‪-‬‬

‫الخلاف في هذه المسألة كسابقتها في جواز التضمين ‪ ،‬ونيابة حروف الجر بعضها عن‬

‫بعض ‪ ،‬فهل يقال ‪ ( :‬أحلت القضية إليك أو عليك ) و ( بناءً على المعاملة المحالة إلينا أو‬

‫علينا من مكتب رئيس المحكمة ) و( أحيل فلان إلى أو على التقاعد ) ‪.‬‬

‫الذي يظهر لي مناسبة تعدية الفعل أحال ) بالحرف ( على ) ‪ ،‬ولم يظهرلي صحة‬

‫قد أحلتُ القضية عليك ) ‪ ،‬فيكون المراد‬ ‫تعدية الفعل بالحرف ( إلى ) ‪ ،‬أرأيتَ إذا قلت ‪:‬‬

‫إن فلانًا أحيل على التقاعد ) ‪ ،‬فإحالته على‬ ‫بها ‪ :‬جعلت مطلوبًا منك نظرها ‪ ،‬وإذا قيل ‪:‬‬
‫في‬

‫ملجقا‬
‫ا‬
‫اللحن‬
‫ضا‬

‫التقاعد أو المعاش ‪ ،‬كانت قهرًا وقسرًا من دون تخيير‪ ،‬وهذا المعنى يختص به الحرف‬
‫لء‬
‫س‬

‫( على ) من دون الحرف ( إلى ) الذي لا يفيد هذا المعنى ‪ ،‬وإنما يفيد معنى آخر‪ ،‬وهو تحويل‬

‫( ‪ ) ۱‬قل ولا تقل ( ‪. ) ٢١/٢‬‬

‫( ‪ ) ٢‬ينظر‪ :‬معجم أخطاء الكتاب ص ‪ ، ١٤٨‬والكتابة الصحيحة ص ‪ ،٧٠‬ونظرات في أخطاء المنشئين ‪ ،‬لمحمد‬
‫جعفر الشيخ الكرباسي ( ‪ ، ) ۱۳۱/۱‬ومجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪. ) ٤٠٤/٢٤‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث الأول‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫الشيء من حال إلى حال أخرى ‪ ،‬أو تغييرفي صورة الشيء ‪ ،‬وإذا تأملت ذلك صح لك أن‬

‫تكتب وأنت مطمئن غاية الاطمئنان ‪ ( :‬وبناءً على المعاملة المحالة على الدائرة من‬

‫رياسة المحكمة) ‪.‬‬

‫‪ -۹‬المقيدة في المحكمة‬

‫أي ‪ :‬المسجلة في المحكمة ‪ ،‬ويرى الدكتورإبراهيم السامرائي ‪ :‬أن ( القيد ) في العربية ‪،‬‬

‫لا يعني التسجيل ‪ ،‬ولكنه دارج في العامية بهذا المعنى ‪ ،‬وكان الشيخ محمد النجار يرى أن‬

‫يُكتب ( دفترالتقييد ) ثم رجع عنه بعدما وقف على بحث لابن جني في ( الخصائص ) (‪، )٢‬‬

‫بمنجرد قيد الأوابد » (‪ )۳‬؛ هو أن‬ ‫وخُلاصة رأي ابن جني في تعليقه على قول امرئ القيس‬

‫( القيد ) مصدر حذفت منه التاء وإحدى الياءين ‪ ،‬وإلا فأصله ( التقييد ) ‪.‬‬

‫وأجاز مجمع اللغة العربية في القاهرة ‪ :‬استعمال ( القيد ) بمعنى ( التقييد ) ‪ ،‬ومما جاءفي‬

‫قرارالمجمع ما نصه ‪ « :‬يشيع في اللغة المعاصرة ‪ ،‬قولهم ‪ ( :‬أحضر فلان دفترالقيد ) وقد يُظن أن‬

‫اللفظةً مخالفةٌ للأصول اللغوية ‪ ،‬غيرأنه ذُكر في ( معيار اللغة ) باب الدال فصل القاف ‪ ( :‬قاده‬

‫يقيده قيدا ‪ ،‬كباع ‪ :‬جعل في رجله القيد ‪ ،‬كقيّده تقييدًا ) وإذن ‪ ،‬فكلمة القيد ‪ ،‬تحل محل كلمـة‬
‫|‬
‫التقييد ‪ ،‬وهي شائعة الاستخدام في الكتابات الديوانية والقانونية ‪ ،‬وواضح أنها صحيحة » (‪. )٤‬‬

‫فثبت بهذا صحة استعمال ( القيد ) وحلولها محل ( التقييد ) ‪ ،‬وهي صحيحة بمعنى‬

‫التسجيل ‪ ،‬لا مرية في ذلك ولا ارتياب ‪.‬‬

‫( ‪ ) 1‬ينظر لغويات ‪ ،‬وأخطاء لغوية شائعة ص ‪ ، ۱۳۳‬ومعجم أخطاء الكتاب ص ‪ ، ٥١٠‬وأشتات في الأدب‬
‫واللغة ‪ ،‬لإبراهيم السامرائي ص ‪ ، ٤٣‬ومعجم الصواب اللغوي ص ‪ ، ٦١١‬والقرارات المجمعية ص ‪. ١٧٦‬‬
‫) ‪. ( 220/2) ( ٢‬‬

‫( ‪ ) ۳‬من بيت له في ديوانه ص ‪: ١١٨‬‬

‫بمنجرد قيد الأوابد هيكل‬ ‫وقد أغتدي والطير في وكناتها‬

‫( ‪ )٤‬القرارات المجمعية ص ‪. ١٧٦‬‬

‫‪٣٢‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫مُفْتَتَح الجلسة القضائية‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫‪ ١٠-‬المعاملة الواردة من رياسة المحكمة‬

‫إبراهيم المنذر من أوائل النقاد الذين غَلطوا استعمال ( وردني كتابك ) ‪ ،‬والصحيح‬

‫الذي‬ ‫المنذرفي نقد أغلاط الكتاب‬ ‫عنده أن يقال ‪ ( :‬ورد عليَّ كتابك ) وذلك في كتابه‬

‫نَشَرَ جزءًا منه في ( مجلة مجمع اللغة العربية ) ‪ ،‬وردّ قوله عضو المجمع أحمد رضا في‬

‫تقريظه للكتاب ‪ ،‬وصوّب استعمال قولهم ‪ ( :‬وردني كتابك ) وتابعه على ذلك شكيب‬

‫أرسلان ‪ ،‬فقال ‪ « :‬وأما ( وردني الكتاب ) فهو محمول على المجاز‪ ،‬كما قال الشيخ أحمد‬

‫وَإِن مِنكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا ﴾ [ مريم ‪ ] ٧١ :‬وإن جاز قولك ( ورد عليَّ الكتاب ) جاز قولك‬ ‫رضا ‪ ،‬ومنه‪:‬‬

‫( ورده الكتاب ) ؛ لأن ( ورد عليه ) من باب المجازأيضًا‪ ،‬فلا صحة لمعنى هذه دون هذه » (؟) ‪.‬‬

‫‪ ،‬وحرر عددًا من المقالات‬


‫أما العلامة جواد فذهب إلى ما ذهب إليه إبراهيم المنذر‬

‫والردود ‪ ،‬يُخطئ فيها استعمال ( وردني كتابك ) ‪ ،‬وحجته في ذلك ‪ :‬أن المورود يجب أن يقع‬

‫على مكان لا على إنسان ‪ ،‬فيقال ‪ ( :‬وردت الأنعام موردها المعتاد ) ‪ ،‬و( ورد الخبرالكوفة )‬

‫ثم ساق عددًا من النقول المؤيدة لرأيه ‪ ،‬ومن ذلك قول الزمخشري في ( الأساس ) ‪:‬‬

‫« وردتُ البلد ‪ ،‬وورد عليّ كتاب سرّني مَورِدُهُ ‪ ...‬وَوَرَدَ عليه أمر لم يطقه ‪ ،‬وأوردت عليّ ما‬

‫غمَّني » ( ‪ ، )۳‬ولم يقل ‪ ( :‬ترد أحدهم ) ‪.‬‬

‫وعليه ‪ :‬إن قلت ‪ ( :‬المعاملة الواردة إلينا من رياسة المحكمة ) فصحيح‪ ،‬وقد سَلِمْتَ ‪،‬‬

‫فصحيح أيضًا ‪ ،‬ولك في ذلك سَلَف ‪.‬‬ ‫وإن قلت ‪ ( :‬المعاملة الواردة من رياسة المحكمة‬
‫في‬
‫اللحن‬
‫مجا‬
‫القضاء‬
‫لس‬

‫( ‪ ) 1‬ينظر‪ :‬دراسات في فلسفة النحو والصرف واللغة والرسم‪ ،‬لمصطفى جواد ص ‪ ، ١٤٣‬وقل ولا تقل‬
‫( ‪ ، ) ٨٥/٢‬ومعجم تصحيح التصحيح ‪ ،‬لأحمد مطلوب ص ‪ ، ۱۱۰‬ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق‬
‫( ‪ ) ٤٠٩/٧‬و( ‪ ) ٥٣٩/٨‬و( ‪ ) ٧٤/٩‬و( ‪. ) ٤١٤/٢٤‬‬

‫( ‪ ، ) ٧٤/٩ ( ) ٢‬وتجد في المجلة نفسها التقريظ لكتاب المنذر‪ ،‬ونقد بعض ترجيحاته ‪ ،‬لعضو المجمع أحمد‬
‫رضا ( ‪. ) ٥٣٧/٨‬‬
‫) ‪. ( ٣٢٧/٢ ) ( ۳‬‬

‫‪٣٣‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث الأول‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫‪ -١١-‬رئاسة المحكمة ‪ ،‬أو رياسة ‪ ،‬أو رآسة‬

‫يرى أسعد داغر‪ :‬أن يكون المضارع مفتوح العين ( يَرْأَسُ ) والمصدر على وزن فَعالة‬

‫فتقول ‪ ( :‬رَأَسَ القوم ‪ ،‬يرْأسُهُم رَاسة ) ‪ ،‬ويرى أن تحقيق الهمزة في المصدر فِعَالة غيرُ‬

‫صواب ‪ ،‬فلا يسوغ أن تقول ‪ ( :‬فتحت الجلسة برئاسة (فلان ) ‪ ،‬وحجته في ذلك ‪ :‬أن صاحبي‬

‫( الصحاح ) (‪ )٢‬و( أساس البلاغة ) (‪ )۳‬اقتصرا علـى ( الرأسـة ) بالفتح ‪.‬‬

‫أما محمد أبو الحسن ‪ :‬فصحح لفظتي ( رآسة ورياسة ) ‪ ،‬وخَطَّأ من استعمل لفظة ( رئاسة ) ‪.‬‬

‫والتحقيق صحة الاستعمالات الثلاثة ‪ ،‬وكلها مسموعةً عن العرب ‪ ،‬جاء في ( مختار‬

‫الصحاح ) ‪ « :‬و( رَأَسَ ) فلان القوم يرأسهم بالفتح ( رياسة ) فهو ( رئيسهم ) ويقال أيضًا‬

‫الأفعال ) لابن القطاع ‪ ( « :‬رأس ) على القوم‬ ‫ريس ) بوزن قيم » ( ‪ ، ) ٤‬وجاء في كتاب‬

‫رئاسة ‪ ،‬صار رئيسهم » ( ه) ‪ ،‬وقال في ( أساس البلاغة ) ‪ « :‬رأست القوم رأسةً ‪ ،‬مجاز » (‪. )٦‬‬

‫ولذا قل ‪ :‬رأسهم يرأسهم رآسة ‪ ،‬ورئاسة ‪ ،‬ورئاسة ‪ ،‬فهو رئيسهم ‪ ،‬وريّسُهم ‪.‬‬

‫)‪(۸‬‬
‫‪ ١٢‬تحت إشراف فضيلة القاضي‬

‫المكلف بنظر هذه القضية‬ ‫شاعَ في الاستعمال لدى الملازمين القضائيين قولهم ‪:‬‬

‫تحت إشراف فضيلة القاضي ) ‪ ،‬ويشيع كذلك في الرسائل والأبحاث الجامعية قولهم ‪:‬‬

‫( ‪ ) 1‬ينظر‪ :‬تذكرة الكاتب ص ‪ ، ٧٤‬وقل ولا تقل ( ‪ ، ) ٥٧/١‬ولغويات ‪ ،‬وأخطاء لغوية شائعة ص ‪ ،۱۳۷‬ومعجم‬
‫أخطاء الكتاب ص ‪ ، ٢١٤‬والأخطاء اللغوية الشائعة على ألسنة الكتاب والأدباء والإذاعيين ‪ ،‬لمحمد أبو‬
‫الحسن ص ‪ ، ٢٣‬وكبوات اليراع ‪ ،‬لأبي تراب الظاهري ص ‪ ، ٢٤٨‬معجم الأخطاء الشائعة ص ‪. ٩٨‬‬
‫( ‪ ) ٢‬ص ‪. ٩٤‬‬
‫) ‪. ( ٣٢٥/١ ) ( ٣‬‬
‫( ‪ ) ٤‬ص ‪. ٩٦‬‬
‫) ‪.(01/5) ( 0‬‬
‫) ‪. ( ٣٢٥/١ ) ( ٦‬‬

‫‪ :‬أخطاء ألفناها ‪ ،‬لنسيم نصر ص ‪ ، ١٢٦‬ومعجم الصواب اللغوي ص ‪ ، ٢١٢‬ومجلـة لغــة الـعـرب‬ ‫( ‪ ) ۷‬ينظر‬
‫العراقية ( ‪. ) ١٤٥/٣‬‬

‫‪٣٤‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫مُفْتَتَح الجلسة القضائية‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫أُنجزت هذه الرسالة تحت إشراف الدكتور) وهذا الأسلوب مرفوض عند بعضهم ؛ لأنـه‬

‫من الأساليب المترجمة التي لم ترد عن العرب ( ‪ ، )۱‬ويرى آخرون أن (تحت ) استعملت‬

‫ظرفًا ‪ ،‬والظرف لا يستعمل إلا مع أمر محسوس ‪ ،‬غيرأن هذا الاستعمال دارج عند الفقهاء ‪،‬‬

‫ففي ( المبسوط ) ‪ « :‬ومن أسلمفي دارالحرب ‪ ،‬وأقام في تلك الدارسنين ‪ ،‬فإن عرف وجوب‬

‫الزكاة عليه ‪ ،‬فلم يؤدها ‪ ،‬ثم خرج إلينا لم يؤخذ بها ؛ لأنه لم يكن تحت حماية الإمام في‬
‫)‪(۳‬‬
‫ذلك الوقت » (‪ ، ) ۲‬واستعمله ابن مفلح الحنبلي في كتابه ( المبدع ) كذلك (‪. )٣‬‬

‫والذي يظهر لي عدم مناسبة هذا الاستعمال ‪ ،‬والأولى أن يُقال ‪ ( :‬بإشراف فضيلة‬

‫القاضي ) ؛ لأن قولهم (تحت إشراف ) مشعربأنه قائم على القهر والغلبة ‪ ،‬وليس الأمركذلك ‪.‬‬

‫‪ ١٣-‬فتحت الجلسة يوم الاثنين الموافق ‪ ١٤٤٢/٠٤/ ١٥‬هـ‬

‫وجدت بعض المشايخ القضاة يُغلط استعمال الفعل المبني للمجهول ( افتتحت‬

‫الجلسة ) ‪ ،‬ويُثبتُ في ضبوطه قوله ( فُتِحت الجلسة ) ‪ ،‬ولا أعلم سببًا لهذا التفريق‬

‫بين متماثلين ‪ ،‬بل ( افتُتحت ) أكثراستعمالًا عند الفصحاء الأقدمين ‪ ،‬وأثبتها المنشؤون‬

‫وحيث افتُتحت المكاتبة بـ ( الحمد لله ) ‪،‬‬ ‫وأصحاب المعجمات القديمة ‪ ،‬قال القلقشندي ‪:‬‬

‫كان التخلص منها إلى المقصود بـ ( أما بعد ) » ( ‪ ، ) ٤‬وفي ( تاج العروس ) تخريج مليح ‪ « :‬ومن‬

‫‪:‬المجاز الفَتْح في لغة حِمير ( الحكم بين الخصمين ) وقد فَتَح الحاكم بينهما ‪ ،‬إذا حَكَم ‪،‬‬

‫رَبَّنَا أَفْتَحْ‬ ‫التهذيب ‪ :‬الفتح ‪ :‬أن تحكم بين قوم يختصمون إليك ‪ ،‬كما قال سبحانه ‪:‬‬ ‫وفي‬

‫(‪. )٥‬‬ ‫بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنتَ خَيْرُ الْفَيْحِينَ ﴾ [ الأعراف ‪] ۸۹ :‬‬
‫في‬

‫ملجقا‬
‫ا‬
‫اللحن‬
‫ضا‬

‫( ‪ ) ۱‬جاء في شعر منسوب لعنترة من قوله ‪:‬‬


‫لء‬
‫س‬

‫ولا تحــت المـذلـة ألـف عـام‬ ‫فعيـشـك تــحــت ظـل العـزيـومـا‬

‫وليس هذا من سَنَن شعره ‪.‬‬


‫) ‪. (۱۸۱/۲) ( ٢‬‬
‫) ‪. ( ٣٩٣/٢ ) ( ۳‬‬

‫( ‪ ) ٤‬صبح الأعشى ( ‪. ) ٣٣٢/٦‬‬


‫)‪.(7/V) (0‬‬

‫‪٣٥‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث الأول‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫‪ ،‬لوجدت أن‬
‫أما ( الموافق ) فلا محل لها في هذه الجملة ؛ ولو تتبعتَ كتب السير‬

‫البداية والنهاية ) ‪ « :‬فلما كانت‬ ‫التاريخ يلي اليوم رأسًا ‪ ،‬ولا تتوسطهما ( الموافق ) ‪ ،‬ففي‬

‫ليلة الأحد الرابع والعشرين من رمضانَ ‪ ،‬جاء الخبر‪ :‬بأن الملك طُغْرُلْبَك تُوفي في ثامن‬

‫‪ ،‬رحمالله » (‪ ، ) ١‬وأيضًا ‪ « :‬وكانت وفاته في يوم الاثنين الرابع عشر من جمادى الآخرة‬
‫الشهر‬

‫من هذه السنة ‪ ،‬ودُفنَ بطوس » ( ‪. ) ٢‬‬

‫فإذا ذكرت التاريخ الهجري ‪ ،‬وألحقت الأعجمي أو الميلادي به ‪ ،‬فإنَّ ( الموافق ) تكون‬

‫وسطًا بينهما ‪ ،‬قال القلقشندي ‪ « :‬فإذا كتب يوم كذا من شهر كذا كتب بعد ذلك سنة‬

‫كذا ‪ ،‬سواء كان التاريخ عربيًّا أو عجميًّا ‪ ،‬أو مركبًا منهما ‪ ،‬مثل أن يكتب سنة كذا من‬

‫الهجرة الموافق لكذا من سني الروم أو سني الفُرس » ( ‪ )۳‬وفي ( تاريخ الذهبي ) ‪ « :‬ومـات عـلـى‬

‫(‪. )4‬‬ ‫أربع ساعاتٍ من يوم الجمعة لخمس بقين من صفر الموافق ثامن شباط‬

‫والوجه المقدم عند مقيّده أن يُكتب ‪ ( :‬افتتحت الجلسة يوم الاثنين ‪ ١٤٤٢ / ٠٤ / ١٥‬هـ ) ‪.‬‬

‫‪ ١٤-‬الفرق بين السنة والعام »‬

‫ومما يتصل بالمادة السابقة أن بعضهم يفرِّقُ بين العام والسنة ‪ ،‬ولكلّ لفظ معنًى‬

‫قال ابن الجواليقي ‪ :‬ولا تفرق عوام الناس بين العام والسنة‬ ‫اصطلاحي ‪ ،‬قال الفيومي ‪:‬‬

‫ويجعلونهما بمعنى ‪ ،‬فيقولون لمن سافر في وقتٍ من السنة أيّ وقتٍ كان إلى مثله ‪. :‬عام ‪ ،‬وهو‬

‫( ‪ ) 1‬البداية والنهاية ‪ ،‬لابن كثير ( ‪. ) ٧٨٩/١٥‬‬


‫( ‪ ) ٢‬السابق ( ‪. ) ٢١٥/١٦‬‬
‫( ‪ ) ۳‬صبح الأعشى في كتابة الإنشاء ( ‪. ) ٢٥٢/٦‬‬
‫( ‪ ) ٤‬تاريخ الإسلام ( ‪. ) ١٤٨/٢٦‬‬
‫( ‪ ) 5‬ينظر‪ :‬خيرالكلام في التقصي عن أغلاط العوام ‪ ،‬للقسطنطيني ص ‪ ، ٤٠‬ولغة الجرائد ص ‪ ، ۹۸‬وأغلاط‬
‫اللغويين الأقدمين للكرملي ص ‪ ، ۳۸‬وتذكرة الكاتب ص ‪ ، ۹۱‬ومعجم الأخطاء الشائعة ص ‪، ١٢٢‬‬
‫ومعجم الخطأ والصواب في اللغة لإميل يعقوب ص ‪ ، ۳۹‬ومعجم تصحيح التصحيح ص ‪، ١٢٢‬‬
‫ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪. ) ۱۸۱/۱۳‬‬

‫‪٣٦‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫مُفْتَتَح الجلسة القضائية‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫غلط ‪ ،‬والصواب ما أُخبرت به عند أحمد بن يحبى أنه قال ‪ :‬السنة من أي يوم عددته إلى‬

‫مثله ‪ ،‬والعام لا يكون إلا شتاءً وصيفًا ‪ ،‬وفي التهذيب ) أيضًا ‪ :‬العــام حــول يأتي على شتوة‬

‫وصَيْفَة ؛ وعلى هذا فالعام أخص من السنة ‪ ،‬فكل عام سنة ‪ ،‬وليس كل سنة عامًا » (‪. )۱‬‬

‫وفرقُ آخر‪ ،‬ذكره الراغب الأصفهاني‪ ،‬بقوله ‪ « :‬العام كالسنة ‪ ،‬لكن كثيرًا ما تُستعمل‬

‫السنة في الحولِ الذي يكون فيه الشِّدَّةُ أو الجذب ؛ ولهذا يُعبر عن الجدب بالسَّنَةِ والعام‬

‫بما فيه الرَّخاء والخضب ‪ ،‬قال ‪ :‬وعَامُفِيهِ يُغَاثُالنَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ ﴾ [ يوسف ‪. )٢( » ] ٤٩ :‬‬

‫والذي يظهر أن كلا اللفظين بمعنى واحد ‪ ،‬لا تمييز بينهما ‪ ،‬ودليله قول الله تعالى ‪:‬‬

‫فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَلِمُونَ﴾ [ العنكبوت ‪ ، ] ١٤ :‬قال الكرملي ‪:‬‬

‫« فليس من فرق في الفُرْقان بين السنة والعام لجمعه بينهما ‪ ،‬واستثنائه كميةً لأحدهمـا مـن‬

‫‪ ،‬فهما مستويان » ( ‪ ، )۳‬وجاء في عددٍ من معجمات العربية القديمة أن السنة هي‬


‫جملة الآخر‬

‫العام ‪ ،‬ولم يُفرَّق بينهما ‪ ،‬كما صنع صاحبا ( الصَّحاح ) (‪ )٤‬و( أساس البلاغة ) (ه) ‪.‬‬

‫‪ ١٥-‬افتتحت الجلسة عبر الاتصال المرئي‬

‫وَلِعَ كُتَّابُ اليوم باستعمال لفظة ( عَبْرَ) ‪ ،‬فتجدهم يقولون ‪ ( :‬سافرت إلى جدة عَبْرَ‬

‫الطائرة ) ‪ ،‬وهذه اللفظة مستعملة في المكاتبات الرسمية بكثرة ‪ ،‬وتفتتح بها الجلسات‬

‫افتتحت الجلسة عَبْرَ‬ ‫القضائية غالبًا مع شيوع التقاضي عن بعد ‪ ،‬وذلك بقولهم ‪:‬‬

‫الاتصال المرئي ) ‪ ،‬وهذا التعبير أجازه مجمع اللغة العربية في القاهرة ‪ ،‬فقولهم ‪ ( :‬سافرت‬
‫في‬
‫اللحن‬
‫مجا‬
‫القضاء‬

‫( ‪ ) ۱‬المصباح المنيرص ‪. ١٦٦‬‬


‫لس‬

‫( ‪ ) ٢‬المفردات في غريب القرآن ص ‪. ٣٥٤‬‬


‫( ‪ ) ۳‬أغلاط اللغويين الأقدمين ص ‪. ٣٩‬‬
‫) ‪. (1995/0 ) (E‬‬
‫) ‪. ( ۱۳۱/۱ ) ( ٥‬‬

‫( ‪ ) ٦‬ينظر‪ :‬معجم الأغلاط اللغوية المعاصرة ‪ ،‬لمحمد العدناني ص ‪ ، ٤٢٨‬والألفاظ والأساليب ( ‪، ) ٢٠٤/١‬‬
‫ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪ ) ٥٠٦/٣٠‬و ( ‪ ) ٨٦١/٨٧‬و ( ‪. ) ۱۱۷۸/۸۷‬‬

‫‪۳۷‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث الأول‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫) استعمال صحيح جارٍ على الأسلوب الحقيقي ‪ ،‬على أن تكون لفظة (عَبْرَ)‬
‫عَبْرَ البحر‬

‫مصدرًا أخذ معنى الظرفية ‪ ،‬ووافق المجمع كذلك على قولهم ‪ ( :‬كان النصر حليف العرب‬

‫في معاركهم عبر التاريخ ) على أن يكون استعمال ( عَبْرَ) مجازيًا في هذه الجملة ‪ ،‬وذلك‬

‫بتشبيه زمن التاريخ بالمسافة البعيدة التي يقطعها المسافر‪.‬‬

‫ورأيت كذلك مجمع اللغة العربية بدمشق يصحح هذا التعبيرفي قرارات المجمع‬

‫عامي ‪ 2010 - 2009‬م ‪ ،‬وعلى هذا يكون إعراب ( عَبْرَ) ظرفًا حلّ محل المصدر‬
‫‪ ،‬أو حالا على‬

‫التأويل باسم الفاعل ‪.‬‬

‫ومن منع استعمال ( عَبْرَ)في هذا التركيب ‪ ،‬رأى أن العبورفي اللغة مرور شيءفي شيء ‪ ،‬وأن‬

‫) ‪ ،‬أي ‪ :‬إلى أحد جانبي البحر‪ ،‬وهم لا يريدون هذا‬


‫معنى ( عَبْرَ) في قولهم ‪ ( :‬سافرت عَبْرَالبحر‬

‫المعنى ‪ ،‬وفي ( التاج ) ‪ ( « :‬وَعَبَرَهُ ) أي ‪ :‬النهر والوادي ‪ ،‬وكذلك الطريقَ ‪ ،‬عَبْرًا ) ‪ ،‬بالفتح ‪ ( ،‬وعُبُورًا ) ‪،‬‬

‫‪ ،‬أي ‪ :‬في ذلك الجانب » ) ‪.‬‬


‫بالضم ‪ ( :‬قطعه من عِبْرِه إِلى عِبْرِه ) ‪ ،‬ويقال ‪ :‬فلان في ذلك العِبر‬

‫والخلاصة مما تقدم أن لفظة ( عَبْرَ عمَّت بها البلوى ‪ ،‬وأقحمها الكتاب في كثيرمن‬

‫كلامهم ‪ ،‬والرأي أن نتخفف منها ما استطعنا إلى ذلك سبيلا ‪ ،‬وبإمكان الكاتبفي مفتتح‬

‫الجلسة القضائية أن يقول ‪ ( :‬افتتحت الجلسة في الاتصال المرئي ) أو ( بواسطة الاتصال‬

‫المرئي ) أو ( افتتحت الجلسة المرئية ‪.‬‬

‫العاشرة‬ ‫انعقدت الجلسة تمام الساعة‬ ‫‪-١٦‬‬

‫كَتَبَ عبد القادر المغربي يستشيرفي كلمات غير قاموسية ‪ ،‬أي ‪ :‬لم تُذكرفي معجمات‬
‫العربية ‪ ،‬ومنها ‪ « :‬كلماتُ‬
‫عربية المادة ‪ ،‬ومع هذا لا يعرفها العرب ‪ ،‬أو يعرفونها في معانٍ‬

‫( ‪ ) ۱‬تاج العروس ( ‪. ) ٥٠٢/١٢‬‬


‫( ‪ ) ٢‬ينظر‪ :‬مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪ ) ۳۱/۸‬و ( ‪ ) ١٠٢/٨‬و( ‪ ) ٤١٠ / ٨‬و( ‪ ) ٤٨٠/٨‬و( ‪) ٦٠٥/٨‬‬
‫و ( ‪ ) ٦٨٦/٨‬و( ‪. ) ٧٤٣/٨‬‬

‫‪۳۸‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫مُفْتَتَح الجلسة القضائية‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫‪ ،‬كقولهم ‪ ( :‬هيأة المحكمة ) و( تشكيل المحاكم ) و ( انعقدت الجلسة ) ‪ ، )١( » ...‬ومراده ‪:‬‬
‫أخر‬

‫أن هذه الكلمات المركبة لم يعرفها العرب في المعاني المستعملة في عصرنا ‪ ،‬وأجابه عدد‬

‫من أهل النظر‪ ،‬كالخضر حسين ‪ ،‬ومحمد راغب الطباخ ‪ ،‬فأما الرأي في قولهم ‪( :‬انعقدت‬

‫الجلسة ) فهي من المولد المقبول ‪ ،‬إذا خلت الكلمة من الغلط‪ ،‬قال إدوارد مرقص ‪ « :‬فإن‬

‫كثيرًا من المعاني العلمية والفنية والشرعية والسياسية ‪ ،‬طرأت على ألفاظ عربية‬

‫من أول الفتح الإسلامي ‪ ،‬وزاحمت معانيها الأصلية ‪ ،‬ولا بـد مـن هـذه الاستعارة ‪ ،‬وهذه‬

‫الاستعانة ‪ ،‬لا في لغتنا العربية فقط ‪ ،‬بل في كل لغات العالم ؛ لأن الألفاظ محصورة ‪ ،‬وأما‬

‫‪ ،‬وهي تزداد عصرًا فعصرًا حسب أطوار المعيشة » (‪. )٢‬‬


‫المعاني فلا تقع تحت حصر‬

‫وأقول ‪ :‬إن قولهم ‪ ( :‬انعقدت الجلسة ) أو ( عُقِدتِ الجلسة ) من الكلم الصحيح‬

‫المأنوس ‪ ،‬وتخطئة مثل هذه الأساليب من الجمود المرفوض‪.‬‬

‫‪ ١٧-‬بموجب الهوية الوطنية )‬

‫من الخطأ الشائع ‪ ،‬قول العامة وكثير من الخاصة ( الهَوِيَّة ) بفتح الهاء ‪ ،‬والصحيح‬

‫( الهوية ) بضم الهاء ‪ ،‬فبعضهم ينطقها بضم الهاء وتخفيف الواو وتشديد الياء ( الهوية ) ؛‬

‫هو) ‪ ،‬وفريق ثالث ‪ :‬ينطقها بضم الهاء وإدغام الواو‬


‫لأن بعض العرب يُسَكِّنُ الواوفي ( من (‬

‫فتقول ( الهُوية ) ‪ ،‬وهو الموافق للقاعدة العامة في النسب إلى الضمائر والحروف ‪.‬‬

‫أما ( الهوية ) بفتح الهاء ‪ ،‬فهي المكان الذي يهوي صاحبه من أعلى ‪ ،‬أو الهوة العميقة‬
‫في‬
‫اللحن‬
‫مجا‬
‫القضاء‬

‫القرار‪ ،‬مشتقة من الفعل ( هوى ) أي ‪ :‬سقط ‪.‬‬


‫لس‬

‫( ‪ ) ۱‬مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪. ) ۳۱/۸‬‬


‫( ‪ ) ٢‬مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪. ) ٧٤٣/٨‬‬

‫( ‪ ) ۳‬ينظر‪ :‬قل ولا تقل ( ‪ ، ) ۷۰/۱‬وكبوات اليراع ص ‪ ، ٣٢٠‬أخطاء ألفناها ص ‪ ، ١٧٩‬ومعجم الصواب اللغوي‬
‫ص ‪ ، ٧٨٢‬والأخطاء اللغوية الشائعة في الأوساط الثقافية ‪ ،‬لمحمود عبد الرزاق جمعة ص ‪. ۱۷۷‬‬

‫‪۳۹‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث الأول‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫وقد عرفها الجرجاني ‪ ،‬بقوله ‪ « :‬الهُويَّة ‪ :‬الحقيقة المطلقة المشتملة على الحقائق » (‪.)۱‬‬

‫ثم أُطلقت حديثًا على البطاقة التي تضم اسم الشخص ‪ ،‬وجنسيته ‪ ،‬وتاريخ ولادته ‪.‬‬

‫ومما تقدم لك أن تقول ( الهُوّية ) أو ( الهُويَّة ) ‪ ،‬ولا يسوغ لك أن تقول ( الهوية )‬

‫بفتح الهاء ؛ للتعليل الذي ذكرته آنفًا ‪.‬‬

‫ومما يجدرذكره الإشارة إلى وجه ضبط الجيم في ( موجب ) ؛ والصحيح فيه الفتح‬

‫على اسم صيغة المفعول ‪ ،‬فيكون معناه ما توجبه هذه الوثيقة ‪ ،‬أو يبنى عليها من أحكام‬

‫أو حقوق أو التزامات ونحو ذلك ‪.‬‬

‫‪ ١٨-‬بموجب جواز السفر‬

‫الجواز‪ :‬كلمة عربية قديمة ‪ ،‬اصطلحوا على استعمالها فيما هو متعارف عليه في‬

‫زمننا ‪ ،‬قال الزمخشري ‪ « :‬وخذ جوازك ‪ ،‬وخذوا أجوزتكم ‪ ،‬وهـو صـكُ المسافر‬
‫؛ لئلا يتعرض‬

‫له » (‪ ، ) ۳‬وفي ( نشـوار المحاضرة للتنوخي ‪ :‬أن الخليفة المعتضد لما علم بدخول رجل من‬

‫الديلم إلى قزوين متنكرًا ‪ ،‬أمر ألا يدخل أحد إلى قزوين ‪ ،‬أو يخرج منها إلا بجواز ) ‪.‬‬

‫وهل يصح جمع ( الجَواز) على ( جَوَازات ) كما صح على ( أجوزة ) ؟‬

‫شدَّدَ الدكتور العدنانيفي غيرموضع من كتبه وأبحاثه على أن ( أجوزة ) جمع ( جَوَاز) ‪،‬‬

‫الأساس ) (ه ) ‪ ،‬والمطرزي في‬ ‫ولا يجوز الجمع على ( جَوَازات ) ؛ معللًا ‪ :‬بأن الزمخشري في‬

‫( ‪ ) 1‬التعريفات ص ‪۲۷۸‬‬
‫( ‪ ) ٢‬ينظر‪ :‬قل ولا تقل ( ‪ ، ) ۱۰۱/۱‬ومعجم أخطاء الكتاب ص ‪ ، ١٠٤‬ومعجم الأخطاء الشائعة ص ‪ ، ٥٩‬ومعجم‬
‫الأغلاط اللغوية المعاصرة ص ‪ ، ١٨‬وكبوات اليراع ص ‪ ، ٣٩٥‬ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق‬
‫( ‪ ، ) ٤١٦/٥٦‬ومجلة مجمع اللغة العربية الأردني ( ‪. ) ١٦٨/١١‬‬
‫( ‪ ) ۳‬أساس البلاغة ( ‪. ) ١٥٦/١‬‬
‫( ‪ ) ٤‬نشوار المحاضرة وأخبار المذاكرة ( ‪. ) ٢١٦/١‬‬
‫) ‪.(107/1) (0‬‬

‫‪٤٠‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫مُفْتَتَح الجلسة القضائية‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫أقرب الموارد ) (‪ ، )۳‬كلهـم يـــرون ‪ :‬أن‬ ‫( المغرب ) (‪ ، ) ۱‬والزّبيدي في ( التاج ) ( ‪ ، )۴‬والشرتوني في‬

‫الجمع ( أجوزة ) ‪ ،‬وخلت تلك المعاجم وغيرها من لفظ ( الجوازات ) ) ‪.‬‬

‫وردّ إبراهيم السامرائي ‪ ،‬قائلًا ‪ ... « :‬ولكن ألا يصح أن تقول أيضًا ‪ ( :‬جَوَازات ) حملًا‬

‫على ( جَوَابات ) التي استعملها الجاحظ مرات عدة في رسائله مع علمه أن ( الأجوبة )‬

‫صحيح أيضًا ‪ ،‬ثم إذا عرفنا أن ( الجَوَاب )في المعجم القديم تُرِكَ غفلًا من غيرإشارة إلى‬

‫جمعه لا جوابات ولا أجوبة ( ‪ ) 0‬علمنا أن المعربين كانوا أذكياء ‪ ،‬في صوغ الجمع مستفيدين‬

‫من حمل الاسم على نظائره ‪ ،‬فإذا خلا المعجم من جمع الجواب ‪ ،‬فلِمَ لا يخلو من‬

‫( الجوازات ) مع ذكر ( الأجوزة ) أترى أن صاحب الجمع ‪ ،‬أراد الاقتصار على بناء واحد وأن‬

‫غیره خطأ ‪ ،‬أم أنه قصّر على دأبه وعادته » (‪. )٦‬‬

‫وأجيب عما ذكره السامرائي ‪ :‬بأنَّ القياس في جمع ( جَوَاز) هو ( أجــوزة ) ‪ ،‬وأمـا‬

‫( الجَوَابات ) فسبب قبوله هو كثرة استعماله في لغة المتقدمين ‪ ،‬لا أنه موافق للقياس ؛ لذا‬

‫لا يسوغ تصحيح استعمال ( الجوازات ) حملًا على كثرة استعمال المتقدمين لـ ( جوابات ) ‪،‬‬

‫على أنه ورد نادرًا استعمال ( جوازات ) بهذا المعنى عند بعض المولّدين ‪ ،‬كابن مسكويه في‬

‫(تجارب الأمم ) ( ) ‪.‬‬


‫في‬
‫اللحن‬
‫مجا‬
‫القضاء‬

‫( ‪ ) ١‬لم أجده في المُغْرِب في ترتيب المُعْرِب ‪.‬‬


‫*)‪(3) ( 01 /LA‬‬
‫لس‬

‫( ‪ ) ۳‬لسعيد الشرتوني ( ‪)١٥٠/١‬‬


‫( ‪ ) ٤‬معجم الأخطاء الشائعة ص ‪ ، ٥٩‬ومعجم الأغلاط اللغوية المعاصرة ص ‪ ۱۸‬ومجلة مجمع اللغــ‬
‫العربية الأردني ( ‪. ) ١٦٨/١١‬‬

‫( ‪ ) ٥‬في الكليات ‪ ،‬للكفوي ص ‪ « : ٣٥٢‬قال سيبويه ‪ :‬الجواب لا يجمع ‪ .‬وقولهم ( جوابات كتبي ) و( أجوبة‬
‫كتبي ) مولد ‪ ،‬وإنما يقال ‪ ( :‬جواب كتبي ) » ‪.‬‬
‫( ‪ ) ٦‬مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪. ) ٤١٦/٥٦‬‬
‫) ‪. ( ٢١٣/٥ ) ( ٧‬‬

‫‪٤١‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث الأول‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫قلت كذلك ‪ :‬ومصطفى جواد أيضًا ‪ ،‬ردّ قول العدناني ردًّا حسنًا ‪ ،‬وتابعه على ذلك أبو‬

‫تراب الظاهري ‪ ،‬وأبو تراب يُتابع جوادًا في اختياراته إلا في قليل من المسائل خالفه فيها‬

‫وهي معدودة ‪.‬‬

‫‪ -١٩‬حضر كل من المدعي والمدعى عليه »‬

‫كل من ) على الجملة ‪ ،‬وكان‬ ‫من الأساليب التي يستعملها بعض القضاة إضافة‬

‫يكفيه اختصارًا ‪ ،‬أن يقول ‪ ( :‬حضر المدعي والمدعى عليه ) ‪ ،‬وهذا البيان مما لا يحتاج إليه ‪،‬‬

‫نصَّ على ذلك إبراهيم المنذر‪ ،‬والأمرُ في ذلك واسعُ ‪.‬‬

‫للنظر في الدعوى المقامة من المدعي ضد‬ ‫‪٢٠‬‬

‫المدعى عليه‬

‫صَوغُ الفعل لما لمْ يُسَمَّ فاعله ‪ ،‬ثم ذِكْرُ الفاعل بعد ( من ) الجارة ‪ ،‬أو من قبل ‪ ،‬أو‬

‫من طرف ‪ ،‬ونحو ذلك لغير معنى إضافي مستفاد أو نكتة بلاغية هو أشبه بالعبث اللغوي ‪،‬‬

‫فلا يسوغ الجمع بين الفاعل ونائبه إلا بالقيد الذي ذكرته آنفًا ‪ ،‬ومثال ذلك حين تقول ‪:‬‬

‫( شرَحَ محمد الدرس ) فقد صرَّحْتَ بالفاعل وهو ( محمد ) ‪ ،‬وهذا التعبير صحيح ‪،‬‬

‫ويجوزكذلك أن تقول ‪ ( :‬شُرِحَ الدرس) بحذف الفاعل ( محمد ) وإنابة المفعـول محـلـه ‪،‬‬

‫محمد ) فلا وجه له ؛ وذلـك أنـك صـرحـت‬


‫وهو ( الدرسُ ) ‪ ،‬أما إذا قلت ‪ ( :‬شُرحَ الدرسُ من (‬

‫باسم الشارح لهذا الدرس ‪ ،‬وهو ( محمد ) مع أن الفعل مبني للمجهول ‪.‬‬

‫وقد يلاحظ على ما ذكرت أنه وردت آيتان جاء فيهما الفاعل بعد ( لدن ) ؛ وهما‬

‫﴿رَّكِتَبُ أُحْكِمَتْ ءَايَنتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ﴾ [ هود ‪ ، ] ١ :‬وقوله تعالى ‪﴿ :‬وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى‬
‫قوله تعالى ‪ :‬ال‬

‫الْقُرْءَانَ مِنلَّدُنْحَكِيمٍ عَلِيمٍ﴾ [ النمل ‪ . ] ٦ :‬لكن التركيب في الآيتين سيق على هذا النحو لإفادة معنى‬

‫( ‪ ) 1‬ينظر‪ :‬مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪. ) ٥٤٧/٨‬‬

‫‪٤٢‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫مُفْتَتَح الجلسة القضائية‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫زائد ونكتة بلاغية ؛ فكأنَّفي التركيب لفا لمعنى المكانية والسببية في الفاعل المضاف إليه ‪،‬‬

‫قَبْلَ معنى الفاعلية ‪ .‬هذا مع اختصاصه بـ ( لدن ) دون أخواتها المذكورة ‪.‬‬

‫المدعي ) ‪ ،‬ونائبه وهو اسم‬ ‫ولم أجد في مثال الباب ما يسوغ الجمع بين الفاعل‬

‫المفعول ( المقامة ) ‪ ،‬والأولى أن يقال ‪ ( :‬في الدعوى من المدعي فلان ) بحذف اسم المفعول ‪،‬‬

‫وكذلك يصح أن يقال ‪ ( :‬في الدعوى التي أقامها المدعي فلان ضد المدعى عليه ) بذكر‬

‫الفعل وفاعله ‪ ،‬أما العبارة التي لها الصدرفي جميع الضبوط القضائية ‪( :‬في الدعوى‬

‫المقامة من المدعي ) فليس فيها معنى إضافي يوجب القبول به ‪.‬‬

‫‪ ٢١-‬للنظر في الدعوى من المدعي ضد المدعى عليه‬

‫ينتقد بعض المشتغلين بالتصحيح قولهم ‪ ( :‬رفع الدعوى ضده ) ‪ ،‬والصحيح أن‬

‫يقال ‪ ( :‬رفع الدعوى عليه ) ؛ إذ في قولهم ‪ ( :‬للنظر في دعوى المدعي ضد المدعى عليه )‬

‫قلب وتحريف ؛ أي ‪ :‬إن الدعوى ستنظرها المحكمة على خصم المدعى عليه ؛ وليس علـى‬

‫المدعى عليه ‪ ،‬وهذا فيه ميل عن المعنى المقصود ‪.‬‬

‫يقول الهلالي ‪ « :‬وقد شاع ذلك التعبيرالفاسد ‪ ،‬كقولهم مثلًا ‪ ( :‬أمريكا تقاتل ضد‬

‫فيتنام الشمالية ) ‪ ،‬وإذا نظرنا في هذه الجملة ‪ ،‬بعين الناقد الذي يدري ما يقول ‪ ،‬نجدها‬

‫تدل على ضدّ ما يريده قائلها ‪ ،‬وتعكس مراده ؛ لأن الضد هو العدو‪ ،‬قال صاحب‬
‫ج‬
‫( اللسان) ‪ :‬الضَّدُّ كل شيء ضادَّ شيئًا ليغلبه ) ‪ .‬وقال عكرمة في قوله تعالى‬
‫في‬

‫ا‬
‫ملجقا‬
‫ا‬
‫اللحن‬
‫لء‬‫ضا‬

‫سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْضِدًّا ﴾ [مريم ‪ ، ] ٨٢ :‬أي ‪ :‬أعداء ‪ ،‬فإذا قلنا ‪ :‬إن أمريكا تقاتل ضد‬
‫س‬

‫( ‪ ) 1‬ينظر‪ :‬قل ولا تقل ( ‪ ، ) ٥٧/١‬وتقويم اللسانين ‪ ،‬لتقي الدين الهلالي ص ‪ ، ۱۹‬ومعجم أخطاء الكتاب‬
‫اللغة‬
‫ص ‪ ، ٣٥١‬ومعجم الأخطاء الشائعة ص ‪ ، ١٤٨‬والقرارات المجمعية ص ‪ ، 123‬ومجلـة مجمع‬
‫العربية بدمشق ( ‪ ) ٥٤٨/٧‬و ( ‪ ، ) ١٥١/٢٨‬ومجلة اللسان العربي ( ‪. ) ٥٣/٣/٨‬‬
‫) ‪. ( ٢٦٣/٣ ) ( ٢‬‬

‫‪٤٣‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث الأول‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫فيتنام الشمالية ‪ ،‬كان معناه ‪ :‬أن أمريكا تقاتل عدو ( فيتنام الشمالية ) ‪ ،‬أي تقاتل نفسها ‪،‬‬

‫وهذا مسخُ للغة العربية ‪ ،‬يُذمي قلب كلَّ من يحبها ‪ ،‬ويغار عليها » ( ) ‪ ،‬وكثيرون على هذا‬

‫الرأي منهم ‪ :‬جواد ‪ ،‬وإبراهيم المنذر وكرد علي ‪ ،‬غيرأن مجمع اللغة العربية بالقاهرة بحث‬

‫هذه المسألة ‪ ،‬وانتهى إلى إجازة استعمال ( ضد ) بهذا المعنى ‪ ،‬بحيث يمكن أن تكون صفةً‬

‫لمصدر محذوف ( ) ‪ ،‬واستعمل هذا الأسلوبَ بعضُ الفصحاء في القرن الرابع ‪ ،‬منهم ‪ :‬أبو‬

‫حيان التوحيدي ( ‪ ، )۳‬والذي يظهر صحة استعمال ( ضد ) في مثال الباب ‪ ،‬ولك أن تقول ‪:‬‬

‫(في الدعوى من فلان على فلان ) ‪ ،‬أو ( في الدعوى من فلان ضد فلان ) ‪.‬‬

‫)‪(٤‬‬
‫‪ ٢٢-‬حضر فلان بصفته وكيلًا عن المدعي‬

‫ينتقد هذه العبارة الجلة من الباحثين المتأخرين ‪ ،‬يقول أسعد داغر‪ « :‬ويقولون ‪:‬‬

‫أمضى فلان عقد الاتفاق بصفته وزيرًا للداخلية ) و ( افتتح فلان الجلسة بصفة كونه‬

‫نائب رئيس الجمعية ) ‪ ،‬وهذا الاستعمال ‪ ( -‬بصفته ) و ( بصفة كونه ) ‪ -‬دخيل في اللغة‬

‫ليس منها بشيء ‪ ،‬وهي في غنى عنه ‪ ،‬بما هو ألطف وأعذب وأصح وأصوب » (ه) ‪ ،‬أما‬

‫اليازجي ‪ ،‬فيرى أن ( بصفته وكيلًا ) من التراكيب المعربة عن اللغات الإفرنجية ‪ ،‬ولا يمكن‬

‫ردّه إلى وجه صحيح في الإعراب ‪ ،‬وصوب أن يقال ‪ ( :‬بصفة كـونـه وكيلًا ) ورد الكرملي‬

‫ما ذهب إليه اليازجي فقال ‪ « :‬فقولهم ‪ :‬بصفتي حاكم المدينة ‪ ،‬كقولهم بوصفي حاكم‬

‫المدينة ‪ ،‬لا فرق ؛ إذْ كلُّ من صَفَة ووَصْف مصدر ( وَصَفَ ) » (‪. )٦‬‬

‫( ‪ ) ۱‬تقويم اللسانين ص ‪.۱۹‬‬


‫( ‪ ) ٢‬ينظر‪ :‬القرارات المجمعية ص ‪. 123‬‬
‫( ‪ ) ۳‬ينظر‪ :‬أخلاق الوزيرين ص ‪. ٤٠٤‬‬

‫( ‪ ) ٤‬ينظر لغة الجرائد ص ‪ ، ١٠٤‬وتذكرة الكاتب ص ‪ ، ۳۳‬ومعجم الأغلاط اللغوية المعاصرة ص ‪، ٧٢٣‬‬
‫ومعجميات ‪ ،‬لإبراهيم السامرائي ص ‪ ۲۸‬والقرارات المجمعية ص ‪ ، ١٥٨‬ومجلة مجمع اللغة العربية‬
‫بدمشق ( ‪ ) ٢١٧ / ٣‬و ( ‪ ، ) ٢٣٧/١٧‬ومجلة لغة العرب العراقية ( ‪. )٤٠١/٧‬‬
‫( ‪ ) ٥‬تذكرة الكاتب ص ‪. ۳۳‬‬

‫( ‪ ) ٦‬مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪. ) ٢٣٧/١٧‬‬

‫‪٤٤‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫مُفْتَتَح الجلسة القضائية‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫أما مجمع اللغة العربية في القاهرة فقد أجاز استعمال أسلوب ( بصفتي وكيلًا )‬

‫أو ( بوصفي وكيلًا ) معللًا ‪ :‬بأن ( صِفَة ) و( وَصْف ) مصدر للفعل ( وَصَفَ ) وهو فعل‬

‫يتعدى إلى مفعول واحد ‪ ،‬ثم أضيف هذا المصدر إلى فاعله ‪ ،‬وحذف مفعوله ‪ ،‬والمعنى ‪:‬‬

‫بصفته لنفسه وكيلًا(‪. )۱‬‬

‫قلتُ ‪ :‬تخريج المجمع فيه بعد ؛ فنصب ( وكيل ) على أنهـا حـال عـمـل فيها المصدر‬

‫( صفة ) أو ( وصف ) لا يدل على المعنى المراد ؛ لأنه يقيد الوكالة بزمن الوصف ‪،‬‬

‫وليس هذا مرادًا من العبارة ‪ ،‬والصحيح في هذه المسألة أن يقال ‪ ( :‬حضر فلان وكيلًا‬

‫عن المدعي ) أو ( حضر فلان ‪ ،‬وهو وكيل عن المدعي ) أو ( حضـر فـلان ؛ لأنـه وكـيـل عـن‬

‫المدعي ) ‪ ،‬والأول أجود ‪.‬‬

‫‪ -٢٣‬حضر فلان مُمَثْلًا عن الوزارة‬

‫يشيعُ استعمال الفعل ‪ ( :‬مَثَّلَ ) بمعنى النيابة عن الأصيل ‪ ،‬ولم أجد هذا المعـ‬

‫في المعجمات العربية القديمة ‪ ،‬ولا في كلام الفصحاء ‪ ،‬وفي الحديث ‪ « :‬فقام النبي‬

‫مُمْثِلًا » (‪ ، ) ٢‬وقد اختلف شراح غريب الحديث ‪ ،‬في ضبط كلمة ( ممثلاً) على عدة‬

‫أقوال ‪ ،‬قال ابن الأثير‪ « :‬يُروى بكسر الثاء وفتحها ‪ ،‬أي ‪ :‬مُنتصبًا قائمًا ‪ ،‬هكذا شرح‪،‬‬

‫وفيه نظر من جهة التصريف » ( ‪ ، )۳‬وفي ( التاج ) ‪ « :‬وفي الحديث ( قام مُمَثَلاً) ‪ ،‬ضُبط‬

‫كمُحَدِّث ‪ ،‬ومُعَظَّم ‪ :‬أي مُنتصبًا قائمًا » ( ‪ ، )٤‬وممن تنبه لهذا الاستعمال الشائع من‬
‫في‬

‫ملجقا‬
‫ا‬
‫اللحن‬

‫المعاصرين ‪ :‬إبراهيم السامرائي ‪ ،‬فقال ‪ « :‬نقول ‪ ( :‬هو يُمَتِّلُ الرأي العام ‪ ،‬وأقف على‬
‫لء‬
‫س‬ ‫ضا‬

‫( ‪ ) ۱‬القرارات المجمعية ص ‪. ١٥٨‬‬


‫( ‪ ) ٢‬أخرجه البخاري في الصحيح ‪ ،‬كتاب مناقب الأنصار‪ ،‬باب قول النبي ﷺللأنصار‪ « :‬أنتــم أحــب‬
‫الناس إلي » ‪ ،‬رقم الحديث ‪ ، ٣٧٨٥ :‬ص ‪ ، ٥١٣‬ومسلم في الصحيح ‪ ،‬كتاب فضائل الصحابة ف ‪ ،‬باب‬
‫من فضائل الأنصار‪ ،‬رقم الحديث ‪. ) ١١٧٠/٢ ( ٢٥٠٨ :‬‬
‫( ‪ ) ۳‬النهاية في غريب الحديث والأثر ( ‪. ) ٢٩٥/٤‬‬
‫) ‪. ( ٣٨٩/٣٠ ) ( ٤‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث الأول‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫الفعل المزيد بالتضعيف ( مثل ) فأجده في دلالته الجديدة التي لا نعرفها في العربية‬

‫القديمة ‪ ،‬لقد عرَفْنا هذا الفعل واهتدينا له ؛ لنجعل منه مقابلا لنظائرها في اللغات‬

‫الأجنبية الحديثة ‪ ،‬إنَّ الفعل القديم ( مثَّل ) يفيد شيئًا آخر‪ ،‬قالوا ‪ :‬مثل بالقتيل ‪ ،‬أي ‪:‬‬

‫أثخنه جَرحًا » (‪. )1‬‬

‫قلت ‪ :‬لم أهتد إلى سبب يصحح استعمال ( مثَّل ) و ( المُمَثَّل ) بمعنى النيابة عن‬

‫الأصيل ‪ ،‬وسد مسده والقيام مَقامه ‪ ،‬ويظهر لي أن لفظ النائب ) أو ( المُفَوَّض) يحل‬

‫محل ( المُمَثَّل ) في جميع الأحوال ‪.‬‬

‫(د)‬
‫‪ ٢٤-‬حضرت فلانة وكيلةً عن ‪...‬‬

‫أكثر القضاة ‪ -‬فيما اطلعت عليه ‪ -‬يُدخلون علامة التأنيث ‪ ،‬فيقولون ( وكيلةً ) ‪،‬‬

‫وقليل منهم ‪ :‬نحى منحى التذكير‪ ،‬فيقول ‪ ( :‬فلانة وكيل المدعي ) ‪ ،‬والتذكير والتأنيث‬

‫‪ ،‬وإن كان التذكير هو الأصل عندهم ؛‬


‫مسموعان في عصور الاحتجاج ‪ ،‬وكلاهما جائز‬

‫لأن الوكالة والكفالة والوصية غالبةً في الرجال من دون النساء ‪ ،‬ولعل الفراء هو‬

‫أقدم من أفاض في هذه المسألة ‪ ،‬فالتذكيرعنده هو الأصل ‪ ،‬ولم يُخطئ من أدخل‬

‫علامة التأنيث ( ‪ ، ) ۳‬وقال ابن الأنباري ‪ « :‬ومما وصفوا به الأنثى ‪ ،‬ولم يُدخلوا فيه‬

‫علامة التأنيث ؛ لأن أكثرما يُوصف به المذكر قولهم ‪ ( :‬أمير بني فلان امرأة ) ‪ ،‬و( فلانة‬

‫وصي فلان ) ‪ ،‬و ( وكيل فلان ‪ ،‬ألا ترى أن الإمارة والوصية والوكالة الغالب عليها أن‬

‫‪ « :‬وربما أدخلوا الهاء ‪ ،‬وأضافوا ‪،‬‬


‫تكون للرجال دون النساء » ( ‪ ، )٤‬وقال في موضع آخر‬

‫( ‪ ) ۱‬من سعة العربية ‪ ،‬لإبراهيم السامرائي ص ‪. ١١٠‬‬


‫( ‪ ) ٢‬ينظر‪ :‬المذكر والمؤنث ‪ ،‬للفراء ص ‪ ، ٥٤‬والمذكر والمؤنث ‪ ،‬لابن القاسم ابن الأنباري ( ‪ ، ) ١٤١/١‬وما تلحن‬
‫فيه العامة ‪ ،‬للكسائي ص ‪. ١٢٢‬‬
‫( ‪ ) ۳‬ينظر‪ :‬المذكر والمؤنث ‪ ،‬للفراء ص ‪. ٥٤‬‬

‫( ‪ ) ٤‬المذكر والمؤنث ‪ ،‬لابن الأنباري ( ‪. ) ١٤١/١‬‬

‫‪٤٦‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫مُفْتَتَح الجلسة القضائية‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫فقالوا ‪ ( :‬فلانة أميرة بني فلان ) ‪ ،‬و( وكيلة بني فلان ) ‪ ،‬و( وصية بني فلان ) » (‪ ، )١‬وفي‬

‫‪ « :‬وقال أبو زيد الأنصاري ‪ :‬سمعتُ العرب تقول ‪ :‬وكيلات ‪ ،‬فهذا يدل‬
‫موضع آخر‬

‫على وكيلة » (‪. )٢‬‬

‫أما مجمع اللغة العربية في القاهرة فمنع وصف المرأة من دون علامة التأنيث‬

‫فلانة وكيل عن فلان ) أو‬ ‫في الألقاب والمناصب والرتب ‪ ،‬فلا يصح عندهم أن يقال ‪:‬‬

‫( فلانة وكيل القسم ) (‪. )۳‬‬

‫والمترجح عندي جواز الوجهين ‪ ،‬فلك أن تقول ‪ ( :‬حضرت فلانة وكيلةً عن المدعي )‬

‫أو ( حضرت فلانة وكيلًا عن المدعي ) ؛ لورود الوجهين عن العرب ‪ ،‬وإن كان التأنيث أولى‬

‫وأجود وأحسن ؛ خشية اللبس ‪ ،‬ولأن العلة التي ذكرها الفراء وابن الأنباري وغيرهمـا قـد‬

‫زالت في هذه الأيام ‪.‬‬

‫‪ ٢٥-‬بموجب الوكالة‬

‫في باب الولايات والحِرَف ( الفعالة ) بالكسر هو الأصل ‪ ،‬وقد ورد فيهما ( الفعالة )‬

‫بالفتح ‪ ،‬فيجوز أن تقول ( الوكالة ) بكسر الواووفتحها ‪ ،‬والكسر أجود ‪ ،‬نص على ذلك‬

‫ابن قتيبة (‪ ، )٥‬قال الرَّضِيُّ في ( شرح الشافية ) ‪ « :‬الغالب في الحرف وشبهها من أي‬

‫‪ ،‬كالصّياغة ‪ ،‬والحياكة ‪ ،‬والخياطة ‪ ،‬والتجارة ‪ ،‬والإمارة ‪،‬‬


‫الفعالة ) بالكسر‬ ‫باب كانت‬
‫في‬

‫ملجقا‬
‫ا‬
‫اللحن‬
‫ضا‬

‫( ‪ ) ۱‬السابق ( ‪. ) ١٤٣/١‬‬
‫لء‬
‫س‬

‫( ‪ ) ٢‬السابق ( ‪. ) ١٤٤/١‬‬

‫لا يجوز في ألقاب المناصب والأعمال ‪ -‬اسمًا كان أو صفةً ـ أن يوصف المؤنث بالمذكر‪،‬‬ ‫( ‪ ) ۳‬ونص القرار‪:‬‬
‫‪ :‬القرارات‬
‫فلا يقال ‪ :‬فلانة أستاذ ‪ ،‬أو عضو‪ ،‬أو رئيس ‪ ،‬أو مدير» ‪ .‬في أصول اللغة ( ‪ ، ) ٥٩/٣‬وينظر‬

‫النحوية والتصريفية لمجمع اللغة العربية بالقاهرة ص ‪. ٥٠٨‬‬


‫( ‪ ) ٤‬ينظر‪ :‬أدب الكاتب ص ‪ ، ٥٥٠‬وقل ولا تقل ( ‪ ، ) ٩٨/١‬ولجام الأقلام ص ‪. 203‬‬
‫( ‪ ) ٥‬ينظر‪ :‬أدب الكاتب ص ‪. ٥٥٠‬‬

‫‪٤٧‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث الأول‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫وفتحوا الأول جوازًا في بعض ذلك كالوكالة والدَّلالة والولاية » (‪ ، )۱‬ولمصطفى جواد‬

‫توجيه حسنُ ‪ ،‬يقول ‪ ... « :‬وإلى هذا الوزن ‪ ،‬تُقلب الحِرف وأشباه الحرف كالإمارة‬

‫والنقابة والوزارة والوكالة ‪ ،‬أي ‪ :‬المحاماة ‪ ،‬هذا مع وجود النقابة والوزارة والوكالة في‬

‫اللغة ‪ ،‬فإذا أريدت الحرفة والصَّنعة فهي مكسورة الأول ‪ ،‬وإذا أريد مجرد الاسم فهي‬

‫مفتوحة الأول » (‪ ، ) ٢‬وأيَّا ما يكون ‪ ،‬فيجوز لك الوجهان أيهما نطقت جاز‪.‬‬

‫)‬
‫المخول إليه في الوكالة‬ ‫‪-٢٦‬‬

‫الفعل ( خـول ) يـتـعــدى إلى مفعولين ‪ ،‬قال تعالى ‪ :‬ثُمَّإِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِّنْهُ نَسَى مَا كَانَ يَدْعُوا‬

‫﴾ الزمر‪ ، ] ۸ :‬فلا يصح أن تقول ‪ ( :‬خول إليه في الوكالة حق المرافعة والمدافعة )‬


‫إِلَيْهِ مِن قَبْلُ [‬

‫والصحيح أن تقول ‪ ( :‬خوله في الوكالة حق المرافعة والمدافعة ‪ ،‬ولا يصح أن تقول ‪:‬‬

‫بل تقول ‪ ( :‬المُخَوَّل في الوكالة حق المرافعة‬ ‫( المُخَوَّل له في الوكالة حق المرافعة والمدافعة‬

‫المجعول إليه في الوكالة حق المرافعة ) ؛ إذ الفعل‬ ‫والمدافعة ) ‪ ،‬كما يصح لك أن تقول ‪:‬‬

‫( جعل ) في هذا المقام يتعدى إلى مفعول واحد ‪.‬‬

‫‪ ٢٧-‬حضر المترجم‬

‫يتوهم بعض الناس أن ( الترجمة ) و ( التعريب ) في معنى واحد ‪ ،‬وهذا باطل ‪،‬‬

‫فالترجمة ‪ :‬حكايةُ المعنى باللفظ العربي (ه ) ‪.‬‬

‫) ‪. ( ١٥٣/١ ) ( ١‬‬
‫( ‪ ) ٢‬قل ولا تقل ( ‪. ) ۹۸/۱‬‬

‫( ‪ ) ۳‬ينظر‪ :‬تذكرة الكاتب ص ‪ ، ۹۱‬ومعجم أخطاء الكتاب ص ‪ ، ۱۸۰‬ومعجم الأغلاط اللغوية المعاصرة‬
‫ص ‪ ، ٢٠٨‬ونظرات في أخطاء المنشئين ( ‪. ) ١٥٤/١‬‬
‫( ‪ ) ٤‬ينظر‪ :‬التنبيه على غلط الجاهل والنبيه ص ‪ ، ۳۷‬وتذكرة الكاتب ص ‪ ، ٣٠‬ومعجم أخطاء الكتاب ‪، ٧٢‬‬
‫وكبوات اليراع ص ‪ ، ١٥٦‬ومقالات في أخطاء لغوية شائعة ‪ ،‬لمحمد ضاري حمادي ص ‪ ،١٠٩‬ومعجم‬
‫تصحيح التصحيح ص ‪ ، ٥٦‬ومجلة اللغة العربية بدمشق ( ‪. ) ٦١١/٥٤‬‬

‫( ‪ ) 5‬ينظر‪ :‬الصحاح ( ‪ ، ) ١٩٢٨/٥‬وتهذيب الأسماء واللغات ( ‪ ، ) ٤١/٣‬والمصباح المنير‪ ،‬للفيومي ص ‪. ٢٩‬‬

‫‪٤٨‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫مُفْتَتَح الجلسة القضائية‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫والتعريب ‪ :‬نقل كلمة غير عربية إلى العربية بحروفها مع تصرف يناسب‬

‫العربية ( ‪ ، ) ١‬فلفظ ( التلفون ) مُعَرَّب ‪ ،‬و( الهاتف ) مُتْرَجَم‪.‬‬

‫ويصح لك أن تقول ‪ ( :‬حضر المترجم ‪ ،‬أو الترجمان ‪ ،‬أو التَّرْجَمان ‪ ،‬أو التَّرجُمان ) ‪ ،‬ولا‬

‫عبرة بتخطئة ابن كمال باشا في كتابه ( التنبيه على غلط الجاهل والنبيه ) حين قال ‪:‬‬

‫« ومنها ( التَّرجُمان ) يقولونه بفتح التاء وضم الجيم ‪ ،‬ولم يقـل بـه أحـد مـن أصحـاب‬

‫اللغة » (‪ )٢‬وهو منقوض بما جاء في ( القاموس ) ‪ « :‬الترجمان ‪ ،‬كعنفوان ‪ ،‬وزعفران ‪،‬‬

‫وريهقان ‪ :‬المفسر للسان » (‪. )۳‬‬


‫في‬
‫اللحن‬
‫مجا‬
‫القضاء‬
‫لس‬

‫( ‪ ) 1‬ينظر‪ :‬المصباح المنيرص‪ ، ۱۷۹،‬وتاج العروس ( ‪. ) ٣٤٨/٣‬‬


‫( ‪ ) ٢‬التنبيه على غلط الجاهل والنبيه ص ‪. ٣٧‬‬
‫( ‪ ) ۳‬القاموس المحيط ‪ ،‬للفيروزابادي ص ‪۱۰۸۲‬‬

‫‪٤٩‬‬
‫الثاني‬ ‫المبحث‬

‫لحون المتخاصمين‬

‫عدد مسائله ‪ :‬مئتان واثنتا عشرة مسألة ‪.‬‬

‫وصفه يناقش الأساليب اللغوية التي ترد في دعوى المدعي ‪ ،‬وجواب المدعى عليه ‪،‬‬

‫وما يتخلل ذلك في أثناء المرافعة ‪.‬‬

‫اللحن في مجالس القضاء‬


‫لله‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫لحون المتخاصمين‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫‪ ۲۸-‬سألته الدائرة عن تحرير دعواه‬

‫السؤال يكون بمعنى الطلب ‪ ،‬وبمعنى الاستخبار‪ ،‬فإذا كان بالمعنى الأول تعدى‬

‫‪ ،‬عُديَ‬
‫إلى المفعول الثاني ‪ ،‬فتقول ‪ ( :‬سألته الكتاب ) أي ‪ :‬طلبته ‪ ،‬وإذا كان بالمعنى الآخر‬

‫إليه بحرف الجر ( عن ) فتقول ‪ ( :‬سألته الدائرة عن تحرير دعواه ) و( سألته عن مراده )‬

‫و ( سألته عن شهادته ) ‪ ،‬ورجح هذا التفريق إبراهيم اليازجي ‪ ،‬وتبعه أقوام ‪ ،‬إلا أن صاحب‬

‫( تاج العروس ) أجاز الوجهين ‪ ،‬فقال ‪ « :‬سأله كذا ‪ ،‬وعن كذا ‪ ،‬وبكذا ‪ :‬بمعنى واحد ‪ ،‬يقال ‪:‬‬

‫سأله الشيء ‪ ،‬وعن الشيء » ( ‪ . ) ۲‬وقد أفاض الزعبلاوي في هذه المسألة ونظيراتها بما‬

‫يحسن الرجوع إليه (‪.)۳‬‬

‫والحاصل ‪ :‬صحة قولك ‪ ( :‬سألته الدائرة عن تحرير دعواه ) ‪ ،‬و( سألته الدائرة تحرير‬

‫دعواه ) ‪ ،‬و ( سألته عن شهادته ) ‪ ،‬و ( سألته شهادته ) ؛ خلافًا لـمـا جنـح إليه اليازجي ‪.‬‬

‫‪ ٢٩-‬طلبت الدائرة ( منه ) أو ( إليه ) أن يحرر دعواه )‬

‫الجاري على اللسان تعديةُ الفعل بحرف الجر ( من ) ‪ ،‬فتقول ‪ ( :‬طلبت من المدعي‬

‫طلبت إلى المدعي أن يحرر دعواه ) ؟‬ ‫أن يحرر دعواه ) ‪ ،‬ولكن هل يستقيم المعنى لو قلت ‪:‬‬

‫يرى بعضهم ‪ :‬أن الطلب إذا كان بمعنى الرجاء ‪ ،‬قلت ‪ ( :‬طلبت إليه ) ‪ ،‬وإذا كان بمعنى‬

‫طلبت منه ) ‪ ،‬ويرى اليازجي قَصْر استعمال ( طلب إليه ) على‬ ‫الأمر أو المطالبة ‪ ،‬قلت ‪:‬‬
‫في‬

‫ملجقا‬
‫ا‬
‫اللحن‬

‫( ‪ ) 1‬ينظر لغة الجرائد ص ‪ ، ٩٥‬ومعجم أخطاء الكتاب ص ‪ ، ٢٦١‬ومغالط الكتاب ومناهج الصواب‬
‫ضا‬

‫لجرجي جنن البولسي ص ‪ ، ٥٣‬وأخطاء ألفناها ص ‪. ١٧٣‬‬


‫لء‬
‫س‬

‫) ‪. ( ١٥٧/٢٩ ) ( ٢‬‬

‫‪ :‬معجم أخطاء الكتاب ص ‪. ٢٦١‬‬


‫( ‪ ) ۳‬ينظر‬
‫( ‪ ) ٤‬ينظر لغة الجرائد ص ‪ ، ٨٤‬ومعجم الأخطاء الشائعة ص ‪ ،١٥٥‬ومعجم الخطأ والصواب ص ‪۱۸۷‬‬
‫واللغة والناس ‪ ،‬ليوسف الصيداوي ص ‪ ، ۱۹٦‬والأخطاء اللغوية الشائعة على ألسنة الكتاب والأدباء‬
‫والإذاعيين ص ‪ ، ٣٤‬ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪ ، ) ۷۳۸/۸۹‬وقرارات مجمع اللغة العربية‬
‫بدمشق في الألفاظ والأساليب ( ‪. ) ٢٤/١‬‬

‫‪۵۳‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث الثاني‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫السؤال بضراعة ‪ ،‬فإذا لم يكن تضرع ‪ ،‬فتقول ( طلب منه ) ‪ ،‬ورد الصيداوي اختيار‬

‫اليازجي بقوله ‪ « :‬ذلك لم يقله أحدٌ ‪ ،‬وإنما هو رأي يستشعره اليازجي بغير مؤيد ؛ لا تشهد‬

‫له النصوص ‪ ،‬ولا أقوال العلماء ‪ ،‬وإنما الذي ساق اليازجي إلى ذلك أن من معاني ( رغب‬

‫إليه ) تضرع ‪ ،‬ولكن من معانيها أيضًا ( سأل ) » (‪. )۱‬‬

‫والذي يظهر صحة قولك ‪ ( :‬طلبت إليه أن يحرر دعواه ) أو ( طلبت منه أن يحرر‬

‫دعواه ) أو ( طلبت المدعي أن يحرر دعواه ) ؛ لأن الأصل في الفعل ( طلب ) أنه لا يتعدى‬

‫بالحرف ‪ ،‬وقد جاء في بعض المعجمات ‪ :‬أن من معاني الفعل ( طلب ) السؤال إذا عُديَ‬

‫بالحرف ( إلى ) ‪ ،‬قال الزّبيدي ‪ « :‬وقالوا ‪ :‬طلب إليه ‪ :‬سأله ‪ ،‬وقيل ‪ :‬طلبه راغبًا إليه ؛ لأن‬

‫الجمهور على أن ( طَلَبَ ) لا يتعدى بالحرف ‪ ،‬فخرجوا مثله على التضمين » (‪. ) ٢‬‬

‫‪ ٣٠-‬وقائع الدعوى(‪)٣‬‬

‫الوقائع المصرية ) ‪ ،‬وهي أول‬ ‫بمعنى ( الحوادث ) ‪ ،‬مفردها ( وقيعـة ) ‪ ،‬ومنها ‪ ،‬جريدة‬

‫جريدة عربية ‪ ،‬أنشأها محمد علي باشا عام ‪ ۱۸۲۸‬م ‪ ،‬وتولى رئاسة تحريرها عدد من أرباب‬

‫الشهرة الواسعة ‪ ،‬منهم رفاعة الطهطاوي ‪ ،‬وأحمد فارس الشدياق ‪ ،‬وحسن العطار‬
‫)‪(٤‬‬
‫والمفتي محمد عبده (‪ ،)4‬وفي الصحاح ) ‪ « :‬والوقيعةُ ‪ :‬القتالُ ‪ ،‬والجمع الوَقائع » (ه )‪ ،‬وإذا‬

‫ذكرت ( الوقائع ) في مذكرات الدعاوى ‪ ،‬فالمراد بها أحداث القضية وأحوالها ‪ ،‬ولم يرد في‬

‫كلام العرب الأوائل أن ( الوقائع ) لمعنى الأحداث والأحوال ‪ ،‬وقد استشكل ذلك المجمع‬

‫القاهري ‪ ،‬وجاء في البيان الخاص بهذه المسألة ما نصه ‪ « :‬قدَّمَ الأستاذ محمد شوقي‬

‫( ‪ ) ۱‬اللغة والناس ص ‪. ١٩٥‬‬

‫( ‪ ) ٢‬تاج العروس ( ‪. ) ٢٧٤/٣‬‬


‫( ‪ ) ۳‬ينظر‪ :‬معجم الأغلاط اللغوية المعاصرة ص ‪ ،۷۲۹‬والأخطاء اللغوية الشائعة على ألسنة الكتاب‬

‫والأدباء والإذاعيين ص ‪ ، ٦٢‬ومعجم الصواب اللغوي ص ‪ ، ۷۹۷‬والقرارات المجمعية ص ‪، ١٣٥‬‬


‫والألفاظ والأساليب ( ‪. ) ١٦٢/١‬‬

‫( ‪ ) ٤‬ذكره فيليب طرازي في كتابه ‪ :‬تاريخ الصحافة العربية ( ‪ ، ) ٤٩/١‬وكتابه من أجود الكتب المؤلفةفي بابه ‪.‬‬
‫) ‪. ( ١٣٠٢/٣ ) ( ٥‬‬

‫‪٥٤‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫لحون المتخاصمين‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫أمين ‪ ،‬إلى لجنة الألفاظ والأساليب مذكرة عرض فيها لهذه الكلمة التي ذاعت في العصر‬

‫الحديث بمعنى الأحداث ‪ ،‬مع أن مفردها الصرفي هو ( الوقيعة ) ‪ ،‬كما تنص اللغة ‪ ،‬ثم‬

‫تحدث عن أوجه التخريج الممكنة للكلمة ‪ ،‬وانتهى إلى أنه أيا ما كان التخريج فلا مندوحة‬

‫من قبول ( الوقائع ) لشيوعها الأعم ‪ :‬إما على أن مفردها ( وَقْعَة ) حملًا لها على نظائرها‬

‫من مثل ( ضرَّة ) ‪ ،‬و ( رخصة ) ‪ ،‬واستئناسًا بورودها في ( أساس الزمخشري ) ) ‪ ...‬وترى‬

‫اللجنة تصحيح اللفظ على أن المفرد ( وَقْعَة ) حملًا على نظائره » (‪. )٢‬‬

‫‪:‬‬
‫قلتُ ‪ :‬الوقائع جمعُ لـ ( وَاقِعَة ) ‪ ،‬والواقعة ‪ ::‬هي الحادثة أو الحدث ‪ ،‬والمعنى والجمع‬

‫باعتبار هذا المفرد صحيحان ‪.‬‬

‫وشكيته إلى الشرطة )‬ ‫‪-۳۱‬‬

‫شكيت ) و( شكوت ) لغتان مسموعتان عن العرب ( ‪ ، )4‬قال ابن الحنبلي الحلبي‬

‫« ومن ذلك قولهم ‪ :‬شكيت في شكوت ‪ ،‬وهو لغة فيه ‪ ،‬حكاها الصغاني أيضًا ‪ ،‬وإن كان‬

‫المشهورالواو‪ ،‬كما في قوله تعالى ‪ ﴿ :‬قَالَ إِنَّمَا أَشْكُوا بَنِي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ ﴾ [ يوسف ‪ ] ٨٦ :‬وفي ( شـكـونا‬

‫إلى رسول الله له حر الرمضاء في أكفنا وجباهنا فلم يُشكنا ) » (‪. )1 ()٥‬‬

‫وفائدةٌ أخرى في الفعل ( شكا ) أنه يأتي متعديًا ولازمًا ( )‪ ،‬فيجوز لك أن تقول ‪:‬‬

‫( شكوته إلى القاضي ) أو ( شكوت منه إلى القاضي ) ‪.‬‬

‫) ‪. ( ٣٥٠/٢ ) ( ١‬‬

‫( ‪ ) ٢‬القرارات المجمعية ص ‪. ١٣٥‬‬


‫في‬
‫اللحن‬
‫مجا‬
‫القضاء‬

‫( ‪ ) ۳‬ينظر‪ :‬بحر العوام فيما أصاب فيه العوام ‪ ،‬لابن الحنبلي الحلبي ص ‪ ، ۲۷‬ومعجم أأخطاء الكتاب‬
‫لس‬

‫ص ‪ ، ۳۱۹‬والكتابة الصحيحة ص ‪ ، ۱۷۸‬ونظرات في أخطاء المنشئين ( ‪ ، ) ٢٤١/١‬ولجام الأقلام ص ‪، ١١٥‬‬


‫ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪. ) ٢٧٠/١٥‬‬
‫( ‪ ) ٤‬ينظر‪ :‬القاموس المحيط ص ‪. ١٣٠١‬‬

‫( ‪ ) 0‬أخرجه مسلم في صحيحه ‪ ،‬كتاب المساجد ومواضع الصلاة ‪ ،‬باب استحباب تقديم الظهرفي أول‬
‫الوقت في غير شدة الحر‪ ،‬رقم الحديث ‪ ، ٦١٨ :‬ص ‪. ٢٨٠‬‬
‫( ‪ ) ٦‬بحر العوام ص ‪. ٢٧‬‬
‫(‪ ) ۷‬ينظر المخصص ‪ ،‬لابن سيده ( ‪ ، ) ٢٩٨/١٢‬وأساس البلاغة ( ‪) ٥١٨/١‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث الثاني‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫‪ ٣٢-‬قال ‪ :‬أني بعت المدعى عليه سيارةً‬

‫القاعدة عند النحاة في فتح همزة ( إن ) وكسرها ‪ ،‬أنه إذا أمكن سبكها وما بعدها‬

‫في مصدر مؤول وجب فتح الهمزة ‪ ،‬كقول الله تعالى ‪ ﴿ :‬أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَبَ‬

‫[ العنكبوت ‪ ] ٥١ :‬أي ‪ :‬إنزالنا ‪ ،‬فإذا لم يمكن تأويل الجملة بمصدر بأن كان السياق يستدعي‬

‫جملةً ‪ ،‬فيجب كسر الهمزة ‪ ،‬وتجد في كتب النحو تفصيلًا لا يسعه المقام في هذا الكتاب (‪، ) ٢‬‬

‫وعلى هذه القاعدة ‪ ،‬لا يسوغ لك أن تقول ‪ ( :‬وبسؤال المدعي عن دعواه قال ‪ :‬أني بعت‬

‫على المدعى عليه ) وإنما يجب كسر الهمزة ؛ لأنها وقعت في صدرجملة محكية بالقول ‪،‬‬

‫قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ اتَننِيَ الْكِتَبَ وَجَعَلَنِي نَيَّا [ مريم ‪ ، ] ۳۰ :‬ولو كان القول بمعنى‬ ‫ومنه قوله تعالى‪:‬‬

‫الظن ‪ ،‬وجب فتح الهمزة ‪ ،‬كقولك ‪ ( :‬أتقول أن القاضي سيحكم لك ) أي ‪ :‬أتظن أن القاضي‬

‫سيحكم لك‬

‫على أنه سمع عن بعض العرب ‪ :‬جواز فتح همزة ( إن ) بعد القول مطلقا ‪ ،‬وهم بنو‬

‫وزعم أبو الخطاب ‪ -‬وسألته عنه غير مرة ‪ -‬أن ناسًا من العرب‬ ‫سليم ‪ ،‬قال سيبويه ‪:‬‬

‫يوثق بعربيتهم ‪ ،‬وهم بنو سُليم ‪ ،‬يجعلون باب قلتُ أجمع مثل ظننتُ » (‪ ،)۳‬وفي (تفسيرأبي‬

‫[ البقرة ‪ ، ] ٣٠ :‬قال ‪:‬‬ ‫حيان ) عند قوله تعالى ‪﴿ :‬وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَتَبِكَةِ إِنِّي جَاعِلُ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً‬

‫« و ( إن ) تكسر بعد القول ‪ ،‬ولفتحها بعده عند أكثر العرب شروط ذكرت في النحو‪ ،‬وبنو‬

‫سُلَيم يفتحونها بعده من غير شرط » ( ‪. ) ٤‬‬

‫قلت ‪ :‬فتح همزة ( إن ) بعد القول ‪ -‬وإن كان مذهبًا لبعض العرب ‪ ،‬ورأيا لبعض‬

‫النحويين ‪ -‬مخالف للوجه المطرد المقيس ‪ ،‬وإن كان لا بد من ذلك فليكن بقيد الدلالة‬

‫على معنى الظن ‪.‬‬

‫( ‪ ) 1‬ينظر‪ :‬أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك ‪ ،‬لابن هشام ( ‪ ، ) ۳۳۳/۱‬وهمع الهوامع ( ‪ ، ) ١٦٥/٢‬ونحو‬
‫إتقان الكتابة باللغة العربية ‪ ،‬لمكي الحسني ص ‪٢٤٥‬‬

‫( ‪ ) ٢‬ينظر‪ :‬أوضح المسالك ( ‪ ، ) ٣٣٦/١‬وشرح الرضي على الكافية ( ‪ ، ) ٣٤٠/٤‬وهمع الهوامع ( ‪. ) ١٦٥/٢‬‬
‫( ‪ ) ۳‬كتاب سيبويه ( ‪. ) ١٢٤/١‬‬
‫( ‪ ) ٤‬تفسير البحر المحيط ( ‪. ) ٢٨٧/١‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫لحون المتخاصمين‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫والصحيح في هذه المسألة كسر همزة ( إن ) بعد القول ‪ ،‬مثل ‪ ( :‬قال ‪ :‬إني بعت المدعى‬

‫عليه سيارة ‪ ) ..‬و ( وسألت الشاهد عن محل إقامته فقال ‪ :‬إني مقيم في مدينة كذا ) ‪.‬‬

‫‪ ۳۳-‬قالت الأولة‬

‫من لطيف ما وقفت عليه في بعض الصكوك هذا النص ‪ ( :‬وبسؤال الأولة عن‬

‫دعواها ) ‪ ،‬واستنكرتُ ذلك في حينه ‪ ،‬ورأيته سبق ‪،‬قلم ‪ ،‬ووجدتُ ابن الجوزي نص على‬

‫الهاء ) على ( أول ) ‪ ،‬واستبشع الحريري هذا الاستعمال ‪ ،‬فقال ‪ « :‬ومن‬ ‫تخطئة إدخال‬

‫مفاحش ألحان العامة ‪ ،‬إلحاقهم هاء التأنيث بأول ‪ ،‬فيقولون ‪ ( :‬الأولة ) كناية عن الأولى » (‪. )٢‬‬

‫لكنَّ العدناني في كتابه ( معجم الأخطاء الشائعة ) جمع نقولات عدة تدل على جواز‬

‫إلحاق الهاء على أول ‪ ،‬فمن ذلك ما قاله الزمخشري في ( الأساس ) ‪ « :‬وتقول ‪ :‬جمـل أول ‪،‬‬

‫وناقة أولة إذا تقدما الإبل » ( ‪ ،.)۳‬وهي لغة قليلة ‪ ،‬واللغة الفصيحة المشهورة ‪ ،‬هي الأولى ‪،‬‬

‫كما قال ذلك النووي ( ‪. ) ٤‬‬

‫قلت ‪ :‬ورود هذا اللفظ في لغة شاذة ليس مسوعًا لإقرارها في استعمال المعاصرين‬

‫بعد استقرار قواعد اللغة ( ه )‪.‬‬

‫( ‪ ) 1‬ينظر‪ :‬درة الغواص ص ‪ ، ٤٦٤‬وتقويم اللسان لابن الجوزي ص ‪ ، ٨٦‬وخير الكلام في التقصي عن‬
‫أغلاط العوام ص ‪ ، ٢٠‬ومعجم الأخطاء الشائعة ص ‪. ٢٦٣‬‬
‫( ‪ ) ٢‬درة الغواص ص ‪. ٤٦٤‬‬
‫في‬

‫ملجقا‬
‫ا‬
‫اللحن‬

‫( ‪ ) ۳‬أساس البلاغة ( ‪. ) ٣٩/١‬‬


‫ضا‬

‫( ‪ ) ٤‬المجموع شرح المهذب ( ‪. ) ٤٣٢/٢‬‬


‫لء‬
‫س‬

‫( ‪ ) ٥‬قال الجواليقي ‪ « :‬فقد أُخبرتُ عن الفراء أنه قال ‪ :‬واعلم أن كثيرا مما نهيتـك عـن الـكـلام بـه مـن‬
‫شاذَّ اللغات ومُسْتكره الكلام ‪ ،‬لو توسعتُ بإجازته لرخَصْتُ لك أن تقول ‪ :‬رأيت رجلان ‪ ،‬ولقلتُ ‪:‬‬
‫أردتُ عن تقول ذاك ‪ ،‬ولكن وضعنا ما يتكلـم بـه أهل الحجاز ومـا يختاره فصحاء أهـل الأمـصـار‪ ،‬فـلا‬
‫‪ ،‬ولا نجيزُلأهل الحَضَرِ‬
‫تلتفت إلى من قال يجوز‪ ،‬فإنَّا قد سمعناه ‪ ،‬إلا أنَّا نجيزُ للأعرابي الذي لا يتخيَّر‬
‫والفصاحة أن يقولوا ‪ :‬السلام عليكم ‪ ،‬ولا ‪ :‬جئتُ مِنْ عَنْدِك ‪ ،‬وأشباهه مما لا تُحصيه من القبيح‬
‫المرفوض » ‪ .‬تكملة إصلاح ما تغلط فيه العامة ص ‪. ٤٦‬‬

‫‪٥٧‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث الثاني‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫‪ ٣٤-‬أجرت على المدعى عليه سيارة ‪...‬‬

‫اللفظ (آجر) بمعنى إكراء الدارأو السيارة يأتي على صور عدة ‪ ،‬منها ‪:‬‬

‫قولهم ‪ ( :‬أَجَرَهُ يَأْجُرُهُ الدارأجرًا ‪ ،‬فهو أجر) وذلك بالقصر وتخفيف الجيم ‪ ،‬وهذه‬ ‫‪۱-‬‬
‫لغة صحيحة فصيحة ‪.‬‬

‫قولهم ‪ :‬أجَرْتُ الدارإيجارًا ‪ ،‬فهو مُؤجر‪ ،‬وأنا مُسْتأجر) بالمد ‪ ،‬وهذه اللغة مثل‬ ‫‪-‬‬
‫الأولى في فصاحتها ‪ ،‬وعلوها عند العرب ‪.‬‬

‫) ‪ ،‬وهذه اللغة مسموعة عن العرب ‪،‬‬


‫قولهم ‪ :‬أجَرْتُ الدارَ مُؤاجرةً ‪ ،‬فهو مُؤاجِر‬ ‫‪-‬‬

‫لكنَّ الزمخشري عدها من الغلط القبيح ‪ ،‬فقال ‪ « :‬وآجَرَني فلان داره فاستأجرتها‬
‫)(‬
‫فهو مُؤجر‪ ،‬ولا تقل مُؤاجِر‪ ،‬فإنه خطأً وقبيح » ) ‪ ،‬والأكثرون على أن الأفصح ‪،‬‬

‫قولهم ‪ ( :‬أَجَرْتُ الدارإيجارا ) لا ( مُؤاجَرة ) ‪ ،‬وإن سُمع عن بعض العرب صحة‬


‫هذا اللفظ ‪.‬‬

‫) بتشديد الجيم ‪ ،‬وأكثرالعامة على هذا‬


‫قولهم ‪ ( :‬أجر الدار تأجيرًا ‪ ،‬فهو مؤجر‬ ‫‪٤-‬‬

‫الاستعمال ‪ ،‬ولم يُسمع عن العرب ‪ ،‬وخلت منه المعاجم ‪ ،‬قال المغربي ‪ « :‬أما أجر‬

‫الدار بالتشديد تأجيرًا ( يعني من باب فرّح ) كما نقول ‪ ،‬فلم يقل به أحد » (‪، ) ۳‬‬

‫وقال داغر‪ « :‬أما ( أجر) فلم ترد إلا بمعنى ‪ :‬صنع الآجُرّ‪ ،‬يقال ‪ :‬أجر الرجل ‪ ،‬أي ‪:‬‬

‫طبخ الطين اجرا »(‪. )٤‬‬

‫( ‪ ) 1‬ينظر‪ :‬الكليات ص ‪ ، ٤٨‬والمساعد للكرملي ( ‪ ، ) ١٥٠/١‬وتذكرة الكاتب ص ‪ ، ۱۰۷‬وعثرات اللسان ‪ ،‬لعبد القادر‬
‫المغربي ص ‪ ، ٨٤‬ومعجم أخطاء الكتاب ص ‪ ، ٣‬والكتابة الصحيحة ص ‪ ، ۱۳‬والأخطاء اللغوية الشائعة‬
‫على ألسنة الكتاب والأدباء والإذاعيين ص ‪ ، ٤‬ومعجم الأخطاء الشائعة ص ‪ ، ٢٢‬وأخطاء ألفناها ص ‪، ٢٤‬‬
‫وكبوات اليراع ص ‪ ، ۳۱۸‬ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪ ) ٥٤٧/٧‬و( ‪. ) ٤٠٨/٥٦‬‬
‫( ‪ ) 2‬أساس البلاغة ( ‪. ) ٢١/١‬‬
‫( ‪ ) ۳‬عثرات اللسان ص ‪. ٨٤‬‬
‫( ‪ ) ٤‬تذكرة الكاتب ص ‪. ١٠٧‬‬

‫‪۵۸‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫لحون المتخاصمين‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫قلت ‪ :‬وعلى هذا الرأي ‪ ،‬لا يصح أن يقال ‪ ( :‬مكتب فلان لتأجير السيارات ) والصحيح ‪:‬‬

‫( مكتب فلان لإيجار السيارات ) أو ( مكتب فلان لأجرة السيارات ) ‪.‬‬

‫غيرأن مجمع اللغة العربية في القاهرة ‪ :‬صوّب في ( المعجم الكبير) صحة قولهم ‪:‬‬

‫( أجر) بالتشديد ‪ ،‬وأنها مولدة ‪ ،‬وتعني ( أجر) (‪ ، )۱‬وتبعه في ذلك مجمع اللغة العربيةفي‬

‫دمشق ‪ ،‬فأجاز هذا الاستعمال ) ‪.‬‬

‫) ‪ ،‬ولا حقيقة لهذا الفعل في لغة العرب ‪ ،‬ذكر‬


‫قولهم ‪ ( :‬تأجرت دارًا ‪ ،‬فهو متأجر‬ ‫ه‬

‫ذلك محمد أبو الحسن ( ‪. )۳‬‬

‫ويترجح ‪ -‬والله أعلم ‪ -‬رفض الاستعمالين الأخيرين ‪ ،‬والصحيح ‪ :‬القصر وتخفيف‬

‫الجيم ‪ ،‬فتقول ‪ ( :‬أجَرْتُ ) ‪ ،‬أو المد وتخفيف الجيم ‪ ،‬فتقول ‪( :‬أجَرْتُ ) ‪.‬‬

‫بعت المدعى عليه سيارة) ‪ ( ،‬اشتريت من المدعى‬ ‫‪- ٣٥‬‬

‫عليه سيارة)‬

‫يستحسن بعض القضاة إذا كنتَ بائعا ‪ ،‬أن تقولفي دعواك ‪ ( :‬بعت المدعى عليه‬

‫سيارة ) لا أن تقول ‪ ( :‬اشترى مني المدعى عليه سيارة ) ‪ ،‬وإذا كنتَ المشتري ‪ ،‬فيحسن‬

‫اشتريت من المدعى عليه سيارةً ) لا أن تقول ‪ ( :‬باع عليَّ المدعى عليه‬ ‫عندهم أن تقول ‪:‬‬

‫سيارة ) وحجتهم ‪ :‬أن إضافة الفعل إلى المتكلم أولى ‪ ،‬ولم أجد ‪ -‬فيما اطلعت عليه ‪ -‬دليلًا‬
‫في‬
‫اللحن‬
‫ملجقا‬
‫ا‬

‫يقوي ما رجحوه ‪.‬‬


‫لء‬
‫س‬ ‫ضا‬

‫) ‪. (٧٣٦/١) ( ۱‬‬

‫( ‪ ) ۲‬مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪. ) ٤٠٨/٥٦‬‬


‫( ‪ ) ۳‬الأخطاء اللغوية الشائعة على ألسنة الكتاب والأدباء والإذاعيين ص ‪. ٤‬‬

‫( ‪ ) ٤‬ينظر‪ :‬الأضداد ص ‪ ، ٧٢‬وأساليب العرب في صناعة الإنشاء ‪ ،‬لشاكر شقير اللبناني ص ‪ ،٨٢‬ومعجم‬
‫الأغلاط اللغوية المعاصرة ص ‪ ۸۸‬وأخطاء ألفناها ص ‪ ، ٢٦‬ونظرات في أخطاء المنشئين ( ‪. ) ٢٣٤/١‬‬

‫‪۵۹‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث الثاني‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫ومما يجدر ذكره أن ( بعت واشتريت ) من حروف الأضداد ‪ ،‬يقال ‪ :‬اشتريت الشيء ‪،‬‬

‫على معنى قبضته ‪ ،‬وأعطيت ثمنه ‪ ،‬وهو المعنى المعروف عند الناس ‪ ،‬ويقال ‪ :‬اشتريته إذا‬

‫بعته ‪ ،‬ويقال أيضًا ‪ :‬بعت الشيء ‪ ،‬على المعنى المعروف عند الناس ‪ ،‬ويقال ‪ :‬بعت الشيء‪،‬‬

‫‪ :‬من أشعر الناس ؟ قال ‪ :‬الذي يقول (‪: )۱‬‬


‫إذا ابتعته ‪ ،‬قيل لجرير‬

‫بتاتًا ولم تضرب له وقت موعد (‪)٢‬‬ ‫ويأتيك بالأنباء من لم تبع له‬

‫يعني ‪ :‬من لم تشترله ‪ ،‬وهذا سائغ في لغة العرب بشرط أمن اللبس ‪.‬‬

‫وثمة مسألة أخرى لطيفة ‪ ،‬وهي ‪ :‬صحة تعدية الفعل ( باع ) إلى مفعولين ‪ ،‬فتقول ‪ ( :‬بعـت‬

‫محمدًا سيارةً ) ‪ ،‬ويصح التعدية إلى مفعول واحد ‪ ،‬فلك أن تقول ‪ ( :‬بعت سيارتي إلى محمد ) ‪ ،‬أو‬

‫( بعت سيارتي لمحمد ) ‪ ،‬فتكون ( اللام ) هنا زائدة ‪ ،‬ولك أن تقول أيضًا ‪ -‬وهو قليل نادر ‪ ( -‬بعـت‬

‫من محمد السيارة ) حيث دخلت ( من ) على المفعول الأول على وجه التوكيد ( ‪.)۳‬‬

‫)‪(٤‬‬
‫‪ ٣٦-‬أوصى مورثنا لي بوصيةٍ نصها ما يأتي‬

‫ويقولون ‪( :‬أوصاه وصيةً ) أو ( أوصاه على الدراسة ) وهو خطأ ؛ لأن الفعل أوصى‬

‫يتعدى إلى الموصى بـه بالباء ‪ ،‬قال الله تعالى ‪ ﴿ :‬وَأَوْصَنِي بِالصَّلَوَةِ وَالزَّكَوْةِ مَا دُمْتُ حَيَّا ﴾ [مريم ‪:‬‬

‫‪ ، ] ۳۱‬قال في ( الأساس ) ‪ « :‬وأوصيت إلى زيد لعمر بكذا ووصيت » (ه) ‪.‬‬

‫فإذا أوصى أحدكم فليقل ‪ ( :‬أوصيت لفلان بخمس التركة ) ‪.‬‬

‫( ‪ ) 1‬يريد طرفة بن العبد ‪.‬‬


‫( ‪ ) ٢‬الشعر والشعراء ‪ ،‬لابن قتيبة ( ‪. ) ١٩٣/١‬‬

‫( ‪ ) ۳‬المصباح المنيرص ‪. ٢٧‬‬

‫( ‪ ) ٤‬ينظر‪ :‬الأخطاء اللغوية الشائعة على ألسنة الكتاب والأدباء والإذاعيين ص ‪ ، ٦٣‬ونظرات في أخطاء‬
‫المنشئين ( ‪. )۱۹۰۳‬‬
‫) ‪. ( ٣٤٠/٢ ) ( ٥‬‬

‫‪7.‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫لحون المتخاصمين‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫‪ - ٣٧‬وهبت للمدعى عليه مالاً‬

‫الخلاف في تعدية الفعل ( وَهَبَ ) ‪ ،‬فهل يتعدى باللام ‪ ،‬فتقول ‪ ( :‬وهبت لفلان مالا )‬

‫أو يتعدى بنفسه إلى مفعوليه ‪ ،‬فتقول ‪ ( :‬وهبت فلانا مالا ) ؟‬

‫أقول ‪ :‬كلاهما مسموعان عن العرب ‪ ،‬وإن كان الأكثرعلى أن الفعل يُعدى باللام ‪،‬‬

‫يَهَبُ لِمَن يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُلِمَن‬ ‫والوارد في القرآن دخولُ اللام على المفعول الأول ‪ ،‬قال تعالى ‪:‬‬

‫يَشَاءُ الذُّكُورَ ﴾ [ الشورى ‪ ] ٤٩ :‬قال الفيومي ‪ « :‬قال ابن القُوطية (‪ ) ٢‬والسرقسطي (‪ )۳‬والمطرّزي ( )‬

‫وجماعة ‪ :‬لا يتعدى إلى الأول بنفسه ‪ ،‬فلا يقال وهبتك مالا ‪ ،‬والفقهاء يقولونه » ( ه) ‪.‬‬

‫وعلى هذا ‪ :‬إن كان الفعلُ ( وَهَبَ ) بمعنى أعطى ‪ ،‬فلا يُعدى إلا باللام ‪ ،‬أما ( وَهَبَ ) بمعنى‬

‫جعل ‪ ،‬فيُعدى بنفسه إلى مفعوليه ‪ ،‬مثل قولهم ‪ ( :‬وهبني الله فداك ) أي ‪ :‬جعلني الله فداك ‪.‬‬

‫[ ص ‪ ] ٣٠ :‬يقال ‪ :‬وهبت‬ ‫﴿َوَهَبْنَا لِدَاوُدَ سُلَيْمَنَ‬


‫وفي ( أمالي ابن الشجري ) عند قوله تعالى‪ :‬و‬

‫لك درهما ‪ ،‬ووهبتك درهما ‪ ،‬كما تقول ‪ :‬وزنت لك الدراهم ‪ ،‬ووزنتك الدراهم » (‪. )1‬‬

‫قال مصطفى جواد ‪ « :‬وللكاتب العربي الفصيح أبدًا أن يحذف حرف الجر ولاسيما‬

‫اللام من المجرور المصاحب لفعل متعد بنفسه إلى مفعوله الأول » ( ) ‪.‬‬

‫( ‪ ) 1‬ينظر تذكرة الكاتب ص ‪ ، ٥٣‬وفي التراث العربي ص ‪ ، ٢٩٤‬ودقائق العربية للأمير أمين آل ناصر الدين‬
‫ص ‪ ،۱۳۷‬والكتابة الصحيحة ص ‪ ، ۳۹۷‬ومعجم الأخطاء الشائعة ص ‪ ، ٢٧٤‬والأخطاء اللغوية الشائعة‬
‫في‬
‫اللحن‬
‫مجا‬
‫القضاء‬

‫على ألسنة الكتاب والأدباء والإذاعيين ص ‪ ، ٦٣‬ومعجم الخطأ والصواب ‪ ، ٢٧٢،‬ومجلة مجمع اللغة‬
‫العربية بدمشق ( ‪. ) ٤٤٩/١٨‬‬
‫لس‬

‫( ‪ ) ٢‬الأفعال ص ‪. ١٥٦‬‬
‫( ‪ ) ۳‬الأفعال ( ‪. )٢٣٠/٤‬‬

‫( ‪ ) ٤‬المغرب في ترتيب المعرب ( ‪. ) ٣٧٣/٢‬‬


‫(‪ ) ٥‬المصباح المنيرص ‪. ٢٥٨‬‬
‫) ‪. ( ٨٣/١ ) ( ٦‬‬

‫(‪ ) ۷‬في التراث العربي ص ‪ ، ٢٩٤‬ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪. ) ٤٤٩/١٨‬‬

‫‪71‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث الثاني‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫والذي يُفهم من كلام ابن الشجري ‪ ،‬جوازتعدية الفعل بنفسه إلى مفعوليه مطلقًا ‪،‬‬

‫ولا سيما أنه سمع عن العرب ‪.‬‬

‫والخلاصة ‪ :‬جواز قولك ‪ ( :‬وهبت لفلان مالا ) ويجوز قولك ‪ ( :‬وهبت فلانًا مالا )‬

‫والأول أشهر‪ ،‬وكلاهما فصيحان ‪.‬‬

‫‪ ۳۸-‬وأعطيت المدعى عليه مئة ألف ريال ليساهم بها‬

‫في المشروع‬

‫جمهور النحويين يمنعون تعدية الفعل ( أعطى ) باللام ‪ ،‬ولا يجيزونه ‪ ،‬فلا يقال‬
‫)‪(٤‬‬
‫عندهم ‪ ( :‬أعطيت لفلان مالا ) (‪ ، )۲‬والمبرد ( ‪ ) ۳‬يجيزه في سعة الكلام (‪ ،)4‬وللتجويز شواهد في‬

‫اللغة ‪ ،‬فقد مدحت ليلى الأخيلية الحجاج بقولها ‪:‬‬

‫ولا الله يُغطي للعصاة مناها (ه)‬ ‫أحجاجُ لا تعط العصاة مناهُمُ‬

‫وقد حكم ابن هشام على دخول اللام في هذا البيت بالشذوذ لقوة العامل (‪ ، )٦‬وذكر‬

‫البغدادي أن الجميع متفقون على رواية ‪ ( :‬ولا الله لا يعطي العصاة مناها ) ‪ ،‬وأن رواية ‪:‬‬

‫ولا اللهُ يُغطي للعصاةِ مُناها ) لم يَرَها لأحدٍ من الرواة ‪ ،‬وأن اللام زيدت شذوذا مع أحد‬

‫المفعولين المتأخرين عن الفعل المتعدي ( ) ‪.‬‬

‫( ‪ ) 1‬ينظر تذكرة الكاتب ص ‪ ، ٧٧‬ولغويات ‪ ،‬وأخطاء لغوية شائعة ص ‪ ، ٥٥‬ومعجم أخطاء الكتاب‬
‫ص ‪ ،٤٠٧‬والأخطاء اللغوية الشائعة على ألسنة الكتاب والأدباء والإذاعيين ص ‪. ٦٣‬‬
‫( ‪ ) ٢‬ينظر‪ :‬الأصول في النحو‪ ،‬لابن السراج ( ‪ ، ) ۱۷۷/۱‬والمساعد على تسهيل الفوائد لابن عقيل ( ‪ ، ) ٢٥٩/٢‬ومغني‬
‫اللبيب ( ‪ ، ) ١٩٦/٣‬وهمع الهوامع ( ‪ ، ) ٢٠٦/٤‬وشرح أبيات مغني اللبيب لعبد القادر البغدادي ( ‪. ) ٣١٨/٤‬‬
‫( ‪ ) ۳‬اختلفوا في راء المبرد ‪ ،‬فبعضهم يفتحها ‪ ،‬وآخرون على الكسر‪ ،‬وبالأولى حسن الوجه ‪ ،‬وبالأخرى المُثْبت‬
‫للحق ‪ ،‬ومحمد عبد الخالق عضيمة في مقدمة تحقيقه لكتاب المبرد ( المقتضب ) توسعفي ذكر هذا‬
‫الخلاف‪ ،‬فيراجع لمن رغب ‪) ١٢/١ ( .‬‬
‫( ‪ ) ٤‬المقتضب ( ‪. ) ٣٦/٢‬‬

‫( ‪ ) ٥‬الأمالي ‪ ،‬لأبي علي القالي ( ‪. ) ٨٦/١‬‬


‫( ‪ ) ٦‬ينظر‪ :‬مغني اللبيب ( ‪. ) ١٩٦/٣‬‬
‫( ‪ ) ۷‬ينظر‪ :‬شرح أبيات مغني اللبيب ( ‪. ) ٣١٨/٤‬‬

‫‪٦٢‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫لحون المتخاصمين‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫ولما تقدم ‪ :‬حجة المجيزين السماع ‪ ،‬والأحسن ترك زيادة اللام في فعل الإعطاء‬

‫فتقول ‪ ( :‬أعطيت فلانًا مالا ) وهو الذي أطبق عليه جمهور النحويين ‪.‬‬

‫‪ ٣٩-‬اسْتَلَفَ مني المدعى عليه مبلغًا قدره خمسون‬


‫)‪(1‬‬
‫ألف ريال‬

‫(الا ) و ( اسْتَسْلَفَ منه مالا ) و ( أَسْلَفْتُهُ مالا ) و( سَلَّفْتُهُ مالا )‬


‫تقول ‪( :‬اسْتَلَفَ منه م‬

‫بتشديد اللام ‪ ،‬فكلُّ ذلك صحيح ‪ ،‬وادعى إبراهيم اليازجي أن ( اسْتَلَفَ )‬ ‫(الا‬
‫و ( تَسَلَّفَ مني م‬

‫من الأخطاء الشائعة ‪ ،‬التي لم ترد في شيءٍ من اللغة ‪ ،‬وإنما يقال اسْتَسْلَفَ ‪ ،‬وتَسَلَّفَ ‪ ..‬وهي‬

‫فرطةً منه وزلة ‪ ،‬ومحجوجٌ بما جاء في معجمات اللغة ‪ ،‬قال الزمخشري في ( الأساس ) ‪:‬‬

‫« السَّلَف تلف‪ ،‬وأَسْلَفْتُهُ مالا‪ ،‬وسَلَّفْتُهُ ‪ ،‬واسْتَلَفَ فلانٌ ‪ ،‬واسْتَسْلَفَ ‪ ،‬وتَسَلَّف » ) ‪.‬‬

‫والا‬
‫لدسم منه ( السَلَف ) ‪ ،‬وهل يقال ( السلفة ) بضم السين وإسكان اللام ؟‬

‫أنكر ذلك اليازجي ؛ لأنه لم يأت بهذا المعنى ؛ إذ معنى ( السلفة ) ما يُعجل من الطعام ‪،‬‬

‫والأولى الاقتصارعلى ( السَلَف) ففيه غنية وكفاية ‪.‬‬

‫(الا ) ‪ ،‬ومنه قوله تعالى ‪﴿ :‬وَأَقْرَضُواللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا﴾ [ الحديد ‪:‬‬


‫أقرضت فلانًا م‬ ‫وفي معناه ‪:‬‬

‫‪ ، ] ١٨‬قال البهوتي ‪ « :‬ويصح القَرْضُ بلفظ‪ :‬قرض ‪ ،‬ولفظ ‪ :‬سَلَفٍ ؛ لورود الشرع بهما » (‪، )۳‬‬

‫) ‪ « :‬واستقرض ‪ :‬طلب القرض ‪ ،‬واقترض ‪:‬‬


‫والقَرْضُ‪ :‬جمعه قروض ‪ ،‬وفي المصباح المنير‬
‫أخذه »( ‪ ، ) ٤‬وهو فرق لطيف ‪.‬‬
‫في‬

‫ملجقا‬
‫ا‬
‫اللحن‬
‫لء‬
‫س‬ ‫ضا‬

‫( ‪ ) 1‬ينظر لغة الجرائد ص ‪ ، ٦٢‬ومعجم أخطاء الكتاب ص ‪ ، ٢٨٠‬ومعجم الأغلاط اللغوية المعاصرة‬
‫ص ‪ ، ٣١٦‬مغالط الكتاب ومناهج الصواب ص ‪. ٥٤‬‬
‫) ‪. ( ٤٦٩/١ ) ( ٢‬‬
‫( ‪ ) ۳‬ص ‪. ۱۹۰‬‬

‫( ‪ ) ٤‬كشاف القناع ( ‪. ) ۱۳۱/۸‬‬

‫‪٦٣‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث الثاني‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫)‪(1‬‬
‫‪ ٤٠-‬أوقفتُ الدار على أولادي الذكور والإناث‬

‫الوقف هنا بمعنى الحبس والتسبيل ‪ ،‬والأفصح عند العرب تجريد الفعل من‬

‫الألف ‪ ،‬جاء في ( المصباح المنير ‪ « :‬وقَفَت الدابةُ تقف وقْفًا ووقُوفًا ‪ ،‬سكنت ‪ ،‬ووقفتها أنا‬

‫يتعدى ‪ ،‬ولا يتعدى ‪ ...‬وأوقفتُ الدار والدابة بالألف لغة تميم ‪ ،‬وأنكرها الأصمعي ‪ ،‬وقال ‪:‬‬

‫الكلام وقفت بغير ألف ‪ ،‬وأوقفت عن الكلام بالألف أقلعت عنه » (‪. )٢‬‬

‫قال ابن الحنبلي الحلبي ‪ « :‬ومن ذلك قولهم ( أوقفَ بيتَه ) ولكنه لغة رديئة ‪ ،‬قال‬

‫في ( المغرب ) ‪ :‬وقَفَه حبسه وقفًا ‪ ،‬ووقف بنفسه وقوفًا ‪ ،‬ومنه ‪ :‬وقف أرضه أو داره علـى‬

‫ولده ؛ لأنه حبس الملك عليه ‪ ،‬قالوا ‪ :‬ولا يقال أوقفه إلا في لغةٍ رديئة ‪ ،‬وقيل ‪ :‬يُقال وقفه‬

‫فيما يحبس باليد ‪ ،‬وأوقفه فيما لا يحبس بها ‪ ،‬ومنه ‪ :‬أوقفته على ذنبه ‪ ،‬أي ‪ :‬عرفته إياه ‪،‬‬

‫والمشهور وقفته ( ‪. )٤ ( » )۳‬‬

‫وصوب البعليُّ الحنبلي الفعل ( أوقف ) وجعله بمنزلة ( وقف ) (ه) ‪ ،‬قلتُ ‪ :‬لعله‬

‫يصلح لهذا ‪ ،‬ما نقل عن الكسائي قوله ‪ « :‬قلما سمعت في شيء ( فعلت ) إلا وقد سمعت‬

‫فيه ( أفعلت ) (‪. )1‬‬

‫أما وقف بالتشديد ‪ ،‬فهي لغة منكرة ‪ ،‬وغير فصيحة (‪ ، )٧‬وإن جرت عليه ألسنة العامة ‪.‬‬

‫وقَفْتُ الدار على فلان ) ‪ ،‬ولو قلت ‪( :‬أوقفت‬ ‫وخلاصة ما تقدم ‪ :‬أن الأفصح قولُك ‪:‬‬

‫الدارعلى فلان ) فهو صواب ‪ ،‬وما قبلها أعلى منها منزلةً ‪ ،‬وأما قول العامة ‪ ( :‬وقفت ) فلا‬

‫( ‪ ) 1‬ينظر‪ :‬المطلع على أبواب المقنع ‪ ،‬للبعلي ص ‪ ، ٢٨٥‬وبحر العوام ص ‪. ٧٩‬‬


‫( ‪ ) ٢‬ص ‪. ٢٥٦‬‬

‫( ‪ ) ۳‬المغرب في ترتيب المعرب ( ‪. ) ٣٦٦/٢‬‬


‫( ‪ ) ٤‬بحر العوام ص ‪. ٧٩‬‬
‫( ‪ ) ٥‬المطلع على أبواب المقنع ص ‪. ٢٨٥‬‬
‫( ‪ ) ٦‬المزهر في علوم اللغة وأنواعها ‪ ،‬للسيوطي ( ‪. ) ٤٠٧/٢‬‬
‫(‪ ) ۷‬تاج العروس ( ‪. ) ٤٦٨/٢٤‬‬

‫‪٦٤‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫لحون المتخاصمين‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫يسوغ استعماله ‪ ،‬إلا إذا أُريد أنه حبَّسَ أكثر من عقار ودار‪ ،‬ولعل الاستعمال بالتضعيف‬

‫يكون موافقًا للصواب (‪.)۱‬‬

‫‪ ٤١-‬إن من الجاري في ملكي الأرض كذا ‪...‬‬

‫لفظة ( الجاري ) عتيقةُ في صكوك الملكية ‪ ،‬ويُخطئ بعض القضاة استعمالها في هذا‬

‫المعنى ‪ ،‬ويُحِلُّون محلها ( المستقر) ‪ ،‬فيقولون ‪ :‬إن من المستقرفي ملكي الأرض كذا ‪ ،‬ولا أرى‬

‫وجها سائعًا لإنكار لفظة ( الجاري ) في مثال الباب ‪ ،‬ففي ( التاج ) ‪ « :‬وجرى له الشيءُ ‪ :‬دام‪،‬‬

‫قال ابن أبي خازم يصف امرأةً ‪:‬‬

‫ومحض حينَ يَنْبَعِثُ العِشَارُ‬ ‫غذاها قارص يجري عليها‬

‫قال ابن الأعرابي ‪ :‬ومنه ‪ :‬أجريتُ عليه كذا ‪ ،‬أي ‪ :‬أدَمْتُ له ‪ .‬وصدقة جاريةٌ ‪ ،‬أي ‪ :‬دارة‬

‫متصلة » (‪ ، )٢‬وإن كان استعمالُ ( المستقر أكد من استعمال الجاري ) ‪ ،‬إلا أن الأحسن لا‬

‫ينفي الحسن ‪ ،‬كما أن الأفصح لا يُضعف الفصيح ‪.‬‬

‫)‪(۳‬‬
‫ض‪( ..‬‬
‫‪)3‬‬ ‫ر‪.‬‬‫‪ ٤٢-‬ساهمت المدعى عليه في أ ‪.‬‬

‫( ساهم ) في معجمات العربية بمعنى اقترع ‪ ،‬ومنه قوله تعالى‪ :‬و فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَالْمُدْحَضِينَ )‬

‫[ الصافات ‪ ] ١٤١ :‬أي ‪ :‬دخل معهم في القرعة ‪ ،‬ولم يأت في المعجمات ما يدل على أن ( ساهم )‬

‫بمعنى ( شارك ) ‪ ،‬وممن منع استعمال المساهمة ‪ ،‬بمعنى المشاركة أحمد العوامري عضو‬
‫في‬

‫ملجقا‬
‫ا‬
‫اللحن‬

‫( ‪ ) ۱‬الألفاظ الأكثر شيوعًا في التحبيس ‪ :‬وَقَفَ ‪ ،‬وأوقف ‪ ،‬وحبَّس‪ ،‬وسبل ‪ ،‬واطلعت كذلك على صيغ‬
‫لء‬‫ضا‬

‫مثبتةفي سجلات المحاكم قديمًا ‪ ،‬وفي بعض الوثائق ‪ ،‬منها ‪ :‬حرّم ‪ ،‬وأبد ‪ ،‬وتصدق ‪ ،‬وسرمد ‪ ،‬وأوصى ‪.‬‬
‫س‬

‫) ‪. ( ٣٥٠/٣٧ ) ( ٢‬‬

‫( ‪ ) ۳‬ينظر‪ :‬دراسات في فلسفة النحو والصرف واللغة والرسم ص ‪ ، ١٥١‬ومعجم أخطاء الكتاب ص ‪، ٢٨٨‬‬
‫ومعجميات ص ‪ ، ۱۳۸‬ونظرات في أخطاء المنشئين ( ‪ ، ) ۲۱۹/۱‬والعربية الصحيحة ص ‪ ، ١٤٣‬ومعجم‬
‫تصحيح التصحيح ص ‪ ، ۱۸۳‬ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪ ) ٢٢١/٤٠‬من مقال لإبراهيم‬
‫السامرائي ‪ ،‬ومثله ص ‪ ۱۲۸‬في كتابه ( التطور اللغوي ) ‪ ،‬ومجلة مجمع اللغة الأردني ( ‪) ٨٥/٣٥‬‬
‫و ( ‪ ) ٢٣٥/٥٤‬عبارة عن بحثين ‪ ،‬أحدهما يمنع ‪ ،‬والآخر يجيز‪ ،‬فإذا أردت أن تستزيد فارجع إليهما ‪.‬‬

‫‪٦٥‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث الثاني‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫مجمع اللغة العربية بالقاهرة ‪ ،‬والشاعر الدمشقي محمد محمود البزم ‪ ،‬فقصرا معنى‬

‫( المساهمة ) على المقارعة ‪.‬‬

‫وذهب الأستاذ السامرائي ‪ :‬إلى أبعد من هذا ‪ ،‬فقرر أن ( أسْهَمَ ) لغةٌ جديدةٌ لا تُعرف‬

‫في فصيح العربية ‪ ،‬وكذلك ( سَاهَمَ ) وهي اللفظة التي خلت المعجمات القديمة منها في‬

‫الدلالة المعروفة في عصرنا (‪ ، ) ۱‬وممن ردَّ هذا القول محمود الطناحي بقوله ‪ « :‬يَخْطئ بعضُهم‬

‫استعمال الفعل ( ساهم ) بمعنى ( شارك ) على أساس أنه لم يأت في المعاجم إلا ‪ :‬ساهم‬

‫فلان القوم ‪ ،‬أي ‪ :‬دخل معهم في القرعة فقرعهم وغَالَبَهُم ‪ ،‬لكنه قد جاء بمعنى ( شَارَكَ ) في‬

‫شعر يُنسب لزهير ولأبي الأسود الدؤلي (‪ ،) ٢‬وهو قوله ‪:‬‬

‫فرأيك محمود وعبدك دائم(‪)٣‬‬ ‫أبا ثابت ساهمت في الحزم أهله‬

‫وهذا المعنى ذُكرفي ( المعجم الوسيط ) ‪ ،‬وهكذا تبين صدق كلمة الأصمعي السابقة ‪:‬‬

‫« من عرف كلام العرب ‪ ،‬لم يكد يلحن أبدًا » (‪. )٤‬‬

‫قلتُ ‪ :‬جاء استعمال ( ساهم ) بمعنى ( شارك ) في كلام كثير من الفصحاء ‪ ،‬ومن ذلك‬

‫البيت الشعري المذكور آنفا ‪ ،‬وبيت للحكم الخضري ‪ -‬وهو ممن يُحتج بشعره ‪ -‬يقول ‪:‬‬

‫وفي المرطالفاوان ردفهما عبل (ه )‬ ‫تساهم ثوباها‪ ،‬ففي الدرع رأدة‬

‫قال الزمخشري في ( الأساس ) ‪ « :‬وتساهموا الشيء ‪ :‬تقاسموه » (‪ ،)٦‬وقال الشريف‬

‫( ‪ ) ۱‬معجميات ص ‪۱۳۸‬‬

‫( ‪ ) ٢‬ذكر الدكتور أحمد مختار عمر أن علي السباعي أول من تنبه إلى هذا البيت ‪ ،‬فحكم بتصحيح هذا‬
‫الاستعمال ‪ ،‬ينظر‪ :‬العربية الصحيحة ص ‪. ١٤٣‬‬

‫( ‪ ) ۳‬اللآلي في شرح أمالي القالي ‪ ،‬لأبي عبيد البكري ( ‪ ، ) ٦٦/١‬ومعه ( سمط اللآلي ) للمحقق الكبيرعبد العزيز‬
‫الميمني الراجكوتي ‪.‬‬
‫( ‪ ) ٤‬مقالات محمود الطناحي ( ‪. ) ٢٠٥/١‬‬
‫( ه ) شرح ديوان الحماسة ‪ ،‬للمرزوقي ص ‪. ١٣١٧‬‬
‫) ‪. ( ٤٨٧/١ ) ( ٦‬‬

‫‪77‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫لحون المتخاصمين‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫الرضي ‪ « :‬وأنا المُساهمُ له في تحمل النازلة ‪ ،‬والأخذ معه بأوفر الأقـسـام مـن النائبة » (‪، )١‬‬

‫وأقر مجمع اللغة القاهري استعمال ( ساهم ) بمعنى شارك وقاسم (‪. )٢‬‬

‫والذي يظهر صحة استعمال ( ساهم ) بمعنى المشاركة والمقاسمة ؛ لأنه مسموع‬

‫في عصر الاحتجاج ‪ ،‬فتقول ‪ ( :‬ساهمت المدعى عليه في شراء أرض ) ‪ ،‬أو ( تساهمت مع‬

‫المدعى عليه ) ‪ ،‬أو ( أسهمت مع المدعى عليه ) ‪ ،‬وكلُّ ذلك جائز‪ ،‬ومن قصر الاستعمال‬

‫على ( أسهم ) بمعنى المشاركة ‪ ،‬دونَ ( ساهم ) فهو محجوج للعلة التي يستند إليها ؛ إذ لم‬

‫يرد في معجمات اللغة القديمة ‪ ،‬أن ( أسهم ) بمعنى شارك وقاسم ‪.‬‬

‫وبما أن الكلام يجر بعضه بعضًا ‪ ،‬فإن ( ساهم ) فعل متعد ‪ ،‬و ( أسهم ) فعل لازم ‪،‬‬

‫فتقول ( ساهمت المدعى عليه في شراء أرض ) و ( أسهمت مع المدعى عليه في شراء أرض ) ‪.‬‬

‫‪ - ٤٣‬أودعت عند المدعى عليه مالاً(‪)٣‬‬

‫يُخطئ بعضُهم استعمال ( أودع ) متعديًا بالحرف ‪ ،‬فقولهم ‪ ( :‬أودع كتابه عند أخيه )‬
‫خطأً‪ ،‬و‬
‫والصحيح ( أودع أخاه كتابه ) ‪ ،‬ومثل ذلك في قولهم ‪ ( :‬أودع المال في المصرف )‬

‫والصحيح عندهم ( أودع المصرف ماله ) مستدلين بأن مجيء ( أودع ) و( استودع ) في‬

‫معجمات اللغة والشعر القديم كله بالتعدية إلى مفعولين اثنين ‪ ،‬وإنمـا سـمـع عـن بعـض‬

‫العرب بعد عصر الاحتجاج تعدية ( أودع ) بالحرف ‪ ،‬ففي ( كليلة ودمنة ) ‪ « :‬فأودعته في‬

‫أجوبة الرافعي عن سؤالات أبي رية ( قوله ‪ « :‬واستعمال أودع متعديًا‬ ‫خزائنه » ( ‪ ، ) ٤‬وفي‬
‫في‬

‫ملجقا‬
‫ا‬
‫اللحن‬

‫بالحرف جائز‪ ،‬بل هو الأفصح في تلك العبارة ؛ لأنهم يُضَمَّنون الأفعال معاني أفعال أخرى ‪،‬‬
‫ضا‬

‫ثم يُعدّون الفعل المضمن بالحرف الذي كان يتعدى به الفعل الآخر‪ ،‬وهذا شائع جدا‬
‫لء‬
‫س‬

‫( ‪ ) 1‬رسائل الصابئ والشريف الرضي ص ‪. ٦٣‬‬


‫( ‪ ) ٢‬القرارات المجمعية ص ‪. ١١‬‬

‫( ‪ ) ۳‬ينظر‪ :‬رسائل الرافعي ص ‪ ، ٨٧‬وتذكرة الكاتب ص ‪ ، ٤٠‬ومعجم أخطاء الكتاب ص ‪ ، ٦٥٨‬ومجلة مجمع‬
‫اللغة العربية بدمشق ( ‪. ) ٢٦٩/٢‬‬
‫) ‪.(19/1 ) (ε‬‬

‫‪٦٧‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث الثاني‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَن ذِكْرِ رَبِّي ﴾[ ص ‪ ، ] ٣٢ :‬فـ ( أحبَّ ) لا يتعدى بـ ( عن ) ‪،‬‬ ‫في اللغة وفي القرآن ‪:‬‬

‫ولكنه مضمن معنى آثر وهكذا » (‪. )۱‬‬

‫والذي يظهر صحة قولك ‪ ( :‬أودعت المال عند المدعى عليه ) مثل قولك ‪ ( :‬أودعت‬

‫‪:‬‬
‫المدعى عليه مالًا ) ‪ ،‬وكذلك يصح قولك ‪ ( :‬استودعت المال في المصرف ) وهو مثل قولك ‪:‬‬

‫( استودعت المصرف مالي ) ‪.‬‬

‫‪ - ٤٤‬كَفَلْتُ المدعى عليه كفالةً غَرَامِيَّة‬

‫( الغَرِيم ) من حروف الأضداد ؛ فالغَريم الذي له الدَّيْنُ والغَريم الذي عليه‬

‫الدِّينُ (‪ ، ) ٢‬ويُلاحِظُ قضاة الاستئناف كثيرا على ورود لفظة ( غَرَامِيَّة ) ‪ ،‬والصحيح أن‬

‫يقال ‪ ( :‬كفالة غُرْمِيَّة ) أو ( كفالة غُرْمٍ وأَدَاءٍ ) ؛ فمن معاني ( الغَرَام ) الولوع ‪ ،‬والشَّرُّ الدَّائمُ‪،‬‬

‫والهَلاكُ ‪ ،‬والعذابُ ‪ ،‬وفي ( التاج ) ‪ « :‬الغُرْمُ ‪ :‬ما ينوب الإنسانَ في ماله من ضرر لغيرجناية‬

‫فَهُم مِّن مَّغْرَمِ مُّثْقَلُونَ ﴾ [ الطور‪ . ) ۳( » ] ٤٠ :‬ولذا قل ‪ ( :‬كَفَلْتُ المدعى عليه كفالةً‬ ‫منه ‪ ،‬قال تعالى ‪:‬‬

‫غُرْمِيَّة ) أو ( كَفَالة غُرْمٍ وأَدَاءٍ ) ولا تقل ( كَفَلْتُهُ كفالةً غَرَامِيَّة ) ‪.‬‬

‫‪ -٤٥‬تُوفي موكلي في تاريخ ‪ ١٤٤٣/٠١ /٠١‬هـ‬

‫بالبناء للمجهول ‪ ،‬فهو ( مُتوفّى ) بضم الميم وفتح التاء والفاء ؛ وذلك لأن‬ ‫تُوفِّي فلانٌ‬

‫المتوفي هو الله ‪ ،‬وهذا صريح فصيح لا خلاف فيه ‪ ،‬وإنما الخلاف فيما إذا بني للمعلوم ‪،‬‬

‫( ‪ ) 1‬رسائل الرافعي ص ‪. ۸۷‬‬


‫( ‪ ) ٢‬الأضداد ص ‪. ٢٠٣‬‬
‫) ‪. ( ۱۷۰/۳۳ ) ( ۳‬‬
‫( ‪ ) ٤‬ينظر‪ :‬قل ولا تقل ( ‪ ، ) ٢٧/٢‬ومغالط الكتاب ص ‪ ، ۱۳۰‬والكتابة الصحيحة ص ‪ ، ٣٩٢‬ومعجم الأخطاء‬

‫الشائعة ص ‪ ، ۲۷۱‬ومقالات الطناحي ( ‪ ، ) ١٩٦/١‬ومعجم الخطأ والصواب ص ‪ ، ٢٦٧‬ونحو وعي لغوي ‪،‬‬
‫لمازن المبارك ص ‪ ، ٢٠١‬ولحن القول ‪ ،‬لعبد العزيز الحربي ص ‪ ، ٥٠‬ومجموع مقالات الدكتور فيصل‬
‫المنصور ص ‪ ، ۳۷۹‬ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪. ) ٥٤٧/٧‬‬

‫‪٦٨‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫لحون المتخاصمين‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫فهل يصح ما يقوله بعض العامة في زماننا ‪ ( :‬تَوَفَّى فلان ) بفتح التاء والواو والفاء ‪ ،‬وكسر‬

‫الفاء في اسم الفاعل ( مُتوفّ ) ويكون معناه ‪ :‬أنه استوفى أجله ‪ ،‬واستنفد أيامه في الحياة‬

‫الدنيا ‪ ،‬وعلى ذلك جاءت القراءة المروية عن علي بن أبي طالب رَضاَللَّهُعَنْهُ ‪ ،‬وعن عاصم ‪:‬‬

‫وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَجًا ﴾ [ البقرة ‪ ] ٢٤٠ :‬بفتح الياء في « يتوفــون » ‪ ،‬وأنكرهـا ابـن‬

‫هذا الذي أنكره ابن مجاهد ‪ ،‬عندي مستقيم جائز‪ ،‬وذلك أنه‬ ‫مجاهد ‪ ،‬قال ابن جني ‪:‬‬

‫على حذف المفعول ‪ ،‬أي ‪ :‬والذين يتوفون أيامهم أو أعمارهم أوآجالهم » (‪ ، )١‬قال الطناحي ‪:‬‬

‫هذا الاستعمال ضارب في العربية بعروقه » (‪ ، )٢‬وممن أنكر من المعاصرين استعمال‬

‫الفعل ( تَوفى ) بالبناء للمعلوم ‪ :‬اليازجي في مجلته ( الضياء ) ‪ ،‬ومصطفى جواد وزهدي جار‬

‫الله ‪ ،‬وغيرهم كثير‪.‬‬

‫وهاتان الصيغتان أكثر ذيوعا من قول‬ ‫ولذا فقل ‪ ( ::‬تُوفّي فلان ) و ( توفَّى اللهُ فلانًا‬

‫بعضهم ‪ ( :‬تَوفَّى فلان ) إذا جاءت بمعنى استوفى أجله ‪ ،‬وأكمل أيامه ‪ ،‬والاستعمال الأخير‬

‫صحيح أيضًا بهذا المعنى ‪.‬‬

‫وقبل أن أنتهي من هذه المادة ‪ ،‬فإن ( وَفَاة ) تجمع على ( وَفَيَات ) بفتح الفاء وتخفيف‬

‫الياء ‪ ،‬لا على ( وَفِيَّات ) بكسر الفاء وتشديد الياء ‪ ،‬فإنها من الوفاء ‪ ،‬تقول ‪ :‬نساء وَفِيَّات ‪.‬‬

‫رزقت من المدعى عليه بولد اسمه ‪)۳( ...‬‬ ‫‪٤٦‬‬

‫مما شاع على ألسنة المترافعين في المحاكم ‪ ،‬تعدية الفعل ( رزق ) إلى مفعوله الثاني‬

‫بحرف الباء ‪ ،‬فتقول المدعية ‪ ( :‬رُزقتُ من المدعى عليه بولد ) والصحيح ‪ :‬أن الفعل ( رَزَقَ )‬
‫في‬

‫ملجقا‬
‫ا‬
‫اللحن‬

‫يتعدى إلى مفعوله الثاني بنفسه ‪ ،‬فتقول ‪ ( :‬رُزقت من المدعى عليه ولدًا ) أو ( رَزَقَ اللهُ‬
‫ضا‬

‫محمدًا ولدًا ) وفي قوله تعالى ‪ ﴿ :‬قَالَ لَا يَأْتِيكُمَا طَعَامُ تُرْزَقَانِهِ ﴾[ يوسف ‪ ، ] ٣٧ :‬ولو كان الفعل‬
‫لء‬
‫س‬

‫يتعدى إلى مفعوله الثاني بالباء ‪ ،‬لقال ‪ « :‬ترزقان به » ‪.‬‬

‫( ‪ ) ۱‬المحتسب في تبيين وجوه شواذ القراءات والإيضاح عنها ‪ ،‬لابن جني ( ‪. ) ١٢٥/١‬‬
‫( ‪ ) ۲‬مقالات الطناحي ( ‪. ) ١٩٦/١‬‬
‫( ‪ ) ۳‬ينظر‪ :‬تذكرة الكاتب ص ‪ ، ۱۳۳‬ومعجم أخطاء الكتاب ص ‪ ، ٢٢٥‬وموسوعة الأخطاء اللغوية الشائعة‬
‫لعلي جاسم سلمان ص ‪. ۷۸‬‬

‫‪79‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث الثاني‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫رُزقتُ من المدعى عليها ولدًا ) أو ( رَزَقَ اللهُ محمـدا مـالًا ) ‪ ،‬ولا يصح إدخال‬ ‫ولذا قل ‪:‬‬

‫الباء على المفعول الثاني ‪.‬‬

‫‪ - ٤٧‬أَنْجَبْتُ من المدعى عليها ولدًا‬

‫(أَنْجَبَ ) في العربية فعل لازم لا يتعدى بنفسه ‪ ،‬فلا يقال ‪ ( :‬أنجب الرجل ولدا ) ‪ ،‬وإنما‬

‫يُعَدَّى إلى الولد بالباء ‪ ،‬فيقال ‪ ( :‬أنجبت منها بولد ) ‪ ،‬هذا رأي الأكثرين ‪ ،‬ويرى الزعبلاوي ‪،‬‬

‫أن ( أَنْجَبَ ) فعل لازم ‪ ،‬وهو بمعنى ( أتى بنجيب ) لا بمعنى ( وَلَدَ ) ؛ ولذلك فهو يُخطئ قولهم ‪:‬‬

‫أنجب فلان ولدًا ) ‪ ،‬بمعنى الولادة ‪ ،‬ومعنى الإنجاب عنده ‪ :‬الإتيان بالنجيب ‪ ،‬والنجابة ‪ :‬بمعنى‬

‫النباهة وظهور الفضل ‪ ،‬لا بمعنى الولادة ‪ .‬ويرى مجمع اللغة العربية بالقاهرة ‪ :‬أنه يجوز‬

‫استعمال ( أَنْجَبَ ) متعديًا بنفسه ‪ ،‬بمعنى ( وَلَدَ ) ‪ ،‬واستدل المجمع بقول حفص الأموي ‪:‬‬

‫من منجـبـات مـا بـهـن ذام (‪)۲‬‬ ‫أنجبه السوابق الكرام‬

‫والذي يظهر جواز تعدية الفعل ( أَنْجَبَ ) بنفسه ‪ ،‬ويكون بمعنى ( وَلَدَ ) ؛ لوروده في‬

‫شعر من يحتج به ‪ ،‬ولم أجد ‪ -‬فيما اطلعت عليه ‪ -‬ردا يدفعه ‪.‬‬

‫ولذلك صح لك أن تقول ‪ ( :‬أَنجَبْتُ منها ولدًا اسمه ‪ ) ..‬أو (أَنْجَبْتُ منها بولد اسمه ‪. )...‬‬

‫)‪(۳‬‬
‫‪ - ٤٨‬تزوّجت المدعى عليها بتاريخ‪...‬‬

‫الفعل ( تَزَوَّجَ ) يتعدى بنفسه إلى مفعول واحد ‪ ،‬فتقول ‪ ( :‬تَزَوَّجْتُ المدعى عليها ) ‪،‬‬

‫وهل يصح أن يُعدى بالباء ‪ ،‬فيقال ‪ ( :‬تَزَوَّجْتُ بالمدعى عليها ) أو بـ ( من ) كما في قولك ‪:‬‬

‫( تَزَوَّجْتُ من المدعى عليها ) ؟‬

‫( ‪ ) 1‬ينظر لغويات ‪ ،‬وأخطاء لغوية شائعة ص ‪ ، ۷۸‬ومعجم أخطاء الكتاب ص ‪ ، ٥٩٤‬والأخطاء اللغوية‬
‫الشائعة على ألسنة الكتاب والأدباء والإذاعيين ص ‪ ، ٥٢‬والقرارات المجمعية ص ‪. ١١٠‬‬
‫( ‪ ) ٢‬مختصر تاريخ دمشق ‪ ،‬لابن منظور ( ‪. ) ۲۱۳/۷‬‬
‫( ‪ ) ۳‬ينظر بحر العوام ص ‪ ، ۷۸‬ومعجم أخطاء الكتاب ص ‪ ، ٢٥٣‬والكتابة الصحيحة ص ‪ ، ١٤٧‬ومعجم‬
‫الخطأ والصواب ص ‪. ١٥٦‬‬

‫‪V.‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫لحون المتخاصمين‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫في ذلك خلاف بين أهل اللغة ‪ ،‬قال صاحب ( الصَّحَاح ) ‪ « :‬قال يونس ‪ :‬تقول‬

‫العرب ‪ :‬زَوَّجْتُه امرأةً ‪ ،‬تَزَوَّجْتُ ‪،‬امرأةً ‪ ،‬وليس من كلام العرب تَزَوَّجْتُ بامرأةٍ ‪ ،‬قال ‪ :‬وقول‬

‫احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا‬ ‫وَزَوَّجْنَهُم بِحُورٍ عِينِ ﴾ [ الدخان ‪ ] ٥٤ :‬أي ‪ :‬قرناهم بهنَّ ‪ ،‬من قوله عَزَوَجَلَّ‪:‬‬ ‫الله تعالى ‪:‬‬

‫وَأَزْوَجَهُمْ ﴾ [ الصافات ‪ ] ٢٢ :‬أي ‪ :‬وقرناءهم ‪ ،‬وقال الفراء ‪ :‬تَزَوَّجْتُ بامرأة ‪ ،‬لغةٌ في أَزْد شَنُوءَة » ) ‪،‬‬

‫وفي ( الأساس ) ‪ « :‬تَزَوَّجْتُ فلانةً وبفلانة ‪ ،‬وزوجنيها فلان ‪ ،‬وزوجني بها » ) ‪.‬‬

‫وخلاصة ما تقدم جواز قولك ‪ ( :‬تَزَوَّجْتُ المدعى عليها ) وهو الأفصح ‪ ،‬ولـك أن تقول‬

‫( تَزَوَّجْتُ بالمدعى عليها ) و ( تَزَوَّجْتُ من المدعى عليها ) ؛ لورودهما عن العرب قديمًا ‪،‬‬

‫والعادة عند الفقهاء استعمال حرف الجر ( من ) ‪.‬‬

‫‪ - ٤٩‬إن المدعى عليها زوجي‬

‫تُستعمل كلمة ( زوج ) للذكر والأنثى على السواء ‪ ،‬فيقال ‪ :‬للرجل زوج ‪ ،‬وللمرأة زوج‬

‫اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ ﴾ [ البقرة ‪ ، ] ٣٥ :‬وقال ‪﴿ :‬وَإِنْ أَرَدتُمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَكَانَ‬ ‫أيضًا ‪ ،‬قال تعالى‪:‬‬

‫[ النساء ‪ ، ] ٢٠ :‬ويقال للمرأة ( زوجة ) ‪ ،‬وهو صحيح صريح‪ ،‬وكان الأصمعي ينكر أن‬ ‫زوج‬

‫يقال للمرأة ( زوجة ) ‪ ،‬ويحتج بأن هذه اللفظة ‪ ،‬لم تأت في القرآن الكريم ‪ ،‬فقيل له ‪ :‬إن‬

‫الشاعرذا الرمة يقول ‪:‬‬

‫أراك لها في البصرة اليوم ثاويا‬ ‫أذو زوجة بالمصــر أم ذو خصومة‬

‫فقال ‪ « :‬ذو الرمة ليس بحجة ؛ إذ طالما أكل البقل والمالح في حوانيت البقالين » (‪،)٤‬‬

‫والأصمعي رَحمهُ اللهُ عُرف بالتحرج في قبول أي لفظة خالفت لغة التنزيل ‪ ،‬وأيا ما يكون من أمر‬
‫في‬

‫ملجقا‬
‫ا‬
‫اللحن‬
‫لء‬
‫س‬ ‫ضا‬

‫( ‪ ) ۱‬الصحاح للجوهري ( ‪. ) ٣٢٠/١‬‬


‫( ‪ ) ٢‬أساس البلاغة ( ‪. ) ٤٢٥/١‬‬
‫( ‪ ) ۳‬ينظر‪ :‬المزهرفي علوم اللغة وأنواعها ( ‪ ، ) ٢١٤ / ١‬وبحر العوام ص ‪ ،۷۸‬وخيرالكلام ص ‪ ، ٣٤‬ونصوص‬

‫ودراسات عربية وأفريقية ‪ ،‬لإبراهيم السامرائي ص ‪ ، ۸۸‬ومعجميات ص ‪ ، ٢٦٨‬وأزاهيرالفصحى ص ‪، ۹۹‬‬


‫وفي اللغة والأدب ‪ ،‬للطناحي ص ‪ ، ٧٦٣‬ومعجم تصحيح التصحيح ص ‪ ، ١١٢‬ولحن القول ص ‪. ٢٦٣‬‬
‫( ‪ ) ٤‬الموشح في مآخذ العلماء على الشعراء ‪ ،‬للمرزباني ص ‪. ١٨٠‬‬

‫‪۷۱‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث الثاني‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫‪ « :‬يا فلان هذه زوجتي فلانة » ) ‪ ،‬علق‬ ‫فقد جاء في حديث أنس رول عنه من قول رسولالله‬

‫النووي قائلًا ‪ « :‬هكذا هو في جميع النسخ بالتاء قبل الياء ‪ ،‬وهي لغة صحيحة ‪ ،‬وإن كان الأشهرُ‬
‫حذفها ‪ ،‬وبالحـذف جاءت آيات القرآن ‪ ،‬والإثبات كثيرأيضًا » (‪ ،)٢‬وقد سمع كذلك عن العرب‬

‫قولهم ( زوجة ) ‪ ،‬قال عبدة بن الطبيب ‪ -‬وهو من المخضرمين ‪: -‬‬

‫والأقربون إليّ ثم تصدعوا (‪)۳‬‬ ‫فبكي بناتي شجوهنّ وزوجتي‬

‫قال أبو حاتم ‪ :‬وأهل نجد يقولون في المرأة زوجة بالهاء ‪ ،‬وأهل‬ ‫وفي ( تاج العروس ) ‪:‬‬

‫الحرم يتكلمون بها ‪ ،‬وعَكَس ابن السكيت ‪ ،‬فقال ‪ :‬وأهل الحجازيقولون للمرأة ‪ :‬زوج بغير‬

‫هاء ‪ ،‬وسائر العرب ‪ :‬زوجة بالهاء ‪ ،‬وجمعها زوجات ‪ ،‬والفقهاء يقتصرونفي الاستعمال‬

‫عليها للإيضاح وخوف لبس الذكر بالأنثى » ( ‪. )٤‬‬

‫ومما يُلْحَقُ به صحة قول بعضهم ‪ ( :‬مَرَهُ ) و ( مَرَتُه ) و( امْرَأَتُه ) ‪ ،‬قال الطبري ‪:‬‬
‫تقول ‪ :‬هي زوجَتُه وزَوجُهُ ومَرَتُه » ( ه ) ‪.‬‬

‫ومما تقدم فيصح لك أن تقول ‪ ( :‬هذه زوجي وزوجتي وامرأتي ومرتي ) ‪.‬‬

‫‪ - ٥٠‬ولا زال عقد الزوجية قائمًا‬

‫يُخطئ اليازجي ‪ ،‬وإبراهيم المنذر‪ ،‬ومحمد النجار‪ ،‬والزعبلاوي ‪ ،‬وزهدي جارالله ‪ ،‬والعدناني‬

‫وغيرهم ‪ ،‬هذا الأسلوب ‪ ،‬وصوابه عندهم أن يقال ‪ ( :‬ما زال عقد الزوجية قائمًا ) ‪ ،‬بحجة أن‬

‫( ‪ ) 1‬أخرجه مسلم في الصحيح ‪ ،‬كتاب السلام ‪ ،‬باب بيان أنه يستحب لمن رؤي خاليـا بامرأة ‪ ،‬وكانــت‬
‫زوجته أو محرمًا له أن يقول ‪ :‬هذه فلانة ‪ ،‬رقم الحديث ‪. ) ١٠٣٩ / ٢ ( ٢١٧٤ :‬‬
‫( ‪ ) ٢‬شرح صحيح مسلم ( ‪. ) ١٥٧/١٤‬‬
‫( ‪ ) ۳‬الزاهر في معاني كلام الناس ‪ ،‬لابن القاسم الأنباري ( ‪. ) ٦٧/٢‬‬
‫( ‪ ) ٤‬تاج العروس ( ‪. )٢١/٦‬‬
‫( ‪ ) 5‬مسند عمر بن الخطاب من تهذيب الآثار ( ‪. ) ٤٣١/١‬‬
‫( ‪ ) ٦‬ينظر لغة الجرائد ص ‪ ، ٥٨‬وإصلاح الفاسد من لغة الجرائد ‪ ،‬لمحمد سليم الجندي ص ‪ ، ١٦‬وص ‪، ١١٣‬‬
‫ومعجم أخطاء الكتاب ص ‪ ، ٢٥٩‬والكتابة الصحيحة ص ‪ ، ١٤١‬ومعجم الأخطاء الشائعة ص ‪ ، ١١٤‬ومعجم‬
‫الخطأ والصواب في اللغة ص ‪ ، ١٥٧‬ونحو إتقان الكتابة العلمية باللغة العربية ص ‪ ، ٢٩‬والأخطاء اللغوية‬
‫الشائعة في الأوساط الثقافية ص ‪ ، ٢٩٤‬ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪ ) ٢١٩/١‬و( ‪. ) 229/40‬‬

‫‪٧٢‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫لحون المتخاصمين‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫( لا ) النافية لا تدخل على الفعل الماضي إلا إذا كررت ‪ ،‬أوأُريد بها الدعاء ‪ ،‬يقول الزعبلاوي ‪:‬‬

‫« ويقول الكتاب حينًا ‪ ( :‬لا زال فلان يقاتل ) ‪ ،‬وهو خطأً‪ ،‬صوابه ‪ ( :‬ما زال فلان يقاتل ) ؛ لأن‬

‫[ القيامة ‪ ، ] ٣١ :‬فإذا‬ ‫( لا ) النافية إذا دخلت على الماضي كررت كقوله تعالى ‪ ﴿ :‬فَلَاصَدَّقَ وَلَا صَلَّى‬

‫لم تُكرر كان معناها الدعاء أو الرجاء ‪ ،‬كقولك ‪ ( :‬لا زالت دياركم عامرةً ) » ) ‪.‬‬

‫والقاعدة ‪ :‬أن ( لا ) إذا دخلت على الفعل الماضي ‪ ،‬قلت ‪ ( :‬ما زال ) و ( ما زالا ) و( ما‬

‫زالوا ) ‪ ،‬ويستثنى منه ما يكون لقصد الدعاء والتمني ‪ ،‬كما في المثال الذي ذكره الزعبلاوي ‪،‬‬

‫أما إذا دَخَلَتْ ( لا ) على الفعل المضارع ‪ ،‬فتقول ‪ ( :‬لا يزال ) و ( لا يزالان ) و ( لا يزالون ) ‪ ،‬ومنه‬

‫قوله تعالى‪﴿ :‬وَلَا نَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَابِنَةٍ مِنْهُمْ﴾ [ المائدة ‪ ، ] ۱۳ :‬ولا تقل ‪ ( :‬ما يزال ) ونحوه ‪،‬‬

‫ولذلك تجد المدعي العام في دعاوى الحق العام ‪ ،‬يقول ‪ ( :‬ولا يزال الحق الخاص قائما )‬

‫وهو استعمالُ منه عالٍ فصيح ‪.‬‬

‫ومذهب آخر يرى صحة دخول ( لا ) على الفعل الماضي ‪ ،‬ويكون بمعنى ( لم ) ‪،‬‬

‫قال ابن فارس ‪ ( « :‬لا ) حرف نَسَقٍ ‪ ،‬ينفي الفعل المستقبل ‪ ،‬نحو ( لا يخرج زيد ) وينهى‬

‫به ‪ ،‬تقول ‪ ( :‬لا تفعل ) ‪ ،‬وتكون بمعنى ( لَمْ ) إذا دَخَلَتْ على ماض كقوله جل ثناؤه ‪:‬‬

‫[ القيامة ‪ ، ] ٣١ :‬أي ‪ :‬لم يُصدِّق ‪ ،‬ولم يُصلّ ‪ ،‬وقال الشاعر‪:‬‬ ‫فَلَاصَدَّقَ وَلَاصَلَّى‬

‫وأسيافُنَا يَقْطُرْن مِنْ كَبْشِهِ دما (‪)٢‬‬ ‫وأي خــمــيــس لا أفَأْنا نِهَابَهُ‬

‫قال محمد سليم الجندي ‪ « :‬ففي هذه النصوص دلالة واضحة على أن ( لا ) ‪ ،‬تجيء‬

‫مع الماضي بمعنى ( لَمْ ) ‪ ،‬وعلى أن الماضي لا يجب أن يصيرإنشاء بعدها دائمًا ‪ ،‬كما‬

‫توهمه اليازجي وتابعه » (‪. )۳‬‬


‫في‬

‫ملجقا‬
‫ا‬
‫اللحن‬

‫والحاصل مما تقدم أن الأكثراستعمالًا قولك ‪ ( :‬ما زال عقد الزوجية قائمًا ) ‪ ،‬وقول‬
‫لء‬
‫س‬ ‫ضا‬

‫المدعي العام ‪ ( :‬ولا يزال الحق الخاص قائمًا ) ولو قلت ‪ ( :‬لا زال عقد الزوجية قائمًا ) و( ما‬

‫يزال الحق الخاص قائمًا ) كان ذلك صحيحًا ‪.‬‬

‫( ‪ ) ۱‬معجم أخطاء الكتاب ص ‪. ٢٥٩‬‬


‫( ‪ ) ٢‬الصاحبي ص ‪. ٢٥٧‬‬
‫( ‪ ) ۳‬إصلاح الفاسد من لغة الجرائد ص ‪. ١١٦‬‬

‫‪۷۳‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث الثاني‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫‪ ( ٥١-‬وأنا حامل من المدعى عليه ) ‪ ،‬و (أنا) مرضعة لابني ) ‪،‬‬

‫)‪(1‬‬
‫و (طلقني وأنا حائض) ‪ ،‬و (أنا طالق منه ) ‪ ،‬وأنا بائن منه ) ‪.‬‬

‫منع أكثر النحويين تأنيث ما جاء على صيغة ( فاعِل ) بالتاء مما يختص بوصف‬

‫المؤنث ‪ ،‬كحامل وطالق وحائض ‪ ،‬كالفراء (‪ ، ) ٢‬وابن السكيت ( ‪ ،)۳‬والمبرد (‪ ، )٤‬وغيرهم ‪.‬‬

‫فأما قولك ‪ ( :‬امرأة حامل ‪ ،‬فتحذف التاء إذا أمكن الاستغناء عنها ؛ لأن المرأة اختصت‬

‫بهذا الوصف من دون الرجل ‪ ،‬فإذا حَمَلَتِ المرأةُ شيئًا على ظهرها ‪ ،‬أو على رأسها ‪ ،‬فتقول ‪:‬‬

‫( حاملة ) وهذا تعليل أهل الكوفة ) ‪ ،‬وإليه أميل ‪ ،‬وكذلك يقال في ( المرضع ) و( المرضعة ) ‪،‬‬

‫يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُكُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا‬ ‫فإذا أريد الفعل قيل ‪ ( :‬مرضعة ) مثل قوله تعالى ‪:‬‬

‫[ الحج ‪ ، ] ٢ :‬وإذا أريد الصفة ‪ ،‬قيل ‪ ( :‬مرضع ) ‪.‬‬ ‫أَرْضَعَتْ‬

‫ومثلهما قولك ‪ ( :‬حائض ) فهي من الصفات الخاصة بالأنثى ‪ ،‬فلا تلحقهـا تـاء‬

‫التأنيث ‪ ،‬ويجوز إلحاق التاء بها في حال تلبسها بالحيض ‪ ،‬قال الفيومي ‪ « :‬والمرأة‬

‫( حائض ) ؛ لأنه وصف خاص ‪ ،‬وجاء ( حائضة ) أيضًا بناءً لـه علـى حـاضــت » (‪. ) ٦‬‬

‫أما قولهم للمرأة ‪ ،‬هي ( طالق ) فهو المعنى المتبادر للأذهان ‪ ،‬وهل تلحقها التاء ؟ أبو‬

‫البركات الأنباري يُخطئ من يقول لزوجه ‪ ( :‬أنت طالقة ) ؛ لأنه وصف خاص بالأنثى (‪،)٧‬‬

‫ومن أجازاستعمال لفظ ( طالقة ) فقد استدل بقول الأعشى ‪:‬‬

‫( ‪ ) 1‬ينظر ما تلحن فيه العامة ص ‪ ، ١٢٥‬والتنبيه على غلط الجاهل والنبيه ص ‪ ، ٣٩‬ومعجم الأخطاء‬
‫الشائعة ص ‪ ، ١٠٤‬ومعجم الأغلاط اللغوية المعاصرة ص ‪ ١٦٩‬و‪ ، ٤١٢‬ومعجم الصواب اللغوي ص ‪۳۰۷‬‬
‫و‪ ٣٠٩‬و‪ ، ٦٨٤‬ومن سعة العربية ص ‪ ، ۱۱۸‬ولحن القول ص ‪. ٥٨‬‬
‫( ‪ ) ٢‬ينظر‪ :‬المذكر والمؤنث ‪ ،‬للفراء ص ‪. ١٠٤‬‬
‫( ‪ ) ۳‬ينظر‪ :‬إصلاح المنطق ( ‪. ) ٣٤١/٢‬‬
‫( ‪ ) ٤‬ينظر‪ :‬المذكر والمؤنث ‪ ،‬للمبرد ص ‪. ١٠١‬‬
‫( ‪ ) ٥‬الصحاح ( ‪ ، ) ١٦٧٧/٤‬والإنصاف في مسائل الخلاف بين النحويين البصريين والكوفيين ( ‪ ، ) ٧٥٨/٢‬وشرح‬
‫المفصل ‪ ،‬لابن يعيش ( ‪ ، ) ١٠٠/٥‬والمساعد على تسهيل الفوائد ( ‪ ، ) ٢٩٩/٣‬وتاج العروس ( ‪. ) ٣٤٤/٢٨‬‬
‫( ‪ ) ٦‬المصباح المنيرص ‪. ٦١‬‬
‫( ‪ ) ۷‬الإنصاف في مسائل الخلاف بين النحويين البصريين والكوفيين ( ‪. ) ٧٥٨/٢‬‬

‫‪٧٤‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫لحون المتخاصمين‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫كذاك أمور الناس غادٍ وطارقه (‪)۱‬‬ ‫يا جارتي بيني فإنك طالقَة‬

‫ويرى بعض اللغويين ‪ ،‬ومنهم الأخفش وابن فارس ‪ :‬أن التاء إذا أُلحقت ‪ ،‬فالمراد أن‬

‫المرأة طالقة غدًا (‪. )٢‬‬

‫وعلى كلِّ حال ‪ ،‬الأحسن والأولى تجريد التاء من ( طالق ) ‪.‬‬

‫أطلب إلزام المدعى عليه بأن يدفع لي المتبقي‬ ‫‪-٥٢‬‬

‫من أتعاب المحاماة (‪)3‬‬

‫ضم المثال غلطين سيَّارين في الضبوط القضائية ‪ ،‬ولا تكاد مدونة قضائية تخلو من أحدهما ‪:‬‬

‫فالفعل ( ألْزَمَ ) يتعدى إلى مفعوليه ‪ ،‬ولا يجوز إدخال الباء على مفعوله الثاني ‪،‬‬

‫والصحيح تجريده من ( الباء ) ‪ ،‬فتقول ‪ ( :‬أطلب إلزام المدعى عليه أن يدفع ‪ ) ...‬ويكثر‬

‫في منطوق الحكم قول بعض القضاة ‪ ( :‬فقد ألزمت المدعى عليه بأن يرد ) ‪ ،‬والصحيح‬

‫إسقاط ( الباء ) من مفعوله الثاني ‪.‬‬

‫والخطأ الآخرفي هذه العبارة استعمال ( المتبقي ) بمعنى ( الباقي ) ‪ ،‬فقد يُظَنُّ أن الفعل‬

‫( تبقّى ) بمعنى ( بَقِيَ ) ‪ ،‬وهذا وهم ؛ جاء في أساس البلاغة ‪ « :‬وتبقاه بمعنى استبقاه » (‪، ) ٤‬‬

‫قال أبو نواس ‪،‬في شعر له ‪:‬‬

‫وتَبَقَى لُبَابَها المكنونا (ه)‬ ‫أكل الدهرُ ما تجسّم منها‬


‫في‬

‫ملجقا‬
‫ا‬
‫اللحن‬

‫ومما أنكره جواد على رؤوف جمال الدين استعماله ( تبقى ) بمعنى ( بقي ) في قوله ‪:‬‬
‫لء‬
‫س‬ ‫ضا‬

‫( ‪ ) ۱‬ديوان الأعشى ص ‪. ٢٦٣‬‬

‫( ‪ ) ٢‬ينظر‪ :‬مقاييس اللغة لابن فارس ( ‪ ، ) ٤٢١/٣‬وتاج العروس ( ‪. ) ٩٣/٢٦‬‬


‫( ‪ ) ۳‬ينظر‪ :‬دراسات في فلسفة النحو والصرف واللغة والرسم ص ‪ ، ١١٢‬ومعجم الأغلاط اللغوية المعاصرة‬
‫ص ‪ ، ۷۱‬ومعجميات ص ‪. ۳۳‬‬
‫) ‪. ( ٧١/١ ) ( ٤‬‬
‫( ‪ ) ٥‬زهر الآداب ‪ ،‬وثمر الألباب ‪ ،‬للحصري ( ‪. )١٤٧/٢‬‬

‫‪Vo‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث الثاني‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫« وما تبقّى من اللغويين فهم ناقلون لما سمعوه » (‪ ) ۱‬؛ ولهذا قل ‪ ( :‬أطلب إلزام المدعى‬

‫عليه أن يدفع لي الباقي من أتعاب المحاماة ) ‪.‬‬

‫‪ ٥٣-‬أطلب إلزام المدعى عليه أن يرد لي القرض البالغ‬

‫قدره مليون ريال ‪.‬‬

‫قولك ‪ :‬أن يردّ لي القرض ) فيه نظر‪ ،‬وتصحيحه أن يقال ‪ ( :‬بدل القرض) ؛ لأن المقترض‬

‫لا يرد للمقرض عين القرض‪ ،‬وإنما يردُّ له بَدَله ‪ ،‬قال الموفق ابن قدامة ‪ « :‬وللمقرضِالمطالبة‬

‫ببدله في الحال » ) ‪ ،‬وقال البهوتي ‪ « :‬ملكتُك هذا على أن تردَّ لي بدله ‪ ،‬أو خذ هذا انتفع به ‪،‬‬

‫ورُدَّ لي بدله » (‪ ، )۳‬وأنت خبير بأن أصحابنا الحنابلة لا يجيزون للمقرض الرجوعفي عين ماله‬

‫الذي أقرضه للمقترض ؛ لأنه خرج من ملكه ‪ ،‬فليس له إلا المطالبة برَد بَدَلِه ‪ ،‬وإذا عُلم هذا‬

‫فالأحسن قولك ‪ ( :‬أطلب إلزام المدعى عليه أن يرد لي بدل القرض البالغ كذا وكذا ) ‪.‬‬

‫‪w‬‬
‫)‪(٤‬‬
‫والصحيح أنه عارية من مُوَزّتِنا‬ ‫‪٥٤‬‬

‫( العارية ) بتشديد الياء أو تخفيفها ‪ ،‬والتشديد أعلى ‪ ،‬كذا قال ابن بالي (‪ ، )٥‬وخَطَّاً‬

‫عبد القادر المغربي في ( عثرات اللسان ) تخفيف الياء في ( العارية ) فقال ‪ « :‬والناس‬

‫يخففونها خطأً ‪ ،‬فيقولون عارية على وزن سارية وخالية وجارية ‪ ،‬نعم قد يجوز تخفيف‬

‫‪ ،‬نص عليه الفيومي في ( مصباحه ) » (‪ ، )٦‬وقد رجع المغربي إلى الإباحة‬


‫( عارية ) في الشعر‬

‫بأخَرة ( ‪ ، ) ٧‬وذُكرت ( العاريَةُ ) مخففةً في ( القاموس المحيط ) (‪. ) ۸‬‬

‫( ‪ ) ۱‬دراسات في فلسفة النحو والصرف واللغة والرسم ص ‪. ١١٢‬‬


‫( ‪ ) ۲‬المغني شرح مختصر الخرقي ( ‪. )٤٣١/٦‬‬
‫( ‪ ) ۳‬كشاف القناع ( ‪. ) ١٣٢/٨‬‬
‫( ‪ )٤‬ينظر‪ :‬تثقيف اللسان وتلقيح الجنان ص ‪ ١٧٢‬و ‪ ، ٢٦٧‬وخيرالكلام ص ‪ ، ٣٢‬ومعجم أخطاء الكتاب‬
‫ص‪ ، ٤٢٤.‬ومعجم الأغلاط اللغوية المعاصرة ص ‪ ، ٤٧٢‬وعثرات اللسان ص ‪. ۷۸‬‬
‫( ‪ ) ٥‬خير الكلام ص ‪. ٣٢‬‬
‫( ‪ ) ٦‬ص ‪. ٧٨‬‬

‫)‪ (v‬رجع عن القول بالمنع إلى القول بجواز الوجهينفي مقال له في مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪. ) ٢٣٦/٢٥‬‬
‫( ‪ ) ٨‬ص ‪. ٤٤٦‬‬

‫‪٧٦‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫لحون المتخاصمين‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫والفعل منه ( أعار) ويتعدى بنفسه إلى مفعوليه ‪ ،‬فتقول ‪ ( :‬أعرت المدعى عليه كتابًا‬

‫فضيعه ) ‪ ،‬ويجوز دخول حرف ( اللام ) على مفعوله الأول ‪ ،‬فتقول ‪ ( :‬أعَرْتُ للمدعي كتابًا ) ‪.‬‬

‫)‪(1‬‬
‫وقد مضى على بيعة السيارة سنتان‬ ‫‪٥٥‬‬

‫من معاني ( البيعة ) بفتح الباء ‪ :‬التولية ‪ ،‬ومبايعة الملك على السمع والطاعة‬

‫ويرى عبد القادر المغربي ‪ ،‬ونسيم نصر‪ :‬أنه لا يصح إتيانها بمعنى البيع‪ ،‬والظن أنه خفي‬

‫عليهما أن لفظة ( البيعة ) صحيحةً صريحةً بمعنى البيع ‪ ،‬ففي الحديث ‪ « :‬نهى النبي‬

‫عن بيعتين في بَيعة » (‪ ، )٢‬وفي ( الأساس ) ‪ « :‬وهذه بَيعَةٌ مُربحة » (‪ ، )۳‬وأما ( بيعة ) المكسور‬

‫باؤها ‪ ،‬فهي معبد النصارى أو اليهود ‪.‬‬

‫فالبيعة ‪ ،‬والمُبايعة ‪ ،‬والتَّبايع ‪ ،‬كلها تأتي بمعنى البيع ‪ ،‬فاستعمل أيها شئت ‪ ،‬ولا حرج ‪.‬‬

‫‪ ٥٦-‬أطلب إلزام المدعى عليه أن يرد لي العربون الذي‬

‫تسلمه وقدره مئة ألف ريال‬

‫في ( العربون ) سبع لغات ‪ ( :‬عَرَبُون ) و ( عُرْبان ) و ( عُرْبُون ) و ( أَرَبُون ) و ( أُرْبان ) و (أَرْبون )‬

‫و( ربون ) ‪ ،‬ذكره اللخمي في ( المدخل ) (ه ) ‪ ،‬وأكثر اللغات جريانًا على الألسنة ‪ ،‬قولهم ‪:‬‬

‫( عُرْبون ) ‪ ،‬أما ( عَرْبون ) بفتح العين ‪ ،‬وإسكان الراء فلحن عندهم‪ ،‬وكذلك غلطوا من يقدم‬

‫الراء على العين ‪ ،‬فيقول ‪ ( :‬رغبون ) ‪ ،‬وأهل الشام يستعملونه ‪ ،‬ولعله من القلب المكاني ‪.‬‬

‫( ‪ ) 1‬ينظر‪ :‬أخطاء ألفناها ص ‪ ، ١٥١‬ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪. ) ٥٠٧/٣٠‬‬


‫في‬

‫ملجقا‬
‫ا‬
‫اللحن‬

‫( ‪ ) ٢‬أخرجه الترمذي في السنن ‪ ،‬كتاب البيوع ‪ ،‬باب ما جاء في النهي من بيعتين في بيعة ‪ ،‬رقم الحديث ‪، ١٢٣١ :‬‬
‫لء‬‫ضا‬

‫)‪.(014/5‬‬
‫س‬

‫( ‪ ) ۳‬أساس البلاغة ( ‪. ) ۸۷/۱‬‬


‫( ‪ ) ٤‬ينظر‪ :‬تثقيف اللسان وتلقيح الجنان ص ‪ ، ٢٢٣‬والمدخل إلى تقويم اللسان ‪ ،‬لابن هشام اللخمي‬
‫ص ‪ ، ١٦٣‬وسهم الألحاظ في وهم الألفاظ لابن الحنبلي ص ‪ ، ٥٦‬وشفاء الغليــل فيـمـا في كلام العــرب‬
‫من الدخيل للشهاب الخفاجي ( ‪ ، ) ١٤٣/٢‬ومعجم أخطاء الكتاب ص ‪ ، ٣٩٤‬ومعجم الأخطاء الشائعة‬
‫ص ‪ ، ١٦٥‬ومن معجم الجاحظ ‪ ،‬لإبراهيم السامرائي ص ‪. ١٧‬‬
‫( ‪ ) ٥‬المدخل إلى تقويم اللسان ص ‪.١٦٣‬‬

‫‪VV‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث الثاني‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫ويجمع ( عُرْبون ) على ( عَرَابين ) ‪ ،‬وهو أعجمي مُعَرَّب ‪ ،‬ومعناه ‪ :‬دفع بعض ثمن‬

‫أو أجرة ‪ ،‬ويقول ‪ ::‬إن أخذتُه أوجئتُ بالباقي ‪ ،‬وإلا فهو لك ( ‪ ، )۱‬وهو صحيح عند أصحابنا‬

‫الحنابلة ‪ ،‬ولا يصح عند غيرهم‪.‬‬

‫‪ -٥٧‬وقد اختُسبت عُمُولَةً موكلي مبلغًا قدره خمسون‬


‫(د)‬
‫ألف ريال‬

‫في ( التاج ) ‪ ( « :‬و) العِمْلَةُ ‪ ( :‬أجرُ العَمَل ‪ ،‬كالعُمْلَة بالضم ) ‪ ( .‬العمالة مثلثة ) ‪ ،‬والكسر‬

‫عن اللحياني ‪ ،‬وقال الأزهري ‪ :‬العُمَالَةُ بالضم ‪ :‬رزقُ العامل الذي جُعِل له على ما قُلَّدَ من‬

‫العَمَل » (‪ ، )۳‬وتُخَلُصُ مما ذكره الزَّبيدي أنه يصح لك استعمال أربعة أوجه تحمل معنى‬

‫‪ ،‬هي ‪ ( :‬العِمْلَة ) بكسر العين ‪ ،‬وسكون الميم ‪ ،‬والعمالة ) بفتح‬


‫أجر العامل أو السمسار‬

‫العين ‪ ،‬أو ضمها ‪ ،‬أو كسرها ‪ ،‬ولكن هل يجوز وصف أجر العامل أو السمسارب ( العُمولة )‬

‫على وزن ( فُعُولة ) ؟‬

‫أعطاه عُمُولةً قدْرُها عشرة في المئة ) ‪ ،‬وهي من اصطلاح‬ ‫قال داغر‪ « :‬ويقولون ‪:‬‬

‫التجار‪ ،‬فيطلقون العُمولة على الأجرة ‪ ،‬أوعلى ما يُعبَّرعنه عامتهم بالكومسيون ‪ ،‬وهو ما‬

‫يُؤخذ عادةً على بيع بضاعة أو على شرائها ‪ ،‬والصواب أن يقال ‪ ( :‬عملة ) بضم العين أو‬

‫كسرها ‪ ،‬أو عمالة مثلثة ‪ ،‬أي ‪ :‬أجرة العامل ‪ ،‬كالخفارة أجرة الخفير » ( ‪ ،) ٤‬ومن منع استعمال‬

‫( العُمولة ) ؛ احتج بأنها لم تسمع عن العرب ‪ ،‬وخلت منها المعجمات ‪ ،‬مع ذكرها لألفاظ‬

‫أخرى تقوم مقام ( العُمولة ) ‪ ،‬غير أن المجمع القاهري ‪ :‬أجاز استعمال عددٍ من الكلمات‬

‫( ‪ ) ۱‬شرح منتهى الإرادات ‪ ،‬للبهوتي ( ‪. ) ١٧٩/٣‬‬


‫( ‪ ) ٢‬ينظر‪ :‬تذكرة الكاتب ص ‪ ، ١٠٧‬ومعجم الأغلاط اللغوية المعاصرة ص ‪ ، ٤٦٤‬ومعجم الخطأ والصواب‬
‫في اللغة ص ‪ ، ۱۹۹‬ومعجم الصواب اللغوي ص ‪ ، ٥٤٩‬وفي أصول اللغة ( ‪ ، ) ٨/٢‬ومجلة مجمع اللغة‬
‫العربية بدمشق ( ‪ ) ١١٩۳/۸۷‬و( ‪. ) ٧٤٧/٨٩‬‬
‫) ‪. ( ٥٧/٣٠ ) ( ۳‬‬
‫( ‪ ) ٤‬تذكرة الكاتب ص ‪. ١٠٧‬‬

‫‪۷۸‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫لحون المتخاصمين‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫المصدرية على وزن ( فُعُولة ) من كل فعل ثلاثي بتحويله إلى باب ( فَعُلَ ) بضم العين ‪،‬‬

‫إذا احتمل دلالة الثبوت والاستمرار أو المدح والذم أو التعجب ‪ ،‬ومن هذه الكلمات‬

‫( العُمُولة ) و ( الخُطُورة ) و ( الخُصُوبة ) وغيرها ) ‪.‬‬

‫)‪(۲‬‬
‫وموكلي أحد السَّمَاسِرة في هذه المبايعة‬ ‫‪-٥٨‬‬

‫وردت مفردة ( السَّمْسَرَة )في النظام التجاري الصادر سنة ‪ ١٣٥٠‬هـ (‪ ،)٣‬وفيه ‪ « :‬كل‬

‫ما يتعلق بسندات الحوالة بأنواعها أو بالصرافة والدلالة ( السَّمْسَرَة ) » ‪ ،‬وكذلك في أحد‬

‫المحاضر الخاصة بدراسة أنواع القضايا التجارية ‪ ،‬وفيه ‪ :‬إذا كان المدعي هو السمسار‬

‫‪ -‬ولم يمتهن السَّمْسَرَة ‪ -‬والمدعى عليه تاجرا ‪ ، ) ...‬وهي عربية ‪ ،‬ويظن بعضهم أنها‬

‫عاميّةً مُحْدَثة ‪ ،‬قال الأستاذ أحمد عبد الغفور عطار « كلمة ( السَّمْسِار) عربية ‪ ،‬وظنَّ‬

‫أبو منصور الجواليقي صاحب كتاب ( المُعَرَّب ) ( ‪ ) ٤‬أنها من المُعَرَّب ‪ ،‬ولكن لا دليل عنده ‪،‬‬

‫كما يقول صديقنا العلامة الشيخ أحمد محمد شاكر‪ ،‬الذي تولى نشركتاب الجواليقي‬

‫ودليل عروبتها ‪ :‬أنه جاء في الحديث عن قيس بن أبي غَرَزَة ‪« :‬كنا نُسَمَّى السَّمَاسِرَة ‪،‬‬

‫( ‪: )٦‬‬
‫فسمانا النبي له بأحسن منه ‪ ،‬فقال ‪ :‬يا معشر التجار» (ه)‪ ،‬وقال أبــو نـصــر‬

‫سوى أن أراجـع سـمـسـارهـا (‪)١‬‬ ‫فأصبحت ما أستطيع الكلام‬

‫( ‪ ) 1‬ينظر في أصول اللغة ( ‪. ) ٨/٢‬‬

‫( ‪ ) ٢‬ينظر‪ :‬شفاء الغليل ( ‪ ، ) ١٦/٣‬ومعجم الأغلاط اللغوية المعاصرة ص ‪ ، ٣٢١‬ومعجم الصواب اللغوي ص ‪، ٤٥٠‬‬
‫في‬
‫اللحن‬
‫مجا‬
‫القضاء‬

‫ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪ ، ) ١٩٩/٥٠‬ومجلة المنهل ‪ ،‬عدد ربيع الأول سنة ‪ ١٣٦٩‬هـ ‪ ،‬ص ‪. ٢٤٠‬‬
‫لس‬

‫( ‪ ) ۳‬بموجب المرسوم الملكي رقم ( ‪ ) ۳۲‬وتاريخ ‪ ١٣٥٠ / ٠١ /١٥‬هـ‪.‬‬


‫( ‪ ) ٤‬ص ‪. ٢٤٩‬‬

‫( ‪ ) ٥‬أخرجه أبو داودفي السنن ‪ ،‬كتاب البيوع ‪ ،‬باب في التجارة يخالطها الحلف واللغو‪ ،‬رقم الحديث ‪، ٣٣١٩‬‬
‫( ‪ ، ) ١١١/٤‬والترمذي في السنن ‪ ،‬كتاب البيوع ‪ ،‬باب ما جاء في التجار‪ ،‬وتسمية النبي لهإياهم ‪ ،‬رقم‬
‫الحديث ‪. ) ٤٩٧/٢ ( ، ١٢٠٨ :‬‬

‫( ‪ ) ٦‬والصحيح أنه الأعشى ميمون بن قيس ‪.‬‬


‫( ‪ ) ۱‬ديوان الأعشى ص ‪. ۳۱۹‬‬

‫‪۷۹‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث الثاني‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫والسِّمْسَارفي اللغة ‪ :‬القيم بالأمر الحافظ له ‪ ،‬وفي البيع ‪ :‬اسم من يَدْخُلُ بين البائع‬

‫والمشتري متوسطًا لإمضاء البيع ( ‪. )٢ ( » )۱‬‬

‫ومما تقدم ؛ فاستعمال ( السَّمْسَرَة ) و ( السَّمْسَار كما هو شائع اليوم صحيح صريح (‪. )۳‬‬

‫‪ ٥٩-‬ولم يسلم المدعى عليه لموكلي دلالته إلى اليوم‬

‫في ( كشاف القناع) ‪ « :‬وإن كانت العَطِيَّةُ لغير العاقدين ‪ ،‬بسبب العقد ‪ ،‬كأجرة‬

‫الدَّلال ونحوها » ( ) ‪ ،‬والدَّلال هو السّمْسَار‪ ،‬ولا فرق ‪ ،‬وغلَّط المغربي من يستعمل ( الدَّلالة )‬

‫بفتح الدال ‪ ،‬على أجرة العامل ‪ ،‬والصحيح عنده الضم ‪ ،‬وهو مُعَارِضُ بما ورد في معجمات‬

‫العربية ‪ ،‬ففي ( التاج ) ‪ « :‬وقال ابن دريد ‪ :‬الدَّلالة ‪ ،‬بالفتح ‪ :‬حِرْفة الدَّلال ‪ ،‬ودليل بين‬

‫الدلالة ‪ ،‬بالكسر لا غير‪ ( .‬و) الدَّلالة ( بالكسر‪ :‬ما جعلته له ) ‪ :‬أي ‪ :‬للدلال ‪ ( .‬و) أيضًا‬

‫( للدليل ) كما في ( المحكم ) ‪ ( .‬وقد يُفتح ) كما في التهذيب » (‪. ) ٦‬‬

‫وخلاصة ما تقدم أنك إذا أردت المهنة ‪ ،‬فالأفصح أن تقول ‪ ( :‬الدلالة ) بكسر الدال ‪،‬‬

‫وإذا أردت أجرة الدَّلَّال ‪ ،‬فتقول ‪ ( :‬أخذ دَلَالَتَهُ ) أو (دِلالَتَهُ ) ‪.‬‬

‫( ‪ ) 1‬ينظر غريب الحديث ‪ ،‬لأبي سليمان الخطابي ( ‪ ، ) ۲۸۱/۲‬والفائق في غريب الحديث ‪ ،‬للزمخشري ( ‪. ) ١٩٧/٢‬‬
‫( ‪ ) ٢‬مجلة المنهل ص ‪. ٢٤٠‬‬

‫( ‪ ) ۳‬كتب الدكتور عدنان الخطيب نائب رئيس مجمع اللغة في دمشق آنذاك تحقيقا في ست ورقـات عـن‬
‫عربية ( السمسرة والسمسار) بناءً على طلب وزير التموين والتجارة الداخلية السوري سنة ‪ ١٩٧٤‬م ‪،‬‬

‫وهو بحث قيم تجده في مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪. ) ١٩٩/٥٠‬‬
‫( ‪ ) ٤‬ينظر‪ :‬عثرات اللسان ص ‪ ، ٤٤‬ومعجم الأغلاط اللغوية المعاصرة ص ‪. ٢٢٦‬‬
‫) ‪. ( ٤٩٨/١١ ) ( ٥‬‬
‫) ‪. ( ٤٩٨/٢٨ ) ( ٦‬‬

‫‪A.‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫لحون المتخاصمين‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫أطلب إلزام الصحيفة المدعى عليها دفع مبلغ قدره‬ ‫‪٦٠‬‬

‫مئة ألف ريال عن الأضرار بسبب تشويه سمعتي‪،‬‬


‫)‪(1‬‬
‫الزبائن )‬ ‫وتأثير ذلك في‬

‫قال ابن فارس ‪ « :‬الزاء والباء والنون أصل واحد يدل على الدفع » (‪ ،) ٢‬و ( الزبون )‬

‫عربيةٌ قُجَّة ‪ ،‬مأخوذة من زبنتُ الشيءَ زبنا ‪ ،‬إذا دفعته ‪ ،‬قال الفيومي ‪ « :‬وقـيـل للمشتري ‪:‬‬

‫زبون ؛ لأنه يدفع غيره عن أخذ المبيع ‪ ،‬وهي كلمة مُوَلَّدة ‪ ،‬ليست من كلام أهل البادية » (‪، )۳‬‬

‫وقال القاضي عياض في معنى المزابنة في البيوع ‪ « :‬فكأنَّ كلَّ واحدٍ من المتبايعين يزُبُنُ‬

‫صاحبَهُ عن حقّهِ بما يزداد منه ‪ ،‬أوإذا وقف أحدهما على ما يكره تدافعا ‪ ،‬فحرص على‬

‫فسخ البيع ‪ ،‬وحرص الآخرُ على إمضائه » (‪ ، )4‬ومن هذا المعنى يقع بين المشتري والبائع‬

‫مدافعة معنوية ‪ ،‬وقد تكون حسيةً ‪ ،‬فيصح إطلاق وصف ( الزبون ) على المشتري ‪.‬‬

‫ومن الخطأ الشائع جمع ( زَبُون ) على ( زَبائن ) ‪ ،‬و ( زُبَنـاء ) ‪ ،‬والصحيح جمعـه علـى‬

‫( زُبُن ) ؛؛ لأن جمع التكسير ( فعل ) يُصاغ لكل اسم رباعي ‪ ،‬صحيح اللام ‪ ،‬قبل لامـه مـدَّةٌ ‪،‬‬

‫سواء أكانت ألفا أم واوًا أم ياءً ‪ ،‬غيرأن المَدَّة ‪ ،‬إن كانت ألفا أو واوا وجب أن يكون الاسم‬

‫غيرَ مُضَاعف‪ ،‬مثل ‪ :‬عِماد ‪ ،‬وعُمد ‪ ،‬وعَمُود ‪ ،‬وعُمد ‪.‬‬

‫وخلاصة ما تقدم ‪ ،‬أنه لا يصح قياسًا جمع ( زَبون ) على ( زَبائن ) ‪ ،‬بل القياس أن‬

‫يجمع على ( زُبن ) ‪ ،‬فتقول ‪ ( :‬وتأثيرذلك في الزُبن ) ‪.‬‬


‫في‬
‫اللحن‬
‫مجا‬
‫القضاء‬
‫لس‬

‫( ‪ ) 1‬ينظر‪ :‬المزهر في علوم اللغة وأنواعها ( ‪ ، ) ۳۰۸/۱‬وشفاء الغليل ( ‪ ، ) ٥١٣/٢‬وتذكرة الكاتب ص ‪، ١٠٩‬‬
‫ومعجم أخطاء الكتاب ص ‪ ، ٢٤٨‬ومعجم الأغلاط اللغوية المعاصرة ص ‪ ، ٢٨١‬ومعجم الصواب‬
‫اللغوي ص ‪ ، ٤١٩‬ولحن القول ص ‪. ٢٦٦‬‬
‫( ‪ ) ٢‬مقاييس اللغة ( ‪. )٤٦/٣‬‬

‫( ‪ ) ۳‬المصباح المنيرص ‪. ٩٥‬‬


‫( ‪ ) ٤‬إكمال المعلم بفوائد مسلم ( ‪. )١٧٣/٥‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث الثاني‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫‪ 11-‬وقد وقف عليه السَّوْم في هذه السّلْعة‬

‫( سَامَ ) من حروف الأضداد ‪ ،‬قال ابن الأنباري ‪ « :‬سُمْتُهُ بعيري سومًا ‪ ،‬إذا عرضته‬

‫عليه ليشتريه ‪ ،‬وسمتُهُ بعيري سَومًا ‪ ،‬إذا أردت اشتراءَهُ منه ‪ ،‬وكذلك استمته البعير‬

‫استيامًا » (‪ ، )١‬وفي ( الأساس) ‪ « :‬سام البائع السلعة إذا عرضها للبيع ‪ ،‬وذكر ثمنها ‪ ،‬وما‬

‫أغلى سَوْمته وسيمته ‪ ،‬وسامها المشتري واسْتَامها ‪ ،‬وبعته من أول سائم سامني ‪ ،‬وساومها‬

‫وتَسَاوماها ‪ :‬وهي المقاولة في المبايعة » ) ‪ ،‬وقد ذكرتُ ذلك ؛ دفعًا لتوهم أن السوم يكون‬

‫من المشتري ‪ ،‬وليس من البائع كذلك ‪.‬‬

‫أما ( السِّلْعَة ) فليس فيها إلا وجه واحد لا ثاني له ‪ ،‬وهو كسر السين وإسكان العين ‪،‬‬

‫وجمعُها ( سِلَع ) و( سِلِعَات ) ‪ ،‬وخَطَّأَ الزُبيديُّ ( ‪ )۳‬في ( لحن العوام ) فتح السين في ( سلعة ) ) ‪.‬‬

‫(ه )‬
‫‪ -٦٢‬أجرت المدعى عليه منزلاً عبارة عن ‪...‬‬

‫الكلام الذي يُبيّن به ما في النفس من معان (‪ ،) 1‬فيقال ‪ :‬هذا‬ ‫معنى ( عبارةٌ عن‬

‫الكلام عبارةٌ عن كذا ‪ ،‬وتُستعمل في تفسير بعض الكلام ‪ ،‬وتعريف بعض الاصطلاحات‬

‫اللفظية ‪ ،‬واستعملها الفقهاء كثيرًا ‪ ،‬قال المرداوي ‪ « :‬قدم ابن مُنجى في ( شرحه ) أنها في‬

‫الشرع عبارة عن استعمال الماء الطهور » ( ) ‪ ،‬وقال ابن جني ‪ « :‬ويؤكد ذلك ‪ :‬أن لفظ‬

‫( ‪ ) 1‬الأضداد ص ‪. ٤٠٥‬‬
‫) ‪. ( ٤٨٥/١ ) ( ٢‬‬

‫( ‪ ) ۳‬هو من قبيلة زُبيد ‪ ،‬وهو غير مرتضى الزَّبيدي صاحب ( تاج العروس ) من بلدة ( زبيد ) في اليمن ‪.‬‬
‫( ‪ ) ٤‬لحن العوام ‪ ،‬للزبيدي ص ‪. ۹۹‬‬
‫( ‪ ) ٥‬ينظر لغة الجرائد ص ‪ ، ١١٤‬والسيد رشيد رضا أو إخاء أربعين سنة ‪ ،‬للأميرشكيب أرسلان ص ‪، ٣٩٦‬‬
‫أخطاء الكتاب ص ‪ ، ۳۷۹‬ومقالات الطناحي ( ‪ ، ) ٢٠٤/١‬ونحو إتقان الكتابة العلمية باللغـة‬
‫العربية ص ‪ ، ۱۰۳‬ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪. )٢٧٦/١٥‬‬
‫( ‪ ) ٦‬ينظر‪ :‬المعجم الوسيط ص ‪. ٥٨٠‬‬
‫( ‪ ) ۷‬حاشية الإنصاف مع المقنع والشرح الكبير ( ‪. ) ٣١/١‬‬

‫‪٨٢‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫لحون المتخاصمين‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫الجبال قد وضع عبارة عما لا تدركه المعاينة » (‪ ، )١‬وقال الكَفَوي ‪ « :‬والتغاير اعتباري ‪،‬‬

‫وذلك أن العلم عبارة عن الحقيقة المجردة عن الغواشي الجسمية » (‪. )٢‬‬

‫فإقحام ( عبارة عن ) في قولك ‪ ( :‬اجرت المدعى عليه منزلًا عبارة عن دورين وأربع‬

‫غرف ‪ ) ...‬في غير محله ‪ ،‬ويفسد معنى الجملة ‪ ،‬والصحيح ‪ :‬أن يحل محلها قولك ‪ ( :‬يتألف‬

‫من ) أو ( يتكون من ) ‪ ،‬وإنما قولنا ( عبارة عن ( يكون في محل ( التعبير والبيان ) ‪.‬‬

‫فلذلك قولك ‪ :‬أجرت المدعى عليه منزلًا عبارة عن كذا وكذا ) ؛ تعبيرركيك ‪ ،‬وأجود‬

‫منه قولك ‪( :‬آجرت المدعى عليه منزلًا من كذا وكذا ‪ ،‬أو أجرت المدعى عليه منزلًا‬

‫يتألف من كذا وكذا ‪ ، ) ...‬وغيرهما من الألفاظ التي تستقيم بها الجملة ‪.‬‬

‫اشتريت من المدعى عليه منزلاً كائنًا ف ‪.‬‬


‫ي‪) ..‬‬ ‫‪-٦٣‬‬

‫الصواب عند بعض المتأدبين حذف لفظ ( كائن ) ؛ لعدم الحاجة إليه ‪ ،‬قال المغربي ‪:‬‬

‫« التصريح بكلمتي ( كائن ) و ( كائنة ) اللتين تتعلق بهما (في ) الظرفية ‪ ،‬غلط فاش جدًّا ‪،‬‬

‫لاسيما في الصكوك والإعلانات » (‪. ) 4‬‬

‫اشتريت من المدعى عليه منزلًا في حي كذا ) بحذف ( كائن ) لعدم‬ ‫والأولى قولك ‪:‬‬

‫الحاجة إليه ‪.‬‬


‫في‬
‫اللحن‬
‫مجا‬
‫القضاء‬
‫لس‬

‫( ‪ ) ۱‬الخاطريات ص ‪. ٥٨‬‬
‫( ‪ ) ٢‬الكليات ص ‪. ٦١٣‬‬
‫( ‪ ) ۳‬ينظر‪ :‬تذكرة الكاتب ص ‪ ، ٤٤‬ومعجم الأخطاء الشائعة ص ‪ ، ٢٢٤‬ونحو وعي لغوي ص ‪ ، ٢٠٥‬ومجلة‬
‫مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪. )٢٤٦/١‬‬
‫( ‪ ) ٤‬مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪. )٢٤٦/١‬‬

‫‪۸۳‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث الثاني‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫‪ -٦٤-‬لم أستلم من المدعى عليه الباقي من المهر‬

‫من الأخطاء الشائعة قولهم ‪ ( :‬استلمت راتبي ) أو ( استلمت الصكَّ ) بمعنى ‪:‬‬

‫قبضْتُ وأخذتُ ‪ ،‬فيستعملون هذا الفعل ومشتقاته ‪ ،‬بمعنى الأخذ والتناول على‬

‫خلاف المعنى الموضوع له ‪ ،‬وهو اللمس بالتقبيل أو باليد أو المسح بالكف ‪ ،‬وفي حديث‬

‫ابن عمر رَضلَلهعنه قال ‪ « :‬استقبل رسول الله اللهالحجر فاستلمه ‪ ،‬ثم وضع شفتيه عليه‬

‫استلم ) وما يتفرع منها‬ ‫يبكي طويلًا ‪ ، )٢( » ...‬فالاستلام هنا بمعنى التقبيل ‪ ،‬فمادة‬

‫كـ ( استلام ) و( مستلم ) ‪ ،‬إنما وُضعت في قاموس اللغة العربية ؛ لتدل على معنى التقبيل‬

‫واللمس للحجارة خاصة ‪ ،‬لا على معنى القبض ‪.‬‬

‫وبعضهم ‪ :‬ذكر تخريجًا على صحة مجيء استلم ‪ ،‬بمعنى ‪ :‬القبض والتناول ‪ ،‬فأجاب‬

‫الكرملي قائلًا‪ « :‬إننا لا ننكر أن للاستلام بمعنى التَسَلّم ‪ ،‬وجهًا في العربية ‪ ،‬يجيزلنا هذا‬

‫التعبير‪ ،‬سواءً من باب ورود ( افتعل ) ‪ ،‬بمعنى ‪ ( :‬تفعّل ) أو بالعكس ‪ ،‬وسواء من معنى‬

‫التسلم الذي لا يخلو من استلام اليد للشيء ‪ ،‬على أن هذا كله من باب التوجيه والتخريج‬

‫الذي لا يخلو من تكلف وتمحل ‪ ،‬والكلام هنا ليس من هذا القبيل ؛ لأنك إذا سِرْتَ في‬

‫طريق التأويل ‪ ،‬لم يبق هناك غلط لا في اللحن ‪ ،‬بل ولا في لغة العوام » (‪. )۳‬‬

‫ويرى مصطفى جواد ‪ :‬أن ابن بدرون في شرحه لقصيدة ابن عبدون ‪،‬في ذكر بعض‬

‫الملوك هو أول من أشاع هذا الغلط في العالمين ‪ ،‬بقوله ‪ « :‬فلما استلم زمام السلطة » (‪. )٤‬‬

‫لم أستلم من المدعى عليه الباقي من‬ ‫ومما تقدم لا يصح قول المدعية في دعواها ‪:‬‬

‫) ‪ ،‬وإنما الصحيح قولها ‪ ( :‬لم أتسلم ) ‪ ،‬وكذلك لا يصح أن تقول ‪ ( :‬اسْتَلَمْتُ الصَّكَ )‬
‫المهر‬

‫( ‪ ) 1‬ينظر‪ :‬تذكرة الكاتب ص ‪ ، ٣٠‬وقل ولا تقل ( ‪ ، ) ٦٦/٢‬ومعجم أخطاء الكتاب ص ‪ ، ٢٨٣‬ومعجم الأخطاء الشائعة‬
‫ص ‪ ، ١٢٠‬وكبوات اليراع ص ‪ ، ۱۷۱‬والأخطاء اللغوية الشائعة على ألسنة الكتاب والأدباء والإذاعيين ص ‪، ٢٧‬‬
‫وأزاهيرالفصحى ص ‪ ، ۸۱‬ومجلة لغة العرب ( ‪ ، ) ۹۹/۳‬ومجلة المنهل ‪ ،‬عدد ذي الحجة سنة ‪ ، ١٣٥٥‬ص ‪. ٢٨‬‬
‫( ‪ ) ٢‬أخرجه ابن ماجة في السنن ‪ ،‬كتاب الحج ‪ ،‬باب استلام الحجر‪ ،‬رقم الحديث ‪. ) ٤٣٣/٤ ( ٢٩٤٥ :‬‬
‫( ‪ ) ۳‬مجلة لغة العرب ( ‪. ) ٩٩/٣‬‬
‫( ‪ ) ٤‬قل ولا تقل ( ‪. ) ٦٦/٢‬‬

‫‪٨٤‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫لحون المتخاصمين‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫والصحيح قولك ‪ ( :‬تَسَلَّمْتُ الصَّكَ ) ‪ ،‬ولا يصح قولك أيضًا ‪ ( :‬مُسْتَلِمُ ) الرسالة فلان بن‬

‫فلان ) والصحيح ‪ :‬قولك ( مُتَسَلَّمُ الرسالة فلان بن فلان ) ‪.‬‬

‫)‪(٢‬‬
‫وأختم بما ختم به محرر مجلة المنهل (‪ )۲‬في إصلاحه اللغوي بقوله ‪ « :‬فمعنى تَسلَمَ‬

‫لغة ‪ :‬قَبَضَ ‪ ،‬وإذا عرف القراء هذه الحقيقة ‪ ،‬فإنهم مطالبون بالتطبيق ‪ ،‬فيقولون ويكتبون ‪:‬‬

‫تسلمت كتابك وتسلمت الشيء ‪ ،‬وأتسلمه وأنا متسلم له ‪ ،‬فإن فائدة العلم العمل » (‪. ) ۳‬‬

‫‪ -10‬تخرج ابن المدعى عليه من المدرسة )‬

‫تجد هذا الأسلوب شائعًا في القضايا التي تقيمها المدارس الخاصة لتحصيل أجرة‬

‫التعليم في المدرسة ‪ ،‬وقد عاب هذا الأسلوب وأنكره أكثر النقاد في عصرنا ‪ ،‬منهم ‪ :‬اليازجي ‪،‬‬

‫( ‪ ) ۱‬من لطيف ما يذكر أن محمود أبورية كتب إلى أستاذه الرافعي عن خطأ استعمال لفظة ( المستلم ) التي جاءت‬
‫في إيصال اشتراكات كتاب المساكين للرافعي ‪ ،‬فأجاب الرافعي بقوله ‪ « :‬أما لفظة المستلم ) فقد وقعت خطأ ‪،‬‬
‫وقد طلب أحدهم إلى أبي عبيدة أن يكتب له كتابًا يستشفع به إلى رجل من الأمراء فأملى أبو عبيدة على كاتب‬
‫وقال له ‪ :‬اكتب ‪،‬والحن ‪ ،‬فإن اللحن مجدود ‪ ،‬أي محظوظ صاحبه » رسائل الرافعي ص ‪. ٢١‬‬
‫( ‪ ) ٢‬مجلة المنهل دينية ثقافية اجتماعية أدبية ‪ ،‬وفي عدد جمادى الأولى سنة ‪ ١٣٦٧‬هـ كتب فضيلة إمام‬
‫الحرم وخطيبه الشيخ عبد الظاهر أبو السمح ‪ ،‬مقالًا في أغلاط يقع فيها الكتاب والمذيعون ‪ ،‬ثم‬
‫عقب برسالة بعثها إلى صاحب المجلة الشيخ عبد القدوس الأنصاري ‪ ،‬بقوله ‪ « :‬لقد كنا نرى لك‬
‫تعليقات مفيدة حول إصلاح الأغلاط التي يقع فيها كثير من الكتاب ‪ ،‬وهذا قبل تحريرك للمنهل‬
‫أما اليوم بعد تحريرها ‪ ،‬فما نرى لك شيئًا مع تجدد الأغلاط وكثرتها ‪ ،‬فهل لك أن تزين المنهل‬
‫بفصل لهذا الأمر المهم ؟ » فأجابه الشيخ عبد القدوس بقوله ‪ « :‬استجابة لرغبة فضيلة الأستاذ‬
‫الشيخ عبد الظاهر أبي السمح ‪ ،‬إمام المسجد الحرام وخطيبه ومدير دار الحديث العامرة ‪ ...‬سنعيد‬
‫في‬

‫ملجقا‬
‫ا‬
‫اللحن‬

‫الكرة على هذه الموضوعات بقدر الإمكان إن شاء الله » ‪ ،‬ثم أنشأ الشيخ عبد القدوس جملةً من‬
‫ضا‬

‫الإصلاحات اللغوية إلى أن توفاه الله ‪.‬‬


‫لء‬
‫س‬

‫( ‪ ) ۳‬مجلة المنهل ‪ ،‬عدد ذي الحجة سنة ‪ ، ١٣٥٥‬ص ‪. ٢٨‬‬


‫( ‪ ) ٤‬ينظر لغة الجرائد ص ‪ ، ٦١‬وقل ولا تقل ( ‪ ، ) ۳۸/۱‬وحول الغلط والفصيح ص ‪ ، ٤١‬ومعجم أخطاء‬
‫الكتاب ص ‪ ، ١٥٨‬ومغالط الكتاب ‪ ،‬ومناهج الصواب ص ‪ ، ٣٦‬والأخطاء اللغوية الشائعة على ألسنة‬
‫الكتاب والأدباء والإذاعيين ص ‪ ، ۱۷،‬والعربية الصحيحة ص ‪ ، ۱۳۸‬ومن معجم الجاحظ ص ‪، ١٢٠‬‬
‫وأخطاء ألفناها ص ‪ ، ۳۷‬وكبوات اليراع ص ‪ ، ۱۹۷‬ونحوإتقان الكتابة العلمية باللغة العربية ص ‪، ٢٦٦‬‬
‫ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪. ) ٢٦٦/٩٢‬‬

‫‪٨٥‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث الثاني‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫ومصطفى جواد ‪ ،‬والزعبلاوي ؛ وبيان ذلك ‪ :‬أن ( تخرج ) بمعنى تعلّم وتدرب وتأدب ‪،‬‬

‫فتقول ‪ ( :‬خرّجتُ فلانًا على علم الحديث ) أي ‪ :‬دربته ‪ ،‬وعلمته ‪ ،‬وتقول ‪ ( :‬تخرج فلان في‬

‫فن أصول الفقه ) أي ‪ :‬تعلَّم هذا الفنَّ وتدرب فيه ‪ ،‬فإذا عُدي الفعل ( تخرج ) بـ ( في ) ‪ ،‬كان‬

‫معناه ‪ :‬مَهَرَفي صنعة أو فن أوأدب ‪ ،‬وأما تعدية الفعل ( تخرّج ) بحرف الجر ( من ) في قولك‬

‫تخرج فلان من الكلية ) فمعناه ‪ :‬الخروج من الكلية مرةً أو مرتين في اليوم ‪ ،‬وليس هذا‬

‫أنهى فلان دراسته في الجامعة ) أو ( تخرج فلان‬ ‫المعنى المقصود ؛ ولذلك يصححون قولك‪:‬‬

‫في الجامعة ) أي ‪ :‬فاز بالشهادة الجامعية ‪ ،‬أو ( تخرج في المعهد خمسون طالبًا ) ولا يصح‬

‫عندهم أن تقول ‪ ( :‬تخرج من المعهد خمسون طالبًا ) ‪.‬‬

‫قال في ( التاج ) ‪ « :‬خَرَجَ فلان في العلم والصناعة خُرُوجًا نبغ ‪ ،‬و( خرجه في الأدب )‬

‫تخريجًا ‪ ،‬فتخرّج ) هو‪ ،‬قال زهير يصف خيلا‬

‫فقد جَعَلَتْ عَرَائِكُها تَلِينُ (‪)۱‬‬ ‫وخَرَّجها صَوَارِخُ كلَّ يومٍ‬

‫)‪(۲‬‬
‫قال ابن الأعرابي ‪ :‬معنى خَرَّجها ‪ :‬أدبها كما يُخَرِّج المعلم تلميذه » (‪. ) ٢‬‬

‫ویریى جمع من المعاصرين ‪ :‬صحة استعمال قولهم ‪ ( :‬تخرّج من الجامعة ) وأنَّ المعنى ‪:‬‬

‫أنهى دراسته الجامعية ‪ ،‬وأما قولهم ‪ ( :‬تخرّج في المدرسة ) فالمعنى ‪ :‬تعلم فيها وتدرب‬

‫وعلى هذا جاء رأي مجمع اللغة العربية السوري ‪ ،‬فأما التعديةُ بالحرف ( من ) فمعناه ‪:‬‬

‫أتم التعليم في مكان التعلم ‪ ،‬وبالحرف (في ) لإتقان العلم والفن والصنعة ‪.‬‬

‫ويرى آخرون أن الصحيح قولك ‪ ( :‬تخرّج في الشريعة من جامعـة كـذا ) ‪ ،‬وصـوب‬

‫استعماله أبو تراب الظاهري ‪ ،‬بقوله ‪ « :‬وعلى هذا يصح عندي ‪ ( :‬فلان خريج متخرج من‬

‫الكلية الفلانية ) لكن يقال ‪ :‬هو خريج منها في العلم الفلاني ‪ ،‬والفن الفلاني ؛ لأنه يخرج منها‬

‫على كل حاملًا علمًا ‪ ،‬فتخرّجه إنما هو في ذلك العلم والخروج يتصل به ( من ) و ( عن ) (‪. )۳‬‬

‫( ‪ ) ۱‬ديوان زهير بن أبي سلمى ص ‪. ١٢٧‬‬


‫( ‪ ) ۲‬تاج العروس ( ‪. ) ٥١٥/٥‬‬
‫( ‪ ) ۳‬كبوات اليراع ص ‪.۱۹۸‬‬

‫‪٨٦‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫لحون المتخاصمين‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫قلت ‪ :‬حاصل ما تقدم ‪ ،‬أنك إذا أردت أن فلانًا تدَرَّبَ ومَهَرَ في علم معين ‪ ،‬فلا يجوز لك‬

‫إلا أن تعدي الفعل ( تخرج ) بحرف الجر (في ) فتقول ‪ ( :‬تخرَّج في علم الطب أو الأدب ونحوهما ) ‪.‬‬

‫وإذا عنيت إتمام الدراسة وإنهاءها ‪ ،‬فالأكثرون يمنعون تعدية الفعل ( تخرج ) بحرف‬

‫الجر ( من ) ‪ ،‬وصوابه أن تقول ‪ ( :‬تخرج فلان في الجامعة ) ‪ ،‬وآخرون يرون جواز الوجهين ‪،‬‬

‫تخرج فلان في الشريعة من الجامعة الفلانية ) أو ( تخرج فلان في الجامعة‬ ‫فتقول ‪:‬‬

‫الفلانية ) ‪ ،‬والأول أظهر‬


‫‪.‬‬

‫وقد خرج المدعى عليه على النظام أو القانون‬ ‫‪-11‬‬

‫إذا قلت ‪ ( :‬خَرَجْتُ عليه ) فالمعنى ‪ :‬الخروج على الشيء ‪ ،‬وإذا قلت ‪ ( :‬خرج فلان على‬

‫الجماعة ) أي ‪ :‬ثار عليهم ‪ ،‬وأبى الانخراط في سلكهم ‪ ،‬وألقى ربقة الطاعة ‪ ،‬ومن ذلك اسم‬

‫الخوارج ‪ ،‬وهم الذين خرجوا على الصحابي علي بن أبي طالب رضللهعنه ‪ ،‬وهذا هو المعـروف‬

‫من كلام العرب ‪.‬‬

‫أما إذا قلت ‪ :‬خرج عن الشيء ) أي ‪ :‬حاد عنه ‪ ،‬وعَدَل عنه ‪ ،‬ومن ذلك قولهم ‪ ( :‬خرج‬

‫فلان عن النظام ) أي ‪ :‬حاد عنه ‪ ،‬ولم يَلْزَمه ‪ ،‬ومن شواهد استعمال ( خرج عنه ) بمعنى‬

‫حاد عنه ‪ ،‬ما جاء في كتاب ( العين ) (‪ ... « : )٢‬فكان مدار كلام العرب وألفاظهم ‪ ،‬فلا‬

‫يخرج منها عنه شيء » (‪ ، ) ۳‬وقول أبي القاسم الزجاجي ‪ « :‬وكل اسم رأيته غير معرب ‪ ،‬فهو‬

‫خارج عن أصله » (‪ ، )٤‬وهو رأي مصطفى جواد ‪ ،‬وتابعه على ذلك تلميذه البصام ‪ ،‬وأبو‬
‫في‬

‫ملجقا‬
‫ا‬
‫اللحن‬
‫ضا‬

‫( ‪ ) 1‬ينظر‪ :‬قل ولا تقل ( ‪ ، ) ٦٠/١‬ومعجم أخطاء الكتاب ‪ ، ١٥٧‬ومعجم الأخطاء الشائعة ص ‪ ،۷۷‬وكبوات‬
‫لء‬
‫س‬

‫اليراع ص ‪ ، ٣١٢‬ولجام الأقلام ص ‪ ، ٢٥٦‬ومجلة مجمع اللغة العربية الأردني ( ‪. ) ٣٣٢/٣٨‬‬


‫( ‪ ) ٢‬نسبة هذا الكتاب إلى الخليل بن أحمد فيها خلاف ‪ ،‬وبعضهم يرى أنه ليس من صنع الخليل ‪ ،‬وإنما‬
‫من أحد تلامذته ‪ ،‬انظر الخلاف مفصلاًفي ‪ :‬المزهر في علوم اللغة وأنواعها ( ‪ ، ) ٧٦/١‬وبحث في تاريخ‬
‫كتاب ( العين ) ‪ ،‬ليوسف العش في مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪. ) ٤٢٣/١٦‬‬
‫) ‪. ( ٤٧/١ ) ( ٣‬‬

‫( ‪ ) ٤‬الإيضاح في علل النحوص ‪. ۷۷‬‬

‫‪۸۷‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث الثاني‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫تراب الظاهري ‪ ،‬وخالف الزعبلاوي جوادًا ‪ ،‬وقال ‪ :‬بأنه إذا كان معنى ( الخروج عن الأمر)‬

‫الخروج على الجماعة ) ترك طاعتهم ‪ ،‬ومجاهدتهم بالثورة‬ ‫ترك الطاعة ‪ ،‬فإن معنى‬

‫خرج فلان على النظام ) ‪ ،‬فإن‬ ‫والعصيان ‪ ،‬ففي كل منهما ترك وعزوف ‪ ،‬فإنك إذا قلت ‪:‬‬

‫معناه ‪ :‬ليس اطراح النظام ‪ ،‬وعدم العمل به ‪ ،‬وإنما معناه أنه ثار على النظام ‪ ،‬وعصى‬

‫أمره ‪ ،‬وفي ( شرح الحماسة ) للمرزوقي ‪ « :‬فتفضي بنا الحالُ إلى أحد شيئين ‪ ،‬إما مشاقتك‬

‫ومجاهدتك وركوب كلَّ صعب وذَلُول في الخروج عنك وعليك » (‪. )۱‬‬

‫وبعد أن ساق صبحي البصام شواهد تؤيد ما ذهب إليه أستاذه جواد ‪ ..‬قرر قاعدةً‬

‫مفادها أن قولك ‪ ( :‬خرج على ) للمخالفة ‪ ،‬يدل على ثورة باستعمال سلاح ‪ ،‬وقولك ‪:‬‬

‫( خرج عن ) للمخالفة ‪ ،‬يدل على شذوذ عن أمر معنوي ‪.‬‬

‫خرج فلان على النظام ) أو ( خرج‬ ‫وعلى القول بالتفريق ‪ ،‬لا يصح لك أن تقول ‪:‬‬

‫فلان على الخطة المرسومة له ) ‪ ،‬وإنما تقول ‪ ( :‬خرج فلان عن النظام ) و( خرج فلان عن‬

‫الخُطة المرسومة له ) ‪.‬‬

‫‪ ٦٧-‬التحق المدعى عليه بالمدرسة‬

‫عودًا على ما تستعمله المدارس الخاصة من أساليب ومفردات ‪ ،‬فيقولون في صدر‬

‫التحق المدعى عليه بالمدرسة المدعية في العام الدراسي ‪ ١٤٤٢ / ١٤٤١‬هـ ) ‪ ،‬بمعنى‬ ‫الدعوى ‪:‬‬

‫اللحاق ‪ ،‬أي ‪ :‬الإدراك ‪ ،‬ولم يذكر هذا الفعل في معجمات العربية ‪ -‬فيما اطلعت عليه ‪ -‬لكنه‬

‫مسموع عن العرب ‪ ،‬قال يزيد بن معاوية ‪ « :‬وأهله أهلوك التحقوا بـك » (‪ ، ) ۳‬وفي شعر عنترة ‪:‬‬

‫يُسابق الطير حتى ليس يُلتحقُ (‪)٤‬‬ ‫ولي جواد لدى الهيجاء ذو شَغَـب‬

‫أي ‪ :‬ليس يُلْتَحَقُ به ‪.‬‬

‫( ‪ ) ١‬ص ‪. ٦٦٨‬‬

‫( ‪ ) ٢‬ينظر‪ :‬معجم أخطاء الكتاب ص ‪ ، ٥٤٢‬وأزاهيرالفصحى ص ‪. ٣٤‬‬


‫( ‪ ) ۳‬العقد ‪ ،‬لابن عبد ربه الأندلسي ( ‪. ) ٤٧١/٤‬‬
‫( ‪ ) ٤‬ديوان عنترة ص ‪. ٥٥‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫لحون المتخاصمين‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫ويتضح مما سبق ‪ :‬صحة الاستعمال ‪ ،‬وهو صحيح ‪،‬فصيح ‪ ،‬وعدم ورود اللفظ في‬

‫معجمات العربية لا يجعل اللفظ غريبا أو شاذًا ‪.‬‬

‫)‪(1‬‬
‫‪ -٦٨-‬احتاج المدعى عليه مالاً‪ ،‬فأقرضته‬

‫في ( الأساس ) ‪ « :‬هذه حاجتي ‪ ،‬أي ‪ :‬ما أحتاج إليه وأطلبه ‪ ...‬ولا أحوجني الله إلى‬

‫فلان » (‪ ، ) ٢‬وقد اعتادت الألسنة على أن يُعدى ما صِيغَ من الحاجة بالحرف ‪ ،‬فيقال ‪:‬‬

‫احتاج فلان إلى كتاب ) و (في حاجة إلى كتاب ‪ ،‬غيرأن كثيرًا من البلغاء عدوا الفعل‬
‫بنفسه ‪ ،‬قال الشريف الرضي‬

‫ولا عرف طيب غيرتلكَ الخَلائِقِ )‬ ‫وما احتاج بردًا غير بُردِ عَفَافِهِ‬

‫وفي ( الجاسوس) ‪ ( « :‬احتاج ) ‪ :‬استعمله العلامة الصبان متعديا في كتابه (إسعاف‬

‫الراغبين ) حيث قال ‪ :‬وكانت أسماء بنت أبي بكر‪ ،‬تأتيهما ليلًا بما يحتاجانه من الطعام‬

‫والشراب ‪ ،‬والظاهر أنه على الحذف والإيصال ‪ ،‬فإن أهل اللغة لم يذكروه متعديا » ( ‪)٤‬‬

‫أي بما يحتاجان إليه من الطعام والشراب ‪.‬‬

‫احتاج ) يتعدى بنفسه على التضمين ‪ ،‬فكأنك‬ ‫وذهب الزعبلاوي ‪ ،‬إلى أن الفعل‬

‫تُضَمِّنُ الفعل معنى ( تطلبته أو التمسته ) فيتعدى الفعل ( احتاج ) بنفسه إلى مفعوليه‬

‫كما يتعدى الفعلان تطلبته والتمسته) ‪.‬‬

‫فإذا تلمست موطن الترجيح ‪ ،‬وتطلبت صواب الرأي ‪ ،‬فلك أن تقول ‪ ( :‬احتاج المدعى‬

‫عليه إلى مال ‪ ،‬فأقرضته ) أو تقول ‪ ( :‬احتاج المدعى عليه مالًا ‪ ،‬فأقرضته ) ‪ ،‬أما تعدية الفعل‬
‫في‬

‫ملجقا‬
‫ا‬
‫اللحن‬

‫( احتاج ) باللام فهو من الأوهام الشائعة ‪ ،‬مثل قولهم ‪ ( :‬لا حاجة لإدخالهفي الدعوى ) ‪.‬‬
‫لء‬
‫س‬ ‫ضا‬

‫( ‪ ) 1‬ينظر لغويات ‪ ،‬وأخطاء لغوية شائعة ص ‪ ، ٢١‬ومعجم أخطاء الكتاب ص ‪ ، ١٤٣‬والكتابة الصحيحة‬
‫ص ‪ ، ٦٧‬ونحوإتقان الكتابة العلمية باللغة العربية ص ‪ ، ٢٦٣‬ومجلة لغة العرب العراقية ( ‪. ) ٦٩٤/٦‬‬
‫) ‪. ( 220/1 ) ( ٢‬‬

‫( ‪ ) ۳‬ديوان الشريف الرضي ( ‪. ) ٥٦٤/٢‬‬


‫( ‪ ) ٤‬الجاسوس على القاموس ‪ ،‬لأحمد الشدياق ص ‪. ٥٥١‬‬

‫‪٨٩‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث الثاني‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫)‪.(1‬‬
‫‪ ٦٩-‬استخدم المدعى عليه السيارة المستأجرة يومين‬

‫يرى كثيرمن المعاصرين أن استعمال ( استخدم ) لغيرالعاقل غير فصيح ‪ ،‬فقد‬

‫جاء في ( التاج ) ما نصه ‪ « :‬واستخدمه ‪ ،‬واختدمه فأَخْدَمَهُ ‪ :‬استوهبه خادما فوهبه‬

‫له ) ويقال ‪ :‬استخدمت فلانًا ‪ ،‬واختَدمته ‪ :‬سألته أن يخدمني » (‪ ، )٢‬وقد تعقب الدكتور‬

‫السامرائي ‪ ،‬محقق كتاب ( مجمل اللغة ) ‪ ،‬بقوله ‪ « :‬وجاء في هذه الصفحة أيضًا ‪ ،‬قولُ‬

‫‪ :‬المحقق ‪ ( :‬ومن ثم يجمع تلك الأصول في فقرات منفصلة ‪ ،‬مستخدما الشواهد ذاتها )‬

‫أقول ‪ :‬أراد ( مستعملًا ) الشواهد ‪ ،‬فإن الفعل ( استخدم ) لا يعني الاستعمال » (‪. )۳‬‬

‫وفي موطن آخر من الكتاب نفسه ‪ ،‬يتعقب السامرائي صاحب كتاب ( معجم الخطأ‬

‫والصواب في اللغة ) ؛ لاستعماله الفعل ( استخدم ) عوضًا عن استعمل ) وهو كثيرفاش‬

‫في العربية المعاصرة ‪ ،‬حسبما يذكر( ) ‪ ،‬ثم تجد البصامَ ‪ ،‬يتعقب السامرائي نفسه ؛ لاستعماله‬

‫( استخدم ) محل ( استعمل ) فيقول ‪ « :‬قال السامرائي ‪ ( :‬وما أسيء من استخدام الأدوات‬

‫كحروف الجر) وقوله ( استخدام الأدوات ) ‪ ،‬المختار فيه ( استعمال الأدوات ) ‪ ،‬وهو الذي‬

‫عليه علماء اللغة ‪ ،‬والدريون باستعمال الكلم ‪ ،‬كقول الخليل في يوم ‪ ( :‬كأنه من يمت ‪ ،‬وإن‬

‫لم يستعمل ) وقول سيبويه ‪ ( :‬وحذفوا الفعل من إياك لكثرة استعمالهم إياه ) » (ه) ‪.‬‬

‫وقد سقت هذه التعقبات ؛ لتعلم أن اللغة عزيزة ‪ ،‬وأن الكمال لله وحده سبحانه ‪،‬‬

‫ثم إننا نتعقب ما قرره الأستاذان بشواهد يصلح فيها استعمال ( استخدم ) محل‬

‫( استعمل ) ‪ ،‬فقد جاء في ( الأساس ) ‪ « :‬وسمعتهم يقولون ‪ :‬هذا القميص يَخدم سنةً ‪،‬‬

‫( ‪ ) 1‬ينظر أشتات في الأدب واللغة ص ‪ ، ۳۹‬ومعجميات ص ‪ ، ٦٨‬و‪ ، ٣٣١‬وقرارات مجمع اللغة العربية‬
‫بدمشق في الألفاظ والأساليب ( ‪ ، ) ۹/۱‬ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪) ٨٣٩/٥٨‬‬
‫و ( ‪. ) ٦١٢/٨٧‬‬
‫) ‪. ( ٥٥/٣٢ ) ( ٢‬‬
‫( ‪ ) ۳‬معجميات ص ‪. ٦٨‬‬
‫( ‪ ) ٤‬السابق ص ‪. ۳۳۱‬‬
‫( ‪ ) ٥‬مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪. )٨٣٩/٥٨‬‬

‫‪9.‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫لحون المتخاصمين‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫وثوبُ سخيف لا يخدم » (‪ ، ) ۱‬وقال الكفوي‪ « :‬استخدم سبحانه لفظـة الصـلاة لمعنيين » (‪)٢‬‬

‫الشرح‬ ‫وقال ابن حزم ‪ « :‬فإن لم يف استُخدم في الباقي » ( ‪ ، ) ۳‬وقال ابن أبي عمرفي‬

‫) ‪ « :‬وإن استخدم المشتري المبيع ‪ ،‬ففيه روايتان » (‪ ، )٤‬وقد يُعترض بأن الشواهد التي‬
‫الكبير‬

‫سقتها لمن هم بعد عصر الاحتجاج ‪ ،‬لكن ورود ما يفهم من معجمات اللغة صحة وضع‬

‫( استخدم ) لغيرالعاقل ‪ ،‬يجعلنا لا نجترئ على التخطئة ‪ ،‬وقد جوّز مجمع اللغة العربية‬

‫بدمشق صحة الاستعمالين ‪ ،‬و ( استخدم ) للعاقل أولى ‪ ،‬وهو المختار‪.‬‬

‫فلوقلتَ ‪ ( :‬استعملت السيارة يومين ) و ( اشتريت سيارة مستعملةً ) أو (استخدمت‬

‫السيارة يومين ) و ( اشتريت سيارة مستخدمة ) فكل ذلك صحيح ‪ ،‬واستعمال الأوليين‬

‫أولى ؛ خروجًا من الخلاف ‪.‬‬

‫‪ ٧٠-‬وقد تواجـد المـدعـى عليـه بنفسـه فـي اتفاقيـة‬


‫العقده)‬

‫من الأخطاء الشائعة في لغة القضاء وغيرها ‪ ،‬استعمالهم مادة ‪ ( :‬تواجد ) في الحضور‬

‫والمشاركة ‪ ،‬وهو استعمال مرفوض ‪ ،‬ولم يرد في معجمات اللغة ‪ ،‬ولم تسمعه العرب‬

‫الأوائل ؛ لأن مادة ( تواجد ) مأخوذة من الوجد ‪ ،‬وإظهار الحزن ‪ ،‬لا بمعنى الحضو ‪.‬‬
‫ر‬

‫ويرى جمع من الفضلاء المعاصرين صحة هذا الاستعمال ؛ فالفعل ( توَاجَد ) على‬

‫وزن ( تفاعل ) من صيغ المُطاوعة ‪ ،‬ويرى آخرون أن استعمال ( تَوَاجد ومُتَواجد ) لا يكون‬
‫في‬
‫اللحن‬
‫مجا‬
‫القضاء‬

‫) ‪. ( ٢٣٥/١ ) ( 1‬‬
‫لس‬

‫( ‪ ) ٢‬الكليات ص ‪. ١٠٤‬‬
‫( ‪ ) ۳‬المحلى ( ‪)١٥٨/٨‬‬
‫) ‪.(~19 /11 ) (ε‬‬

‫( ‪ ) 5‬ينظر‪ :‬معجم الأخطاء الشائعة ص ‪ ، ٢٦٤‬والعربية الصحيحة ص ‪ ، ١٣٤‬واللغـة والـنـاس ص ‪، ١٣٩‬‬


‫والأخطاء اللغوية الشائعة في الأوساط الثقافية ص ‪ ، ٢٢١‬ولحن القول ص ‪ ،۸۷‬ومجموع مقالات‬
‫الدكتور فيصل المنصور ص ‪. ٣٠٢‬‬

‫‪۹۱‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث الثاني‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫سائغًا ‪ ،‬إلا إذا كان فاعله أكثر من واحد ‪ ،‬فلا يصح عندهم قولك ‪ ( :‬أنا متواجد في هذا‬

‫نحن مُتَواجدون في هذا المكان ؛ لأن صيغة ( تفاعل ) من‬ ‫المكان ) وإنما يصح قولك ‪:‬‬

‫معانيها المشاركة ‪.‬‬

‫ويُرَدُّ عليهم بأنه ليس كل ما كان على وزن ( تفاعل ) يدل على المشاركة ‪ ،‬فقولهم ‪:‬‬

‫فلان ) ليس فيه معنى المشاركة ‪.‬‬


‫تباعد فلان ) و( تمارض (‬

‫والفصحاء يستعملون ( تَوَاجَد ) بمعناه المعروف في لغة العرب ‪ ،‬وليس في معناه‬

‫الذائعفي كلام العامة والخاصة في هذه الأيام ‪ ،‬ففي كتاب ( المستطرف )في ذكر ما يُعاب‬

‫على الضيف‪ ،‬قال ‪ « :‬ومنهم مَنْ تُعْجبه نفسه ‪ ،‬ويستحسن لباسه ‪ ،‬ويستطيب رائحته ‪،‬‬
‫وإذا سمع الغناء تواجد وأظهر الطرب » ((‪.. ))۱۱‬‬

‫واللائق بكل محب لهذه اللغة أن يهجر ( التواجد ) في الأمثلة الآتية ‪ :‬التواجد في هذا‬

‫المكان ممنوع ) و ( سأتواجدفي البيت عصرًا ) و ( يتواجد الموظفون في مكاتبهم فإنه من‬

‫إظهارالوجد ‪ ،‬ولا موجب لاستعماله ‪ ،‬وكذلك فإن استعمال ( الوجود ) في هذه العبارات‬

‫ركيك ‪ ،‬وإن كانت قواعد اللغة لا تأباه ‪ ،‬لكن يمكن حذف هذا اللفظ ( موجود )في مثل هذه‬

‫العبارات ‪ ،‬مع بقاء معنى الاستقرار أو الوجود الـعـام المعنوي في الجار والمجرورأو الظرف ‪،‬‬

‫فتقول ‪ ( :‬والمدعى عليه موجود في اتفاقية العقد ) و ( المدعى عليه في ذلك المكان ) و( الزيارة‬

‫في هذا الموقع ممنوع ) و ( سأكون موجودًا في البيت عصرًا ) و ( الموظفون في مكاتبهم ) ‪.‬‬

‫‪ ٧١‬قمت بشراء سيارة من المدعى عليه‬

‫كَرَهذا الاستعمال وأمثاله ‪ ،‬بعد فشو المذكرات الكتابية في السجلات القضائية ‪،‬‬

‫وقلما تجد مذكرةً سلمت من آفات اللحن ‪ ،‬ولم يُداخلها الخلل ‪ ،‬ولم يتطرق إليها الزلل ‪،‬‬

‫وإني لأفرح بكاتب يحتاط لقلمه من الهُويّ إلى المزالق كما يحتاط في الإدلاء بحجته ‪ ،‬ووَدَّ‬

‫بعضنا لو كان حاله مثل هشام بن عبد الملك ‪ ،‬إذ يقول ‪ « :‬إن الرجل يكلمني في الحاجة‬

‫) ‪. ( ٤٠٤/١ ) ( ١‬‬

‫‪٩٢‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫لحون المتخاصمين‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫يستوجبها ‪ ،‬فيلحن ‪ ،‬فكأنه يقضمني حب الرمان الحامض ‪ ،‬حتى يسكت فأرده عنها ‪،‬‬

‫ويكلمني الرجل في الحاجة لا يستوجبها ‪ ،‬فيُعرب ‪ ،‬فأجيبه إليها التذاذا لما أسمع من‬

‫كلامه » (‪ ، )١‬اللهم ادرأ عنا مسرب الشطط‪ ،‬ومركب الغلط ‪ ،‬ومضارالغرور‪ ،‬ولئلا يخرج‬

‫البحث عن موضوعه ‪ ،‬فقد شاع عند كثير من المترافعين قولهم ‪ ( :‬قام موكلي بشراء‬

‫سيارة ) فالجملة مؤلّفةٌ من فعل مساعد ‪ ( :‬قام ) ‪ ،‬واسم ‪ ( :‬موكلي ) ‪ ،‬وحرف الجر‬

‫( الباء ) ‪ ،‬ومصدر الفعل المقصود بالذكر‪ ( :‬شراء ) ‪ ،‬ومثله في الركاكة قول بعضهم ‪ ( :‬قمت‬

‫بإيجار المدعى عليه منزلًا ) و ( قام المدعى عليه باستغلال اسم موكلي ) ‪ ،‬وهذه لعمري من‬

‫الأساليب المترجمة ‪ ،‬والدخيلة على العربية بلا بينة ولا برهان ‪ ،‬ولست في حاجة إلى ذكر‬

‫الفعل المساعد لتستقيم الجملة به ‪.‬‬

‫والصحيح أن يقال في هذه الأمثلة ‪ ( :‬اشترى موكلي سيارةً ) و ( آجرت المدعى عليه منزلًا )‬

‫واستغل المدعى عليه اسم موكلي ) ‪ ،‬وإذا علمت هذا ‪ ،‬فقد هديت الصواب بإذن الله ‪.‬‬

‫‪ ٧٢‬تعرضت للضرب والاعتداء من زوجي المدعى عليه‬

‫أصل الخلاف في هذا الاستعمال عند المعاصرين ‪ ،‬ما جاء في سيرة طه حسين في‬

‫كتابه ( الأيام ) من قوله ‪ « :‬وكان ذكاؤه واضحًا ‪ ،‬وإتقانه للفقه بيّنا ‪ ،‬وحسن تصرفه فيه‬

‫لا يتعرض للشك » ( ‪ ، ) ۳‬فعاب مصطفى جواد هذا الاستعمال ‪ ،‬وسبَبُ التخطئة عنده أن‬

‫المتعرّض لأمر هو المتصدي له ‪ ،‬والدكتورطه عَكَسَ‪،‬المعنى ‪ ،‬فجعل المتعرض هدفًا للشك ‪،‬‬

‫لا متصديا له ‪ ،‬والأولى أن يقول الدكتور‪ ( :‬لا يُعرَّضُ للشك ) بالبناء للمجهول ‪ ،‬أو ( لا‬
‫في‬

‫ملجقا‬
‫ا‬
‫اللحن‬

‫يَعْرِضُ له الشك ) ‪ ،‬فالمتعرض يأتي بمعنى التصدي للشيء الطالب له ‪ ،‬فيصح أن تقول ‪:‬‬
‫لء‬
‫س‬ ‫ضا‬

‫( ‪ ) ۱‬مختصر تاريخ ابن دمشق لابن منظور ( ‪. ) ١٤٤/١٤‬‬


‫( ‪ ) ٢‬ينظر‪ :‬قل ولا تقل ( ‪ ، ) ٤٨/١‬ودراسات في فلسفة النحو والصرف واللغة والرسم ص ‪ ، ١٤٢‬ومعجم‬
‫أخطاء الكتاب ص ‪ ، ٣٩٥‬ومعجم الأخطاء الشائعة ص ‪ ، ١٦٦‬وكبوات اليراع ص ‪ ، ٢٢٩‬والاستدراك‬
‫على كتاب قل ولا تقل ‪ ،‬لصبحي البصام ص ‪. ١٨‬‬
‫( ‪ ) ۳‬الأيام ‪ ،‬لطه حسين ( ‪. ) ١٥٦/٢‬‬

‫‪۹۳‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث الثاني‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫( تَعرَّضُتُ لفلان فأوقفته ) ولا يصح أن يأتي المتعرض ‪ ،‬بمعنى المعرض للشيء المطلوب ‪،‬‬

‫تَعَرَّضت للضرب من فلان ) وإنما يصح قولك ‪ ( :‬عُرضت للضرب من‬ ‫مثل قولهم ‪:‬‬

‫فلان ) ‪ ،‬فالفعل ( تعرَّض) ومصدره ( التعرّض) يفيدان رغبةً الفاعل في الفعل والمفعول‬

‫به هذا مختصر رأي جواد ومن شايعه من ذوي الحجا والأفهام ‪.‬‬

‫وادعى آخرون أن هذا التفريقَ مُعارض بما جاء في كلام العرب ‪ ،‬وبعض معجمات العربية‬

‫ففي ( الصَّحَاح ) ‪ « :‬وعَرَّضتُ فلانًا لكذا ‪ ،‬فتعرض هو له » (‪ ، )١‬وفي كتاب ( كليلة ودمنة ) ‪ « :‬فإذا‬

‫اجتمع عليه هذان الصنفان ‪ ،‬فقد تعرَّض للهلاك » (‪ ، ) ٢‬فعند جواد لا يصح هذا الاستعمال ‪ ،‬وإنما‬

‫يقال ‪ « :‬فقد عُرَّض للهلاك » ‪ ،‬وفي ( الحيوان ) للجاحظ ‪ « :‬فإذا أفرط المديح‪ ،‬وخرج من المقدار‪ ،‬أو‬

‫أفرط التعجيب ‪ ،‬وخرج من المقدر؛ احتاج صاحبه إلى أن يثبته بالعيان ‪ ،‬أو بالخبرالذي لا يكذِّبُ‬

‫مثله ‪ ،‬وإلا فقد تعرض للتكذيب » (‪ ، )۳‬والشواهد أكثرمن أن تحصى ‪ ،‬مما لا يتسع إليه المقام ‪ ،‬وقد‬

‫صلح لك أن تقول ‪ ( :‬عُرَّضت للضرب من المدعى عليه ) أو ( تعرَّضت للضرب من المدعى عليه ) ‪،‬‬

‫ومن ثَمّ ‪ ،‬فإن مقولة الدكتور طه حسين صحيحة فصيحةً ‪ ،‬ومن خطأه فقد أغرب وأبعد ‪.‬‬

‫‪ ۷۳-‬دهست موكلي السيارة‬

‫قال ابن فارس في ( المقاييس ) ‪ « :‬الدال والهاء والسين ؛ أصل واحد يدل على لين في‬

‫مكان ‪ ،‬فالدهس ‪ :‬المكان اللين ‪ ،‬وكذلك الدَّهَاس‪ ،‬والدُّهْسة ‪ :‬لون كلون الرمل » (ه) ‪.‬‬

‫) ‪. ( ۱۰۸۷/۳ ) ( ۱‬‬
‫) ‪. ( ٧٤/١ ) ( ٢‬‬
‫) ‪. ( ٢٢٠/٥ ) ( ٣‬‬

‫( ‪ ) 4‬ينظر‪ :‬تذكرة الكاتب ص ‪ ، ٤١‬ونظرات في اللغة والأدب ‪ ،‬لمصطفى الغلاييني ص ‪ ، ١٢٢‬وقل ولا تقل‬
‫( ‪ ، ) ٥٣/١‬ومعجم أخطاء الكتاب ص ‪ ، ۱۹۸‬ومعجم الأخطاء الشائعة ص ‪ ، ٩٢‬ومناظرة لغوية أدبية‬
‫بين البستاني والمغربي والكرملي ص ‪ ، ٩٤‬وكبوات اليراع ص ‪ ، ٢٤٠‬وإصلاحات في لغة الكتابة والأدب ‪،‬‬
‫لعبد القدوس الأنصاري ص ‪ ، ۱۹‬وأخطاء ألفناها ص ‪ ، ٧٢‬ومعجميات ص ‪ ، ٢٩٤‬ومجموع مقالات‬
‫الدكتور فيصل المنصورص ‪ ، ۹۳۱‬وله رأي مخالف ‪ ،‬فراجعه ‪.‬‬
‫) ‪. ( ۳۰۷/۲) (٥‬‬

‫‪٩٤‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫لحون المتخاصمين‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫وأطبق أهل الإنشاء في زماننا على أنه لا يسوغ استعمال ( دهس ) فيمن وطئته‬

‫‪ ،‬والغلاييني ‪ ،‬والزعبلاوي ‪ ،‬وشكيب أرسلان ‪ ،‬والمغربي ‪ ،‬وكلُّ واحدٍ‬


‫سيارة ‪ ،‬مثل ‪ :‬جواد ‪ ،‬وداغر‬

‫منهم في معرفة العربية شيء لا يطاول ‪ ،‬وبحر لا يساجل ‪.‬‬

‫قال عبد القدوس الأنصاري ‪ « :‬لا أقضي عجبًا من هؤلاء الكتاب الذين يستعملون‬

‫كلمة ( الدَّهس ) فيمن وطئته سيارة ‪ ،‬حاسبين أنها تؤدي معنى الوطء ‪ ،‬وَرَغبةً في التماس‬

‫مخرج لهم ؛ عنيتُ بمراجعة ما لديّ من المصادر اللغوية المعتمدة ‪ ،‬كـ ( لسان العرب ) ‪،‬‬

‫) ‪ ،‬و ( المنجد ) ‪ ،‬فخلصت منها‬


‫و ( القاموس ) ‪ ،‬و ( شرح تاج العروس ) ‪ ( ،‬ونهاية ابن الأثير‬

‫أنها متفقةً على حصر معاني مـادة ( دهس ) في شيئين ‪ :‬لون خاص ‪ ،‬ولـيـن خـاص ‪ ،‬وكلاهما‬

‫بمراحل عن المعنى المقصود في الاصطلاح الراهن » (‪ ، )۱‬وقال جواد ‪ « :‬وقد مرت عشرات‬

‫السنين على هذا الفعل الغريب ومصدره ‪ ،‬ودخلا في سجلات الحوادث في دواوين‬

‫الشرطة ودواوين المحاكم ‪ ،‬وذاعا في صحف الأخبار‪ ،‬واستُعملا في القصص والآثار مع‬

‫أنهما ليس لهما بالدعس ولا بالدوس صلة وثيقة ‪ ،‬ولا واهية » (‪ ، ) ٢‬ولا أظن الطنطاوي في‬

‫( مذكراته ) أكثر من التنبيه على خطأ لغوي إلا في ( دهس ) ‪.‬‬

‫قلت ‪ :‬وعلى ما تقدم يصح قولك ‪ ( :‬دعسته السيارة ) و( داسته السيارة ) و( رهسته‬

‫دهسته‬ ‫السيارة ) و ( صدمته السيارة ) و( وطئته السيارة ) ‪ ،‬ولا يصلح استعمال ‪:‬‬

‫السيارة ) وإن شاعت بين العامة والخاصة ‪. )٣( .‬‬

‫( ‪ ) ۱‬إصلاحات في لغة الكتابة والأدب ص ‪. ۱۹‬‬


‫في‬
‫اللحن‬
‫مجا‬
‫القضاء‬

‫( ‪ ) ٢‬قل ولا تقل ( ‪. ) ٥٣/١‬‬


‫لس‬

‫هنا تكثيرا للفائدة ‪ ،‬فيقول في ص ‪ « : ١٢٢‬ولا يجوز إطلاق الكلام فيما‬


‫( ‪ ) ۳‬للغلاييني تفريق مليح ‪ ،‬أُثْبِتُهُ ‪،‬‬
‫تقدم من هذه الألفاظ ‪ :‬فلا يُستعمل كل واحد منهما ‪ ،‬في كل موطن من مواطن الوطء ‪ ،‬فإن كان نوع‬

‫الوطء مجهولًا عند المتكلم أو الكاتب ‪ ،‬قال ‪ :‬وطئته السيارة أو داسته ‪ ،‬وكذا إن كان الوطء خفيفًا ؛‬
‫لأن الوطء والدوس يستعملان لخفيف الوطء وشديده ‪ ،‬وإن كان شديدًا ‪ ،‬ولم يكن منه كسر ولا دق‬
‫ولا جروح ‪ ،‬قال ‪ :‬رهسته ودعسته ؛ لأن الرهس والدعس للوطء الشديد ‪ ،‬وإن كان منـه دق أو كسر أو‬
‫تهشيم أو جروح ‪ ،‬قال ‪ :‬هرسته ‪ ،‬وإن زحمته حتى أزاحته عن موقفه أو ممره أو رمت به إلى ناحية‬
‫قيل ‪ :‬صدمته ‪ ،‬وقد يجوز أن يستعمل أحدهما مكان الآخر تساهلا واتساعاً » ‪.‬‬

‫‪٩٥‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث الثاني‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫)‪(1‬‬
‫‪ ٧٤-‬رصدت موكلتي لهذا المشروع مبلغًا وقدره ‪...‬‬

‫ومنه قولهم ‪ ( :‬اجتمعت لجنة الترائي لرصد هلال شهر رمضان المبارك ) ‪ ،‬وفرق‬

‫بعض أئمة اللغة ‪ ،‬بين الفعل ( رصد ) و ( أرصد ) ففي ( الصَّحَاح ) ‪ « :‬قال الأصمعي ‪:‬‬

‫رَصَدْتُهُ أَرْصُدُه رَصْدًا ‪ :‬ترقبته ‪ ،‬وأرْصَدْتُ له ‪ :‬أعددت له ‪ ،‬والكسائي مثله » (‪ ، )٢‬وعلى‬

‫رصدت اللجنة جائرةً قدرها كذا ) بل الصحيح قولك ‪:‬‬ ‫هذا الرأي لا يصلح أن تقول ‪:‬‬

‫أرصدت ) ؛ لأنها جاءت بمعنى الإعداد ‪ ،‬وليس المراقبة ‪ ،‬وكذلك تقول ‪ ( :‬العقارات‬

‫المُرْصدة للإحصاء ) لا أن تقول ( العقارات المَرْصودة للإحصاء ) غير أن جمعًا من‬

‫اللغويين يرون أن كل فعل يقوم مقام الآخر‬


‫‪ ،‬قال الزجاج ‪ « :‬يقال ‪ :‬رصدت الرجل بالخـيـر‬

‫رضدًا ‪ ،‬فأنا أرصده ‪ ،‬وأنا له راصد ‪ ،‬وأرصدته إرصادًا ‪ ،‬فأنا مُرْصِد » ( ‪ ،) ۳‬وذلك أن الأصل‬

‫في ( رصد ) الاستعداد للمراقبة ‪ ،‬والأصل في ( أرصد ) الإعداد لها ‪ ،‬فيلتقيان في هذا المعنى ‪،‬‬

‫قال المرزوقي في ( شرح الحماسة ) ‪ « :‬رصدتُ فلانًا بالمكافأة ‪ ،‬ورصدت له أيضًا ‪ ،‬وأرصدته ‪،‬‬

‫وأنا مُرْصِد لفلان بما كان منه حتى أكافئه » (‪. )٤‬‬

‫ورَصَد منه ( مَرْصُود ) ‪ ،‬وأرصد منه ( مُرْصَد ) ‪ ،‬وكل منهما يؤدي معنى الآخر‪.‬‬

‫وأخيرًا فيترجح جواز الوجهين بأن تقول ‪ ( :‬رصدت للمشروع مبلغا قدره كذا‬

‫و( أرصدت للمشروع مبلغا قدره كذا ) ‪ ،‬والخلاف فيه واسع ‪ ،‬وأجازمجمع اللغة القاهري‬

‫صحة الاستعمالين ‪.‬‬

‫( ‪ ) 1‬ينظر‪ :‬تذكرة الكاتب ص ‪ ، ١٢٠‬وقل ولا تقل ( ‪ ، ) ١٦٩/١‬ومعجم أخطاء الكتاب ص ‪ ، ٢٢٨‬ومعجم الأخطاء‬
‫الشائعة ص ‪ ، ١٠٤‬والقرارات المجمعية ص ‪ ، ١٦٥‬ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪. ) ٣١٧/٢‬‬
‫) ‪. ( ٤٧٤/٢ ) ( ٢‬‬
‫( ‪ ) ۳‬فعلت وأفعلت ص ‪۷۸‬‬
‫) ‪. ( ١٩٠/١ ) ( ٤‬‬

‫‪97‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫لحون المتخاصمين‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫)‪(1‬‬
‫‪ -٧٥-‬تكبدت الشركة موكلتي خسائر جسيمة‬

‫يَظنُّ عدد من الكتّاب أوّل وهلة ‪ :‬أن من معاني ( تكبَّد ) التحمل ‪ ،‬وهو غير صحيح ‪،‬‬

‫ففي ( الصَّحاح ) ‪ « :‬كَبَّدَ النجم السماء ‪ ،‬أي ‪ :‬توسطها ‪ ،‬وتكبدت الشمس ‪ ،‬أي ‪ :‬صارت في‬

‫كبَدِ السماء » (‪ )٢‬أي ‪ :‬في وسطها ‪ ،‬أما الفعل الذي يدل على المشقة والمعاناة والتحمل ؛ فهو‬

‫كَبَدَ كَبْدًا ) ‪ ،‬قال الله تعالى ‪﴿ :‬لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِيكَبَدٍ ﴾[ البلد ‪ ] ٤ :‬أي ‪ :‬في مشقة ‪ ،‬ومثله كذلك ‪:‬‬

‫‪ ،‬إذا قاسيت شدّته » (‪، )۳‬‬


‫الصحاح ) ‪ « :‬وكابدت الأمر‬ ‫( كَابَدَ ) مكابدةً ‪ ،‬أي ‪ :‬عانى وقاسى ‪ ،‬وفي‬

‫ومن الشواهد ما روي عن معاوية رَاضلِليَّهُعَنْهُ من قوله ‪:‬‬

‫ولستُ لأثواب الدني بلابس‬ ‫أكابده والسيف بيني وبينـه‬

‫وسوّغ مجمع اللغة العربية بدمشق صحة استعمال ( تَكَبَّدَ ) في هذا المعنى ‪ ،‬ولم أجد‬

‫فيما بحثه المجمع ما يصرفنا عما هو مسموع عن العرب ‪.‬‬

‫ومما تقدم ‪ ،‬لا يصح قولك ‪ ( :‬تَكَبَّدَتِ الشركةُ موكلتي خسائر جسيمة ) ولا قولك ‪:‬‬

‫كَابَدَتِ الشركة موكلتي خسائر جسيمة )‬ ‫( تَكَبَّدُّتُ عناء الرحلة ) ‪ ،‬والصحيح قولك ‪:‬‬

‫و ( كَابَدْتُ عناء الرحلة ) ‪.‬‬


‫في‬
‫اللحن‬
‫مجا‬
‫القضاء‬
‫لس‬

‫( ‪ ) 1‬ينظر‪ :‬تذكرة الكاتب ص ‪ ، ٣٥‬وقل ولا تقل ( ‪ ، ) ۷۸/۱‬ومعجم أخطاء الكتاب ص ‪ ، ٥١٢‬ومعجم الأخطاء‬
‫الشائعة ص ‪ ، ۲۱۳‬وكبوات اليراع ص ‪ ، ۳۳۵‬وأخطاء ألقناها ص ‪ ، ١٣٦‬وأزاهير الفصحى ص ‪ ، ٥٨‬ومجلة‬
‫مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪. ) ٥٦٥/٩١‬‬
‫) ‪. ( ٥٣٠/٢ ) ( ٢‬‬

‫( ‪ ) ۳‬السابق ‪.‬‬

‫( ‪ ) ٤‬الكامل ‪ ،‬للمبرد ( ‪) ٤٢٣/١‬‬

‫‪۹۷‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث الثاني‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫)‪(1‬‬
‫‪ -٧٦‬أثر المدعى عليه على والدي حتى رجع عن هبته‬

‫في ( التاج ) قوله ‪ ( « :‬وأثر فيه تأثيرًا ‪ :‬ترك فيه أثرًا ) والتأثير‪ :‬إبقاء الأثرفي الشيء » ) ‪،‬‬

‫ويرى كثير من أهل النظر أن استعمال ( أثَرَ عليه ) ترجمة منقولة من اللغة الفرنسية‬

‫وأخذها المترجمون تقليدًا من غير تحقيق ‪ ،‬والشواهد من كلام العرب طافحة باستعمال‬

‫الحرف (في ) مع الفعل ( أثَّر تأثيرًا ) ‪ ،‬ومنها ‪ :‬فيخطبة أبي بكررضاللهعنه ‪ « :‬فاجتنبوني ‪ ،‬لا أؤثر‬

‫في أشعاركم وأبشاركم » (‪ ، )۳‬وأهل الشأن تابعوا جـوادًا فيما اختاره ســـوى الكرملي ‪ ،‬فقال ‪:‬‬

‫« أثر فلان على فلان ‪ ،‬لم يقله العرب لا في لفظه ولا في معناه ‪ ،‬سوى الطبري ‪ ،‬فقد جاء في‬

‫(تاريخه ) ‪ « :‬ما رأى من حسن أثرهم على ابني زُحَـر ‪ :‬جهم وجمال » ) ‪ ،‬وأثر يتعدى بـ (في )‬

‫وإذا قالوا أثر هذا الشيءفي نفسي أرادوا أنه ترك فيه أثرًا ‪ ،‬لكن المولدين المتأخرين يعدونه‬

‫بـ ( على ) ويريدون منه معنى جديدًا ‪ ،‬أي ‪ :‬استهواه ‪ ،‬واجتذبه إلى رأيه بألطف حيلة وأخفى‬

‫وسيلة ‪ ...‬ثم حققت أنه يقال ‪ :‬أثر فيه وبه وعليه » (ه ) ‪.‬‬

‫ونيابة الحروف بابها واسع ‪ ،‬والخلاف فيها عريض ‪ ،‬فمن أجازتعدية الفعل بالحرف‬

‫( على ) استدل بجواز النيابة والتضمين ‪ ،‬وقد ردّ عليهم جواد في ( مجلة اللغة العربية‬

‫بدمشق ) أنقل شيئًا منه لنفاسته ‪ « :‬وإذا كان المقصود بالتأثيرإحداث أثر‪ ،‬وكان الأثر واغلا‬

‫في الشيء داخلا فيه لزم أن يقال أثَّر فيه ) لا ( أثر عليه ) ؛ لأن ( على ) لا تبلغ بالمؤثر أن‬

‫يكون ممازجًا للمؤثر فيه ؛ لإفادتها الاعتلاء ‪ ،‬والغلبة والتسلط والسيطرة ‪ ...‬إلخ » (‪. )1‬‬

‫( ‪ ) 1‬ينظر‪ :‬المساعد ( ‪ ، ) ١٤٤/١‬تذكرة الكاتب ص ‪ ، ٥٥‬وقل ولا تقل ( ‪ ، ) ۸۰/۱‬والكتابة الصحيحة ص ‪، ١٢‬‬

‫ومعجم الأخطاء الشائعة ص ‪ ، ٢١‬وكبوات اليراع ص ‪ ، ۳۳۷‬ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق‬
‫( ‪ ) ٤٠٠ / ٢٤‬و ( ‪ ) ٥٠٩٢/ ٣٥‬و( ‪. ) ١١٣٣/٨٨‬‬

‫( ‪ ) ۲‬تاج العروس ( ‪. ) ١٤/١٠‬‬


‫( ‪ ) ۳‬البداية والنهاية ( ‪)٤١٨/٩‬‬

‫( ‪ ) ٤‬تاريخ الرسل والملوك ‪ ،‬لأبي جعفر الطبري ( ‪. ) ٥٣٣/٦‬‬


‫( ‪ ) ٥‬المساعد ( ‪. ) ١٤٤/١‬‬
‫( ‪ ) ٦‬مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪. )٤٠٠/٢٤‬‬

‫‪۹۸‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫لحون المتخاصمين‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫أثر المدعى عليه في والدي ) أَوْلى من قولك ‪ ( :‬أثر المدعى عليه‬ ‫والتحقيق أن قولك ‪:‬‬

‫على والدي )‪.‬‬

‫‪ -٧٧‬وفَّرْتُ للمدعية بيتًا مستقلاً »‬

‫في ( التاج ) قوله ‪ « :‬ووفَّرَه توفيرًا ‪ :‬أكمله وجعله وافرًا ) (‪ ،) ۲‬وهذا الاستعمال صحيح‬

‫فصحيح ‪ ،‬وإذا عَرَفْنا صحة هذا الاستعمال ‪ ،‬فهل لفظ ( توفّر) من مادة ( وَفَّر) ‪ ،‬وهل‬

‫يصح أن تقول ‪ ( :‬يُقبل في الوظيفة من توفّرت فيه الشروط الآتية ) أم ( يُقبل في الوظيفة‬

‫من توافرت فيه الشروط الآتية ؟‬

‫‪ ،‬أي ‪ :‬كَثُرَ‪ ،‬فيقولون ‪:‬‬


‫‪ « :‬يستعملون الفعل ( توفّر) بمعنى وفّر‪ ،‬أو تَوَافر‬
‫يقول أسعد داغر‬

‫( يجب أن تتوفّر فيه الخبرة التامة ) و ( هذا الأمر لم تتوفّر فيه الأسباب الكافية ) ‪ ،‬وفي‬

‫اللغة ( توفَّر عليه ) رعى حُرُماته ‪ ،‬وصَرَفَ همَّتَه إليه » (‪ ، ) ۳‬وأنكر عليه جواد ‪ ،‬واتهمه‬

‫بالتسرع ‪ ،‬ورأى أن ( توفَّر) بمعنى تجمع وحصل ‪ ،‬و ( تَوَافَر) بمعنى تكاثر‪ ،‬وشواهد العربية‬

‫تؤيده ‪ ،‬فقد حكى صاحب ( الأغاني ) عن بشار‪ ،‬قوله ‪ « :‬إن عدم النظر يقوّي ذكاء القلب‬

‫ويقطع عنه الشغل بما ينظرإليه من الأشياء ‪ ،‬فيتوفّر حسه ‪ ،‬وتذكـو قريحته » (‪ ، )٤‬وفي‬

‫متوافرون » (‪ ، )٥‬أي ‪ :‬كثير‪.‬‬ ‫( الأساس ) ‪ « :‬وكان ذلك ‪ ،‬وأصحاب رسول الله‬

‫) يفيد التكاثر‪ ،‬أمـا‬


‫ويتبين مما سبق أن الفعل ( توفَّر) يفيد التجمع ‪ ،‬والفعل ( تَوَافَـر‬

‫‪ ،‬من أن توفّر عليه ) بمعنى رعى حرماته ‪ ،‬فهو مجازي ‪ ،‬وليس حقيقيًّا ‪.‬‬
‫ما ذهب إليه ‪،‬داغر‬
‫في‬

‫ملجقا‬
‫ا‬
‫اللحن‬

‫‪ :‬أغلاط اللغويين الأقدمين ص ‪ ، ٢٦‬وتذكرة الكاتب ص ‪ ، ٦٠‬وقل ولا تقل ( ‪ ) ١٤٩/١‬و( ‪، ) ٨٨/٢‬‬
‫( ‪ ) 1‬ينظر‬
‫لء‬‫ضا‬

‫ومعجم أخطاء الكتاب ص ‪ ، ٦٧٠‬وكبوات اليراع ص ‪ ، ٣٥١‬ومقالات في أخطاء لغوية شائعة ص ‪، ١٢٢‬‬
‫س‬

‫ونحوإتقان الكتابة العلمية باللغة العربية ص ‪ ، ٥٩‬ولحن القول ص ‪ ،٨٥‬ومجلة مجمع اللغة العربية‬
‫بدمشق ( ‪. ) ٨٦٥/٨٢‬‬
‫) ‪. ( ٣٧٢/١٤ ) ( ٢‬‬
‫( ‪ ) ۳‬تذكرة الكاتب ص ‪. ٦٠‬‬

‫( ‪ ) ٤‬الأغاني ‪ ،‬للأصفهاني ( ‪. ) ٢٣/٣‬‬


‫) ‪. ( ٣٤٧/٢ ) ( ٥‬‬

‫‪۹۹‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث الثاني‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫والأكمل قولك ‪ ( :‬يقبل في الوظيفة من توفّرت فيه الشروط الآتية ) ؛ إذ يكون المعنى ‪:‬‬

‫( يقبل في الوظيفة من تجمعت وتحصلت فيه الشروط الآتية ) ‪ ،‬وأدنى منه مرتبةً قولك ‪:‬‬

‫( يقبل في الوظيفة من تَوَافرت فيه الشروط الآتية ) أي ‪ :‬تكاثرت ‪ ،‬قال جواد ‪ « :‬وخلاصة‬

‫القول ‪ :‬أن توفرت ) الأسباب والشروط والدواعي صحيح ‪ ،‬وأن ( توافرت ) لا محل له ؛‬
‫لأنه بمعنى تكاثرت ‪ ،‬والتكاثر لا حدَّ له » (‪. )۱‬‬

‫أما تعدية الفعل ( توفر) ‪ ،‬فيصح تعديته باللام ‪ ،‬قياسًا على تعديتـه بـ ( على ) ‪ ،‬ولا‬

‫نكير على من قال ‪ ( :‬توفَّر له ) خلافًا لما ذهب إليه مصطفى جواد ‪ ،‬وإن فهم من رأيه‬

‫الأخير أن كلا الاستعمالين فصيح ‪ ،‬وتوفّر عليه ) أفصح ‪.‬‬

‫)‬
‫‪ -۷۸‬اختلى بي زوجي المدعى عليه‬

‫الأساس ) ‪ « :‬خلا المكان خَلاءً ‪ ،‬وخلا من أهله ‪ ،‬وعن أهله ‪،‬‬ ‫أي خلابي ‪ ،‬قال في‬

‫وخلوت بفلان وإليه ومعه خَلوة ‪ ،‬وخلا بنفسه ‪ :‬انفرد » ( ‪ ، ) ۳‬أما قول بعضهم ‪ ( :‬اختلى‬

‫بي ) فغير فصيح في معنى الانفراد ‪ ،‬فمن معاني الاختلاء القطع ‪ ،‬وفي الحديث ‪ ( :‬لا يُختلى‬

‫خَلاها ) ( ‪ ، ) ٤‬أي ‪ :‬لا يَجُز ولا يُقطع ‪.‬‬

‫ومما تقدم يصح قولك ‪( :‬خلا به ) و ( خلا معه ) و ( خلا إليه ) و( خلوت به )‬

‫واستخلى بـه ) ( ‪ ، ) ٥‬ولا يصح قولك ‪ ( :‬اختلى به ) ‪.‬‬

‫وفي الباب فائدة أخرى ‪ ،‬فيصح قولك ‪ ( :‬أخليت العقار) أي ‪ :‬جعلته خاليًا ‪ ،‬أو وجدته خاليًا ‪.‬‬

‫( ‪ ) ۱‬قل ولا تقل ( ‪. ) ٨٨/٢‬‬

‫‪ ، ۱۷۸‬ومعجم الأخطاء الشائعة ص ‪، ٨٥‬‬


‫( ‪ ) ٢‬ينظر‪ :‬تذكرة الكاتب ص ‪ ، ١١٥‬ومعجم أخطاء الكتاب ص ‪،‬‬
‫ومعجميات ص ‪ ، ١٨٧‬ودليل الأخطاء الشائعةفي الكتابة والنطق ‪ ،‬لمروان البواب ‪ ،‬وإسماعيل مروة ص ‪. ٢٩‬‬
‫) ‪. ( ٢٦٥/١ ) ( ٣‬‬

‫( ‪ ) ٤‬أخرجه البخاري في الصحيح ‪ ،‬كتاب جزاء الصيد ‪ ،‬باب لا يحل القتال بمكة ‪ ،‬رقم الحديث ‪، ١٨٣٤ :‬‬
‫ص ‪ ، ٢٤٥‬ومسلم في الصحيح ‪ ،‬كتاب الحج ‪ ،‬باب تحريم مكة وصيدها وشجرها ولقطتها إلا لمنشد‬
‫على الدوام ‪ ،‬رقم الحديث ‪. ) ٦١٥/١ ( ١٣٥٣ :‬‬
‫( ‪ ) ٥‬تاج العروس ( ‪. ) ٦/٣٨‬‬

‫‪۱۰۰‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫لحون المتخاصمين‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫)‪(1‬‬
‫‪ ٧٩-‬لم يؤمن لي المدعى عليه السكن الملائم‬

‫من الخطأ الشائع في مدونات القضاء استعمال ( أمن ) بمعنى ( وفّر) ‪ ،‬وغلطه‬

‫المحققون من أهل اللغة ‪ ،‬ففي ( اللسان ) ‪ « :‬والأمن ‪ :‬نقيضُ الخوف ‪ ،‬أَمِنَ فلان يأمنُ أَمْنًا‬

‫وأمَنَّا » ) ‪ ،‬وفي ( التاج ) ‪ ( « :‬وأمنه تأمينًا ‪ ،‬واثْتَمَنهُ واسْتَأْمنه ) بمعنى واحـد » ( ‪ ،) ۳‬والصحيح‬

‫قولك ‪ ( :‬لم يوفر لي المدعى عليه السكن المناسب ) أو ( لم يهيئ لي المدعى عليه السكن‬

‫الملائم) ‪ ،‬ولا يصح بحال استعمال ( أمن ) في هذا السياق ‪.‬‬

‫‪ ۸۰-‬تأسَّسَتِ الشركة )‬

‫من الأخطاء الشائعة قولك ‪ ( :‬تأسَّسَتِ الشركة ) ؛ لأن الفعل ( تأسس ) خـاص بـمـا‬

‫يقوم بنفسه ‪ ،‬والشركة وأشباهها لا تقوم بنفسها ‪ ،‬وهو من اللغة العامية ‪ ،‬قال الله تعالى ‪:‬‬

‫لَمَسْجِدُ أُسَسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ ﴾ [ التوبة ‪ ، ] ١٠٨ :‬وفي ( الأساس ) ‪ « :‬أسس ‪:‬‬

‫بنى بيته على أساسه الأول ‪ ،‬وقَلَعهُ من أسه » (‪ ، )٥‬وبعضهم ‪ :‬يجيز هذا الاستعمال ؛‬

‫لأن فعل المطاوعة من ( فَعَلَ ) هو ( تَفَعَّلَ ) ‪ ،‬أما مجمع اللغة القاهري في دورته الثانية‬

‫والخمسين لعام ‪ ١٩٨٦‬م ‪ ،‬فقد أجاز استعمال صيغة ( تَفَعَّلَ ) قياسيًا للمطاوعة من كل‬

‫فعل ثلاثي مُضَعَف العين ‪ ،‬مثل ‪ :‬حذَّرْتُه فتَحَذَر» (‪ ، ) ١‬ويجاب عنه ‪ :‬بأن صيغة ( تَفَعَلَ )‬

‫بتشديد العين سماعية في الأصل ‪ ،‬ولم يُسمع عن العرب قولهم ‪ ( :‬تأسس ) ‪ ،‬وما بني‬

‫على المجهول ( أُسِّسَ ) يؤدي مؤداه ‪.‬‬

‫‪ :‬نحو إتقان الكتابة العلمية باللغة العربية ص ‪ ، ٥٨‬ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق‬
‫( ‪ ) 1‬ينظر‬
‫في‬

‫ملجقا‬
‫ا‬
‫اللحن‬

‫) ‪. ( ١١٤٥/٨٨‬‬
‫ضا‬

‫) ‪. ( ٢١/١ ) ( ٢‬‬
‫لء‬
‫س‬

‫) ‪. ( ١٨٥/٣٤ ) ( ٣‬‬

‫( ‪ ) ٤‬ينظر‪ :‬قل ولا تقل ( ‪ ، ) ۹۹/۱‬ومعجم أخطاء الكتاب ص ‪ ، ١٤‬ومعجم الأخطاء الشائعة ص ‪ ، ٢٤‬وكبوات‬

‫اليراع ص ‪ ، ٣٥٥‬ومعجميات ص ‪ ، ٢٥‬ومعجم الخطأ والصواب في اللغة ص ‪ ، ٦٨‬ومجلة مجمع اللغة‬


‫العربية بدمشق ( ‪. ) ۳۱۹/۹۱‬‬
‫) ‪. ( ٢٧/١ ) ( ٥‬‬
‫( ‪ ) ٦‬الألفاظ والأساليب ( ‪. ) ٣٣٤/٣‬‬

‫‪101‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث الثاني‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫والتحقيق أن يقال ‪ ( :‬أُسست الشركة ) ومثله ( أُجّلت الجلسة ) و( بُلَّغَ المدعى عليه‬

‫بالحكم وسيأتي الكلام عليهما في موضعه ‪ ،‬إذا نشط القلم ‪.‬‬

‫)‪(1‬‬
‫داهمت الفرقةُ القابضة منزل المتهم‬ ‫‪-۸۱‬‬

‫في ( الأساس ) ‪ « :‬دهَمَتهم الخيل ‪ ،‬ودهِمَتهم غشيتهم » (‪ ، ) ٢‬وفي ( التاج ) ‪ « :‬قال ثعلب ‪:‬‬

‫كل ما غشيك فقد دَهَمك ودَهِمك » ( ‪ ، )۳‬واستقررت مجمعات اللغة فما وجدت أصلاً‬

‫للفعل ( داهم ) وإنما هو ( دهم ) بكسر الفاء أو فتحها ‪ ،‬وللغلاييني رأي آخر‪ ،‬فيقول ‪« :‬نحن‬

‫نُسَلِّمُ أن كتب اللغة لم تذكر ( داهم ) وفيهـا مـن المعنى ما لم تعطه ( دهم ) ‪ ،‬فهل من‬

‫الخطأ أن نقول ‪ :‬داهمه إذا أردنا معنى المبالغة وشدة تصوير الحال ‪ ،‬لا أرى بذلك بأسًا » (‪. )٤‬‬

‫قلت ‪ :‬بل في استعمال لفظة ( داهَم ) بمعنى ( دهم ) بأس ؛ فهي غير مسموعة عن‬

‫العرب ‪ ،‬ولم يثبتها أهل المعجمات القديمة ‪ ،‬وهو استعمال مرفوض ‪.‬‬

‫وقد نَفِذَت محاولات موكلتي بإقناعه بإلغاء العقده)‬ ‫‪-٨٢‬‬

‫يأتي ( نَفِدَ ) بفتح النون وكسر الفاء ‪ ،‬بمعنى فني أو انقطع ‪ ،‬ومنه قوله تعالى ‪:‬‬

‫قُللَّوكَْانَ الْبَحْرمُِدَادًا لِكَلِمَتِ رَبِّي لَنَفِدَالْبَحْرقَُبْلَأَن تَنفَدَكَلِمَتُ رَبِّي ﴾ [ الكهف‪ ، ] ١٠٩ :‬ومنه ‪ ( :‬نَفِد الشيء )‬

‫أي ‪ :‬انتهى ‪ ،‬و( نَفِدت البضاعة من السوق ) ‪ ،‬أو ( المال نافد ) ‪ ،‬فلا يصح أن تقول ‪ ( :‬نَفِذَت‬

‫( ‪ ) 1‬ينظر نظرات في اللغة والأدب ص ‪ ، ٤٦‬ومعجم أخطاء الكتاب ص ‪ ، ۱۹۹‬ومقالات في أخطاء لغوية‬
‫شائعة ص ‪ ، ۷۸‬وموسوعة الأخطاء اللغوية الشائعة ص ‪. ١١٠‬‬
‫) ‪. ( ٣٠٤/١ ) ( ٢‬‬
‫) ‪. ( ١٩٥/٣٢ ) ( ٣‬‬

‫( ‪ ) ٤‬نظرات في اللغة والأدب ص ‪. ٤٦‬‬


‫( ‪ ) ٥‬ينظر ما تلحن فيه العامة ص ‪ ، ۱۰۰‬ولغة الجرائد ص ‪ ، ۸۳‬ومعجم أخطاء الكتاب ص ‪ ، ٦١٨‬ومعجم‬
‫الأخطاء الشائعة ص ‪ ، ٢٥١‬ومعجم الصواب اللغوي ص ‪ ، ٧٦٤‬وأخطاء ألفناها ص ‪ ، ١٧٥‬ومجلة مجمع‬
‫اللغة العربية بدمشق ( ‪. ) ٥٧١/٩١‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫لحون المتخاصمين‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫البضاعة من السوق ) بالذال ؛ لأن الفعل ( نَفَذَ ) لا يأتي بمعنى الانتهاء والفناء ‪ ،‬ولكن من‬

‫معانيه ‪ :‬جاز واخترق ‪ ،‬قال الزمخشري ‪ « :‬نَفِد ‪ :‬المال نافد ‪ ،‬وقد نَفِد نفادًا ‪ ،‬وأنفدوا ما‬

‫عندهم واستنفدوه ‪ ،‬وانتفدوه ‪ ، ...‬وأنفد القومُ ‪ :‬فني زادهم » (‪ ، ) ١‬وفي موضع آخر‪ « :‬نفذ ‪:‬‬

‫نَفَذَ السهم في الرميّة نُفوذًا ونفاذًا ‪ ،‬ورميته فأنفذته ‪ ،‬وأنفذت فيه السهم ‪ ...‬وطريق نافذ ‪:‬‬

‫عام يسلكه كل أحد ‪ ،‬وهذا الطريق ينفذ إلى مكان كذا » (‪. )٢‬‬

‫والخلاصة مما تقدم صحة قولك ‪ ( :‬وقد نفدت محاولات موكلتي ‪ ) ..‬و( البضاعة‬

‫نافدة ) بالدال ‪ ،‬ولا يصح بالذال ‪.‬‬

‫ويجوز قولك ‪ ( :‬نَفَضَّت محكمة التنفيذ الصكَ ) أو ( أنْفَذَت محكمة التنفيذ الصلَّ )‬

‫بمعنى ‪ :‬أمضته ‪ ،‬وتقول ‪ ( :‬طريق نافذ ) أو ( يَنْفُذُ إلى مكان كذا كما هو شائع في صكوك‬

‫الاستحكام والتملك ‪ ،‬ثم اعلم أن ( نَفِدَ ) لا تأتي مفتوحة الفاء ‪ ،‬بل يجب كسرها ‪ ،‬وقد‬

‫كررتُ التنبية ؛ لأن الخطأ فيها شائع ذائع ‪.‬‬

‫‪ ٨٣-‬يُخْصَمٌ منه مبلغ قدره كذا )‬

‫(يُخْصَمُ ) هو الشائع المستعمل في السجلات القضائية حتى غلب على الاستعمال‬

‫العربي الصحيح ‪ ،‬قال عبد القدوس الأنصاري ‪ « :‬ما زلت أنكر في نفسي هذه الكلمة‬

‫منذ وقع نظري عليها ‪ ،‬في مختلف الصحف والكتب والرسائل والمحررات ‪ ،‬ونكراني لها لا‬

‫ينصب على شخصها ‪ ،‬بل إنما مرماه استعمالها في معنى ( الاقتطاع ) ‪ ،‬حيث إن من الذائع‬
‫في‬

‫ملجقا‬
‫ا‬
‫اللحن‬

‫أن يقال ‪ ( :‬يُخْصَمُ هذا القدر من المبلغ الفلاني ) ‪ ،‬والواقع أن استعمال مادة ( خصم ) في‬
‫لء‬
‫س‬ ‫ضا‬

‫معنى الاقتطاع والطرح ‪ ،‬هو خطأً‪ ،‬لا تقره معاجم اللغة ولا كتب البيان ‪ ،‬فللمادة المذكورة‬

‫( ‪ ) 1‬أساس البلاغة ( ‪) ٢٩١/٢‬‬


‫( ‪ ) ٢‬السابق ‪.‬‬

‫( ‪ ) ۳‬ينظر‪ :‬معجم أخطاء الكتاب ص ‪ ، ١٢٢‬وإصلاحات في لغة الكتابة والأدب ص ‪ ، ٣٤‬وأخطاء ألفناها ص ‪. ٦٦‬‬

‫‪۱۰۳‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث الثاني‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫جملة معان بمراجعتها يتضح أنها تختلف عن معنى الاقتطاع الذي وضعت له حديثًا ‪،‬‬

‫واللفظة اللغوية لمعنى الاقتطاع هي ‪ ( :‬الحسم ) وما يتفرع عنها ؛ لذا فبدلا من أن يحرر‬

‫)» )‪.‬‬
‫( يُخْصَمُ هذا القدر يحتم أن يُعدِّل إلى كتابة (يُحْسَمُ هذا القدر‬

‫ليس بمعنى الاقتطاع حقيقةً ‪ ،‬فهو بمعنى القطع ‪ ،‬وأنت‬ ‫قلت ‪ ( :‬الحسم‬

‫‪:‬‬
‫أقطعـه عليـه (‪ ،)۲‬ومنه قوله تعالى ‪:‬‬ ‫تقول ‪ ( :‬أنا أحسـم علـى فلان الأمر يعني‬

‫﴾ الحاقة ‪ ، ] ٧ :‬وإذا تأملت معنى الحسم ‪ ،‬وجدته يصلح لأن يكون بمعنى‬
‫[‬ ‫وَثَمَنِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا‬

‫الاقتطاع مجازيًا ‪ ،‬واستبعد ذلك الزعبلاوي ‪ ،‬ورجح أن مادتي ( الخصم ) و ( الحسم ) لا تأتيان‬

‫بمعنى ( الاقتطاع ) ‪ ،‬والصحيح عنده ‪ :‬اقتطع مبلغ كذا ) وليس ( خصم ) أو ( حسم ) ‪.‬‬

‫والذي يظهر صحة استعمال مادة ( حسم ) بمعنى اقتطع ‪ ،‬فيجوز لك ‪ ،‬أن تقول ‪:‬‬

‫( يحسم منه مبلغ قدره كذا ) و ( حسم من الأسعار ثلاثون بالمئة ) ‪ ،‬ولا أرى ما يسوغ‬

‫استعمال ( خصم ) في هذا المعنى ‪.‬‬

‫‪ ٨٤-‬زاد عليه في البَيْعة (‪)3‬‬

‫الفعل ( زاد ) يكون لازمًا ‪ ،‬مثل قولك ‪ ( :‬زاد المال ) ‪ ،‬أو متعديًا بنفسه إلى مفعولين ‪،‬‬

‫﴿َزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ﴾ [ البقرة ‪ ، ] ٢٤٧ :‬وقد يتعدى بحرف‬
‫و‬ ‫مثل قوله تعالى‪:‬‬

‫مَنكَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ ﴾[ الشورى ‪، ] ٢٠ :‬‬ ‫الجر (في ) ‪ ،‬ومنه قوله تعالى ‪:‬‬

‫ويتعدى كذلك بحرف الجر ( على ) ‪ ،‬ومنه قوله تعالى ‪﴿ :‬أَوْزِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْءَانَتَرْتِيلًا ﴾ [ المزمل ‪:‬‬

‫‪ ، ] ٤‬أما تعديةُ الفعل ( زاد ) بحرف الجر ( عن ) فبعض المتأدبين لا يجيز قولهم ‪ ( :‬زاد عن كذا ) ؛‬

‫( ‪ ) ۱‬إصلاحات في لغة الكتابة والأدب ص ‪. ٣٤‬‬


‫( ‪ ) ٢‬ينظر‪ :‬تاج العروس ( ‪. ) ٤٨٧/٣١‬‬
‫( ‪ ) ۳‬ينظر‪ :‬معجم أخطاء الكتاب ص ‪ ، ٢٥٥‬ومعجميات ص ‪ ، ١٤٥‬والأخطاء اللغوية الشائعة على ألسنة‬
‫الكتاب والأدباء والإذاعيين ص ‪ ، ٢٦‬ومقالات في أخطاء لغوية شائعة ص ‪ ، ٢٥٣‬وأزاهيرالفصحى‬
‫ص ‪ ، ۳۷‬ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪ ) ٨٤٣/٥٨‬و( ‪. ) ٨١٤/٥٩‬‬

‫‪١٠٤‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫لحون المتخاصمين‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫لأنها لم ترد في معجمات العربية ‪ ،‬ويرى البصام أنها تعدية فصيحة ‪ ،‬مع ظنّه أنها مولدة ؛‬

‫لأن العرب ربما عدت الفعل بحرف الجر الذي يُعدّى به ضدّه ‪ ،‬وحلول ( عن ) محل‬

‫( على) في كلام العرب كثير‬


‫‪.‬‬

‫والحق أنه استعمال قديم ‪ ،‬وليس مُولَّدًا ‪ ،‬وله شاهد في الشعر الجاهلي ‪ ،‬قال قبيصة‬

‫بن النصراني الجرمي ‪:‬‬

‫ونافلةً وبعض القوم دون ( ‪)1‬‬ ‫يزيد نبالةً عن كل شيءٍ‬

‫قال الكفوي ‪ « :‬والزيادة تلزم ‪ ،‬وقد تتعدى بـ ( عن ) كما تتعدى بـ ( على ) ؛ لأن النقص‬

‫يتعدى به وهو نقيضها » ( ‪. )٢‬‬

‫‪ ،‬وقد يتعدى إلى مفعول واحد ‪ ،‬ففي‬


‫أما الفعل ( ازداد ) فيكون لازمًا ‪ ،‬وهو الأكثر‬

‫( التاج ) ‪ ( « :‬وازداد ) ‪ ،‬ومُطاوع المتعدي لاثنين يتعدى ‪،‬لواحد ‪ ،‬نحو زاد كذا وازداد ‪ ،‬وفي‬

‫( العناية ) أن ازداد يَرِدُ في كلامهم لازمًا ومتعديًا باتفاق أهل اللغة ‪ ،‬وقالوا ‪ :‬إن الازدياد أبلغ‬

‫من الزيادة ‪ ،‬كالاكتساب والكسب » (‪. )۳‬‬

‫أما قولهم ‪ ( :‬أزاد ) بزيادة الهمزة ‪ ،‬فغير معروف في العربية ‪ ،‬وكذلك ( زاود في السلعة ) ‪،‬‬

‫وقولهم أيضًا ( المزاودة ) فهذه ثلاثة ألفاظ تُجتنب ‪ ،‬أما قولهم ‪ ( :‬لا مزيد عليه ) و ( المزايدة )‬

‫الأساس ) ‪ « :‬وتزايدوا في ثمن السلعة ‪ ،‬حتى بلغ‬ ‫و ( تزايد فلان في السلعة ) فصحيحة ‪ ،‬وفي‬

‫منتهاه ‪ ،‬وزايد أحد المبتاعين الآخر مزايدةً ‪ ،‬وهو يتزيد في حديثه » (‪. )4‬‬
‫في‬

‫ملجقا‬
‫ا‬
‫اللحن‬
‫لء‬
‫س‬ ‫ضا‬

‫( ‪ ) ۱‬شرح ديوان الحماسة ‪ ،‬للمرزوقي ( ‪. ) ٦٢٦/١‬‬


‫( ‪ ) ٢‬الكليات ص ‪. ٤٨٧‬‬
‫) ‪. (١٥٥/٨) ( ۳‬‬
‫) ‪. ( ٤٢٩/١ ) ( ٤‬‬

‫‪0.1‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث الثاني‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫)‪(1‬‬ ‫‪٨٥‬‬
‫‪ -‬غبت عن الجلسة الماضية لانشغالي‬

‫يقول ابن السكيت ‪ ،‬في باب ما تغلط فيه العامة فيتكلمون بـ ( أَفْعَلْت ) بدلًا من‬

‫( فَعَلْت ) ‪ « :‬وقد شغلته ‪ ،‬ولا يقال أشغلته » (‪ ، ) ٢‬وفي ( التاج ) ‪ « :‬وقد (شَغَلَهُ ‪ ،‬كَمَنَعَهُ ‪،‬‬

‫شَغْلًا ) بالفتح ‪ ،‬و ( يُضَم ) ‪ ،‬وهذه عن سيبويه ‪ ،‬و( أَشْغَلَه ) واختُلف فيها ‪ ،‬فقيل ‪ :‬هي ‪ ،‬أي ‪:‬‬
‫أَشْغَلَه ( لغةُ جيّدةُ ‪ ،‬أو قليلةٌ ‪ ،‬أو رديئة ) قال ابن دريد ‪ :‬لا يقال ‪ :‬أشغلته ‪ ،‬ومثلهفي‪ ( :‬شــروح‬

‫الفصيح ) ( ‪ ، )۳‬و( شرح الشفاء ) للشَّهاب ( ‪ ، ) ٤‬و ( المفردات ) للراغب (‪ ،) ٥‬ولا يعرف الأحـد الـقـول‬

‫سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ‬ ‫بجودتها عن إمام من أئمة اللغة » ( ‪ ، ) ٦‬وفي كتاب الله ‪:‬‬

‫شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا ﴾ [ الفتح ‪ ، ] ۱۱ :‬غيرأن ( أشْغَل ) جاء في شعر ينسب إلى الإمام الشافعي ( ‪. )٧‬‬

‫وأنتقل إلى موضوع الباب ‪ ،‬وهو عن صحة استعمال ( انْشَغَل ) و ( انْشِغَال ) ‪ ،‬فلم‬

‫يُسمع هذا الفعل ومصدره عن العرب ‪ ،‬ولم يُذكرفي معجمات العربية ‪ ،‬والالتزام بما جاء‬

‫في كلام العرب الأقحاح فيه غُنية وكفاية ‪ ،‬ففي ( الأساس ) ‪ « :‬أنا في شُغُل وشغل شاغل ‪،‬‬

‫( ‪ ) 1‬ينظر ما تلحن فيه العامة ص ‪ ، ۱۱۰‬وتصحيح التصحيف وتحرير التحريف ‪ ،‬للصفدي ص ‪ ، ١٠٩‬وبحر‬
‫العوام ص ‪ ، ١٠٠‬ولغة الجرائد ص ‪ ، ٥٤‬وتذكرة الكاتب ص ‪ ، ١٠٢‬ومغالط الكتاب ص ‪ ،٦١‬ومعجم أخطاء‬
‫الكتاب ص ‪ ، ۳۱۲‬ومعجم الأخطاء الشائعة ص ‪ ، ۱۳‬مقالات في أخطاء لغوية شائعة ص ‪ ، ١٣٦‬ومجلة‬
‫مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪ ) ٤١٠/٧‬و( ‪. ) ١١٤٦/٨٩‬‬
‫( ‪ ) ٢‬إصلاح المنطق ( ‪. ) ٢٢٥/٢‬‬
‫)‪ )( ۳‬ص ‪. ٤٣‬‬
‫(‪٣‬‬
‫) ‪. ( ٢٥٠/٤ ) ( ٤‬‬
‫( ‪ ) ٥‬ص ‪. ٢٦٣‬‬

‫( ‪ ، ) ٢٦٥ / ٢٩ ( ) ٦‬وقال الصفدي في تصحيح التصحيف ص ‪ « : ۱۰۹‬والعامة تقول ‪ ( :‬أشغلته ) بكذا ‪ ،‬فهو‬
‫شغل مُشغل ‪ ،‬والصواب ‪ ( :‬شغَلْته ) بكذا ‪ ،‬فهو شُغل شاغل ‪ ،‬قلت ‪ :‬يحكى عن الصاحب بن عباد ‪-‬‬

‫رحمه الله ـ أنـه وقـف لـه كاتب ‪ ،‬وقال ‪ :‬إن رأى مولانا ( إشغالي ) في شيء أرتزق به ‪ ،‬فقال ‪ :‬من يقول‬
‫( إشغالي ) لا يصلح لأشغالي »‬
‫( ‪ ) ۷‬ديوان الإمام الشافعي ص ‪ ، ۹۸‬وذلك في قوله ‪:‬‬
‫أشغله عن عيوب غيره ورَعُه‬ ‫المرءُ إن كان عاقلا ورعًا‬

‫وأثبت محقق الديوان إميل يعقوب رواية العجز بما نصه ‪ « :‬يُشغله عن عيوبهم ورعه » ‪.‬‬

‫‪١٠٦‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫لحون المتخاصمين‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫وشغلتني عنك الشواغل ‪ ،‬وشُغِلْت عنك ‪ ،‬واشتغلت بكذا ‪ ،‬وتشاغلت به ‪ ،‬ولي أشغال‬

‫انشغل عنه ) ‪ ،‬أي ‪ :‬عرض لـه مـا شغله ‪،‬‬ ‫وشُغُول ومَشَاغِل » (‪ ، )١‬قال اليازجي ‪ « :‬ويقولون ‪:‬‬

‫شُغِل عنه ) بصيغة المجهول ‪،‬‬ ‫ولم يُحكَ وزن ( انفعل ) من هذا الحرف ‪ ،‬وإنما يقال‬

‫‪،‬‬
‫و ( اشْتَغَل ) » (‪ ، )٢‬ووجدتُ كثيرا من الضبوط ورد فيها لفظ ( انْشَغَلَ ) وهو خطأً ظاهر‬

‫غبت عن الجلسة لانشغالي ) ‪ ،‬والصحيح قولك ‪ ( :‬غبت عن‬ ‫ومما يتقدم لا يصح قولك ‪:‬‬

‫ولا يحق لها النفقة ‪ ،‬لأنها انْشَغَلَت عن بيتها ) ‪،‬‬ ‫الجلسة لاشْتِغَالي ) ‪ ،‬ولا يصح أن يقال ‪:‬‬

‫وإنما يصح أن تقول ‪ ( :‬ولا يحق لها النفقة ‪ ،‬لأنها اشْتَغَلَت عن بيتها وأسرتها ) أو ( لأنها‬

‫شُغِلَت عن بيتها وأسرتها ) ‪.‬‬

‫‪ -٨٦‬ضغط علي المدعى عليه للتوقيع على السند لأمر‬

‫استعمال فصيح صحيح ‪ ،‬ففي ( التاج ) ‪ « :‬وضَغَط عليه ‪ ،‬واضْتَغَط‪ :‬تشَدَّد عليه في‬

‫غُرم أو نحوه » (‪ ) ٤‬ويصح قولك ‪ :‬أرسلت فلانًا ضاغطا على فلان ‪ ،‬كما جاء في ( الأساس ) (ه) ‪،‬‬

‫وأما قولك ضَغَطَهُ ) فهو بمعنى ‪ :‬عَصَرَ الشيء ‪ ،‬وزَحَمه ‪ ،‬وتعديته بهذا المعنى الأخيربحرف‬

‫الجر ( على ) ؛ فيه بحث طويل ‪ ،‬يراجع في مظانه ؛ لعدم صلته بموضوع البحث ‪.‬‬

‫‪ ۸۷-‬استمع شهادته‬

‫يُخطئ بعضُ الكاتبين قول من يقول ‪ ( :‬استمع شهادته ) بمعنى ‪ :‬سَمِعَ وأصغى ؛‬

‫ظنًا منهم أن الفعل لا يتعدى بنفسه ‪ ،‬وقالوا ‪ :‬إن الصواب قولك ‪ ( :‬استمع له ) و ( استمع‬
‫في‬
‫اللحن‬
‫ملجقا‬
‫ضا‬ ‫ا‬

‫)‪. (015/1 ) ( 1‬‬


‫لء‬
‫س‬

‫( ‪ ) ٢‬لغة الجرائد ص ‪. ٥٤‬‬

‫( ‪ ) ۳‬ينظر‪ :‬تذكرة الكاتب ص ‪ ، ٦٥‬ونظرات في اللغة والأدب ص ‪ ، ۱۱۹‬ومعجم أخطاء الكتاب ص ‪، ٣٥٣‬‬
‫م االأخطاء الشائعة ص ‪ ، ١٥٠‬والكتابة الصحيحة ص ‪. ٢٠١‬‬
‫ومعج م‬
‫) ‪. ( ٤٥٢/١٩ ) ( ٤‬‬
‫) ‪. ( ٥٨٣/١ ) ( ٥‬‬
‫م الأغلاط اللغوية المعاصرة ص ‪. ٣٢١‬‬
‫جم‬‫( ‪ ) ٦‬ينظر‪ :‬معج‬

‫‪١٠٧‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث الثاني‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫إليه ) ‪ ،‬لكن جاء في كلام الله تعالى ذكر للاستعمالات الثلاثة ‪ ،‬ومن ذلك قوله ‪ ﴿ :‬وَإِذَا‬

‫قُرِئَ الْقُرْوَانُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا﴾ [ الأعراف ‪ ] ٢٠٤ :‬بتعدية الفعل بحرف ( اللام ) ‪ ،‬وقوله ‪::‬‬

‫وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ﴾[ الأنعام ‪ ، ٢٥ :‬محمد ‪ ] ١٦ :‬بتعدية الفعل بالحرف ( إلى ) ‪ ،‬وجاء الفعـــل‬

‫مَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرِمِن رَّبِّهِم تُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْيَلْعَبُونَ )‬ ‫متعديا بنفسه ‪ ،‬في قوله تعالى‪:‬‬

‫المصباح ) ‪ ( « :‬سمعته ) ‪ ،‬وسمعت له ‪ ،‬وتسمعت ‪ ،‬واستمعت كلها‬ ‫[ الأنبياء ‪ ] ٢ :‬وفي‬

‫يتعدى بنفسه وبالحرف » (‪. )۱‬‬

‫والصحيح مما تقدم أن لك أن تقول ‪ ( :‬استمع إلى شهادته ) و ( استمع لشهادته )‬

‫واستمع شهادته ) ‪.‬‬

‫‪ ۸۸-‬أخطأ ‪ ،‬وخطئ‪ ،‬وغلط‬

‫قال الحريري ‪ « :‬ويقولون لمن يأتي بالذنب متعمدًا ‪ :‬أخطأ ‪ ،‬فيحرفون اللفظ والمعنى ؛‬

‫لأنه لا يقال ‪ :‬أخطأ إلا لمن لم يتعمد الفعل ‪ ،‬أو لمن اجتهد فلم يُوافق الصواب ‪ ،‬وإياه عنى‬

‫‪.‬منه‬
‫سم‬ ‫بقوله ‪ « :‬إذا اجتهد الحاكم فأخطأ فله أجر‪ ، )۳( » ...‬والفاعل منه مُخطئ ‪ ،‬والا‬

‫[ النساء ‪ ، ] ٩٢ :‬فأمـا‬ ‫الخطأ ‪ ،‬ومنه قوله تعالى ‪﴿ :‬وَمَاكَانَلِمُؤْمِنٍ أَن يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَا‬

‫المتعمد الشيء ‪ ،‬فيقال فيه ‪ :‬خَطِئ ‪ ،‬فهو خاطئ ‪ ،‬والاسم منه ‪ :‬الخطيئة ‪ ،‬والمصدر‪ :‬الخطء‬

‫﴾ الإسراء ‪، ) ٤ ( ] ۳۱ :‬‬
‫﴿ قَبْلَهُمْ كَانَ خِطَا كَبِيرًا [‬
‫بكسر الخاء وإسكان الطاء ‪ ،‬كما قال تعالى ‪ :‬إِنَّ‬

‫( ‪ ) ۱‬ص ‪. ١١٠‬‬

‫( ‪ ) ٢‬ينظر درة الغواص ص ‪ ، ٤٢٧‬ومغالط الكتاب ص ‪ ، ٨٥‬والكتابة الصحيحة ص ‪ ، ١٠٣‬ومعجميات‬

‫ص ‪ ، 326‬ومقالات في أخطاء لغوية شائعة ص ‪ ، ۷۷‬وأزاهير الفصحى ص ‪ ،٨٥‬ونحو إتقان الكتابة‬


‫العلمية باللغة العربية ص ‪. ٦٩‬‬

‫( ‪ ) ۳‬أخرجه البخاري في صحيحه ‪ ،‬كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة ‪ ،‬باب أجر الحاكم إذا اجتهد فأصاب‬
‫أو أخطأ ‪ ،‬رقم الحديث ‪ ، ٧٣٥٢ :‬ص ‪ ، ١٠٠٩‬ومسلم في صحيحه ‪ ،‬كتاب الأقضية ‪ ،‬باب بيان أجر الحاكم‬
‫إذا اجتهد ‪ ،‬فأصاب أو أخطأ ‪ ،‬رقم الحديث ‪. ) ٨٢١/٢ ( ، ١٧١٦ :‬‬
‫( ‪ ) ٤‬درة الغواص ص ‪. ٤٢٧‬‬

‫‪١٠٨‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫لحون المتخاصمين‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫وقال الهمذاني الكاتب ‪ « :‬ويقال ‪ :‬أخطأتُ ‪ ،‬إذا أردتَ شيئًا فأصبت غيرَهُ ‪ ،‬وخَطِئتُ ‪ :‬من‬

‫الخطيئة أخطأتُ ‪ ،‬إذا تعمدت الذنب » ) ‪.‬‬

‫قلت‪ :‬المستفاد مما ذكره الهمذاني والحريري ‪ :‬أنك تقول لمن لم يتعمد الخطأ‬

‫أخطأ ‪ ،‬فهو مخطئ ) ‪ ،‬ولمن تعمده ‪ ( :‬خَطِئَ ‪ ،‬فهو خَاطِئ ) ؛ ولذلك يُغَلِّط بعضُهم قول‬

‫المعلمين ‪ ( :‬إجابتك خاطئة ) والصحيح أن يقال ‪ ( :‬إجابتك غير صحيحة ) ‪ ،‬وهذا التفريق‬
‫)‪(۲‬‬
‫هو قول الجمهور‪ ،‬وفي المسألة أقوال أخرى ‪ ،‬منها ‪ :‬أن كلا اللفظين بمعنى واحد (؟) ‪.‬‬

‫أما غَلِطَ‪ ،‬فمعناه قريب من الخطأ‪ ،‬وهو أن تَعْيا بالشيء فلا تَعْرفُ وجه الصواب‬

‫فيه من غير تعمد (‪. )۳‬‬

‫‪ ۸۹-‬ما ذكره المدعى عليه غير صحيح‪ ،‬والصواب ‪) ...‬‬

‫في ( الأساس ) ‪ « :‬من المجاز‪ :‬أصابَ في رأيه ‪ ،‬ورأيُّ مُصيبٌ وصَائب ‪ ،‬وأصاب الصواب ‪،‬‬

‫وصوَّبْتُ رأيه ‪ ،‬واستصْوَبَ قوله واستصابه ‪ ،‬ويقال ‪ :‬إن أخطأت فخطئني ‪ ،‬وإن أصبتُ‬

‫فصوبني » (ه) ‪ ،‬فكل المعجمات القديمة ‪ ،‬متفقةً على أن ( صوّبه ) بمعنى ‪ :‬حكم لـه بالصواب ‪،‬‬

‫وليس بمعنى ‪ :‬أصلحه أو صححه ‪ ،‬وممن انتصر لهذا من المتأخرين إبراهيم السامرائي ‪،‬‬

‫والبصامفي بادئ أمره ‪ ،‬فقد قال في ( مجلة مجمع اللغة العربية ) ‪ « :‬من الألفاظ التي بات‬

‫أهل الأدب والعلم في عصرنا هذا يستعملونها في غير معناها ( التصويب ) ؛ فهم يعدلون‬
‫في‬
‫اللحن‬
‫ملجقا‬
‫ا‬

‫( ‪ ) ۱‬الألفاظ الكتابية ص ‪٢٢‬‬


‫ضا‬

‫( ‪ ) ٢‬أساس البلاغة ( ‪. ) ٢٥٤/١‬‬


‫لء‬
‫س‬

‫( ‪ ) ۳‬ينظر‪ :‬المحكم والمحيط الأعظم في اللغة لابن سيده ( ‪ ، ) ٤٥٣/٥‬والقاموس المحيط ص ‪. ٦٨٠‬‬
‫( ‪ ) ٤‬ينظر‪ :‬معجميات ص ‪ ، ٦٩‬ومعجم الصواب اللغوي ص ‪ ، ٢٣٦‬ومعجم تصحيح التصحيح ص ‪، ٦٧‬‬
‫والقرارات المجمعية ص ‪ ، ٢٠١‬ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ‪ ،‬وفيه الموضوعات الآتية ‪ :‬المعجم‬
‫الوسيط وقوله في تصويب الخطأ ‪ ،‬للبصام ( ‪ ) ١٧٣/٥٤‬وتحقيق معنى التصويب ‪ ،‬لمحمد شوقي أمين‬
‫( ‪ ، ) ٩٩٠/٥٤‬وبحث للسامرائي ( ‪ ) ٤٠٣/٥٦‬ورجوع البصام عن رأيه الأول ( ‪. ) ٥١/٦٠‬‬
‫)‪.(095/1) (0‬‬

‫‪۱۰۹‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث الثاني‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫عن معناه إلى ضدّه ‪ ،‬كقولهم ( صوّب الخطأ ) بمعنى أصلحه أو صححه ‪ ،‬مع أن صوابه‬

‫التصويب ) إبان قراءتي كتب‬ ‫حكـم لـه بالـصـواب ‪ ...‬ولقد غبرت زمانًا طويلًا ‪ ،‬أبحث عن‬

‫الأدب القديم ‪ ،‬إرادة أن أجده بمعنى الإصلاح أو التصحيح ‪ ،‬ولكنَّ التصويب كان يأبى إلا أن‬

‫يفصح لي عن معناه الصحيح » (‪ ، ) ١‬وساق عشرات الشواهد من الأدب القديم ‪ ،‬على أن‬

‫البيان والتبين ) ) للجاحظ‪،‬‬ ‫( صوّب ) بمعنى حكم له بالصواب‪ ،‬وأنقُلُ شاهدًا واحدًا في‬

‫‪ ،‬كلام قس بن ساعدة ‪ « :‬هو الذي رواه لقريش والعرب ‪،‬‬ ‫هو قوله في استحسان النبي‬

‫وهو الذي عجب من حُسْنهِ ‪ ،‬وأظهر من تصويبه » ( ‪. ) ۳‬‬

‫قلت ‪ :‬لئن كنتَ أدركت الصكوك اليدوية وضبوطها في المحاكم وكتابات العدل‬

‫فتجد في أسفل الصك والضبط ‪ ،‬وفي طرفيه تصحيحات القضاة على الأخطاء الواردة في‬

‫نصه ‪ ،‬فيكتب عادة ‪ ( :‬ما بين القوسين خطأ ‪ ،‬وصوابه ‪ ....‬وعلى هذا الرأي الصحيح أن‬

‫يقال ‪ ( :‬ما بين القوسين خطأ ‪ ،‬وصحيحه ‪. ) ...‬‬

‫لكن مجمع اللغة العربية بالقاهرة أجاز استعمال التصويب بمعنى تصحيح الخطأ‪،‬‬

‫ترى اللجنة ‪ :‬أن ما سجله ( المعجم الوسيط ) من هذا الاستعمال ‪ ،‬له‬ ‫ومما قالته اللجنة ‪:‬‬

‫سند في فقه العربية ‪ ،‬فإن التعدية بالتضعيف ‪ ،‬تحمل معنى الجعل والصيرورة ‪ ،‬كما تقول ‪:‬‬

‫حققت الكتاب ‪ ،‬وصححت الحديث ‪ ، )٤( » ...‬وقد رَدَّ محمد شوقي أمين على كلام البصام‬

‫ردا شافيا ‪ ،‬فليراجع ( ‪ ، ) ٥‬غيرأن البصامَ نفسَه تَراجع عن قوله الأول ( ‪ ،) ٦‬وسبب رجوعـه أنـه‬

‫عثرعلى ثلاثة نصوص ‪ ،‬استُعمل فيها ( صوّبه ) بمعنى ( صححه ) ‪ ،‬ومنه ‪ :‬ما نقله ابن‬

‫) ‪. ( ١٧٣/٥٤ ) ( ١‬‬

‫( ‪ ) ٢‬بتشديد الياء ‪ ،‬وليس البيان والتبيين ) بياءين منقوطتين ‪ ،‬وأول من أشارإلى ذلك الفرنسي البارون‬
‫دي سلان ‪.‬‬
‫) ‪. ( ٥٢/١ ) ( ٣‬‬
‫( ‪ ) ٤‬القرارات المجمعية ص ‪. ٢٠١‬‬

‫( ‪ ) ٥‬مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪. ) ٩٩٠/٥٤‬‬


‫( ‪ ) ٦‬السابق ( ‪. ) ٥٣/٦٠‬‬

‫‪۱۱۰‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫لحون المتخاصمين‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫الجوزي في ( الأذكياء ) من قوله ‪ « :‬كان بعض العمال واقفًا على رأس أمير‪ ،‬فأخذه البول‬

‫فخرج ‪ ،‬فلما جاء قال له ‪ :‬أين كنت ؟ قال ‪ :‬أَصَوِّب الرأي ‪ ،‬يعني ‪ :‬أنه لا رأي لحاقن » ) ‪.‬‬

‫والذي يظهر ‪ -‬والله أعلم ‪ -‬صحة قولهم ‪ ( :‬ما ذكره المدعى عليه غير صحيح ‪،‬‬

‫والصواب ‪ ) ...‬وإن كان الأولى ‪ ،‬أن يقال ‪ ( :‬ما ذكره المدعى عليه غير صحيح ‪ ،‬والصحيح ‪.) ...‬‬

‫المبلغ‬ ‫‪ ٩٠-‬تعهدت للمدعي بدفع‬

‫يستعملون ( تعَهَّدَ له بالشيء ) بمعنى ‪ :‬عاهده عليه ‪ ،‬أي ‪ :‬حالفه‬ ‫قال أسعد داغر‬

‫وعاقده ‪ ،‬وهو استعمال لا دليل على صحته في كتب اللغة ‪ ،‬ففيها‪ :‬تعهد الشيء وتعاهده‬

‫واعتهده ‪ ،‬أي ‪ :‬تفقده » ( ‪ ) ۳‬وقد سبقه إبراهيم المنذر‪ ،‬فخطأ قولهم ‪ ( :‬يتعهد بعدم عرقلة‬

‫مساعيه ) ‪ ،‬والصحيح ‪ ( :‬يعاهده على عدم عرقلة مساعيه ) ‪ ،‬ويَرُدُّ الغلاييني رأي المنذر‪،‬‬

‫فيقول ‪ « :‬ومتى أشربَ الفعل معنى فعل آخر لمناسبة بينهما ‪ ،‬تَعَدَّى تعديته أو لزم لزومه‬

‫كما قدمنا ‪ ،‬فلا نرى من يقول ( تعهد له بكذا ) بمعنى ضَمِن له مخطئًا ؛ لأن ( ضَمِنَ)‬

‫تتعدى بالباء كما تتعدى بنفسها ‪ ،‬فما تَضَمَّن معناها فله حكمها » (‪. ) ٤‬‬

‫والصحيح أن استعمال ( تعَهَّدَ ) في معنى المعاهدة وإلزام الشيء إياه ‪ ،‬استعمال غير‬

‫معروف في اللغة قديمًا ‪ ،‬ولك أن تقول ‪ ( :‬عاهدت المدعي على دفع المبلغ ) ‪ ،‬أو التزمت‬

‫دفع المبلغ للمدعي ) ) ‪.‬‬


‫في‬
‫اللحن‬
‫مجا‬
‫القضاء‬

‫( ‪ ) ١‬ص ‪. ٩٤‬‬
‫لس‬

‫( ‪ ) ٢‬ينظر‪ :‬تذكرة الكتاب ص ‪ ، ٤١‬ونظرات في اللغة والأدب ص ‪ ، ۸‬ومعجم أخطاء الكتاب ص ‪ ، ٤٢١‬ومجلة‬
‫مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪ ) ٥٤٦/٧‬و( ‪. ) ٥٣٨/٨‬‬
‫( ‪ ) ۳‬تذكرة الكاتب ص ‪. ٤١‬‬

‫( ‪ ) ٤‬نظرات في اللغة والأدب ص ‪. ١٠‬‬

‫( ه ) قال الزمخشري في شرح الفصيح ( ‪ « : ) ٥٦٢/٢‬قولهم ‪ ( :‬فلان يتعهد ضيعته ) ‪ ،‬كقولهم ‪ :‬يفتقد ‪ ،‬أي ‪:‬‬
‫يبصرها ويحفظها ‪ .‬والعامة تقول ‪ :‬يتعاهد ‪ ،‬والأول أجود ‪ ،‬وإنما قيل ‪ :‬يتعهد ؛ لأنـه يـعـهـد مـرةً بعد مرة ‪،‬‬
‫أي ‪ :‬يبصرها ويتأمل حالها » ‪ .‬وينظر كذلك ‪ :‬الصحاح ( ‪ ، ) ٥١٦/٢‬وأساس البلاغة ( ‪. ) ٦٨٧/١‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث الثاني‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫‪ - ۹۱‬حاز على«المال‬

‫في ( الصحاح) ‪ « :‬الحوز‪ :‬الجمع ‪ ،‬وكل من ضم إلى نفسه شيئًا فقد حازه حَورًا‬

‫وحيازة ‪ ،‬واحتازه أيضًا » ( ‪ ، ) ٢‬فمن ذلك دعاوى ( استرداد الحيازة ) ‪ ،‬والأصل في الفعل ( حاز)‬

‫أن يتعدّى بنفسه ‪ ،‬قال الشاعر‪:‬‬

‫وحائز إرث ملوك العجم(‪)٣‬‬ ‫أنا ابن الأكارم من نسلِ جَمْ‬

‫وقد يصلح التعدية بالحرف ( على ) كما في مثال المسألة ‪ ،‬ومثل قولهم ‪ ( :‬حاز المدعى‬

‫) ؛ لأن حرف ( على ) يفيد الاستعلاء ( ‪. ) ٤‬‬


‫عليه على العقار‬

‫‪ - ۹۲‬التركة تنقسم إلى ثلاثة أقسام‬

‫جرت مناقشات لغوية بين مصطفى جواد ورؤوف جمال الدين ‪ ،‬هـي مـن عيـون‬

‫المناقشات اللغوية في العصر الحديث ‪ ،‬ومن ذلك ‪ :‬ما أنكره جواد على رؤوف من استعماله‬

‫( قَسَّمَ ) متعديًا بحرف الجر ( إلى ) ؛ لأن ( قَسَّمَ ) عند جواد يتعدى بـ ( على ) لا بـ ( إلى ) ‪،‬‬

‫واستدل جواد بالقاعدة النحوية ‪ ،‬وما استعمله الفصحاء ‪ ،‬كالجاحظ وغيره ‪ ،‬إلا أن عددًا من‬

‫المعاصرين ‪ :‬غلطوا جوادًا فيما ذهب إليه ‪ ،‬ومنهم ‪ :‬تلميذه البصام ‪ ،‬فقال ‪ « :‬والصحيح أن‬

‫(إلى ) تحل محل ( على ) في مواضع عدة منها ‪ ( :‬قسم على ) فيقال ‪ ( :‬قسم إلى ) ‪ ،‬وربما عُدّي‬

‫هذا الفعل في بعض المواضع بـ ( في ) أو بـ ( الباء ) وربما استعمل له ( بين ) »(‪ ، )٦‬ثم ساق عددًا‬

‫( ‪ ) 1‬ينظر‪ :‬درة الغواص ص ‪ ، ١٦٩‬وقل ولا تقل ( ‪ ، ) ١٢٥/١‬ودراسات في فلسفة النحو والصرف واللغة‬
‫والرسم ص ‪ ، ١٧٢‬ومعجم أخطاء الكتاب ص ‪ ، ١٤٦‬والكتابة الصحيحة ص ‪. ٦٩‬‬
‫) ‪. ( ٨٧٥/٣ ) ( ٢‬‬

‫( ‪ ) ۳‬معجم الأدباء ‪ ،‬لياقوت الحموي ( ‪. ) ١٢٩/١‬‬

‫( ‪ ) ٤‬ينظر‪ :‬مغني اللبيب ( ‪ ، ) ٣٧٢/٤‬وهمع الهوامع ( ‪. ) ١٨٥/٤‬‬


‫‪ :‬دراسات في فلسفة النحو والصرف واللغة والرسم ص ‪ ، ١٠٣‬ومعجم أخطاء الكتاب ص ‪، ٤٩٠‬‬
‫( ‪ ) 5‬ينظر‬
‫ومعجم الأغلاط اللغوية المعاصرة ص ‪ ، ٥٤٨‬ونحو إتقان الكتابة العلمية باللغة العربية ص ‪، ٢٦٢‬‬
‫ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪. ) ٣٨/٦٠‬‬
‫( ‪ ) ٦‬مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪. ) ٣٨/٦٠‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫لحون المتخاصمين‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫من الشواهد ‪ ،‬فأما شاهد تعدية الفعل بـ ( إلى ) ‪ ،‬قول الثعالبي ‪ « :‬ثم إن هذا الكتاب المقرر‬

‫ينقسم إلى أربعة أقسام » (‪ ، )١‬وأما تعدية ( قسم ) بـ (في ) فكقول عروة بن الورد ‪:‬‬

‫وأخسو قراح الماء والماء بارد (‪)٢‬‬ ‫أقسم جسمي في جسوم كثيرة‬

‫وأما تعديته بـ ( الباء ) ‪ ،‬فمثل قول محمد بن حبيب ‪ « :‬وأما أهل المدر والحرث فكانوا‬

‫إذا حرثوا حرئًا أو غرسوا غرسًا ‪ ،‬خطّوا في وسطه خطا‪ ،‬فقسموه باثنين » (‪ ، ) ۳‬وأما التعدية‬

‫بـ ( بين ) ‪ ،‬فمثل قول بعضهم ‪ « :‬لقد طعنته طعنةً لو قُسِمَتْ بين الناس لماتوا » (‪، )٤‬‬

‫وقد يُعدى الفعل ( قسم ) بنفسه بلا واسطة ‪ ،‬مثل قول ابن الخشاب ‪ « :‬وأما المعرفة‬

‫فتنقسم قسمين »(ه ) ‪.‬‬

‫قلت ‪ :‬الأكثر على تعدية الفعل ( قَسَّم) بحرفي الجر ( على ) و( إلى ) ‪ ،‬وثمة مواطن لا‬

‫يسوغ أن يحل ( إلى ) محل ( على ) مثل قول بعضهم ‪ ( :‬قسمت الميراث على الورثة ) ‪ ،‬فلا‬

‫يصح أن تقول ‪ ( :‬قسمت الميراث إلى الورثة ) ؛ لأن مؤاده أنك قسَّمت الميراث أنصبة كعدد‬

‫الوارثين ‪ ،‬وجعلت لكل نصيبه ‪ ،‬ولا تقوم ( إلى ) مقام ( على ) في هذا المعنى مطلقًا ‪.‬‬

‫‪ - ۹۳‬استفاد المدعى عليه من الاستشارات التي‬

‫قدمتها له‬

‫جاءت الاستشارة ) في هذه الجملة بمعنى بذل الرأي والمشورة القانونية ‪ ،‬وهو غلط‪،‬‬

‫والصحيح أن يقال ( المشورة ) بدلًا من ( الاستشارة ) ‪ ،‬فالاستشارة طلب الرأي والمشورة في‬

‫أمر تريده ‪ ،‬والمشورة ‪ :‬بذل الرأي للسائل والمستشير‪ ،‬وبين اللفظين شأو بعيد ‪ ،‬وفرق كبير‪.‬‬
‫في‬

‫ملجقا‬
‫ا‬
‫اللحن‬
‫ضا‬

‫( ‪ ) 1‬يتيمة الدهر في محاسن أهل العصر ( ‪. ) ٣٠/١‬‬


‫لء‬
‫س‬

‫( ‪ ) ٢‬اللآلي في شرح أمالي القالي ( ‪. ) ٨٦/١‬‬


‫( ‪ ) ۳‬المحبر‪ ،‬لأبي جعفر بن حبيب ص ‪. ۳۳۱‬‬
‫( ‪ ) ٤‬تاريخ الرسل والملوك ( ‪. ) ٣٣٣/٦‬‬
‫( ‪ ) ٥‬المرتجل في شرح الجمل ص ‪. ١٩٢‬‬
‫( ‪ ) ٦‬ينظر‪ :‬معجم أخطاء الكتاب ص ‪ ، ٤٧٩‬ومعجم الأغلاط اللغوية المعاصرة ص ‪ ، ٥٣٠‬والكتابة‬
‫الصحيحة ص ‪. ٢٦٧‬‬

‫‪۱۱۳‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث الثاني‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫وأما قولهم ‪ ( :‬مكتب فلان للمحاماة والاستشارات الشرعية والقانونية ) فاستعمال‬

‫( الاستشارات ) في هذا الموضع صحيح ‪ ،‬ولا بأس فيه ‪ ،‬والمقصود به سماع الاستشارات‬

‫قدمت مشورةً لفلان ) ‪ ،‬أو‬ ‫التي تعرض من المستفيدين والسائلين ‪ ،‬والصحيح أن تقول ‪:‬‬

‫( طلبتُ استشارة فلانٍ ) ولا يصح قولك ‪ ( :‬قدمت استشارة لفلان ) ‪.‬‬

‫وأمر آخر في هذه الجملة أن ( أفاد ) و ( اسْتَفاد ) بمعنًى واحد ؛ ففي ( الأساس ) ‪:‬‬

‫« أفذتُ منه خيرًا ‪ ،‬واستفدتُ » (‪ ، )١‬أما ( أفاد ) فهو من الأضداد ‪ ،‬تقول ‪ ( :‬أفذتُ الرجل‬

‫)‪(٢‬‬
‫مالًا ) بمعنى ‪ :‬أعطيته ‪ ،‬و ( أفذتُ درسًا ) أي ‪ :‬استفدت (‪ ، ) ۲‬قال الزعبلاوي ‪ « :‬إذا كانت‬

‫الإفادة ) بمعنى ( الإعطاء ) نصب الفعل مفعولين ‪ ،‬كقولك ‪ ( :‬أفدت الرجل خيرًا ) ‪ ،‬أما إذا‬

‫كانت ( الإفادة ) بمعنى ( الأخذ ) فلا ينصب الفعلُ إلا مفعولا واحدًا ‪ ،‬كقولك ‪ ( :‬أفدت من‬

‫الرجل خيرًا ) ‪ ،‬ولا تقول ‪ ( :‬أفذتُ الرجلَ مالًا ) أي ‪ :‬استفذتُ »(‪.)۳‬‬

‫‪ - ٩٤‬أدمن على شرب الخمر‬

‫‪ ،‬واليازجي ‪ ،‬وداغر‪ ،‬وزهدي جار الله من يقول ‪ ( :‬أدمن على‬


‫يُخطئ النقادون ‪ ،‬كالمنذر‬

‫‪ ،‬بحجة أن الفعل ( أدمن ) يتعدى بنفسه ‪،‬‬


‫شرب الخمر والصحيح عندهم حذف الجر‬

‫) فيُعدُّون ( أدمن ) بـ ( على)‬


‫قال داغر‪ « :‬ويقولون ‪ ( :‬هو من المدمنين على شرب الخمر‬

‫) ؛ لأن‬
‫من مدمني شرب الخمر‬ ‫وكأنهم يقيسونه على ( واظب ) ‪ ،‬والصحيح ‪ ،‬أن يقال ‪:‬‬

‫أدْمَنَ يتعدى بنفسه ‪ ،‬تقول ‪ :‬أدمن فلان الشيء ‪ ،‬إذا أدامـه » (ه) ‪.‬‬

‫) ‪. (٤٣/٢) ( 1‬‬
‫( ‪ ) ٢‬الأضداد ص ‪. ٤١٠‬‬

‫( ‪ ) ۳‬معجم أخطاء الكتاب ص ‪. ٤٧٩‬‬


‫( ‪ ) ٤‬ينظر لغة الجرائد ص ‪ ، ۳۰‬وتذكرة الكاتب ص ‪ ، ١٠٤‬ومعجم أخطاء الكتاب ص ‪ ، ١٩٦‬ومغالط الكتاب‬
‫ص ‪ ، ٤١‬ومعجم الأخطاء الشائعة ص ‪ ، ۹۱‬ومعجميات ص ‪ ، ۳۳۷‬ومعجم الخطأ والصواب في اللغة‬
‫ص ‪ ، ١٣٤‬ونحو وعي لغوي ص ‪.١٩٦‬‬
‫( ‪ ) ٥‬تذكرة الكاتب ص ‪. ١٠٤‬‬

‫‪١١٤‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫لحون المتخاصمين‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫ويَرُدُّ هذا الرأيَ ما جاء في ( أساس البلاغة ) ‪ « :‬وفلانٌ مدمن خمر لا يقلع عن‬

‫شُرْبِها ‪ ،‬وهو يدمن شُرْبَها ‪ ،‬وأدمن الأمر وأدمن عليه ‪ :‬واظب » (‪ )۱‬؛ فالزمخشري عَدَّى‬

‫الفعل بنفسه وبحرف الجر ( على ) ‪ ،‬وأنت خبير بأن ( الأساس ) من المعجمات المقدمة في‬

‫هذا الباب ‪ ،‬وامتاز عن غيره ‪ ،‬ببيان ما هو مجاز وما هو استعارة ‪ ،‬ومما يُرَدُّ به أيضًا ‪ :‬أنَّ‬

‫الفعلَ ( أَدْمَن تَضَمَّنَ معنى الفعل ( داوم ) و( واظب ) ‪ ،‬وكلا الفعلين يصح تعديته بحرف‬

‫‪ :‬المواظبة عليه » ) ‪ ،‬وممـن نبـه‬


‫الجر ( على ) ‪ ،‬ففي ( الصحاح ) ‪ « :‬والمداومة على الأمر‬

‫على ذلك محمد النجار‪ ،‬والزعبلاوي‬

‫ولذلك فيصح لك قول ‪ ( :‬أدمن شرب الخمر بتعدية الفعل بنفسه ‪ ،‬أو تقول ‪:‬‬

‫) بتعديته بالأداة ( على ) ‪.‬‬


‫أدمن على شرب الخمر‬

‫‪ ٩٥‬خشيت موكلت ‪..‬‬


‫ي من الرجوع إلى بيت زوجها بسبب‬

‫كذا وكذا )‬

‫) ؛ لأن‬
‫ومثل ( أدمن ) تجد زهدي جار الله يُخطئ من يقول ‪ ( :‬خشي فلان من الفقر‬

‫الفعل ( خشي ) يأتي متعديًا بنفسه ‪ ،‬وحجته وغيره في ذلك اكتفاء كثير من معجمات‬

‫اللغة بهذا الاستعمال ‪ ،‬ولم يَرِدْ أن الفعل ( خشي ) لازم لا يتعدى إلا بواسطة ‪ ،‬واستندوا‬

‫إلى كثير من الآيات القرآنية ‪ ،‬التي ورد فيها ( خشي ) متعديًا بنفسه ‪ ،‬مثل قوله تعالى ‪:‬‬

‫وَتَخشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخشَهُ ﴾ [ الأحزاب ‪ ] ٣٧ :‬إلا أن الفعل ورد متعديا بحرف الـجـر ( من )‬

‫في ( الأساس ) ‪ ،‬قال الزمخشري ‪ « :‬وخشي الله ‪ ،‬وخشي منه » (‪ ، )٤‬وذكر الزعبلاوي نكتـةً‬
‫في‬
‫اللحن‬
‫ملجقا‬
‫ا‬

‫لطيفةً في المواطن التي يستعمل فيها ( خشي ) لازمًا ‪ ،‬ومتعديًا ‪ ،‬فيراجع (ه) ‪.‬‬
‫لء‬
‫س‬ ‫ضا‬

‫)‪.(599/1) ( 1‬‬
‫) ‪. ( ١٩٢٣/٤ ) ( ٢‬‬

‫‪ :‬معجم أخطاء الكتاب ص ‪ ، ١٦١‬والكتابة الصحيحة ص ‪ ، ٩٩‬ومعجم الأخطاء الشائعة ص ‪، ۷۸‬‬


‫( ‪ ) ۳‬ينظر‬
‫ومعجم الخطأ والصواب في اللغة ص ‪ ، ١٢٦‬ونظرات في أخطاء المنشئين ( ‪. ) ١٤٠/١‬‬
‫) ‪. ( ٢٤٩/١ ) ( ٤‬‬

‫( ‪ ) ٥‬معجم أخطاء الكتاب ص ‪. ١٦١‬‬

‫‪١١٥‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث الثاني‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫وعلى كلَّ ‪ ،‬ظهر لك صحة الوجهين ‪ ،‬وليس كل ما ذكره صاحب ( الكتابة الصحيحة ) من‬

‫نظراته ) يوافق زهدي جار الله ‪،‬في جمهور ما يقرره ‪.‬‬ ‫تقريرات ‪ ،‬هو صحيح ‪ ،‬والكرباسي في‬

‫النظام‬ ‫‪ ٩٦-‬هذا فعل يطاله‬

‫يستعملون ( يطاله ) بمعنى يتناوله النظام ‪ ،‬ويرتب عليه حكمًا من الأحكام ‪ ،‬قال‬

‫الزعبلاوي ‪ « :‬قالوا ‪ ( :‬هذا فعل يطاله القانون ) و ( هذه جرائم يطالها القانون ) ‪ ،‬والكتاب‬

‫يحسبون أن في اللغة ( طاله يطاله ) بهذا المعنى ‪ ،‬وليس الأمركذلك ‪ ...‬ولذا وجب أن يقولوا ‪:‬‬

‫( هذا عمل يطوله القانون ) و ( هذه جرائم يطولها القانون ) ‪ ،‬وليس في العربية ( يطاله )‬

‫البتة » ( ‪ ، ) ٢‬وقد أجاز مجلس مجمع اللغة العربية بدمشق بناء المضارع من ( طال ) على‬

‫( يطال ) على التضمين ‪ ،‬والأجود عندهم ( يطول ) ‪ ،‬وتأملت قرار المجلس ‪ ،‬والأبحاث التي‬

‫بني عليها القرار‪ ،‬فلم أجد فيها ما يدعو إلى استعمال يطاله ) محل ( يطوله ) ‪.‬‬

‫‪)3‬‬
‫‪ ٩٧‬لم يستطع أن يثبت دعواه طيلة الجلسات الماضية (‬

‫في ( الصحاح) ‪ « :‬والطَّوَال بالكسر‪ :‬جمع طويل ‪ ،‬والطَّوَال بالفتح ‪ ،‬من قولك ‪ :‬لا‬

‫أكلمه طوال الدهر‪ ،‬وطول الدهر بمعنى » ( ‪ ، ) ٤‬فأما ( طيلة ) فهى بمعنى العمر‪ ،‬قال‬

‫المغربي ‪ « :‬عجبًا لهذا الحظ الذي رزقته كلمة ( طيلة ) فإن الناس أولعوا بها إلى ما وراء‬

‫‪ ،‬أي مدتهما طويلة ‪ ،‬وهذا الاستعمال‬


‫الغاية ‪ ،‬فيقولون ‪ :‬طيلة النهار‪ ،‬وطيلة الدهر‬

‫خطأ ‪ ،‬أو هو على الأقل غير مطابق للاستعمال الفصيح ؛ فإن أهل اللسان إنما يعرفون‬

‫( الطيلة ) بمعنى العمر لا بمعنى طول المدة » (ه) ‪.‬‬

‫( ‪ ) 1‬ينظر‪ :‬معجم أخطاء الكتاب ص ‪ ، ٣٧٢‬ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪ ) ٥٠٣/٩٠‬و ( ‪ ) ٥٦٦/٩٢‬و( ‪. ) ٥٧٠/٩٢‬‬
‫( ‪ ) ۲‬معجم أخطاء الكتاب ص ‪۳۷۲‬‬

‫( ‪ ) ۳‬ينظر لغويات ‪ ،‬وأخطاء لغوية شائعة ص ‪ ، ٧٢‬ومعجم أخطاء الكتاب ص ‪ ، ۳۷۳‬ومعجم الأخطاء‬
‫الشائعة ص ‪ ، ١٥٨‬وأخطاء ألفناها ص ‪ ،١٠٢‬ومعجم الصواب اللغوي ص ‪ ، ٥١٢‬ومجلة مجمع اللغة‬
‫العربية بدمشق ( ‪ ) ٢٤ / ١٦‬و ( ‪ ) ٩٣٥/٨٧‬و( ‪. ) ٧٣٩/٨٩‬‬
‫) ‪. ( ١٧٥٤/٥ ) ( ٤‬‬

‫( ‪ ) ٥‬مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪. ) ٢٤/١٦‬‬

‫‪١١٦‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫لحون المتخاصمين‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫وعلى هذا الرأي ‪ ،‬لا يصح أن تستعمل لفظة ( طوال ) ؛ لأنها جمع ( طويل ) ‪ ،‬ولا‬
‫لفظة ( طيلة ) ؛ لأنها بمعنى العمر‪.‬‬

‫لكنَّ النجار له رأي مليح في ( طيلة ) فيقول ‪ « :‬وقد يمكن تخريجه ‪ ،‬فقد ورد في اللغة‬

‫( الطيلة ) للعمر‪ ،‬يقال ‪ :‬أطال الله طيلته في هذا المعنى ‪ ،‬وروى بيت القطامي ‪:‬‬

‫وإن بليت وإن طالت بك الطَّيَل (‪)۱‬‬ ‫إنـا مـحـيـوك فاسلم أيها الطلل‬

‫بروايتين ‪ :‬الصّيل ‪ ،‬والطول ‪ ،‬فالطيل جمع الطيلة ‪ ،‬والياء أصلها الواو‪ ،‬وقد أعلـت في‬

‫الجمع لاعتلالها في الواحد كحيلة وحيل ‪ ،‬والطيل ‪ :‬واحدها طِوَلة كعنب وعِنَبة ‪ ،‬وكلاهما‬

‫معناهما العمر‪ ،‬ومن السهل الميسور التوسع في العمر وإطلاقه على المدة في معناها‬

‫العام » (‪ ، )٢‬وذكر الزعبلاوي شيئًا من هذا التأويل ‪.‬‬

‫وأصح من هذا التأويل ‪ ،‬ما جاء في ( التاج ) عن الزجاج ‪ « :‬طالَ طِيَلُكَ‪ ،‬وطِوَلك ‪ :‬أي ‪:‬‬

‫طالت مُدَّتك ‪ ،‬أو عُمُرُك » (‪ ، )۳‬فيكون لـ ( طيلة ) معنى ثانٍ هو المدة ‪ ،‬وهذا النقل قاطع في المسألة ‪.‬‬

‫ومما تقدم يصح لك أن تقول ‪ ( :‬لم يستطع أن يثبت دعواه طيلة الجلسات‬

‫الماضية ) كما صح لك لفظتا ( طَوَال ) و( طول ) ‪.‬‬

‫‪ ۹۸-‬وسيم العقار في السنة الماضية بما يتراوح من‬


‫)‪(٤‬‬
‫خمسة ملايين إلى ستة ملايين ريال‬

‫في ( اللسان ) ‪ « :‬ويقال ‪ :‬هما يتراوحان عملًا ‪ ،‬أي ‪ :‬يتعاقبانه ‪ ،‬ويَرْتَوِحان مثله » (ه) ‪،‬‬
‫في‬

‫ملجقا‬
‫ا‬
‫اللحن‬

‫وإذا قلت ‪ ( :‬تراوح الرجلان هذا العمل ) ‪ ،‬أي ‪ :‬إذا فعلاه هذا مرةً ‪ ،‬وهذا مرةً ‪ ،‬ففي مثال‬
‫لء‬
‫س‬ ‫ضا‬

‫( ‪ ) ۱‬المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر‪ ،‬لضياء الدين ابن الأثير ( ‪. ) ٢٢٥/٢‬‬
‫( ‪ ) ۲‬لغويات ‪ ،‬وأخطاء لغوية شائعة ص ‪. ٧٢‬‬
‫) ‪. ( ٣٩٥/٢٩ ) ( ٣‬‬
‫( ‪ ) ٤‬ينظر‪ :‬مغالط الكتاب ص ‪ ، ٥٠‬ومعجم أخطاء الكتاب ص ‪ ، ٢٤٣‬ومعجم الأغلاط اللغوية المعاصرة ص ‪، ٢٧٥‬‬
‫والقرارات المجمعية ص ‪ ، ۱۸۰‬وقرارات مجمع اللغة العربية بدمشق في الألفاظ والأساليب ( ‪ ، ) ٢٠/١‬ومجلة‬
‫مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪ ) ٢٤٧/١‬و ( ‪ ، ) ٥٤٥/٨٩‬ومجلة مجمع اللغة العربية بالقاهرة ( ‪) ٢٨٣/٢‬‬
‫) ‪. ( ٤٦٥/٢ ) ( ٥‬‬

‫‪۱۱۷‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث الثاني‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫الباب ‪ ،‬لا معنى للتراوح ؛ لأن الفاعل في أمثاله إنما يكون مثنّى أو جمعًا ‪ ،‬ولا يصح مفردًا ‪،‬‬

‫فلا تقول ‪ ( :‬تراوح الرجل في هذا العمل ) ‪ ،‬وقد منع كثيرمن المحققين استعمال ( تراوح )‬

‫في مثال الباب ونظائره ‪ ،‬قال العوامري ‪ « :‬فأنتَ قد فهمت مما سقناه لك من نصوص‬

‫أن معنى ( التراوح ) هو أن يتعاور عاملان أو أكثر أمرًا ‪ ،‬فتارةً يتناوله هذا ‪ ،‬وتارةً ذاك ‪ ،‬فما‬

‫أبعد الفرق بين هذا المعنى ‪ ،‬ومعنى قولهم ‪ ( :‬تراوح الشيء بين كذا وكذا ) ‪ ،‬وما أبعد‬

‫ما بين التركيبين أيضًا ‪ ،‬ويمكن أن يُستبدل ( بتراوح ) في عبارة الناس نحو‪ ( :‬تذبذب ) ‪،‬‬

‫فيقال ‪ ( :‬تذبذب السعر مثلًا بين كذا وكذا ) ‪ ،‬أو ( تردد بين كذا وكذا ) » (‪ ، )١‬وجاء تعريف‬

‫المراوحة من الفعل ( راوحَ ) في ( اللسان ) بقوله ‪ « :‬والمراوحة ‪ :‬عملان في عمل ‪ ،‬يعمل ذا‬

‫مرة ‪ ،‬وذا مرة ‪ ...‬وراوح بين رجليه ‪ ،‬إذا قام على إحداهما مرةً ‪ ،‬وعلى الأخرى مرةً » (‪ ، ) ٢‬غير‬

‫أن مجمعي القاهرة ودمشق أجازا استعمال ( تراوح ) في هذا المعنى ‪ ،‬وجاء في قرار مجمع‬

‫ترى اللجنة ‪ :‬إجازة التعبير على أساس ‪:‬‬ ‫القاهرة ‪:‬‬

‫‪ - 1‬أن تراوح ) في معنى ( راوح ) ‪ ،‬تنظيرًا بينه وبين ما ورد في اللغة من صيغ الزوائد المتعاقبة ‪.‬‬

‫راوح بين الأمرين ) وإن كان لازما في‬ ‫من باب المطاوعة ؛ لأن قولهم ‪:‬‬ ‫‪ ٢-‬أن ( تراوح‬

‫الظاهر‪ ،‬فهو متعد في المعنى » (‪ ، )۳‬وأجيب عنه ‪ :‬بأن الوجة الأول لا دليل عليه ‪ ،‬وأما الوجه‬

‫الثاني ‪ :‬فالفعل ( راوح ) لازم ‪ ،‬وتراوح ) متعدٍ ‪ ،‬فلا يمكن حمل الأخير ليكون مطاوعـا لـلأول ‪،‬‬
‫والحال هذه ‪.‬‬

‫وسيم العقارفي السنة الماضية بما يتراوح‬ ‫ومما تقدم لا يصح ما ورد في المثال ‪:‬‬

‫من خمسة ملايين ريال إلى ستة ملايين ريال ) ‪ ،‬والصحيح أن يقال ‪ ... ( :‬بما يراوح من‬

‫خمسة ملايين ريال إلى ستة ملايين ريال ) ‪ ،‬أو ( ‪ ...‬بما يتردد من خمسة ملايين ريال إلى‬

‫ستة ملايين ريال ) ‪ ،‬أو ( ‪ ...‬من خمسة ملايين ريال إلى ستة ملايين ريال ) ‪.‬‬

‫( ‪ ) ۱‬مجلة مجمع اللغة العربية بالقاهرة ( ‪. ) ٢٨٣/٢‬‬


‫) ‪. ( ٤٦٥/٢ ) ( ٢‬‬
‫( ‪ ) ۳‬القرارات المجمعية ص ‪. ١٨٠‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫لحون المتخاصمين‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫وسبب سجن موكلي أداء المدعى عليه اليمين‬ ‫‪٩٩‬‬


‫)‪(1‬‬
‫التي ترتب عليها الحكم‬

‫في هذا الاستعمال جاء الفعل ( ترتّب ) بمعنى بني ‪ ،‬واستعمله الفصحاء ؛ ففي ( صبح‬

‫الأعشى ) ‪ « :‬أو الأمر الذي ترتب عليه الصلحُ » (‪ ) ٢‬أي ‪ :‬بُني ‪ ،‬وأصل مادة ( رَتَبَ ) بمعنى‬

‫الثبات ‪ ،‬قال الزّبيدي ‪ ( « :‬رتب ) الشيءُ يَرْتُبُ رُتُوبًا ثَبَتَ ) » (‪ ،)۳‬وخـطـأ الزعبلاوي مــن‬

‫يُعدي الفعل ( ترتب ) بحرف الجر ( عن ( ليكون بمعنى ( تولد ) وذلك مثل قولهم ‪ ( :‬ويترتب‬

‫عن اجتهاد الطالب نجاحه ) ‪ ،‬والصحيح عنده ( والنجاح بني على اجتهاد الطالب ) ‪.‬‬

‫ثم اعلم أنه لا جناح عليك في استعمال ( ترتَّب ) بمعنى ( بني ) بالبناء للمجهول ‪ ،‬كما‬

‫في قولهم ‪ ( :‬سبب سجن موكلي أداء المدعى عليه اليمين التي ترتب عليها الحكم) ‪.‬‬

‫‪ ١٠٠-‬البيت يحتوي على أربع غرف‪...‬‬

‫في ( الأساس ) ‪ « :‬حَوَيتُ المال حَوَايةً ‪ ،‬واحتويته لنفسي ‪ ،‬وتَحَوَى الشيءُ ‪ :‬تجمع » (ه )‪ ،‬فأما‬

‫الفعل ( حوى ) فيأتي متعديًا بنفسه ‪ ،‬فتقول ‪ ( :‬حَوَيتُ ما لا ) أي ‪ :‬جمعته ‪ ،‬وأما ( احتوى ) ‪،‬‬

‫فيأتي الفعل منه متعديًا ‪ ،‬ويأتي لازمًا ‪ ،‬وبينهما فرقُ لطيف ‪ ،‬قال الأديب أبو السامي‬

‫الرافعي ‪ « :‬أما احتواه ) و ( احتوى عليه ) فكلاهما صحيح ‪ ،‬غيرأن الأول حقيقة ‪ ،‬والثاني على‬

‫تحتوي هذه الرسالة ثلاثة فصول )‬ ‫المجاز» (‪ ، )٦‬فإن متعديًا كان بمعنى الجمع مثل قولك ‪:‬‬
‫في‬

‫ملجقا‬
‫ا‬
‫اللحن‬
‫لء‬‫ضا‬

‫( ‪ ) 1‬ينظر‪ :‬معجم أخطاء الكتاب ص ‪. 220‬‬


‫س‬

‫) ‪. ( ١١/١٤ ) ( ٢‬‬

‫( ‪ ) ۳‬تاج العروس ( ‪. ) ٤٨١/٢‬‬


‫( ‪ ) ٤‬ينظر‪ :‬معجم أخطاء الكتاب ص ‪ ، ١٥٢‬ومعجم الأخطاء الشائعة ص ‪ ، ٧٥‬والكتابة الصحيحة ص ‪، ٩٣‬‬
‫ومعجميات ص ‪. ٣٤٨‬‬
‫) ‪. ( ٢٢٥/١ ) ( ٥‬‬

‫( ‪ ) ٦‬رسائل الرافعي ص ‪. ١١٠‬‬

‫‪۱۱۹‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث الثاني‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫ولم نقل ‪ ( :‬على ثلاثة فصول ) ‪ ،‬وإن كان لازمًا وهو المتعدي بحرف الجر ( على ) فهو من باب‬

‫المجاز الذي عناه الرافعي ومن قبله الزمخشري ‪ ،‬ويشهد له الهمذاني بقوله ‪ « :‬احتوى عليه‬

‫شدة الجهالة ‪ ،‬فصدَّته عن السعادة » (‪ )۱‬أي ‪ :‬استحوذت عليه ‪ ،‬واستولت ‪.‬‬

‫وعلى هذا التفريق ‪ ،‬الأولى قولك ‪ ( :‬يحتوي البيت أربع غرف ) أو ( البيت حاوِأربع‬

‫غرف ) بدون حرف الجر؛ لأنه بمعنى الجمع ‪.‬‬

‫(د )‬

‫الدعوى‬ ‫‪ -١١-‬وقد استبان للمحكمة صحة ما ذكرناه في‬

‫الأساس ) ‪ « :‬وبان لي الشيءُ ‪ ،‬وتبيَّن ‪ ،‬وبيَّن ‪ ،‬وأبَانَ ‪ ،‬واستبان ‪ ،‬وبيَّنته ‪ ،‬وأبنته ‪،‬‬ ‫في‬

‫وتَبَيَّنته ‪ ،‬واستَبَنْتُهُ » (‪ ، )۳‬قال المعلم شاكر شقير‪ « :‬واسْتَبان الأمر‪ :‬ظهر واستبنته‬

‫أنا طلبت ظهوره ‪ ،‬أو عرفته بدلائل » ( ‪ )٤‬ويأتي الفعل ( بان ) لازمًا ‪ ،‬وأما ( أبان ) فيأتي‬

‫لازمًا ومتعديًا إلى مفعوله ‪ ،‬ومثله الفعل ( استبان ) ‪ ،‬فتقول ‪ ( :‬اسْتَبَان الشيء ) إذا ظهر‬

‫و( استَبَنْتُهُ ) إذا أظهرته وعرفته ‪.‬‬

‫والمصدر من الفعل ( اسْتَبَان ) هو ( اسْتِبَانة ) وليس ( اسْتِبْيَان ) كما يكتبها بعض‬

‫المعتل العين هو‬ ‫الناس ‪ ،‬فجمهور الصرفيين ينكرونها ؛ لأن الأصل في مصدر ( استفعل‬

‫الإعلال ‪ ،‬وقد أجاز مجمع اللغة العربية بالقاهرة صحة قولك ( اسْتِبْيَان ) قياسًا على‬

‫( استجواب ) و ( استرواح ) ‪ ،‬إلا أن تسويغه في ( اسْتِبْيَان ) فيه نظر؛ فلا يقاس على شاذ ‪.‬‬

‫( ‪ ) ۱‬الألفاظ الكتابية ص ‪. ٤٤‬‬

‫( ‪ ) ٢‬ينظر‪ :‬أساليب العرب في صناعة الإنشاء ص ‪ ، ٨٢‬ومعجم أخطاء الكتاب ص ‪ ، ٦٧‬ومعجميات ص ‪، ٣٤‬‬
‫وأشتات في الأدب واللغة ص ‪ ، ٤٠‬ومعجم تصحيح التصحيح ص ‪. ٢٣‬‬
‫) ‪. ( ۸۸/۱ ) ( ۳‬‬

‫( ‪ ) ٤‬أساليب العرب في صناعة الإنشاء ص ‪. ۸۳‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫لحون المتخاصمين‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫‪ ١٠٢-‬ودعوانا التي ناهزت خمس سنوات‬

‫بمعنى ‪ :‬قاربت خمس سنوات ‪ ،‬ورأيتُ هذا الاستعمال في أحد الضبوط القضائية‬

‫فاستحسنته ‪ ،‬ويظنُّ بعض الناس أن الفعل ( ناهز) بمعنى انتهى إليه ‪ ،‬أو جاوز مثل‬

‫قولهم ‪ ( :‬ناهَزَ فلانُ الخمسين ) إذ المعنى ‪ :‬قاربها ‪ ،‬وليس المعنى ‪ :‬تجاوزها ‪ ،‬أو انتهى من‬

‫سنته الخمسين ‪ ،‬وفي ( الأساس ) ‪ « :‬وناهز الصبي للفطام والحلم ‪ :‬قارب ‪ ،‬قال ‪:‬‬

‫قد ناهزا للفطام أو فُطِما )‬ ‫ترضع شبلين في مغارهما‬

‫وناهز للخمسين » (‪ ، ) ۳‬ولذلك فالفعل ( ناهز) بمعنى قارب ودنا ‪ ،‬وليس بمعنى‬

‫الانتهاء من الشيء ‪ ،‬ومجاوزته ‪.‬‬

‫‪ -١٣-‬وقد أضفى عليها النظام صفة الامتياز‬

‫تَرِدُ بمعنى أكسب ‪ ،‬وأفاض ‪ ،‬وأسبغ ‪ ،‬والنحويون مختلفون في التعدية بالهمزة بين‬

‫القياس والسماع في الفعل اللازم والمتعدي‪ ،‬فقال قوم ‪ :‬إنها سماع في اللازم والمتعدي‬

‫وهو منسوب إلى المبرد ‪ ،‬وقال الآخرون ‪ :‬بل يجري القياس فيهما ‪ ،‬وفريق ثالث يرى أن‬

‫التعدية بالهمزة قياس في اللازم سماع في المتعدي ‪ ،‬وهو رأي سيبويه ‪ ،‬وابن هشام (ه) ‪.‬‬

‫وأول من أنكر ( أضفى ) من المعاصرين الكرملي ؛ لزعمه أنها لم ترد في كلام العرب ‪،‬‬

‫وقد ردّ جواد قول الكرملي في موضعين في ( مجلة اللغة بدمشق ) ‪ ،‬ومما قال ‪ « :‬أما ( أضفى‬

‫عليه ) فمعلوم سبب استعمال ( على ) معه من حيث كون الإضفاء ‪ ،‬آتيا من أعلى‬
‫في‬
‫اللحن‬
‫ملجقا‬
‫ضا‬ ‫ا‬
‫لء‬

‫( ‪ ) ۱‬ينظر‪ :‬معجم أخطاء الكتاب ص ‪. ٦٢٧‬‬


‫س‬

‫( ‪ ) ٢‬الأغاني ( ‪.) ١٦٠/٤‬‬


‫) ‪. ( ٣١٢/٢ ) ( ۳‬‬
‫‪ :‬معجم أخطاء الكتاب ص ‪ ٢١٩‬وص ‪ ، ٣٥٥‬ومعجم الأخطاء الشائعة ص ‪ ، ١٥٠‬ومجلة مجمع‬ ‫( ‪ ) ٤‬ينظر‬
‫اللغة العربية بدمشق ( ‪. ) ٤١٠/٢٤ ( ) 1/1 ( ) ۳/۱۷‬‬
‫( ‪ ) ٥‬ينظر‪ :‬كتاب سيبويه ( ‪ ، ) ٢٥٠/١‬وشرح التسهيل ( ‪ ، ) ۸۱/۲‬وارتشاف الضرب من لسان العرب‬
‫( ‪ ، ) ٢٠٩٣/٤‬ومغني اللبيب ( ‪ ، ) ٦٨٤/٥‬وهمع الهوامع ( ‪. ) ١٤/٥‬‬

‫‪121‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث الثاني‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫الشيء ‪ ،‬ولكنَّ بعض النقاد اللغويين المعاصرين أنكر وجوده في اللغة ‪ ،‬بشبهته أن كتب‬

‫اللغة لم تذكره ‪ ،‬مع أن إدخال الهمزة على الثلاثي اللازم للتعدية قياسي متعالم‪ ،‬تقول ‪:‬‬

‫( ضفا الثوب يضفو ضفوا ‪:‬أي ‪ :‬صبغ ‪ ،‬وأضفاه الخياط ) وقد استعمله الفصحاء ‪ ،‬قال أبو‬

‫إسحاق الصابئ ‪ -‬كما في رسائله ‪ « : -‬ولا سلبك ما أضفت عليك الإمامة من مرضاتها » (‪. )1‬‬

‫ومما تقدم يصح استعمال ( أضْفَى ) بمعنى ( أَسْبَعْ ) ؛ تبعًا لـرأي سيبويه في جواز‬

‫دخول الهمزة على الفعل اللازم ‪.‬‬

‫)‬
‫‪ ١٠٤-‬صرف هذا المبلغ‬

‫للبولسي كتاب اسمه ‪ ( :‬مغالط الكتاب ‪ ،‬ومناهج الصواب ) في أزيد من مئة وثلاثين‬

‫صفحة ‪ ،‬لخَّصَ فيه آراء اليازجي وأحكامه على الأساليب والألفاظ في مجلته ( الضياء ) ‪،‬‬

‫وربما استدعى المقام أن يضيف شيئًا بحسب ما تقتضيه الحاجة ‪ ،‬وقد غلط استعمال‬

‫الكاتبين للصرف بمعنى الإنفاق ‪ ،‬فقال ‪ « :‬صرف هذا المبلغ في مشترى الكسوة ‪ ،‬وهذا‬

‫مصروف كبير‪ ،‬والصواب أنفق هذا المبلغ ‪ ،‬وهذه نفقة كبيرة » (‪ ،)۳‬وكذلك هو رأي داغرفي‬

‫( تذكرته ) ‪ ،‬لكنَّ القول المنقود صواب ‪ ،‬قال ابن فارس ‪ « :‬وتصريف الدراهمفي البياعات‬

‫المصباح المنير) ‪ « :‬وصرفت المال ‪ :‬أنفقته » (ه) ‪.‬‬ ‫كلها ‪ :‬إنفاقها » (‪ ، )٤‬وفي‬

‫قلت ‪ :‬لا وجه لما استند إليه المانعون ‪ ،‬والصحيح ‪ :‬أنه استعمال فصيح صريح ‪.‬‬

‫( ‪ ) ۱‬مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪. ) ٤١٠/٢٤‬‬


‫( ‪ ) ٢‬ينظر‪ :‬تذكرة الكاتب ص ‪ ، ١٢٤‬ومعجم أخطاء الكتاب ص ‪ ، ۳۳۷‬ومغالط الكتاب ص ‪ ، ٦٦‬ومعجم‬
‫الخطأ والصواب في اللغة ص ‪ ، ۱۷۹،‬ومجلة لغة العرب ( ‪. ) ٤٠٣/٧‬‬
‫( ‪ ) ٣‬ص ‪. ٦٦‬‬
‫( ‪ ) ٤‬مقاييس اللغة ( ‪. ) ٣٤٣/٣‬‬
‫( ‪ ) ٥‬ص ‪. ١٢٩‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫لحون المتخاصمين‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫‪ ١٠٥-‬وأرسلت إليه رسالة أشعره بفسخ العقد‬

‫ومثله قولهم ‪ ( :‬آمل أن تبعثوا المعاملة إلى ‪ ، ) ...‬فهل يُعدّى الفعل ( أرسل ) و( بعث )‬

‫بنفسه ‪ ،‬أم لا بد من التعدية بحرف الجر ( الباء ) ؟‬

‫على ثلاثة أقوال ‪:‬‬

‫الأول ‪ :‬إذا كان مفعولُ ( أرسل ) و( بعث ) شخصًا ‪ ،‬قلت ‪ ( :‬أرسلت محمدا ) أو ( بعثت‬

‫بعثت إليه بهدية ) أو ( أرسلت إليه‬ ‫محمدًا ) فتعدّي الفعل بنفسه ‪ ،‬وإذا كان شيئًا ‪ ،‬قلت ‪:‬‬

‫بهدية ) ‪ ،‬قال الحريري ‪ « :‬ويقولون ‪ :‬بعثت إليه بغلام ‪ ،‬وأرسلت إليه هديةً ‪ ،‬فيخطئون‬

‫فيهما ؛ لأن العرب تقول فيما يتصرف بنفسه بعثته وأرسلته ‪ ،‬كما قال تعالى ‪ ﴿ :‬ثُمَّ أَرْسَلْنَا‬

‫رُسُلَنَا ﴾[ المؤمنون ‪ ، ] ٤٤ :‬وتقول فيما يحمل ‪ :‬بعثت به وأرسلت به ‪ ،‬كما قال سبحانه وتعالى‬

‫عن ( بلقيس) ‪﴿:‬وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِم بِهَدِيَّةِ﴾ [ النمل ‪ ، ) ٢( ] ۳۵ :‬وتبعه من النقاد المعاصرين ‪:‬‬

‫‪ ،‬ومصطفى جواد ‪ ،‬وشاكر شقير‪ ،‬وزهدي جارالله ‪،‬‬


‫إبراهيم المنذر واليازجي ‪ ،‬وأسعد داغر‬

‫بل حكاه محمد أبو الحسن اتفاقًا عند أهل اللغة ‪ ،‬وقد وَهِمَفي حكاية الاتفاق ‪ ،‬ومما قاله‬

‫جواد ‪ « :‬قل ‪ :‬بعثت إليه بكتاب وبهدية ‪ ،‬ولا تقل ‪ :‬بعثتُ إليه كتابًا ‪ ،‬وبعثتُ إليه هديةً ؛‬

‫وذلك لأن الكتاب لا ينبعث بنفسه ‪ ،‬أي ‪ :‬لا يسيربنفسه ‪ ،‬ولأن الهدية لا تنبعث بنفسها ‪،‬‬

‫أي ‪ :‬لا تسير بنفسها ‪ ،‬فينبغي أن يكون معهما مبعوث ‪ ،‬وهو المفعول المُقَدَّر؛ لاشتهاره‬

‫ولتساوي وجوده وحذفه في إفادة السامع والقارئ فالتقدير بعثت إليه رجلًا بالكتاب‬

‫وبعثت إليه رسولًا بالهدية » (‪. )۳‬‬


‫في‬

‫ملجقا‬
‫ا‬
‫اللحن‬
‫ضا‬

‫( ‪ ) 1‬ينظر‪ :‬درة الغواص ص ‪ ۱۲۸‬ولف القماط ‪ ،‬لأبي الطيب صديق بن حسن خان ص ‪ ، ١١٨‬ولغة الجرائد‬
‫لء‬
‫س‬

‫ص ‪ ، ٤٢‬وأساليب العرب في صناعة الإنشاء ص ‪ ، ٦١‬وتذكرة الكاتب ص ‪ ، ١٠٥‬ونظرات في اللغة والأدب‬


‫ص ‪ ، ٦٥‬وقل ولا تقل ( ‪ ، ) ١٦٥/١‬ومعجم أخطاء الكتاب ص ‪ ، ٥٤‬ومعجم الأغلاط اللغوية المعاصرة‬
‫ص ‪ ، ٢٦٠‬والاستدراك على كتاب قل ولا تقل ص ‪ ،۸۰‬وأزاهير الفصحى ص ‪ ، ١٢١‬والأخطاء اللغوية الشائعة‬
‫على ألسنة الكتاب والأدباء والإذاعيين ص ‪ ٧‬وص ‪ ، ٢٠‬ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪. ) ٥٠٧/٧‬‬
‫( ‪ ) ٢‬درة الغواص ص ‪. ١٢٨‬‬
‫( ‪ ) ۳‬قل ولا تقل ( ‪. )١٦٥/١‬‬

‫‪١٢٣‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث الثاني‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫القول الثاني ‪ :‬يجوز قولك ‪ ( :‬بعثت إليه برسالة ) أو ( بعثت إليه رسالة ) بتعدية‬

‫الفعلين ( بعث ) و( أرسل ) بنفسهما أم بحرف الباء ‪ ،‬وإن كان الأول أفصح‪ ،‬وجواز قولك ‪:‬‬

‫( أرسلت إليك رجلًا ) أو ( أرسلت إليك برجل ليساعدك ) بتعدية الفعلين ( بعث )‬

‫و ( أرسل ) بنفسهما أم بحرف الباء ‪ ،‬وإن كان الأولُ أفصح ‪ ،‬وهو اختيار بعض المعاصرين ‪،‬‬

‫كالبصام ‪ ،‬قال ‪ « :‬على أن قولهم ‪ ( :‬بعثت إليه كتابًا ) ونحوه جائز مقبول ‪ ،‬وإن كان دون‬

‫المقرون بالباء فصاحةً ‪ ،‬وذلك خلافًا للحريري وغيره » (‪ ) ۱‬وقال أيضًا ‪ « :‬جواز‪ ( :‬بعثت‬

‫إليك برجل ليساعدك ) ونحوه ‪ ،‬فإن كان المبعوث يستطيع الانبعاث بنفسه ‪ ،‬فإسقاط‬

‫ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِم مُّوسَىٰ بِشَايَتِنَاإِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَايْهِ )‬ ‫الباء منه هو اللغة المختارة ‪ ،‬جاء في التنزيل ‪:‬‬

‫[ الأعراف ‪ ] ۱۰۳ :‬على أن دخول الباء عليه ‪ ،‬جائز مقبول ‪ ،‬خلافا للحريري » (‪. )٢‬‬

‫القول الثالث ‪ :‬إذا كان المبعوث به مع غيره شخصًا كان أو شيئًا ‪ ،‬تلزمه الباء ‪ ،‬فتقول ‪:‬‬

‫( بعثت إليك بولدي ) إذا أرسلته مع غيره ‪ ،‬و ( بعثت إليك بكتابي ) ‪ ،‬فإذا كان المبعوث به‬

‫ـده ‪ ،‬عديت الفعل نفسه ‪ ،‬فتقول ‪ ( :‬أرسلت إليه هديةً ‪ ،‬ولا فرق بين المبعوث إن كان‬

‫شخصًا أو شيئًا‪ ،‬وهذا قول ابن منظور في ( لسان العرب ) ( ‪ ، ) ۳‬وابن برّي في حاشيته على‬

‫( درة الغواص ) (‪ ، )٤‬وانتصر لهذا القول من المتأخرين الغلاييني ‪ ،‬وتبعه الزعبلاوي ‪ ،‬قال‬

‫الغلاييني ‪ « :‬قد التبس الأمر على الأستاذ ( يعني ‪ :‬إبراهيم المنذر فالمسألة ليست مسألة‬

‫شخص أو شيء ‪ ،‬وإنما هي مسألة مبعوث وحده ‪ ،‬أو مبعوث به مع غيره ‪ ،‬فالمبعوث بـه مـع‬

‫غيره شخصًا كان أو شيئًا ‪ ،‬تلزمه الباء ‪ ،‬تقول ‪ ( :‬بعثت إليك بولدي ) إذا أرسلته مع غيره‬

‫كما تقول ‪ ( :‬بعثت إليك بكتابي ) وذلك أن ( بعث ) تقتضي مبعوثًا ‪ ،‬فإن كان مرسلًا وحده‬

‫عديت الفعلَ إليه بنفسه » ( ه) ‪.‬‬

‫( ‪ ) ۱‬الاستدراك على كتاب قل ولا تقل ص ‪. ٨٢‬‬


‫( ‪ ) ٢‬الاستدراك على كتاب قل ولا تقل ص ‪. ٨٤‬‬
‫) ‪. ( ۲۸۳/۱۱ ) ( ۳‬‬

‫( ‪ ) ٤‬ص ‪. ٧٤٢‬‬
‫( ‪ ) ٥‬نظرات في اللغة والأدب ص ‪. ٦٥‬‬

‫‪١٢٤‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫لحون المتخاصمين‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫قلت ‪ :‬ساق البصام شواهد عدة ‪ ،‬تؤيد ما ذهب إليه ‪ ،‬وأختار منها مثالين ‪:‬‬

‫الأول ‪ :‬ما جاء في ( وفيات الأعيان ) ‪ « :‬ثم إن محمدًا ساءت حاله ‪ ،‬فتحوّل عن جواره ‪،‬‬

‫فبلغ ابن حميد ذلك ‪ ،‬فبعث إليه عشرة آلاف درهم » (‪. )1‬‬

‫الكامل ) للمبرد ‪ « :‬فإذا كان في رأس الحول ردّهم إلى أهليهم وبعث‬ ‫والآخر في‬

‫بمثلهم » (‪ ، )٢‬وغيرها كثيرمن جوازإلحاق الباء إذا كان المبعوث رجلاً‪ ،‬ومن جواز حذف الباء‬

‫إذا كان المبعوث شيئًا غير رجل كالرسالة والكتاب ‪ ،‬وقد أكثرتُ الكلام في هذه المسالة ‪ ،‬ولولا‬

‫مجاوزتي للحد لسقت أدلة كل قول ‪ ،‬وقد بسطت المراجع في أول الباب ‪ ،‬فلتراجع لمن رغب ‪.‬‬

‫‪ -٦-١-‬وطلب المدعى عليه مهلةً للإجابة على دعوى المدعي )‬

‫استعمال (على ) بعد ( أجاب ) عند طائفة من المعاصرين ليس خطأ في النثر‬

‫واستعماله في الشعر جائزُ لا يعاب ‪ ،‬هذا رأي تقي الدين الهلالي في ( تقويم اللسانين )(‪، )٤‬‬

‫غيرأن أسعد داغر وجوادًا وزهدي جار الله والعدناني ‪ ،‬يُخَطَّئون من يُعدي الفعل ( أجاب )‬

‫بحرف الجر ( على ) ‪ ،‬والصحيح عندهم التعدية بحرف الجر ( عن ) فتقول ‪ ( :‬وطلب‬

‫المدعى عليه مهلةً للإجابة عن دعوى المدعي ) وتقول ‪ ( :‬وجوابـا عـن ملاحظات محكمة‬

‫الاستئناف ) والحجة عندهم ‪ :‬أن المسموع عن العرب تعدية الفعل بحرف الجر ( عن ) لا‬

‫بحرف الجر ( على ) ‪ ،‬ولأن معنى الفعل ( أجاب ) يستوجب استعمال ( عن ) ؛ لإفادة الإزاحة‬

‫والكشف والإبانة ‪ ،‬ولا يصلح مع الفعل ( أجاب ) استعمال حرف الجر (على ) التي هي‬

‫( ‪ ) ۱‬وفيات الأعيان ‪ ،‬وأنباء أبناء الزمان ‪ ،‬ابن خلکان ( ‪. ) ۷۹/۳‬‬


‫في‬

‫ملجقا‬
‫ا‬
‫اللحن‬

‫) ‪. ( ٦٠٦/٢ ) ( ٢‬‬
‫ضا‬

‫( ‪ ) ۳‬ينظر‪ :‬تذكرة الكاتب ص ‪ ، ٣٢‬وقل ولا تقل ( ‪ ، ) ٧٤/١‬ودراسات في فلسفة النحو والصرف واللغة والرسم‬
‫لء‬
‫س‬

‫ص ‪ ، 110‬وتقويم اللسانين ص ‪ ، ٤٥‬والكتابة الصحيحة ص ‪ ، ٥٧‬ومعجم الأخطاء الشائعة ص ‪ ، ٥٩‬والتطور اللغوي‬


‫التاريخي ‪ ،‬لإبراهيم السامرائي ص ‪ ، ۱۳۲‬وأزاهير الفصحى ص ‪ ، ١٢٠‬وكبوات اليراع ص ‪ ،٢٠٢‬والأخطاء اللغوية‬
‫الشائعة على ألسنة الكتاب والأدباء والإذاعيين ص ‪ ، ۱۳‬والاستدراك على كتاب قل ولا تقل ص ‪ ،٢٧‬والقرارات‬
‫المجمعية ص ‪ ،٧٤‬وقرارات مجمع اللغة العربية بدمشق في الألفاظ والأساليب ( ‪ ، ) ۷/۱‬ومجلة مجمع اللغة‬
‫العربية بدمشق ( ‪ ) ٤٠٦/٢٤‬و( ‪ ، ) ٥١٣/٣٥‬ومجلة الضياء لليازجي ( ‪. ) ٣٠٩/١‬‬
‫( ‪ ) ٤‬ينظر‪ :‬ص ‪. ٤٦‬‬

‫‪١٢٥‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث الثاني‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫للظرفية الاستعلائية ‪ ،‬وزاد جواد بقوله ‪ « :‬ولا تستعمل ( على ) مع هذه العبارات إلا‬

‫للظرفية ‪ ،‬يقال ‪ ( :‬أجاب المسؤول عن السؤال على ورقة واحدة ) وجاء في كلام ابن جبير‬

‫الرحالـة يـصـف واعظًا سأله الحاضرون على رقاع ‪ ،‬ودفعت إليـه عـدة رقـاع فـيـهـا ‪ ،‬فجمعـهـا‬

‫جملة في يده ‪ ،‬وجعل يجاوب على كل واحدة منها » (‪. )۱‬‬

‫ويرى آخرون صحة حلول ( على ) محل ( عن ) على التضمين ‪ ،‬وهو رأي البصام وأبو‬

‫السعود ‪ ،‬واختاره مجمعا دمشق والقاهرة ‪ ،‬وساق البصام على عادته ‪ ،‬شواهد عدة لصحة‬

‫هذا الاستعمال ‪ ،‬وكلها مثل الشمس ‪ ،‬منها ‪ :‬ما قاله ابن جني ‪ « :‬وقد كان أبو علي رحمةالله كتب‬

‫إلي من حلب ‪ -‬وأنا بالموصل ‪ -‬مسألةً أطالها في هذه اللفظة ‪ ،‬جوابًا علـى ســؤالي إياه عنهـا » (‪، )٢‬‬

‫وفي ( الأغاني) قول لبعضهم ‪ « :‬إنه أراد العبث بك ‪ ،‬وهو نبطي فأجبـه عـلـى هـذا » (‪ ، )۳‬وقد سمى‬

‫أبو الثناء الألوسي أحد كتبه بـ ( الأجوبة العراقية على الأسئلة الإيرانية ) ‪.‬‬

‫قلت ‪ :‬يجوز أن يتعدى الفعل ( أجاب ) بنفسه ‪ ،‬فتقول ‪ ( :‬سألني فلان ‪ ،‬وأجبت‬

‫سؤاله) ‪ ،‬ويجوز أن يتعدى بحرف الجر ( عن ) فتقول ‪ ( :‬وجوابًا عن ملاحظات محكمة‬

‫الاستئناف ) ويجوز أن يتعدى بحرف الجر ( على ) فتقول ‪ ( :‬وجوابًا على ملاحظات‬

‫محكمة الاستئناف ) ‪ ،‬ولا يصح التثريب على من عدّى الفعل بالأداة ( على ) ‪.‬‬

‫‪)4‬‬
‫‪ ١٠٧-‬فأذنت له الدائرة بسؤال خصمه المدعى عليه (‬

‫( أذن بالشيء ) بمعنى ‪ :‬عَلِمَ به ‪ ،‬وليس بمعنى الإباحة والسماح ‪ ،‬هذا هو رأي بعض‬

‫ويقولون ‪ ( :‬أذن‬ ‫وزهدي جار الله ‪ ،‬قال داغر‬ ‫منهم ‪ :‬داغر‪ ،‬والعدناني‬ ‫المعاصرين‬

‫أذن بالشيء ) ‪ :‬عَلِمَ به ‪ ،‬وأذن له في الشيء ) أباحه له ‪،‬‬ ‫له بالتكلم ) ‪ ،‬وفي كتب اللغة ‪:‬‬

‫والصواب إذًا أن يُقال ‪ ( :‬أذن له في التكلم ) » (ه) ‪.‬‬

‫( ‪ ) ۱‬دراسات في فلسفة النحو والصرف واللغة والرسم ص ‪. ١١٠‬‬


‫( ‪ ) ٢‬الخصائص ( ‪. ) ۳۸/۳‬‬
‫) ‪. ( ١٣٥/١٥ ) ( ٣‬‬

‫( ‪ ) ٤‬ينظر‪ :‬تذكرة الكاتب ص ‪ ، ٥٤‬ومعجم أخطاء الكتاب ص ‪ ، ٩‬والكتابة الصحيحة ص ‪ ، ٢٢‬ومعجم‬


‫الأخطاء الشائعة ص ‪ ، ۲۳‬ومعجم الخطأ والصواب في اللغة ص ‪. ٦٦‬‬
‫( ‪ ) ٥‬تذكرة الكاتب ص ‪. ٥٤‬‬

‫‪126‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫لحون المتخاصمين‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫وهو مُتَعَقِّبُ ؛ فإن ( الباء ) تقوم مقام (في ) الظرفية ‪ ،‬وتتضمن معناها ؛ قال‬

‫) أي ‪ :‬في دخول الجنة ‪،‬‬ ‫‪ « :‬حتى إذا نُقُوا وهُذَّبوا ‪ ،‬أُذن لهم بدخول الجنة‬ ‫رسول الله‬

‫كليلة ودمنة ) ‪ « :‬فأذن له بالذهاب نحو الصوت » (‪) ٢‬‬ ‫واستعمله كثير من الفصحاء ؛ ففي‬

‫أي ‪ :‬في الذهاب ‪.‬‬

‫فقولك ‪ ( :‬فأذنت له الدائرة بسؤال خصمه ‪ ) ...‬صحيح مستقيم ‪ ،‬ولا وجه لهذه التخطئة ‪.‬‬

‫‪ -١٠٨-‬فامتنع عن الإجابة عن دعوى المدعي للمرة‬

‫الثانية (‪)٣‬‬

‫يُخَطَّى زهدي جار الله تعدية الفعل ( منع ) بحرف الجر ( عن ) والصحيح عنـده ‪ :‬أن‬

‫يُعَدَّى الفعل بحرف الجر ( من ) ‪ ،‬فتقول ‪ ( :‬امتنع من الإجابة ) ‪ ،‬واستدل بقوله تعالى ‪:‬‬

‫يَتَأَبَانَا مُنِعَ مِنَا الْكَيْلُ﴾ [ يوسف ‪ ] ٦٣ :‬وقد استعمل هذا الأسلوب عدد من الفصحاء قديما ‪،‬‬

‫الأساس ) ‪ « :‬منعه الشيء‪ ،‬ومنعه منه ‪،‬‬ ‫إلا أن ما ذكره زهدي وغيره لا يسلم به ؛ ففي‬

‫وعنــه » ( ‪ ، )٤‬وعلى ذلك فيجوز لك أن تقول ‪ ( :‬امتنع من الإجابة ) أو ( امتنع عن الإجابة ) ‪.‬‬

‫ما ذكره المدعي عار عن الصحة )‬ ‫‪١٠٩‬‬

‫يُخطئ زهدي جار الله ‪ ،‬والعدناني من يُعَدِّي الفعل ( عَرِيَ ) ومشتقاته بـ ( عن ) ‪،‬‬

‫والصحيح أن يُعَدَّى بـ ( من ) فتقول ‪ ( :‬عار من الصحة ) أو ( فلان عار من ثيابه ) ‪ ،‬واستدلوا‬


‫في‬

‫ملجقا‬
‫ا‬
‫اللحن‬
‫لء‬‫ضا‬

‫( ‪ ) 1‬أخرجه البخاريفي الأدب المفرد ‪ ،‬باب الظلم ظلمات ‪ ،‬رقم الحديث ‪. ) ٢٤٥/١ ( ، ٤٨٦ :‬‬
‫س‬

‫( ‪ ) ٢‬ص ‪. ٢٩‬‬

‫( ‪ ) ۳‬ينظر‪ :‬معجم أخطاء الكتاب ص ‪ ، ٥٨٥‬والكتابة الصحيحة ص ‪ ، ٣٤٧‬ومعجم الأغلاط اللغوية‬


‫المعاصرة ص ‪ ، ٦٤١‬ومعجم الخطأ والصواب في اللغة ص ‪. ٢٤٨‬‬
‫) ‪. (229/2) ( ٤‬‬

‫( ‪ ) ٥‬ينظر‪ :‬معجم الأغلاط اللغوية المعاصرة ص ‪ ، ٤٤٤‬والكتابة الصحيحة ‪ ، ٢٤٢،‬ونظرات في أخطاء‬


‫المنشئين ( ‪. ) ٦٥/٢‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث الثاني‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫بما جاء في معجمات العربية ‪ ،‬وكلام الفصحاء ‪ ،‬ففي ( مقاييس اللغة ) ‪ « :‬قد عَرِيَ من‬

‫الشيء يَعْرَى ‪ ،‬وجمع عارٍ عُراة » (‪ ،)١‬وفي شعر الرضي ‪:‬‬

‫بالآل عار من الأعلام والخمر )‬ ‫همه کشفارالبيض مطرد‬

‫وقال التوحيدي ‪ « :‬ثم في جملتها من هو عار من جميعها ‪ ،‬وموسوم بأضدادها » (‪ ،) ۳‬غيرأن‬

‫جملةً من الفصحاء ‪ ،‬أدخلوا حرف ( عن ) على الفعل ‪ ،‬منهم القلقشندي في ( صبح الأعشى ) إذ‬

‫قال ‪ « :‬ولذلك اختصت بالملوك دون غيرهم ‪ ،‬بخلافِ ( والمرسوم له بكذا ) فإنه عار عن ذلك » ( ‪، ) ٤‬‬

‫المثل السائر من قوله ‪ « :‬واعلم أن هذا الضرب من الكلام هو ضد‬ ‫وكذلك ابن الأثيرفي‬

‫الفصاحة ؛ لأن الفصاحة هي الظهور والبيان ‪ ،‬وهذا عار عن هذا الوصف » ( )‪ ،‬وهذا الاستعمال‬

‫فاش عند كثير من الفصحاء ؛ ولذا الأفصح ‪ ،‬قولك ‪ ( :‬ما ذكره المدعي عار من الصحة ) وإن‬

‫فهو صحيح أيضًا ‪ ،‬واستعمله كثير من أرباب البيان‬ ‫قلت ‪ ( :‬ما ذكره المدعي عار عن الصحة‬

‫والفصاحة ‪ ،‬وحرفا الجر ( عـن ) و( من ) يتعاقبان في التعدية كثيرًا ‪.‬‬

‫هكذا أجاب ‪ ،‬وهكذا قال ‪ ،‬وهكذا ذكر‪ ،‬وهكذا ادعى‪.‬‬ ‫‪۱۱۰‬‬

‫نقل السيوطي كلام حمزة بن الحسن الأصبهاني ‪ « :‬والثَّورإنما سُمي ثَورًا ؛ لأنه يُثير‬

‫الأرض ‪ ،‬والثوب إنما سمي ثوبًا ؛ لأنه ثاب لباسًا بعد أن كان غزلًا ‪ ،‬حسيبه الله ! » ‪ ،‬ثم علق‬

‫السيوطي بقوله ‪ « :‬كذا قال » (‪ ، )٦‬أي ‪ :‬كذا قال حمزة بحذف فاعله ‪ ،‬ويكثرفي كلام الكتاب‬

‫ذكر الفاعل في مثل هذا الأسلوب ‪ ،‬ففي ( أمالي القالي ) ‪ « :‬ويقولون ‪ :‬مائقُ دائق ‪ ،‬فالدائق ‪:‬‬
‫الهالك حمقا ‪ ،‬كذا قال أبو زيد » (‪. )۷‬‬

‫) ‪. ( ٢٩٦/٤ ) ( ١‬‬

‫( ‪ ) ٢‬ديوان الشريف الرضي ( ‪. ) ٣٥٤/١‬‬


‫( ‪ ) ۳‬الإمتاع والمؤانسة ( ‪. ) ٧٤/١‬‬
‫) ‪. ( ٢٨١/٦ ) ( ٤‬‬
‫) ‪. ( 223/2) ( 5‬‬

‫( ‪ ) ٦‬المزهر في علوم اللغة وأنواعها ( ‪. ) ٣٥٤/١‬‬


‫) ‪. ( ٢١٥/٢ ) ( ٧‬‬

‫‪١٢٨‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫لحون المتخاصمين‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫وعلى ما تقدم ‪ ،‬ما اعتاده القضاة في ضبوطهم من قولهم ‪ ( :‬هكذا أجاب ) ‪ ،‬أو ( هكذا أجاب‬

‫المدعى عليه ) ‪ ،‬أو ( هكذا ذكر‬


‫) ‪ ،‬أو ( هكذا ذكر الشاهد ) ونحوها ‪ ،‬من سنن الكتاب الأولين ‪.‬‬

‫هكذا أقَرَّ‬
‫) ‪ ،‬وهكذا قرَّر‬
‫)‪.‬‬ ‫‪-١١١‬‬

‫في الصحاح ‪ « :‬وأقرَّ بالحق ‪ :‬اعترف به ‪ .‬وقرَّرَه بالحق غيرُه حتى أَقَرَّ» (‪ ،)١‬و (أقَدَّ‬
‫) و( قَرَّرَ)‬

‫من مادة لغوية واحدة ‪ ،‬وهي ( ق ‪،‬رر) ‪ ،‬والأُولى تأتي على ( أَفْعَلَ ) ‪ ،‬والأخرى على ( فَعَلَ)‬

‫بتضعيف العين ‪ ،‬فأما ( أقَرَّ) فتأتي على سياق الإقرار والاعتراف بالشيء ‪ ،‬مثل قوله ‪ ( :‬أَقَرَّ‬

‫المجرم بجريمته ) ‪ ،‬وتأتي كذلك بمعنى الإجازة والإباحة ‪ ،‬مثل قوله ‪ ( :‬أَقَرَّ المدعى عليه كلام‬

‫وكيله ) ‪ ،‬وأما ( قَرَّرَ) فتأتي بمعنى التوكيد والتثبيت والتحقيق ‪ ،‬فتقول مثلًا ‪ ( :‬فإذا تَقَرَّرَ‬

‫هذا ) ‪ ،‬أي ‪ :‬إذا تحقق هذا ‪.‬‬

‫وفي لغة القضاء يناسب أن تضع لفظة ( أقَرَّ) في هذا المثال ‪ ( :‬أجاب المدعى عليه‬

‫وكالة بقوله ‪ :‬لا مانع لدى موكلي من سداد المدعي المبلغ المطالب به خلال مدة قدرها‬

‫سنة كاملة ‪ ،‬هكذا أقرَّ ‪ ،‬وأما موضع اللفظة الأخرى ( قَرَّرَ) فتأتي غالبًا في لغة القضاء في‬

‫موضع استئناف الكلام ‪ ،‬مثل قولنا ‪ ( :‬ثم قَرَّرَ المدعى عليه بقوله ) ‪ ،‬إذ ليس في هذا المثال‬

‫اعتراف أو إقرار‪ ،‬وهذا التوجيه هو المناسب للتفريق بين الكلمتين في الدلالة ‪.‬‬

‫‪.‬‬ ‫‪ ١١٢-‬ثم استأنف بقوله‬


‫في‬
‫اللحن‬
‫مجا‬
‫القضاء‬

‫في ( التاج ) ‪ « :‬والاسْتِثْنَاف والانْتِناف ‪ :‬الابتداء ) كما في ( الصحاح ) ‪ ،‬وقد استأنف‬


‫لس‬

‫الشيء وائتنفه أخذ أوّله وابتدأه ‪ ،‬وقيل ‪ :‬استقبله » (‪ ، ) ۳‬ومصطلح الاستئناف عند‬

‫)‪.(V9./5) (1‬‬

‫( ‪ ) ٢‬ينظر‪ :‬دقائق العربية ص ‪ ، ۹۳‬ومعجم الأخطاء الشائعة ص ‪ ، ٣٠‬ولجام الأقلام ص ‪ ، ٢١٥‬ومعجم‬


‫الصواب اللغوي ص ‪. ١٧٢‬‬
‫) ‪. ( ٤٧/٢٣ ) ( ٣‬‬

‫‪١٢٩‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث الثاني‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫الفقهاء ‪ ،‬يمكن تعريفه بأنه ‪ :‬البدء بالماهية الشرعية من أولها بعد التوقف فيها ‪،‬‬

‫وقطعهاالمعنى خاص ( ‪ ، ) ۱‬ومراد أهل اللغة من تعريف ( استأنف ) ؛ أنه ابتداء الكلام‬

‫موصولًا بغيره مما تقدم ‪ ،‬لا بمجرد الاستمرار فيه ‪ ،‬ولأمير الدولتين كلام نفيس أسوقه‬

‫بتمامه ‪ « :‬ممـا تـواضـع عـلـيـه الكتّاب ورجال القضاءفي هذا العصر‪ ،‬استعمالهم الاستئناف‬

‫استأنف فلان العمل ) يريدون ‪:‬‬ ‫بمعنى ‪ :‬الرجوع إلى الأمر بعد الانقطاع عنه ‪ ،‬فيقولون ‪:‬‬

‫أنه رجع إلى العمل بعد تركه إياه ‪ ،‬والوجه أن يقال ‪ :‬عاد إلى العمل أو رجع إلى العمل ‪،‬‬

‫ويقولون فيما يتعلق بالأمور القضائية ‪ ( :‬استأنف فلانُ القضية ) بمعنى ‪ :‬أنه حوّلها من‬

‫المحكمة الابتدائية إلى المحكمة التي تعلوها ‪ ،‬وذلك ليس بصواب ؛ لأن الاستئناففي اللغة‬

‫هو الابتداء ‪ ،‬فإذا قلت ‪ :‬استأنف فلانُ القضية فكأنك قلتَ ‪ ( :‬ابتدأ القضية ) لا حوَّلها‬

‫من محكمة إلى أخرى ‪ ... ،‬فالوجه أن يُقال ‪ ( :‬عودُ القضية أو عيادها ) بدل استئنافها ‪،‬‬

‫وأن يُسَمّوا المحكمة التي تُحوّل القضايا إليها ( محكمة الفصل ) ؛ لأن الفصـل مـن أخـص‬

‫معانيه ‪ :‬القضاء بين الحق والباطل » ( ‪. ) ٢‬‬

‫قلتُ ‪ :‬من تأمل الأمر الذي أنشئت من أجله محكمة الاستئناف؛ لأَمْكَنَ أَن يَصْدُقَ‬

‫معنى ( استأنف ) عليه ‪ ،‬فاستئناف القضية ليس معناها إعادة النظر في موضوع الحكم‬

‫فحسب ‪ ،‬بل ابتداء المرافعة لدى محكمة الاستئناف من جديد ‪ ،‬وربما صدر فيها حكم‬

‫مغاير لحكم المحكمة الأدنى ( ‪ ، )۳‬وفي ( المعجم الكبير) الذي أصدره مجمع اللغة بالقاهرة ‪:‬‬

‫« استأنف الحكم طلب إعادة نظر موضوع الدعوى أمام هيئة أعلى » (‪. )4‬‬

‫( ‪ ) ۱‬طلبة الطلبة ‪ ،‬لنجم الدين النسفي ص ‪ ، ١٦٧‬والموسوعة الكويتية ( ‪. ) ١٦٣/٣‬‬


‫( ‪ ) ٢‬دقائق العربية ص ‪. ٩٣‬‬

‫( ‪ ) ۳‬احتج بعضهم على ورود ( الاستئناف ) في كلام المتقدمين ‪ ،‬ومنه ما جاء في تبصرة الحكام لابن‬
‫فرحون ( ‪ ) ٢١٢/١‬من قوله ‪ « :‬وذكر أنه سمع مالكًا يقول في قاض من قضاة المدينة أُتِيَ بِكُتُبأقضية‬
‫مُختلِطةٍ قد تقادم شأنها واختلف أمرها فقطعها وأمر الخصمين بالاستئناف ‪ ،‬فرأيت مالكًا أعجبه‬
‫ذلك ‪ ،‬ورأى أنه قد أصاب » ‪ ،‬قلتُ ‪ :‬ليس في هذا النص دليل على اللفظ الموضوع له في هذه الأيام ‪،‬‬
‫وإنما الغاية في معنى ( الاستئناف ) أن يبدأ القضية من جديد لدى قاض آخر‪.‬‬
‫) ‪. ( ٤٥٣/١ ) ( ٤‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫لحون المتخاصمين‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫ويتلخص مما تقدم أن استعمال بعض القضاة ‪ ( :‬ثم استأنف بقوله ) ‪ ،‬ويضيف‬

‫بعد ذلك أحد الخصمين شيئًا على كلامه السابق أنه استعمال عربي صحيح‪ ،‬وأميلُ‬

‫إلى أن استعمال استأنف المحكوم عليه القضية في محكمة الاستئناف ) صحيح يوافق‬

‫الوضع اللغوي للفعل (استأنف ) ‪.‬‬

‫‪ ١١٣-‬ثم أضاف بقوله‬

‫بعض اللغويين المتأخرين ينكر مجيء ( الإضافة ) بمعنى الزيادة ؛ لأن ( الإضافة )‬

‫عنده ‪ ،‬بمعنى النسبة ‪ ،‬ومنه المضاف والمضاف إليه في النحو‪ ،‬أو بمعنى الميل إليه ‪ ،‬وفي‬

‫( التاج ) ‪ ( « :‬وضَافَ ) إليه ‪ ( :‬مَالَ ) ودنا ‪ ،‬وكذا ضَافَ السهم عن الهدف ‪ :‬إذا عَدَلَ عنه » (‪، )٢‬‬

‫الإضافة ) بمعنى الضم والزيادة في بعض المعجمات ‪ ،‬ففي ( المصباح المنير)‬ ‫لكن وردت‬

‫« وأضافه إلى الشيء إضافة ‪ ،‬ضمه إليه وأماله » (‪. )۳‬‬

‫ولذا قول بعض القضاة ‪ ( :‬وأضاف بقوله ( بمعنى ‪ :‬يُضَم إلى قوله السابق ‪ ،‬ويُلْحَقُ‬

‫به ‪ ،‬هو استعمال صحيح فصيح ‪.‬‬

‫ثم استطرد بقوله )‬ ‫‪١١٤‬‬

‫استطرد ) بهذا المعنى عند النقاد المعاصرين ‪ ،‬قال اليازجي ‪ « :‬ويقولون‬ ‫لا أصل للفعل‬

‫استطرد العمل ‪ ،‬واستطرد الحديث ‪ ،‬أي ‪ :‬تابعه ومضى فيه ‪ ،‬وليست اللفظةفي شيء من‬
‫في‬
‫اللحن‬
‫مجا‬
‫القضاء‬

‫هذا المعنى ‪ ،‬والذي في كتب اللغة ‪ ،‬يقال ‪ :‬استطرد الفارس للفارس ‪ ،‬إذا أراه أنه منهزم‬
‫لس‬

‫أمامه ‪ ،‬فإذا تبعه وانفرد عن الصف ‪ ،‬عطف عليه فطعنه ‪ ،‬واشتهرفي كلام المولدين ‪،‬‬

‫( ‪ ) 1‬ينظر‪ :‬معجم أخطاء الكتاب ص ‪ ، ٣٦١‬ومعجم الأغلاط اللغوية المعاصرة ص ‪ ، ۳۹۹‬والكتابة الصحيحة ص ‪. ١٩٦‬‬
‫) ‪. ( ٦٢/٢٤ ) ( ٢‬‬
‫( ‪ ) ۳‬ص ‪۱۳۹‬‬
‫‪ :‬شفاء الغليل ( ‪ ، ) ٢١٨/٢‬ولف القماط ص ‪ ، ۳۹‬ولغة الجرائد ص ‪ ، ١٠٢‬ومعجم الأخطاء الشائعة‬
‫( ‪ ) ٤‬ينظر‬
‫ص ‪ ، ١٥٤‬ومغالط الكتاب ص ‪ ، ۷۲‬ومعجم الخطأ والصواب في اللغة ص ‪. ٣٢٤‬‬

‫‪۱۳۱‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث الثاني‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫استطرد لذكر كذا ‪ ،‬وهو أن يذكره في غير موضعه ‪ ،‬فيمهد له وجهًا لذكره ‪ ،‬وهو مجاز عن‬

‫الأول ‪ ،‬كما لا يخفى ‪ ،‬ولم يرد الاستطراد في غيرذلك » (‪. )1‬‬

‫قلت ‪ :‬لم يرد في معجمات اللغة القديمة ‪ ،‬ولا في كلام العرب ‪ ،‬ممن يُعتد بهم في ‪:‬عصور‬

‫الاحتجاج ‪ ،‬مجيء ( استطرد ) بمعنى تابع كلامه ‪ ،‬وجاء في ( المعجم الوسيط ) ‪( « :‬استطرد )‬

‫له في الحرب وغيرها فرمنه كيدًا ثم كرّ عليه ‪ ،‬وفي الحديث ‪ :‬تنقل من موضوع إلى آخر‪،‬‬

‫قيل ‪ :‬أول من استعمله البختري ( ‪. )۳ ( » ) ٢‬‬

‫وذكر ابن حِجَّةَ الحَموي بأن الاستطراد ‪ :‬هو الانتقال من معنى إلى معنى متصل به ‪،‬‬

‫ثم يُقصد بذكر الأول ‪ ،‬التوصل إلى الثاني ‪ ،‬ونُقل عن ابن المعتز أن الاستطراد ‪ :‬هو الخروج‬

‫من معنى إلى معنى آخر( ‪.) ٤‬‬

‫الاستطراد ) في كلام المولدين ‪ :‬الانتقال من معنى إلى‬ ‫قلت ‪ :‬تبين لك أن من معاني‬

‫‪ ،‬فإذا صح لك هذا المعنى ‪ ،‬فلا يصح لك ( الاستطراد ) بمعنى متابعة الكلام نفسه‬
‫آخر‬

‫من دون الانتقال إلى معنى آخر في كلام أحد الخصمين ‪.‬‬

‫( ‪ ) ۱‬لغة الجرائد ص ‪. ١٠٢‬‬

‫( ‪ ) 2‬ذكره أبو علي الحاتمي في ( حلية المحاضرة في صناعة الشعر) ‪ ،‬وذكر غيره أن البحتري نقـــل هـذه‬
‫التسمية عن أبي تمام ‪ ،‬وأن أبا تمام نقله من شعر للفرزدق ‪ .‬ينظر ص ‪. ١٦٣‬‬
‫( ‪ ) ٣‬ص ‪. ٥٥٤‬‬
‫( ‪ ) ٤‬خزانة الأدب ‪ ،‬وغاية الأرب ‪ ،‬لابن حجة الحموي ( ‪. ) ٤٧٧/١‬‬

‫‪١٣٢‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫لحون المتخاصمين‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫‪ ١١0-‬وقد سبق للمدعي إقامة نفس القضية في نفس‬


‫)‪(1‬‬
‫الدائرة القضائية‬

‫هذا الاستعمال خطأ عند كثير من النحويين ‪ ،‬وأرباب الفصاحة ‪ ،‬فلفظ ( نفس )‬

‫و ( عين ) إذا كانتا للتوكيد ‪ ،‬وجب أن يسبقهما المُؤكَّد ‪ ،‬قال الأشموني ‪ « :‬لايلي العامل شيء‬

‫من ألفاظ التوكيد ‪ ،‬وهو على حاله في التوكيد إلا جميعًا وعامةً مطلقًا ‪ ،‬فتقول ‪ :‬قام القوم‬

‫جميعهم وعامتهم » (‪. )٢‬‬

‫‪ ،‬وزهدي‬
‫وممن انتقد تقديم التوكيد على المُؤكِّد من المعاصرين ‪ :‬أسعد داغر‬

‫جارالله ‪ ،‬والعدناني ثم رجع عنه ‪ ،‬وكذلك النحوي سعيد الأفغاني ‪ ،‬فقد انتقد رأي الكرملي ‪،‬‬

‫أي الكرملي ‪ ( : -‬في نفس هذا البحث ) وتقديم ألفاظ التوكيد المعنوي‬ ‫فقال ‪ « :‬قوله‬

‫( نفس ‪ ،‬عين ‪ ،‬جميع ‪ ...‬إلخ ) على المُؤكِّد من أساليب الفرنجة ‪ ،‬والعرب تقول ‪ ( :‬في هذا‬

‫البحث نفسه ) فهل للأب المحترم أن يدلنا على حجة إن لم يكن الأمر سهوا » ( ‪ ،)۳‬ورد‬

‫عليه الكرملي بقوله ‪ « :‬وهذا نستغربه منه ‪ ،‬أي ‪ :‬إن مثل هذا التعبير من أساليب الفرنجة‬

‫وهو لم يذكر لنا أولئك الفرنجة ‪ ،‬مع أن الناطقين بالضاد قد سبقوا أبناء الغرب إلى هذا‬

‫الاستعمال الفصيح الذي لا أمت فيه ولا أود ‪. )4(» ...‬‬

‫قلت ‪ :‬ومن أهل العلم من قدم ألفاظ التوكيد المعنوي على المُؤكِّد في سياق كلامه ؛‬

‫ي هذه الأشياء التي هي على ما يستخفون بمنزلة ما يحذفون من‬


‫وتتُججرري‬
‫و‬ ‫قال سيبويه ‪:‬‬
‫في‬

‫ملجقا‬
‫ا‬
‫اللحن‬
‫ضا‬

‫( ‪ ) 1‬ينظر‪ :‬تذكرة الكاتب ص ‪ ، ٤٩‬ولغويات ‪ ،‬وأخطاء لغوية شائعة ص ‪ ، ۱۱۷‬ومعجم أخطاء الكتاب‬
‫لء‬
‫س‬

‫ص ‪ ، ٦١٩‬والكتابة الصحيحة ص ‪ ، ٣٦٥‬ومعجم الأخطاء الشائعة ص ‪ ، ٢٥٢‬ومعجم الأغلاط اللغوية‬


‫المعاصرة ص ‪ ، ٤٧٥‬ومعجم الخطأ والصواب في اللغة ص ‪ ، ٢٥٦‬والقرارات المجمعية ص ‪ ، ٢٧٥‬ومجلة‬
‫مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪ ) ٣٨٢/١٧‬و( ‪. ) ٤٧٦/١٨‬‬

‫( ‪ ) ٢‬حاشية الصبان على شرح الأشموني على ألفية ابن مالك ( ‪. ) ١٢٣/٣‬‬
‫‪. ) ۳۸۲/۱۷‬‬
‫( ‪ ) ۳‬مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪٣٨٢/١٧‬‬
‫( ‪ ) ٤‬مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪. ) ٤٧٦/١٨‬‬

‫‪۱۳۳‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث الثاني‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫نفس الكلام » (‪ ، ) ۱‬وفي موضع آخر‪ « :‬وإذا أضفت إلى شاةٍ ‪ ،‬قلت ‪ :‬شاهي ‪ ،‬تَرُدّ ماهومن‬

‫نفس الحرف ‪ ،‬وهو الهاء » (‪ ، ) ۲‬وقال ابن جني ‪ « :‬فإلحاقه النون كما تلحق النون نفس‬

‫الفعل في ( أكرمني ) » (‪ ، )۳‬وقال الزمخشري في ( الكشاف ) ‪ « :‬كأنه نفس الكذب وعينه »(‪. ) ٤‬‬

‫وقد تبين لك أن تقديم ( النفس ) و ( العين ) على المُؤكِّد جرى على ألسنة‬

‫الفصحاء ‪ ،‬ودرج بينهم بلا نكير‪ ،‬فلو قلت ‪ ( :‬نفس القضية ) أو ( القضية نفسها ) و( نفس‬

‫الدائرة ) أو ( الدائرة نفسها ) فذلك صحيح لا غبار عليه ‪ ،‬ولا شوب فيه ‪.‬‬

‫) )‬
‫دخول ( أل ) على ( غير‬ ‫‪-١١٦‬‬

‫يَعُدُّهُ بعض النحويين من الأخطاء الشائعة ‪ ،‬ومن أمثلته ‪ :‬ما يُدوّن في نصوص‬

‫) ‪ ،‬ووجدته شائعًا في الضبوط القضائية ‪،‬‬


‫الوكالات ‪ ،‬من قولهم ‪ ( :‬وله حق توكيل الغير‬

‫مثل قولهم ‪ ( :‬فلا يصح إقراره على الغير) و( هذه من التصرفات الغير جائزة في النظام ) ‪،‬‬

‫والخلاف في تعريف ( غير) بـ ( أل ) قديم متشعب ‪ ،‬وطويل الذيول ‪ ،‬قال الحريري ‪:‬‬

‫« ويقولون ‪ :‬فعل الغير ذلك ‪ ،‬فيدخلون على ( غير آلة التعريف ‪ ،‬والمحققون من النحويين‬

‫يمنعون إدخال الألف واللام عليه ؛ لأن المقصود في إدخال آلة التعريف على الاسم النكرة ‪،‬‬

‫أن تخصصه بشخص بعينه ‪ ،‬فإذا قيلَ ‪ ( :‬الغير ‪ ،‬اشتملت هذه اللفظة على ما لا يحصى‬

‫( ‪ ) ١‬كتاب سيبويه ( ‪. ) ٢٦٦/١‬‬


‫( ‪ ) ٢‬كتاب سيبويه ( ‪. ) ٣٧٦/٣‬‬
‫( ‪ ) ۳‬الخصائص ( ‪. ) ٣٥/٣‬‬

‫( ‪ ) ٤‬الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل ‪ ،‬للزمخشري ( ‪. ) ٢٦٢/٣‬‬
‫( ‪ ) 5‬ينظر‪ :‬درة الغواص ص ‪ ، ۱۹۹‬وبحر العوام ص ‪ ، ١٠٢‬وخيرالكلام في التقصي عن أغلاط العوام ض ‪، ٤٢‬‬
‫‪ ، ٢٨‬ورد الشارد إلى طريق القواعد ‪ ،‬لجرجي شاهين‬
‫وإصلاح الفاسد من لغة الجرائد ص ‪ ٤‬وص ‪،‬‬
‫ص ‪ ، ١٨‬وحول الغلط والفصيح ص ‪ ، ٢٨‬ومعجم أخطاء الكتاب ص ‪ ، ٤٥٠‬ومعجم الأخطاء الشائعة‬
‫ص ‪ ، ۱۹۰‬وأزاهير الفصحى ص ‪ ، ١٢٥‬وفي أصول اللغة ( ‪ ) ٢٧١/٢‬لعضو مجمع اللغة المصري محمد شوقي‬
‫أمين ‪ ،‬ومصطفى حجازي ‪ ،‬ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪ ، ) ٣٤٠/٣٨‬ومجلة البيان ‪ ،‬لمنشئيها‬
‫إبراهيم اليازجي ‪ ،‬وبشارة زلزل ( ‪ ، ) ٦٦١/١‬ومجلة المنهل ‪ ،‬عدد ‪ ، ٤٦٩‬سنة ‪ ١٤٠٥‬هـ‪ ،‬ص ‪. ١٨١‬‬

‫‪١٣٤‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫لحون المتخاصمين‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫كثرة ‪ ،‬ولم تتعرف بآلة التعريف ‪ ،‬كما أنه لا يتعرف بالإضافة ‪ ،‬فلم يكن لإدخال الألف‬

‫واللام عليه فائدة » (‪ ، )١‬وفي حاشية الصبان ) ‪ « :‬ونقل الشنواني عن السيد ‪ :‬أنه صرحفي‬

‫( حواشي الكشاف ) بأن ( غيرًا ) لا تدخل عليها ( أل ) إلا في كلام المولدين »(‪ ، ) ٢‬وقد سُئل‬

‫اختلفوا في جواز دخـــول‬ ‫اليازجي في ( مجلة البيان ) عن دخول ( أل ) في ( غير) ‪ ،‬فأجاب ‪:‬‬

‫( أل ) على ( غير) ‪ ،‬فمن طالب بالسماع عن العرب لم يجز دخولها ؛ لأنها لم تسمع منهم‬

‫إلا مضافةً ‪ ،‬لفظًا أو معنى ‪ ،‬ومن اكتفى بصحة دخولها في المعنى ‪ ،‬لم يمنعها ‪ ،‬وجعلها معاقبة‬

‫للإضافة ‪ ...‬على أن من المولدين من أطلق دخول ( أل ) على ( غير) و(كل ) و( بعض ) ‪،‬‬

‫بشرط ألا يكنَّ مضافاتٍ في اللفظ ‪ ،‬وأمثلة ذلك حتى في كتب النحاة أنفسهم أكثرمن أن‬

‫تحصى ‪ ،‬ومنهم من أجاز دخولها على ( غير) في حال الإضافة أيضًا ‪ ،‬لكن بشرط أن يكون‬

‫ما أُضيفت إليه صفةً لا موصوفًا حتى تكون ( غير معه بمعنى النفي دون التشخيص ‪،‬‬

‫وحينئذ يجرونها مجرى المضاف اللفظي ‪ ،‬فيلتزمون أن يكون المضاف إليه مقرونا بــ ( أل )‬

‫أيضًا ‪ ،‬فيقال ‪ :‬الرجل الغير الصادق ‪ ،‬ولا يقال ‪ :‬لا تتكلم بالغير الصدق » (‪. )۳‬‬

‫وحاصل كلام اليازجي أن ( غيرًا ) إذا كانت منقطعة عن الإضافة ‪ ،‬مثل قولهم ‪ ( :‬وله‬

‫حق توكيل (الغير فقد استعمل المولدون هذا الأسلوب ‪ ،‬وهو مبثوثُ في كتب النحاة مثل‬

‫سيبويه ‪ ،‬وجاء في كلام للشافعي في ( الرسالة ) ‪ « :‬إذ لم يُؤمر بترك ذلك الغيرالذي وُسع في‬
‫)‪(٤‬‬
‫خلافها » ( ) ‪ ،‬وكلام الشافعي حجةً في اللغة ‪ ،‬لكن الذي يقدح في الاستدلال بكلام الشافعي‬

‫هنا ؛ أنه ورد في بعض طبعات الكتاب ‪ ( :‬لغير الذي وسّع في خلافها ) وهذا مما يدخله‬
‫في‬

‫ملجقا‬
‫ا‬
‫اللحن‬

‫الاحتمال في الاحتجاج به ‪ ،‬أما إذا كانت ( غير منقطعة عن الإضافة ‪ ،‬فيجوزإدخال ( أل )‬


‫ضا‬

‫على ( غير إذا كانت ( غير) وصفًا مضافًا لمعموله‬


‫لء‬
‫س‬

‫( ‪ ) ۱‬درة الغواص ص ‪. ۱۹۹‬‬

‫( ‪ ) ٢‬حاشية الصبان على شرح الأشموني على ألفية ابن مالك ( ‪. ) ٣٦٧/٢‬‬
‫( ‪ ) ۳‬مجلة البيان المصرية ( ‪. ) ٦٦١/١‬‬
‫( ‪ ) ٤‬الرسالة ( ‪. )٢٨٧/٢‬‬

‫‪۱۳۵‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث الثاني‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫والمُختار‪ :‬جوازإدخال ( أل ) على ( غير إذا قُطعت عن الإضافة ‪ ،‬مثل ‪ ( :‬وله‬

‫(‪ ، ) )۱‬ولا يجوزإدخال ( أل ) على ( غير) ‪،‬‬


‫حق توكيل الغير) و( لا يصح إقراره على الغير‬

‫إذا كانت مضافةً ‪ ،‬إلا إذا كانت ( غير) وصفًا مضافا لمعموله ‪ ،‬وبناءً عليه ‪ ،‬لا يجوز أن‬

‫هذه من التصرفات الغير الجائزة في النظام ) ‪ ،‬وأسوأ منه أن تدخل ( أل )‬ ‫يقال ‪:‬‬

‫على المضاف من دون المضاف إليه ‪ ،‬فتقول ‪ ( :‬هذه من التصرفات الغيرجائزة ) وهذا‬

‫الاستعمال بعيد عن قواعد العربية ‪ ،‬والأصح أن تقول ‪ ( :‬هذه من التصرفات غير‬

‫الجائزة في النظام ) ‪.‬‬

‫‪ ١١٧-‬تسلمنا من فلان عشرة آلاف ريال لا غير‬

‫يُخَطَّى ابن هشام الأنصاري استعمال ( لا غير) ويقول ‪ « :‬ويجوزأن يُقطع عنها لفظًا‬

‫إن فهم معناه ‪ ،‬وتقدَّمت عليها كلمة ( ليس ) ‪ ،‬وقولهم ( لا غير) لحن ‪ ،‬ويقال ‪ :‬قبضت‬

‫عشرةً ليس غيرها » ( ‪ ، )۳‬وحُكِيّ هذا القول عن السيرافي ( ‪ ، ) ٤‬وَرَدَّ الدماميني على قول ابن‬

‫هشام فقال ‪ « :‬والعجب أنه رحمه الله يبوح هنا ‪ ،‬بأن هذا التركيب لحن ‪ ،‬ثم يستعمله‬

‫( ‪ ) 1‬من الملح أن الأديب يحبى المعلمي ‪ -‬وهو من كبار الأدباء في بلدنا ‪ -‬رأى عبارةً أنشأتها أمانة مدينة‬
‫الرياض‪ ،‬على بعض الجدران ‪ :‬تسوير أراضي الغير فقال ‪ « :‬قد اشتملت على خطأ لغوي ؛‬
‫إذ أُدخلت أداة التعريف ( أل ) على كلمة ( غير) ‪ ،‬ولم يُؤثر ذلك في كلام العرب الفصحاء على حدّ‬

‫علمي ‪ ،‬بينما ترد كلمة ( غير) مضافة إلى ما تغايره ‪ ،‬فإذا كانت الأمانة تريد أن تقول ‪ :‬إن هذه الأراضي‬
‫مملوكة لغيرها ‪ ،‬فقد كان عليها ‪ ،‬أن تقول ‪ ( :‬تسوير الأراضي المملوكة لغير الأمانة ) أو نحو ذلك ‪ ،‬ومثل‬
‫ذلك ‪ ،‬يقال عن كلمة ( بعض ) و ( كل ) ‪ ،‬فلا تدخل عليها أداة التعريف ‪ ،‬وإنما تضاف إلى المعرف ‪،‬‬

‫وأكثر من هذا التعبير غرابة ‪ ،‬ما نسمعه ونقرأه من قول بعضهم مثلًا ‪ ( :‬إن هذا من الأمور الغير‬
‫مرغوبة ) ‪ ،‬فهو يدخل أداة التعريف على كلمة ( غير) ثم يضيفها إلى ما بعدها ‪ ،‬وهذا غاية في اللكنة أو‬
‫الاستعجام ‪ . » ...‬ينظر‪ :‬مجلة المنهل ‪ ،‬عدد ‪ ، ٤٦٩‬سنة ‪ ١٤٠٥‬هـ ‪ ،‬ص ‪. ١٨٠‬‬
‫( ‪ ) ٢‬ينظر بحر العوام ص ‪ ، ٨٦‬ومعجم أخطاء الكتاب ص ‪ ، ٤٥٠‬ومعجم الخطأ والصواب في اللغة ص ‪، ٢٤٠‬‬
‫ومعجم الصواب اللغوي ص ‪ ٥٨١‬وص ‪ ، ٦٣٣‬ولحن القول ص ‪. ٢٦١‬‬
‫( ‪ ) ۳‬مغني اللبيب ( ‪. ) ٤٥٣/٢‬‬

‫( ‪ ) ٤‬ينظر‪ :‬شرح التسهيل ( ‪ ، ) ٢٣٦/٢‬وهمع الهوامع ( ‪. ) ٢٨٠/٣‬‬

‫‪١٣٦‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫لحون المتخاصمين‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫في كثير من كلامه في هذا الكتاب ‪ ،‬كما ستقف عليه » (‪ ، )١‬وقد صحّحَ استعمال ( لا غير)‬

‫القاموس ) ‪ « :‬وقولهم ( لا غير)‬ ‫ابنُ مالك (‪ ، )٢‬وابن الحاجب ( ‪ ، )۳‬والرضي ( ‪ ، )٤‬قال صاحب‬

‫لحن ‪ ،‬وهو غير جيد ( ‪ ) ٥‬؛ لأنه مسموع في قول الشاعر‪:‬‬

‫لَعَنْ عَمَلٍ أَسْلَفت لاغيرتسأل » (‪)١‬‬ ‫جوابا به تنجو اعتمد فَوَرَبِّنا‬

‫ومما تقدم ‪ :‬يظهر لك صحة الاستعمال في سَنَد القبض ‪ ( :‬تسلمنا من فلان عشرة‬

‫آلاف ريال لا غير ولو قلت ‪ ( :‬ليس غير) فجائز أيضًا ‪.‬‬

‫تسلمنا من فلان عشرة آلاف ريال فقط لا‬ ‫ومما يتصل بهذا الباب قول بعضهم ‪:‬‬

‫‪ ،‬والاكتفاء بأحدهما أولى ‪.‬‬


‫غير) فلفظتا ( فقط ) و ( لا غير كل منهما يقوم مقام الآخر‬

‫وفائدة أخرى ‪ ،‬وهي أن المشهورفي ( لا غير) البناء على الضم ‪ ،‬كما يقولـه البصريون ؛‬
‫)‪(۷‬‬
‫لأنه مقطوع عن الإضافة (‪ ، )٧‬ويصح بناء ( لا غيّر) على الفتح ‪ ،‬على رأي الكوفيين ؛ لأن‬

‫( لا ) عندهم لنفي الجنس (‪. )۸‬‬


‫في‬
‫اللحن‬
‫مجا‬
‫القضاء‬

‫( ‪ ) ۱‬شرح الدماميني على مغني اللبيب لابن أبي بكر الدماميني ( ‪. ) ٧٠/٢‬‬
‫لس‬

‫( ‪ ) 2‬ينظر‪ :‬شرح الكافية الشافية ( ‪. ) ٩٦٣/٢‬‬


‫( ‪ ) ۳‬ينظر‪ :‬شرح الرضي على كافية ابن الحاجب ( ‪. ) ۱۷۰/۳‬‬
‫( ‪ ) ٤‬ينظر‪ :‬السابق ‪.‬‬
‫( ‪ ) ٥‬أي ‪ :‬الحكم بتخطئة ( لا غير) قولُ غير جيد ‪.‬‬
‫( ‪ ) ٦‬القاموس المحيط ص ‪. ٤٥٣‬‬
‫( ‪ ) ۷‬ينظر‪ :‬شرح الكافية الشافية ( ‪. )٩٦٣/٢‬‬
‫( ‪ ) ۸‬ينظر‪ :‬شرح الرضي على كافية ابن الحاجب ( ‪. ) ۱۷۰/۳‬‬

‫‪۱۳۷‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث الثاني‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫‪ -۱۱۸-‬دخول ( أل ) على ( بعض ) و ( كل )‬


‫لل‬
‫مرَّ معنا قريبًا ‪ ،‬جوازدخول ( أل ) على ( غير) ‪ ،‬والكلام في ( بعض ) و( كل ) مثل الكلام‬

‫قلت للأصمعي ‪ :‬رأيت في كتاب‬ ‫في ( غير) ‪ ،‬فأكثرالنحاة على عدم صحته ؛ قال أبو حاتم ‪:‬‬

‫‪ ،‬ولكن أخذ البعض خير من ترك الكل ) فأنكره أشد الإنكار‪،‬‬


‫العمل كثير‬ ‫ابن المقفع ‪:‬‬

‫وقال ‪ :‬الألف واللام ‪ ،‬لا يدخلان في ( بعض ) و ( كل ) ؛ لأنهما معرفة بغير ألف ولام ‪ ...‬قال‬

‫أبو حاتم ‪ :‬وقد استعمل الناس الألف واللام في ( كل ) و( بعض ) حتى سيبويه والأخفش‬

‫في كتابيهما ؛ لقلة علمهما بهذا النحو‪ ،‬فاجتنب ذلك ؛ فإنه ليس من كلام العرب » (‪، )٢‬‬

‫وكان ابن درستويه ‪ ،‬يجوز دخول الألف واللام على ( كل ) و( بعض ) مع مخالفة جميع‬

‫نحاة عصره له ‪ ،‬وجاء في شعر المرقش الأصغر ‪ -‬وهو جاهلي ‪: -‬‬

‫يُطاعِنُ بعض القوم والبعض طوحوا (‪)۳‬‬ ‫شَهِدْتُ به عن غارة مُسْبَطرَةِ‬

‫وقال الجوهري ‪ « :‬و( كلُّ ) و( بعض ) معرفتان ‪ ،‬ولم يجيء عن العرب بالألف واللام ‪،‬‬

‫)‪.‬‬ ‫وهو جائز؛ لأن فيهما معنى الإضافةِ أضَفْتَ أم لم تُضِف‬

‫والذي يترجح ‪ :‬صحة دخول ( أل ) على ( بعض ) و (كل ) قياسًا وسماعا ‪.‬‬

‫( ‪ ) 1‬ينظر‪ :‬أساليب العرب في صناعة الإنشاء ص ‪ ، ٦٢‬ومعجم أخطاء الكتاب ص ‪ ٥٥‬وص ‪ ، ٥٢٦‬ومعجم الأخطاء‬
‫الشائعة ص ‪ ، ٢٢١‬وأزاهير الفصحى ص ‪ ، ١٢٤‬والأخطاء اللغوية الشائعة على ألسنة الكتاب والأدباء‬
‫والإذاعيين ص ‪ ، ٨‬ومعجميات ص ‪ ، ١٣٦‬والاستدراك على كتـاب قل ولا تقل ص ‪ ، ٧٤‬ومقالات الطناحي‬
‫( ‪ ، ) ٢٠٤/١‬ومصطفى جواد وجهوده اللغوية ‪ ،‬لمحمد البكاء ص ‪ ، ١٥٧‬ومعجم الشوارد النحوية والفوائد‬
‫اللغوية ‪ ،‬لمحمد محمد حسن شراب ص ‪ ، ٤٧٦‬ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪. )٧٨٦/٥٨‬‬
‫( ‪ ) ٢‬تاج العروس ( ‪. ) ٢٤٣/١٨‬‬
‫( ‪ ) ۳‬جمهرة أشعار العرب ‪ ،‬لمحمد بن الخطاب القرشي ص ‪. ٢٠١‬‬

‫( ‪ ) ٤‬الصحاح ( ‪. ) ١٨١٢/٥‬‬

‫‪۱۳۸‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫لحون المتخاصمين‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫أطلب إلزام المدعى عليه أن يعوضني كافة الأضرار‬ ‫‪-119‬‬


‫)‪(1‬‬
‫التي لحقت بي‬

‫المشهور عدم دخول ( أل ) على ( كافة ) وتأتي منصوبةً على الحال ‪ ،‬ولا تأتي مضافة‬
‫)‪(٢‬‬
‫إلى غيرها ‪ ،‬وهذا رأي ابن هشام ( ‪ ، ) ۲‬والحريري ( ‪ ، ) ۳‬وصاحب ( القاموس المحيط ) (‪ ،)4‬ومن‬

‫‪ ،‬وحجتهم أن ( كافة ) لــم‬


‫‪ ،‬وداغر‪ ،‬وأبو السعود ‪ ،‬وغيرهم كثير‬
‫المتأخرين ‪ :‬إبراهيم المنذر‬

‫تُستعمل في العربية إلا منصوبةً على الحال ؛ استنادًا إلى نصوص القرآن والسنة وكلام‬

‫وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا ﴾ [ سبأ ‪. ] ٢٨ :‬‬ ‫الأولين ؛ قال تعالى ‪:‬‬

‫وقد ردّ الشهاب الخفاجي على هذا القول ردًّا بينا شافيًا ‪ ،‬ومما قاله ‪ « :‬والظاهر الجواز؛‬

‫لأنا لو اقتصرنا في الألفاظ على ما استعملته العرب العاربة والمستعربة ‪ ،‬حجرنا الواسع ‪ ،‬وعسر‬

‫التكلم بالعربية على مَنْ بَعْدَهم ‪ ،‬ولمَّا لَمْ يخرج عما وضع له ‪ ،‬فهو حقيقة ‪ ،‬والذي يشهد له‬

‫العقل السليم أنه لا محيد عما قلناه إلا لمكابر ومعاند ‪ ،‬على أنه ورد في كلام البلغاء على خلاف‬

‫ما ادعوه ‪ ،‬كما في كتاب عمر بن الخطاب ارلضلعهنه لآل بني كاكلة ‪ ،‬فإن فيه ‪ ( :‬قد جعلت هكذا‬

‫لآل بني كاكلة على كافة بيت المسلمين لكل عام مئتي مثقال عينًا ذهبا إبريزا » ) ‪ ،‬وقد أقر‬

‫هذا الكتاب الصحابي علي بن أبي طالب راضللهعنه بعدما آلت الخلافة إليه ‪.‬‬

‫( ‪ ) 1‬ينظر درة الغواص مع شرحه ص ‪ ، ٢٠٠‬ولف القماط ص ‪ ، ١٣٤‬وأسئلة إلى مجلة ( البيان ) و( الضياء )‬
‫وأجوبة الشيخ إبراهيم اليازجي عليها ص ‪ ، ١١٢‬وتذكرة الكاتب ص ‪ ، ١٤١‬ونظرات في اللغة والأدب‬
‫ص ‪ ، ٥٥‬وفي التراث العربي ص ‪ ، ٢٩٥‬ومعجم الأخطاء الشائعة ص ‪ ، ۲۱۸‬وأشتات في الأدب واللغة‬
‫في‬

‫ملجقا‬
‫ا‬
‫اللحن‬

‫ص ‪ ، ٢٠١‬وأزاهير الفصحى ص ‪ ، ۱۱۸‬ومعجم الخطأ والصواب في اللغة ص ‪ ، ۲۳۱‬والأخطاء اللغوية‬


‫لء‬‫ضا‬

‫الشائعة على ألسنة الكتاب والأدباء والإذاعيين ص ‪ ، ٤٩‬وأخطاء ألفناها ص ‪ ، ١٣٧‬ونحو وعــي لـغـوي‬
‫س‬

‫اللغة‬
‫ص ‪ ، ۱۹۹‬ومعجم الشوارد النحوية ص ‪ ، ٤٤٥‬والقرارات المجمعية ص ‪ ، ٢٦٧‬ومجلة مجمع‬
‫العربية بدمشق ( ‪ ، ) ٤٥٠/١٨‬ومجلة مجمع اللغة العربية الأردني ( ‪ ) ٨٩/٣٥‬و( ‪. ) ١٦٩/٧٠‬‬
‫( ‪ ) ٢‬ينظر‪ :‬مغني اللبيب ( ‪. ) ١٤٦/٥‬‬
‫( ‪ ) ۳‬ينظر‪ :‬درة الغواص ص ‪. ٢٠٠‬‬
‫( ‪ ) ٤‬ص ‪. ٨٤٩‬‬
‫( ‪ ) ٥‬درة الغواص وشرحه ص ‪. ٢٠٢‬‬

‫‪۱۳۹‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث الثاني‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫قلت ‪ :‬كفى باستعمال عمر رحمه الله (كافة ) مضافة إلى غير العقلاء ‪ ،‬تصحيحا لمن‬

‫أنكره ‪ ،‬قال الجوهري في ( الصحاح ) ‪ « :‬والكافّة ‪ :‬الجميع من الناس » ) ‪.‬‬

‫وقد أجاز هذا الاستعمال من المعاصرين ‪ :‬اليازجي ‪ ،‬ومصطفى جواد والغلاييني‬

‫والنجار‪ ،‬والعدناني ‪ ،‬والسامرائي ‪ ،‬وقدَّمَ العلامة عبد السلام هارون بحثًا في هذا الاستعمال‬

‫‪し‬‬
‫إلى مجمع اللغة العربية بالقاهرة انتهى فيه إلى إجازة استعمال ( كافة ) في الحال ‪ ،‬ومُعَرَّفة‬

‫ولغير العاقل ‪ ،‬ومسبوقة بحرف الجر ) ‪ ،‬وأجيزمن المجمع ‪.‬‬

‫ولذلك يجوز أن تقول ‪ ( :‬أطلب إلزامه تعويضي عن كافة الأضرار) ‪ ،‬وكذلك يجوز‪ ( :‬وما جاء‬

‫في لائحة الاعتراض مردود بأن الحكم الصادر بإلغاء القرار الإداري يسري في مواجهة الكافة ) ‪.‬‬

‫فلماذا تكون الأتعاب على موكلي وحده من دون‬ ‫‪-١٢٠‬‬

‫سائر الشركاء‬

‫أهل اللغة مختلفون في استعمال ( سائر) بمعنى الجميع ‪ ،‬فمن قائل ‪ :‬إن ( سائر)‬

‫تكون بمعنى الباقي ‪ ،‬ولا يصح أن تكون بمعنى الجميع ‪ ،‬ومنهم ‪ :‬الحريري ( ‪ ، ) ٤‬والشهاب‬

‫) ‪. (١٤٢٢/٤ ) ( 1‬‬
‫( ‪ ) ٢‬الألفاظ والأساليب ( ‪. ) ۷۰/۳‬‬

‫( ‪ ) ۳‬ينظر‪ :‬درة الغواص وشرحه ص ‪ ، ٤٧‬والمزهرفي علوم اللغة وأنواعها ( ‪ ، ) ١٣٦/١‬وبحر العوام ص ‪، ٥٦‬‬
‫وخير الكلام ص ‪ ، ٣٤‬ودقائق العربية ص ‪ ، ١٢٠‬والكتابة الصحيحة ص ‪ ، ١٤٩‬ومعجم الأخطاء الشائعة‬
‫ص ‪ ، ١٢٥‬والأخطاء اللغوية الشائعة على ألسنة الكتاب والأدباء والإذاعيين ص ‪ ، ٢٦‬ومقالات محمود‬
‫الطناحي ( ‪ ، ) ٦٥٩/٢‬ومعجم الخطأ والصواب في اللغة ص ‪ ، ١٦٣‬ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق‬
‫( ‪ ) ٣٨٩/٥٤‬وهو بحث للزعبلاوي فيه رد على مصطفى جواد ؛ لكونه خطّأ ابن جني في استعمال‬
‫( بقية ) بمعنى الباقي الأكثر‪ ،‬والصواب عند جواد استعمال ( سائر) في هذا الموضع بدلًا من ( بقية )‬
‫إذا أريد الباقي الأكثر‪ ،‬فليراجع لنفاسته ‪.‬‬
‫( ‪ ) ٤‬ينظر‪ :‬درة الغواص وشرحه ص ‪. ٤٧‬‬

‫‪12.‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫لحون المتخاصمين‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫الخفاجي (‪ ، ) ۱‬والألوسي (‪ ، ) ٢‬وحكاه الأزهري والفيومي اتفاقًا بين أهل اللغة (‪ ، )۳‬بل إن‬

‫الحريري عدَّ استعمال ( سائر) بمعنى الجميع من الأوهام الفاضحة ‪ ،‬والأغلاط الواضحة ‪،‬‬

‫وممن ربَّحَ هذا الرأي من المعاصرين ‪ :‬مصطفى جواد وزهدي جارالله ‪ ،‬وأمين آل ناصر‬

‫الدين الذي قال ‪ « :‬يقول أكثر كتاب العصر‪ ( :‬هذا أمر يعلمه سائر الناس ) يريدون‬

‫جميع الناس ‪ ،‬وهذا خطأ ؛ لأن هذه اللفظة معناها بقية ‪ ،‬يقال ‪ :‬أعطني من هذه الدنانير‬

‫دينارًا ‪ ،‬وخذ سائرها ) أي ‪ :‬بقيتها » (‪. )٤‬‬

‫وأجازاستعمال ( سائر) بمعنى الجميع عدد لا بأس به من أهل اللغة ‪ ،‬منهم أبو‬

‫علي الفارسي ( ‪ ، ) ٥‬والجوهري (‪ ، ) ٦‬وابن برّي (‪ ،)٧‬وابن الحنبلي الحلبي (‪ ،)۸‬واستدلوا بأبيات ‪،‬‬

‫منها بيت ابن الرقاع ‪:‬‬

‫تُوفِّيَ فَلْيُغفَرْله سائرُ الذَنْب(‪)۱‬‬ ‫وحُجْرًا وزيَّانًا وإنْ يكُ مُلْقِ‬

‫وناقش الخفاجي الأبيات التي استدل بها الفريق المجيز‪ ،‬بقوله ‪ « :‬أو لأنه لا مانع من كون‬

‫الباقي جميعًا باعتبارآخر‪ ،‬لكونه جميع ما بقي أو تُرك ونحوه ‪ ،‬فتُجُوزَ به عن مطلق الجميع » ( ‪. )۱‬‬

‫والذي يظهر ‪ -‬والله أعلم ‪ -‬صحة استعمال ( سائر) بمعنى الجميع ‪ ،‬أو البقية‬

‫القليلة أو الكثيرة ‪.‬‬

‫( ‪ ) ۱‬السابق ‪.‬‬

‫( ‪ ) ٢‬ينظر‪ :‬كشف الطرة عن الغرة ص ‪. ٢٥٧‬‬


‫( ‪ ) ۳‬ينظر‪ :‬تهذيب اللغة ( ‪ ، ) ٤۷/۱۳‬والمصباح المنيرص ‪. ١١٤‬‬
‫في‬
‫اللحن‬
‫القضاء‬
‫مجالس‬

‫( ‪ ) ٤‬دقائق العربية ص ‪.١٢٠‬‬

‫‪ :‬إيضاح شواهد الإيضاح ‪ ،‬لأبي علي القيسي ص ‪ ، ۲۵۹‬والحاشية على درة الغواص ‪ ،‬لابن بري‬
‫( ‪ ) ٥‬ينظر‬
‫ص ‪ ، ٧٣٠‬وتاج العروس ( ‪. ) ٤٨٦/١١‬‬
‫( ‪ ) ٦‬ينظر‪ :‬الصحاح ( ‪. ) ٦٩٢/٢‬‬
‫( ‪ ) ۷‬ينظر‪ :‬الحاشية على درة الغواص ص ‪.۷۳۰‬‬
‫( ‪ ) ۸‬ينظر‪ :‬بحر العوام ص ‪. ٥٦‬‬
‫( ‪ ) ۹‬تهذيب الأسماء واللغات ( ‪. ) ١٤١/٣‬‬
‫( ‪ ) ۱۰‬درة الغواص وشرحه ص ‪. ٤٩‬‬

‫‪١٤١‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث الثاني‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫أجور الأتعاب ) ‪ ،‬فحذف المضاف‪،‬‬ ‫أما لفظ ( الأتعاب ) الوارد في العبارة ‪ ،‬فأصله‬

‫واستغني عنه بالمضاف إليه ‪ ،‬وفي جمع المصدر مقال ‪ ،‬لكن مثل هذا مما يمكن استثناؤه ؛‬

‫إذ يجوز جمعه إذا تعدد ‪.‬‬

‫‪ ١٢١-‬وقد وافق مورث المدعى عليهم بالذهاب مع‬


‫)‪(1‬‬
‫مورثنا سويّةً إلى مكتب المحاسبة‬

‫من الأخطاء الشائعة ورود ( سويَّة ) بمعنى المصاحبة ‪ ،‬فالسويَّة تأتي على وجهين ‪:‬‬

‫‪ :‬اسم مصدر كالبلية والرزيَّة‬


‫أحدهما ‪ :‬مؤنث السوي ‪ ،‬وهو الخالي من العيب ‪ ،‬والآخر‬

‫هي بمعنى المساواة والاستواء والتساوي ‪ ،‬وفي ( أساس البلاغة ) ‪ « :‬وهما على سوية‬

‫من الأمر وسواء ‪ ،‬وفيه النَّصفة والسويَّة » ) ‪ ،‬وأرباب اللغة والفصاحة مطبقون على‬

‫أن ( سويَّة ) لا تأتي بمعنى المصاحبة ‪ ،‬غير أن مجمع اللغة المصري أجاز هذا الاستعمال‬

‫بتأويلات فيها تعسّف ‪.‬‬

‫والصحيح أن تقول ‪ ( :‬وقد وافق المدعى عليهم بالذهاب مع مورثنا معا إلى‬

‫مكتب المحاسبة ) ‪ ،‬وكذلك يصح هذا الاستعمال الذي اطلعت عليه في أحد الأحكام‬

‫القضائية ‪ ( :‬وأفهمت المدعى عليها بأن عليها ثمن المبلغ المحكوم به ‪ ،‬وعلى المدعى‬

‫عليهما الآخرين الباقي منه بالسويَّة ) ؛ لأن السويَّة في هذه العبارة ‪ ،‬بمعنى المساواة ‪،‬‬

‫وليس المصاحبة‪.‬‬

‫( ‪ ) 1‬ينظر لغة الجرائد ص ‪ ، ٢٠‬وقل ولا تقل ( ‪ ، ) ١٣٢/١‬وتذكرة الكاتب ص ‪ ، ٣٦‬ومعجم الأخطاء الشائعة‬
‫ص ‪ ، ١٢٥‬وكبوات اليراع ص ‪ ، ۳۹۷‬ومقالات في أخطاء لغوية شائعة ص ‪ ، ٢١٥‬ومعجم الخطأ والصواب‬
‫في اللغة ص ‪ ، ٣١٥‬وأخطاء ألفناها ص ‪ ، ٨٦‬والقرارات المجمعية ص ‪ ، ۱۷۲‬ومجلة مجمع اللغة العربية‬
‫بالقاهرة ( ‪. ) ١٥٤/١‬‬
‫) ‪. ( ٤٨٥/١ ) ( ٢‬‬

‫‪١٤٢‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫لحون المتخاصمين‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫‪ - ١٢٢‬وقُدِّرت أعمال الدهان فقط بمبلغ قدره سبعون‬

‫ألف ريال ‪.‬‬

‫( فقط ) مركبة من ( الفاء ) و( قط ) ‪ ،‬على ثلاثة معانٍ ‪ ،‬أشهرها ‪ :‬معنى الظرفية‬

‫لاستغراق ما مضى من الزمان ‪ ،‬ومما رأيته في بعض الضبوط‪ ،‬قولهم ‪ ( :‬وقدرت أعمال‬

‫الدهان فقط بمبلغ قدره سبعون ألف ريال ) ‪ ،‬واستعمال ( فقط ) في هذا الموضع خطأً‬

‫شنيع ‪ ،‬والصحيح أن تتأخر في الجملة ‪ ،‬قال أبو تراب الظاهري ‪ « :‬ولكن وجود الفاءفي‬

‫( فقط ) يوجب سبق الكلام عليها ‪ ،‬كما هو المسموع من كلام العرب ‪ ،‬ولم يحك عنها‬

‫استعمالها في غير أعقاب الكلام » (‪. )۱‬‬

‫وحاصل الكلام أن يقال ‪ ( :‬وقدرت أعمال الدهان بمبلغ قدره سبعون ألف ريال فقط ) ‪.‬‬

‫‪ ١٢٣-‬ما فعلته أبدًا‬

‫( أبدًا ) ظرف زمان للتأكيد في المستقبل نفيًا أو إثباتًا ( ‪ ، ) ۳‬ويخطّى الحريري في ( درة‬

‫الغواص ) (‪ )٤‬هذا الاستعمال ؛ لأنه لا يصح دخول فعل ماض على ظرف يفيد الاستقبال‬

‫لن أفعل ذلك أبدًا ) ‪ ،‬وفي محكم‬ ‫مما يؤدي إلى التناقض ‪ ،‬وصحيح الاستعمال أن تقول ‪:‬‬

‫التنزيل ‪ ﴿ :‬وَلَن تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا ﴾ [ الكهف ‪. ] ٢٠ :‬‬


‫في‬
‫اللحن‬
‫مجا‬
‫القضاء‬

‫( ‪ ) ۱‬لجام الأقلام ص ‪. ١٢٠‬‬


‫لس‬

‫( ‪ ) ٢‬ينظر‪ :‬درة الغواص وشرحه ص ‪ ، ٩٧‬ودفع الأوهام ص ‪ ، ٤٥‬وحول الغلط والفصيح ص ‪ ،٣٥‬ومعجم‬
‫أخطاء الكتاب ص ‪ ١‬وص ‪ ، ٤٩٨‬ومقالات في أخطاء لغوية شائعة ص ‪ ، ۸۰‬ومعجم الخطأ والصواب في‬
‫اللغة ص ‪ ، ٢٨٠‬ومعجم الصواب اللغوي ص ‪ ، ٥‬والقرارات المجمعية ص ‪ ، ١٧٥‬وقرارات مجمع اللغة‬

‫العربية بدمشق في الألفاظ والأساليب ( ‪ ، ) ۲۸/۱‬ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪، ) ١٧٤/١‬‬
‫ومجلة لغة العرب ( ‪. ) ۸۳۷/۷‬‬

‫( ‪ ) ۳‬ينظر‪ :‬مغني اللبيب ( ‪ ، ) ٤١٠/٢‬وهمع الهوامع ( ‪. ) ٢١١/٣‬‬


‫( ‪ ) ٤‬ص ‪. ٩٧‬‬

‫‪١٤٣‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث الثاني‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫وجاء عند بعض العرب استعمال ( أبدًا ) بدلًا من ( قط ) فيجوز دخول الفعل‬

‫الماضي على ( أبدًا ) ‪ ،‬قال العلامة اللغوي جواد ‪ « :‬ولا مانع من استعمالها بدلًا من قط ‪،‬‬

‫كما في قول أبي الهندي ‪:‬‬

‫فيكَ الشَّمولُ لما حَرَّمْتَها أَبَدَا (‪)١‬‬ ‫أبا الوليد أما والله لو عَملَتْ‬

‫أي ‪ :‬لما حرَّمتها قط » ( ‪. )٢‬‬

‫والذي يظهر أنه يقال في ( أبدًا ) عكس ما قيل في ( قط ) فإن الشائع استعمال ( أبدًا )‬

‫للمستقبل ‪ ،‬فتقول ‪ ( :‬لن أفعل ذلك أبدًا ) لكنه استعمل في الماضي ‪ ،‬وهو قليل ‪ ،‬وقد‬

‫أجاز مجمعا اللغة العربية في القاهرة ودمشق هذا الاستعمال ‪ ،‬ومما جاء في قرار المجمع‬

‫القاهري ‪ « :‬واللجنة ترى جواز الاستعمال العصري ؛ فقد أثبتت اللغة من معاني ( الأبد )‬

‫الدهر مطلقًا ‪ ،‬أو الدهر القديم أو الطويل ‪ ،‬وورود ( الأبد ) في الشعر المستشهد به بمعنى‬

‫الزمن الماضي ‪ ،‬ووروده بهذا المعنى في المثل السائر‪ ( :‬طال الأبد على لبد ) وكذلك ورد‬

‫( الأبد ) ظرفًا منكرًا لتأكيد الماضي المنفي ‪ ،‬في قول المتنبي ‪:‬‬

‫أبدا وظنّي أنه لا يخلُقُ (‪) ٤( )۳‬‬ ‫لم يَخْلُق الرحمن مثل محمد‬

‫‪ ١٢٤-‬والمدعى عليه إذا كان جادًا في تسليم العين المؤجرة ‪،‬‬

‫ي نهاية العقد‬
‫فليلتزم على الأقل بإخلائها ف ‪..‬‬

‫ومثله جزء من حكم قضائي اطلعت عليه ‪ ،‬وفيه ( يُعْلَنُ ملخص هذا الحكم بعــد‬

‫اكتسابه للقطعية مرتين على الأقل ‪ ،‬ويكون كل إعلان في صحيفتين على الأقل من الصحف‬

‫( ‪ ) ۱‬الكامل ( ‪. ) ٩٣٨/٢‬‬
‫( ‪ ) ٢‬مجلة لغة العرب ( ‪. ) ۸۳۸/۷‬‬
‫( ‪ ) ۳‬ديوان المتبني بشرح العكبري ( ‪ ، ) ۳۳۹/۲‬والبيت فيه غلو ومجازفة وسوء أدب ‪.‬‬
‫( ‪ ) ٤‬القرارات المجمعية ص ‪. ١٧٥‬‬

‫( ‪ ) 5‬ينظر‪ :‬قل لا تقل ( ‪ ، ) ١٠٣/١‬ودراسات في فلسفة النحو والصرف واللغة والرسم ص ‪ ، ١٣٣‬ومجلة لغة‬
‫العرب ( ‪. ) ٢٠٣/٣‬‬

‫‪١٤٤‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫لحون المتخاصمين‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫السعودية واسعة الانتشار ‪ ،‬ويرى الكرملي أن استعمال ( على الأقل ) من التعبيرالإفرنجي ‪،‬‬

‫ويقول ‪ « :‬كل ذلك حديث الاستعمال ‪ ،‬غريب النشأة دخيل في اللغة الفصحى ‪ ،‬فهم‬

‫يقولون مثلًا ‪ ( :‬يجب على الأقل أن نفعله أو لا نفعله ) ‪ ،‬أمـا بلـغاء العرب فقد قالوا في معنى‬

‫هذا التركيب ‪ ( :‬لا أقل من أن نفعل كذا قال الجاحظ في الرسالة العاشرة في بيان مذاهب‬

‫الشيعة ‪ « :‬وكما أن زلته ( أي زلة العالم ) ليست كزلة غيره ‪ ،‬فلا أقل من أن نعده ‪. ) » ) ...‬‬

‫وخَطَّأ هذا الأسلوب مصطفى جواد كذلك ؛ إذ يرى أن الصحيح من حيث التركيب‬

‫مجيء (في ) ‪ ،‬وليس ( عن ) ‪ ،‬ونيابة حروف الجر بعضها عن بعض نادرة ‪ ،‬وليست قياسية ‪،‬‬

‫فلا تقل ‪ ( :‬دخلت على الدار) بمعنى ( دخلت فيها ) ‪ ،‬ولا تقل ( شرعت على العمل ) بمعنى‬

‫نيابة حروف الجر) يدفع العبث عن هذه اللغة (‪ )۳‬؛‬ ‫( شرعت في الأمر‬
‫) ( ) ‪ ،‬ورأي جواد في‬

‫ولذلك المتعين أن تقول ‪ ( :‬والمدعى عليه إذا كان جادًا في تسليم العين المؤجرة ‪ ،‬فليلتزم في‬

‫الأقل بإخلائه في نهاية العقد ) ‪.‬‬

‫ومثله كذلك قولهم ‪ ( :‬على الأعم ) و( على الأغلب ) و ( على الغالب ) وصحيحه أن‬

‫تقول ‪ ( :‬في الأعم) و ( في الأغلب ) و( في الغالب ) ‪ ،‬وقد نقل مصطفى جواد عن التنوخي‬

‫قوله ‪ « :‬فإني في الأقل ربما كتبت شيئًا أعلم أنه موجودفي الدفاتر » (‪ ،) ٤‬ولم أجده بهذا‬

‫اللفظ ‪ ،‬والذي وجدته قول التنوخي ‪ « :‬فإني في الأول ربما كتبت شيئًا ‪ » ...‬وسياق الكلام‬

‫يؤيده ‪ ،‬فلا يصلح الاستشهاد بما نقله جواد عن التنوخي ‪ ،‬ومما يصح الاستشهاد به‬

‫قول أبي حيان التوحيدي ‪ ... « :‬لأن الإنسان بالطبيعة أكثر منه بغيرها ‪ ،‬في الأعم الأغلب‬

‫والشائع الأشمل » ) ‪ ،‬ولم يقل ( على الأعم الأغلب ) ‪.‬‬


‫في‬
‫اللحن‬
‫ملجقا‬
‫ضا‬ ‫ا‬
‫لء‬

‫( ‪ ) ۱‬مجلة لغة العرب ( ‪. )٢٠٣/٣‬‬


‫س‬

‫( ‪ ) ٢‬ينظر‪ :‬قل ولا تقل ( ‪. ) ١٠٣/١‬‬


‫( ‪ ) ۳‬يقول اليازجي ‪ « :‬واعلم أن هذا الباب ‪ ،‬أي باب التعدية بالحرف هو من أدق الأبواب ‪ ،‬فطالما ترى الكتاب‬
‫يغلطون فيه ‪ ،‬فيبدلون بين حرف وآخر على غير هدى ‪ ،‬وربما عُدي فعل بحرفين أو أكثر على اعتبارات‬
‫هناك ‪ ،‬فخلطوا بينهما ‪ ،‬فما لبث أن جاء المعنى مختلطا » الشدياق واليازجي ‪ ،‬لأنطنيوس شبلي ص ‪. ١٢٣‬‬
‫( ‪ ) ٤‬نشوار المحاضرة ‪ ،‬وأخبارالمذاكرة ( ‪. ) ١٣/١‬‬
‫( ‪ ) ٥‬المقابسات ص ‪. ٢٢٦‬‬

‫‪١٤٥‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث الثاني‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫‪ ١٢٥-‬ولا يـريـد المدعى عليه أن ينفق على موكلتي‬

‫بالرغم من أن راتبه ‪...‬‬

‫في ( الأساس ) ‪ « :‬رغم ‪ :‬ألقاه في الرّغام في التراب ‪ ،‬ومن المجاز‪ :‬ألصقه بالرغــام إذا‬

‫أذلَّه وأهانه ‪ ،‬ومنه رَغَمَ أنفه ‪ ،‬ورَغِمَ » (‪ ، )٢‬وعلى رأي كثيرين من النقاد ‪ :‬كاليازجي ‪ ،‬وداغر‬

‫والهلالي ‪ ،‬وزهدي جار الله ‪ ،‬لا يجوز استعمال ( رُغْمَ ) في هذه الجملة ؛ لأنه لا معنى للرغم‬

‫هنا ؛ قال الهلالي ‪ « :‬فخفض الأنف وإلصاقه بالتراب ‪ ،‬وإذلاله ضـد شـمـوخـه وهـو رفعـه ‪،‬‬

‫فلذلك يعبر برغم الأنف عن الذلة والإهانة والقسر والإكراه ‪ ،‬وبشموخ الأنف عن الرفعة‬

‫والتكبر‪ ،‬أما قوله ‪ :‬حضر الاحتفال برغم كثرة أشغاله مثلًا‪ ،‬فهو استعمال فاسد مأخوذُ‬
‫من الترجمة الفاسدة لكلمة ( ‪ ، ) onsgite‬وفي كل من الفرنسية والألمانية كلمة تشبه هذه‬

‫الكلمة في المعنى ‪ ،‬والاستعمال العربي الصحيح أن يقال ‪ :‬فلان حضر الاحتفال مع كثرة‬

‫أشغاله ‪ ،‬أو مع كونه مريضًا » (‪. )۳‬‬

‫ومثله قولنا ‪ -‬نحن القضاة ‪ ( : -‬ولم يحضر المدعى عليه رغم إبلاغه بموعد هذه‬

‫لا مانع لدى موكلي من أداء اليمين ‪ ،‬على‬ ‫الجلسة ) ‪ ،‬واطلعت كذلك على قول بعضهم ‪:‬‬

‫الرَّغم من أنه حلف في القضية المنقوضة ) ‪ ،‬ويرى الزعبلاوي أنَّ التعبير صحيح فصيح‬

‫مجازا ‪ ،‬والمجاز لا يحده سماع ما دام أنه جار على اللسان المألوف في العربية ‪ ،‬ولا يضره‬

‫أن يُنقل عن اللغات الأجنبية ‪ ،‬وعلى رأي الأكثرين ‪ :‬فيجب أن تقول في الأمثلة السابقة ‪:‬‬

‫( ‪ ) 1‬ينظر لغة الجرائد ص ‪ ، ٥٦‬وتذكرة الكاتب ص ‪ ، ۸۷‬وقل ولا تقل ( ‪ ، ) ١٤٠/١‬ودراسات في فلسفة النحو‬
‫والصرف واللغة والرسم ص ‪ ، ١٠٦‬وحول الغلط والفصيح ص ‪ ، ٢٤‬ومعجم أخطاء الكتاب ص ‪، ٢٣٣‬‬
‫ومعجم الأغلاط اللغوية المعاصرة ص ‪ ، ٢٦٥‬وتقويم اللسانين ص ‪ ، ۹۳‬وأزاهير الفصحى ص ‪، ٥٧‬‬
‫والأخطاء اللغوية الشائعة على ألسنة الكتاب والأدباء والإذاعيين ص ‪ ، ٢٤‬ونحو إتقان الكتابة‬
‫العلمية باللغة العربية ص ‪ ، ٢٦‬وفي أصول الكلمات ‪ ،‬لمحمد يعقوب تركستاني ص ‪ ،٢٥٣‬والقرارات‬
‫المجمعية ص ‪ ،١٠٢‬ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪ ) ١٥٩/١٩‬و ( ‪ ، ) ٤١٤/٥٦‬ومجلة لغة العرب‬
‫) ‪. ( ٦٩٤/٦‬‬
‫) ‪. ( ٣٦٦/١ ) ( ٢‬‬

‫( ‪ ) ۳‬تقويم اللسانين ص ‪. ٩٤‬‬

‫‪١٤٦‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫لحون المتخاصمين‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫( ولا يريد المدعى عليه أن ينفق على موكلتي مع أن راتبه ‪ ) ..‬و ( لم يحضر المدعى عليه مع‬

‫إبلاغه ) و ( لا مانع لدى موكلي من أداء اليمين مع أنه حلف في القضية المنقوضة) ‪.‬‬

‫ولاريب أن هذا التعبير‪ ،‬أولى من إقحام ( رغم ) في غير موضعها اللائق بها ‪ ،‬وأنت ترى‬

‫‪ « :‬وكانت السجدتان مُرَغَمَتي الشيطان » (‪ )۱‬بمعنى ‪ :‬الإذلال والهوان ‪.‬‬ ‫قوله‬

‫ومما يتصل بهذا البحث ‪ ،‬الاتفاق على جواز سبق ( على ) لـ ( رغم ) ‪ ،‬لكن هل يجوز أن‬

‫يُسبق بالباء ‪ ،‬وهل يجوز استعمال ( رغم ) غيرمسبوق بأحد هذين الحرفين ؟‬

‫يقول جواد ‪ « :‬واللغة العالية هي في استعمال ( على ) ‪ ،‬أي ‪ ( :‬على الرغم من أنفه )‬

‫و ( على رغم أنفـه ) ‪ ،‬ودونها لغةً استعمال الباء ‪ ،‬أي ‪ ( :‬برغم ) ‪ ،‬وغير الفصيح ‪ ،‬هو قولهم‬

‫‪ ،‬وللشعر ضرورات لا تسوغ للناثر الحر المختار‬


‫فعله رغم أنف فلان ) ولا يجوزإلا في الشعر‬

‫فقل ( على الرّغم من أنفه ‪ ،‬وبالرغم من أنفه ) ولا تقل ( رَغْم أنفه ) إلا في الشعر» ) ‪.‬‬

‫‪ ،‬أما الاستعمال‬
‫ودونك ثلاثة أمثلة على مجيء الاستعمالات الثلاثة في كتب الشعر‬

‫الأول ‪ ،‬فقول المهلهل‬

‫يَقُودُهُمُ على رَغْم الأُنُوفِ (‪)۳‬‬ ‫فجاءوا يُهْرَعون وهُم أُسارى‬

‫والاستعمال الثاني قول ابن مناذر‪:‬‬

‫(‪)4‬‬
‫وبكرهي دُلّيتَ في مَلْحم‬ ‫فَبِرَغمِـي كـنت المقدم قبلي‬

‫وقول ابن مناذرأيضًا ‪:‬‬

‫ملء عين الصديقِ رَغْمَ الحسودِ (‪)٥‬‬ ‫كان عبد المجيد سُم الأعادي‬
‫في‬
‫اللحن‬
‫ملجقا‬
‫ضا‬ ‫ا‬
‫لء‬
‫س‬

‫( ‪ ) 1‬أخرجه أبو داود في السنن ‪ ،‬كتاب الصلاة ‪ ،‬باب إذا شك في الثنتين والثلاث من ‪:‬قال يُلقي الشكَّ‬
‫رقم الحديث ‪. ) ٧٤/٢ ( ، ١٠٢٤‬‬
‫( ‪ ) ٢‬قل ولا تقل ( ‪. ) ١٤٠/١‬‬
‫( ‪ ) ۳‬ديوان المهلهل ص ‪٥١‬‬
‫( ‪ ) ٤‬الكامل ( ‪. ) ١٤٢٩/٣‬‬
‫( ‪ ) ٥‬السابق ( ‪. ) ١٤٢٧/٣‬‬

‫‪١٤٧‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث الثاني‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫والذي يظهر ‪ -‬والله أعلم ‪ -‬صحة قولهم ( على الرّغم ) و ( بالرَّغم ) و ( رَغْم ) و( رَغْمًا عنه‬

‫أو منه ) ؛ لأن حرف الجر ( عن ) ينوب في هذه الجملة عن حرف ( من ) ‪ ،‬وقد أجاز مجمع اللغة‬

‫العربية بالقاهرة استعمال الكتاب لقولهم ( فعلت كذا رغم كذا ) و( فعلت كذا رغما عن كذا ) ‪.‬‬

‫وحضرت كوكيل في القضية‬ ‫‪١٣٦‬‬

‫ومثل هذا الأسلوب قول بعضهم ‪ ( :‬أنا كمسلم ) و ( أنا كباحث في هذه المسألة ) ‪ ،‬وهو‬

‫استعمال ركيكُ ‪ ،‬ودخيل على العربية ‪ ،‬وليس له في قواعد العربية موضع ‪ ،‬فـ ( الكاف ) تأتي‬

‫للتشبيه في غالب استعمالاتها ‪ ،‬كقول المتنبي ‪:‬‬

‫جُودًا ويَبْعَثُ للبعيدِ سَحائبا (‪)٢‬‬ ‫كالبحر يقذف للقريب جَوَاهِرًا‬

‫وتأتي ( الكاف ) للتعليل ‪ ،‬وقد تأتي زائدةً ‪ ،‬وقد استبشع هذا الاستعمال الحادث‬

‫في كلام بعض المثقفين ‪ ،‬جلةٌ من أكابر النقاد ؛ فقد وصفها تقي الدين الهلالي بالكاف‬

‫الدخيلة الاستعمارية ‪ ،‬ويسميها النحوي سعيد الأفغاني بالكاف الفرنسية ‪ ،‬وقال محمد‬

‫بهجة الأثري ‪ :‬بأننا لسنا مكلفين بتخريج كلام عامي يشيع على الألسنة ‪ ،‬وقال الأستاذ‬

‫محمد كرد علي الرئيس الأول لمجمع اللغة العربية بدمشق ‪ « :‬ومنها ‪ ( :‬كوسيلة لتحقيق‬

‫المطالب ) و ( كخبير مالي ) و ( الاعتراض على اسمه كرجل ) و ( لا أستطيع كرجل قانون )‬

‫وكل هذه الكافات من مواضعات الفرنج ‪ ،‬يمكن الاستغناء عنها ‪ ،‬أو استعمال صيغ أخرى ‪،‬‬

‫لا تخل بالمعنى المراد » (‪ ،) ۳‬وأول من أجاز هذا الاستعمال الأستاذ عبد الله كنون في بحث‬

‫قدمه إلى مجمع اللغة العربية بالقاهرة في الدورة الثامنة والثلاثين ‪ ،‬بعنوان ( الكاف‬

‫التمثيلية ) أجاز فيه استعمال ( الكاف ) على أربعة أوجه ‪ ،‬وقد رَدَّ مجلس المجمع البحث‬

‫( ‪ ) 1‬ينظر‪ :‬تقويم اللسانين ص ‪ ، ١٠‬ومعجم الأغلاط اللغوية المعاصرة ص ‪ ، ٥٦٤‬وأشتات في الأدب واللغة‬
‫ص ‪ ، ٣٦‬وأخطاء ألفناها ص ‪ ، ١٣٦‬والأخطاء اللغوية الشائعة في الأوساط الثقافية ص ‪ ، ٢٧٤‬ومعجم‬

‫الصواب اللغوي ص ‪ ٦١٤‬وص ‪ ، ٦٢٤‬وفتاوى في اللغة والتفسي‪،‬ر لعبد العزيز الحربي ص ‪ ، ٧٢‬ومجلة‬
‫مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪ ، ) ١٥١/٢٨‬ومجلة مجمع اللغة العربية الأردني ( ‪. ) ١٨٥/٧٠‬‬
‫( ‪ ) ٢‬ديوان المتنبي بشرح العكبري ( ‪. ) ١٣٠/١‬‬
‫( ‪ ) ۳‬مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪. ) ١٥١/١٨‬‬

‫‪١٤٨‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫لحون المتخاصمين‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫ثم أعيد النظر في هذا الاستعمال مرة أخرى بعد أربع سنوات في الدورة الثانية والأربعين ‪،‬‬

‫وقرر المجمع قبول هذا الاستعمال ‪ ،‬وجاءفي القرار‪ « :‬يجيز المجمع قول الكتاب ‪ :‬أنا كباحث‬

‫أقرر كذا على أحد وجهين ‪ ،‬أن تكون الكاف للتشبيه ‪ ،‬وأن تكون زائدة » ) ‪.‬‬

‫وحاصل ما تقدم أن في لغة العرب ألفاظًا وأساليب تغني عن هذا الأسلوب الأجنبي‬

‫الدخيل ‪ ،‬وإخضاع اللغة لاستعمال العامة لا يجلب إليها إلا الضرر والخطأ‪ ،‬والصحيح أن‬

‫تقول ‪ ( :‬حضرت ؛ لأني وكيل في القضية ) وغيره مما يحسن استعماله ‪.‬‬

‫)‪(۲‬‬
‫واعتبرت شركة التأمين السيارة متلفة تلفًا كليّ‪ً..‬ا‬ ‫‪١٢٧‬‬

‫ويشيع في إفهامات القضاة قولهم ‪ ( :‬واعتبرت هذا الحكم حضوريا في حق المدعى‬

‫عليه ) ‪ ،‬والفعل ( اعتبر) في معجمات اللغة العربية يأتي بمعنى التعجب ‪ ،‬وأخذ العظة‬

‫والعبرة ‪ ،‬والاستدلال على الشيء بالشيء ‪ ،‬أما مجيء ( اعتبرت ) بمعنى عددته أو حسبته‬

‫رلله ‪ ،‬والعدناني وغيرهما ‪ :‬أن ( اعتبر)‬


‫بنصب مفعولين كما في بحثنا فيرى زهدي جا ا‬

‫بمعنى ( اعتد ) استعمال مولد ‪ ،‬لم يرد في كلام العرب ‪ ،‬وأنها شـاعـت بـيـن الناس إلى حدّ‬

‫يصعب التخلص منها ‪ ،‬ويرى صبحي البصام أن لتعدية ( اعتبر) إلى مفعولين سببين ‪،‬‬

‫هما تصحيف النساخ من لفظ ( اعتد ) إلى ( اعتبر) ‪ ،‬ونقل أهل الترجمة ‪ ،‬ثم عقب أخيرًا ‪:‬‬

‫« ويحسن أن تُجاز هذه التعدية ‪ ،‬لتدرّج معناها بأسلوب طبيعي ‪ ،‬ولغلبة استعمالها في‬

‫عصرنا هذا » (‪ )۳‬وجاء في ( المعجم الوسيط ) مـا يومئ إلى إباحة هذا الاستعمال (‪ ، ) 4‬قال‬

‫( ‪ ) ۱‬في أصول اللغة ( ‪. ) ۱۸۳/۳‬‬


‫في‬

‫ملجقا‬
‫ا‬
‫اللحن‬

‫( ‪ ) ٢‬ينظر دراسات في فلسفة النحو والصرف واللغة والرسم ص ‪ ، ۱۸۹‬ومعجم أخطاء الكتاب ص ‪۳۸۰‬‬
‫ضا‬

‫ومعجم الأخطاء الشائعة ص ‪ ، ١٦٢‬والكتابة الصحيحة ص ‪ ، ٢٢٢‬ومعجميات ص ‪ ، ٣٢٧‬ومقالات في‬


‫لء‬
‫س‬

‫أخطاء لغوية شائعة ص ‪ ، ۱۳۱‬ومعجم الخطأ والصواب في اللغة ص ‪ ، ۱۹۳‬ومعجم الصواب اللغوي‬

‫ص ‪ ، ١٢٢‬ومعجم الشوارد النحوية ص ‪ ، ٩٥‬ومعجم تصحيح التصحيح ص ‪ ، ۳۱‬ومجلة مجمع اللغة‬


‫العربية بدمشق ( ‪ ) ٣٥/٦٠‬و ( ‪ ، ) ١١٤٩/٨٩‬وبحوث ومحاضرات مجمع اللغة العربية بالقاهرة الدورة‬
‫( ‪ ) ۳۳‬ص ‪. ٣٢‬‬

‫( ‪ ) ۳‬مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪. ) ٣٧/٦٠‬‬


‫( ‪ ) ٤‬المعجم الوسيط ص ‪. ٥٨٠‬‬

‫‪١٤٩‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث الثاني‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫الزعبلاوي ‪ « :‬ويُعَدِّي الكتَّابُ ( اعتبر) إلى مفعولين في قولهم ( يعتبر فلان ناجحًا ) ‪ ،‬وجاء‬

‫نحو ذلك في ( المستطرف ) ‪ ( :‬اقرأ كتابك ‪ ،‬واعتبره قريبًا ) ()‪ ،‬وهو تعبير مولَّد » (‪. )٢‬‬

‫وقد أحسن مصطفى جواد وتلميذه البصام كلَّ الإحسان في رد كلام من زعم أن‬

‫وغيره ‪ ،‬وأن غاية ما فيه ‪ ،‬أنه‬


‫الأولين استعملوا مادة ( اعتبر) بمعنى اعتَدَّ ‪ ،‬مثل المبرد ‪،‬‬

‫تصحيف من النساخ والمحققين بإحلالهم ( اعتبر) محل (اعْتَدَّ ) ‪..‬‬

‫لكنَّ الفيومي في ( مصباحه ) ( ‪ ) ۳‬قال ‪ « :‬وتكون العبرة والاعتبار بمعنى الاعتداد‬

‫بالشيء في ترتب الحكم » (‪ ، )٤‬وقد أجاز هذا الاستعمال مجمع اللغة العربية بدمشق ‪.‬‬

‫والذي يظهر ‪ -‬والله أعلم ‪ -‬أن استعمال ( اعتبر) بالتعدية إلى مفعوليه بمعنى ( اعتد )‬

‫لم يرد في كلام الفصحاءفي عصور الاحتجاج ‪ ،‬وينبغي ألا نجنح إلى تخطئة من استعمل هذا‬

‫الأسلوب ‪ ،‬ولا سيما أن الفقهاء يستعملونه كثيرًا ‪ ،‬والأفصح هو قولك ‪ ( :‬واعتدت شركة‬

‫التأمين السيارة متلفة تلفا كليا ) و ( عـددت هذا الحكم حضوريـا في حق المدعى عـلـيـه ) ‪.‬‬

‫أما قول بعض القضاة ‪ ( :‬ويسري الاعتراض على الحكم اعتبارًا من ‪ ) ..‬فلا يخلو من‬

‫ركاكة ‪ ،‬وأحسنُ منه أن يقال ‪ ( :‬ويسري الاعتراض على الحكم ابتداءً من ‪. ) ..‬‬

‫وأما ما يشيع في دعاوى ( رد الاعتبار) فهي صحيحة في هذا المعنى ؛ فالمعنى تقدير‬

‫المكانة ‪ ،‬ومن معاني الاعتبارفي اللغة الاعتداد بالشيء ‪ ،‬والاكتراث له ‪.‬‬

‫) ‪. ( ٤٢٤/١ ) ( ١‬‬

‫( ‪ ) ٢‬معجم أخطاء الكتاب ص ‪. ۳۸۰‬‬


‫( ‪ ) ۳‬يقول الشيخ محمد الخضر حسين ‪ « :‬أما صاحب ( المصباح ) فأكثره متابع للمعاجم المعروفة ‪ ،‬ونجد‬
‫فيه ألفاظًا لا توجدفي المعاجم التي بين أيدينا ؛ كرفيع بمعنى ‪ :‬رقيق ‪ ،‬وكعوائد ‪ :‬جمع عادة » ‪ .‬موسوعة‬
‫الأعمال الكاملة ( ‪. ) ٢٨٦٢/٦‬‬

‫( ‪ ) ٤‬المصباح المنيرص ‪. ١٤٨‬‬

‫‪١٥٠‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫لحون المتخاصمين‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫‪ ١٢٨-‬وهـو شـرط باطل ‪ ،‬وسبق أن فندت ذلك في‬

‫الفقرة الثالثة الأنف ذكرها‬

‫في ( التاج ) ‪ ( « :‬وفنَّده تفنيدًا ‪ :‬كذَّبهُ وعجزه ‪ ،‬وخطَأ رأيه ) وضعَّفَه ‪ ،‬وفي التنزيل العزيز‬

‫لَوْلَا أَن تُفَدُونِ ﴾ [ يوسف ‪ ، ] ٩٤ :‬قال الفراء ‪ :‬يقول ‪ :‬لولا أن‬ ‫حكاية عن يعقوب عَلَيْهِالسَّلَامُ‪:‬‬

‫تكذبوني ‪ ،‬وتُعَجِّزوني وتُضَعَفوني ‪ ،‬وقال ابن الأعرابي ‪ :‬فنَّدَ رأيه ‪ ،‬إذا ضعفه » (‪ ، )٢‬وإِذا عُلِمَ هذا‬

‫فمجيء ( فنَّدَ ) في المثال صحيح ؛ لأنه بمعنى الإبطال ‪ ،‬لكنَّ بعض المترافعين يُخْطِـى حـين‬

‫) أي ‪ :‬بين لي تفصيلاتها ‪ ،‬أو‬


‫يستعمل مادة ( فَنَّدَ )في غير موضعها ‪ ،‬فيقول ‪ ( :‬فَنَّد لي الفواتير‬

‫( فنذ لي دعواك ) أي ‪ :‬بيّن لي دعواك‪ ،‬ولم يَرِدْ ( فَنَّدَ ) بمعنى البيان والإيضاح ‪.‬‬

‫إن الشركة موكلتي أكْدَتِ استعدادها للتسوية‬ ‫‪-١٢٩‬‬

‫من دون الزيادة على الأجرة‬

‫يرى زهدي جار الله ‪ ،‬والزعبلاوي ‪ ،‬والسامرائي ‪ :‬أن الفعل ( أكد ) متعد بنفسه إلى‬

‫مفعوله ‪ ،‬ولا يصح دخول حرف الجر على مفعوله ‪ ،‬فلا تقول ‪ ( :‬إن الشركة موكلتي أكدت‬

‫على استعدادها ) على أن الشائع في الاستعمال على ألسنة المترافعين ‪ ،‬عدم تعدية ( أكد )‬

‫إلا بـ ( على ) ‪ ،‬ومثله قول أحدهم ‪ ( :‬وكذلك أكدت موكلتي على اهتمامها الكامل بأبنائها ) ‪،‬‬

‫وصحيح الاستعمال ‪ :‬أن يُعدّى الفعل بنفسه إلى مفعوله بلا واسطة ‪ ،‬ويرى السامرائي أن‬

‫شيوع هذا الاستعمال بسبب الكَلِم المنقول عن اللغتين الإنكليزية والفرنسية ‪.‬‬
‫في‬

‫ملجقا‬
‫ا‬
‫اللحن‬
‫ضا‬

‫( ‪ ) ۱‬ينظر‪ :‬نحو إتقان الكتابة العلمية باللغة العربية ص ‪. ١٣٦‬‬


‫لء‬
‫س‬

‫) ‪. ( ٥٠٦/٨) ( ٢‬‬

‫( ‪ ) ۳‬ينظر لغة الجرائد ص ‪ ، ۹۸‬وتذكرة الكاتب ص ‪ ، ٤٩‬وقل ولا تقل ( ‪ ، ) ۳۷/۱‬ومعجم أخطاء الكتاب‬
‫ص ‪ ،١٨‬والكتابة الصحيحة ص ‪ ، ٢٤‬ومناظرة لغوية أدبية بين الأساتذة عبد الله البستاني ‪ ،‬وعبد‬
‫القادر المغربي ‪ ،‬وأنستاس الكرملي ص ‪ ٧‬و ‪ ٢٤‬و‪ ٣٠‬و‪ ، ٦١‬وتقويم اللسانين ص ‪ ، ١٣١‬وكبوات اليراع‬
‫‪ ، ۱۸۸‬ومعجميات ص ‪ ٦٦‬وص ‪ ، ٣٥١‬ومن سعة العربية ص ‪ ، ۱۱۲‬والقرارات المجمعية ص ‪ ،۷‬ومجلة‬
‫ص‪،‬‬
‫مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪ ) ۱۷۳/۱‬و ( ‪ ) ٤٠٢ / ٢٤‬و ( ‪ ) ١١٤٠ / ٨٨‬و( ‪. ) ١٩٠/٩١‬‬

‫‪١٥١‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث الثاني‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫وأقر مجمع اللغة العربية بالقاهرة في الدورة الخامسة والأربعين ‪ :‬أن تعدية الفعل‬

‫( أكّد ) بنفسه إلى مفعوله ‪ ،‬أو بحرف الجر صحيح‪ ،‬وأنه يمكن تخريج التعدية بالحرف‬

‫( على ) من وجهين ‪ ،‬أحدهما ‪ :‬أن يُقدَّر للفعل ( أكَّد ) مفعول محذوف ‪ ،‬هو مصدر يدل‬

‫عليه المقام ‪ ،‬ويصلح متعلقًا لـ ( على ) ‪ ،‬مثل التنبيه والحثّ ‪ ،‬وحذف المفعول به شائع في‬

‫اللغة العربية ‪ ،‬والتخريج الآخر‪ :‬أن يُضَمن الفعل ( أكد ) معنى نبه ؛ لأن الفعل ( نبه )‬

‫يتعدى بحرف ( على ) ‪ ،‬ووافقه على ذلك مجمع اللغة العربية بدمشق ‪ ،‬ولمصطفى جواد‬

‫رأي في جواز الوجهين ‪ ،‬حرره في ( مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ) ‪ ،‬يقول ‪ « :‬فالسبب‬

‫في ذلك ؛ ما قدمت ذكره من كون ( على ) للاستعلاء‪ ،‬فهي تفيد السيطرة والقدرة ‪ ،‬وما‬

‫زال العلو دليلًا على القهر والغلبة ‪ ،‬والسفولُ دليلًا على الذلة والضعة ؛ فلذلك وجب‬

‫استعمال ( على ) إرادة أن المؤكد أمر ومسيطر على المؤكَّد عليه » (‪. )١‬‬

‫ومن الأمثلة على تعدية ( أكّد ) بالحرف ‪ ،‬ما جاء في معجم الأدباء ‪ « :‬وقد أكد‬

‫الشافعي في هذا حتى قـال ‪ ، ) » ...‬ولـم يـقـل ( وقد أكد الشافعي هذا ) ‪.‬‬

‫والذي يظهر ‪ -‬والله أعلم ‪ -‬صحة الاستعمالين ‪ ،‬فلك أن تقول ‪ ( :‬أكَدَتِ استعدادها )‬

‫وهو الأكثر والأفصح ‪ ،‬وأدنى منه قولك ‪ ( :‬أكَدَتْ على استعدادها ) ‪.‬‬

‫) ‪. ( ٤٠٢/٢٤ ) ( ١‬‬
‫) ‪.( ۳۸۹/۱ ) ( ۲‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫لحون المتخاصمين‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫‪ -١٠-‬إن المدعي طالب الشفعة تأخر في طلبها ‪ ،‬وينبغي‬

‫على الشفيع المواثبة‬

‫لم يأت ( ينبغي ) إلا مضارعا مسبوقاً بنفي استدلالًا بخمس آيات من الذكر‬

‫‪ « :‬ما‬ ‫وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَدًا ﴾ [ مريم ‪ ، ] ٩٢ :‬وبقوله‬ ‫الحكيم ‪ ،‬منها قوله تعالى ‪:‬‬

‫ينبغي لعبد أن يقول إني خيرمن يونس بن متى » (‪ ، ) ٢‬وبما جاءفي الشعر‪ ،‬ومن ذلك قول‬

‫ليلى الأخيليَّة في صاحبها توبة ‪:‬‬

‫وأنتَ لأخرى صاحب وخليل (‪)۳‬‬ ‫لنا صاحب ما ينبغي أن نخونه‬

‫إلا أن عددًا من الأئمة ‪ ،‬مثل الشافعي ‪ ،‬والكسائي ‪ ،‬وسيبويه ‪ ،‬وأبي زيد الأنصاري ‪،‬‬
‫‪.‬‬
‫) ‪ ،‬أجازوا استعمال ( ينبغي لنا ) أو ( انبغــي لنــا ) مــن غيرأن تكون‬ ‫والزَّجاج ‪ ،‬والأزهري‬

‫مسبوقة بنفي ‪ ،‬ونقل النووي عن الخطابي قوله ‪ ( « :‬انبغى ) ‪ ،‬لفظةً يكررها الشافعي‬

‫رحمة الله‪ ،‬وأنكرها عليه بعض الناس ‪ ،‬وقالوا إنما تُكلّم به على لفظ المستقبل ‪ ،‬وأميت منه‬

‫الماضي ‪ ،‬كما أماتوا ( ودع ) و( وذر) ‪ ،‬والذي قاله الشافعي صحيح ‪ ،‬قال ثعلب عن سلمة‬

‫عن الفراء عن الكسائي ‪ :‬والعرب تقول ‪ :‬ينبغي وانبغي ‪ ،‬فصيحتان » (ه ) ‪.‬‬

‫( ‪ ) 1‬ينظر لغة الجرائد ص ‪ ، ۸‬وقل ولا تقل ( ‪ ، ) ۱۱۱/۱‬وأساليب العرب في صناعة الإنشاء ص ‪ ، ٦٤‬ومعجم‬

‫أخطاء الكتاب ص ‪ ، ٥٧‬معجم الأخطاء الشائعة ص ‪ ، ٤٠‬ومعجم الأغلاط اللغوية المعاصرة ص ‪، ٦٩‬‬
‫في‬

‫ملجقا‬
‫ا‬
‫اللحن‬

‫وتقويم اللسانين ص ‪ ، ٦٨‬ولجام الأقلام ص ‪ ، ٢٥٩‬ولحن القول ص ‪ ، ٢٧‬ومجلة مجمع اللغة العربية‬
‫ضا‬

‫بدمشق ( ‪ ) ٤٠٣/٢٤‬و ( ‪ ، ) ٥١٢/٣٥‬ومجلة مجمع اللغة العربية الأردني ( ‪. ) ١٢٩/٧٠‬‬


‫لء‬
‫س‬

‫( ‪ ) ٢‬أخرجه البخاري في الصحيح ‪ ،‬كتاب أحاديث الأنبياء ‪ ،‬باب قول الله تعالى‪﴿ :‬وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَالْمُرْسَلِينَ ‪ ،‬رقم‬

‫الحديث ‪ ، ٣٤١٣ :‬ص ‪ ، ٤٦٦‬وأخرجه مسلم في الصحيح ‪ ،‬كتاب الفضائل ‪ ،‬باب في ذكر يونس عليه‬
‫السلام ‪ ،‬رقم الحديث ‪. ) ١١١٥/٢ ( ٢٣٧٧ :‬‬
‫( ‪ ) ۳‬تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر ( ‪. ) ٦٦/٧٠‬‬

‫( ‪ ) ٤‬كتاب سيبويه ( ‪ ، ) ٤٨/١‬وتهذيب اللغة ( ‪ ، ) ۲۱۲/۸‬وتهذيب الأسماء واللغات ( ‪ ، ) ۳۰/۳‬وتاج العروس ( ‪. ) ۱۸۱/۳۷‬‬
‫( ‪ ) ٥‬تهذيب الأسماء واللغات ( ‪. ) ۳۰/۳‬‬

‫‪١٥٣‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث الثاني‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫وعودًا إلى الاستعمال الملاحظ عليه ؛ فتعدية الفعل ( ينبغي ) بحرف الجر ( على )‬

‫ظنًا بأن الفعل يأتي بمعنى يجب أو يلزم غير صحيح ‪ ،‬والصحيح أن الفعل ( ينبغي ) يُعدى‬

‫بحرف الجر ( اللام ) ‪ ،‬قال شاكر شقير‪ « :‬ولا يأتي في الفصيح ‪ ،‬بمعنى ( يجب ) أو ( يلزم ) ‪،‬‬

‫ويتعدى بـ ( اللام ) لا بـ ( على ) ‪ ،‬فيقال ( ينبغي لك أن تزور خصمك ) لا ( ينبغي عليك ) » (‪، )١‬‬

‫) ‪ « :‬وينبغي أن يكون كذا معناه يُندب ندبًا مؤكدًا ‪ ،‬لا يحسن تركه » (‪. )٢‬‬
‫وفي المصباح المنير‬

‫ورأيت في إحدى اللوائح الاعتراضية ‪ ،‬ما قاله المعترض ‪ ( :‬إن فضيلته استند على تقرير مركز‬

‫شرطة ‪ ...‬على أن موكلي خرج من المزرعة بتاريخ ‪ ١٤٣١ / ٠٨ / ١٥‬هـ ‪ ،‬وفات عليه عدد من النقاط‬

‫كان ينبغي لفضيلته الأخذ بها ) ‪ ،‬كما‬ ‫والصحيح أن يقال ‪:‬‬ ‫كان ينبغي على فضيلته الأخذ بها‬

‫أن الصحيح في الجملة الملاحظ عليها في رأس الباب ‪ ،‬قولك ‪ ( :‬وينبغي للشفيع المواثبة ) ‪.‬‬

‫النفقة لا يجب أن تفوق عن حاجة الأولاد )‬ ‫‪-١٣١‬‬

‫من الأساليب التي يكثر فيها الغلط بين الناس ‪ ،‬وأول من نبه على هذا الغلط‬

‫من المعاصرين ‪ :‬إبراهيم المنذر‪ ،‬وعده مجمع اللغة العربية بدمشق من عثرات الأقلام‬

‫وللمجلة مقالات جاوزت العشرين عن ( عثرات الأقلام ) في سنوات المجلة الأول ‪ ،‬ومنشى‬

‫هذه المقالات نائب رئيس المجمع آنذاك الأستاذ عبد القادر المغربي ‪ ،‬وإن لم يصرح بذلك‬

‫ابتداءً ‪ ،‬فهذا نفَسُه في الكتابة ‪ ،‬لمن أنعم النظر فيما يكتبه المغربي ‪ ،‬والغالب في هذه المقالات‬

‫‪ ،‬لكنَّ المغربي أواب إلى‬


‫الميل إلى التشدد ‪ ،‬وعدم المسامحة في أمر له وجه في العربية ظاهر‬

‫الحق ‪ ،‬رجاع إذا ظهر له وجه الصواب ‪ ،‬ففي الحلقة العشرين من العثرات ‪ « :‬ومنها‬

‫قولهم ( انتشر الجدري في المدينة فلا يجب أن نغفل عنه ( صوابه ( فيجب ألا نغفل عنه )‬

‫أو ( لا يجوز أن نغفل عنه ) ؛ لأن نفي الوجوب لا ينفي الجواز‪ ،‬فإن قيل ‪ ( :‬لا يجب أن نغفل‬

‫‪ ،‬وهو غير المراد في الجملة » (‪. )4‬‬


‫هذا الأمر كان المعنى أن فعله غيرواجب ‪ ،‬ولكنه جائز‬

‫( ‪ ) 1‬أساليب العرب في صناعة الإنشاء ص ‪. ٦٤‬‬


‫( ‪ ) ٢‬ص ‪. 22‬‬

‫( ‪ ) ۳‬ينظر لغة الجرائد ص ‪ ، ٥٧‬ونظرات في اللغة والأدب ص ‪ ، ٥٥‬ومعجم الأخطاء الشائعة ص ‪ ، ٢٦٣‬ومقالات‬
‫في أخطاء لغوية شائعة ص ‪ ، ۱۷۹‬ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪ ) ٣٢١/٤‬و( ‪ ) ٤٦٦/٧‬و( ‪. ) ٨٨٣/٨٨‬‬
‫( ‪ ) ٤‬مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪. ) ٣٢١/٤‬‬

‫‪١٥٤‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫لحون المتخاصمين‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫النفقة لا يجب أن تفوق عن حاجة الأولاد فيكون المعنى ‪:‬‬ ‫ومما تقدم ‪ ،‬إن قلت‬

‫يجوز أن تفوق النفقة عن حاجة الأولاد ‪ ،‬ولكن لا يجب ‪ ،‬ولم يرد ذلك قطعًا ‪ ،‬والصحيح أن‬

‫‪:‬‬
‫النفقة يجب ألا تفوق عن حاجة الأولاد ) ‪.‬‬ ‫يقال في مثل هذا الموضع‬

‫)‪(1‬‬
‫‪ ۱۳۲-‬شهادة الشاهد الثالث كما لا يخفاكم أنها غير موصلة‬

‫في ( لغة الجرائد ) ‪ « :‬يقولون ‪ :‬لا يخفاك أن الأمر كذا ‪ ،‬فَيُعدّون الفعل بنفسه ‪،‬‬

‫والصواب ‪ :‬لا يخفى عليك ‪ ،‬كما صرح به في ( الأساس ) و ( المصباح ) ‪ ،‬ومنه في سورة آل‬

‫إِنَّاللَّهَ لَايَخْفَى عَلَيْهِشَيْءٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ ﴾[ آل عمران ‪ ، ] ٥ :‬ومن الغريب أن هذا‬ ‫عمران‬
‫‪:‬‬

‫الوهم وقع لقوم من أكابر الكتاب ‪ ،‬كقول صاحب ( نفح الطيب ) ‪ ( :‬ولا يخفـاك حسن‬

‫هذه العبارة ) (‪ ، )۳ ( » )٢‬وتابعه زهدي جار الله ‪ ،‬وداغر‬


‫‪ ،‬والعدناني وجماعة ‪ ،‬وحجتهم في ذلك‬

‫معلومة ‪ ،‬غيرأن تعدية الفعل بنفسه جاء على لسان من يُوثقُ ببيانه ‪ ،‬قال الشافعي ‪:‬‬

‫ليَحْفَاهُمُ حَالي وإِنِّي لَمُعْدَمُ(‪)٤‬‬ ‫وأظهرأسبابَ الغِنَى بين رفقتي‬

‫‪ ،‬والإمام‬
‫قال الزعبلاوي ‪ « :‬فقد جاء بـ ( خفي ) متعديًا بمعنى ( خفي عنه ) إذا استتر‬
‫( ه)‪.‬‬
‫الشافعي ‪ ،‬ممن يوثق بكلامه ‪ ،‬ويُستَشهدُ به »( ه) ‪.‬‬

‫والذي يظهر صحة الجملة ‪ ( :‬شهادة الشاهد الثالث كما لا يخفاكم أنها غير موصلة )‬

‫شهادة الشاهد الثالث كما لا يخفى عليكم أنها موصلة ) ‪.‬‬ ‫وأفصح منها قولك ‪:‬‬
‫في‬
‫اللحن‬
‫مجا‬
‫القضاء‬
‫لس‬

‫( ‪ ) 1‬ينظر لغة الجرائد ص ‪ ، ٢٥‬وتذكرة الكاتب ص ‪ ، ٤٦‬ودفع الأوهام ص ‪ ، ٢٤‬ومعجم أخطاء الكتاب‬
‫ص ‪ ، ١٧٤‬والكتابة الصحيحة ص ‪ ، ١٠٦‬ومعجم الأغلاط اللغوية المعاصرة ص ‪ ، ١٩٩‬ونظرات في أخطاء‬
‫المنشئين ( ‪ ، ) ١٤٩/١‬ولحن القول ص ‪. ٢١٩‬‬
‫( ‪ ) ٢‬نفح الطيب ‪ ،‬للمقري ( ‪. ) ٥٨/٤‬‬
‫( ‪ ) ٣‬ص ‪. ٢٥‬‬

‫( ‪ ) ٤‬ديوان الإمام الشافعي ص ‪. ۱۳۳‬‬


‫( ‪ ) ٥‬معجم أخطاء الكتاب ص ‪. ١٧٥‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث الثاني‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫‪ ١٣٣-‬مـا ذكـره المدعي العام غير صحيح ‪ ،‬فلم أشترك مع‬

‫المتهمين في تلقي الحبوب الممنوعة‬

‫يقول الحريري ‪ « :‬يقولون ‪ :‬اجتمع فلان مع فلان فَيَوهَمُونَ فيه ‪ ،‬والصواب أن‬

‫يقال ‪ :‬اجتمع فلان وفلان ؛ لأن لفظة ( اجتمع ) على وزن ( افتعل ) ‪ ،‬وهذا النوع من وجوه‬

‫( افتعل ) ‪ ،‬مثل اختصم واقتتل ‪ ،‬وما كان أيضًا على وزن ( تفاعل ) ‪ ،‬مثل تخاصم وتجادل‬

‫يقتضي وقوع الفعل من أكثر من واحد ‪ ،‬فمتى أسند الفعلُ منه إلى أحد الفاعلين ‪ ،‬لزم أن‬

‫يعطف عليه الآخر بالواو لا غير‪ ،‬وإنما اختصت الواو بالدخول في هذا الموطن ؛ لأن صيغة‬

‫هذا الفعل تقتضي وقوع الفعل من اثنين فصاعدًا ‪ ،‬ومعنى الواويدل على الاشتراك ‪...‬‬

‫ولم يجز استعمال لفظة ( مع ) فيه ؛ لأن معناها المصاحبة » (‪ ، )٢‬وقال ابن السراج ‪ « :‬ولا‬

‫يجوزأن تقتصر في هذا الفعل وما أشبهه على اسم واحد ؛ لأنه لا يكون إلا من اثنين ‪ ،‬ولا‬

‫يجوز أن يقع هنا من حروف العطف إلا الواو » (‪. )۳‬‬

‫وردَّ الخفاجي في شرحه فقال ‪ « :‬لا يمتنع في قياس العربية أن يقال ‪ :‬اجتمع زيد مع‬

‫عمرو » (‪ )4‬؛ لأن اجتمع واختصم فعلان دالان على المشاركة ‪.‬‬

‫وفي الصحاح ) ‪ « :‬وجامعه على أمر كذا ‪ ،‬أي اجتمع معه » (ه) ‪ ،‬وقد جاء مثله في ( لسان‬

‫العرب ) (‪ ، )٦‬ورجح مجمع القاهرة استعمال ( مع ) مكان ( الواو) في صيغتي افتعل وتفاعل (‪. )۷‬‬

‫( ‪ ) 1‬ينظر‪ :‬درة الغواص ص ‪ ، ١٥٢‬وبحر العوام ص ‪ ، ٦٠‬وتذكرة الكاتب ص ‪ ، ٤٢‬ومعجم أخطاء الكتاب ص ‪ ،٩٩‬ومعجم‬
‫الأغلاط اللغوية المعاصرة ص ‪ ، ٦٣٤‬ولحن القول ص ‪ ، ٩٨‬ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪. ) ٥٠٦/٣٥‬‬
‫( ‪ ) ٢‬درة الغواص مع شرحه ص ‪. ١٥٢‬‬
‫( ‪ ) ۳‬الأصول في النحو ( ‪. ) ٧٦/٢‬‬
‫( ‪ ) ٤‬درة الغواص مع شرحه ص ‪. ١٥٢‬‬
‫) ‪. ( ١٢٠/٣ ) ( ٥‬‬
‫) ‪. ( ٢٣٨/١٤ ) ( ٦‬‬

‫( ‪ )۷‬ينظر في أصول اللغة ( ‪. ) ١٩٢/٢‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫لحون المتخاصمين‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫قلت ‪ :‬المنع هو رأي كثير من النحويين (‪ ، ) ۱‬والأولى أن يقال ‪ ( :‬فلم أشترك والمتهمين ) ‪،‬‬

‫واجتمعت والمدعى عليه عند مكتب الخبراء ) ‪ ،‬ولا يسوغ كذلك تخطئة من يقول ‪ ( :‬فلم‬

‫أشترك مع المتهمين ) ‪ ،‬و ( اجتمعت مع المدعى عليه عند مكتب الخبراء ) ‪.‬‬

‫‪.‬‬ ‫‪ ١٣٤-‬الأم أحق بالولد‪ ،‬سواءً أكان ذكرًا أم أنثى‬

‫‪ ،‬ومنه قوله تعالى ‪:‬‬


‫( سواء ) اسم بمعنى الاستواء ‪ ،‬يُوصف به كما يوصف بالمصادر‬

‫﴾آل عمران ‪ ، ] ٦٤ :‬والكلام في ( سواء ) ومــا‬


‫قُلْ يَأَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ [‬

‫يتعلق بها من مسائل كثير‪ ،‬تجدها مبثوثةً في كتب النحاة ( ‪ ، ) ۳‬ومحل الحاجةفي موضوعنا ‪،‬‬

‫أن لهذا الاستعمال أربع صيغ‪ ،‬هي ‪:‬‬

‫الأولى ‪ ( :‬الأم أحق بالولد ‪ ،‬سواءً أكان ذكرًا أم أنثى ) ‪ ،‬بهمزة الاستفهام مع ( أم ) ‪.‬‬

‫الأم أحق بالولد ‪ ،‬سواء كان ذكرًا أم أنثى ) ‪ ،‬باستعمال ( أم ) بدون الاستفهام ‪.‬‬ ‫الثانية ‪:‬‬

‫الثالثة ‪ :‬الأم أحق بالولد ‪ ،‬سواءً أكان ذكرًا أو أنثى ) ‪ ،‬بهمزة الاستفهام مع ( أو) ‪.‬‬

‫‪し‬‬
‫الرابعة ‪ ( :‬الأم أحق بالولد سواء كان ذكرًا أو أنثى ) ‪ ،‬باستعمال ( أو) بدون الاستفهام ‪.‬‬

‫فأما الصيغة الأولى ‪ ،‬فهي أكثر استعمالًا عند الفصحاء ‪ ،‬وسيبويه يرى وجـوب‬

‫استعمال ( أم ) إذا سبقتها الهمزة ‪ ،‬أما الصيغ الثلاث الأخريات ‪ ،‬فأدنى مرتبةً من الأولى ‪،‬‬

‫ووقع فيها الخلاف بين النحاة ‪ ،‬ومما يكثراستعماله عند الفقهاء ‪ ،‬مجيء ( أو) بدل ( أم ) ؛‬
‫في‬

‫ملجقا‬
‫ا‬
‫اللحن‬

‫قال ابن عابدين الحنفي في ( الفوائد العجيبة ) ‪ « :‬وقد يأتون بـ ( أو) بدل ( أم ) ‪ ،‬وفي ( شرح‬
‫لء‬
‫س‬ ‫ضا‬

‫( ‪ ) 1‬ينظر‪ :‬الأصول في النحو ( ‪ ، ) ٧٦/٢‬والخصائص ( ‪ ، ) ٤٠٩/٤‬ونتائج الفكرفي النحو‪ ،‬للسهيلي ص ‪. ١٩٦‬‬


‫( ‪ ) ٢‬ينظر‪ :‬قل ولا تقل ( ‪ ، ) ۱۳۱/۱‬ودراسات في فلسفة النحو والصرف واللغة والرسم ص ‪ ، ١١٨‬ومعجم‬
‫أخطاء الكتاب ص ‪ ، ٢٩٤‬ومعجم الأغلاط اللغوية المعاصرة ص ‪ ، ٣٢٩‬ومعجميـات ص ‪ ، ١٥١‬ولحـن‬
‫القول ص ‪ ، ٢١٦‬والقرارات المجمعية ص ‪ ٥٨‬و‪ ، ١٠١‬ومجلة مجمع اللغة العربية بالقاهرة ( ‪. ) ٢٦٠/٢‬‬
‫( ‪ ) ۳‬ينظر‪ :‬شرح الرضي على الكافية ( ‪ ) ٤٠٩/٤‬ففيه تفصيل مفيد ‪.‬‬

‫‪١٥٧‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث الثاني‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫) للعلامة الفاكهي ‪ ،‬من باب العطف ‪ ( :‬لا يعطف بأو بعد همزة التسوية للتنافي‬
‫القطر‬

‫بينهما ؛ لأن ( أو) تقتضي أحد الشيئين أو الأشياء ‪ ،‬والتسوية تقتضي شيئين لا أحدهما ‪،‬‬

‫فإن لم توجد الهمزة ‪ ،‬جاز العطف بها ‪ ،‬نص عليه السيرافي في ( شرح الكتاب ) ‪ ،‬نحو‪:‬‬

‫( سواء عليَّ قمتَ أو قعدتَ ) ومنه قول الفقهاء ‪ ( :‬سواء كان كذا أو كذا ) » (‪. )۱‬‬

‫وممن خَطَّأَ من المعاصرين استعمال ( أو) بعد همزة التسوية ‪ :‬مصطفى جواد ‪،‬‬

‫والزعبلاوي ‪ ،‬وإبراهيم السامرائي ‪ ،‬ولهم في ذلك سَلَف ‪.‬‬

‫أما مجمع اللغة العربية في القاهرة ‪ ،‬فقَرَر أن استعمال ( أو) جائز مع ذكر الهمزة ‪،‬‬

‫وعدم ذكرها ‪ ،‬وكذلك ( أم ) ‪ ،‬وإن كان الأفصح استعمال ( أم ) مع الهمزة ‪.‬‬

‫والذي يظهر مما تقدم ‪ :‬أن الأفصح استعمالُ الصيغة الأولى ‪ ( :‬الأم أحق بالولد‬

‫سواء أكان ذكرًا أم أنثى ) ‪ ،‬والأخريات أدنى مرتبة من الأولى ‪.‬‬

‫‪ ١٣٥-‬وتكلفة الخبير بين المدعي وبين المدعى عليه ؟‬

‫) بين زيد وبين عمرو) بتكرير لفظة ( بين )‬


‫قال الحريري ‪ « :‬ويقولون ‪ ( :‬المال‬

‫مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ‬ ‫فَيَوهَمُونَ فيه ‪ ،‬والصواب أن يقال ‪ ( :‬بين زيد وعمرو) ‪ ،‬كما قال سبحانه ‪:‬‬

‫وَدَم [ النحل ‪ ، ] ٦٦ :‬والعلة فيه ‪ :‬أن لفظة ( بين ) تقتضي الاشتراك ‪ ،‬فلا تدخل إلا على‬

‫مثنى أو مجموع » (‪ ، ) ۳‬وتابعه على هذا الرأي ‪ :‬إبراهيم المنذر‪ ،‬وزهدي جارالله ‪ ،‬والعدناني ‪،‬‬

‫أما اليازجي ‪ ،‬فلم يجزه إلا في مواطن مخصوصة ‪ ،‬وردَّ الخفاجي رأي الحريري ‪ ،‬وذكر بأن‬

‫إعادة ( بين ) هنا جائزة على جهة التأكيد ‪ ،‬وهو كثيرفي كلام العرب ‪.‬‬

‫( ‪ ) ١‬ص ‪. ٤١‬‬
‫( ‪ ) ٢‬ينظر‪ :‬درة الغواص وشرحه ص ‪ ، ٢٦١‬وبحر العوام ص ‪ ، ٦٤‬وأسئلة إلى مجلة ( البيان ) و ( الضياء )‬
‫وأجوبة الشيخ إبراهيم اليازجي عليها ص ‪ ، ۱۰۹‬ونظرات في اللغة والأدب ص ‪ ، ١٠١‬ولغويات ‪ ،‬وأخطاء‬
‫لغوية شائعة ص ‪ ، ۳۰‬والكتابة الصحيحة ص ‪ ، ٤٨‬ومعجم | الأخطاء الشائعة ص ‪ ، ٤٦‬ومعجم الخطأ‬
‫والصواب ص ‪ ، ٩٥‬ولحن القول ص ‪ ، ۱۸۳‬ومجموع مقالات الدكتور فيصل المنصور ص ‪ ، ۳۸۰‬ومجلة‬
‫مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪ ) ٥٤٦/٨‬و( ‪ ، ) ٧٨/٩‬ومجلة مجمع اللغة العربية الأردني ( ‪. ) ٧٦/٣٥‬‬
‫( ‪ ) ٣‬ص ‪. ٢٦١‬‬

‫‪١٥٨‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫لحون المتخاصمين‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫والحق الذي لا مرية فيه ‪ :‬صحة تكرار ( بين ) إذا وقعت بين اسمين مُظْهَرين في النثر‬

‫أو الشعر‪ ،‬مثل قولهم ‪ ( :‬بين زيد وبين عمرو) ‪ ،‬ويجوز تكرارها كذلك ‪ ،‬إِذا عُطِفَ مُضْمَرُ على‬

‫مُظْهَرِ‪ ،‬كقولك ‪ ( :‬بين زيد وبيني ) ‪ ،‬أو عُطِفَ مُظْهَرُ على مُضْمَرٍ‪ ،‬كقولك ‪ ( :‬بيني وبين زيد ) ‪ ،‬أو‬

‫‪ ،‬كقولك ‪ ( :‬بيني وبينك ) ؛ ولأن موضوع بحثنا مجيء ( بين )‬


‫عُطِفَ مُضْمَرانِ أحدهما على الآخر‬

‫مكررة بين اسمين مُظْهَرين ‪ ،‬نذكر له شاهدًا من كلام العرب ‪ ،‬وهو قول أعشى همدان ‪:‬‬

‫بخبخ لوالده ولـلــمـــولــــود (‪)۱‬‬ ‫بين الأشج وبين قيس باذخ‬

‫وقال ابن هانئ الأندلسي في طائيته ‪:‬‬

‫قعاقع وظبى في الجو تُخْترَط )‬ ‫بين السحاب وبين الريح ملحمة‬

‫والغلاييني ‪ ،‬وأحمد رضا ‪،‬‬ ‫والخفاجي‬ ‫وممن صَحَّحَ هذا الاستعمال ‪ :‬ابن بري‬
‫وشكيب أرسلان‬

‫وحاصل ما تقدم ‪ :‬صحة قولهم ‪ ( :‬تكلفة الخبيربين المدعي والمدعى عليه ) أو ( تكلفة‬

‫الخبيربين المدعي وبين المدعى عليه ) ‪ ،‬والأول أكثراستعمالًا‪.‬‬

‫ومن الأخطاء التي سار ذكرها وطار‪ ،‬وملأ الأقطار‪ ،‬قولنا ( تكلفة ) بضم اللام ‪ ،‬وهو‬
‫خطأ ‪.‬‬
‫أجلي ‪ ،‬والصحيح كسر اللام فيها ‪ ،‬فتقول ( تكلفة ) ‪ ،‬ولم تأتِ ( تفعلة ) على هذا‬

‫الرسم إلا في كلمة ( تهلكة ) ‪ ،‬في قوله تعالى ‪﴿ :‬وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَىالنَّهْلُكَةِ ﴾ [ البقرة ‪ ، ] ١٩٥ :‬قال‬
‫‪:‬‬
‫الألوسي ‪ « :‬و ( التهلكة ) مصدر كالهلك والهلاك ‪ ،‬وليس في كلام العرب مصدرعلى تفعلة‬

‫‪ -‬بضم العين ‪ -‬إلا هذا في المشهور‪ ،‬وحكى سيبويه عن العرب ‪ -‬تضرة وتســرة – أيضًا‬
‫في‬

‫ملجقا‬
‫ا‬
‫اللحن‬

‫بمعنى الضرر والسرور‪ ،‬وجوّز أن يكون أصلها ‪ -‬تهلكة بكسر اللام ‪ -‬مصدر هلك مشددًا‬
‫لء‬‫ضا‬

‫كالتجربة والتبصرة ‪ ،‬فأبدلت الكسرة ضمة » (‪. )۳‬‬


‫س‬

‫( ‪ ) 1‬الأغاني ( ‪. ) ١٤٥/٥‬‬
‫( ‪ ) ۲‬دیوان ابن هانئ الأندلسي ص ‪. ١٨٤‬‬
‫( ‪ ) ۳‬روح المعاني في تفسير القرآن والسبع المثاني ( ‪. ) ٧٨/٢‬‬

‫‪١٥٩‬‬

‫(‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث الثاني‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫)‪(1‬‬
‫اعتذر المدعى عليه عن حضور الجلسة‬ ‫‪١٣٦‬‬

‫فيه مبحثان ‪ ،‬الأول ‪ :‬أن جوادًا خطّاً تعدية الفعل ( اعتذر) بـ ( عن ) ‪ ،‬والصحيح أن‬

‫يُعدى بالحرف ( من ) ‪ ،‬قال في ردّ له على رؤوف جمال الدين ‪ « :‬وإنما تُستعمل ( عن ) مع‬

‫( اعتذر) ومصدره ؛ لإفادة معنى النيابة ‪ ،‬يقال ‪ ( :‬اعتذر زيد عن عمرو من الذنب الذي‬

‫جناه أو من تقصيره ) » (‪ ، )٢‬وفي ( الصحاح ) ‪ « :‬الاعتذار من الذنب » (‪ ، ) ۳‬وقد ساق جواد ‪،‬‬

‫وأبو تراب الظاهري عددًا من النقول على تعدية الفعل ( اعتذر) بـ ( من ) ‪ ،‬ويرى جمع من‬

‫) ؛ لكون الحرفين يتعاقبان كثيرًا في التعدية‬


‫النقّاد صحةً استعمال ( عن ) مع ( اعتذر‬

‫وقد استعمل الحرف ( عن ( غيرُ واحدٍ من الفصحاء ‪ ،‬قال المرزوقي ‪ « :‬كالاعتذار عن الأخذ‬

‫) ‪ « :‬واعتذرعن‬
‫بالفضل عليهم ‪ ،‬وترك الصفح عنهم » (‪ ، )٤‬وقال الفيومي في ( المصباح المنير‬

‫فعله ‪ :‬أظهـر عـذره » ( ) ‪ ،‬ويرى جواد أن مُصَحِّحَ ( المصباح المنير صَحَّفَ ( من ) إلى ( عن ) ‪،‬‬

‫والذي يظهر‪ :‬قياسيّة تعدية الفعل ( اعتذر) إلى حرف ( عن ) ‪ ،‬وهو صحيح مستقيم ‪.‬‬

‫والمبحث الآخر‪ :‬أن بعضهم يُخَطَّى قول من يقول ‪ ( :‬اعتذر فلان عن الحضور) ‪،‬‬

‫والصحيح أن يقال ‪ ( :‬اعتذر فلان عن عدم الحضور) أو ( اعتذر فلان عن الغياب ) أو‬

‫( اعتذر فلان عن التخلف) ؛ وسبب التخطئة ‪ :‬أن المعتذرإذا اعتذرعن الحضور يكون‬

‫‪ ،‬فإذا حضر فلِمَ يعتذر!‬


‫قد حضر‬

‫وقد أجازت لجنة الألفاظ والأساليب ‪ ،‬بمجمع القاهرة قولهم ‪ ( :‬أعتذر عن‬

‫الحضور) ‪ ،‬ولم يوافق عليه مجلس المَجْمَع ‪ ،‬وقدَّمَ الشيخ محمد النجارفي الدورة الرابعة‬

‫( ‪ ) 1‬ينظر‪ :‬دراسات في فلسفة النحو والصرف واللغة والرسم ص ‪ ، ۱۱۳‬ومعجم أخطاء الكتاب ص ‪، ٣٩٢‬‬
‫ومعجم الأغلاط اللغوية المعاصرة ص ‪ ، ٤٣٦‬وكبوات اليراع ص ‪ ، ٣٤٢‬والأخطاء اللغوية الشائعة على‬
‫ألسنة الكتاب والأدباء والإذاعيين ص ‪ ، ٣٧‬ومعجم الخطأ والصواب ص ‪ ١٩٥‬وص ‪ ، ٣٢٩‬ومجموع‬
‫مقالات الدكتور فيصل المنصور ص ‪ ، ٣٤٥‬والألفاظ والأساليب ( ‪. ) ١٣٣/١‬‬
‫( ‪ ) ۲‬دراسات في فلسفة النحو والصرف واللغة والرسم ص ‪. ۱۱۳‬‬
‫) ‪. ( ۷۳۷/۲ ) ( ۳‬‬

‫( ‪ ) ٤‬شرح ديوان الحماسة ص ‪. ١٢٦‬‬


‫( ‪ ) ٥‬ص ‪. ١٥١‬‬

‫‪17.‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫لحون المتخاصمين‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫والعشرين من مؤتمر المجمع ‪ ،‬ورقةً يؤيد بها صحة قولهم ‪ ( :‬أعتذر عن الحضور) ‪ ،‬وعلل‬

‫صحة التعبير بأنه على حذف مضاف ‪ ،‬أي ‪ :‬أعتذرعن عدم الحضور ‪.‬‬

‫والذي يظهر‪ ،‬صحة قولهم ‪ ( :‬اعتذر المدعى عليه عن حضور الجلسة ) على حذف‬

‫مضاف‪ ،‬أي ‪ :‬عدم حضور الجلسة ‪.‬‬

‫‪ ..‬وأُفْرجَ عنه بالكفالة‬


‫‪ ١٣٧-‬أُدْخل المتهم في السجن بتاريخ‬

‫في ( تاج العروس ) ‪ « :‬وأفْرَجوا عن الطريق ‪ ،‬وأفْرَج القومُ عن القتيل ‪ ،‬إذا انكشفوا ‪،‬‬

‫وأفرجوا عن المكان ‪ ،‬إذا أخلوا به وتركوه » (‪ ، )٢‬وتعدية الفعل ( أفرج ) بحرف ( عن ) ‪ ،‬لا ( على )‬

‫هو المستعمل غالبًا ‪ ،‬في لوائح الاتهام من النيابة العامة ‪ ،‬وهو الاستعمال الصحيح ‪ ،‬قال‬

‫الإفراج على عدد من المسجونين بأحكام قضائية ) ‪ ،‬وتندرج هذه‬ ‫السامرائي ‪ « :‬وقرأت‬

‫العبارة في باب تجاوز استعمال حروف الجر لا على أساس من التضمين المعروففي العربية ‪،‬‬

‫(‪. )۳‬‬ ‫محض ‪ ،‬وهو هنا استعمال ( على ) ‪ ،‬والصواب استعمال ( عن )‬


‫بل إن ذلك التجاوز خطأً ‪،‬‬

‫ولما تقدم ؛ فقولهم ‪ ( :‬أُفْرِجَ عليه بالكفالة ) خطأ ‪ ،‬والصحيح ‪ ( :‬أُفْرِجَ عنه بالكفالة ) ‪.‬‬

‫‪ ۱۳۸-‬وقد ألقي القبض على المتهم بتاري‪.‬خ‪..‬‬

‫تعبير فاسد ‪ ،‬وصياغة ركيكة بإقحام ( الإلقاء ) في هذا التركيب ‪ ،‬وهذا الخطأ شائع‬

‫في لغة القضاء‪ ،‬ولغة ‪،‬الإعلام ‪ ،‬وقد انحرف المعنى عن وجهه ليكون القبض شيئًا يُلْقى في‬
‫في‬

‫ملجقا‬
‫ا‬
‫اللحن‬

‫هذا المثال ‪ ،‬ولا ريب أن هذا المعنى غير مراد إطلاقًا ‪ ،‬فإذا أردتَّ الصواب فلا بد من إلقاء‬
‫لء‬‫ضا‬

‫( الإلقاء ) ‪ ،‬وقل ‪ ( :‬وقد قُبِضَ على المتهم بتاريخ ‪. ) ..‬‬


‫س‬

‫( ‪ ) 1‬أفاض الدكتور فيصل المنصورفي هذه المسألة ‪ ،‬ذاكرًا شواهد عدة على صحة هذا الاستعمال ‪،‬‬
‫فليراجع في مجموع مقالاته ‪.‬‬
‫) ‪. ( ١٤٦/٦ ) ( ٢‬‬
‫( ‪ ) ۳‬أشتات في الأدب واللغة ص ‪. ٤٣‬‬

‫‪١٦١‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث الثاني‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫)‪(1‬‬
‫‪ ١٣٩-‬ثم نصحت الزوجة بالعدول عن طلبها بالفراق‬

‫يُخطئ الكسائي تعدية الفعل ( نصح ) بنفسه ‪ ،‬ويرى أن يُعدى الفعل باللام ‪ ،‬وقد ورد‬

‫الفعل ( نصح ) وما اشتق منه ‪ ،‬أحد عشر مرةً في القرآن الكريم متعديا بـ ( اللام ) ‪ ،‬ومنه‬

‫قوله تعالى ‪ :‬وإِنْأَرَدتُ أَنْ أَنصَحَ لَكُمْ ﴾ [ هود ‪. ] ٣٤ :‬‬

‫لكن جاء في ( أدب الكاتب ) ‪ « :‬ويقولون ( نصحتك ‪ ،‬وشكرتك ) ‪ ،‬والأجود ‪ ( :‬نصحت‬

‫نصحت لك ‪ ،‬وشكرت لك ) ‪،‬‬ ‫لك ‪ ،‬وشكرت لك ) » (؟ ) ‪ ،‬وقال ابن السكيت ‪ « :‬وتقول ‪:‬‬

‫أنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ﴾ [ القمـان ‪ ، ]١٤ :‬ونصحتك‬ ‫فهذه اللغة الفصيحة ‪ ،‬قال الله جل وعن‬

‫وشكرتك لغةٌ ‪ ،‬قال الشاعر‪:‬‬

‫رسولي ولم تُنْجِحْ لديهم رسائلي ‪۳‬‬ ‫نصحت بني عوف فلم يتقبلوا‬

‫وأجاز اللغتين كثير من أصحاب المعجمات القديمة ‪ ،‬ولما تقدم إن قلت ‪ ( :‬نـصحـتُ‬

‫للزوجة بالعدول عن طلبها بالفراق ) فهي اللغة الفصيحة ‪ ،‬المشهورة ‪ ،‬وإن قلت ‪ ( :‬نصحت‬

‫الزوجة بالعدول عن طلبها بالفراق ) فهي لغة صحيحة أيضًا ‪.‬‬

‫‪ ١٤٠‬عوضه عن الخسارة )‬

‫في (تاج العروس ) ‪ « :‬وتقول ‪ ( :‬عاضني الله منه عِوَضًا ‪ ...‬وعوضني الله منه تعويضًا » (ه)‪،‬‬

‫يقول العدناني ‪ « :‬ويقولون ‪ :‬عوّض فلانًا عن خسارته ‪ ،‬والصواب ‪ :‬عوضه من خسارته » (‪. )٦‬‬

‫( ‪ ) 1‬ينظر ما تلحن فيه العامة ص ‪ ، ١٠٢‬ودقائق العربية ص ‪ ، ۱۳۷‬ومعجم أخطاء الكتاب ص ‪ ، ٦١٠‬ومعجم‬
‫الأغلاط اللغوية المعاصرة ص ‪ ، ٦٦٧‬ومعجميات ص ‪. ٢١٥‬‬
‫( ‪ ) ٢‬ص ‪. ٤٢٤‬‬
‫( ‪ ) ۳‬إصلاح المنطق ( ‪)۲۸۱/۱‬‬
‫( ‪ ) ٤‬ينظر‪ :‬معجم الأغلاط اللغوية المعاصرة ص ‪ ، ٤٧٢‬والتطور اللغوي التاريخي ص ‪. ١٣٢‬‬
‫) ‪. ( ٤٤٩/١٨ ) ( ٥‬‬
‫( ‪ ) ٦‬معجم الأغلاط اللغوية المعاصرة ص ‪. ٤٧٢‬‬

‫‪١٦٢‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫لحون المتخاصمين‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫وتحقيق القول ‪ :‬أن يقال فيه مثل ما قيل في ( عار عن الصحة ) ‪ ،‬فقد عُدِّي الفعل ( عوّض)‬

‫بـ ( عن ) في كلام الفصحاء ‪ ،‬قال القلقشندي ‪ « :‬فالحمد لله الذي عوّضه عن مأتم الحُزنِ بما‬

‫تم من السرور » (‪ ، )۱‬فقولك ‪ ( :‬عوّضه من الخسارة ) هو الذائع الشائع في كلام العرب ‪ ،‬وهو‬

‫المختارفي المعجمات ‪ ،‬وإن قلت ‪ ( :‬عوّضه عن (الخسارة ) فصحيح أيضًا ‪ ،‬والاستعمال الأول‬

‫أفصح‪ ،‬وقررتُ في موضع سَبَقَ ‪ :‬أن حرفي ( عن ) و ( من ) يتعاقبان في التعدية ‪.‬‬

‫)‪(۲‬‬
‫‪ ١٤١‬أنا أتولى تحصيل الأجرة بدلًا عنها ‪ ،‬فهي أمي‬

‫ومثله قولهم ‪ ( :‬ثـم حـرر شيكا آخر بدلا عنه ‪ ،‬وهو استعمال مرفوض‪ ،‬عند العدناني‬

‫وأبي الحسن وغيرهما ؛ لحلول ( عن ) محل ( من ) مستدلين بما جاء في معجمات اللغة ؛‬

‫ففي ( التاج ) ‪ « :‬وتبدَّلهُ ‪ ،‬وبه ‪ ،‬واستبدلهُ ‪ ،‬وبه ‪ ،‬وأبدله منه بغيره ‪ ،‬وبدله منه ‪ :‬اتخذه منه‬

‫‪ ،‬وأن لك‬
‫بدلًا » ( ‪ ، ) ۳‬وردّ الزعبلاوي اختيارالعدناني بقوله ‪ « :‬وعندي ‪ ،‬أنه لا وجه لهذا الإنكار‬

‫أن تقول ‪ ( :‬بدلا عنه ‪ ،‬وليس صحيحًا أن تعوّل في هذا على المعجمات وحدها ‪ ،‬كما اعتاد‬

‫العدناني ‪ ،‬فإذا عُدْتَ إلى ( مغني اللبيب ) لابن هشام (‪ ،) 4‬وجدت أن من معاني ( عن ) البدل ‪،‬‬

‫كما في قوله تعالى ‪ ﴿ :‬وَاتَّقُوا يَوْمًا لَّاتَجْزِى نَفْسُعَن نَّفْسٍ شَيْئًا﴾ [ البقرة ‪ ، ] ٤٨ :‬فإذا قلت ‪ ( :‬هذا بدلُ‬

‫عن ذاك ) عَنَيتَ أنه يُجزي عنه ‪ ،‬أي ‪ :‬يقوم مقامه ويسدّ مسدّه » (ه ) ‪ ،‬وهـو جـواب حسن ‪،‬‬

‫وفي ( صبح الأعشى ) ‪ « :‬ويجعلونها بدلًا عن المنَّ الذي أنزل الله عليهم في هذا اليوم » (‪. )1‬‬
‫في‬
‫اللحن‬
‫مجا‬
‫القضاء‬

‫( ‪ ) ۱‬صبح الأعشى ( ‪. ) ٢٩/٩‬‬


‫لس‬

‫( ‪ ) ٢‬ينظر حول الغلط والفصيح ص ‪ ، ٢٩‬ومعجم أخطاء الكتاب ص ‪ ، ٤٢‬ومعجم الأغلاط اللغوية‬
‫المعاصرة ص ‪ ، ٤٩‬والأخطاء اللغوية الشائعة على ألسنة الكتاب والأدباء والإذاعيين ص ‪ ، ٣٤‬ومعجم‬
‫الصواب اللغوي ص ‪. ۱۷۷‬‬
‫) ‪. ( ٦٤/٢٨ ) ( ٣‬‬

‫( ‪ . ) ٣٩٤/٥ ( ) ٤‬وينظر كذلك ‪ :‬همع الهوامع ( ‪. ) ١٩٢/٢‬‬


‫( ‪ ) ٥‬معجم أخطاء الكتاب ص ‪. ٤٢‬‬
‫) ‪. ( ٤٢٧/٢) ( ٦‬‬

‫‪١٦٣‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث الثاني‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫والقول في هذا الاستعمال مثل القول في ( عار عن أو من ) و( عوضه عن أو من ) ولا‬

‫يُظَنُّ أن معجمات العربية حوث لغات قبائل العرب من عاليةٍ ‪ ،‬وفصحى ‪ ،‬ورديئة ‪ ،‬ومهجورة ‪،‬‬

‫وإنكارك للشيء ‪ ،‬لعدم وروده في المعجمات ؛ ضرب من المغالطة الخشنة ‪ ،‬فليتأمل ‪.‬‬

‫)‪(1‬‬
‫وماطل المدعى عليه في إعادة العقار إلى موكلتي‬ ‫‪١٤٢‬‬

‫يُخَطَّى بعض المشتغلين بالتصحيح اللغوي ‪ ،‬حين تُعدي الفعل ( ماطل ) بحرف الجر‬

‫( في ) ‪ ،‬والصحيح عندهم ‪ :‬التعدية بـ ( الباء ) ‪ ،‬أو تعدية الفعل بنفسه ‪ ،‬فتقول ‪ ( :‬ماطله‬

‫بحقه ) أو ( ماطله حقه ) ‪ ،‬ولا يجوز عندهم أن تقول ‪ ( :‬ماطله في حقه ) ‪ ،‬ومن أولئك ‪ :‬زهدي‬

‫رلله ‪ ،‬والعدناني‪ ،‬ففي ( الأساس ) ‪ « :‬مطل فلان حقي ‪ ،‬وماطلني به مَطْلًا ومِطَالًا » ) ‪،‬‬
‫جا ا‬

‫وفي ( البيان والتبيّن ) ‪ « :‬وقالوا ‪ :‬أعظم من الذنب اليأس من الرحمة ‪ ،‬وأشدُّ من الذنب‬

‫المماطلة بالتوبة » ( ‪ ) ۳‬ولم يقل ‪( :‬في التوبة ) على ما جرت به الألسنة في هذه الأيام ‪ ،‬غير‬

‫(‪ ، )4‬وفي ( البيان‬ ‫أنه جاء في ( التاج ) في مادة ( طول ) ‪ « :‬وطاوله ‪ ،‬مطاولةً ‪ :‬ماطله في الدين‬

‫نهاية الأرب في فنون الأدب ) ‪:‬‬ ‫والتبيّن ) ‪ « :‬وقال أعرابي لرجل مطله في حاجة » (ه) ‪ ،‬وفي‬

‫وشرع في المماطلة فيما كان قرره لنور الدين » ‪ ) ٦( ،‬وغير خاف عليك جوازإنابة (في ) عن‬

‫( الباء ) إذا أُريدَ معنى الظرفية ‪ ،‬وقد مرَّ معنا شيء من ذلك فيما سبق ‪.‬‬

‫ولذا ‪ :‬يجوز لك أن تقول ‪ ( :‬وماطل المدعى عليه بإعادة العقار) وهي لغة عالية ‪ ،‬أمـا‬

‫قولك ‪ ( :‬وماطل المدعى عليه في إعادة العقار فصحيحةُ أيضًا ‪ ،‬ولا تثريب على من استعملها ‪.‬‬

‫( ‪ ) 1‬ينظر‪ :‬معجم أخطاء الكتاب ص ‪ ، ٥٧٦‬ومعجم الأخطاء الشائعة ص ‪ ، ٢٣٧‬والكتابة الصحيحة‬


‫ص ‪ ، ٣٤٣‬ومعجم الصواب اللغوي ص ‪. ٦٥١‬‬
‫) ‪. ( ٢١٨/٢ ) ( ٢‬‬
‫) ‪. ( ١٧٢/٣ ) ( ۳‬‬
‫) ‪. ( ٣٩٨/٢٩ ) ( ٤‬‬
‫) ‪. ( ٧٣/٤ ) ( ٥‬‬
‫( ‪ ) ٦‬للنويري ( ‪) ٢٢٥/٢٨‬‬

‫‪172‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫لحون المتخاصمين‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫ورضخ موكلي لضغط المدعى عليه ‪ ،‬فوقع علـى‬ ‫‪-١٤٣‬‬

‫السند لأمر‬

‫قال أبو تراب الظاهري ‪ « :‬ومن الأخطاء الشائعة ‪ ،‬استعمال كلمة ( الرضوخ )في غير‬

‫) ويعنون أنه خضع له ‪ ،‬والكلمة لا تؤدي هذا‬


‫موضعها ‪ ،‬فهم يقولون ‪ ( :‬فلان رضخ للأمر‬
‫المراد ؛ لأنها تدلُّ على الكسر والإعطاء ‪ ..‬وهيهات ما بين هذا وذاك » (‪ ، )٢‬وممن فَلَّطَ هذا‬

‫الاستعمال ‪ :‬إبراهيم المنذر واليازجي ‪ ،‬وأسعد داغر‪ ،‬والزعبلاوي ‪ ،‬وتقي الدين الهلالي‬

‫وأحمد أبو الخضر‬


‫‪ ،‬ويرون أنه لم يُعرف عند الأولين استعمال هذا الفعل بمعنى ‪ :‬الطاعة ‪،‬‬

‫أو الإذعان والانقياد وفي الحديث ‪ « :‬فأمر به النبي ﷺ فَرضِخ رأسه بين حجرين » ( ‪ )۳‬أي ‪:‬‬

‫كسر رأسه ‪ ،‬وفي حديث آخر‪ « :‬وقد أمرت فيهم برِضْخِ فاقبضه فاقسمه بينهم » ( ‪ )٤‬أي ‪:‬‬

‫فلان يرتضخ لُكْنةً عجميّة ) أي ‪ :‬إذا نشأ‬ ‫العطاء القليل ‪ ،‬ومن معانيه كذلك ‪ ،‬قولهم ‪:‬‬

‫معهم ‪ ،‬على أنه قد جاء في ( التاج ) قوله ‪ « :‬ويقال ‪ :‬راضَخَ زيد شيئًا ‪ ،‬إذا أعطاه كارها ‪،‬‬

‫وراضخنا منه شيئًا أصبنا ونلنا ‪ ،‬والمراضخة ‪ :‬العطاء على الكُرْه » (ه) ‪ ،‬فهنا تشبيه ‪ ،‬بأنه‬

‫أعطى زمام أمره للآخر كرهًا ‪ ،‬وليس طواعية ‪ ،‬كما أنهم شبهوا المرضوخ‪ ،‬وهو المكسور‬

‫بالخاضع لفعل الراضخ‪ ،‬وهو الكاسر‬

‫( ‪ ) 1‬ينظر لغة الجرائد ص ‪ ، ٤٣‬وتذكرة الكاتب ص ‪ ، ١٠٦‬وحول الغلط والفصيح ص ‪ ، ١٢‬ومعجم أخطاء‬

‫الكتاب ص ‪ ، ۲۲۹‬وأزاهير الفصحى ص ‪ ، ٦٦‬وتقويم اللسانين ص ‪ ٥٠‬وص ‪ ، ١٠٤‬وكبوات اليراع ص ‪، ٣٦٥‬‬


‫ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪ ) ٢٨/٢‬و( ‪. ) ٥٤٦/٧‬‬
‫في‬

‫ملجقا‬
‫ا‬
‫اللحن‬

‫( ‪ ) ٢‬كبوات اليراع ص ‪. ٣٦٥‬‬


‫ضا‬

‫( ‪ ) ۳‬أخرجه البخاري في الصحيح‪ ،‬كتاب الطلاق ‪ ،‬باب الإشارة في الطلاق والأمور‪ ،‬رقم الحديث ‪، ٥٢٩٥ :‬‬
‫لء‬
‫س‬

‫ص ‪ ، ٧٥٧‬ومسلم في الصحيح ‪ ،‬كتاب القسامة والمحاربين والقصاص ‪ ،‬باب ثبوت القصاص في القتل‬
‫بالحجر وغيره من المحددات والمثقلات ‪ ،‬رقم الحديث ‪. ) ٧٩٦/٢ ( ١٦٧٢ :‬‬
‫( ‪ ) ٤‬أخرجه البخاري في الصحيح ‪ ،‬كتاب فرض الخمس ‪ ،‬باب فرض الخمس ‪ ،‬رقم الحديث ‪، ٣٠٩٤ :‬‬
‫ص ‪ ، ٤١٨‬ومسلم في الصحيح ‪ ،‬كتاب الجهاد والسير‪ ،‬باب حكم الفيء ‪ ،‬رقم الحديث ‪١٧٥٦ :‬‬
‫) ‪・(1~9 / 5‬‬
‫) ‪. ( ٢٥٨/٧ ) ( ٥‬‬

‫‪١٦٥‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث الثاني‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫وفي هذين التخريجين تأويل لمن أراد أن يصحح استعمال الفعل ( رضخ ) بمعنى ‪:‬‬

‫الانقياد والإذعان ‪ ،‬وإن ردّه عامة النقاد ‪.‬‬

‫ولذا ؛ يحسنُ بك أن تقول ‪ ( :‬وانقاد موكلي لضغط المدعى عليه ) أو ( خضع ) أو‬

‫امتثل ) أو ( انقاد ) ‪.‬‬

‫)‪(1‬‬
‫‪ ١٤٤-‬مما اضطر موكلي لإقامة هذه الدعوى‬

‫يرى جمع من النقاد عدم صحة تعدية الفعل ( اضطر) بـ ( اللام ) أو ( على ) ‪،‬‬

‫والصحيح أن يتعدى الفعل بـ ( إلى ) ‪ ،‬فتقول ‪ ( :‬اضطر إليه ) لا أن تقول ‪ ( :‬اضطر له أو‬

‫اضطر عليه ) ‪ ،‬ومن ذلك قوله تعالى‪﴿ :‬إِلَّا مَا أَضْطَرِرْتُمْ إِلَيْهِ ﴾ [ الأنعام ‪ ، ] ١١٩ :‬قــال جــواد ‪:‬‬

‫« ( اضطره عليه ) وهو ما يستعمله الكتّاب ‪ ،‬أخذوه مُصَحَفًا من بعض الكتب المساء‬

‫طبعها ‪ ،‬ومنهم من يظنه صوابا ؛ لقربه من قولهم ‪ ( :‬أجبره عليه ) ولكنهم فسروا‬

‫الاضطرار بالإلجاء والإحـواج ‪ ،‬وكلاهما بطلب ( إلى ) دون ( على ) ‪ ،‬ومعنى ( اضطر) أصابه‬

‫‪ ،‬والزعبلاوي ‪ ،‬وزهدي جارالله ‪،‬‬


‫بالضرورة ‪ ،‬أي ألحق به الضرورة » (‪ ، ) ٢‬وهو رأي ‪،‬داغر‬

‫ومحمد أبو الحسن ‪ ،‬والعدناني ‪.‬‬

‫ولذلك قل ‪ ( :‬مما اضطر موكلي إلى إقامة هذه الدعوى ) و ( مما اضطره إلى دفع مبلغ‬

‫وقدره كذا ) ‪.‬‬

‫( ‪ ) 1‬ينظر‪ :‬تذكرة الكاتب ص ‪ ، ۸۷‬وحول الغلط والفصيح ص ‪ ، ٣٠‬ومعجم أخطاء الكتاب ص ‪، ٣٥٣‬‬
‫والكتابة الصحيحة ص ‪ ، ٢٤‬ومعجم الأخطاء الشائعة ص ‪ ، ١٥٠‬والأخطاء اللغوية الشائعة على ألسنة‬
‫الكتاب والأدباء والإذاعيين ص ‪ ، ۳۳‬ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪. ) ٤٠٩/٢٤‬‬
‫( ‪ ) ٢‬مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪. ) ٤٠٩/٢٤‬‬

‫‪177‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫لحون المتخاصمين‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫‪ ١٤٥-‬أقسم بالله العظيم بعدم صحة ما ذكره المدعي‬

‫بخصوص الاتفاق ‪...‬‬

‫من الأخطاء الشائعة تعديةُ الفعل ( أقسم ) في هذا التركيب بالباء ‪ ،‬وإنمـا البـاءُ‬

‫تدخل على ما تجعله موردًا لقسمك ‪ ،‬وتقول ‪ ( :‬أقسمت بالله ) ‪ ،‬وأما الشيء الذي يجعل‬

‫القسم توكيدا له ‪ ،‬فيجر بـ ( على ) ‪ ،‬وأول من تنبه لهذا الخطأ شيخ النقاد المُحْدَثين‬

‫أقسم بالله العظيم على عدم صحة ما‬ ‫إبراهيم اليازجي ‪ ،‬وصواب الاستعمال أن يقال ‪:‬‬

‫ذكره المدعي ‪.) ...‬‬

‫وإليك فائدةً ثانيةً ‪ ،‬ذكرها ابن مكي بقوله ‪ « :‬ويقولون ‪ :‬والله الذي لا إله إلا الله ‪،‬‬

‫والصواب ‪ :‬والله الذي لا إله إلا هو؛ لأنك إذا لم تأت بقولك ( هو) لم يكن في الكلام راجع‬
‫إلى ( الذي ) » (‪. )٢‬‬

‫وفائدةً أخرى ‪ ،‬هي أن الصحيح كسر همزة ( إنَّ ) في صيغة اليمين الآتية ‪ ( :‬والله العظيم‬

‫إني لم أقترض من المدعي مبلغا قدره مئة ألف ريال ) ‪ ،‬وهذه المسألة من المسائل المختلف‬

‫فيها بين الكوفيين والبصريين ‪ ،‬وهي ‪ :‬إذا حُذفَ فعلُ القسم ‪ ،‬ولم تقترن اللام بخبر ( إنَّ ) ‪،‬‬

‫فالكوفيون يُجوّزون في هذا المثال كسر همزة ( إنَّ ) وفتحها ‪ ،‬والبصريون يوجبون الكسر‬

‫وحقَّقَ بعض علماء النحو أن مذهب الكوفيين في هذا الموضع غير صحيح ؛ فقد نقل ابن‬

‫وحكى ابن كيسان عن الكوفيين جواز‬ ‫هشام إجماع العرب على الكسر‪ ،‬وقال الأزهري ‪:‬‬

‫الوجهين إذا أضمر الفعل ‪ ،‬ولم تذكر اللام ‪ ،‬نحو‪ :‬والله إن زيدًا ‪،‬قائم‪ ،‬وأنهم يفضلون الفتح‬

‫في هذا المثال على الكسر‬


‫‪ ،‬وأنَّ أبا عبد الله الطوال منهم يوجبه ‪ ،‬وهذا لا يقدح في دعوى‬
‫في‬

‫ملجقا‬
‫ا‬
‫اللحن‬

‫الإجماع السابقة عن العرب ‪ ،‬فإن الكوفيين ‪ ،‬ومنهم الطوال لم يثبت لهم سماع بذلك » ( ‪. ) 3‬‬
‫لء‬
‫س‬ ‫ضا‬

‫( ‪ ) 1‬ينظر لغة الجرائد ص ‪ ، ۷۹‬ومغالط الكتاب ص ‪ ، ٩٥‬ومعجم الأخطاء الشائعة ص ‪ ، ٢٠٣‬ومعجم‬


‫الأغلاط اللغوية المعاصرة ص ‪. ٣١‬‬
‫( ‪ ) ٢‬تثقيف اللسان ‪ ،‬وتلقيح الجنان ص ‪. ١٩٤‬‬
‫( ‪ ) ۳‬شرح التصريح على التوضيح ( ‪ . ) ٣٠٦/١‬وينظر كذلك ‪ :‬أوضح المسالك ( ‪ ، ) ٣٤٠/١‬وارتشاف‬
‫الضرب من لسان العرب ص ‪ ، ١٢٥٦‬وهمع الهوامع ( ‪ ، ) ١٦٦/٢‬وحاشية الصبان على شرح الأشموني‬
‫على ألفية ابن مالك ( ‪. ) ٤٣٠/١‬‬

‫‪١٦٧‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث الثاني‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫وفائدة أخيرة متصلة بالباب ‪ ،‬ذكرها الخطابي في قوله ‪ « :‬ومـمـا جـرت بـه عـادة الحكام‬

‫في تغليظ الأيمان وتوكيدها ‪ ،‬إذا حلّفوا الرجل لخصمه ‪ ،‬أن يقولوا بالله الطالب ‪ ،‬الغالب ‪،‬‬

‫المهلك ‪ ،‬المدرك في نظائرها ‪ ،‬وليس يستحق شيء من هذه الأمور أن يُطلق في باب صفات‬
‫الله عَزَّوَجَلَّ ‪ ،‬وأسمائه » (‪. )۱‬‬

‫وتفاجأ موكلي بالمجني عليه أمامه‪ ،‬ولم‬ ‫‪-١٤٦‬‬

‫يقصد دعسه ‪) ...‬‬

‫في المادة الثانية من نظام التنفيذ في المملكة ‪ « :‬وتتبع أمامه الأحكام الواردة في نظام‬

‫المرافعات الشرعية » ‪ ،‬وقد خَطَّأَ مصطفى جواد استعمال ( أمام ) بمعنى المواجهة والمقابلة‬

‫فقال ‪ « :‬منْ يُرِدْ أن يعرف معنى ( أمام ) فليتذكر وقوفَ الإمام في الصلاة ‪ ،‬فالاسمان من‬

‫أصل واحد ‪ ،‬ويدلان على وجهة واحدة ‪ ،‬فالإمام يقف أمام ) المصلين المؤتمين به ويؤمهم ‪،‬‬

‫أي ‪ :‬يوليهم ظهره ‪ ،‬ولا يستقبلهم ‪ ،‬ولذلك ولغيره سُمّي إمامًا » ( ‪ ، )۳‬ومما استشهد به كلام‬

‫لأبي مخنف ‪ ،‬في بعض أخبار حرب الجمل ‪ ،‬وفيه ‪ « :‬وإن الأشتركان بعدي ‪ ،‬وأنـا أمـامـه ‪ ...‬وإنـه‬

‫ليعلم أنه كان خلفي » (‪ ، ) ٤‬وتابعه على هذا الرأي العدناني ‪ ،‬وأبو تراب الظاهري ‪ ،‬والصحيح‬

‫عندهم أن تقول ‪ ( :‬وقفت تجاهه ) و( وقفت قبالته ) و( وقفت بإزائه ) ‪.‬‬

‫قلت ‪ :‬هو رأي مرجوح ‪ ،‬جاء به جواد من عنده ‪ ،‬لم يسبقه أحد إليه ‪ ،‬كما قال ذلك‬

‫تلميذه صبحي البصام ‪ ،‬وقد أورد البصام أمثلةً كثيرة على مجيء ( أمام ) بمعنى المواجهة‬

‫والمقابلة ‪ ،‬منها قول الفرزدق ‪:‬‬

‫( ‪ ) ۱‬شأن الدعاء ص ‪. ١٠٦‬‬

‫( ‪ ) ٢‬ينظر‪ :‬دراسات في فلسفة النحو والصرف واللغة والرسم ص ‪ ، ۱۷۰‬وقل ولا تقل ( ‪ ، ) ١٢٤/١‬ومعجم‬
‫الأخطاء الشائعة ص ‪ ، ٢٩‬وكبوات اليراع ص ‪ ، ٣٤٤‬والاستدراك على كتـاب قــل ولا تقل ص ‪. ٤٤‬‬
‫( ‪ ) ۳‬قل ولا تقل ( ‪. ) ١٢٤/١‬‬
‫( ‪ ) ٤‬شرح نهج البلاغة ( ‪. ) ٢٤٧/١‬‬

‫‪١٦٨‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫لحون المتخاصمين‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫ويضرب أُخْرَاهـــا إذا هي ولتِ (‪)۱‬‬ ‫يكون أمام الخيل أول طاعن‬

‫أراد أنه إذا واجه خيل عدوه ‪ ،‬كان أول طاعن لها ‪ ،‬وفي ( العقد ) لابن عبدربه ‪ « :‬وما‬

‫‪ ،‬أو خليفته ‪ ،‬أو بين يدي ملك جبارفي رغبة أو‬ ‫ظنك بوافد قوم ‪ ،‬يتكلم بين يدي النبي‬

‫رهبة ‪ ،‬فهو يوطّدُ لقومه مرةً ‪ ،‬ويتحفظ من أمامه أخرى » ( ‪. )٢‬‬

‫ومما سبق ‪ ،‬يتبين لك صحة من قال ‪ ( :‬وتفاجأ موكلي بالمجني عليه أمامه ) ‪ ،‬ولو‬

‫قال ‪ ( :‬وتفاجأ موكلي بالمجني عليه قبالته ) أو (تجاهه ) أو ( بإزائه ) فهو يساوي المثال‬

‫الأول في الصحة والاستقامة ‪.‬‬

‫‪ ١٤٧-‬وقد اجتمع الزوجان لوحدهما )‬

‫جاءت ( وحده ) في كتاب الله سبحانه ست مرات كلها منصوبة ‪ ،‬كقوله تعالى ‪:‬‬

‫وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ ﴾ [ الممتحنة ‪ ، ] 4 :‬قال الهلالي ‪ « :‬ومن‬

‫ذلك قولهم ‪ :‬ذهب لوحده ‪ ،‬وقاتلهم بمفرده ‪ ،‬وذلك من أفحش الخطأ وأقبحه ‪ ،‬وأبعده‬

‫عن لغة العرب الفصحى ‪ ،‬فالصواب أن يقال ‪ :‬ذهب وحده ‪ ،‬وقاتلهم وحده ‪ ،‬بفتح الدال‬

‫منصوبا على الحال » ( ) ‪ ،‬والهلالي غيور على هذه اللغة ؛ ولذا يشدد النكير فيما يشيع‬

‫الخطأ فيه ‪ ،‬وفي ( همع الهوامع ) ‪:‬‬

‫من الموت أم أخلى لنا الموتُ وحدنا‬ ‫أعاذل هل يأتي القبائل حظها‬
‫في‬
‫اللحن‬
‫ملجقا‬
‫ضا‬ ‫ا‬
‫لء‬

‫( ‪ ) ۱‬ديوان الفرزدق ص ‪. ١٠٣‬‬


‫س‬

‫) ‪. ( ٢٧٤/١ ) ( ٢‬‬

‫( ‪ ) ۳‬ينظر‪ :‬رد الشارد إلى طريق القواعد ص ‪ ، ٥‬ومعجم أخطاء الكتاب ص ‪ ، ٦٥٥‬ومعجم الأخطاء الشائعة‬
‫ص ‪ ، ٢٦٥‬ومعجم الأغلاط اللغوية المعاصرة ص ‪ ، ٧١٤‬وتقويم اللسانين ص ‪ ، ٥١‬ومقالات في أخطاء‬
‫لغوية شائعة ص ‪ ، ٢٤١‬وأخطاء ألفناها ص ‪ ، ١٨٤‬والأخطاء اللغوية الشائعةفي الأوساط الثقافية‬
‫ص ‪ ، ٣١٦‬ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪. ) ٥٤٦/٧‬‬
‫( ‪ ) ٤‬تقويم اللسانين ص ‪. ٥١‬‬

‫‪١٦٩‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث الثاني‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫الفعل من لفظه ‪ ،‬حكى الأصمعي ‪:‬‬


‫قال السيوطي ‪ « :‬لازم النصب ) على المصدر‬

‫وجد الرجل يَحِدُ ‪ :‬إذا انفرد ‪ ،‬وقيل ‪ :‬لم يلفظ بفعله كالأبوة ‪ ،‬والأخوة ‪ ،‬والخؤولة ‪ ،‬وقيل ‪:‬‬

‫محذوف الزوائد من إيحاد ‪ ،‬وقيل ‪ :‬نصبه على الحال لتأويله بموحد ‪ ،‬وقيل ‪ :‬عـلـى حـذف‬

‫حرف الجر‪ ،‬والأصل ‪ :‬على وحده » (‪ ، )۱‬وفي كتاب ( العين ) ‪ ... « :‬فكان النصب أولى به ‪ ،‬إلا‬

‫أن العرب قد أضافت إليه ‪ ،‬فقالت ‪ :‬هو نسيج وحده ‪ ،‬وهما نسيجا وحدهما » (‪. ) ٢‬‬

‫وخلاصة ما تقدم ‪ :‬صحة قولك ‪ ( :‬وقد اجتمع الخصمان وحدهما ) و( جاء الرجل‬

‫وحده ) من دون إدخال اللام على ( وحده ) ‪ ،‬أمـا مـا أضافته العرب من قولهم سماعًا ‪:‬‬

‫( نسيج وحده ) و ( قريعُ وحده ) فصحيح (‪. )۳‬‬

‫ولعب موكلي دورًا في إنهاء القضية لمصلحة‬ ‫‪١٤٨‬‬

‫المدعى عليه )‬

‫هذا الأسلوب نادر الاستعمال في المرافعات القضائية ‪ ،‬ولم أجد ‪ -‬فيما اطلعت‬

‫عليه ‪ -‬سوى هذا المثال ‪ ،‬وهذا الأسلوب شائع في لغة الإعلام وطائفة من المثقفين ‪،‬‬

‫مثل قولهم ‪ ( :‬الاقتصاد يلعب دورًا كبيرًا في السياسة ) و ( المدرسة تلعب دورًا هامًا في‬

‫تربية الطلاب ) ‪ ،‬وقد أجاز هذا الأسلوب مجمعا القاهرة ودمشق ‪ ،‬وإن كان الأفضل‬

‫عندهم أن يقال ‪ ( :‬أدى دورًا ) بدلًا من ( لعب ) ‪ ،‬قال داغر‪ « :‬ويقولون ‪ ( :‬لعب الفقيد دورًا‬

‫مهما في عالمي السياسة والأدب ) ‪ ،‬وهذا التعبيرمترجم حرفيًا عن اللغات الأوربية ‪ ،‬وفي‬

‫كتب اللغة ما يغني عنه ‪ ،‬كأن يقال ‪ ( :‬كان له في عالمي السياسة والأدب شأن عظيم )‬

‫) ‪. ( ٢٨١/٤ ) ( 1‬‬
‫) ‪. ( ٣٥٠/٤ ) ( ٢‬‬

‫( ‪ ) ۳‬أفرد تقي الدين السبكي رسالة سماها ( الرَّفْدة في معنى وَحْدَهُ ) تضمنت مسائل نحوية ولغوية‬
‫كثيرة في لفظة ( وحده ) ‪ ،‬وهي غنية بالملح والفوائد ‪.‬‬
‫( ‪ ) ٤‬ينظر‪ :‬تذكرة الكاتب ص ‪ ، ٤١‬ومعجم الأغلاط اللغوية المعاصرة ص ‪ ، ٦٠٥‬ومن سعة العربية ص ‪۱۱۱‬‬
‫ولحن القول ص ‪ ، ۳۹‬والقرارات المجمعية ص ‪ ، ۱۹۵‬ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪) ١٥٢/٢٨‬‬
‫و ( ‪ ) ٤٦٧/٤٧‬وهو بحث بعنوان ‪ ( :‬لعب دورًا ‪ ،‬لميشيل الخوري ‪ ،‬و ( ‪ ) ٤٨١/٤٨‬تعقيب على بحث‬
‫ميشيل ‪ ،‬لأحد قراء المجلة ‪ ،‬وينظر كذلك ‪ :‬مجلة مجمع اللغة العربية بالقاهرة ( ‪. )٩١/٧٦‬‬

‫‪۱۷۰‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫لحون المتخاصمين‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫أو ( بلغ فيهما شأوا بعيدًا ) أو ( جرى فيهما شوطا طويلًا ) أو ( ضرب فيهما بسهم كبير) ‪،‬‬

‫ونحو ذلك » (‪ ، ) ١‬وأذكر سببًا آخر للتغليط ‪ ،‬وهو أن ( لعب ) فعل لازم ‪ ،‬ولا يمكن تعديتُه إلا‬

‫بالحرف ‪ ،‬وفي قرار مجمع اللغة بالقاهرة ‪ « :‬ويتضح مما سبق ما يأتي ‪ :‬أن صيغة ( لعب‬

‫دورًا ) صحيحة لغويا ‪ ،‬إما على أن كلمة ( دَورًا ) مفعول مطلقُ ‪ ،‬وإما على أنها مفعول به‬

‫لفعل ( لعب ) المُضَمّن معنى ( أدى ) ‪ ،‬ولا محل للاعتراض على التخريج الأول ؛ لأن دلالة‬

‫اللعب قد تطورت في العصر الحديث كما يصوره البحث المرافق للأستاذ علي النجدي‬

‫ناصف ؛ لذا ترى اللجنة إجازة هذا التعبيرفي نطاق ما يستسيغه الذوق العام ‪ ،‬ولكن‬

‫الرأي الغالب أن نقول ‪ ( :‬أدى دورًا ) بدلًا من ( لعب دورًا ) »(‪. )٢‬‬

‫ويترجح أن قولهم ‪ ( :‬لعب دورًا ) تركيب ما شم رائحة العربية ‪ ،‬حسب وصف الرئيس‬

‫محمد كرد علي ‪ ،‬فلا وجه لإيراد ( اللعب ) في هذا المثال ‪ ،‬كما أن تجويزكلمة ( دور) في هذا‬

‫‪ ،‬فالدور الحركة وعَودُ الشيء إلى ما كان عليه ‪ ،‬ولم أجد معنى آخر‬
‫المثال فيه إشكال آخر‬

‫يزيد على ذلك ‪ ،‬والذي يظهر لي عدم صحة مثال الباب ‪ ،‬والصحيح أن يقال ‪ ( :‬ولموكلي‬

‫شأن عظيم في إنهاء القضية لمصلحة المدعى عليه ) ‪.‬‬

‫ولم يعد لدى موكلي ما يقدمه في هذه القضية ‪،‬‬ ‫‪١٤٩‬‬

‫وأكتفي بما قُدم سابقًا )‬

‫أنكر هذا الأسلوب إبراهيم المنذر‪ ،‬وأسعد داغر‪ ،‬والسامرائي ‪ ،‬ويرى شكيب أرسلان‬

‫أنه أسلوب ركيك هجين ‪ ،‬والأولى إهمال هذه التراكيب ‪ ،‬قال السامرائي ‪ « :‬إن قول المعربين‬
‫في‬

‫ملجقا‬
‫ا‬
‫اللحن‬

‫في عصرنا ‪ ( :‬إنه لم يعد ) هو شيء من الدخيل الوافد من اللغات الغربية ‪ ،‬وأظن أن‬
‫لء‬
‫س‬ ‫ضا‬

‫( ‪ ) ۱‬تذكرة الكاتب ص ‪. ٤١‬‬


‫( ‪ ) ٢‬القرارات المجمعية ص ‪. ١٩٥‬‬
‫( ‪ ) ۳‬ينظر‪ :‬تذكرة الكاتب ص ‪ ، ۳۳‬ومعجميات ص ‪ ، ٦٤‬و‪ ، ٣٤٠‬ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق‬
‫( ‪ ) ٣٠٨/٤‬و ( ‪ ) ٤٦٥/٧‬و ( ‪ ) ٥٤٧/٨‬و ( ‪ ) ۷۹/۹‬و( ‪. ) ۳۸۰/۱۸‬‬

‫‪۱۷۱‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث الثاني‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫الأصل الفرنسي ‪ ،‬هو الذي جاء بهذا الأسلوب المولّد الدخيل » (‪ ، )١‬وأجاز أحمد رضا هذا‬

‫الاستعمال ‪ ،‬فقال ‪ « :‬وكأن ( عاد ) هنا جاءت بمعنى ( صار) فعلى هذا يصح أن يُراد من‬

‫هذا المثال ( لم يصر مطيقًا للصبر) ‪ ،‬أو ( لم يبق مطيقًا للصبر‬


‫) ‪ ،‬أونحو ذلك » ( ) ‪.‬‬

‫لم يبقَ لدى موكلي ما يقدمه في‬ ‫قلت ‪ :‬الأولى هجرُ هذا الاستعمال ‪ ،‬ولكَ أن تقول ‪:‬‬

‫هذه القضية) ‪.‬‬

‫‪ ١٥٠-‬وهذا فيه خسارة للشركة ‪ ،‬ناهيك عن تشويه‬

‫سمعتها في السوق‬

‫من الخطأ الشائع استعمال ( ناهيك ) بمعنى ( فضلا عن ) ‪ ،‬قال اليازجي ‪ « :‬ويقولون ‪:‬‬

‫( هو شاعر بليغ ناهيك عن شجاعته ) ‪ ،‬أي ‪ :‬فضلًا عن شجاعته مثلًا‪ ،‬ولا يُستعمل ( ناهيك )‬

‫بهذا المعنى ‪ ،‬إنما يقال ‪ ( :‬زيد رجل ناهيك من رجل ) ‪ ،‬كما يقال ‪ ( :‬كافيك من رجل )‬

‫و ( حسبك من رجل ) ‪ ،‬أي ‪ :‬هو كافٍ لك ‪ ،‬فكأنه ينهاك عن طلب غيره » (‪ ، )٤‬وفي ( الصحاح ) ‪:‬‬

‫ويقال ‪ :‬هذا رجل ناهيك من رجل ‪ ،‬ونَهْيُك من رجل ‪ ،‬ونَهَاكَ من رجل ‪ ،‬وتأويلـه أنـه بجده‬

‫وغَنَائه ينهاك عن تطلب غيره » ( ‪ ، )٥‬ولم تُستعمل ( ناهيك ) في كلام الفصحاء إلا بمعنى‬

‫( حسبك ) و( كافيك ) ‪ ،‬ونحوهما ‪ ،‬وهي كلمة تعجب واستعظام ‪ ،‬قال الزمخشري ‪ « :‬وناهيك‬

‫بتسوية سيبويه بين التسمية بالجملة والبيت من الشعر‪ ،‬وبين التسمية بطائفة من‬

‫أسماء حروف المعجم » (‪ ، )٦‬وقال التوحيدي ‪ « :‬وناهيك بأبي القاسم عالمًا وراويا » ( ) ‪.‬‬

‫( ‪ ) ۱‬معجميات ص ‪. ٣٤٠‬‬
‫( ‪ ) ٢‬مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪. ) ٥٤٧/٨‬‬
‫( ‪ ) ۳‬ينظر‪ :‬الفوائد العجيبة ‪ ،‬لابن عابدين الحنفي ص ‪ ، ٦٤‬ولغة الجرائد ص ‪ ، ٥٤‬وتذكرة الكاتب ص ‪، ٥٧‬‬
‫ومعجم أخطاء الكتاب ص ‪ ، ٦٢٧‬ونحو إتقان الكتابة العلمية باللغة العربية ص ‪ ، ١٧٥‬وفي أصول‬
‫الكلمات ص ‪ ، ٤٥٠‬ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪ ) ٢٢٠/١‬و ( ‪. ) ٤٦٨/٧‬‬
‫( ‪ ) ٤‬لغة الجرائد ص ‪. ٥٤‬‬
‫) ‪. ( ٢٥١٨/٦ ) ( ٥‬‬
‫( ‪ ) ٦‬تفسيرالكشاف ( ‪. ) ۱۳۷۱‬‬
‫(‪ ) ۷‬البصائر والذخائر ( ‪. ) ١٤٧/١‬‬

‫‪١٧٢‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫لحون المتخاصمين‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫وحاصل القول ‪ :‬أن ( ناهيك ) اسم فاعل ‪ ،‬يتعدى بـ ( من ) و ( الباء ) ‪ ،‬ولا يجوز تعديته‬

‫ليس واردا في العربية ‪ ،‬والصحيح أن يُقال ‪:‬‬ ‫بـ( عن ) ‪ ،‬ومجيء ( ناهيك ) بمعنى ( فضلًا عن‬

‫( وهذا فيه خسارة للشركة ‪ ،‬فضلًا عن تشويه سمعتها في السوق ) ‪.‬‬

‫‪ 101-‬والأدهى من ذلك ‪ ،‬والأعجب من ذلك‬

‫قال ابن مالك في ( الألفية ) ‪:‬‬

‫تقديرًا ‪ ،‬أو لفظًا بِمِنْ إِنْ جُرَّدَا‬ ‫وأفعل التفضيل صلهُ أبدًا‬

‫قال ابن عقيل في ( شرحه ) ‪ « :‬وفهم من كلامه أن أفعل التفضيل ) إذا كان بـ ( أل )‬

‫زيد أفضلُ الناسِ‬ ‫أو مضافًا لا تَصْحَبُه ( مِنْ ) ؛ فلا تقول ‪ ( :‬زيد الأفضلُ من عمرو) ‪ ،‬ولا‬

‫من عمرو) » (‪ ، )٢‬والمقرر في كتب النحاة أن ( أل ) و ( من ) لا تجتمعان مع ( أفعل التفضيل ) ‪،‬‬

‫والصحيح أن نحذف إحداهما ‪ ،‬فنقول ‪ ( :‬أعجب من ذلك ) أو ( والأعجب أن الأمر كذا ) ‪،‬‬

‫وعلى هذا فقس ‪ ،‬غيرأنه جاء في شعر للأعشى ‪:‬‬

‫وإنما العزة للـكــاثر(‪)٣‬‬ ‫ولستَ بالأكثر منهم حصى‬

‫ففي هذا البيت الشعري اجتمع ( أل ) و( من ) مع ( أفعل التفضيل ) ‪ ،‬وهو يخالف ما‬

‫قرره النحاة ‪ ،‬قال ابن عقيل ‪ « :‬فيُخرجُ على زيادة الألف واللام ‪ ،‬والأصل ‪ :‬ولست بأكثر‬

‫منهم ‪ ،‬أو جَعْلِ ( منهم ) متعلقًا بمحذوف مجرد عن الألف واللام ‪ ،‬لا بما دخلت عليه‬

‫الألفُ واللام ‪ ،‬والتقدير‪ ( :‬ولست بالأكثرأكثرمنهم ) » (‪. ) ٤‬‬


‫في‬

‫مج‬
‫القضاء‬
‫اللحن‬
‫الس‬

‫( ‪ ) 1‬ينظر لغة الجرائد ص ‪ ، ٦٤‬وتذكرة الكاتب ص ‪ ، ۸۸‬ورد الشارد إلى طريق القواعد ص ‪ ، ۳۱‬وتقويم‬
‫اللسانين ص ‪ ، ١٨‬والأخطاء اللغوية الشائعة على ألسنة الكتاب والأدباء والإذاعيين ص ‪ ، ٣٦‬ونحو‬
‫وعي لغوي ص ‪ ، ٢٠٣‬ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪. ) ٢٣٠/٤٠‬‬
‫( ‪ ) ۲‬شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك ( ‪. ) ١٧٦/٣‬‬
‫( ‪ ) ۳‬دیوان الأعشى ص ‪. ١٤٣‬‬

‫( ‪ ) ٤‬شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك ( ‪. )۱۸۰/۳‬‬

‫‪۱۷۳‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث الثاني‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫قلتُ ‪ :‬الأولى الأخذُ بما قرره النحويون ‪ ،‬وما استعمله الفصحاء قديما من عدم اجتماع‬

‫( أل ) و( من ) مع ( أفعل التفضيل ) ‪ ،‬أما ما جاء في بيت الأعشى فاستدعته ضرورة الشعر‪.‬‬

‫لما بيناه مُسْبَقًا‬ ‫‪ ١٥٢-‬نطلب رد شهادة الشاهد‬

‫بضم الميم وفتح الباء ‪ ،‬على صيغة اسم المفعول ‪ ،‬وهو من الأخطاء الشائعة ‪ ،‬فلم يرد‬

‫قولهم ‪ ( :‬مُسْبَقًا ) بمعنى الكلام السالف في معجمات العربية ‪ ،‬ولم يستعمله الفصحاء‬

‫الأولون ‪ ،‬ففي الشعر والشعراء ) قال ابن قتيبة ‪ « :‬وحدثني عبد الرحمن عن عمه ‪ ،‬قال ‪:‬‬

‫كان هشام بن عبد الملك مسبقًا لا يكاد يسبق » (‪ ،)٢‬وفي شعر جرير‬

‫)‪(۳‬‬ ‫احبس رباطكَ حيثُ كنتَ مُسبقًا‬


‫واسكت فغير أبيكَ كان يُحامي ))‬

‫قال السامرائي ‪ « :‬نقرأ في لغة الدواوين الرسمية في العراق كلمة ( مُسْبَق )‬

‫بزنة اسم المفعول المشتق من الرباعي ( أَسْبَقَ ) ‪ ،‬فيقال مثلًا ‪ ( :‬وكانت النتائج قد نُشِرَت‬

‫مُسْبَقًا) ‪ ،‬والكلمة تُستعمل ظرفًا ‪ ،‬وإذا نظرنا إلى الفعل الرباعي ( أسبق ) في كتب اللغة‬

‫وجدناه في قولهم ‪ ( :‬أسبق القوم إلى الأمر وتسابقوا بادروا ) وهذا الاستعمال بعيد‬
‫‪(ε),‬‬
‫عما يُستعمل في لغة الدواوين الرسمية في أيامنا » ( ‪ ، ) ٤‬وقال الزعبلاوي ‪ « :‬لا يصح قول‬

‫من حيث الاشتقاق ؛ لأن اسم المفعول لا يأتي من فعل لازم ‪ ،‬إلا‬ ‫الكتاب ‪ ( :‬قلته مُسْبَقًا‬

‫إذا أُلحق به جار ومجرور‪ ،‬تقول ‪ ( :‬أسبقتُ إلى الأمر‪ ،‬فالأمر مُسبق إليه ) ‪ ،‬لا ‪ :‬مُسْبَق » (ه) ‪،‬‬

‫وقد أجاز مجمع اللغة العربية بدمشق هذا الأسلوب ‪ ،‬بأدلة لا تخلو من تكلف ‪.‬‬

‫ولذا قل ‪ ( :‬لما بيناه سالفًا أو آنفًا ‪ ،‬ولا تقل ( لما بيناه مُسْبَقًا ) ‪.‬‬

‫( ‪ ) 1‬ينظر‪ :‬معجم أخطاء الكتاب ص ‪ ، ٣٠‬والتطور اللغوي التاريخي ص ‪ ، ١٣٥‬ومقالات في أخطاء لغوية‬
‫شائعة ص ‪ ، ١٢٤‬ونحو إتقان الكتابة العلمية باللغة العربية ص ‪ ، ٢٧‬وقرارات مجمع اللغة العربية‬

‫بدمشق في الألفاظ والأساليب ( ‪ ، ) ۲۹/۱‬ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪. ) ١١٨٦/٨٧‬‬


‫*)‪( J ) (3/0 • L‬‬

‫( ‪ ) ۳‬دیوان جرير ص ‪. ٤٢٧‬‬

‫( ‪ )٤‬التطور اللغوي التاريخي ص ‪. ١٣٥‬‬


‫( ‪ ) ٥‬معجم أخطاء الكتاب ص ‪. ٣٠‬‬

‫‪١٧٤‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫لحون المتخاصمين‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫‪ ١٥٣-‬كل ما جاء في جواب المدعـى عليـه ‪ ،‬وإقـراره‬


‫)‪(1‬‬
‫الآنف الذكر صحيح‬

‫وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّى إِذَا خَرَجُوا مِنْ عِندِكَ قَالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا‬ ‫جاء في كتاب الله سبحانه ‪:‬‬

‫الْعِلْمَ مَاذَا قَالَ عَانِفًا ﴾ [ محمد ‪ ، ] ١٦ :‬وفي ( مختار الصحاح ) ‪ « :‬وقال كذا آنفا ‪ ،‬وسالفا » (‪ ، ) ٢‬وأما‬

‫( الآنف الذكر) فأسلوب غير فصيح ‪ ،‬لم يرد في كلام العرب ‪ ،‬ولا يساعده الاشتقاق ‪ ،‬قال‬

‫الزعبلاوي ‪ « :‬لأن ( آنفًا ) إنما جاء في كلام العرب ظرف زمان ‪ ،‬ولم يشتق من ( أنف ) الثلاثي ‪،‬‬

‫فـ ( أنفَ منه ) ‪ :‬استنكف وتنزّه ‪ ،‬وأنفَ البعيرإذا اشتكى أنفه ‪ ،‬وأنف الرَّجُلُ‪ :‬عجل من أمره ‪،‬‬

‫وأنفه ‪ :‬كرهه ‪ ..‬وليس بين هذه المعاني وبين الظرف المذكور علاقة أواتصال » (‪. ) ۳‬‬

‫لذا يجوز لك أن تقول ‪ ( :‬وإقراره آنفًا ) أو ( وإقراره سالفًا ) أو ( وإقراره المذكورآنفا ) أو‬

‫وإقراره المتقدم ذكره ‪ ،‬ولا يصح لك أن تقول ‪ ( :‬وإقراره الآنف الذكر‬


‫)‪.‬‬

‫ومما يتصل بهذا الباب ‪ ،‬أنه يصح لك قول ( وإقراره المذكور) اكتفاء واجتزاء ‪ ،‬قال‬

‫الجاحظ ‪ « :‬وناس يزعمون أن أكل لحمان الحيوان المذكور بطول العمر يزيد في العمر»(‪. )4‬‬

‫لم تتفق موكلتي والشركة المدعى عليها على‬ ‫‪١٥٤‬‬

‫إنقاص الأجرة مُطْلَقًا )‬

‫إن إطلاقًا ) و ( مطلقًا ) أو ( على الإطلاق ) تعني ‪ :‬على وجه عام لا استثناء‬

‫فيه ‪ ،‬فلو قلتَ مثلًا ‪ ( :‬لا يفارق فلانُ الكتابَ مُطلقًا ) لم يكن استعمالًا صحيحًا ‪ ،‬بل‬
‫في‬
‫اللحن‬
‫ملجقا‬
‫ضا‬ ‫ا‬
‫لء‬

‫( ‪ ) 1‬ينظر‪ :‬قل ولا تقل ( ‪ ، ) ٤٦/١‬ومعجم أخطاء الكتاب ص ‪ ، ٣٠‬ومعجم الأغلاط اللغوية المعاصرة ص ‪ ،٣٥‬وكبوات‬
‫س‬

‫اليراع ص ‪ ، ٢٣٤‬والاستدراك على كتاب قل ولا تقل ص ‪ ، ۱۷‬ونحوإتقان الكتابة العلمية باللغة العربية ص ‪. ٢٧‬‬
‫)‪.1500 ( 5‬‬

‫( ‪ ) ۳‬معجم أخطاء الكتاب ص ‪. ٣٠‬‬


‫( ‪ ) ٤‬الحيوان ( ‪. ) ١٤٧/٦‬‬
‫ر الكتابة الصحيحة ص ‪ ، ٢١٠‬ومعجم الأخطاء الشائعة ص ‪ ، ١٥٦‬ومعجميات ص ‪ ، ٤٠٠‬ونظرات في‬
‫( ‪ ) 5‬ينظ‪:‬‬
‫أخطاء المنشئين ( ‪ ، ) ١٤/٢‬ومعجم الشوارد النحوية والفوائد اللغوية ص ‪. ٥٧٢‬‬

‫‪۱۷۵‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث الثاني‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫فَقُل لَّن تَخْرُجُوا مَعِيَ أَبَدًا ﴾[ التوبة ‪، ] ۸۳ :‬‬ ‫تقول ‪ ( :‬لا يفارق الكتاب أبدًا ) ‪ ،‬ومنه قوله تعالى ‪:‬‬

‫وأما قولهم ‪ ( :‬كان قرار الدولة بمنع الخروج من البيت مُطلَقًا ) ‪ ،‬أي ‪ :‬لم يستثن أحدًا من‬

‫الناس ‪ ،‬فهذا الاستعمال لا غضاضة فيه ‪ ،‬قال محمد محمد شُرَّاب ‪ « :‬والذي يستخدم‬

‫( مُطلقًا ) يستخدمها بمعنى ( البتّة ) ويجعلها مفعولًا مطلقًا ‪ ،‬أو يجعلها دالة على صفة‬

‫الزمن المحذوف ‪ ،‬وتكون بمعنًى غير مُقيد ‪ ،‬ويعرب نائب ظرف زمان » (‪. )١‬‬

‫) تتفق موكلتي والشركة المدعى عليه على إنقاص الأجرة‬


‫وعلى هذا قولهم ‪ ( :‬لم‬
‫مُطْلَقًا ) استعمال صحيح ‪.‬‬

‫‪ -١٥٥‬ثم تقدم المدعى عليه مُؤْخّرًا إلى لجنة ‪) ...‬‬

‫ومثله في أحد قرارات محكمة الاستئناف ‪ ( :‬وبعد تداول الرأي وما قدمه الملتمس‬

‫مُؤَخَّرًا تُقَرِّرُ الدائرةُ قبول الالتماس ) ‪ ،‬واستعمال ( مُؤَخَّرًا )في هذا المعنى لـيـس وجيهـا عنـد‬

‫الزعبلاوي ‪ ،‬والصحيح عنده وعند غيره ‪ ( :‬أخيرًا ) ‪ ،‬والحجةُ أن ( المُؤخَّر) خلاف ( المُقدَّم ) ‪،‬‬

‫وإذا قلت ‪ ( :‬جاء فلان مُؤخَّرًا ) ‪ ،‬كان معناه أنه كان عليه أن يأتي في موعد فتأخر عنه ‪ ،‬إلا أن‬

‫مجمع اللغة العربية بدمشق أجاز هذا الاستعمال ‪ ،‬ففي ( لسان العرب ) ‪ « :‬ومُؤخَّر كل‬

‫شيء خلاف مُقدَّمه ‪ ،‬والأُخُر ضد القُدم‪....‬وما عرفته إلا بأَخَـرة ‪ ،‬أي ‪ :‬أخيرًا ‪ ،‬ويقال ‪ :‬لقيته‬

‫أخيرًا ‪ ،‬وجاء أُخُرًا وأخيرًا وأُخْريًّا وإخْريّاً وآخريًا وبآخِرة ‪ ،‬أي ‪ :‬آخر كل شيء » ( ‪ ) ۳‬ويـفهـم مــن‬

‫هذا النص أن قولهم بأخَرة وأخيرًا ‪ ،‬يعني في وقت متأخر من الزمان ‪ ،‬واستدل المَجْمَع‬

‫كذلك بجواز التوسع في الظروف ‪ ،‬بأن يُنقل الاسم إلى الظرفية ‪.‬‬

‫وعند التحقيق يظهر صحة قولك ‪ ( :‬ثم تقدم المدعى عليه مُؤَخَّرًا ) أو ( ثم تقدم‬

‫المدعى عليه أخيرًا ) ويستويان في إصابة المعنى المذكور‪ ،‬فتأمل ‪.‬‬

‫( ‪ ) ۱‬معجم الشوارد النحوية والفوائد اللغوية ص ‪. ٥٧٢‬‬

‫( ‪ ) ٢‬ينظر‪ :‬معجم أخطاء الكتاب ص ‪ ، ۸‬ومعجم الصواب اللغوي ص ‪ ، ٢٦‬ومجموع مقالات الدكتور‬
‫فيصل المنصور ص ‪ ، ۳۱۷‬ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪. ) ١١٣٦/٨٨‬‬
‫) ‪. ( ١٢/٤ ) ( ٣‬‬

‫‪١٧٦‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫لحون المتخاصمين‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫ولا وجه لمطالبة المدعية بنفقة العلاج ؛ لأن‬ ‫‪107‬‬

‫الدولة تقدم الصحة مجانًا‬

‫في كتاب ( العين ) ‪ « :‬والمجان ‪ :‬عطيّة بلا مِنّة ‪ ،‬ولا ثمن » (‪ ، ) ٢‬وقال ابن فارس ‪ « :‬والمجان ‪:‬‬

‫هو عطية الرجل شيئًا بلا ثمن » ( ‪ ، )۳‬وفي ( سيرأعلام النبلاء ) عن أبي العالية قال ‪ « :‬مكتوب‬

‫في الكتب ‪ :‬علَّم مجانًا ‪ ،‬كما عُلَّمت مجانًا » ) ‪ ،‬ويقول الطناحي ‪ « :‬تشيع هذه الكلمة في زماننا ‪،‬‬

‫في لغتنا المكتوبة والمنطوقة ‪ ،‬ولكنَّ الكلمة تحيط بها ظلال من العامية ‪ ،‬أو التعريب ‪ ،‬مع أنها‬

‫ضاربةفي القِدَم بعروقها » (ه) ‪ ،‬وقد استبانَ لك قِدَمُ هذه اللفظة في العربية ‪.‬‬

‫‪ -١٥٧-‬ويمكنكم الكتابة إلى تلك الجهة مباشرة‬

‫ومثله قوله ‪ ( :‬وأعطيته الموافقة على نقل خدماته مُباشرةً ) ‪ ،‬قال البصَّام ‪ « :‬وقوله ‪ ( :‬مُباشرة )‬

‫في هذا الموضع من تعابير هذا العصر‪ ،‬وقد فشا في لغة العامة والصحافة والأدب ‪ ..‬والأولى أن‬

‫يعدل عنها إلى المعروف من كلام العرب ‪ ،‬كأن يقال ( رأسًا ) » (‪ ، )۷‬وفي ( أخلاق الوزيرين ) للتوحيدي ‪:‬‬

‫« والذي ينبغي أن يُهجر رأسًا ‪ ،‬ويُرغب عنه جملةً التكلف والإغلاق » (‪ ،)۸‬أما ( المباشرة ) فلا صلة‬

‫لها بالمراد ‪ ،‬قال الجوهري ‪ « :‬ومُباشرة المرأة ‪ :‬ملامستها ‪ ...‬ومباشرة الأمور‪ :‬أن تليها بنفسك » (‪. )۹‬‬

‫‪ :‬في اللغة والأدب ( ‪ ، ) ٧٦۸/۲‬ومعجم الشوارد النحوية ‪ ،‬والفوائد اللغوية ص ‪ ، ٥٦٠‬وقرارات مجمع‬
‫( ‪ ) 1‬ينظر‬
‫اللغة العربية بدمشقفي الألفاظ والأساليب ( ‪ ، ) ۲۸/۱‬ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪. ) ١١٨٤/٨٧‬‬
‫) ‪. ( ١٢٠/٤ ) ( ٢‬‬
‫في‬

‫ملجقا‬
‫ا‬
‫اللحن‬

‫( ‪ ) ۳‬مقاييس اللغة ( ‪. ) ٢٩٩/٥‬‬


‫ضا‬

‫) ‪. ( ٣٦٩/١١ ) ( ٤‬‬
‫لء‬
‫س‬

‫( ‪ ) ٥‬في اللغة والأدب ( ‪. )٧٦٨/٢‬‬


‫( ‪ ) ٦‬ينظر‪ :‬أسئلة إلى مجلة ( البيان ) و ( الضياء ) وأجوبة الشيخ إبراهيم اليازجي عليها ص ‪ ، ۱۸۸‬ودراسات‬
‫في فلسفة النحو والصرف واللغة والرسم ص ‪ ، ۱۱۱‬ومجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪. ) ٤٦/٦٠‬‬
‫)‪ (v‬مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪. ) ٤٦/٦٠‬‬
‫( ‪ ) ٨‬ص ‪. ١٣٤‬‬
‫)‪.(09./5) (9‬‬

‫‪۱۷۷‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث الثاني‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫ولما تقدم ‪ ،‬فالصحيح هجر استعمال ( مُباشرة ) في هذين المثالين وشبههما‬

‫والعدولُ بها إلى قولك ‪ ( :‬ويمكنكم الكتابة إلى تلك الجهة رأسًا ) أو ( وأعطيته الموافقة‬

‫على نقل خدماته في الحال ‪.‬‬

‫)‪(1‬‬
‫‪ ١٥٨-‬دفع المدعى عليه بأمور مُهِمَّة ‪ ،‬هي ‪...‬‬

‫يُخطئ جملة من المعتنين بتصحيح الأساليب ‪ ،‬قول بعضهم ‪ ( :‬هذا أمر هام ) على أن‬

‫الصحيح قولهم ‪ ( :‬هذا أمر مهم ) ‪ ،‬ويندر أن تخلو نشرة من هذا التنبيه ؛ لأن المشتهر عند‬

‫كثيرين خطأُ استعمال ( هام ) ‪ ،‬وإني أوجز لك اختلاف آراء النقاد على ثلاثة أقوال ‪ ،‬هي ‪:‬‬

‫الأول ‪ :‬عدم جواز قولك ‪ ( :‬أمر هام ) ‪ ،‬وتقتصر على ( أمر مهم ) ‪ ،‬وهو اختيار مصطفى‬

‫جواد ‪ ،‬ومحمد كرد علي ‪ ،‬وأبي تراب الظاهري ‪ ،‬والحجة في هذا القول أن العرب تستعمل‬

‫( المهم ) للأمر الشديد ‪ ،‬فالمهم هو الذي يبعث الهمة في الإنسان ‪ ،‬ويجعله يَهُم ويُقلقه‬

‫أحيانًا ‪ ،‬أما ( الهام ) فهو المحزن ‪ ،‬وهو من هَمَّهُ ‪ ،‬أي ‪ :‬أحزنه حزنًا يذيب الجسم ‪ ،‬ولا محل‬

‫له في تلك الجملة ‪.‬‬

‫الثاني ‪ :‬جواز الوجهين ‪ ،‬وهو اختيار محمد سليم الجندي ‪ ،‬والزعبلاوي ‪ ،‬والعدناني‬

‫قال الجندي ‪ « :‬قال في ( القاموس ) ( ‪ ) ٢‬و ( التاج ) ( ‪ : )۳‬همه الأمر هما‪ ،‬ومهمة ‪ :‬حزنه وأقلقه‬
‫)‪(ε‬‬
‫كأهمه ‪ ،‬وقال في ( المصباح ) ( ‪ : ) ٤‬وأهمني الأمر بالألف ‪ ،‬أقلقني وهمني همـا مـن بـاب قـتـل‬

‫مثله ‪ ،‬فقد جعلوا الثلاثي والرباعي متماثلين ‪ ،‬ولم يذكروا أن أحدهما أفصح من الآخ‬

‫( ‪ ) 1‬ينظر لغة الجرائد ص ‪ ، ٢٩‬وإصلاح الفاسد من لغة الجرائد ص ‪ ، ٩‬وقل ولا تقل ( ‪ ، ) ١٦٦/١‬ومعجم‬
‫أخطاء الكتاب ص ‪ ، ٦٤٥‬ومعجم الأخطاء الشائعة ص ‪ ، ٢٥٩‬ومعجم الخطأ والصواب في اللغة‬
‫ص ‪ ، ٢٦٣‬وكبوات اليراع ص ‪ ، ٤٠١‬ونحو إتقان الكتابة العلمية باللغة العربية ص ‪ ، ٢١٤‬ومعجم تصحيح‬
‫التصحيح ص ‪ ، ٢٢٩‬ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪ ) ١٥١/٢٨‬و ( ‪ ، )٥٧٥/٢‬ومجلة مجمع‬
‫اللغة العربية الأردني ( ‪. ) ٢٧٠/٧٥‬‬
‫( ‪ ) ۲‬ص ‪. ۱۱۷۱‬‬
‫) ‪. ( ١١٨/٣٤ ) ( ٣‬‬
‫( ‪ ) ٤‬ص ‪. ٢٤٥‬‬

‫‪۱۷۸‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫لحون المتخاصمين‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫فادعاء ذلك يحتاج إلى دليل ‪ ،‬واقتصار ( الصحاح ) (‪ )۱‬و ( الأساس ) ) على صيغة لا يوجـب‬

‫أن يكون ما عداها غير صحيح أو فصيح ‪ ،‬كما يتضح ذلك من الاستقراء » (‪. )۳‬‬

‫المهم ) أفصح وأعلى من ( الهام ) ‪ ،‬وهو رأي اليازجي‬ ‫الثالث ‪ :‬جواز الوجهين ‪ ،‬لكن‬

‫والبصام ‪ ،‬يقول اليازجي ‪ « :‬ويقولون ‪ ( :‬هذا أمر هام ) بصيغة الثلاثي لا يكادون يخرجون عنها‬

‫الصحاح ) و( الأساس ) » (‪. )٤‬‬ ‫في الاستعمال ‪ ،‬والأفصح ( مهم ) بالرباعي ‪ ،‬وعليه اقتصرفي‬

‫قال الزعبلاوي ‪ -‬وهو أحسن من بحث هذه المسألة ‪ « : -‬إذا جاء ( فَعَلَ ) أو ( أَفْعَلَ )‬

‫بمعنى واحـد كـ ( هم ) و ( أهم ) ‪ ،‬ففي المزيد لفظًا زيادة في المعنى ‪ ،‬وقد أشارالرضيفي ( شرح‬

‫الشافية ) أن هذه الزيادة تعني التأكيد والمبالغة ‪ ،‬ومن أجل هذا قال العرب ( المهم )‬

‫للأمر الشديد ‪ ،‬ولم يقولوا ( الهام ) ‪ ،‬وهذا فرق ما بينهما » (ه) ‪.‬‬

‫والذي يظهر ‪ -‬والله أعلم ‪ -‬جواز الوجهين ‪ ،‬وإن كان ( المُهم ) هو الأغلب استعمالًا‬

‫عند العرب ‪ ،‬إذا كان الأمر شديدًا ‪.‬‬

‫ونقطة أخرى في غاية الأهميّة ‪ ،‬نود أن نلفت‬ ‫‪-١٥٩‬‬

‫)‪(1‬‬
‫عناية فضيلتكم )‬

‫يرى جواد أن ( أهميَّة ) مشتقة من ( أَهَمَّ ) اسم التفضيل المعروف ‪ ،‬و( أَهَمَّ ) مأخوذ‬

‫من الفعل الرباعي ( أهَمَّ يُهِمُّ إهمامًا ) واسم الفاعل ( مُهم ) ‪ ،‬وأن سبيل اشتقاقه أن يُختم‬
‫في‬

‫ملجقا‬
‫ا‬
‫اللحن‬
‫ضا‬

‫) ‪.(5.91/0) (1‬‬
‫لء‬
‫س‬

‫)‪(J) (J/+VA‬‬

‫( ‪ ) ۳‬إصلاح الفاسد من لغة الجرائد ص ‪. ۹‬‬


‫( ‪ ) ٤‬لغة الجرائد ص ‪.۲۹‬‬

‫( ‪ ) 5‬معجم أخطاء الكتاب ص ‪. ٦٤٥‬‬


‫( ‪ ) ٦‬ينظر‪ :‬قل ولا تقل ( ‪ ) ۳۷/۲‬ومعجم الأغلاط اللغوية المعاصرة ص ‪ ، ۷۰۳‬ومعجم الصواب اللغوي‬
‫ص ‪ ،۸۸‬ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪ ) ٩٤/٥‬و( ‪. ) ٣٦٠/٨‬‬

‫‪۱۷۹‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث الثاني‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫الاسم بياء مشددة ‪ ،‬وتاء تأنيث كـ ( الهويّة ) ‪ ،‬مِنْ ( هُوَ) و ( الماهِيَّة ) و ( الكَمِّيَّة ) مِنْ ( كم ) ‪،‬‬

‫و ( الكيفيّة ) مِنْ ( كيف ) ‪ ،‬في حين يرى العدناني عدم صحة قولهم ‪ ( :‬ليس الجرح بذي‬

‫أهميّة ) ‪ ،‬والصحيح أن يقال ‪ ( :‬ليس الجرح بذي خطر) أو ( بذي شأن ) ؛ لأنه لم يعثر على‬

‫كلمة ( أهميّة ) في أي معجم من معجمات العربية ‪ ،‬والذي يظهر صحة اشتقاق لفظة‬

‫( أهمية ) ‪ ،‬وإن لم ترد في معجمات العربية ‪ ،‬لكن يجب أن نتخفف من استعمالها فيما لا‬

‫أهمية له ولا بال (‪. )۱‬‬

‫‪ ١٦٠-‬فصادق على أن هذا الذهبَ مُبَاعٌ على موكله )‬

‫ومثله قولهم ‪ ( :‬وموكلي يطالب بحقه من الأرض المُبَاعة ) ‪ ،‬وهذا خطأ شائع منتشر‬

‫في السجلات القضائية ‪ ،‬قال داغر‪ « :‬ويقولون ‪ ( :‬مُباع ) و( مُصان ) و ( معاق ) و( معاب )‬

‫( ‪ ) 1‬للأديب اللغوي شكيب أرسلان رأي في لفظة ( أهميّة ) ذكره في مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق‬
‫( ‪ ) ٩٤/٥‬أُثْبِتُهُ لنفاسته ‪ « :‬أما ( الأهميّة ) فإني رأيتها صارت مبتذلة جدًا حتى صارالإنسان يـفـر منـهـا‬
‫فراره من الأجرب ‪ ،‬ثم إننا إن أبقيناها بمعنى ( الخطورة ) و ( الشأن ) كان ذلك مخالفا للقاعدة ؛ لأن‬
‫معناها الحقيقي أن يكون الشيء أهم من غيره ‪ ،‬مثل أن الأفضلية والأرجحية هما حال ما هو أفضل‬
‫وأرجح ‪ ،‬فإذا جئنا إلى حال شيء أهم من شيء ‪ ،‬وكانت الأهمية عندنا بمعنى ( الخطورة ) أو ( الشأن )‬
‫لزمنا أن نقول ‪ ( :‬أكثر أهمية ) كما يقول بعض العوام ‪ ،‬ونكون أدخلنا تفضيلا على تفضيل ‪ ،‬والحال‬
‫أن ( الأهمية ) لا تقال إلى لحال الشيء الذي هو أهم من غيره ‪ ،‬لا لحال الشيء المهم مطلقًا ‪ ،‬وقد‬
‫آن ترك هذه اللفظة التي أخذت معنى غير معناها ‪ ،‬فترى الناس يقولون ‪ ( :‬فلان ليس له أهمية )‬
‫لا يريدون بذلك أنه ليس أهم من غيره ‪ ،‬بل إنه ليس له شأن أصلًا ‪ ،‬وقد حاولت أن أعرف ماذا‬
‫كان يقول العرب ‪ ،‬أو ماذا يقول المتكلمون بالسليقة في مقام كهذا ‪ ،‬فوجدتهم يستعملون ( البال ) في‬
‫المحل الذي نستعمل فيه نحن الأهمية ) ‪ ،‬قال لي مرة سيدي عبد العزيز العيساوي من بنغازي ومن‬

‫كبار رجال السنوسية ‪ ( :‬أما الأراضي التي لها البال فهي ‪ ، ) ...‬وسألت مصطفى أفندي الترجمان‬
‫من مصراطة عن رجل ‪ ،‬فقال لي ‪ :‬ليس له بال ) ‪ ،‬أي ‪ :‬ليس بذي أهميَّة ‪ ،‬كما نقول نحن ‪ ،‬فلعمري‬
‫( البال ) أحسن من ( الأهمية ) وأقعد » ‪.‬‬
‫‪ :‬تثقيف اللسان ‪ ،‬وتلقيح الجنان ص ‪ ، ١٦٧‬ودرة الغواص ص ‪ ، ٢٥٨‬وأساليب العرب في صناعة‬
‫(‪ ) ٢‬ينظر‬
‫الإنشاء ص ‪ ، ٨٢‬وتذكرة الكاتب ص ‪ ، ۹۸‬ونظرات في اللغة والأدب ص ‪ ، ۳۰‬ودفع الأوهام ص ‪ ، ٢١‬ومعجم‬
‫أخطاء الكتاب ص ‪ ، ٦٧‬ومعجم الأخطاء الشائعة ص ‪ ، ٢٦١‬ومغالط الكتاب ص ‪ ،۷‬وإصلاحات في لغة‬
‫الكتابة والأدب ص ‪ ، ٥٦‬والأخطاء اللغوية الشائعة على ألسنة الكتاب والأدباء والإذاعيين ص ‪، ٩‬‬
‫ومقالات في أخطاء لغوية شائعة ص ‪ ، ۹۳‬ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪. ) ٥٣٩/٨‬‬

‫‪١٨٠‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫لحون المتخاصمين‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫و( مُقاد ) و ( مُلام ) و ( مُهاب ) وغير ذلك من أسماء المفعول ‪ ،‬التي يأتون بها من المزيد‬

‫على وزن ( أفعل ) ‪ ،‬زاعمين أن مجردها لازم ‪ ،‬والصحيح أن يقال ‪ ( :‬مَبيع ومصون ومعوق‬

‫ومعيب ومقود وملوم ومهيب ) ؛ لأنها كلها من مجرد مُتَعَدِّ ‪ ،‬إذ يقال ‪ :‬باع الشيء وصانه ‪،‬‬

‫‪ ،‬وعاب عليه فعله ‪ ...‬إلخ » ) ‪.‬‬


‫وعاقه عن الأمر‬

‫ويكتبون على بعض السلع ‪ ( :‬مُباع ) ويقصدون أن بيعها‬ ‫وقال محمد أبو الحسن ‪:‬‬

‫قد تم ‪ ،‬وهو خطأ ‪ ،‬والصحيح ( مبيع ) ‪ ،‬يقال ‪ :‬باعه بيعًا ومبيعًا ‪ ،‬أعطاه إياه بثمن ‪ ،‬ويقال ‪:‬‬

‫أباعه الشيء إذا عرَّضه للبيع ‪ ،‬فهو ( مُباع ) ‪ ،‬أي ‪ :‬مُعرَّضُ للبيع ‪ ،‬فالشيء إذا تم بيعه ‪،‬‬

‫فهو ( مبيع ) ‪ ،‬وإذا عُرِض للبيع فهو ( مباع ) » ( ) ‪.‬‬

‫فصادق على أن هذا الذهب مبيع على‬ ‫ولما تقدم في المثالين ‪ ،‬فالصحيح قولك ‪:‬‬

‫موكله ) و( وموكلي يطالب بحقه من الأرض المبيعة ) ‪.‬‬

‫)‪( ۳‬‬
‫وموكلي مديون ‪ ،‬وحالته صعبة (‪)٣‬‬ ‫‪١٦١‬‬

‫يظن كثير من الناس أن ( مديون ) كلمة عاميَّة ‪ ،‬والصحيح أنها فصيحة مستعملة‬

‫منذُ دُونت الفصحى ‪ ،‬ففي ( العين ) ‪ « :‬ورجل مَدْيونُ ‪ :‬قد ركبه دَيْنُ ‪ ،‬ومديـن أجــود » ( ‪، ) ٤‬‬

‫وفي ( القاموس ) ‪ « :‬ورجل دائن ومدين ومَدْيون ومُدان » ( ه)‪ ،‬وقد خطأ اليازجي استعمال‬

‫( مديون ) ‪ ،‬بزعمه أنها من الألفاظ المعربة عن كلام الإفرنج ‪ ،‬وكذلك خَطَأَ إبراهيم المنذر قولَ ‪:‬‬

‫( رجلٌ مُدان ) بحجة أن الصواب ( رجل مدين ) ‪ ،‬وتلك فرطةٌ منهما وزلة ‪ ،‬وجلّ من لا يسهو‪.‬‬

‫ولذلك صح لك أن تقول ‪ ( :‬مدين ) أو ( مُدان ) أو ( مديون ) ‪.‬‬


‫في‬

‫ملجقا‬
‫ا‬
‫اللحن‬
‫لء‬‫ضا‬

‫( ‪ ) ۱‬تذكرة الكاتب ص ‪. ۹۸‬‬


‫س‬

‫( ‪ ) ٢‬الأخطاء اللغوية الشائعة على ألسنة الكتاب والأدباء والإذاعيين ص ‪. ٩‬‬


‫( ‪ ) ۳‬ينظر‪ :‬درة الغواص مع شرحه ص ‪ ، ٢٦٠‬ونظرات في اللغة والأدب ص ‪ ، ۳۰‬ومغالط الكتاب ص ‪، ٤٢‬‬
‫ومعجم الأخطاء الشائعة ص ‪ ، ٩٤‬ومعجم الأغلاط اللغوية المعاصرة ص ‪ ، ٤٨٤‬ومن سعة العربية‬
‫ص ‪ ، ١٧٥‬والأخطاء اللغوية الشائعة في الأوساط الثقافية ص ‪ ، ١٤٧‬والقرارات المجمعية ص ‪. ١٧٧‬‬
‫) ‪. ( ٦١/٢ ) ( ٤‬‬
‫( ‪ ) ٥‬ص ‪. ۱۱۹۸‬‬

‫‪١٨١‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث الثاني‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫وقد أجاز مجمع اللغة بالقاهرة استعمال مصطلح ( المديونية ) ‪ ،‬على أنه مصدر‬

‫صناعي من صيغة ( مديون ) (‪. )۱‬‬

‫‪ ١٦٢-‬يمر موكلي في أزمة مالية‬

‫يُخطئ زهدي جار الله من يقول ‪ ( :‬أزمة ) بتسكين الزاي ‪ ،‬والصحيح عنده ‪ ( :‬أزمة )‬

‫بالفتح ‪ ،‬وعلى نقيضه مصطفى جواد ‪ ،‬فهو يرى أن الوجه الصحيح تسكين الزاي في‬

‫( أزمة ) وما عداه خطأً‪ .‬وهو الرأي الصحيح ؛ لأنها ساكنة الزاي في لغة العرب ‪ ،‬ولم يرد‬

‫‪ ،‬وإذا جمعتها جمع مؤنث سالمًا قلت ‪ ( :‬أَزَمـات ) بفتح الزاي بعد أن كانت في‬
‫لها وجه آخر‬

‫المفرد ساكنة ؛ لأنها من الأسماء ‪ ،‬وليست من الصفات ‪.‬‬

‫وأصل معنى ( الأزمة ) ‪ :‬السَنَة الشديدة ‪ ،‬وهي من ( الأَزْم ) بمعنى الشدة والإمساك والتضييق(‪. )۳‬‬

‫‪ ١٦٣-‬تغيبت عن الجلسة الماضية بسبب ظروف خاصة‬

‫استعمال ( ظرف ) في هذا التعبير وأمثاله من الأخطاء الشائعة ‪ ،‬وهو كثيرفي كلام‬

‫العامة والخاصة ‪ ،‬وممن غلط هذا الاستعمال أسعد داغر‪ ،‬وزهدي جارالله ‪ ،‬والعدناني ‪،‬‬

‫والهلالي ‪ ،‬وغيرهم ‪ ،‬قال داغر‪ « :‬ويقولون ‪ ( :‬تحت ضغط الظروف الحاضرة ) فيستعملون‬

‫يشيع استعمال مصطلح ( المديونية ) في لغة القضاء المدني مرادا به حالـة كـون‬ ‫( ‪ ) ۱‬ونص قرار المجمع ‪:‬‬
‫الإنسان مدينا ‪ ،‬وفي رأي بعض النقاد أنه خطأ على أساس أن القياس في اسم المفعول من ( دان ) ‪ ،‬هو‬
‫( مدين ) ‪ ،‬فيجب أن يكون ( مدينية ) ‪ ،‬لا ( مديونيَّة ) ‪ ،‬وبدراسة المسألة وجدت اللجنة أن بعض قبائل‬
‫العرب تجري في لغتها على التصحيح في صيغة اسم المفعول من الثلاثي المعتل العين بالياء‪ ،‬وقد‬
‫نصت المعجمات على صيغة ( مديون ) بالتصحيح ‪ ،‬وعلى ذلك تكون المديونيَّة ) مصدرًا صناعيا ‪،‬‬
‫ولهذا يرى المجمع أن لفظ ( المديونيَّة ) صحيحُ لا بأس باستعماله » ‪ .‬القرارات المجمعية ص ‪. ١٧٧‬‬
‫( ‪ ) ٢‬ينظر‪ :‬قل ولا تقل ( ‪ ، ) ۷۱/۱‬وعثرات اللسان ص ‪ ، ٨٥‬ومعجم أخطاء الكتاب ص ‪ ، ١٣‬والكتابة الصحيحة‬
‫ص ‪ ، 23‬ومعجم الأخطاء الشائعة ص ‪ ، ٢٤‬وأشتات في الأدب واللغة ص ‪ ، ۱۱۳‬وكبوات اليراع ص ‪. ٣٢٣‬‬
‫( ‪ ) ۳‬القاموس المحيط ص ‪ ، ١٠٧٥‬وتاج العروس ( ‪. ) ٢١١/٣١‬‬
‫( ‪ ) ٤‬ينظر‪ :‬تذكرة الكاتب ص ‪ ، ٧٤‬والكتابة الصحيحة ص ‪ ، ٢١٣‬ومعجم الأخطاء الشائعة ص ‪ ،١٦٠‬وتقويم‬
‫اللسانين ص ‪ ، ١٠٦‬ومعجم الخطأ والصواب في اللغة ص ‪ ، ۱۹۱‬ونظرات في أخطاء المنشئين ( ‪، ) ٢٤/٢‬‬
‫ومجلة مجمع اللغة العربية بالقاهرة ( ‪. ) ٢١٨/٣‬‬

‫‪١٨٢‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫لحون المتخاصمين‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫( ظروف ) جمع ( ظرف ) ‪ ،‬بمعنى ( أحوال ) جمع ( حال ) أو ( حالات ) جمع ( حالة ) ‪ ،‬ولـم‬

‫يُسمع شيء من هذا عن العرب » (‪ ، )۱‬وقد أثبت المعجم الوسيط الذي صدر عن مجمع‬

‫اللغة بالقاهرة استعمال ( الظَّرف ) بمعنى ( الحال ) ‪ ،‬وهو مولد ‪.‬‬

‫والذي يترجح لي خطأ من يقول ‪ ( :‬تغيبت عن الجلسة الماضية لظروف خاصة ) ‪،‬‬

‫تغيبت عن الجلسة الماضية لأحوال خاصة ) ‪.‬‬ ‫والصحيح أن يقال في مثل هذا‬

‫( د)‬
‫‪ ١٦٤-‬ورفضت العودة إلى منزله بسبب سلوكه المشين‬

‫في ( الأساس ) ‪ « :‬شين ‪ :‬هو فعل شَائن ‪ ،‬وهذه شائنة من الشوائن ‪ ،‬ووجهـك شـيـن ‪،‬‬

‫ووجهي زين » ( ‪ ،)۳‬وسبب الغلط أنهم استعملوا الفعل الرباعي ( أشـان ) بمعنى ( شان ) ‪،‬‬

‫رفضت العودة إلى منزله‬ ‫أي ‪ :‬عاب ‪ ،‬ولم يُسمع هذا عن العرب ‪ ،‬فالصحيح أن يقال ‪:‬‬

‫بسبب سلوكه الشَّائن ) ‪ ،‬و ( هذا فعل شائن ) لا ( مُشين ) ؛ إذ ليس لها في العربية موضع ‪،‬‬

‫أما فتح الميم في ( مَشين ) فلا يسوغ استعماله في هذه الجملة أيضًا فـ ( المشين ) هو الذي‬

‫اقترف السلوك الشائن ‪ ،‬وعليه ‪ :‬الخطأ في ( مُشين ) بالضم خطأ صرفي ‪ ،‬أما ( مشين )‬

‫بالفتح فخطأً دلالي ‪ ،‬أي ‪ :‬اللفظ صحيح ‪ ،‬لكنه يستعمل في غير معناه ‪.‬‬

‫‪ ١٦٥-‬ما ذكره المدعي في دعواه يتضمن أشياء مغلوطة‬

‫والصحيح عندهما ( هذا كلام مغلوط‬ ‫منع الكرملي ‪ ،‬وداغر قولهم ‪ ( :‬هذا كلام مغلوط‬

‫فيه ) ؛ لأن الفعل ( غَلِط ) لازم لا يتعدى بنفسه ‪ ،‬ولا يصاغ منه اسم مفعول إلا مع حرف الجر‪.‬‬
‫في‬

‫ملجقا‬
‫ا‬
‫اللحن‬
‫ضا‬

‫( ‪ ) ۱‬تذكرة الكاتب ص ‪. ٧٤‬‬


‫لء‬
‫س‬

‫( ‪ ) ٢‬ينظر‪ :‬تذكرة الكاتب ص ‪ ، ۱۰۳‬وعثرات اللسان ص ‪ ، ١٦‬ومعجم أخطاء الكتاب ص ‪ ، ٣٢٥‬ومعجم‬


‫الأخطاء الشائعة ص ‪ ، ۱۳۷‬ومغالط الكتاب ص ‪ ، ٦٣‬ومجلة الضياء ( ‪ ، ) ٥١٥/١‬ومجلة مجمع اللغة‬
‫العربية بدمشق ( ‪. ) ١٧٥/١‬‬
‫) ‪.( ٥٣١/١ ) ( ۳‬‬

‫( ‪ ) ٤‬ينظر‪ :‬تذكرة الكاتب ص ‪ ، ١٢٢‬ومقالات في أخطاء لغوية شائعة ص ‪ ، ١٤٨‬والأخطاء اللغوية الشائعة‬
‫في الأوساط الثقافية ص ‪ ، ۲۹۷‬ومجلة لغة العرب ( ‪. )٧١٤/٧‬‬

‫‪١٨٣‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث الثاني‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫القضية المشتركة ) و ( القضية‬ ‫والصحيحُ ‪ :‬أن يقال في هذا الأسلوب ما قيل في ‪:‬‬

‫المشترك فيها ) (‪ ، )۱‬فقد جاز على الحذف والإيصال ‪ ،‬فلك أن تقول ‪ ( :‬ما ذكره المدعي في‬

‫دعواه يتضمن أشياءَ مغلوطة ) أو ( ما ذكره المدعي في دعواه يتضمن أشياء مغلوطًا فيها ) ‪.‬‬

‫‪ ١٦٦-‬استأجرت من المدعى عليه ورشة صيانة وتصليح‬

‫سيارات )‬

‫من الأخطاء الشائعة استعمال كثير من الناس لكلمة ( تصليح ) ‪ ،‬ويقولون ‪ ( :‬صلّح‬

‫الشيء تصليحًا ) ‪ ،‬بمعنى أصلح الشيء إصلاحًا ‪ ،‬ولم يرد ذلك في كتب اللغة ‪ ،‬ولم يستعمله‬

‫الفصحاء ‪ ،‬وفي ( الأساس ) ‪ « :‬وصَلَحَ الأمرُ‪ ،‬وأصلحته ‪ ،‬وأصلحتُ النَّعْلَ »(‪ ،)۳‬قال اليازجي ‪:‬‬

‫ويقولون ‪ :‬صلح الشيء تصليحا ‪ ،‬خلاف أفسده فاصطلح ‪ ،‬وكلاهما خطأً؛ لأن الأول لـم‬

‫يرد في اللغة أصلا‪ ،‬والثاني من أفعال المشاركة » (‪ ، ) ٤‬وممن أنكر هذه اللفظة من النقاد‬

‫المعتنين بإصلاح اللسان ‪ :‬إبراهيم المنذر‪ ،‬وزهدي جار الله ‪ ،‬والعدناني ‪ ،‬والهلالي ‪.‬‬

‫ولذا ‪ ،‬لا يصح لك أن تقول ‪ ( :‬استأجرت من المدعى عليه ورشة صيانة وتصليح‬

‫سيارات ) ‪ ،‬وقل ‪ ( :‬استأجرت من المدعى عليه ورشة صيانة وإصلاح سيارات) ‪ ،‬ولا تقل ‪:‬‬

‫( صلَّحتُ الشيءَ ) ‪ ،‬وإنما تقول ‪( :‬أصلحت الشيء ) ‪.‬‬

‫( ‪ ) 1‬ينظر‪ :‬ص ‪٢٩‬‬

‫( ‪ ) ٢‬ينظر لغة الجرائد ص ‪ ، ۳۷‬والكتابة الصحيحة ص ‪ ، ١٩٢‬ومعجم الأغلاط اللغوية المعاصرة ص ‪، ۳۸۰‬‬
‫وتقويم اللسانين ص ‪ ، ١٢١‬وموسوعة الأخطاء اللغوية الشائعة ص ‪. ٩٠‬‬
‫) ‪. ( ٥٥٤/١ ) ( ٣‬‬
‫( ‪ ) ٤‬لغة الجرائد ص ‪۳۸‬‬

‫‪١٨٤‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫لحون المتخاصمين‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫)‪(1‬‬
‫ولم أوقع العقد مع المدعى عليها بشكل رسمي‬ ‫‪-١٦٧‬‬

‫ومثله قول بعضهم‪ ( :‬لم يبن المنزل بشكل جيد ) أو ( بصورة جيدة ) ‪ ،‬أو قول بعضهم ‪:‬‬

‫اشتريت السيارة بشكل صوري ) ‪ ،‬ويعدها كثير من المتأدبين من الأساليب الركيكة‬

‫ومن تأثير الترجمة في أساليب الكتاب ‪ ،‬ويرون أن الصحيح قولهم ‪ ( :‬لم يبن البيت بناءً‬

‫جيدًا ) وذلك باستبعاد لفظتي ( الشكل ) و ( الصورة ) ؛ والاستغناء عنهما بالمفعول المطلق‬

‫وفي ( الأساس ) ‪ « :‬هذا شكله ‪ ،‬أي مثله » (‪ ، ) ۲‬وقال الجاحظ ‪ « :‬والناعم من كل فن ‪ ،‬واللباب‬

‫من كل شكل » ( ‪ ، ) ۳‬فهنا استعمل الجاحظ كلمة ( شكل ) في مكانها اللائق بها ‪ ،‬أما ما يقوله‬

‫بعضهم ‪ ( :‬عَدلت الخُطَّة بشكل كامل ) ‪ ،‬فالوجه أن يقال ‪ ( :‬عدلت الخُطَّة تعديلا كاملًا ‪،‬‬

‫وكذلك قول بعضهم ‪ ( :‬غير المخطط بصورة كاملة ) ‪ ،‬والأوجه أن يقال ‪ ( :‬غير المخطط‬

‫تغييرًا كاملًا ) ‪ ،‬وقول آخرين ‪ ( :‬يعمل بشكل سريع ) ‪ ،‬والصحيح أن يقال ‪ ( :‬يعمل بسرعة )‬

‫وهكذا دواليك ‪ ،‬غيرأن مجمع اللغة العربية بالقاهرة يرى صحة الاستعمالين ‪ ،‬ونَصُّ‬

‫‪ « :‬ويُخطئ بعض النقاد قول بعض المعاصرين ‪ :‬مشى بصورة جيدة ‪ ،‬أو سار بشكل‬
‫القرار‬

‫جيد ‪ ،‬ويرون أن الصواب فيه ‪ :‬مشى مشيًا جيدًا ‪ ،‬أو سار سيرًا حسنًا ‪ ،‬وترى اللجنة أن‬

‫الأسلوب صحيح ؛ لأنه يتضمن بيانًا لهيئة الحدث أو صاحبه » (‪. ) ٤‬‬

‫والذي يظهر أن الأفصح استبعاد كلمتي ( شكل ) و( صورة ) في مثال الباب ‪ ،‬والوجه‬

‫قولك ‪ ( :‬ولم أوقع العقد مع المدعى عليها رسميًّا ) و ( لم تستصنع المدعى عليها الغرفة‬

‫جيدًا ) ‪ ،‬و ( اشتريت السيارة صوريا) ‪.‬‬


‫في‬

‫ملجقا‬
‫ا‬
‫اللحن‬
‫لء‬
‫س‬ ‫ضا‬

‫( ‪ ) ۱‬ينظر‪ :‬معجم الأغلاط اللغوية المعاصرة ص ‪ ، ٣٨٦‬ومقالات في أخطاء لغوية شائعة ص ‪ ، ١٤١‬ومعجم‬
‫الصواب اللغوي ص ‪ ، ۱۸۳‬ونحو إتقان الكتابة العلمية باللغة العربية ص ‪ ، ٢٠‬والقرارات المجمعية‬
‫ص ‪ ، ١٢٤‬والألفاظ والأساليب ( ‪ ، ) ٩٤/١‬ومجلة اللسان العربي ( ‪. )٥٤/٣/٨‬‬
‫) ‪. ( ٥١٧/١ ) ( ٢‬‬
‫( ‪ ) ۳‬البخلاء ص ‪. ۱۱‬‬
‫( ‪ ) ٤‬القرارات المجمعية ص ‪ ، ١٢٤‬والألفاظ والأساليب ( ‪. ) ٩٤/١‬‬

‫‪١٨٥‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث الثاني‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫)‪(1‬‬
‫‪ ١٦٨-‬ومدى حاجة المدعية إلى الزواج ‪ ،‬وتكوين أسرة ‪...‬‬

‫ومثله قولهم ‪ ( :‬تكوين اللجان ) ‪ ،‬ويرى داغر خطاً هذا الاستعمال قائلًا ‪ « :‬وترى‬

‫كثيرين منهم مولعين باستعمال ( إيجاد ) ‪ ،‬مصدر أوجد ‪ ،‬و ( تكوين ) مصدر كون ‪،‬‬

‫نسعى لإيجاد موسوعات باللغة العربية ) ‪ ،‬و ( فرغنا من تكوين هذه الجمعية ) ‪،‬‬ ‫فيقولون ‪:‬‬

‫وجدير بنا أن نستبدل بهما كلمتي ‪ ( :‬تأليف ) و ( إنشاء ) ‪ ،‬فنقول ‪ ( :‬تأليف موسوعات )‬

‫و ( إنشاء الجمعية ) » ( ‪ ، ) ٢‬وقد ردَّ المغربي على داغر بأن ( الإنشاء ) و ( التكوين ) و ( الإيجاد )‬

‫كلها بمعنى واحد ‪ ،‬وفي ( التاج ) ‪ ( « :‬وكونه ( تكوينا ‪ ( :‬أحدثه ) ‪ ،‬وقيل ‪ :‬التكوين ‪ :‬إيجاد شيء‬

‫مسبوق بمادة ‪ ( ،‬و) كوّن الله الأشياءَ ) تكوينا ‪ ( :‬أوجدها ) ‪ ،‬أي ‪ :‬أخرجها من العدم إلى‬

‫الوجود » ( ‪ ، ) ۳‬وهذه اللفظة يكثر الأدباء من استعمالها ‪ ،‬قال المتنبي ‪:‬‬

‫مَنْ لم يكن لمثاله تكوين (‪)٤‬‬ ‫يا بدرإنك ‪ ،‬والحديث شجون‬

‫وقد تبين لك أن ما ذكره أسعد داغر من اجتناب هذا الاستعمال تحكُّم لا دليل‬

‫عليه ‪ ،‬وقولك ‪ ( :‬وتكوين أسرة ) و ( تكوين اللجان ) صحيح لا شيء فيه ‪.‬‬

‫)‪(0‬‬
‫‪ ١٦٩-‬وخاطبني المدعى عليه طالبًا إيجاد مشتر للعقار‬

‫قال اليازجي ‪ « :‬ويقولون ‪ ( :‬سعى في إيجاد مطلوبه ) ‪ ،‬أي ‪ :‬في أن يجده ‪ ،‬فيستعملون‬

‫المصدر من ( أوجد ) الرباعي ‪ ،‬مع أنهم يقولون في الفعل ‪ ( :‬وجد مطلوبه ) بصيغة الثلاثي ‪،‬‬

‫وشتان ما بين الصيغتين في المعنى ‪ ،‬وقد مرّ مثل هذا قريبًا ‪ ،‬والصواب ( سعى في وجدان‬

‫مطلوبه ( » (‪ ، ) ٦‬وبمثله قال داغر‪ ،‬والعدناني‬

‫( ‪ ) 1‬ينظر‪ :‬تذكرة الكاتب ص ‪ ، ٥١‬ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪. ) ٣٠٩/٤‬‬


‫( ‪ ) ٢‬تذكرة الكاتب ص ‪. ٥١‬‬
‫) ‪. ( ٧١/٣٦ ) ( ۳‬‬

‫( ‪ ) ٤‬ديوان المتنبي بشرح العكبري ( ‪. ) ٢٠٨/٤‬‬


‫( ‪ ) ٥‬ينظر لغة الجرائد ص ‪ ، ٩٥‬وتذكرة الكاتب ص ‪ ، ٥١‬ومعجم أخطاء الكتاب ص ‪ ، ٦٥٤‬ومعجم الأخطاء‬
‫الشائعة ص ‪ ، ٢٦٤‬ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪. ) ٣٠٩/٤‬‬
‫( ‪ ) ٦‬لغة الجرائد ص ‪. ٩٥‬‬

‫‪١٨٦‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫لحون المتخاصمين‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫قلت ‪ :‬جاء في معجمات العربية ‪ ،‬أن الإيجاد ) بمعنى الإنشاء من غير سَبْقِ مثال ‪،‬‬

‫) ‪ « :‬وفائدته أن الفعل‬
‫المثل السائر‬ ‫واستعملها من يُقتدى به في الكتابة والبيان ‪ ،‬ففي‬

‫الماضي إذا أُخبر به عن الفعل المستقبل الذي لم يوجد بعد كان ذلك أبلغ وأوكد في‬

‫تحقيق الفعل وإيجاده » (‪ ،)۱‬وأنتَ إذا قلت ‪ ( :‬وخاطبني المدعى عليه طالبًا إيجاد مشـتر‬

‫) فكأنك أوجدت لمالك العقار مشتريًا بعد أن كان معدومًا ‪ ،‬وفي اللغة سَعَةٌ في قبول‬
‫للعقار‬

‫هذه الأساليب ‪ ،‬والتضييق على الكتاب يسلب اللغة ما تفردت به عن غيرها من تعدد‬

‫الألفاظ لمعنى واحد ‪ ،‬نعم قد يفرق بين ( إيجاد ) و ( وجدان ) ويختار لكل من الكلمتين‬

‫موضعها الأليق بها ‪ ،‬وهذا راجع إلى ذوق اللغة ‪ ،‬واستحكام ملكة الكاتب مـن عـدمـه ‪ ،‬وهـو‬

‫معياريتفاضل به كبار الكتاب ‪ ،‬وينبغي ألَّا يكلفه الكتاب عامةً ‪ ،‬ويلزموه ‪ ،‬وقد قال ابن‬

‫الأثير‪ « :‬ومن عجيب ذلك أنك ترى لفظتين تدلان على معنى واحد ‪ ،‬وكلاهما حَسَنُ في‬

‫الاستعمال ‪ ،‬وهما على وزن ‪،‬واحد ‪ ،‬وعدة واحدة ‪ ،‬إلا أنه لا يحسنُ استعمال هذه في كل‬

‫موضع تستعمل فيه هذه ‪ ،‬بل يُفرق بينهما في مواضع السبك ‪ ،‬وهذا لا يدركه إلا من دقّ‬

‫فهمه ‪ ،‬وجلَّ نظره » ) ‪ ،‬وقد أحسن اليازجي ‪ ،‬وداغر وغيرهما ممن ألفوا في هذا الباب ‪ ،‬إلا أن‬

‫التحجير فيما يسعُ الكاتب ‪ ،‬يجعله ينفر من هذه اللغة ‪ ،‬ولا شيء مثل الاعتدال والتوسط‬

‫فلا يحكم بالتغليط والتخطئة إلا بعد استفراغ الوسع في البحث في كُنْهِ اللفظ ‪.‬‬

‫وأخلص أخيرًا إلى صحة هذا الاستعمال ‪ ،‬فلك أن تقول ‪ ( :‬وخاطبني المدعى عليه‬

‫طالبًا إيجاد مشتر للعقار) أو ( طالبًا وجدان مشـترللعقار) ‪.‬‬


‫في‬

‫ملجقا‬
‫ا‬
‫اللحن‬
‫لء‬
‫س‬ ‫ضا‬

‫( ‪ ) ۱‬المثل السائر ( ‪. )١٨٥/٢‬‬


‫( ‪ ) ٢‬السابق ( ‪. )١٦٤/١‬‬

‫‪۱۸۷‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث الثاني‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫‪ ١٧٠-‬جرى سؤال المدعى عليه وكالة عن عدد‬

‫)‪(1‬‬
‫المساهمين الذين أسهموا بواسطة موكله‬

‫افتتحت الجلسة بواسطة الاتصال‬ ‫مربك فيما مضى ‪ ،‬أننا استجزنا أن يقال ‪:‬‬

‫المرئي ) (‪ ، ) ٢‬ولا يخفى عليك أن ( الباء ) الداخلة على ( الواسِطَة ) هي ( باء الاستعانة ) ‪ ،‬فمن‬

‫معاني ( واسطة ) ما جاء في ( الأساس ) ‪ « :‬وهي واسطة القلادة ‪ ،‬ووسائط القلائد ‪ ..‬وهو‬

‫من واسطة قومه » ( ‪ ، ) ۳‬ويرى جمع من المعاصرين خطأ استعمال ( واسِطَة ) و( وسَاطَة )‬

‫بمعنى الوسيلة أو العلة ‪ ،‬قال العوامري ‪ « :‬لم نرَ في هذه الأمهات ‪ -‬يعني المعجمات‬

‫الواسطة ) تأتي بمعنى‬ ‫القديمة ‪ -‬ولا رأينا في غيرها من الكتب التي يحتج بها ‪ ،‬أن‬

‫( الوسيلة ) أو ( العلة ) ‪ ،‬وإن كانت قد فشت في الألسن والأقلام بهذا المعنى في العصور‬

‫الحديثة ‪ ،‬وإنك لتراها به كثيرًافي كتب النحو والصرف والكلام والمنطق والتصوف وغيرها‬

‫للمتأخرين من المؤلفين ‪ ،‬فليت شعري كيف نشأ هذا الاستعمال ‪ ،‬ومن أين جاء ؟ » (‪، )٤‬‬

‫وليس من معاني الوساطة ) الوسيلة ‪ ،‬أو العلة ‪ ،‬أو السبب ‪ ،‬فمن يقول‬ ‫وقال أيضًا ‪:‬‬

‫مثلًا ‪ ( :‬تُروى هذه الأرض بوساطة ( النواعير) لم يسلك طريق العرب في تعبيرهم ؛ لأنا لم‬

‫نقف على مثله فيما قرأناه للفصحاء والبلغاء ‪ ،‬بل لم نره إلا حديثًا في إصلاح المدرسين‬

‫لكلمة ( الواسطة ) ‪ ،‬كما تقدم آنفًا ‪ ،‬وفيما يُكتب في الصحف ‪ ،‬فيجب أن يقال ‪ ( :‬تروى‬

‫هذه الأرض بالنواعير بباء الاستعانة » ( ه) ‪.‬‬

‫قلت ‪ :‬أما ( الوَاسِطَة ) فهي في الأصل صفة ‪ ،‬لكنها انقطعت أحيانًا في الاستعمال‬

‫عن موصوفها ‪ ،‬فغلبت عليها الاسمية ‪ ،‬وأُنْزلت منزلة الأسماء بتقدير ( أداة واسطة )‬

‫( ‪ ) 1‬ينظر‪ :‬معجم أخطاء الكتاب ص ‪ ، ٦٦١‬والكتابة الصحيحة ص ‪ ، ٣٨٥‬ومعجم الأغلاط اللغوية‬


‫المعاصرة ص‪ ،٧٢١،‬ونحو إتقان الكتابة العلمية باللغة العربية ص ‪ ، ٣٢‬ومعجم تصحيح التصحيح‬
‫ص ‪ ، ٢٤١‬والقرارات المجمعية ص ‪ ، ٩٠‬ومجلة مجمع اللغة العربية بالقاهرة ( ‪. ) ٢٥٧/٢‬‬
‫( ‪ ) ٢‬ينظر‪ :‬ص ‪. ٣٧‬‬
‫) ‪. ( ٣٣٣/٢ ) ( ۳‬‬
‫( ‪ ) ٤‬مجلة مجمع اللغة العربية بالقاهرة ( ‪. ) ٢٥٨/٢‬‬
‫( ‪ )5‬السابق ( ‪. ) ٢٥٩/٢‬‬

‫‪JAA‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫لحون المتخاصمين‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫واستعملت في هذا المعنى ‪ ،‬أما لفظة الوساطة ) فهي مصدر ( وسط) كَكَرُمَ ‪ ،‬و( وَسَطَ )‬

‫كَشَفَعَ‪ ،‬واستعملهفي هذا المعنى كثيرمن النحاة والأدباء ‪ ،‬كابن جني ‪ ،‬وأبي حيان التوحيدي ‪،‬‬

‫فقد قال في كتابه ( المقابسات ) ‪ « :‬فيكون الشكل مدركًا له بوساطة ذي الشكل » (‪ ، )١‬وقد‬

‫أقر مجمع اللغة العربية بالقاهرة صحة استعمال لفظة ( الواسطة ) ‪ ،‬والذي يظهر ‪ -‬والله‬

‫أعلم ‪ -.‬صحة لفظتي ( الوَسَاطة ) و ( الوَاسِطة ) فيما شاع استعمالها فيه لدى المتأخرين ‪.‬‬

‫)‪(۲‬‬
‫وعُدَّ هذا السند لاغيًا‬ ‫‪-۱۷۱‬‬

‫ومثال آخر‬
‫‪ ،‬لمن أدرك الضبوط والصكوك اليدوية في المحاكم وكتابات العدل ‪ ،‬حين‬

‫تجد في أسفل الصك والضبط ‪ ،‬وفي طرفيهما هذا النصَّ عادةً ‪ ( :‬ما بين القوسين لاغ ) ‪،‬‬

‫أي ‪ :‬مُلْغى ‪ ،‬ولئن كان الضبط والصك يدويًا ‪ ،‬فلم يُجز المنظم محو الكلمة المراد إزالتها من‬

‫النص ؛ خشيةً من التدليس ‪ ،‬فيلجأ القاضي إلى تقويس العبارة المراد إزالتها أو تعديلها ‪،‬‬

‫ليوضع في طرفي الضبط والصك العبارة المعدلة مع توقيع القاضي وكاتبه ‪ ،‬والذي يظهر‬

‫أن استعمال بعض القضاة لهذا التعبير المذكور في مثال الباب ‪ ،‬فيه تجاوزعن القاعدة‬

‫النحوية ‪ ،‬فأما ( مُلْغَى ) فهو من الفعل الرباعي ( ألغى ) ‪ ،‬بمعنى ‪ :‬أبطل وأسقط ‪ ،‬جاءفي‬

‫( التاج ) ‪ « :‬وألغى هذه الكلمة ‪ :‬رآها باطلا وفضلا ‪ ،‬وكذا ما يُلغى من الحساب ‪ ،‬وألغاه ‪:‬‬

‫أبطله ‪ ،‬وأسقطه ‪ ،‬وألقاه » ( ‪ ، )۳‬أما لفظ ( لاغ ) فهو من الثلاثي ( لغا ) ‪ ،‬أي ‪ :‬أخطأ ‪ ،‬وقال‬

‫كلامًا باطلا ‪ ،‬وفي ( الصحاح ) ‪ « :‬لَغَا يَلْغُولَغُوا ‪ ،‬أي قال باطلا ‪ ،‬يقال ‪ :‬لغوتُ باليمين »(‪. )٤‬‬

‫ومما تقدم فصحيح الكلم أن تقول ‪ ( :‬وعُدَّ هذا السند مُلْغَى ) و ( ما بين القوسين‬
‫في‬
‫اللحن‬
‫ملجقا‬
‫ا‬

‫مُلْغَى ) و( هذا المشروع مُلْغَى ) ‪.‬‬


‫لء‬
‫س‬ ‫ضا‬

‫( ‪ ) ۱‬ص ‪. 273‬‬

‫( ‪ ) ٢‬ينظر‪ :‬حول الغلط والفصيح ص ه ‪ ،‬ومعجم الأغلاط اللغوية المعاصرة ص ‪ ، ٦٠٧‬ومعجم الصواب‬
‫اللغوي ص ‪. ٦٣٢‬‬
‫) ‪. ( ٤٦٩/٣٩ ) ( ٣‬‬
‫) ‪. ( ٢٤٨٣/٦ ) ( ٤‬‬

‫‪۱۸۹‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث الثاني‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫‪ ١٧٢-‬وكان يتردد إلى أماكن مشبوهة‬

‫يُخطئ بعضهم استعمال ( مشبوه ) ؛ لأنه لم يرد في اللغة ( شَبَهَ ) الثلاثي ؛ ومن ثم‬

‫لا يصح استعمال المفعول منه ‪ ،‬والصحيح أن يقال ‪ ( :‬مشتبه فيه ) و ( الأماكن المشتبه‬

‫فيها ) ‪ ،‬إلا أن مجمع اللغة العربية بالقاهرة صحَّحَ هذا الاستعمال بتأويل فيه تكلف ‪،‬‬

‫وجاء فيه ‪ « :‬يشيع في الاستعمال التعبير بكلمة ( المشبوه ) وجمعها ( المشبوهون ) ‪،‬‬

‫وكذلك مثل كلمة ( حركات مشبوهة ) ‪ ،‬والمراد بالمشبوه ‪ :‬من حامت حوله ظنون السوء ‪،‬‬

‫والانحراف عن السلوك المستقيم ‪ ،‬ويراد ذلك المعنى أيضًا في دلالة ( الحركات المشبوهة ) ‪،‬‬

‫وليس في اللغة فعل ( شبه ) الثلاثي المتعدي ‪ ،‬ويمكن تخريج صيغة اسم المفعول منه أخذًا‬

‫من الشبهة ‪ ،‬وهي اسم مصدر بمعنى ( الاشتباه ) باعتبار ذلك من قبيل استكمال المادة‬

‫اللغوية ؛ إعمالا للقرار المجمعي في هذا الموضوع ‪ ،‬على أن العربية تعرف فعل ( اشتبه‬

‫الشيء ) بمعنى التبس وأشكل ‪ ،‬وكان مجالًا للظنّ ‪ ،‬أو الظنّة ‪ ،‬ومنه ( الأمور المشتبهات ) ‪،‬‬

‫أي ‪ :‬التي يقع فيها الاشتباه ‪ ،‬فيقال ‪ ( :‬المشتبهون ) و ( الحركات المشتبهة ) ‪ ،‬وفي ذلك تسويعُ‬
‫)‪(٢‬‬
‫للشائع ‪ ،‬وتنبيه إلى الاستعمال الفصيح » ) ‪ ،‬والمجمع مع تجويزه استعمال ( مشبوه ) ‪ ،‬إلا‬

‫مشتبه فيه ) ‪ ،‬والاحتياط لسلامة القاعدة اللغوية أولى‬ ‫أنه يرى أن الفصيح استعمال‬

‫من تسويغ أسلوب لأجــل شــيوعه وذيوعه ‪.‬‬

‫لذا قل ‪ ( :‬وكان يتردد إلى أماكن مشتبه فيها ) و ( وجود نشاط إجرامي مشتبه فيه )‬

‫و( هذا رجل مشتبه فيه ‪..‬‬

‫( ‪ ) 1‬ينظر‪ :‬معجم الأغلاط اللغوية المعاصرة ص ‪ ، ۳۳۹‬ومعجم الصواب اللغوي ص ‪ ،۷۰۰‬والقرارات‬


‫المجمعية ص ‪. ٢٥٨‬‬
‫( ‪ )٢‬القرارات المجمعية ص ‪. ٢٥٨‬‬

‫‪۱۹۰‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫لحون المتخاصمين‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫)‪(1‬‬
‫والملفت للنظر‬ ‫‪-١٧٣‬‬

‫‪ ،‬وأحمد‬
‫يكثردوران هذا اللفظ وشيوعه على الألسنة والأقلام ‪ ،‬وغلط إبراهيم المنذر‬

‫أبو الخضر استعمال ( ملفت ) ‪ ،‬والصحيح استعمال صيغة اسم الفاعل الثلاثي ( لافت ) ؛‬

‫لأنه مشتق من الفعل الثلاثي ( لَفَتَ ) ‪ ،‬وفي كتاب ( العين ) ‪ « :‬اللّفت ‪ :‬لي الشيء عن جهته ‪،‬‬

‫كما تقبض على عُنُق إنسان فتلْفِتُه » ) ‪ ،‬وهذا الفعل ليس مزيدًا بالهمزة ‪ ،‬وهو ثلاتي‬

‫فقط‪ ،‬تقول ‪ :‬لَفَتَ َيلْفِتُ والمصدر منه ‪ :‬لَفْت ‪ ،‬ولم يَرِدْ في اللغة ‪ :‬أَلْفَتَ‪ ،‬فهو مُلْفِتُ ؛ ولذا‬

‫) ‪ ،‬ولا يصح قولك ‪ ( :‬هذا أمر‬


‫) ‪ ،‬و( جاءه لَفْتُ نظر‬
‫الصحيح قولك ‪ ( :‬هذا أمر لافت للنظر‬

‫)‪.‬‬
‫) ‪ ،‬ولا ( جاءه إلفاتُ نظر‬
‫ملفت للنظر‬

‫‪. )٣‬‬
‫‪ ١٧٤-‬رسوم السنة الدراسية (‬

‫يُخطئ العدناني قولهم ‪ ( :‬قضى في المعهد سنة دراسية ) ‪ ،‬والصحيح عنده ‪ ( :‬سنة‬

‫مدرسية ) ؛ لأن السنة المدرسية لا تشمل فصل الصيف ‪ ،‬ويتخللها نحو ستين يومًا من‬

‫العطل الدراسية ‪ ،‬في حين تعني السنة الدراسية السنة كاملةً من الدراسة المتواصلة ‪ ،‬مما‬

‫لا يتاح للطلاب في المدارس ‪ ،‬وهذا تشدد منه ؛ لأن العُرف جارٍ على أن السنة الدراسية‬

‫مؤقتة بوقت يعرفه الناس جميعًا ؛ ولذا كلا اللفظين جائز‪ ،‬ويؤدي المعنى نفسه ‪.‬‬

‫‪ ١٧٥-‬راتب‪ ،‬ومُرتب ‪ ،‬ومعاش )‬

‫في ( التاج ) ‪ ( « :‬رتَـبَ ) الشيءُ يَرْتُبُ رُتُوبًا ‪ :‬ثَبَتَ ودام ‪ ،‬ولم يتحرك ‪ ،‬كترتب ‪ ،‬وعيشُ‬

‫راتب ‪ :‬ثابت دائم » ( )‪ ،‬فأصل التسمية ( الأجر الراتب ) ‪ ،‬ثم استغني عن الموصوف ‪ ،‬وهو‬
‫في‬

‫ملجقا‬
‫ا‬
‫اللحن‬

‫( الأجر‬
‫) ‪ ،‬فحلت الصفة ( الراتب ) محله ‪ ،‬وأنزلت منزلة الاسم ‪ ،‬فأغنى قولك ( الراتب )‬
‫لء‬
‫س‬ ‫ضا‬

‫( ‪ ) 1‬ينظر‪ :‬كبوات اليراع ص ‪ ، ٣٧٥‬ونحوإتقان الكتابة العلمية باللغة العربية ص ‪ ، ٥٣‬والأخطاء اللغوية الشائعة‬
‫في الأوساط الثقافية ص ‪ ، ١٤١‬ولحن القول ص ‪ ، ٢١٤‬ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪. ) ٤٦٦/٧‬‬
‫) ‪. ( ٩٣/٤ ) ( ٢‬‬
‫( ‪ ) ۳‬ينظر‪ :‬معجم الأخطاء الشائعة ص ‪ ، ۸۹‬ومعجم الصواب اللغوي ص ‪. ٤٥٢‬‬
‫( ‪ ) ٤‬ينظر نظرات في اللغة والأدب ص ‪ ، ۱۷۰‬ومعجم أخطاء الكتاب ص ‪ ، ٢٢٠‬ومعجم الأغلاط اللغوية المعاصرة‬
‫ص ‪ ، ٢٤٩‬وأخطاء ألفناها ص ‪ ، ١٦١‬ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪ ) ٥٤۳/۸‬و( ‪ ) ٧٦/٩‬و( ‪. ) ١٧٨/٩‬‬
‫) ‪.(EA1/5 ) (0‬‬

‫‪۱۹۱‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث الثاني‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫عن ( الأجر الراتب ) ‪ ،‬والراتب قديم الاستعمال ‪ ،‬فقد جاء في ترجمة الخليل بن أحمد في‬

‫كتاب ( وفيات الأعيان ) ‪ « :‬وكان له راتب على سليمان بن حبيب بن المهلب بن أبي صفرة‬

‫الأزدي ‪ ،‬وكان والي فارس والأهواز » (‪. )۱‬‬

‫أما ( المُرتَّب ) بتشديد التاء ‪ ،‬فهو المُثْبَت الدائم ‪ ،‬والأجر الشهري أجرُ مُرتّب ‪ ،،‬ويرى‬

‫الغلاييني أن كلا الاستعمالين صحيح ‪ ،‬والراتب ) هو أليق بالمعنى ‪.‬‬

‫أما ( المَعاش ) ‪ ،‬فهو اسم ومصدر لما يُعاش به واستعماله مجازاً من إطلاق‬

‫المُسبَب ‪ ،‬وإرادة السبب ؛ لأن الأجر على العمل سبب في المعاش ‪ ،‬وفي ( اللسان ) ‪ « :‬والمعاش‬

‫والمعيش والمعيشة ‪ :‬ما يُعَاش به » ( ‪ ، ) ٢‬وإطلاق المعاش على ( الراتب ) صحيح ‪.‬‬

‫وأجازالغلاييني إطلاق ( يوميّة العامل ) على الأجر اليومي للعامل ‪.‬‬

‫‪ -١٧٦-‬العلاوة‬

‫قال في التاج ‪ « :‬والعِلاوة من كل شيءٍ ‪ :‬ما زاد عليه ‪ ،‬يقال ‪ :‬أعطاه ألف دينار‪ ،‬ودينارًا‬

‫عِلاوةً ‪ ،‬وألفين وخمسمئة عِلاوة » ( ‪ ، )۳‬فاستعمال ( العِلاوة ) بكسر العين في أيامنا هذه‬

‫استعمال صحيح ‪ ،‬أما استعمال العلاوة ) بفتح العين فلا أعلم له وجها في العربية ‪.‬‬

‫( ‪ ، ) ٢٤٦/٢ ( ) 1‬وتكملة القصة ‪ « :‬فكتب إليه يستدعيه ‪ ،‬فكتب الخليل جوابه ‪:‬‬

‫وفي غنى غير أني لستُ ذا مال‬ ‫أبلغ سليمان أني عنه في سعة‬
‫يموتُ هُزْلاً ولا يـبـقـى علــى حـال‬ ‫شُحَّا بنفسي أني لا أرى أحدًا‬

‫( مع أبيات أخرى ) ‪ ،‬فقطع عنه سليمان الراتب‪ ،‬فقال الخليل ‪:‬‬


‫لرزق حتى يتو‬ ‫إن الذي شق فمي ضامن‬
‫زادك في مالـك حــرمــان‬ ‫حَرَمتني خيرًا قليلاً فما‬

‫فَبَلَغَتْ سليمانُ ‪ ،‬فَأَقَامَتْهُ ‪ ،‬وأقعدتْهُ ‪ ،‬وكتب إلى الخليل يعتذرإليه ‪ ،‬وأضعف راتبه ‪ ،‬فقال الخليل ‪:‬‬

‫منها التعجب جاءت من سليمـانـا‬ ‫وزلة يُكثر الشيطانُ إن ذُكرت‬


‫فالكوكب النحس يسقي الأرض أحيانا‬ ‫لا تعجبنَّ لخير زل عن يده‬

‫) ‪. ( 321/6 ) ( ٢‬‬
‫) ‪. ( ٨٥/٣٩ ) ( ٣‬‬

‫‪192‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫لحون المتخاصمين‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫واتضح أن البوابة الرئيسية الخاصة بمدخل السيارة‬ ‫‪۱۷۷‬‬

‫عرضت للإتلاف‬

‫ومثله ما وجدته في بعض التعاميم ‪ ... ( :‬وعدم سماع أي إنهاء لأي أرض بحجة‬

‫استحكام لضواحي المدن والقرى الرئيسية ) ‪ ،‬وغلط جواد قولهم ‪ ( :‬الأمر الرئيسي ‪،‬‬

‫والقضية الرئيسية ) ؛ لأن هاتين اللفظتين من الصفات المصوغة على وزن ( فعيل ) ‪،‬‬

‫ومؤنثه ( فعيلة ) ‪ ،‬وإضافة الياء المشددة إلى الصفة بقولهم ‪ ( :‬الرئيسيّ ‪ ،‬والرئيسية ) ليس‬

‫من الاستعمالات العربية ‪ ،‬وساق شواهد من كلام الفصحاء على هذين الاستعمالين‬

‫بلاياء مشددة ‪ ،‬ومنها قول أبي حيان التوحيدي ‪ « :‬ولكل واحد من الحيوان ثلاثة أرواح‬

‫في ثلاثة أعضاء رئيسة » (‪ ، ) ٢‬وتابع جوادًا على هذا الرأي عدد من المشتغلين بالتصحيح ‪،‬‬

‫كالعدناني والسامرائي ‪ ،‬وفريق آخر يرى صحة استعمال ( رئيسية ) ‪ ،‬إما على أن ياء النسب‬

‫في ( رئيسيّة ) من باب نسبة الشيء إلى نفسه ‪ ،‬أو أن ياء النسب للتشبيه قصدًا ‪ ،‬فإذا قال‬

‫أحدهم هذا عنصر رئيسي في الموضوع ‪ ،‬عنى أن العنصر ينزل من عناصر الموضوع منزلة‬

‫الرئيس ممن يليه في الترتيب قدرًا ومكانة ‪ ،‬فالكاتب إنما يريد تشبيه العنصر في مكانه‬

‫من العناصر بالرئيس في مكانه ممن لا يقومون مقامه ‪ ،‬وهو مكان الرياسة والتصدر‪،‬‬

‫ووجه ثالث أن ورود الياء في ( رئيسيّة ) زائدة للتوكيد أو المبالغة ‪.‬‬

‫وقد أصدر مَجْمَعُ اللغة بالقاهرة سنة ‪ ١٩٦٨‬م قرارًا سوّغ فيه استعمال الوصف‬

‫( رئيسيّ ) (‪ ، ) ۳‬على أن واحدا من أكابر أئمة اللغة والأدب أضاف ياء النسب في ( رئيس )في‬

‫( ‪ ) 1‬ينظر‪ :‬قل ولا تقل ( ‪ ، ) ١٥٩/١‬ومعجم الأخطاء الشائعة ص ‪ ، ۹۸‬ومعجم الأغلاط اللغوية المعاصرة‬
‫في‬

‫ملجقا‬
‫ا‬
‫اللحن‬

‫ص ‪ ، 244‬ومعجم الخطأ والصواب في اللغة ص ‪ ، ١٤١‬والعربية الصحيحة ص ‪ ، ١٤١‬ونحو إتقان الكتابة‬


‫لء‬‫ضا‬

‫العلمية باللغة العربية ص ‪ ، ٢٢٠‬ومعجم تصحيح التصحيح ص ‪ ، ۱۰۸‬والقرارات المجمعية ص ‪١٠٩‬‬


‫س‬

‫والألفاظ والأساليب من ص ‪ ١٦‬حتى ص ‪ ، ٣٢‬ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪، ) ٢٢٨/٤٠‬‬


‫ومجلة مجمع اللغة العربية الأردني ( ‪. ) ٩٤/٣٥‬‬
‫(‪ ) ٢‬الإمتاع والمؤانسة ( ‪. ) ٤٢/٢‬‬
‫( ‪ ) ۳‬ومما جاء في القرار‪ « :‬يستعمل بعض الكتاب ‪ :‬العضو الرئيسي ‪ ،‬أو الشخصيات الرئيسية ‪ ،‬وينكر‬
‫ذلك كثيرون ‪ ،‬وترى اللجنة تسويغ هذا الاستعمال ‪ ،‬بشرط أن يكون المنسوب إليه أمرًا من شأنه أن‬
‫يندرج تحت أفراد متعددة » القرارات المجمعية ص ‪. ١٠٩‬‬

‫‪۱۹۳‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث الثاني‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫كتابه ( صبح الأعشى ) فقال ‪ « :‬وأما استيفاء الدولة فهي وظيفة رئيسية ‪ ،‬وعلى متوليها‬

‫أمور الدولة في الضبط » (‪ ، )١‬والذي يظهر صحة هذا الاستعمال ‪ ،‬إذا كان الموصوف ( عضو‪،‬‬

‫أو شخصية ) جزءًا من أفراد جنسه ‪ ،‬كما في مثالنا ‪ ( :‬واتضح أن البوابة الرئيسية الخاصة‬

‫بمدخل السيارة ‪ ، ) ...‬وكذلك صحة المثال الآخر‪ ( :‬والقرى الرئيسية ) ‪.‬‬

‫‪ ١٧٨-‬يحق الطعن بالإلغاء أمام القضاء الإداري ضمانةً‬


‫) ‪(۲‬‬
‫للموظف )‬

‫من معاني ( الضَّمانة ) الحُب ‪ ،‬قال كُثَيْر عَزَّة ‪:‬‬

‫وقد أتهَمْنَ مُردمةً ثلوج (‪)۳‬‬ ‫أموتُ ضَمانةً وتجلَّلَتْني‬

‫قال أسعد داغر‪ « :‬ويقولون ‪ ( :‬أخذ عليه ضَمانةً ) و ( طالبه بالضَّمانة ) ‪ ،‬وكأنهم‬

‫ضَمِن الشيء ‪ ،‬وبه ضمنًا وَضَمَانًا )‪،‬‬ ‫يقيسون الضَّمانة على الكفالة ‪ ،‬وفي كتب اللغة ‪:‬‬

‫إذًا قولهم ( ضَمانة ) خطأً ‪ ،‬نعم إن التاء تدخل على المصدر دخــولا مـطــردًا ‪ ،‬ولكن عندمـا‬

‫يراد به الدلالة على المرّة الواحدة كضربة واجتماعة وانطلاقة » ( ‪ ، ) ٤‬وفي التاج ‪ « :‬ضَمِن‬

‫الشيءَ ‪ ،‬و ضَمِنَ ( به ‪ ،‬كعَلِم‪ ،‬ضَمَانًا ‪ ،‬وضَمْنًا ‪ ،‬فهو ضَامن وضمينُ ‪ :‬كَفَلَه ) » (ه) ‪.‬‬

‫ولذا الصحيح في مثال الباب أن يقال ‪ ( :‬يحق الطعن بالإلغاء أمام القضاء الإداري‬

‫ضَمَانًا للموظف) ‪.‬‬

‫) ‪. ( ٣٠/٤ ) ( ١‬‬

‫( ‪ ) ٢‬ينظر‪ :‬تذكرة الكاتب ص ‪ ، ۳۷‬وأخطاء ألفناها ص ‪ ، ۹۸‬ومعجم الصواب اللغوي ص ‪. ٤٩٨‬‬


‫( ‪ ) ۳‬دیوان كثيرعزة ص ‪. ١٩١‬‬
‫( ‪ ) ٤‬تذكرة الكاتب ص ‪. ٣٧‬‬
‫) ‪. ( ٣٣٣/٣٥ ) ( 0‬‬

‫‪١٩٤‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫لحون المتخاصمين‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫‪ ١٧٩-‬ساق المدعى عليه نقولات عديدة يبين فيها أن‬

‫)‪(1‬‬
‫الوكيل أمين في تصرفاته‬

‫لفظة ( عديدة ) بمعنى ‪ :‬كثيرة في هذا المثال ‪ ،‬وقد غَلَّط بعضُهم استعمال ( عديد )‬

‫بمعنى كثير؛ لأن المعجمات خلت منه ‪ ،‬ولأن ( العديد ) اسم من ( العد ) ومعناه ‪ :‬العدد‬

‫أو المعدود ‪ ،‬وهي دعوى زائفة باطلة ‪ ،‬فقد جاءت لفظة ( عَدِيد ) بمعنى (كثير) في كلام‬

‫العرب ‪ ،‬ومنه قول الخنساء‬

‫عديدًا لا يكاثر بالعديد )‬ ‫فأقسم لو بقيتَ لكُنتَ فينا‬

‫فـ ( العديد ) الأُولى بمعنى ‪ ( :‬النَّدُّ ) ‪ ،‬والأخرى بمعنى ‪ ( :‬الكثير الوافر) ‪ ،‬قال الراغب‬

‫ويقال على الضد من ذلك ‪ ،‬نحو ‪ :‬جيشُ عديد ‪ :‬كثير‬


‫‪ ،‬وإنهم لذو عدد ؛‬ ‫الأصفهاني ‪:‬‬

‫أي ‪ :‬هم بحيث يجب أن يُعَدُّوا كثرةً » ( ‪ ، )۳‬قال شكيب أرسلان ‪ « :‬ولم يرد في معاجم اللغة‬

‫‪ ،‬بل هي بمعنى عدد ‪ ،‬يقال ‪ ( :‬لا يحصى عدده أو عديده ) ‪ ،‬ولكن‬


‫( عديد ) بمعنى كثير‬

‫صاحب ( تاج العروس ) نفسه في مُقدمة ( التاج ) في الصفحة العاشرة يقول ما يلي ‪:‬‬

‫( وقد أملى حفاظ اللغة من المتقدمين الكثير‪ ،‬فأملى أبو العباس ثعلب مجالس عديدة‬

‫في مجلد ضخـم ) ( ‪ ، )٥( » ) 4‬وقد أقر مجمع اللغة العربية بالقاهرة استعمال ( عديد ) بمعنى ‪:‬‬

‫(كثير) في الدورة الثالثة والأربعين‬

‫ومسألة أخرى تتصل بما سبق ‪ ،‬هل يقال ‪ ( :‬قضايا عِدَّة ) أم (عِدَّة قضايا ) ؟‬
‫في‬
‫اللحن‬
‫مج‬
‫القضاء‬
‫الس‬

‫( ‪ ) 1‬ينظر‪ :‬معجم أخطاء الكتاب ص ‪ ، ٣٨٦‬وأزاهير الفصحى ص ‪ ، ٤٧‬وأخطاء ألفناها ص ‪ ، ١٠٦‬ومعجم الخطأ‬
‫والصواب في اللغة ص ‪ ، ١٩٤‬ومعجم تصحيح التصحيح ص ‪ ،١٤٢‬والقرارات المجمعية ص ‪ ، ١٥٩‬ومجلة‬
‫مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪ ) ٧١٩/١١‬و ( ‪ ، ) ٤٤٥/٥١‬ومجلة مجمع اللغة العربية الأردني ( ‪. ) ٢٧١/٢٨‬‬
‫( ‪ ) ٢‬أنيس الجلساء في شرح ديوان الخنساء ‪ ،‬للأب لويس شيخو ص ‪. ٦٣‬‬
‫( ‪ ) ۳‬المفردات في غريب القرآن ص ‪. ٣٢٤‬‬
‫( ‪ ) ٤‬تاج العروس ( ‪. ) ۳۰/۱‬‬
‫( ‪ ) ٥‬مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪. ) ۷۱۹/۱۱‬‬

‫‪١٩٥‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث الثاني‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫أقول ‪ :‬اشكل هذا على العدناني في أسئلة له في ( مجلة اللغة العربية بدمشق ) ‪،‬‬

‫والجواب عن هذا الاستشكال ‪ :‬أن كلا الوجهين صحيح في الاستعمال ‪ ،‬ففي ( التاج ) ‪:‬‬

‫« رأيتُ عِدَّةَ رجالٍ وعِدَّةَ نساءٍ ‪ ،‬وأنفذتُ عِدَّةَ كُتُب » (‪ ، )۱‬وفي ( الأغاني ) ‪ « :‬وفي أبيــات مـن‬

‫هذه القصيدة ألحان عدّة » أ ) ‪.‬‬

‫ومما يتقدم تبين لك صحة قولهم ‪ ( :‬قضايا عديدة ) و ( قضايا عدة ) و ( عدة قضايا ) ‪،‬‬
‫ومثال الباب ‪ ( :‬نقولات عديدة ) صحيح مستقيم‪.‬‬

‫‪ ١٨٠-‬تراخي المؤسسة المدعية من الالتزام بالتنفيذ‪،‬‬

‫وتلافي الملاحظات (‪)3‬‬

‫في ( الأساس ) ‪ « :‬وتلافيت التقصير‪ ،‬وهذا أمر لا يُتلافى ‪ ،‬وتقول ‪ :‬جاء العمل المتنافي‬

‫)‪،‬‬
‫ثم لا يتعقبه بالتلافي » (‪ ، ) ٤‬قال داغر‪ « :‬ويقولون ‪ ( :‬يجب الاهتمام بملافاة هذا الأمر‬

‫فيستعملون الملافاة بمعنى ‪ :‬التدارك والإصلاح ‪ ،‬وهو خَطَأً ‪ ،‬صوابه التَّلافِي ‪ ،‬مِنْ ‪ ( :‬تَلاقَى‬

‫) ‪ ،‬إذا تداركه ‪ ،‬أي ‪ :‬أصلحه » (ه ) ‪ ،‬وقال أُبي بن سُلْمي بن ربيعة ‪:‬‬


‫الأمر‬

‫بعجلِزَة جَمَزَى المُدَّخَرُ‬


‫(‪)1‬‬ ‫وخيل تلافيتُ رَيْعانَها‬

‫) ‪ ،‬ولا يصح قولك ‪:‬‬


‫أي تداركت ‪ ،‬ولذلك تقول ‪ ( :‬تلافيت الأمر وتلافي الأمر‬

‫ملافاة الأمر ‪ ،‬ومن ثَمَّ فإن مثال الباب ‪ ( :‬وتلافي الملاحظات ) صحيح فصيح‪ ،‬ولم تقع‬

‫عيني على من استعمل ( ملافاة ) في سجلات القضاء ومدونات الأحكام ‪.‬‬

‫) ‪. ( ٣٥٧/٨ ) ( ۱‬‬
‫) ‪. ( ٣٠/٦ ) ( ٢‬‬

‫( ‪ ) ۳‬ينظر‪ :‬تذكرة الكاتب ص ‪ ، ٣٢‬وص ‪ ، ١٤٣‬ومعجم أخطاء الكتاب ص ‪ ، ٥٤٧‬والكتابة الصحيحة ص ‪، ٣٢٩‬‬
‫ومعجم الأخطاء الشائعة ص ‪ ، ۲۳۰‬وكبوات اليراع ص ‪. ٢٠٤‬‬
‫) ‪. ( ١٧٦/٢ ) ( ٤‬‬
‫( ‪ ) ٥‬تذكرة الكاتب ص ‪. ٣٢‬‬
‫( ‪ ) ٦‬شرح ديوان الحماسة ( ‪. )٥٥٣/١‬‬

‫‪١٩٦‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫لحون المتخاصمين‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫‪ ١٨١-‬والمدعى عليه يعلم بأن العقار مرهون بدليل أن‬

‫الشيك محرر للمرتهن‬

‫يرى مصطفى جواد أنه لا يجوز إحلال ( بدليل ) موضع المصدر ( دلالة ) ‪ ،‬وشدَّدَ‬
‫‪:‬‬
‫النكير على من استعمل ( بدليل ) ‪ ،‬وقال ‪ ... « :‬هكذا كان يقال في القرن الرابع للهجرة‬

‫وفيما قبله ‪ ،‬ثم نشأ قولهم ( بدليل كذا ‪ ،‬ومن المؤسف أننا نرى هذا الخطأ كثيرًافي كتب‬

‫النحويين ‪ ،‬الذين عليهم المعوّل في حفظ اللغة من اللحن ‪ ،‬والسبب في شيوعه في كتبهم؛‬

‫كونهم من الأعاجم العائشين في بلادهم‪ ،‬فإذا غَلِط بعضهم قلدوه في غلطه » (‪ ، )٢‬وقد‬

‫تعقبه تلميذه الدراكة صبحي البصام في كتابه ( الاستدراك ) فأثبت وَهْمَ أستاذه ‪ ،‬وأن‬

‫( بدليل ) كانت مستعملة قبل القرن الرابع للهجرة ‪.‬‬

‫قلت ‪ :‬وعند البحث في كتب أئمة اللغة والأدب وجدتها تكررت كثيرًا في كلامهم‪ ،‬قال‬

‫الجاحظ ‪ « :‬من زعم أن جوف النعام إنما يذيب الحجارة لفرط الحرارة فقد أخطأ‪ ،‬ولكن‬

‫لا بد مع الحرارة من غرائز أخر‪ ،‬بدليل أن القدر يوقد عليها الأيام ولا تذيب الحجارة » (‪، )۳‬‬

‫واستعملها التوحيدي ( ‪ ، )٤‬والضياء ابن الأثير‬


‫( ه ) ‪ ،‬وابن هشام (‪ ) ٦‬وغيرهم ‪.‬‬

‫أما توجيه هذا الاستعمال نحويًا فهو على تقدير محذوف ؛ أي ‪ :‬بدلالة دليل كذا ‪ ،‬وقد‬
‫‪ ( :‬شَدُّوا المَطِيَّ على دليل دائب ) بقوله ‪::‬‬
‫ذكرنحو ذلك ابن جني في تعليقه على قول الشاعر‬

‫« فقالوا ‪ :‬معناه ‪ :‬بدليل ‪ .‬وهو عندي أنا على حذف المضاف ؛ أي ‪ :‬شَدُّوا المَطِيَّ على دلالة‬

‫دليل ؛ فحذف المضاف‪ .‬وقَويَ حذفهُ هنا شيئًا ؛ لأن لفظ الدليل يدلّ على الدلالة » ) ‪.‬‬

‫( ‪ ) 1‬ينظر‪ :‬دراسات في فلسفة النحو والصرف واللغة والرسم ص ‪ ، ۱۰۹‬وقل ولا تقل ( ‪، )١٥٧/١‬‬
‫في‬
‫اللحن‬
‫ملجقا‬
‫ا‬

‫والاستدراك علـى كتـاب ( قـل ولا تقـل ) ص ‪ ، ٦١‬وعثرات اللسان ص ‪. 23‬‬


‫لء‬‫ضا‬

‫( ‪ ) ٢‬قل ولا تقل ( ‪. ) ١٥٧/١‬‬


‫س‬

‫( ‪ ) ۳‬حياة الحيوان الكبرى للدميري ( ‪ ، ) ٤٢٠/٢‬ومثل هذا النص في كتاب الحيوان للجاحظ ( ‪ ) ٣١٣/٤‬إلا‬
‫أن فيه اختلالا وسقطا ‪.‬‬
‫( ‪ ) ٤‬ينظر‪ :‬الإمتاع والمؤانسة ( ‪. )٢١٦/١‬‬
‫( ‪ )٥‬ينظر المثل السائر ( ‪. ) ۳۷/۳‬‬
‫( ‪ ) ٦‬ينظر‪ :‬مغني اللبيب ( ‪. ) ۱۱۱/۱‬‬
‫( ‪ ) ۷‬الخصائص ( ‪. ) ٣١٢/٢‬‬

‫‪۱۹۷‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث الثاني‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫وخلاصة ما تقدم ‪ :‬صحة قولك ( بدليل ) و( بدلالة ) ‪ ،‬وكلاهما فصيح ‪ ،‬على أنه يجوز‬

‫في ( دلالة ) فتح الدال وكسرها ‪ ،‬والفتح أعلى كـمـا ذكـره الجوهري (‪. )١‬‬

‫‪ ١٨٢-‬ولدى موكلتي نظام ذو كفاءة عالية‬

‫ويشيع كذلك في العقود هذا النصّ ‪ ( :‬أقرَّ الطرف الثاني في العقد بأن لديه الخبرة‬

‫والكفاءة والمهارة الفنية اللازمة ) ‪ ،‬واستعمال ( الكفاءة ) في هذين المثالين خطأ عند عامة‬

‫المتأدبين في عصرنا ‪ ،‬منهم ‪ :‬اليازجي ‪ ،‬وجواد ‪ ،‬وداغر‬


‫‪ ،‬وزهدي جارالله ‪ ،‬والعدناني ‪ ،‬والهلالي ‪،‬‬

‫والسامرائي ‪ ،‬وحجتهم ما قاله جواد ‪ « :‬الكفاءة ‪ :‬المساواة والمماثلة ‪ ،‬ومنها الكفاءة في‬

‫الزواج والدماء ‪ ،‬والعمل في الوظيفة لا يحتاج إلى كفاءة ‪ ،‬أي ‪ :‬مساواة ‪ ،‬بل يحتاج إلى كفاية ‪،‬‬

‫أي ‪ :‬طاقة وقدرة مُحسنة ‪ ،‬ولذلك لقب القدماء القدير على العمل القيـم بـه الناهض‬

‫كفى فلان في وظيفة ) ‪ ،‬والتقدير‪ :‬كفى الحاجة‬ ‫بعبئه ( الكافي ) ‪ ،‬وهو اسم فاعل من‬

‫وكفى المراد في الوظيفة ) فهو الكافي » ( ‪ ، )۳‬أما ( الكفء ) ‪ ،‬فهو المساوي والمماثل ‪ ،‬والكفاء‬

‫والكفاءة ‪ :‬المماثلة ‪ ،‬وفي ( التاج ) في مادة ( كفأ ) ‪ « :‬الكفء ‪ :‬النظير والمساوي ‪ ،‬ومنه الكفاءة‬

‫في النكاح » (‪ ، )٤‬وفي مادة ( كفي ) قوله ‪ « :‬كفاه مؤنته ‪ ،‬يكفيه ‪ ،‬كفاية ‪ ،‬بالكسر‪ :‬قـام بـه » (ه) ‪،‬‬

‫) ‪ ،‬و( هو من أهل‬
‫) بدلًا من ( فلان كفؤ لهذا الأمر‬
‫وعلى هذا تقول ‪ ( :‬فلان كافٍ لهذا الأمر‬

‫الكفاية ) بدلًا من ( وهو من أهل الكفاءة ) ‪ ،‬غيرأن مجمع اللغة العربية بالقاهرة سوغ‬

‫استعمال ( الكفاءة ) و ( الكفء ) لمعنى الكفاية ‪ ،‬والكافي ( ‪ ، )٦‬ووافقهم الزعبلاوي ‪.‬‬

‫( ‪ ) ۱‬الصحاح ( ‪. ) ١٦٩٨/٤‬‬
‫( ‪ ) ٢‬ينظر لغة الجرائد ص ‪ ،۸۰‬وتذكرة الكاتب ص ‪ ، ۱۳۱‬وقل ولا تقل ( ‪ ، ) ١٢٣/١‬وعثرات اللسان ص ‪، ٨٥‬‬
‫ومعجم أخطاء الكتاب ص ‪ ، ٥٢٢‬والكتابة الصحيحة ص ‪ ، ۳۱۰‬ومعجم الأغلاط اللغوية المعاصرة ص ‪، ٥٨١‬‬
‫والتطور اللغوي ص ‪ ، ١٣٤‬وأخطاء ألفناها ص ‪ ، ۱۳۹،‬ومعجم تصحيح التصحيح ص ‪ ، ١٦٧‬والقرارات‬
‫المجمعية ص ‪ ، ١٤٤‬والألفاظ والأساليب ص ‪ ، ٢١٩‬ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪. ) ١٧٤/١‬‬
‫( ‪ ) ۳‬قل ولا تقل ( ‪. ) ١٢٣/١‬‬
‫) ‪. ( ٣٩٠/١ ) ( ٤‬‬

‫( ‪ ) ٥‬السابق ( ‪. ) ٤٠٧/٣٩‬‬

‫يشيع على ألسنة المعاصرين نحو قولهم ‪ ( :‬فلان كفء ) أو ( من أهل الكفاءة )‬ ‫( ‪ ) ٦‬ونص القرار‪:‬‬

‫‪١٩٨‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫لحون المتخاصمين‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫والأولى ‪ :‬التفريق بين اللفظين ‪ ،‬ولكل منهما معنى يستقل به عن الآخر‪ ،‬فتقول ‪:‬‬

‫( ولدى موكلتي نظام ذو كفاية عالية ) و ( أقر الطرف الثاني في العقد بأن لديه الخبرة‬

‫والكفاية والمهارة الفنية اللازمة ‪.‬‬

‫وقد أحسن صنعًا من اختار مصطلح ( اختبار الكفايات ) مستصحبًا المعنى‬

‫الصحيح لهذا الاصطلاح‪.‬‬

‫وأخيرًا ‪ ،‬أختم بخطأ يكثر الوقوع فيه ‪ ،‬وهو أنهم يجمعون ( الكفء ) أو ( الكفي ) على ( أَكِفَّاء )‬

‫‪ ،‬فتقول ‪ ( :‬أَكِفَّاء )‬
‫بتشديد الفاء ‪ ،‬وهو خطأ ‪ ،‬فإذا أردتَ جمع ( كفيف ) وهو الذي لا يبصر‬

‫بتشديد الفاء ‪ ،‬وإذا أردتَ جمع ( كفء ) بمعنى النظير والمماثل ‪ ،‬فتقول ‪ ( :‬أَكْفَاء ) بتسكين الكاف‬

‫وتخفيف الفاء ‪ ،‬وإذا أردت جمع ( كفي ) ‪ ،‬وهو صاحب الأهلية ‪ ،‬فتقول ‪ ( :‬أكْفياء ) ‪.‬‬

‫)‬
‫‪ ١٨٣-‬مدة التجربة للعاملة المنزلية تسعون يومًا‬

‫(تجربة ) بكسر الراء مصدر من الفعل ( جرَّب ) ‪ ،‬ويجمع على (تجارب ) بكسر الراء ‪،‬‬

‫وأورد ابن قتيبة في ( الشعر والشعراء ) هذا البيت‬

‫للصبر عاقبةً محمودةَ الأثر‬ ‫إني رأيتُ ‪ -‬وفي الأيام تجربة ‪-‬‬

‫ورأيتُ كثيرًا من الناس يضم ( الراء ) في كلا اللفظين ‪ ،‬وهو لحن ‪ ،‬والقول الصواب أن‬

‫تكسر الراءفي (تجربة ) و(تجارب ) ‪.‬‬


‫في‬
‫اللحن‬
‫مجا‬
‫القضاء‬
‫لس‬

‫= على حين أن نصوص اللغة والمعجمات في هذا المقام تقضي أن يقال ‪ ( :‬هو كافٍ ) أو ( هو من أهل‬
‫الكفاية ) ‪ ،‬وترى اللجنة أن معنى قول القائل ‪ ( :‬هو كفء ) أو ( هو من أهل الكفاءة ) أنه يجانس‬
‫العمل ‪ ،‬ويرتفع إلى مستواه ‪ ،‬ولهذا ترى اللجنة أنه لا مانع من استعمال الكفء ) حيث يستعمل‬
‫( الكافي ) ‪ ،‬و( الكفاءة ) حيث تستعمل ( الكفاية ) » ‪ .‬القرارات المجمعية ص ‪. ١٤٤‬‬

‫( ‪ ) 1‬ينظر‪ :‬معجم الصواب اللغوي ص ‪ ، ۲۰۷‬والأخطاء اللغوية الشائعة في الأوساط الثقافية ص ‪، ٦٤‬‬
‫ولحن القول ص ‪ ، ٢١٠‬ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪. ) ٢١٧/٤٠‬‬
‫( ‪ ( ) ۵/۰۷۷‬د )‬

‫‪۱۹۹‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث الثاني‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫‪ ١٨٤-‬وأجمل جوابي في النقاط الآتية‬

‫ويجمعون ( النقطة ) على ( نُقاط ) ‪ ،‬وهو خطأً ‪ ،‬والصحيح جمعه على ( نقاط )‬

‫بكسر النون ‪ ،‬أو تُجمع قياسًا على ( نُقَط ) بضم النون وفتح القاف‪ ،‬كـ ( غُرْفة ) و ( غُرَف ) ‪،‬‬

‫قال جواد ‪ « :‬كل اسم على هذا الوزن يجوز جمعه على ( فعال ) ‪ ،‬وإن لم يُسمع الجمع من‬

‫العرب ‪ ،‬كما يجوز جمعه على ( فعل ) كـ ( نُقط) و( نُطف ) ‪ ،‬وهو الجمع الأشهر‪ ،‬ثم إن وزن‬

‫( فعال ) ليس من أوزان الجموع ‪ ،‬وما جاء من الجمع على ( فعال ) فـهـو شــاذُ ‪ ،‬ومـن قبـيـل‬

‫التوهمفي سماع الألفاظ » ) ‪.‬‬

‫ولذا اجمع ( نُقْطة ) على ( نقاط ) بكسر النون ‪ ،‬وعلى ( نُقط ) بضمٍ فَفَتحُ ‪ ،‬ولا يجوز‬

‫الجمع على ( نقاط ) بضم النون ‪.‬‬

‫‪ -١٨٥-‬والقرض لا علاقة له بالتبادل التجاري‬

‫في ( اللسان ) ‪ « :‬والعلاقة ‪ :‬ما يُتبلغ به من عيش ‪ ....‬والعلاقة ‪ :‬المغلاق الذي يُعَلِّق به‬

‫الإناء » (‪ ، ) ٤‬قال أميرالدولتين ‪ ( « :‬العلاقة ) بفتح العين تكون في المعاني ‪ ،‬كعلاقة المودة بين‬

‫اثنين ‪ ،‬أما ( العِلاقة ) بكسر العين ‪ ،‬فتكون في الأشياء الملموسة ‪ ،‬كعلاقة السيف ونحوها » (ه) ‪،‬‬

‫فالأولى قولك ‪ ( :‬والقرض لا علاقة له بالتبادل التجاري بفتح العين في ( علاقة ) ‪.‬‬

‫( ‪ ) 1‬ينظر‪ :‬قل ولا تقل ( ‪ ، ) ١٣٥/١‬ومعجم أخطاء الكتاب ص ‪ ، ٦٢٥‬ومعجم الأخطاء الشائعة ص ‪. ٢٥٢‬‬
‫( ‪ ) ٢‬قل ولا تقل ( ‪. ) ١٣٥/١‬‬

‫‪ :‬دقائق العربية ص ‪ ، ١٦٢‬ومعجم أخطاء الكتاب ص ‪ ، ٤١٠‬والأخطاء اللغوية الشائعةفي الأوساط‬


‫( ‪ ) ۳‬ينظر‬
‫الثقافية ص ‪ ، ١٢٦‬ولحن القول ص ‪. ٨٦‬‬
‫) ‪. ( ٢٦٣/١٠ ) ( ٤‬‬
‫( ‪ ) ٥‬دقائق العربية ص ‪. ١٦٢‬‬

‫‪S..‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫لحون المتخاصمين‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫‪ ١٨٦-‬وأحيلت إلى الدائرة القضائية بحسب الاختصاص‬

‫يرى جمع من اللغويين ‪ ،‬أن السين في ( حسب ) ساكنة ‪ ،‬لا يجوز فتحها ‪ ،‬قال الحريري ‪:‬‬

‫اعمل بحسب ذلك ) بإسكان السين ‪ ،‬والصواب فتحها لتطابق معنى الكلام‬ ‫ويقولون ‪:‬‬

‫‪ ،‬وهو‬
‫لأن ( الحسَب ) بفتح السين ‪ ،‬هو الشيء المحسوب المماثل معنى المثل والقدر‬

‫المقصود من الكلام ‪ ،‬فأما ( الحشب ) بإسكان السين ‪ ،‬فهو الكفاية ‪ ،‬ومنه قوله تعالى ‪:‬‬

‫[ النبأ ‪ ، ] ٣٦ :‬أي ‪ :‬كافيًا ‪ ،‬وليس المقصود به هذا المعنى ‪ ،‬وإنما المراد ‪ :‬اعمل‬ ‫عطاءً حِسَابًا‬

‫على قدر ذلك » (‪ ، )۲‬وذكر الصبَّانُ في مبحث ‪،‬الأبدال ‪ ،‬أن الأشموني قال ‪ « :‬أدرج الناظم هنا‬

‫الهمزة في حروف العلة ‪ ،‬حسبما حمل الشارح كلامه على ذلك » (‪ ) ۳‬ثم علق الصبان في‬

‫الحاشية بأن قوله ‪ ( :‬حسبما ) بفتح السين ‪ ،‬وممن انتصر لهذا الرأي الطناحي ‪ ،‬فقولهم‪:‬‬

‫( فعلته حسب رأيك ) بسكون السين لحن ‪ ،‬غير أنه جاء في ( لسان العرب ) ما يدل على‬

‫الوجهين ‪ ،‬قال في الموضع الأول ‪ « :‬و ( الحَسَب ) و ( الحَسْب ) ‪ :‬قدر الشيء ‪ ،‬كقولك ‪ :‬الأجر‬

‫بحسب ما عملت ‪ ،‬وحَسْبِه ‪ ،‬أي ‪ :‬قدره »(‪ ، )4‬وفي موضع آخر‪ « :‬وقال الكسائي ‪ :‬ما أدري ما‬

‫حَسَب حديثك ‪ ،‬أي ‪ :‬ما قدره ‪ ،‬وربما سُكِّنَ في ضرورة الشعر » (‪ ، )٥‬ففي النص الأول يسوغ‬

‫تسكين ( حسب ) بلا تقييد ‪ ،‬وفي النص الآخر يجوّز تسكين السين في ضرورة الشعر‪ ،‬وفي‬

‫النقلين عن صاحب ( اللسان ) وغيره من المعجمات القديمة ما يجعل تسكين السين في‬

‫( حسب ) جائز‪ ،‬والفتح أعلى ‪.‬‬

‫ومسألة أخرى وهي أنه يجوز استعمال ( حسب ) مقرونا بأحد الحرفين ( على )‬

‫و( الباء ) ‪ ،‬أو مجردًا منهما ‪ ،‬وإني آتيك بشاهد من العربية على كل وجه ‪ ،‬فأما الأول فقول‬
‫في‬
‫اللحن‬
‫ملجقا‬
‫ضا‬ ‫ا‬
‫لء‬

‫( ‪ ) 1‬ينظر‪ :‬درة الغواص ص ‪ ، ٥٦٢‬وفي التراث العربي ص ‪ ، ٢٦٧‬ولغويات ‪ ،‬وأخطاء لغوية شائعة ص ‪، ١٧٤‬‬
‫س‬

‫ومعجم أخطاء الكتاب ص ‪ ، ۱۱۹‬ومعجم الأغلاط اللغوية المعاصرة ص ‪ ، ١٥٢‬وفي اللغة والأدب‬
‫( ‪ ، ) ٥٣١/٢‬ونحو إتقان الكتابة العلمية باللغة العربية ص ‪. ٣٠‬‬
‫( ‪ ) ٢‬درة الغواص ص ‪. ٥٦٢‬‬
‫( ‪ ) ۳‬حاشية الصبان على شرح الأشموني على ألفية ابن مالك ( ‪. ) ٤٠٩/٤‬‬
‫) ‪. ( ۳۱۱/۱ ) ( ٤‬‬
‫) ‪. ( ٣١٤/١ ) ( ٥‬‬

‫‪201‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث الثاني‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫الزمخشري في الأساس ) ‪ « :‬والأجر على حسَب المصيبة ‪ ،‬أي ‪ :‬على قدرها » (‪ ، )١‬وشاهد‬

‫الوجه الثاني ذكره الجوهري في ( الصحاح) ‪ « :‬ومنه قولهم ‪ :‬ليكن عملك بحسب ذلك ‪،‬‬

‫أي ‪ :‬على قدره وعدده » (‪ ، ) ۲‬والشاهد على تجريد ( حسب ) من حرفي الجر‪ ،‬قول الشاعر‬

‫العباسي صالح بن عبد القدوس ‪:‬‬

‫ألفيت أكثر من ترى يتصدق (‪)۳‬‬ ‫لويُرزقون الناس حسب عقولهم‬

‫‪ ١٨٧-‬ونقَّذَ جزءًا بسيطًا من العمل المطلوب منه‬

‫( البسيط ) بمعنى ( القليل ) ‪ ،‬وإيراده في هذا المثال خطأً عند كثير من المشتغلين‬

‫بالتصحيح والتغليط ‪ ،‬منهم ‪ :‬جواد ‪ ،‬والعدناني ‪ ،‬والسامرائي ‪ ،‬والهلالي الذي قال ‪ « :‬فقد‬

‫رأيت أن ( البسيط ) و ( البساطة ) لا يدلان على ما يريد الكتّاب بهما ‪ ،‬فإنهم يريدون‬

‫بالبسيط من الناس الغِرَّ والمُغَفَّل ‪ ،‬ويريدون بالبسيط من الأمور السهل الهين ‪ ،‬وذلك‬

‫كله بعيد عن استعمال العرب ‪ ،‬بل هو ضده ؛ لأن البسيط في اللغة العربية ‪ ،‬هو الواسع ‪،‬‬

‫الأساس ) ‪ « :‬ومكان بسيط ‪:‬‬ ‫ومن أجل ذلك سميت الأرض البسيطة لسعتها » (ه) ‪ ،‬وفي‬

‫واسع ‪ ،‬وفلان بسيط الباع واللسان ‪ ،‬وقد بسط بساطة ‪ ،‬وبَسَط إلينا يده ولسانه بما‬

‫نحب أو بما نكْرَه » (‪ ، )٦‬وقد سمى السرخسي من شيوخ الحنفية كتابه بـ ( المبسوط ) ‪،‬‬

‫وسمى أبو حامد الغزالي أحد كتبه في فقه الشافعية بـ ( البسيط في الفروع ) ‪ ،‬ومرادهما‬

‫الكتاب الواسع في أبوابه وفصوله ‪ ،‬وقال الفراء لجمع من طلبة العلم ‪ « :‬إني مُمْلٍ كتابَ‬

‫)‪(۱) (۱/۷۷۱‬‬
‫* )\\•‪(3 ) (\/‬‬

‫( ‪ ) ۳‬حياة الحيوان الكبرى ( ‪. ) ٢٧/١‬‬


‫( ‪ ) ٤‬ينظر‪ :‬المساعد ( ‪ ، ) ٢٤٢/٢‬ونظرات في اللغة والأدب ص ‪ ، ١٦٥‬ودراسات في فلسفة النحو والصرف‬
‫واللغة والرسم ص ‪ ۱۱۹‬وص ‪ ، ١٢٢‬ومعجم أخطاء الكتاب ص ‪ ، ٥١‬ومعجم الأخطاء الشائعة ص ‪، ٣٧‬‬
‫وتقويم اللسانين ص ‪ ٣٢‬وص ‪ ، ١٢٥‬ومعجميات ص ‪ ، ١٣٩‬وأزاهير الفصحى ص ‪ ، ٤٩‬ومجلة مجمع اللغة‬
‫العربية بدمشق ( ‪ ) ٢٦٥/١٩‬و( ‪. ) ٤١/٦٠‬‬

‫( ‪ ) ٥‬تقويم اللسانين ص ‪. ٣٣‬‬


‫)‪.(1/1) (1‬‬

‫دد‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫لحون المتخاصمين‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫معانٍ أتمَّ شرحًا ‪ ،‬وأبسط قولًا من الذي أمللت » ) ‪ ،‬إلا أن الغلاييني والبصامَ تجوزا في‬

‫استعمال ( البسيط ) بمعناه الدارج هذه الأيام ‪ ،‬يقول الغلاييني ‪ « :‬وهل يقال ( بسيط )‬

‫لسليم الطوية ‪ ،‬وللسهل الخُلُق ‪ ،‬والخالي الذهن ‪ ،‬لا أرى مانعا من ذلك ‪ ،‬كما قالوا ( بسيط‬

‫الوجه ) ‪ ،‬أي ‪ :‬متهلله ؛ لأن بساطة القلب بمعنى تهلله وسروره من لوازم سلامته وخلوه‬

‫من المكدرات التي تدعو إلى الرجاسة ‪ ،‬أو يكون من قولهم بسيط اليدين ) أي ‪ :‬هو‬

‫مسماح منبسط بالمعروف ‪ ،‬فإن قلت ‪ :‬إنه بسيط‪ ،‬أو بسيط القلب ‪ ،‬فالمعنى أنه يسمح‬

‫بما فيه قلبه ‪ ،‬فلا يكتم من أمره شيئًا لسذاجته ‪ ،‬أو هو من البساطة ضد التركيب التي‬

‫يستعملها العلماء والناس ‪ ، ) ۲( » ...‬وفي ( التاج ) ‪ « :‬وقال ثعلب ‪ ( :‬كلاً ) مركبة من كاف‬

‫التشبيه ‪ ،‬ولا النافية ‪ ...‬وعند غيره بسيطة » ( ‪. ) ۳‬‬

‫والذي يظهر أن ( البسيط ) بمعنى اليسير خطأً في العربية ‪ ،‬وهو دخيل على هذا‬

‫الاستعمال ‪ ،‬وما أورده المجيزون فيه تكلف ظاهر‬


‫‪.‬‬

‫‪--- -ΙΛΛ‬‬
‫خصوصًا وأن المدعى عليه اقتصر في جوابه‬
‫)‪(٤‬‬
‫على الدفع الشكلي )‬

‫من الأخطاء الأسلوبية الشائعة في كتابات اليوم إلحاق الواو بعد ( خصوصا )‬

‫والصحيح استبعاد الواو؛ لأنها عبء على الجملة ‪ ،‬ولا تضيف معنى زائدا ؛ قال جواد‬

‫« وضع الواو بعد المصدر العامل ( خصوصا ) غلط صريح ‪ ،‬والصواب حذفها ‪ ،‬وتبديل‬

‫الجملة بقولنا ‪ ( :‬خصوصا أنك مجتهد ) لنجعل ( أن واسمها وخبرها ) في تأويل مصدر‬
‫في‬

‫مفعول به لـ ( خصوصا ) » ( ه) ‪ ،‬وممن عده من الأغلاط كذلك إبراهيم اليازجي ‪.‬‬


‫ملجقا‬
‫ا‬
‫اللحن‬
‫لء‬
‫س‬ ‫ضا‬

‫( ‪ ) ۱‬تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ( ‪. ) ٢٢٥/١٦‬‬


‫( ‪ ) ٢‬نظرات في اللغة والأدب ص ‪. ١٦٨‬‬
‫) ‪. ( ٤٤٩/٤٠ ) ( ٣‬‬

‫( ‪ )٤‬ينظر لغة الجرائد ص ‪ ، ۸۱‬ومغالط الكتاب ص ‪ ، ٣٦‬والأخطاء اللغوية الشائعة في الأوساط الثقافية‬
‫ص ‪ ، ٢٥٩‬ومجلة لغة العرب ( ‪. ) ٦٩٣/٦‬‬
‫( ‪ ) ٥‬مجلة لغة العرب ( ‪. ) ٦٩٣/٦‬‬

‫‪٢٠٣‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث الثاني‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫خصّيصًا أن المدعى عليه مليء‬ ‫‪-۱۸۹‬‬

‫وردت ( خصيصًا ) في نظام المحكمة التجارية الصادر سنة ‪ ١٣٥٠‬هـ ‪ ،‬وفيه ‪ ( :‬وهي‬

‫المأمور الذي يتعين خصيصًا برفق المهندس ‪ ، ) ...‬وقد أنكر عامة أهل اللغة إتيان‬

‫( خصيص ) بمعنى ( خاصة ) و( خصوصا ) ‪ ،‬واعلم أن لفظ ( خِصّيص ) على وزن ( فعيل ) ‪،‬‬

‫‪،‬‬
‫وقد ساق ابن دريد في ( الجمهرة ) عددًا كبيرًا من الكلمات على هذا الوزن ‪ ،‬مثل ‪ ( :‬سكير‬

‫وخمير‪ ،‬وفسيق ‪ ،‬وغدير‪ ) ...‬ثم قال ‪ « :‬اعلم أنه ليس لمولَّد أن يبني ( فِعَّيلًا ) إلا ما تَكَلَّمَتْ‬

‫به العرب ‪ ،‬ولو أجيز ذلك لقلب أكثر الكلام ‪ ،‬فلا تقبلن ما جاء على ( فِعيل ) مما لم‬

‫تسمعه من الثقات إلا أن يجيء به شعر فصيح » (‪ ، ) ٢‬قال الصيداوي ‪ « :‬إن الخطأفي‬

‫استعمال هذه الكلمة واسع الانتشار‪ ،‬وصوابه أن يُقال ‪ ( :‬خِصيصى ) بالألف المقصورة ‪،‬‬

‫فإذا استثقلت هذه اللفظة ‪ ،‬فيمكنك أن تُحل محلها ( خصوصا ) ‪ ،‬أو ( خاصة ) ‪ ،‬فهما أخف‬

‫وألطف » (‪ ، ) ۳‬وإذا علمت أن (خصيصًا ) لا يصح أن تُورد في التعبير عن حدوث فعل الأمر‬

‫خاص ‪ ،‬فإن هذه اللفظة صفةٌ مولّدة ‪ ،‬بمعنى المختص والقريب والمقرب والخليل ‪ ،‬كأن‬

‫تقول ‪ ( :‬كان هذا الرجل خصيصًا بأبي ) ‪ ،‬قال أبو حيان التوحيدي ‪ « :‬ولكن حكاه لي ابن‬

‫مكرم ‪ ،‬وكان خصيصًا به أثيرًا عنده » ( ‪. )٤‬‬

‫ومما تقدم ‪ ،‬لا يصح مجيء ( خصيصًا ) في مثال الباب ‪ ،‬والصحيح إقامة ( خاصة )‬

‫أو ( خصوصا ) محلها ‪ ،‬فتقول ‪ ( :‬خصوصًا أن المدعى عليه مليء ) أو ( خاصة أن المدعى‬

‫عليه مليء ) ‪ ،‬وأما ما جاء في نظام المحكمة التجارية ‪ ،‬فقد أراد المنظّم أن تكون ( خصيصا )‬

‫( ‪ ) 1‬ينظر‪ :‬قل ولا تقل ( ‪ ، ) ١٤٨/١‬وتذكرة الكاتب ص ‪ ، ٥٩‬ومعجم أخطاء الكتاب ص ‪ ، ١٦٥‬وإصلاحات في‬
‫لغة الكتابة والأدب ص ‪ ، ١٦‬واللغة والناس ص ‪ ، ١٢‬ونحو إتقان الكتابة العلمية باللغة العربية ص ‪، ٤٢‬‬
‫ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪. )٥٤٨/٧‬‬
‫( ‪ ) ٢‬جمهرة اللغة ( ‪. ) ١١٩٢/٢‬‬
‫( ‪ ) ۳‬اللغة والناس ص ‪. ١٤‬‬
‫( ‪ ) ٤‬البصائر والذخائر ( ‪. ) ٢٩١/٧‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫لحون المتخاصمين‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫بمعنى ‪ ( :‬المختص والقريب ) ‪ ،‬وهو المعنى الصحيح ‪ ،‬والحق أن هذا النظام من أجود‬

‫الأنظمة المتصلة بالقضاء من جهة الصياغة اللغوية ‪ ،‬ومراعاة قواعد اللغة ‪.‬‬

‫)‪(1‬‬
‫‪ ١٩٠-‬والنفقة لا تكفي لشراء حاجيات الأولاد‬

‫تجمع حاجـة علـى (حاجات ) و( حوائج ) ‪ ،‬ولا يصح جمع ( الحاجة ) على ( حاجيات ) ‪،‬‬

‫وقد غلط المبرد (‪ ، ) ٢‬وابن الجوزي ( ‪ ، ) ۳‬والحريري جمع ( حاجة ) على ( حوائج ) ‪ ،‬قال الحريري ‪:‬‬

‫ويقولون ‪ :‬في جمع حاجة حوائج ‪ ،‬فيوهمون فيه ‪ ،‬كما وهم بعض المحدثين ‪ ...‬والصواب‬

‫أن يُجمع في أقل العدد على حاجات » ( ) ‪ ،‬وهو وهم ‪ ،‬ففي ( التاج ) ‪ ( « :‬و) تجمع الحاجةُ‬

‫على ( حاجاتٍ ) جمع سلامة ‪ ( ،‬وجوج ) ‪ ،‬بكسر ففتح ‪ ( ...‬وحوائج غير قياسي ) ‪ ،‬وهو رأي‬

‫الأكثر ( أو مولدة ) ‪ ،‬وكان الأصمعي يُنكره ‪ ،‬ويقول ‪ :‬هو مُوَلّد ‪ ،‬قال الجوهري ‪ :‬وإنمـا أنـكـره‬

‫بخروجه عن القياس ‪ ،‬وإلا فهو كثيرفي كلام العرب ‪ ،‬وينشد ‪:‬‬

‫حوائجه من الليل الطويل » (ه)‬ ‫نهار المرء أمثلُ حينَ تُقضَى‬

‫حاجات ‪ ،‬وحاج ‪ ،‬وحوائج ‪ ،‬وجوج » (‪ ،)١‬وقــال‬ ‫قال ابن السكيت ‪ « :‬وجمع حاجة‬

‫الغلاييني ‪ « :‬هذا ‪ ،‬وإن ( الحوائج ) صحيحةً فصيحةً ‪ ،‬كما قدمنا ‪ ،‬وقد وردت في الشعر‬

‫القديم ‪ ،‬والمخضرم ‪ ،‬والعصر الأول للعرب في الإسلام ‪ ،‬فقد استعملها الشماخ ‪ ،‬والأعشى ‪،‬‬

‫وأبو سلمة المحاربي والفرزدق ‪ ،‬وهميان بن قحافة ‪ ،‬وغيرهم » (‪ ،)۷‬وقال الأعشى ‪:‬‬

‫( ‪ ) 1‬ينظر درة الغواص ص ‪ ، ۲۳۹‬والمزهر في علوم اللغة وأنواعها ( ‪ ، ) ۳۰۷/۱‬وبحر العوام ص ‪ ، ٦٣‬ولف‬
‫القماط ص ‪ ، ١٤٢‬وتذكرة الكاتب ص ‪ ، ٦٦‬ونظرات في اللغة والأدب ص ‪ ، ۳۸‬وحول الغلط والفصيح‬
‫في‬

‫ملجقا‬
‫ا‬
‫اللحن‬

‫ص ‪ ، ٤٢‬ومعجم أخطاء الكتاب ص ‪ ، ١٤٤‬وأزاهير الفصحى ص ‪ ، ٤٣‬ومعجم تصحيح التصحيح ص ‪، ٨٦‬‬


‫لء‬‫ضا‬

‫ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪ ) ٣١٠/٤‬و( ‪ ) ٥٤٠ / ٨‬و ( ‪ ، ) ٢١٨ / ٤٠‬ومجلة لغة العرب ( ‪. ) ٥٤٧/٥‬‬
‫س‬

‫( ‪ ) ٢‬ينظر‪ :‬المزهر في علوم العربية وأنواعها ( ‪. ) ۳۰۷/۱‬‬


‫( ‪ ) ۳‬ينظر تقويم اللسان ص ‪.۹۸‬‬
‫( ‪ ) ٤‬درة الغواص ص ‪۲۳۹‬‬
‫)‪.(290/0) (0‬‬
‫( ‪ ) ٦‬مختصر تهذيب الألفاظ ص ‪. ٣٤٤‬‬
‫( ‪ ) ۷‬نظرات في اللغة والأدب ص ‪. ٤٢‬‬

‫‪٢٠٥‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث الثاني‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫أهل الحوائج والمسائل (‪)۱‬‬ ‫الناس حول قبابه‬

‫وأعود لما كنت فيه من بحث ‪ ،‬فأقول ‪ :‬إن العرب لم تستعمل ( حاجيات ) جمعًا‬

‫لـ ( الحاجة ) ‪ ،‬ولا ندري كيف جيء بهذه الياء ‪ ،‬كما قال السامرائي ؛ ولذا قل ‪ ( :‬والنفقة لا‬

‫تكفي لشراء حاجات الأولاد ) أو ( والنفقة لا تكفي لشراء حوائج الأولاد ) ‪.‬‬

‫‪ - ١٩١‬واستطاع التعرف على المتهمين الأول والثاني‬

‫)‪(۲‬‬
‫لأول وهلة‬

‫ومثله ‪ ( :‬وراجع المستشفى لأول مرة بتاريخ ‪ ) ...‬وإدخال ( اللام ) و( من ) على ( أول )‬

‫غلط عند داغر‪ ،‬والزعبلاوي ‪ ،‬وزهدي جار الله ‪ ،‬والعدناني ‪ ،‬ويرون أن لا محل لدخولهما‬

‫ويُحَرَّك ‪ ،‬و) أول ( واهِلَة ) ‪ ،‬كلَّ‬ ‫لفظًا ولا معنى ‪ ،‬وفي ( التاج ) ‪ ( « :‬ولقيتهُ أوَّل وَهْلَة ) ‪ ،‬بالفتح ‪،‬‬

‫ذلك ( أوَّلَ شيء ) ‪ ،‬قاله الفراء ‪ ،‬وقيل ‪ :‬هو أول ما تراه » (‪. )۳‬‬

‫الإنصاف في مسائل الخلاف بين‬ ‫قلت ذكر أبو البركات الأنباري في كتابه ‪:‬‬

‫النحويين البصريين والكوفيين ) ( ‪ )٤‬مسألة دخول ( مِنْ ) في الزمان ‪ ،‬فالكوفيون على‬

‫لَمَسْجِدُ أُسَ عَلَى التَّقْوَى‬ ‫الجواز‪ ،‬والبصريون على المنع ‪ ،‬واستدل الكوفيون بقوله تعالى ‪:‬‬

‫مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ فِيهِ﴾ [ التوبة ‪ ، ] ١٠٨ :‬وبقول زهير‬
‫‪:‬‬

‫ٍ ومن دهره)‬
‫ج‬ ‫ج‬
‫َج‬ ‫ح‬
‫ِج‬ ‫أقْوَيْنَ من ح‬ ‫لِمَنِ الدَّيارُ يقنّةِ الحِجْرِ‬

‫وأما البصريون ‪ ،‬فاحتجوا بأن ( مِنْ ) في المكان نظير ( مُذْ ) في الزمان ؛ لأن ( مِنْ )‬

‫( ‪ ) ۱‬ديوان الأعشى ص ‪. ۳۳۹‬‬


‫( ‪ ) ٢‬ينظر‪ :‬تذكرة الكاتب ص ‪ ، ٥٣‬ومعجم أخطاء الكتاب ص ‪ ،٦٨٢‬والكتابة الصحيحة ص ‪ ، ٣٩٨‬ومعجم‬
‫الأخطاء الشائعة ص ‪ ، ٢٧٤‬ومعجميات ص ‪ ، ٣٢٥‬ومعجم الخطأ والصواب ص ‪ ، ٢٧٣‬ونحو إتقان‬
‫الكتابة العلمية باللغة العربية ص ‪ ، ۲۱۱‬ومجلة مجمع اللغة العربية الأردني ( ‪. ) ١٧٩/٧٠‬‬
‫) ‪. ( ١٠٢/٣١ ) ( ۳‬‬
‫) ‪. ( ۳۷۰/۱ ) ( ٤‬‬
‫( ‪ ) ٥‬دیوان زهير بن أبي سلمى ص ‪. ٥٤‬‬

‫‪201‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫لحون المتخاصمين‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫وُضعت لتدل على ابتداء‬ ‫وضعت لتدل على ابتداء الغاية في المكان ‪ ،‬كما أن ( مُذْ‬

‫الغاية في الزمان ‪ ،‬فكما أنه لا يجوز أن تقول ‪ ( :‬ما سرت مُذ بغداد ) ‪ ،‬فكذلك لا يجوز أن‬

‫تقول ‪ ( :‬ما رأيته من يوم السبت ) ‪ ،‬وقد بسط فيها أبو البركات الأنباري القول ‪ ،‬ورجح‬

‫مذهب البصريين ‪ ،‬وأيا ما يكون ‪ ،‬فقد ألحق بعض الفصحاء ( اللام ) على ( أول ) ‪ ،‬ففي‬

‫( الأغاني) ‪ « :‬وما كانت عشيرته لتسلمه لأوَّل وَهْلة » (‪ ، )١‬وفي كتاب ( الحلة السيراء ) ‪:‬‬

‫حتى حالت لأول وهلة حاله » ( ‪. )٢‬‬

‫أما مجيء ( مِنْ ) قبل ( أوَّل ) فهو كثيرفي كلام العرب منه البيت الشعري المذكور‬

‫آنفا ‪ ،‬وفي ( اللسان ) ‪ « :‬لأن ذلك مبني على ( فَعَلَّ ) من أول وهلة » (‪ ، )۳‬وفي ( الأغاني) ‪:‬‬

‫« فاستحيوا أن يجيبوهنّ من أول وهلة »(‪. )4‬‬

‫والذي يظهر صحة مجيء الحرف ( من ) قبل ( يوم ) ‪ ،‬فيجوز أن تقول ‪ ( :‬من أَوَّل‬

‫وَهْلة ) على رأي الكوفيين ‪ ،‬أما ( اللام ) فدخولها كما رأيتَ قليل في كلام العرب ‪ ،‬ولم‬

‫لأوَّل وَهْلة )‬ ‫يُسمع في عصور الاحتجاج ‪ ،‬غيرأنه يصعب الجزم بتخطئة من يقول ‪:‬‬

‫والأولى استعمال ( أول وهلة ) مجردة من اللام ‪.‬‬


‫في‬
‫اللحن‬
‫مجا‬
‫القضاء‬
‫لس‬

‫) ‪. ( ١٦٥/٩ ) ( ١‬‬

‫( ‪ ) ٢‬لابن الأبار ( ‪. ) ١٧٦/١‬‬


‫) ‪. ( ٣٥١/٣ ) ( ۳‬‬
‫) ‪. ( ۱۳۷۱ ) (٤‬‬

‫‪٢٠٧‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث الثاني‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫‪ ١٩٢-‬وتسلمت من المدعى عليه حوالي خمسين ألف‬


‫)‪(1‬‬
‫ريال ‪ ،‬قبل حوالي سنة‬

‫الشائع لدى العرب استعمال ( حَوْلي ) و ( حوالي ) و ( حَوَال ) و( أحوال ) و( أخوالي ) على‬

‫الظرفية المكانية ‪ ،‬فتقول ‪ ( :‬وقفنا حَوالَي فلان ) ‪ ،‬و ( وصلنا حَوالَي مكة ) ‪ ،‬قال الأزهري ‪ « :‬العرب‬

‫تقول ‪ :‬رأيت الناسَ حَوْلَهُ ‪ ،‬وحَوَالَيْه ‪ ،‬وحَوَالَهُ ‪ ،‬وحَوْلَيه » ( ‪ ، ) ٢‬أما استعمال ( حَولَ ) ومشتقاتها‬

‫بمعنى المقدار‪ ،‬فقد جرى فيه الخلاف ‪ ،‬فمنهم من يحظر استعمال ( تسلمت من فلان حَوالَي‬

‫ألف ريال ) ؛ لأنه ظرف مكاني لا يتصرف ‪ ،‬ولم يُسمع عن العرب استعمال هذا الظرففي غير‬

‫ما وضع له ‪ ،‬وممن قال بهذا القول من المعاصرين ‪ :‬الزعبلاوي ‪ ،‬ومحمد النجار‪ .‬ومن شواهد‬

‫استعمال ( حوالي ) ما جاء في حديث الاستسقاء ‪ « :‬اللهم حوالينا ولا علينا » (‪. )۳‬‬

‫وقد أجاز عدد من المعاصرين كالهلالي والعدناني استعمال ( حوالي ) بمعنى المقدار‪،‬‬

‫وأقر مجمعا اللغة في القاهرة (‪ ) ٤‬ودمشق ( ‪ ) ٥‬صحة هذا الاستعمال ‪.‬‬

‫والأولى عندي ‪ :‬الابتعاد ما أمكن عن استعمال ( حوالي ) في غيرالمكان ؛ لأنها لم تكن‬

‫مستعملةً عند العرب في غير( المكان ) ‪ ،‬ويناسب المقام قولك ‪ ( :‬وتسلمت من المدعى عليه‬

‫نحوا من خمسين ألف ريال ) أو ( وتسلمت من المدعى عليه زهاء خمسين ألف ريال ) ‪.‬‬

‫( ‪ ) 1‬ينظر لغويات ‪ ،‬وأخطاء لغوية شائعة ص ‪ ، ۹۳‬ومعجم أخطاء الكتاب ص ‪ ١٥٢‬وص ‪ ، ٥٩٧‬ومعجم الأغلاط‬
‫اللغوية المعاصرة ص ‪ ، ۱۷۹‬ومقالات في أخطاء لغوية شائعة ص ‪ ، ١٥٣‬وتقويم اللسانين ص ‪ ، ١٤٣‬ونحو‬
‫إتقان الكتابة العلمية باللغة العربية ص ‪ ، ۱۰۰‬والألفاظ والأساليب ( ‪ ، ) ۱۰۱/۱‬وقرارات مجمع اللغة‬
‫العربية بدمشق في الألفاظ والأساليب ( ‪ ، ) ۲۲/۱‬ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪. ) ٢٢٧/٤‬‬
‫( ‪ ) ٢‬تهذيب اللغة ( ‪. ) ٢٤١/٥‬‬
‫( ‪ ) ۳‬أخرجه البخاري في الصحيح ‪ ،‬كتاب الجمعة ‪ ،‬باب الاستسقاءفي الخطبة يوم الجمعة ‪ ،‬رقم الحديث ‪:‬‬
‫‪ ، ۹۳۳‬ص ‪ ، ۱۲۷‬ومسلم في الصحيح ‪ ،‬كتاب صلاة الاستسقاء ‪ ،‬باب الدعاء في الاستسقاء ‪ ،‬رقم‬
‫الحديث ‪. ) ۳۹۷/۱ ( ۸۹۷ :‬‬

‫( ‪ ) ٤‬ينظر‪ :‬القرارات المجمعية ص ‪ ، ۱۲۸‬وينظركذلك ‪ :‬الألفاظ الأساليب ( ‪ ، ) ۱۰۱/۱‬ففيه أبحاث مفيدة في‬
‫هذه المسألة ‪.‬‬

‫( ‪ ) ٥‬ينظر‪ :‬قرارات مجمع اللغة العربية بدمشق في الألفاظ والأساليب ( ‪، ) ٢/١‬‬

‫‪٢٠٨‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫لحون المتخاصمين‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫وبما أن الكلام يجر بعضه بعضًا‪ ،‬فقد خَطَأ بعضُ المتأدبين ‪ ،‬إضافة ( نحو ) إلى العدد‬

‫بدون توسط ( مِنْ ) بينهما ‪ ،‬كأن تقول ‪ ( :‬نَحْو خمسين ألف ريال ) ‪ ،‬ومنهم الشيخ محمد‬

‫رشيد رضا صاحب ( المنار) ‪ ،‬فقد خطّاً الأمير شكيب أرسلان استعماله ( نحو ثلاثمئة )‬

‫بإضافة ( نحو ) إلى العدد ‪ ،‬من دون أن يتوسطهما الحرف ( من ) ‪ ،‬وهذه التخطئة فيها‬

‫(‪ ، ) ۱‬فللأمير شكيب سَلَف من أهل العلم ‪ ،‬منهم سيبويه (‪ ، ) ٢‬وقد درج هذا الاستعمال‬
‫نظر‬

‫بينهم من غير نكير‬


‫؛ ولذا الأفصح أن تقول ‪ ( :‬نحو من كذا ‪ ،‬ولو جردت العبارة من‬

‫الحــرف لـجاز أيضًا ‪.‬‬

‫)‪(۳‬‬
‫‪ ١٩٣-‬والمهر المقبوض قدره مائة ألف ريال ‪)٣( .‬‬

‫قال الصُّولي ‪ « :‬والألف في ( مائة ) زيدت فيما ذكر الأخفش ؛ ليُفصل بينها وبين‬

‫أخذت منه ‪ ،‬وقالوا أيضًا ‪ :‬فعلوا ؛ لئلا‬ ‫( منه ) ‪ ،‬فإذا قالوا ‪ ( :‬أخذت مائة ) لم يشبه‬

‫يشبه ( مية ) وهذا قول مرذول ؛ لأن ( مية ) متى تذكر‬


‫‪ ،‬وتقع في كتاب ‪ ،‬والناس من أهل‬

‫البصرة والكوفة على ما قاله الأخفش » (‪ ، )٤‬وفي ( صبح الأعشى ) ‪ « :‬قال الشيخ أثير‬

‫الدين أبو حيان وقد رأيت بخط بعض النحاة ( مَأَة ) على هذه الصورة بألف عليها نبرة‬

‫( ‪ ) ۱‬وقد أجاب الأمير شكيب أرسلان بقوله ‪ « :‬متفقٌ على أن الأفصح أن يُقال ‪ ( :‬نحو من كذا ) ‪ ،‬ولكن ليس‬
‫بغلط إن قيل ‪ :‬نحو كذا ‪ ،‬وقد رأيت هذا الاستعمال في كتاب سيبويه ) ‪ ،‬وليس مرة واحدة ‪ ....‬وجاء‬
‫في صفحة ‪ ( : ٣٣٥‬وقالوا ضخم ‪ ،‬ولم يقولوا ضخيم ‪ ،‬كما قالوا عظيم ) ‪ ،‬ثم قال في الصفحة التي تليها ‪:‬‬
‫( وقد يبنون الاسم على ( فَعْل ) وذلك نحو ضخم وفخم وعبل وجهم ) ‪ ،‬ثم يقول ‪ ( :‬فهذا يدلك على أنه‬
‫نحو الطويل والقصير أهـ ‪ .‬إذا يجوز الوجهان ‪ ،‬ووضع ( من ) بعد ( نحو ) هو أولى ‪ ،‬وسألت صاحبنا السيد‬
‫الهلالي ‪ ،‬وهو الغاية البعيدة في النحو واللغة عن هذه المسألة ‪ ،‬فقال لي ‪ :‬نعم الأفصح العربي الخالص ( نحو‬
‫في‬
‫اللحن‬
‫مج‬
‫القضاء‬

‫من ثلاثمئة ) ‪ ،‬وأما المؤلفون من عهد سيبويه إلى الآن والشعراء ‪ ،‬فإنهم أكثروا من ذلك ‪ ،‬والنحو من معانيه‬
‫المثل كما هنا ‪ ،‬فلا إشكال في جوازه » ‪ .‬ينظر‪ :‬السيد رشيد رضا أوإخاء أربعين سنة ص ‪ ، ٣٩٥‬ونص هذه‬
‫الس‬

‫الفائدة في مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪. )٢٨٢/١٥‬‬


‫( ‪ ) ٢‬ينظر كتاب سيبويه ( ‪. ) ٣١/٤‬‬
‫‪ :‬أسئلة إلى مجلة ( البيان ) و ( الضياء ) وأجوبة الشيخ إبراهيم اليازجي عليها ص ‪ ، ۱۳۸‬ودراسات‬
‫( ‪ ) ۳‬ينظر‬
‫في فلسفة النحو والصرف واللغة والرسم ص ‪ ، ٢٠‬ومعجم أخطاء الكتاب ص ‪ ، ٥٥٩‬ومعجم الأخطاء‬
‫الشائعة ص ‪ ، ٢٣٢‬وأخطاء ألفناها ص ‪ ، ١٤٩‬ونظرات في أخطاء المنشئين ( ‪ ، ) ۱۰/۳‬ولحـن القـول‬
‫ص ‪ ، ٢٢٩‬وكناشة البيروتي ( ‪. ) ٤٦٧/٢‬‬
‫( ‪ ) ٤‬أدب الكتاب ( ‪. ) ٢٤٦/٣‬‬

‫‪٢٠٩‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث الثاني‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫بغيرألف ‪ ،‬كما تكتب ( فئة ) ؛ لأن كَثْبَ‬ ‫الهمزة دون ياء ‪ ،‬قال ‪ :‬وكثيرًا ما أكتب أنا ( مئة‬

‫مائة ) بالألف خارج عن القياس ‪ ،‬فالذي أختاره أن تُكتب بالألف دون الياء على وجه‬

‫تحقيق الهمزة ‪ ،‬أو بالياء دون الألف على وجه تسهيلها » (‪. ) ١‬‬

‫ومن هذين النقلين تبين لك أن لهذا اللفظ ثلاثة أوجه ‪ ،‬أشهرها ‪ ( :‬مائة ) و( مئة ) ‪،‬‬

‫والأعم الأغلب من أهل اللغة في عصرنا يرى أن تُستعمل لفظة ( مئة ) بدون ( الألف ) ؛‬

‫لأن الأقدمين كتبوها قبل نقط الحروف ؛ للتفريق بين العدد ( مئة ) و ( منه ) و( فئة ) ‪،‬‬

‫وبعد أمن اللبس في أيامنا ‪ ،‬فتُكتب حسب القاعدة ‪ ،‬ومما احتجوا به ‪ :‬أن زيادة ( الألف )‬

‫في كتابتها أورثت الخطأ في النطق بها ‪ ،‬وقد أوصى مجمع اللغة بالقاهرة بحذف ( الألف ) ‪.‬‬

‫وفريق ثالث ‪ :‬هم بعض النحويين ‪ ،‬كما قاله أبو حيان يـــرون رسم ( مأة ) بهذا‬

‫الشكل ‪ ،‬واختار هذا الرسم مصطفى جواد ؛ إدحاضًا لكل لبس – حسب قوله ‪ -‬وقال‬

‫اليازجي بأن هذا المذهب من المذاهب المتروكة ‪.‬‬

‫والذي يترجح لي أن الأولى استعمال ( مئة ) بدون زيادة الألف ‪ ،‬ومن كتبها ( مائة )‬

‫بزيادة الألف ‪ ،‬فينبغي ألَّا يُنكر عليه ؛ تبركا بلفظ كتاب الله الكريم ‪ ،‬ولأن لـه سـلـفـا مـن أهـل‬

‫العلم يرتضون هذا الرسم إلى يومنا هذا ‪.‬‬

‫‪ ١٩٤-‬آجرت المدعى عليه العمارة مدة عشرة سنوات ‪ ،‬الخمس‬


‫)‪(۲‬‬
‫ة‪..‬‬
‫سنوات الأولى بأجر‪.‬‬

‫ومثله ( ولا توجد حوالات من حساب المدعي خلال الخمس سنوات الماضية ) ‪،‬‬

‫و( الخمس سنوات ) بهذا التركيب هو الأكثر شيوعًافي الدعاوى القضائية ‪ ،‬والبصريون‬

‫) ‪. ( ۱۸۰/۳ ) ( ۱‬‬

‫( ‪ ) ٢‬ينظر‪ :‬درة الغواص ص ‪ ، ٣٦٨‬ولغة الجرائد ص ‪ ، ٩٦‬وإصلاح الفاسد من لغة الجرائد ص ‪ ، ۱۹‬وقل ولا‬
‫تقل ( ‪ ، ) ٦٨/٢‬ورد الشارد إلى طريق القواعد ص ‪ ، ۳‬وتذكرة الكاتب ص ‪ ، ٨٦‬ولغويات ‪ ،‬وأخطاء لغوية‬

‫شائعة ص ‪ ، ٥٠‬ومعجم أخطاء الكتاب ص ‪ ، ۳۸۸‬ومعجم الأخطاء الشائعة ص ‪ ،٥٠‬ومقالات في أخطاء‬


‫لغوية شائعة ص ‪ ، ٢٣٣‬ومعجم الخطأ والصواب في اللغة ص ‪. ١٠٠‬‬

‫‪210‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫لحون المتخاصمين‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫والكوفيون يمنعون هذا الاستعمال (‪ ، ) ۱‬قال الأشموني ‪ « :‬إذا كان العدد مضافًا ‪ ،‬وأردت‬

‫‪ ،‬وهو المضاف إليه ‪ ،‬فيصير الأول مضافًا إلى معرفة ‪ ،‬فتقول ‪ ( :‬ثلاثة‬
‫تعريفه ‪ ،‬عرفت الآخر‬

‫) ‪ ،‬ومنه قوله ‪:‬‬


‫الأثواب ) ‪ ،‬و( مئة الدرهم ) ‪ ،‬و( ألف الدينار‬

‫فَسَمَا فَأَدْرَك خمسة الأشبار » (‪)٢‬‬ ‫ما زال مُذْ عَقَدَتْ يداهُ إِزَارَهُ‬

‫أما الكوفيون فيتفقون مع البصريين في إجازة ( خمس السنوات ) ‪ ،‬ويجيزون وجهًا‬

‫ثانيًا ‪ ،‬هو تعريف الجزأين ‪ ،‬فيقولون ‪ :‬السبع السنوات ) و ( الخمسة الكتب ) ‪ ،‬ويذكر‬

‫الكسائي أن هذا مسموع عن العرب ‪ ،‬وعلّل بأن إضافة العدد هنا لفظية لا تفيد التعريف (‪. )۳‬‬

‫وأما الوجه الشائعفي اللغة القضائية فيما استقررته في صكوك الأحكام ‪ ،‬وهو دخول‬

‫( أل ) على العدد المضاف من دون المضاف إليه ‪ ،‬فما جاء في حديث أبي هريرة رضليلعهَنْهُ ‪ « :‬فأتى‬

‫بالألف دينار » ( ‪ ،) ٤‬وكذلك من حديث ابن عباس راَلضلِّيَعهَنْه ‪ « :‬ثم قرأ العشرآيات خواتيم‬

‫سورة آل عمران » (ه) ‪ ،‬وهذان النصّان يقضيان بصحة تعريف العدد ‪ ،‬وتنكيرالمعدود ‪ ،‬ولا‬

‫عبرة بما حكاه الشهاب الخفاجي عن ابن عصفور من أن هذا الوجه قبيح (‪ ، ) ٦‬ما دامت‬

‫السنة دلّت عليه ‪ ،‬قال محمد النجار‪ « :‬وقد أحسّ النحاةُ أمام مثل هذه النصوص ضيقًا‬

‫مما قرروه في قواعدهم ‪ ،‬إذ كان لا يسايرها ولا يقاودها ‪ ،‬فعمدوا إلى التأويل والتخريج » (‪،)۷‬‬

‫وقد أجاز هذه الصورة مجمع القاهرة (‪. )۸‬‬

‫( ‪ ) 1‬ينظر‪ :‬شرح المفصل ( ‪ ، ) ٣٣/٦‬وهمع الهوامع ( ‪. ) ٣١٤/٥‬‬


‫( ‪ ) ۲‬حاشية الصبان على شرح الأشموني على ألفية ابن مالك ( ‪. )٢٩٦/١‬‬
‫( ‪ ) ۳‬ينظر‪ :‬شرح المفصل ( ‪ ، ) ٣٣/٦‬والمساعد على تسهيل الفوائد ( ‪ ، ) ۹۰/۲‬وشرح الرضي على الكافية‬
‫في‬

‫ملجقا‬
‫ا‬
‫اللحن‬

‫( ‪ ، ) ۳۱۰/۳‬وهمع الهوامع ( ‪. ) ٣١٤/٥‬‬


‫ضا‬

‫( ‪ ) ٤‬أخرجه البخاري في صحيحه ‪ ،‬كتاب الكفالة ‪ ،‬باب الكفالة في القرض والديون بالأبدان وغيرها ‪ ،‬رقم‬
‫لء‬
‫س‬

‫الحديث ‪ ، 2291 :‬ص ‪. ۳۰۱‬‬

‫( ‪ ) ٥‬أخرجه البخاري في صحيحه ‪ ،‬كتاب العمل في الصلاة‪ ،‬باب استعانة اليد في الصلاة ‪ ،‬إذا كان من أمر‬
‫الصلاة ‪ ،‬رقم الحديث ‪ ، ١١٩٨ :‬ص ‪. ١٦١‬‬
‫( ‪ ) ٦‬شرح درة الغواص ص ‪. ٣٦٨‬‬
‫( ‪ ) ۷‬لغويات ‪ ،‬وأخطاء لغوية شائعة ص ‪. ٥٢‬‬
‫(‪ ) ۸‬ينظر في أصول اللغة ( ‪. ) ١٨٢/٢‬‬

‫‪211‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث الثاني‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫وعلى هذا الوجوه ثلاثة ‪ ( :‬خمس السنوات ) و ( الخمس السنوات ) و( الخمس‬

‫سنوات ) ‪ ،‬وكلها صحيحة فصيحة ‪ ،‬إن استعملت أيا منها جاز‪.‬‬

‫‪ ١٩٥-‬اشتريت منزل المدعى عليه بمليونين ونصف )‬

‫يُخطئ زهدي جارالله ‪ ،‬وداغر هذا الاستعمال ‪ ،‬والصحيح عندهما ‪ ( :‬بمليونين ونصف‬

‫مليون ) ؛ خوفًا من أن يُظَنَّ أن المقصود بالنصف هو نصف المليونين ‪ ،‬ورد المغربي قولهما‬

‫بأن التنوين في ( نصفٍ ) عوض عن المضاف إليه ‪ ،‬وقال العدناني ‪ « :‬بما أن الناس يفهمون‬

‫أن المقصود بالنصف هو نصف الدينار‪ ،‬فلا أرى مانعا من القول ‪ :‬اشتراه بعشرة دنانير‬

‫ونصف ‪ ،‬وفي الحذف مع المحافظة على المعنى بلاغة » ( ) ‪.‬‬

‫اشتريت الكتاب بعشرة ريالات ونصف ) صحيح لا إشكال‬ ‫والذي يظهرأن قولهم ‪:‬‬

‫فيه ‪ ،‬والمتبادرإلى الأذهان أن ( النصف ) هو نصف الريال ‪ ،‬لا العشرة ‪ ،‬وغيرخاف عليكم‬

‫أن من أركان الصياغة القضائية الوضوح وعدم اللبس ‪ ،‬فالأولى والأفصحفي مثالنا أن‬

‫يقال ‪ :‬اشتريت منزل المدعى عليه بمليونين وخمسمئة ألف ريال ) أو ( اشتريت منزل‬

‫المدعى عليه بمليونين ونصف المليون ) ‪.‬‬

‫وقد حررت له الشيك من خمسة شهور )‬ ‫‪-١٩٦‬‬

‫ولي منه ابن عمره سبعة شهور) ‪ ،‬وهو غَلَط عند الحريري ‪،‬‬ ‫ومثله قول المدعية ‪:‬‬

‫وجواد ‪ ،‬وزهدي جار الله ‪ ،‬يقول الحريري ‪ « :‬ويقولون ( ثلاثة شهور‪ ،‬وسبعة بحور) ‪،‬‬

‫‪ :‬تذكرة الكاتب ص ‪ ، ٤٣‬والكتابة الصحيحة ص ‪ ، ٣٦١‬ومعجم الأخطاء الشائعة ص ‪، ٢٤٨‬‬


‫( ‪ ) 1‬ينظر‬
‫ومعجم الخطأ والصواب في اللغة ص ‪ ، ٢٥٤‬ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪. ) ٣٠٩/٤‬‬
‫( ‪ ) ۲‬معجم الأخطاء الشائعة ص ‪. ٢٤٨‬‬
‫( ‪ ) ۳‬ينظر‪ :‬درة الغواص ص ‪ ، ٥٨٥‬وأسئلة إلى مجلة ( البيان ) و ( الضياء ) وأجوبة الشيخ إبراهيم اليازجي‬
‫عليها ص ‪ ، ١١١‬وقل ولا تقل ( ‪ ، ) ٥٩/٢‬وتذكرة الكاتب ص ‪ ،۸۳‬ورد الشارد إلى طريق القواعد ص ‪١٥‬‬
‫والكتابة الصحيحة ص ‪ ، ۱۸۲‬وتقويم اللسانين ص ‪ ، ١٥٥‬ومعجم الخطأ والصواب في اللغة ص ‪۱۷۳‬‬
‫والقرارات المجمعية ص ‪ ، ٦٢‬ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪. ) ٥٠٧/٣٥‬‬

‫‪212‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫لحون المتخاصمين‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫) ؛ ليتناسب نظم الكلام ‪ ،‬ويتطابق العدد‬


‫‪ ،‬وسبعة أبحر‬
‫والاختيار أن يقال ‪ ( :‬ثلاثة أشهر‬

‫[ التوبة ‪ ، ] ٢ :‬وكـمـا نـطـق‬ ‫فَسِيحُواْ فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ‬ ‫والمعدود ‪ ،‬كمـا جـاء في القرآن الكريم‪:‬‬

‫[ لقمان ‪ ، ] ٢٧ :‬والعِلَة في هذا الاختيار‪ ،‬أن العــدد مــن‬ ‫مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرِ‬ ‫به التنزيل ‪:‬‬

‫الثلاثة إلى العشرة وضع للقلة ‪ ،‬فكان إضافته إلى مثال الجمع القليل المشاكل له أليق‬

‫به وأشبه بالملاءمة له » (‪ ، )۱‬غير أن جمعًا من أهل اللغة يرى أن صيغ جمع القلة والكثرة‬

‫تتبادلان ‪ ،‬فتأتي إحداهما موضع الأخرى ‪،‬مجازا ‪ ،‬قال ابن يعيش ‪ « :‬العرب قد تستعمل‬

‫وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ عَامِنُونَ‬ ‫‪ ،‬ومن ذلك قوله تعالى ‪:‬‬


‫اللفظ الموضوع للقليل في موضع الكثير‬

‫إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَتِ ﴾[ الأحزاب ‪ ، ] ٣٥ :‬ولا يعد الكريــم ســبحانه‬ ‫[ سبأ ‪ ، ] ٣٧ :‬وقال ‪:‬‬

‫بأن في الجنة غرفات يسيرة ‪ ،‬وكذلك ليس المراد بقوله ‪ ( :‬إن المسلمين والمسلمات ) العشرة‬

‫فما دونها ‪ ،‬وإنما الإخبار عن هذا الجنس قليله وكثيره ؛ وذلك أن الجموع قد يقع بعضها‬

‫موضع بعض ‪ ،‬ويستغنى ببعضها عن بعض ‪ ...‬وأقيس ذلك أن يستغنى بجمع الكثرة عن‬
‫القلة ؛ لأن القليل داخل في الكثير» (‪ ، )٢‬ومن أمثلة استعمال جمع الكثرة محل جمع القلة‬

‫وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلَثَةَ قُرُوءٍ﴾ [ البقرة ‪ ، ] ٢٢٨ :‬فاستعمل العـدد‬ ‫قوله تعالى‪:‬‬

‫ع الكثرة ( قروء ) ‪ ،‬مع أن جمع القلة ( أقراء ) ‪ ،‬وأما قول الله تعالى ‪:‬‬
‫مع‬‫جم‬
‫(ثلاثة ) مع صيغة ج‬

‫وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ﴾ [ الذاريات ‪ ، ] ٢١ :‬فهنا استعمل جمع القلة (أنفس ) ‪ ،‬محل جمع‬

‫الكثرة ( نفوس ) ‪ ،‬مع أن سياق الآية للجمع الكثير الكاثر‪ ،‬وقد أقر مجمع اللغة بالقاهرة‬

‫صحة استعمال جموع القلة والكثرة في موضع كل منهما الآخر‬


‫‪.‬‬

‫ولما تقدم يجوز في مثالي الباب أن يقال فيهما ‪ ( :‬وقد حررت له الشيك من خمسة‬
‫في‬

‫ملجقا‬
‫ا‬
‫اللحن‬

‫) أو ( سبعة شهور) ‪.‬‬


‫) منه ابن عمره سبعة أشهر‬
‫أشهر) أو ( خمسة شهور وأن يقال ‪ ( :‬ولي‬
‫لء‬
‫س‬ ‫ضا‬

‫( ‪ ) ۱‬درة الغواص ص ‪. ٥٨٥‬‬

‫( ‪ ) ۲‬شرح المفصل ( ‪. ) ١١/٥‬‬

‫‪٢١٣‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث الثاني‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫‪ ١٩٧-‬وكشر‬

‫هذه اللفظة شائعة في المرافعات القضائية المنطوقة بين المتداعين في مجالس القضاء ‪،‬‬

‫وبعض القضاة ربما تنزّه عن إضافة هذه اللفظة في ضبط القضية ؛ لأنه يسبق على الذهن‬

‫أن تكون عاميةً ‪ ،‬وقد أفدت من المحقق الطناحي عربيّتها ؛ إذ يقول ‪ « :‬يشيعفي لغتنا المعاصرة‬

‫تعبير ( وكسر) للدلالة على الجزء القليل بعد الكل الكثير‪ ،‬ووجهه الاشتقاقي صحيح ‪ ،‬جاء في‬

‫) (‪، )١‬‬
‫( اللسان ) ‪ ( :‬والكسر‪ :‬أخسُّ القليل ‪ ،‬قال ابن سيده ‪ :‬أراه من هنا ‪ ،‬كأنه كُسِر من الكثير‬

‫وقد جاء هذا التركيب كما نستعمله نحن الآن ‪ ،‬فيما رواه الشافعي ‪ ،‬عن محمد بن الحسن‬

‫الشيباني قال ‪ ( :‬أقمت على باب مالك ثلاث سنين وكَسْرًا ) (‪ ، ) ٢‬وفي قول يعقوب بن سفيان‬

‫الفسويّ ‪ ( :‬كتبت عن ألف شيخ وكسر‪ ،‬كلهم ثقات ) (‪. )٤( » )۳‬‬

‫وقال ذو الرمة ‪:‬‬

‫فما ربحت كف الذي يستفيدها (ه)‬ ‫إذا مَرَئي باع بالكسر بنتَهُ‬

‫)‬
‫‪ ١٩٨-‬اشتريت ثلاث استراحات تبعد ‪ ٨‬كيلو شمال محافظة‬

‫( كيلومتر) بمعنى ألف متر‪ ،‬مأخوذ من الفرنسية ‪ ،‬وقول من قال ‪ ( :‬تبعد ‪ ٨‬كيلو) خطأً ‪،‬‬

‫والصحيح ما جاء في قرار مجمع اللغة بالقاهرة ‪ ،‬وهاك نصّه ‪ « :‬الكلمات المُعَرَّبة تبقى كما‬

‫هي ‪ ،‬وتُجمع جمع مؤنث سالمًا ‪ ،‬مثل ‪ :‬مارستان ‪ ،‬ومارستانات ‪ ..‬وكيلـو مـتـر مـن هـذا الباب ‪،‬‬

‫وعلى ذلك يصح جمعه جمع مؤنث سالمًا على ( كيلومترات ) ‪ ..‬كما يصح تمييزه على نحو‬

‫تمييزالكلمات العربية ‪ ،‬فيقال ‪ ( :‬سرت سبعة كيلومتراتٍ ) و( سرت عشرين كيلو مترًا ) » ( ‪. )۷‬‬

‫)‪. (1ε+/0) (1‬‬


‫( ‪ ) ۲‬تاريخ بغداد ( ‪. ) ٥٦٢/٢‬‬
‫( ‪ ) ۳‬طبقات الشافعية الكبرى للسبكي ( ‪. ) ٧/٢‬‬
‫( ‪ ) ٤‬في اللغة والأدب ( ‪. ) ٧٦٩/٢‬‬
‫( ‪ ) ٥‬ديوان ذي الرمة بشرح التبريزي ص ‪. ٤٢٧‬‬
‫( ‪ ) ٦‬ينظر‪ :‬معجم الأغلاط اللغوية المعاصرة ص ‪ ، ٥٩٣‬ومعجم الدخيل في اللغة العربية الحديثة ولهجاتها‬
‫ص ‪ ، ۱۸۸‬والأخطاء اللغوية الشائعة في الأوساط الثقافية ص ‪ ، ٢٨٥‬وفي أصول اللغة ( ‪. ) ٧٩/٢‬‬
‫( ‪ ) ۷‬في أصول اللغة ( ‪. ) ٧٩/٢‬‬

‫‪٢١٤‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫لحون المتخاصمين‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫اشتريت ثلاث استراحات تبعد ثمانية كيلومترات ) أو‬ ‫ولذا الصحيح قولك ‪:‬‬

‫( ثمانية وعشرين كيلو متراً ) ‪.‬‬

‫‪ ١٩٩-‬بخصوص الملاحظة الرابعة والأخيرة‬

‫ومثله قوله ‪ ( :‬إشارةً إلى التقرير الثالث والأخير ‪ ،‬وغلط هذا الأسلوب تقي الدين‬

‫) ‪ :‬هذه أيضًا عبارة مأخوذة من اللغات الأجنبية تقليدًا‬


‫الهلالي بقوله ‪ « :‬السابع والأخير‬

‫السابع وهو الأخير ؛ لأننا إذا قلنا ‪ ( :‬السابع والأخير) دلَّ‬ ‫بلا علم ولا هدى ‪ ،‬والصواب ‪:‬‬

‫ذلك على اثنين ؛ لأن العطف يقتضي المغايرة » (‪ )۱‬؛ ولذا الصحيح أن يقال ‪ ( :‬بخصوص‬

‫الملاحظة الرابعة وهي الأخيرة ‪ ) ..‬و ( إشارة إلى التقرير الثالث وهو الأخير ‪.‬‬

‫‪ ٢٠٠-‬ذكر المدعي في دعواه بأنه يطالب بإعادة القرض‬


‫)‪(۲‬‬
‫الحسن ‪ ،‬بينما في الإقرار‪...‬‬

‫‪ ،‬أو‬
‫( بينا ) و ( بينما ) ظرفا زمان بمعنى المفاجأة يضافان إلى جملة من مبتدأ وخبر‬

‫فعل وفاعل ‪ ،‬وقد يُكَفَّان عن الإضافة ‪ ،‬وفي ( القاموس ) ‪ « :‬و ( بينا ) و ( بينما ) ‪ :‬من حروف‬

‫الابتداء » ( ‪ ، ) ۳‬وقد شاع في الكلام مجيء ( بينما ) في غير صدر الكلام ‪ ،‬بمعنى ( على حين ) أو‬

‫(في حين ) ‪ ،‬وهو غَلَط‪ ،‬ومن الأمثلة على استعمال ( بينما ) في موضعها الصحيح حديث‬

‫عمرراضللهعنه قال ‪ « :‬بينما نحن عند رسول الله ﷺ ذات يوم ‪ ،‬إذ طلع علينا رجل شديد‬
‫بياض الثياب ‪ ، ) 4 ( » ...‬وقال حسان رَضاَللَّهُ عَنْهُ ‪:‬‬

‫راعَـنَـا صـوتُ مِصْدَح نشاط )‬ ‫( ‪ ) ۱‬تقویم انساننشتوي مـن سـديـف‬


‫في‬
‫اللحن‬
‫ملجقا‬
‫ا‬

‫( ‪ ) ٢‬ينظر‪ :‬تذكرة الكاتب ص ‪ ، ۱۰۸‬ومعجم أخطاء الكتاب ص ‪ ، ٦٨‬ومغالط الكتاب ص ‪ ، ٢٣‬وتقويم‬


‫لء‬‫ضا‬

‫اللسانين ص ‪ ، ١٧‬والأخطاء اللغوية الشائعة في الأوساط الثقافية ص ‪ ، ٢٤٥‬والقرارات المجمعية‬


‫س‬

‫ص ‪ ٨٦‬وص ‪ ، ١٩٢‬ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪ ، ) ٢٦٣/٤‬ومجلة مجمع اللغة العربية‬
‫بالقاهرة ( ‪ ، ) ١٤٢/١‬ومجلة منار الإسلام ‪ ،‬العدد العاشر‪ ،‬ص ‪. ٦٢‬‬
‫( ‪ ) ۳‬ص ‪. ١١٨٢‬‬

‫( ‪ ) ٤‬أخرجه مسلم في صحيحه ‪ ،‬كتاب الإيمان ‪ ،‬باب معرفة الإيمان ‪ ،‬والإسلام ‪ ،‬والقدر‪ ،‬وعلامة الساعة ‪،‬‬
‫رقم الحديث ‪ ، ١ :‬ص ‪. ٢٣‬‬
‫( ‪ ) ۱‬دیوان حسان بن ثابت ص ‪. ١٤٤‬‬

‫‪٢١٥‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث الثاني‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫وقد رأت لجنة الأساليب والألفاظ بالمجمع القاهري أن ( بينما وبينا ) أسلوبان لم‬

‫يسمعا إلا في أول الكلام ومقدمته ‪ ،‬ثم عاود المجمع دراسة الأسلوبين في الدورة الخامسة‬

‫والأربعين ‪ ،‬وصدر القرار بإمكان إجازتهما على أساس أن تكون ( بينما ) فيه ظرف زمان‬

‫للاقتران فقط ‪ ،‬ولهذا ساغ أن يقاس على ( بيان ) في جواز التوسط ‪.‬‬

‫والذي يظهر عدم جوازتوسط ( بينا ) و ( بينما ) في الجملة ‪ ،‬وأن لهذين اللفظين‬

‫ذكر المدعي في دعواه بأنه يطالب‬ ‫موضع الصدارة ‪ ،‬والصحيح في مثالنا أن يقال فيه ‪:‬‬
‫بإعادة القرض الحسن ‪ ،‬في حين أن الإقرار‪. ) ...‬‬

‫كما في مذكرتها‬ ‫وأفاضت في هذا التقرير‬ ‫‪-٢٠١‬‬


‫)‪(1‬‬
‫المقدمة في‪...‬‬

‫( كما ) مركب من كاف التشبيه ‪ ،‬و( ما ) مصدرية ‪ ،‬بمعنى ( مثلما ) ‪ ،‬والمعنى في مثال‬

‫‪ ،‬مثلما أفاضت في مذكرتها المقدمةفي ‪ ، ) ..‬ومثله في صحة‬


‫الباب ‪ ( :‬وأفاضت في هذا التقرير‬

‫استعمال ( كما ) قول القضاةفي صدرالضبط ( حضر المدعي ‪ ،‬كما حضر المدعى عليه ) ‪،‬‬

‫ويلاحظ في بعض الكتابات استعمال ( واو) العطف بعد ( كما ) كقولهم ‪( :‬كما وأنه سبق‬

‫الكتابة إليكم بموجب خطابنـا رقـم ‪ ، ) ..‬وهذا غلط نبه عليه اليازجي ‪ ،‬وإبراهيم المنذر‬

‫وجرجي شاهين ‪ ،‬وقد قال ‪ « :‬يكثرون من استعمال ( كما وأن ) كقولهم ‪ ( :‬إن زيدًا مخطئ ‪،‬‬

‫كما وأنك مشارك له في هذا الخطأ ‪ ،‬ولا وجه لهذا التركيب ‪ ،‬إلا إذا حذفت ( الواو) فتكون‬

‫( ما ) وما بعدها في تأويل مصدر مجرور بـ ( الكاف ) » (‪. )٢‬‬

‫كما أنه سبق الكتابة إليكم ‪. ) ...‬‬ ‫والوجه الصواب قولك ‪:‬‬

‫( ‪ ) 1‬ينظر‪ :‬معجم أخطاء الكتاب ص ‪ ، ٥٢٩‬ورد الشارد إلى طريق القواعد ص ‪ ، ۱۹‬ومغالط الكتاب ص ‪، ١٠٦‬‬
‫وأشتات في الأدب واللغة ص ‪ ، ٣٤‬وأخطاء ألفناها ص ‪ ، ۱۸۰‬ومقالات في أخطاء لغوية شائعة ص ‪، ۱۷۷‬‬
‫ونحو إتقان الكتابة العلمية باللغة العربية ص ‪ ، ١٠١‬ومعجم الشوارد النحوية ‪ ،‬والفوائد اللغوية‬
‫ص ‪ ، ٤٧٥‬ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪ ) ۳۰۸/۱‬و( ‪. ) ٤١٣/٧‬‬
‫( ‪ ) ۲‬رد الشارد إلى طريق القواعد ص ‪.۱۹‬‬

‫‪٢١٦‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫لحون المتخاصمين‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫‪ ٢٠٢-‬حضر المتداعيان ‪ ،‬وحضر الشاهد فلان أيضًا‬

‫(أيضًا ) مصدر‪ ،‬بمعنى ‪ :‬عاد ورجع ‪ ،‬قال الكفوي في ( الكليات ) ‪ ( « :‬أيضًا ) مصدر (آض ) ‪،‬‬

‫‪ ،‬فخرج نحو‬
‫ولا يستعمل إلا مع شيئين بينهما توافق ‪ ،‬ويمكن استغناء كل منهما عن الآخر‬

‫( جاءني زيد أيضًا ) و ( جاء فلان ومات أيضًا ) و ( اختصم زيد وعمرو أيضًا ) فلا يقال شيء‬

‫من ذلك ‪ ،‬وهو مفعول مطلق حذف عامله وجوبًا وسماعًا كما نقل ‪ ،‬ومعناه ‪ :‬عاد هذا عودًا‬

‫على الحيثية المذكورة ‪ ،‬أو حال من ضمير المتكلم حذف عاملها وصاحبها ‪ ،‬أي ‪( :‬أخبرا أيضًا )‬

‫أو أحكي أيضًا ) أي ‪ :‬راجعا ‪ ،‬وهذا هو الذي يستمرفي جميع المواضع » (؟) ‪.‬‬

‫قلت ‪ :‬الشائع استعمال ( أيضًا ) في معنى ( كذلك ) ‪ ،‬ولكن ‪ :‬بينهما فرق ‪ ،‬فـ ( كذلك )‬

‫يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَيُنِيالْأَرْضَبَعْدَ مَوْتِهَا‬ ‫بمعنى ( مثل ) ‪ ،‬قال الله تعالى‪:‬‬

‫وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ﴾ [ الروم ‪ ، ] ۱۹ :‬أي ‪ :‬ومثل ذلك الإخراج تُخرجون ‪.‬‬

‫أما أيضًا ‪ :‬فقد تبين لك آنفًا أنها بمعنى ( التكرار أو المعاودة أو الزيادة ) مثل قولك ‪ ( :‬قال‬

‫فلان كذا وكذا ‪ ...‬وقال أيضا ) ‪ ،‬أي ‪ :‬أعاد الكلام مرة أخرى ‪ ،‬ومثل قولهم ‪ ( :‬ســافـر زيد ‪ ،‬وسافر‬

‫محمد أيضًا ‪ ،‬أي ‪ :‬فهنا زيادة بذكر سفر محمد ‪ ،‬وتطبيقًا لما ذكره الكفوي ‪ ،‬فالتوافق تحقق بسفر‬

‫زيد ومحمد ‪ ،‬وسفر زيد غير سفر محمد ‪ ،‬فيمكن استغناء كل واحد منهمـا بســفـره عـن الآخر‪.‬‬

‫وكتب الكرملي مقالةً في التفريق بين ( كذلك ) و ( أيضًا ) ‪ ،‬وأجاد في هذا التفريق وأفاد ‪،‬‬

‫ومما قاله ‪ « :‬فكلمة ( أيضًا ) عربية صِرْفة ‪ ،‬وقد وردت في مصنفات أكابر اللغويين من‬
‫في‬

‫ملجقا‬
‫ا‬
‫اللحن‬

‫أقدمين ومُحْدَثين ‪ ،‬ولا يجوز أبدًا أن يُستعمل في موطنها ( كذلك ) ؛ إذ معنى هذه اللفظة غير‬
‫لء‬
‫س‬ ‫ضا‬

‫( ‪ )1‬ينظر المسائل السفرية ‪ ،‬لابن هشام الأنصاري ص ‪ ، ۲۹‬والفوائد العجيبة ص ‪ ، ٢٧‬والمساعد ( ‪، ) ٩٤/٢‬‬
‫ولغويات ‪ ،‬وأخطاء لغوية شائعة ص ‪ ، ٨٦‬ومعجم أخطاء الكتاب ص ‪ ، ٣٤‬ونحو إتقان الكتابة العلمية‬
‫باللغة العربية ص ‪ ، ٩٠‬ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪ ، ) ۱۱۲/۱۷‬ومجلة لغة العرب ( ‪، ) ١٦٤/٥‬‬
‫ومجلة البيان المصرية ( ‪. ) ٥١٢/١‬‬
‫( ‪ ) 2‬ص ‪. ٢٢٤‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث الثاني‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫معنى ( تلك ) ‪ ،‬فقولك ( كذلك ) كقولك ( مثل ذلك ) أو ( مثل هذا ) ‪ ...‬على أننا نسأل هؤلاء‬

‫المتحذلقين أن يقولوا لنا كيف يسبكون هذه العبارة الواردة في ( لسان العرب ) عند محوهم‬

‫لفظة ( أيضًا ) وإبدالهـم لـهـا بـ ( كذلك ) ؟ دونك العبارة منقولة عن مادة ( بيد ) ‪ ،‬قال ‪ ( :‬لأن‬

‫( إن ) التي للإنكار مؤكدة موجبة ‪ ،‬ونعم أيضًا كذلك ‪ ،‬أو التي بمعنى نـعـم أيضًا كذلك ) اهـ ‪.‬‬

‫فكيف يفعلون ‪ ،‬وقد جعل المؤلف الكلمتين الواحدة منهما بجانب الأخرى ‪ ،‬مبينًا أن معنى‬

‫( أيضًا ) غير معنى ( كذلك ) ‪ ،‬فنحن نتحداهم في إبدال ( أيضًا ) بـ ( كذلك ) في هذه العبارة » (‪. )۱‬‬

‫وأزعم ‪ -‬إن شاء الله ‪ -‬أنه ظهر لك المواضع التي يصح فيها استعمال ( أيضًا ) ‪،‬‬

‫والمواضع التي لا يصح فيها استعماله ‪ ،‬والفرق بينه وبين ( كذلك ) ‪.‬‬

‫‪ ٢٠٣‬وكلما ذهبت إلى شركة طالبًا التوظيف ‪ ،‬كلما‬

‫ذكروا لي أن اسمي موجود في التأمينات‬

‫‪ ،‬ولم أجد ‪ -‬فيما اطلعت عليه ـ ســوى هـذه‬


‫تکرار ( كلما ) في الجملة خطأ ظاهر‬

‫العبارة التي فيها تكرار ( كلما ) ‪ ،‬وهذا الخطأ نادر الوقوع في اللغة القضائية ‪ ،‬وسبب‬

‫التغليط ‪ :‬أن ( كلما ) في هذه الجملة بمعنى الظرف ؛ لإضافتها إلى ( ما ) المصدرية الزمانية‬

‫وصلتها ‪ ،‬ولا بد لها من شيء تتعلق به ‪ ،‬وهو جوابها ‪ ،‬قال اليازجي ‪ « :‬يكررون ( كلما ) مع كل‬

‫واحد من الفعلين ‪ ،‬وحينئذٍ يختل المعنى والتركيب جميعًا ؛ لبقاء كل واحدة من المكررتين‬

‫بلا جواب » (‪ ، )۳‬والصحيح استبعاد ( كلما ) الثانية من الجملة ‪ ،‬ويصح لك أن تقول ‪:‬‬

‫وكلما ذهبت إلى شركة طالبًا التوظيف ‪ ،‬ذكروا لي أن اسمي موجودفي التأمينات ) ‪.‬‬

‫( ‪ ) ۱‬المساعد ( ‪. ) ٩٤/٢‬‬

‫( ‪ ) ٢‬ينظر لغة الجرائد ص ‪ ، ٨٦‬وفي التراث العربي ص ‪ ، ٢٦٩‬وتذكرة الكاتب ص ‪ ،٩٢‬ورد الشارد إلى طريق‬
‫القواعد ص ‪ ، ۳۱‬ومعجم أخطاء الكتاب ص ‪ ، ٥٢٧‬ومعجم الأخطاء الشائعة ص ‪ ، ٢٢٢‬وأخطاء ألفناها‬

‫ص ‪ ، ١٤٠‬ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪ ، ) ٥٠٨/٧‬ومجلة المنهل ‪ ،‬عدد ‪ ، ٤٦٩ :‬سنة ‪ ١٤٠٥‬هـ ‪،‬ص ‪. ١٨١‬‬
‫( ‪ ) ۳‬لغة الجرائد ص ‪. ٨٦‬‬

‫‪٢١٨‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫لحون المتخاصمين‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫‪ --٢٠٤‬فإننا نستخلف فضيلتكم أو من ينوب عنكم من‬

‫المحكمة في سماع الشهادة ‪ ،‬ومن ثُمَّ‬ ‫قضاة‬

‫إفادتنا بصورة مصدقة من الضبط‬

‫من الأوهام الشائعة الخلط بين ( ثُمَّ ) بضم الثاء ‪ ،‬و ( ثَـمَّ ) بالفتح ‪ ،‬فالأَولُ حـرفُ‬

‫عطف يُستعمل للترتيب مع التراخي أو المهلة ‪ ،‬ومن ذلك قوله تعالى ‪ ﴿ :‬ثُمَّ يَطْمَعُأَنْ أَزِيدَ )‬

‫[ المدثر‪ ، ] ١٥ :‬وأما ( ثَم ) بالفتح فاسم إشارة إلى المكان البعيد ‪ ،‬كقوله تعالى ‪﴿ :‬وَأَزَلَفْنَا ثَمَّ‬

‫﴾الشعراء ‪ ، ] ٦٤ :‬وكلا اللفظين مستعمل في اللغة القضائية ‪ ،‬وقد أردنا العطف‬


‫الْآخَرِينَ [‬

‫في مثال الباب ‪ ،‬حيث استعملنا ( ثُمَّ ) العاطفة ‪ ،‬والمعنى ‪ ( :‬ومن بعد ذلك إفادتنا بصورة‬

‫مصدقة من الضبط ) ‪ ،‬ومثال آخرفي ملاحظة الاستئناف ‪ ( :‬فعلى فضيلته تعديل ذلك في‬

‫الضبط وصورته والصك وسجله ‪ ،‬ومن ثُمَّ إعادة المعاملة ليتم إكمال لازمها ) ‪.‬‬

‫أما إذا أردنا ( ثَمَّ ) المفتوحة ‪ ،‬فمن أمثلتها ‪ ،‬قولهم ‪ ( :‬وقد أخل المدعى عليه بالتزامه‬

‫المكتوب بإخلاء المعرض ‪ ،‬ومن ثم رأت موكلتي أن تقيم عليه دعوى قضائية تطالبه‬

‫بالإخلاء ) ‪ ،‬والمعنى ‪ ( :‬ومن أجل ذلك رأت موكلتي أن تقيم عليه دعوى قضائية تطالبـه‬

‫بالإخلاء ) ‪ ،‬قال ابن عابدين ‪ « :‬ومنها قولهم ‪ ( :‬ومن ثَمَّ ) ‪ ،‬وهي في الأصل موضوعة للمكان‬

‫البعيد ‪ ،‬وإذا وقعت في كلامهم ‪ ،‬يقولون ‪ ( :‬ومن هناك ) ‪ ،‬أو من هنا ) ‪ ،‬أي ‪ ( :‬ومن أجل ذلك‬

‫كان كذا ) » (‪. )٢‬‬


‫في‬
‫اللحن‬
‫ملجقا‬
‫ضا‬ ‫ا‬
‫لء‬
‫س‬

‫( ‪ ) 1‬ينظر الفوائد العجيبة ص ‪ ، ٢٦‬ورد الشارد إلى طريق القواعد ص ‪ ، ۱۹‬ومعجم أخطاء الكتاب ص ‪، ۸۰‬‬
‫ومعجم الأغلاط اللغوية المعاصرة ص ‪ ، ۱۰۷‬ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪. ) ٢٦/٣‬‬
‫( ‪ ) ٢‬الفوائد العجيبة ص ‪. ٢٦‬‬

‫‪219‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث الثاني‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫حرر المدعى عليه شيكات بدون رصيد‬ ‫‪-٢٠٥‬‬

‫ومثله ( والمهر ثلاثون ألف ريال مقبوضًا بدون الذهب ) ‪ ،‬و( سترفع المعاملة إلى‬

‫محكمة الاستئناف دون استخراج صك لها ‪ ،‬وكلُّ هذه الأمثلة جاءت فيها ( دون ) بمعنى‬

‫( بلا ) أو ( بغير) ‪ ،‬وأنكر هذا الأسلوب مصطفى جواد ‪ ،‬وزهدي جارالله وغيرهما ‪ ،‬فيرون أن‬

‫معنى ( بدون ) ‪ ،‬هو‪ ( :‬بأقل من كذا ‪ ،‬وساق جواد شواهد عدة على مجيء ( بدون ) بمعنى‬

‫( الحقير القليل ) ‪ ،‬ومنه قول الشاعر‪:‬‬

‫أنت ترضى بدون ذاك المكان (‪) ٢‬‬ ‫فهشام من وائل في مكان‬

‫والصحيح الذي ينبغي ألا يُعدل عنه ‪ ،‬أن لـ ( دون ) عدة معانٍ ‪ ،‬غير ( القليل الخسيس ) ‪،‬‬

‫منها ما جاء في ( اللسان ) من قوله ‪ « :‬وقال بعض النحويين ‪ :‬لـ ( دون ) تسعة معان ‪ :‬تكون‬

‫بمعنى ( قبل ) ‪ ،‬وبمعنى ( أمام ) ‪ ،‬وبمعنى ( وراء ) ‪ ،‬وبمعنى ( تحت ) ‪ ،‬وبمعنى ( فوق ) ‪ ،‬وبمعنى‬

‫( الساقط من الناس وغيرهم ) ‪ ،‬وبمعنى ( الشريف ) ‪ ،‬وبمعنى ( الأمر) ‪ ،‬وبمعنى ( الوعيد ) ‪،‬‬

‫وبمعنى ( الإغراء ) » (‪ ، ) ۳‬وفي ( الكليات ) عند ذكــره مـادة ( دون ) ‪ ... « :‬وفي هذا المعنى قريب من‬

‫﴿وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِياءَ ﴾ [ الزمر‪] ٣ :‬‬ ‫‪:‬‬


‫أن يكون بمعنى ( غير) ‪ ،‬كأنه أداة استثناء ‪،‬نحو‬

‫(‪ ،)4‬قال الرضي في ( شرح الكافية ) ‪ « :‬لما رأى انتصابه من دون واسطة » (ه) ‪ ،‬ثم قال ‪ « :‬وهو‬

‫أنه إنما انتصب بلا واسطة » (‪ ، ) ٦‬وسئل الكرملي في مجلته ( لغة العرب ) عن حكم مجيء‬

‫( دون ) بمعنى ( غير) ‪ ،‬فقال ‪ ( « :‬بدون ) بمعنى ( بغير) أشهر من كفر إبليس » (‪. )۷‬‬

‫( ‪ ) ۱‬ينظر‪ :‬أغلاط اللغويين الأقدمين ص ‪ ، ۲۹‬ودراسات في فلسفة النحو والصرف واللغة والرسم ص‪، ١٠٠‬‬
‫ومعجم أخطاء الكتاب ص ‪ ، ٢٠٤‬وتقويم اللسانين ص ‪ ، ١٥٠‬والكتابة الصحيحة ص ‪ ، ١١٩‬ومعجم‬
‫الأغلاط اللغوية المعاصرة ص ‪ ، ٢٣٤‬ومقالات في أخطاء لغوية شائعة ص ‪ ،٢٢١‬وأخطاء ألفناها‬
‫ص ‪ ، ٧٤‬ونحو إتقان الكتابة العلمية باللغة العربية ص ‪ ، ۱۷۸‬ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق‬
‫( ‪ ) ۹۳۰/۸۷‬و ( ‪ ) ٧٣٧/٨٩‬و ( ‪ ، ) ٢٥٢/٩١‬ومجلة لغة العرب ( ‪) ٢٣٨/٥‬‬
‫( ‪ ) ٢‬الأغاني ( ‪. ) ٤١/١٥‬‬
‫) ‪. ( ١٦٥/١٣ ) ( ٣‬‬
‫( ‪ ) ٤‬ص ‪. ٤٥١‬‬
‫) ‪. ( ١٢٦/٢ ) ( 5‬‬
‫( ‪ ) ٦‬السابق ‪.‬‬
‫) ‪. ( ٢٣٨/٥ ) ( ۷‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫لحون المتخاصمين‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫ومما تقدم يتبين لك صحة استعمال ( بدون ) بمعنى ( بغير) أو ( بلا ) ‪ ،‬والأمثلة‬

‫الثلاثة في صدر هذا الباب صحيحة فصيحة ‪.‬‬

‫ثم أنتقل إلى ما له صلة بموضوع الباب ‪ ،‬وهو أن بعض المعاصرين كزهدي جارالله‬

‫لم يجز دخول ( الباء ) على ( دون ) ؛ لأن ( الباء ) للاستعانة ‪ ،‬و ( دون ) للترك ‪ ،‬فكيف يجمع‬

‫بين الاستعانة والترك في موضع واحد !‬

‫والصحيح خلاف ما رجحه ‪ ،‬فقد تأتي ( دون ) مجردة من حرفي ( البـاء ) و ( من ) أو بهما ‪،‬‬

‫ففي ( التاج ) ‪ ( « :‬ويَدْخُلُ على دونَ مِنْ والباء قليلًا ) ‪ ،‬فيقال ‪ :‬هذا دونك ‪ ،‬وهذا من دونك ‪ ،‬وفي‬

‫وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ﴾ [ القصص ‪ ، ] ٢٣ :‬وأنشد سيبويه ‪:‬‬ ‫الكتاب العزيز‪:‬‬

‫المحض من أمامه ومن دون‬ ‫لا يحمل الفارس إلا الملبون‬

‫‪ ...‬وأما حرف الباء فقد استعملها الأخفش في كتابه ( في القوافي (‪ ،) ٢( » )۱‬وكمــا تــرى‬

‫‪.‬‬
‫فالأوجه الثلاثة كلها جائزة ‪ ،‬وتجريد ( دون ) من ( الباء ) هو الأكثر‬

‫ي لا يمكن أن تتحمل خسارة المشروع »‬


‫‪ -٢٠٦‬إذًا موكلت ‪..‬‬

‫قال ابن هشام ‪ « :‬وينبني على الخلاف في الوقف عليها خلاف في كتابتها »(‪ ،)٤‬وفي ( صبح‬

‫الأعشى ) ‪ « :‬وتكتب ( إذًا ) المنونة بالألف على رأي المازني (‪ ) ٥‬ومن تابعه ؛ لأن الوقف عليها‬

‫( ‪ ) ۱‬هكذا نص الزّبيدي على اسم الكتاب‪ ،‬وكذلك ابن منظور في لسان العرب ( ‪ ، ) ١٦٤/١٣‬والمثبت في‬
‫النسخة المطبوعة بتحقيق أحمد راتب النفاخ أن اسم الكتاب ( القوافي ) ‪ ،‬ووجه الشاهد استعمال‬
‫الأخفش لحرف الباء في ص ‪ « : ٥٦‬فرددنا عليه هذا غير مرة ‪ ،‬والبيتين الأولين على نفـر مـن أصحابه‬
‫في‬

‫ملجقا‬
‫ا‬
‫اللحن‬

‫ممن ليس بدونه كلهم لا يستنكر هذا ‪.‬‬


‫) ‪. ( ٣٦/٣٥ ) ( ٢‬‬
‫لء‬
‫س‬ ‫ضا‬

‫(‪ ) ۳‬ينظر‪ :‬أدب الكاتب ص ‪ ، ٢٤٨‬وشرح الرضي على الكافية ( ‪ ، ) ٣٩/٤‬والجنى الداني في حروف المعاني‬
‫ص ‪ ، ٣٦٦‬ومغني اللبيب ( ‪ ، ) ١١٥/١‬وصبح الأعشى في كتابة الإنشاء ( ‪ ، ) ١٧٥/٣‬وهمع الهوامع‬
‫( ‪ ، ) ٣٠٧/٦‬وأسئلة إلى مجلة ( البيان ) و ( الضياء ) وأجوبة الشيخ إبراهيم اليازجي عليها ص ‪ ،١٤٢‬وفي‬
‫أصول اللغة ( ‪ ، ) ۱۳۳/۲‬ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪. ) ٥٣/٨٧‬‬
‫( ‪ ) ٤‬مغني اللبيب ( ‪. ) ١١٦/١‬‬
‫( ه ) قال المرادي في الجنى الداني ص ‪ « : ٣٦٦‬ونُسب هذا القول إلى المازني ‪ ،‬وفيه نظر؛ لأنه إذا كان يرى‬
‫الوقف عليها بالنون ‪ ،‬كما نقل عنه ؛ فلا ينبغي أن يكتبها بالألف » ‪.‬‬

‫‪221‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث الثاني‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫بالألف لضعفها ‪ ،‬والمبرد والأكثرون على أنها تكتب بالنون ‪ ،‬قال الأستاذ ابن عصفور وهو‬

‫الصحيح ؛ لأن كل نون يُوقف عليها بالألف كتبت بالألف ‪ ،‬وما يوقف عليها نفسها كما توصل‬

‫كتبت بالنون ‪ ،‬وهذه يوقف عليها عنده بالنون ‪ ،‬وأيضًا فإنها إذا كتبت بالنون كانت فرقًا بينها‬

‫الظرفية لئلا يقع الإلباس ‪ ،‬وفصل الفراء فقال ‪ :‬إن أُلغيت كتبت بالألف ‪ ،‬وإن‬ ‫وبين ( إذًا‬

‫أعملت كتبت بالنون لقوتها ‪ ،‬ويحكى عن أبي العباس محمد بن يزيد أنه كان يقول ‪ ( :‬أشتهي أن‬

‫أكوي يد من يكتب ( إذن ) بالألف ؛ لأنها مثل ( أنْ ) و ( لَنْ ) ‪ ،‬ولا يدخل التنوين في الحروف ) »(‪. )۱‬‬

‫ومن خلال ما سبق ففي رسم ( إذن ) ثلاثة مذاهب ‪ ،‬أولها ترسم بالنون ‪ ،‬وهو قول‬

‫المازني والمبرد وأكثر النحويين ‪ ،‬واختار هذا القول مجمع اللغة بالقاهرة ‪ ،‬والمذهب الثاني ‪ :‬أنها‬

‫ترسم بالألف ‪ ،‬وهو قول بعض النحويين ‪ ،‬واختاره ابن قتيبة في ( أدب الكاتب ) ‪ ،‬والمذهب‬

‫الثالث ‪ :‬التفصيل ‪ ،‬فإن ألغي عملها رُسمت بالألف ‪ ،‬وإن عملت رسمت بالنون ‪ ،‬وهو قول‬

‫الفراء ‪ ،‬والذي يظهر أن الأولى كتابتها بالنون ؛ لأنها حرف ‪ ،‬والحروف لا يلحقها التنوين ‪.‬‬

‫جاء في اللائحة الاعتراضية للمدعي ما يدعو إلى‬ ‫‪٢٠٧‬‬

‫إعادة النظر والتأمل لاسيما الفقرة ‪ ...‬؟‬

‫الخلاف في عمل ( ولاسيما ) قديم طويل الذيول ‪ ،‬مبسوط في كتب النحويين ‪ ،‬لمن‬

‫أراد الاستقصاء والزيادة ( ‪ ، )۳‬وله أحوال كثيرة ‪ ،‬وأول من استعمله امرؤ القيس في مُعلّقته ‪:‬‬

‫ولا سيما يوم بدارة جُلْجُل (‪)1‬‬ ‫ألا رُبَّ يوم لك منهنَّ صالح‬

‫( ‪ ) ۱‬صبح الأعشى ( ‪. ) ١٧٥/٣‬‬


‫( ‪ ) ٢‬ينظر‪ :‬مغني اللبيب ( ‪ ، ) ٣٥٠/٢‬وهمع الهوامع في شرح جمع الجوامع ( ‪ ، ) ٢٩١/٣‬والفوائد العجيبة‬
‫ص ‪ ، ٤٤‬ولف القماط ص ‪ ، ۱۰۲‬وتذكرة الكاتب ص ‪ ، ٦٦‬ورد الشارد إلى طريق القواعد ص ‪ ، ٢٧‬ومعجم‬
‫أخطاء الكتاب ص ‪ ، ٢٩٥‬ومعجم الأغلاط اللغوية المعاصرة ص ‪ ، ٣٣٥‬ومناظرة لغوية أدبية بين‬
‫البستاني والمغربي والكرملي ص ‪ ، ١٠‬وص ‪ ، ١٥‬ومقالات في أخطاء لغوية شائعة ص ‪ ، ١٨٢‬ولحن القول‬
‫ص ‪ ، ٣٦‬ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪ ، ) ٦٤٧/٧٢‬ومجلة مجمع اللغة العربية الأردني‬
‫( ‪ ) ٨٢/٣٥‬و ( ‪ ، ) ٢٩٢ / ٤٢‬ومجلة لغة العرب ( ‪ ) ٥٩٤/٦‬و( ‪. ) ١٦٦/٧‬‬
‫‪. ) ٢٩١/‬‬ ‫( ‪ ) ۳‬ينظر‪ :‬المساعد على تسهيل الفوائد ( ‪ ٥٩٧/١‬ا) ‪ ،‬وهمع الهوامع (( ‪٣‬‬
‫‪۲۹۱ / ۳‬‬
‫( ‪ ) ۱‬دیوان امرئ القيس ص ‪.١١٢‬‬

‫‪٢٢٢‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫لحون المتخاصمين‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫ونقل عن ثعلب ‪ ،‬أن من استعمله على خلاف ما جاء في شعر امرئ القيس ‪ ،‬فهو‬
‫(‪) ۱‬‬
‫مخطئ ) ‪ ،‬وأنكر الزُّبيدي في ( لحن العوام ) حذف ( لا ) من ( لاسيما ) (‪ ،) ٢‬وقال السيوطي ‪ « :‬ولا‬

‫تحذف ( لا ) من ( لاسيما ) ؛ لأنه لم يُسمع إلافي كلام المولّدين ) (‪ ، )۳‬غيرأن بعض أهل اللغة أجاز‬

‫حذف ( لا ) ‪ ،‬وتخفيف ( الياء ) ‪ ،‬كالشريف الرضي بقوله ‪ « :‬وتُصُرِّف في هذه اللفظة تصرفات‬

‫كثيرة ؛ لكثرة استعمالها ‪ ،‬فقيل ‪ ( :‬سيما ) ‪ ،‬بحذف ( لا ) ‪ ،‬ولاسيما ) بتخفيف الياء ‪ ،‬مع وجود‬

‫( لا ) وحذفها » ( ‪ ، )٤‬وقال ابن هشام ‪ « :‬وذكر غيرثعلب أنه قد يخفف ‪ ،‬وقد تحذف ( الواو) » (ه) ‪،‬‬

‫واكتفى صاحب ( مقاييس اللغة ) بذكر ( لاسيما ) من دون ( الواو) ( ‪. )٦‬‬

‫والذي يظهر أنه لا يسوغ حذف ( لا ) من ( لاسيما ) ؛ لأن ما تدل عليه ( لاسيما ) في‬

‫الجملة ‪ ،‬غيرالذي تدل عليه ( سيَّما ) في الحكم ‪ ،‬ومثال ذلك لو قيل ‪ :‬تُستحب الصدقة‬

‫في شهر رمضان ‪ ،‬ولا سيما في العشر الأواخر) فأفاد تركيب ( ولاسيما ) بأن ما قبله وما‬

‫بعده يشتركان في حكم واحد ‪ ،‬لكن ما بعده أوفر نصيبًا ‪ ،‬فالعشر الأواخر أكد استحبابًا‬

‫)‪،‬‬
‫مما قبلها ‪ ،‬وفي المثال الآخر‪ ( :‬تستحب الصدقة في شهر رمضان ‪ ،‬سيما العشر الأواخر‬

‫فالمعنى هنا أن ما قبل ( سيما ) وما بعده يتساويان في الفضل والاستحباب ‪ ،‬وليس هذا‬

‫هو مراد القائل بلا شك ‪.‬‬

‫أما حذف ( الواو) من ( لاسيما ) فالأمر فيه واسع ‪ ،‬كما في مثال الباب ‪.‬‬
‫في‬
‫اللحن‬
‫مجا‬
‫القضاء‬
‫لس‬

‫( ‪ ) ۱‬مغني اللبيب ( ‪ ، ) ٣٥۱/۲‬وهمع الهوامع ( ‪. ) ٢٩٤ / ٣‬‬


‫( ‪ ) 2‬ص ‪. ٢٧٨‬‬

‫( ‪ ) ۳‬همع الهوامع ( ‪. ) ٢٩٤/٣‬‬


‫( ‪ ) ٤‬شرح الرضي على الكافية ( ‪. ) ١٣٦/٢‬‬
‫( ‪ ) ٥‬مغني اللبيب ( ‪. ) ٣٥٢/٢‬‬
‫) ‪. ( ١١٢/٣ ) ( ٦‬‬

‫‪٢٢٣‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث الثاني‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫مما يجعل الطلب ليس فقط محصورًا على المطالبة‬ ‫‪-٢٠٨‬‬

‫بإلزامه دفع المبلغ المدعى به ‪ ،‬بل وإقامة دعوى‬

‫جزائية عليه لحبسه المبلغ طيلة هذه السنوات‬

‫يقول مصطفى جواد ‪ « :‬ومما كثر فساده ‪ ،‬وجلّ وروده في كلام المعاصرين من أرباب‬

‫القلم ‪ ،‬قولهم ‪ ( :‬ليس فقط لم أرهم منافقين ‪ ) ...‬فقولهم ( ليس فقط من سقيم النقل‬

‫عن لغة الأعاجم ‪ ...‬فقد رأيت من هذا أن الجمع بين ( ليس ) و( فقط ) متجاورتين لم‬

‫يرد في كلام أحد فصحائهم » ( ‪ ، )٢‬فإذا استبعدت ( فقط ) من المثال ‪ ،‬استقامت لك الجملة ‪،‬‬

‫وأذهبت ما فيها من ركاكة وغثاثة ‪.‬‬

‫وفي عبارة ( بل وإقامة ) بحث لغوي ‪ ،‬وهو الجمع بين ( بل ) و ( الواو) متجاورتين ‪ ،‬واللغة‬

‫القضائية زاخرة بالجمع بينهما ‪ ،‬فهل يصح أن يقال ‪ ( :‬بل وإقامة دعوى جزائية عليه ‪ ) ...‬؟‬

‫يرى مصطفى جواد عدم صحة الجمع بين ( بل ) و ( الواو) متجاورتين ‪ ،‬وأن هذا‬

‫التركيب تنفر منه نفس العربي الحرّ‪ ،‬وجاء في قرار مجمع اللغة بالقاهرة ما نصه ‪ « :‬يُخطئ‬

‫بل وفي أيام السلم ‪ ،‬ويرون أن الصواب أن يقال ‪ ( :‬بل في أيام‬ ‫بعض الباحثين ‪ ،‬مثل قولهم ‪:‬‬

‫السلم ) ‪ ،‬وحجتهم في ذلك أن ( بل ) حرف إضراب ‪ ،‬إذا تلته جملة كان حرف ابتداء ‪ ،‬ومعناه‬

‫حينئذ لإبطال ما قبله ‪ ،‬وإذا وليه مفرد كان حرف عطف ‪ ،‬ولم يسمع مقترنا مع حرف آخرإلا‬

‫مع ( لا ) فإنها تُزاد قبل ( بل ) لتوكيد الإضراب ‪ ،‬مثل ‪ ( :‬وجهك كالبدر لا ‪ ،‬بل الشمس ) وعلى‬

‫هذا لا معنى لوجود الواو في هذا التركيب ‪ ،‬وترى اللجنة أن الأسلوب السليم هو ( بل في أيام‬

‫السلم ) بغير ( واو) ‪ ،‬وجرى على أقلام جماعة من المُحْدَثين ( بل‬


‫) وكان كذا ) يقصدون إلى‬

‫نوع من التأكيد ‪ ،‬ويمكن أن يُقبل هذا الأسلوب على زيادة ( الواو) على رأي الكوفيين » (‪. ) ۳‬‬

‫‪ :‬القرارات المجمعية ص ‪ ، ٧٢‬ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪ ) ٥١٢/٣٥‬و( ‪) ٧٩٨/٥٩‬‬


‫( ‪ ) 1‬ينظر‬
‫‪ ، ) ۷۰۹‬ومجلة لغة العرب ( ‪. )١٦٦/٥‬‬ ‫و(‬
‫( ‪ ) ٢‬مجلة لغة العرب ( ‪. ) ١٦٦/٥‬‬
‫( ‪ ) ۳‬القرارات المجمعية ص ‪.٧٢‬‬

‫‪224‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫لحون المتخاصمين‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫ومن أقدم من استعمل هذا الأسلوب ‪ ،‬أبو نواس بقوله ‪:‬‬

‫ي ‪ ،‬بل وما عُذري (‪)1‬‬ ‫ما حجتي فيما أتيت ‪ ،‬وما‬

‫وقال ابن الرومي ‪:‬‬

‫لا بل ومن تركاه غير محضون (‪)٢‬‬ ‫للذَّبح مَن غَذَوَا مِنَّا ومَنْ حَضَنا‬

‫والذي يظهر أنه لا تثريب على من استعمل ( بل ) و ( الواو) متجاورتين ‪ ،‬وإن كان‬

‫الأولى استبعاد ( الواو) ‪.‬‬

‫وقد ذكر الشرط الجزائي المدون في الفقرة السابعة‬ ‫‪-٢٠٩‬‬

‫من العقد‪ ،‬والذي يخول المؤجر حق الفسخ (‬


‫‪)۳‬‬

‫من الأخطاء الشائعة المغفول عنها التي سرت في اللغة القضائية ‪ ،‬عَظفُ الاسم‬

‫الموصول على ما قبله من غيرشيءٍ يوجب العطف ‪ ،‬فـ ( الواو) التي سبقت الاسم الموصول ‪،‬‬

‫أُقحمت في الجملة ‪ ،‬ولا مُسوّغ لذلك ‪ ،‬والعطف غير مُراد في هذا المثال ‪ ،‬والصحيح قولك ‪:‬‬

‫( وقد ذُكر الشرط الجزائي في الفقرة السابعة من العقد ‪ ،‬الذي يخول المؤجر حق الفسخ) ‪.‬‬

‫‪ -٢١٠-‬سبق وأن أجبت عنها في المذكرة المقدمة في‬

‫الجلسة الماضية‬

‫) ‪ ،‬وقول أحدهم ‪:‬‬


‫ومثله في تسبيب أحد الأحكام ‪ ( :‬ولأن المدعى عليه سبق وأن أقر‬

‫( ولأن فضيلتكم سبق وأن حكم للمدعية بحضانة البنتين ‪ ، ) ..‬وقد غلط هذا الاستعمال‬
‫في‬
‫اللحن‬
‫ملجقا‬
‫ا‬

‫الزعبلاوي ‪ ،‬وزهدي جارالله ‪ ،‬وهو شائع في اللغة القضائية ‪ ،‬وقلّ من يسلم منه ‪ ،‬ووجه‬
‫لء‬
‫س‬ ‫ضا‬

‫( ‪ ) ۱‬ديوان أبي نواس ( ‪. ) ٦٦/١‬‬


‫( ‪ ) ۲‬ديوان ابن الرومي ( ‪. ) ۳۹۸/۳‬‬
‫( ‪ ) ۳‬ينظر‪ :‬نحو إتقان الكتابة العلمية باللغة العربية ص ‪ ، ۹۲‬وأخطاء لغوية شائعة ص ‪ ، ٤٨‬ومجلة منار‬
‫الإسلام ‪ ،‬العدد العاشر‪ ،‬ص ‪. ٦٢‬‬

‫( ‪ ) ٤‬ينظر‪ :‬معجم أخطاء الكتاب ص ‪ ، ٢٦٢‬والكتابة الصحيحة ص ‪ ، ١٥٢‬والأخطاء اللغوية الشائعة في‬
‫الأوساط الثقافية ص ‪. ٢٦٢‬‬

‫هدد‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث الثاني‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫التخطئة ‪ :‬أن زيادة ( الواو) قبل ( أنْ ) المصدرية لا معنى لها ‪ ،‬وليس هذا موضع عطف ‪،‬‬

‫واجتماع ( أن ) والفعل ( سبق ) يؤول إلى فاعل للفعل ‪ ،‬تقديره ‪ ( :‬سبق الإجابة ) ‪ ،‬و( سبق‬

‫) ‪ ،‬و ( سبق حكمكم ) ‪ ،‬فتكون الجملة تامةً ‪ ،‬ولا وجه لإقحام ( الواو) ؛ ولذا الصواب‬
‫الإقرار‬

‫أن يقال ‪ ( :‬سبق أن أجبت عنها في المذكرة المقدمة في الجلسة الماضية ) ‪ ،‬و( ولأن المدعى‬

‫) ‪ ،‬و ( ولأن فضيلتكم سبق أن حكم للمدعية بحضانة البنتين ‪. ) ..‬‬


‫عليه سبق أن أقر‬

‫)‪(1‬‬
‫‪ ٢١١-‬والدعوى مقلوبة ‪ ،‬ولا بُدَّ وأن تكون باسم طالب الإعسار‬

‫نشبت خصومة علمية شديدة بين الشدياق وإبراهيم اليازجي ‪ ،‬لأجل مقال كتبه‬

‫الشدياق يرثي فيه صديقه الأديب ناصيف اليازجي ‪ -‬والد إبراهيم ‪ -‬فكان رثاء الصديق‬

‫لصديقه سببًافي منشأ الخلاف الذي طال أمده ‪ ،‬واكتوى بناره غيرواحد من أهل الأدب ‪،‬‬

‫وملاك الصحف ‪ ،‬قال اليازجي مستدركًا على الشدياق ‪ « :‬وأقبح من زيادتها هنا ‪ ،‬زيادتها‬

‫في قوله ‪ ( :‬ولا بُدَّ وأن يكون عنده كاتب ) ‪ ،‬ومثله في قوله ‪ ( :‬فلا بُدَّ وأن يكون هناك شيء ) ‪،‬‬

‫وقوله ‪ ( :‬ولا بُدَّ وأن يكون النثر أيضًا مثله ) ‪ ،‬وقوله ‪ ( :‬فلا بُدَّ وأن يمشي معه اثنان ) ‪ ،‬وهذا‬

‫أكثرمن أن يُحصى ‪ ،‬وشهد الله لو استعمل هذا أجهل الأغبياء لعُدَّ منه قبيحًا » (‪ ، ) ٢‬وجاء‬

‫في (عثرات الأقلام ) في ( مجلة اللغة بدمشق) ‪ « :‬وقولهم ‪ ( :‬لا بُدَّ وأن يكون كذا ) ‪ ،‬صوابه‬

‫حذف الواو من بين ( بُدَّ ) وما بعدها ؛ لأن ما بعدها متعلق بها على تقدير حرف الجر‬

‫( مِنْ ) ؛ إذ المعنى ( لا فرار ولا محيص من أن يكونوا كذا ) » ( ‪ ، ) ۳‬وقوله هذا مردود بإثبات‬

‫( الواو) عند كثير من الفصحاء ‪ ،‬ففي ( جمهرة اللغة ) ‪ ... « :‬أي ‪ :‬لا بد وأن يتعلق بولاء أو‬

‫نسب » ( ‪ ، ) ٤‬وقال الكفوي ‪ « :‬وخبر ( لا ) الواقعة بعدها ( بُدَّ ) نحو‪ ( :‬لا بُدَّ وأن يكون ) قالوا ‪:‬‬

‫( ‪ ) 1‬ينظر‪ :‬رد الشارد إلى طريق القواعد ص ‪ ، ٣٦‬ومعجم أخطاء الكتاب ص ‪ ، ٤٠‬ومعجم الأغلاط اللغوية‬
‫المعاصرة ص ‪ ، ٤٧‬ومناظرة لغوية أدبية بين البستاني والمغربي والكرملي ص ‪ ، ١٠‬وأزاهير الفصحى‬
‫ص ‪ ، ٦٣‬والأخطاء اللغوية الشائعة في الأوساط الثقافية ص ‪ ، ٢٨٦‬والألفاظ والأساليب ( ‪، ) ٢٨٦/٤‬‬
‫ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪ ) ١٧٦/١‬و( ‪ ) ١٢٠/٢‬و( ‪. ) ٥٦٧/٩١‬‬
‫( ‪ ) ٢‬الشدياق واليازجي ص ‪. ١٢٥‬‬

‫( ‪ ) ۳‬مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪. ) ١٧٦/١‬‬


‫) ‪. ( ٤٦٣/١ ) ( ٤‬‬

‫‪226‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫لحون المتخاصمين‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫هذه الواو لتأكيد لصوق الخبربالاسم ‪ ،‬كالواو التي لتأكيد لصوق الصفة بالموصوف في‬

‫( وثامنهم كلبهم ) ‪ ،‬وغير ذلك مما ورد على خلاف الأصل ‪ ،‬وإنما كان ذلك تشبيها بالحال‬

‫كون كل منهما حاصلًا لصاحبه » (‪ ، )۱‬وقال البستاني في مناظرته للمغربي ‪ « :‬وأما قول‬

‫فقد استعمله أقطاب الناقدين ‪ ،‬وجهابذة أرباب‬ ‫بعض الكتاب ( لا بُدَّ وأن يكون كذا‬

‫التحصيل ‪ ،‬كجلال الدين السيوطي ‪ ،‬والسيد عبد الحكيم السيالكوتي ‪ ،‬وفخر الدين‬

‫الرازي وابن أبي الحديد وغيرهم ممن يرجع إليهم في المشاكل » (؟ )‪ ،‬وهذه المناظرة في‬

‫مسائل لغوية حافلة بالفوائد منشؤها هذه المسألة وغيرها مما انتقده البستاني على‬

‫المغربي في ( عثرات الأقلام ) ‪ ،‬في ثمانية مقالات شاركهم فيها الكرملي ‪.‬‬

‫وقد أجاز مجمعا القاهرة ودمشق زيادة ( الواو) بين ( بُدَّ ) والمصدرالمؤول بعدها ‪ ،‬وعلى‬

‫) أو ( لا بُدَّ‬
‫كلٌّ ‪ ،‬فكلا الأسلوبين صحيح ‪ ،‬وهو أن تقول ‪ ( :‬لا بُدَّ أن تكون باسم طالب الإعسار‬

‫) ‪ ،‬على أن الأفصح حذف الواو بعد ( لا بُدَّ ) ‪ .‬وأضيف وجهًا‬


‫وأن تكون باسم طالب الإعسار‬

‫)‪.‬‬
‫ثالثًا صحيحًا يوافق قواعد النحو‪ ،‬وهو قولك ‪ ( :‬لا بُدَّ من أن تكون باسم طالب الإعسار‬

‫ولم يتضمن العقد التزامًا على المدعية بتقديم‬ ‫‪٢١٢‬‬

‫مخططات أو رسومات أو خلافه ‪.‬‬

‫( خلافه ) لا محل لها في مثال الباب ‪ ،‬وهي من الأخطاء الشائعة ‪ ،‬ولعل الخطأ سرى‬

‫إلينا من ناحية مصر‪ ،‬والصحيح أن يقال ‪ ( :‬ولم يتضمن العقد التزاما على المدعية‬

‫بتقديم مخططات أو رسومات أو غيره ) ‪ ،‬وفي ( عثرات الأقلام ) ‪ « :‬ومنها قولهم ‪ ( :‬هذا‬

‫المرضُ غير محصورفي دمشق ‪ ،‬بل يشمل خلاف مدن ) ‪ ،‬وقولهم ‪ ( :‬أرسلنا إليكم خلافه ) ‪،‬‬
‫في‬

‫ملجقا‬
‫ا‬
‫اللحن‬
‫ضا‬

‫والصحيح أن يقال ‪ ( :‬يشمل مدنا أخرى ) و ( أرسلنا إليكم غيره ) ‪ ،‬أما الخلاف فـهـو مـصـدر‬
‫لء‬
‫س‬

‫( خالف ) كالمخالفة ‪ ،‬وهي ضد الموافقة ‪ ،‬فلا يصح استعماله في الجملتين » ( ‪. )3‬‬

‫( ‪ ) ۱‬الكليات ص ‪. ٤١٨‬‬

‫( ‪ ) ۲‬مناظرة لغوية أدبية بين البستاني والمغربي والكرملي ص ‪. ١١‬‬


‫( ‪ ) ۳‬مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪. ) ٣٢١/٤‬‬

‫‪٢٢٧‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث الثاني‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫)‪(1‬‬
‫‪ ٢١٣-‬وإنما لأجل فض النزاع والخصومة مع المدعية‬

‫في ( التاج ) ‪ ( « :‬الفَضُ ‪ :‬الكَسْرُ بالتَّفْرِقة ) ‪ ،‬وقد فَضَّه يفُضُه ‪ ،‬كما في ( الصحاح ) ‪،‬‬

‫وأنشد الليثُ ‪:‬‬

‫ونَجْمَعَهم إذا كـــانـــــوا بـــــدادِ‬ ‫إذا اجتمعوا فضضنا حَجْرَتَيهِمْ‬

‫ويقال ‪ :‬الفَضُّ ‪ :‬تفريقُكَ حَلْقةً من الناس بعد اجتماعهم ‪ ،‬يقال ‪ :‬فضَضْتُهُم‬

‫فانفضُوا ‪ ،‬أي ‪ :‬فرَّقْتهم فتفرَّقُوا ‪ ،‬وقال المُؤَرِّح ‪ :‬الفَضُ‪ :‬الكَسْر » ) ‪.‬‬

‫وذهب داغر‪ ،‬وزهدي جار الله إلى أن استعمال ( فض النزاع ) ليس له أصل في اللغة ‪،‬‬

‫يقول داغر‪ « :‬ويقولون ‪ ( :‬يسعى لفضَّ النزاع ) ‪ ،‬و( صالحهم فضَّ الخلاف الذي بينهم ) ‪،‬‬

‫ولا يصح استعمال الفعل ( فضَّ ) ومصدره بهذا المعنى إلا بعد تكلّف التأويل والتوجيه ‪،‬‬

‫كأن يُستعار من ( فض الشيء ) إذا كسره متفرقًا ‪ ،‬ولكن يسهل جدا الاستغناء عنهما‬

‫باستعمال الحسم والفضل والإزالة ونحوها » (‪. )۳‬‬

‫قلتُ ‪ :‬معنى ( الفَضَّ )في معجمات العربية يدور حول التفريق ‪ ،‬والكسر‪ ،‬وفضُ‬

‫النزاع تفريقُ له ولأسباب هذا الخلاف ‪ ،‬ويمكن حمله على المعنى القديم من دون تكلف ‪.‬‬

‫والعربية لغة قابلة للتطور‪ ،‬وليست جامدة ‪ ،‬ولذلك يصح أن تقول ‪ ( :‬لأجل إنهاء النزاع )‬

‫و( لأجل حسم النزاع ) و ( لأجل إزالة النزاع ) و ( لأجل فض النزاع ) ‪.‬‬

‫( ‪ ) 1‬ينظر‪ :‬تذكرة الكاتب ص ‪ ، ٨٤‬والكتابة الصحيحة ص ‪ ، ٢٧٥‬ومعجم الصواب اللغوي ص ‪. ٥٧٨‬‬


‫) ‪. ( ٤٨٨/١ ) ( ٢‬‬
‫( ‪ ) ۳‬تذكرة الكاتب ص ‪. ٨٤‬‬

‫‪٢٢٨‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫لحون المتخاصمين‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫الدعوى‬ ‫‪ ٢١٤-‬طلب التداخل في‬

‫(دَخَلَ ) فعل لازم ‪ ،‬وفي ( التاج ) ‪ ( « :‬وتَدَخَلَ ‪ ،‬وانْدَخَلَ ‪ ،‬وَادَّخَلَ ‪ ،‬كَافْتَعَل ) كلُّ ذلك‬

‫( نقيضُ خَرَجَ ) ‪ ،‬وفي ( العباب ) ‪ :‬تدَّخل الشيءُ ‪ :‬دخل قليلا قليلًا » )‪ ،‬وخَطَّأَ بعضُ‬

‫المشتغلين في التصحيح والتغليط عبارة ( تدخل في الدعوى ) ؛ إذ الصحيح عندهم أن يقال ‪:‬‬

‫( دَخَلَ في الدعوى ) ‪ ،‬غيرأنه ورد الفعلان ( دَخَلَ ) و( تَدَّخَلَ ) بمعنى واحد في ( اللسان ) (‪) ۳‬‬

‫و( التاج ) ( ‪ ، ) ٤‬وأجاز مجمع القاهرة أن يقال ‪ ( :‬تَدَّخل في الدعوى ) ‪ ،‬أي ‪ :‬دخل في الدعوى من‬

‫تلقاء نفسه ؛ للدفاع عن مصلحة له فيها ‪ ،‬من دون أن يكون طرفا من أطرافها ‪.‬‬

‫أما الاصطلاح الشائع في اللغة القضائية ‪ ،‬وهو قولهم ‪ ( :‬طلب التَّدَاخل في الدعوى )‬

‫فصحيح ‪ ،‬ويجري عليه ما جرى على ( تَدَخَلَ ) ‪ ،‬فالذي طلب الدخول في الدعوى يقال‬

‫له ‪ ( :‬مُتدَاخِل ) ‪ ،‬والذي أُدْخِل في الدعوى بأمر المحكمة ‪ ،‬يقال له ‪ ( :‬مُدْخَل ) ‪.‬‬

‫‪ -٢١٥-‬وأخصام موكلتي يعلمون أني موجود في‬

‫المعرض دائمًا )‬

‫ومثله أحد القرارات التي صدرت عن مجلس القضاء الأعلى بهيئته الدائمة سنة‬

‫ترى إفهام أخصامه بضرورة إقامة دعواهم في مدة تُحدد لهم ‪ ، ) ..‬ويُخطئ‬ ‫‪ ١٣٩٠‬هـ ‪ ،‬وفيه ‪:‬‬

‫اليازجي ‪ ،‬وزهدي جار الله ‪ ،‬والغلاييني جمع ( خَصْم ) على ( أَخْصَام ) ‪ ،‬وخَطَأ اليازجي كذلك‬
‫في‬
‫اللحن‬
‫ملجقا‬
‫ا‬

‫( ‪ ) 1‬ينظر تذكرة الكاتب ص ‪ ، ٣٦‬ومعجم أخطاء الكتاب ص ‪ ، ١٨٦‬ومعجم الأخطاء الشائعة ص ‪، ۸۸‬‬
‫ضا‬

‫ومعجم الصواب اللغوي ص ‪. ٢١٨‬‬


‫لء‬
‫س‬

‫) ‪. ( ٤٧٨/٢٨ ) ( ٢‬‬
‫) ‪. ( ٢٣٩/١١ ) ( ۳‬‬
‫) ‪.( ٤٧٧/٢٨ ) (٤‬‬

‫( ‪ ) 5‬ينظر‪ :‬ما تلحن فيه العامة ص ‪ ۱۰۸‬ولغة الجرائد ص ‪ ٢٥‬وص ‪ ، ٦٥‬وإصلاح الفاسد ص ‪ ،٨‬ونظرات في‬
‫اللغة والأدب ص ‪ ، ۱۳۹‬والكتابة الصحيحة ص ‪ ، ١٠٢‬ومعجم الأخطاء الشائعة ص ‪ ، ٧٩‬ومعجم الخطأ‬
‫والصواب في اللغة ص ‪. ١٢٨‬‬

‫‪٢٢٩‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث الثاني‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫الجمع على ( خُصماء ) ‪ ،‬يقول ‪ « :‬ويقولون ‪ ( :‬هؤلاء أَخْصَامي ) ‪ ،‬يريدون جمع ( الخصم )‬

‫بالفتح ‪ ،‬و( فَعْل ) الصحيح العين ‪ ،‬لا يُجمع على أَفْعَال ) إلا ألفاظًا شذَّت ‪ ،‬ليس هذا‬

‫منها ‪ ،‬والصواب جَمْعُهُ على ( خصوم ) » (‪ ، )١‬لكن جاء في ( التاج ) ما يدل على صحة جمع‬

‫( خَصْم ) على أخْصَام ‪ ،‬بقوله ‪ « :‬ومما يُستدرك عليه ‪ :‬الأخصام ‪ ،‬جمع خَصم‪ ،‬ككَيف‬

‫وأكْتاف ‪ ،‬أو جمع خَصْم ‪ ،‬كفَرْخ وأفراخ ‪ ،‬أو جمع خصيم ‪ ،‬كشَهيد ‪ ،‬وأشهاد » (‪. )٢‬‬

‫أما ( خُصَمَاء ) ‪ ،‬فيرى اليازجي أن مفردها ( خَصِيم ) ‪ ،‬ومعناها ‪ :‬شديد الخصومة ‪،‬‬

‫ويجاب عنه بما جاء في ( الصحاح ) ‪ « :‬والخَصيم أيضًا ‪ :‬الخَصْمُ ‪ ،‬والجمع ‪ :‬خُصَمَاء » (‪، )۳‬‬

‫ومما تقدم تبين لك صحة جمع ( خَصْم ) على ( خُصُوم ) و( أَخْصَام ) و( خُصَمَاء ) ‪.‬‬

‫وفائدة أخيرة ‪ ،‬هي ‪ :‬أنه لا يقال للمرأة خَصْمَة ‪ ،‬نصَّ على ذلك السيوطي في ( المزهر‬

‫في علوم اللغة وأنواعها ) (‪. )4‬‬

‫‪ ٢١٦-‬حضر فلان بن فلان لكونه وكيلًا عن فلان وفلان‬

‫وفلان لكونهم مدراء في الشركة المدعية (ه)‬

‫من الأخطاء الشائعة جمع ( مدير) على ( مُدَراء ) ‪ ،‬توهما منهـم أنـه مـن بـاب ( فَعِيل )‬

‫بفتح الفاء وكسر العين ‪ ،‬الذي يجمع على ( فُعَلاء ) كحكيم ‪ ،‬وحكماء ‪ ،‬وكـريـم ‪ ،‬وكرماء ‪،‬‬

‫( ‪ ) ۱‬لغة الجرائد ص ‪. ٢٥‬‬


‫) ‪. ( ١٠٤/32 ) ( ٢‬‬
‫) ‪. ( ١٩١٢/٥ ) ( ۳‬‬
‫) ‪. ( ٢٠٥/١ ) ( ٤‬‬

‫( ‪ ) 5‬ينظر لغة الجرائد ص ‪ ، ١٠٥‬ورد الشارد إلى طريق القواعد ص ‪ ، ١٠‬ومعجم أخطاء الكتاب ص ‪، ٢٠١‬‬
‫وتقويم اللسانين ص ‪ ، ١٢٢‬ومعجم الأخطاء الشائعة ص ‪ ، ٩٣‬ولحن القول ص ‪ ، ٤٨‬وقرارات مجمع‬
‫اللغة العربية بدمشق في الألفاظ والأساليب ( ‪ ) ۲۹/۱‬ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪) ٥٠٩/٧‬‬
‫و( ‪ ) ٢١٦/٤٠‬و( ‪ ) ١١٨٥/٨٧‬و( ‪ ، ) ٧٤١/٨٩‬ومجلة لغة العرب ( ‪ ) ٤٥/٣‬ومجلة المنهل ‪ ،‬عدد جمادى‬
‫الآخرة ‪ ،‬سنة ‪ ، ١٣٦٥‬ص ‪. ٢٧٧‬‬

‫‪٢٣٠‬‬

‫‪2‬‬
‫اول‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫لحون المتخاصمين‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫والصحيح أن ( مُدِير) على زنة ( مُفْعِل ) ‪ ،‬من ( أَدَارَيُدِيرُ الرباعي ‪ ،‬كمقيم الذي يجمع على‬

‫( مقيمين ) ‪ ،‬و( مسلم ) ‪ ،‬وجمعه ( مسلمون ) ‪ ،‬و( محسن ‪ ،‬ومحسنون ) ‪ ،‬والمحققون عامتهم‬

‫أدخل الترك ألفاظًا عربية كثيرة في‬ ‫على منع جمع ( مدير) على ( مدراء ) ‪ ،‬قال الكرملي ‪:‬‬

‫لغتهم ‪ ،‬وفي بعض الأحيان أحسنوا التصرف فيها ‪ ،‬وفي البعض الآخر أساؤوا كل الإساءة ‪،‬‬

‫) ‪ :‬مُدَراء ‪ ،‬و ( مُفْعِل ) ك ( مُفْسِد ) لا يكسر‬


‫ومن جملة ما أفسدوه علينا ‪ ،‬قولهم في جمع ( مُدِير‬

‫على ( فُعَلاء ) إذا كان اسما ‪ ،‬بل على ( مفاعل ) ‪ ،‬وأما إذا كان صفةً أو نعتًا ‪ ،‬فيجمع جمعًا‬

‫سالمًا ‪ ،‬فيقال ‪ ( :‬مديرون ) في حالة الرفع ‪ ،‬و( مديرين ) في حالة النصب والجر » (‪ ،)۱‬وقد منع‬

‫مجمع اللغة السوري جمع ( مدير) على ( مدراء ) مع أن المجمع في سنواته الأخيرة يتسامح‬

‫في قبول الأسلوب والاستعمال إذا كان شائعًا على الألسنة ‪ ،‬وقد استعمل القلقشندي في‬

‫( صبح الأعشى ) مدراء مرتين ‪ ،‬منها قوله ‪ « :‬وإن كان رافع القصة من غيرالمعتبرين كأحاد‬

‫الناس ‪ ،‬دفع القصة إلى مدير من مدراء ديوان الإنشاء فيجعل عليها علامةً له » (‪. )٢‬‬

‫ومحققو العربية على اختلاف مشاربهم ومذاهبهم يأنفون من جمع ( مدير) على‬

‫جمع التكسير ( مدراء ) ؛ لما بيناه سابقًا ‪.‬‬

‫‪ ٢١٧-‬وهذه أدلة على وجود مشاكل في المزرعة )‬

‫) مشاكلي مع المدعى عليه حين ضربني ‪ ، ) ..‬ويُخطئ كثير‬


‫ومثله قول المدعية ‪ ( :‬وأول‬

‫من المحققين جمع ( مُشكلة ) على ( مشاكل ) بفتح الميم ‪ ،‬ويرون أنها تجمع جمعـا مؤنــا‬

‫سالمًا على مُشكلات ) ‪ ،‬مثل ‪ ( :‬مُحْسِنة ‪ ،‬ومُحْسِنات ) ‪ ،‬ولم يُسمع عن العرب ( مشاكل )‬
‫في‬
‫اللحن‬
‫مجا‬
‫القضاء‬

‫بفتح الميم جمعًا لمشكلة ‪ ،‬وخلت منه معجمات العربية ‪ ،‬إلا أن بعض لغويي عصرنا ‪ ،‬مثل ‪:‬‬
‫لس‬

‫( ‪ ) ۱‬مجلة لغة العرب ( ‪. ) ٤٥/٣‬‬


‫( ‪ ) ٢‬صبح الأعشى ( ‪. ) ٢٠٧/٦‬‬
‫( ‪ ) ۳‬ينظر‪ :‬السيد رشيد رضا أو إخاء أربعين سنة ص ‪ ، ٦٨٥‬ودراسات في النحو للزعبلاوي ص ‪، ٣٠٤‬‬
‫ودراسات في اللغة ‪ ،‬للسامرائي ص ‪ ، ٨٧‬ومعجميات ص ‪ ، ٤٢‬وأزاهيرالفصحى ص ‪ ، ١٥‬والأخطاء اللغوية‬
‫الشائعة في الأوساط الثقافية ص ‪ ، ١٥٥‬ولحن القول ص ‪ ٤٩‬وص ‪. ٢٣١‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث الثاني‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫السيد رشيد رضا ‪ ،‬والزعبلاوي ‪ ،‬والسامرائي ‪ ،‬وأبو السعود ‪ ،‬يرون صحة جمع ( مُشْكِلَة )‬

‫على جمع التكسير ( مَشَاكِل ) ‪ ،‬مع اختلافهم في علة التصحيح ‪ ،‬يقول الزعبلاوي ‪ « :‬أما‬

‫( المشكلة ) كما عرفت ‪ ،‬وشاع استعمالها ‪ ،‬فهي صفة غالبة ‪ ،‬غلبت الأسماء باستغنائها‬

‫عن موصوفها ‪ ،‬وكأن أصل الكلام ( قضية مشكلة ) أو ( مسألة مشكلة ) ‪ ،‬فحذف‬

‫‪ ،‬وهكذا تقول ‪( :‬في الأمر‬


‫الموصوف ‪ ،‬ونابت الصفة ‪،‬منابه ‪ ،‬فليس هو على نية التقدير‬

‫مشكلة لا بد من علاجها ‪ ،‬كما تقول ‪ ( :‬في الأمر عقدة لا بد من حلها ) ‪ ،‬وهي إذا أنزلت‬

‫منزلة الأسماء صح فيها التكسيرإلى جانب التصحيح الذي هو بابها في الأصل ‪ ،‬فأنت‬

‫) أبياتا‬ ‫تقول في جمعها ( مَشَاكِل ) و( مُشْكِلات ) » (‪ ، )١‬وأورد ابن هشام في ( سيرة النبي‬

‫منسوبة لعمه أبي طالب ‪ ،‬يستعطف بها قريشًا ‪ ،‬ومنها قوله ‪:‬‬

‫وزَينًا لِمَن وَلاه رب المشاكل‬ ‫فلا زال في الدنيا جمالًا لأهلها‬

‫ثم قال ابن هشام ‪ « :‬هذا ما صح لي من هذه القصيدة ‪ ،‬وبعض أهل العلم بالشعر‬
‫‪(C),‬‬
‫البداية والنهاية ) هذه القصيدة اللامية ‪ ،‬ولم يذكر‬ ‫ينكر أكثرها » (‪ ، ) ٢‬وأورد ابن كثيرفي‬

‫البيت محل الاستشهاد ‪ ،‬وقال ‪ « :‬هذه قصيدة عظيمة فصيحةً بليغة جدًا ‪ ،‬لا يستطيع‬

‫أن يقولها إلا من نُسبت إليه ‪ ،‬وهي أفحلُ من المعلقات السبع ‪ ،‬وأبلغ في تأدية المعنى منها‬

‫جميعا ‪ ،‬وقد أوردها الأموي في ( مغازيه ) مطوّلة بزيادات أخر » (‪ ، )۳‬وأورد ابن إسحاق شيئًا‬

‫من أبيات القصيدة ‪ ،‬من دون البيت محل الاستشهاد ‪ ،‬وأورد ابن حجر في ( فتح الباري )‬

‫عددًا من أبيات القصيدة ‪ ،‬من دون البيت المُسْتشهد به ‪ ،‬وأورد البغدادي في ( خزانة‬

‫الأدب ) الأبيات شارحًا لها ‪ ،‬منها البيت الشعري الذي ذكرناه آنفا ‪ ،‬وقال ‪ « :‬الذَّب ‪:‬‬

‫الدفع ‪ ،‬والمشاكل ‪ :‬جمعُ مُشْكِلة » ( ) ‪ ،‬ولو ثبت نسبةُ هذه القصيدة لأبي طالب لما احتيــج‬

‫في تصحيح ( مَشَاكِل ) إلى تأويلات من سوّغ هذا الاستعمال ؛ إذ في بعضها تكلف وتمحل ‪.‬‬

‫( ‪ ) ۱‬دراسات في النحوص ‪. ٣٠٤‬‬


‫( ‪ ) ٢‬السيرة النبوية ( ‪. ) ٣٥٢/١‬‬
‫) ‪. ( ١٤٢/٤ ) ( ٣‬‬
‫) ‪. ( ٧٣/٢ ) ( ٤‬‬

‫‪٢٣٢‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫لحون المتخاصمين‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫‪ ۲۱۸-‬وراجعت محكمة وبلدية المحافظة من أجل التأكد‬

‫من سلامة الصك )‬

‫مسألة ‪ :‬الفصل بين المضاف والمضاف إليه من المسائل المشتهرة في كتب النحو‪،‬‬

‫فذهب الكوفيون إلى أنه يجوز الفصل بين المضاف والمضاف إليه بغيرالظرف وحرف‬
‫(د)‬
‫الخفض لضرورة الشعر‪ ،‬وذهب البصريون إلى أنه لا يجوزذلك بغير الظرف وحرف الجر‬

‫وفي مثال الباب يُخطئ بعض المتأدبين إضافة اسمين إلى مضاف إليه واحد ؛ لأنه لا يجوز‬

‫عندهم أن يفصل بين المضاف الأول ( محكمة ) ‪ ،‬والمضاف إليه ( المحافظة ) بفاصل ‪ ،‬وقد فُصل‬

‫بينهما بـ ( وبلدية ) ‪ ،‬والأولى عندهم أن يقال ‪ ( :‬وراجعت محكمة المحافظة وبلديتها ) ‪ ،‬لكن وردت‬

‫شواهد كثيرة عن العرب أضيف فيها مفردان إلى اسم ظاهر‪ ،‬ومنه قول الأعشى ‪:‬‬

‫اهة سابح نهد الجزارة (‪)۳‬‬ ‫ة أو بـ‬ ‫إلا عُلالـ‬

‫وفي هذا البيت فُصِل بين المضاف الأول ( عُلالة ) والمضاف إليه ( سابح ) بفاصل‬

‫‪ ،‬وفيما أوردناه‬
‫هو ( بداهة ) ‪ ،‬قال ابن جني ‪ « :‬والفصل بين المضاف والمضاف إليه كثير‬

‫منه كافٍ بإذن الله » ( ‪ ، )٤‬وقد أجاز مجمعا القاهرة ودمشق الفصل بين المضاف والمضاف‬

‫إليه ‪ ،‬وإليك نص قرار مجمع القاهرة ‪ ،‬ففيه بيان ‪ « :‬يُخطئ بعض الباحثين مثل قولهم ‪:‬‬

‫) ‪ ،‬ويرون الأصوب أن يقال ‪ ( :‬مديريات مصر ومحافظاتها ) ‪،‬‬


‫( مديريات ومحافظات مصر‬

‫بحجة أن الفصل بين المتضايفين غير جائز هنا ؛ إذ إنه ليس من المسوغات التي نص عليها‬
‫في‬

‫ملجقا‬
‫ا‬
‫اللحن‬

‫( ‪ ) 1‬ينظر‪ :‬معجم الأخطاء الشائعة ص ‪ ، ٢١٤‬ومعجم الخطأ والصواب في اللغة ص ‪ ،٢٢٥‬والأخطاء اللغوية‬
‫ضا‬

‫الشائعة في الأوساط الثقافية ص ‪ ، ٢٥٥‬والقرارات المجمعية ص ‪ ، ٦٤‬وقرارات مجمع اللغة العربية‬


‫لء‬
‫س‬

‫بدمشق في الألفاظ والأساليب ( ‪ ، ) ١٢/١‬ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪ ، ) ٥٠٨/٣٥‬ومجلة‬


‫لغة العرب ( ‪ ) ٦٦٥/٦‬و( ‪. ) ١٦٥/٧‬‬

‫( ‪ ) ٢‬ينظر‪ :‬الإنصاف في مسائل الخلاف بين النحويين البصريين والكوفيين ( ‪ ، ) ٢٤٧/٢‬وشرح الرضي‬
‫على الكافية ( ‪ ، ) ٢٥٨/٢‬والمساعد على تسهيل الفوائد ( ‪. ) ٣٦٧/٢‬‬
‫( ‪ ) ۳‬دیوان الأعشى ص ‪. ١٥٩‬‬
‫( ‪ ) ٤‬الخصائص ( ‪. ) ٤٠٩/٢‬‬

‫‪٢٣٣‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث الثاني‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫النحاة ‪ ،‬وترى اللجنة أن التعبير الأول جائز‪ ،‬وإن كان التعبيرالآخر أفصح ‪ ،‬وقد استندت‬

‫اللجنة في جوازالتعبيرالأول ‪ ،‬إلى قول ابن مالك في الألفية‬

‫كـــحـــالــــــه إذا بــــه يـــتــــصـــــــلُ‬ ‫ويحذف الثاني فيبقى الأول‬

‫مثل الذي له أضفتَ الأَوَّلا‬ ‫بشرط عطف وإضافة إلى‬

‫ومثل الشارح لهذا بقوله ‪ ( :‬قطع الله يد ورجل من قالها ) ‪ ،‬على تقدير‪ ( :‬قطع الله يـد‬

‫من قالها ‪ ،‬ورجل من قالها ) » (‪. )۱‬‬

‫ولما تقدم يصح لك أن تقول ‪ ( :‬وراجعت محكمة المحافظة وبلديتها من أجل التأكد‬

‫من سلامة الصك ) ‪ ،‬وأن تقول ‪ ( :‬وراجعت محكمة وبلدية المحافظة من أجل التأكد من‬

‫سلامة الصك ) ‪ ،‬والتعبير الأول أعلى وأفصح‪.‬‬

‫)‪(۲‬‬
‫‪ ٢١٩‬قدم أصل وثيقة عقد زواج موكله من المدعى عليها‬

‫( تتابع الإضافات ) أسلوب ينفر منه البلاغيُّون ‪ ،‬وقلَّ من كتـاب الـيـوم مـن نـجـا بـقـلـمـه‬

‫منه ‪ ،‬فـ ( وثيقة ) و( عقد ) و ( زواج ) و ( مـوگل ) كلهنَّ مضاف إليه ‪ ،‬وقــد عــاب مصطفى‬

‫جواد على أحدهم ‪ ،‬فقال ‪ « :‬فانظر إلى قولك ( أخص مزايا لغتنا ) فـ ( المزايا ) مضاف إليه ‪،‬‬

‫و( لغة ) مضاف إليه ‪ ،‬و ( نا ) مضاف إليه ‪ ،‬وإن المبتدئين بدرس البلاغة العربية لا يتابعون‬

‫الإضافات هذه المتابعة ‪ ،‬ولا يغلطون هذا الغلط ‪ ،‬ألم تدرس أن العلماء عابوا على الشاعر‬

‫قوله ( حمامة جرعى حومة الجندل اسجعي ) لتتابع الإضافات ) (‪ ، )۳‬ومن الفوائد في غير‬

‫مظانها ما ذكره الشيخ محمد بن صالح العثيمين في شرحه على ( زاد المستقنع ) تعليقًا‬

‫على قول الماتن الحجاوي ‪ ( :‬وبخشية خروج وقتِ اختيار الحاضرة ) ‪ ،‬قال الشيخ ‪« :‬في‬

‫هذه العبارة أربعُ إضافات ‪ ،‬ومثل هذا عند البلاغيين خارج عن البلاغة لكثرة الإضافات ‪،‬‬

‫( ‪ ) ۱‬القرارات المجمعية ص ‪. ٦٤‬‬

‫‪ :‬تذكرة الكاتب ص ‪ ، ١٠٣‬ورد الشارد إلى طريق القواعد ص ‪ ، ۱۹‬ومجلة لغة العرب ( ‪) ١٦٤/٧‬‬
‫( ‪ ) 2‬ينظر‬
‫و( ‪. ) ٢٤٢/٧‬‬
‫(‪ ) ۳‬مجلة لغة العرب ( ‪. ) ٢٤٢/٧‬‬

‫‪٢٣٤‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫لحون المتخاصمين‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫لكن نقول ‪ :‬إذا كان لا يتضح المعنى إلا بذلك ‪ ،‬فليس بخارج عن البلاغة ‪ ،‬ويمكن أن يُعَدَّلَ‬

‫لفظ المؤلف فيقال ‪ ( :‬وإذا خشي أن يخرجَ وقت الحاضرة المختار » ) ‪.‬‬

‫قلت ‪ :‬القَدْرُ الذي لا يَخِلُّ بالفصاحة ألا تزيد عن ثلاث إضافات ‪ ،‬فإن زدت فقد‬

‫خرجت عن حد البيان (‪ ، ) ٢‬أما مثال الباب فيمكن أن يصحح بقولنا ‪ ( :‬قدم أصل وثيقة‬

‫الزواج الخاصة بموكله من المدعى عليها الأصل ) ‪.‬‬

‫‪)٣‬‬
‫وهذا المبلغ لا يوازي الأضرار الواقعة على موكلي(‬ ‫‪-۲۲۰‬‬

‫يستعملون ( الموازاة ) بمعنى المساواة ‪ ،‬وهو خطأً عند بعض المشتغلين في قضايا‬

‫التصحيح اللغوي ‪ ،‬مثل ‪ :‬داغر‪ ،‬وزهدي جار الله ‪ ،‬ومازن المبارك ‪ ،‬ففي ( المصباح ) ‪ ( « :‬وازاه )‬

‫موازاةً ‪ ،‬أي ‪ :‬حاذاه ‪ ،‬وربما أبدلت الواو همزة ‪ ،‬فقيل ( آزاه ) » ( ‪ ، ) ٤‬يقول داغر‪ « :‬ويقولون ‪:‬‬

‫( هذا لا يوازي شيئًا ) ‪ ،‬فيستعملون ( يوازي ) بمعنى ‪ :‬يُساوي ‪ ،‬أو يُعادل ‪ ،‬وهو خطأ ؛ لأن‬

‫معنى ( وازاه موازاةً ) ‪ :‬حاذاه وجاراه ‪ ،‬وهكذا آزاه مُؤازاة » (ه)‪ ،‬وناقش المغربي هذا الرأي‬

‫بقوله ‪ « :‬ولكن الموازاة بين الشيئين كناية عن الجمع بينهما ‪ ،‬وإذا نفينا الموازاة بينهما ‪ ،‬كان‬

‫المعنى أن أحدهما في مكان دون مكان الآخر‪ ،‬فلم يكن نظيرا له ‪ ،‬ولا مساويًا ‪ ،‬ولا معادلا » (‪)1‬‬

‫ولم أجد من الفصحاء ‪ -‬فيما اطلعت عليه ‪ -‬من استعمل ( الموازاة ) بمعنى ( المساواة ) ‪،‬‬

‫يقول القلقشندي ‪ ،‬وهو من أعلام الفصاحة والبيان ‪ « :‬وأمره بالجلوس للخُصوم ‪ ،‬وفتح‬

‫بابه لهم على العُمُوم ‪ ،‬وأن يُوَازي بين الفريقين إذا تقدما إليه ‪ ،‬ويُحاذي بينهمافي الجلوس‬
‫)‪(۷‬‬
‫بين يديه » (‪ ، )٧‬فالموازاة تكون بمعنى المقابلة والمواجهة كما هو في هذا النص ‪.‬‬
‫في‬

‫ملجقا‬
‫ا‬
‫اللحن‬

‫( ‪ ) ۱‬الشرح الممتع على زاد المستقنع ( ‪. ) ١٤٤/٢‬‬


‫لء‬‫ضا‬

‫( ‪ ) ٢‬ينظر‪ :‬جواهر البلاغة ‪ ،‬للهاشمي ص ‪. ٣٦‬‬


‫س‬

‫( ‪ ) ۳‬ينظر‪ :‬تذكرة الكاتب ص ‪ ، ۳۷‬والكتابة الصحيحة ص ‪ ، ۳۸۰‬ونحو وعي لغوي ص ‪ ، ٢٠٢‬ومجلة مجمع‬
‫اللغة العربية بدمشق ( ‪. ) ٣٠٧/٤‬‬
‫( ‪ ) ٤‬ص ‪. ٢٥٢‬‬
‫( ‪ ) ٥‬تذكرة الكاتب ص ‪. ٣٧‬‬
‫( ‪ ) ٦‬مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪. ) ٣٠٧/٤‬‬
‫( ‪ ) ۷‬صبح الأعشى ( ‪. ) ٢٨٠/١٠‬‬

‫‪٢٣٥‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث الثاني‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫ولما تقدم فقولك ‪ ( :‬وهذا المبلغ لا يعادل الأضرار) أو ( وهذا المبلغ لا يساوي‬

‫الأضرار ‪ ،‬أفصحُ من قولك ‪ ( :‬وهذا المبلغ لا يوازي ) ‪.‬‬

‫)‪(1‬‬
‫‪ -٢٢١-‬وهذه السيارة تشوى مبلغا قدره ‪...‬‬

‫من الألفاظ الشائعة في اللغة القضائية المنطوقة قولُ المتخاصمين ‪ ( :‬هذه السيارة‬

‫تسوى كذا ) بمعنى ( تُسَاوي ) ‪ ،‬وأنكرها جمهور اللغويين ‪ ،‬قال الأزهري ‪ « :‬عن الفراء ‪ :‬لا‬

‫يُساوي الثوبُ وغيره كذا وكذا ‪ ،‬ولم يَعْرِف يَسْوَى ) ‪ ،‬وقال الليث ‪ ( :‬يَسْوَى ) نادرة ‪ ،‬ولا‬

‫يقال ‪ :‬منه سَوِي ‪ ،‬ولا سَوَى ‪ ....‬قلت ‪ :‬وقول الفراء صحيح ‪ ،‬وقولهم ‪ ( :‬لا يَسْوَى ) ليس‬

‫من كلام العرب ‪ ،‬وهو من كلام المولّدين ‪ ،‬وكذلك ( لا يُسْوَى ) ليس بصحيح » (‪ ،)٢‬غيرأن‬

‫بعضهم أجاز استعمال ( يَسوى ) ‪ ،‬وهي لغة الحجازيين ‪ ،‬ففي التاج ) ‪ « :‬وقال شيخنا ‪:‬‬

‫( لا يسوى ) أنكرها الجماهير‬


‫‪ ،‬وصرح في ( الفصيح ) بإنكارها ‪ ،‬ولكن حكاها شُرّاحه ‪ ،‬وقيل ‪:‬‬

‫صحيحة فصيحة ‪ ،‬وهي لغة الحجازيين ‪ ،‬وإن ضعفها ابتذالـهـا » (‪ ، )۳‬وفي شـعـر محـمـد‬

‫بن حازم الباهلي ‪:‬‬

‫وارضَ بــالـــوحـشـة أنـســا‬ ‫لب عن الإمرة نفس‬

‫وى على الخبرة فلسا )‬ ‫أحدُ ي‬


‫دَـيس‬ ‫ما عليهـ‬

‫وحاصل ما تقدم أن قولك ‪ ( :‬يَسوى ) مسموعةً عن العرب ‪ ،‬وإن كانت لغةً قليلةً لـم‬

‫يرتضها كبار الأئمة ‪.‬‬

‫( ‪ ) 1‬ينظر بحر العوام ص ‪ ، ۹۷‬وتذكرة الكاتب ص ‪ ، ٧٠‬ومعجم أخطاء الكتاب ص ‪ ، ٢٩٢‬ومعجم الأغلاط‬
‫اللغوية المعاصرة ص ‪ ، ٣٣٢‬ومعجم الصواب اللغوي ص ‪. ٨٤١‬‬
‫( ‪ ) ۲‬تهذيب اللغة ( ‪. ) ١٢٦/١٣‬‬
‫) ‪. ( ۳۳۰/۳۸ ) ( ۳‬‬

‫( ‪ ) ٤‬دیوان محمد بن حازم الباهلي ص ‪. ٦٤‬‬

‫‪٢٣٦‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫لحون المتخاصمين‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫‪ -٢٢٢-‬وهذا البطلان يَشرِي على تنازل مـوكـلـي عـن‬

‫دعواه بموجب هذا الصلح‬

‫ومثله في كثير من الأنظمة ‪ ،‬ومنه ما جاء في نظام المرافعات الشرعية الصادر‬

‫بالمرسوم الملكي رقم ( م ‪ ) ١ /‬المؤرخ في ‪ ١٤٣٥ / ٠١ / ٢٢‬هـ ‪ ،‬وفيه ‪ ( :‬تسري أحكام هذا النظام‬

‫على الدعاوى التي لم يُفصل فيها ) ‪ ،‬ويكثرفي العقود قولهم ‪ ( :‬يسري هذا العقد لمدة‬

‫سنة هجرية ابتداءً من تاريخ ‪ ، ) ...‬وقد خَطَّأ استعمال ( يسري ) بمعنى ( ينفذ ‪ ،‬ويمضي )‬

‫جملة من الكاتبين ‪ ،‬منهم ‪ :‬إبراهيم المنذر‪ ،‬وأسعد داغر‪ ،‬وسبب المنع أن ( سَــرَى )في اللغة‬

‫بمعنى ‪ :‬المسيرليلًا ‪ ،‬والصحيح قولك ‪ ( :‬ينفذ هذا العقد ) أو ( يمضي هذا العقد ) أو (يجري‬

‫هذا العقد ) ‪ ،‬والحقُّ خلاف ما ذكروه ‪ ،‬فيجوز استعمال ( يَسْرِي ) بمعنى النفاذ والإمضاء ‪،‬‬

‫ففي ( المصباح ) ‪ « :‬وقول الفقهاء ‪ :‬سرى الجرح إلى النفس ‪ ،‬معناه ‪ :‬دام ألمـه حـتـى حــدث‬

‫منه الموت ‪ ،‬وقطع كفّه ‪ ،‬فسرى إلى ساعده ‪ ،‬أي ‪ :‬تعدى أثر الجرح ‪ ،‬وسرى التحريم ‪ ،‬وسرى‬

‫العتق بمعنى التعدية ‪ ،‬وهذه الألفاظ جارية على ألسنة الفقهاء ‪ ،‬وليس لها ذكرفي الكتب‬

‫المشهورة » (‪ ، ) ٢‬قال الغلاييني ‪ « :‬ولا يمنع كون ( سَرَى ) لمشي الليل أن يُستعملفي كل سيرلا‬

‫يُشعربه ‪ ،‬وقد جاء في كتب اللغة والفقه استعماله في غير سير الليل مجازا » (‪. )۳‬‬

‫والذي يظهر صحة استعمال ( يسري ) في الأمثلة الثلاثة على المجاز‪ ،‬ولعل ( يسري )‬

‫أبلغ في المعنى ‪ ،‬من قولك ‪ ( :‬يمضي ) و( ينفذ ) ‪.‬‬


‫في‬
‫اللحن‬
‫ملجقا‬
‫ضا‬ ‫ا‬
‫لء‬
‫س‬

‫( ‪ ) 1‬ينظر‪ :‬تذكرة الكاتب ص ‪ ، ٤٠‬ونظرات في اللغة والأدب ص ‪ ، ١١٤‬ومعجم الخطأ والصواب في اللغة‬
‫ص ‪. ٣١٢‬‬
‫( ‪ ) ٢‬ص ‪. ١٠٥‬‬
‫( ‪ ) ۳‬نظرات في اللغة والأدب ص ‪. ١١٤‬‬

‫‪۲۳۷‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث الثاني‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫‪ ٢٢٣-‬فجرى إفهامه بأنه يتوجب على موكله الحضور‬

‫في الجلسة القادمة لأداء اليمين‬

‫في ( الأساس ) ‪ « :‬ومن المجاز‪ :‬هو يأكلُ الوجبة ‪ :‬الأكْلَة في اليوم والليلة ‪ ،‬والأصل ألا‬

‫يقع الأكل إلا وقعة واحدة ‪ ،‬وقد أوجب وتوجب ‪ ،‬ووجب عياله وفرســه تـوجـيـبـا ‪ :‬عودهـم‬

‫الوجبة » ( ) ‪ ،‬ويخطئون من يستعمل ( توجَّبَ ) بمعنى ( ترتَّبَ عليه ‪ ،‬ولزمه ) ؛ لأن معنى‬

‫( توجَبَ ) أكل مرةً واحدةً في اليوم والليلة ‪ ،‬وقد أجاز مجمع اللغة بدمشق استعمال‬

‫( توجب ) بمعنى ( تحتم ‪ ،‬ولزم ) ‪.‬‬

‫والذي يظهر عدم جواز استعمال ( توجب ) بمعنى ( ترتَّبَ عليه ‪ ،‬ولَزِمَه ) والصحيح‬

‫فجرى إفهامه بأنه يجب على موكله الحضورفي الجلسة القادمة‬ ‫أن يقال في مثال الباب‬

‫لأداء اليمين ) ‪.‬‬

‫‪ ٢٢٤-‬وبعد هذه المخالصة استمريتُ في سكنى الفلة‬

‫مدة لا تتجاوز خمسة أشهر‬

‫استمريت ) بدلًا من ( استمرَرْت ) ‪ ،‬و( استدليت ) بدلًا من ( استدللت ) ‪ ،‬و( أصريت )‬

‫بدلًا من ( أصرَرْت ) خَطَأً عند النقاد عامَّةً ‪ ،‬والقاعدة في هذا أن يُفَـكَ الإدغام في الحرف‬

‫المُدْغَم ‪ ،‬وهو ( الراء ) في ( استمرَّ) ‪ ،‬فيقال ‪ ( :‬استمرَرْت ) ‪ ،‬وهكذا في المثالين الآخرين ‪ ،‬لكنَّ‬

‫بعض الأئمة نصَّوا على صحة إبدال الحرف الثاني من المضاعف ياءً ‪ ،‬قال السيوطي ‪:‬‬

‫« ومن المضاعف‪ :‬قصيتُ أظفاري ‪ ،‬بمعنى ( قَصَصْتُ ) ‪ ...‬ومنه قول العجاج‪:‬‬

‫( ‪ ) 1‬ينظر‪ :‬معجم أخطاء الكتاب ص ‪ ، ٦٥٤‬ومعجم الأخطاء الشائعة ص ‪ ، ٢٦٤‬ومعجم الخطأ والصواب‬
‫في اللغة ص ‪ ، ٢٦٤‬ودليل الأخطاء الشائعة في الكتابة والنطق ص ‪ ، ٧٥‬ومجلة مجمع اللغة العربية‬
‫بدمشق ( ‪ ) ۳۱۰/۱‬و ( ‪ ) ٥٤٥/٧‬و ( ‪ ) ٨٨١/٨٨‬و( ‪. ) ١٨٦/٩١‬‬
‫) ‪. ( 320/2) ( 2‬‬

‫( ‪ ) ۳‬ينظر‪ :‬معجم أخطاء الكتاب ص ‪ ،٤١‬ودراسات في اللغة ص ‪ ، ٣٤‬وأخطاء ألفناها ص ‪ ، ١٣‬ومعجم الخطأ‬
‫والصواب في اللغة ص ‪ ، ۳۰۳‬ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪ ) ٤١١/٧‬و ( ‪ ) ٥٤٦/٧‬و( ‪. ) ٥٤٠/٨‬‬

‫‪٢٣٨‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫لحون المتخاصمين‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫تقَضَّيَ البازي إذا البازي كَسَر‬

‫وهو من انقضَضْتُ ‪ ،‬وكذلك تَظَنَّيْت من ظَنَنْتُ ‪ ،‬ولبّيك من لبيتُ بالمكان أقمتُ‬

‫‪ ،‬وعَدَّ سيبويه ما أبدل مكان اللام ياء بأنه شذوذ عن القاعدة ‪ ،‬فقال ‪ « :‬هذا باب‬

‫ما شَذَّ فأُبْدِلَ مكان اللام الياءَ لكراهية التضعيف ‪ ،‬وليس بمطّرد ‪ ،‬وذلك قولهم ‪ :‬تَسَرَّيت ‪،‬‬

‫ونظنَّيتُ ‪ ،‬وتقصَّيتُ من القصة ‪ ،‬وأمليتُ ‪ ...‬وكل هذا التضعيفُ فيه عربي كثير جيد »( ) ‪.‬‬

‫استمريت ) و ( استدليت ) لحن شائع ‪ ،‬والصحيح أن يقال ‪:‬‬ ‫قول العامة ‪:‬‬ ‫وعليه‬

‫استمرَرْت ) و( استذللت ) ‪.‬‬

‫‪ ٢٢٥-‬واتضح أن الشاهد أدلى بمعلومات كاذبة في شهادته‬

‫ومثله يقال في تسبيبات القضاة عادة ‪ ( :‬وبعد سماع الدعوى والإجابة ‪ ،‬وما أدلى بـه‬

‫الطرفان ) ‪ ،‬فاستعمال ( أدلى ) بهذا المعنى صحيح فصيح ‪ ،‬ففي ( التاج ) ‪ « :‬ومن المجاز‪ :‬أدلى‬

‫أحضرها ) ‪ ،‬كما في ( المُحْكم ) ( ‪ )۳‬و ( الأساس ) (‪ ،) 4‬وفي ( الصحاح ) ‪:‬‬ ‫بحقه ‪ ،‬و( بحجته ) ‪ :‬إذا‬

‫أي احتج بها ‪ ،‬زاد غيره ‪ :‬وأظهرها (‪ ، )٥‬وفي ( المصباح ) ‪ :‬أثبتها فوصل بها إلى دعواه (‪ ،) 1‬وفي‬

‫التهذيب ‪ : ):‬أرسلها ‪ ،‬وأتى بها على صحة » (‪. )۷‬‬

‫اليمين )‬ ‫‪ -٢٢٦‬إن موكلاتي ليس لديهنَّ الاستعداد لأداء هذا‬

‫اليمينُ مُؤنثةً ‪ ،‬كما هي الجارحة ‪ ،‬ولا يصح تذكيراليمين في معنى القسم‪ ،‬وأغلب‬

‫الناس يقولون ‪ ( :‬يمين غليظة ) ‪ ،‬و( مستعد لأداء هذه اليمين ) ‪ ،‬ولأني وجدت هذا المثال‬
‫في‬

‫ملجقا‬
‫ا‬
‫اللحن‬
‫ضا‬

‫( ‪ ) ۱‬المزهرفي علوم اللغة ( ‪. ) ٤٦١/١‬‬


‫لء‬
‫س‬

‫( ‪ ) ٢‬كتاب سيبويه ( ‪ ، ) ٤٢٤/٤‬وينظركذلك ‪ :‬المخصص ( ‪. ) ٢٨٨/١٣‬‬


‫) ‪. ( ٤٢٧/٩ ) ( ٣‬‬
‫) ‪. ( ٢٦٩/١ ) ( ٤‬‬
‫) ‪. ( ٢٣٤٠/٦ ) ( ٥‬‬
‫( ‪ ) ٦‬ص ‪. ٧٦‬‬
‫( ‪ ) ٧‬تهذيب اللغة ( ‪. ) ١٧١/١٤‬‬
‫(‪ ) ۸‬ينظر‪ :‬تذكرة الكاتب ص ‪ ، ۱۲۰‬ولغويات ‪ ،‬وأخطاء لغوية شائعة ص ‪ ، ٢٤‬ومعجم الأخطاء الشائعة ص ‪. ٢٧٦‬‬

‫‪٢٣٩‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث الثاني‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫في أحد السجلات القضائية ‪ ،‬ألحقته بكتابي هذا ‪ ،‬ولذلك الصحيح أن يقال ‪ :‬إن موكلاتي‬

‫ليس لديهنَّ الاستعداد لأداء هذه اليمين ) ‪.‬‬

‫‪ ٢٢٧-‬اشتريت من المدعى عليه فيلا تتألف من دورين ‪...‬‬

‫بمعنى الدارة ‪ ،‬وهو المنزل سواء أكانت‬ ‫من الأخطاء الشائعة استعمال ( فيلا‬

‫مساحته صغيرة أم كبيرةً ‪ ،‬وقد أقر مؤتمر مجمع القاهرة سنة ‪ ١٩٦٧‬م ‪ ،‬بأن يُطلَقَ على‬

‫البيت اسم الدارة ‪ ،‬أو الفِلة ؛ ولذا استعمال ( الفيلا ) غير مستقيم ‪ ،‬وإن كنتُ أُفَضّلُ‬

‫استعمال لفظ ( الدار) أو ( الدارة ) أو ( البيت ) أو ( المنزل ) وكلُّ هذه المسميات يغني عن‬

‫استعمال لفظ ( الفِيَّة ) الذي اعتاده الناس ‪ ،‬وفي ( التاج ) ‪ ( « :‬الدَّارُ‪ :‬المحلُّ يَجْمَعُ البناء‬

‫والعَرْصة ) أنثى ‪ ،‬قال ابن جني ‪ :‬من دارَ يَدُورُ‪ ،‬لكثرة حَرَكَات الناس فيها ‪ ،‬وفي التهذيب ) ‪:‬‬

‫وكل موضع حل به قوم فهو دارهم (‪. )۳ ( » )۲‬‬

‫)‪(٤‬‬
‫‪...‬‬
‫‪ -۳۳۸‬آجرت على المدعى عليه الدور الأرضي في العمارة‬

‫من الخطأ الشائع استعمال ( الدور) بمعنى جملة البناء على السطح الواحد ‪،‬‬

‫وكثيرون يُحِلُّون لفظ ( الطابق ) محل ( الدَّور) ‪ ،‬ولو تتبعت معاني ( الطابق ) في معجمات‬

‫العربية ‪ ،‬لوجدت أن أصله اللغوي بعيد عن المعنى المُراد في موضوعنا ؛ فقد جاء بمعنى‬

‫الإناء الذي يُطبخ فيه ‪ ،‬والعضو من الإنسان أو من الشاة ‪ ،‬وغيرذلك من معان ‪ ،‬وقد‬

‫أقر مجمع اللغة العربية بالقاهرة استعمال ( الطبقة ) في المعنى المراد ‪ ،‬مستندين إلى‬

‫ما جاء في الأساس ) ‪ « :‬الناس طبقات منازل ودرجات بعضها أرفع من بعض » (ه) ‪،‬‬

‫( ‪ ) 1‬ينظر‪ :‬مجمع الأغلاط اللغوية المعاصرة ص ‪۵۳۳‬‬


‫) ‪. ( ٤٢٧/٩ ) ( ٢‬‬
‫) ‪. ( ١٥٤/١٤ ) ( ٣‬‬

‫( ‪ ) ٤‬ينظر‪ :‬شفاء الغليل ( ‪ ، ) ١٠٦/٣‬ومعجم أخطاء الكتاب ص ‪ ، ٣٦٤‬ومعجم الأغلاط اللغوية المعاصرة ص ‪، ٩٢‬‬
‫ودليل الأخطاء الشائعة ص ‪ ، ٣١‬والقرارات المجمعية ص ‪ ، ٢٦٢‬ومجلة مجمع اللغة العربية بالقاهرة ( ‪. ) ٦٣/٢‬‬
‫) ‪. ( ٥٩٤/١ ) ( ٥‬‬

‫‪٢٤٠‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫لحون المتخاصمين‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫وقال الليث ‪ :‬السموات طباق بعضها على بعض ‪ ،‬وكلُّ وحدٍ من‬ ‫وبما جاء في ( التاج ) ‪:‬‬
‫لگ‬
‫الطباق طَبَقَة » (‪ ، )١‬ثم غلطوا ما يستعمله بعض الكتاب من إطلاق ( الطابق ) بمعنى‬

‫( الطبقة ) (‪ ، ) ٢‬ثم عاد المجمع وبحث لفظ ( الطابق ) مرة أخرى ‪ ،‬فصدر القرار بإجازة هذا‬

‫يستعمل المعاصرون كلمة ( الطابق ) للطبقة من‬ ‫اللفظ بمعنى ( الطبقة ) ‪ ،‬وهاك نصّه ‪:‬‬

‫المبنى ذي الطبقات ‪ ،‬وهذا الاستعمال مُحْدثُ في دلالته ‪ ،‬وترى اللجنة إجازته حَمْلًا على‬

‫ما جاء في اللغة من قولهم ‪ ( :‬هذا الشيء وفق ذلك وطابقه ) بفتح الباء وكسرها بمعنى‬

‫واحد ؛ إذا كانت الطبقة مطابقةً لما فوقها وما تحتها » (‪. )۳‬‬

‫وحاصـل مـا تـقــدم أن قول بعضهم ‪ :‬أجرت على المدعى عليه الدور الأرضي ) خطأً‪،‬‬

‫والصحيح ‪ ( :‬أجرت على المدعى عليه الطبقة الأرضية ‪ ،‬أو الطبقة الأولى ) و ( أجرت على‬

‫المدعى عليه الطابق الأرضي ‪ ،‬أو الطابق الأول ) ‪.‬‬

‫‪ ٢٢٩-‬آجرت على المدعى عليه شِقَّةً في الطابق الثاني‪...‬‬

‫في ( التاج ) ‪ ( « :‬والشَّقَّة بالكسر‪ :‬شظية ) أو قطعةً مشقوقة ( مــن لــوح ) أو خشب‬

‫وغيره ‪ ( ...‬و) قال ‪ ( :‬القطعة المشقوقة ) من كل شيءٍ ‪ ،‬كالنّصف‪ ،‬والجمع شُقق ‪ ( ...،‬و)‬

‫نصف الشيء إذا شُقّ ) ‪ ،‬يقال ‪ :‬أخذتُ شِقَّ الشَّاةِ ‪ ،‬وشِمَّة الشَّاةِ‬ ‫قال أبو حنيفة ‪ :‬الشَّقَّة ‪:‬‬

‫أي نصفها ‪ ،‬والعامة تفتح الشين » (ه ) ‪ ،‬وفي مجمع القاهرة ‪ « :‬فالأصل في معنى الشَّقَّة أن‬

‫تدل على نصف الشيء ‪ ،‬وقد اختيرت لتدل على كل جزء مستقل من أجزاء الطبقة في‬
‫في‬

‫ملجقا‬
‫ا‬
‫اللحن‬
‫ضا‬

‫) ‪. ( ٥٥/٢٦ ) ( 1‬‬
‫لء‬
‫س‬

‫( ‪ ) ٢‬مجلة مجمع اللغة العربية بالقاهرة ( ‪. ) ٦٣/٢‬‬


‫( ‪ ) ۳‬القرارات المجمعية ص ‪. ٢٦٢‬‬

‫( ‪ ) ٤‬ينظر في التراث العربي ص ‪ ، ٢٨٥‬ومعجم الأخطاء الشائعة ص ‪ ، ۱۳۳‬ومعجم الأغلاط اللغوية‬


‫المعاصرة ص ‪ ، ٣٥٠‬وأخطاء ألفناها ص ‪ ، ٩٠‬ولحن القول ص ‪ ، ٢٥١‬ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق‬

‫( ‪ ) ٢٨٥/٢٠‬و ( ‪ ) ٤٢١/٥٦‬و ( ‪ ، ) ٨٢٤/٥٨‬ومجلة مجمع اللغة العربية بالقاهرة ( ‪. ) ٦٤/٢‬‬


‫) ‪. ( ٥١٤/٢٥ ) ( ٥‬‬

‫‪٢٤١‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث الثاني‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫البيت ؛ لقرب لفظها من الكلمة المستعملة » (‪ ، )۱‬وقد أجاز استعمال ( الشَّقَّة ) بفتح‬

‫الشين مجمعا القاهرة وبغداد ‪ ،‬وغلط كثير من المعاصرين استعمال ( الشُّقّة ) بضم‬

‫الشين ؛ لأن أصلها اللغوي من المشقّة ‪ ،‬وبعضهم أجاز استعمال ( الشُقَّة ) بضم الشين ؛‬

‫لأن في العربية شيئًا مما جاء على زنة ( فُعْلة ) بضم الفاء ‪ ،‬ومعناه المفعول ‪ ،‬نحو‪ :‬اللقمة ‪،‬‬

‫والكُسوة ‪ ،‬وغيرهما ؛ ولذا صح لك استعمال ( الشقَّة ) بكسر الشين أو فتحها أوضمها ‪،‬‬

‫والوجهان الأولان مختاران عند أغلب المحققين ‪ ،‬من دون الضم ‪.‬‬

‫‪ ٢٣٠-‬استأجرت موكلتي من المـدعــى عليـه أربعـة‬

‫محلات تجارية‬

‫في ( المصباح ) ‪ « :‬و ( المَحَل ) بفتح الحاء ‪ ،‬والكسر لغة حكاها ابن القطاع موضع‬

‫الحلول ( ‪ ، )۳‬و( المَحِل ) بالكسر‪ :‬الأجل ‪ ،‬و( المَحَلة ) بالفتح ‪ :‬المكان ينزله القوم » (‪ ، ) ٤‬وغلط‬

‫قوم جمع ( المَحَل ) وهو موضع الحلول ‪ ،‬على ( محلات ) ‪ ،‬ومنهم الزعبلاوي ‪ ،‬فقال ‪:‬‬

‫جمع ( المَحَلَّ ) لموضع الحلول ( محال ) بتشديد اللام قياسًا ‪ ،‬كما جُمع ( المَمَرّ) على‬

‫) على ( مَقَارٌ) بتشديد الراء أيضًا ‪ ،‬والشائع على ألسنة‬


‫( مَمَارٌ) بتشديد الراء ‪ ،‬و ( المَقَرَ‬

‫الكتاب جَمْعُ ( المحلّ ) على ( المحلات ) بالألف والتاء ‪ ،‬كما يجمعون ( الممر والمقر) على‬

‫الممرات والمقرات) ‪ ،‬ولا وجه لذلك ‪ ،‬فإن كان مجمع اللغة العربية بالقاهرة قد أجاز‬

‫إلحاق التاء باسم المكان ‪ ،‬فلا بد أن يشترط فيه منع الالتباس ؛ ذلك أن ( المَحَلَّ ) بمعنى ‪،‬‬

‫؛ إذ هي المكان ينزله القوم » (ه) ‪.‬‬


‫و( المَحَلَّة ) بمعنى آخر‬

‫( ‪ ) ۱‬مجلة مجمع اللغة العربية بالقاهرة ( ‪. ) ٦٤/٢‬‬


‫‪ :‬معجم أخطاء الكتاب ص ‪ ، ١٣٥‬ومعجم الأغلاط اللغوية المعاصرة ص ‪ ، ١٦٤‬واللغة والناس‬ ‫( ‪ ) ٢‬ينظر‬
‫ص ‪ ، ١٤٤‬ومعجم الشوارد النحوية ‪ ،‬والفوائد اللغوية ص ‪. ٥٦١‬‬
‫( ‪ ) ۳‬ينظر‪ :‬الأفعال ( ‪. ) ١٦٤/٣‬‬
‫( ‪ ) ٤‬ص ‪. ٥٧‬‬

‫( ‪ ) ٥‬معجم أخطاء الكتاب ص ‪. ١٣٥‬‬

‫‪٢٤٢‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫لحون المتخاصمين‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫ولذا حُكْمُ هذه المسألة أن الوجهين جائزان في فتح حاء ( المحل ) أو كســـره ‪ ،‬ولا يـصـحُ‬

‫لك أن تجمع ( المحَلّ ) على ( مَحَلات ) ‪ ،‬وإنما يجمع على ( مَحَالٌل ) بتشديد اللام ‪ ،‬فتقول ‪:‬‬

‫استأجرت موكلتي من المدعى عليه أربعة محال تجارية ) ‪.‬‬

‫)‪(1‬‬
‫وثمن الأثاث المدفوع للبيت مبلغ قدره ‪...‬‬ ‫‪-٢٣١‬‬

‫( الأَثَاث ) مفرده ( أَثَاثَة ) (‪ ، ) ٢‬وهو في الأصل اللغوي يعني ‪ :‬كثرة المال ‪ ،‬أو متاع البيت‬

‫وفي ( التاج ) ‪ « :‬قال بعض اللغويين ‪ ( :‬الأَثَاث ) ‪ :‬ما يُتخذ للاستعمال والمتاع ‪ ،‬لا للتجارة ‪،‬‬

‫وقيل ‪ :‬هما بمعنى ‪ ،‬وقيل ‪ :‬الأثاث ‪ :‬ما جدَّ من مَتَاع البيت ‪ ،‬لا ما رَثَ وبلي ‪ ،‬وبـه جـزم‬

‫[ مريم ‪ ، ] ٧٤ :‬قال الزمخشري‬ ‫هُمْ أَحْسَنُ أَتَنَا وَرِ يَا‬ ‫القرطبي ( ‪ ، )٤ ( » ) ۳‬وفي محكم التنزيل‪:‬‬

‫في ( الكشاف ) ‪ « :‬الأثاث ‪ :‬متاع البيت ‪ ،‬وقيل ‪ :‬هو ما جدَّ من الفرش » ( ه) ‪ ،‬وقال زهدي‬

‫جار الله ‪ « :‬يحسب بعض الناس ( الأثاث ) فرش البيت فقط ‪ ،‬والصواب أنه يشمل كل‬

‫ما في البيت من فُرُش وإبل وغنم وأموال وخَـدم » (‪ ، ) ٦‬ولعل ما ذكره يوافق عـرف زمانه‬

‫ومكانه ‪ ،‬والإبل والغنم والخدم والأموال ليسوا داخلين عرفًا في ( الأثاث ) في أيامنا هذه ؛‬

‫ولذا العرف حاكم على ما يشتمل عليه ( الأثاث ) ‪ ،‬ويختلف باختلاف البلدان والأقطار‪.‬‬
‫في‬

‫ملجقا‬
‫ا‬
‫اللحن‬

‫( ‪ ) 1‬ينظر‪ :‬الكتابة الصحيحة ص ‪ ، ١٢‬والقرارات المجمعية ص ‪ ، ٤٠‬وقرارات مجمع اللغة العربية بدمشق في‬
‫الألفاظ والأساليب ( ‪ ، ) ۷/۱‬ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪ ) ٢١٨/٤٠‬و ( ‪. ) ٦٠٧/٨٧‬‬
‫لء‬‫ضا‬

‫( ‪ ) ٢‬اختلف أهل العربية في ( الأثاث ) ‪ ،‬أجمعُ هو أم واحد ؟ فكان الأحمر علي بن المبارك يرى أنها جمع ‪،‬‬
‫س‬

‫واحدتها أثاثةً ‪ ،‬وأما الفراء فيرى أن لا واحد له ‪ ،‬كما أن المتاع لا واحد له ‪ ،‬فلو جمعت الأثاث ‪ ،‬تقول ‪:‬‬
‫ثلاثة آثَةٍ وأُتُث ‪ .‬ينظر‪ :‬تفسير الطبري ( ‪. ) ٦١٤/١٥‬‬

‫( ‪ ) ۳‬لم يجزم المفسر القرطبي بذلك ‪ .‬ينظر‪ :‬الجامع لأحكام القرآن الكريم ( ‪. ) ٥٠٢/١٣‬‬
‫) ‪. ( ١٥٤/٥ ) ( ٤‬‬
‫) ‪. ( ٤٨/٤ ) ( ٥‬‬
‫( ‪ ) ٦‬الكتابة الصحيحة ص ‪. ١٢‬‬

‫‪٢٤٣‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث الثاني‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫وجرى الاتفاق على أن يأخذ موكلي أغراض المحل‬

‫ومثله قول المدعية ‪ ( :‬وقد فقدت أغراضي الخاصة في منزل زوجي المدعى عليه ) ‪،‬‬

‫واستعمال ( الأغراض ) في هذين المثالين خطأً ‪ ،‬فلم تستعمل العرب ( الأغراض) بمعنى‬

‫المتاع ‪ ،‬وهذا الخطأ شائع في الدعاوى الزوجية ‪ ،‬وجاء في ( مجلة مجمع اللغة العربية‬

‫فروا من الحريق حاملين أغراضهم الخاصة ) صوابه ‪:‬‬ ‫بدمشق ) ‪ « :‬ومنها قولهم ‪:‬‬

‫أمتعتهم أو أشياءهم الخاصة ‪ ،‬وقد ذكر علماء اللغة من معاني ( الغرض ) الحاجة‬

‫والبغية ‪ ،‬وظاهر أنهم أرادوا به الأمر الذي يُطلب قضاؤه ‪ ،‬فيقال ‪ ( :‬أتيتك لغرض ) ‪ ،‬أي ‪:‬‬

‫لحاجة أبغي قضاءها ‪ ،‬ولم يريدوا بالحاجة المتاع والماعون » (‪ ، ) ١‬وفي ( التاج ) ‪ « :‬والغَرَض‪:‬‬

‫القصد ‪ ،‬يقال ‪ :‬فهمت غرضَك ‪ ،‬أي ‪ :‬قصدك ‪ ،‬كما في ( الصحاح ) ‪ ،‬ويقال ‪ :‬غَرَضُه كذا ‪ ،‬أي ‪:‬‬

‫حاجته وبغيته » (‪ ، )٢‬ولـ ( الغَرَض) معانٍ أخر لا صلة لها بالمتاع ‪.‬‬

‫ولذا الصحيح أن يقال في المثالين ‪ ( :‬وجرى الاتفاق على أن يأخذ موكلي متاع المحل )‬

‫و( وقد فقدت متاعي الخاص في منزل زوجي المدعى عليه ) ‪ ،‬ويصح ما يجيء في بعض‬

‫الأساليب من قولهم ‪ ( :‬وإنما يتعلق بإنشاء مدرسة لأغراض تجارية بالتبعية ‪ ) ...‬و( ذلك‬

‫لتعرضه لأمور شخصية بموكلي لأغراض الله أعلم بها ) ‪ ،‬و ( الغَرَض)في المثالين الأخيرين‬

‫بمعنى ( القصد والبغية ) ‪.‬‬

‫‪ ٢٣٣-‬أما استمارة السيارة فهي من المفقودات )‬

‫ومثله قول بعض القضاة ‪ ( :‬وبسؤال المدعي عن استمارة السيارة ) ‪ ،‬والكلمة إيطالية‬

‫الأصل ‪ ،‬والمراد بها المثال المطبوع الذي يتطلب بياناتٍ خاصةً ‪ ،‬لإجازة أمر من الأمور‪،‬‬

‫) ‪. ( ٣٢٥/٥ ) ( 1‬‬
‫) ‪. ( ٤٥١/١٨ ) ( ٢‬‬

‫‪ ، ٢٨‬ومعجم تصحيح التصحيح ص ‪، ٢٥‬‬


‫( ‪ ) ۳‬ينظر‪ :‬المساعد ( ‪ ، ) ۲۰۸/۱‬ومعجم الأخطاء الشائعة ص ‪،‬‬
‫ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪ ) ١١٤١/٨٨‬و( ‪. ) ١٩١/٩١‬‬

‫‪٢٤٤‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫لحون المتخاصمين‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫والأولى اجتنابها ‪ ،‬والاستغناء عنها بما اصطلح عليه في الجهات الحكومية من قولهم ‪:‬‬

‫الاستمارة ) بهذا المعنى‬ ‫رخصة السير) ‪ ،‬أو ( بطاقة السيارة ) ‪ ،‬وقد أجاز استعمال‬

‫مجمع اللغة السوري ‪ ،‬ولجنة الأصول في المجمع العلمي العراقي ‪ ،‬واستندوا إلى أدلة لا تخلو‬

‫أما رخصة سير السيارة فمن المفقودات ) و ( وبسؤال المدعي عن‬ ‫من تكلف ؛ ولذا قل ‪:‬‬

‫رخصة سير السيارة ) ‪.‬‬

‫‪ -٢٣٤‬آجرت موكلي على المدعى عليه سيارة من نوع‪...‬‬

‫موديل ‪ ۲۰۱۸‬م‬

‫( موديــل ) دخيلــة علــى العربية ‪ ،‬وعلى لغة القضاء ‪ ،‬وهي فرنسية الأصل ‪ ،‬وكثير‬

‫من القضاة يُحِلُّ محلها كلمة ( طراز) أو ( صُنعت ) أو ( سنة الصنع ) ‪ ،‬ففي ( الأساس ) ‪:‬‬

‫طرز‪ :‬عُمل هذا الثوب في طراز فلان ‪ ،‬وهو الموضع الذي تُنسج فيه الثياب الجياد » ) ‪.‬‬

‫ولذا اجتنب كلمة ( موديل ) ‪ ،‬وقل ‪ ( :‬أجرت موكلتي على المدعى عليه سيارة من نوع ‪.‬‬

‫طراز ‪ ٢٠١٨‬م ) أو ( أجرت موكلتي على المدعى عليه سيارة من نوع ‪ ...‬صنعت سنة ‪ ٢٠١٨‬م ) ‪.‬‬

‫‪ ٢٣٥-‬التأمين على السيارة‬

‫في ( اللسان ) ‪ « :‬والأمن ‪ :‬نقيض الخـوف‪ ،‬أَمِنَ فلان يأمَنُ أَمْنًا وَأَمَنَّا » (‪ ، ) ٤‬وفي ( التاج ) ‪:‬‬

‫واسْتَأْمنه ) بمعنى واحـد » (ه) ‪ ،‬ويَخطئ بعضهم استعمال‬ ‫« ( وأمنه تأمينًا ‪ ،‬واثْتَمَنهُ‬
‫في‬

‫ملجقا‬
‫ا‬
‫اللحن‬

‫( التأمين ) بهذا المعنى ؛ لعدم وروده في معجمات العربية ‪ ،‬ولأنه لا يتعدى بحرف الجر‬
‫لء‬
‫س‬ ‫ضا‬

‫( ‪ ) 1‬ينظر‪ :‬معجم الدخيل في اللغة العربية الحديثة ولهجاتها ص ‪. ٢٠٥‬‬


‫)‪.(7.1/1) (1‬‬

‫( ‪ ) ۳‬ينظر‪ :‬نحوإتقان الكتابة العلمية باللغة العربية ص ‪ ، ٥٨‬ومجلة اللسان العربي ( ‪ ) ١١٩/٢‬و( ‪، ) ٥٩/٣/٨‬‬
‫ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪. ) ١١٤٤/٨٨‬‬
‫) ‪. ( ٢١/١٣ ) ( ٤‬‬
‫) ‪. ( ١٨٥/٣٤ ) ( ٥‬‬

‫‪٢٤٥‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث الثاني‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫‪ ،‬وذلك أنه أجرى عقد التأمين مخافة الضرر الواقع‬


‫( على ) ‪ ،‬لكن يمكن حمله على المجاز‬

‫على المركبة مما قد يصيبها من عطل أو عيب ‪ ،‬وفي ( المعجم الوسيط ) ‪ ( « :‬أمن ) ‪ ...‬على‬

‫الشيء ‪ :‬دفع مالا مُنجَّمًا لينال هو أو ورثته قدرًا من المال متفقًا عليه ‪ ،‬أو تعويضًا عما‬

‫فَقَد ‪ ،‬يقال ‪ :‬أمَّن على حياته ‪ ،‬أو على داره ‪ ،‬أو سيارته » (‪ ، ) ١‬وأجازمجمع اللغة السوري هذا‬

‫الاستعمال المعجمي الجديد ‪.‬‬

‫‪ -٢٣٦-‬وأعَدَّ المصرف برنامج حوافز للموظفين‬

‫يُغَلَّط بعض المشتغلين بالتصحيح اللغوي استعمال الناس كلمة ( برنامج ) ؛ لأصلهـا‬

‫الفارسي ‪ ،‬ويرون أن يُستبدل بها ( النهج ) و ( المنهاج ) و( الخُطَة ) مما هو أشد التصاقا‬

‫‪ ،‬فأصلها الفارسي ( برنامه ) ‪ ،‬ثم عُربت‬


‫بالمعنى من ألفاظ‪ ،‬غير أن هذا التغليط فيه نظر‬

‫إلى ( برنامج ) ‪ ،‬ونصَّ عليها القاضي عياض في ( المشارق ) بقوله ‪ « :‬وبَيعُ ( البرنامج ) بفتح‬

‫الباء وسكون الراء وفتح الميم ‪ ،‬كلمة فارسية ‪ ،‬وهي زمام تسمية متاع التجار‪ ،‬وسلعهم ‪،‬‬

‫وقيل ‪ :‬بكسر الميم ‪ ،‬والأول أشهر » (‪ ، ) ۳‬وذكرها صاحبا ( القاموس ) (‪ )٤‬و ( التاج ) (‪ ، )٥‬قال‬

‫رضا ‪ ( « :‬البرنامج ) ‪ ،‬هي غريبة عن اللغة من أصلها ‪ ،‬ثم عُربَت بإبدال‬


‫اللغوي أحمد ‪:‬‬

‫الهاء في آخرها جيمًا ‪ ،‬وأصبح رفعها من الاستعمال صعبًا ‪ ،‬بعد أن مضى عليها قرون‬

‫متطاولة ‪ ،‬وذكرتها معاجم اللغة ‪ ،‬فلا بأس أن نُبْقِيَ عليها ‪ ،‬وأرى أن كلمة ( بيان ) ربما وفت‬

‫بالدلالة على معناها ‪ ،‬وإن كانت أعم في المعنى » (‪ ، ) ٦‬وقد أجاز المجمع القاهري استعمال‬

‫كلمة ( برمجة ) ؛ طوعًا لقرار المجمع الذي يجيزالاشتقاق من أسماء الأعيان عند الحاجة ‪.‬‬

‫( ‪ ) ۱‬ص ‪. ٢٨‬‬

‫( ‪ ) ٢‬ينظر‪ :‬تثقيف اللسان وتلقيح الجنان ص ‪ ، ٢٦٥‬ونظرات في اللغة والأدب ص ‪ ، ١٦٤‬ومعجم الأغلاط‬
‫اللغوية المعاصرة ص ‪ ، ٦٨١‬والقرارات المجمعية ص ‪ ، ١٥١‬والألفاظ والأساليب ( ‪ ، ) ١٤/٢‬ومجلة مجمع‬
‫اللغة العربية بدمشق ( ‪ ) ٥٤٨/٨‬و( ‪. ) ٧٩/٩‬‬

‫( ‪ ) ۳‬مشارق الأنوار على صحاح الآثار ( ‪. ) ٨٥/١‬‬


‫( ‪ )٤‬ص ‪. ١٨٠‬‬
‫) ‪. ( ٤٢٠/٥ ) ( ٥‬‬

‫( ‪ ) ٦‬مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪. ) ٥٤٨/٨‬‬

‫‪٢٤٦‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫لحون المتخاصمين‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫وبناءً عليه ‪ ،‬لك أن تقول ‪ ( :‬برنامج ) بفتح الباء والميم ‪ ،‬أو ( برنامج ) بكسرهما ‪ ،‬أو‬

‫( برنامج ) بفتح الباء وكسر الميم‪.‬‬

‫‪ ٢٣٧-‬وقد لزم الأمر الإفادة عن فاتورة المياه‬

‫)‪(1‬‬
‫المرفق صورتهـ‬

‫( الفاتورة ) إيطالية الأصل ‪ ،‬وهـي لائحـة تُـرسـل مـع البضاعة ‪ ،‬تُدرج فيهـا أصناف‬

‫البضاعة ‪ ،‬وبيان العدد ‪ ،‬والثمن ‪ ،‬وقد تعارف الناس على هذا الاصطلاح ‪ ،‬والأولى اجتنابها ‪،‬‬

‫ويمكن أن يحل محلها ( ورقة الحساب ) أو ( بيان الحساب ) وغيرهما من الألفاظ العربية‬

‫الفاتورة ) وتؤدي معناها ‪.‬‬ ‫التي تغني عن‬

‫‪ ٢٣٨-‬ولزم الأمر مطابقة بصمة المدعى عليه المنسوبة‬


‫(د )‬
‫إليه في الإقرار المرفق‬

‫(البَصْمَة ) أصلها تركي ‪ ،‬بمعنى ‪ :‬العلامة ( ‪ ، ) ۳‬ومقابله في العربية ‪ :‬الختم‪ ،‬أو الطبع‪،‬‬

‫يقال ‪ ( :‬طَبْعة أُصْبُعِه ) ‪ ،‬و ( ختم أصبعه ) ‪ ،‬و ( أثر أصبعه ) ‪ ،‬وفي العربية ما يغني عن لفظ‬

‫وافد دخيل ‪ ،‬وإن كان كثيرالذيوع والشيوع ‪.‬‬


‫في‬
‫اللحن‬
‫مجا‬
‫القضاء‬
‫لس‬

‫( ‪ ) 1‬ينظر‪ :‬معجم الأغلاط اللغوية المعاصرة ص ‪ ، ٤٩٧‬ومعجم الدخيلفي اللغة العربية الحديثة ولهجانها ص ‪. ١٥١‬‬
‫( ‪ ) ٢‬ينظر‪ :‬معجميات ص ‪ ، ٣٢‬ومعجم الدخيل ص ‪ ، ٥٩‬ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪. ) ٤١٨/٤‬‬
‫( ‪ ) ۳‬ذكر الشيخ محمود محمد شاكر أن ( العلامة ) عند الأولين ‪ ( :‬الحمد لله والشكر لله ) تُكتب في كتاب‬
‫السلطان ‪ ،‬أو مرسومه بالقلم الغليظ بين البسملة وما بعدها من الكلام ‪ .‬ينظر‪ :‬جمهرة مقالات‬
‫الأستاذ محمود محمد شاكر ( ‪. ) ٦٧٣/٢‬‬

‫‪٢٤٧‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث الثاني‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫‪ ٢٣٩-‬بمضاهاة التوقيع المذيل بالإقرار المنسوب إلى‬

‫المدعى عليه على توقيعه بالأوراق ‪...‬‬

‫في ( العين ) ‪ « :‬المُضاهاة ‪ :‬مُشاكلة الشيء الشيءَ » (‪ ، ) ٢‬وفي ( التاج ) ‪ « :‬وقال ابن الأعرابي ‪،‬‬

‫أي ‪ ( :‬شاكَلَهُ وشابَهَه ‪ ،‬لغة في ضاهـاه ) » ( ‪ )۳‬وجماعةً من المتأدبين يرون عدم صحة استعمال‬

‫( المضاهاة ) في مثال الباب ونظائره ‪ ،‬يقول أسعد داغر‪ ( « :‬ضاهـاه عليه ) وهذا الخطأ نفسه‬

‫يرتكبونه في الفعل ( ضاهَى ) ‪ ،‬ومعناه ‪َ :‬شاكَلَ وشابَهَ ‪ ،‬فيستعلمونه بمعنى عارَضَ وقابَلَ‪،‬‬

‫ويقولون ‪ ( :‬ضاهى بين الخطين ) ‪ ،‬و ( ضاهى الترجمة على أصلها ) » (‪ )٤‬فلو تأملت أصل‬

‫( المضاهاة ) في اللغة فهي بمعنى المشاكلة والمشابهة ‪ ،‬وليست بمعنى المقابلة والمعارضة ‪ ،‬وفي‬

‫يُضَهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا ﴾[ التوبة ‪ ، ] ٣٠ :‬أي ‪ :‬يشابهونه ) ‪ ،‬والوجه أن يقال في‬ ‫قوله تعالى‪:‬‬

‫بمقابلة التوقيع المذيل بالإقرارالمنسوب إلى المدعى عليه بتوقيعه على الأوراق ) ‪.‬‬ ‫مثال الباب ‪:‬‬

‫ر تذكرة الكاتب ص ‪ ، ۷۱‬والكتابة الصحيحة ص ‪ ، ۱۹۸‬ومعجم الأخطاء الشائعة ص ‪ ، ٢٠٣‬ومعجم‬


‫( ‪ ) 1‬ينظ‪:‬‬
‫الصواب اللغوي ص ‪. ٤٩٥‬‬
‫) ‪. ( ٢٩/٣ ) ( ٢‬‬
‫) ‪. ( ٤٣٠/٣٦ ) ( ٣‬‬
‫( ‪ ) ٤‬تذكرة الكاتب ص ‪. ۷۱‬‬

‫( ‪ ) 5‬تفسير القرآن العظيم لابن كثير ( ‪. ) ١٣٤/٤‬‬

‫‪٢٤٨‬‬
‫الثالث‬ ‫المبحث‬

‫أسباب الحكم ومنطوقه‬

‫عدد مسائله ‪ :‬ثلاث وخمسون مسألة ‪.‬‬

‫وصفه ‪ :‬دراسة شاملة لكثير من الأساليب التي يُنتقد فيها القضاة في تسبيب‬

‫الأحكام ‪ ،‬وفي منطوق الحكم‪.‬‬

‫اللحن في مجالس القضاء‬


‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫أسباب الحكم ومنطوقه‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫وبعد التأمل في الدعوى والإجابة‬ ‫‪٢٤٠‬‬

‫في ( التاج ) ‪ ( « :‬وتأمَّلَ الرجلُ ‪ ( :‬تلبث في الأمر والنظر) ‪ ،‬وانتظر‪ ،‬قال زهيربن أبي سلمى ‪:‬‬

‫تحمَّلْنَ بالعلياء من فوق جُرْثم (‪)٢‬‬ ‫تأمل خليلي هل ترى من ظعائن‬

‫‪ ...‬وقيل ‪ :‬تأمَّلَ الشيءَ ‪ :‬إذا حدَّقَ نحوه ‪ ،‬وقيل ‪ :‬تدَبَّرهُ وأعاد النظر فيه ‪ ،‬مرةً بعد أخرى‬

‫ليتحقَّقه » ( ‪ ، ) ۳‬وأكثر ما استعمله الفصحاء تعديةُ الفعل بنفسه بلا واسطة ‪ ،‬لكن جاء‬

‫في بعض من يُستأنس بكلامه التعدية بـ ( في ) ‪ ،‬قال ابن سيده ‪ « :‬فإن المتأمل إذا تأملفي‬

‫كتابي مأجَجًا ويأجَجًا ‪. ) » ...‬‬

‫قال المعلم شاكر شقير‪ « :‬وأما ( تأمل ) فلا يقال إلا بمعنى دقق النظر‪ ،‬يتعدى بـ (في )‬

‫غالبًا ‪ ،‬وبالباء قليلًا ‪ ،‬أو لضرورة ‪ ،‬يقال ‪ ( :‬تأملتُ في القضية ) ‪ ،‬أي ‪ :‬بحثتُ مُدَقِّقًا ‪ ،‬وقد يقال ‪:‬‬

‫( جعلتُ أتأمَّلُ محاسَنَه ) » (ه) ‪.‬‬

‫ومما تقدَّم صح لك أن تقول ‪ ( :‬وبعد التأمل في الدعوى والإجابة ) أو ( وبعد تأمل‬

‫الدعوى والإجابة ) و( وتأملتُ في القضية ) أو ( تأملتُ القضية ) ‪.‬‬

‫)‪(1‬‬
‫وبعد مداولة بين الطرفين اتفقا على‪...‬‬ ‫‪٢٤١‬‬

‫ومثله قول القضاة ‪ ( :‬وبعد المداولة بين أعضاء الدائرة القضائية ‪ ، ) ..‬قال الجوهري‬

‫في أصل ( المداولة ) لغةً ‪ « :‬وتداولته الأيدي ‪ ،‬أي ‪ :‬أخذته هذه مرةً ‪ ،‬وهذه مرةٌ » ( ‪ ، )۷‬وغلط‬

‫( ‪ ) 1‬ينظر‪ :‬أساليب العرب في صناعة الإنشاء ص ‪ ، ۲۸‬ومعجم أخطاء الكتاب ص ‪ ، ٢٧‬والكتابة الصحيحة‬
‫في‬

‫ملجقا‬
‫ا‬
‫اللحن‬

‫ص ‪ ، 27‬ومعجم الأغلاط اللغوية المعاصرة ص ‪ ، ٢٧‬وكبوات اليراع ص ‪. ٢٩٣‬‬


‫لء‬‫ضا‬

‫( ‪ ) ٢‬ديوان زهيربن أبي سلمى ص ‪. ١٠٣‬‬


‫س‬

‫) ‪. ( ٢٧/٢٨ ) ( ۳‬‬

‫( ‪ ) ٤‬المحكم والمحيط الأعظم في اللغة ( ‪. ) ٤٦/١‬‬


‫( ‪ ) 5‬أساليب العرب في صناعة الإنشاء ص ‪. ٢٨‬‬
‫‪ :‬تذكرة الكاتب ص ‪ ، ١٠٠‬ومعجم أخطاء الكتاب ص ‪ ، ٢٠٢‬ومغالط الكتاب ص ‪ ، ٤١‬ومعجم‬
‫( ‪ ) ٦‬ينظر‬
‫الأغلاط اللغوية المعاصرة ص ‪ ، ٢٣٢‬ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪ ) ٢٧٠/٢‬و( ‪. ) ٢٦٢/٤‬‬
‫(‪ ) ۷‬الصحاح ( ‪. ) ١٧٠٠/٤‬‬

‫‪٢٥١‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث الثالث‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫استعمال ( المداولة ) بهذا المعنى غير واحدٍ ‪ ،‬منهم ‪ :‬اليازجي ‪ ،‬وداغر‪ ،‬والزعبلاوي ‪ ،‬والعدناني ‪،‬‬

‫) ‪ ،‬وجلسوا يتداولون في المسألة ) ‪ ،‬وقضت‬


‫قال داغر‪ « :‬ويقولون ‪ ( :‬داوله في الأمر‬

‫المحكمة ساعةً في المداولة ) ‪ ،‬فيستعملون ( المداولة والتداول ) بمعنى المشاورة والتشاور‬

‫ولم يُسمعا عن العرب بهذا المعنى » (‪ ، )۱‬والذي يظهر خلاف ما ذكره أولئك النقاد ‪ ،‬فإن‬

‫التَّداول هو التشاور نفسُهُ ‪ ،‬فهذا يبدي رأيه مرةً ‪ ،‬والآخر يبدي رأيه مرةً ‪ ،‬فكأن كلا من‬

‫طرفي القضية يريد أن يجذب صاحبه إلى رأيه ‪ ،‬ومثل هذا يقال عند تشاور القضاة في‬

‫الحكم وأسبابه ؛ ولذا يصح أن يُقال ‪ ( :‬وبعد مباحثة بين الطرفين ) أو ( مذاكرة بينهما )‬

‫أو ( مداولة بينهما ) ويصح أن يُقال ‪ ( :‬وبعد المباحثة بين أعضاء الدائرة القضائية ) أو‬
‫المذاكرة ) أو ( المداولة )‬

‫( د)‬
‫‪ ٢٤٢-‬اصطلح « الطرفان‬

‫تصالح الطرفان ‪ ،‬وهو استعمال صحيح ‪ ،‬ذكر ذلك اليازجي ‪ ،‬وجواد ‪،‬‬ ‫بمعنى‬

‫ولـ ( اصطلح ) معنى آخر‪ ،‬وهو اتفاق طائفة على شيء مخصوص ‪ ،‬وفي ( المعجم الوسيط )‬

‫( اصطلح القومُ ‪ :‬زال ما بينهم من خلاف ‪ ،‬وعلى الأمر تعارفوا عليه واتفقوا » ( ‪ ،)۳‬وفي‬

‫( التاج ) ‪ « :‬وهذا اصْطَلحَ عليه الناس وتداولوه » ( ‪. ) 4‬‬

‫واصطلح الطرفان صلحًا مَفَاده كذا وكذا‬ ‫‪٢٤٣‬‬

‫المصدر‪ :‬إما أن يكون غير ميمي ‪ :‬وهو ما لم يكن في أوّله ميم زائدة كقراءة واجتهاد ‪،‬‬

‫وإما أن يكون ميميا ‪ ،‬وهو ما كان في أوله ميم زائدةٌ كَمَعْلَم‪ ،‬ومُنْقَلَب‪ ،‬والمصدر الميميُّ من‬

‫المصادر القياسية ‪ ،‬وقد يُبنى المصدر الميمي من غير الثلاثي المجرد ‪ ،‬على وزن اسم المفعول‬

‫( ‪ ) ۱‬محاضرات الأدباء ( ‪. ) ١٠٩/١‬‬


‫( ‪ ) ٢‬ينظر لغة الجرائد ص ‪ ، ۳۷‬ومغالط الكتاب ص ‪ ، ٦٧‬ومجلة لغة العرب ( ‪. ) ٤٠٣/٧‬‬
‫( ‪ ) ۳‬ص ‪. ٥٢٠‬‬
‫) ‪. ( ٣٥٥/٣ ) ( ٤‬‬

‫( ‪ ) ٥‬ينظر‪ :‬قل ولا تقل ( ‪ ، ) ١١٦/۱‬وعثرات اللسان ص ‪ ، ٤٠‬وجامع الدروس العربية ( ‪. ) ١٧٣/١‬‬

‫‪٢٥٢‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫أسباب الحكم ومنطوقه‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫منه ‪ ،‬مع إبدال أوله ميمًا مضمومةً ‪ ،‬وفتح ما قبل الآخر إن لم يكن مفتوحا ‪ ،‬نحو قولك ‪:‬‬

‫( مُعْتَمَدي على الله جل وعـز) ‪ ،‬وإذا عُلِمَ هذا ‪ ،‬فتُضبط ( مُفَاده ) بضم الميم ‪ ،‬والفتح خطأً‬

‫شائع ‪ ،‬قال جواد ‪ « :‬لأنك تقول ‪ ( :‬أفادت البرقية كيت وكيت ) ‪ ،‬على سبيل الاستعارة ‪ ،‬أي ‪:‬‬

‫جاءت بفائدة خبرية ‪ ،‬والمصدر الميميُّ مِن ( أفادَ يُفيدُ هو مُفَادٌ )‪ ،‬على وزن اسم المفعول ‪،‬‬

‫وذلك من القياس المطَّرد ‪ ،‬فالمُفاد هاهنا كالمُصاب ‪ ،‬قال بعض الشعراء القدماء ‪:‬‬

‫أهدى السلام تحية ظلم )‬ ‫أظلومُ إِنَّ مُصابَكم رجلًا‬

‫وَقُل رَّبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَصِدْقٍ‬ ‫أي ‪ :‬يا ظلـوم ‪ ،‬إن أصابتكم رجلًا ‪ ،‬ومنه ما في قوله تعالى‪:‬‬

‫وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ ﴾ [ الإسراء ‪ ، ] ٨٠ :‬أي ‪ :‬إدخال صدق ‪ ،‬وإخراج صدقٍ » (‪. ) ٢‬‬

‫وحاصل ما تقدم أن الوجه الصحيح قولك ‪ ( :‬مُفَاده ) بضم الميم ‪ ،‬وأما فتح الميم فله‬

‫معنى آخر‪ ،‬لا صلة له بموضوع الباب ‪.‬‬

‫وحيث إن ما ذكره المدعي في دعواه ‪...‬‬ ‫‪٢٤٤‬‬

‫فيها مبحثان ‪ ،‬الأول ‪ :‬أن ( حيث ) ظرف للمكان في الأعم الأغلب ‪ ،‬كقوله تعالى ﴿ وَمِنْ‬

‫اجلس حيث‬ ‫حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِ وَجْهَكَ شَطْرَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ﴾ [ البقرة ‪ ، ] ١٤٩ :‬ومنه قولهم ‪:‬‬

‫ينتهي بك المجلس ) ‪ ،‬وقد تُجَرُّ بـ ( من ) ‪ ،‬و ( إلى ) ‪ ،‬و ( الباء ) ‪ ،‬وذكر الأخفش أن ( حـيـث ) تأني‬

‫ظرف زمان ‪ ،‬وخطَّأه بعضُ النحويين (‪. )٤‬‬

‫( ‪ ) ۱‬تذكرة الكاتب ص ‪.١٠٠‬‬


‫في‬
‫اللحن‬
‫مجا‬
‫القضاء‬

‫( ‪ ) ٢‬قل ولا تقل ( ‪ ، ) ١١٦/١‬وذكر الذهبي في ( سيرأعلام النبلاء ) قصة لطيفة في إعراب ( رجلاً )في البيت‬
‫لس‬

‫الشعري المستشهد به فلتراجع لمن رغب ( ‪. ) ۳۱۱/۱۰‬‬


‫‪ ،٢٠٠‬وتقويم‬ ‫ص‬ ‫ا‬ ‫ه‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ي‬ ‫ج‬ ‫ز‬ ‫ا‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫ي‬ ‫ه‬ ‫ا‬ ‫ر‬ ‫ب‬ ‫إ‬ ‫خ‬ ‫ي‬ ‫ش‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫‪ :‬أسئلة إلى مجلة ( البيان ) و ( الضياء ) وأجوبة‬
‫( ‪ ) ۳‬ينظر‬
‫اللسانين ص ‪ ، ٥٣‬ورد الشارد إلى طريق القواعد ص ‪ ، ٢٠‬ومعجم الأغلاط اللغوية المعاصرة ص ‪، ٣٢‬‬
‫ونحو إتقان الكتابة العلمية باللغة العربية ص ‪ ، ٢٤٦‬ومجموع مقالات الدكتور فيصل المنصور‬
‫ص ‪ ،٩٣١‬ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪ ) ٥٤٨/٧‬و( ‪ ) ٩٢٩/٨٧‬و( ‪ ) ٥٧٢/٨٨‬و( ‪، ) ٩٦٩/٩٠‬‬
‫ومجلة المقتبس ( ‪. ) ٦٥/٦٣‬‬

‫( ‪ ) ٤‬ينظر‪ :‬شرح المفصل ( ‪ ، ) ٩٢/٤‬ومغني اللبيب ( ‪ ، ) ۲۹۹/۲‬وهمع الهوامع ( ‪. ) ٢٠٧/٣‬‬

‫‪٢٥٣‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث الثالث‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫وكثير من القضاة يأتون بـ ( حيث ) للتعليل ‪ ،‬وهي ممنوعة عند جمهور أهل اللغة ‪،‬‬

‫قال البغدادي ‪ ... « :‬ولكني عثرت عليه في عبارات الفقهاء والمتكلمين وبعض متأخري‬

‫النحاة على سبيل التعليل ‪ ،‬يقولون ‪ :‬من حيث أنه كذا وكذا ‪ ،‬يريدون ‪ :‬من أجل كذا‬

‫وكذا ‪ ،‬وليس ذلك من عباراتهم مما يُجْعَلُ اصلا يُرجَعُ إليه ‪ ،‬أو يُعتد به » ) ‪ ،‬وقال تقي‬

‫الدين الهلالي ‪ « :‬ومن ذلك ‪ :‬حيثيات الحكم المستعملة في المحاكم ‪ ،‬إذا أراد الحاكم أن‬

‫يُصدِرَحكمه يعلله بقوله ‪ ( :‬وحيث أن المدعى عليه تثبت براءته بشهادة الشهود ‪ ،‬وحيث‬

‫أن المدعي لم يأت ببينة تشهد له ) ‪ ،‬ثم يستمر على هذا الشكل يعطف ( حيث ) على‬

‫مثلها حتى يمل القارئ والسامع ‪ ،‬وصواب ذلك أن يقال ‪ ( :‬ولما ثبتت براءة المدعى عليه‬

‫بشهادة العدول ‪ ،‬ولم يأت المدعي ببينة تثبت دعواه ) ثم يعطف ما شاء بعد ذلك على‬

‫هذا النمط ‪ ،‬ثم يقول ‪ ( :‬حكمنا ببراءته بعد انتهاء تعليل الحكم ) » (‪ )٢‬وقال إبراهيم المنذر‬

‫« ولا يجوزاستعمال ( لَمًا وحيث ) في هذا المقام ‪ ،‬والصواب ‪ ( :‬وبما أن كذا ) بباء السبب ‪ ،‬أو‬

‫وكل ذلك من تعابيرالقضاة والمحامين » ( ‪. )۳‬‬ ‫( وإذا ثبت أن كذا‬

‫وقد استعمل بعض الفقهاء ( حيث ) على سبيل التعليل ؛ قال الموفق في ( المغني ) ‪:‬‬

‫ومن حيثُ المعنى أن الإبل يتغيّر فرضها بزيادة السِّن » ( ‪ ، )٤‬وقال الماوردي ‪ « :‬وفارقت‬

‫الوصيةُ الهبةً ‪ ،‬من حيث أن الهبة قبل القبض غير لازمة » (ه)‪.‬‬

‫قلتُ‬
‫‪ :‬الفقهاء خالفوا القاعدة المتقررة عند النحاة في استعمال ( حيث ) ‪ ،‬والصحيح‬

‫ترك استعمالها في موضع التعليل ‪ ،‬ويمكن أن يُستغنى عن ( حيث ) بقولنا ‪ ( :‬ولأن ما ذكره‬

‫المدعي في دعواه ) أو ( ولأجل ما ذكره المدعي في دعواه ) أو ( وبما أن ما ذكره المدعي في‬

‫( ‪ ) ۱‬شرح أبيات المغني ( ‪. ) ١٤٨/٣‬‬


‫( ‪ ) ۲‬تقويم اللسانين ص ‪. ٥٤‬‬

‫( ‪ ) ۳‬مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪. ) ٥٤٨/٧‬‬


‫) ‪. (٤٢/٤ ) ( ٤‬‬

‫( ‪ ) ٥‬الحاوي الكبير ( ‪. )٢٥٨/٨‬‬

‫‪٢٥٤‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫أسباب الحكم ومنطوقه‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫دعواه ) ‪ ،‬وإذا خطّأنا استعمال ( حيث ) للتعليل ‪ ،‬فلا وجه لاستعمال لفظة ( حيثيات ) في‬

‫موضع أسباب الحكم ) ‪.‬‬

‫والمبحث الآخر أن كسر همزة ( إن ) بعد ( حيث ) قول جمهور النحويين ‪ ،‬ولم يخالف‬

‫في ذلك إلا الكسائي فيما ينسب إليه ‪ :‬أن حيث ) يجوز إضافتها إلى المفرد (‪ ، )۱‬والصحيح‬

‫وجوب كسر الهمزة ؛ لأن ( حيث ) تلزم الإضافة إلى الجمل ‪ ،‬فإذا جاء بعـد ( حـيـث ) مفرد ؛‬

‫فيعد مبتدأخبره محذوف ‪ ،‬قال الدماميني ‪ « :‬والأولى عندي أن يُخرج على أن ( حيث )‬

‫مضافة إلى الجملة على الجادة ‪ ،‬و ( أنَّ ) ومعمولاها بتأويل مصدر هو مبتدأ تلك الجملة‬

‫غير عزيز » ( ) ‪.‬‬ ‫والخبر محذوف ‪ ،‬وحذف خبر المبتدأ بعد ( حيث‬

‫ولأن المدعي يهدف من إقامة هذه الدعوى‬ ‫‪-٢٤٥‬‬

‫إلزام المدعى عليه ‪...‬‬

‫( يَهْدِفُ) في هذا المثال ‪ ،‬بمعنى ( يَقْصِدُ ) ‪ ،‬وغير خاف عليك أن ( هدف ) في الأصل‬

‫اللغوي يعني ‪ :‬الإسراع ‪ ،‬والدخول ‪ ،‬تقول ‪ :‬هَدَف إليه ‪ ،‬أي ‪ :‬أسرع ‪ ،‬أو دخل ‪ ،‬ويأتي بمعنى ‪:‬‬

‫قارب ‪ ،‬قال في ( التاج ) ‪ ( « :‬و) من المجاز‪ :‬هَدَفَ فلان ( للخمسين ) ‪ :‬إذا ( قاربها ‪ ،‬كأهدفَ ) ‪،‬‬

‫ومنه الحديث ‪ :‬قال عبد الرحمن بن أبي بكر لأبيه ‪ ( :‬لقد أهدفت لي يوم بدرٍ‪ ،‬فَضِفْتُ‬

‫عنك ) » (‪ ، ) ٤‬وغَلَّط الهلالي استعمال ( هدف ) بالمعنى الذي وضع له في مثال الباب ‪،‬‬

‫فقال ‪ « :‬ومن ذلك تعلم أن استعمال العرب للإهداف والاستهداف في وادٍ ‪ ،‬واستعمال‬

‫‪ ،‬فالعرب تقول ‪ :‬أَهْدَفَ الشيء ‪ ،‬واستهدف ‪ ،‬بمعنى قرب ‪،‬‬


‫المعاصرين لهما في وادٍ آخر‬
‫في‬

‫ملجقا‬
‫ا‬
‫اللحن‬
‫لء‬‫ضا‬

‫( ‪ ) 1‬ينظر‪ :‬حاشية الخضري على شرح ابن عقيل ( ‪. ) ٢٥٩/١‬‬


‫س‬

‫( ‪ ) ۲‬شرح الدماميني على مغني اللبيب ( ‪ ، ) ٤٨٥/١‬وينظركذلك ‪ :‬شرح أبيات المغني ( ‪ ، ) ١٤٨ / ٣‬وحاشية‬
‫الخُضري على شرح ابن عقيل ( ‪. ) ٢٥٩/١‬‬
‫( ‪ ) ۳‬ينظر‪ :‬قل ولا تقل ( ‪ ، ) ٤٥/١‬وتقويم اللسانين ص ‪ ، ۹۱‬والتطور اللغوي التاريخي ص ‪ ، ۱۳۰‬وكبوات اليراع ص ‪، ٢٢٦‬‬
‫وأوهام الكتاب ص ‪ ، ٣٤‬ومقالات في أخطاء لغوية شائعة ص ‪ ، ١٦١‬ومعجم الصواب اللغوي ص ‪ ، ٧٧٦‬ومجلــة‬
‫مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪ ) ١٥١/٢٨‬و( ‪ ، ) ٢٢١/٤٠‬ومجلة مجمع اللغة العربية بالقاهرة ( ‪. ) ٨٤/٧٦‬‬
‫) ‪. ( ٤٨٨/٢٤ ) ( ٤‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث الثالث‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫وانتصب ‪ ،‬وصارأمامك ‪ ،‬كالهدف الذي تتمكن من رميه إذا كان قريبًا ومنتصبا أمامك ‪،‬‬

‫أما استعمال المعاصرين فإنه يريدون به القصد إلى الشيء ‪ ،‬ومما يزيد ذلك وضوحًا قول‬

‫العلماء ‪ ( :‬من ألَّف فقد استهدف ) (‪ ، ) ۱‬أي ‪ :‬نصب نفسه هدفًا للمنتقدين ‪ ،‬يرمونه بسهام‬

‫نقدهم ‪ ،‬وكان قبل ذلك مستورًا » ( ‪ ، )٢‬ونصّ ( المعجم الوسيط ) بأن قولهم ‪ ( :‬هدف إلى‬

‫الأمر بمعنى ‪ :‬رمى ‪ ،‬كأنه جعله هدفًا له ‪ ،‬وهو مولَّد ( ‪. ) ۳‬‬

‫والتحقيق في هذه المسألة ‪ :‬أن من أجاز هذا الاستعمال حَمَلَهُ على المجاز؛ وذلك أن‬

‫جَعَلَ الشيء هدفًا وقصدًا ‪ ،‬يكون سببًا في الدخولفي ذلك الشيء ‪ ،‬وفي مقاربته ‪ ،‬وقد يكون‬

‫سببًافي الإسراع إليه ‪ ،‬ويكون من باب إطلاق المُسَبَّب على السَّبَب ‪.‬‬

‫)‪(٤‬‬
‫هذا ولما ذهب إليه المدعي في مطالبته‬ ‫‪-٢٤٦‬‬

‫هذا ) بلا خبر لها ‪ ،‬فلا يصح عندهم أن يقال ‪:‬‬


‫أنكر بعضُهم استعمال اسم الإشارة ( (‬

‫( هذا ولمـا ذهـب ‪ ، ) ..‬ويكون البناء عندهم فاسدًا ‪ ،‬وقولهم هذا خلاف الصواب ‪ ،‬فقد‬

‫استعمل هذا التعبير عدد من كبار أئمة اللغة والأدب ‪ ،‬قال الثعالبي ‪ « :‬هذا ولو أعارتني‬

‫خطباء إياد ألسنتها ‪ ،‬وكتاب العراق أيديها ‪ ...‬لما كنتُ بعد الاجتهاد إلا مائلا في جانب‬

‫القصور » (ه) ‪ ،‬وقال الزَّبيدي في مقدمة كتابه ( التاج ) ‪ « :‬هذا وإني قد نبغـتُ في هذا الفنّ »‪،‬‬

‫وعلـق عليهـا شـارح المقدمـة نصر الهوريني ‪ ،‬بقوله ‪ ( « :‬هذا ) هو في الأصل أداة إشارة‬

‫للقريب ‪ ،‬قُرنت بأداة التنبيه ‪ ،‬وأُتي به هنا للانتقال من أسلوب إلى أسلوب آخر‪ ،‬ويُسمى‬

‫عند البلغاء فضل الخطاب ‪ ،‬والمعنى ‪ :‬خذ هذا ‪ ،‬أو اعتمد هذا » ( ‪. ) ٦‬‬

‫ومما تقدم صح مثال الباب ‪ ،‬ونظائره كثيرتجده في أسباب الحكم ‪.‬‬

‫( ‪ ) 1‬وفي رواية أخرى ‪ ( :‬من ألف فقد استهدف ) بفتح التاء ‪.‬‬
‫( ‪ ) ۲‬تقويم اللسانين ص ‪. ٩١‬‬
‫( ‪ ) ۳‬ص ‪۹۷۷‬‬
‫( ‪ ) ٤‬ينظر‪ :‬معجم أخطاء الكتاب ص ‪. ٢١١‬‬
‫( ‪ ) ٥‬فقه اللغة ‪ ،‬وسر العربية ص ‪. ٢٣‬‬
‫( ‪ ) ٦‬تاج العروس ( ‪. ) ٦٧/١‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫أسباب الحكم ومنطوقه‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫‪ ٢٤٧-‬وسُمِعَتِ الدعوى من دون حضور المدعى عليه‬

‫وفقًا للفقرة ( ‪ ) ۲‬من المادة (‪ ) ٥٧‬من نظام‬

‫المرافعات الشرعية‬

‫تُطبّقُ المحاكم على القضايا‬ ‫وفي المادة الأولى من نظام المرافعات الشرعية ما نصه ‪:‬‬

‫المعروضة أمامها أحكام الشريعة الإسلامية ‪ ،‬وفقًا لما دلّ عليه الكتابة والسنة ‪ ،‬وما‬

‫يصدره ولي الأمر من أنظمة ‪ ، » ...‬ويرى مصطفى جواد أنه لا يصح أن يقال ‪ ( :‬وفقًا ) أو‬

‫( وفق ) بكسر الواو؛ لأن معنى ( الوفق ) التوفيق والتسديد ‪ ،‬أما ( الوَفْق ) بفتح الواو‪ ،‬فهو‪:‬‬

‫الموافقة والمطابقة ‪ ،‬وكذلك فإن جوادًا يرى خطأ استعمال ( وفق ) بدون أن يسبقه‬

‫حرف الجر ( على ) ‪ ،‬ولا بد أن يقال ‪ ( :‬على وَفْقِ ) ‪ ،‬يقول ‪ « :‬ويقع هذا الغلط في عبارات‬

‫أَلَّفَ هذا الكتاب وفقًا لمنهج الوزارة ) ‪ ،‬و ( حُكِمَ على المجرم فلان بكذا‬ ‫أخرى كقولهم ‪:‬‬

‫وكذا وَفْقًا للمادة المذكورة ) ‪ ،‬والصواب ( على وَفْق منهج الوزارة ) ‪ ،‬و( على وفق المادة ) ‪،‬‬

‫ومصداق الصحة في استعمال ( الوفق ) المجرور بـ ( على ) ‪ ،‬هو أن يجيء بمعنى ( على حسب‬

‫كذا وبحسب كذا ) ‪ ،‬واستعمال غير المجرورأن يأتي بمعنى ( قَدْر ومقدار) » (‪ ، ) ٢‬ودلـيـل جـواد‬

‫نصوص كلها أتت ( وَفْق ) مسبوقةً بحرف الجر ( على ) ‪ ،‬منها قول عمر بن أبي ربيعة ‪:‬‬

‫على ملأ مِنَّا خَرَجْنا لهُ ما (‪)۳‬‬ ‫فماجئتنا إلا على وَفْق موعِدٍ‬

‫غير أن ما ذهب إليه جواد من منع استعمال ( وفق ) غير متوجـه ‪ ،‬وقد رد عليـه‬

‫تلميذه صبحي البصام ‪ ،‬وذكر شواهد عدة على صحة استعمال ( وفق ) غير مسبوقة‬

‫بـ ( على ) ‪ ،‬من ذلك قول الراعي النميري ‪:‬‬


‫مجا‬
‫في‬
‫اللحن‬
‫القضاء‬
‫لس‬

‫‪ :‬دراسات في فلسفة النحو والصرف واللغة والرسم ص ‪ ، ١١٥‬وقل ولا تقل ( ‪ ، ) ٧٦/١‬ومعجم‬
‫( ‪ ) 1‬ينظر‬
‫أخطاء الكتاب ص ‪ ، ٦٧١‬وكبوات اليراع ص ‪ ، ۳۳۳‬والاستدراك على كتاب قل ولا تقل ص ‪، ٣٦‬‬
‫ومعجم الصواب اللغوي ص ‪ ، ۷۹۷‬والأخطاء اللغوية الشائعة في الأوساط الثقافية ص ‪ ، ١٨٠‬ومعجم‬
‫تصحيح التصحيح ص ‪. ٢٤٢‬‬
‫( ‪ ) 2‬قل ولا تقل ( ‪. ) ۷۷/۱‬‬
‫( ‪ ) ۳‬دیوان عمر بن أبي ربيعة ص ‪. 210‬‬

‫‪٢٥٧‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث الثالث‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫وَفْقَ العِيال فلم يُتْرَك لَهُ سَبدُ (‪)۱‬‬ ‫أما الفقير الذي كانت حَلُوبَتُه‬

‫ومما تقدم فكلا الوجهين صحيح ‪ ،‬ولك أن تقول ‪ ( :‬على وفق ) ‪ ،‬وهو الأصل في‬

‫الاستعمال ‪ ،‬ولك أن تقول ‪ ( :‬وَفْق ‪ ،‬ووَفْقًا ) وهو فرع عن الاستعمال الأول يُقالُ اختصارًا ‪.‬‬

‫وهاكَ مسألةً أخيرة في هذا الباب ‪ ،‬وهي هل يجوز أن يكتب ( الوفق ) بكسر الواو كما‬
‫هو الشائع على الألسنة ؟‬

‫في كتاب ( العين ) ‪ « :‬الوَفْق ‪ :‬كل شيءٍ متسق متفق على تيفاق واحد ‪ ،‬فهو وَفـق » (‪، ) ١‬‬

‫وفي ( الصحاح ) ‪ « :‬و ( الوَفْق ) من الموافقة بين الشيئين » ( ‪ ، ) ۳‬ولم يرد ( الوفق ) بمعنى‬

‫الموافقة والمطابقة ‪ ،‬وإنما هو بمعنى التوفيق إلى الخير غير أن البصّام غلط جوادًا‬

‫والزعبلاوي في منعهما استعمال ( الوفق ) بكسر اللام ‪ ،‬قائلًا ‪ « :‬ولست أقرهما عليه ؛ لأن‬

‫وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا ﴾[ الإسراء ‪] ٣٧ :‬‬ ‫‪ ،‬كقوله تعالى ‪:‬‬
‫( وِفقًا ) حال جاء على صيغة المصدر‬

‫‪ ،‬وكقولهم ‪ ( :‬قتله صبرًا ) » ( ‪. ) ٤‬‬

‫والذي يظهر أن ( الوَفْق ) ليس له إلا رسم واحد في هذا المعنى ‪ ،‬وهو بفتح الميم ‪ ،‬ولا‬

‫يصح أن تقول ‪ ( :‬على وفق ) ولا ( وفقًا ) ‪.‬‬

‫وبُلْغَ المدعى عليه أكثر من مرة ‪ ،‬ولم يحضره‬ ‫‪-٢٤٨‬‬

‫رأيته أكثر من مرة ) و ( جاءني أكثر من واحد ) مقتضاه ‪:‬‬ ‫يقول اليازجي ‪ « :‬ويقولون ‪:‬‬

‫إثبات الكثرة للمرة وللواحد ؛ لأن المفضَّلَ عليه في معنى من المعاني لا بد أن يشارك المفضَّلَ‬

‫( ‪ ) 1‬أدب الكاتب ( ‪. ) ٣٤/١‬‬


‫)‪(J) (3/VVA‬‬

‫) ‪. ( ١٥٦٧/٤ ) ( ٣‬‬

‫( ‪ ) ٤‬الاستدراك على كتاب قل ولا تقل ص ‪. ٤٠‬‬


‫( ‪ )5‬ينظر لغة الجرائد ص ‪ ، ٦١‬ومعجم الأخطاء الشائعة ص ‪ ، ۲۳۵،‬وأزاهير الفصحى ص ‪ ، ٢٩‬ومعجميات‬
‫ص ‪ ، ٣٣٧‬ومعجم الصواب اللغوي ص ‪ ، ٦٨‬ونظرات في أخطاء المنشئين ( ‪ ، ) ٢٠/٣‬ولحن القول‬
‫ص ‪ ،٩٢‬والألفاظ والأساليب ( ‪. ) ٥٢/١‬‬

‫‪٢٥٨‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫أسباب الحكم ومنطوقه‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫في ذلك المعنى » (‪ ، )۱‬والصحيح عنده أن يقال ‪ ( :‬رأيته غير مرة ) ؛ لأنك لو قلت ‪ ( :‬أكثر من‬

‫مرة ) فيدل على أن المَرَّةَ كثيرة ‪ ،‬وهو غير صحيح‪.‬‬

‫وفي المثال الآخر تقول ‪ ( :‬جاءني غير واحد) ؛ لأن الواحد لا بد أن يكون اثنين فما فوق‬

‫وتبعه السامرائي في هذا الرأي ‪ ،‬وكلاهما يرى أن هذا التعبير منقول عن التركيب الإفرنجي ‪.‬‬

‫غير أن مجمع اللغة العربية بالقاهرة بحث هذا الاستعمال في الدورة التاسعة‬

‫ترى اللجنة جوازقول‬ ‫والثلاثين ‪ ،‬وصدر القرار بجواز هذا التعبير‪ ،‬ومما جاء في القرار‪:‬‬

‫الكتاب ‪ ( :‬فعل كذا أكثر من واحد ) ‪ ،‬وما أشبهه ؛ لأن أفعل التفضيل قد يخرج عن الدلالة‬

‫على المشاركة بين أمرين في أصل المعنى مع زيادة أحدهما على الآخر فيه ‪ ،‬فيدل على‬

‫مجرد الوصف بأصل المعنى » (‪ ، ) ٢‬ومما يُستدل به على صحة هذا التعبير قوله تعالى ‪:‬‬

‫مِن ذَلِكَفَهُمْ شُرَكَاءُ فِي الثُّلُثِ ﴾ [ النساء ‪ ، ] ١٢ :‬والمعنى ‪ :‬فإن كانوا أكثر‬
‫وفَإِن كَانُوا أَكْثَرَ‬

‫من أخ واحد ‪ ،‬أو أكـثـر مـن أخـت واحدة ‪ ،‬وفي ( الصحاح ) ‪ « :‬ولهذا كره بعضهم ‪ :‬بيع الرطـاب‬
‫أكثر من جزة واحدة » (‪. )۳‬‬

‫‪:‬قلت ما جاء في كتاب الله تعالى ‪ ،‬يُبْطِلُ ما ذهب إليه الأستاذان اليازجي ‪ ،‬والسامرائي ‪،‬‬

‫وهو أسلوب عربي صحيح ‪ ،‬ولذلك يصح قولهم ‪ ( :‬وبلغَ المدعى عليه أكثرمن مرة ‪ ،‬ولم‬

‫)‪.‬‬
‫يحضر) أو ( وبلغَ المدعى عليه غيرمرة ‪ ،‬ولم يحضر‬

‫)‪(٤‬‬
‫‪ -٢٤٩-‬ونتيجةً للبينة التي قدمها المدعي‪...‬‬

‫النتيجة ) مفردةٌ مولّدة ‪ ،‬لم ترد في المعجمات ‪ ،‬وأنَّ‬ ‫يرى الدكتور السامرائي أن‬
‫في‬
‫اللحن‬
‫ملجقا‬
‫ا‬

‫المعاصرين ‪،‬توسعوا ‪ ،‬فاختاروا للكلمة دلالاتٍ جديدة ‪ ،‬ويجاب عما ذكره بأن للمفردة‬
‫لء‬
‫س‬ ‫ضا‬

‫( ‪ ) ۱‬لغة الجرائد ص ‪. ٦١‬‬


‫( ‪ ) ٢‬الألفاظ والأساليب ( ‪) ٥٢/١‬‬
‫) ‪. ( ٦٤٧/٢ ) ( ٣‬‬
‫( ‪ )٤‬ينظر‪ :‬الكتابة الصحيحة ص ‪ ، ٣٥٢‬ومعجميات ص ‪ ، ١٤٠‬والأخطاء اللغوية الشائعة على ألسنة‬
‫الكتاب والأدباء والإذاعيين ص ‪ ، ٥٢‬والقرارات المجمعية ص ‪ ، ٢٢٤‬والألفاظ والأساليب ( ‪، ) ٢٦٠/٢‬‬
‫ومجلة مجمع اللغة العربية بالقاهرة ( ‪. ) ٢٦٤/٢‬‬

‫‪٢٥٩‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث الثالث‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫أصلا في اللغة ‪ ،‬منه ما جاء في ( الأساس ) ‪ « :‬نتجت الناقةُ ‪ ،‬وهي منتوجة وأنتجت ‪ ،‬فهي‬

‫مُنْتِجَة ‪ :‬إذا وضعت ‪ ...‬ونتجها صاحبها وأنتجها وليها حتى وضعت فهو ناتج ومُنْتِج ‪...‬‬

‫ومن المجاز‪ :‬الريح تُنتج السحاب ‪ ...‬وهذه نتيجةً من نتائج كـرمــك » (‪ ، )١‬ويتضح مما‬

‫تقدم ‪ ،‬أن ( النتيجة ) في مثـال الباب ‪ ،‬محمولة على المجاز‪ ( :‬ونتيجةً للبيـنـة التي قدمهـا‬

‫المدعي ‪ ، ) ...‬ويصح كذلك أن يقال ‪ ( :‬اشتريت من المدعى عليه سيارة من نوع كذا إنتاج‬

‫سنة ‪ ٢٠١٨‬م ) ‪ ،‬ويقال أيضًا ‪ ( :‬هذه البضاعة من منتوجات الشركة الفلانية ) و( هذه‬

‫البضاعة من نَتَاج الشركة الفلانية ) ‪ ،‬وقد أجاز مجمع اللغة العربية بالقاهرة قولهم ‪:‬‬

‫( أنتج الفدان عشرة قناطيرقطنا ‪ ،‬وأنتج المؤلف عشرين كتابًا ) ‪ ،‬ولعضو المجمع القاهري‬

‫الأستاذ العوامري بحث في مادة ( نتج ) في مجلة المجمع (؟ ) ‪ ،‬من أجود ما كتب في هذا‬

‫الباب ‪ ،‬فليراجع للاستزادة ‪ ،‬فأبحاث الأستاذ في غاية التحرير‪ ،‬والنهاية في الإتقان ‪.‬‬

‫وبعد اطلاع دائرة الاستئناف على الصك الابتدائي‬ ‫‪٢٥٠‬‬

‫أعلاه ) أو (بعاليه )‬ ‫المشار إليه‬

‫ومثله في السجلات القضائية قولهم ‪ ( :‬وبعرض الإقرار المرصود بعاليـه علـى‬

‫الشاهد ) ‪ ،‬و( أعلاه ) و( بعاليه ) لفظان مستعملان بكثرة في مرافعات القضاء ‪ ،‬وهما‬

‫صحيحان فصيحان ‪ ،‬ففي التاج ‪ « :‬وأتيته من عَلِ الدارِ‪ ،‬بكسر اللام وضمها ) ‪ ( ،‬و)‬

‫نهاية الأرب في فنون‬ ‫من عَلا ومن عالٍ ) ‪ :‬كل ذلك ‪ ،‬أي ‪ :‬من فوق ) » ( ‪ ، ) ۳‬وفي‬ ‫أتيته‬

‫الأدب ) ‪ « :‬فلما تكامل ذلك كله وقع الإشهاد على الوصيّ البائع والمشتري بما نُسب إلى‬

‫) ‪. ( ٢٤٦/٢ ) ( ١‬‬
‫) ‪. ( ٢٦٤/٢ ) ( ٢‬‬
‫)‪. (٩/٣٩ ) ( ۳‬‬

‫‪٢٦٠‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫أسباب الحكم ومنطوقه‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫كل منهما بعاليه بتاريخ كذا وكذا » (‪ ،)١‬وقال ابن الرومي ‪:‬‬

‫بأعلاه قصري الدلالِ رُصافي (‪)٢‬‬ ‫سقى الله قصرًا بالرصافة شاقني‬

‫ولذا يصح لك مثال الباب ‪ ،‬كما يصح أن تقول ‪ ( :‬وبعرض الإقرار المرصود أعلاه ) أو‬

‫( المذكورأعلاه ) أو ( بعاليه ) أو ( المذكور بعاليه ) شرط أن يعود الضمير على شيء يرجع إليه ‪.‬‬

‫ومن خلال ما تقدم من الدعوى والإجابة )‬ ‫‪-٢٥١‬‬

‫المصباح المنير ‪ « :‬الخلَلَ بفتحتين ‪ :‬الفُرْجة بين الشيئين ‪ ،‬والجمع خِلال ‪ ،‬مثل ‪:‬‬ ‫في‬

‫جَبَل وجبال » (‪ ، ) ٤‬ويرى بعضهم أن لفظة ( خِلال ) لا تكون إلا للظرفية ‪ ،‬ويرى آخرون أنها‬

‫فَجَاسُواْ خِلَالَ الدِّيَارِ‬ ‫لا تكون إلا ظرف مكان لأنها لا تضاف إلا إليه ‪ ،‬مثل قوله تعالى‪:‬‬

‫﴾[ الكهف ‪ ، ] ٣٣ :‬أما قول من يقول ‪ ( :‬سافر‬‫وَفَجَّرْنَا خِلَلَهُمَا نَهَرًا‬ ‫[ الإسراء ‪ ، ] 5 :‬وقوله ‪:‬‬

‫خلال الليل ) أو ( سيصل فلان خِلال الأيام القادمة ) فتعبير مُولَّد عندهم ‪ ،‬والذي يظهر‬

‫جوازاستعمال (خِلال ) على معنى الظرفية المكانية والزمانية ‪ ،‬وعلى معنى السببية ‪ ،‬أو‬

‫‪،‬واهد ‪ ،‬منها قول الشريف المرتضى ‪:‬‬


‫الواسطة ‪ ،‬وفي ذلك ش‬

‫خلصت إليه من خلال التجارب (‪)٥‬‬ ‫ولما بلوتُ الأصدقاء وودهم‬

‫وقال أبو حيان التوحيدي ‪ « :‬وأزيدك من خلال ذلك كله خبرة بالدهر وأهله » (‪، )٦‬‬

‫وقد أجاز مجمع اللغة العربية بدمشق استعمال ( خلال ) بمعنى ‪ :‬الواسطة أو الطريقة ‪،‬‬
‫في‬

‫ملجقا‬
‫ا‬
‫اللحن‬

‫) ‪. ( ٤٢/٩ ) ( ١‬‬
‫لء‬‫ضا‬

‫( ‪ ) ۲‬ديوان ابن الرومي ( ‪. ) ٤٤٧/٢‬‬


‫س‬

‫( ‪ ) ۳‬ينظر‪ :‬معجميات ص ‪ ، ٣٥٢‬وأشتات في الأدب واللغة ص ‪ ، ۳۸‬ونحو إتقان الكتابة العلمية باللغة العربية‬
‫ص ‪ ، ٢٣‬ومعجم الشوارد النحوية ‪ ،‬والفوائد اللغوية ص ‪ ، ۲۸۹‬وقرارات مجمع اللغة العربية بدمشق في‬
‫الألفاظ والأساليب ( ‪ ، ) ۳۰/۱‬ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪ ) ١١٩٠/٨٧‬و( ‪. ) ٧٤٤/٨٩‬‬
‫( ‪ ) ٤‬ص ‪. ٦٩‬‬

‫( ‪ ) ٥‬يتيمة الدهر في محاسن أهل العصر ( ‪. ) ٧١/٥‬‬


‫( ‪ ) ٦‬أخلاق الوزيرين ص ‪. ٣٢‬‬

‫‪٢٦١‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث الثالث‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫ومما تقدم ‪ ،‬يتبين لك صحة قولهم ‪ ( :‬ومن خلال ما تقدم من الدعوى والإجابة ) و( من‬

‫خلال ذلك كله حكمنا علـى ‪ ) ..‬و ( وله حق الاعتراض خلال مدة قدرها ثلاثون يومًا ) ‪.‬‬

‫‪ ٢٥٢-‬ولأن المدعى عليه لم يراجع زوجته المدعية‬

‫أثناء العدة‬

‫جاءت ( أثناء ) في هذا المثال منصوبةً على الظرفية ‪ ،‬مستغنيةً عن حرف الجر (في ) ‪،‬‬

‫‪ ،‬ومصطفى جواد ‪ ،‬وداغر‪،‬‬


‫وهذا الأسلوب خَطَأَهُ كثير من المتأدبين منهم شاكر شقير‬

‫وزهدي جار الله ‪ ،‬يقول شاكر شقير‪ « :‬وأما استعمالها بدون حرف الجر (في ) فسقيم ؛‬

‫لأنها ليست ظرفا » (‪ ، ) ٢‬و ( أثناء ) مفردها ( ثني ) ‪ ،‬وفي ( اللسان ) ‪ « :‬والثني ‪ :‬واحد أثناء‬

‫الشيء ‪ ،‬أي ‪ :‬تضاعيفه ؛ تقول ‪ :‬أنفذت كذا ثني كتابي ‪ ،‬أي ‪ :‬في طيّـه » (‪ ، ) ۳‬فيلاحظ أن المفرد‬

‫( ثني ) جاء منصوبًا على الظرفية ‪ ،‬وأما جمعه ( أثناء ) فقد استعمله العرب ظرفًا كذلك ‪،‬‬

‫ومنه قول الشاعر‪:‬‬

‫فيخبط أثناء الظلام يجول (‪)٤‬‬ ‫ينام عن التقوى ويوقظه الخَنَا‬

‫أثناء وأوساط ) كلاهما ظرفان من ظروف المكان‬ ‫قال المغربي ‪ « :‬الذي نعرفه أن‬

‫المبهمة ‪ ،‬مثل ‪ :‬بين ‪ ،‬ووسط ‪ ،‬وخلال ‪ ،‬وكل هذه الظروف يجوز حذف (في ) منها قياسًا ‪،‬‬

‫فقولهم ‪ ( :‬أثناء الكلام ) و( أثناء الخطبة ) بمنزلة قولنا ( خلال الكلام ) و ( بين الكلام )‬

‫و( مطاوي الكلام ) و( غضون الكلام ) » (ه) ‪.‬‬

‫( ‪ ) 1‬ينظر‪ :‬أساليب العرب في صناعة الإنشاء ص ‪ ، ١٠٤‬ودراسات في فلسفة النحو والصرف واللغة والرسم‬
‫ص ‪ ، ١٥٢‬وتذكرة الكاتب ص ‪ ، ٣٤‬ومعجم أخطاء الكتاب ص ‪ ، ۸۳‬والكتابة الصحيحة ص ‪ ، ٥٦‬ومعجم‬
‫الأخطاء الشائعة ص ‪ ، ٥٢‬وأزاهير الفصحى ص ‪ ، ۷۸‬والأخطاء اللغوية الشائعة على ألسنة الكتاب والأدباء‬
‫والإذاعيين ص ‪ ، ۱۲‬والأخطاء اللغوية الشائعة في الأوساط الثقافية ص ‪ ، ٢٧٦‬والقرارات المجمعية ص ‪، ١٠٤‬‬
‫ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪ ، ) ٣١٢/٤‬ومجلة مجمع اللغة العربية بالقاهرة ( ‪. ) ٢٦٩/٢‬‬
‫( ‪ ) ٢‬أساليب العرب في صناعة الإنشاء ص ‪. ١٠٤‬‬
‫( ‪ ) ۳‬لسان العرب ( ‪. ) ١١٥/١٤‬‬
‫( ‪ ) ٤‬الأغاني ( ‪. ) ٨١/١٤‬‬
‫( ‪ ) ٥‬مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪. ) ٣١٢/٤‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫أسباب الحكم ومنطوقه‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫وقد أقرَّ مجمع اللغة العربية بالقاهرة قول الكتاب ‪ ( :‬حدث هذا أثناء كذا )في دورته‬

‫الخامسة والثلاثين ‪.‬‬

‫وخلاصة ما تقدم ‪ ،‬أنه يجوز لك أن تقول ‪ ( :‬ولأن المدعى عليه لم يراجع زوجته المدعية‬

‫أثناء العدة ) ‪ ،‬وأعلى منه قولك ‪ ( :‬ولأن المدعى عليه لم يراجع زوجته المدعية في أثناء العدة ) ‪.‬‬

‫ولم تجد الدائرة في ثنايا شهادة شاهد المدعي‬ ‫‪٢٥٣‬‬

‫ما يوجب قبولها‬

‫يستعمل بعض المترافعين ( ثنايا ) قاصدين بذلك أنه يحمل في أثنائه ‪ ،‬أو طَيَّاته ‪ ،‬ووجدت هذه‬

‫اللفظة شائعةً في تسبيبات الأحكام القضائية ‪ ،‬وفي ( الصحاح) ‪ « :‬والثنيَّة ‪ :‬واحدة الثنايا من السن‬

‫والثنيَّة ‪ :‬طريق العقبة » (‪ ، ) ١‬وقال المبرد ‪ « :‬الثَّنايا ‪ :‬جمع ثنيَّة ‪ ،‬والثنية ‪ :‬الطريق في الجبل » ( ‪. )۳‬‬

‫ولعل الاشتراك اللفظي بين ( أثناء ) و ( ثنايا ) هو الذي حدا بنا إلى استعمال ( ثنايا )‬

‫محل كلمة ( أثناء ) ؛ في كثير من الأمثلة ‪ ،‬ولذا لا محلّ لـ ( ثنايا ) في مثال هذا الباب ‪،‬‬

‫والصحيح أن تقول ‪ ( :‬ولم تجد الدائرة في شهادة شاهد المدعي ما يوجب قبولها ) ‪.‬‬

‫‪ ٠٢٥٤‬ولأن المدعى عليه لم يجب جوابًا ملاقيًا حِيَال ما‬

‫ذكره المدعي‬
‫في‬
‫اللحن‬
‫مجا‬

‫فالمتعين تقرير فضيلته ما يراه حِيَال‬ ‫ومثله في قرارات محكمة الاستئناف ‪:‬‬
‫القضاء‬

‫الالتماس ) و( فإن على فضيلة خَلَفِه إكمال اللازم حيال ما جاء في قرار الدائرة )‬
‫لس‬

‫( ‪ ) 1‬ينظر لغويات ‪ ،‬وأخطاء لغوية شائعة ص ‪ ، ١٧٦‬ومعجم أخطاء الكتاب ص ‪ ،٨٥‬وأخطاء لغوية‬
‫شائعة ‪ ،‬لخالد العبري ص ‪. ١٠٣‬‬
‫) ‪. ( ٢٢٩٥/٦ ) ( ٢‬‬
‫( ‪ ) ۳‬الكامل ( ‪. ) ٤٩٧/٢‬‬

‫‪٢٦٣‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث الثالث‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫و ( حِيَال ) ظرف مكان ‪ ،‬بمعنى ‪ ( :‬قُبالة ) ‪ ،‬أو ( إزَاء ) ‪ ،‬منصوب بالفتحة ‪ ،‬وما جاء في كلام‬

‫العرب على هذا النحو‪ ،‬قال الصُّولي ‪ « :‬وتقابل الموضعان إذا كان أحدهما حيال الآخر‬
‫‪،‬‬

‫) ‪ « :‬من ظُلمَ فليقف حِيَالَ هذا الباب إلى الطريق‬


‫وقبالته » (‪ ، )۱‬وفي ( البصائر والذخائر‬

‫مرةً في كلَّ يوم ‪ ،‬فمن رآه واقفًا بحياله دعاه فنظر في أمره » (‪ ، ) ٢‬وفي ( المعجم الوسيط ) ‪:‬‬

‫« ( الحِيـال ) ‪ :‬خيط يُشدُّ من حزام البعير المقدم إلى حزامه المؤخر‪ ،‬وقُبالة الشيء ‪ ،‬يقال ‪:‬‬

‫قعد حياله وبحياله ‪ :‬بإزائه » (‪. )٣‬‬

‫ولم يظهر لي مناسبة إقحام ( حيال ) في الأمثلة المذكورة آنفا‪ ،‬ويمكن أن يقال‬

‫فيها ‪ ( :‬ولأن المدعى عليـه لـم يجب جوابًا ملاقيـا عمـا ذكـره المدعي ) و( المتعين تقرير‬

‫فضيلته ما يراه في الالتماس ) و( فإن على فضيلة خلفه إكمال اللازم على ما جاء في‬

‫قرارالدائرة ) ‪.‬‬

‫‪ ٢٥٥-‬ولعدم حضور المدعى عليه ‪ ،‬فقد عددته الدائرة‬

‫بمثابة الممتنع عن الجواب‬


‫لله‬
‫( المَثَابة ) في هذا الموضع بمعنى ‪ :‬المَنْزِلة ‪ ،‬وقد غلطه الزعبلاوي ‪ ،‬والعدناني‪ ،‬وعباس‬

‫أبو السعود ‪ ،‬وإميل يعقوب ؛ لأن ( المَثَابة ) في اللغة ‪ ،‬تأتي على ثلاثة معانٍ ‪ ،‬هي ‪ :‬الملاذ‬

‫والملجأ ‪ ،‬ومنه قوله تعالى ‪ ﴿ :‬وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِوَأَمْنَا ﴾ [ البقرة ‪ ، ] ١٢٥ :‬والثواب والجزاء ‪،‬‬

‫( ‪ ) 1‬أدب الكتاب ( ‪. ) ١٢٠/٢‬‬


‫) ‪. ( ٦٢/٦ ) ( ٢‬‬
‫( ‪ ) ۳‬ص ‪. ٢٠٩‬‬

‫( ‪ ) ٤‬ينظر‪ :‬أسئلة إلى مجلة ( البيان ) و( الضياء ) وأجوبة الشيخ إبراهيم اليازجي عليها ص ‪ ،٨٥‬ومعجم‬
‫أخطاء الكتاب ص ‪ ، ٨٥‬ومعجم الأخطاء الشائعة ص ‪ ، ٥٣‬ومعجم الخطأ والصواب ص ‪ ، ٢٩٠‬وأزاهير‬
‫الفصحى ص ‪ ، ٦٤‬ونحو إتقان الكتابة العلمية باللغة العربية ص ‪ ٩٦‬وص ‪ ، ٢٢٩‬والألفاظ والأساليب‬

‫( ‪ ، ) ٥٦٢/٤‬ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪ ) ۳۸۱/۱۸‬و ( ‪ ، ) ٥٨٤/٨٨‬ومجلة مجمع اللغة‬


‫العربية الأردني ( ‪. ) ٨٢/٣٥‬‬

‫‪٢٦٤‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫أسباب الحكم ومنطوقه‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫﴾المطففين ‪ ، ] ٣٦ :‬ومُجتمع ماء البئر‪ ،‬ففي‬


‫ومنه قوله تعالى ‪ ﴿ :‬هَلْ ثُوبَالْكُفَّارُمَاكَانُوا يَفْعَلُونَ [‬

‫( الأساس ) ‪ « :‬وجمْت مَثَابَةُ البئر‪ ،‬وهي مجتمع مائها ‪ ،‬وهذه بئرلها ثائب ‪ ،‬أي ‪ :‬مـاء يـعــود‬

‫بعد النزح » (‪ ، ) ١‬ويرى اليازجي أن ( المثابة ) استعملها المولدون بمعنى ( المنزلة ) توسعًا ‪،‬‬

‫وأقر مجمعا القاهرة ودمشق صحة استعمال ( المَثَابة ) بمعنى ( المنزلة ) ‪ ،‬ومن أجاز هذا‬

‫الاستعمال احتج بالترادف أو شبهه بين المثوبة والمكافأة والجزاء والمماثلة ‪ ،‬وشيوعهفي‬

‫كتب اللغويين والنحاة ‪ ،‬فقد استعملها عبد القاهر الجرجاني ( ‪ ، ) ٢‬والقلقشندي ‪ ،‬وغيرهما ‪،‬‬

‫قال القلقشندي ‪ « :‬المرتبة الأولى مرتبة الأمراء المطوّقين ‪ ،‬وهم الذين يخلع عليهم بأطواق‬

‫الذهب في أعناقهم ‪ ،‬وكأنهم بمثابة الأمراء مقدمي الألوف في زماننا » (‪. )۳‬‬

‫والذي يظهر صحة استعمال ( مثابة ) بمعنى ( منزلة ) ‪ ،‬ولك أن تقول ‪ ( :‬ولعدم‬

‫حضور المدعى عليه ‪ ،‬فقد عددته الدائرة بمثابة الممتنع عن الجواب ) أو ( بمنزلة الممتنع‬

‫عن الجواب ) ‪ ،‬واستعمال ( المنزلة ) أو ( الدرجة ) أو ( المرتبة ) أعلى من ( المثابة ) ‪.‬‬

‫ونظرًا لنكول المدعى عليه عن الجواب ثلاث مرات )‬ ‫‪٢٥٦‬‬

‫ومثله قولهم ‪ ( :‬ونظرًا للمادة كذا ) ‪ ،‬ويُغَلِّط استعمال ( نظرًا ) في هذا المقام عدد‬

‫من المشتغلين بهذا العلم منهم ‪ :‬العدناني ‪ ،‬حيث يرى أنه مأخوذ من لغة الدواوين‬

‫والصحيح إحلال ( لام التعليل ) محله ‪ ،‬فتقول ‪ ( :‬ولنكول المدعى عليه ) و( وللمـادة كذا ) ‪،‬‬

‫وما ذكره العدناني صحيح من جهة جوازاستعمال ( اللام ) في هذا الموضع ‪ ،‬لكن تخطئته‬

‫استعمال ( نظرًا ) للدلالة على السبب ‪ ،‬لا محل له من النظر الصحيح ‪ ،‬وهو بهذا المعنى‬
‫في‬

‫ملجقا‬
‫ا‬
‫اللحن‬

‫) ‪ « :‬وربما جهل بعض الناس ‪،‬‬


‫المثل السائر‬ ‫مستعمل عند بعض كبراء الفصاحة ‪ ،‬ففي‬
‫لء‬
‫س‬ ‫ضا‬

‫) ‪. ( ۱۱۷/۱ ) ( ۱‬‬

‫( ‪ ) ٢‬ينظر‪ :‬دلائل الإعجاز ص ‪. ۱۱۹‬‬


‫( ‪ ) ۳‬صبح الأعشى ( ‪)٤٨٠/٣‬‬
‫( ‪ ) ٤‬ينظر‪ :‬الكتابة الصحيحة ص ‪ ، ٣٦٠‬ومعجم الأغلاط اللغوية المعاصرة ص ‪ ، ٦٧٠‬ومعجم الصواب‬
‫اللغوي ص ‪ ، ٧٦١‬ونحوإتقان الكتابة العلمية باللغة العربية ص ‪ ، ۲۰۷‬والأخطاء اللغوية الشائعة في‬
‫الأوساط الثقافية ص ‪. ٢٨٧‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث الثالث‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫فأدخل في التجنيس ما ليس منه ؛ نظرًا إلى مساواة اللفظ دون اختلاف المعنى » (‪ ،)١‬وأما‬

‫‪ ،‬ففي ( العين ) ‪:‬‬


‫تعديته بالحرف ‪ ،‬فالشائع في اللغة القضائية التعديةُ باللام ‪ ،‬وفيه نظر‬

‫« نَظَرَإليه ينظُر نَظَرًا ‪ ....‬وتقول ‪ :‬نَظَرت إلى كذا وكذا من نَظَر العين ‪ ،‬ونَظَر القلب » (‪، ) ٢‬‬

‫وقد أكثر المتأخرون من استعمال ( نظرًا ) متعديًا باللام ‪ ،‬ورأيت في ذلك كلاما للمقري‬

‫صاحب ( نفح الطيب ) ( ‪ ، ) ۳‬والذي يظهر أن الأولى التعدية بالحرف ( إلى ) ‪ ،‬فتقول ‪ ( :‬ونظرًا‬

‫إلى نكول المدعى عليه عن الإجابة ثلاث مرات ) و( ونظرًا إلى المادة كذا ‪ ،‬أو تقول‬

‫( ولنكول المدعى عليه ‪ ) ...‬أو ( وللمادة كذا ) ‪.‬‬

‫‪ ٢٥٧-‬وقد ظهر أن المدعي وكالة غير قلِمٌ في دعواه ‪،‬‬

‫فضلاً عن عدم إحضاره لبينةٍ موصلة )‬

‫فلان لا يملك درهما فضلا عن دينار)‬ ‫أظهر مثال يستعمله النحاة قديمًا ‪ ،‬قولهم ‪:‬‬

‫قال في ( المصباح المنير ‪ « :‬قال قطب الدين الشيرازي في ( شرح المفتاح ‪ :‬اعلم أن ( فضلًا )‬

‫يستعمل في موضع يُستبعد فيه الأدنى ‪ ،‬ويُراد به استحالة ما فوقه ‪ ،‬ولهذا يقع بين كلامين‬

‫متغايري المعنى ‪ ،‬وأكثراستعماله أن يجيء بعد نفي ‪ ،‬وقال شيخنا أبو حيان الأندلسي‬

‫نزيل مصر المحروسة أبقاه الله تعالى ‪ :‬ولم أظفر بنص على أن مثل هذا التركيب من‬

‫كلام العرب » (‪ ، ) ٥‬والمراد من النقل أن ( فضلاً عند الأكثرين مصدر يتوسط بين الأدنى‬

‫والأعلى ؛ للتنبيه بنفي الأدنى ‪ ،‬واستبعاده عن الوقوع على نفي الأعلى ‪ ،‬أما استعمال‬

‫( فضلًا ) في الإيجاب ‪ ،‬فأنكره الأكثرون ‪ ،‬مثل قولهم ‪ ( :‬زيد بارع في المرافعة الشفهية ‪ ،‬فضلًا‬

‫عن براعته في المرافعة الكتابية ) ‪ ،‬غيرأن الصحيحَ جواز استعمال ( فضلا )في الإيجاب ‪،‬‬

‫) ‪. ( ٢٦٧/١ ) ( 1‬‬
‫) ‪. ( ٢٣٧/٤ ) ( ٢‬‬
‫( ‪ ) ٢٧٦/١۱ ( ) ۳‬و( ‪. ) ٥١٦/١‬‬

‫‪ :‬المسائل السفرية ص ‪ ، ۱۱‬والفوائد العجيبة ص ‪ ، ٥٥‬ومعجم الصواب اللغوي ص ‪ ، ٥٧٨‬ومجلة‬


‫( ‪ ) ٤‬ينظر‬
‫مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪ ) ٢٧٥/١٥‬و ( ‪ ) ٢٨٠ / ١٥‬و ( ‪ ، ) ٢٦٢/١٩‬ومجلة لغة العرب ( ‪)٥٣٣/٦‬‬
‫و( ‪ ، ) ٢٠٩/٩‬ومجلة المقتبس ( ‪. ) ٦١/٦٣‬‬
‫( ‪ ) ٥‬ص ‪. ١٨١‬‬

‫‪577‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫أسباب الحكم ومنطوقه‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫واستعمله الأولون ‪ ،‬فقد جاء عن معاوية رَضاَللَّهُعَنْهُ يوم صفين ‪ « :‬واللهِ لو استطاعت نساء‬

‫خزاعة لقاتَلَتْنا فضلا عن رجالها » (‪. )۱‬‬

‫ومما تقدم ‪ ،‬يجوز استعمال ( فضلًا ) في الإيجاب ‪ ،‬أو بعد نفي ‪ ،‬ويجوز أن يكون بين معنيين‬

‫متغايرين ‪ ،‬أو له دلالة واحدة ‪ ،‬ويجوز أن يسبق ( فضلًا ) أدنى المعنيين أو أعلاهما منزلةً ‪.‬‬

‫‪ - ٢٥٨‬إضافةً إلى ما قدم المدعى عليـه مـن قرائن‬

‫)‪(۲‬‬
‫تقوي دفعه بعدم صحة دعوى المدعي‬

‫يُخَطَّئ جواد استعمال ( بالإضافة إليه ) بمعنى الزيادة عليه ؛ وذلك لأن معنى‬

‫الإضافة إلى الشيء ) هو ( بالنسبة إليه ) ‪ ،‬وقال ‪ « :‬ولولم يكن هذا التعبير قد شاع‬

‫وتُعورف وثبت معناهفي كتب اللغة ‪ ،‬وكتب الأدب ‪ ،‬وكتب التاريخ ‪ ،‬وكتب الدين ‪ ،‬لتكلفنا‬

‫مخرجًا له » (‪ ، ) ۳‬ثم أورد شواهد على صحة ما ذكره ‪ ،‬ومنه قول ابن منظورفي ( اللسان ) ‪:‬‬

‫« وأمرلايتعاظمه شيء ‪ :‬لا يَعْظُم بالإضافة إليه » ( ‪ ، ) ٤‬وفي ( الأغاني ) ‪ « :‬فإذا فـعـل ذلـك ‪ ،‬فـهـو‬

‫بالإضافة إلى حاله الأولى بمنزلة الإسكدار للكتاب » (‪ ، )٥‬غيرأن المعنى الذي أنكره جواد جاء‬

‫مُصَرَّحًا به في كلام الفيومي ؛ إذ يقول ‪ « :‬وأضافه إلى الشيء إضافةً ‪ :‬ضمـه إليـه ‪ ،‬وأمالـه ‪،‬‬

‫والإضافة في اصطلاح النحاة من هذا ؛ لأن الأول يضم إلى الثاني ليكتسب منه التعريف‬

‫أو التخصيص » ( ‪ ، ) ٦‬فالإضافة تأتي بمعنى ( النسبة إلى الشيء ) ‪ ،‬وبمعنى ( الزيادة ) ‪ ،‬وقد‬

‫مر معك الكلام في قول بعض القضاة ‪ ( :‬وأضاف بقوله ) بمعنى يُضَمُّ إلى قوله السابق ‪،‬‬
‫في‬

‫ملجقا‬
‫ا‬
‫اللحن‬
‫لء‬‫ضا‬

‫( ‪ ) ۱‬تاريخ الإسلام ( ‪. ) ٥٦٧/٣‬‬


‫س‬

‫( ‪ ) ٢‬ينظر‪ :‬دراسات في فلسفة النحو والصرف واللغة والرسم ص ‪ ، ١٥٦‬وقل ولا تقل ( ‪ ، ) ١٢١/١‬ومعجم‬
‫أخطاء الكتاب ص ‪ ، ٣٦٢‬ومعجم الصواب اللغوي ص ‪١٧٢‬‬
‫( ‪ ) ۳‬قل ولا تقل ( ‪. ) ١٢١/١‬‬
‫) ‪. ( ٤١٠/١٢ ) ( ٤‬‬
‫)‪(0) (0/10‬‬

‫( ‪ ) ٦‬المصباح المنيرص ‪. ١٣٩‬‬

‫‪٢٦٧‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث الثالث‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫ويُلْحَقُ به ‪ ،‬وصوّبنا صحة الاستعمال (‪ ، ) ۱‬ومثال هذا الباب مثله ‪.‬‬

‫ذكره ‪ ،‬فإن المدعي لـم‬ ‫وعلاوة على ما سبق‬ ‫‪٢٥٩‬‬

‫يأت ببينة موصلة‬

‫عَلاوة ) في هذا الموضع ونظائره ‪ ،‬وفي ( التاج ) ‪:‬‬ ‫من الخطأ الشائع استعمالُ‬

‫والعلاوة من كل شيءٍ ‪ :‬ما زاد عليه ‪ ،‬يقال ‪ :‬أعطاه ألف دينار‪ ،‬ودينارًا عِلاوةً ‪ ،‬وألفين ‪،‬‬

‫وخمسمئة عِلاوة » (‪ ، ) ۳‬ومن يستعملها يظن أنها تقوم مقامَ ( زيادة ) و ( إضافة ) ‪ ،‬وليس‬

‫كذلك ‪ ،‬فـ ( العِلاوة ) ليست مصدرًا بخلاف الزيادة ) و( الإضافة ) ‪ ،‬ولا يصح استعمال‬

‫( العلاوة ) استعمال ذلك المصدرين ‪ ،‬وإذا عُلم هذا ‪ ،‬فلا يصح لك أن تقول ‪ ( :‬وعلاوةً‬

‫على ما سبق ذكره ) ‪ ،‬أو ( وهذا كله تناقض لا صحة له ‪ ،‬عَلاوةً على أنه من المستغرب أن‬

‫يشتري أحدهم نصيب آخر بمبلغ قدره ‪ ، ) ...‬وقل ‪ ( :‬وزيادةً على ما سبق ذكره ) و( وهذا‬

‫كله تناقض لا صحة له ‪ ،‬إضافةً إلى أنه من المستغرب ‪. ) ...‬‬

‫فإنَّ الساحبَ مُلزم نظامًا بسداد قيمة الشيكِ‬ ‫‪٢٦٠‬‬

‫للمدعي‪ ،‬إلا في الحالات الواردة من النظام‬

‫المذكور طبقًا للمادة‬

‫ومثله قولهم ‪ ( :‬هذا طِبْقُ الأصل ) ‪ ،‬وفي ( الأساس ) ‪ « :‬وليس هذا بطبق لذا ‪ ،‬أي ‪:‬‬

‫بمطابق له » (ه) وفي ( التاج ) ‪ ( « :‬و) قال ابن الأعربي ‪ :‬يقال ‪ ( :‬هذا ) الشيءُ ( طبقه ‪ ،‬بالكسر‪،‬‬

‫والتحريك ‪ ،‬وطباقه ‪ ،‬ككتاب وأمير‪ ،‬أي ‪ :‬مُطابقه) ‪ ،‬وكذلك وَفْقُه ‪ ،‬ووفاقه ‪ ،‬وطابَقُه‬

‫( ‪ ) 1‬ينظر‪ :‬ص ‪. ۱۳۱‬‬


‫( ‪ ) ٢‬ينظر‪ :‬تذكرة الكاتب ص ‪ ، ١٤٤‬ونحو إتقان الكتابة العلمية باللغة العربية ص ‪. ١١٢‬‬
‫) ‪. ( ٨٥/٣٩ ) ( ۳‬‬

‫( ‪ ) ٤‬ينظر‪ :‬معجم أخطاء الكتاب ص ‪ ، ٣٦٤‬ومعجم الأغلاط اللغوية المعاصرة ص ‪ ، ٤٠٣‬ومعجم الصواب‬
‫اللغوي ص ‪. ٥٠٤‬‬
‫) ‪. ( ٥٩٤/١ ) ( ٥‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫أسباب الحكم ومنطوقه‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫ومُطْبقه ‪ ،‬وقالَبه ‪ ،‬وقالبه ‪ ،‬كل ذلك بمعنًى واحد » (‪ ، )۱‬وعلى هذا قولك ‪ ( :‬طبقًا لكذا )‬

‫و( هذا طِبْقُ الأصل ) استعمال فصحيح صريح‪.‬‬

‫غِبَّ ذلك جرى مني سؤال المدعي عن بينته )‬ ‫‪٢٦١‬‬

‫استعمالُ ( غِبٌ ) بمعنى ( بَعْدَ ) شائع في السجلات اليدوية ‪ ،‬وتكاد تندثـر مـن قـامـوس‬

‫القضاء أخيرًا ‪ ،‬وغلط داغراستعمال ( غِبْ ) بمعنى ( بعد ) ‪ ،‬وقال ‪ « :‬ومما يُخْطِئون في‬

‫استعماله كلمة ( غِبْ ) التي بمعنى ( عاقبة الشيء ) ‪ ،‬فيستعملونها بمعنى ‪ ( :‬بعد ) ‪ ،‬كقول‬

‫بعضهم ‪ ( :‬وكان ذلك غِب سماءٍ ) ‪ ،‬أي ‪ :‬بعد مطر‬


‫‪ ،‬والمطرُ من أبعد معاني السماء عن ذهن‬

‫القارئ » ( ‪ ، )۳‬وقوله مردود عليه بما جاء في معجمات اللغة ‪ ،‬ففي ( اللسان ) ‪ « :‬وغــب كل‬

‫شيء ‪ :‬عاقبته ‪ ،‬وجئته غِب الأمر‪ ،‬أي ‪ :‬بعده » (‪ ، )٤‬وقد رأيت أن ( غِب ) استوعبت المعنيين‬

‫كليهما ؛ ولذا استعمال القضاةفي هذا المثال ونظائره استعمال موافق للعربية من كل وجه ‪.‬‬

‫وبالنسبة لمطالبة المدعي في الشق الثاني من‬ ‫‪-٢٦٢‬‬

‫دعواه فغير متوجه‬

‫لا معنى لإقحام ( النسبة ) في هذه العبارة ‪ ،‬ولا في نظائرها من الكلام ‪ ،‬وأُراها زائدة بلا‬

‫معنى ‪ ،‬ولذلك يمكن التعبير بقولك ‪ ( :‬وأما مطالبة المدعي في الشق الثاني من دعواه فغير‬

‫أما بالنسبة للنصف الآخر الذي‬ ‫متوجه ) ‪ ،‬ومن الخطأ والوهن كذلك قولُ بعضهم ‪:‬‬

‫يدعي فيه المدعي ‪ ) ...‬والصحيح أن يقال ‪ ( :‬أما النصف الآخر الذي يدعي فيه المدعي ) ‪.‬‬
‫في‬

‫ملجقا‬
‫ا‬
‫اللحن‬

‫) ‪. ( ٥٨/٢٦ ) ( 1‬‬
‫لء‬‫ضا‬

‫( ‪ ) ٢‬ينظر‪ :‬شفاء الغليل ( ‪ ، ) ۱۳۷/۳‬وتذكرة الكاتب ص ‪ ، ۷۷‬ومعجم أخطاء الكتاب ص ‪ ، ٤٣٣‬ومعجم‬


‫س‬

‫الأغلاط اللغوية المعاصرة ص ‪ ، ٤٧٧‬ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪. ) ٣١١/٤‬‬


‫( ‪ ) ۳‬تذكرة الكاتب ص ‪. ٧٧‬‬
‫) ‪. ( ٦٣٥/١ ) ( ٤‬‬

‫( ‪ ) 5‬ينظر‪ :‬تذكرة الكاتب ص ‪ ، ٦٧‬والكتابة الصحيحة ص ‪ ، ٣٥٧‬ومعجميات ص ‪ ، ٦٧‬ومقالات في أخطاء‬


‫لغوية شائعة ص ‪ ، ٩٦‬ومعجم الصواب اللغوي ص ‪ ، ۱۷۳‬ونحو إتقان الكتابة العلمية باللغة العربية‬
‫ص ‪ ، ۸۸‬والأخطاء اللغوية الشائعة في الأوساط الثقافية ص ‪. ٢٣٩‬‬

‫‪269‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث الثالث‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫وبما أن الانتقاد في هذا الكتاب آخذُ برقاب بعضه بعضًا ‪ ،‬فكثيرا ما يقول أحد‬

‫الخصمين ‪ ( :‬ما نُسِبَ لي غير صحيح ) وجمهور المتأدبين في عصرنا يُخطئون هذا الأسلوب ‪،‬‬

‫ويرون أن الصحيح وجوب التعدية بحرف ( إلى ) ‪ ،‬فتقول ‪ ( :‬ما نسب إليَّ غير صحيح) ‪ ،‬ففي‬

‫( الصحاح ) ‪ « :‬وانتسب إلى أبيه ‪ ،‬أي ‪ :‬اعترى » (‪ ، ) ١‬أما إذا عُدِّي باللام ‪ ،‬فله معنى آخر‬
‫‪ ،‬مثل‬

‫قولهم ‪ ( :‬هذا الكتاب تُوجد نسبةً له إلى العالم فلان ) ‪ ،‬فحرف الجر ( اللام ) هنـا لـم يـأت‬

‫لتحديد وجهة الانتساب ‪ ،‬وإنما جاء لتحديد المنتسب نفسه ‪ ،‬لا المُنتسب إليه ‪ ،‬ومن ذلك‬

‫ما جاء في ( التاج ) من قوله ‪ « :‬قال أبو زيد ‪ :‬يقال للرجل ‪ ،‬إذا سُئل عن نسبه ‪ :‬استنسب لنا ‪:‬‬

‫أي ‪ :‬انتسب لنا ‪ ،‬حتى نعرفك » (‪ ، )۲‬قال داغر‪ « :‬ويقولون ‪ ( :‬هذا الشعر منسوب للمتنبي ) ‪،‬‬

‫فيعدون الفعل ( نُسِبَ ) باللام ‪ ،‬وهو إنما يُعدى بـ ( إلى ) كَعَزا ‪ ،‬ونَمَا ‪ ،‬تقول ‪ ( :‬نَسَبه إليه ) » (‪. )۳‬‬

‫والذي يظهر لي صحة ما ذهب إليه القوم من تغليط التعدية باللام ‪ ،‬وأن الصحيح‬

‫قولُك ‪ ( :‬ما نُسب إليَّ غير صحيح ) ‪.‬‬

‫فورد الجواب بذات الرقم ‪ ،‬أو بالرقم ذاته‬ ‫‪-٢٦٣‬‬

‫قال إبراهيم المنذر‪( « :‬في ذات الجريدة ‪ ،‬وذات العدد ‪ ،‬ولذات الكاتب أيضًا ) ‪ ،‬ولا يُؤَكِّدُ‬

‫بالذات ‪ ،‬بل بالنفس ‪ ،‬والعين ‪ ،‬وذلك بعد الاسم المُؤكَّد لا قبله ‪ ،‬والصواب ‪( :‬في الجريدة‬

‫نفسها ‪ ،‬والعدد نفسه ‪ ،‬وللكاتب نفسه أيضًا ) » ( ‪ ، )٥‬وقال جواد ‪ « :‬وقال ‪ ( :‬كذلك تجد في‬

‫نفسك ذاتها ) ‪ ،‬والفصيح ( كذلك تجد في نفسك عينها أو بعينها ) وليس التأكيد بالذات‬

‫فصيحًا » (‪ ، )٦‬لكن جاء في ( المصباح ) بقوله ‪ « :‬وقد تجعل اسمًا مستقلاً‪ ،‬فيعبربها عن‬

‫) ‪. ( 224/1 ) ( 1‬‬
‫) ‪. ( ٢٦١/٤ ) ( ٢‬‬
‫( ‪ ) ۳‬تذكرة الكاتب ص ‪. ٦٧‬‬

‫( ‪ ) ٤‬ينظر‪ :‬تذكرة الكاتب ص ‪ ، ۱۰۸‬ومعجم الأغلاط اللغوية المعاصرة ص ‪ ، ٢٤١‬ومعجم الصواب اللغوي‬
‫ص ‪ ، ۳۸۳‬ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪ ، ) ٤١٢/٧‬ومجلة لغة العرب ( ‪) ٧٧٠/٦‬‬
‫( ‪ ) ٥‬مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪. ) ٤١٢/٧‬‬
‫( ‪ ) ٦‬مجلة لغة العرب ( ‪. )٧٧٠/٦‬‬

‫‪٢٧٠‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫أسباب الحكم ومنطوقه‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫الأجسام ‪ ،‬فيقال ‪ ( :‬ذات الشيء ) بمعنى حقيقته وماهيّته » (‪ ، )١‬وفي ( التاج ) ‪ « :‬وقال ابن‬

‫بَرِّي ‪ :‬ذاتُ الشيء ‪ :‬حقيقته وخاصته ‪...‬وقال الليث ‪ :‬قولهم ‪ :‬قلتْ ذاتُ يده » (‪. )٢‬‬

‫أما قولهم ‪ ( :‬الشيء ذاته ) فغيرخاف أن ( ذات ) ليست من ألفاظ التوكيد المعنوي‬

‫السبعة ‪ ،‬مثل ( نفس ) و( عين ) ؛ لذلك غلط جواد ‪ ،‬والمنذر‪ ،‬وداغر‪ ،‬استعمال ( ذات )‬

‫للتوكيد ‪ ،‬والصحيح عندهم أن تقول ‪ ( :‬الشيء نفسه ) أو ( الشيء عينه ) ‪ ،‬لكن العدناني‬

‫له رأي مخالف ؛ إذ يقول ‪ « :‬والحقيقة هي أننا يجوز أن نقول ‪ ( :‬فعلت الشيء ذاته ) ؛ لأن‬

‫( الذات ) تحمل معنى ( النفس ) و ( العين ) » ( ‪ ، ) ۳‬والذي يظهر عدم صحة استعمال ( ذات )‬

‫توكيدا لما قبلها ‪ ،‬فلا يصح أن يقال ‪ ( :‬فوردنا الجواب بالرقم ذاته ) ‪ ،‬أو ( هذا الشيء‬

‫ذاتــه ) ‪ ،‬أما قولهم ‪ ( :‬فورد الجواب بذات الرقم ) أو ( ذات الشيء ) فصحيح ‪ ،‬لا خطأ فيه ‪.‬‬

‫‪ ٢٦٤-‬ولأنه لا يشترط لصحة الرجعة علم الزوجة ‪،‬‬

‫)‪(٤‬‬
‫وبالتالي لا يشترط رضاها‬

‫استعمال ( بالتالي ) في هذا المثال عامي ركيكُ ‪ ،‬وَلِعَ بعض المثقفين بهذا الاستعمال ‪،‬‬

‫وسرت هذه العدوى أخيرًا في التسبيبات القضائية ‪ ،‬ولا عذر لمن أثبت هذه العبارة‬

‫وارتضاها حتى أُلفت بعد أن كانت غريبةً في صكوك الأحكام ‪ ،‬قال السامرائي ‪ « :‬كلمة‬

‫( بالتالي ) في استعمالها هذا عاميّة مُحدثة ‪ ،‬شاعت في العربية المعاصرة ‪ ،‬ولم ترد في كلام‬

‫أهل الصَّون والحفاظ » (ه ) ‪ ،‬وفي قرار مجمع اللغة القاهري ‪ « :‬نظر المجلس في قولهم ‪:‬‬

‫( فعل كذا ‪ ،‬وبالتالي يستحق كذا ‪ ،‬ورأى أنه تعبيردخيل ‪ ،‬وإن لم يكن خاطئًا ‪ ،‬واختار أن‬
‫في‬

‫ملجقا‬
‫ا‬
‫اللحن‬
‫ضا‬

‫( ‪ ) ۱‬ص ‪. ۸۱‬‬
‫لء‬
‫س‬

‫) ‪. ( ٤٣٢/٤٠ ) ( ٢‬‬

‫( ‪ ) ۳‬معجم الأغلاط اللغوية المعاصرة ص ‪٢٤١‬‬


‫( ‪ ) ٤‬ينظر‪ :‬معجميات ص ‪ ، ۳۲۹‬ومقالات في أخطاء لغوية شائعة ص ‪ ، ١٢٩‬ومعجم الصواب اللغوي‬
‫ص ‪ ،۷۸۷‬ونحوإتقان الكتابة العلمية باللغة العربية ص ‪ ، ١٧‬والقرارات المجمعية ص ‪ ، ٩‬ومجلة مجمع‬
‫اللغة العربية بالقاهرة ( ‪. ) ۱۸۷/۷‬‬
‫( ‪ ) 5‬معجميات ص ‪. ٣٢٩‬‬

‫‪۲۷۱‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث الثالث‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫كذا ‪ ،‬ومن ثَمَّ أو من ثَمة يستحق كذا‬


‫ل‪،‬‬‫يُهجر هذا الأسلوب ‪ ،‬ويُستعمل مكانه ‪ ( :‬فع)‬

‫أو يستغنى عنه بالفاء » (‪ ، ) ۱‬وفي لغتنا ألفاظ كثيرةُ تُغني عن هذه الكلمة التي عمت بها‬

‫البلوى ‪ ،‬وطمت ‪ ،‬وإذا أردتَّ معرفةً فسادِ هذه العبارة على معنى الجملة ‪ ،‬فَضَع محلها‬

‫الآتي بعده ) ‪ ،‬فيكون مثال الباب ‪ ( :‬ولأنه لا يشترط لصحة الرجعة علم الزوجة‬ ‫عبارة‬

‫والآتي بعده لا يشترط رضاها) ‪ ،‬فانظرإلى اختلال المعنى ‪ ،‬وفساد الذوق‬

‫ولما تقدم تقول ‪ ( :‬ولأنه لا يشترط لصحة الرجعـة علـم الزوجة ‪ ،‬ومِنْ ثَم لا يشترط‬

‫رضاها ) أو ( ولذا لا يشترط رضاها ) أو ( وعلى هذا لا يشترط رضاها ) أو ( إذن لا يشترط‬

‫رضاها ) وغيرها كثير‪.‬‬

‫ولا ينال من ذلك ما دفع به وكيل المدعى عليه‬ ‫‪٢٦‬‬

‫من عدم القصد الجنائي في فعل موكله ‪.‬‬

‫[آل عمران ‪ ] ٩٢ :‬و( النول ) ‪:‬‬ ‫( النيل ) ‪ :‬ما يناله الإنسان بيده ‪ ،‬ومنه قوله تعالى ‪ :‬ولَن تَنَالُوا الْبِرَّ‬

‫التَّناول ‪ ،‬تقول ‪ :‬ناولتُه الشيءَ ‪ :‬أعطيته ‪ ،‬وتناوله ‪ :‬أخَذَه كذا جاء في ( المفردات )(‪ ) ٢‬و ( التاج ) (‪.)۳‬‬

‫في الآونة الأخيرة استعمال ( لا ينال ) في أسباب الأحكام القضائية بمعنى ( لا‬
‫وقد كثر‬

‫يُؤَشِّرُ فيه ) أو ( لا يَنْقُصُ منه ) أو ( لا يُقَدِّلُ منه ) ‪ ،‬وهو استعمال مجازي قديم ‪ ،‬ففي مجمع‬

‫الأمثال ‪ « :‬لا يضُرُّ السحابَ نُباحُ الكلاب ‪ .‬يضرب لمن يَنَالُ من إنسان بما لا يضره » (‪. )4‬‬

‫والنَّيلُ إذا تعدى بـ ( من ) فالغالب أنه يستعملفي شيء معنوي ‪ ،‬فيكون بمعنى التنقيص أو‬

‫التحقير ونحو ذلك ‪ ،‬وهو استعمال صحيح على سبيل المجاز‪.‬‬

‫( ‪ )۱‬القرارات المجمعية ص ‪. ٩‬‬


‫( ‪ ) ٢‬ص ‪. ٥٠٩‬‬
‫) ‪. ( ٤٢/٣١ ) ( ٣‬‬
‫) ‪. ( ٢١٥/٢ ) ( ٤‬‬

‫‪٢٧٢‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫أسباب الحكم ومنطوقه‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫مما يستدعي معه تعزير المدعى عليه جرّاء حلف‬ ‫‪٦٦‬‬

‫اليمين على غير وجهها‬

‫في ( اللسان ) ‪ « :‬وفعلت ذلك من جَرِيرتك ‪ ،‬ومن جرّاك ‪ ،‬ومن جَرَّائِك ‪ ،‬أي ‪ :‬من‬

‫‪ « :‬دخلت امرأة النارَ من جَزَاء هِرة لها ‪ ،‬ربَطَتْها ‪ ،‬فلا هي‬ ‫أجلك » (‪ ، ) ٢‬ومنه قوله‬

‫أطعمتها‪ ،‬ولا هي أرسلتها تَقْمُمُ من خَشَاش الأرض حتى ماتت هزلا » (‪ ، ) ۳‬وقال الشاعر‪:‬‬

‫ولو شئتم لـكـــان لـكـم جـوار‬ ‫أمِنْ جرًا بني أسد غَضِبْت‬

‫لقوم بعدما وطئ الخيار(‪)٤‬‬ ‫ومن جرَّائِنا صِرْتم عبيدا‬

‫قال الزعبلاوي ‪ « :‬والكُتَّاب لا يدخلون على ( جـراء ) حرف الجر ( من ) ‪ ،‬ولا وجـه‬

‫لحذفه في مثل هذا الوضع البتّة » ( ) ‪ ،‬والأليق دخول ( من ) على ( جـراء ) ‪ ،‬ولم أجد ‪ -‬فيما‬

‫اطلعت عليه ‪ -‬من أسقط حرف الجر‪ ،‬ولما تقدم تقول ‪ ( :‬مما يستدعي معه تعزير‬

‫المدعى عليه من جراء حلف اليمين على غيروجهها ) ‪.‬‬

‫)‪(1‬‬
‫ولأن البنتين فوق سن السابعة حاليا‬ ‫‪-٢٦٧‬‬

‫من الأغلاط الشائعة إقحام ( الياء ) بين ( اللام ) و ( الألف ) ‪ ،‬فيقولون ‪ ( :‬حاليا ) ولم‬

‫تُسمع هذه اللفظة عن العرب الأوائل ‪ ،‬وممن تنبه لهذا الغلط ابـن بـالي في كتابه ( خـيـر‬

‫الكلام في التقصي عن أغلاط العوام ‪ ،‬وجاء في ( المعجم الوسيط ) ‪ ( « :‬الحال ) ‪ :‬الوقت‬

‫ولأن البنتين في سن السابعة الآن ) ‪.‬‬ ‫الذي أنت فيه » (‪ ، )۷‬والصحيح أن تقول ‪:‬‬
‫في‬

‫ملجقا‬
‫ا‬
‫اللحن‬

‫( ‪ ) 1‬ينظر‪ :‬درة الغواص ص ‪ ، ٦٢٠‬وتذكرة الكاتب ص ‪ ، ١١٥‬ومعجم أخطاء الكتاب ص ‪. ٩١‬‬


‫لء‬‫ضا‬

‫) ‪. ( ١٢٩/٤ ) ( ٢‬‬
‫س‬

‫( ‪ ) ۳‬أخرجه مسلم في صحيحه ‪ ،‬كتاب البر والصلة والآداب ‪ ،‬باب تحريم تعذيب الهرة ونحوها ‪ ،‬من‬
‫الحيوان الذي لا يؤذي ‪ ،‬رقم الحديث ‪. ) ١٢١٣/٢ ( ، ٢٦١٩ :‬‬
‫( ‪ ) ٤‬لسان العرب ( ‪. )١٢٩/٤‬‬
‫( ‪ ) 5‬معجم أخطاء الكتاب ص ‪. ٩٢‬‬
‫( ‪ ) ٦‬ينظر‪ :‬خير الكلام في التقصي عن أغلاط العوام ص ‪. ٤١‬‬
‫( ‪ ) ۷‬ص ‪. 209‬‬

‫‪٢٧٣‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث الثالث‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫‪ ٢٦٨-‬وبما أن المدعي تنازل عن دعواه »‬

‫في ( الصحاح ) ‪ « :‬والنّزالُ في الحرب ‪ :‬أن يتنازل الفريقان » (‪ ، ) ٢‬وفي ( الأساس ) ‪ « :‬ونازَلهُ‬

‫في الحرب ‪ ،‬وتنازلوا » ( ‪ ، )۳‬فالمسموع عن العرب أن معنى ( تَنَازَلَ الفريقان ) ‪ ،‬أي ‪ :‬نازل‬

‫‪ ،‬وأنت بصير بأن طلبات‬


‫كلُّ منهما صاحبه ‪ ،‬كذلك فالتنازل يكون من شخصين فأكثر‬

‫التنازل عن الدعاوى ) تقام من طرف واحد ‪ ،‬ولذلك يصعب حمل التنازل الذي‬

‫نعنيه في استعمالنا الشائع ‪ ،‬على أصله المسموع في العربية ‪ ،‬ولا صلة بين المعنيين ‪،‬‬

‫قال جواد ‪ « :‬لا تقل ‪ ( :‬تنازل عن العرش ) ؛ والسبب في ذلك أن تنازل ) فعل اشتراك‬

‫في المسموع والمدون من اللغة العربية ‪ ،‬ومعناه ‪ :‬النزول من الإبل إلى القتال بين اثنين أو‬

‫أكثر منهما » (‪ ، ) ٤‬والصحيح أن يقال ( نزل ) بدلاً من ( تنازل ) ‪ ،‬قال الفيومي في ( المصباح ) ‪:‬‬
‫‪(o) ,‬‬
‫ونزلت عن الحق ‪ ،‬أي تركته » (ه) ‪ ،‬وهو صريح في موضوع الباب ‪ ،‬ونصت الفقرة ( ‪ ) ٢‬مـن‬

‫المادة السادسة من اللائحة التنفيذية لطرق الاعتراض على الأحكام (‪ ) ٦‬بما يأتي ‪ ( :‬إذا نزل‬

‫المعترض عن حقه في الاعتراض ‪ ، ) ...‬وهو تعبير صحيح روعي فيه قواعد العربية ‪ ،‬ولذلك‬

‫لا تقل ‪ ( :‬وبما أن المدعي تنازل عن دعواه ) ‪ ،‬وإنما تقول ‪ ( :‬وبما أن المدعي نَزَل عن دعواه )‬

‫أو ( ترك المدعي دعواه ) ‪.‬‬

‫‪ :‬قل ولا تقل ( ‪ ، ) ۳۰/۱‬ومعجم أخطاء الكتاب ص ‪ ، ٦٠٢‬ومعجم الأخطاء الشائعة ص ‪، ٢٤٥‬‬
‫( ‪ ) 1‬ينظر‬
‫ومعجم الخطأ والصواب في اللغة ص ‪ ، ٢٥٣‬وموسوعة الأخطاء الشائعة ص ‪. ٦٧‬‬
‫) ‪. ( ١٨٢٩/٤ ) ( ٢‬‬
‫) ‪. ( ٢٦٤/٢ ) ( ٣‬‬
‫( ‪ ) ٤‬قل ولا تقل ( ‪. ) ۳۰/۱‬‬
‫( ‪ ) 5‬ص ‪. 229‬‬

‫( ‪ ) ٦‬الصادرة بقرار معالي وزير العدل رقم ( ‪ ) ٥١٢‬في ‪ ١٤٤٥ /٠١ /٠٥‬هـ‪.‬‬

‫‪٢٧٤‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫أسباب الحكم ومنطوقه‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫‪ ٢٦٩-‬ينضاف إلى ذلك ما صادق عليه الطرفان من أن‬

‫المدعي أصالة ‪...‬‬

‫من معاني ( الإضافة ) الزيادة ‪ ،‬كما مر معك سابقًا في موضعين من هذا المؤلف(‪، )٢‬‬

‫وفعل ( انصاف‪ ،‬ويَنْضَاف) مستعملان في لغة القضاء ‪ ،‬وهما مُطَاوِعُ الفعل ( أَضَـاف ) ‪،‬‬

‫انْضَاف الشيء إليه ‪ ،‬وانْفَسَد الأمر عليه ) ‪ ،‬وكلا اللفظين‬ ‫قال الحريري ‪ « :‬ويقولون ‪:‬‬

‫معرَّة لكاتبه ‪ ،‬والمتلفّظ به ؛ إذ لا مساغ له في كلام العرب ‪ ،‬ولا في مقاييس التصريف ‪ ،‬ووجه‬

‫القول أن يقال ‪ ( :‬أضيف الشيء إليه ‪ ،‬وفسد الأمرُ عليه ) ‪ ،‬والعلة في امتناع (انفعل )‬

‫منهما أن مبنى فعل المطاوعة المصوغ على ( انفعل ) أن يأتي مطاوع الثلاثية المتعدية‬

‫كقولك ‪ ( :‬سكبته فانسكب ‪ ،‬وجذبته فانجذب ‪ ،‬وقدته فانقاد ‪ ،‬وسقته فانساق ) ونظائر‬

‫ذلك ‪ ،‬و( ضاف ) و( فسد ) إذا عُديا بهمزة الثقل ‪ ،‬فقيل ‪ ( :‬أضاف ) و( أفسد ) صارا رباعيين ‪،‬‬

‫فلهذا امتنع بناء انفعل ) منهما » ( ‪ ، )۳‬غيرأن جمعًا من أهل البيان والفصاحة جوزوا‬

‫استعمال مطاوع ( ضاف ) وورد كثيرًا في كلامهم ‪ ،‬قال الهمذاني في ( الألفاظ الكتابية )‬

‫« وانضاف إلى ذلـك قــوه مـن الصواب ‪ ،‬وصفاء من الطبع » ( ‪ ، )٤‬وقال ابن جني ‪ « :‬وانضـاف‬

‫إلى ذلك وارد الأخبار المأثورة بأنها من عند الله جل وعزّ » ( ه) ‪.‬‬

‫وخلاصة ما تقدم ‪ ،‬جواز استعمال مطاوع ( ضَافَ ) ‪ ،‬كما في مثال الباب ‪ ( :‬يَنْضَافُ‬

‫إلى ذلك ما صادق عليه الطرفان من أن المدعي أصالة ‪. ) ...‬‬


‫في‬
‫اللحن‬
‫ملجقا‬
‫ضا‬ ‫ا‬
‫لء‬
‫س‬

‫( ‪ ) 1‬ينظر‪ :‬درة الغواص ص ‪ ، ١٨٤‬وخيرالكلام ص ‪ ، ٢٠‬وكشف الطرة عن الغرة للآلوسي ص ‪ ، ٤٧‬ومعجم‬


‫أخطاء الكتاب ص ‪ ، ٣٦١‬ومعجم الأغلاط اللغوية المعاصرة ص ‪. ۳۹۹‬‬
‫( ‪ ) ٢‬ينظر‪ :‬ص ‪ ، ١٣١‬وص ‪. ٢٦٧‬‬
‫( ‪ ) ۳‬درة الغواص ص ‪. ١٨٤‬‬
‫( ‪ ) ٤‬ص ‪. ١٤‬‬
‫( ‪ ) ٥‬الخصائص ( ‪) ٤٧/١‬‬

‫‪٢٧٥‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث الثالث‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫‪ ٢٧٠-‬إضافة إلى أن رفع الجلسة لإحضار أصل الشيك‬

‫من المدعي لا مُبَرِّرَ له‬

‫ومثله في ملاحظة محكمة الاستئناف ‪ ( :‬لوحظ بالأكثرية أن ما ذكره فضيلته غير‬


‫ود‬
‫مُبَرَّر لبقائه على حكمه ) ‪ ،‬ولفظ ( التبرير) محدث ‪ ،‬لا وجود له في معجمات العربية ‪ ،‬قال‬
‫و دوو‬
‫الهلالي ‪ « :‬ومن أخطائهم ‪ ،‬قولُهم ‪ :‬لهذا العمل ما يُبَرِّرُهُ ) ‪ ،‬وكأنهم يريدون بالتبرير أن يُجعل‬

‫من البر‪ ،‬وهو الإحسان ‪ ،‬وقد بحثت فلم أجد في ( لسان العرب ) ‪ ،‬وهو أكبر معجم عند‬

‫العرب اليوم ‪ ( ،‬بَرَّرَ) على وزن ( فَعَلَ) ‪ ،‬كـ ( عَلَّمَ ) ‪ ،‬وإنما وجدت ( بر) و ( أبر) ‪...‬والصواب أن‬

‫يقال ‪ :‬لهذا العمل ما يسوّغه ‪ ،‬أي ‪ :‬يجعله سائعًا » ( ‪ ، ) ٢‬ولا يوجد في معجمات اللغة مادة ( بَرَّرَ‬

‫تبريرا ) ‪ ،‬ولم يذكر المعجميون سوى ( بَ ) الثلاثي ‪ ،‬و ( أبر) الرباعي ‪ ،‬وهما بمعنى الصدق‬

‫والقبول ونحوهما ‪ ،‬ويرى جواد أن مادة ( برر) تفيد معنى آخر غير ( سوغ ) فقال ‪ « :‬وأنا أجيز‬

‫( برَّرَه يبرره تبريرًا ) لغير ذلك المعنى ‪ :‬أجيزه للبشر‪ ،‬فنقلُ الفعل الثلاثي اللازم إلى الرباعي‬

‫المضعف العين لإفادة نسبة المفعول إلى أصل معنى الفعل قياسي عندي ‪ ،‬تقول ‪ ( :‬بخله ) ‪،‬‬

‫أي ‪ :‬نسبه إلى البخل ‪ ،‬و( بدعه ) نسبه إلى البدعة » ( ‪ ، )۳‬ثم أجازأن يُستعمل ( أبرَّ يُبره إبرارًا )‬

‫في معنى ( سوّغه يسوّغه تسويعًا ) وفيه نظر؛ لأن الإبرارفي العربية بمعنى الإمضاء ‪ ،‬وحمل‬

‫( الإبرار) ليؤدي المعنى الذي نريده من ( التبرير) فيه تكلف ‪ ،‬وقد أجاز مجمع اللغة‬

‫‪« :‬في ( المعجم ) ‪ :‬برحجّه ‪ :‬قُبل ‪ ،‬وتضعيفه‬


‫بالقاهرة استعمال ( برر) ‪ ،‬وجاء في نص القرار‬

‫برره جعله مقبولًا ‪ ،‬ومن ثم ترى اللجنة إجازة ما شاع من استعمال ( التبرير) في معنى‬

‫( التسويغ ) ؛ استنادًا إلى قرار المجمع في قياسية تضعيف الفعل للتكثيروالمبالغة » (‪ ، )٤‬وهو‬

‫رأي حسن ‪ ،‬ولذلك صح مثالا الباب ‪ ،‬ويجوز استعمال التبرير) بمعنى ( التسويغ ) ‪.‬‬

‫( ‪ ) 1‬ينظر‪ :‬دراسات في فلسفة النحو والصرف واللغة والرسم ص ‪ ، ١٣٠‬وقل ولا تقل ( ‪ ، ) ٦٨/١‬وتقويم‬
‫‪ ،۱۷‬والقرارات المجمعية ص ‪.۹۸‬‬
‫اللسانين ص ‪ ، ٧٥‬وكبوات اليراع ص ‪ ، ٢٧٥،‬ولحن القول ص ‪،‬‬
‫( ‪ ) ۲‬تقويم اللسانين ص ‪. ٧٥‬‬
‫( ‪ ) ۳‬قل ولا تقل ( ‪. ) ٦٩/١‬‬
‫( ‪ ) ٤‬القرارات المجمعية ص ‪. ۹۸‬‬

‫‪٢٧٦‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫أسباب الحكم ومنطوقه‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫‪ ٢٧١-‬وبما أن المتداعيين أدليا بما لديهما من دفوع‬

‫مرمعنا سابقًا أن من معاني ( أدلى ) إحضار الحجة والبينة ( ) ‪ ،‬ويَخطئ بعضُهم‬

‫استعمال ( أدليا ) بالتثنية ؛ لثقلها على اللسان ‪ ،‬وهو وهم ‪ ،‬ففي ( أخبار القضاة ) لوكيع ‪:‬‬

‫« قيل لإياس بن معاوية ‪ :‬لولا ثلاثُ خصال فيك ما كان في الدنيا مثلك ‪ ،‬قال ‪ :‬وما هنَّ ؟‬

‫)‪.‬‬ ‫قيل له ‪ :‬تُسرع في القضاء بين الخصمين إذا أدليا إليك ‪...‬‬

‫وبناءً على ما سبق ‪ :‬العبارة صحيحةً مستقيمة ‪ ،‬ولا وجه صحيح لمن خَطَأَها ‪.‬‬

‫الحكم بعدم‬ ‫وتوصلت الدائرة إلى نتيجة مؤداها‬ ‫‪-٢٧٢‬‬

‫الاختصاص الولائي )‬

‫يُخطئ جماعةُ استعمالَ ( مُؤدَّى ) بهذا المعنى ‪ ،‬منهم داغر‪ ،‬وزهدي جارالله ‪ ،‬والعدناني ‪،‬‬

‫قال داغر‪ « :‬ويقولون ‪ ( :‬عقدوا اتفاقًا مُؤَداه ) ‪ ،‬يريدون ( فحواه ) أو ( مضمونه ) أو ( خُلاصته ) ‪،‬‬

‫وهو خطأً » )‪ ،‬غير أن من غلط فقد عَجِلَ وتَسَرَّع ‪ ،‬قال الزمخشري في كتابه (المُفَصَّل ) ‪:‬‬

‫والحال المؤكدة هي التي تجيء على أثر جملة عقدها من اسمين لا عمل لهما لتوكيد خبرها ‪،‬‬

‫وتقرير مؤداهفي الشك عنه » (ه) ‪ ،‬قال الكرملي ‪ « :‬فاستعمل المؤدى مكان المعنى قبل ثمانمئة‬

‫سنة ‪ ،‬بل أكثر منها ‪ ،‬ثم جاء الناقد ليهدم ما قَبِلَهُ الفصحاء ‪ ،‬وبنوه على الفصاحة ‪ ،‬لماذا ؟‬

‫لأنه نظر في ( القاموس ) ‪ ،‬فلم يجده » (‪ ، )٦‬فمُؤدى الشيء ‪ ،‬هو ما يؤديه من موضوع وقصد ‪،‬‬

‫و ( المُؤدى ) اسم مفعول من ( أدى ) ‪ ،‬ولا وجه للتخطئة حينئذٍ ‪.‬‬


‫في‬

‫ملجقا‬
‫ا‬
‫اللحن‬
‫ضا‬

‫( ‪ ) 1‬ينظر‪ :‬ص ‪. ٢٣٩‬‬


‫لء‬
‫س‬

‫( ‪ ) ٢‬ص ‪. ٢٠١‬‬

‫‪ :‬أغلاط اللغويين الأقدمين ص ‪ ، ۳۳‬وتذكرة الكاتب ص ‪ ، ۹۱‬ومعجم أخطاء الكتاب ص ‪، ۸‬‬


‫( ‪ ) ۳‬ينظر‬
‫والكتابة الصحيحة ص ‪ ، ۱۸‬ومعجم الأغلاط اللغوية المعاصرة ص ‪. ٧‬‬
‫( ‪ ) ٤‬تذكرة الكاتب ص ‪. ۹۱‬‬
‫)‪.1900 (0‬‬
‫( ‪ ) 1‬أغلاط اللغويين الأقدمين ص ‪. ۳۳‬‬

‫‪۲۷۷‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث الثالث‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫‪ ٢٧٣-‬لذلك فقد حكمت الدائرة على المدعى عليه‬

‫الأجود أن يقال ‪ ( :‬لذلك حكمت ) ‪ ،‬بحذف ( فقد ) لتكون العبارة أونـق وأرشق ‪ ،‬ويشيع كذلك‬

‫قولهم ‪ ( :‬ولذلك ‪ ،‬فإن ما ذكره المدعي ‪ ) ...‬؛ وهو أسلوب أعله كثير من النحاة ؛ فـمـا بـعـد ( الفاء ) لا‬

‫يعمل فيما قبلها ‪ ،‬والجمع بين لام التعليل ‪ ،‬وفاء السببية لا حاجة إليه في أكثر هذه الاستعمالات ‪،‬‬

‫ويصححون العبارة بقولهم ‪ ( :‬فلذلك ما ذكره المدعي ‪ ، ) ..‬وهو الصواب إن شاء الله ‪.‬‬

‫‪ - ٢٧٤‬وعليه ‪ ،‬فقد حكمت الدائرة على المدعى عليه ‪...‬‬

‫اقتران ( الفاء ) في الكلمة التي تعقب ( على ) استعمالُ مولّد ليس له أصل في كلام‬

‫العرب ‪ ،‬والصحيح أن يقال ‪ ( :‬وعليه حكمت ) أو ( فعليه حكمت ) ‪ ،‬وممن انتقد هذا‬

‫الاستعمال الشيخ محمد رضا ‪ ،‬وخالفه عدد من أهل النظر والتحقيق ‪ ،‬منهم الشيخ‬

‫محمد تقي الدين الهلالي بقوله ‪ « :‬ما ذكرتم في مسألة عمل الفاء فيما قبلها (‪ ، ) ٢‬ونقلتم ‪،‬‬

‫فهو الصواب ‪ ،‬والعرب تتساهل وتتوسع في مثل هذه الفاء ‪ ،‬وقد قال بعض النحاة بمثل‬

‫قول السيد رشيد »( ‪. ) ۳‬‬

‫قلت ‪ :‬الكلام في هذه المسألة قريب من سابقتها ‪ ،‬وأفردتها في مبحث مستقل ؛ لكثرة‬

‫من يستعملها من القضاة ‪ ،‬فـ ( على ) هنا متعلقة بمحذوف يُقدَّر بنحو بناء على كذا ‪،‬‬

‫وتقديمك المفعول لأجله لا يسوغ لحوق الفاء لعامله المتأخر؛ لذا يظهر أن الصواب في‬

‫هذه المسألة ‪ ( :‬وعليه حكمت الدائرة على المدعى عليه ) و ( عليه ما ذكره المدعي في‬

‫جوابه ) ونحو ذلك بحذف الفاء ‪.‬‬

‫‪ :‬دراسات في فلسفة النحو والصرف واللغة والرسم ‪ ،‬لمصطفى جواد ص ‪ ، ٩٥‬ورد الشارد إلى‬
‫( ‪ ) 1‬ينظر‬
‫طريق القواعد ص ‪ ، ١٦‬والسيد رشيد رضا أوإخاء أربعين سنة ص ‪ ، ۳۸۹‬ومجلة مجمع اللغة العربية‬
‫بدمشق ( ‪ ، ) ٢٧٤/١٥‬ومجلة اللسان العربي ( ‪. ) ٤٢٠/١/٩‬‬

‫( ‪ ) 2‬أفرد السيوطي في كتابه ‪ :‬همع الهوامع ( ‪ ) ٣٥٨/٤‬بحثًا مستقلاًفي مسألة ( عمـل مـا بعـد الـفـاء فيما‬
‫قبلها ) ‪.‬‬

‫( ‪ ) ۳‬السيد رشيد رضا أو إخاء أربعين سنة ص ‪. ٥٤٨‬‬

‫‪٢٧٨‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫أسباب الحكم ومنطوقه‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫حكمت بأن يدفع المدعى عليه للمدعي مبلغا‬ ‫‪-٢٧٥‬‬

‫قدره مئة ألف ريال ‪.‬‬

‫رأيت بعض قضاة التنفيذ في سنين خلت ‪ ،‬يَرُدُّ الحكم القضائي إذا خلا من ( الإلزام ) ‪،‬‬

‫ولعله استند في رأيه هذا إلى بعض فقهاء الحنفية ‪ ،‬قال علي حيدرفي ( درر الحكام ) ‪:‬‬

‫ومن قواعد الصك أن يُذكرفي الحكم الشرعي المبني على الإقرار عبارة إلزام » (‪ ، )١‬وهو‬

‫مردود من وجهين ‪ ،‬الأول ‪ :‬أن الحكم والقضاء يفيدان الأمر والإلزام في الوضع اللغوي‬

‫قال الراغب ‪ « :‬القضاءُ ‪ :‬فصلُ الأمر قولًا كان ذلك أو فعلا‪ ،‬وكلُّ واحدٍ منهما على وجهين ‪:‬‬

‫إلهي ‪ ،‬وبشري ‪ ...‬ومن القول البشري ‪ ،‬نحو‪ :‬قضى الحاكم بكذا » (‪ ، ) ٢‬والوجه الآخر أن‬

‫الفقهاء ذكروا أن ( الحكم ) و ( القضاء ) و ( الإلزام ) من صيغ الحُكْم ‪ ،‬والاكتفاء بواحد من‬

‫هذه الألفاظ يجعل الحكم مُلْزِمًا ‪ ،‬قال الشربيني الشافعي ‪ « :‬ولـم يـبـيـن المصنـفُ صيغـةً‬

‫الحكم اللازم وصيغته قوله ‪ ( :‬حكمت على فلان لفلان بكذا ) ‪ ،‬أو ( قضيتُ بكذا ) ‪،‬‬

‫أو ( نَفَّذت الحكم به ) أو ( ألزمت الخصم به ) ‪ ،‬أو نحو ذلك » (‪ ،)۳‬ويقول الأشفورقاني‬

‫الحنفي ‪ « :‬وكان القاضي الإمام شمس الإسلام محمود الأوزجندي يقول ‪ :‬لا بد أن يقول‬

‫القاضي ‪ ( :‬قضيتُ بكذا ) ‪ ،‬أو يقول ‪ ( :‬حكمت ) ‪ ،‬أو ( أنفذتُ عليك القضاءَ ) » (‪. )٤‬‬

‫وحاصل ما تقدم ‪ ،‬أنه يجوز للقاضي أن يحكم بقوله ‪ ( :‬حكمت على المدعى عليه بأن‬

‫يدفع للمدعي كذا ) أو ( قضيـت علـى المدعى عليـه بـأن يدفع للمدعــي كــذا ) أو ( ألزمت‬

‫المدعى عليه أن يدفع للمدعي كذا ) وغيرها ‪.‬‬


‫في‬

‫ملجقا‬
‫ا‬
‫اللحن‬
‫لء‬
‫س‬ ‫ضا‬

‫) ‪. ( ٦٦٣/٤ ) ( ١‬‬

‫( ‪ ) ٢‬المفردات في غريب القرآن ص ‪. ٤٠٦‬‬


‫( ‪ ) ۳‬مغني المحتاج ( ‪. ) ٥٢٦/٤‬‬
‫( ‪ ) ٤‬صنوان القضاء ‪ ،‬وعنوان الإفتاء ( ‪. )۱۳۰/۱‬‬

‫‪۲۷۹‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث الثالث‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫‪ -٢٧٦-‬حكمت بفسخ نكاح المدعية من زوجها المدعى عليه‬

‫هذا التعبير عند كثيرين خطأً ‪ ،‬والصياغة الصحيحة قولهم ‪ ( :‬فسخت نكاح المدعية‬

‫من زوجها المدعى عليه ‪ ،‬وبه حكمت ) ؛ ووجه ذلك ‪ :‬أن الحكم إلزام ‪ ،‬والفسخ يكون من‬

‫القاضي ‪ ،‬ولا وجه لإلزام نفسه به ‪ ،‬وإنما القاضي يُلزمُ الزوجين بآثارالفسخ ‪ ،‬كذلك أن‬

‫تَقَدُّم الحكـم عـلـى الفسخ إنمـا هـو إلزام بالفسخ من غير وقوع لـه ‪ ،‬بخلاف ما لو تأخـر‬

‫الحكم عن الفسخ ‪ ،‬فهو إيقاع للفسخ ‪ ،‬ثم إلزام به ‪ ،‬وهذا تفريق مليح‪ ،‬لكن في النفس‬

‫شيء من هذه التخطئة ‪ ،‬فأما المقدمة الأولى فيجاب عنها بأن القاضي لو حكم بقوله ‪:‬‬

‫( فقد حكمت بفسخ عقد البيع ) ‪ ،‬فلا يصح على هذا الرأي ؛ لأن القاضي ألزم نفسه بهذا‬

‫الحكم ‪ ،‬وأما قولهم بأنه يجب أن يلي الحكم الفسخ ‪ ،‬فمردود بأن حُكْمَ القاضي بالفسخ‬

‫يتضمن فسخ النكاح وإيقاعه ‪ ،‬ولا يفتقر هذا الحكم إلى منفذ له ؛ لمن اشترط في الأحكام‬

‫أن يكون هناك حاكمًا في الواقعة ‪ ،‬وآخر مُنَفّذًا لها ‪.‬‬

‫والذي يظهرجواز مثال الباب ) حكمت بفسخ نكاح المدعية من زوجها مثلما يجوز‬

‫أن يقال ‪ ( :‬فسخت نكاح المدعية من زوجها ‪ ،‬وبـه حكمت ) ‪.‬‬

‫المدعية‬ ‫حكمت باستمرار الحضانة لصالح‬ ‫‪-٢٧٧‬‬

‫في ( الصَّحَاح ) ‪ « :‬الصلاح ‪ :‬ضد الفساد ‪ ،‬تقول ‪ :‬صلح الشيء يصلحُ صُلُوحًا ‪...‬‬

‫والإصلاح ‪ :‬نقيض الإفساد ‪ ،‬والمصلحة ‪ :‬واحدة المصالح » ) ‪ ،‬قال اليازجي ‪ « :‬ومثله ‪ ،‬قولهم ‪:‬‬

‫فعلت هذا الصالح (‬


‫فلان ) ‪ ،‬أي ‪ :‬لمصلحته ومنفعته ‪ ،‬وهذا الأمر من صالحي ‪ ،‬وهو الصوالح‪،‬‬

‫ولم يأت الصالح في شيء من اللغة بهذا المعنى ‪ ،‬وإنما هو من كلام العامة » ( ‪ ، ) ۳‬وقد أشارإلى‬

‫( ‪ ) 1‬ينظر لغة الجرائد ص ‪ ، ۱۱‬ومعجم أخطاء الكتاب ص ‪ ، ٣٤٢‬ومعجم الأخطاء الشائعة ص ‪، ١٤٢‬‬
‫وأخطاء ألفناها ص ‪ ، ٩٥‬ونحو إتقان الكتابة العلمية باللغة العربية ص ‪ ، ۹۷‬ومجلة مجمع اللغة‬
‫العربية بدمشق ( ‪ ) ١٧٦/١‬و( ‪. ) ٥٠٦/٧‬‬
‫) ‪. ( ۳۸۳/۱ ) ( ٢‬‬
‫( ‪ ) ۳‬لغة الجرائد ص ‪. ۱۱‬‬

‫‪٢٨٠‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫أسباب الحكم ومنطوقه‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫‪ ،‬وعبد القادر المغربي ‪ ،‬والزعبلاوي‬


‫هذا الخطأ الشائع كثيرون منهم ‪ :‬إبراهيم المنذر‪ ،‬وداغر‬

‫حكمت باستمرار الحضانة‬ ‫والعدناني ‪ ،‬ولذلك الوجه الصحيح أن يقال في مثال الباب ‪:‬‬

‫لصالح المدعية ) ‪ ،‬وفي مثال آخر‪ ،‬يقال ‪ ( :‬وقد نفَّذَتْ موكلتي القرار لمصلحة الورثة المدعين ) ‪،‬‬

‫ولا يصح أن يقال في هذين المثالين ‪ ( :‬لصالح ) لما تقدم قبل من أسباب ‪.‬‬

‫‪ -۲۷۸‬الحكم بقتل المدعى عليه تعزيرا بحقه‬

‫‪ ،‬والعدناني قول من يقول ‪ ( :‬الحكم الصادر بحقه) ‪ ،‬والصحيح‬


‫ينتقد إبراهيم المنذر‬

‫عندهما أن يقال ‪ ( :‬الحكم الصادر عليه ) ‪ ،‬ومثله قولهم ‪ ( :‬وصدر بحقه الحكم القضائي )‬

‫والصحيح ( وصدر عليه الحكم القضائي ) ‪ ،‬وهذا الانتقاد في محله ؛ فـ ( بحقه ) لا معنى لها‬

‫في هاتين الجملتين ‪ ،‬وإنما شاعت في لغة القضاء والإعلام حتى ظُنَّ أن استعمالها في هذا‬

‫الموضع صحيح ‪ ،‬وهو غلط‪.‬‬

‫‪ -۲۷۹‬ألزمت المدعى عليه سداد فاتورة استهلاك‬

‫الكهرباء مبلغًا وقدره كذا‬

‫أصل ( السداد ) في اللغة ‪ :‬الاستقامة ‪ ،‬والصواب من القول والفعل ‪ ،‬وبعضهم غلط‬

‫استعمال ( سداد ) في هذا المثال ونظائره مما هو شائع في اللغة القضائية ؛ لعدم وروده بمعنى‬

‫( ما يؤدى به ) أو ( يُقضى ) في معجمات اللغة ‪ ،‬لكن جاء في بعض المعجمات ‪ ،‬ومنها ( التاج )‬

‫ما نصه ‪ « :‬ومن المجاز‪ :‬فيه ( سداد من عَوَز‪ ،‬و أصبتُ به سِدادًا من عيش ‪ ،‬لما تُسَدُّ به‬

‫الخَلَّة ) ‪ ،‬أي ‪ :‬الحاجة ‪ ،‬ويُرْمَق به العيشُ‪ ،‬فيُكْسَر‪ ( ،‬وقد يُفتح ) ‪ ،‬وبهما قال ابن السكيت ( ‪، )۳‬‬
‫في‬

‫ملجقا‬
‫ا‬
‫اللحن‬
‫لء‬
‫س‬ ‫ضا‬

‫( ‪ ) 1‬ينظر‪ :‬معجم الأخطاء الشائعة ص ‪ ، ۱۳۹‬ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪. ) ٥٤٨/٧‬‬
‫( ‪ ) ٢‬ينظر درة الغواص ص ‪ ، ٤٠٧‬والمزهر في علوم اللغة وأنواعها ( ‪ ، ) ٢٩٤ / ٢‬ومعجم الأغلاط اللغوية‬
‫المعاصرة ص ‪ ، ۳۰۱‬ومعجم الصواب اللغوي ص ‪ ، ٤٤٠‬والقرارات المجمعية ص ‪ ، ١٤٥‬والألفاظ‬
‫والأساليب ( ‪. ) ٢٢٢/١‬‬
‫( ‪ ) ۳‬ينظر‪ :‬إصلاح المنطق ( ‪. ) ١٠٤/١‬‬

‫‪٢٨١‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث الثالث‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫والفارابي (‪ ، ) ١‬وتبعه الجوهريّ (‪ ، )۲‬والكسر أفصح ‪ ،‬وعليه اقتصر الأكثرون ‪ ،‬منهم ابن قتيبة (‪، )۳‬‬
‫)‪(٤‬‬
‫وثعلب (‪ ، )4‬والأزهري ( ‪ ، )٥‬لأنه مستعار من سداد القارورة فلا يُغيّر » (‪ ،)٦‬فمن اللغويين من‬

‫أجاز فتح السين وكسرها في ( سداد ) إذا كان المعنى سد الحاجة ‪ ،‬ومن مَنَعَ ‪ ،‬فهو يرى أن‬

‫( سداد ) بالكسر‪ :‬سدُّ الحاجة ‪ ،‬و ( سداد ) بالفتح ‪ :‬القصد في الدين والسبيل (‪ ، )۷‬وقد بحث‬

‫هذه المسألة عطية الصوالحي عضو المجمع القاهري ‪ ،‬وقال ‪ « :‬ولما كان الدين بابا تصدر فيه‬

‫متاعب المدين ‪ ،‬ومُنَفِّصَات عيشه ‪ ،‬صح أن يكون ما يسدّ به الدين ويقتضى سدادًا مجازا ‪،‬‬

‫كما قيل لما تسد به الخَلة ( سَداد ) مجازاً ‪ ،‬أيضًا بفتح السين فيهما ‪ ،‬وإن كان المستعار منه ‪،‬‬

‫‪،‬‬
‫وهو ( سداد ) القارورة بكسر السين ؛ لأن ابن السكيت ومن وافقه تصرفوا في المستعار‬

‫فأجازوا فيه الفتح ‪ ،‬وبناءً على كل ما سبق يكون قولهم ‪ ( :‬سداد الدين ) بمعنى ما يؤدى به ‪،‬‬

‫يستعمل كثير من الناس لفظ ( السداد ) في‬ ‫أو يتقضى صحيحًا » (‪ ، )۸‬وجاء في قرار المجمع ‪:‬‬

‫معنى قضاء الدين ‪ ،‬أو أدائه ‪ ،‬وترى اللجنة أن هذا الاستعمال جائزعلى أن ( السداد ) فيه‬

‫مصدر للفعل ( سدَّ ) كما في ( مل ملالًا ) ‪ ،‬و( جل جلالا ) » (‪. )۹‬‬

‫وخلاصة ما تقدم ‪ ،‬أن كلمة ( سداد ) بكسر السين ‪ ،‬تستعمل في غطاء القارورة ‪ ،‬وأن بعض‬

‫أهل اللغة أجاز فتح سين ( سَداد ) في هذا المعنى ‪ ،‬كما استُعمل ( السداد ) مجازا في قولهم ‪:‬‬

‫سداد من عوض ) ‪ ،‬وبذلك يجوز تصحيح قولهم ‪ ( :‬سَداد الدين ) على أنه نوع من المجاز‪.‬‬

‫ولذا صح لك أن تقول ‪ ( :‬ألزمت المدعى عليه سَداد فاتورة الكهرباء مبلغًا وقدره كذا ) ‪.‬‬

‫( ‪ ) 1‬ينظر‪ :‬المصباح المنيرص ‪. ١٠٣‬‬


‫( ‪ ) ٢‬ينظر‪ :‬الصحاح ( ‪. ) ٤٨٥/٢‬‬
‫( ‪ ) ۳‬ينظر‪ :‬أدب الكاتب ص ‪. ۳۱۷‬‬
‫( ‪ ) ٤‬ينظر‪ :‬المصباح المنيرص ‪. ١٠٣‬‬
‫( ‪ )5‬ينظر‪ :‬تهذيب اللغة ( ‪) ٢٧٧/١٢‬‬
‫) ‪. ( ۱۷۹/۸) ( ٦‬‬
‫( ‪ ) ۷‬ذكر الزجاجي في كتابه مجالس العلماء ص ‪ ، ۱۹۷‬قصة النضر بن شميل مع المأمون في التفريق بين‬
‫سداد ) بفتح السين ‪ ،‬و( سداد ) بكسرها ‪.‬‬
‫( ‪ ) ۸‬الألفاظ والأساليب ( ‪. ) ٢٢٥/١‬‬
‫( ‪ ) ۹‬القرارات المجمعية ص ‪. ١٤٥‬‬

‫‪٢٨٢‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫أسباب الحكم ومنطوقه‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫‪ ٢٨٠-‬ألزمت المدعى عليه أن يدفع للمدعي الباقي من‬

‫قيمة السيارة البالغ قدرها‪...‬‬

‫يشيع في اللغة القضائية عدم التفريق بين ( القيمة ) و ( الثمن ) ‪ ،‬مع أن لكل منهما‬

‫معنى غير الآخر‪ ،‬وفي ( البحر الرائق ) لابن نجيم الحنفي ‪ « :‬والفرق بين الثمن والقيمة ‪ :‬أن‬

‫الثمن ما تراضى عليه المتعاقدان ‪ ،‬سواء زاد على القيمة أو نقص ‪ ،‬والقيمة ‪ :‬ما قُـوم بـه‬

‫الشيء بمنزلة المعيار من غير زيادة ولا نقصان » (‪ ، )٢‬ومثله الحريري بقوله ‪ « :‬وقد فرق‬

‫أهل اللغة بين القيمة والثمن ‪ ،‬فقالوا ‪ :‬القيمة ما يوافق مقدار الشيء ويعادله ‪ ،‬والثمن‬

‫ما يقع به التراضي مما يكون وفقًا له ‪ ،‬أو أزيد عليه ‪ ،‬أو أنقص منه » ( ‪ ، )۳‬ويرى بعضهم‬

‫جوازاستعمال الثمن والقيمة في معنى واحد ‪ ،‬قال الشهاب الخفاجي في شرحه على ( درة‬

‫؛ لأن التجوز والتسمح باب واسع » (‪ ، ) ٤‬وفي حاشية‬


‫الغواص ) ‪ « :‬ووقوعهما بمعنى لا يضر‬

‫البجيرمي ) ‪ « :‬لأنا لا نقول لا تلازم بين الثمن والقيمة ‪ ،‬فقد تكون قيمته مئة ‪ ،‬ويشتريه‬

‫شخص بمئة وعشرين مثلًا » (ه) ‪ ،‬وحاصل الكلام فيما تقدم ‪ ،‬أن الأولى التفريق بين‬

‫المصطلحين ‪ ،‬فالقيمة ‪ :‬هي الثمن عند عامة الناس ‪ ،‬والثمن ‪ :‬هو الذي وقع عليه العقد ‪،‬‬

‫فإذا اشتريت ما يساوي تسعة بعشرة ‪ ،‬فالقيمة تسعة والثمن عشرة ‪ ،‬ولذلك تقول‬

‫في مثال الباب ‪ ( :‬ألزمت المدعى عليه أن يدفع للمدعي الباقي من ثمن السيارة البالغ‬

‫قدرها ‪ ، ) ...‬ومثال آخر على استعمال القيمة ) في موضعه الذي ينبغي أن يوضع فيه ‪:‬‬

‫( وقد عرض المدعى عليه بيته للبيع بقيمة قدرها مليون ريال ) ‪.‬‬
‫في‬

‫ملجقا‬
‫ا‬
‫اللحن‬
‫لء‬‫ضا‬

‫( ‪ ) 1‬ينظر‪ :‬درة الغواص وشرحه ص ‪ ، ٢٤٤‬وأساليب العرب في صناعة الإنشاء ص ‪ ، ١٠٢‬ومعجم الأخطاء‬
‫س‬

‫الشائعة ص ‪ ، ٥٢‬ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪ ) ٢٦٩/٢‬و ( ‪ ، ) ٥٤٧/٧‬ومجلة لغة العرب‬
‫( ‪ ، ) ٧٦٤/٨‬ومجلة المنهل عدد جمادى الآخرة سنة ‪ ١٣٦٥‬هـ ‪ ،‬ص ‪. ٢٧٦‬‬
‫( ‪ ) ٢‬البحر الرائق شرح كنز الدقائق ( ‪. ) ١٥/٦‬‬
‫( ‪ ) ۳‬درة الغواص ص ‪. ٢٤٤‬‬
‫( ‪ ) ٤‬ص ‪. ٢٤٨‬‬
‫)‪.(195/5) (0‬‬

‫‪٢٨٣‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث الثالث‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫ومما يتصل بهذه المسألة ‪ ،‬أن بعضهم يجمع ( القيمة ) ‪ ،‬على ( أَقْيَام ) ‪ ،‬ومثاله ‪:‬‬

‫( وبلغت عقارات أَقْيَامًا عالية ) ‪ ،‬وهو غلط فاش لدى التجار‪ ،‬وسرى في اللغة القضائية ‪،‬‬

‫و ( فِعْلَة ) تُجمع على ( فِعَل ) بكسر الفاء ‪ ،‬وفتح العين ‪ ،‬فتقول ‪ ( :‬قيم ) ‪ ،‬و( شيمة ‪ ،‬وشِيَم ) ‪،‬‬

‫و ( حيلة ‪ ،‬وحِيَل ) ؛ ولذا الصحيح أن تقول ‪ ( :‬وبلغت عقاراته قِيَما عالية) ‪.‬‬

‫‪ -۲۸۱‬حكمت على المدعى عليه بإخلاء العقار فورًا‬

‫الأصل عند العرب قولهم ‪ ( :‬جاء من فوره ) ‪ ،‬وليس ( جاء فورا ) ‪ ،‬ومنه قوله تعالى ‪:‬‬

‫وَيَأْتُوكُم مِّن فَوْرِهِمْ هَذَا ﴾ [ آل عمران ‪ ، ] ١٢٥ :‬قال البيضاوي في تفسيره ) ‪ « :‬مـن سـاعتهم هذه ‪،‬‬

‫وهو في الأصل مصدر من فارت القدر إذ غلت فاستعير للسرعة ‪ ،‬ثم أُطلق للحال التي لا‬

‫ريث فيها ولا تراخي ‪ ،‬والمعنى ‪ :‬إن يأتوكم في الحال » (‪ ، ) ٢‬وشاع استعمال ( على الفور) عند‬

‫الفقهاء ‪ ،‬قال الفيومي ‪ « :‬وقولهم ‪ ( :‬الشفعة على الفور من هذا ‪ ،‬أي ‪ :‬على الوقت الحاضر‬

‫الذي لا تأخير فيه ‪ ،‬ثم استُعمل في الحالة التي لا بطء فيها ‪ ،‬يقال ‪ :‬جاء فلان في حاجته ‪ ،‬ثـم‬

‫رجع من فوره ‪ ،‬أي ‪ :‬من حركته التي وصل فيها ‪ ،‬ولم يسكن بعدها » (‪ ، ) ۳‬أما الاستعمال‬

‫الشائع في زمننا هذا ( جاء فورًا ) ‪ ،‬فقد أجازه مجمع اللغة القاهري ‪ ،‬على الحالية (‪ ،)٤‬على‬

‫بعض محققي العربية لم يرتض تخريج ( فورًا ) ‪ ،‬ومنهم الشيخ محمد النجار‪ ،‬يقول ‪:‬‬

‫« وقد يبدو تخريج هذا الاستعمال بأن الكلام على تقدير محذوف ‪ ،‬فقولهم ‪ :‬احضر‬

‫فورًا ) ‪ ،‬أي ‪ :‬حضور فور‪ ،‬وقد عرفت أن ما أُثر من كلام العرب ‪ ،‬ومـن عـلـى سـنـنـهـم علـى غـيـر‬

‫ينظر لغويات ‪ ،‬وأخطاء لغوية شائعة ص ‪ ، ۱۱۷‬ومعجم أخطاء الكتاب ص ‪ ، ٤٧٥‬ومعجم الأخطاء الشائعة ص ‪، ١٩٧‬‬ ‫( ‪)1‬‬
‫ومعجم الصواب اللغوي ص ‪ ، ٥٩٠‬والقرارات المجمعية ص ‪ ، ١٠‬ومجلة مجمع اللغة العربية بالقاهرة ( ‪. ) ١٨٧/٧‬‬
‫( ‪ ) ٢‬أنوار التنزيل وأسرار التأويل ( ‪. ) ٣٧/٢‬‬
‫( ‪ ) ۳‬المصباح المنيرص ‪. ١٨٤‬‬
‫( ‪ ) ٤‬ونص القرار‪ « :‬نظر المجلس في قولهم ‪ ( :‬جاء فورًا ) ‪ ،‬و ( دفع الثمن فورًا ) ‪ ،‬و ( جاء فور الحين ‪ ،‬وفور‬
‫الساعة ) ‪ ،‬ولاحظ أن التعبيرالمألوف في العربية ‪ ( :‬جاء من فوره ) ‪ ،‬بمعنى جاء ‪ ،‬ولم يُعرج ‪ ،‬أو جاء من‬
‫ساعته ‪ ،‬و( جاء على الفور) ‪ ،‬أي ‪ ::‬لا على التراخي ‪ ،‬ورأى المجلس أنه يصح أن يقال ‪ ( :‬جاء فورًا ) ‪ ،‬و( دفع‬
‫الثمن فورًا ) على الحاليّة ‪ ،‬والفور السرعة ‪ ،‬وعدم التراخي » القرارات المجمعية ص ‪. ١٠‬‬

‫‪٢٨٤‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫أسباب الحكم ومنطوقه‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫هذا الوجه » (‪ ، )۱‬ورأيتُ بعض القضاة عندنا يتحاشى استعمال ( فورًا ) ‪ ،‬ويُجري في ضبوطه‬

‫ما جرى عليه الفقهاء من استعمال ( على الفور ‪ ،‬ولما تقدم يصح لك أن تقول ‪ ( :‬حكمت‬

‫على المدعى عليه بإخلاء العقار على الفور) ‪ ،‬وهو موافق لاستعمال الفقهاء ‪ ،‬أو حكمت‬

‫على المدعى عليه بإخلاء العقار فورًا ) بناءً على السبب الذي ذكره مجمع اللغة بالقاهرة ‪.‬‬

‫‪ ٢٨٢-‬قررت الدائرة وقف تنفيذ القرار الصادر من‬

‫محكمة التنفيذ مؤقتًا‬

‫ومثله قول بعض المدعين ‪ ( :‬وأوقفت تلك الدعوى مؤقتًا ) ‪ ،‬واستعمال ( مُوْقَتًا )في‬

‫هذين المثالين من الأخطاء الشائعة التي قلَّ من ينتبه لها ‪ ،‬وأول مـن نبـه عـلـى هـذا الغلط‬

‫من المعاصرين مصطفى جواد في مجلة ( لغة العرب العراقية ) ‪ ،‬بقوله ‪ « :‬وقالوا ‪ ( :‬جريدة‬

‫أدبية تصدرفي الأسبوع مرةً مُؤقتًا ) و ( أرى هذه الوظيفة مُؤقَتًا ) مريدين ( من دون وقتٍ‬

‫محددٍ ) مع أن المؤقت هو الذي يكون في وقت معين معلوم ‪ ،‬فالصواب ‪ ( :‬تصدر بلا أجـل‬

‫[ المرسلات ‪، ] ۱۱ :‬‬ ‫﴿َإِذَا الرُّسُلُ أَفَنَتْ‬


‫و‬ ‫مسمى ) أو ( غير مؤقتة ) » (‪ ، )۳‬ويشهد لذلك قوله تعالى ‪:‬‬

‫ولا يخفى عليك أن الوقف إذا عَرِي من شيء يحدد أمده ‪ ،‬كان الوقف مجهولًا‪.‬‬

‫قررت وقف تنفيذ القرار المذكور أعلاه مؤقتًا حتى الحكم في هذه‬ ‫أرأيت لو قلت ‪:‬‬

‫الدعوى ) فهو مثال صحيح ؛ لأن وقف القرارأُقْتَ لزمن معلوم ‪ ،‬وهو صدور الحكم في الدعوى‬

‫المنظورة ‪ ،‬ومثل ذلك في الصحة قولهم ‪ ( :‬وقد أوقفت تلك الدعوى مؤقتًا لحين الانتهاء من هذه‬
‫في‬
‫اللحن‬
‫ملجقا‬
‫ا‬

‫الدعوى ) فيكون وقفَ الدعوى الأخرى مؤقتًا بوقت معين ‪ ،‬وهو الانتهاء من الدعوى المنظورة ‪.‬‬
‫لء‬
‫س‬ ‫ضا‬

‫( ‪ ) ۱‬لغويات ‪ ،‬وأخطاء لغوية شائعة ص ‪. ١١٧‬‬


‫( ‪ ) ٢‬ينظر‪ :‬مجلة لغة العرب ( ‪ ، ) ٥٣٠/٨‬ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪ ) ٣٢٥/١٧‬و( ‪) ٧٢/١٩‬‬
‫و( ‪ ) ١١۹۱/۸۷‬و( ‪. ) ٧٤٦/٨٩‬‬
‫( ‪ ) ۳‬مجلة لغة العرب ( ‪. ) ٥٣٠/٨‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث الثالث‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫‪ ٢٨٣.‬ألزمت المدعى عليه تعويض المدعي مبلغا قدره‬

‫)‪(1‬‬
‫كذا لِقَاء حبس المدعى عليه للكتب‬

‫أدى إليه كذا لِقَاء عمله ) ‪ ،‬أي ‪ :‬في مقابل عمله ‪ ،‬ولم يُنقل‬ ‫يقول اليازجي ‪ « :‬ويقولون ‪:‬‬

‫استعمال ( اللقاء ) بهذا المعنى » (‪ ، ) ٢‬ويقول عبد القدوس الأنصاري ‪ « :‬إذا عُرف هذا فليعلم‬

‫أن الذي دعاني لعدها ملحونة ‪ ،‬هو كثرة إيرادها في مثل هذا التركيب ( لا يبالي بالإعراض‬

‫لقاء قيامه بالواجب ) ‪ ،‬فأنت ترى أن المراد منها هنا أداء بمعنى ( بجنب ) لا معناها اللغوي‬

‫الذي هو المُلاقاة ‪ ،‬هذا وإن استعمال الكتاب لـ ( لِقَاء ) في أشباه التركيب المذكورآنفا ‪ ،‬أدخل‬

‫إلى فكري أنهم اختزلوها ‪ -‬لعدم المبالاة وقلة التبصر ‪ -‬من كلمة ( تلقاء ) التي من شأنها أن‬

‫تؤدي معنى ( بجنب ) كما تؤديه زميلتاها ‪ ( :‬إزاء ‪ ،‬وأمام ) من باب المجاز المرسل » (‪ ، )۳‬ومما‬

‫تقدم لا يصح استعمال ( لِقَاء )في مثال الباب ونظائره ‪ ،‬ويمكن تصحيح هذا الاستعمال‬

‫بقولنا ‪ ( :‬ألزمت المدعى عليه تعويض المدعي مبلغا قدره كذا مقابل حبس المدعى عليـه‬

‫للكتب ) أو (إزاء حبس المدعى عليه للكتب ) ‪ ،‬أو بَدَلَ حبس المدعى عليه للكتب ) ‪.‬‬

‫‪ - ٣٨٤‬ألزمت المدعى عليه أن يدفع للمدعي‬

‫الأجرة للفترة من تاريخ ‪ ١٤٣٩ / ٠٤/ ١٧‬هـ حتى تاريخ‬

‫‪ ١٤٤٠ /١٠ /١٧‬هـ ‪٤‬‬


‫()‬

‫ومثله ‪ ( :‬حكمت على المدعى عليه بالسجن فترة سنتين تبدأ من تاريخ ‪ ، ) ...‬وقولهم‬

‫أيضًا ‪ ( :‬فترة الصباح‪ ،‬وفترة المساء ‪ ،‬واستعمال ( الفترة ) في هذه الأمثلة من الأغلاط‬

‫( ‪ ) 1‬ينظر لغة الجرائد ص ‪ ، ٤٨‬ومغالط الكتاب ص ‪ ، ۱۱۰‬ومعجم أخطاء الكتاب ص ‪ ، ٥٤٧‬ومعجم‬


‫الأخطاء الشائعة ص ‪ ، ۲۳۰‬وإصلاحات في لغة الكتابة والأدب ص ‪. ٢٣‬‬
‫( ‪ ) ٢‬لغة الجرائد ص ‪. ٤٨‬‬
‫( ‪ ) ۳‬إصلاحات في لغة الكتابة والأدب ص ‪. ٢٣‬‬
‫‪ :‬معجم أخطاء الكتاب ص ‪ ، ٤٥٣‬وتقويم اللسانين ص ‪ ، ١٤‬وأشتات في الأدب واللغة ص ‪، ٤٤‬‬
‫( ‪ ) ٤‬ينظر‬
‫ومعجم الصواب اللغوي ص ‪ ، ٥٧١‬ونحو إتقان الكتابة العلمية باللغة العربية ص ‪ ، ٣٤‬وص ‪، ٢١٣‬‬
‫ومعجم تصحيح التصحيح ص ‪. ١٥٣‬‬

‫‪٢٨٦‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫أسباب الحكم ومنطوقه‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫الشائعة ‪ ،‬ففي قوله تعالى‪﴿ :‬يَتَأَهْلاَلْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِّنَ الرُّسُلِ )‬

‫[ المائدة ‪ ، ] ١٩ :‬فُسّرت ( الفترة ) بانقطاع الوحي ‪ ،‬وفتور من الإرسال (‪ ، )۱‬وفي ( الصحاح ) ‪:‬‬

‫الفترة ما بين الرسولين من رسل الله عَزَّوَجَلَّ » ( ‪ ، ) ٢‬قال الهلالي ‪ « :‬ومن ذلك تعلم أن الفترة‬

‫ليس وقت العمل ‪ ،‬بل هي ما بين عملين ‪ :‬فالوقت الذي لا يكون فيه عمل ‪ ،‬هو الذي‬

‫يجب أن يُسمى فترة ‪ ،‬وقد عكسه عامة الكتاب والمذيعين » ( ‪. )۳‬‬

‫لذا تقول ‪ ( :‬ألزمت المدعى عليه أن يدفع للمدعي الأجرة من تاريخ ‪ ١٤٣٩ / ٠٤ / ١٧‬هـ‬

‫حتى تاريخ ‪ ١٤٤٠ / ١٠ / ١٧‬هـ‪ ،‬وحكمت على المدعى عليه بالسجن مدة سنتين تبدأ من‬

‫تاريخ ‪ ، ) ...‬و( وقت الصباح ) و ( وقت المساء ) ‪ ،‬ومما يتصل بهذا الباب أن كثيرًا من‬

‫الناس يدخل ( اللام ) على ( مدة ) فيقولون ‪ ( :‬للمدة من تاريخ كذا إلى كذا ) ‪ ،‬والأولى عـدم‬

‫إدخال الحرف ؛ لعدم الحاجة إليه في هذا الموضع ‪.‬‬

‫‪ ٢٨٥-‬فقد ثبت لدينا إدانة المدعى عليه بترويج ثلاث‬

‫حبات من الحبوب الممنوعة‬

‫في ( عثرات الأقلام ) ‪ « :‬ومنها قولهم ‪ ( :‬حوكم المجرمون ‪ ،‬وحكم عليهم بالموت بعد أن‬

‫ر ( أدان ) أي ‪:‬‬
‫در‬‫قامت على إدانتهم أدلة قاطعة ) لا معنى للإدانة في هذه الجملة ؛ لأنها مصد‬

‫أخذ دَيْنًا ‪ ،‬أو أعطى دَيْنًا ‪ ،‬ومن أخذ دَيْنًا ‪ ،‬أو أعطاه ‪ ،‬لا يستحق الحكم عليه بالموت »( ه) ‪،‬‬

‫وتحقيق ذلك أن ( أدان ) في اللغة لا تأتي بمعنى الجزاء إطلاقًا ‪ ،‬ففي ( التاج ) ‪ ( « :‬ودِثْتُه ‪،‬‬
‫في‬

‫ملجقا‬
‫ا‬
‫اللحن‬
‫لء‬
‫س‬ ‫ضا‬

‫( ‪ ) 1‬ينظر‪ :‬أنوار التنزيل وأسرار التأويل ‪ ،‬للبيضاوي ( ‪. ) ١٢١/٢‬‬


‫) ‪. ( ۷۷۷/۱ ) ( ۲‬‬

‫( ‪ ) ۳‬تقويم اللسانين ص ‪. ١٤‬‬


‫( ‪ ) ٤‬ينظر‪ :‬تذكرة الكاتب ص ‪ ، ٦٩‬ومعجم أخطاء الكتاب ص ‪ ، ٢٠٥‬ومعجم الصواب اللغوي ص ‪ ، ٢٦‬والقرارات المجمعية‬
‫ص ‪ ، ۱۸۳‬ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪ ) ٣١٦/٣‬و( ‪ ، ) ٥٠٢/٨٠‬ومعجم تصحيح التصحيح ص ‪. ١٨‬‬
‫( ‪ ) ٥‬مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪. ) ٣١٦/٣‬‬

‫‪٢٨٧‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث الثالث‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫بالكسر دَيْنًا ( وأَدَنْته ) إدانة ‪ ( :‬أعطيته إلى أجل ( فصار عليه دين ‪ ...‬وأدان معناه ‪ :‬أنه‬

‫باع بدين ‪ ،‬أو صار له على الناس دين » (‪ ، )١‬فلم يأت الفعل ( أَدَانَـه ) ومصدره ( إِدَانَة ) في‬

‫معجمات العربية ‪ ،‬إلا على معنى الاستقراض أو البيع بالدين ونحوهما ‪ ،‬أما الاشتقاق الذي‬

‫يمكن حمل معنى الجزاء عليه ‪ ،‬فهو من باب ( دانَ يَدينُهُ دِينًا ) بكسر الدالفي المصدر‪ ،‬وفي‬

‫( التاج ) أيضًا ‪ ( « :‬والدين ‪ ،‬بالكسر‪ :‬الجزاء ) والمكافأة ‪ ،‬يقال ‪ :‬دَانَه دِينًا ‪ ،‬أي ‪ :‬جازاه ‪ ،‬يقال ‪:‬‬

‫( كما تدين تدان ) أي ‪ :‬كما تُجـازي تُجازى بفعلك ‪ ،‬وبحسب ما عَمِلْتَ » (‪ ،) ۲‬وعلى هذا الرأي ‪،‬‬

‫تقول ‪ ( :‬دانت المحكمة فلانًا ) ‪ ،‬وليس ( أدانت المحكمة فلانا ) ‪ ،‬وتقول ‪ ( :‬ثبت للمحكمة‬

‫‪ ،‬يُجيزُ فيه استعمال‬


‫دينة فلان ) ‪ ،‬وليس ( إدانة فلان ) ‪ ،‬غيرأن مجمع القاهرة له رأي آخر‬

‫درست اللجنة هذا ‪ ،‬وانتهت إلى‬ ‫( أَدَانَ ‪ ،‬وإدانة ) محل ( دَانَ ‪ ،‬ودِينة ) ‪ ،‬ومما جاء في القرار‪:‬‬

‫أن ( دَانَ ) الثلاثي المتعدي يشترك مع الرباعي في معنى الإقراض ‪ ،‬وينفرد بمعنى المجازاة ‪،‬‬

‫كما جاء في ( اللسان ) ( ‪ ، ) ۳‬وليس ببعيد في رأي اللجنة أن يحمل الرباعي على الثلاثيفي دلالة‬

‫المجازاة ؛ ليكون ( أدَانه ) بمعنى جازاه ‪ ،‬وتكون ( الإدانة ) بمعنى المجازاة ‪ ،‬وثَمة توجيه آخر‪:‬‬

‫أن قولهم ( دَانَ شخصًا ) معناه في اللغة أيضًا حَمَله على ما يكره ‪ ،‬ومن الممكن أن يكون‬

‫( أَدَانَه ) محمولًا على هذا المعنى ؛ إذ الحكم بالإدانة أساسه الحمل على غير المحبوب‬

‫ولهذا يرى المجمع إجازة استعمال قولهم ‪ ( :‬أدانت المحكمة فلانًا ) أو ( حكمت بإدانته )‬

‫في المعنى الذي يُستعمل فيه » ( ‪ ، )٤‬وهذا تخريج من المجمع حسن ‪ ،‬ولا سيما الوجه الأول ‪،‬‬

‫إلا أنه لو كان الفعل الثلاثي ( دَانَ ) لازمًا ‪ ،‬لسوغنا بناء الرباعي منه ( أدان ) ليكون متعديًا ‪،‬‬

‫مثل الفعل الثلاثي اللازم ( ذهب ) ‪ ،‬ورباعيّه المتعدي ( أذهب ) ‪ ،‬ولمن يرى صعوبةً في هجر‬

‫( أَدَانَ ) وترك ( إدانة ) ‪ ،‬ويرى أن ( دانَ ) ومصدره ( دينة ) أجنبيان عن اللغة القضائية‬

‫فليلزم قرار مجمع اللغة القاهري ‪ ،‬فإن له في ذلك مخرجًا ‪.‬‬

‫) ‪. (٥٠/٣٥ ) ( ۱‬‬
‫) ‪. ( ٥٢/٣٥ ) ( ٢‬‬
‫)‪. ( ١٦٧/١٣ ) ( ۳‬‬

‫( ‪ ) ٤‬القرارات المجمعية ص ‪. ۱۸۳‬‬

‫‪٢٨٨‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫أسباب الحكم ومنطوقه‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫‪ -٢٨٦‬الإعدام‬

‫هذا المصطلح غير مستعمل في قضائنا ‪ ،‬والشائع في السجلات القضائية قولهم ‪:‬‬

‫( حكمنا على المدعى عليه بالقتل حدًّا ‪ ،‬أو قصاصا ‪ ،‬أو تعزيرًا ) ‪ ،‬ولم أجد لفظة ( الإعدام )‬

‫مضبوطةً إلا في قرار صدر من جهة شبه قضائية بقولهم ‪ ... ( :‬لأن بقاءه في المستشفى‬

‫في ظل عدم وجود مستلزمات طبية ‪ ،‬وأطباء من أهل الاختصاص في جراحة الأطفال‬

‫هو الحكم بالإعدام على هذا الطفل ) ‪ ،‬و ( الإعدام ) لفظة تسري على ألسنة الناس ‪ ،‬وإن‬

‫لم يكن لها موضعُ في لغة القضاء ‪ ،‬وقد جرى خلاف قبل مئة سنة في استعمالها ؛ لأنه‬

‫اصطلاح مأخوذ من الأتراك ‪ ( :‬حكمت المحكمة بإعدام فلان ‪ ،‬والمسموع عن العرب ‪:‬‬

‫( أعدم الرجل ) ‪ ،‬أي ‪ :‬افتقر‪ ،‬و ( أعدم فلانًا ) بمعنى ‪ :‬منعه ‪ ،‬ولم يُسمع عنهم استعمال‬

‫( أعدم ) بمعنى ‪ :‬إعدام الحياة ‪ ،‬وممن منع استعمال ( أعدم ) في هذا المعنى ‪ :‬إبراهيم المنذر‬

‫‪ ،‬ومرةً‬
‫الإعدام ) فإني لا أقولها إلا في معنى الفقر‬ ‫وشكيب أرسلان الذي قال ‪ « :‬وأما‬

‫اضطررت إلى كتابة يفهمها العامة ‪ ،‬فقلت ‪ ( :‬حُكم عليهم بإعدام الحياة ) فاعترض جاهل‬

‫يدعي العلم في اللغة ‪ ،‬وليس منها في قبيل ولا دبيرٍ‪ ،‬فقال ‪ :‬ما هذا التعبير؟ إعدام الحياة ‪،‬‬

‫أفليس لفظ الإعدام وحده كافيًا ؟ فأجيب ‪ :‬كلا ‪ ،‬ليس كافيًا ؛ لأن الإعدام وحده انصرف‬

‫إلى معنى الفقر الشديد ‪ ،‬ولذلك وجب لدلالته على القتل أن يقال ( إعدام الحياة )‬

‫أو ( إعدام الوجود ) » ( ‪ ، ) ٢‬وقد استفتي مجمع اللغة بدمشق سنة ‪ ١٣٤٣‬هـ عن صحة‬

‫استعمال ( الإعدام ) في المعنى المستعمل له في المحاكم ‪ ،‬فتصدى للإجابة عنه الأستاذ‬

‫الكبير عبد القادر المغربي في أربع ورقات ‪ ،‬وقد ذهب إلى صحة قولهم ‪ ( :‬حكمت المحكمة‬

‫حكمت المحكمة بإعدام فلان ) هو مصدر‬ ‫بإعدام فلان ) ‪ ،‬ومما قاله ‪ « :‬فإن قولهم ‪:‬‬
‫في‬

‫ملجقا‬
‫ا‬
‫اللحن‬

‫مضاف لمفعوله الأول ‪ ،‬وقد حذف مفعوله الثاني ‪ ،‬والتقدير ( حكمت المحكمة بإعدام‬
‫لء‬
‫س‬ ‫ضا‬

‫( ‪ ) 1‬ينظر‪ :‬تذكرة الكاتب ص ‪ ، ١٠٥‬والسيد رشيد رضا أو إخاء أربعين سنة ص ‪ ، ٣٤٦‬ومعجم الصواب‬
‫اللغوي ص ‪ ،٥٥‬والقرارات المجمعية ص ‪ ، ٣٦‬وقرارات مجمع اللغة العربية بدمشق في الألفاظ‬
‫والأساليب ( ‪ ، ) ١٥/١‬ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪ ) ٢٦٩/٢‬و ( ‪ ) ٢٨٦/٥‬وهي فتوى لغوية‬
‫للمغربي في الإعدام ‪ ،‬و( ‪ ) ٥٠٨/٧‬و ( ‪ ، ) ٥٤٤/٨‬و( ‪. ) ٧٨/٩‬‬
‫( ‪ ) ۲‬مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪. ) ۷۸/۹‬‬

‫‪٢٨٩‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث الثالث‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫فلان حياته ) فحذفنا كلمة ( حياته ) ‪ ،‬وأضفنا المصدرإلى مفعوله الأول ‪ ،‬وتارة يحذفون‬

‫حكمت المحكمة بالإعدام ) ‪ ،‬أي ‪ :‬بإعدام فلان حياته ‪ ،‬وكل ذلك‬ ‫المفعولين معًا ‪ ،‬فيقولون ‪:‬‬

‫جائز كما لا يخفى » (‪ ، )١‬وقد نقل داغر عن العلامة أحمد تيمور باشا أن الحافظ ابن حجر‬

‫استعمل ( الإعدام ) بمعنى ( إعدام الوجود ) في ( الدرر الكامنة ) ‪ ،‬وإليك نص ما قاله في‬

‫ترجمته لمسعود بن أحمد الحارثي الحنبلي ‪ « :‬ويقال إنه الذي تعمد إعدام مسودة كتـاب‬

‫( الإمام ) لابن دقيق العيد » ( ‪. ) ٢‬‬

‫والذي يظهر صحة قولهم ‪ ( :‬حُكِمَ على المدعى عليه بالإعدام ) أو ( حَكَمَتِ المحكمة‬

‫بإعدام فلان ) ‪.‬‬

‫‪ ٢٨٧-‬وحكمنا على المدعى عليه بالسجن عشر سنوات‬

‫)‪(۳‬‬
‫تبدأ من ‪( ...‬‬
‫‪)٣‬‬

‫في ( التاج ) ‪ « :‬سَجَنَه ) يَسْجُنُه سَجْنًا ‪ ( :‬حَبَسَه ) ‪ ( ...‬والسِّجْنُ ‪ ،‬بالكسر‪ :‬المَحْبَسُ ) ‪،‬‬

‫[ يوسف ‪ ، ] ۳۳ :‬وقرئ بفتح السين ‪ ،‬وهـو‬ ‫قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ‬ ‫ومنه قوله تعالى‪:‬‬

‫والسَّجْنُ ‪ :‬الحبْسُ » (‪ ، )٥‬وكثيرون‬ ‫مصدر» (‪ ، )٤‬وفي ( العين ) ‪ « :‬السِّجْنُ ‪ :‬المَحْبِسُ‬

‫ينطقون ( السِّجن ) بكسر السين ‪ ،‬ولا معنى له في هذا المثال ؛ إذ هو مكان الحبس ‪،‬‬

‫والأجود استعمال المصدر ( السجن ) بفتح السين فيكون المعنى ‪ :‬الحكم عليه بالحبس‬

‫عشر سنوات ‪.‬‬

‫( ‪ ) ۱‬مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪. ) ٢٨٨/٥‬‬


‫( ‪ ) ٢‬الدرر الكامنة في أعيان المئة الثامنة ( ‪. ) ٣٤٧/٤‬‬
‫( ‪ ) ۳‬ينظر‪ :‬تذكرة الكاتب ص ‪ ، ۱۱۱‬ومعجم الصواب اللغوي ص ‪ ، ٤٣٨‬ومجلة المنهل ‪ ،‬عدد جمادى الثانية‬
‫سنة ‪ ١٣٦٥‬هـ‪ ،‬ص ‪. ٢٧٥‬‬
‫) ‪. ( ١٦٩/٣٥ ) ( ٤‬‬
‫) ‪. ( ٢١٨/٢ ) ( ٥‬‬

‫‪290‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫أسباب الحكم ومنطوقه‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫الاعتراض‬ ‫وهذا الحكم لا يخضع لطرق‬ ‫‪-۲۸۸‬‬

‫ومثله ما يكتب في العقود ‪ ( :‬إذا تعذر تسوية هذا النزاع بالطرق الودية ‪ ،‬وتعذر‬

‫التصالح فيه ) وهذا الاستعمال صحيح فصيح ‪ ،‬ففي ( التاج ) ‪ « :‬والطريق ‪ :‬السبيل ‪،‬‬

‫معروف ‪ ،‬يُذَكِّر‪ ،‬ويُؤنَّث ‪ ،‬يقال ‪ :‬الطريق الأعظم ‪ ،‬والطريق العظمى ‪ ،‬وكذلك السبيل » ( ) ‪.‬‬

‫والجمع منه ‪ :‬الطرق ‪ ،‬وأما لفظ ( الطرائق ) الذي يستعمله بعض الكتاب هذا اليوم‬

‫بمعنى السبيل ‪ ،‬فمفرده ( طريقة ) ‪ ،‬وفي ( التاج ) ‪ « :‬والطريقة ‪ ( :‬الحال ) تقول ‪ ( :‬فلان )‬

‫على طريقةٍ حسنةٍ ‪ ،‬وعلى طريقةٍ سيئةٍ » ( ‪ ، )۳‬فطريقة الرجل مذهبه ‪ ،‬وسيرته ‪ ،‬وحاله ‪،‬‬

‫﴿أَنَامِنَا الصَّلِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَابِقَ قِدَدًا ﴾ [ الجن ‪. ] ١١ :‬‬
‫وَ‬ ‫ومنه قوله تعالى ‪:‬‬

‫ولما تقدم لا يصح لك أن تقول ‪ ( :‬وهذا الحكم لا يخضع لطرائق الاعتراض ) ‪ ،‬ولا‬

‫يصح أيضًا قول ‪ :‬إذا تعذر تسوية هذا النزاع بالطرائق الودية ‪ ،‬وتعذرالتصالح فيه )‬

‫والصحيح ما أثبتناه آنفًا من استعمال ( طُرُق )في هذين الموضعين ‪.‬‬

‫الأولى )‬ ‫‪ -٢٨٩-‬لذا قررت شطب الدعوى للمرة‬

‫لم يرد ( الشَّطْبُ ) في اللغة بمعنى الإلغاء أو المحو‪ ،‬وغلط جمع من المتأدبين‬

‫استعمال ( الشطب ) في معناه الشائع اليوم ‪ ،‬وهو إمرار القلم على بعض ما سبقت‬
‫قائمة‬
‫كتابته لأجل محوه ‪ ،‬ويدخل فيه بالتبع إلغاء الدعوى القضائية ‪ ،‬وشطبها من‬
‫في‬
‫اللحن‬
‫ملجقا‬
‫ا‬

‫( ‪ ) ۱‬ينظر‪ :‬معجم الأخطاء الشائعة ص ‪ ، ١٥٥‬ونحو إتقان الكتابة العلمية باللغة العربية ص ‪ ،٢٠١‬ومجلة‬
‫ضا‬

‫اللسان العربي ( ‪. ) ١١٥/٢‬‬


‫لء‬
‫س‬

‫) ‪. ( ٧٢/٢٦ ) ( ٢‬‬
‫) ‪. ( ٧٣/٢٦ ) ( ٣‬‬

‫( ‪ ) ٤‬ينظر‪ :‬شفاء الغليل ( ‪ ، ) ٦٨/٣‬وتذكرة الكاتب ص ‪ ، ١١٢‬ومعجم أخطاء الكتاب ص ‪ ، ۳۰۹‬والكتابة‬


‫الصحيحة ص ‪ ، ١٧٤‬ومعجم الأخطاء الشائعة ص ‪ ، ۱۳۰‬ومعجم الخطأ والصواب في اللغة ص ‪، ١٦٩‬‬
‫ومعجم الصواب اللغوي ص ‪ ، ٤٦٩‬ومعجم تصحيح التصحيح ص ‪ ، ۱۲۹‬ومجلة مجمع اللغة العربية‬
‫بالقاهرة ( ‪ ، ) ٢٩٧/٢‬ومجلة مجمع اللغة العربية الأردني ( ‪ ، ) ١٥٩/٧٠‬ومجلة الضياء ( ‪. ) ٢١/١‬‬

‫‪291‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث الثالث‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫الجلسات ‪ ،‬غيرأنه جاء في ( النهاية ) لابن الأثير‪ « :‬وفي حديث عامر بن ربيعة ( أنه حمل‬

‫على عامر بن الطفيل ‪ ،‬وطعنه ‪ ،‬فَشَطَبَ الرُّمْحُ عن مَقْتَله ) ‪ ،‬أي ‪ :‬مال وعدل عنه ‪ ،‬ولم‬

‫‪، )١‬‬
‫يَبْلُغه ‪ ،‬وهو مِنْ شَطَبَ ‪ ،‬بمعنى بَعُدَ » (‪ ، ) ۱‬وفي ( اللسان ) ‪ « :‬وشَطَبَ إِذا عَدَل ومالَ » (‬

‫وبعضُ من أجاز استعمال ( شَطَبَ ) بمعنى ( مَحَا ) ‪ ،‬حَمَلَهُ على المجاز‪ ،‬هو أن ( شَطَبَ )‬

‫من شُطُوب السيف ‪ ،‬وشُطبه وشُطبه ‪ ،‬أي ‪ :‬طرائقه التي في متنه ‪ ،‬من قولهم ‪ :‬سيف‬

‫مُشَطَب ومَشْطوب ‪ ،‬وجاء في ( شفاء الغليل ) للشهاب الخفاجي ‪ ( « :‬شَطْبة ) ‪ :‬خط يَمَدُّ‬

‫على الغلط الواقعفي الكلام » (‪. )3‬‬

‫قلت‪ :‬يمكن تضمين ( شَطَبَ عنه ) بمعنى ( عَدَل عنه ) ؛ لأن معنى العدول فيه‬

‫الشَّطب ) ‪ :‬القطع ‪ ،‬أو الشق طولًا ‪ ،‬ولا يمنع صحة‬ ‫طارئ ‪ ،‬قال الزعبلاوي ‪ « :‬أصل‬

‫قولك ‪ ( :‬شَطَبْتُ عن الكلمةِ ) صواب قولك ‪ ( :‬شَطَبْتُ الكلمة ) إذا مددت عليها خطا‬

‫لإفسادها » (‪ ، ) ٤‬وقال اليازجي ‪ « :‬وفي استعمال التجار ليومنا هذا ‪ ،‬يقولون ‪ ( :‬شَطَب‬

‫ر فشطب على القديم الذي وضـع عـلـيـه عـلامـة تـشـيـر‬


‫رلى دفت‪،‬‬
‫الحساب ) إذا نقـلـه مـن دفت إ‬

‫إلى أنه لا يُعمل به ‪ ،‬فلا يبعد أن يكون مأخذ الشطب بالمعنى الذي ذكرتموه من هنا ‪ ،‬كأنهم‬

‫‪ ،‬ثم نُقل إلى مطلق الصحيفة »(ه) ‪،‬‬


‫سمّوا كل صحيفة قد شطبت ( شَطبًا ) تسمية بالمصدر‬

‫وقبل مئة وأربعين سنة أحيا الشيخ حمزة فتح الله كلمة ( رَمَّج ) وهي أصرحفي الدلالة‬

‫المحو والإزالة ) ‪ ،‬ومثبتة في معجمات اللغة ‪ ،‬إلا أن هذا اللفظ لم يكتب له‬ ‫على معنى‬

‫القبول قديمًا وحديثًا ‪ ،‬ولم يلقَ القبول الذي لقيه لفظ ( الشطب )في عصرنا ‪.‬‬

‫وأقر مجمع القاهرة قولنا ‪ ( :‬شطب القاضي الدعوى ) ‪ ،‬أي ‪ :‬حذفها من جدول‬

‫القضايا ‪ ،‬بلا حكم فيها‬

‫) ‪. ( ٤٧٣/٢) ( 1‬‬
‫) ‪. ( ٤٩٧/١ ) ( ٢‬‬
‫)‪( ٦٨/٣ ) ( ۳‬‬

‫( ‪ ) ٤‬معجم أخطاء الكتاب ص ‪. ۳۰۹‬‬


‫( ‪ )٥‬مجلة الضياء ( ‪) ٢٢/١‬‬

‫‪292‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫أسباب الحكم ومنطوقه‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫‪ ٢٩٠-‬وأمرت بإطلاق سراحه من السجن حتـى الفصـل‬


‫)‪(1‬‬
‫في القضية‬

‫من الأخطاء الشائعة قولهم ‪ ( :‬أَطْلِقَ سَرَاحُهُ من السجن ) ‪ ،‬وأول مـن نبـه علـى هـذا‬

‫‪،‬‬
‫الإطلاق ) إنما يكون من سجن أو قيد أو أسر‬ ‫الغلط ‪ :‬إبراهيم المنذر‪ ،‬وسبب المنع أن‬

‫( والسراح ) اسم من التَّشريح ‪ ،‬وهو الإطلاق نفسُهُ ‪ ،‬ومنه ‪ :‬سرَّحْتُ المرأةَ إذا طلقتها‪ ،‬قال‬

‫أَوْ تَسْرِيحُ بِإِحْسَنِ ﴾ [ البقرة ‪] ٢٢٩ :‬‬ ‫الراغب الأصفهاني ‪ « :‬والتسريح في الطلاق ‪ ،‬نحو قوله تعالى ‪:‬‬

‫‪ ،‬وقوله ‪﴿ :‬وَسحَُرِوهُنَّ سَرَاحَا جَمِيلًا ﴾ [ الأحزاب ‪ ، ] ٤٩ :‬مستعار من تسريح الإبل كالطلاق في‬

‫كونه مستعارًا من إطلاق الإبل » (‪ ،)۲‬وقال ابن الرومي‬

‫قد حان يابن الأكرمينَ سَرَاحُهُ (‪)۳‬‬ ‫قدمت لي وعدا فأين نجاحه‬

‫ولذلك لا معنى لقولك ‪ :‬إطلاق السراح ) أو ( فكّ السراح ) ؛ لأن الذي يُطلق هو‬

‫المحبوس ‪ ،‬لا المُسَرَّح ‪ ،‬والصحيح قولك ‪ ( :‬وأمرت بإخلاء سبيله من السجن حتى الفصل‬

‫في القضية ) أو ( أمرت بإطلاقه من السجن حتى الفصل في القضية ) أو ( أمرت بالإفراج‬

‫عنه حتى الفصل في القضية) ‪.‬‬

‫‪ ٢٩١-‬كما حكمنا بمصادرة السيارة المذكورة في دعوى‬

‫)‪(٤‬‬
‫المدعي العام‬

‫يُخطئون استعمال ( صادر) بهذا المعنى ؛ لعدم وروده عن العرب ‪ ،‬ولم تثبته المعجمات‬

‫وإنما معناه الصحيح ‪ ( :‬المطالبة بـه ) ‪ ،‬والمصادرة في عُرفنا اليوم هو أخذ الشيء عنوةً من‬
‫في‬

‫ملجقا‬
‫ا‬
‫اللحن‬
‫لء‬‫ضا‬

‫( ‪ ) 1‬ينظر‪ :‬معجم أخطاء الكتاب ص ‪ ، ٢٦٩‬وأخطاء ألفناها ص ‪ ، ١٦‬ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق‬
‫س‬

‫( ‪ ) ٣١٠/١‬و( ‪. ) ٥٤٧/٧‬‬

‫( ‪ ) ٢‬المفردات في غريب القرآن ص ‪. 229‬‬

‫( ‪ ) ۳‬دیوان ابن الرومي ( ‪. ) ٣٢١/١‬‬


‫( ‪ ) ٤‬ينظر‪ :‬قل ولا تقل ‪ ، ) ۱۲۸/۱ (،‬وتذكرة الكاتب ص ‪ ، ٩٦‬ومعجم أخطاء الكتاب ص ‪ ، ۳۳۱‬والكتابة‬
‫الصحيحة ص ‪ ، ۱۸۸‬ومعجم الأغلاط اللغوية المعاصرة ص ‪ ، ۳۷۹‬ومعجم الخطأ والصوابفي اللغة‬
‫ص ‪ ، ۱۷۷‬ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪ ) ٥٤٦/٧‬و ( ‪ ) ١٧٩/٩‬و( ‪. ) ٢٨٣/١٥‬‬

‫‪٢٩٣‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث الثالث‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫صاحبه ‪ ،‬كما تقول ‪ ( :‬صَادَرَتِ الدولة مالَ (‬


‫فلان ) ‪ ،‬أي ‪ :‬أخذته عنوةً وقهرا ‪ ،‬ويرون أن‬

‫يقال ‪ ( :‬اسْتَصْفَتِ الدولةُ مالَ (فلان ) ‪ ،‬أو ( أَخَذَتِ الدولةُ مالَ فلان ) ‪ ،‬أو ( ضَبَطَتِ الدولةُ‬

‫مال فلان ) ‪ ،‬وممن يرى هذا الرأي ‪ :‬مصطفى جواد ‪ ،‬وإبراهيم المنذر‪ ،‬ومحمد النجار‪،‬‬

‫وزهدي جار الله ‪ ،‬قال داغر‬


‫‪ « :‬ويقولون ‪ ( :‬صادَرَتِ الحكومة أمواله ) و ( أَمَرَتْ بمصادرة‬

‫أملاكه ) ‪ ،‬فيستعملون الفعل ( صادَرَ) بمعنى أخذ أو حجز والمصادرة في كتب اللغة‬

‫( المطالبة ) أو ( الإلحاح فيها ) ‪ ،‬فلا تفيد المعنى المراد في المثالين ‪ ،‬وإنما يفيده الاستصفاء ‪،‬‬

‫يقال ‪ ( :‬استصفى ماله ) ( ‪ ، ) ۱‬أي ‪ :‬أخذه كله » (‪ ، ) ۲‬وفي ( الأساس ) ‪ « :‬وأصفى الأمير دار فلان ‪،‬‬

‫ويقال ‪ :‬ما أصفيتُ لك إناء ‪ ،‬واستصفى ماله ‪ ،‬وهذه صوافي الإمام ‪ ،‬وهي ما يستصفيه‬

‫من قُرَى من استعصى عليه » ( ‪ ، )۳‬وفي اللسان ‪ « :‬الضَّبْطُ ‪ :‬لزوم الشيء وحبسه »(‪ ، )٤‬غيرأن‬

‫بعض أهل التحقيق والنظريرى صحة استعمال ( المصادرة ) في معناه الشائع ‪ ،‬وله أصل‬

‫في اللغة ‪ ،‬وأنقل كلامًا مفيدًا للعالم شكيب أرسلان ؛ لما فيه من نفع وفائدة ‪ ،‬يقول ‪:‬‬

‫« المصادرات ‪ :‬ظهر من كلام بديع الزمان أن الكتاب كانوا يستعملون المصادرة بمعنى‬

‫( تبليص ) الإنسان من ماله كما نستعملها نحن اليوم ‪ ...‬وظاهر من سكوت بعض‬

‫المعاجم عن ذكرها ‪ ،‬ومن قول البعض الآخر أنها ( من كلام كتاب الدواوين ) أن اللفظةً‬

‫مولدة في هذا المعنى ‪ ،‬وبقي أن ( لسان العرب ) ( ‪ )٥‬و ( القاموس ) (‪ )٦‬يقولان ‪ :‬إن المصادرة هي‬

‫المطالبة بالمال ‪ ،‬والحال أن الناس يستعملونها اليوم بمعنى ‪ :‬نزع المـال مـن يـد صاحبه ‪،‬‬

‫فإذا قلت ‪ :‬صادَرَالوالي فلانًا ‪ ،‬أو صادَرَهُ في أمواله ‪ ،‬كان المعنى أنه ابتزه إياها ‪ ،‬ولم يكن‬

‫( ‪ ) 1‬في ديوان الحماسة ‪ :‬لك المِرْباعُ منها والصَّفَايا ‪ ...‬وفي شرح المرزوقي ‪ « :‬وكان له الصَّفِيُّ ‪ :‬واحد الصَّفايا‬
‫من جماعة الغنائم والأسلاب والكُراع قبل القسمة ‪ ،‬وهو أن يصطفي لنفسه شيئًا ‪ :‬جاريةً أوسيفًا‬
‫أو فَرَسًا » ( ‪. ) ١٠٢٤/٢‬‬
‫( ‪ ) ٢‬تذكرة الكاتب ص ‪. ٩٦‬‬
‫) ‪. ( ٥٥٢/١ ) ( ٣‬‬
‫) ‪. ( ٣٤٠/٧ ) ( ٤‬‬
‫) ‪. ( ٤٤٧/٤ ) ( ٥‬‬
‫( ‪ ) ٦‬ص ‪. ٤٢٣‬‬

‫‪٢٩٤‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫أسباب الحكم ومنطوقه‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫المعنى مجردَ الطلب‪ ،‬والجملة التي لبديع الزمان ‪ -‬وبديع الزمان حجة بـيـن أهـل عـصـره ‪-‬‬
‫تفيد أنه‬
‫أنه يفهم المصادرة بالمعنى الذي نفهمه نحن اليوم ؛ لأنه يقول إن الحصير ( أُخرج من‬

‫دورآلِ الفُرَاتِ وقت المُصَادرات ‪ ،‬وزمَنَ الغَارَات) (‪ ، )۱‬فلو كانت المصادرة مجرد المطالبة‬

‫لما اقترنت بالغارات ‪ ،‬ومجرد الطلب لا يخرج الحصير حتمًا من الدور المذكورة » (‪ ، )٢‬وجاء‬

‫في كتاب ( الوزراء ) ‪ « :‬وقد استفسدناهما وأسأنا إليهما ‪ ،‬وصادرنا هما » (‪. )۳‬‬

‫والذي يظهر صحة استعمال المصادرة لأخذ الشيء بالقوة والغلبة ‪ ،‬فيقال ‪ ( :‬كما‬

‫حكمنا بمصادرة السيارة المذكورة في دعوى المدعي العام ( مثلما يصح أن يقال ‪ ( :‬كما‬

‫حكمنا بضبط السيارة ) أو (كما حكمنا باستصفاء السيارة ) أو ( كما حكمنا بأخذ السيارة ) ‪.‬‬

‫)‪(٤‬‬
‫‪ - ۲۹۲‬وصرحت له بالسفر خارج البلاد‬

‫) ‪ ،‬أو تصريح الدخول ) ‪ ،‬وكل ذلك غلط ‪ ،‬فلم يأت ( صرَّحَ )‬


‫ومثله ( تصريح السفر‬

‫يقال ‪ :‬صرَحَ الشيءَ‪ ،‬وصرَّحَه ‪ ،‬وأَصْرَحَه ‪ ،‬إذا‬ ‫بمعنى أذن له ‪ ،‬وأطلق له ‪ ،‬وفي ( التاج ) ‪:‬‬

‫بينه وأظهره » (ه ) ‪ ،‬قال الزعبلاوي ‪ « :‬درج الكتاب أن يقولوا ‪ ( :‬صرّح لي فلان بالسفر) أو‪:‬‬

‫أُعطيتُ تصريحا بالسفر) ببناء ( أُعطيت ) للمجهول ‪ ،‬وهم يعنون بذلك أن يقولوا ‪ ( :‬أَذِنَ‬

‫) ‪ ،‬أو ( أُعطيتُ إذنًا في السفر) ‪ ،‬ولا يؤدي ( التصريح ) بالعربية المعنى‬


‫لي فلان في السفر‬

‫الذي أرادوه »(‪. ) 1‬‬


‫في‬
‫اللحن‬
‫ملجقا‬
‫ا‬

‫( ‪ ) ۱‬مقامات بديع الزمان الهمذاني ص ‪. ١٣٠‬‬


‫ضا‬

‫( ‪ ) ٢‬مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪. ) ۷۹/۹‬‬


‫لء‬
‫س‬

‫( ‪ ) ۳‬تحفة الأمراء في تاريخ الوزراء ‪ ،‬لأبي الحسن الهلال بن المحسن الصابئ ص ‪. ١٣‬‬
‫( ‪ ) 4‬ينظر لغة الجرائد ص ‪ ، ٦٥‬والمساعد ( ‪ ، ) ١٦٨/١‬وتذكرة الكاتب ص ‪ ، ٩٧‬ومعجم أخطاء الكتاب ص ‪۹‬‬
‫وص ‪ ، ٣٣٦‬والكتابة الصحيحة ص ‪ ٢٢‬وص ‪ ، ١٩٠‬ومعجم الأخطاء الشائعة ص ‪ ، ٢٣‬ومعجم الخطأ‬
‫والصواب في اللغة ص ‪ ، ٦٦‬والأخطاء اللغوية الشائعة في الأوساط الثقافية ص ‪. ٢٢٨‬‬
‫) ‪. ( ٥٣٥/٦ ) ( ٥‬‬

‫( ‪ ) ٦‬معجم أخطاء الكتاب ص ‪. ۳۳٦‬‬

‫‪٢٩٥‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث الثالث‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫ولذلك لا يصح أن تقول ‪ ( :‬صرّحت له بالسفر) ‪ ،‬ولا ( تصريح السفر) و ( تصريح‬

‫) ‪ ،‬و ( إذن السفر والدخول ) ‪ ،‬ولك‬


‫الدخول ) ‪ ،‬وتقول بدلًا من ذلك كله ‪ ( :‬أذنت له في السفر‬

‫أن تقول أيضًا ‪ ( :‬أبحت له ( السفر) أو ( أجزت له ( السفر) وغيرها من الألفاظ التي تؤدي‬

‫المعنى المطلوب ‪.‬‬

‫ومما يتصل بهذا الباب أنه يصح لك أن تقول ‪ ( :‬فأذنت له في السفر) ‪ ،‬أو ( أذنت‬

‫له بالسفر‬
‫) ‪ ،‬وقد بحثت هذه المسألة في قولنا ( فأذنت له الدائرة بسؤال خصمه ) (‪ )۱‬؛‬

‫لأن جماعةً يرون تعدية الفعل ( أَذِنَ ) بـ ( في ) الظرفية ‪ ،‬وليس بـ ( الباء ) ‪ ،‬وبيّنا جوازإحلال‬

‫( الباء ) محل (في ) بشرط عدم الالتباس ‪ ،‬ولا لبس في هذا السياق ‪.‬‬

‫( ‪ ) 1‬ينظر‪ :‬ص ‪. ١٢٦‬‬

‫‪٢٩٦‬‬
‫الرابع‬ ‫المبحث‬

‫القضائية‬ ‫مُخْتَتَمُ الجلسة‬

‫عدد مسائله ‪ :‬أربع عشرة مسألة ‪.‬‬

‫وصفه يناقش الأساليب التي يستعملها القضاة غالبًا في اختتام الجلسات‬


‫‪:‬‬

‫القضائية ‪ ،‬ويناقش كذلك الاستعمالات المعتادة في محاكم الاستئناف المتعلقة‬

‫بقبول الحكم وتأييده ‪.‬‬

‫اللحن في مجالس القضاء‬


‫لله‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث الرابع‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫‪ ٢٩٣-‬تم الاطلاع على الاعتراض الذي قدمه المحكوم عليه‬

‫ومثله قولهم ‪ :‬تمَّتْ دراسة المعاملة ) ‪ ،‬وتم إيداع الشيك في صندوق المحكمة ) ‪،‬‬

‫وهو من الأساليب الشائعة في اللغة القضائية ‪ ،‬لكنه وافد من اللغات الأجنبية ‪ ،‬وليس‬

‫في العربية استعمال الفعل المساعد ( تم ) مسنداً إلى الحدث المراد التعبير عن وقوعه من‬

‫دون ذكر الفاعل ‪ ،‬وبيان ذلك ‪ :‬أن ( تَمَّ ) فعل مساعد ‪ ،‬ومصدر الفعل في أمثلة الباب هو‬

‫الاطلاع ‪ ،‬ودراسة ‪ ،‬وإيداع ) ‪ ،‬والصحيح استعمال الفعل رأسًا سواء أكان فاعله معلومًا‬

‫اطلعت على الاعتراض الذي قدمه المحكوم‬ ‫أم مجهولًا ‪ ،‬ففي المثال الأول لك أن تقول ‪:‬‬

‫عليه ) ‪ ،‬أو ( اطلع على الاعتراض الذي قدمه المحكوم عليه ) ‪ ،‬وفي المثال الثاني تقول ‪:‬‬

‫( دَرَسْتُ المعاملة ) أو ( دُرِسَتِ المعاملة ) ‪ ،‬وفي المثال الأخيرتقول ‪ ( :‬وأَودَعَتِ الدائرة الشيكَ‬

‫في صندوق المحكمة ) أو ( أُودع الشيك في صندوق المحكمة ) ‪.‬‬

‫إذا عُلمَ هذا ‪ ،‬فقد يخلط بعضهم بين هذا الاستعمال السقيم الذي ذكرت أمثلته‬

‫آنفاً ‪ ،‬وبين أن يفيد الفعلُ ( تم ) معنى تمام الشيء الناقص ‪ ،‬أو استيفائه الغاية بعد‬

‫‪ « :‬من أدرك‬ ‫تدرج ‪ ،‬مثل قوله تعالى ‪﴿:‬وَتَمَّتْكَلِمَتُرَبِّكَ صِدْقَا وَعَدْلًا ﴾ [ الأنعام ‪ ، ] ١١٥ :‬وقوله‬

‫ركعةً من الجمعة أو غيرها فقد تمت صلاته » (‪ ، )١‬وقول الشاعر‪:‬‬

‫حتى تجاوز منتهى النَّفس (‪)٢‬‬ ‫ومُهَفْهفٍ تمت محاسنه‬

‫فمعنى الآية ‪ :‬استمرار كلمة الله ‪ ،‬وأفادت ( تمت ) في الحديث أن الصلاة تامة‬

‫وليست ناقصة ‪ ،‬وأفادت في الشعر أن محاسنه كاملة ‪ ،‬ففي النقول إخبار عن الكمال‬

‫بأنواعه ‪ ،‬أو انتهاء الشيء بعد تدرج ‪ ،‬مثل قولهم ‪ ( :‬تمت القصيدة ) ‪ ،‬أو ( تم شهر رمضان ) ‪.‬‬

‫( ‪ ) 1‬أخرجه النسائي في السنن ‪ ،‬كتاب المواقيت ‪ ،‬باب من أدرك ركعة من الصلاة ‪ ،‬رقم الحديث ‪، ٥٥٧ :‬‬
‫) ‪. ( ٢٧٤/١‬‬
‫( ‪ ) ٢‬التذكرة الحمدونية ‪ ،‬لابن حمدون ( ‪) ۳۷۹/۸‬‬

‫‪٢٩٨‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫مُخْتَتَمُ الجلسة القضائية‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫أما في أمثلة الباب ‪ ،‬فلا يصلح فيها معنى الاستيفاء أو التدرج ؛ لأنه مما يحدث دفعةً‬

‫واحدةً ‪ ،‬فإذا قلت ‪ ( :‬تم إيداع الشيك ) فليس فيه معنى تمام الشيء الناقص ‪ ،‬أو تمامه‬

‫بالتدرج ‪ ،‬وإنما حدث جملةً واحدةً ‪ ،‬وهذا الغلط فاش ‪ ،‬ولعل فرار بعض الناس من استعمال‬

‫صيغة نائب الفاعل ألجأهم إلى إدخال الفعل المساعد للوصول إلى مصدرالفعل المراد ذكره ‪.‬‬

‫‪ - ٢٩٤‬صادقتِ الدائرة على الحكم‬

‫ومثله ‪ ( :‬وبسؤال الطرفين عما سبق ضبطه في الجلسة السابقة صادقـا علـى‬

‫صحته ) ‪ ،‬وهم يريدون بـ ( المصادقة على الشيء ) الإقرار والموافقة ‪ ،‬ولا صلة له بهما من‬

‫قبيل ولا دبير واستعماله في هذا السياق غلط ‪ ،‬وممن خطّاً هذا الاستعمال ‪ :‬اليازجي‬

‫وداغر‪ ،‬والزعبلاوي ‪ ،‬والعدناني ‪ ،‬ومازن المبارك ‪ ،‬وفي ( الصحاح ) ‪ « :‬والصداقة والمُصادقة ‪:‬‬

‫وافقت‬ ‫المخالَّة ‪ ،‬والرجل صديقٌ ‪ ،‬والأنثى صديقة ‪ ،‬والجمع أصدقاء » (‪ ، ) ۲‬والأولى أن يقال ‪:‬‬

‫الدائرةُ على الحكم ) و ( أجازت الدائرة الحكم ) و ( أمضت الدائرة الحكم ) و( أقرت الدائرة‬

‫( الحكم وغيرها من المترادفات ‪ ،‬وكذلك في المثال الآخر لا يصح أن يقال ‪ ( :‬صادقا على‬

‫صحته ) ‪ ،‬بل يقال ‪ ( :‬وافقا عليه ) و ( أقرا صحته ) وهلم جرا ‪ ،‬غيرأن الناقد مصطفى‬

‫بتعدية الفعل نفسه من دون واسطة‬ ‫جواد أجاز أن يقال ‪ ( :‬صادقتِ الدائرة الحكم‬

‫‪ ،‬قال في مجلة ( لغة العرب ) ‪ « :‬سألنا أحد أدباء البلدة أيجوز أن يقال ‪ ( :‬صادق‬
‫حرف الجر‬

‫فلان على المعاهدة ) ؟ وإن كان لا يقال ‪ ،‬فما هو الأفصح ؟‬

‫قلنا ‪ :‬لم يَرِدْ ( صادق فلان على المعاهدة )في كلام فصيح ‪ ،‬بمعنى ( أقرها ) ‪ ،‬و( أثبتها ) ‪،‬‬

‫و( ووافق عليها ) ‪ ،‬بل صادقها ؛ فقد جاء في ( الإتقان ) للسيوطي ‪( :‬إنا نريد أن نسألك عن‬
‫في‬

‫ملجقا‬
‫ا‬
‫اللحن‬

‫أشياء من كتاب الله ‪ ،‬فتفسّرها لنا ‪ ،‬وتأتينا بمَصَادِقِه من كلام العرب ) ( ‪. ) ٤ ( » )۳‬‬
‫لء‬
‫س‬ ‫ضا‬

‫( ‪ ) 1‬ينظر لغة الجرائد ص ‪ ، ٦٥‬وتذكرة الكاتب ص ‪ ، ٣٤‬ومعجم أخطاء الكتاب ص ‪ ، ٣٣٥‬ومعجم الأخطاء الشائعة‬
‫ص ‪ ، ١٤٠‬ومعجم الخطأ والصواب في اللغة ص ‪ ، ٣٢١‬ونحو وعي لغوي ص ‪ ،٢٠١‬ومجلة لغة العرب ( ‪. ) ١٥٥/٤‬‬
‫) ‪. ( ١٥٠٦/٤ ) ( ٢‬‬
‫) ‪. ( ٨٤٩/٣ ) ( ٣‬‬
‫( ‪ ) ٤‬مجلة لغة العرب ( ‪. ) ١٥٥/٤‬‬

‫‪٢٩٩‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث الرابع‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫وعلـى مـا نقـلـه جـواد ‪ ،‬يصح أن يقال ‪ ( :‬صادقت الدائرة الحكم ) ‪ ،‬و ( بسؤال الطرفين‬

‫عما سبق ضبطه في الجلسة الماضية صادقاه » ‪ ،‬أي ‪ :‬أجازاه ‪ ،‬ووافقا عليه ‪ ،‬إلا أن التعدية‬

‫بالحـرف ( على ) خطأً مـحـضّ ‪.‬‬

‫‪ - ٢٩٥‬صدقت الدائرة على الحكم‬

‫ويقال ‪ ( :‬ترى الدائرة التصديق على الحكم ) ‪ ،‬وغلط اليازجي ‪ ،‬وداغر‪ ،‬وزهدي جار‬

‫الله ‪ ،‬ومازن المبارك هذا الاستعمال ؛ لأن التصديقَ في اللغة خلافُ التكذيب ‪ ،‬قال داغر‬

‫« وأصلح بعضهم هذا الخطأ بخطأ آخر‪ ،‬وهو صدقه ‪ ،‬وكلها غلط ؛ لأن معنى ( صادقه )‬

‫كان صديقًا له ‪ ،‬و ( صدقه ) ضد كذَّبه ‪ ،‬فالصواب أن يقال ‪ ( :‬أجاز الشيء‪ ،‬أو أمضاه ‪ ،‬أو‬

‫أقرّه ‪ ،‬أو وافق عليه » ( ‪. ) ٢‬‬

‫قلتُ ‪ :‬الأمر كما قالوا ‪ ،‬غير أن ( التصديق ) بمعنى الإقرار والتأييد ‪ ،‬شاع بعد عصور‬

‫الاحتجاج اللغوي ‪ ،‬وقد يتوسع في قبول هذه الألفاظ ؛ ولا سيما مع شيوعها وذيوعها ‪ ،‬قال‬

‫الراغب ‪ « :‬ويُستعمل التصديق في كلَّ ما فيه تحقيقُ ‪ ،‬يقال ‪ :‬صَدَقني فِعْلهُ وكتابه » (‪، )۳‬‬

‫نَزَّلَ عَلَيْكَالْكِتَبَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ ﴾ [آل عمران ‪:‬‬ ‫وقال القرطبي في تفسير قوله تعالى‪:‬‬

‫‪ « ] ۳:‬و ( مصدقًا ) حال مؤكّدةً غير مُنتقِلة ؛ لأنه لا يمكن أن يكون غير مصدق‪ ،‬أي ‪ :‬غير‬

‫موافق ‪ ،‬هذا قول الجمهور» ( ‪. )٤‬‬

‫ثم اعلم أن الفعل ( صدَّق ) في هذا المعنى يتعدى بنفسه بلا واسطة ‪ ،‬فتقول ‪:‬‬

‫( صدقت الدائرة (الحكم ) وترى الدائرة تصديق الحكم ) ؛ ولا يصح أن تقول كما في مثال‬

‫الباب ‪ ( :‬صدَّقت الدائرةُ على الحكم ) و ( ترى الدائرة التصديق على الحكم ) ‪.‬‬

‫( ‪ ) 1‬ينظر لغة الجرائد ص ‪ ، ٦٥‬وتذكرة الكاتب ص ‪ ، ٣٤‬ومعجم أخطاء الكتاب ص ‪ ، ٣٣٥‬ومعجم‬


‫الأغلاط اللغوية المعاصرة ص ‪ ، ۳۷۳‬ومعجم الخطأ والصواب في اللغة ص ‪ ، ۱۷۸‬ونحو وعي لغوي‬
‫ص ‪ ، ٢٠١،‬ومجلة لغة العرب ( ‪. )١٥٥/٤‬‬
‫( ‪ ) ٢‬تذكرة الكاتب ص ‪. ٣٤‬‬

‫( ‪ ) ۳‬المفردات في غريب القرآن ص ‪. ٢٧٨‬‬


‫( ‪ ) ٤‬الجامع لأحكام القرآن الكريم ( ‪. ) ١١/٥‬‬

‫‪٣٠٠‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫مُخْتَتَمُ الجلسة القضائية‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫قَبِلَ المدعى عليه بالحكم‬ ‫‪-٢٩٦‬‬

‫( قبل ) يتعدى بنفسه ‪ ،‬ولا يحتاج إلى واسطة ليتعدى إلى مفعوله ‪ ،‬والباء الداخلة على‬

‫( الحكم ) لا لزوم لها ‪ ،‬قال الله تعالى‪ ﴿ :‬أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ ﴾ [ التوبة ‪] ١٠٤ :‬‬

‫[ البقرة ‪ ، ] ٤٨ :‬فالآية‬ ‫‪ ،‬ولم يقل ‪ :‬بالتوبة ‪ ،‬وقوله تعالى ‪﴿ :‬وَلَا يُقْبَلُمِنْهَا شَفَعَةٌ وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ‬

‫الأولى ورد الفعل ( قَبِلَ ) مبنيًّا للمعلوم متعديًا بنفسه ‪ ،‬وورد في الآية الأخرى بصيغة المضارع‬

‫المبني للمجهول ‪ ،‬ولم يدخل حرف الجر ( الباء ) على نائب الفاعل ( شفاعة ) ‪ ،‬غيرأن مجمع‬

‫اللغة العربية في القاهرة أجاز بأغلبية أعضائه دخول الباء على مفعول ( قبل ) ‪ ،‬ونص قرار‬

‫لجنة الألفاظ والأساليب ‪ « :‬مما شاع في كتابات المعاصرين قولهم ‪ ( :‬قبل بالأمر) ‪ ،‬وقد‬

‫درست اللجنة هذا الأسلوب ‪ ،‬وانتهت إلى إجازته ‪ :‬إما على تضمين الفعل فعلًا يناسبه‬

‫فيقال ‪ :‬إن ( قَبِل ) مُضَمَنُ معنى رضي ‪ ،‬وإما يُحمل الفعل على نظائره التي تتعدى بنفسها ‪،‬‬

‫أو بالباء معًا ‪ ،‬وهي كثيرة فيما هو مسموع منصوص عليه » ) ‪ ،‬وأجيب عن تضمين الفعل‬

‫الرضا بالأمر يقتضي استحسانه ‪ ،‬وميل النفس إليـه‬ ‫( قبل ) معنى الفعل ( رضي ) ‪ ،‬بأن‬
‫دائما ‪ ،‬أما ( قبول الأمر) فقد يرافقه هذا الاستحسان والميل ‪ ،‬وقد لا يرافقه ‪ ،‬كما ذكر ذلك‬

‫الزعبلاوي ‪ ،‬والذي يظهر أن الأولى تعدية الفعل ( قبل ) بنفسه ‪ ،‬فتقول ‪ ( :‬قبل المدعى عليه‬

‫الحُكْمَ ) و ( قبلتُ العرضَ المقدم إلي ) ‪ ،‬ولا حرج فيمن أدخل البـاء على ( الحُكْمِ ) ‪.‬‬

‫تبلغ المدعى عليه بالحكم )‬ ‫‪۲۹۷‬‬

‫) ‪ ،‬ويقال في ( تبلغ )‬
‫ومثله ( وقـد تـبـلَّـغَ المدعى عليه بموعد هذه الجلسة ‪ ،‬ولم يحضر‬
‫في‬

‫ملجقا‬
‫ا‬
‫اللحن‬

‫ما قيل في ( تأجَّلَ ) و ( تأسَّسَ ) من عدم جواز هذه الاستعمالات الثلاثة ‪ ،‬ففي اللغة‬
‫لء‬
‫س‬ ‫ضا‬

‫‪ ، ۲۸۸‬ومعجم الأخطاء الشائعة‬


‫( ‪ ) 1‬ينظر‪ :‬معجم أخطاء الكتاب ص ‪ ، ٢٢٩‬والكتابة الصحيحة ص ‪،‬‬
‫ص ‪ ،٢٠٠‬ومعجم الأغلاط اللغوية المعاصرة ص ‪ ، ٥٣٥‬ومعجم الخطأ والصواب في اللغة ص ‪، ٢١٦‬‬
‫ومعجم الصواب اللغوي ص ‪ ، ٥٩٩‬والقرارات المجمعية ص ‪ ، ۱۲۹‬والألفاظ والأساليب ( ‪. ) ١٢٩/١‬‬
‫( ‪ ) ۲‬القرارات المجمعية ص ‪ ، ۱۲۹،‬والألفاظ والأساليب ( ‪. ) ١٢٩/١‬‬

‫( ‪ ) ۳‬ينظر‪ :‬معجم أخطاء الكتاب ص ‪ ٤‬وص ‪ ، ٥٨‬ومعجم الأغلاط اللغوية المعاصرة ص ‪ ،٧٥‬ودليل‬
‫الأخطاء الشائعة في الكتابة والنطق ص ‪. ١٨‬‬

‫‪٣٠١‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث الرابع‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫ورد الفعل ( تبلغ ) بمعنى اكتفى به ‪ ،‬ولم يرد بالمعنى المستعمل في مثالي الباب ‪ ،‬ولذلك‬

‫فالصحيح قولك ‪ ( :‬بُلَّغَ المدعى عليه بالحكم ) و ( أَبْلَغْتُ المدعى عليه بالحكم ) و( بَلَّغْتُ‬

‫المدعى عليه بالحكم ) وكذا يقال في المثال الآخر‪ ،‬ولا يصح أن يقال ‪ ( :‬تبلغ المدعى عليه‬

‫بالحكم ) و ( تبلغ المدعى عليه بموعد هذه الجلسة ) ‪.‬‬

‫قررت الدائرة بالأكثرية الموافقة على الحكم‬ ‫‪-۲۹۸‬‬

‫يُخطئ بعضُهم من يقول ‪ ( :‬الأكثرية ) ‪ ،‬ويقولون إن الصحيح أن يقال ‪ ( :‬قررت الدائرة‬

‫بالأكثرالموافقة على الحكم ) ‪ ،‬وهذه التخطئة فيها نظر؛ فـ الأكثرية ) مصدر صناعي ‪،‬‬

‫يتألف من اللفظ المزيد عليه ياء النسب ‪ ،‬وتاء التأنيث أوتاء النَّقْل ‪ ،‬قال أبو البقاء الكفوي ‪:‬‬

‫« والأكثر‪ :‬عبارة عما فوق النصف ‪ ،‬والحكم بالأكثرية ‪ ،‬أو الجميع لا يتوقف على الإحاطة‬

‫التفصيلية ‪ ،‬بل يكفيه الإحاطة الإجمالية » (‪ ، ) ٢‬وفي ( التاج ) ‪ ( « :‬وأكثرما يُستعمل في النفي )‬

‫إنما قال بالأكثرية ‪ ،‬وعَدَل عن قول غيره » ( ‪ ، )۳‬ولذلك فمثال الباب صحيح مستقيم‪.‬‬

‫‪ ٢٩٩-‬قررت الدائرة الموافقة على الحكم مع تنبيه‬

‫فضيلته إلى تصحيح الأخطاء التي في الصك‬

‫يُخطئ بعضُهم تعديةَ الفعل ( نبَّه ) بحرف الجر ( إلى ) في هذا الاستعمال وما يشاكله‬

‫في المعنى ‪ ،‬والصحيح عندهم أن يقال ‪ ( :‬مع تنبيه فضيلته على تصحيح الأخطاء ‪ ) ...‬؛‬

‫يقول السامرائي ‪ « :‬إن استعمال ( على ) مع ( التنبيه ) يُشيرإلى الهفوات والغلطات ‪ ،‬ومن‬

‫هنا ورد في أسماء كتبهم‬

‫( ‪ ) 1‬ينظر‪ :‬معجم أخطاء الكتاب ص ‪ ، ٦٧٢‬ومعجم الأغلاط اللغوية المعاصرة ص ‪. ٥٧١‬‬


‫( ‪ ) ٢‬الكليات ص ‪. ٧٧٤‬‬
‫) ‪. ( ٥٣٢/١٦ ) ( ٣‬‬

‫( ‪ ) ٤‬ينظر لغة الجرائد ص ‪ ، ٧٢‬وتذكرة الكاتب ص ‪ ، ٩٦‬ومعجم أخطاء الكتاب ص ‪ ، ٥٩٣‬والكتابة الصحيحة‬
‫ص ‪ ، ٣٥١‬ومعجم الأغلاط اللغوية المعاصرة ص ‪ ، ٦٥٠‬ومعجميات ص ‪ ، ٣٥٠‬ومقالات في أخطاء لغوية‬
‫شائعة ص ‪ ، ٢٥٢‬ومعجم الصواب اللغوي ص ‪ ، ٧٤٦‬ومجلة مجمع اللغة العربية الأردني ( ‪. ) ٣٤١/٣٣‬‬

‫‪٣٠٢‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫مُخْتَتَمُ الجلسة القضائية‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫‪ ( ١-‬التنبيه على حدوث التصحيف ) لأبي أحمد العسكري (‪. )١‬‬

‫‪ ( - ٢‬التنبيه على أغاليط الرواة ) لحمزة الأصفهاني ‪.‬‬

‫ولو عدلنا عن استعمال ( على ) مع ( التنبيه ) إلى حرف الجر ( إلى ) لكان ذلك دالا‬

‫والغلط ‪ ،‬كأن يقال ‪ ( :‬التنبيه إلى عمل البر والإحسان ) ‪ ،‬إن استعمال‬
‫على غير الخطأ ‪،‬‬

‫( على ) في كثير من مجالات القول مؤذن بالشر والأذى والاستيلاء » ) ‪ ،‬والقول الحقُ‬

‫على خلاف ما ذكره السامرائي من التخطئة ‪ ،‬فيجوزفي هذا المقام أن يوضع أحد الحرفين‬

‫‪ ،‬قال الزعبلاوي ‪ « :‬وإذا كان‬


‫موضع الآخر‪ ،‬وإن كان لكل منهما معنى لا يؤديه الحرف الآخر‬

‫قولهم ( نبه عليه ) هو الكثير الغالب ‪ ،‬فذلك أنهم أرادوا معناه ‪ ،‬وهو الإيقاف على الأمر‬

‫نبَّهه إليه ) ‪ ،‬فقد أرادوا أثاره فوجهه إلى ما خَفِيَ عليه ليلحظه هو‪ ،‬فهذا فرق‬ ‫فإذا قالوا ‪:‬‬

‫ما بينهما » (‪ ، ) ۳‬قال ابن مالك في ( شواهد التوضيح ) ‪ « :‬وهو استعمال صحيح‪ ،‬غفل عن‬

‫التنبيه إليه أكثر النحويين » ( ‪ ، ) ٤‬والأصل أن يقول ‪ ( :‬غفل عن التنبيه عليه أكثرالنحويين ) ‪،‬‬

‫مما يدل على تجوزهم في حلول ( إلى ) محل ( على ) في موضع التنبيه على الخطأ والعثار‪.‬‬

‫ومما له صلة بهذا الباب إحلالُ ( التنبيه ) محل ( الأمر) في قولهم ‪ ( :‬التنبيه على‬

‫موظفي الدائرة بعدم التأخر عن الحضور) ‪ ،‬وهو خطأً شــائع ‪ ،‬قــال اليازجي ‪ « :‬وقوله ‪:‬‬

‫( حصل التنبيه على الموظفين بعدم إعطاء الأخبار) ‪ ،‬أي ‪ :‬أمروا بذلك ‪ ،‬ولم يُنقل استعمال‬

‫( التنبيه ) بهذا المعنى ‪ ،‬وإنما هو من كلام العامة » (‪ ، )٥‬والصحيح أن يقال ‪ ( :‬الأمر على‬

‫موظفي الدائرة بعدم التأخر عن الحضور ‪.‬‬


‫في‬

‫ملجقا‬
‫ا‬
‫اللحن‬
‫لء‬
‫س‬ ‫ضا‬

‫( ‪ ) ۱‬وهو غيرأبي هلال العسكري ‪ ،‬صاحب ( جمهرة الأمثال ) و ( الصناعتين ‪ ،‬فأبــو هــلال ابـن أخــت أبي‬
‫أحمد وتلميذه ‪.‬‬
‫( ‪ ) 2‬معجميات ص ‪. ٣٥٠‬‬

‫( ‪ ) ۳‬معجم أخطاء الكتاب ص ‪. ٥٩٤‬‬


‫)‪1900 (E‬‬
‫( ‪ ) ٥‬لغة الجرائد ص ‪. ٧٢‬‬

‫‪٣٠٣‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث الرابع‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫‪.‬‬ ‫ملاحظات محكمة الاستئناف على الحكم‬ ‫‪۳۰۰‬‬

‫يرى بعضهم أن الأفصح قولنا ‪ ( :‬ملحوظات محكمة الاستئناف ) ؛ لما في لفظ‬

‫( مُلاحظة ) من حصول المفاعلة من جانب واحد مما يخرج بها عن حقيقتها ‪ ،‬وهو‬

‫رأي مَجْمَع اللغة العربية بالقاهرة ‪ ،‬و ( ملاحظة ) من الفعل ( لاحظ ) ‪ ،‬و( ملحوظة )‬

‫من ( لَحِظَ ) ‪ ،‬ولفظة ( ملاحظة ) أكثر شيوعًا في الاستعمال عند الكتاب قديمًا ‪ ،‬ففي‬

‫( الكليات ) للكفوي ‪ « :‬النظر‪ :‬ملاحظة المعلومات الواقعة في ضمن تلك الحركة » (‪، )٢‬‬

‫ويُفَضِّلُ الكرملي استعمال ( ملاحظة ) ‪ ،‬فيقول ‪ « :‬كنا نقرأ في كتب الأدب قولهم ‪ ( :‬فلان‬

‫يلاحظ كذا وكذا فيما يقف عليه مثلًا ‪ ،‬وله ملاحظات كثيرة على ما جاء في الكتاب‬

‫فلان يلحظ كذا وكذا فيما‬ ‫الفلاني ) ‪ ،‬والآن نقرأ في صحف وكتب جمة قول بعضهم ‪:‬‬

‫يقف عليه نظره ‪ ،‬وله ملحوظات كثيرة على ما جاء في الكتاب الفلاني ) ونحن لم نعثر‬

‫على مثل هذا الاستعمال لهذا الفعل عند حذاق الكتاب وبصراء المؤلفين ‪ ،‬والذي أَلِفْنَاه‬

‫من استعمالهم أنهم يقولون ‪ ( :‬لاحظ ومُلاحَظَة ) » (‪. )۳‬‬

‫ويتبين مما سبق صحة الوجهين ‪ ،‬ولعل استعمالَ ( مُلاحظة ) في قرارات محكمة‬

‫الاستئناف أدقّ من استعمال ( ملحوظة ) ؛ لتعدد اللاحظ على الحكم ‪.‬‬

‫( ‪ ) 1‬ينظر الكتابة الصحيحة ص ‪ ، ٣٢٣‬معجم الصواب اللغوي ص ‪ ، ٧٢٤‬والأخطاء اللغوية الشائعة في‬
‫الأوساط الثقافية ص ‪ ، ١٦٤‬وفتاوى في اللغة والتفسيرص ‪ ،٤٥‬والقرارات المجمعية ص ‪ ، ٢٤٧‬ومجلة‬
‫مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪. ) ١٠٦/١٧‬‬
‫( ‪ ) ٢‬ص ‪. ٦٩٧‬‬
‫(‪ ) ۳‬مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪. )١٠٦/١٧‬‬

‫‪٣٠٤‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫مُخْتَتَمُ الجلسة القضائية‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫‪ ۳۰۱-‬وجهة نظر‬

‫تركيب إفرنجي محض » (‪ ، ) ٢‬قاله محمد كرد علي ‪ ،‬وقد صدّق ‪ ،‬وهي منقولة من‬

‫اللغة الفرنسية ‪ ،‬ولا نجد في معجمات العربية ما يُسعف هذا الاستعمال ‪ ،‬يقول الجوهري ‪:‬‬

‫ويقال ‪ :‬هذا وجه الرأي ‪ ،‬أي ‪ :‬هو الرأي نفسه ‪ ،‬والاسم ‪ ( :‬الوِجْهَة ) و( الوُجْهَة ) ‪ ،‬بكسر الواو‬

‫وضمها » (‪ ، ) ۳‬ويُمكنُ أن يُستغنى عن هذا التركيب ‪ ( :‬ووجهة نظري كذا ) بقولك ‪ ( :‬ورأيي كذا ) ‪.‬‬

‫)‪(٤‬‬
‫وتأجلت الجلسة إلى يوم ‪...‬‬ ‫‪-٣٠٢‬‬

‫يقال في تأجلت الجلسة ) ما قيل في ( تأسست الشركة ) ‪ ،‬فالفعل ( تأجَّلَ ) على وزن‬

‫( تَفَعَّل ( خاص بما يقوم بنفسه ‪ ،‬والجلسة لا تقوم بنفسها ‪ ،‬وهو من الكلام العامي ‪ ،‬ولم‬

‫يُسمع ( تأجل ) لازمًا لمعنى تأخَّر إلى أجل ‪ ،‬وبيّنت فيما مضى أن بعضهم أجاز استعمال‬

‫فِعْلَ المطاوعة ( تَفَعَّل ) من ( فَعَّل ) ‪ ،‬وأجبت عن هذا الرأي ‪ ،‬ورددته في مكانه ؛ ولذا صواب‬

‫مقال الباب أن يقال ‪ ( :‬وأجلت الجلسة إلى يوم ‪ ) ...‬ببناء الفعل على المجهول ‪ ،‬ولا يصح‬

‫أن يقال ‪ ( :‬تأجلت الجلسة ) ‪.‬‬

‫‪ ٣٠٣-‬وجرى غلق الجلسة في الساعة التاسعة صباحًا‬

‫في ( التاج) ‪ « :‬وغَلَق الباب يغْلِقُه ) من حدَّ ضَرَبَ غَلْقًا ‪ ،‬نقلها ابن دريد ‪ ،‬وعزاها إلى أبي‬

‫د ‪ ( :‬لُثْغَةُ أو لُغِيَّة رديئة ) متروكة ( في أغلقه ) فهو مغلق ‪ ،‬أو نادرة ‪ ...‬قال أبو الأسود الدؤلي ‪:‬‬
‫زيد‬
‫في‬

‫ملجقا‬
‫ا‬
‫اللحن‬

‫‪ :‬مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪ ، ) ١٥٠ / ٢٨‬ومجلة مجمع اللغة العربية بالقاهرة‬
‫( ‪ ) 1‬ينظر‬
‫ضا‬

‫) ‪. ( ٢٣/٦٩‬‬
‫لء‬
‫س‬

‫( ‪ ) ٢‬مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪. ) ١٥٠/٢٨‬‬


‫( ‪ ) ۳‬الصحاح ( ‪. ) ٢٢٥٥/٦‬‬
‫( ‪ ) ٤‬ينظر‪ :‬معجم أخطاء الكتاب ص ‪. ١٤‬‬
‫‪ :‬الكتابة الصحيحة ص ‪ ٢٦٥‬وص ‪ ، ۲۹۸‬ومعجم الأخطاء الشائعة ص ‪ ۱۸۸‬وص ‪ ، ۲۰۹‬والأخطاء اللغوية‬
‫( ‪ ) ٥‬ينظر‬
‫الشائعة على ألسنة الكتاب والأدباء والإذاعيين ص ‪ ، ٤٣‬وكبوات اليراع ص ‪ ، ٣٦٧‬ولجام الأقلام ص ‪، ٢٦٨‬‬

‫ومعجم الخطأ والصواب في اللغة ص ‪ ٢٠٥‬ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪ ) ٩١/٢‬و( ‪. )٤٦٩/٧‬‬

‫‪٣٠٥‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث الرابع‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫ولا أقول لباب الدار مغلوق‬ ‫ولا أقول لقِدْرِ القوم ‪ :‬قد غَلِيَتْ‬

‫قذري وقـابـلـهـا دن وإبــريـــق‬ ‫لكن أقولُ لبابي ‪ :‬مُغْلَقٌ ‪ ،‬وغَلَت‬

‫وأما غَلَّق الباب ‪ ،‬فهي لغة فصيحة ‪ ،‬وربما قالوا ‪ :‬أغلقت الأبواب ‪ ،‬يراد بها التكثير‬

‫نقله سيبويه ‪ ،‬قال ‪ :‬وهو عربي جيّد ( ‪ ، )۲ ( » )۱‬وفي ( عثرات الأقلام ) ‪ « :‬ومنها قولهم ‪ :‬قَفَلَتِ‬

‫الحكومة محله التجاري ) و( غَلَقَ فلان حانوته مساءً ) ‪ ،‬والصواب فيهما ‪ :‬أقْفَلَ وأَغْلَقَ‬

‫بالهمز‪ ،‬ولم يرد في اللغة ( قَفَلَ ) بهذا المعنى ‪ ،‬أما ( غَلَقَ ) فلغيّة رديئة » ( ‪. )٣‬‬

‫وخلاصة ما تقدم أنه لا يصح أن يقال ‪ ( :‬وكان غَلْقُ الجلسة ) ؛ لأن الفعل الثلاثي‬

‫( غَلَق ) لم يرد بهذا المعنى إلا في لغة رديئة عابها جمهور أهل اللغة ‪ ،‬وإنما يصح لك أن‬

‫تقول ‪ ( :‬وكان إغلاق الجلسة ) و( وأُغْلِقَت الجلسة ) ‪ ،‬أما الفعل ( قَفَلَ ) فلم يرد بمعنى‬

‫الإغلاق ‪ ،‬ولذلك لا يصح أن يقال ‪ ( :‬وكان قُفْلُ الجلسة ) ‪ ،‬وإنما يصح أن يقال ‪ ( :‬وكان‬

‫إقفالُ الجلسة ) ‪ ،‬أو ( وأُقفلت الجلسة ) ‪.‬‬

‫‪ - ٣٠٤‬وكان إغلاق الجلسة في تمام الساعة التاسعة‬

‫والنصف صباحًا‬

‫غلط عدد من المتأدبين هذا الاستعمال ؛ لأن ( تمامًا ) لا تستعمل إلا مع عددٍ صحيح ‪،‬‬

‫فتقول ‪ ( :‬في تمام الساعة التاسعة ) ‪ ،‬ولا تقول ‪ ( :‬في تمام الساعة التاسعة والنصف ) ‪ ،‬وهذا‬

‫تشدد لا وجه يسنده في اللغة ‪ ،‬وتمام الشيءفي اللغة ‪ :‬هو ما يَتِمُّ به الشيء ‪ ،‬فنصف الساعة‬

‫تمامه الدقيقة الثلاثون ‪ ،‬ولذلك الاستعمال الوارد في مثال الباب صحيح لا شيء فيه ‪.‬‬

‫( ‪ ) 1‬ينظر‪ :‬كتاب سيبويه ( ‪. ) ٦٣/٤‬‬


‫) ‪. ( ٢٨٥/٢٧ ) ( ٢‬‬

‫( ‪ ) ۳‬مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪. )٩١/٣‬‬


‫( ‪ ) ٤‬ينظر‪ :‬تذكرة الكاتب ص ‪ ، ٤٣‬والكتابة الصحيحة ص ‪ ، ٥٣‬ومعجم الأغلاط اللغوية المعاصرة ص‪١٠٠‬‬
‫ومعجم الصواب اللغوي ص ‪. ٥٣‬‬

‫‪٣٠٦‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫مُخْتَتَمُ الجلسة القضائية‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫ومما يتصل بهذا الموضوع أن أسعد داغر غلط هذا الاستعمال لسبب آخر‬

‫« ويقولون ‪ ( :‬ابتدأت الحفلة في الساعة التاسعة ونصف ) ‪ ،‬وهو استعمال غريب جدا ؛ إذ‬

‫إنه لا وجه لعطف ( نصف ) على الساعة التاسعة ) ‪ ،‬وصححها بعضهم بالقول ‪ ( :‬التاسعة‬

‫والنصف) ‪ ،‬وهو أيضًا خطأ والصواب أن يقال ‪ ( :‬في منتصف الساعة العاشرة ) ‪ ،‬أو (في‬

‫الساعة التاسعة والدقيقة الثلاثين ) » (‪ ، )۱‬وهذا تشدد آخر أيضًا ‪ ،‬فالتنوين في ( نصف )‬

‫عوض عن المضاف إليه ‪ ،‬والمتبادرإلى الأذهان أن المراد بـ ( النصف ) هي الثلاثون دقيقة‬

‫تَعْقُبُ الساعة التاسعة ؛ ولذا لوقلتَ ‪ ( :‬في تمام الساعة التاسعة ونصف ساعة ) ‪ ،‬أو‬

‫( في تمام الساعة التاسعة والنصف ) ‪ ،‬أو ( في تمام الساعة التاسعة وثلاثين دقيقة ) فكلُّ‬

‫ذلك صحيح ‪.‬‬

‫‪ - ٣٠٥‬وقع على الضَّك‬

‫في ( التاج ) ‪ « :‬والتَّوقيع ‪ :‬ما يُوقع في الكتاب ) ‪ ،‬كذا في ( الصحاح ) و( العُباب ) ‪،‬‬

‫وهو إلحاق شيء بعد الفراغ منه لمن رفع إليه ‪ ،‬كالسلطان ونحوه من ولاة الأمر‬
‫‪ ،‬كما إذا‬

‫رفعت إلى السلطان أو الوالي شكاةً‪ ،‬فكتب تحت الكتاب ‪ ،‬أو على ظهره ‪ :‬يُنظرفي أمر‬

‫هذا ‪ ،‬ويُستوفى لهذا حقه » ( ‪ ، )۳‬والمراد بالتوقيع عندهم في العُرْف الإداري عندنا ‪ :‬التوجيه ‪،‬‬

‫والمثبت في معجمات العربية تعدية الفعل ( وقع ) بحرف الجر (في ) ‪ ،‬ولم يتعد بنفسه‬

‫كقولك ‪ ( :‬وقع الصكَ ) ‪ ،‬ولم يتعدى بـ ( على ) ‪ ،‬كقولك ‪ ( :‬وقّع على الصك ) ‪ ،‬وأجاز بعض‬

‫المحققين تعدية الفعل ( وقع ) بحرف الجر ( على ) ‪ ،‬منهم الغلاييني ‪ ،‬قال ‪ « :‬فإن قيل ‪:‬‬

‫ألا يجوز أن يقال ‪ ( :‬وقع على الكتاب ) كما هو المستعمل اليوم ؟ أقول ‪ :‬إن التوقيــع الـيـوم‬
‫في‬

‫ملجقا‬
‫ا‬
‫اللحن‬

‫لک‬
‫ضا‬

‫يراد به إجازة الكتاب بوضع اسم الكاتب ‪ ،‬أو المكتوب عنه ‪ ،‬فإن قالوا ‪ :‬وقع على الكتاب ‪،‬‬
‫لء‬
‫س‬

‫( ‪ ) ۱‬تذكرة الكاتب ص ‪. ٤٣‬‬

‫( ‪ ) ٢‬ينظر‪ :‬شفاء الغليل ( ‪ ، ) ٣٥٠/٢‬ولف القماط ص ‪ ، ٤٦‬ونظرات في اللغة والأدب ص ‪ ، ١٣‬ومعجم أخطاء‬
‫الكتاب ص ‪ ، ٦٧٥‬ومعجم الأخطاء الشائعة ص ‪ ، ٢٧٢‬ومعجم الخطأ والصوابفي اللغة ص ‪ ، ٢٦٨‬ونحو‬
‫وعي لغوي ص ‪ ، ٢٠٢‬ومجلة مجمع اللغة العربية الأردني ( ‪ ، ) ١٤٠/٧٠‬ومجلة لغة العرب ( ‪. ) ٦٣٢/٧‬‬
‫) ‪. ( ٣٥٩/٢٢ ) ( ٣‬‬

‫‪٣٠٧‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث الرابع‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫فقد أرادوا معنى ( وضع عليه توقيعه ) ‪ ،‬ولا تنصرف أذهانهم إلى غير هذا ‪ ،‬ولا أرى في ذلك‬

‫بأسًا ؛ لاختلاف تعدية الفعل باختلاف معناه ‪ ...‬على أن من حروف الجر ما يقوم بعضها‬

‫[طه ‪:‬‬ ‫مقام بعض بضرب من المجاز‪ ،‬وفي القرآن الكريم ‪﴿ :‬وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ‬

‫‪ ، ] ۱‬أي ‪ :‬عليها ‪ ،‬أقيمت الظرفية مقام الاستعلاء ‪ ،‬بجامع التمكن من الشيء ‪ ،‬وقولهم‬

‫( وقع عليه ) من إقامة الاستعلاء مقام الظرفية بجامع التمكن أيضًا » (‪ ، ) ١‬وعلى معنى‬

‫( التوقيع ) المستعمل قديمًا ‪ ،‬جاء في تاريخ دمشق ‪ « :‬فأعاد الرقعة ‪ ،‬وقد وقع عليها ‪ :‬مَرَّ‬

‫بنا في كتاب » (‪. )٢‬‬

‫ومما تقدم يظهر جواز قولك ‪ ( :‬وقَعَ في الصك ) ‪ ،‬أو ( وقَعَ على الصك ) ‪ ،‬أما تعدية‬

‫الفعل بنفسه ‪ ،‬لتقول ‪ ( :‬وقَعَ الصك ) فلم أجد دليلًا قويا ينصره ‪.‬‬

‫أشر على المعاملة (‪)3‬‬ ‫‪-٣٠٦‬‬

‫في ( التاج ) ‪ ( « :‬و) قد ( أَشَرَتْ ) المرأةُ ( أسنانها تأشِرُها أَشْرًا ‪ ،‬وأَشَرَتها ) تأْشِيرًا ‪:‬‬

‫وحرَّفَتْ أطرافَ أسنانها » ) ‪ ،‬وعرف اليازجي ( التأشير) في زمننا ‪ ،‬فقال ‪:‬‬ ‫( حَذَرَتْها‬

‫« ويقولون ‪ ( :‬أشَّرَ على الصَّك ) تأشيرًا ‪ ،‬أي ‪ :‬رسَمَ عليه علامةً تفيد التوقيع ‪ ،‬أخذوه من‬

‫الإشارة على توهم أصالة الهمزة في أولها ‪ ،‬وهو من كلام العامة ‪ ،‬على أن الإشارة لا تفيد ما‬

‫يرونه من ذلك ‪ ،‬والصواب أن يقال ‪ ( :‬وقع على الصكَّ ) ‪ ،‬أو ( علم عليه ) إذا لم يُرِدْ صريح‬

‫التوقيع » (ه ) ‪ ،‬وجمهور المتأدبين على رأي اليازجي في تخطئة استعمال ( أشر تأشيرا ) ‪ ،‬ومنهم‬

‫) لم يستعمل بهذا‬
‫داغر‪ ،‬والهلالي ‪ ،‬والمغربي ‪ ،‬والأنصاري ‪ ،‬وسبب المنع عندهم أن التأشير‬

‫( ‪ ) ۱‬نظرات في اللغة والأدب ص ‪. ١٥‬‬


‫( ‪ ) ۲‬تاريخ دمشق ( ‪. ) ٢٠/١‬‬
‫( ‪ ) ۳‬ينظر لغة الجرائد ص ‪ ، ٦٥‬وتذكرة الكاتب ص ‪ ، ٩٤‬ولغويات ‪ ،‬وأخطاء لغوية شائعة ص ‪، ٥٣‬‬
‫ومعجم أخطاء الكتاب ص ‪ ، ١٦‬وتقويم اللسانين ص ‪ ، ۱۰۱‬ومعجم الأغلاط اللغوية المعاصرة ص ‪، ١٨‬‬
‫وإصلاحاتفي لغة الكتابة والأدب ص ‪ ، ٣٠‬ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪ ) ٢١٧/٣‬و( ‪. ) ٢١٤/٥‬‬
‫) ‪. ( ٥٤/١٠ ) ( ٤‬‬
‫( ‪ ) ٥‬لغة الجرائد ص ‪. ٦٥‬‬

‫‪٣٠٨‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫مُخْتَتَمُ الجلسة القضائية‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫المعنى ؛ لأنه مأخوذ في أصل اللغة من تحزيز الأسنان ‪ ،‬وتحديد أطرافها ‪ ،‬ولا صلة بينه‬

‫وبين المعنى المراد اليوم ‪ ،‬ومما ينبغي التنبه إليه أن ( التوقيع ) مستعمل عند العرب‬

‫) ‪ ،‬ففي ( شفاء الغليل ) للخفاجي ‪ « :‬التوقيع ‪ :‬إيقاع شيءٍ عـلـى شيءٍ ‪ ...‬ومـنـه‬
‫مقام ( التأشير‬

‫فترى أن ( التأشير) و ( التوقيع ) يرجعان‬ ‫توقيع السلطان » (‪ ، )١‬قال الشيخ محمد النجار‪:‬‬

‫إلى معنيين متماثلين ‪ ،‬فإذا لم ينكر ( التوقيع ) لما يكتب على القصص في القديم ‪ ،‬كان‬

‫) في هذا غير منكر‪ ،‬وقد كنت أرى أن يهجر ( التأشير) إلى ( التوقيع )‬
‫استعمال ( التأشير‬

‫إيثارًا للاتباع على الابتداع ‪ ،‬فثناني عن هذا الخاطر أن التوقيع تُعُورف الآن في وضع المرء‬

‫اسمه في ذيل ما يكتب أمارةً على إقراره وإجازته ‪ ،‬وكان هذا في القديم يقال فيه ‪ :‬كتب‬

‫فلان بخطه » (‪. )٢‬‬

‫وخلاصة ما تقدم أن من منع استعمال ( التأشير) في معناه اليوم ‪ ،‬رأى أن يكتب بدلًا‬

‫منه ( أعلم ) و ( أشار) و( رقم ) وغيرها ‪ ،‬ومن رأى جواز استعمال ( أشر تأشيرا ) فهو يرى أن‬
‫لک‬
‫) يعودان إلى معنيين متماثلين ‪ ،‬وإذا أُجيز استعمال ( وقَعَ ) جاز تبعًا‬
‫( التوقيع ) و ( التأشير‬

‫استعمال (أسر) في معناه اليوم ‪.‬‬


‫في‬
‫اللحن‬
‫مجا‬
‫القضاء‬
‫لس‬

‫) ‪( ٣٥٠/٢ ) ( ١‬‬
‫( ‪ ) ٢‬لغويات ‪ ،‬وأخطاء لغوية شائعة ص ‪.٥٥‬‬

‫‪٣٠٩‬‬
‫الخامس‬ ‫المبحث‬

‫وظيفية‬ ‫وأسماء‬ ‫قضائية ‪،‬‬ ‫مصطلحات‬

‫عدد مسائله ‪ :‬اثنتان وثلاثون مسألة‬

‫وصفه ‪ :‬دراسة لبعض المصطلحات القضائية ‪ ،‬مثل ‪ ( :‬التَنْضِيض ) ‪ ،‬والأسماء‬

‫الوظيفية ‪ ،‬مثل ‪ ( :‬المحَكَّم ) ‪ ،‬والأقسام الإدارية ‪ ،‬مثل ‪ ( :‬شؤون الموظفين ) ‪.‬‬

‫اللحن في مجالس القضاء‬


‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫مصطلحات قضائية ‪ ،‬وأسماء وظيفية‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫الضَّبْط‬
‫‪ ،‬والصَّا‪ ،‬والسجل‬ ‫‪۳۰۷‬‬

‫الضبط ‪ :‬يجمع على ضُبُوط‪ ،‬وفي ( التاج ) ‪ « :‬وقال الليث ‪ :‬ضَبْطُ الشيء ‪ :‬لزومه لا يفارقه ‪،‬‬

‫يقال ذلك في كلّ شيءٍ ‪ ،‬وضَبْطُ الشيء ‪ :‬حِفْظُهُ بالحَزْمِ » (‪ ، )١‬والضبط في الاصطلاح القضائي‬

‫هو المحضر المعد لما يجري بين المتخاصمين في مجلس القضاء ‪ ،‬وهذا المصطلح‬
‫المعاصر ‪:‬‬
‫لله‬
‫) ‪ ،‬وقد يطلقون على الضبط ‪ :‬سِجِلا‬
‫لم يكن معروفًا في السابق ‪ ،‬وإنما يُطلق عليه ( المحضر‬

‫أوصَفًّا ‪ ،‬ففي ( مغني المحتاج ) ‪ « :‬محضر ‪ -‬بفتح الميم ‪ -‬ما يكتب فيـه مـا جـرى للمتحاكمين‬

‫في المجلس ‪ ،‬فإن زاد عليه الحكم أو تنفيذه سُمي سِجِلًا ‪ ،‬وقد يطلق المحضر على السجل » ( ) ‪،‬‬

‫وفي ( كشاف القناع ) ‪ « :‬ما تضمن الحكم بإقرارٍ أو نكولٍ يُسمى مَحْضَرًا ‪ ،‬بفتح الميم والضاد‬

‫وهو الصك ؛ سمي بذلك لما فيه من حضور الخصمين والشهود » ( ‪. )۳‬‬

‫أما الصكّ لغةً ‪ :‬فمأخوذ من الضرب ‪ ،‬والإغلاق ‪ ،‬والإطباق ‪ ،‬وهو مُعرَّب على قول‬

‫الأكثرين ( ‪ ، ) ٤‬وفي الاصطلاح عرفه الفيومي بقوله ‪ « :‬الكتاب الذي يكتب في المعاملات‬

‫‪ ،‬وبحار » (ه)‪،‬‬
‫‪ ،‬وأبخر‬
‫والأقارير‪ ،‬وجمعه ( صُكُوك ) و( أَصُكَ ) و ( صِكَاك ) مثل ‪ :‬بحر‪ ،‬وبحور‬

‫وهوفي الاصطلاح القضائي المعاصر‪ :‬خُلاصة ما دُوّن في محضر الضبط من إقرارات‬

‫وبينات منتهيا بالحكم لأحد المتخاصمين ‪.‬‬

‫أما السِّجِلُّ‪ ،‬بكسرتين وتشديد اللام فهو الكتاب والصحيفة في اللغة ‪ ،‬قال ابن‬

‫فارس ‪ « :‬فأما السِّجِلَّ‪ :‬فمن السجل والمساجلة ‪ ،‬وذلك أنه كتاب يجمع كتبًا ومعاني » (‪، )٦‬‬

‫ومنه قوله تعالى ‪﴿ :‬يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيّ السّجل ﴾ [ الأنبياء ‪ ، ] ١٠٤ :‬أمـا تـعـريـفـه الاصطلاحي‬
‫في‬
‫اللحن‬
‫لء‬
‫س‬ ‫جقا‬
‫ضا‬ ‫مل‬
‫ا‬

‫) ‪. ( ٤٣٩/١٩ ) ( ١‬‬
‫) ‪. ( ٥١٩/٤ ) ( ٢‬‬

‫( ‪ ) ۳‬كشاف القناع ( ‪. )١٨٦/١٥‬‬

‫ر الصحاح ( ‪ ، ) ١٥٩٦/٤‬وتاج العروس ( ‪. ) ٢٤٣/٢٧‬‬


‫( ‪ ) ٤‬ينظ‪:‬‬
‫( ‪ ) ٥‬المصباح المنيرص ‪. ١٣٢‬‬
‫( ‪ ) ٦‬مقاييس اللغة ( ‪. )١٣٦/٣‬‬

‫‪٣١٣‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث الخامس‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫كتاب القاضي ‪ ،‬والجمع سجلات ‪ ،‬وأسجلْتُ‬ ‫فيختلف بحسب العرف ‪ ،‬قال الفيومي ‪:‬‬

‫للرجل إسجالًا‪ ،‬كتبتُ له كتابًا ‪ ،‬وسجّل القاضي بالتشديد ‪ ،‬قضى وحكم وأثبت حكمه‬

‫‪ :‬نسخة أخرى من الصك تحفظ في‬


‫في ( السِّجِلَّ ) » (‪ ، )۱‬وهو في الاصطلاح القضائي المعاصر‬

‫المحكمة ‪ ،‬ولا تسلم إلى طرفي الخصومة ‪.‬‬

‫قال البهوتي ‪ « :‬والأولى جعل السّجل نُسختين ‪ :‬نسخة يدفعها الحاكم إليه ‪ ،‬أي‬

‫الطالب لها ؛ لتكون وثيقة له بحقه ‪ ،‬والنسخة الأخرى عنده ‪ ،‬أي ‪ :‬عند الحاكم ؛ ليرجع إلى‬

‫النسخة التي عندها عند ضياع ما بيد الخصم‪ ،‬أو الاختلاف » (‪. )1‬‬

‫‪ - ۳۰۸‬صحيفة الضبط‬

‫يقول الزعبلاوي ‪ ( « :‬الصَّحيفة ) للورقة بوجهيها ‪ ،‬و ( الصَّفحة ) لأحد وجهيها ‪ ،‬ويضع‬

‫الكتاب إحداهما موضعَ الأخرى خطأ ‪ ،‬وقد نبه على ذلك كثيرون » (‪. )4‬‬

‫قلت ‪ :‬وممـن نبـه علـى ذلـك ‪ :‬اليازجي ‪ ،‬والمنذر‪ ،‬وخليل السكاكيني ‪ ،‬وأسعد داغر‪،‬‬

‫قال الجوهري ‪ « :‬والصَّحيفة ‪ :‬الكتابُ ‪ ،‬والجمع صُحُف ‪ ،‬وصَحائف » (‪ ،)٥‬وأقول أيضًا ما‬

‫يطلقه الناس على الجرائد صُحُفًا ‪ ،‬ومفرده ( صحيفة ) صحيح ؛ ولذا فقولنا ‪ ( :‬صَحِيفَة‬

‫الضبط ) خطأُ شائع منتشر‬


‫‪ ،‬والصحيح أن نقول ‪ ( :‬صَفْحَةُ الضبط ) ‪ ،‬وجمعها صَفَحَات ‪.‬‬

‫( ‪ ) ۱‬المصباح المنيرص ‪.١٠٢‬‬


‫( ‪ ) ٢‬كشاف القناع ( ‪. ) ١٦٨/١٥‬‬

‫( ‪ ) ۳‬ينظر لغة الجرائد ص ‪ ، ٢٠‬وتذكرة الكاتب ص ‪ ، ٨٤‬ومطالعات في اللغة والأدب ‪ ،‬لخليل السكاكيني‬
‫ص ‪ ، ٧٦‬ومعجم أخطاء الكتاب ص ‪ ، ۳۳۱‬ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪ ، ) ٤١٤/٧‬ومجلة‬
‫اللسان العربي ( ‪. ) ١١٥/٢‬‬
‫( ‪ ) ٤‬معجم أخطاء الكتاب ص ‪. ۳۳۱‬‬
‫( ‪ ) ٥‬الصحاح ( ‪. ) ١٣٨٤/٤‬‬

‫‪٣١٤‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫مصطلحات قضائية ‪ ،‬وأسماء وظيفية‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫‪ ٣٠٩-‬صـك بـدل فـاقـد‬

‫هذه العبارة ترد فيمن فقد صلَّه ‪ ،‬ويرى كثير من القضاة أن ( فاقدا )في الاستعمال‬

‫السابق وضع موضع ( مفقود ) ؛ لأن فعله ( فَقَدَ ) ‪ ،‬والفاعل منه ( فاقد ) ‪ ،‬ومفعوله‬
‫( مفقود ) ‪ ،‬فهم يريدون من هذه العبارة أن يُعطى الفاقد صيًّا جديدًا بَدَل ما فَقَد ‪،‬‬

‫أي ‪ :‬بدل المفقود ‪ ،‬وقد وقَفَ الشيخ محمد النجار على بيت شعري لبشر بن أبي خازم‬

‫الأسدي ‪ ،‬وهو من شعراء الجاهلية ‪:‬‬

‫ذكرتُ حبيبًا فاقدًا تحت مَرْمَس (‪) ٢‬‬ ‫ذكرتُ بها سلمى فَبِتُ كأنما‬

‫‪ ،‬فترى أن ( فاقدًا ) في البيت بمعنى ( مفقود ) أو ( ذي‬


‫قال النجار‪ « :‬المرمس ‪ :‬القبر‬

‫فقد ) ‪ ،‬وقد أورد هذا البيت صاحب ( المخصص) ‪ ،‬في باب ( فاعل بمعنى مفعول ) ( ‪ ،)۳‬وترى‬

‫بعد هذا البيان أن العبارة ( بدل فاقد ) عبارةً صحيحة لابأس باحتذائها » ( ) ‪.‬‬

‫هذا وقد ثبت صحة استعمال ( بدل فاقد ) بمعنى ( بدل مفقود ) بعد أن ظفرنا‬

‫بشاهد يصلح أن يكون حجةً على من أنكر هذا الاستعمال ‪.‬‬

‫وكان يقيم عالةً على المدعية‬ ‫‪-۳۱۰‬‬

‫استعمال ( عالة ) في هذه الجملة خطأ عند جواد ‪ ،‬ومن تبعه كالبصام ‪ ،‬وأبي السعود ‪،‬‬

‫‪:‬واد ‪ « :‬قل ‪ ( :‬هو عائلُ على غيره ‪ ،‬وهم عالة على‬


‫وجرجي شاهين ‪ ،‬وأبي تراب ‪ ،‬قال ج‬
‫في‬
‫اللحن‬
‫ملجقا‬
‫ا‬

‫( ‪ ) 1‬ينظر لغويات ‪ ،‬وأخطاء لغوية شائعة ص ‪ ، ٩٠‬ومعجم الصواب اللغوي ص ‪ ، ٥٧٠‬والأخطاء اللغوية‬
‫ضا‬

‫الشائعة على ألسنة الكتاب والأدباء والإذاعيين ص ‪. ٤٥‬‬


‫لء‬
‫س‬

‫( ‪ ) ٢‬المحكم والمحيط الأعظم في اللغة ( ‪. )٢٥٠/٢‬‬


‫) ‪. ( ٧٠/١٥ ) ( ٣‬‬

‫( ‪ ) ٤‬لغويات ‪ ،‬وأخطاء لغوية شائعة ص ‪. ٨٩‬‬


‫( ‪ ) 5‬ينظر‪ :‬قل ولا تقل ( ‪ ، ) ١٠٥/١‬ورد الشارد إلى طريق القواعد ص ‪ ، ٢٢‬ونظرات في اللغة والأدب ص ‪، ۷۱‬‬
‫ومعجم الأخطاء الشائعة ص ‪ ، ۱۸۱‬ومعجم الأغلاط اللغوية المعاصرة ص ‪ ، ٤٧٤‬وأزاهيرالفصحى ص ‪، ٦٠‬‬
‫وكبوات اليراع ص ‪ ، ٤١٤‬والاستدراك على كتاب قل ولا تقل ص ‪ ، ٩٥‬ومعجم تصحيح التصحيح ص ‪. ٢٦‬‬

‫‪٣١٥‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث الخامس‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫غيرهم ) ‪ ،‬ولا تقــل ‪ ( :‬هـو عـالـة علـى غـيـره ) ؛ وذلك لأن ( عالة ) جمع عائل » ) ‪ ،‬قال عبـد‬

‫‪ ،‬والجمع‬
‫اللطيف البغدادي في ( ذيل الفصيح ) ‪ « :‬وعال يعيل ‪ :‬افتقر فهو عائل ‪ ،‬أي ‪ :‬فقير‬

‫عالة » (‪ ) ٢‬وفي الحديث ‪ « :‬إنك إن تدع ورثتك أغنياء ‪ ،‬خير من أن تذرهم عالةً يتكففون‬
‫لله‬
‫الناس » ( ‪ ، )۳‬وعلى رأيهم يمكن أن يقال ‪ ( :‬وكان يقيم عِبئًا على المدعية ) أو ( كان يقيم كلاً‬

‫على المدعية ) أو ( عائلًا على المدعية ) ‪.‬‬

‫إلا أن الغلاييني يرى صحة قولهم ‪ ( :‬عالة على المدعية ) ‪ ،‬بقوله ‪ « :‬فعلـى هـذا يصح‬

‫فلان عالة ) أي ‪ :‬عائل من باب الوصف على سبيل المبالغة ‪ ،‬أو على تقدير‬ ‫أن يقال ‪:‬‬

‫مضاف ‪ ،‬أي ‪ :‬ذو عالة ‪ ،‬وهذا كثير وارد نظيره في كلام الفصحاء الذين يُحتج بهم ‪ ،‬كحديث ‪:‬‬

‫( هل بقي أحد من قرابتها ) أي ‪ :‬أقاربها ‪ ،‬أو من ذوي قرابتها ‪ ،‬قال ابن الأثيرفي ( النهاية ) ‪:‬‬

‫وفي حديث عمر‪ ( :‬ألا حامى عن قرابته ) ‪ ،‬أي ‪ :‬أقاربه ‪ ،‬سُموا بالمصدر كالصحابة (‪. )٥( )٤‬‬

‫وعلى تخريج الغلاييني السالف ذكره ‪ ،‬يجوز لك أن تقول ‪ ( :‬هو عالة على أبيه )‬

‫ويصح قول من قال ‪ ( :‬وكان يقيم عالة على المدعية ) ‪.‬‬

‫ومسألة أخرى ‪ ،‬وهي أني وجدت في أحد الضبوط ‪ ... ( :‬يتضمن أن المدعى عليه يُعيل‬

‫والدته ‪ ) ...‬فهل يصح هذا الفعل ‪ ،‬أم يغني عنه ما يستعمله الكتاب ( يَعُول ) ؛ لقوله الاهلي‬

‫وابدأ بمن تعول » (‪ )٦‬؟‬

‫( ‪ ) ۱‬قل ولا تقل ( ‪. ) ١٠٥/١‬‬


‫)‪.1.90 ( 5‬‬

‫( ‪ ) ۳‬أخرجه البخاري في الصحيح ‪ ،‬كتاب الجنائز‪ ،‬باب رثى النبي السعد بن خولة ‪ ،‬رقم الحديث ‪، ١٢٩٥ :‬‬
‫ص ‪ ، ١٧٤‬ومسلم في الصحيح ‪ ،‬كتاب الوصية ‪ ،‬رقم الحديث ‪. ) ٧٦٧/٢ ( ١٦٢٧ :‬‬
‫) ‪.( ٣٥/٤ ) ( ٤‬‬

‫( ‪ ) ٥‬نظرات في اللغة والأدب ص ‪. ۷۱‬‬


‫( ‪ ) 1‬أخرجه البخاري في الصحيح ‪ ،‬كتاب الزكاة ‪ ،‬باب لا صدقة إلا عن ظهر غنىً‪ ،‬رقم الحديث ‪، ١٤٢٧ :‬‬

‫ص ‪ ،١٩٣‬ومسلم في الصحيح ‪ ،‬كتاب الزكاة ‪ ،‬باب بيان أن اليد العليا خير من اليد السفلى ‪ ،‬وأن اليد‬
‫العليا هي المنفقة ‪ ،‬وأن السفلة هي الآخذة ‪ ،‬رقم الحديث ‪. ) ٤٥٨/١ ( ١٠٣٦ :‬‬

‫‪٣١٦‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫مصطلحات قضائية ‪ ،‬وأسماء وظيفية‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫الجواب ‪ :‬يصح قولنا ‪ ( :‬يُعِيل ) مثلما يصح أن يقال ( يَعُول ) ‪ ،‬وكلاهما فصيح‬

‫والأول ورد ذكره في معجمات العربية ‪.‬‬

‫‪ - ٣١١‬حصر الإرث‬

‫يُخَطَّئ بعضُ القضاة قولهم ‪ ( :‬حَصْر الإرث ) ‪ ،‬والصحيح عندهم ( حضر الورثة ) ؛‬

‫وحجتهم أن الصكَ محصور فيه الورثة ‪ ،‬وليس الإرثَ من مالٍ وعقار ونحوهما ‪ ،‬والذي يظهر‬

‫صحة الوجهين ‪ ،‬فإن قلت ‪ ( :‬حصر الإرث ) عَنيتَ به أن التركةَ من نقد وعقار تؤول إلى الورثة ‪.‬‬

‫وأما قولهم ‪ ( :‬انحصر ورثته ) ‪ ،‬و ( انحصار ورثته ( فصحيح ‪ ،‬وإن لم يرد في معجمات‬

‫العربية ؛ ذلك أن مبنى فعل المطاوعة المصوغ على ( انفعل ) أن يأتي مطاوع الثلاثية‬

‫المتعدية ‪ ،‬مثل ( حَصَرَهُ ) ‪ ،‬وفي ( صبح الأعشى ) ‪ « :‬وأن المُلْكَ الإسماعيلي فينا قد انحصر‬
‫‪،‬‬
‫ميراثُهُ » (‪ ، )١‬أما الأصل في ( حَصَرَ) هو التضييقُ ‪ ،‬والحبسُ والعِيّ في الكلام ‪ ،‬وفي ( التاج ) ‪:‬‬

‫( وَحَصَرَهُ ) يَحْصُرُهُ حَصْرًا ‪ ( :‬استوعبه ) وحصَّلَهُ وأحاط به » ( ‪ ،) ٢‬وروي عن ابن الأعرابي‬

‫قوله ‪ ( :‬الوِرْث ) في الميراث ‪ ،‬و ( الإرث )في الحَسَب (‪. )۳‬‬

‫ولذلك يصح قولك ‪ ( :‬حصر الورثة ) أو ( حصر الإرث ) ‪ ،‬وقولك ( وحُصِرَ ورثتُهُ ) أو‬

‫(انحصر ورثتُهُ )‪.‬‬

‫ولم يُتفق على تنضيض كل مشروع على حدةٍ‬ ‫‪-٣١٢‬‬


‫في‬

‫ملجقا‬
‫ا‬
‫اللحن‬

‫( التَّنْضِيضُ ( مصطلح يكثر شيوعه في اللغة القضائية ‪ ،‬ويجهل معناه كثيرون ‪ ،‬وهو‬
‫لء‬‫ضا‬

‫عربي قديم ‪ ،‬قال الجوهري ‪ « :‬وأهل الحجاز يسمون الدنانير والدراهم النص والناض ‪،‬‬
‫س‬

‫قال أبو عبيد ‪ :‬وإنما يسمونه ناضًا إذا تحوّل عينًا بعد أن كان متاعًا ؛ لأنه يقال ‪ :‬ما نضَّ‬

‫) ‪. ( ١١٤/١٢ ) ( ١‬‬
‫) ‪. ( ٣٤/١١ ) ( ٢‬‬

‫( ‪ ) ۳‬ينظر‪ :‬المزهر في علوم اللغة وأنواعها ( ‪. )٢٨٨/٢‬‬

‫‪۳۱۷‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث الخامس‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫بيدي منه شيء » (‪ ، ) ١‬وهوفي اصطلاح الفقهاء المال إذا صار نقدًا ‪ ،‬بعدما كان متاعًا ‪ ،‬قال‬

‫الموفق ‪ « :‬فإذا انفسَخَتْ والمالُ ناضُ لا ربح فيه ‪ ،‬أخذه ربُّهُ » ) ‪ ،‬وقريب من صورته في‬

‫عصرنا مصطلح ( تَصْفِيَةُ الشركة ) ‪.‬‬

‫‪ ۳۱۳-‬وقف الخدمات ‪ ،‬أو إيقاف الخدمات ‪ ،‬أو توقيف الخدمات‬

‫الفعل ( وَقَفَ ) مصدره ( وَقْفًا ) ‪ ،‬و ( أَوْقَفَ ) مصدره ( إيقافًا ) ‪ ،‬و ( وَقَفَ ) مصدره‬

‫( تَوقِيفًا ) ‪ ،‬ففي ( القاموس ) ‪ « :‬وَوَقَفْتُهُ أَنا وَقْفًا ‪ :‬فعلتُ به ما وَقَف‪ ،‬كوفَّفْتُهُ وأَوْقَفْتُهُ » ) ‪،‬‬

‫قال شارحه في ( التاج ) تعليقًا على ذكر ( وقَفَ ) و ( أوْقَفَ ) ‪ « :‬قال شيخنا ‪ :‬أنكرهما‬

‫الجماهير‪ ،‬وقالوا ‪ :‬غير مسموعين ‪ ،‬وقيل ‪ :‬غير فصيحين » (‪ ، )٥‬ومن هنا تعلم أن اللغة‬

‫العالية قولك ‪ ( :‬وَقَفَتْه الشُّرْطَة ) ‪ ،‬و( وَقْفُ الخِدمات الحكومية ) ‪ ،‬وشاهد هذه اللغة‬

‫وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ ﴾ [ الصافات ‪. ] ٢٤ :‬‬ ‫قول الله تعالى ‪:‬‬

‫أما قولهم ‪ ( :‬أوقفته الشرطة ) و( إيقاف الخدمات ) ‪ ،‬فقد مر معنا في مادة ( أوقفتُ‬

‫الصحاح ) ‪ « :‬وحكـى أبو عبيــد‬ ‫الدار على أولادي الذكور والإناث ) (‪ ) ٢‬أنها لغة فصيحةً ‪ ،‬وفي‬

‫في ( المصنف ) عن الأصمعيّ واليزيدي أنهما ذكرا عن أبي عمرو بن العلاء أنه قال ‪ :‬لو مررت‬

‫برجل واقف فقلت له ‪ :‬ما أوقَفَكَ ها هنا ؟ لرأيتُهُ حَسَنًا » ( ) ‪ ،‬وشاهدُ ( أَوْقَفَ) قول الشاعر‪:‬‬

‫( ‪ ) 1‬الصحاح ( ‪. ) ١١٠٧/٣‬‬
‫( ‪ ) ٢‬المغني ( ‪. ) ١٧٢/٧‬‬
‫( ‪ ) ۳‬ينظر‪ :‬دقائق العربية ص ‪ ، ١٢٩‬ونظرات في اللغة والأدب ص ‪ ، ۲۱‬ونظرات في أخطاء المنشئين ( ‪، ) ٢٠٢/٣‬‬
‫والأخطاء اللغوية الشائعةفي الأوساط الثقافية ص ‪ ، ٢١٣‬ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪. ) ٣١٠/١‬‬
‫( ‪ ) ٤‬ص ‪. ٨٦٠‬‬
‫) ‪. ( ٤٦٨/٢٤ ) ( ٥‬‬
‫( ‪ ) 1‬ينظر‪ :‬ص ‪. ٦٤‬‬
‫) ‪. ( ١٤٤٠/٤ ) ( ٧‬‬

‫‪٣١٨‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫مصطلحات قضائية ‪ ،‬وأسماء وظيفية‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫أقم علينا أخي فلم أُقم )‬ ‫وقولُها والرَّكابُ مُوقِفَةُ‬

‫أما قولهم ‪ ( :‬وَقَفَتْه الشرطة ) أو ( توقيف الخدمات الحكومية ) فأراها لغة رديئة في‬

‫‪ ،‬فباب ( فعل تفعيلا )‬


‫هذين المثالين ‪ ،‬ويمكن تصحيح هذا الاستعمال عند إرادة التكثير‬

‫هو للتكثيرفي الغالب (؟ ) ‪ ،‬ويكون هذا الاستعمال صحيحًا في قولهم مثلاً ‪( :‬أُدخل المتهمفي‬

‫التَّوقيف) ‪ ،‬أي ‪ :‬في الحَبْس؛ لكثرة داخليه ‪.‬‬

‫وخلاصة ما تقدم أن اللغة العالية قولهم ‪ ( :‬وَقَفَتْه الشُّرْطَة ) ‪ ،‬و( وَقْفُ الخِدمات‬

‫الحكومية ) ‪ ،‬وأدنى منها قولُهم ‪( :‬أوقَفَتهُ الشرطة ) و ( إيقاف الخدمات ) ‪ ،‬أما الأخيرة‬

‫( وَقَفَتْه الشرطة ) أو (توقيف الخدمات الحكومية ) فهي رديئة ‪ ،‬إلا إذا أُريد بها التكثير‪.‬‬

‫‪ ٣١٤-‬إدارة الخدمات‬

‫الخَدَمات العامة ) ‪ ،‬وذلك بفتح الخاء والدال ‪ ،‬كذا‬ ‫ويشيع في الأسواق مكاتبُ‬

‫ينطقه الناس ‪ ،‬وهو لحن ‪ ،‬قال الهلالي ‪ « :‬ومن ذلك فتحهم خاء ( الخدمات ) جمع‬

‫( خدمة ) بكسر الخاء ‪ ،‬ومما يؤسف له أن أكثر المتكلمين بالعربية ‪ ،‬لا في الإذاعة وحدها ‪،‬‬

‫بل في المدارس والجامعات أيضًا يقعون في هذه الزلّة التي هي من الكبائر بالمعنى اللغوي‬

‫ودونك الدليل على أن ( الفِعلة ) بالكسر‪ ،‬إنما تجمع على ( فِعَلات ) بكسر ففتح ‪ ،‬لا على‬

‫‪ ،‬قلت ‪:‬‬
‫‪ ،‬فإن جمعتها جمع تكسير‬
‫( فَعَلات ) بفتحتين ‪ ،‬هذا إن لم تجمعها جمع تكسير‬

‫(خدم ) بكسر الخاء ‪ ،‬وفتح الدال ‪ ،‬فالخاء مكسورة في المفرد والجمعين » (‪. ) ٤‬‬
‫في‬

‫مل‬
‫ا‬
‫اللحن‬
‫جقا‬

‫قلت ‪ :‬يمكن جمع ( خِدمة ) جمع مؤنث سالم على ثلاثة أوجه سائغة كلها ‪ ،‬قال‬
‫لء‬‫ضا‬

‫الغلاييني ‪ « :‬وإن جمعت اسماً ثلاثياً ‪ ،‬مضموم الأول ‪ ،‬أو مكسوره ‪ ،‬ساكن الثاني صحيحه‬
‫س‬

‫( ‪ ) ۱‬تاج العروس ( ‪. ) ٤٦٨/٢٤‬‬


‫المساعد على تسهيل الفوائد ( ‪. ) ٦٠١/٢‬‬ ‫(‪)٢‬‬

‫ر تقويم اللسانين ص ‪ ، ١٤٥‬وجامع الدروس العربية ( ‪ ، ) ٢٧/٢‬ولحن القول ص ‪. ٢٥٧‬‬


‫( ‪ ) ۳‬ينظ‪:‬‬
‫( ‪ ) ٤‬تقويم اللسانين ص ‪. ١٤٥‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث الخامس‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫خاليًا من الإدغام ‪ ،‬مثلُ ‪ ( :‬خُطوة ) و ( جُمْل ) و(هند ) و( قطعة ) و(فقرة ) ‪ ،‬جاز فيه ثلاثة‬

‫أوجه الأول ‪ :‬إتباع ثانيه لأولـه ‪ :‬كخُطوات ‪ ،‬وجُمُلات ‪ ،‬وهندات ‪ ،‬وقطعات ‪ ،‬وفقرات‬

‫والثاني ‪ :‬فتح ثانيه ‪ :‬كخُطوات ‪ ،‬وجُمَلات ‪ ،‬وهندات ‪ ،‬وقطعات ‪ ،‬وفقرات ‪ ،‬والثالث ‪ :‬إبقاء‬

‫ثانيه على حاله من السكون ‪ :‬كخُطوات ‪ ،‬وجُمْلات ‪ ،‬وهندات ‪ ،‬وقطعات ‪ ،‬وفقرات » ) ‪.‬‬

‫قلت ‪ :‬يصح لك أن تقول ‪( :‬خدمات ) بكسر الخاء والدال ‪ ،‬و ( خدمات ) بكسر‬

‫الخاء وفتح الدال ‪ ،‬و( خدمات ) بكسر الخاء وإسكان الدال ‪ ،‬ولا يجوز لك بحال أن تقول ‪:‬‬

‫( خَدَمات ) على القاعدة التي ذكرناها آنفًا ‪ ،‬على أنه يمكن تصحيح هذا الأسلوب ؛ وذلك‬

‫بالحمــل عـلـى مفردة غير ( خدمة ) مكسور الخاء ‪ ،‬وهو اسم المرة ( خَدْمَة ) ‪ ،‬ويجمع قياساً‬

‫على ‪ ( :‬خَدَمات )‬

‫(د )‬
‫ي القَبَلِيَّة‬
‫‪ - ٣١٥‬الأراض‪..‬‬

‫وهي التي تدعي فيها القبيلة ملكية العقار‪ ،‬والاصطلاح الشائع في اللغة الرسمية‬

‫والقضائية قولُهم ‪ ( :‬التملك القَبَلي ) أو ( الأراضي القَبَليَّة ) ‪ ،‬ويرى مصطفى جواد خطاً‬

‫هذا الاستعمال ؛ لأن القبيلة اسم من أسماء ‪،‬الجنس ‪ ،‬فلا يجوز حذف الياء منها ‪ ،‬والأصل‬

‫أن تقول ‪ ( :‬التملك القبيلي ) أو ( الأراضي القبيلية ) ‪ ،‬أما حذف الياء ‪ ،‬فيكون مقصورًا علــى‬
‫اللغة‬
‫الأعلام ‪ ،‬كقبيلة بجيلة ‪ ،‬وثقيف وهُذيل ‪ ،‬فتقول ‪ :‬يُجَلي ‪ ،‬وثَقَفي ‪ ،‬وهُذَلي ‪ ،‬ويرى مجمع‬

‫بالقاهرة أنه يجوز عند النسب إلى ( فَعِيلة ) حذف الياء وإثباتها ‪ ،‬فتقول ‪ ( :‬قبيلي ) أو ( قبلي )‬

‫على أن القاعدة عند بعض النحاة جواز حذف الياء في ( فعيلة ) إذا كانت العين صحيحةً ‪،‬‬

‫وغيرَ مُضَعَّفَة ‪ ،‬مثل ‪ :‬حنيفة ‪ ،‬وصحيفة ‪ ،‬وقبيلة ‪ ،‬فتقول ‪ ( :‬حَنَفي ) و ( صَحَفي ) و( قَبَلي ) ‪.‬‬

‫ومما تبين ‪ ،‬فاللفظ الشائع في المكاتبات الرسمية لدينا ‪ ،‬وهو ( الأراضي القَبَلية ) صحيح ‪.‬‬

‫( ‪ ) ۱‬جامع الدروس العربية ( ‪. ) ٢٧/٢‬‬


‫( ‪ ) ٢‬ينظر‪ :‬قل ولا تقل ( ‪ ، ) ١١٨/٢‬وجامع الدروس العربية ( ‪ ، ) ٨٠/٢‬ومعجم الخطأ والصواب في اللغة‬
‫ص ‪ ، ٢١٥‬والعربية الصحيحة ص ‪ ، ١٠٥‬ودليل السالك إلى ألفية ابن مالك ( ‪. ) ٢٣٠/٣‬‬

‫‪٣٢٠‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫مصطلحات قضائية ‪ ،‬وأسماء وظيفية‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫القانون الدُّوَلي‬ ‫‪٣١٦‬‬

‫( الدُّولي ) نسبة إلى جمع التكسير ( دُوّل ) ‪ ،‬ومفرده ( دَوْلَة ) ‪ ،‬وهذه النسبة خاطئة‬

‫على مذهب البصريين ‪ ،‬قال سيبويه ‪ « :‬اعلم أنك إذا أضفت إلى جمع أبدًا فإنك توقع‬

‫الإضافة على واحده الذي كُسّر عليه » ( ) ‪ ،‬وأجاز قوم آخرون أن ينسب إلى الجمع على‬

‫لفظه مطلقًا (‪ ، ) ۳‬والخلاف في ذلك مبثوث في كتب النحاة ( )‪ ،‬ويترجح جواز النسبة إلى‬

‫جمع التكسير بشرط أن تكون له دلالة يختص بها من دون المفرد ؛ كأن يكون جاريًا مجرى‬

‫العلم ‪ ،‬نحو‪ :‬الجزائري ( للدولة المعروفة ) ‪ ،‬أو يكون ذا دلالة اصطلاحية ‪ ،‬نحو‪ :‬عالم أخباري‬

‫وحاج آفاقي ‪ ،‬أو على دلالة الاشتراك ‪ ،‬نحو ‪ :‬القانون الدولي ؛ لكونه مشتركا بين عدة دول (ه) ‪.‬‬

‫وعليه ‪ ،‬يجوز أن تقول ‪ ( :‬القانون الدَّولي ) نسبة إلى لفظ المفرد ‪ ،‬و ( القانون الدولي )‬

‫نسبة إلى لفظ الجمع‪.‬‬

‫‪ ٣١٧-‬بناء على المادة ( ‪ )۸۰‬من نظام المرافعات قررت‬

‫إدخال المدعو فلان بن فلان‬

‫(المَدْعُو) مستعمل بكثرة في مذكرات الخصوم ‪ ،‬وفي المكاتبات الرسمية إلا أن شمس‬

‫هذا اللفظ آذنت بالغروب ‪ ،‬مثل قوله ‪ ( :‬وقد تضمن أنه بخصوص طلب الكشف‬

‫عما يوجد من أرصدة تخص المدعو فلانًا لدى البنوك والمصارف العاملة بالمملكة)‬
‫في‬

‫ملجقا‬
‫ا‬
‫اللحن‬

‫( ‪ ) 1‬ينظر قل ولا تقل ( ‪ ، ) ٦٥/١‬والكتابة الصحيحة ص ‪ ، ١١٢‬ومعجم الأخطاء الشائعة ص ‪ ،۹۳‬ومعجم‬


‫لء‬‫ضا‬

‫تصحيح التصحيح ص ‪ ، ١٠١‬ودليل السالك إلى ألفية ابن مالك ( ‪ ، ) ٢٤١/٣‬ومجلة اللسان العربي ( ‪. ) ١٢١/٢‬‬
‫س‬

‫( ‪ ) ٢‬كتاب سيبويه ( ‪. ) ۳۷۸/۳‬‬

‫( ‪ ) ۳‬ينظر همع الهوامع ( ‪. ) ١٧١/٦‬‬


‫( ‪ ) ٤‬ينظر‪ :‬الأصول في النحو (‪ ، ) ۷۰/۳‬والمساعد على تسهيل الفوائد ( ‪ ، ) ۳۹۰ / ۳‬وأوضح المسالك ( ‪، ) ٣٣٩/٤‬‬
‫وهمع الهوامع ( ‪ ، ) ١٧١/٦‬وحاشية الصبان على شرح الأشموني على ألفية ابن مالك ( ‪. ) ٢٨٠/٤‬‬
‫‪ ،‬أو‬
‫( ‪ ) ٥‬يرى مجمع اللغة العربية بالقاهرة أنه يجوز أن ينسب إلى لفظ الجمع عند الحاجة ؛ كإرادة التمييز‬
‫نحو ذلك ‪ .‬ينظر‪ :‬مجموع القرارات العلمية في ثلاثين عامًا ص ‪. ٥٢‬‬

‫‪٣٢١‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث الخامس‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫و ( المدعو) ‪ :‬اسم مفعول من ( دعا ) ‪ ،‬ويكون ما بعده منصوبًا ؛ لأنه مفعول ثانٍ ‪ ،‬وهو‬

‫بمعنى ( المُسَمَّى ) ‪ ،‬وهذا اللفظ مستعمل في كتب التراجم للتعريف باسم المترجم ‪ ،‬أو‬

‫) ‪ « :‬عبد الرحمن بن‬


‫بيان لقب مشتهر له بين الناس ‪ ،‬ومن ذلك قول الذهبي في ( السير‬

‫محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن الحكم بن هشام بن الداخل عبد الرحمن ‪ ،‬سلطان‬

‫الأندلس ‪ ،‬المدعو‪ :‬أمير المؤمنين ‪ ،‬الناصر لدين الله » (‪ ، ) ۱‬وقوله ‪ « :‬ابن عدي الشيخ الكبير‬

‫المدعو بتاج العارفين » (‪ ، ) ٢‬وفي ( الضوء اللامع ) للسخاوي كثير من إطلاق هذا الاصطلاح‬

‫قاصدًا به التعريف ‪ ،‬يقول في أحد تراجمه ‪ « :‬محمد ‪ :‬المدعو بركات بن ولي الدين بن‬

‫شمس الدين بن عبد الكريم القليوبي القباني » ( ‪ ، )۳‬وبتتبع السجلات القضائية ‪ ،‬وجدت‬

‫حكمت على المدعو فلان بأن‬ ‫أن إطلاق المدعو) يُراد به التعريف ‪ ،‬كأن يقول القاضي ‪:‬‬

‫يدفع ‪ ) ..‬وقوله ‪ ( :‬حضر المدعو فلان ‪ ،‬وشهد بقوله ‪ ، ) ...‬وقد يُراد به الانتقاص والتقليل ‪،‬‬

‫ولا سيما إذا فاهَ به أحد الخصوم ‪ ،‬ومن ثم فلا يُحَجَّرُ على من استعمله ‪.‬‬

‫‪ ٣١٨-‬فلانة عضو في كذا‬

‫( العضو) اسم جامد غير مشتق ‪ ،‬والأصل فيه أن يشمل المذكر والمؤنث ‪ ،‬من دون‬

‫تمييز الأنثى بتاء التأنيث ‪ ،‬فلا تقول ‪ ( :‬فلانة عضوة في هيئة التدريس الجامعي ) ‪،‬‬

‫والتأنيث خاص بالصفات ‪ ،‬كما قلنا سابقًا في ( وكيلة ) ‪ ،‬و ( العضو) لم يرد في كلام العرب‬
‫‪ ،‬وكذلك‬
‫إلا مذكرًا ‪ ،‬فيقال ‪ ( :‬الـعـيـن عـضـو ) ‪ ،‬ولا يقال ‪( :‬الـعـيـن عـضــوة ) مـع أن الـعـيـن مـؤنـتُ‬

‫فإن العرب لا تلحق المؤنث هاء التأنيث إلا عند الضرورة ‪ ،‬وهذا رأي جماعة قليلة من‬

‫‪ ،‬وصبحي البصام ‪ ،‬فيجب عندهم التذكير‪.‬‬


‫النقاد المعاصرين ‪ ،‬منهم ‪ :‬أحمد أبو الخضر‬

‫) ‪. ( ٢٦٥/٨ ) ( 1‬‬
‫) ‪. ( ٢٢٣/٢٣ ) ( ٢‬‬
‫) ‪. ( ۷۰/۱۰ ) ( ۳‬‬

‫( ‪ ) ٤‬ينظر لغويات ‪ ،‬وأخطاء لغوية شائعة ص ‪ ، ١٦٤‬وقل ولا تقل ( ‪ ، ) ۸/۱‬وحول الغلط والفصيح ص ‪، ٩‬‬
‫ومعجم أخطاء الكتاب ص ‪ ، ٤٠٤‬ومعجم الأخطاء الشائعة ص ‪ ، ۱۷۲‬وأخطاء ألفناها ص ‪ ، ١٠٩‬وكبوات‬
‫اليراع ص ‪ ، ٣٨٥‬ومعجم تصحيح التصحيح ص ‪ ، ١٤٧‬ومقالات الدكتور فيصل المنصور ص ‪ ،٤٠١‬وفي‬
‫أصول اللغة ( ‪)٥٩/٣‬‬

‫‪٣٢٢‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫مصطلحات قضائية ‪ ،‬وأسماء وظيفية‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫ويرى آخرون ‪ ،‬ومنهم ‪ :‬مصطفى جواد ‪ ،‬ومجمع اللغة القاهري أن الواجب التأنيث‬

‫فلانة عضو) ؛ لأن ( العضو)‬ ‫فتقول ‪ ( :‬فلانة عضوة في هيئة التدريس ) ‪ ،‬ولا تقل ‪:‬‬

‫نُقِلَ من الاسمية إلى الوصفية ‪ ،‬كما قيل في الشلو‪ ،‬وهو العضو ( شِلْوَة ) ‪ ،‬وفي حديث‬

‫‪ « :‬تقلدها شِلْوَةً من نار جهنم » (‪ ، )١‬أي ‪ :‬قطعة ‪ ،‬ولم يقل‬ ‫الطفيل بن عمرو ‪ ،‬قال النبي‬

‫( شِلْوًا ) ‪ ،‬وهذا القول فيه نظر؛ فـورود ( الشَّلْوَة ) بدلًا من ( الشَّلو)في الحديث ‪ ،‬ينبغي ألا‬

‫يُستدل به على أن القائل بـ ( الشَّلْوة ) مجانفُ عن الفصحى ‪ ،‬فالقياس غير سائغ هنا ‪.‬‬

‫ورأي ثالث وسط ‪ ،‬هو جواز الوجهين ‪ ،‬وبه قال عامة النقاد المعاصرين ‪ ،‬منهم ‪:‬‬

‫وأبو تراب ‪ ،‬وغيرهم ؛‬ ‫الشيخ محمد النجار ‪ -‬على حذر ‪ ، -‬والزعبلاوي والعدناني‬

‫استدلالًا بأن العرب استعملوا الأسماء صفاتٍ ‪ ،‬وأجروا عليها ما أجروا على الصفات في‬

‫مواضع كثيرة ‪ ،‬وبرأي ابن جني في جواز تأنيث الأسماء حين ينزل منزلة الصفات (‪. )٢‬‬

‫فلانة‬
‫) عضوة مجلس الإدارة ) أو ( فلانة‬ ‫والذي يظهر جواز الوجهين ‪ ،‬فيصح قولك ‪:‬‬

‫عضو مجلس الإدارة ) و( فلانة عضوة هيئة التدريس الجامعي ) أو ( فلانة عضو هيئة‬

‫التدريس الجامعي ) ‪.‬‬

‫‪ա‬‬
‫‪ ۳۱۹-‬مُحَكّم ؟‬

‫في المادة الثالثة عشرة من نظام التحكيم الصادر بالمرسوم الملكي رقم ( م ‪) ٣٤ /‬‬

‫المُؤَرِّخ في ‪ ١٤٣٣/٠٥/٢٤‬هـ ما نصه ‪ « :‬تُشَكّل هيئة التحكيم من محكـم واحد ‪ ،‬أو أكثر» ‪،‬‬
‫في‬

‫ملجقا‬
‫ا‬
‫اللحن‬

‫ويُخطئ بعضُهم استعمال صيغة اسم الفاعل ( مُحَكِّم ) بكسر الكاف وتشديدها ‪،‬‬
‫ضا‬

‫مُحَكِّم ) بفتح الكاف وتشديدها ؛ لأن هذا ( المحكّم )‬ ‫والصحيح فيها صيغة اسم المفعول‬
‫لء‬
‫س‬

‫اختير من طرفي الخصومة ‪ ،‬أو من غيرهما ليكون حاكمًا في هذا الخلاف ‪ ،‬ويشهد لذلك‬

‫( ‪ ) 1‬أخرجه سعيد بن منصور في سننه ‪ ،‬كتاب فضائل القرآن ‪ ،‬رقم الحديث ‪. ) ٣٥٩/٢ ( ١٠٩ :‬‬
‫( ‪ ) ٢‬ينظر‪ :‬التنبيه على شرح مشكلات الحماسة ‪ ،‬لابن جني ص ‪. ٦١‬‬
‫( ‪ ) ۳‬ينظر‪ :‬الكتابة الصحيحة ص ‪ ، ١٤٤‬والأخطاء اللغوية الشائعة في الأوساط الثقافية ص ‪. ١٤٤‬‬

‫‪٣٢٣‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث الخامس‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫قوله تعالى ﴿ فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ﴾[ النساء ‪ ، ] ٦٥ :‬وقوله ‪::‬‬

‫﴾ المائدة ‪ ، ] ٤٣ :‬فالقائم بالتحكيم في هاتين‬


‫وكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِندَهُمُ التَّوْرَنَةُ فِيهَا حُكْمُ اللهِ [‬

‫الآيتين هو المفعول به في الجملة الفعلية ( يحكموك فيما شجر بينهم ) وفي الجملة الفعلية‬

‫محكّما ) ‪ ،‬وفي ( تهذيب اللغة ) ‪ « :‬المُحَكَّم ‪:‬‬ ‫الأخرى ( يحكمونك ) ‪ ،‬فيكون ( محكّمًا ) ‪ ،‬لا‬

‫الذي يحكم فيه نفسه » (‪ ، )١‬وقال ابن دريد ‪ « :‬وحكّمتُ فلانًا في كذا وكذا تحكيمًا ‪ ،‬إذا‬

‫جعلته إليه » (‪. )٢‬‬

‫المحكّم ) في هذا الزمان ؛ لأنـه يـعـــرض نفسه حكمًـا‬ ‫لكن ‪ :‬يمكن أن يجاز استعمال‬

‫)‪.‬‬
‫على الكافة ‪ ،‬كما يعرف المحامي نفسه بقوله ‪ ( :‬محام ومحكّم ومستشار‬

‫والذي يظهر جواز الوجهين ‪.‬‬

‫‪ ٣٢٠-‬المحامي‬

‫في ( التاج ) ‪ ( « :‬وحاميت عنه محاماةً ‪ ،‬وحماءً ) ‪ ،‬ككتاب ‪ ( :‬منعتُ عنه ) (‪ ،) ۳‬وفي‬

‫( البيان والتبين ) ‪ « :‬قال رجـل مـن بـنـي نهـشــل ‪:‬‬

‫قولُ الكُماة ‪ :‬ألا أين المحامونا » (‪)٤‬‬ ‫إنا لمن معشر أفنى أوائلهم‬

‫وقال جرير‪:‬‬

‫إن المحامي يومَ ذاكَ محام (‪) ٥‬‬ ‫تركوا الأُحيمر حين خرقه القنا‬

‫وقد رأيتَ أن هذا الاستعمال عربي قديم ‪ ،‬ولم تُعرف هذه اللفظة في مصر فيما‬

‫) ‪. ( ١١٥/٤ ) ( ١‬‬
‫( ‪ ) ٢‬جمهرة اللغة ( ‪. )٥٦٤/١‬‬
‫)‪. (٤٣٨/٣٧ ) ( ۳‬‬
‫) ‪. ( ٣٣٧/٣ ) ( ٤‬‬
‫( ‪ ) ٥‬دیوان جرير ص ‪. ٣٩٤‬‬

‫‪٣٢٤‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫مصطلحات قضائية ‪ ،‬وأسماء وظيفية‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫وضعت له إلا نحوا من مئة سنة ونيف ‪ ،‬قال عبد القادر المغربي ‪ « :‬فالمَجْمَعُ الأول أنشئ‬

‫سنة ‪ ١٨٩٢‬م ‪ ،‬وهو المجمع الذي يُنسب إلى السيد توفيق البكري ؛ إذ كان رئيسًا له أو‬

‫مقررا كما نقول اليوم ‪ ،‬وقد وضع هذا المجمع طائفة من الألفاظ العربية رأى أنها أجدر‬

‫بالاستعمال مما بمعناها من الألفاظ الدخيلة ‪ ،‬غير أن هذه الألفاظ التي وضعها لم‬

‫يعش منها إلا القليل ‪ ،‬وهذا القليل نازعته الحياة ألفاظ عربية أخرى هدى إليها الكتاب‬

‫بسائق من سلائقهم ‪ ،‬وكانت كلمة ( أفوكاتو) أكثر هذه الألفاظ الأعجمية شيوعًا ودورانًا‬

‫على الشفاه يومئذ ‪ ،‬فرأى ذلك المجمع أن يستبدل بها كلمة ( المِدْرَه ) ‪ ،‬والمدره ‪ :‬زعيم القوم‬

‫المتكلم باسمهم والمنافح عن حقوقهم ‪ ،‬غير أن ( المِدْرَه ) ماتت ‪ ،‬وأماتت معها ( الأفوكاتو)‬

‫)‪.‬‬ ‫وعاشت بعدها كلمة ( المحامي ) التي لم تخطر على بال ذلك المجمع‬

‫‪ -٣٢١‬المَحْكَمَة‬

‫لم ترد ( المَحْكَمَةُ ) بهذا الضبط في عصور الاحتجاج ‪ ،‬ولا في مادة ( حَكَمَ )في معجمات‬

‫العربية ‪ ،‬بما هو مستعمل في زماننا بـ ( المكان الذي يجتمع فيه القضاة للفصل بين الناس ) ‪،‬‬

‫فهي من وضع المولدين ‪ ،‬وقد ظنَّ بعض الناس أن ( مَحْكَمَة ) بهذا المعنى جاءت في الكلام‬

‫القديم‪ ،‬ففي شعر للفرزدق ‪:‬‬

‫لكُم أخواتُكُمْ تحتَ الثياب )‬ ‫أباهِلَ أيُّ مُحْكَمَةٍ أَحَلَّتْ‬

‫ولكن الفرزدق عني بـ ( المُحْكَمَة ) الأمر المتقن ‪ ،‬فيكون بضم الميم ‪ ،‬لا بفتحها ‪ ،‬ومنه‬

‫وَايَتُ تُحَكَمَتُ ﴾[ آل عمران ‪ ] ٧ :‬أي ‪ :‬مُتقنات ‪.‬‬ ‫قوله تعالى ‪:‬‬


‫في‬

‫ملجقا‬
‫ا‬
‫اللحن‬
‫ضا‬

‫قال العلامة المغربي ‪ « :‬ويمكن أن يقال ‪ :‬إنّ ( مَحْكَمة ) كما ننطقها اليوم مُحَرّفةٌ عن‬
‫لء‬
‫س‬

‫كلمة ( مُحْكِمَة ) بصيغة اسم الفاعل ‪ ،‬مِنْ فِعْل ( أَحْكَم ) بمعنى ‪ :‬أتقن ؛ لأن رجال المحكمة‬

‫يُحْكِمونَ أحكامهم ويتقنونها ‪ ...‬ويحتمل أن تكون ( مُحْكِمة ) بصيغة اسم الفاعل مشتقة‬

‫( ‪ ) ۱‬مجلة مجمع |اللغة العربية بالقاهرة ( ‪. ) ١٢٤/٧‬‬


‫( ‪ ) ٢‬نقائض جرير والفرزدق ‪ ،‬لأبي عُبيدة البصري ( ‪. ) ٣٣٥/٢‬‬

‫‪٣٢٥‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث الخامس‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫من ( الإحكام ) مصدر ( أحكم الفرس إذا جعل حَكمة اللجام فيه ليمنع جماحه ) ‪ ،‬وهكذا‬

‫المحاكم ‪ ،‬فإنها تُحكم الأشرار والمبطلين ‪ ،‬وتمنعهم من الظلم والفساد ‪ ،‬على حد قول جرير‪:‬‬

‫إني أخافُ عليكُمُ أَنْ أَعْضَبا » (‪)۲()۱‬‬ ‫أبني حنيفةَ أحْكِموا سُفَهَاءكُم‬

‫والذي يظهر أنه يصح إطلاق المَحْكَمةِ ) على المعنى المستعمل اليوم من باب‬

‫إطلاق المحل ‪ ،‬وإرادة الحال فيه مجازا ‪ ،‬مثل قولهم ‪ ( :‬جرى النَّهْرُ ‪ ،‬أي ‪ :‬ماء النهر‪،‬‬

‫و ( المَحْكَمَةُ ) مذكورةٌ في كتب الفقهاء ‪ -‬ولا سيما الحنفية ‪ -‬بالمعنى المراد في زماننا ‪ ،‬قال‬

‫الكاساني المتوفى سنة ( ‪ ٥٨٧‬هـ ) ‪ « :‬ويُسلم على الخصوم إذا دخلوا المَحْكَمَة ؛ لأن السلام‬

‫من سنة الإسلام » (‪ ، )۳‬ولم أورد هذه اللفظة بحثًا عن صحة استعمالها من خطئه ‪ ،‬فهي‬

‫صحيحة بهذا المعنى ‪ ،‬ولكني أوردتها تقصيا في تاريخ نشأتها ‪.‬‬

‫)‪(٤‬‬
‫‪ ٣٢٢-‬مأذون الأنكحة‬

‫يُخطئ بعضُهم استعمال المعاصرين لصيغة ( المأذون ) أو ( المأذون الشرعي ) ؛ بناءً‬

‫على أنها مشتقة من الفعل اللازم ( أَذِنَ ) ‪ ،‬وهو لا يتعدى بنفسه ‪ ،‬ولا يصاغ منه اسم‬

‫مفعول إلا مع حرف الجر‪ ،‬فتقول ‪ ( :‬المأذون له ) ‪ ،‬وقد سبق أن ذكرنا هذا الخلاف في‬

‫الكلام عن القضية المشتركة ) ‪.‬‬

‫والصحيح ‪ :‬أن يقال فيه ما قيل في ‪ ( :‬القضية المشتركة ) و ( القضية المشترك فيها ) ‪،‬‬

‫فقد جاز على الحذف والإيصال ‪ ،‬ومصطلح ( مأذون الأنكحة ) أو ( المأذون ) صحيح لا‬

‫خطأ فيه ‪ ،‬وقد أجاز مجمع القاهرة هذا الاستعمال ‪ ،‬وذكر الكرملي في معجمه ( المساعد )‬

‫الذي لم يتمه ‪ ،‬أن ( المأذون ) من علماء المسلمين ‪ ،‬وهو من يرخص له بتزويج النـاس ‪،‬‬

‫وهي كلمة مصرية حديثة ‪.‬‬

‫( ‪ ) ۱‬ديوان جرير ص ‪. ٤٧‬‬

‫( ‪ ) ٢‬مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪. ) ٦٩٩/١١‬‬


‫( ‪ ) ۳‬بدائع الصنائع ( ‪. ) ١٢١/٩‬‬
‫( ‪ ) ٤‬ينظر‪ :‬المساعد ( ‪ ، ) ١٦۹/۱‬ومعجم الصواب اللغوي ص ‪ ، ٦٤٨‬والقرارات المجمعية ص ‪. ١٦٤‬‬

‫‪٣٢٦‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫مصطلحات قضائية ‪ ،‬وأسماء وظيفية‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫‪ ٣٢٣-‬السكرتير‬

‫لفظةٌ مُعَرَّبةُ ‪ ،‬ولو أحللنا ( أمين السر‬


‫) أو ( مدير المكتب ) مقام ( السكرتير) لكان‬

‫حسنًا ‪ ،‬ولأن الشيء بالشيء يذكر‪ ،‬فيخطئون في إلحاق الصفة بالموصوف ‪ ،‬فيقولون ‪:‬‬

‫أمين عام المجلس ) أو ( مدير عام الشركة ‪ ،‬فقد فُصل بين المضاف والمضاف إليه‬

‫بنعت المضاف ‪ ،‬وهو ( عام ) ‪ ،‬والتركيب الصحيح لمثل هاتين العبارتين ‪ ،‬أن يقال ‪ ( :‬الأمين‬

‫العام للمجلس ) أو ( أمين المجلس العــام ) و ( المدير العام للشركة ) أو ( مدير الشركة‬

‫العام ) ‪ ،‬وقد أجاز مجمعا اللغة بالقاهرة ودمشق الفصل بين المضاف والمضاف إليه‬
‫‪(s),‬‬
‫بنعت المضاف (‪ ، ) ٢‬وأرى ألا حاجة لمثل هذا التقديم الذي يخل بتركيب الجملة ‪.‬‬

‫‪ - ٣٢٤‬دعوى مقاولات معمارية ‪ ،‬أو عقد الأعمال المعمارية ‪،‬‬

‫أو مهندس معماري‬

‫من الأخطاء الشائعة قولُهم ‪ ( :‬هذا مهندس معماري ) ‪ ،‬أو ( عقد الأعمال المعمارية )‬

‫نسبةً إلى علم ( العِمارة ) ‪ ،‬والصحيح أن يقال فيه ‪ ( :‬دعوى مقاولات عمارية ) و ( عقد‬

‫) ‪ ،‬أو ( المعمار) ‪ ،‬يقول جواد ‪ « :‬إن الأشياء من الفنون‬


‫الأعمال العمارية ) و ( المهندس المعمار‬

‫والعلوم والآداب ‪ ،‬ينبغي أن تُنسب عند إرادة النسبة إلى الفنّ نفسه ‪ ،‬والعلم نفسه ‪ ،‬والأدب‬

‫نفسه ‪ ،‬وليس في الفنون والعلوم فن أو علم يسمى ( المعمار) حتى ينسب إليه ‪ ...‬فأنت لا‬

‫( ‪ ) 1‬ينظر‪ :‬تهذيب الألفاظ العامية ‪ ،‬لمحمد علي الدسوقي ص ‪ ، ١٥٣‬ومعجم الأغلاط اللغوية المعاصرة‬
‫ص ‪ ، ۳۱۳‬ومعجم الدخيل ص ‪ ، ١٢٢‬ونحو وعي لغوي ص ‪ ، ٢٠٥‬والألفاظ والأساليب ( ‪ ) ٢٩/٤‬ومجلة‬
‫في‬

‫ملجقا‬
‫ا‬
‫اللحن‬

‫مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪ ، ) ٢٥٣/٩٢‬ومجلة الناشر العربي ‪ ،‬العدد الرابع ‪ ،‬سنة ‪١٩٨٥‬م ‪.‬‬
‫لء‬‫ضا‬

‫( ‪ ) ۲‬قال ابن مالك في الألفية ‪:‬‬


‫س‬

‫مفعولا او ظرفًا أجِزْ ولم يُعَـب‬ ‫فصل مضافٍ شِبْهِ فعلٍ مَا نَصَبْ‬
‫بأجنبي أو بـنـعـت أو ندا‬ ‫فصل يمين واضطرارًا وجدا‬

‫قال ابن عقيل شارح الألفية ‪ « :‬أجاز المصنف أن يُفصل ‪ -‬في الاختيار ‪ -‬بين المضاف الذي هو شبه الفعل ‪ -‬والمراد‬
‫به المصدر‪ ،‬واسم الفاعل ‪ -‬والمضاف إليه ‪ ،‬بما نصبه المضاف من مفعول به ‪ ،‬أو ظرف ‪ ،‬أو شبهه » ( ‪. ) ٨٢/٣‬‬
‫( ‪ ) ۳‬ينظر‪ :‬قل ولا تقل ( ‪ ، ) ١٤٤١‬ومعجم الصواب اللغوي ص ‪ ، ٧١٤‬وكبوات اليراع ص ‪. ۳۹۹‬‬

‫‪٣٢٧‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث الخامس‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫تقول ‪ ( :‬الشؤون التاجرية ) ‪ ،‬بل ( الشؤون التجارية ) ‪ ،‬ولا تقول ‪ ( :‬الأحوال الصانعية ) ‪ ،‬بل‬

‫الأحوال الصناعية ) ‪ ،‬فكذلك ينبغي أن يقال ‪ ( :‬الهندسة العمارية ) ‪ ،‬نسبة إلى ( العمارة ) ؛‬

‫المعمار) يُراد به الوصف في الأصل ‪ ،‬ثم‬ ‫لأن الفن والصناعة هي ( العمارة ) ‪ ،‬وإذا كان‬

‫نقل إلى الاسمية ‪ ،‬يكون كالتاجر والصانع والمهندس والطابع والمنجم ‪ ،‬فلا يقال لهؤلاء‬

‫( التاجري ‪ ،‬والصانعي ‪ ،‬والمهندسي ‪ ،‬والطابعي ‪ ،‬والمنجمي ) حتى يقال ( المعماري ) ‪ ،‬فالصواب‬

‫) أو ( المعمار) وحده » (‪ ، )۱‬وقد وردت لفظة ( المعمار‬


‫) بمعنى ‪ :‬المهندس في‬ ‫( المهندس المعمار‬

‫فن العمارة ‪ ،‬في عددٍ من المعجمات الحديثة ‪ ،‬مثل ( الأساسي ) و( المنجد ) ‪.‬‬

‫وإيمانا منا بدور جمعيتكم في إصلاح ذات البين‬ ‫‪٣٢٥‬‬

‫( البين ) من حروف الأضداد ‪ ،‬قال ابن القاسم ابن الأنباري ‪ « :‬يكون البين الفراق‬

‫ويكون البين الوصال‪ ،‬فإذا كان الفراق ‪ ،‬فهو مصدربان يبين بينا ‪ ،‬إذا ذهب ‪ ،‬كقول جرير‪:‬‬

‫وقطعوا من حبال الوصل أقرانا (‪)۳‬‬ ‫بان الخليط ولو طووغتُ ما بانا‬

‫قال الله تعالى ‪﴿ :‬لَقَد تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ ﴾[ الأنعام ‪ ، )٤ ( ] ٩٤ :‬فمعناه ‪ :‬وصلكم ‪ ،‬وقال الشاعر‬
‫حجةً لهذا المذهب‬

‫فقرت بذاك الوصل عيني وعَينُها » (ه)‬ ‫لقد فرق الواشين بيني وبينها‬

‫وهذه اللجان المسماة بـ(إصلاح ذات البين ) مأخوذة من قوله تعالى ‪ :‬وَ‬
‫﴿أَصْلِحُوا ذَاتَ‬

‫يَيْنِكُمْ ﴾ [ الأنفال ‪ ، ] ١ :‬وهو اقتباس عال لطيف ‪.‬‬

‫( ‪ ) ۱‬قل ولا تقل ص ‪. ١٤٤‬‬

‫( ‪ ) ٢‬ينظر‪ :‬السيد رشيد رضا أو إخاء أربعين سنة ص ‪ ، ٣٩٦‬وأزاهير الفصحى ص ‪ ، ١٠٨‬ومجلة مجمع‬
‫اللغة العربية بدمشق ( ‪. ) ٢٧٧/١٥‬‬
‫( ‪ ) ۳‬دیوان جرير ص ‪. ٤٩٠‬‬

‫( ‪ ) ٤‬قرئ بضم النون ( بينُكُم ) فيكون اسمًا بمعنى وصلكم ‪ ،‬وهي قراءة ابن كثير وأبي عمرو وابن عامر‬
‫وعاصم في رواية أبي بكر وحمزة ‪ ،‬وقرئ بفتح النون ( بينَكُم ) بمعنى ‪ :‬لقد تقطع ما بينكم ‪ ،‬وهي قراءة‬
‫نافع والكسائي ‪ .‬ينظر‪ :‬السبعة في القراءات ‪ ،‬لابن مجاهد ص ‪. ٢٦٣‬‬
‫( ‪ ) 5‬الأضداد ص ‪. ٧٥‬‬

‫‪٣٢٨‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫مصطلحات قضائية ‪ ،‬وأسماء وظيفية‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫المحكمة‬ ‫‪ ٣٢٦-‬هيئة الخبراء في‬

‫يُخطئ الكرملي وغيره استعمال ( هيئة ) فيقول ‪ « :‬فمثل ( هيئة ) المحكمة ‪،‬‬

‫و( تشكيل ) المحاكم ‪ ،‬تُرْفَض لاستغنائنا عنها بجماعة المحكمة ‪ ،‬وتأليفها ‪ ،‬ولأنها من‬

‫الوضع الجديد التركي الأصل » (‪ ، )۲‬وحُجَةً من منع ( الهيئة ) في هذا الوضع الجديد‬

‫كما يقول الكرملي ‪ ،‬هو أن معناها في أصل اللغة ‪ :‬الشكل والصورة ورد الغلاييني قول‬

‫الكرملي ‪ ،‬فقال ‪ ( « :‬هيئة ) المحكمة جائزة ‪ ،‬قال في ( النهاية ) ‪ ( :‬والهيئة ‪ :‬صورة الشيء‬

‫وشكله وحالته ) ( ‪ ، ) ۳‬ومثله في ( اللسان ) ( ‪ )٤‬و ( تاج العروس ) (‪ ، ) ٥‬وهل هيئة المحكمة إلا‬

‫صورتها وشكلها مجتمعة » (‪ ، )٦‬وأنكر جواد على من لم يجز هذا الاستعمال ‪ ،‬فقال ‪:‬‬

‫« فـ ( هيئة ) المدرسة استعمال تركي ‪ ،‬ولكن العربية لا تأباه طبيعتها ‪ ،‬ولا أساليب قياسها ؛‬

‫لأنها من باب الاستعارة ‪ ،‬تقول ‪ ( :‬فلان رأسُ القوم ) ‪ ،‬مع أن لكل منهم رأسًا حقيقيا » ) ‪.‬‬

‫ومما تقدم ‪ ،‬تبين لك صحة استعمال ( هيئة الخبراء ) فيما وضعت له ‪.‬‬

‫)‪(A‬‬
‫مكتب الأرشيف )‬ ‫‪-٣٢٧‬‬

‫هو‪ :‬المكتب الذي تُحفظ فيه الوثائق والسجلات ‪ ،‬وكثير من الجهات الحكومية‬

‫عَدلت عن هذا الاستعمال إلى آخر عربي هو ( الوثائق والمحفوظات ) أو ( المحفوظات ) ‪،‬‬

‫( ‪ ) 1‬ينظر في التراث العربي ص ‪ ، ٢٦٤‬ومعجم الأغلاط اللغوية المعاصرة ص ‪ ،۷۰۷‬ومعجم تصحيح‬


‫التصحيح ص ‪ ، ۲۳۹‬ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪ ) ۳۱/۸‬و ( ‪ ) ١٠٢/٨‬و( ‪. ) ٣٦٠/٨‬‬
‫في‬

‫ملجقا‬
‫ا‬
‫اللحن‬

‫( ‪ ) ٢‬مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪. ) ١٠٢/٨‬‬


‫ضا‬

‫( ‪ ) ۳‬النهاية في غريب الحديث والأثر ( ‪. ) ٢٨٥/٥‬‬


‫لء‬
‫س‬

‫) ‪. (119/1) ( E‬‬
‫) ‪. (019/1) (0‬‬

‫( ‪ ) ٦‬مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪. ) ٣٦٠/٨‬‬


‫(‪ )۷‬في التراث العربي ص ‪. ٢٦٤‬‬
‫(‪ ) ۸‬ينظر‪ :‬معجم الدخيل ص ‪ ، ٢٤‬والألفاظ والأساليب ( ‪ ، ) ٥٥٥/٤‬ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق‬
‫) ‪. (٥٨٦/٨٨‬‬

‫‪٣٢٩‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث الخامس‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫وخيرًا صنعوا ‪ ،‬وقد أجاز مجمع القاهرة استعمال ( الأرشيف ) على أنها كلمة معرّبة‬

‫ورأى مجمع دمشق أن تستعمل كلمة ( المحفوظات ) بدلًا من ( الأرشيف ) ‪.‬‬

‫والرأي ‪ :‬أن يُترك هذا المصطلح الإفرنجي ‪ ،‬ولفظة المحفوظات أوعب في معناها من‬

‫( الأرشيف ) لمن تأمل ‪.‬‬

‫‪(1),‬‬
‫‪ - ۳۲۸‬اللجنة ‪ ،‬واللُّجان ‪ ،‬واللُّجَنات‬

‫أول من ذكر كلمة ( اللَّجنة ) ابن عباد في كتابه ( المحيط في اللغة ) ‪ ،‬ونصه ‪:‬‬

‫« و( اللجنة ) ‪ :‬الجماعةُ من القوم يجتمعون في الأمر‪ ،‬ويرُوضُونَه » (‪ ، ) ٢‬وجمعها ‪ ( :‬لَجان )‬

‫و ( لَجَنات ) ‪ ،‬ولا يصح أن تنطق بضم اللام في المفرد والجمع ‪ ،‬وإن كانت قد ضبطت بالضم‬

‫المحيط في اللغة ‪ ،‬إلا أنها ضبطت في ( تاج العروس ) بالفتح ضبط حرف‬ ‫ضبط قلم في‬

‫قال صاحب التاج ‪ « :‬و ( اللَّجنة ) ‪ :‬بالفتح الجماعةُ من القوم يجتمعون في الأمر » (‪. )۳‬‬

‫ولا يصح كذلك تسكين الجيم في ( لجنات ) ‪ ،‬والصحيح أنها مفتوحةً مُسَهَّلَةٌ ‪.‬‬

‫)‪(٤‬‬
‫‪ - ٣٢٩‬تشكيل المحاكم ‪ ،‬وتشكيل اللجان‬

‫في ( التاج ) ‪ ( « :‬وتشكّل ) الشيءُ ‪ ( :‬تصوّر‪ ،‬وشكّلهُ تشكيلًا ‪ :‬صوره ) » (‪ ، )٥‬ولأن الأصل‬

‫اللغوي للشكل هو بمعنى الصورة ؛ لم يجزه بعضهم بمعنى ( التأليف والترتيب ) ‪ ،‬منهم ‪:‬‬

‫( ‪ ) 1‬ينظر تذكرة الكاتب ص ‪ ، ۱۱۷‬وقل ولا تقل ( ‪ ، ) ۱۰۰/۱‬وعثرات اللسان ص ‪ ، ١٦‬ومعجم الأخطاء‬
‫الشائعة ص ‪ ، ٢٢٦‬وكبوات اليراع ص ‪. ٣٩٢‬‬
‫) ‪. ( ۱۰۷/۷) ( ٢‬‬
‫) ‪. ( ١٠٠/٣٦ ) ( ٣‬‬

‫( ‪ ) ٤‬ينظر‪ :‬تذكرة الكاتب ص ‪ ، ٦٠‬ومغالط الكتاب ص ‪ ، ٦٠‬ونظرات في اللغة والأدب ص ‪ ، ۱۹‬والكتابة الصحيحة‬
‫ص ‪ ، ٢٨٠‬ومعجم الأغلاط اللغوية المعاصرة ص ‪ ، ٣٥٣‬وأزاهير الفصحى ص ‪ ، ١٨٤‬وأخطاء ألفناها ص ‪ ، ٤١‬ومعجم‬
‫تصحيح التصحيح ص ‪ ، ٦٣‬ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪ ) ٢١٨/٣‬و( ‪ ) ٥٤٧/٧‬و( ‪ ) ٣١/٨‬و( ‪) ١٠٢/٨‬‬

‫و( ‪ ) ٣٦٠/٨‬و( ‪ ) ٤٨٣/٨‬و( ‪ ، ) ٦٠٥/٨‬ومجلة مجمع اللغة العربية بالقاهرة ( ‪. ) ٨١/٧٦‬‬


‫)‪.( 5v1 /59) (0‬‬

‫‪٣٣٠‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫مصطلحات قضائية ‪ ،‬وأسماء وظيفية‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫‪ ،‬والكرملي ‪ ،‬وداغر‪ ،‬وزهدي جار الله ‪ ،‬والعدناني ‪ ،‬وأبو السعود ‪ ،‬بل يرى‬
‫اليازجي ‪ ،‬والمنذر‬

‫الكرملي واليازجي أنها من وضع الترك ‪ ،‬وفي ( مغالط الكتاب ) ‪ « :‬أما ( تشكّل ) فليس في‬

‫شيء من العربي الفصيح ‪ ،‬وإنما هو من لغة الدواوين ‪ ،‬ونظنه في الأصل من استعمال‬

‫الترك » (‪ ، ) ١‬غيرأن بعض المحققين أجاز استعمال ( تشكّل ) بمعنى ( تألف ) ؛ لتقارب المعنى‬

‫شكّل فلان الحكومة أو الدولة ‪ ،‬وتشكّلت‬ ‫اللغوي بينهما ‪ ،‬قال الغلاييني ‪ « :‬إذا قالوا ‪:‬‬

‫الحكومة ) فهو راجع إلى معنى تصويرها ‪ ،‬وتصورها ‪ ،‬أي ‪ :‬جعلها على شكل خاص ‪ ،‬وأخذها‬

‫طريقة خاصة ‪ ،‬فمن صور الشيء فقد نظّمه ورتَّبه وعُني به عناية المنظّم في تنظيم‬

‫‪ ،‬فلا بأس أن يقال ‪ ( :‬تشكيل‬


‫الأمور‪ ،‬فالصورة لا بد أن تُسلك في نظام قدره لها المصوّر‬

‫الدولة ) ‪ ،‬كما يقال ( تنظيمها وترتيبها وتكوينها ) ونحو ذلك ‪ ،‬على أن للتشكيل معنى لا‬

‫يعطيه معنى التنظيم ‪ ،‬فالتنظيم ترتيب شيء موجود وتهذيبه ‪ ،‬والتصوير إيجاد شيء على‬

‫مثال شيء محسوس أو متوهم ‪ ،‬فالتشكيل أليق بالمعنى المراد اليوم من التنظيم » ( ) ‪.‬‬

‫والذي يظهر صحة هذا الاستعمال على سبيل المجاز‪.‬‬

‫شؤون الموظفين )‬ ‫‪-۳۳۰‬‬

‫قال الحريري ‪ « :‬فأما ( سؤول ) و ( بؤوس ) و ( شــؤون ) و( رؤوس ) و( مؤونة )‬

‫و( موؤودة ) ‪ ،‬فالأحسن أن يكتبن بواوين ‪ ،‬ومنهم من كتبها بواو واحدة » (‪ ، ) ٤‬وشدّد أبــو‬

‫تراب الظاهري النكير على من رسَمَ ( شؤون ) على نبرة ‪ ،‬أي ‪ ( :‬شئون ) ‪.‬‬
‫في‬

‫ملجقا‬
‫ا‬
‫اللحن‬

‫قال عبد السلام هارون ‪ « :‬وأما نحو ‪ ( :‬رُؤُوس ) و ( فُئُوس ) ‪ ،‬فالمشهور فيه حذف الواو‬
‫ضا‬

‫الأولى ‪ ،‬لكثرة استعمالها مُخَفَّفَة ؛ إذ تقول ‪ ( :‬فُوس ) و( روس ) ‪ ،‬وللقاعدة المشهورة‬


‫لء‬
‫س‬

‫( ‪ ) ۱‬مغالط الكتاب ص ‪. ٦٠‬‬

‫( ‪ ) ٢‬نظرات في اللغة والأدب ص ‪. ١٩‬‬


‫( ‪ ) ۳‬ينظر‪ :‬درة الغواص ص ‪ ، ۷۰۸‬وكشف الـطـرة عـن الغـرة ص ‪ ، ٤٦٧‬وقواعد الإملاء ‪ ،‬لعبد السلام هارون‬

‫ص ‪ ، ١٦‬ولجام الأقلام ص ‪ ، ١٦‬ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪. ) ١٨٦/١٩‬‬


‫( ‪ ) ٤‬درة الغواص ص ‪۷۰۸‬‬

‫‪۳۳۱‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث الخامس‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫( كل همزة مضمومة وليها حرف مد كصورتها تُخذفُ صورتها ) ‪ ،‬أي ‪ :‬تُرسم مفردةً ‪ ،‬إلا إذا‬

‫أمكن وصل ما بعدها بما قبلها ‪ ،‬نحو ( فئُوس ) ‪.‬‬

‫وفيها مذهب آخر أنها ترسم بواوين ‪ ( :‬رُؤُوس ) و ( فُؤُوس ) ‪ ،‬ومذهب ثالث ‪ :‬أن‬

‫تُرْسم على الواو الثانية بعد حذف الأولى ‪ ( :‬فُوس ) و( روس ) » (‪. )۱‬‬

‫والقاعدة ‪ :‬أنَّ من رَسَمَ الهمزةَ على الواو ( شؤون ) فقد راعى أن تُرْسم الهمزة على‬

‫حرفٍ يناسب الحركة الأقوى ‪ ،‬وهو الواو‪ ،‬وأما من رسمها على نبرة ( شئون ) ‪ ،‬فقد راعى‬

‫كراهية توالي واوين في رسم واحد ‪.‬‬

‫والذي يظهر أن الأمر في هذا الخلاف واسع ‪ ،‬ولك أن تكتب ( شُؤُون ) أو ( شُئُون ) أو‬

‫شؤن ) وإن كان الأولى كتابتها على ( شُؤُون ) ؛ مراعاة للقاعدة ‪ ،‬وهو الأصل ‪.‬‬

‫‪ ٣٣١-‬الكادر الوظيفي‬

‫(گادِر) کلمة فرنسية وافدة ‪ ،‬قال الشهابي ‪ « :‬هو معنى إداري ‪ ،‬وهو بيان الدوائر‬

‫والوظائف في إحدى الإدارات أو المديريات ‪ ،‬وهو أيضًا بيان الضباط وضباط الصف في‬

‫الجيش ‪ ،‬فالكلمة العربية المصطلح عليها في الشام للدلالة على هذا المعنى هي ( الملاك ) ‪،‬‬

‫يقال مثلًا ‪ :‬هذا ( ملاك ) مديرية الشرطة ‪ ،‬أي ‪ :‬بيان ما فيها من وظائف وأعمال للموظفين‬

‫والمستخدمين ‪ ،‬واصطلاح ( الملاك ) كان وُضِع في مجمعنا بدمشق منذ سنين عديدة ‪ ،‬وعم‬

‫استعماله سورية ولبنان وغيرهما ‪ ،‬وهو اصطلاح حسن ‪ ،‬فملاك الشيء في اللغة قوامه‬

‫وعنصره الجوهري ‪ ،‬ويمكن استثنائيا جمع ( ملاك ) على ( ملاكات ) ‪ ،‬مثلمـا جـاء ( سجل‬

‫وسجلات ) و ( شمال وشمالات ) مثلًا ‪ ،‬أما تكسير ( ملاك ) قياسيًا ‪ ،‬فهو ( أملكة ) للقلة ‪،‬‬

‫و ( مُلُك ( للكثرة » (‪ ، )۳‬وأقرت لجنة اللغة العربية في المجمع العلمي العراقي لفظة ‪ ( :‬ملاك ) ‪.‬‬

‫( ‪ ) ۱‬قواعد الإملاء ص ‪. ١٦‬‬

‫( ‪ ) ٢‬ينظر‪ :‬معجم أخطاء الكتاب ص ‪ ، ٥١٥‬ومعجم الأغلاط اللغوية المعاصرة ص ‪ ، ٥٧٣‬ومعجميات ص ‪26‬‬
‫وص ‪، ٣٥٢‬ومعجم تصحيح التصحيحص ‪ ، ٢٠٢‬ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪ ) ٦٥٠/٤٢‬و ( ‪. ) ٤٠٨/٥٦‬‬
‫( ‪ ) ۳‬مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪. )٦٥٠/٤٢‬‬

‫‪٣٣٢‬‬

‫‪2‬‬
‫اول‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫مصطلحات قضائية ‪ ،‬وأسماء وظيفية‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫فلان في ملاك الجامعة‬ ‫قلت‪ :‬و( ملاك ) بفتح الميم مستعملة عندنا بكثرة ‪ ،‬فيقال ‪:‬‬

‫الفلانية ) ‪ ،‬وفتح الميم في ( ملاك ) خطأً ‪ ،‬ولا أعرف لـه إلا وجها واحدا وهو كسر الميم ‪،‬‬

‫) وكلُّ‬
‫كذلك يغني عن هذا اللفظ الأعجمي استعمال لفظ ( إطار) ‪ ،‬وهـو مـن مـادة ( أ ط ر‬

‫شيءٍ أحاط بشيءٍ فهو إطار‪.‬‬

‫واللفظ العربي كما يتضح ألصق بالمعنى المراد ‪ ،‬ومتى كان لنا مندوحة عن استعمال‬

‫اللفظ الأعجمي اتبعناه ‪ ،‬فقل ‪ ( :‬ملاك ) أو (إطار) ‪.‬‬

‫العدل‬ ‫‪ ٣٣٢-‬الوزارة ‪ ،‬والديوان ‪ ،‬وكاتب‬

‫فعالة ) مثل ‪ :‬وكالة ‪ ،‬ووزارة ‪ ،‬وأنه يجوز لك‬ ‫سبق الكلام على ما جاء على وزن‬

‫أن تقول ( الوزارة ) بكسر الواو‪ ،‬وهو الأصل ‪ ،‬أو ( الوزارة ) بفتح الواو‪ ،‬وقد نقلت عن‬

‫مصطفى جواد توجيها في التفريق بين كسر الواو وفتحها ‪ ،‬فإذا أريد الحِرْفة والصَّنْعة‬

‫فتكسر الواو‪ ،‬وإذا أريد مجرد الاسم فالواو مفتوحة (‪. )٢‬‬

‫أما لفظة ( الديوان ) فقال في ( التاج ) ‪ ( « :‬والديوان ) ‪ ،‬بالكسر‪ ،‬قال ابن السكيت ‪:‬‬

‫‪ ،‬و( يُفتح ) عن الكسائي ‪ ،‬وحكاها سيبويه ‪ ( :‬مُجتمع الصُحُف ) » (‪ ، )۳‬قال الماوردي ‪:‬‬
‫لا غير‬

‫والديوان ‪ :‬موضع لحفظ ما يتعلق بحقوق السلطنة من الأعمال والأموال ومن يقوم‬

‫فارسية عند الأكثرين ‪ ،‬لكنَّ بعض المحققين الأوائل‬ ‫بها من الجيوش والعمال » ( ‪ ، )4‬و‬

‫عدوها عربية أصيلة ‪.‬‬


‫في‬

‫ملجقا‬
‫ا‬
‫اللحن‬
‫لء‬
‫س‬ ‫ضا‬

‫( ‪ ) 1‬ينظر بحر العوام ص ‪ ، ١٠٤‬وعثرات اللسان ص ‪ ، ٦٢‬ومعجم الأغلاط اللغوية المعاصرة ص ‪، ۷۱۹‬‬
‫ولجام الأقلام ص ‪ ۱۱۷‬وص ‪ ، ۲۰۳‬ومعجم تصحيح التصحيح ص ‪ ، ١٠٣‬ومجلة مجمع اللغة العربية‬
‫بدمشق ( ‪ ، ) ٤٥٦/٢٥‬ومجلة لغة العرب ( ‪. ) ٦٠١/٤‬‬
‫( ‪ ) ٢‬ينظر‪ :‬ص ‪. ٤٧‬‬

‫( ‪ ) ۳‬تاج العروس ( ‪. ) ٣٤/٣٥‬‬


‫( ‪ ) ٤‬الأحكام السلطانية ص ‪. ٢٥٩‬‬

‫‪۳۳۳‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث الخامس‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫أما مصطلح ( كاتب العدل ) فقال علي الطنطاوي ‪ « :‬أما كلمة ( كاتب العدل ) ‪ ،‬وهي‬

‫ترجمة لمصطلح فرنسي ‪ ،‬فقد وضعها سنة ‪ ۱۹۱۹‬م الأستاذ مصباح محرم ‪ ،‬رئيس محكمة التمييز‬

‫ب دمشق على عهد الحكومة العربية التي قامت إثر خروج الأتراك منها » ) ‪ ،‬وهو وضع لطيف‬

‫﴿وَلْيَكْتُب بَيْنَكُمْ كَاتِبُ بِالْعَدْلِ﴾[ البقرة ‪ ] ٢٨٢ :‬على خلاف بين‬ ‫مأخوذ من قوله تعالى ‪:‬‬

‫المفسرين في ( الباء ) في ( بالعدل ) هل هي متعلقة بقوله ‪ ( :‬وليكتب ) ‪ ،‬أو قوله ( كاتب ) (؟) ‪.‬‬

‫مكافحة المُخَدّرات‬ ‫‪٣٣٣‬‬

‫من الأخطاء الفاحشة قولُ بعض العوام ‪ ( :‬مكافحة المخدرات ) بفتح الدال ‪ ،‬قال‬

‫‪ ،‬وجاريةٌ مُخَدَّرَة ‪ ،‬إذا لازمت الخِذر» (‪ ،)۳‬والصحيح أن يقال ‪:‬‬


‫الجوهري ‪ « :‬الخِدْرُ‪ :‬الستر‬

‫مكافحة المخدّرات ) بكسر الدال ‪ ،‬ومعناها معلوم ‪ ،‬فلا يحتاج إلى زيادة بيان ‪.‬‬

‫‪ - ٣٣٤‬المعرض‪ ،‬والمصرف‬

‫من الخطأ الشائع عند كثيرين أن تنطق ( المعرض ) و ( المصرف ) بفتح الراء‬

‫والصحيح كسرها ؛ استنادًا إلى القاعدة العامة أنَّ ما كانت عين مضارعه مكسورة بني‬

‫اسم المكان والزمان منه على ( مَفْعِل ) نحو ( معرِض ) من ( عَرَضَ‪ ،‬يَعْرِضُ) و ( المَصْرِف)‬

‫من ( صَرَفَ ‪ ،‬يَصْرِفُ ) ‪ ،‬وفي ( المصباح ) ‪ « :‬و ( المعرض) وزان ( مَسْجِد ) ‪ :‬موضع عرض‬

‫الشيء ‪ ،‬وهو ذكره وإظهاره ‪ ،‬وقلته في معْرِض كذا ‪ ،‬أي ‪ :‬في موضع ظهوره » (ه) ‪ ،‬وقد أجاز‬

‫القانوني عارف النكدي الوجهين في ( معرض ) في بحث له في مجلة مجمع اللغة العربية‬

‫(‪. )٦‬‬ ‫بدمشق ‪ ،‬ورد قوله مصطفى جواد ردًّا وافيًا ‪ ،‬فليراجع ‪ -‬إن شئت‬

‫ولما تقدم الصحيح أن يقال ‪ ( :‬مَعْرِض ) و( مصْرِف ) بكسر الراء لا فتحها ‪.‬‬

‫( ‪ ) ۱‬فصول في الثقافة والأدب ص ‪. ٤٤‬‬


‫( ‪ ) ٢‬الجامع لأحكام القرآن ( ‪. ) ٤٣٢/٤‬‬
‫( ‪ ) ۳‬الصحاح ( ‪. )٦٤٣/٢‬‬
‫( ‪ ) ٤‬ينظر‪ :‬شفاء الغليل ( ‪ ، ) ۱۱۲/۳‬وقل ولا تقل ( ‪ ، ) ۸۷/۱‬ومعجم الأخطاء الشائعة ص ‪ ، ٤٢‬ومعجم‬
‫تصحيح التصحيح ص ‪ ، ١٩٢‬ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪ ) ١٤١/٦‬و( ‪ ) ٢٠٩/٤٣‬و( ‪. ) ٩٠١/٤٣‬‬
‫( ‪ ) ٥‬ص ‪. ١٥٣‬‬
‫( ‪ ) ٦‬ينظر‪ :‬مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪ ) ٢٠٩/٤٣‬و( ‪. ) ٩٠١/٤٣‬‬

‫‪٣٣٤‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫مصطلحات قضائية ‪ ،‬وأسماء وظيفية‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫‪ - -٣٣٥‬الخزينة العامة‬

‫في ( التاج ) ‪ ( « :‬و) الخزانة ‪ ( :‬مكان الخزن ) ‪ ،‬أي ‪ :‬الموضع الذي يُخزن فيه الشيء ‪،‬‬

‫ولا يفتح) ‪ ،‬وقد ولعت العامة بفتحها » (‪ ، ) ٢‬ووجدت في بعض‬ ‫والجمع ‪ :‬الخزائن ‪،‬‬

‫التعاميم لفظة ( الخزينة العامة ) ‪ ،‬ولم أجد ما يؤيدها من جهة اللغة ‪ ،‬والصحيح أن‬

‫يقال ‪ ( :‬خِزانة الدولة ) ‪ ،‬أو ( الخزانة العامة ) ‪ ،‬وهل يصح اللفظ الدارج في بعض الإدارات‬

‫والأقسام التخزين ) ‪ ،‬وهو مصدر الفعل ( خَزَّن ) ؟ قال الزعبلاوي ‪ « :‬الذي في المعاجم‬

‫( خَزَن ) بالتخفيف‪ ،‬إلا أن ( التفعيل ) قد جاء كثيرًا للدلالة على التكثير‪ ،‬كما جاء في‬

‫( الشافية ) وشروحها ‪ ،‬والمراد بـ ( التخزين ) تكثيرُ فعل ( الخَزْن ) ‪ ...‬وقد أقر أحد مؤتمرات‬

‫مجمع اللغة العربية بالقاهرة أن ( فعل ) المضعف مقيسٌ للتكثير والمبالغة » (‪. )۳‬‬

‫)‪(٤‬‬
‫‪ -٣٣٦-‬إيرادات الشركة ‪ ،‬ومصروفاتها‬

‫يُخطئ عدد من المشتغلين بالتصحيح اللغوي استعمالهم ‪ :‬إيرادات الشركة ‪،‬‬

‫‪ ،‬والعدناني ‪ ،‬وأبو تراب الظاهري ‪ ،‬وحجتهم‬


‫ومصروفاتها ) ‪ ،‬ومن هؤلاء ‪ :‬اليازجي ‪ ،‬وداغر‬

‫فيما ذهبوا إليه أن ( الإيراد ) و ( المصروفات ) لم يردا في معجمات العربية بهذا المعنى ‪،‬‬

‫والصحيح عند بعضهم أن يقال ‪ ( :‬دَخْلُ الشركةِ وخَرْجها ) أو ( دخلُ الشركة ونفقاتها )‬

‫أو ( موارد الدولة ونفقاتها ) ‪ ،‬وما احتجوا به للمنع فيه نظر؛ قال ابن فارس ‪ « :‬وتصريف‬

‫الدراهم في البياعات كلّها ‪ :‬إنفاقها » ( ‪ ، )٥‬واسم المفعول من صرف ( مصروف ) ‪ ،‬أما الفعل‬

‫‪ ،‬وأورده غيره ‪ ،‬واستورَدَه ‪ ،‬أي‬


‫( أورد ) ‪ ،‬فقد جاء في ( الصحاح ) ‪ « :‬وَرَد فلانٌ وُرُودًا ‪ :‬حضر‬
‫في‬
‫اللحن‬
‫ملجقا‬
‫ضا‬ ‫ا‬
‫لء‬
‫س‬

‫( ‪ ) 1‬ينظر‪ :‬معجم أخطاء الكتاب ص ‪ ، ١٥٩‬والكتابة الصحيحة ص ‪. ۹۸‬‬


‫) ‪. ( ٤٨٦/٣٤ ) ( ٢‬‬

‫( ‪ ) ۳‬معجم أخطاء الكتاب ص ‪. ١٥٩‬‬


‫( ‪ ) ٤‬ينظر لغة الجرائد ص ‪ ، ۸۸‬وتذكرة الكاتب ص ‪ ، ٤٥‬والكتابة الصحيحة ص ‪ ،١٩٠‬ومعجم الأخطاء‬

‫الشائعة ص ‪ ، ٢٦٦‬ومعجم الصواب اللغوي ص ‪ ، ٩٤‬ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪. ) ١١٩/٢‬‬
‫( ‪ )٥‬مقاييس اللغة ( ‪. ) ٣٤٣/٣‬‬

‫‪٣٣٥‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث الخامس‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫أحضره » (‪ ، )۱‬وفي ( الأساس ) ‪ « :‬وأوردت القوم الماء إيرادًا ‪ ،‬وأوردت الإبل ‪ ،‬وهذا وِرْدُ القوم‬

‫ومَوْرِدهم » ( ‪ ، ) ٢‬فمن معاني ( أورد ) الجلب والإحضار‪ ،‬والمصدر ( إيراد ) ‪ ،‬وشــاع عـن الـعـرب‬

‫استعمال المصدر للدلالة على المفعول ‪.‬‬

‫ودل ما تقدَّم ‪ :‬أن استعمال ( إيرادات الشركة ومصروفاتها ) أو (إيرادات الدولة‬

‫صحيح فصيح‪.‬‬ ‫ومصروفاتها‬

‫والصادر والوارد‬ ‫التصدير والتوريد‬ ‫‪-‬‬

‫تواضع الناس في عصرنا على أن ( التَّصْدير) ما تخرجه البلاد من البضائع ليباع‬

‫خارجها ‪ ،‬و( التوريد) ‪ :‬ما يُجلب من خارج البلاد من البضائع ‪ ،‬ويرى تقي الدين الهلالي أن‬

‫الاصطلاح الصحيح لهذين التعبيرين أن يقال ‪ ( :‬الإصدار) و ( الإيراد أو الاستيراد ) ‪ ،‬لكن‬

‫جاء في ( التاج ) ‪ ( « :‬وقد صَدَر غيرَه ‪ ،‬وأصْدَرَهُ ‪ ،‬وصَدَّرَهُ ) والثانية أعلى ‪ ( ،‬فَصَدَرَ) هو » ( ‪، )٤‬‬

‫والفعل ( صدَّر) بتشديد عين الفعل ‪ ،‬مصدره ( تصدير) ‪ ،‬أما الصيغة الأخرى ( توريد ) ‪،‬‬

‫فلا يخرج معناها من أن تُخْرِجَ الشجرةُ وَرْدَها ‪ ،‬وأن تُصْبغَ المرأةُ خدهــا بلــون الــورد ‪ ،‬وفي‬

‫( التاج ) ‪ « :‬وقد وَرَد الماءَ ‪ ،‬وعليه وِرْدًا ‪ ،‬ووُرُودًا ‪ ،‬وأنشد ابنُ سِيدَه قولَ زُهير‬
‫)‪(0‬‬
‫وَضَعْنَ عِصِيَّ الحاضرِ المُتَخَيّم‬ ‫فلمَّا وَرَدْنَ المَاءَ زُرْقًا حِمَامُهُ‬

‫معناه ‪ :‬لما بَلَغْنَ الماءَ أقَمْنَ عليه ‪ ،‬وكلُّ من أتى مكانًا منهلًا ‪ ،‬أو غيره ‪ ،‬فقد ورَدَه » (‪، ) ٦‬‬

‫ويوافق الشيخ الهلالي في أن يقال إيراد أو استيراد ) بدلًا من ( توريد ) ‪ ،‬ويُخالففي رفضه‬

‫) ‪ ،‬ما دام أن له وجهًا مستساغا في العربية ‪.‬‬


‫استعمال ( تصدير‬

‫) ‪. ( ٥٤٩/٢ ) ( ١‬‬
‫)‪(J) (J/AJA‬‬

‫( ‪ ) ۳‬ينظر درة الغواص ‪ ،‬وشرحه ص ‪ ، ٤٣‬وكشف الطرة عن الغرة ص ‪ ، ۳۰۸‬وتقويم اللسانين ص ‪، ٣٥‬‬
‫وأزاهيرالفصحى ص ‪.۷۹‬‬
‫) ‪. ( ٢٩٤/١٢ ) ( ٤‬‬
‫( ‪ ) ٥‬دیوان زهير بن أبي سلمى ص ‪. ١٠٥‬‬
‫)‪.(519/9 ) ( 7‬‬

‫‪٣٣٦‬‬

‫‪2‬‬ ‫الول‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫مصطلحات قضائية ‪ ،‬وأسماء وظيفية‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫) و( الوارد ) في الوزارات والإدارات فصحيح يوافق‬


‫أما استعمالهم لاصطلاح ( الصادر‬

‫الوضع اللغوي ‪ ،‬قال أبو السعود ‪ « :‬الصادرضد الوارد ‪ ،‬وأن الرسائل مثلا تكون صادرةً‬

‫عن الديوان إذا كانت مصروفةً عنه ‪ ،‬وذلك إذا كانت موجهةً منه إلى ناحية أخرى ‪ ،‬وتكون‬

‫واردة إليه ‪ ،‬أي ‪ :‬حاضرةً ‪ ،‬وذلك إذا أرسلت إليه من مكان آخر » (‪. )1‬‬

‫وكان الاتفاق مع المقاول على أن يكون البناء‬ ‫‪۳۳۸‬‬

‫حسب المواصفات المعتمدة‬

‫المراد بـ ( المواصفات ) بيان الصفات الواجب توافرها في الشيء المطلوب الحصول‬

‫عليه ‪ ،‬ولم تُسمع ( المواصفات ) عند العرب بهذا المعنى ‪ ،‬وخلت منه المعجمات ‪ ،‬لكن‬

‫مجمع اللغة العربية بالقاهرة في الدورة الثانية والأربعين أجاز هذا الاستعمال ؛ لأن‬

‫اشتقاق صيغة ( المواصفة ) من مسموع اللغة في عصر الرواية والاستشهاد ‪ ،‬ولأن‬

‫دلالة ( المواصفة ) على معنى صفة الشيء دلالةً جرى بها الاستعمال في فصيح العربية‬

‫الخالص ‪ ،‬قال محمد شوقي أمين عضو المجمع ‪ « :‬إن اللغة تسجل صيغة ( المواصفة )‬

‫اسمًا لنوع من البيوع كان شائعًا عند العرب ‪ ،‬وتعريف ( بيع المواصفة ) في الفقه يدل‬

‫على أنه بيع الشيء على الصفة ‪ ،‬أي من غيررؤية ‪ ،‬وصورته أن يبيع الرجل ما ليس‬

‫كره المواصفة في البيع ) (‪ ، )۳‬وتعليل‬ ‫عنده ‪ ،‬ثم يبتاعه فيدفعه إلى المشتري ‪ ،‬وفي الحديث ‪:‬‬

‫التسمية فيما ذكره أصحاب التعريفات أنه بيع بالصفة من غير نظير‪ ،‬ولا حيازة ‪ ،‬وفي‬

‫الوسع إذن ؛ أن نقول بأن ( المواصفة ) هنا تقابل ( المعاينة ) ‪ ،‬أعني ‪ :‬أنها بخلافها » (‪. )٤‬‬

‫ولذلك ‪ ،‬استعمال ( المواصفات ) ‪ ،‬بمعنى بيان صفات الشيء صحيح ‪.‬‬


‫‪،‬‬
‫في‬

‫ملجقا‬
‫ا‬
‫اللحن‬
‫لء‬
‫س‬ ‫ضا‬

‫( ‪ ) 1‬أزاهير الفصحى ص ‪. ۷۹‬‬

‫( ‪ ) ٢‬ينظر‪ :‬معجم الأغلاط اللغوية المعاصرة ص ‪ ، ٧٢٢‬ومعجم تصحيح التصحيح ص ‪ ، ٢٠٦‬والقرارات‬


‫المجمعية ص ‪ ، ١٥٤‬والألفاظ والأساليب ( ‪)٢١/٢‬‬

‫( ‪ ) ۳‬جاءت فيه آثار عن التابعين ‪ ،‬منها ما أخرجه عبد الرزاق في مصنفه عن ابن المسيب ‪ ،‬كتاب البيوع ‪،‬‬
‫باب المواصفة في البيع ‪ ،‬الرقم ‪. ) ٤٢/٨ ( ١٤٢٢٣ :‬‬
‫( ‪ ) ٤‬الألفاظ والأساليب ( ‪)٢١/٢‬‬

‫‪۳۳۷‬‬
‫السادس‬ ‫المبحث‬

‫والخطابات‬ ‫العقود‪،‬‬

‫عدد مسائله ‪ :‬ثلاث وأربعون مسألة ‪.‬‬

‫وصفه يناقش أهم ما يرد في العقود والخطابات من أساليب لغوية ‪ ،‬مثل ‪:‬‬

‫( عقد الشَّرَاكة ) ‪ ،‬و( تجدون برفقه الخطاب ‪ ) ...‬وغيرها مما حكم عليه الباحث‬

‫بالصحة أوالخطأ ‪.‬‬

‫اللحن في مجالس القضاء‬


‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫العقود‪ ،‬والخطابات‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫فشودة العقد‬ ‫‪۳۳۹‬‬

‫المراد بـ ( المُسَوَّدَة) ‪ :‬ما يكتبه الكاتب ‪ ،‬ثم يراجع ما كتبه ‪ ،‬ليتولى مـا فـيـه مـن خلـل‬

‫أو خطل بالإصلاح والتقديم والتأخير‪ ،‬والأعم الأغلب يلفظ ( المُسْودَّة ) بضم الميم‬

‫وسكون السين وتشديد الدال المفتوحة ‪ ،‬وهو خطأً عند جواد ‪ ،‬والزعبلاوي ‪ ،‬والعدناني ؛‬

‫لأن ( المسودة ) هي التي اسودت بنفسها ‪ ،‬وهي اسم فاعل مؤنث من الفعل ( اسود ) ‪،‬‬

‫أي ‪ :‬صارأسودَ ‪ ،‬والصحيح عندهم أن تُلفظ ( مُسَوَّدَة ) بضم الميم وفتح السين وتشديد‬

‫الواو المفتوحة ‪ ،‬وهي من سوَّدْتُ الشيءَ ‪ ،‬إذا غيّرت بياضَه سوادًا ‪ ،‬كما جاء في ( التاج ) ) ‪،‬‬

‫وهذا اللفظ يستعمله الفصحاء فيما وُضِعَ له ‪ ،‬قال التوحيدي ‪ « :‬ثم إني في سنة سبعين‬

‫وجدتُ هذه الرسالة في مُسَوَّدة ابن طرخان فيما يباع من ميراثه » ( ‪ ، )۳‬ويرى مجمع اللغة‬

‫العربية بدمشق صحة الوجهين ‪ ،‬والفرق بينهما في اختلاف الفاعل ‪ ،‬واللزوم والتعدي‬

‫ولهذا الرأي حظ من النظر كبير‪.‬‬

‫نَمُوذَج العقد‪ ،‬أو الأنْمُوذَج‬ ‫‪-٣٤٠‬‬

‫قال الفيومي ‪ ( « :‬الأُنْمُوذج ) بضم الهمزة ‪ :‬ما يدل على صفة الشيء ‪ ،‬وهو مُعَرَّب ‪،‬‬

‫وفي لغةٍ ( نَمُوذَج ) بفتح النون ‪ ،‬والذال معجمة مفتوحة مطلقًا ‪ ،‬قال الصغاني‪ ( :‬النَّمُوذَج ) ‪:‬‬

‫مثال الشيء الذي يعمل عليه ‪ ،‬وهو تعريب ( نَمُوذَه ) ‪ ،‬وقال الصواب ‪ ( :‬النَّمُوذَج ) ؛ لأنه‬
‫في‬

‫ملجقا‬
‫ا‬
‫اللحن‬
‫لء‬‫ضا‬

‫( ‪ ) 1‬ينظر‪ :‬قل ولا تقل ( ‪ ، ) ٤٢/٢‬ومعجم أخطاء الكتاب ص ‪ ، ۲۸۹‬ومعجم الأخطاء الشائعة ص ‪، ١٢٣‬‬
‫س‬

‫ومقالات في أخطاء لغوية شائعة ص ‪ ، ١٥١‬وأخطاء ألفناها ص ‪ ، ١٥٧‬ومعجم الخطأ والصواب في اللغة‬
‫ص ‪ ، ٣١٤‬ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪ ) ٨٣٥/٥٨‬و( ‪. ) ٥٦١/٩٢‬‬
‫) ‪. ( ٢٢٦/٨ ) ( ٢‬‬
‫( ‪ ) ۳‬أخلاق الوزيرين ص ‪. ٥٢١‬‬

‫( ‪ )٤‬ينظر‪ :‬شفاء الغليل ( ‪ ، ) ١٨٠/٢‬وسهم الألحاظ في وهم الألفاظ ص ‪ ، ٢٥‬ولف القماط ص ‪ ، ۳۸‬ومعجم‬
‫أخطاء الكتاب ص ‪ ، ٦٢٦‬ومعجم الأخطاء الشائعة ص ‪ ١٨٣‬وص ‪ ، ٢٥٣‬ولحن القول ص ‪. ٤١‬‬

‫‪٣٤١‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث السادس‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫لا تغيير فيه بزيادة » (‪ ، ) ١‬وقال صاحب ( القاموس ) ‪ ( « :‬النَّمُوذَج ) ‪ ،‬بفتح النون ‪ :‬مثال‬

‫الشيء ‪ ،‬مُعَرَّب ‪ ،‬و ( الأُنْمُوذج ) ‪ :‬لحن » ) ‪ ،‬وقد ردّ الشهاب الخفاجي علــى مــن قــال بـأن‬

‫زيادة الهمزة لحن ‪ ،‬قائلًا ‪ « :‬وليس بشيء ‪ ،‬ألا تراهم عرَّبوا ( هليلج ) ‪ ،‬فقالوا ‪( :‬إهليج )‬

‫و ( إهْلِيلَج ) ونظائره كثيرة » ( ‪ ، ) ۳‬وقد سَميَّ الزمخشري أحد كتبه النحوية بـ ( الأنموذج ) ‪،‬‬

‫وجاء في شعر للبحتري ‪:‬‬

‫من كل لون مُعْجب بنموذج (‪)٤‬‬ ‫أوأبْلَقِ يَلْـقـــى الـعُـــيــــونَ إذا بــــدا‬

‫ويجمع ( نَمُوذَج ) على ( نماذج ) ‪ ،‬و( أَنْمُوذَج ) على ( أَنْمُوذَ جَات ) ‪.‬‬

‫‪ - ٣٤١‬عقد بيع رضائي )‬

‫رِضَاي ) ؛ لأن مصدر الفعل‬ ‫يُخطئ اليازجي قولهم ( رضائي ) والصحيح عنده أن يقال‬

‫( رَضِيَ) هو ( رِضًا ) ‪ ،‬لا ( رِضَاءً) ‪ ،‬لكن جاء في المصباح المنير ‪ « :‬وأرضيته إرضاءً‪ ،‬وراضيته‬

‫مُراضاةً ورِضَاءً » (‪ ، )١‬فلك أن تقول ‪ ( :‬عقد بيع رِضَاي ) و ( عقد بيع رِضَائي ) وكلا الوجهين جائز‪.‬‬

‫‪ - ٣٤٢‬عقد الاتفاقية‬

‫‪ « :‬ويقولون ‪:‬‬
‫الاتفاق ) ‪ ،‬يقول داغر‬ ‫يُخطئ بعضُهم استعمالَ ( الاتفاقية ) بدلًا من‬

‫أمضى الفريقان صلَّ الاتفاقية ) ‪ ،‬و ( وَرَدَ في آخر إحصائية ) ‪ ،‬والصواب ‪ ( :‬صك الاتفاق )‬

‫و( آخر إحصاء ) ؛ لأن الاتفاق والإحصاء مصدران صريحان ‪ ،‬فلا يحتاجان إلى ما يفيدهما‬

‫( ‪ ) ۱‬المصباح المنيرص ‪. ٢٣٩‬‬


‫( ‪ ) ٢‬ص ‪. ٢٠٨‬‬
‫(‪ ) ۳‬شفاء الغليل ( ‪)١٨١/٢‬‬
‫( ‪ ) ٤‬ديوان البحتري ( ‪. ) ٤٠٤/١‬‬

‫( ‪ ) ٥‬ينظر لغة الجرائد ص ‪ ، ۹۳‬ومعجم الخطأ والصواب في اللغة ص ‪ ، ١٤٧‬ومجلة لغة العرب ( ‪. ) ٤٨٠/٧‬‬
‫( ‪ ) ٦‬ص ‪.٨٧‬‬

‫( ‪ )۷‬ينظر‪ :‬تذكرة الكاتب ص ‪ ، ۳۷‬ومعجم أخطاء الكتاب ص ‪ ، ٦٧٢‬ومعجم الصواب اللغوي ص ‪، ٩٦‬‬
‫ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪. ) ٤٦٦/٧‬‬

‫‪٣٤٢‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫العقود‪ ،‬والخطابات‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫معنى المصدر» (‪ ، )١‬لكن لفظ ( الاتفاقية ) يدل على معنى آخر غير ( الاتفاق ) الذي هو‬

‫مجرد الاتفاق بين طرفي العقد ‪ ،‬إذا استُعمل استعمال الأسماء ‪ ،‬أما ( صك الاتفاقية ) ‪،‬‬

‫فهو صكُ ما اتفق عليه ‪ ،‬فقد بان لك الفرق ‪.‬‬

‫وبناءً عليه ‪ ،‬استعمال ( عقد الاتفاقية ) صحيح مستقيم لا بأس به ‪.‬‬

‫‪ ٣٤٣-‬عقد الشراكة‬

‫‪ ،‬وبكسر أو فتح‬
‫في ( التاج ) ‪ « :‬والمعروف أن كلا منهما ( الشرك والشركة ) بفتح فكسر‬

‫فسكون ‪ ،‬ثلاث لغات حكاها غير واحد من أعلام اللغة ‪ ،‬كإسماعيل بن هبة الله على ألفاظ‬

‫( المهذب ) ( ‪ ، )۳‬وابن سيده في ( المحكم ) ( ‪ ، ) ٤‬وابن القطاع (ه ) ‪ ،‬وشُرَّاح ( الفصيح ) ‪ ،‬وغيرهم » (‪، ) ٦‬‬

‫وتفصيل ذلك أنه يجوز لك أن تقول ‪ ( :‬الشَّرِك ‪ ،‬والشَّرِكة ) بفتح الشين وكسر الراء ‪،‬‬

‫و( الشَّرْك ‪ ،‬والشَّرْكة ) بفتح الشين وسكون الراء ‪ ،‬والشِّرْك ‪ ،‬والشّركة ) بكسر الشين‬

‫وسكون الراء ‪ ،‬ولم يسمع عن العرب قولهم ( شَرَاكة ) على وزن ( فَعَالة ) ‪ ،‬قال اليازجي ‪:‬‬
‫ويقولون بينهما شَرَاكة في كذا ‪ ،‬يبنونه على فَعَالة‪ ،‬وإنما هو من الألفاظ العامية ‪،‬‬

‫والصواب ( شَرِكة ) بفتح فكسر‪ ،‬و( شِرْكة ) بكسر فسكون » (‪ ، )٧‬وممن أطلق القول بتخطئة‬

‫استعمال ( شراكة ) ‪،‬داغر‪ ،‬والعدناني ‪ ،‬وزهدي جار الله ‪ ،‬وهذا اللفظ ذاع وشاع ‪ ،‬وطار كل‬

‫‪ ،‬وقلَّ من يتجنبه ‪ ،‬غيرأن قوانين العربية تمنع استعماله ‪ ،‬ولا شيء فوق قانون العربية ؛‬
‫مطير‬

‫ولذا قل ‪ ( :‬وقعت معه عقد الشَّركة ) (‪ )۸‬بدلاً من قولنا ‪ ( :‬وقعت معه عقد الشراكة ) ‪.‬‬

‫( ‪ ) ۱‬تذكرة الكاتب ص ‪. ٣٧‬‬


‫( ‪ ) ٢‬ينظر لغة الجرائد ص ‪ ، ۳۰‬وتذكرة الكاتب ص ‪ ، ۹۸‬ومغالط الكتاب ص ‪ ، ٥٩‬والكتابة الصحيحة‬
‫في‬
‫اللحن‬
‫ملجقالس‬
‫ا ضاء‬

‫ص ‪ ، ۱۷۳‬ومعجم الأخطاء الشائعة ص ‪ ، ۱۳۰‬ومعجم الخطأ والصواب ص ‪ ، ۳۱۷‬ومجلة مجمع اللغة‬


‫العربية بدمشق ( ‪. )١٢٠/٢‬‬
‫( ‪ ) ۳‬ينظر‪ :‬المغني في الإنباء عن غريب المهذب والأسماء ( ‪. ) ۳۷۳/۱‬‬
‫) ‪. ( ٦٨٣/٦ ) ( ٤‬‬

‫( ‪ ) ٥‬ينظر‪ :‬الأفعال ( ‪. ) ١٧٧/٢‬‬


‫) ‪. ( ٢٢٣/٢٧) ( 1‬‬

‫( ‪ ) ۷‬لغة الجرائد ص ‪. ٣٠‬‬

‫( ‪ ) ۸‬إطلاق مصطلح ( الشركة ذات الشخص الواحد ) غير مناسب من جهة المدلول اللغوي ؛ فلفظ‬

‫‪٣٤٣‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث السادس‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫‪ ٣٤٤-‬الطَّرف الأول‬

‫في معجمات العربية يُطلق ( الطَّرَف ) على الرجل الكريم ‪ ،‬أو الملول الذي لا يثبت‬

‫على صحبة أحد ‪ ،‬أو على ناحية الشيء وجانبه ‪ ،‬أو على أطراف الإنسان ‪ ،‬كلسانه ‪ ،‬وعينه ‪،‬‬

‫ورأسه ‪ ،‬ويديه ‪ ،‬ورجليه ‪ ،‬وغيرها من المعاني المشابهة ‪ ،‬قال الزمخشري ‪ « :‬وهـو مـن أطراف‬

‫العرب ‪ :‬من أشرافها وأهل بيوتاتها » (‪ ، ) ٢‬وفي ( التاج ) ‪ ( « :‬ومن ) المجاز‪ :‬أطراف ( الأرض ‪:‬‬

‫أَنَا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا ﴾ [ الرعد ‪] ٤١ :‬‬ ‫أشرافها ‪ ،‬وعلماؤها ) وبه فُسّر قوله تعالى ‪:‬‬

‫معناه موتُ علمائها ‪ ،‬وقيل ‪ :‬موت أهلها ‪ ،‬ونقص ثمارها ‪ ( ...‬و) الأطراف ( منك ‪ :‬أبواك‬
‫‪:‬‬

‫وإخوتُك وأعمامك ‪ ،‬وكل قريب ) لك ( مَحْرَم ) » (‪ ، ) ۳‬فيصح أن يحمل قولهم ‪ ( :‬الطرف الأول‬

‫في العقد ) ‪ ،‬أو ( اتفق الطرفان ) ‪ ،‬أو ( حضر فلان وكيلًا عن الطرف المدعي ) على ما تقدم‬

‫من المعاني المتقدم ذكرها ‪.‬‬

‫)‪(٤‬‬
‫المادة ‪ ،‬والفقرة ‪ ،‬والبند‬ ‫‪٣٤٥‬‬

‫في تعريف ( المادَّة ) اصطلاحًا ‪ ،‬قال الكَفَوي ‪ « :‬عبارة عن كيفية كانت لنسبة‬

‫المحمول إلى الموضوع إيجابًا كانت أو سلبًا » ( ‪ ، ) ٥‬وجمعها ( مواد ) فهل يصح تنوينها ؟‬

‫يقول الزعبلاوي ‪ « :‬يلتبس الأمر على الكتاب حينًا ‪ ،‬فيقولون مثلًا ‪ ( :‬إن في المعجم‬

‫موادًا كثيرةً ) بتنوين ( موادًا ) ‪ ،‬وهي ممنوعة من الصرف ؛ ذلك أن ( مواد ) من ( مد )‬

‫( الشَّرِكة ) يعني ‪ :‬الاشتراك بين شخصين أو أكثر‪.‬‬


‫( ‪ ) 1‬ينظر‪ :‬شفاء الغليل ( ‪ ، ) ۱۷۳/۲‬ولحن القول ص ‪.١٩٥‬‬
‫) ‪. ( ٦٠٢/١ ) ( ٢‬‬
‫) ‪. ( ٧٩/٢٤ ) ( ٣‬‬

‫( ‪ ) ٤‬ينظر‪ :‬أساليب العرب في صناعة الإنشاء ص ‪ ، ۷۳‬ومعجم أخطاء الكتاب ص ‪ ، ٥٦٤‬ومعجم الأغلاط‬
‫اللغوية المعاصرة ص ‪ ، ۷۸‬ومغامرات لغوية ‪ ،‬لعبد الحق فاضل ص ‪ ، ٤٧‬ومعجم الصواب اللغوي‬
‫ص ‪ ، ٥٨٠‬ومعجم الشوارد النحوية والفوائد اللغوية ص ‪. ٥٤٢‬‬
‫( ‪ ) ٥‬الكليات ص ‪٨٦٥‬‬

‫‪٣٤٤‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫العقود‪ ،‬والخطابات‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫ووزنها ( فواعل ) ‪ ،‬وأصلها ( مَوادِدْ ) ‪ ،‬فالدال في ( مواد ) مشددة مدغمة ‪ ،‬ومن ثم كان‬

‫الصواب أن يقولوا ‪ ( :‬إن في المعجم مواد كثيرةً ) بنصب ( مواد ) دون تنوين » (‪. )۱‬‬

‫أما ( الفقرة ) ففي ( التاج ) ‪ ( « :‬والفِقْرة ‪ -‬بالكسر ‪ -‬والفَقْرة والفَقَارَة ‪ ،‬بفتحهما ) ‪:‬‬

‫‪ ،‬وهو ( ما انتضَدَ من عِظام الصُّلب من لَدُنِ الكاهِلِ إِلى العَجْبِ » )‪،‬‬


‫واحدةُ فَقَارالظَّهْر‬
‫‪:‬‬
‫وتُطلق في اصطلاحنا المعاصر على الجملة من الكلام ‪ ،‬وتُجمع على ( فِقِرَات ) و( فِقَرَات )‬

‫) و( فَقَارٌ) ‪.‬‬
‫و(فقر‬

‫‪ُ،‬عَرَّبة ‪ ،‬وقد انتقد أحمد أبو الخضرإيرادها في معنى المادة‬


‫أما ( البَنْد ) ‪ ،‬ففارسية م‬

‫من العقد ‪ ،‬فقال ‪ « :‬ولا ندري من أين استوردوا هذا المعنى لهذه ‪ .‬وليس لعبارة بند في‬

‫‪ ،‬وجمعه بنود ‪ ،‬والآخر‪ :‬الحِيَل جمع حيلة ‪ .‬يقال ‪:‬‬


‫اللغة سوى معنيين اثنين ‪ :‬العلم الكبير‬

‫فلان كثير البنود أي كثير الحيل ‪ ،‬فالصواب أن يقولوا ‪ :‬جاء في الشرط أو المادة من عقد‬

‫كذا ‪ ،‬أو قانون كذا » (‪ ، )۳‬وأجازها آخرون منهم شاكر شقير‪ ،‬فقال ‪ ( « :‬البند ) يُطلق على‬

‫حمالة السيف ‪ ،‬والجمع ( بنود ) ‪ ،‬وعلى القسم أو القطعة من رسالة أو اتفاقية أو نحو ذلك‬

‫مما يُفصَّلُ على طريقة الشروط » ( ) ‪ ،‬والوجه صحة استعمال ( البند ) فيما استُعمل له‬

‫في معناه المعاصرفي العقود على سبيل المجازكما هو ظاهر من كلام شاكر شقير‪.‬‬

‫‪ ٣٤٦-‬تُغْرَةٌ في العقد‬

‫يُخطئ بعضُهم استعمالَ ( ثَغْرَة ) بفتح الثاء ‪ ،‬والصحيح عندهم ضمها ‪ ،‬فيقال ‪:‬‬

‫(تُغْرَة ) ‪ ،‬وحجتهم في ما ذهبوا إليه ما جاء في معجمات العربية ‪ ،‬ففي ( الصحاح ) ‪:‬‬
‫ا‬
‫ملجقا‬
‫في‬
‫اللحن‬

‫والثغرة أيضًا ‪ :‬الثُّلْمة ‪ ،‬يقال ‪ :‬ثَغَرْناهم ‪ ،‬أي ‪ :‬سددنا عليهم ثَلْم الجبل » (ه) ‪ ،‬لكن جاء في‬
‫لء‬
‫س‬ ‫ضا‬

‫( ‪ ) ۱‬معجم أخطاء الكتاب ص ‪. ٥٦٤‬‬


‫) ‪. ( ۳۳۷/۱۳ ) ( ۲‬‬
‫( ‪ ) ۳‬حول الغلط والفصيح ص ‪. ٤٨‬‬
‫( ‪ ) ٤‬أساليب العرب في صناعة الإنشاء ص ‪. ۷۳‬‬
‫)‪.(7.0/5) (0‬‬

‫‪٣٤٥‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث السادس‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫‪ ،‬والثَّغْرَةُ ‪ :‬كل فُرْجةٍ في جبل أو‬


‫( اللسان ) استعمال الكلمة مفتوحة الثاء ‪ ،‬وفيه ‪ « :‬الثَّغْر‬

‫بطن وادٍ أو طريق مسلوك » (‪ ، ) ١‬فكل الوجهين جائز الاستعمال على سبيل المجاز‪.‬‬

‫)‪(۲‬‬
‫‪ - ٣٤٧‬صياغة المذكرة ‪ ،‬ويصيغ الحكم‬

‫خطأ بعضُهم استعمال ( صياغة ) ‪ ،‬ولا معنى لهذه التخطئة ‪ ،‬وهي صحيحةً فصيحةً ‪،‬‬

‫ففي ( التاج ) ‪ « :‬الصياغة ‪ ،‬والصَّيغَة ‪ :‬بكسرهما ‪ ،‬والصَّيغُوغة ‪ ،‬وهذه عن اللحياني ‪:‬‬

‫التَّسبيك » (‪ ، )۳‬والفعل منه ( صَاغَ يَصُوغ ) ‪ ،‬ولا يوجد في اللغة ( صَاغَ يَصِيغُ ) ؛ لأن الفعل‬

‫واوي ‪ ،‬وفي ( التاج ) ‪ ( « :‬و) صاغَ ( الشيءَ يَصُوعُه صَوْعًا ‪ ( :‬هَيَّأَهُ على مثال مستقيم ) ‪،‬‬

‫وسبكه عليه ( فانْصاغَ ) » ( ‪. ) ٤‬‬

‫والصحيح قولك ‪ ( :‬يصوغ الحكم ) و( يصوغ المذكرة ) و( يصوغ العقد ) ‪.‬‬

‫‪ - ٣٤٨‬تحرير الدعوى ‪ ،‬وكتابة المذكرات‬

‫في ( التاج ) ‪ ( « :‬و) من المجاز‪( :‬تحرير الكتاب وغيره ‪ :‬تقويمه ) وتخليصه ؛ بإقامة‬

‫حروفه ‪ ،‬وتحسينه بإصلاح سَقَطه » (‪ ، )٦‬وخطأ استعمال ( حـرَّرَ) بمعنى ( الكتابة ) أمير‬

‫‪ ،‬والزعبلاوي ‪ ،‬والعدناني ‪ ،‬قال أبو تراب الظاهري ‪:‬‬


‫الدولتين ‪ ،‬واليازجي ‪ ،‬والمنذر‪ ،‬وداغر‬

‫) ‪. ( ١٠٣/٤ ) ( ١‬‬

‫( ‪ ) ٢‬ينظر‪ :‬تذكرة الكاتب ص ‪ ، ۱۱۳‬ومعجم أخطاء الكتاب ص ‪ ، ٣٤٦‬والكتابة الصحيحة ص ‪ ،١٨٥‬ومعجم‬


‫الخطأ والصواب في اللغة ص ‪ ، ۱۸۱‬ومعجم الصواب اللغوي ص ‪. ٤٩٢‬‬
‫) ‪. ( ٥٣٥/٢٢ ) ( ٣‬‬
‫) ‪. ( ٥٣٣/٢٢ ) ( ٤‬‬

‫( ‪ ) 5‬ينظر‪ :‬دقائق العربية ص ‪ ، ١٠٢‬ولغة الجرائد ص ‪ ، ١٠٠‬ومعجم أخطاء الكتاب ص ‪ ، ١١٥‬ومعجم الأخطاء‬
‫الشائعة ص ‪ ، ٦٤‬ومعجم الخطأ والصواب في اللغة ص ‪ ، ۲۹۳‬وكبوات اليراع ص ‪ ، ١٦٢‬ومجلة مجمع‬
‫اللغة العربية بدمشق ( ‪ ) ٢١٧/٣‬و ( ‪ ) ٢٦٠/٤‬و( ‪ ) ٥٤٦/٨‬و( ‪ ، ) ۷۸/۹‬ومجلة لغة العرب ( ‪. ) ١١/٤‬‬
‫)‪.(0^^ /\ .) ( 7‬‬

‫‪٣٤٦‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫العقود‪ ،‬والخطابات‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫« ومن الأخطاء التي أطبق عليها الناس كافةً في زماننا هذا ‪ ،‬استعمالهم كلمة ( التحرير)‬

‫مكان الكتابة ‪ ،‬وفي الصحف المنتشرة يستعملون ( المحرّر) بدل الكاتب ‪ ،‬ويقولون ‪ ( :‬رئيس‬

‫التحرير) وإنما هو رئيس الكتاب ؛ لأن التحرير غير الكتابة ‪ ،‬وهم لم يفرقوا بينهما ‪،‬‬

‫فالتحرير هو إصلاح الخطأ ‪ ،‬وإقامة الاعوجاج في الكلمة ‪ ،‬فهو أشبه بالتصحيح ‪ ،‬فالأولى‬

‫أن يُسمى المصححون بالجرائد محرّرين ‪ ،‬والمحرِّرون كُتَّابًا » (‪ ، )١‬غيرأن جمعًا من أهل النظر‬

‫صححوا استعمال ( التحرير) بمعنى الكتابة ‪ ،‬ومنهم شكيب أرسلان ‪ ،‬والمغربي ‪ ،‬وأحمد‬

‫رضا ‪ ،‬ومحمد بهجت الأثري ‪ ،‬قال المتبحر المغربي راذًا قول داغر في التخطئة ‪ « :‬من ذلك ‪:‬‬

‫أنه أنكر صحة إطلاق ( المحرِّر) على الكاتب‪ ،‬و ( التحرير) على الكتابة ‪ ،‬مع أن ( الحُرّ) من‬

‫كل شيء خياره ‪ ،‬والتحريرفي الكتاب أن يراعي فيه خيار الكلام والمعاني ‪ ،‬وكانوا يستعملون‬

‫التحريرفي تجويد الخطّ ‪ ،‬ثم توسعوا فيه ‪ ،‬فأطلقوه على الإنشاء ‪ ،‬وهذا عينـه وقـعفي كلمة‬

‫( الكتابة ) ‪ ،‬فإن أصل معناها الخط باليد ‪ ،‬والكاتب هو الذي يخطّ الكلام لا الذي ينشئه‬

‫ويهيئه في نفسه ‪ ،‬ثم توسعوا في ( الكتابة ) فأطلقوها على ( الإنشاء ) ‪ ،‬وأطلقوا ( الكاتـب )‬

‫على ( المنشئ ) » (؟) ‪ ،‬قال البلخي المعروف بالوطواط في ( رسائله ) ‪ « :‬صحيفة فخر حررتها‬

‫يد بيضاء »( ‪. )۳‬‬

‫وغاية ما في هذه المسألة أنه يجوز استعمال ( التحرير) بمعنى ( الكتابة ) ‪ ،‬فقولهم ‪:‬‬

‫( حرّر دعواه ) ‪ ،‬أي ‪ :‬كتبها وأنشأها ‪ ،‬ويحتمل أن يقال ‪ :‬إن تحرير الدعوى والمذكرة ) أدقُ‬

‫لفظًا من قولنا ‪ ( :‬كتابة الدعوى والمذكرة ) ؛ لأن فيها معنى زائدا ‪ ،‬وهي أن الدعوى المحرَّرَةَ‬
‫في‬

‫ملجقا‬
‫ا‬
‫اللحن‬

‫سليمةُ من السقط والخلل والغلط ‪.‬‬


‫لء‬
‫س‬ ‫ضا‬

‫( ‪ ) 1‬كبوات اليراع ص ‪. ١٦٢‬‬


‫( ‪ ) ۲‬مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪. ) ٢٦٠/٤‬‬
‫( ‪ ) ۳‬معجم الأدباء ( ‪. ) ٩٦٦/٣‬‬

‫‪٣٤٧‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث السادس‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫‪ - ٣٤٩‬فَهْرَسَة المُعاملة‬

‫يرى العدناني أن الأولى استعمال ( دليل ) بدلًا من ( فَهْرَسة ) ؛ لأنها لفظة فارسية‬

‫وبدلها عربي صريح ‪ ،‬وما ذكره مخالف لمـا جـرتْ عليه سَنَنُ العرب ‪ ،‬فالتعريب قديم ‪،‬‬

‫واللفظة معروفة منذ عهد الاحتجاج ‪ ،‬في العصر العباسي ‪ ،‬زمن الليث ‪ ،‬وفي ( القاموس ) ‪:‬‬

‫« الفِهْرِس ‪ ،‬بالكسر‪ :‬الكتاب الذي تُجْمَعُ فيه الكتب ‪ ،‬معربُ فِهْرِسْت ‪ ،‬وقد فَهْرَسَ‬

‫كِتَابَهُ » (‪ ، ) ٢‬ويرى ابنُ مكي خطاً قولنا ( فِهْرِسَة ( ‪ ) ۳‬بالوقوف على الهاء ‪ ،‬والصحيح‬

‫( فِهْرِست ) بإسكان السين ‪ ،‬والتاء في الكلمة أصلية ‪ ،‬وتبعه الزركشي في تعليقه على‬

‫( مقدمة ابن الصلاح ) ‪ ،‬وردّ عليهما الشهاب الخفاجي في ( شفاء الغليل ) بقوله ‪ « :‬أقول‬

‫ما في ( القاموس ) هو من كلام الليث ‪ ،‬وتحريره ‪ :‬أن هذه اللفظة فارسية ‪ ،‬وفارسيّتُها بكسر‬

‫الفاء ‪ ،‬وسكون الهاء ‪ ،‬وكسر الراء المهملة ‪ ،‬تليها سين مهملة ساكنة ‪ ،‬ثم مثناة فوقية‬

‫ساكنة أيضًا ‪ ،‬ومعناها ‪ :‬إجمال الأشياء ‪ ،‬فتحديد أسمائها وحصرها مطلقًا على الترتيب ‪،‬‬

‫‪َ،‬هْرَسَةً‪ ،‬كَدَحْرَجَ ‪ ،‬فتخطئة الزركشي ليست في‬


‫ثم إنهم عرَّبوه فقالوا ‪ :‬فَهْرَسَ يُفَهْرِسُ ف‬

‫محلها ‪ ...‬والتعريب غير مقيس إلا في الأعلام وما يجري مجراها » (‪. ) ٤‬‬

‫( ‪ ) 1‬ينظر‪ :‬تثقيف اللسان ‪ ،‬وتلقيح الجنان ص ‪ ، ٥٤‬وشفاء الغليل ( ‪ ، ) ١٦٢/٣‬وخير الكلام ص ‪ ، ٤٣‬ولف‬
‫القماط ص ‪ ، ٧٢‬ولغويات ‪ ،‬وأخطاء لغوية شائعة ص ‪ ، ۱۷۸‬ومعجم الأغلاط اللغوية المعاصرة‬
‫ص ‪ ، ٥٢٦‬وفي اللغة والأدب ( ‪ ، ۷۸۳/۲‬ومعجم الصواب اللغوي ص ‪. ٥٨٩‬‬
‫( ‪ ) ٢‬ص ‪. ٥٦٤‬‬

‫( ‪ ) ۳‬الفهرس يدل على أربعة معان أولها ‪ :‬كتاب يضم أسماء الكتب والتقاييد والرسائل المقروءة ‪ ،‬مثل ‪:‬‬
‫( الفهرست ) لابن النديم ‪ ،‬وثاني المعاني ‪ :‬كتاب يحتوي أسماء المشايخ المستفاد منهم والمتلقى عنهم ‪،‬‬

‫مثل ‪ ( :‬فهرست ما رواه عن شيوخه أبو بكر بن محمد الإشبيلي ) ‪ ،‬وثالثها ‪ :‬قائمةفي أول الكتاب ‪ ،‬أوفي‬
‫آخره تتضمن ذكر أبواب الكتاب وفصوله ومباحثه وأعلامه ونحوه ‪ ،‬وآخرها ‪ :‬بطاقة تتضمن عنوان‬

‫الكتاب وموضوعه واسم مؤلفه وعدد صفحاته ومكان وزمان الطبع إن كان الكتاب مطبوعا ‪ ،‬واسم‬
‫المكتبة ‪ ،‬وإضافات أُخَر‪ ،‬وما يعنينا في موضوعنا هو المعنى الثالث ‪.‬‬
‫( ‪ ) ٤‬شفاء الغليل ( ‪) ١٦٣/٣‬‬

‫‪٣٤٨‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫العقود‪ ،‬والخطابات‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫وخلاصة ما تقدم أنك تقول ‪ ( :‬فَهْرَسَة ) وجمعها ( فَهَارِس ) ‪ ،‬و( المعاملة مُفَهْرَسَة ) ‪،‬‬

‫و ( الموظفالمُفَهْرِس ) ‪ ،‬و ( فَهْرَسْتُ المعاملة ) إذا انتهيت من ترتيب دليلها ‪.‬‬

‫الدوسِيَّة ‪ ،‬والمِلَف‪ ،‬والإظْبَارة‬ ‫‪٣٥٠‬‬

‫يُطلقون على ما يَضُمُّ طائفةٌ من الأوراق في موضوع واحد اسم ( الدوسِيَّة ) ‪ ،‬وهو‬

‫اصطلاح فرنسي ‪ ،‬والأولى أن يقال ‪ ( :‬ملف ) ‪ ،‬أو ( إضْبَارة ) ‪ ،‬فأما اللفظ الأول فمأخوذ من‬

‫اللفّ بمعنى الضمّ ‪ ،‬ففي ( التاج ) ‪ « :‬ولَفَّ ( الشيءَ بالشيء ) ‪ :‬إذا ( ضمه إليه ) وجعله‬

‫( وَوَصَلَهُ به ) » (‪ ، )٢‬وفي اللغة العربية يصاغ من الفعل الثلاثي المُضَعَّفاسم الآلة أو الأداة‬

‫على وزن ( مِفْعَل ) ‪ ،‬فتقول ‪ ( :‬ملف ) ‪ ،‬أما القول الدراج على لسان القوم ‪ ( :‬المَلَف) فلا‬

‫يصح ؛ لأنه على وزن اسم المكان ‪ ،‬ولا علاقة له بالمعنى المراد ‪.‬‬

‫أما ( الإضبارة ) فهي أقدم وضعًا من ( ملف ) ‪ ،‬وهي ما تزال تستعمل في ديار الشام‬

‫بكثرة ‪ ،‬قال الشهابي ‪ « :‬منذ قامت الحكومة العربية السورية عقب الحرب العالمية الأولى‬

‫طلب من المجمع العلمي العربي أن يوصي بكلمة عربية صحيحة تُستعمل في الدوائر‬

‫الحكومية بدلًا من كلمة ( دوسيّة ) الدالة على جمع أوراق متعلقة بشخص أو بقضية‬

‫أو بغير ذلك ‪ ،‬فأشار المجمع بكلمة ( إضبارة ) وهي صحيحةً حسنةً ‪ ،‬وجمعها أضابير » ( ‪، )۳‬‬

‫قال ابن السكيت ‪ « :‬وتقول ‪ :‬جاء فلان بإضبارة من كُتُب ‪ ،‬وهي الأضابير‪ ،‬والأضاميم » ( ‪. )4‬‬

‫ولذلك ‪ ،‬استعمل ( الملف ) بدلًا من ( الدوسيه ) ‪ ،‬الأجنبية عن العربية ‪.‬‬


‫في‬

‫ملجقا‬
‫ا‬
‫اللحن‬
‫لء‬
‫س‬ ‫ضا‬

‫( ‪ ) 1‬ينظر‪ :‬تقويم اللسان ص ‪ ، ٨٦‬ومعجم الأغلاط اللغوية المعاصرة ص ‪ ، ۲۳۲‬ومعجميات ص ‪۳۰۱‬‬


‫والأخطاء اللغوية الشائعة في الأوساط الثقافية ص ‪ ، ١٦٦‬وفي أصول الكلمات ص ‪ ، ٣٢٠‬ومجلة مجمع‬
‫اللغة العربية بدمشق ( ‪. ) ٢٠٢/٤١‬‬
‫) ‪. ( ٣٦٩/٢٤ ) ( ٢‬‬
‫( ‪ ) ۳‬مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪. ) ٢٠٢/٤١‬‬
‫( ‪ )٤‬إصلاح المنطق ( ‪. )٢٨٩/٢‬‬

‫‪٣٤٩‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث السادس‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫‪ ٣٥١-‬التقرير الطبي‬

‫في ( المعجم الوسيط ) ‪ « :‬وقرَّر المسألة أو الرأي ‪ :‬وضَّحه ‪ ،‬وحققه ( مولد ) » (‪ ، ) ٢‬والتقرير‬

‫هو الرأي الذي يبديه شخص أو لَجْنةُ ‪ ،‬خاصًا بحدث من الأحداث ‪ ،‬وأصل التقرير من‬
‫‪:‬‬

‫( قَرَّرَ) بمعنى التوكيد والتثبيت والتحقيق ‪.‬‬

‫‪ - ٣٥٢‬جرد العهدة ‪.‬‬

‫لم ترد ( العُهْدةُ ) في معجمات العربية بالمعنى المستعمل في عصرنا ‪ ،‬أي ‪ :‬ما يُوكَلُ‬

‫حفظه إلى أمين بأمر من غيره ‪ ،‬أو من تلقاء نفسه ‪ ،‬وفي ( الصحاح ) ‪ « :‬وقد عهدتُ إليه ‪،‬‬

‫أي ‪ :‬أوصيته ‪ ،‬ومنه اشتق العهد الذي يُكتب للولاة ‪ ،‬وتقول ‪ :‬عليَّ عهد الله لأفعـلـنَّ كذا ‪،‬‬

‫وفي الأمر عُهْدَةُ ‪ ،‬بالضم ‪ ،‬أي ‪ :‬لم يُحْكَمْ بعد ‪ ...‬والعُهْدةُ ‪ :‬كتاب الشراء ‪ ،‬ويقال ‪ :‬عُهْدَتُهُ على‬

‫فلان ‪ ،‬أي ‪ :‬ما أَدْرَكَ فيه من دَرَكِ فإصلاحه عليه » (‪ ، ) ۳‬وقد أجاز مجمع العربية بالقاهرة‬

‫استعمال ( العُهدة ) بهذا المعنى ‪ ،‬ومما جاء في قرار اللجنة ‪ « :‬ولما كان العمل بنظام العهدة ‪،‬‬

‫إنما يتحقق بهذا العقد ‪ ،‬ويقوم نتيجةً له ‪ ،‬كان إطلاق العهدة بمعنى الميثاق على العهدة ‪،‬‬

‫وبمعنى مجموعة الأصناف التي كانت في حوزة المالك ‪ ،‬وانتقلت إلى حوزة الأمين ‪ ،‬كان‬

‫هذا الإطلاق من قبيل المجاز المرسل الذي علاقته السببية ‪ ،‬وإذن يكون أسلوب ( جرد‬

‫العهدة ) صحيحًا ‪ ،‬ولا مانع من استعماله وتداوله » (‪. )٤‬‬

‫‪ ٣٥٣-‬صاحب الفضيلة ‪.‬‬

‫ليس في هذه المادة محذورُ لُغوي يخشى منه ‪ ،‬وقد نخرج عن أصل البحث إذا‬

‫استدعى المقام ذلك ‪ ،‬ولا سيما فيما يكثر شيوعه في اللغة القضائية ‪ ،‬فبعضهم يرى أن‬

‫( ‪ ) 1‬ينظر‪ :‬معجم الأغلاط اللغوية المعاصرة ص ‪. ٢٤٥‬‬


‫( ‪ ) ٢‬ص ‪٧٢٥‬‬
‫) ‪. ( ٥١٥/٢ ) ( ٣‬‬
‫( ‪ )٤‬القرارات المجمعية ص ‪. ٢٣٢‬‬

‫‪٣٥٠‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫العقود‪ ،‬والخطابات‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫‪ ،‬كما‬ ‫الصاحبية تُفهم معنى الخصوصيّة ‪ ،‬والفضيلة اسم شرعي لمنزلة تطلب للنبي‬

‫في دعاء الأذان ‪ « :‬آت محمدًا الوسيلة والفضيلة » (‪ ، ) ١‬فالنبي الله هو صاحبها ‪ ،‬ولا غيره ‪ ،‬فإذا‬

‫‪ ،‬على أن‬
‫كان هذا الوصف ملازمًا لمن تولى منصبًا شرعيا ‪ ،‬أو علميًا فثمة إشكال ظاهر‬

‫بعض أهل العلم يرى أن هذه الأوصاف وغيرها تقال لأجل التبجيل والتكريم ‪ ،‬والأصل في‬

‫الكلمات والألقاب والأوصاف الحل ‪.‬‬

‫أما وصف ( فضيلة الشيخ ) فلا حرج فيه ‪ ،‬وليس موهما عند الإطلاق ‪ ،‬كما يوهمه‬

‫وصف ( صاحب الفضيلة ) ‪.‬‬

‫ومشايخ‬ ‫مشائخ‬ ‫‪٣٥٤‬‬

‫خطأ عند جمهور‬


‫ومما له صلة بالمادة السابقة ‪ ،‬قول بعضهم ‪ ( :‬مشائخ ) ‪ ،‬وهو خطأ عند‬

‫أهل اللغة ‪ ،‬والقاعدة في جمع مثل هذه الأسماء ‪ ،‬أن ثالثها إذا كان حرف مد زائد يُقلب‬

‫‪ ،‬فإذا كان حرف مد أصليا ‪ ،‬وقد قُلِبَ‬


‫همزةً ‪ ،‬كصحائف وعجائز‪ ،‬جمع صحيفة وعجوز‬

‫همزة في المفرد بقي على الهمزة في الجمع ‪ ،‬كقوائم جمع قائمة ‪ ،‬ونوائب جمع نائبة ‪ ،‬وإلا‬
‫‪9‬‬
‫استمر على حكمه ‪ ،‬كجداول ومشايخ ‪ ،‬وفي ( الصحاح ) ‪ « :‬جمع الشيخ ‪ :‬شُيُوخُ وأَشْيَاخُ‬

‫وشِيَخَة وشِيخَان ومَشْيَخَة ومَشَايخ ومَشْيوخَاء » ( ‪ ، ) ۳‬فالياء أصلية في ( مشيخة ) ‪ ،‬وتبقى‬

‫) ‪ ،‬و( مكيدة ‪ ،‬ومكايد ‪ ،‬ومسيل ‪،‬‬


‫ياءًفي الجمع ‪ ،‬ولا تُقلب همزةً ‪ ،‬ومثلها ‪ ( :‬مصير ومصاير‬

‫ومسائل ) ‪ ،‬قال شكيب أرسلان ‪ « :‬وأما جمع ( شيخ ) على ( مشايخ ) فهو صحيح ‪ ،‬لا نزاع‬

‫فيه ‪ ،‬ومنصوص عليه في المعاجم ‪ ،‬ويزيد ذلك تعزيزاً قول مثل أبي الطيب المتنبي ‪:‬‬
‫في‬

‫ملجقا‬
‫ا‬
‫اللحن‬
‫لء‬
‫س‬ ‫ضا‬

‫( ‪ ) 1‬أخرجه البخاري في الصحيح ‪ ،‬كتاب الأذان ‪ ،‬باب الدعاء عند النداء ‪ ،‬رقم الحديث ‪ ، ٦١٤ :‬ص ‪. ٨٩‬‬
‫‪ :‬قل ولا تقل ( ‪ ، ) ٧٢/١‬وتذكرة الكاتب ص ‪ ، ٩٤‬ورد الشارد إلى طريق القواعد ص ‪ ، ٢٣‬ومعجم‬
‫( ‪ ) ٢‬ينظر‬

‫أخطاء الكتاب ص ‪ ، ٣٤٦‬ومعجم الأخطاء الشائعة ص ‪ ، ١٤٧‬ومعجميات ص ‪ ، ٤٤‬والاستدراك على‬


‫كتاب قل ولا تقل ص ‪ ، ٢٥‬وكبوات اليراع ص ‪ ، ٣٢٥‬والقرارات المجمعية ص ‪ ، ١٠٠‬ومجلة مجمع اللغة‬
‫العربية بدمشق ( ‪ ) ٥٤٠/٨‬و ( ‪ ) ٧٤ / ٩‬و ( ‪ ) ٣٢٢ / ١٤‬و( ‪. ) ٢١٦/٤٠‬‬
‫) ‪. ( ٤٢٥/١ ) ( ٣‬‬

‫‪٣٥١‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث السادس‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫كأنهم من طول ما التَثَمُوا مُرْدُ (‪) ۲( » )۱‬‬ ‫سأطلب حقي بالقنا ومشايخ‬

‫وقد أجاز مجمع اللغة العربية بالقاهرة جمع ( مشيخة ) على ( مشايخ ) أو ( مشائخ ) ‪،‬‬

‫ترى اللجنة جوازإلحاق المد الأصل في صيغة ( مفاعل ) بالمد الزائد في‬ ‫ونص القرار‪:‬‬

‫صيغة ( فعائل ) ‪ ،‬وعلى هذا يجوز في عين ( مفاعل ) قلبها همزة ‪ ،‬سواءً أكان أصلها واوا‬

‫أم ياءً ‪ ،‬فيقال ‪ ( :‬مكايد ومكائد ) ‪ ،‬و( مغاور ومغاير) » (‪ ، )۳‬والذي يظهر أن كلا الوجهين‬

‫يجوز‪ ،‬وإن كان الأولى إثبات الياء بدل أن تكون مهموزة ‪ ،‬والخلاف في هذه الجموع قديم‬

‫ومبسوط في مظانه ‪ ،‬فيراجع إذا رمت مزيدًا من الفائدة ‪.‬‬

‫بالعمل قاضيًا في الدائرة القضائية‬ ‫وقد باشرت‬ ‫‪٣٥‬‬

‫رقم (‪ ) ...‬ابتداءً من اليوم‬

‫‪ :‬حَضَره بنفسه » (ه) ‪ ،‬وقد خطأ قـوم التعدية بالباء ‪،‬‬


‫في ( الأساس ) ‪ « :‬وباشَرَالأمرَ‬

‫فقالوا ‪ :‬صوابه ‪ ( :‬وقد باشرت العمل قاضيًا ) بدون تعدية هذا الفعل بأداة الباء ؛ لأنه‬

‫لا يتعدى بها ‪ ،‬بل يتعدى بغيرأية أداةٍ من حروف الجر‪ ،‬ومستندهم في ذلك نصوص‬

‫متون اللغة ‪ ،‬ومن هؤلاء القوم ‪ :‬الكرملي ‪ ،‬والمغربي ‪ ،‬والزعبلاوي ‪ ،‬والعدناني ‪ ،‬قال الزعبلاي‬

‫« ولعلَّ مرجع الخطأفي استعمال الكتاب للفعل ظنُّهُم أنه بمعنى ( البدء ) ‪ ،‬وليس الأمر‬

‫كذلك ‪ ،‬وهو لو كان بهذا المعنى ما جاز القياس أيضًا ‪ ،‬فَفِعْلُ ( البدء ) يتعدى بنفسه‬

‫( ‪ ) ۱‬ديوان المتنبي بشرح العكبري ( ‪. ) ٣٧٣/١‬‬


‫( ‪ ) ٢‬مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪. ) ٧٤/٩‬‬
‫(‪ ) ۳‬القرارات المجمعية ص ‪. ١٠٠‬‬
‫أخطاء الكتاب‬ ‫( ‪ ) ٤‬ينظر‪ :‬أساليب العرب في صناعة الإنشاء ص ‪ ، ٥٧‬والمساعد ( ‪، ) ٢٤٩/٢‬‬

‫ص ‪ ، ٥٢‬والكتابة الصحيحة ص ‪ ، ٤٠‬ومعجم الأخطاء الشائعة ص ‪ ، ۳۸‬ولجام الأقلام ص ‪ ، ١٠٥‬ومعجم‬


‫الصواب اللغوي ص ‪ ، ۱۷۱‬ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪ ) ١٨٥/٣‬و( ‪. ) ٧٠/٤‬‬
‫) ‪. (11/1) (0‬‬

‫‪٣٥٢‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫العقود‪ ،‬والخطابات‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫وبالباء » (‪ ، )١‬وأجاز قوم آخرون تعدية الفعل بالباء كما هو مثال الباب ‪ ،‬وذلك بتضمين‬

‫الفعل المُعَدَّى بالباء معنى غيره ‪ ،‬ويجعلون الحرف المعدى به إشارةً إلى ذلك التضمين ‪،‬‬

‫فإذا كان تحميل الفعل معنى فعل آخر مشارك أو مجانس واردا في الكلام ‪ ،‬فلا مانع من‬

‫جواز المباشرة بالأمر؛ لأن أصل معناه كما تقدم ( وليه بنفسه ) ‪ ،‬ثم أطلقت المباشرة‬

‫على الشروع ‪ ،‬فيتعدى بنفسه ‪ ،‬وبـ ( الباء ) وبـ ( في ) ‪ ،‬وممن جوّز التعدية المعلم شاكر شقير‬

‫المباشرة بالأمر بتعدية الفعل‬ ‫اللبناني ‪ ،‬وأبو تراب الظاهري ‪ ،‬وله كلام طويل في صحة‬

‫المباشرة بالأمر ‪ ،‬فإذا قال قائل ‪ :‬إنه باشر بطبع‬ ‫بالباء ‪ ،‬ويقول ‪ « :‬ولكني لا أجيز تخطئة‬

‫كتابه مثلًا فلم يخطئ » ( ) ‪.‬‬

‫ولذلك صح قولُكَ ‪ ( :‬باشرت العمل ) أو ( باشرت بالعمل ) أو ( باشرت في العمل ) ‪،‬‬

‫وصح أن تقول ‪ ( :‬سيباشر تطبيق النظام ) و ( سيباشر بتطبيق النظام ) و( سيباشرفي‬

‫تطبيق النظام) ‪.‬‬

‫‪ ٣٥٦-‬مدة العقد سنة ‪ ،‬بدأت في تاريخ كذا‬

‫في ( التاج ) ‪ « :‬بَدَأ به كَمَنَع ) يبدأ بَدْءًا ‪ ( :‬ابْتَدَأ ) هما بمعنًى واحد ‪ ( ،‬و) بدأ ( الشيء ‪:‬‬

‫فعله ابتداءً ) ‪ ،‬أي ‪ :‬قدَّمه في الفعل » ( ‪ ، )٤‬ولم يُنقل تعديته بحرف الجر (في ) ‪ ،‬والصحيح أن‬

‫يقال فيه مثل ما قيل في المادة السابقة ( باشرت ) ‪ ،‬فتقول ‪ ( :‬مدة العقد سنة ‪ ،‬بدأت‬

‫تاريخ كذا ) أو ( مدة العقد سنة ‪ ،‬بدأت بتاريخ كذا ) ‪ ،‬أو ( مدة العقد سنة ‪ ،‬بدأت في تاريخ‬
‫في‬

‫ملجقا‬
‫ا‬
‫اللحن‬

‫كذا ) ومثله قولهم ‪ ( :‬بدأت العمل ) أو ( بدأت بالعمل ) أو ( بدأت في العمل ) ‪.‬‬
‫لء‬
‫س‬ ‫ضا‬

‫( ‪ ) ۱‬معجم أخطاء الكتاب ص ‪. ٥٢‬‬


‫( ‪ ) ٢‬لجام الأقلام ص ‪. ١٠٥‬‬
‫( ‪ ) ۳‬ينظر‪ :‬أساليب العرب في صناعة الإنشاء ص ‪ ، ٤١‬ومعجم أخطاء الكتاب ص ‪ ٤٠‬وص ‪ ، ٥٢‬والكتابة‬
‫الصحيحة ص ‪ ، ٣٦‬ومعجم الخطأ والصواب في اللغة ص ‪.٨٤‬‬
‫) ‪. (۱۳۷۱) (٤‬‬

‫‪٣٥٣‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث السادس‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫‪ ٣٥٧-‬الندب ‪ ،‬والانتداب‬

‫‪ ،‬لكنهما‬
‫لكل من ( نَدَبَ ) و( انْتَدَب ) في اصطلاحنا المعاصر معنًى ينفرد به عن الآخر‬

‫في اللغة العربية بمعنًى واحد ‪ ،‬ففي ( القاموس ) ‪ « :‬ونَدَبَهُ إلى الأمر‪ ،‬كنَصَرَهُ ‪ :‬دَعَـاهِ ‪ ،‬وَحَقَّه ‪،‬‬

‫ووَجَّهَهُ » (‪ ، ) ٢‬وقال الفيومي ‪ ( « :‬نَدَبْتُهُ ) إلى الأمر ندبًا ‪ ،‬من باب قتل ‪ :‬دعوتُه ‪ ،‬والفاعل‬

‫نادب ‪ ،‬والمفعول مندوب ‪ ،‬والأمر مندوب إليه ‪ ....‬وانتدبته للأمر فانتدب ‪ ،‬يستعمل لازمًا‬

‫ومتعديا » (‪ ، )۳‬فالفيومي انفرد عن غيره من أصحاب المعجمات القديمة بذكره فعل‬

‫( انتدب ) متعديًا ولازمًا ‪ ،‬وإلا فهو عند غيره فعل لازم ‪ ،‬ومما تقدم يصح لك أن تقول ‪:‬‬

‫ندبت الجهة (فلانا ) أو ( انتدبت الجهة فلانًا ) و ( تسمية المندوبين لهذه الوزارة ) أو‬

‫( تسمية المُنْتَدَ بين لهذه الوزارة ) ‪.‬‬

‫)‪(٤‬‬
‫‪ - -٣٥٨‬التفتيش الدوري على عمل القاضي‬

‫ومثله قولُهم ‪ ( :‬فتّش على عمله ) ‪ ،‬وكثير يلحنُ هذا الأسلوب ‪ ،‬ويَعُدُّونه غلطا ‪ ،‬قال‬

‫داغر‪ « :‬يُعَدَّى بنفسه إن أريد استعماله بمعنى تصفّح‪ ،‬نحو‪ ( :‬فتّشت الكتب ) ‪ ،‬ويُعَدَّى‬

‫بـ ( عن ) إذا كان بمعنى سأل واستقصى في الطلب ‪ ،‬نحو‪ ( :‬فتَشتُ عنه ) ( )‪ ،‬والشائعفي‬

‫العصور المتأخرة التعدية بـ ( على ) ‪ ،‬وإضافةً إلى داغر‪ ،‬فقد خطّأه أحمد فارس الشدياق ‪،‬‬

‫واليازجي ‪ ،‬والمغربي ‪ ،‬وكذلك مصطفى جواد في مجلة ( العرفان ) ‪ ،‬ثم أجازه في مجلة ( لغة‬

‫العرب ) ‪ ،‬ثم رجع إلى الحظر مرة أخرى في مجلة ( مجمع اللغة العربية بدمشق ) ‪ ،‬غير‬

‫(‪ ) 1‬ينظر‪ :‬معجم أخطاء الكتاب ص ‪ ، ٥٩٨‬والتطور اللغوي التاريخي ص ‪ ، ۱۲۷‬ومجلة مجمع اللغة‬
‫العربية بالقاهرة ( ‪ ) ٢٦٢/٢‬و( ‪. ) ٨٤/٧٦‬‬
‫( ‪ ) 2‬ص ‪. ۱۳۷‬‬

‫( ‪ ) ۳‬المصباح المنيرص ‪. ٢٢٨‬‬


‫( ‪ ) ٤‬ينظر لغة الجرائد ص ‪ ، ۳۹‬وتذكرة الكاتب ص ‪ ، ٣٢‬ومعجم أخطاء الكتاب ص ‪ ، ٤٥٤‬وكبوات اليراع‬
‫ص ‪ ، ٢٠٠‬ومعجم الخطأ والصواب في اللغة ص ‪ ، ۳۳۷‬ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪) ٢٧/٣‬‬
‫و( ‪ ، ) ٤١٣ / ٢٤‬ومجلة لغة العرب ( ‪. ) ٢٠٩/٩‬‬
‫( ‪ ) ٥‬تذكرة الكاتب ص ‪. ٣٢‬‬

‫‪٣٥٤‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫العقود‪ ،‬والخطابات‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫أن تعدية قولهم ‪ ( :‬فتّش عليه ) جاءفي كثير من كلام الفصحاء ‪ -‬وإن كانوا بعد عص‬

‫—‬
‫الاحتجاج ‪ ،‬قال يحيى بن سعيد الموصلي ‪ ،‬المولود سنة ‪ ٥٦٩‬هـ‪:‬‬

‫أفتش في التراب على شبابي )‬ ‫فصرتُ الآن منحنيا كأني‬

‫وقال ابن خَلَّكان في ترجمة المبرد ‪ « :‬فقعد قُدَّامها يفتّش عليه » (؟) ‪ ،‬وجاء هذا التعبير‬

‫في كلام الراغب الأصفهاني ‪ ،‬وابن الجوزي ‪ ،‬وشيخ الإسلام ابن تيمية ‪ ،‬والسخاوي وغيرهم ‪،‬‬

‫قال جواد رادًا على الاستشهاد بهذا البيت ‪ « :‬والشعر كما ذكرتُ لا يصح أن يتخذ دليلًا على‬

‫صحة التعبيرما دام مخالفًا للنثر‪ ،‬وقد ذكرتُ أنه يقال ( فتّش عنه ) لا ( فتّش عليه ) ‪ ،‬وأن‬

‫فتّشه عن كذا ‪ ،‬وقد ورد ( فتّش عليه ) في نثر‬ ‫( فتّش ) متعد محذوف المفعول ‪ ،‬والأصل‬

‫) ‪ ( :‬ولو فتشوا علـى‬


‫القرن السادس ‪ ،‬من ذلك قول أبي الفرج ابن الجوزي في ( صيد الخاطر‬

‫سر هذه الأشياء لعلموا ) ( ‪ ، ) ۳‬وهو خطأ ؛ لأن الموضع لا يستلزم ( على ) أبدًا » (‪ ،)٤‬وقد يجوز هذا‬

‫الاستعمال من باب أن ( على ) تفيد الاستعلاء كما علمت ‪ ،‬والتفتيش ( على ) عمل الموظف‬

‫لا يكون إلا من موظف أعلى مرتبةً منه ‪ ،‬ولهذا الاحتمال يمكن أن يجوز هذا الأسلوب ‪.‬‬

‫‪ ٣٥٩-‬فأشير إلى كتابكم الوارد إلينا برقم (‪) ...‬‬

‫درست اللجنة الخاصة بدراسة الأساليب في المجمع العلمي العراقي في عام ‪ ١٩٨٥‬م‬

‫استعمالهم عبارة ‪ ( :‬نشيركم إلى كذا ‪ ،‬وهاك النصَّ ‪ « :‬ونظرت اللجنة فيما شاعفي بعض‬

‫كذا وهو تعبير غير صحيح ؛ لأن الفعل‬


‫الدواوين من استعمالهم العبارة ( نشيركم إلى (‬

‫) لا يتعدّى بهذا المعنى بنفسه ‪ ،‬وعليه ترى اللجنة أن يقال بدلًا من ذلك ‪ ( :‬نسترعي‬
‫( أشار‬

‫انتباهكم إلى كذا ) أو ( ننبهكم على كذا ) أو ( نذكركم بكذا ) ‪ ،‬ونحو ذلك » (ه )‪ ،‬أما (أشار) في‬
‫في‬
‫اللحن‬
‫جقا‬‫مل‬
‫ا‬

‫‪ ( :‬فإشارة إلى القضية كذا ) ‪ ،‬وهو‬


‫مثال الباب فهو لازم ‪ ،‬ولم يتعد ‪ ،‬ومثله استعمال آخر‬
‫لء‬
‫س‬ ‫ضا‬

‫( ‪ ) ۱‬معجم الأدباء ( ‪. ) ٢٨١٧/٦‬‬


‫( ‪ ) ٢‬وفيات الأعيان ( ‪. ) ٣١٩/٤‬‬
‫( ‪ ) ۳‬ص ‪. ٢٢‬‬
‫( ‪ ) ٤‬مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪. ) ٤١٣/٢٤‬‬
‫( ‪ ) ٥‬مجلة مجمع العلمي العراقي ‪ ،‬مجلد ‪ ، ۳۳ :‬سنة ‪ ١٤٠٢‬هـ ‪ ،‬ص ‪. ٣١٠‬‬

‫‪٣٥٥‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث السادس‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫مأخوذ من الإشارة باليد ‪ ،‬أو الرأي ‪ ،‬ففي ( الصحاح ) ‪ « :‬أشارإليه باليد ‪ :‬أومأ ‪ ،‬وأشــار عـلـيـه‬

‫بالرأي » (‪ ، ) ۱‬واستعمله بعض الكاتبين قديمًا ‪ ،‬قال النووي ‪ « :‬وقد جمعتها في ( الروضة )‬

‫مستقصًا ولله الحمد ‪ ،‬وهذا الكتاب لا يحتمل بسطها ‪ ،‬فأشير فيه إلى مقاصدها مختصرة‬

‫إن شاء الله تعالى » (؟ ) ‪ ،‬وعليه استعمال الفعل ( أشار) في مثال الباب ونظائره صحيح ‪.‬‬

‫وأنوه إلى ما ذكرتموه من أن ‪...‬‬ ‫‪٣٦٠‬‬

‫ومثله قولهم ‪ ( :‬مع تنبيه فضيلته إلى التنويه إلى أن الغائب على حجته متى حضر في‬

‫المطالبة المالية ) ‪ ،‬وقولهم ‪ ( :‬ولذلك اقتضى التنويه ) ‪ ،‬ويُخطئ بعضُ المتأدبين استعمال‬

‫والزعبلاوي ‪ ،‬قال اليازجي ‪:‬‬ ‫نوَّه ) بمعنى ( أشار ‪ ،‬ومنهم اليازجي ‪ ،‬وداغر ‪،‬والمغربي‬

‫) و ( نـوه عنه ) أي ‪ :‬ذكره تلويحا ‪ ،‬وأشار إليه من طرف خفي‬


‫ويقولون ‪ ( :‬نوه بالأمر‬

‫وليس ذلك من استعمال العربفي شيءٍ ‪ ،‬وإنما هو من تواطؤ العامة ‪ ،‬قال في ( الأساس ) ‪:‬‬

‫نوهت به تنويها ‪ :‬رفعتُ ذكره وشهرته ‪ ،‬وأردت بذلك التنويه بك ‪ ،‬وإذا رفعت صوتك‬

‫فدعوتَ إنسانًا ‪ ،‬قلت ‪ :‬نوهَتُ به ‪ ،‬ونوهَتُ بالحديث ‪ :‬أشدت به وأظهرته ) ( ‪( » ) ٤‬ه) ‪.‬‬

‫فأنت ترى في كتب اللغة أن الفعل ( نوَّه ) يتعدى بنفسه ‪ ،‬فتقول ‪ ( :‬نوهتُ فلانا ) ‪،‬‬

‫ويتعدى بـ ( الباء ) ‪ ،‬فتقول ‪ ( :‬نوهَتُ بفلانٍ ) إذا أردت رفع الصوت ‪ ،‬وتعظيم ذكره ‪ ،‬ففي‬

‫( صبح الأعشى ) ‪ « :‬ويقال ‪ :‬إنما فعلوا ذلك تنويها بذكره ‪ ،‬وإشهارًا لأمره » (‪ ،) ٦‬غيرأن‬

‫) ‪. ( ٧٠٤/٣ ) ( ١‬‬
‫( ‪ ) ۲‬تهذيب الأسماء واللغات ( ‪. ) ۳۸/۱‬‬
‫( ‪ ) ۳‬ينظر لغة الجرائد ص ‪ ١٦‬وص ‪ ، ٩٧‬وتذكرة الكاتب ص ‪ ، ٩٢‬وحول الغلط والفصيح ص ‪ ،٢٧‬ومعجم‬

‫أخطاء الكتاب ص ‪ ، ٦٣١‬ومعجم الأخطاء الشائعة ص ‪ ، ٢٥٦‬ومعجم الخطأ والصواب ص ‪، ٣٥٥‬‬


‫ومعجم الصواب اللغوي ص ‪ ، ۷۷۱‬ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪ ، ) ٥٠٤ / ٣٠‬ومجلة الثقافة ‪،‬‬

‫لصاحبها أحمد أمين ( ‪. ) ٤٦/٥٦‬‬


‫) ‪. ( ٣١١/٢ ) ( ٤‬‬
‫( ‪ ) ٥‬لغة الجرائد ص ‪.١٦‬‬
‫) ‪. ( ٤٠٩/٢ ) ( ٦‬‬

‫‪٣٥٦‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫العقود‪ ،‬والخطابات‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫الدكتور بكر فارس في ( مجلة الثقافة ) (‪ )۱‬نقل عن إمام المترسلين الجاحظ ما يدل على‬

‫أن ( نوّه ) تأتي بمعنى التلميح والإشارة ‪ ،‬قال الجاحظ في رسالةٍ له ‪ « :‬وقد يستعمل‬

‫الناس الكناية ‪ ،‬وربما وضعوا الكلمة بدل الكلمة ‪ ،‬يريدون أن يظهر المعنى بألين اللفظ ‪،‬‬

‫إما تنويها ‪ ،‬وإما تفصيلًا » ) ‪ ،‬أي ‪ :‬إن التنويه في كلام الجاحظ جاء على سبيل المقابلة‬

‫للتفصيل ‪ ،‬فيكون بمعنى الإشارة والتلويح ‪.‬‬

‫والذي يظهر أن الأولى أن يُستعمل أشار) و ( ذكر) بدلًا من ( نوه ) في معرض التلميح‬

‫والإشارة ‪ ،‬فتقول ‪ ( :‬وأشيرإلى ما ذكرتموه من أن ‪ ) ...‬و( مع تنبيه فضيلته إلى الإشارة إلى أن‬

‫الغائب على حجته متى حضرفي المطالبة المالية ) و ( ولذلك اقتضى التنبيه ) ‪.‬‬

‫‪ ٣٦١-‬حيث أحيطكم أن القضية انتهت بحكم صادر منا‬

‫برقم ‪)۳( ...‬‬

‫الفعل الثلاثي ( حَاط ) يكون متعديًا ‪ ،‬أما الرباعي ( أحَاطَ ) فلا يكون إلا لازما في‬

‫معجمات العربية ‪ ،‬ففي ( الصحاح ) ‪ « :‬وقد حَاطَهُ يَحُوطُهُ حَوْطًا وحِيطَةً وحِيَاطة ‪ ،‬أي ‪:‬‬

‫كلأه ورعاه ‪ ...‬وأحاط به ‪ ،‬أي ‪ :‬عَلِمَهُ ‪ ،‬وأحاط به عِلْمًا » (‪ ، )٤‬وخطَأ بعضُهم استعمال الفعل‬

‫الرباعي ( أحاط ) بمعنى الإخبار‪ ،‬ومنهم اليازجي ‪ ،‬والزعبلاوي ‪ ،‬ويرون أن من المناسب أن‬

‫﴿َنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ‬


‫‪ :‬وَأ‬
‫» ‪ ،‬وفي كتاب الله عَزّوَجَلَّ‬ ‫يقال ‪ ( :‬أعلمكم بكذا ‪ ،‬أو أخبركم ‪ ،‬أو أنبئكم‬

‫شَيْءٍ عِلْمًا﴾[ الطلاق ‪ ، ] ١٢ :‬غيرأن الشَّهابَ الخفاجي أجاز استعمال ( أحاط ) متعديًا بنفسه ‪،‬‬

‫فقال ‪ ( « :‬أحاط ) يكون لازمًا ‪ ،‬وهو المعروف ‪ ...‬ويكون متعديًا أيضًا ‪ ،‬ولم يعرفه كثير‬
‫في‬

‫ملجقا‬
‫ا‬
‫اللحن‬

‫فوقعوا في أمور غريبة ‪ ،‬وتعسفات عجيبة ‪ ،‬وقد ورد في كلام على رضاللَّهعَُنْهُ كذلك في قوله في‬
‫لء‬
‫س‬ ‫ضا‬

‫) ‪. ( ٤٦/٥٦ ) ( ١‬‬
‫)‪. (19./1) (5‬‬
‫( ‪ ) ۳‬ينظر لغة الجرائد ص ‪ ، ١٢‬وقل ولا تقل ( ‪ ، ) ١٤٠/١‬ولغويات ‪ ،‬وأخطاء لغوية شائعة ص ‪ ، ٢٦‬ومعجم‬

‫أخطاء الكتاب ص ‪ ، ١٤٨‬ومعجم الأخطاء الشائعة ص ‪ ، ۷۳‬والاستدراك على كتاب قل ولا تقل‬
‫ص ‪ ، ٧٥‬وكبوات اليراع ص ‪ ، ٣٤٩‬والقرارات المجمعية ص ‪. ٨٧‬‬
‫)‪.(1151 /~) (ε‬‬

‫‪٣٥٧‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث السادس‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫خطبة بعدما ذكر أنه تعالى ألبسكم الرياش ‪ ،‬وأرفع لكم المعاش ‪ ،‬وأحاط بكـم الإحصاء ) ‪،‬‬

‫‪ ،‬والرفغ والرفاغة ‪ :‬السَّعَة والخَصْب ‪ ،‬و( أحاط )‬


‫قال شارحه ‪ :‬الرياش ‪ :‬اللباس الفاخر‬

‫بمعنى ‪ ( :‬حـوط ) ‪ ،‬أي ‪ :‬جعل الإحصاء حائطا حولكم ‪ ،‬يعني ‪ :‬أحصى أعمالكم ) ( ) ( ) ‪ ،‬ومثله‬

‫قال مصطفى جواد ‪ ،‬ورأى أن تطور اللغة يُشعر بأن أصل ( حاطه ) هو ‪ ( :‬حاط به ) ‪ ،‬كما‬

‫أن أصل ( حفّه ) هو ( حفّ به ) ‪ ،‬ويرى أن تقدير أحاط به ) هو ( أحاط الشيء به ) ‪ ،‬أي ‪:‬‬

‫جعله له كالحائط ‪ ،‬وحذف المفعول من جملة الفعل لا يدل على أن الفعل لازم ‪.‬‬

‫والذي يظهر صحة استعمال ( أحاط ) متعديًا ‪ ،‬فيكون مثال الباب ‪ ( :‬أحيطكم أن‬

‫القضية انتهت بحكم صادر منا برقم ‪ ) ..‬صحيح ؛ لوروده مسموعا عن العرب ‪.‬‬

‫‪ ٣٦٢-‬أخطــركــم بقرب انتهاء عقد الأجرة ‪ ،‬ونأمل‬

‫المسارعة في سداد الأجرة قبل انتهاء العقد‬

‫يقول صاحب ( عثرات الأقلام ) في مجلة ( مجمع اللغة العربية بدمشق ) ‪ ،‬وهو‬

‫) ‪ ،‬صوابه ( الإنذار‬
‫)؛‬ ‫المغربي لا ريب ‪ « :‬ومنها قولهم ‪ ( :‬ونشرت الصحف صورة الإخطار‬

‫لأن ( الإخطار) مصدر‪ ( :‬أخطر فلان فلانًا) ‪ :‬صار مثله في الخطر‪ ،‬أي القدر‪ ،‬وأخطر‬

‫ذكرنيه بعد نسيانه ‪ ،‬وكل ذلك بعيـد‬ ‫المريض ) ‪ :‬دخل في الخطر‪ ،‬و ( أخطر الله ببالي كذا‬

‫عن معنى الإنذار » (‪ ، )٤‬وما ذكره المغربي صحيح‪ ،‬فلو بحثت في معجمات العربية ‪ ،‬لما‬

‫وجدت هذا المعنى في اللغة ‪ ،‬غيرأن العلامة اللغوي محمد النجار خرج لصحة استعمال‬

‫( أخطر) بمعنى ( أعلم ) تخريجًا حسنًا ‪ ،‬فقال ‪ « :‬أن يكون هذا الأسلوب على القلب‬

‫في القصة ‪ ،‬والأصل أن يقال ‪ :‬أخطر بك هذا الأمر‪ ،‬أي ‪ :‬أجعله يخطر بك ‪ ،‬يقال ‪ :‬أخطر‬

‫( ‪ ) ۱‬شرح نهج البلاغة ( ‪. ) ١٦٥٦/١‬‬


‫( ‪ ) ۲‬شفاء الغليل ( ‪) ٤١٧/٢‬‬

‫( ‪ ) 3‬ينظر لغويات ‪ ،‬وأخطاء لغوية شائعة ص ‪ ، ۳۳‬ومعجم أخطاء الكتاب ص ‪ ، ١٧٠‬ومعجم الصواب‬
‫اللغوي ص ‪ ، ٢٤‬ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪. ) ٥٣/٣‬‬
‫( ‪ ) ٤‬مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪. ) ٥٣/٣‬‬

‫‪٣٥٨‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫العقود‪ ،‬والخطابات‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫الله بباله أمر كذا ‪ ،‬أي ‪ :‬وضعه في خاطره وروعه وألهمه إياه ‪ ،‬وذلك فيه معنى الإعلام ‪،‬‬

‫فمعنى أخطر بك كذا أشعرك به وأدريَك ‪ ،‬فقلب ‪ ،‬فقيل ‪ :‬أخطرك بكذا ‪ ،‬والقلب يجري‬

‫في المخاطبات كثيرًا ‪ ،‬من ذلك عرضت الحوض على الناقة » (‪ ، )١‬وبعضهـم اســتـبـعـد هـذا‬

‫التخريج من النجار‪ ،‬وعدوه قياسًا على النادر‪ ،‬والنادر لا حكم له ‪.‬‬

‫والظاهر صحة هذا الاستعمال بناءً على ما خرجه الشيخ النجار وغيره على القلب ‪،‬‬

‫فالعرب تقول ‪ ( :‬خلعتُ من القلنسوة رأسي ) ‪ ،‬بدلًا من أن تقول ‪ ( :‬خلعت القلنسوة‬

‫وَ انَيْنَهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوا بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ )‬ ‫من رأسي ) ‪ ،‬ومنه قوله تعالى‪:‬‬

‫[ القصص ‪ ، ] ٧٦ :‬والعصبة هي التي تنوء بالمفاتيح ‪ ،‬ولا تنوء المفاتيح بالعصبة ‪ ،‬وقد قرأتُ‬

‫أن مجمع اللغة العربية بالقاهرة أجازاستعمال ( الإخطار) بهذا المعنى ‪ ،‬ولم أطلع عليه ‪.‬‬

‫‪ ٣٦٣-‬فإشارة إلى خطابكم ذي الرقم (‪) ) ...‬‬

‫داغر‪ ،‬وزهدي جار الله استعمال ( الخِطَاب ) بمعنى الكتاب ‪ ،‬فيقول داغر‬
‫يُخطئ ‪،‬‬

‫وتراهم يستعملون ( الخطاب ) بمعنى ( الكِتاب ) أو الرّسالة ) ‪ ،‬فيقولون ‪( :‬أرسلتُ‬

‫إليه خطابًا ) و( لم يجب على خِطابي ) ‪ ،‬وطورًا بمعنى الخُطبة ‪ ،‬فيقولون ‪ :‬ألقى خطابًا‬

‫بديعا ) ‪ ،‬وكلا الاستعمالين خطأً ‪ ،‬لأن ( الخطاب ) هو المكالمة أو المواجهة بالكلام أو ما‬

‫يُخاطب الرجلُ به صاحبَه ‪ ،‬ونقيضه الجواب » ( ‪ ، )۳‬والأصح عندهم أن يقال ‪ ( :‬فإشارة‬

‫إلى كتابكم ذي الرقم ‪ ، ) ..‬والحق غيرما ذكره الأستاذان ‪ ،‬قال المغربي ‪ « :‬ولكن ألا تتضمن‬

‫الرسالة كلامًا موجهًا إلى المُرسلة إليه » (‪ ، )٤‬وقد ورد ( الخطاب ) بمعنى ( الرسالة ) في كلام‬
‫في‬

‫ملجقا‬
‫ا‬
‫اللحن‬

‫البلغاء ‪ ،‬قال البلخي المعروف بالوطواط في ( رسائله ) ‪ « :‬كتابٌ لا بل كتائب تفلّ كلَّ جيشٍ ‪،‬‬
‫لء‬
‫س‬ ‫ضا‬

‫( ‪ ) 1‬لغويات ‪ ،‬وأخطاء لغوية شائعة ص ‪. ٣٣‬‬


‫( ‪ ) 2‬ينظر‪ :‬تذكرة الكاتب ص ‪ ۳۹‬وص ‪ ، ٦١‬ومغالط الكتاب ص ‪ ، ٢٨‬والكتابة الصحيحة ص ‪ ، ١٠٤‬ومعجم‬
‫الصواب اللغوي ص ‪ ، ٣٥٤‬ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪. ) ٣٠٩/٤‬‬
‫( ‪ ) ۳‬تذكرة الكاتب ص ‪. ٦١‬‬
‫( ‪ ) ٤‬مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪. ) ٣٠٩/٤‬‬

‫‪٣٥٩‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث السادس‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫وخطاب لا بل خطوب تكدِّرَ كلَّ عيش » (‪ ، ) ١‬وفي ( صبح الأعشى ) ‪ « :‬أما إذا كانت المكاتبةُ‬

‫في ذلك إلى الكافة ‪ ،‬مُمَهَّدَةً لعذر السلطان قاطعةً قالة الرعيّة عنه ‪ ،‬فإنه لا جواب عنها ؛‬

‫لأنها إذا لم تُوجّه إلى واحدٍ بعينه لا تستدعي خطابًا » (‪ ، ) ٢‬أي ‪ :‬كتابًا ‪.‬‬

‫ومما تقدم يصح لك أن تكتب ‪ ( :‬إشارةً إلى كتابكم ذي الرقم ‪ ) ..‬أو (إشارة إلى خطابكم‬

‫ذي الرقم ) ‪.‬‬

‫)‪(۳‬‬
‫‪ ٣٦٤-‬تجدون بِرِفْقِه الصك الصادر منا برقم‪...‬‬

‫قال عبد القدوس الأنصاري ‪ « :‬ذائعةٌ هذه الصيغة في الأوساط الكتابية الحكومية‬

‫ذيوعها في الأوساط الأدبية ‪ ،‬وهي ملحونةً ‪ ،‬وبيان ذلك ‪ :‬أننا لم نعثر بعد البحث العميق ‪،‬‬

‫في معاجم اللغة على صيغة ( أرفق ) بمعنى استصحب ‪ ،‬كما هي مستعملة فيه اليوم ‪،‬‬

‫و ( مرفق ) موضوع البحث هي مبنية من صيغة ( أرْفَقَ ) ‪ ،‬والمبني من الملحون ملحون ‪،‬‬

‫أما الكلمة التي تقوم مقامها لغويا ‪ ،‬في أداء معنى الاستصحاب ‪ ،‬فهي ‪ ( :‬المشفوع ) التي‬

‫هي من ‪ ( :‬أشفعت ) بمعنى ( ضممت ) ‪ ،‬فبدلا من أن تقول ‪ ( :‬المعاملة المرفقة ) يجب‬

‫أن تقول ‪ ( :‬المعاملة المشفوعة ) ‪ ،‬وبدلًا من أن تحرر‪ :‬أرفقت لكم به الورقة المطلوبة )‬

‫يجب أن تعدل إلى كتابة ‪ ( :‬شفعت لكم به الورقة المطلوبة ) » (‪ ،)٤‬وهو رأي اليازجي‬

‫المعاملة المشفوعة ) في الأوساط الحكومية معروف ‪ ،‬وإن تقال أخيرًا ؛‬ ‫وداغر‪ ،‬واستعمال‬

‫لشيوع استعمال ( المرفقات ) حتى كاد أن تموت معها ( المشفوعات ) ‪ ،‬ومن الاستعمالات‬

‫ر‪ ، ) .‬و (في طي كتابي ) ‪ ،‬أما‬


‫الصحيحة قولهم ‪ ( :‬مُلْحَقُّ به كذا ) و ( بِصُحْبَتِه الصك الصاد ‪.‬‬

‫الفعل ( رَفَق ) فمعناه يتردد في العربية بين النفع والإعانة ‪ ،‬واللطف واللين ‪ ،‬والصحبة‬

‫( ‪ ) ۱‬معجم الأدباء ( ‪. ) ٩٦٦/٣‬‬


‫) ‪. ( ۳۷۰/۸) ( ٢‬‬

‫( ‪ ) ۳‬ينظر لغة الجرائد ص ‪ ، ۱۱‬وتذكرة الكاتب ص ‪ ، ۳۹‬ومعجم أخطاء الكتاب ص ‪ ، ٢٣٥‬ومعجم الأغلاط‬
‫اللغوية المعاصرة ص ‪ ، ٢٦٥‬وإصلاحات في لغة الكتابة والأدب ص ‪ ، ٤٦‬والقرارات المجمعية ص ‪، ١٥٢‬‬
‫ومعجم تصحيح التصحيح ص ‪ ، ۱۸۲‬والألفاظ والأساليب ( ‪ ، ) ١٦/۲‬وقرارات مجمع اللغة العربية‬
‫بدمشق في الألفاظ والأساليب ( ‪ ، ) ۸/۱‬ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪. ) ٥٢٦/٨٩‬‬
‫( ‪ ) ٤‬إصلاحات في لغة الكتابة والأدب ص ‪. ٤٦‬‬

‫‪٣٦٠‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫العقود‪ ،‬والخطابات‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫والجماعة ‪ ،‬ففي ( الصحاح ) ‪ « :‬الرّفق ‪ :‬ضد العنف ‪ ،‬وقد رَفَقَ بـه يرفق ‪ ،‬وحكى أبو زيد ‪:‬‬

‫رَفَقْتُ به وأرفقته بمعنى ‪ ،‬وكذلك ترفقتُ به ‪ ،‬ويقال أيضًا ‪ :‬أَرْفَقْتُهُ‪ ،‬أي ‪ :‬نفعته » (‪، )١‬‬

‫وقد أجاز مجمع اللغة القاهري بالأكثريّة قولهم ‪ ( :‬برفقه ‪ ،‬والمرفقات ) ؛ وحجتهم أن في‬

‫المعجمات القديمة ( رفاقة ) بمعنى ( مصاحبة ) ‪ ،‬و ( رافَقَه ) بمعنى ( صاحَبَه ) ‪ ،‬و ( ترافقا )‬

‫بمعنى ( تصاحبا ) ‪ ،‬فقاسوا عليها ( أرفَقَ ) بمعنى ( صاحَبَ ) ‪ ،‬وإما على تضمين (أرفق )‬

‫معنى ( ألحق ) ‪ ،‬فهو ( مُرْفَقٌ ) و( مُلْحَقِّ ) ‪ ،‬وأومأ الزعبلاوي إلى جواز استعمالها ‪ ،‬وهو‬

‫الصحيح على باب التضمين ‪.‬‬

‫)‪(۲‬‬
‫نرفق لك طيّه صورة من التقرير الصادر من ‪...‬‬ ‫‪-٣٦٥‬‬

‫يقول جواد ‪ « :‬وقالوا ‪( :‬أرسلنا طيه ) و ( تجدون طيَّه كذا ) ‪ ،‬وذلك خطأً‪ ،‬وصوابه ‪:‬‬

‫(أرسلنا في طيّه ) و( تجدون في طيّه كذا ) ‪ ،‬قال في ( مختار الصحاح ) (‪ ( : )۳‬وأنفذته ضمن‬

‫) ظرف مكان مختص‬ ‫كتابي ‪ ،‬أي ‪ :‬في طيّه ) ولم يقل ‪ ( :‬أي طيَّه ) » ( ‪ ، )٤‬وسبب المنع ‪ :‬أن ( ط‬

‫‪ ،‬أما المبهم مثل الجهات الست ‪ ،‬فينصب على‬


‫غير مبهم ‪ ،‬فلا بد أن يُسبق بحرف الجر‬

‫[ الكهف ‪ ، ] ٧٩ :‬وتابع جوادًا‬ ‫الظرفية ‪ ،‬ومنه قوله تعالى ‪﴿ :‬وَكَانَ وَرَاءَهُم مَّلِكُ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا‬

‫العدناني في ( معجم الأخطاء الشائعة ) ‪ ،‬مع أن منهج العدناني الحكم بتصحيح أي لفظ أو‬

‫أسلوب أقرته المجامع اللغوية ‪ ،‬لكي نسيرعلى هُدَى المجامع والمعاجم – كـمـا يـقـول ـ ؛ ولذا‬

‫لا أعدُّ العدناني مخطئًا لهذا الاستعمال ما دام أن مجمع اللغة العربية بالقاهرة أقراستعمال‬

‫طيّ ) غيرمسبوق بحرف الجر‪ ،‬ومما جاء في القرار‪ « :‬وقد بحثتها اللجنة ‪ ،‬وانتهت إلى إجازتها‬

‫بناءً على أن النحاة قد أجازوا من قبل كلماتٍ منها جهة ‪ ،‬ووجه ‪ ،‬وناحية ‪ ،‬وداخل وخارج ‪،‬‬
‫في‬

‫ملجقا‬
‫ا‬
‫اللحن‬

‫على أساس أنها شبيهة بالجهات في الشيوع ‪ ،‬وأنها لا تخلو من الإبهام وعدم الاختصاص على‬
‫لء‬
‫س‬ ‫ضا‬

‫) ‪. ( ١٤٨٢/٤ ) ( 1‬‬
‫( ‪ ) ٢‬ينظر‪ :‬معجم الأخطاء الشائعة ص ‪ ، ١٥٨‬ومعجم الصواب اللغوي ص ‪ ، ٥١٢‬ولحن القول ص ‪، ١٥‬‬
‫والألفاظ والأساليب ( ‪ ، ) ٢٠٤/٢‬ومجلة لغة العرب (‪. ) ٥٣٠/٨‬‬
‫( ‪ ) ٣‬ص ‪. ١٦١‬‬
‫( ‪ ) ٤‬مجلة لغة العرب ( ‪. )٥٣٠/٨‬‬

‫‪٣٦١‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث السادس‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫الاتساع ‪ ،‬سواءً أكانت الأسماء مصادر‪ ،‬أم كنَّ غير مصادر » (‪ ، )١‬والحق لا يعدو ما ذكره المجمع‬

‫القاهري من جواز قولهم ‪ ( :‬نرفق لكم طيَّه ) و( نرفق لكم في طيه ) ‪.‬‬

‫‪ ٣٦٦-‬نرغب وقف الصـك الصـادر مـن دائرتكم برقم ‪...‬‬

‫حتـى يردكـم منـا أمـر بالرفـع‬

‫يقول اليازجي ‪ « :‬ويقولون ‪ ( :‬رغب الشيء ‪ ،‬وشيء مرغوب ) يعدونه بنفسه ‪ ،‬والصواب‬

‫( رغـب فـيـه ) » (‪ ، )۳‬وما ذكره محجوج بما جاء في بعض معجمات العربية ‪ ،‬قال الفيومي ‪:‬‬

‫( رَغِبْتُ ) في الشيء ‪ ،‬و( رغِبْتُهُ ) يتعدّى بنفسه أيضًا إذا أردته رَغْبًا » ) ‪ ،‬ولا وجه حينئذٍ‬

‫» الواجب على اليازجي‬


‫‪ ،‬وزهدي جارالله ‪ ،‬قال جواد ‪ « :‬كان‬
‫لإنكار اليازجي ومن شايعه كالمنذر‬

‫أن يقول ‪ ( :‬الفصيح ‪ :‬رغب في الشيء ) ؛ لأن تعديته بنفسه قد اقتبسها العلماء من قوله‬

‫فِي يَتَمَى النِّسَاءِ الَّتِي لَا تُؤْتُونَهُنَّ مَاكُتِبَ لَهُنَّ وَتَرْغَبُونَ أَن تَنكِحُوهُنَّ ﴾[ النساء ‪. )٥ ( » ] ١٢٧ :‬‬ ‫تعالى ‪:‬‬

‫قلتُ ‪ :‬الخلاف في حذف حرف الجر مع الفعل اللازم ‪ ،‬مثل ( رَغِب ) قديم ؛ قال ابن‬

‫عقيل شارح الألفية ‪ « :‬ومذهب الجمهور أنه لا ينقاس حذف حرف الجر مع غير ( أن )‬

‫و ( أنْ ) بل يُقتصر فيه على السماع ‪ ،‬وذهب الأخفش الصغيرإلى أنه يجوز الحذف مع‬
‫غيرهما قياسًا ‪ ،‬بشرط تعيّن الحرف ‪ ،‬ومكان الحذف » (‪. ) 1‬‬

‫ومما تقدم يجوز لك أن تقول ‪ ( :‬نرغب في وقف الصك الصادر‪ ) ..‬أو ( نرغب وقف‬
‫الصك الصادر‪. ) ..‬‬

‫( ‪ ) ۱‬الألفاظ والأساليب ( ‪. ) ٢٠٤/٢‬‬

‫( ‪ ) ٢‬ينظر لغة الجرائد ص ‪ ، ٦٢‬ودراسات في فلسفة النحو والصرف واللغة والرسم ص ‪ ، ۹۸‬ومعجم أخطاء الكتاب‬
‫ص ‪ ، ٢٣٢‬والكتابة الصحيحة ص ‪ ، ١٣٤‬ومعجم الخطأ والصوابفي اللغة ص ‪ ، ١٤٨‬ومجلة لغــة الـعــرب ( ‪. ) ٤٧٩/٧‬‬
‫( ‪ ) ۳‬لغة الجرائد ص ‪. ٦٢‬‬
‫( ‪ )٤‬ص ‪٨٨‬‬
‫( ‪ ) 5‬مجلة لغة العرب ( ‪. ) ٤٧٩/٧‬‬
‫( ‪ ) ٦‬شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك ( ‪. ) ١٥١/٢‬‬

‫‪٣٦٢‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫العقود‪ ،‬والخطابات‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫‪ - ٣٦٧‬نأمل منكم تزويدنا بصورة من الصك رقم ‪...‬‬

‫نأمل‬ ‫(أَمَلَ ) و ( آمُلُ ) يتعدى بنفسه ‪ ،‬لا بـ ( الباء ) بهذا المعنى ‪ ،‬فلا يصح أن تقول ‪:‬‬

‫منكم بتزويدنا ) ‪ ،‬ويشيع هذا الخطأ كثيرًا في بعض المخاطبات ‪ ،‬وفي ( التاج ) ‪ ( « :‬أَمَلَهُ )‬

‫‪ ،‬عن ابن جني ‪ ،‬وأمَّلَهُ ) تأميلًا ‪ ( :‬رَجاه ) » ( ) ‪.‬‬


‫يَأْمُلُهُ ( أَمْلًا ) بالفتح المصدر‬

‫‪ - ٣٦۸‬وإليكم مرفقًا بالتقارير الطبية لموكلتي‬

‫ومثله قولهم ‪ ( :‬وإليكم هذه الأدلة الآتية ) ‪ ،‬والمعروف عن العرب أنها تستعمل ( إليك )‬

‫بمعنى الأمر بالتنحي والبعد ‪ ،‬قال سيبويه ‪ « :‬و ( إليك ) إذا قلت ‪ :‬تَنَجَّ » (‪ ،)٤‬ويرى بعض المحققين‬

‫أن (إليك ) تأتي بمعنى خذ ؛ اعتمادًا على قول القطامي من شعراء الدولة الأموية ‪:‬‬

‫إليكَ إليك ضاق بها ذراعا ( ه)‬ ‫إذا التيار ذو العَضَلات قلنا‬

‫وقد أورد الجوهري بيت القطامي في ( صَحَاحه ) ‪ ،‬وتعقبه ابن بري قائلًا ‪ « :‬هكذا‬

‫رواه الجوهري وغيره ‪ ( :‬إليكَ إليكَ ) ‪ ،‬وفسره في شعره أن ( إليك ) بمعنى ‪ ( :‬خذها لتركبهـا‬

‫وتَرُوضًها ) ‪ ،‬وهذا فيه إشكال ؛ لأن سيبويه وجميع البصريين يذهبون إلى أن (إليك ) بمعنى‬

‫( تَنَجَّ ) غيرمتعدية إلى مفعول ‪ ،‬وعلى ما فسروه في البيت يُقضى أنها متعدية ؛ لأنهم‬

‫جعلوها بمعنى خذها » (‪ ، ) ٦‬قال الشيخ محمد النجار‪ « :‬إن الظنَّ بصاحب ( الصَّحَاح )‬

‫ومن وافقه في الرواية أن يُوثق بهم فيما رووه ‪ ،‬وقد كان الجوهري في التحري والضبط‬
‫في‬

‫ملجقا‬
‫ا‬
‫اللحن‬

‫( ‪ ) 1‬ينظر نظرات في اللغة والأدب ص ‪ ، ١٢‬ومعجم أخطاء الكتاب ص ‪ ، ٢٦‬والكتابة الصحيحة ص ‪، ٢٧‬‬
‫ضا‬

‫ومعجم الأخطاء الشائعة ص ‪ ، ۲۹‬وكبوات اليراع ص ‪. ٢٩٣‬‬


‫لء‬
‫س‬

‫) ‪. ( ٢٧/٢٨ ) ( ٢‬‬

‫( ‪ ) ۳‬ينظر لغويات ‪ ،‬وأخطاء لغوية شائعة ص ‪ ، ٦٤‬ومعجم الصواب اللغوي ص ‪ ، ۷۳‬ومعجم الشوارد‬
‫النحوية والفوائد اللغوية ص ‪. ١٩‬‬
‫( ‪ ) ٤‬كتاب سيبويه ( ‪. ) ٢٤٩/١‬‬
‫( ‪ ) ٥‬الصحاح ( ‪. ) ٨٦٦/٣‬‬
‫( ‪ ) ٦‬التنبيه والإيضاح عما وقع في الصحاح ‪ ،‬لابن بري ( ‪. ) ٢٣٦/٢‬‬

‫‪٣٦٣‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث السادس‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫بالمكان الذي لا يُجهل ‪ ،‬فالشك بعيد عن أن يطرق روايته ‪ ،‬ومن ثم فالظن أن القطامي‬

‫قال ‪ :‬إليك إليك ) في معنى ( خذ ) ‪ ،‬وهذا كما أسلفت من شعراء العصر الأموي الذي‬

‫يحتج به ‪ ،‬وإذن فليسعنا ما وسع القطامي ‪ ،‬وما وسع الجوهري ‪ ،‬ومن على شاكلته ممـن‬

‫لا ينكر هذا الأسلوب » (‪. )1‬‬

‫ونحن نقول مطمئنين صحة مثال الباب ( وإليكم مرفقًا بالتقارير الطبية ) ‪ ،‬و(إليك )‬

‫بمعنى ( خذ ) يتعدى إلى مفعول واحد ‪ ،‬وهو ( مرفق ) ‪ ،‬أما ( إليك ) بمعنى ( تَنَجَّ ) ‪ ،‬فهو لازم‬

‫لا ينصب مفعولا به ‪.‬‬

‫أبعث إليكم التعميم الصادر من معالي الوزير‬ ‫‪-٣٦٩‬‬

‫نأمل‬
‫) التَّعْميم والقبض على المدعى عليه ) ‪ ،‬ومعاني ( عَمَّمَ ) في‬ ‫ومثله قولهم ‪:‬‬

‫اللغة العربية تدورحول الشمول ‪ ،‬والجمع ‪ ،‬والكثرة ‪ ،‬وضد التخصيص ‪ ،‬وفي ( الصحاح ) ‪:‬‬

‫« والعامة ‪ :‬خلاف الخاصة ‪ ،‬وعم الشيءُ يَعُمُّ عُمُومًا ‪ :‬شَمِلَ الجماعة » (‪ ، ) ۳‬وإطلاقه على ما‬

‫تصدره الجهة من أوامر وقرارات عامة للأفراد جميعًا ‪ ،‬أو داخل إدارة أو وزارة ‪ ،‬اصطلاح عُرْفي‬

‫صحيح ‪ ،‬وكذلك الأمر بالبحث عن مطلوب بعينه ‪ ،‬فيُعمم اسمه لدى الجهة للبحث عنه ‪،‬‬

‫و ( التعميم ) اصطلاح حادث في عصرنا ‪ ،‬وكان لفظ ( الفَرَمَان ) منتشرا في عصر المولدين ‪،‬‬

‫قال الذهبي ‪ « :‬وكانت رُسُل التتار يومئذ بحَرَسْتا فدخلوا دمشق ‪ ،‬وقُرِئ فَرَمَان الملك بأمان‬

‫أهل دمشق وما حولها » (‪ ، )٤‬وفي ( صبح الأعشى ) ‪ « :‬ثم يكتب تحت ذلك سطرًا آخر بزيادة‬

‫يسيرة من الجانبين ( فَرَمَان السلطان فلان ) ‪ ،‬يعني كلام السلطان فلان » (ه) ‪.‬‬

‫( ‪ ) 1‬لغويات ‪ ،‬وأخطاء لغوية شائعة ص ‪. ٦٥‬‬

‫( ‪ ) ٢‬ينظر‪ :‬معجم تصحيح التصحيح ص ‪ ، ٦٩‬ولحن القول ص ‪ ، ۷۰‬ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق‬
‫( ‪ ) 23/٨١‬و ( ‪. ) ١٥٠/٢٥‬‬
‫) ‪. ( ۱۹۹۳/۵ ) ( ۳‬‬

‫( ‪ ) ٤‬تاريخ الإسلام ( ‪. ) ٥١/٤٨‬‬


‫)‪.(TE/A ) (0‬‬

‫‪٣٦٤‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫العقود‪ ،‬والخطابات‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫نفيدكم بترشيح الموظف ‪ ...‬في الدورة التدريبية‬ ‫‪۳۷۰‬‬

‫في ( التاج ) ‪ « :‬ومن المجاز ‪ ( :‬هو يُرَشَّحُ للمُلْك ) ‪ ،‬وفي ( الصحاح ) و ( اللسان ) ‪ :‬للوزارة ‪،‬‬

‫أي ‪ ( :‬يُرَبّى ويُؤَهَّل له ) ‪ ،‬ورُشّح للأمر‪ :‬رُبِّيَّ له ‪،‬وأهلَ‪ ،‬وفلانٌ يُرَشِّح للخلافة ‪ ،‬إذا جُعل وليَّ‬

‫العهد ‪ ،‬وفي حديث خالد بن الوليد ( أنه رَشّح ولَدَه لِوِلاية العهد ) ‪ ،‬أي ‪ :‬أهله لها »(‪، ) ٢‬‬

‫فالترشّح للأمر‪ :‬التهيؤ له والاستعداد والتقوي ‪ ،‬والترشيح ‪ :‬التهيؤ للشيء والتربية‬

‫فاستعمال ( الترشيح ) في مثال الباب صحيح فصيح ‪.‬‬

‫نأمل منكم الخروج إلى موقع النزاع ‪ ،‬بعد التنسيق‬ ‫‪۳۷۱‬‬


‫)‪(۳‬‬
‫بين الطرفين )‬

‫في ( الأساس ) ‪ « :‬من المجاز‪ :‬كلامُ مُتَنَاسِقٌ ‪ ،‬وقد تنَاسَقَ كلامه ‪ ،‬وجاء على نَسَقٍ‬

‫ونظام » (‪ ، )٤‬فـ ( التنسيق ) بهذا المعنى المستعمل صحيح لا مرية فيه ‪ ،‬فيكون المراد منه ‪:‬‬

‫( بعد ضم رأي الطرفين في الوقت المناسب للخروج إلى موقع النزاع ) ‪ ،‬ولم أر من خالف‬

‫في ذلك ‪ ،‬بيد أن ( التنسيق ) ربما استُعمل لمعنى آخر‪ ،‬هو ( تنسيق العامل من العمل ) ‪ ،‬أي ‪:‬‬

‫تسريحه ‪ ،‬وصرفه من الخدمة ‪ ،‬قال عبد القدوس الأنصاري ‪ « :‬والذي أراه أن هذه اللفظة‬

‫إنما تسربت إلى الأدب العربي والكتابة العربية ‪ ،‬من أقلام كتبة اللغة التركية ؛ ذلك لأنهم‬

‫‪ ،‬اهتموا بالإكثار من استعارة الكلمات العربية ‪ ،‬وضمها إلى لغتهم ‪ ،‬توسعةً‬


‫في العهد الأخير‬

‫لها ‪ ،‬وترقيةً لآدابها إلى مستوى الكمال ‪ ،‬وكان من جملة تلك الكلمات العربية المنقولة من‬
‫في‬

‫ملجقا‬
‫ا‬
‫اللحن‬

‫قبلهم إلى لغتنا كلمتنا هذه ( التنسيقات ) فهي إذًا عربية اللفظ والأصل ‪ ،‬أعجمية المعنى‬
‫لء‬
‫س‬ ‫ضا‬

‫( ‪ ) 1‬ينظر‪ :‬الكتابة الصحيحة ص ‪ ، ۱۳۲‬وفتاوى في اللغة والتفسيرص ‪. ٤١‬‬


‫) ‪. ( ٣٩٦/٦ ) ( ٢‬‬

‫( ‪ ) ۳‬ينظر‪ :‬معجم أخطاء الكتاب ص ‪ ، ٦٠٣‬وإصلاحات في لغة الكتابة والأدب ص ‪. ٥٧‬‬


‫) ‪. ( ٢٦٦/٢ ) ( ٤‬‬

‫‪٣٦٥‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث السادس‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫والدلالة » (‪ ، )۱‬وبدلاً من ( تنسيق العامل ) تقول ‪ ( :‬الاستغناء عن العامل ) أو ( استبعاد‬

‫العامل ) أو ( صَرْف العامل ) ونحو ذلك ‪.‬‬

‫تنسيق العامل من العمل )‬ ‫ومما تقدم ‪ ،‬فمثال الباب صحيح مستقيم ‪ ،‬أما قولك ‪:‬‬

‫بمعني صرفه من الخدمة والعمل فليس له أصل يسعفه في لغتنا ‪.‬‬

‫‪ ٣٧٢-‬تفيد الشركة العقارية أنها تفوض فلانًا تأجير‬

‫العقار والانتفاع منه‬

‫) ‪ ،‬أي ‪ :‬رددته إليه ‪،‬‬


‫يقول اليازجي ‪ « :‬ويقولون ‪ ( :‬فوضتُ فلانًا بالأمر‪ ،‬وفي الأمر‬

‫فيعكسون عمل الفعل ‪ ،‬والصواب ( فوَّضتُ الأمر إلى فلان ) » (‪ ،) ۳‬ويصدق هذا الرأي‬

‫قولُ الله تعالى ‪﴿:‬وَأَفَوَضُ أَمْرِى إِلَىاللَّهِ ﴾ [ غافر‪ ، ] ٤٤ :‬قال ابن الأثير‪« :‬في حديــث الـدعــاء‬

‫فوضت أمري إليك ) ‪ ،‬أي ‪ :‬رددته ‪ ،‬يقال ‪ :‬فوَّضَ إليه الأمر تفويضًا ‪ ،‬إذا ردَّه إليه ‪ ،‬وجعله‬

‫تفيد الشركة العقارية أنها‬ ‫الحاكم فيه » (‪ ، ) ٤‬وعلى هذا الصحيح قولك في مثال الباب ‪:‬‬

‫تفوض تأجير العقار والانتفاع منه إلى فلانٍ ‪ ،‬غير أن مجمع اللغة العربية بالقاهرة بحـث‬

‫هذه المسألة ‪ ،‬وخلص إلى نتيجة مفادها ‪ « :‬يمكن أن يجاز هذا الأسلوب المعاصر‪ :‬إما على‬

‫أن الكلام فيه من قبيل نزع الخافض ‪ ،‬وهو كثيرفي اللغة العربية ‪ ،‬ومنه قول الشاعر‪:‬‬

‫تمرون الديار‪ ، ) ..‬أي ‪ :‬تمرون بها ‪ ،‬وإما على تضمين ( فوَّضَ ) معنى ( أَنَابَ ) أو ( وَكَّلَ ) ‪،‬‬

‫ولهذا ترى اللجنة إجازة قول من يقول ‪ ( :‬فوّضتُ فلانـا ) ‪ ،‬وما يُصاغ مـنــه »(ه) ‪.‬‬

‫( ‪ ) 1‬إصلاحات في لغة الكتابة والأدب ص ‪. ٥٨‬‬


‫( ‪ ) ٢‬ينظر لغة الجرائد ص ‪ ، ٢٠‬ومعجم أخطاء الكتاب ص ‪ ، ۱۸۰‬ومعجم الأغلاط اللغوية المعاصرة ص ‪ ، ٥٢٨‬ومعجم‬
‫الخطأ والصواب في اللغة ص ‪ ، ۳۳۹‬ومعجم الصواب اللغوي ص‪ ، ٥٩١،‬والقرارات المجمعية ص ‪. ١٦٩‬‬
‫( ‪ ) ۳‬لغة الجرائد ص ‪. ٢٠‬‬
‫( ‪ ) ٤‬النهاية في غريب الحديث والأثر ( ‪. ) ٤٧٩/٣‬‬
‫( ‪ )٥‬القرارات المجمعية ص ‪. ١٦٩‬‬

‫‪٣٦٦‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫العقود‪ ،‬والخطابات‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫‪ ۳۷۳-‬فقد كلفنا فضيلتكم بنظر قضايا الدائرة القضائية‬

‫)‪(1‬‬
‫رقم ‪ ...‬هذا اليوم‬

‫ومثله قولهم ‪ ( :‬اعتمدوا تكليفكم بنظر قضايا الدائرة القضائية كذا ) ‪ ،‬وهو خطأً‬

‫كلفته بالأمر‬
‫) ‪ ،‬فَيُعَدُّونَ هذا‬ ‫عند اليازجي ‪ ،‬والمغربي ‪ ،‬والعدناني ‪ ،‬يقول اليازجي ‪ « :‬ويقولون ‪:‬‬

‫الفعل إلى المفعول الثاني بالباء ‪ ،‬والصواب تعديته إليه بنفسه ‪ ،‬تقول ‪ :‬كلَّفْتُهُ الأمرَ) » (‪. ) ٢‬‬

‫والحجة في المنع ؛ أن الفعل ( كلَّف ) يُعدى بنفسه إلى مفعولين بلا حرف من حروف الجر‪،‬‬
‫لَا تُكَلَّفُإِلَّا نَفْسَكَ [‬
‫﴾ النساء ‪ ، ] ٨٤ :‬على أن بعضهم يجوز إدخال‬ ‫ومن ذلك قوله تعالى ‪:‬‬

‫( الباء ) على المفعول الثاني من باب التضمين ‪ ،‬وهو رأي المجمع الدمشقي مع أن الأولى عندهم‬

‫تعدية الفعل بنفسه إلى مفعوليه ‪ ،‬ولذلك الأولى أن يقال في مثالي الباب ‪ ( :‬فقد كلفنا فضيلتكم‬

‫نظر قضايا الدائرة القضائية رقم ‪ ) ..‬و ( اعتمدوا تكليفكم نظر قضايا الدائرة القضائية كذا‬

‫ولو أدخلت ( الباء ) على المفعول الثاني ( نظر) لكان صحيحًا ‪ ،‬وإن خالف الأولى ‪.‬‬

‫)‪(۳‬‬
‫‪ - ٣٧٤‬نحن الموقعون أدناه نشهد بأن ‪...‬‬

‫الاختصاص ‪ :‬نصب الاسم بفعل محذوف وجوبًا تقديره ‪ ( :‬أخص ) أو ( أعني ) ‪،‬‬

‫ولا يكون هذا الاسم إلا بعد ضمير لبيان المراد منه ‪ ،‬وقصر الحكم الذي للضميرعليه ‪،‬‬

‫‪ « :‬إنا ‪ -‬معشر الأنبياء ‪-‬‬ ‫نحو قولهم ‪ ( :‬نحن ‪ -‬العربَ ‪ -‬نُكْرمُ الضيفَ) ‪ ،‬ومنه قوله‬

‫لا نُورَثُ » (‪ ، ) ٤‬فـ ( العـرب ) و ( معشر) منصوبان على الاختصاص بفعل محذوف وجوبًا‬

‫تقديره ( أخص ) ونحوه ‪ ،‬وعلى القاعدة النحوية يجب أن تقول ‪ ( :‬نحن ‪ -‬الموقعين أدناه ‪-‬‬
‫في‬

‫ملجقا‬
‫ا‬
‫اللحن‬

‫( ‪ ) 1‬ينظر لغة الجرائد ص ‪ ، ۹۷‬ومعجم أخطاء الكتاب ص ‪ ، ٥٢٣‬والكتابة الصحيحة ص ‪ ، ٣١٣‬ومعجم‬


‫لء‬‫ضا‬

‫الأخطاء الشائعة ص ‪ ، ٢٢١‬وقرارات مجمع اللغة العربية بدمشق في الألفاظ والأساليب ( ‪، ) ٢٦/١‬‬
‫س‬

‫ومجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪. ) ٢٤٦/١‬‬


‫( ‪ ) ٢‬لغة الجرائد ص ‪. ۹۷‬‬

‫( ‪ ) ۳‬ينظر همع الهوامع ( ‪ ، ) ٢٩/٣‬ورد الشارد إلى طريق القواعد ص ‪ ، ١٢‬وجامع الدروس العربية‬
‫( ‪ ، ) ۱۸/۳‬والكتابة الصحيحة ص ‪ ، ٣٥٣‬ومعجم الخطأ والصواب في اللغة ص ‪ ، ٢٥٠‬ومعجم الصواب‬
‫اللغوي ص ‪ ، ٧٥٠‬ودليل السالك إلى ألفية ابن مالك ( ‪. )٢٩٧/٢‬‬
‫( ‪ ) ٤‬أخرجه أحمد في المسند ‪ ،‬رقم الحديث ‪. ) ٤٧/١٦ ( ، ٩٩٧٢ :‬‬

‫‪٣٦٧‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث السادس‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫نشهد بأن ‪ ، ) ..‬فلفظ ( الموقعين ) منصوب على الاختصاص ‪ ،‬على أن بعضهم يجيز الرفع‬

‫فتقول ( نحن ‪ -‬الموقعون أدناه ‪ -‬نشهد بأن ‪ ) ..‬بحيث يكون بدلًا من ( نحن ) ؛ لجواز وقوع‬

‫‪.‬‬
‫الاسم الظاهر بدلًا من الضمير المضمر‬

‫نحن ‪ -‬الموقعين أدناه ‪ -‬نشهد بأن ‪ ) ..‬أو‬ ‫والمترجح جواز الوجهين ‪ ،‬فلك أن تقول ‪:‬‬

‫نحن ‪ -‬الموقعون أدناه ‪ -‬نشهد بأن ‪. ) ..‬‬

‫أرجو من مقام المحكمة النظر في طلبي العاجل‬ ‫‪-٣٧٥‬‬

‫الفعل ( رجا ) يكتفي بمفعول واحد في معجمات العربية ‪ ،‬ففي ( الأساس ) ‪ « :‬أرجو‬

‫من الله المغفرة ‪ ،‬ورجوتُ في ولدي الرشد » ( ‪ ،) ٢‬وفي باب العثرات في ( مجلة مجمع اللغة‬

‫العربية بدمشق ) ‪ « :‬وقولهم ‪ ( :‬رجوتُهُ أن يتوسط في مسألة الإصلاحات ) ‪ ،‬صوابه ‪ :‬رجوت‬

‫منه ؛ لأن فعل ( رجا ) إذا تعدى بنفسه ‪ ،‬كان معناه الخوف تارةً ‪ ،‬والأمل تارةً أخرى ‪ ،‬فيقال ‪:‬‬

‫( ما له لا يرجو الله ) أي ‪ :‬لا يخافه ‪ ،‬و( إنا لنرجو شفاءه ) أي ‪ :‬نأمله ونتوقعه ‪ ،‬وأما إذا كان‬

‫معناه الطلب من الشخص ‪ ،‬فالواجب تعديته إليه بحرف الجر ( من ) فيقال ‪ ( :‬رجـوتُ‬

‫منه أن يتوسط في الإصلاحات ) لا ( رجوته ) و ( أرجو منك أن تزورني ) لا (أرجوك ) ‪ ،‬ومنه‬

‫﴿تَرْجُونَ مِنَاللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ ﴾[ النساء ‪ ، ] ١٠٤ :‬واستعماله من دون ( من ) غلـط‬
‫وَ‬ ‫قوله تعالى ‪:‬‬

‫فاش جدًا ‪ ،‬فليتفطن إليه ) ( ‪ ، )۳‬على أنه جاء في ( شواهد التوضيح ) لابن مالك ‪ ،‬النص‬

‫على تعدية الفعل ( رجا ) إلى مفعولين ‪ ،‬قال الراجز‪:‬‬

‫إياي لما صرتُ شيخًا قَلِعَا )‬ ‫إني لأرجو محرزا أن يــنــفـعـا‬

‫( ‪ ) 1‬ينظر لغة الجرائد ص ‪ ، ٧٠‬ومعجم أخطاء الكتاب ص ‪ ، ٢٢١‬ومعجم الأخطاء الشائعة ص ‪ ، ۱۰۱‬ومجلة‬
‫مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪. ) ٢٤٦/١‬‬
‫) ‪. ( ٣٤١/١ ) ( ٢‬‬

‫( ‪ ) ۳‬مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( ‪. ) ٢٤٦/١‬‬


‫( ‪ )۱‬ص ‪۷۸‬‬

‫‪٣٦٨‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫العقود‪ ،‬والخطابات‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫وذكر البيت صاحبا ( اللسان ) (‪ ) ۱‬و ( التاج ) (‪ ، ) ٢‬وفي ( نهج البلاغة ) ‪ « :‬وقد رجوتُكَ‬

‫دليلًا على ذخائر الرحمة ‪ ،‬وكنوز المعرفة » ( ‪. )۳‬‬

‫قال الزعبلاوي ‪ « :‬يمكن تخريج ذلك على باب التضمين ‪ ،‬فتجعل ( أرجو) مُشرَبًا‬

‫معنى ( أسأل ) فيكون معنى ( رجوتك دليلًا ) ‪ :‬رجوتك سائلًا إياك دليلا ‪ ،‬وبذلك يجمعُ‬

‫الفعل معنى السؤال والرجاء معًا ‪ ،‬ويتعدى إلى مفعولين كتعدي ( سأله الأمر فتأمل ‪. ) ٤ ( ».‬‬

‫والذي يظهر أن الأفصح ما درج عليه المترافعون من قولهم ‪ ( :‬أرجو من سعادتكم أو‬

‫من فضيلتكم ) أو ( أرجو من المحكمة النظرفي طلبي العاجل ) ‪.‬‬

‫ومما له صلة بهذا الباب أن نابتةً ‪،‬تنبت ‪ ،‬وبدعةً حدثت ‪ ،‬اطلعت عليها في كثير‬

‫من المكاتبات في الجهات الخاصة ‪ ،‬وهي التعبير بقولهم ‪ ( :‬برجاء التكرم بكذا ) ‪ ،‬ولا معنى‬

‫لاستعمال ( برجاء ) في هذه العبارة ‪ ،‬ويمكن أن يحل محلها لفظ ( أرجو) و ( يرجى ) ‪.‬‬

‫‪ - ٣٧٦‬أسترحم من فضيلتكم النظر في قضيتي‬

‫الاسترحام ) في هذه الجملة لا‬ ‫وجدتُ هذا النصَّ في أحد الضبوط القضائية ‪ ،‬وإيراد‬

‫يناسب المقام ‪ ،‬فالاسترحام هو سؤال الرحمة ‪ ،‬والأليقُ أن يقال ‪ ( :‬ألتمس ) أو (أطلب ) بدلًا‬

‫من ( أسترحم ) ‪ ،‬على أن الشائع في موضوعات العفو عن الجناة والمخطئين ‪ ،‬أن تكون بطلب‬

‫(استرحام ) يُرفع إلى الجهة صاحبة الشأن للموافقة على الاسترحام أورده ‪ ،‬وهذا محله المناسب ‪.‬‬

‫وإذا رُمتَ الصواب ‪ ،‬فلتقل ‪ ( :‬أطلب من فضيلتكم النظرفي قضيتي ) و(أسترحم‬


‫في‬
‫اللحن‬
‫جقا‬‫مل‬
‫ا‬

‫مقامكم في العفو عني ) ‪.‬‬


‫لء‬
‫س‬ ‫ضا‬

‫)‪.(591/1 ) ( 1‬‬
‫*)‪(3) (33/14‬‬

‫( ‪ ) ۳‬شرح نهج البلاغة لابن الحديد ( ‪. ) ١٨٩٤/١‬‬


‫( ‪ ) ٤‬معجم أخطاء الكتاب ص ‪. ٢٢٢‬‬
‫( ‪ ) 5‬ينظر‪ :‬معجم أخطاء الكتاب ص ‪ ، ٢٢٣‬ومعجم الأغلاط اللغوية المعاصرة ص‬

‫‪٣٦٩‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث السادس‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫العاجل‬ ‫‪ ۳۷۷-‬آمل الاطلاع ‪ ،‬والتكرم بالنظر في طلبي‬

‫في ( الصحاح ) ‪ « :‬والتكرم ‪ :‬تكلف الكرم » (‪ ، ) ٢‬وعـاب العدناني في بادئ أمــره قـولهـم ‪ ( :‬تكــرم‬

‫عليه بكذا ) ؛ إذ يرى أن اللغة العالية ‪ ( :‬جاد عليه بكذا ) أو ( أفضل عليه بكذا ) ‪ ،‬ثم رجعفي‬

‫معجمه الأخير ( معجم الأغلاط اللغوية المعاصرة ) عن رأيه الأول ‪ ،‬وساق عددًا من الشواهد‬

‫الشعرية على أن ( التكرم ) جاء بمعنى ( الكرم ) ‪ ،‬وليس تكلّف الكرم ‪ ،‬ثم قال ‪ « :‬فهؤلاء‬

‫الشعراء الفحول الخمسة ‪ ،‬وشُرّاح دواوينهم ‪ ،‬لهم وزنهم الأدبي ‪ ،‬وقدرتهم اللغوية المشهود‬

‫لهم بها ‪ ،‬تلك القدرة التي تجعلني أجيزُ استعمال الفعل ( تكرم ) بمعنى جاد » ( ‪.)٣‬‬

‫قال الأحوص عبد الله بن محمد‬

‫وأظهر في أكفائِهِ لو تكرَّما )‬ ‫ألا صلة الأرحام أذني إلى التقى‬

‫قال مصطفى جواد ‪ « :‬ولكننا قلنا في الكلام على هذا الفعل في ( معجمنا المستدرك )‬

‫على اللغويين ( أن تكرم يدل في أصل معناه على تكلف الكرم والمراءاة به ‪ ،‬ولكن اللغة‬

‫في تطور مستدام ‪ ،‬ولما كان التكرم المتكلّف محمودًا في ذاته ‪ ،‬وورد أيضًا بمعنى التنزه عن‬

‫الدنايا ‪ ،‬إذا استعملت معه ( عن ) الجارّة ‪ ،‬انتقل معناه من التكلف إلى الأصالة على سبيل‬

‫الحقيقة العرفية ( » ( ه) ‪.‬‬

‫ل الاطلاع ‪ ،‬والتكرم بالنظر في طلبي العاجل ) استعمال‬


‫والذي يظهر أن قولهم ‪ ( :‬آم)‬

‫فصحيح صحيح‪.‬‬

‫( ‪ ) 1‬ينظر‪ :‬دراسات في فلسفة النحو والصرف واللغة والرسم ص ‪ ، ١٢٧‬ومعجم الأخطاء الشائعة ص ‪، ٢١٦‬‬
‫ومعجم الأغلاط اللغوية المعاصرة ص ‪٥٧٥‬‬
‫) ‪.(5.51 /0 ) ( 5‬‬

‫( ‪ ) ۳‬معجم الأغلاط اللغوية المعاصرة ص ‪. ٥٧٦‬‬


‫( ‪ ) ٤‬شعر الأحوص الأنصاري ص ‪. ٢٥٠‬‬
‫( ‪ ) ٥‬دراسات في فلسفة النحو والصرف واللغة والرسم ص ‪. ١٢٩‬‬

‫‪۳۷۰‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫العقود‪ ،‬والخطابات‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫بطلب إدخال موكلي في‬ ‫‪ - ۳۷۸‬أتقدم إلى فضيلتكم‬

‫هذه القضية ‪.‬‬

‫يقول أحمد أبو الخضر‪« :‬في هذا الاستعمال إحالة للمعنى المراد من تقدم إلى ؛ إذ‬

‫‪ ،‬تقول ‪:‬‬
‫المراد بهذا الاستعمال الأمر‪ ،‬ويكون من أعلى إلى أدنى ‪ ،‬أعني ‪ :‬من كبيرإلى صغير‬

‫تقدم إليه في كذا أمره وأوصاه به فلينتبه لهذا » ) ‪.‬‬

‫قلت ‪ :‬هذه العبارة فيها ركاكة من جهة البلاغة ‪ ،‬وأفضل من هذا التعبيرأن يقال ‪:‬‬

‫( أرفع إليك ) إن كان أعلى منك منزلةً ‪ ،‬أو أمل منكم إدخال موكلي في هذه القضية أو‬

‫( أطلب منكم إدخال موكلي في هذه القضية ) ونحو ذلك‬

‫والسداد‬ ‫أتمنى لكم التوفيق‬ ‫‪٣٧٩‬‬

‫يقول الهلالي ‪ « :‬ولما جاء الاستعمار وتغلبت لغاته ترجموا اللفظ الإنكليزي‬

‫‪ ) wish you‬بقولهم ‪ ( :‬أتمنى لكم ) ‪ ،‬وهي ترجمة فاسدة ؛ لأن الفعل الإنكليزي المذكور‬

‫يُعبّر عن الإرادة ‪ ،‬والرغبة الشديدة ‪ ،‬أما التمني فهو طلب المستحيل أو ما فيه عسر‪،‬‬

‫والأكثراستعماله في طلب المستحيل ‪ ،‬قاله الأشموني ( ‪ ، ) ۳‬قالوا ‪ :‬ولا يُستعمل التمني فيما‬

‫هو واجب الوقوع » (‪ ، ) ٤‬وعلى هذا الرأي ‪ ،‬فيقال ‪ ( :‬أرجو لكم التوفيق والسداد ) ‪ ،‬غير‬

‫أن الهلالي تشدد في هذه المسألة ‪ ،‬مع ما فيها من سعة ‪ ،‬فقد يستعمل التمني في طلب‬

‫‪ ،‬فإنما يسأل‬
‫‪ « :‬إذا تمنى أحدكم فليستكثر‬ ‫حصول الأمر المرغوب فيه ‪ ،‬ومنه قوله‬
‫ربه » (ه)‬
‫‪ ،‬وهذا الحديث قاطع في هذه المسألة ‪ ،‬وفي ( التاج ) ‪ « :‬قال ثعلب ‪ :‬التمني ‪ :‬حديثُ‬
‫في‬
‫اللحن‬
‫ملجقا‬
‫ضا‬ ‫ا‬
‫لء‬
‫س‬

‫( ‪ ) ۱‬حول الغلط والفصيح ص ‪. ٤٥‬‬

‫( ‪ ) ٢‬ينظر‪ :‬تقويم اللسانين ص ‪ ، ٦٢‬والأخطاء اللغوية الشائعة على ألسنة الكتاب والأدباء والإذاعيين‬
‫ص ‪ ، ٥١‬وأخطاء ألفناها ص ‪. ١٧١‬‬

‫( ‪ ) ۳‬حاشية الصبان على شرح الأشموني على ألفية ابن مالك ( ‪. ) ٤٢٤/١‬‬
‫( ‪ ) ٤‬تقويم اللسانين ص ‪. ٦٢‬‬

‫( ‪ ) ٥‬أخرجه عبد بن حميد في مسنده ‪ ،‬رقم الحديث ‪. ) ٣٦٨/٢ ( ، ١٤٩٤ :‬‬

‫‪۳۷۱‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث السادس‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫النفس بما يكون ‪ ،‬وبما لا يكون ‪ ،‬وقال ابن الأثير التمني ‪ :‬تشهّي حصول الأمر المرغوب‬

‫فيه »(‪ ، )١‬وقال الحريري ‪ « :‬التمني يقع على ما يجوز أن يكون ‪ ،‬ويجوز ألا يكون » (‪. )٢‬‬

‫ولذلك مثال الباب صحيح مستقيم ‪ ،‬لا غَلَط فيه ‪ ،‬ويقول بعضهم ‪ ( :‬مع تمنياتي‬

‫لك بالتوفيق ) ‪ ،‬والأصح حذف حرف الجر؛ لأن الفعل يتعدى إلى مفعوله بنفسه ‪ ،‬فتقول ‪:‬‬

‫مع تمنياتي لك التوفيق ) ‪.‬‬

‫وبحث آخر ( وقررت الكتابة‬ ‫)‪،‬‬


‫) ولكم كل التقدير‬ ‫‪۳۸۰‬‬

‫إلى مكتب الخبراء لتقدير التلفيات‬

‫درست اللجنة الخاصة بدراسة الأساليب في المجمع العلمي العراقي في عام ‪١٩٨٥‬م‬

‫) ‪ ،‬وهاك نصَّ اللجنة ‪ « :‬ودرست اللجنة العبارة‬


‫استعمالهم عبارة ‪ ( :‬مع التقدير‬

‫) ‪ ،‬فوجدت أن من دلالات الثلاثي‬


‫الدواوينية في ختام الرسائل ‪ ،‬وهي قولهم ‪ ( :‬مع التقدير‬

‫( قدر) معنى ( التعظيم والتبجيل ) ‪ ،‬ولم تجد هذا المعنى للفظة ( التقدير)في المعجمات‬

‫التي بين يديهـا » (‪ ، ) ٤‬والمعجمات العربية أهملت استعمال التقدير) بمعنى التعظيم ‪ ،‬لكنَّ‬

‫‪ ،‬ومما قاله ‪ « :‬فإن‬


‫بعض المحققين خرج له تخريجًا حسنًا منهم الشيخ محمد النجار‬

‫أراد القارئ استظهارًا على ما ذكرت من تسويغ ( التقدير) في معنى التعظيم فذلك له ‪،‬‬

‫﴾ الأنعام ‪ ] ۹۱ :‬بتشديد الدال في الفعل ‪ ،‬قرأ ذلك‬


‫[‬ ‫وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ‬ ‫وأنه قُرئ في الآية ‪:‬‬

‫عيسى بن عمر الثقفي ‪ ،‬والحسن البصري ( ‪ ، ) ٥‬وهما من هما في تحري الفصيح ‪ ،‬والمعنى في‬

‫) ‪. ( 562/39 ) ( 1‬‬
‫( ‪ ) ٢‬درة الغواص ص ‪. ٦٧٩‬‬
‫( ‪ ) ۳‬ينظر لغويات ‪ ،‬وأخطاء لغوية شائعة ص ‪ ، ۸۱‬والعربية الصحيحة ص ‪ ، ۱۳۳‬ومجلة مجمع العلمي‬
‫العراقي ‪ ،‬مجلد ‪ ، ٣٦ :‬سنة ‪ ١٤٠٦‬هـ ‪ ،‬ص ‪. ٣١١‬‬

‫( ‪ ) ٤‬مجلة مجمع العلمي العراقي ‪ ،‬مجلد ‪ ، ٣٦ :‬سنة ‪ ١٤٠٦‬هـ‪ ،‬ص ‪. ٣١١‬‬


‫( ‪ ) 5‬ينظر المحرر الوجيز لابن عطية الأندلسي ( ‪ ، ) ٤١٦/٧‬والبحر المحيط ‪ ،‬لأبي حيان الأندلسي ( ‪. ) ١٨١/٤‬‬

‫‪۳۷۲‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫العقود‪ ،‬والخطابات‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫) سُمِعَ بالتشديد ‪ ،‬فيسوغ استعمال مصدره‬


‫الآية للتعظيم » (‪ )۱‬وحاصله أن الفعل ( قدر‬

‫( التقدير) بمعنى التعظيم ‪ ،‬والذي يظهر صحة استعمال ( التقدير) في معنى ( التعظيم‬

‫والتبجيل ) ‪ ،‬ومن أراد الزيادة فليطالع ما كتبه الشيخ النجار‪ ،‬ففيـه مـا يشفي العليل ‪،‬‬
‫وه‬
‫ويبرد الغليل ‪.‬‬

‫أما قولهم ( قررت الكتابة إلى مكتب الخبراء بالمحكمة لتقدير التلفيات )‬

‫) في هذا المثال صحيح ‪ ،‬ففي ( التاج ) ‪ « :‬ومقدار كل شيء ‪ :‬مقياسه ‪،‬‬


‫فاستعمال ( التَّقْدير‬

‫كالقَدْرِ والتَّقْدير» ) ‪.‬‬

‫‪ ۳۸۱-‬سعادة الأستاذ ‪ ...‬وفقه الله إلى كل خير‬


‫لگ‬
‫يُخطئ جواد تعدية الفعل ( وفّق ) بأداة الجر ( إلى ) بدلًا من ( اللام ) ‪ ،‬فيقول ‪:‬‬

‫« وذلك لأن وفقه الله للشيء ‪ ،‬معناه ‪ :‬جعله وفقًا لـه ‪ ،‬أي ‪ :‬مُوافقًا ومُطابقًـا لـه ومُلائِمًا ‪،‬‬

‫فهذا موضع ( اللام ) ‪ ،‬لا موضع ( إلى ) ‪ ،‬والقاعدة العامة في ( اللام ) و ( إلى ) ‪ ،‬هي جواز أن‬

‫يُوضع ( اللام ) في مكان ( إلى ) ‪ ،‬ولا يجوزالعكس ؛ لأن المراد بوضع اللام ) موضع ( إلى ) ‪ ،‬هو‬

‫التخفيف ‪ ،‬فإذا وضعت ( إلى ) موضعَ ( اللام ) ‪ ،‬كان ذلك تطويلا وتثقيلًا » (‪ ، )٤‬وما ذكــره‬

‫صحيح في أن استعمال ( إلى ) موضع ( اللام ) فيـه ثقل على اللسان وتطويل ‪ ،‬لكن لهذا‬
‫الاستعمال شواهد من كلام بعض البلغاء ( ‪ ، ) ٥‬وإن كان التعدية بـ ( اللام ) هي الأصل ‪ ،‬لكنَّ‬

‫الجزم بتخطئة من يُعَدِّي الفعل بـ ( إلى ) موضع إشكال ‪ ،‬قال البصـام ‪ « :‬وأما ( وفقه الله‬

‫إلى الخير ‪ ،‬فله تأويلان ‪ :‬أحدهما قيام ( إلى ) مقام ( اللام ) ‪ ،‬وممن قال به ابن فارس في‬
‫في‬
‫اللحن‬
‫ملجقا‬
‫ضا‬ ‫ا‬
‫لء‬

‫( ‪ ) 1‬لغويات ‪ ،‬وأخطاء لغوية شائعة ص ‪. ۸۳‬‬


‫س‬

‫) ‪. ( ۳۸۱/۱۳ ) ( ۲‬‬
‫( ‪ ) ۳‬ينظر‪ :‬قل ولا تقل ( ‪ ، ) ١٤٣/١‬والاستدراك على كتاب قل ولا تقل ص ‪ ، ٥٣‬ومجلة لغة العرب ( ‪. ) ۸۷۸/۷‬‬
‫( ‪ ) ٤‬قل ولا تقل ( ‪. ) ١٤٣/١‬‬
‫( ه ) منه قول الجاحظ في رجل من أهل مرو ‪ « :‬قد كنتُ أنا جاهلاً مثلك ‪ ،‬حتى وفقني الله إلى مـا هـو‬
‫أرشد » البخلاء ص ‪ ، ۱۹‬وفي خطبة لمنذر بن سعيد البلوطي ‪ ،‬وفيها ‪ « :‬فقد أصبحتـم بـيـن خـلافـة أمـير‬
‫المؤمنين أيده الله بالسداد ‪ ،‬وألهمه التوفيق إلى سبيل الرشاد » معجم الأدباء ( ‪. ) ٢٧١٩/٦‬‬

‫‪۳۷۳‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث السادس‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫( الصاحبي في فقه اللغة ) ) ‪ ، ...‬والآخر الحمل على المعنى ‪ ،‬وهو التضمين ‪ ،‬فقولهم ‪ ( :‬وفقه‬

‫) ‪ ،‬أو ( نقله إليه ) ‪ ،‬بحمل ( وفق ) على معنى ( أدى )‬


‫الله إلى الخير ‪ ،‬معناه ‪ ( :‬أدَّاه الله إلى الخير‬

‫أو ( نقل ) ‪ ،‬أي ‪ :‬بتضمينه معنى أي منهما » ) ‪ ،‬والذي يظهر جوازالوجهين ‪ ،‬على أن قوله ‪:‬‬

‫( وفقه الله لكل خير أعلى لغةً ‪ ،‬وأرفع مقامًا ‪ ،‬وأخف على اللسان من قولهم ‪ ( :‬وفقه الله‬

‫إلى كل خير‬
‫)‪.‬‬

‫وأقولُ أخيرًا ‪ :‬بدأتُ مسائل هذا الكتاب بأحبّ ما يُثنى به على الله من الحمد بما‬

‫هو أهْلُهُ ‪ ،‬واختتمتُ الكتاب بسؤالِ اللهِ التوفيق ؛ وفي ذلك إشارة إلى أنَّ التوفيق ملازم‬

‫للعبد الحامد الشاكر‪ .‬والحمد لله في البدء ‪ ،‬والحمد لله في الختام ‪.‬‬

‫وربما قامت ( إلى ) مقام ( اللام ) » ص ‪۱۷۹‬‬ ‫( ‪ ) ۱‬قال ابن فارس ‪:‬‬
‫( ‪ ) ٢‬الاستدراك على كتاب قل ولا تقل ص ‪. ٥٥‬‬

‫‪٣٧٤‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫العقود‪ ،‬والخطابات‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫فهرس الألفاظ‬

‫الصفحة‬ ‫اللفظ‬

‫‪142‬‬ ‫الأتعاب‬
‫د‬
‫‪۳۷۱‬‬ ‫أتقدم إليكم‬

‫‪۳۷۱‬‬ ‫أتمنى لكم التوفيق‬

‫‪٢٤٣‬‬ ‫الأثاث‬ ‫‪٤‬‬

‫‪۹۸‬‬ ‫أثر عليه‬

‫‪٢٦٢‬‬ ‫أثناء العدة‬ ‫‪٦‬‬

‫‪125‬‬ ‫أجاب على الدعوى‬ ‫‪V‬‬

‫‪ол‬‬ ‫أجرت سيارةً‬

‫‪۸۹‬‬
‫احتاج إليه‬

‫‪١٦٣‬‬ ‫أحصلها بدلًا عنها‬

‫‪٣٥٧‬‬ ‫أحيطكم علماً‬

‫اختلى‬ ‫‪12‬‬

‫‪229‬‬ ‫‪۱۳‬‬
‫أخصام‬

‫‪۱۰۸‬‬ ‫أخطأ‬ ‫‪١٤‬‬


‫في‬
‫القضاء‬
‫اللحن‬
‫مجا‬

‫‪٣٥٨‬‬ ‫‪١٥‬‬
‫لس‬

‫أخطركم‬

‫‪٢٨٧‬‬ ‫الإدانة‬ ‫‪١٦‬‬

‫‪٢٣٩‬‬ ‫أدلى بمعلومات كاذبة‬ ‫‪۱۷‬‬

‫‪۲۷۷‬‬ ‫أدليا بشهادتهما‬ ‫‪١٨‬‬

‫‪۳۷۵‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث السادس‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫الصفحة‬ ‫اللفظ‬ ‫م‬

‫‪١١٤‬‬ ‫أدمن‬ ‫‪۱۹‬‬

‫د‪.‬‬
‫‪221‬‬
‫إذًا موكلتي‬

‫‪126‬‬ ‫أذنت له الدائرة‬ ‫‪21‬‬

‫‪320‬‬ ‫الأراضي القَبَليّة‬ ‫‪22‬‬

‫‪٣٦٨‬‬ ‫‪٢٣‬‬
‫أرجو منكم النظر في الطلب‬

‫‪123‬‬ ‫أرسل إليه‬ ‫‪٢٤‬‬

‫‪٣٢٩‬‬ ‫الأرشيف‬ ‫‪٢٥‬‬

‫‪٣٦٢‬‬ ‫أرغب وقف الصك‬ ‫‪٢٦‬‬

‫‪١٨٢‬‬ ‫أزمة‬ ‫‪٢٧‬‬

‫‪129‬‬ ‫استأنف‬ ‫‪٢٨‬‬

‫‪120‬‬ ‫استبان‬ ‫‪29‬‬

‫‪۹۰‬‬ ‫استخدم السيارة‬

‫‪٣٦٩‬‬ ‫‪۳۱‬‬
‫أسترحم‬

‫‪۱۱۳‬‬ ‫الاستشارة‬ ‫‪٣٢‬‬

‫‪۱۳۱‬‬ ‫‪۳۳‬‬
‫استطرد بقوله‬

‫‪٦٣‬‬ ‫اسْتَلَفَ‬ ‫‪٣٤‬‬

‫‪٨٤‬‬ ‫‪٣٥‬‬
‫أستلم‬

‫‪٢٤٤‬‬ ‫استمارة السيارة‬ ‫‪٣٦‬‬

‫‪٢٣٨‬‬ ‫استمريت‬ ‫‪۳۷‬‬

‫‪٣٧٦‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫العقود‪ ،‬والخطابات‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫الصفحة‬ ‫اللفظ‬ ‫م‬

‫استنادًا إلى المعاملة‬ ‫‪۳۸‬‬

‫‪۵۹‬‬ ‫اشتريت السيارة‬ ‫‪۳۹‬‬

‫أشر على المعاملة‬

‫‪252‬‬ ‫اصطلح الطرفان‬ ‫‪٤١‬‬

‫‪٣٢٨‬‬ ‫إصلاح ذات البين‬ ‫‪٤٢‬‬

‫‪۱۳۱‬‬ ‫أضاف بقوله‬ ‫‪٤٣‬‬

‫‪٢٦٧‬‬ ‫إضافة‬ ‫‪٤٤‬‬

‫‪177‬‬ ‫اضطر‬ ‫‪٤٥‬‬

‫‪121‬‬ ‫أضْفَى‬ ‫‪٤٦‬‬

‫‪٢٩٣‬‬ ‫إطلاق السراح‬ ‫‪٤٧‬‬

‫‪١٤٩‬‬ ‫اعتباراً‬ ‫‪٤٨‬‬

‫‪17.‬‬ ‫اعتذرعنه‬ ‫‪٤٩‬‬ ‫ة‬

‫‪٢٨٩‬‬ ‫الإعدام‬

‫‪٦٢‬‬ ‫أعطيت‬ ‫‪٥١‬‬

‫‪260‬‬ ‫أعلاه‬ ‫‪٥٢‬‬


‫في‬
‫اللحن‬
‫القضاء‬
‫مجا‬

‫‪٢٤٤‬‬ ‫أغراض المحل‬ ‫‪٥٣‬‬


‫لس‬

‫‪٣٠٦‬‬ ‫إغلاق الجلسة‬ ‫‪٥٤‬‬

‫‪١٦٧‬‬ ‫أقسم بالله بعدم‬ ‫‪٥٥‬‬

‫‪٢٨٥‬‬ ‫أقيام عالية‬

‫‪۳۷۷‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث السادس‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫الصفحة‬ ‫اللفظ‬ ‫م‬

‫‪٢٥٨‬‬ ‫أكثر من مرة‬ ‫‪٥٧‬‬

‫‪302‬‬ ‫الأكثرية‬ ‫‪٥٨‬‬

‫‪151‬‬ ‫أكد استعداده‬ ‫‪۵۹‬‬

‫‪Vo‬‬ ‫‪٦٠‬‬
‫إلزامه بأن يدفع‬

‫‪171‬‬ ‫ألقي القبض عليه‬ ‫‪71‬‬

‫‪٣٦٣‬‬ ‫إليكم مرفقًا‬

‫‪٢٥‬‬ ‫أما بعد فلدي‬ ‫‪٦٣‬‬

‫‪١٦٨‬‬ ‫‪٦٤‬‬
‫أمام‬

‫‪127‬‬ ‫امتنع عن الإجابة‬

‫‪۳۷۰‬‬ ‫‪٦٦‬‬
‫آمل التكرم‬

‫‪101‬‬ ‫‪٦٧‬‬
‫أمن‬

‫‪٣٥٤‬‬ ‫الانتداب‬ ‫‪٦٨‬‬

‫‪۷۰‬‬ ‫أَنْجَبْتُ ولداً‬ ‫‪٦٩‬‬

‫‪1.7‬‬ ‫انْشَغَل‬ ‫‪V.‬‬

‫‪۳۹‬‬ ‫انعقدت الجلسة‬ ‫‪۷۱‬‬

‫‪۱۷۵‬‬ ‫الأنف الذكر‬ ‫‪Vs‬‬

‫‪٣٤١‬‬ ‫‪۷۳‬‬
‫الأنموذج‬

‫‪۱۷۹‬‬ ‫أهمية‬ ‫‪٧٤‬‬

‫‪٦٧‬‬ ‫أودعت عنده‬ ‫‪Vo‬‬

‫‪۳۷۸‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫العقود‪ ،‬والخطابات‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫الصفحة‬ ‫اللفظ‬ ‫م‬

‫‪٦٠‬‬ ‫أوصى‬ ‫‪٧٦‬‬

‫‪٦٤‬‬ ‫أوقفتُ‬ ‫‪VV‬‬

‫‪OV‬‬ ‫الأولة‬ ‫‪۷۸‬‬

‫‪١٨٦‬‬ ‫‪۷۹‬‬
‫إيجاد‬

‫‪۳۳۵‬‬ ‫الإيراد والصرف‬ ‫‪۸۰‬‬

‫‪217‬‬ ‫أيضًا‬ ‫‪۸۱‬‬

‫‪۳۱۸‬‬ ‫إيقاف الخدمات‬ ‫‪۸۲‬‬

‫‪٣٥٢‬‬ ‫باشر‬ ‫‪۸۳‬‬

‫‪271‬‬ ‫‪٨٤‬‬
‫بالتالي‬

‫‪269‬‬ ‫بالنسبة‬ ‫‪٨٥‬‬

‫‪201‬‬ ‫بحسب‬ ‫‪٨٦‬‬

‫‪٣٥٣‬‬ ‫‪۸۷‬‬
‫بدأ في تاريخ‬

‫‪٧٦‬‬ ‫بدل القرض‬ ‫‪۸۸‬‬

‫‪٣١٥‬‬ ‫بدل فاقد‬ ‫‪۸۹‬‬

‫‪۱۹۷‬‬ ‫بدليل‬ ‫‪۹۰‬‬


‫في‬
‫اللحن‬
‫القضاء‬
‫مجا‬

‫‪٣٦٠‬‬ ‫برفقه‬ ‫‪۹۱‬‬


‫لس‬

‫‪٢٤٦‬‬ ‫برنامج‬ ‫‪۹۲‬‬

‫‪202‬‬ ‫البسيط‬ ‫‪۹۳‬‬

‫‪١٨٥‬‬ ‫‪٩٤‬‬
‫بشكل رسمي‬

‫‪۳۷۹‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث السادس‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫الصفحة‬ ‫اللفظ‬ ‫م‬

‫‪٤٤‬‬ ‫بصفته وكيلًا‬

‫‪٢٤٧‬‬ ‫البَصْمَة‬ ‫‪٩٦‬‬

‫‪۵۹‬‬ ‫بعت السيارة‬ ‫‪۹۷‬‬

‫‪۱۳۸‬‬ ‫البعض‬ ‫‪۹۸‬‬

‫‪224‬‬ ‫بل وإقامة‬ ‫‪۹۹‬‬

‫‪٣٤٥‬‬ ‫البند‬ ‫‪۱۰۰‬‬

‫‪٢٨‬‬ ‫بنظر هذه القضية‬ ‫‪101‬‬

‫‪۱۸۸‬‬ ‫بواسطة‬ ‫‪102‬‬

‫‪٣٤٢‬‬ ‫‪۱۰۳‬‬
‫بيع رضائي‬

‫‪VV‬‬ ‫البيعة‬

‫‪١٥٨‬‬ ‫بين المدعي وبين ‪..‬‬ ‫‪١٠٥‬‬

‫‪٣٠٥‬‬ ‫تأجلت الجلسة‬ ‫‪1.7‬‬

‫تأسست‬ ‫‪۱۰۷‬‬

‫‪٢٥١‬‬ ‫‪1.A‬‬
‫التأمل في الدعوى‬

‫‪٢٤٥‬‬ ‫‪۱۰۹‬‬
‫التأمين‬

‫‪۳۰۱‬‬ ‫‪۱۱۰‬‬
‫تبلّغ المدعى عليه‬

‫‪۱۹۹‬‬ ‫تجربة‬

‫‪٣٤‬‬ ‫تحت إشراف القاضي‬ ‫‪112‬‬

‫‪٣٤٦‬‬ ‫تحرير الدعوى‬ ‫‪۱۱۳‬‬

‫‪٣٨٠‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫العقود‪ ،‬والخطابات‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫الصفحة‬ ‫اللفظ‬ ‫م‬

‫‪۸۸‬‬ ‫التحق‬ ‫‪١١٤‬‬

‫‪٨٥‬‬ ‫تخرج من المدرسة‬ ‫‪١١٥‬‬

‫‪229‬‬ ‫التداخل‬ ‫‪١١٦‬‬

‫‪۱۱۹‬‬ ‫ترتّب‬ ‫‪۱۱۷‬‬

‫‪٣٦٥‬‬ ‫‪١١٨‬‬
‫الترشيح‬

‫‪۷۰‬‬ ‫تَزَوَّجْتُ المدعى عليها‬ ‫‪۱۱۹‬‬

‫‪236‬‬ ‫تشوی‬ ‫‪120‬‬

‫‪۳۳۰‬‬ ‫‪121‬‬
‫تشكيل المحاكم‬

‫‪٢٩٥‬‬ ‫تصريح السفر‬ ‫‪122‬‬

‫‪١٨٤‬‬
‫تصليح‬

‫‪۹۳‬‬ ‫تعرض‬ ‫‪124‬‬

‫‪٣٦٤‬‬ ‫‪١٢٥‬‬
‫التعميم‬

‫تعهد‬ ‫‪١٢٦‬‬

‫‪٣٥٤‬‬ ‫التفتيش الدوري‬

‫‪٣٦٦‬‬ ‫التفويض‬ ‫‪١٢٨‬‬


‫في‬
‫اللحن‬
‫القضاء‬
‫مجا‬

‫‪۳۷۲‬‬ ‫تقدير التلفيات‬ ‫‪129‬‬


‫لس‬

‫‪٣٥٠‬‬ ‫التقرير الطبي‬

‫‪۹۷‬‬ ‫تكبد‬ ‫‪۱۳۱‬‬

‫‪218‬‬ ‫تكرار ( كلما )‬ ‫‪١٣٢‬‬

‫‪٣٨١‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث السادس‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫الصفحة‬ ‫اللفظ‬

‫‪١٨٦‬‬ ‫تكوين‬ ‫‪۱۳۳‬‬

‫‪١٩٦‬‬ ‫‪١٣٤‬‬
‫تلافي‬

‫‪٢٩٨‬‬ ‫تم الاطلاع على‬ ‫‪١٣٥‬‬

‫‪٢٧٤‬‬ ‫التنازل‬ ‫‪١٣٦‬‬

‫‪٣٠٢‬‬ ‫التنبيه‬ ‫‪۱۳۷‬‬

‫‪٣٦٥‬‬ ‫التنسيق‬ ‫‪۱۳۸‬‬

‫‪۳۱۷‬‬ ‫التَنْضِيضُ‬ ‫‪۱۳۹‬‬

‫‪112‬‬ ‫‪١٤٠‬‬
‫تنقسم إلى‬

‫‪٣٥٦‬‬ ‫التنويه‬ ‫‪١٤١‬‬

‫‪۹۱‬‬ ‫تواجد‬

‫‪чл‬‬ ‫‪١٤٣‬‬
‫تُوفي‬

‫‪٣٤٥‬‬ ‫ثغرة في العقد‬ ‫‪١٤٤‬‬

‫‪٢٨٣‬‬ ‫الثمن‬ ‫‪١٤٥‬‬

‫‪٢٦٣‬‬ ‫ثنايا‬ ‫‪127‬‬

‫‪١٤٧‬‬
‫الجاري في ملكي‬

‫جراء‬ ‫‪١٤٨‬‬

‫‪٣٥٠‬‬ ‫جرد العهدة‬ ‫‪١٤٩‬‬

‫‪٤٠‬‬ ‫جوازالسفر‬ ‫‪١٥٠‬‬

‫هد‬
‫الحاجيات‬ ‫‪151‬‬

‫‪٣٨٢‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫العقود‪ ،‬والخطابات‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫الصفحة‬ ‫اللفظ‬ ‫م‬

‫‪112‬‬ ‫حاز‬ ‫‪١٥٢‬‬

‫‪٢٧٣‬‬ ‫حاليًّا‬ ‫‪١٥٣‬‬

‫‪٧٤‬‬ ‫حامل‬ ‫‪١٥٤‬‬

‫‪٧٤‬‬ ‫حائض‬

‫‪۳۱۷‬‬ ‫حصر الإرث‬

‫‪٤١‬‬ ‫حضركل من‬ ‫‪١٥٧‬‬

‫‪٢٨١‬‬ ‫الحكم الصادر بحقه‬ ‫‪١٥٨‬‬

‫‪۲۷۹‬‬ ‫الحكم بدون إلزام‬ ‫‪١٥٩‬‬

‫‪٢٨٠‬‬ ‫‪17.‬‬
‫حكمت بفسخ النكاح‬

‫‪٢٨٠‬‬ ‫‪١٦١‬‬
‫حکمت لصالح المدعية‬
‫د ‪۷۰‬‬
‫‪162‬‬
‫حوالي‬

‫‪٢٦٣‬‬ ‫جيال‬ ‫‪١٦٣‬‬

‫‪٢٥٣‬‬ ‫حيث إن‬ ‫‪١٦٤‬‬

‫‪٢٥٥‬‬ ‫الحيثيات‬

‫‪۳۱۹‬‬ ‫الخدمات العامة‬ ‫‪-177‬‬


‫القضاء‬
‫في‬
‫اللحن‬
‫مجا‬

‫‪۸۷‬‬ ‫‪١٦٧‬‬
‫خرج على النظام‬
‫لس‬

‫‪٣٣٥‬‬ ‫الخزينة العامة‬ ‫‪١٦٨‬‬

‫‪115‬‬ ‫خشى منه‬ ‫‪١٦٩‬‬

‫‪203‬‬ ‫خصوصا وأن‬ ‫‪۱۷۰‬‬

‫‪۳۸۳‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث السادس‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫الصفحة‬ ‫اللفظ‬

‫‪٣٥٩‬‬ ‫الخطاب‬ ‫‪۱۷۱‬‬

‫‪٢٢٧‬‬ ‫خلافه‬ ‫‪۱۷۲‬‬

‫‪210‬‬ ‫الخمس سنوات‬ ‫‪۱۷۳‬‬

‫‪212‬‬ ‫خمسة شهور‬ ‫‪١٧٤‬‬

‫‪102‬‬ ‫‪١٧٥‬‬
‫دَاهُم‬

‫‪۳۰‬‬ ‫الدعاوى‬ ‫‪١٧٦‬‬

‫‪۸۰‬‬ ‫الدَّلال‬ ‫‪۱۷۷‬‬

‫‪٩٤‬‬ ‫دهَسَ‬ ‫‪۱۷۸‬‬

‫‪٢٤٠‬‬ ‫الدور‬ ‫‪۱۷۹‬‬

‫‪٣٤٩‬‬ ‫الدوسية‬ ‫‪۱۸۰‬‬

‫‪۳۳۳‬‬ ‫الديوان‬ ‫‪۱۸۱‬‬

‫‪270‬‬ ‫‪١٨٢‬‬
‫ذات الرقم‬

‫‪215‬‬ ‫الرابعة والأخيرة‬ ‫‪۱۸۳‬‬

‫‪۱۹۱‬‬ ‫الراتب‬ ‫‪١٨٤‬‬

‫‪١٥٠‬‬ ‫رد الاعتبار‬ ‫‪١٨٥‬‬

‫‪٦٩‬‬ ‫‪١٨٦‬‬
‫رُزقت بولد‬

‫‪٩٦‬‬ ‫رصَدَ‬ ‫‪۱۸۷‬‬

‫‪170‬‬ ‫‪١٨٨‬‬
‫رضَخ‬

‫‪٣٤‬‬ ‫رئاسة المحكمة‬ ‫‪۱۸۹‬‬

‫‪٣٨٤‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫العقود‪ ،‬والخطابات‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫الصفحة‬ ‫اللفظ‬ ‫م‬

‫‪۱۹۳‬‬ ‫الرئيسية‬ ‫‪۱۹۰‬‬

‫‪104‬‬ ‫زاد عليه‬ ‫‪۱۹۱‬‬

‫‪۸۱‬‬ ‫الزبائن‬ ‫‪192‬‬

‫‪۷۱‬‬ ‫‪۱۹۳‬‬
‫زوجي‬

‫‪٥٣‬‬ ‫سألته عن دعواه‬ ‫‪١٩٤‬‬

‫‪١٤٠‬‬ ‫سائر‬ ‫‪١٩٥‬‬

‫‪٢٢٥‬‬ ‫سبق وأن‬ ‫‪١٩٦‬‬

‫‪۳۱۳‬‬ ‫السجل‬ ‫‪۱۹۷‬‬

‫‪290‬‬ ‫السجن‬ ‫‪۱۹۸‬‬

‫‪٢٨١‬‬ ‫السداد‬ ‫‪۱۹۹‬‬

‫‪٣٢٧‬‬ ‫السكرتير‬ ‫‪S..‬‬

‫‪۱۸۳‬‬ ‫سلوك مشين‬ ‫‪201‬‬

‫دد‬
‫‪۷۹‬‬ ‫السمسار‬

‫‪۱۹۱‬‬ ‫السنة الدراسية‬ ‫‪203‬‬

‫‪٣٦‬‬ ‫السنة والعام‬ ‫‪204‬‬


‫في‬
‫اللحن‬
‫القضاء‬
‫مجا‬

‫‪١٥٧‬‬ ‫سواء أكان‬ ‫‪٢٠٥‬‬


‫لس‬

‫‪٨٢‬‬ ‫السوم‬ ‫‪206‬‬

‫‪142‬‬ ‫سوية‬ ‫‪٢٠٧‬‬

‫د ‪۷۰‬‬
‫‪291‬‬ ‫الشَّطْب‬

‫‪٣٨٥‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث السادس‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫الصفحة‬ ‫اللفظ‬ ‫م‬


‫ید لگ‬
‫‪٢٤١‬‬ ‫الشقة‬ ‫‪209‬‬

‫‪٥٥‬‬ ‫شكيته‬ ‫‪210‬‬

‫‪۳۳۱‬‬ ‫شؤون الموظفين‬ ‫‪211‬‬

‫‪220‬‬ ‫شيك بدون رصيد‬ ‫‪212‬‬

‫‪٣٥٠‬‬ ‫صاحب الفضيلة‬ ‫‪213‬‬

‫‪٣٣٦‬‬ ‫الصادر والوارد‬ ‫‪214‬‬

‫‪٢٩٩‬‬ ‫صادقت الدائرة‬ ‫‪٢١٥‬‬

‫‪٣١٤‬‬ ‫صحيفة الضّبط‬ ‫‪216‬‬

‫صدقت الدائرة‬ ‫‪٢١٧‬‬

‫‪122‬‬ ‫‪٢١٨‬‬
‫صرَفَ المبلغ‬

‫‪۳۱۳‬‬ ‫الصك‬ ‫‪219‬‬

‫‪۱۰۹‬‬ ‫الصواب‬ ‫‪220‬‬

‫‪٣٤٦‬‬ ‫صياغة المذكرة‬ ‫‪221‬‬

‫‪۳۱۳‬‬ ‫الضبط‬ ‫‪٢٢٢‬‬

‫‪٤٣‬‬ ‫ضد المدعى عليه‬ ‫‪223‬‬

‫‪۱۰۷‬‬ ‫ضَغَط‬ ‫‪٢٢٤‬‬

‫‪١٩٤‬‬ ‫ضمانة‬ ‫‪٢٢٥‬‬

‫‪٧٤‬‬ ‫طالق‬ ‫‪226‬‬

‫‪٢٦٨‬‬ ‫طِبقًا‬ ‫‪227‬‬

‫‪٣٨٦‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫العقود‪ ،‬والخطابات‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫الصفحة‬ ‫اللفظ‬ ‫م‬

‫‪٣٤٤‬‬ ‫الطرف‬ ‫‪٢٢٨‬‬

‫‪291‬‬ ‫طرق الاعتراض‬ ‫‪229‬‬

‫‪۵۳‬‬ ‫طلبت منه‬ ‫‪٢٣٠‬‬

‫‪٣٦١‬‬ ‫طيه‬ ‫‪٢٣١‬‬

‫‪١٨٢‬‬ ‫ظروف خاصة‬ ‫‪٢٣٢‬‬

‫‪127‬‬ ‫عار عن الصحة‬ ‫‪٢٣٣‬‬

‫‪٧٦‬‬ ‫العارية‬ ‫‪٢٣٤‬‬

‫‪٣١٥‬‬ ‫عالة على المدعية‬ ‫‪٢٣٥‬‬

‫‪٨٢‬‬ ‫عبارة عن‬ ‫‪٢٣٦‬‬

‫‪۳۷‬‬ ‫‪237‬‬
‫عبر الاتصال المرئي‬

‫‪۱۹۵‬‬ ‫عديدة‬ ‫‪٢٣٨‬‬

‫‪VV‬‬ ‫العربون‬ ‫‪٢٣٩‬‬

‫‪٣٤٢‬‬ ‫عقد الاتفاقية‬ ‫‪٢٤٠‬‬

‫‪٣٤٣‬‬ ‫عقد الشراكة‬ ‫‪٢٤١‬‬

‫‪192‬‬ ‫العلاوة‬ ‫‪٢٤٢‬‬


‫في‬
‫اللحن‬
‫القضاء‬
‫مجا‬

‫‪٢٦٨‬‬ ‫علاوة على‬ ‫‪٢٤٣‬‬


‫لس‬

‫‪١٤٤‬‬ ‫على الأقل‬ ‫‪٢٤٤‬‬

‫‪١٤٦‬‬ ‫‪٢٤٥‬‬
‫على الرغم‬

‫‪٢٧٨‬‬ ‫عليه فقد حكمت‬ ‫‪٢٤٦‬‬

‫‪۳۸۷‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث السادس‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫الصفحة‬ ‫اللفظ‬

‫‪۷۸‬‬ ‫العمولة‬ ‫‪٢٤٧‬‬

‫‪162‬‬ ‫عوّضه عن الخسارة‬ ‫‪٢٤٨‬‬

‫‪269‬‬ ‫غبّ ذلك‬ ‫‪٢٤٩‬‬

‫‪٣٠٥‬‬ ‫غلق الجلسة‬

‫‪١٣٤‬‬ ‫الغير‬ ‫‪٢٥١‬‬

‫‪٢٤٧‬‬ ‫الفاتورة‬ ‫‪٢٥٢‬‬

‫‪٣٥٩‬‬ ‫فأشيرإلى‬ ‫‪٢٥٣‬‬

‫‪٣٥‬‬ ‫فتحت الجلسة‬ ‫‪٢٥٤‬‬

‫هد ‪.‬‬
‫‪٢٨٦‬‬ ‫الفترة‬

‫‪٢٢٨‬‬
‫فض النزاع‬

‫‪٢٦٦‬‬ ‫فضلاً‬ ‫‪٢٥٧‬‬

‫‪٣٤٥‬‬ ‫الفقرة‬ ‫‪٢٥٨‬‬

‫‪١٤٣‬‬ ‫فقط بمبلغ قدره‬ ‫‪٢٥٩‬‬

‫‪٣٢٢‬‬ ‫فلانة عضو‬ ‫‪260‬‬

‫‪261‬‬
‫فلم أشترك مع‬

‫‪151‬‬ ‫فند‬

‫‪٣٤٨‬‬ ‫فهرسة المعاملة‬ ‫‪٢٦٣‬‬

‫‪٢٨٤‬‬ ‫فورًا‬ ‫‪٢٦٤‬‬

‫‪٢٤٠‬‬ ‫الفيلا‬

‫‪۳۸۸‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫العقود‪ ،‬والخطابات‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫الصفحة‬ ‫اللفظ‬ ‫م‬

‫‪٢٨‬‬ ‫القاضي بالمحكمة‬

‫‪٢٦٧‬‬
‫قال أني‬

‫‪321‬‬ ‫القانون الدولي‬ ‫‪٢٦٨‬‬

‫‪۳۰۱‬‬ ‫قبل المدعى عليه‬ ‫‪٢٦٩‬‬

‫‪29‬‬ ‫القضية المشتركة‬ ‫‪٢٧٠‬‬

‫‪92‬‬ ‫قمت بشراء‬ ‫‪۲۷۱‬‬

‫‪٢٨٣‬‬ ‫القيمة‬ ‫‪٢٧٢‬‬

‫‪٣٣٤‬‬ ‫كاتب العدل‬ ‫‪٢٧٣‬‬

‫‪٣٣٢‬‬ ‫الكادر الوظيفي‬ ‫‪٢٧٤‬‬

‫‪۱۳۹‬‬ ‫الكافة‬ ‫‪٢٧٥‬‬

‫‪۸۳‬‬ ‫الكائن‬ ‫‪٢٧٦‬‬

‫‪۱۹۸‬‬ ‫الكفاءة‬ ‫‪۲۷۷‬‬

‫‪чл‬‬ ‫كفالة غَرَامِيَّة‬ ‫‪٢٧٨‬‬

‫‪٣٦٧‬‬ ‫كلفته بنظر القضية‬ ‫‪٢٧٩‬‬

‫‪216‬‬ ‫‪٢٨٠‬‬
‫كما في مذكرتها‬
‫في‬
‫اللحن‬
‫القضاء‬
‫مجا‬

‫‪١٤٨‬‬ ‫كوكيل‬ ‫‪٢٨١‬‬


‫لس‬

‫‪214‬‬ ‫كيلومترات‬ ‫‪٢٨٢‬‬

‫‪۷۲‬‬ ‫لا زال‬ ‫‪٢٨٣‬‬

‫‪222‬‬ ‫لا سيما‬ ‫‪٢٨٤‬‬

‫‪۳۸۹‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث السادس‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫الصفحة‬ ‫اللفظ‬

‫‪200‬‬ ‫لا علاقة له به‬ ‫‪٢٨٥‬‬

‫‪١٣٦‬‬ ‫لا غير‬ ‫‪٢٨٦‬‬

‫‪276‬‬ ‫لا مبرر له‬ ‫‪٢٨٧‬‬

‫‪١٥٤‬‬ ‫لا يجب‬ ‫‪٢٨٨‬‬

‫‪100‬‬ ‫لا يخفاك‬ ‫‪٢٨٩‬‬

‫لا ينال منه‬ ‫‪٢٩٠‬‬

‫‪۱۸۹‬‬ ‫‪291‬‬
‫لاغي‬
‫‪206‬‬ ‫لأول وهلة‬ ‫‪292‬‬

‫‪۳۳۰‬‬ ‫اللجنة‬ ‫‪٢٩٣‬‬

‫‪٢٧٨‬‬ ‫لذلك فقد حكمت‬ ‫‪٢٩٤‬‬

‫‪۱۷۰‬‬ ‫لعب دوراً‬ ‫‪٢٩٥‬‬

‫‪٢٨٦‬‬ ‫لقاء‬ ‫‪٢٩٦‬‬

‫‪۳۷۲‬‬ ‫لكم كل التقدير‬ ‫‪٢٩٧‬‬

‫‪١٦٩‬‬ ‫لوحدهما‬ ‫‪٢٩٨‬‬

‫‪١٤٣‬‬ ‫ما فعلته أبدًا‬ ‫‪٢٩٩‬‬

‫‪269‬‬ ‫ما نسب إليَّ صحيح‬

‫‪٣٤٤‬‬ ‫المادة‬

‫‪326‬‬ ‫مأذون الأنكحة‬

‫‪١٦٤‬‬ ‫ماطل‬ ‫‪٣٠٣‬‬

‫‪۳۹۰‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫العقود‪ ،‬والخطابات‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫الصفحة‬ ‫اللفظ‬ ‫م‬

‫‪209‬‬ ‫مائة‬ ‫‪٣٠٤‬‬

‫‪۱۷۷‬‬ ‫مباشرةً‬ ‫‪٣٠٥‬‬

‫‪۱۸۰‬‬ ‫‪٣٠٦‬‬
‫مباع‬

‫‪Vo‬‬ ‫المتبقي‬

‫‪٤٨‬‬ ‫‪٣٠٨‬‬
‫المترجم‬

‫‪٢٦٤‬‬ ‫‪٣٠٩‬‬
‫مثابة‬

‫‪۱۷۷‬‬ ‫مجانًا‬

‫‪٣٢٤‬‬
‫المحامي‬

‫‪٣٢٣‬‬ ‫‪312‬‬
‫محكّم‬

‫‪٣٢٥‬‬ ‫المحكمة‬

‫‪٢٣٣‬‬ ‫محكمة وبلدية المحافظة‬ ‫‪٣١٤‬‬

‫‪٢٤٢‬‬ ‫محلات‬ ‫‪٣١٥‬‬

‫‪٢٦‬‬ ‫محمد عبد الله‬ ‫‪٣١٦‬‬

‫‪٤٧‬‬ ‫المخول إليه‬ ‫‪۳۱۷‬‬

‫‪٢٣٠‬‬ ‫مدراء الشركة‬ ‫‪۳۱۸‬‬


‫في‬
‫اللحن‬
‫القضاء‬
‫مجا‬

‫‪321‬‬ ‫المدعو‬ ‫‪۳۱۹‬‬


‫لس‬

‫‪۱۸۱‬‬ ‫مدیون‬ ‫‪٣٢٠‬‬

‫‪٧٤‬‬ ‫مرضعةُ‬ ‫‪321‬‬

‫المساهمة‬ ‫‪٣٢٢‬‬

‫‪۳۹۱‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث السادس‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫الصفحة‬ ‫اللفظ‬

‫‪١٧٤‬‬ ‫مُسبقًا‬ ‫‪٣٢٣‬‬

‫‪٣٤١‬‬ ‫مسودة العقد‬ ‫‪٣٢٤‬‬

‫‪231‬‬ ‫مشاكل‬ ‫‪٣٢٥‬‬

‫‪٣٥١‬‬ ‫‪٣٢٦‬‬
‫مشائخ‬

‫‪۱۹۰‬‬ ‫مشبوهة‬ ‫‪٣٢٧‬‬

‫‪٢٩٣‬‬ ‫المصادرة‬ ‫‪٣٢٨‬‬

‫‪٣٣٤‬‬ ‫المصرف‬ ‫‪٣٢٩‬‬

‫‪٢٤٨‬‬ ‫مضاهاة‬ ‫‪٣٣٠‬‬

‫‪۱۷۵‬‬ ‫مطلقًا‬ ‫‪۳۳۱‬‬

‫‪۱۹۱‬‬ ‫المعاش‬ ‫‪٣٣٢‬‬

‫‪۳۱‬‬ ‫المعاملة المحالة إلى‬ ‫‪۳۳۳‬‬

‫‪۳۳‬‬ ‫المعاملة الواردة‬ ‫‪٣٣٤‬‬

‫‪۱۸۳‬‬ ‫مغلوطة‬ ‫‪٣٣٥‬‬

‫‪٢٥٢‬‬ ‫مفاد‬ ‫‪٣٣٦‬‬

‫‪٤٢‬‬ ‫المقامة من المدعي‬ ‫‪۳۳۷‬‬

‫‪۳۲۷‬‬ ‫مقاولات معمارية‬

‫‪٣٢‬‬ ‫‪۳۳۹‬‬
‫المقيدة في المحكمة‬

‫‪٣٣٤‬‬ ‫مكافحة المخدرات‬ ‫‪٣٤٠‬‬

‫‪٣٠٤‬‬ ‫ملاحظات الاستئناف‬ ‫‪٣٤١‬‬

‫‪٣٩٢‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫العقود‪ ،‬والخطابات‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫الصفحة‬ ‫اللفظ‬ ‫م‬

‫‪٣٤٩‬‬ ‫الملف‬ ‫‪٣٤٢‬‬

‫‪۱۹۱‬‬ ‫الملفت للنظر‬ ‫‪٣٤٣‬‬

‫‪212‬‬ ‫مليونين ونصف‬ ‫‪٣٤٤‬‬

‫‪٤٥‬‬ ‫مُمُثَلًا عن الوزارة‬ ‫‪٣٤٥‬‬

‫‪261‬‬ ‫من خلال‬ ‫‪٣٤٦‬‬

‫‪۱۷۸‬‬ ‫مهمة‬ ‫‪٣٤٧‬‬

‫‪۳۳۷‬‬ ‫المواصفات‬ ‫‪٣٤٨‬‬

‫‪١٧٦‬‬ ‫مؤخَّرًا‬ ‫‪٣٤٩‬‬

‫‪۲۷۷‬‬ ‫مودی‬ ‫‪٣٥٠‬‬

‫‪٢٤٥‬‬ ‫موديل‬ ‫‪٣٥١‬‬

‫‪٢٨٥‬‬ ‫مؤقتًا‬ ‫‪٣٥٢‬‬

‫‪٣٦٣‬‬ ‫‪٣٥٣‬‬
‫نأمل منكم‬

‫‪121‬‬ ‫ناهَزَ‬ ‫‪٣٥٤‬‬

‫‪۱۷۲‬‬ ‫ناهيك‬ ‫‪٣٥٥‬‬

‫‪٢٥٩‬‬ ‫نتيجة‬ ‫‪٣٥٦‬‬


‫ا‬
‫في‬
‫اللحن‬
‫ملجقا‬

‫‪٣٦٧‬‬ ‫‪٣٥٧‬‬
‫ضا‬

‫نحن الموقعون‬
‫لءس‬

‫‪٣٥٤‬‬ ‫الندب‬ ‫‪٣٥٨‬‬

‫‪162‬‬ ‫نصحت الزوجة‬ ‫‪٣٥٩‬‬

‫‪102‬‬ ‫نَفَذَ‬ ‫‪٣٦٠‬‬

‫‪۳۹۳‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المبحث السادس‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫الصفحة‬ ‫اللفظ‬

‫‪۱۳۳‬‬ ‫نفس القضية‬ ‫‪٣٦١‬‬

‫‪200‬‬ ‫نقاط‬ ‫‪٣٦٢‬‬

‫‪٢٣٩‬‬ ‫هذا اليمين‬ ‫‪٣٦٣‬‬

‫هذا ولما ذهب إليه‬ ‫‪٣٦٤‬‬

‫‪128‬‬ ‫هكذا أجاب‬ ‫‪٣٦٥‬‬

‫‪129‬‬ ‫هكذا أقَرَّ‬ ‫‪٣٦٦‬‬

‫‪۳۹‬‬ ‫الهوية الوطنية‬ ‫‪٣٦٧‬‬

‫‪٣٢٩‬‬ ‫هيئة الخبراء‬ ‫‪٣٦٨‬‬

‫‪171‬‬ ‫‪٣٦٩‬‬
‫وأُفْرجَ عن المتهم‬

‫‪۱۷۳‬‬ ‫والأعجب من ذلك‬ ‫‪۳۷۰‬‬

‫‪٢٢٥‬‬ ‫والذي يخوله‬ ‫‪۳۷۱‬‬

‫‪201‬‬ ‫وبعد المداولة‬

‫‪٢٣٤‬‬ ‫‪۳۷۳‬‬
‫وثيقة عقد زواج موكله‬

‫‪٣٠٥‬‬ ‫وجهة نظر‬ ‫‪٣٧٤‬‬

‫‪۳۳۳‬‬ ‫الوزارة‬ ‫‪٣٧٥‬‬

‫‪۹۹‬‬ ‫‪٣٧٦‬‬

‫‪٢٥٧‬‬ ‫وفقًا‬ ‫‪۳۷۷‬‬

‫‪۳۷۳‬‬ ‫‪۳۷۸‬‬
‫وفقه الله إلى‬

‫‪٥٤‬‬ ‫وقائع الدعوى‬ ‫‪۳۷۹‬‬

‫‪٣٩٤‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫العقود‪ ،‬والخطابات‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫الصفحة‬ ‫اللفظ‬ ‫م‬

‫‪۳۰۷‬‬ ‫وقع على الصك‬ ‫‪۳۸۰‬‬

‫‪٤٧‬‬ ‫الوكالة‬ ‫‪٣٨١‬‬

‫‪214‬‬ ‫وكشر‬ ‫‪٣٨٢‬‬

‫‪٤٥‬‬ ‫وكيلة‬ ‫‪۳۸۳‬‬

‫‪٢٢٦‬‬ ‫ولا بد أن تكون‬ ‫‪٣٨٤‬‬

‫‪۱۷۱‬‬ ‫ولم يعد لديه‬ ‫‪٣٨٥‬‬

‫‪219‬‬ ‫ومن تم‬ ‫‪٣٨٦‬‬

‫‪265‬‬ ‫ونظرا لنكول‬ ‫‪۳۸۷‬‬

‫‪٦١‬‬ ‫وهبت له‬ ‫‪٣٨٨‬‬

‫‪۱۱۷‬‬ ‫‪۳۸۹‬‬
‫يتراوح‬

‫‪٢٣٨‬‬ ‫يتوجب‬ ‫‪۳۹۰‬‬

‫‪۱۱۹‬‬ ‫يحتوي‬ ‫‪۳۹۱‬‬

‫‪۱۰۳‬‬ ‫يُخْصَمُ منه‬ ‫‪٣٩٢‬‬

‫‪۲۳۷‬‬ ‫يسري‬ ‫‪۳۹۳‬‬

‫‪215‬‬ ‫يطالب بإعادته ‪ ،‬بينما ‪..‬‬ ‫‪٣٩٤‬‬


‫ا‬
‫في‬
‫اللحن‬
‫ملجقا‬

‫‪١١٦‬‬ ‫يطاله‬ ‫‪٣٩٥‬‬


‫ضا‬
‫لءس‬

‫‪١٥٣‬‬ ‫ينبغي عليه‬ ‫‪٣٩٦‬‬

‫‪٢٧٥‬‬ ‫ينضاف‬ ‫‪۳۹۷‬‬

‫‪٢٥٥‬‬ ‫يهدف‬ ‫‪۳۹۸‬‬

‫‪٢٣٥‬‬ ‫‪۳۹۹‬‬
‫يوازي‬

‫‪٣٩٥‬‬
‫الكتاب‬ ‫مراجع‬

‫اللحن في مجالس القضاء‬


‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المصادر والمراجع‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫‪۳۹۸‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫فهرس المصادر والمراجع‬

‫‪:‬‬
‫الإتقان في علوم القرآن للسيوطي ‪ ،‬ت ‪ :‬مركز الدراسات القرآنية ‪ ،‬مجمع الملـ‬ ‫‪١-‬‬

‫فهد لطباعة المصحف الشريف ‪.‬‬

‫للماوردي ‪ ،‬ت ‪ :‬أحمد البغدادي ‪،‬‬ ‫الأحكام السلطانية والولايات الدينية‬ ‫‪-٢‬‬
‫ط ‪ ١٤٠٩ /١‬هـ ‪.‬‬

‫‪ - ٣‬أخبار القضاة ‪ :‬لوكيع ‪ ،‬مراجعة ‪ :‬سعيد اللحام ‪ ،‬عالم الكتب ‪.‬‬

‫‪ ٤-‬أخطاء ألفناها ‪ :‬لنسيم نصر‪ ،‬دار العلم الملايين ‪ ،‬ط ‪ ١٩٩٤ / ١‬م ‪.‬‬

‫ه ‪ -‬الأخطاء اللغوية الشائعة على ألسنة الكتاب والأدباء والإذاعيين لمحمد أبو‬

‫الحسن ‪ ،‬مطبعة الأمانة ‪.‬‬

‫‪ ٦-‬الأخطاء اللغوية الشائعة في الأوساط الثقافية لمحمود عبد الرزاق جمعة‬

‫منشورات بتانة ‪ ،‬ط ‪ ٢٠١٨ /٤‬م ‪.‬‬

‫‪،‬‬
‫أخلاق الوزيرين ‪ :‬لأبي حيان التوحيدي ‪ ،‬ت ‪ :‬محمد بن تاويت الطنجي ‪ ،‬دارصادر‬ ‫‪٧‬‬

‫ط ‪ 1412‬هـ‪.‬‬

‫أدب الكاتب ‪ :‬لابن قتيبة ‪ ،‬ت ‪ :‬محمد الدالي ‪ ،‬مؤسسة الرسالة ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫في‬

‫ملجقا‬
‫ا‬
‫اللحن‬

‫أدب الكتاب ‪ :‬لأبي بكر الصولي ‪ ،‬ت ‪ :‬محمد بهجة الأثري ‪ ،‬المطبعة السلفية ‪،‬‬ ‫‪٩-‬‬
‫لء‬
‫س‬ ‫ضا‬

‫ط ‪ ١٣٤١‬هـ ‪.‬‬

‫الأدب المفرد ‪ :‬للإمام أبي عبد الله البخاري ‪ ،‬ت ‪ :‬سمير الزهيري ‪ ،‬مكتبة المعارف‬ ‫‪10-‬‬

‫للنشر والتوزيع ‪ ،‬ط ‪ ١٤١٩ / ١‬هـ ‪.‬‬

‫‪۳۹۹‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المصادر والمراجع‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫‪ ١١-‬ارتشاف الضرب من لسان العرب ‪ :‬لابن حيان الأندلسي ‪ ،‬ت ‪ :‬رجب عثمان‬

‫محمد ‪ ،‬مكتبة الخانجي ‪ ،‬ط ‪ ١٤١٨ /١‬هـ ‪.‬‬

‫‪ ١٢-‬أزاهيرالفصحى في دقائق اللغة ‪ :‬لعباس أبي السعود ‪ ،‬دارالمعارف ‪ ،‬الطبعة الثانية ‪.‬‬

‫‪ ١٣-‬أساس البلاغة ‪ :‬للزمخشري ‪ ،‬ت ‪ :‬محمد باسل عيون السود المكتبة العلمية‬

‫‪ ١٤١٩ /١‬هـ‬

‫أساليب العرب في صناعة الإنشاء ‪ :‬لشاكر شقير اللبناني ‪ ،‬مطبعة جاروجيوس ‪،‬‬ ‫‪١٤‬‬

‫بيروت سنة ‪١٨٩٢‬م ‪.‬‬

‫‪ ١٥-‬الاستدراك على كتاب قل ولا تقل ‪ :‬لصبحي البصام ‪ ،‬مطبعة المعارف ببغداد ‪،‬‬
‫ط ‪ ١٣٩٦‬هـ ‪.‬‬

‫ت ‪ :‬محمد حسين شمس الدين ‪ ،‬دار‬


‫‪ ١٦-‬أسرار العربية ‪ :‬لأبي البركات الأنباري ‪:‬‬

‫الكتب العلمية ‪ ،‬ط ‪ ١٤١٨ / ١‬هـ‬

‫‪ ۱۷-‬أسئلة إلى مجلة ( البيان ) و ( الضياء ) وأجوبة الشيخ إبراهيم اليازجي عليهما ‪:‬‬

‫ليوسف خوري ‪ ،‬دار الحمراء ‪ ،‬ط ‪ ١٩٩٣ /١‬م ‪.‬‬

‫‪ ١٨-‬أشتات في الأدب واللغة ‪ :‬لإبراهيم السامرائي ‪ ،‬دار الكتب والوثائق القومية ‪ ،‬ط ‪1‬‬

‫‪ 1422‬هـ ‪.‬‬

‫‪:‬‬
‫لمحمد سليم الجندي ‪ ،‬مطبعة الترقي ‪،‬‬ ‫‪ - ١٩‬إصلاح الفاسد من لغة الجرائد‬
‫ط ‪ ١٣٤٣‬هـ ‪.‬‬

‫إصلاح المنطق لابن السكيت ت ‪ :‬أحمد محمد شاكر‪ ،‬وعبد السلام محمد‬ ‫‪٢٠‬‬

‫هارون ‪ ،‬دارالمعارف ‪.‬‬

‫‪2..‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫‪ - 21‬إصلاحات في لغة الكتابة والأدب ‪ :‬لعبد القدوس الأنصاري ‪ ،‬مطبعة الوفاء ‪.‬‬

‫‪ - ٢٢‬الأصول في النحو لأبي بكر ابن السراج البغدادي ‪ ،‬ت ‪ :‬عبد الحسين الفتلي‬
‫مؤسسة الرسالة ‪ ،‬ط ‪ ١٤١٧ / ٢‬هـ ‪.‬‬

‫‪:‬الأضداد لابن القاسم الأنباري ‪ ،‬ت ‪ :‬محمد أبو الفضل إبراهيم ‪ ،‬دائرة المطبوعات‬ ‫‪۲۳‬‬

‫والنشرفي الكويت ‪ ،‬ط ‪ ١٩٦٠‬م ‪.‬‬

‫‪ ٢٤-‬الأغاني ‪ :‬لأبي الفرج الأصفهاني ‪ ،‬مطبعة التقدم في مصر‪.‬‬

‫‪ - ٢٥‬أغلاط اللغويين الأقدمين ‪ :‬لأنستاس ماري الكرملي ‪ ،‬مطبعة الأيتام ‪ ،‬ط ‪. ١٩٣٢‬‬

‫الأفعال لابن القطاع ‪ ،‬دائرة المعارف ‪ ،‬ط ‪ ١٣٦٠ /١‬هـ‪.‬‬ ‫‪٢٦‬‬

‫‪ : - ۲۷‬الأفعال لابن القُوطية ‪ ،‬ت ‪ :‬علي فودة ‪ ،‬مكتبة الخانجي ‪ ،‬ط ‪ ١٩٩٣ /٢‬م ‪.‬‬

‫‪ ٢٨-‬الأفعال ‪ :‬للمعافري السرقطسي ‪ ،‬ت ‪ :‬حسين محمد محمد شرف ‪ ،‬الهيئة العامة‬

‫لشؤون المطابع الأميرية ‪ ،‬ط ‪١٣٩٣‬هـ‪.‬‬

‫‪ 29-‬أقرب الموارد في فُصَح العربية والشوارد ‪ :‬السعيد الخوري الشرتوني ‪ ،‬منشورات‬

‫المرعشي النجفي ‪ ،‬ط ‪١٤٠٣‬هـ ‪.‬‬

‫إكمال المعلم بفوائد مسلم ‪ :‬للقاضي عياض ‪ ،‬ت ‪ :‬يحبى إسماعيل ‪ ،‬دار الوفاء ‪،‬‬ ‫‪- ٣٠‬‬
‫في‬

‫ملجقا‬
‫ا‬
‫اللحن‬

‫‪ ١٤١٩ /١‬هـ ‪.‬‬


‫لء‬
‫س‬ ‫ضا‬

‫راجع ‪:‬‬ ‫للهمذاني‬ ‫‪ 1-‬الألفاظ الكتابية‬


‫السيد الجميلي ‪ ،‬دار الكتاب العربي‬ ‫ه‬
‫ط ‪ ١٤٠٦ /١‬هـ‪.‬‬

‫‪ ٣-‬الألفاظ والأساليب ‪ :‬لمحمد شوقي أمين ‪ ،‬ومصطفى حجازي ‪.‬‬

‫‪٤٠١‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المصادر والمراجع‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫‪: - ٣٣‬الأم ‪ :‬للإمام الشافعي ‪ ،‬ت ‪ :‬محمد زهري النجار‪ ،‬مكتبة الكليات الأزهرية ‪.‬‬

‫‪ - ٣٤‬أمالي ابن الشَّجَري ‪ ،‬ت ‪ :‬محمود الطناحي ‪ ،‬مكتبة الخانجي ‪.‬‬

‫‪ ٣٥-‬الأمالي ‪ :‬لأبي علي القالي ‪ ،‬دار الكتب العلمية ‪.‬‬

‫‪ - ٣٦‬الإمتاع والمؤانسة ‪ :‬لأبي حيان التوحيدي ‪ ،‬ت أحمد أمين ‪ ،‬وأحمد الزين ‪ ،‬دار‬

‫مكتبة الحياة ‪.‬‬

‫‪ - ۳۷‬إنباه الرواة على أنباء النحاة لجمال الدين القفطي ‪ ،‬ت ‪ :‬محمد أبو الفضل‬

‫إبراهيم‪ ،‬دار الكتب والوثائق القومية ‪ ،‬ط ‪ ١٤٢٦ / ٢‬هـ‪.‬‬

‫‪ - ۳۸‬الإنصاف في مسائل الخلاف بين النحويين ‪ :‬البصريين ‪ ،‬والكوفيين ‪ ،‬لأبي البركات‬

‫الأنباري ‪ ،‬ت ‪ :‬محمد محبي الدين عبد الحميد ‪ ،‬مطبعة السعادة ‪ ،‬ط ‪ ١٣٨٠ /٤‬هـ ‪.‬‬

‫‪ ٣٩-‬أنوار التنزيل وأسرار التأويل ‪ :‬للبيضاوي ‪ ،‬دارإحياء التراث العربي ‪.‬‬

‫أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك ‪ :‬لابن هشام الأنصاري ‪ ،‬ت ‪ :‬محمد محبي‬ ‫‪- ٤٠‬‬

‫الدين عبد الحميد ‪ ،‬المكتبة العصرية ‪.‬‬

‫أوهام الكتاب ‪ :‬لأبي تراب الظاهري ‪ ،‬النادي الأدبي الثقافي بجدة ‪ ،‬ط ‪ ١٤٠٣ / ١‬هـ‬ ‫‪- ٤١‬‬

‫‪ ٤٢-‬إيضاح شواهد الإيضاح ‪ :‬لأبي علي القيسي ‪ ،‬ت ‪ :‬محمد الدعجاني ‪ ،‬دار الغرب‬

‫الإسلامي ‪ ،‬ط ‪ ١٤٠٨ /١‬هـ ‪.‬‬

‫‪ - ٤٣‬بحر العوام فيما أصاب فيه العَوَام ‪ :‬للإمام ابن الحنبلي الحلبي ‪ ،‬ت ‪ :‬عز الدين‬

‫التنوخي ‪ ،‬مطبعة ابن زيدون سنة ‪ ١٣٥٦‬هـ‪.‬‬

‫البخلاء ‪ :‬للجاحظ ‪ ،‬ت ‪ :‬طه الحاجري ‪ ،‬دار المعارف ‪ ،‬الطبعة السابعة ‪.‬‬ ‫‪- ٤٤‬‬

‫‪٤٠٢‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫‪ ٤٥-‬البداية والنهاية ‪ :‬للحافظ ابن كثير‬


‫‪ ،‬ت ‪ :‬عبد الله التركي ‪ ،‬دار هجر‪.‬‬

‫‪ ٤٦-‬البصائر والذخائر‪ :‬لأبي حيان التوحيدي ‪ ،‬ت ‪ :‬وداد القاضي ‪ ،‬دار صادر‪ ،‬الطبعة الأولى ‪.‬‬

‫‪ - ٤٧‬البيان والتبين ‪ :‬لأبي عثمان الجاحظ ‪ ،‬ت ‪ :‬عبد السلام محمد هارون ‪ ،‬مكتبة‬

‫الخانجي ‪ ،‬ط ‪ ١٤١٨ /٧‬هـ ‪.‬‬

‫تاج العروس من جواهر القاموس ‪ :‬للزّبيدي ‪ ،‬المجلس الوطني للثقافة والفنون‬ ‫‪٤٨‬‬

‫والآداب في الكويت ‪ ،‬ط ‪ ١٤٠٧ / ٢‬هـ ‪.‬‬

‫‪ - ٤٩‬تاريخ الإسلام ‪ ،‬ووفيات المشاهير والأعلام ‪ :‬للحافظ الذهبي ‪ ،‬ت ‪ :‬عمر تدمري ‪،‬‬

‫دار المغني ‪ ،‬ط ‪ ١٤١٠ / ٢‬هـ ‪.‬‬

‫تاريخ الرسل والملوك ‪ :‬لأبي جعفر الطبري ‪ ،‬ت ‪ :‬محمد أبو الفضل إبراهيم ‪ ،‬دار‬ ‫‪٥٠‬‬

‫المعارف بمصر‪.‬‬

‫تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ‪ ،‬ت ‪ :‬بشارعواد معروف ‪ ،‬دارالغرب الإسلامي‬ ‫‪٥١‬‬

‫‪ ١٤٢٢ / ١‬هـ‪.‬‬

‫تاريخ مدينة دمشق ‪ :‬للحافظ ابن عساكر‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬ط ‪ ١٤١٩ /١‬هـ ‪.‬‬ ‫‪٥٢‬‬

‫تبصرة الحكام في أصول الأقضية ومناهج الأحكام لابن فرحون المالكي ‪ ،‬ت ‪:‬‬ ‫‪٥٣‬‬
‫في‬

‫مجا‬
‫القضاء‬
‫اللحن‬

‫عثمان ضميرية ‪ ،‬وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في قطر‪ ،‬ط ‪١٤٣٧ /١‬هـ‬
‫لس‬

‫‪ - ٥٤‬تثقيف اللسان ‪ ،‬وتلقيح الجنان لابن مكي الصقلي ‪ ،‬ت ‪ :‬عبد العزيز مطر‪ ،‬وزارة‬

‫الأوقاف بجمهورية مصر العربية ‪ ،‬ط ‪ ١٤٣١‬هـ ‪.‬‬

‫‪ ٥٥-‬تحفة الأمراء في تاريخ الوزراء ‪ :‬لأبي الحسن الصابئ ‪ ،‬ت ‪ :‬عبد الستار فراج ‪ ،‬مكتبة الأعيان ‪.‬‬

‫‪٤٠٣‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المصادر والمراجع‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫‪ - ٥٦‬التذكرة الحمدونية ‪ :‬لابن حمدون ‪ ،‬ت ‪ :‬إحسان عباس ‪ ،‬وبكر عباس ‪ ،‬دار صادر‪،‬‬

‫ط ‪ ١٩٩٦ /١‬م ‪.‬‬

‫‪ - ٥٧‬تذكرة الكاتب ‪ :‬لأسعد خليل داغر‪ ،‬مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة ‪ ،‬ط ‪ ٢٠١٢‬م ‪.‬‬

‫‪ ٥٨-‬تصحيح التصحيف وتحرير التحريف ‪ :‬لصلاح الدين الصفدي ‪ ،‬ت ‪ :‬السيد‬

‫شرقاوي ‪ ،‬مكتبة الخانجي ‪ ،‬ط ‪ ١٤٠٧ / ١‬هـ ‪.‬‬

‫التطور اللغوي التاريخي ‪ :‬لإبراهيم السامرائي ‪ ،‬دار الأندلس ‪ ،‬ط ‪١٤٠١ /٢‬هـ ‪.‬‬ ‫‪-٥٩‬‬

‫التعريفات للجرجاني ‪ ،‬مكتبة لبنان ‪ ،‬ط ‪ ١٩٨٥‬م ‪.‬‬ ‫‪- ٦٠‬‬

‫‪ ٦١-‬تفسير البحر المحيط ‪ :‬لأبي حيان الأندلسي ‪ ،‬ت ‪ :‬عادل عبد الموجود ‪ ،‬وعلي‬

‫معوض‪ ،‬دار الكتب العلمية ‪ ،‬ط ‪ ١٤١٣ /١‬هـ ‪.‬‬

‫‪ ٦٢-‬تفسير القرآن العظيم للحافظ ابن كثير ت ‪ :‬سامي السلامة ‪ ،‬دار طيبة ‪،‬‬
‫ط ‪ ١٤١٨ /١‬هـ‪.‬‬

‫‪ ٦٣-‬تقويم اللسان لابن الجوزي ‪ ،‬ت ‪ :‬عبد العزيز مطر‪ ،‬ط ‪ ١٩٦٦ /١‬م ‪.‬‬

‫‪ ٦٤-‬تقويم اللسانين ‪ :‬لمحمد تقي الدين الهلالي ‪ ،‬مكتبة المعارف ‪ ،‬ط ‪١٤٠٤ /٢‬هـ ‪.‬‬

‫‪ - ٦٥‬تكملة إصلاح ما تغلط فيه العامة ‪ :‬لأبي منصور الجواليقي ‪ ،‬ت ‪ :‬حاتم الضامن‬

‫دار البشائر‪ ،‬ط ‪ ١٤٢٨ / ١‬هـ ‪.‬‬

‫‪ - ٦٦‬التنبيه على غلط الجاهل والنبيه ‪ :‬لابن كمال باشا ‪ ،‬ت ‪ :‬عبد القادر المغربي ‪ ،‬دار‬

‫المقتبس ‪ ،‬ط ‪١٤٣٥ /١‬هـ ‪.‬‬

‫‪ - ٦٧‬تهذيب الأسماء واللغات ‪ :‬للنووي ‪ ،‬دارالكتب العلمية ‪.‬‬

‫‪٤٠٤‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫‪ - ٦٨‬تهذيب الألفاظ العامية لمحمد علي الدسوقي ‪ ،‬مطبعة أبي الهول ‪ ،‬ط ‪ ١٣٣١ / ١‬هـ ‪.‬‬

‫‪ ٦٩-‬تهذيب اللغة ‪ :‬لأبي منصور الأزهري ‪ ،‬ت ‪ :‬عبد السلام محمد هارون وآخرون ‪،‬‬

‫الدار المصرية للتأليف والترجمة ‪ ،‬ط ‪ ١٣٨٤‬هـ‪.‬‬

‫‪ - ۷۰‬الجاسوس على القاموس ‪ :‬لأحمد فارس الشدياق ‪ ،‬دار صادر‪ ،‬ط ‪ ۱۲۹۹‬هـ‪.‬‬

‫‪ ۷۱-‬جامع الأصول في أحاديث الرسول ‪ :‬لأبي السعادات ابن الأثير‪ ،‬ت ‪ :‬عبد القادر‬

‫الأرناؤوط ‪ ،‬مكتبة الحلواني ودار البيان ومطبعة الملاح ‪ ،‬ط ‪ ١٣٩٢‬هـ ‪.‬‬

‫جامع البيان عن تأويل آي القرآن ‪ :‬لأبي جعفر الطبري ‪ ،‬دار هجر‪ ،‬ط ‪ ١٤٢٢ / ١‬هـ ‪.‬‬

‫‪،‬‬ ‫‪:‬‬
‫راجعه ‪ :‬عبد المنعم خفاجة ‪،‬‬ ‫لمصطفى الغلاييني‬ ‫‪ ۷۳-‬جامع الدروس العربية‬

‫منشورات المكتبة العصرية ‪ ،‬ط ‪ ١٤١٤ / ٣٠‬هـ ‪.‬‬

‫‪ ٧٤-‬الجامع الصحيح المسند من حديث رسول الله اللهوسننه وأيامه ‪ :‬للإمام أبي‬

‫عبد الله البخاري عناية ‪ :‬عبد السلام علوش مكتبة الرشد ‪ ،‬ط ‪ ١٤٢٧ /٢‬هـ ‪.‬‬

‫الجامع الكبير‪ :‬للحافظ الترمذي ‪ ،‬ت ‪ :‬بشار عواد معروف ‪ ،‬دار الغرب الإسلامي‬ ‫‪٧٥‬‬

‫ط ‪ ١١٩٦ /١‬م ‪.‬‬

‫‪ - ٧٦‬الجامع لأحكام القرآن لأبي عبد الله القرطبي ‪ ،‬ت ‪ :‬عبد الله التركي ‪ ،‬مؤسسة‬

‫الرسالة ‪ ،‬ط ‪ ١٤٢٧ /١‬هـ ‪.‬‬


‫في‬

‫ملجقا‬
‫ا‬
‫اللحن‬
‫لء‬‫ضا‬

‫‪ - ۷۷‬جمهرة أشعار العرب لمحمد بن الخطاب القرشي ‪ ،‬دار صادر‪.‬‬


‫س‬

‫‪ -۷۸-‬جمهرة اللغة لابن دريد ‪ ،‬ت ‪ :‬رمزي بعلبكي ‪ ،‬دار العلم للملايين ‪ ،‬ط ‪ ١٩٨٧ / ١‬م ‪.‬‬

‫‪ - ۷۹‬الجنى الداني في حروف المعاني ‪ :‬لابن قاسم المرادي ‪ ،‬ت ‪ :‬فخر الدين قباوة‬

‫ومحمد ندیم ‪،‬فاضل ‪ ،‬دار الكتب العلمية ‪ ،‬ط ‪١٤١٣ /١‬هـ‪.‬‬

‫‪٤٠٥‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المصادر والمراجع‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫‪ ۸۰-‬حاشية الخُضري على شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك ‪ ،‬ت ‪ :‬يوسف الشيخ‬

‫البقاعي ‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬ط ‪ ١٤٢٤ / ١‬هـ ‪.‬‬

‫حاشية الصبان على شرح الأشموني على ألفية ابن مالك ‪ :‬ت ‪ :‬طه عبد الرؤوف‬ ‫‪-۸۱‬‬

‫سعد ‪ ،‬المكتبة التوفيقية ‪.‬‬

‫‪ ٨٢-‬الحاوي الكبير لأبي الحسن الماوردي ‪ ،‬ت ‪ :‬عادل عبد الموجود ‪ ،‬وعلي معوض ‪ ،‬دار‬

‫الكتب العلمية ‪ ،‬ط ‪ ١٤١٤ /١‬هـ ‪.‬‬

‫حلية المحاضرة في صناعة الشعر‪ :‬لأبي علي الحاتمي ‪ ،‬ت ‪ :‬جعفر الكتاني ‪ ،‬دار‬ ‫‪٨٣-‬‬

‫الرشيد للنشر‪.‬‬

‫حول الغلط والفصيح على ألسنة الكتاب ‪ :‬لأحمد أبي الخضر منسي ‪ ،‬مكتبة دار‬ ‫‪٨٤-‬‬

‫المعرفة ‪ ،‬ط ‪ ١٩٦٣ /١‬م ‪.‬‬

‫الحيوان للجاحظ ‪ ،‬ت ‪ :‬عبد السلام محمد هارون ‪ ،‬مطبعة مصطفى الحلبي‬ ‫‪-٨٥‬‬

‫وأولاده ‪ ،‬ط ‪ ١٣٨٦ /٢‬هـ ‪.‬‬

‫‪ ٨٦-‬خزانة الأدب ‪ ،‬وغاية الأرب ‪ :‬لابن حجة الحموي ‪ ،‬ت كوكب دياب ‪ ،‬دار صادر‪،‬‬

‫‪ 1421 /1‬هـ‪.‬‬

‫خزانة الأدب ‪ ،‬ولب لباب لسان العرب ‪ :‬للبغدادي ‪ ،‬ت ‪ :‬عبد السلام هارون‬ ‫‪-‬‬

‫مكتبة الخانجي ‪ ،‬ط ‪ ١٤١٨ / ٤‬هـ ‪.‬‬

‫الخصائص ‪ :‬لابن جني ‪ ،‬ت محمد علي النجار‪ ،‬دار الكتب المصرية ‪.‬‬

‫‪ ٨٩-‬خيرالكلام في التقصي عن أغلاط العوام ‪ :‬لعلي بن بالي ‪ ،‬ت ‪ :‬حاتم الضامن‬

‫مؤسسة الرسالة ‪ ،‬ط ‪ ١٤٠٣ / ٢‬هـ ‪.‬‬

‫‪٤٠٦‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫‪:‬‬
‫‪ ٩٠-‬الدر المصون في علوم الكتاب المكنون للسمين الحلبي ‪ ،‬ت ‪ :‬أحمد محمد الخراط ‪،‬‬

‫دار القلم ‪.‬‬

‫‪ - ۹۱‬دراسات في اللغة ‪ :‬لإبراهيم السامرائي ‪ ،‬مطبعة العاني ‪ ،‬ط ‪ ١٩٦١‬م ‪.‬‬

‫دراسات في فلسفة النحو والصرف واللغة والرسم ورد على رؤوف جمال الدين ‪:‬‬

‫لمصطفى جواد ‪ ،‬مطبعة أسعد ‪.‬‬

‫‪ - ۹۳‬درة الغواص ‪ :‬للحريري ‪ ،‬مع الشرح والحواشي ‪،‬والتكملة ‪ ،‬ت ‪ :‬عبد الحفيظ‬

‫القرني ‪ ،‬دار الجيل ‪ ،‬ط ‪ ١٤١٧ / ١‬هـ ‪.‬‬

‫‪ ،‬تعريب ‪ :‬فهمي الحسيني ‪ ،‬دار عالم‬


‫‪ - ٩٤‬درر الحكام شرح مجلة الأحكام لعلي حيدر‬

‫الكتب ‪ ،‬ط ‪ ١٤٢٣‬هـ‪.‬‬

‫‪ - ٩٥‬الدرر الكامنة في أعيان المئة الثامنة ‪ :‬للحافظ ابن حجر‪ ،‬دار الجيل ‪ ،‬ط ‪ ١٤١٤‬هـ ‪.‬‬

‫‪ - ٩٦‬دفع الأوهام ‪ :‬لعبد الرحمن بن سلام البيروتي ‪ ،‬ت ‪ :‬محمد خير رمضان ‪ ،‬ط ‪ ١٤٤١‬هـ ‪.‬‬

‫دقائق العربية ‪ :‬لأمين آل ناصر الدين مكتبة لبنان ‪ ،‬ط ‪ ١٩٨٦ /٣‬م ‪.‬‬ ‫‪۹۷‬‬

‫دلائل الإعجاز‪ :‬لعبد القاهر الجرجاني ‪ ،‬ت ‪ :‬محمود محمد شاكر مكتبة الخانجي‬ ‫‪۹‬‬

‫‪ - ٩٩‬دليل الأخطاء الشائعة في الكتابة والنطق‪ :‬لمروان البواب وإسماعيل مروة ‪ ،‬دار‬
‫في‬
‫اللحن‬
‫ملجقا‬
‫ا‬

‫الرضا للنشر‪ ،‬ط ‪ ٢٠٠٠ / ١‬م ‪.‬‬


‫لء‬
‫س‬ ‫ضا‬

‫‪ - ١٠٠‬دليل السالك إلى ألفية ابن مالك ‪ :‬لعبد الله بن صالح الفوزان ‪ ،‬دار المسلم‬

‫ط ‪ ١٩٩٨ /١‬م ‪.‬‬

‫‪ ۱۰۱-‬دیوان ابن الرومي ‪ ،‬شرح ‪ :‬أحمد حسن بسج ‪ ،‬دار الكتب العلمية ‪ ،‬ط ‪ ١٤٢٣ / ٣‬هـ ‪.‬‬

‫‪٤٠٧‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المصادر والمراجع‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫‪ - ١٠٢‬ديوان ابن هانئ الأندلسي ‪ ،‬دار بيروت للطباعة والنشر‪ ،‬ط ‪ ١٤٢٠‬هـ ‪.‬‬

‫‪ ،‬الطبعة الأوربية ‪.‬‬


‫ديوان الأعشى الكبير‬ ‫‪۱۰۳‬‬

‫‪ - ١٠٤‬ديوان الإمام الشافعي ‪ ،‬ت ‪ :‬إميل يعقوب ‪ ،‬دار الكتاب العربي ‪ ،‬ط ‪ ١٤١٦ / ٣‬هـ ‪.‬‬

‫ديوان البحتري ت ‪ :‬حسن كامل الصيرفي دار المعارف ‪ ،‬الطبعة الثالثة ‪.‬‬ ‫‪١٠٥‬‬

‫‪ - ١٠٦‬ديوان الشريف الرضي ‪ ،‬المطبعة الأدبية ببيروت ‪ ،‬ط ‪ ١٣٠٩‬هـ ‪.‬‬

‫‪ - ۱۰۷‬ديوان الفرزدق ‪ ،‬ضبط علي فاعور‪ ،‬دار الكتب العلمية ‪ ،‬ط ‪ ١٤٠٧ / ١‬هـ ‪.‬‬

‫‪ - ۱۰۸‬ديوان امرئ القيس ‪ ،‬ت ‪ :‬مصطفى عبد الشافي ‪ ،‬دار الكتب العلمية ‪ ،‬ط ‪ ١٤٢٥ /٥‬هـ ‪.‬‬

‫‪ ،‬ط ‪ ١٤٠٦‬هـ ‪.‬‬


‫‪ - ۱۰۹‬ديوان جرير‪ ،‬دار بيروت للطباعة والنشر‬

‫‪٠١١‬ـ ديوان حسان بن ثابت ‪ ،‬دار الكتب العلمية ‪ ،‬ط ‪ ١٤١٤ / ٢‬هـ ‪.‬‬

‫‪ - ۱۱۱‬ديوان ذي الرمة ‪ ،‬شرح الخطيب التبريزي ‪ ،‬دار الكتاب العربي ‪ ،‬ط ‪ ١٤١٦ / ٢‬هـ ‪.‬‬

‫‪ - ۱۱۲‬دیوان زهير بن أبي سلمى ‪ ،‬ت ‪ :‬علي حسن فاعور‪ ،‬دار الكتب العلمية ‪ ،‬ط ‪ ١٤٠٨ / ١‬هـ ‪.‬‬

‫‪ - ١١٣‬ديوان طرفة بن العبد ‪ ،‬دارالكتب العلمية ‪ ،‬ط ‪ ١٤٢٣ / ٣‬هـ ‪.‬‬

‫‪ - ١١٤‬ديوان عمر بن أبي ربيعة ‪ ،‬دار الكتاب العربي ‪ ،‬ط ‪ ١٤١٦ / ٢‬هـ ‪.‬‬

‫‪ ١١٥-‬ديوان عنترة ‪ ،‬ت ‪ :‬محمد سعيد مولوي ‪ ،‬المكتب الإسلامي ‪ ،‬ط ‪ ۱۳۹۰‬هـ ‪.‬‬

‫‪ ١١٦-‬ديوان محمد بن حازم الباهلي ‪ ،‬صنع ‪ :‬محمد خير البقاعي ‪ ،‬دار قتيبة للطباعة‬

‫والنشر‪ ،‬ط ‪١٤٠١‬هـ‪.‬‬

‫‪:‬‬
‫‪ - ۱۱۷‬دیوان مهلهل بن ربيعة ‪ ،‬شرح طلال حرب ‪ ،‬الدار العالمية ‪.‬‬

‫‪٤٠٨‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫رد الشارد إلى طريق القواعد ‪ :‬لجرجي شاهين عطية ‪ ،‬مطبعة جاروجيوس سنة ‪ ١٩٢١‬م ‪.‬‬ ‫‪۱۱۸‬‬

‫الرسالة ‪ :‬للإمام الشافعي ‪ ،‬ت ‪ :‬أحمد محمد شاكر‪ ،‬دار الكتب العلمية ‪.‬‬ ‫‪- 119‬‬

‫‪:‬‬
‫رسائل الرافعي لمحمود أبورية ‪ ،‬الدار العمرية ‪.‬‬ ‫‪۱۰‬‬

‫روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني ‪ :‬للألوسي ‪ ،‬دار إحياء التراث العربي ‪.‬‬ ‫‪١٢١‬‬

‫‪ ١٢٢-‬الزاهر في معاني كلمات الناس ‪ :‬لابن القاسم ابن الأنباري ‪ ،‬ت ‪ :‬حاتم الضامن دار‬

‫‪ ،‬ط ‪ ١٤٢٤ / ٣‬هـ ‪.‬‬


‫البشائر‬

‫‪ ١٢٣-‬زهر الآداب ‪ ،‬وثمر الألباب ‪ :‬لأبي إسحاق الحصري القيرواني ‪ ،‬ت ‪ :‬صلاح الدين‬
‫الهواري ‪ ،‬المكتبة العصرية ‪ ،‬ط ‪ ١٤٢١ /١‬هـ ‪.‬‬

‫السبعة في القراءات ‪ :‬لابن مجاهد ‪ ،‬ت ‪ :‬شوقي ضيف ‪ ،‬دار المعارف بمصر‪.‬‬ ‫‪١٢٤-‬‬

‫‪-١٢٥‬‬
‫سر صناعة الإعراب ‪ :‬لابن جني ‪ ،‬ت ‪ :‬حسن هنداوي ‪ ،‬دار القلم ‪ ،‬ط ‪ ١٤١٣ / ٣‬هـ ‪.‬‬

‫‪:‬‬
‫‪ - ١٢٦‬السنن الكبرى للبيهقي ‪ ،‬ت ‪ :‬محمد عبد القادر عطا ‪ ،‬دار الكتب العلمية ‪،‬‬
‫ط ‪ ١٤٢٤ / ٣‬هـ ‪.‬‬

‫‪ ١٢٧-‬سنن النسائي بشرح السيوطي ‪ :‬ت ‪ :‬عبد الفتاح أبو غدة ‪ ،‬مكتبة المطبوعات‬

‫الإسلامية بحلب ‪.‬‬

‫سعد بن عبد الله آل حميد ‪ ،‬دار الصميعي‬ ‫‪ ١٢٨-‬سنن سعيد بن منصورت‬


‫في‬

‫ملجقا‬
‫ا‬
‫اللحن‬

‫ط ‪ ١٤١٤ / ١‬هـ ‪.‬‬


‫لء‬
‫س‬ ‫ضا‬

‫‪ - 129‬السنن ‪ :‬للحافظ ابن ماجه ‪ ،‬ت ‪ :‬بشارعواد معروف ‪ ،‬دار الجيل ‪ ،‬ط ‪ ١٤١٨ /١‬هـ ‪.‬‬

‫عوامة ‪ ،‬مؤسسة الرسالة ‪،‬‬


‫محمد ‪،‬‬ ‫السنن للحافظ أبي داود السجستاني ت‬ ‫‪١٣٠‬‬
‫ط ‪ ١٤٢٥ / ٢‬هـ ‪.‬‬

‫‪٤٠٩‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المصادر والمراجع‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫‪ - ۱۳۱‬سهم الألحاظ في وهم الألفاظ لابن الحنبلي ‪ ،‬ت ‪ :‬حاتم الضامن ‪ ،‬مؤسسة‬

‫الرسالة ‪ ،‬ط ‪ ١٤٠٥ /٢‬هـ ‪.‬‬

‫‪ ١٣٢-‬السيد رشيد رضا أو إخاء أربعين سنة ‪ :‬للأمير شكيب أرسلان ‪ ،‬مطبعة ابن‬

‫زيدون ‪ ،‬ط ‪ ١٣٥٦‬هـ ‪.‬‬

‫‪:‬‬
‫‪ ١٣٣-‬سيرأعلام النبلاء للحافظ الذهبي ‪ ،‬ت ‪ :‬شعيب الأرناؤوط وصحبه ‪ ،‬مؤسـسـة‬

‫الرسالة ‪ ،‬ط ‪ ١٤٠٢ / ١‬هـ‪.‬‬

‫‪ - ١٣٤‬السيرة النبوية لابن هشام ‪ ،‬ت ‪ :‬مجدي فتحي السيد ‪ ،‬دار الصحابة للتراث ‪،‬‬
‫ط ‪ ١٤١٦ /١‬هـ ‪.‬‬

‫شأن الدعاء ‪ :‬لأبي سليمان الخطابي ‪ ،‬ت ‪ :‬أحمد الدقاق ‪ ،‬دار الثقافة العربية‬ ‫‪١٣٥‬‬
‫ط ‪ ١٤١٢ / ٣‬هـ ‪.‬‬

‫لأنطويـوس شبلي اللبناني ‪،‬‬ ‫‪ ١٣٦-‬الشدياق واليازجي ( مناقشة علمية أدبية‬

‫ط ‪ ١٩٥٠ /١‬م ‪.‬‬

‫‪ ۱۳۷-‬شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك ‪ ،‬دار التراث ‪ ،‬ط ‪ ١٤٠٠ / ٢٠‬هـ ‪.‬‬

‫‪ - ۱۳۸‬شرح أبيات مغني اللبيب ‪ :‬لعبد القادر البغدادي ‪ ،‬ت ‪ :‬عبد العزيز رباح ‪ ،‬وأحمد‬

‫يوسف دقاق ‪ ،‬دار الثقافة العربية ‪ ،‬ط ‪ ١٤١٤ / ٢‬هـ‪.‬‬

‫‪ ١٣٩-‬شرح التصريح على التوضيح لخالد الأزهري ‪ ،‬ت ‪ :‬محمد باسل عيون السود ‪،‬‬

‫دارالكتب العلمية ‪ ،‬ط ‪ ١٤٢٧ / ٢‬هـ ‪.‬‬

‫شرح الدماميني على مغني اللبيب ‪ :‬لابن أبي بكر الدماميني ‪ ،‬ت ‪ :‬أحمد عناية ‪،‬‬ ‫‪- ١٤٠‬‬

‫مؤسسة التاريخ العربي ‪ ،‬ط ‪ ١٤٢٨ /١‬هـ‪.‬‬

‫‪٤١٠‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫‪ - ١٤١‬شرح الرضيّ على الكافية ‪ ،‬تعليق ‪ :‬يوسف حسن عمر جامعة قازيونس‬

‫ط ‪ ١٩٩٦ /٢‬م ‪.‬‬

‫شرح الشافية للخضر اليزدي ‪ ،‬ت ‪ :‬حسن أحمد العثمان ‪ ،‬رسالة دكتوراه من‬ ‫‪١٤٢‬‬

‫جامعة أم القرى ‪١٤١٦ ،‬هـ‪.‬‬

‫‪ - ١٤٣‬شرح المفصل ‪ :‬لابن يعيش‪ ،‬الطباعة المنيرية ‪.‬‬

‫‪٤٤١‬ـ شرح ديوان الحماسة ‪ :‬لأبي علي المرزوقي ‪ ،‬ت أحمد أمين ‪ ،‬وعبد السلام محمد‬

‫هارون ‪ ،‬دار الجيل ‪ ،‬ط ‪ ١٤١١ /١‬هـ ‪.‬‬

‫شرح منتهى الإرادات ‪ :‬للشيخ منصور البهوتي ‪ ،‬ت ‪ :‬عبد الله التركي ‪ ،‬مؤسسة‬ ‫‪١٤٥‬‬

‫الرسالة ‪ ،‬ط ‪ ١٤٢١ / ١‬هـ ‪.‬‬

‫شعر الأحوص الأنصاري ‪ ،‬جمع ‪ :‬عادل سليمان جمال ‪ ،‬مكتبة الخانجي ‪،‬‬ ‫‪- ١٤٦‬‬
‫ط ‪ ١٤١١ / ٢‬هـ‪.‬‬

‫الشعر والشعراء ‪ :‬لابن قتيبة ‪ ،‬ت ‪ :‬أحمد محمد شاكر‪ ،‬دار المعارف ‪.‬‬ ‫‪- ١٤٧‬‬

‫شفاء الغليل فيما في كلام العرب من الدخيل ‪ :‬للشهاب الخفاجي ‪ ،‬ت ‪ :‬عليوة‬ ‫‪- ١٤٨‬‬

‫وهد ‪ ،‬وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في قطر‪ ،‬ط ‪ ١٤٤٠‬هـ‬

‫‪ - ١٤٩‬شواهد التوضيح والتصحيح لمشكلات الجامع الصحيح لابن مالك الأندلسي ‪،‬‬
‫في‬

‫ملجقا‬
‫ا‬
‫اللحن‬

‫ت طه محسن ‪ ،‬مكتبة ابن تيمية ‪ ،‬ط ‪ ١٤١٣ / ٢‬هـ ‪.‬‬


‫لء‬
‫س‬ ‫ضا‬

‫‪:‬‬
‫‪ ١٥٠-‬الصاحبي ‪ :‬لأحمد بن فارس ‪ ،‬ت ‪ :‬السيد أحمد صقر‬
‫‪ ،‬دارإحياء الكتب العربية ‪.‬‬

‫صبح الأعشى في كتابة الإنشا ‪ :‬لأبي العباس القلقشندي ‪ ،‬دار الكتاب المصرية ‪،‬‬ ‫‪-١٥١‬‬
‫ط ‪ ١٣٤٠‬هـ‪.‬‬

‫‪٤١١‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المصادر والمراجع‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫الصحاح للجوهري ‪ ،‬ت ‪ :‬أحمد عبد الغفور عطار‪ ،‬دار العلم للملايين ‪.‬‬ ‫‪١٥٢‬‬

‫صحيح مسلم بشرح النووي ‪ ،‬المطبعة المصرية بالأزهر‪ ،‬ط ‪ ١٣٤٩ / ١‬هـ ‪.‬‬ ‫‪-١٥٣‬‬

‫مجاهد القاسمي ‪ ،‬وزارة‬ ‫صنوان القضاء وعنوان الإفتاء ‪ :‬للأشفورقاني ‪ ،‬ت‬ ‫‪١٥٤‬‬

‫الأوقاف والشؤون الإسلامية بالكويت ‪ ،‬ط ‪ ١٤٣١ / ٢‬هـ ‪.‬‬

‫الضوء اللامع لأهل القرن التاسع ‪ :‬للسخاوي ‪ ،‬دار الجيل ‪.‬‬ ‫‪١٥٥-‬‬

‫طبقات الشافعية الكبرى ‪ :‬للسبكي ‪ ،‬ت ‪ :‬عبد الفتاح الحلو‪ ،‬ومحمود الطناحي ‪،‬‬ ‫‪١٥٦-‬‬

‫دارإحياء الكتب العربية ‪.‬‬

‫طلبة الطلبة في الاصطلاحات الفقهية ‪ :‬لنجم الدين النسفي ‪ ،‬ت ‪ :‬خالد العك ‪،‬‬ ‫‪١٥٧-‬‬

‫دار النفائس ‪ ،‬ط ‪ ١٤١٦ / ١‬هـ ‪.‬‬

‫‪ ١٥٨-‬عثرات اللسان ‪ :‬لعبد القادر المغربي ‪ ،‬مطبوعات مجمع اللغة العربية بدمشق‬
‫سنة ‪ ١٣٦٩‬هـ‪.‬‬

‫العربية الصحيحة ‪ :‬لأحمد مختار عمر‪ ،‬عالم الكتب ‪.‬‬ ‫‪- ١٥٩‬‬

‫‪:‬‬ ‫‪،‬‬
‫مفيد ‪،‬قميحة ‪ ،‬دار الكتب العلمية ‪،‬‬ ‫ت‬ ‫‪ ١٦٠-‬العقد ‪ :‬لابن عبدربه الأندلسي‬
‫ط ‪ ١٤٠٤ / ١‬هـ‪.‬‬

‫‪ - ١٦١‬العين ‪ :‬المنسوب إلى الخليل بن أحمد ‪ ،‬ت ‪ :‬عبد الحميد هنداوي ‪ ،‬ط ‪ ١٤٢٤ / ١‬هـ ‪.‬‬

‫غريب الحديث ‪ :‬لأبي سليمان الخطابي ‪ ،‬ت ‪ :‬عبد الكريم العزباوي ‪ ،‬جامعة أم‬ ‫‪١٦٢-‬‬

‫القرى ‪ ،‬ط ‪ ١٤٢٢ / ٢‬هـ‪.‬‬

‫‪ - ١٦٣‬الفائق في غريب الحديث ‪ :‬للزمخشري ‪ ،‬ت ‪ :‬علي محمد البجاوي ‪ ،‬ومحمد أبو‬

‫الفضل إبراهيم ‪ ،‬مطبعة عيسى البابي الحلبي وشركاه ‪ ،‬الطبعة الثانية ‪.‬‬

‫‪٤١٢‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫‪ - ١٦٤‬فتاوى في اللغة والتفسير لعبد العزيز الحربي ‪ ،‬دار ابن حزم ‪ ،‬ط ‪ ١٤٣٨ / ١‬هـ ‪.‬‬

‫‪ ١٦٥-‬فتح الباري بشرح صحيح الإمام أبي عبد الله البخاري ‪ :‬لأحمد بن علي بن‬

‫ت ‪ :‬عبد القادر شيبة الحمد ‪ ،‬ط ‪ ١٤٢١ /١‬هـ ‪.‬‬

‫فصول في الثقافة والأدب ‪ :‬لعلي الطنطاوي ‪ ،‬دار المنارة ‪ ،‬ط ‪ ٢٠٠٧ /١‬م ‪.‬‬ ‫‪- ١٦٦‬‬

‫‪ ١٦٧-‬فعلت وأفعلت ‪ :‬لأبي إسحاق الزجاج ‪ ،‬ت ‪ :‬رمضان عبد التواب ‪ ،‬وصبيح التميمي‬

‫مكتبة الثقافة الدينية ‪ ،‬ط ‪ ١٤١٥ /‬هـ ‪.‬‬

‫‪ ١٦٨-‬فقه اللغة وسر العربية ‪ :‬لأبي منصور الثعالبي ‪ ،‬ت ‪ :‬محمد صالح موسى حسين ‪،‬‬

‫مؤسسة الرسالة ‪ ،‬ط ‪ ١٤٣١ /١‬هـ ‪.‬‬

‫‪ - ١٦٩‬الفوائد العجيبة في إعراب الكلمات الغريبة ‪ :‬لابن عابدين ‪ ،‬ت ‪ :‬حاتم الضامن‬

‫دارالرائد العربي ‪ ،‬ط ‪ ١٤١٠ / ١‬هـ ‪.‬‬

‫‪ - ۱۷۰‬في أصول الكلمات ‪ :‬لمحمد يعقوب تركستاني ‪ ،‬ط ‪ ١٤١٢ /١‬هـ ‪.‬‬

‫‪ ۱۷۱-‬في أصول اللغة ‪ ،‬الشامل لأعمال لجنة الأصول والقرارات الصادرة عن مجمع‬

‫القاهرة من الدورة الخامسة والثلاثين إلى الحادية والأربعين ‪ :‬لمحمد شوقي‬

‫أمين ‪ ،‬ومصطفى حجازي ‪ ،‬مطبوعات المجمع ‪ ،‬ط ‪ ١٣٩٥ /١‬هـ ‪.‬‬


‫الجقض‬
‫في‬
‫اللحن‬
‫م‬

‫في التراث العربي‪ :‬لمصطفى جواد ‪ ،‬منشورات وزارة الإعلام بالجمهورية العراقية‬ ‫‪١٧2‬‬
‫اا‬
‫لءس‬

‫سنة ‪ ١٩٧٥‬م ‪.‬‬

‫‪ - ۱۷۳‬في اللغة والأدب ‪ :‬لمحمود محمد الطناحي ‪ ،‬دار الغرب الإسلامي ‪ ،‬ط ‪ ٢٠١٤ / ٢‬م ‪.‬‬

‫القاموس المحيط ‪ :‬للفيروزابادي ‪ ،‬مؤسسة الرسالة ‪ ،‬ط ‪ ١٤٢٦ / ٨‬هـ ‪.‬‬ ‫‪١٧٤-‬‬

‫‪٤١٣‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المصادر والمراجع‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫القرارات المجمعية في الألفاظ والأساليب من ‪ ١٩٣٤‬م إلى ‪ ۱۹۸۷‬م ‪ :‬لمحمد شوقي‬ ‫‪-١٧٥‬‬

‫أمين ‪ ،‬ومصطفى حجازي ‪ ،‬الهيئة العامة لشؤون المطابع الأميرية ‪ ،‬ط ‪١٩٨٩ /‬م ‪.‬‬

‫قرارات مجمع اللغة العربية بدمشق في الألفاظ والأساليب ‪ ،‬مطبوعات مجمع‬ ‫‪-١٧٦‬‬

‫اللغة العربية بدمشق ‪ ،‬ط ‪١٤٣٢ /‬هـ ‪.‬‬

‫‪ ٢٠٠١‬م ‪.‬‬ ‫قل ولا تقل ( الجزء الثاني ) ‪ :‬لمصطفى جواد ‪ ،‬دار المدى ‪ ،‬ط‬ ‫‪۱۷۷‬‬

‫‪ ۱۷۸-‬قل ولا تقل ‪ :‬لمصطفى جواد ‪ ،‬الدار العربية للموسوعات ‪ ،‬ط ‪ ١٤٣٠ / ١‬هـ ‪.‬‬

‫‪ ۱۷۹-‬قواعد الإملاء ‪ :‬لعبد السلام هارون ‪ ،‬مكتبة الأنجلو المصرية ‪ ،‬ط ‪ ١٩٩٣‬م ‪.‬‬

‫مؤسسة الرسالة ‪،‬‬ ‫ت ‪ :‬محمد أحمد الدالي‬


‫‪ - 180‬الكامل ‪ :‬لأبي العباس المبرد ‪:‬‬
‫ط ‪ ١٤٠٤ / ٢‬هـ ‪.‬‬

‫كبوات اليراع ‪ :‬لأبي تراب الظاهري ‪ ،‬النادي الأدبي الثقافي بجدة ‪ ،‬ط ‪ ١٤٠٢ /١‬هـ ‪.‬‬ ‫‪-۱۸۱‬‬

‫‪ - ١٨٢‬كتاب القوافي ‪ :‬للأخفش سعيد بن مسعدة ‪ ،‬ت ‪ :‬أحمد راتب النفاخ‪ ،‬دارالأمانة ‪،‬‬

‫ط ‪ ١٩٧٤ /١‬م ‪.‬‬

‫‪ - ١٨٣‬كتاب سيبويه ‪ ،‬ت ‪ :‬عبد السلام هارون ‪ ،‬مكتبة الخانجي ‪ ،‬ط ‪ ١٤٠٨ / ٣‬هـ ‪.‬‬

‫‪،‬‬
‫‪ - ١٨٤‬الكتابة الصحيحة ‪ :‬لزهدي جار الله ‪ ،‬المؤسسة العربية للدراسات والنشر‬
‫طه ‪ ١٤١٠ /‬هـ‪.‬‬

‫‪ ١٨٥-‬كشاف القناع عن الإقناع للشيخ منصور البهوتي ‪ ،‬طبعة وزارة العدل بالمملكة‬

‫العربية السعودية ‪.‬‬

‫‪ - ١٨٦‬الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل‬

‫‪:‬‬
‫مكتبة العبيكان ‪،‬‬ ‫وعلي معوض‬ ‫عادل عبد الموجود‬ ‫ت‬ ‫للزمخشري‬
‫ط ‪ ١٤١٨ / ١‬هـ ‪.‬‬

‫‪٤١٤‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫‪ ١٨٧-‬كشف الطرة عن الغرة ‪ :‬للألوسي ‪ ،‬طبعة دمشق سنة ‪ ١٣٠١‬هـ ‪.‬‬

‫‪ - ۱۸۸‬الكليات ‪ :‬لأبي البقاء الكفوي ‪ ،‬ت ‪ :‬عدنان درويش ‪ ،‬ومحمد المصري ‪ ،‬مؤسسة‬
‫الرسالة ‪ ،‬ط ‪ ١٤١٩ / ٢‬هـ‪.‬‬

‫‪ - ١٨٩‬اللآلي في شرح أمالي القالي ‪ :‬لأبي عبيد البكري ‪ ،‬ومعه ( سمط اللآلي ) للمحقق‬

‫عبد العزيز الميمني الراجكوتي ‪ ،‬لجنة التأليف والترجمة والنشر‪ ،‬ط ‪ ١٣٥٤‬هـ‪.‬‬

‫لجام الأقلام ‪ :‬لأبي تراب الظاهري ‪ ،‬دارتهامة ‪ ،‬ط ‪ ١٤٠٢ / ١‬هـ ‪.‬‬ ‫‪١٩٠‬‬

‫لحن ‪ :‬العوام ‪ :‬لأبي بكر الزبيدي ‪ ،‬ت ‪ :‬رمضان عبد التواب ‪ ،‬مكتبة الخانجي ‪،‬‬ ‫‪- ١٩١‬‬
‫‪ ١٤٢٠ / ٢‬هـ‪.‬‬

‫لحن القول ‪ :‬لعبد العزيز الحربي ‪ ،‬دار ابن حزم ‪ ،‬ط ‪ ١٤٣٥ / ٣‬هـ ‪.‬‬ ‫‪١٩٢‬‬

‫‪ ١٩٣-‬اللزوميات لأبي العلاء المعري ‪ ،‬ت ‪ :‬سيده حامد ‪ ،‬ومنيرالمدني ‪ ،‬وزينب القوصي ‪،‬‬

‫ووفاء الأعصر‪ ،‬الهيئة المصرية العامة للكتاب ‪.‬‬

‫‪ - ١٩٤‬لغة الجرائد ‪ :‬لإبراهيم اليازجي ‪ ،‬مطبعة مصر‪ ،‬الطبعة الأولى ‪.‬‬

‫‪ ١٩٥-‬اللغة والناس ‪ :‬ليوسف الصيداوي ‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬ط ‪ ١٤١٦ /١‬هـ‬

‫‪ - ١٩٦‬لغويات ‪ ،‬وأخطاء لغوية شائعة ‪ :‬للشيخ محمد علي النجار‪ ،‬بمراجعة ‪ :‬عامر‬

‫‪ ،‬دار الهداية ‪ ،‬ط ‪ ١٤٠٦ /‬هـ‪.‬‬


‫النجار‬
‫في‬

‫مج‬
‫القضاء‬
‫اللحن‬
‫الس‬

‫‪ - ۱۹۷‬لـف القماط على تصحيح بعض ما استعمله العامة من المعرب والدخيل‬

‫والمولد والألفاظ ‪ :‬الصديق بن حسن القنوجي عني به ‪ :‬زياد الفياض ‪ ،‬وعارف‬

‫أحمد عبد الغني ‪ ،‬دار سعد الدين ‪.‬‬

‫‪ ١٩٨-‬ما تلحن فيه العامة ‪ :‬لأبي الحسن الكسائي ‪ ،‬ت ‪ :‬رمضان عبد التواب ‪ ،‬مكتبة‬

‫الخانجي ‪ ،‬ط ‪ ١٤٠٣ / ١‬هـ ‪.‬‬

‫‪٤١٥‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المصادر والمراجع‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫‪ - ١٩٩‬المبدع شرح المقنع ‪ :‬لابن مفلح الحنبلي ‪ ،‬دار الكتب العلمية ‪ ،‬ط ‪ ١٤١٨ /١‬هـ ‪.‬‬

‫المبسوط ‪ :‬لشمس الدين السرخسي ‪ ،‬دار المعرفة ‪.‬‬ ‫‪- 200‬‬

‫‪ - ٢٠١‬المثل السائرفي أدب الكاتب والشاعر‪ :‬لضياء الدين ابن الأثير‪ ،‬ت ‪ :‬أحمد الحوفي‬

‫وبدوي طبانة ‪ ،‬دار نهضة مصر للطباعة والنشر‪.‬‬

‫‪ - ٢٠٢‬مجالس العلماء ‪ :‬لأبي القاسم الزجاجي ‪ ،‬ت ‪ :‬عبد السلام محمد هارون ‪ ،‬وزارة‬

‫الإعلام في الكويت ‪ ،‬ط ‪ ١٩٨٤‬م ‪.‬‬

‫‪ - ٢٠٣‬مجلة البيان لمنشئيها إبراهيم اليازجي ‪ ،‬وبشارة زلزل ‪ ،‬مجلة علمية أدبية صحية صناعية ‪.‬‬

‫‪ - ٢٠٤‬مجلة الثقافة ‪ :‬لمنشئها أحمد أمين ‪ ،‬مجلة أسبوعية للاجتماع والآداب والعلوم الفنون ‪.‬‬

‫مجلة الضياء لمنشئها إبراهيم اليازجي ‪ ،‬مجلة علمية أدبية صحية صناعية ‪،‬‬ ‫‪- -٢٠٥‬‬

‫مطبعة المعارف في مصر‪.‬‬

‫‪ - ٢٠٦‬مجلة اللسان العربي ‪ :‬للمكتب الدائم لتنسيق التعريب في العالم العربي بجامعة‬

‫الدول العربية ‪.‬‬

‫‪ - ٢٠٧‬مجلة المجمع العلمي العراقي ‪.‬‬

‫‪ - ٢٠٨‬مجلة المقتبس ‪ :‬لمنشئها محمد كرد علي‬

‫‪ - ٢٠٩‬مجلة المنهل ‪ :‬لمنشئها عبد القدوس الأنصاري ‪ ،‬مجلة شهرية للآداب والعلوم ‪.‬‬

‫‪ - ٢١٠‬مجلة لغة لعرب ‪ :‬للأب أنستاس الكرملي ‪ ،‬مديرية الثقافة العامة بالجمهورية العراقية ‪.‬‬

‫‪ - 211‬مجلة مجمع اللغة العربية الأردني ( منشور في موقع المجمعفي الشبكة )‬

‫‪٤١٦‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫‪ - 212‬مجلة مجمع اللغة العربية بالقاهرة ( مجلة مجمع اللغة العربية الملكي سابقاً)‬

‫مجلة محكمة فصلية ‪.‬‬

‫مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ( مجلة المجمع العلمي العــربي سابقاً ‪ ،‬مجلـة‬ ‫‪٢١٣-‬‬

‫محكمة فصلية ‪.‬‬

‫‪ - ٢١٤‬المجموع شرح المهذب ‪ :‬لأبي زكريا النووي ‪ ،‬مكتبة الإرشاد ‪.‬‬

‫‪ ٢١٥-‬محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء ‪ :‬لأبي القاسم الأصبهاني ‪ ،‬دار‬

‫مكتبة الحياة ‪.‬‬

‫‪ ،‬دار الآفاق الجديدة ‪.‬‬


‫المحبَّر لأبي جعفر محمد بن حبيب ‪ ،‬اعتنت به ‪ :‬إيلزه ليختن شتيتر‬ ‫‪- ٢١٦‬‬

‫‪ ٢١٧-‬المحتسب في تبيين وجوه شواذ القراءات والإيضاح عنها ‪ :‬لابن جني ‪ ،‬ت ‪ :‬علي‬

‫ناصف‪ ،‬وعبد الفتاح شلبي ‪ ،‬الطبعة الثانية ‪.‬‬

‫‪ ٢١٨-‬المحرر الوجيز في تفسيرالكتاب العزيز‪ :‬لابن عطية الأندلسي ‪ ،‬حققه مجموعة‬

‫من الباحثين ‪ ،‬وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في قطر‪ ،‬ط ‪ ١٤٢٨ / ٢‬هـ ‪.‬‬

‫المحكم والمحيط الأعظم لابن سيده ‪ ،‬ت ‪ :‬عبد الحميد هنداوي ‪ ،‬دار الكتب‬ ‫‪- ٢١٩‬‬

‫العلمية ‪ ،‬ط ‪ ١٤٢١ /١‬هـ ‪.‬‬

‫‪ ٢٢٠-‬المحلى لابن حزم ‪ ،‬الطباعة المنيرية ‪ ،‬ط ‪ ١٣٥٠‬هـ‪.‬‬


‫في‬
‫اللحن‬
‫ملجقا‬
‫ضا‬ ‫ا‬
‫لء‬

‫‪ ٢٢١-‬المحيط في اللغة ‪ :‬لابن عبّاد ‪ ،‬ت ‪ :‬محمد آل ياسين ‪ ،‬عالم الكتب ‪ ،‬ط ‪ ١٤١٤ / ١‬هـ ‪.‬‬
‫س‬

‫‪ ٢٢٢-‬مختار الصحاح لابن أبي بكر الرازي ‪ ،‬مكتبة لبنان ‪ ،‬ط ‪ ١٩٨٦‬م ‪.‬‬

‫مختصر تاريخ دمشق لابن منظور‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬ط ‪ ١٤٠٤ /١‬هـ‪.‬‬ ‫‪23‬‬

‫‪٤١٧‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المصادر والمراجع‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫‪ - 224‬مختصر تهذيب الألفاظ لابن السكيت ‪ ،‬ط ‪ ۱۸۹۷‬م ‪.‬‬

‫‪ ٢٢٥-‬المخصص‪ :‬لابن سيده ‪ ،‬دار الكتب العلمية ‪.‬‬

‫‪ - ٢٢٦‬المدخل إلى تقويم اللسان ‪ :‬لابن هشام اللخمي ‪ ،‬ت ‪ :‬حاتم الضامن ‪ ،‬دار البشائر‬
‫الإسلامية ‪ ،‬ط ‪ ١٤٢٤ / ١‬هـ ‪.‬‬

‫‪ - ٢٢٧‬المذكر والمؤنث ‪ :‬لابن القاسم ابن الأنباري ‪ ،‬ت ‪ :‬محمد عبد الخالق عضيمة ‪ ،‬وزارة‬

‫الأوقاف في جمهورية مصر العربية ‪ ،‬ط ‪ ١٤٠١‬هـ‪.‬‬

‫‪ - ٢٢٨‬المذكر والمؤنث ‪ :‬لأبي زكريا الفراء ‪ ،‬ت ‪ :‬رمضان عبد التواب ‪ ،‬دار التراث في القاهرة ‪.‬‬

‫‪ - ٢٢٩‬المذكر والمؤنث‪ :‬للمبرد ‪ ،‬ت ‪ :‬رمضان عبد التواب ‪ ،‬وصلاح الدين الهادي دار‬

‫الكتب ‪ ،‬ط ‪ ۱۹۷۰‬م ‪.‬‬

‫‪ ٢٣٠-‬المزهر في علوم اللغة وأنواعها ‪ :‬للسيوطي ‪ ،‬ت ‪ :‬محمد أحمد جاد المولى ‪ ،‬وعلي‬

‫البجاوي ‪ ،‬ومحمد أبو الفضل إبراهيم ‪ ،‬دار الجيل ‪.‬‬

‫المساعد على تسهيل الفوائد ‪ :‬لابن عقيل ‪ ،‬ت ‪ :‬محمد كامل بركات ‪ ،‬جامعة أم‬ ‫‪۲۳۱‬‬

‫القرى ‪ ،‬ط ‪ ١٤٠٢ / ١‬هـ‪.‬‬

‫المساعد لأنستاس الكرملي ‪ ،‬ت كوركيس عواد ‪ ،‬وعبد الحميد العلوجي ‪ ،‬دار‬ ‫‪٢٣٢-‬‬

‫الحرية للطباعة سنة ‪ ١٣٩٦‬هـ‪.‬‬

‫‪ - ٢٣٣‬المسائل السفرية في النحو‪ :‬لابن هشام الأنصاري ‪ ،‬ت ‪ :‬حاتم الضامن ‪ ،‬مؤسسة‬

‫الرسالة ‪ ،‬ط ‪ ١٤٠٣ /١‬هـ‪.‬‬

‫‪ ٢٣٤-‬المسند الصحيح المختصر من السنن بنقل العدل عن العدل إلى رسول الله‬

‫للإمام مسلم بن الحجاج ‪ ،‬ت نظر الفاريابي ‪ ،‬دار طيبة ‪ ،‬ط ‪ ١٤٢٧ /١‬هـ ‪.‬‬

‫‪ ٢٣٥-‬المصباح المنيرفي غريب الشرح الكبير للفيومي ‪ ،‬مكتبة لبنان ‪ ،‬ط ‪ ۱۹۸۹‬م ‪.‬‬

‫‪٤١٨‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫‪ ٢٣٦-‬مصطفى جواد وجهوده اللغوية ‪ :‬لمحمد عبد المطلب البكاء ‪ ،‬دار الشؤون الثقافية‬
‫العامة ‪ ،‬ط ‪ ١٩٨٧ /٢‬م ‪.‬‬

‫‪ ٢٣٧-‬مطالعات في اللغة والأدب ‪ :‬لخليل السكاكيني ‪ ،‬مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة‬

‫‪ - ٢٣‬المطلع على أبواب المقنع ‪ :‬لأبي عبد الله ابن أبي الفتح البعلي ‪ ،‬ت ‪ :‬محمد بشير‬

‫الأدلبي المكتب الإسلامي ‪ ،‬ط ‪ ١٤٢١ / ٣‬هـ ‪.‬‬

‫‪ ٢٣٩-‬معجم أخطاء الكتاب ‪ :‬لصلاح الدين زعبلاوي ‪ ،‬ت ‪ :‬محمد مكي الحسيني ‪،‬‬

‫ومروان البواب ‪ ،‬دار الثقافة والتراث ‪ ،‬ط ‪ ١٤٢٧ /١‬هـ ‪.‬‬

‫‪ 240-‬معجم الأخطاء الشائعة لمحمد العدناني ‪ ،‬مكتبة لبنان ‪ ،‬ط ‪١٩٨٠ / ٢‬م ‪.‬‬

‫‪ - ٢٤١‬معجم الأدباء ‪ :‬لياقوت الحموي ‪ ،‬ت ‪ :‬إحسان عباس ‪ ،‬دار الغرب الإسلامي‬

‫‪ ١٩٩٣ /١‬م ‪.‬‬

‫‪ ٢٤٢-‬معجم الأغلاط اللغوية المعاصرة ‪ :‬لمحمد العدناني ‪ ،‬مكتبة لبنان ‪ ،‬ط ‪. ١٩٨٤ / ١‬‬

‫الخطأ‬
‫دار العلم للملايين‬ ‫والصواب في اللغة ‪ :‬الإميل يعقوب‬ ‫‪ - ٢٤٣‬معجم‬
‫ط ‪ ١٩٩١ /٣‬م ‪.‬‬

‫‪٢٤٤‬‬
‫‪ 244‬ـ معجم الشوارد النحوية ‪ ،‬والفوائد اللغوية ‪ :‬لمحمد محمد حسن شراب دار‬
‫المأمون للتراث ‪ ،‬ط ‪ ١٤١١ /١‬هـ‪.‬‬

‫معجم الصواب اللغوي لأحمد مختار عمر‪ ،‬دار عالم الكتب ‪ ،‬ط ‪ ١٤٢٩ /١‬هـ ‪.‬‬ ‫‪٢٤٥‬‬
‫في‬
‫اللحن‬
‫ملجقا‬
‫ا‬

‫‪ ٢٤٦-‬معجم المناهي اللفظية ‪ :‬لبكر بن عبد الله أبو زيد ‪ ،‬دار العاصمة ‪ ،‬ط ‪ ١٤١٧ / ٣‬هـ ‪.‬‬
‫لء‬
‫س‬ ‫ضا‬

‫‪ ٢٤٧‬المعجم الوسيط ‪ :‬مجمع اللغة العربية في مصر‬


‫‪ ،‬ط ‪١٤٢٥ /٤‬هـ ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪- ٢47‬‬

‫‪ - ٢٤٨‬معجم تصحيح التصحيح ‪ :‬لأحمد مطلوب ‪ ،‬مكتبة لبنان ‪ ،‬ط ‪ ٢٠١٢ / ١‬م ‪.‬‬

‫‪ ٢٤٩-‬معجميات ‪ :‬لإبراهيم السامرائي ‪ ،‬المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع ‪،‬‬


‫‪ ١٤١١ /١‬هـ‪.‬‬

‫‪٤١٩‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المصادر والمراجع‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫‪ - ٢٥٠‬المُعرَّب من الكلام الأعجمي على حروف المعجم ‪ :‬لأبي منصور الجواليقي ‪ ،‬ت ‪:‬‬

‫أحمد محمد شاكر‪ ،‬دار الكتب ‪ ،‬ط ‪ ١٣٨٩‬هـ ‪.‬‬

‫‪ - ٢٥١‬مغالط الكتاب ومناهج الصواب ‪ :‬لجرجي جنن البولسي ‪ ،‬منشورات المكتبة البولسية ‪.‬‬

‫‪ ٢٥٢-‬مغني اللبيب عن كتب الأعاريب ‪ :‬لابن هشام الأنصاري ‪ ،‬ت ‪ :‬عبد اللطيف‬

‫الخطيب ‪ ،‬المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في الكويت ‪.‬‬

‫‪:‬‬
‫‪ ٢٥٣-‬مغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج للخطيب الشربيني ‪ ،‬ت ‪ :‬محمد‬

‫خليل عيتاني ‪ ،‬دارالمعرفة ‪ ،‬ط ‪ ١٤١٨ / ١‬هـ‬

‫‪ - ٢٥٤‬المغني شرح مختصر الخرقي ‪ :‬للموفق ابن قدامة ‪ ،‬ت ‪ :‬عبد الله التركي ‪ ،‬وعبد‬

‫الفتاح الحلو‪ ،‬دارعالم الكتب ‪ ،‬ط ‪ ١٤١٧ / ٣‬هـ ‪.‬‬

‫‪ - ٢٥٥‬المغني في الإنباء عن غريب المهذب والأسماء ‪ :‬الإسماعيل بن هبة الله ابـن‬

‫باطيش ‪ ،‬ت ‪ :‬مصطفى عبد الحفيظ سالم ‪ ،‬المكتبة التجارية بمكة المكرمة ‪،‬‬
‫ط ‪ ١٤١٤‬هـ ‪.‬‬

‫المفردات في غريب القرآن للراغب الأصفهاني ‪ ،‬ت ‪ :‬محمد سيد كيلاني ‪ ،‬دار المعرفة ‪.‬‬ ‫‪٢٥٦‬‬

‫‪ ٢٥٧-‬المقابسات ‪ :‬لأبي حيان التوحيدي ت ‪ :‬حسن السندوبي ‪ ،‬دار سعاد الصباح ‪،‬‬

‫ط ‪ ١٩٩٢ /٢‬م ‪.‬‬

‫‪ - ٢٥٨‬مقالات فى أخطاء لغوية شائعة ‪ :‬لمحمد ضاري حمادي ‪ ،‬حررها ‪ :‬يوسف‬

‫العيساوي ‪ ،‬مكتبة الرشد ‪ ،‬ط ‪ ١٤٤٣ / ١‬هـ‬

‫‪ - ٢٥٩‬مقالات محمود محمد الطناحي ‪ ،‬دار البشائر الإسلامية ‪ ،‬ط ‪ ١٤٣٤ / ٢‬هـ ‪.‬‬

‫‪:‬‬
‫محمد عبده ‪ ،‬دار الكتب العلمية ‪،‬‬ ‫‪ - ٢٦٠‬مقامات بديع الزمان الهمذاني ‪ ،‬تعليق‬
‫ط ‪ ١٤٢٦ / ٣‬هـ‪.‬‬

‫‪٤٢٠‬‬

‫‪2‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫‪ - ٢٦١‬مقاييس اللغة ‪ :‬لابن فارس بن زكريا ‪ ،‬ت ‪ :‬عبد السلام هارون ‪ ،‬دار الفكر‪.‬‬

‫المقتضب ‪ :‬للمبرد ت ‪ :‬محمد عبد الخالق عضيمة ‪ ،‬وزارة الأوقاف في جمهورية‬ ‫‪- ٢٦٢‬‬

‫مصر العربية ‪ ،‬ط ‪١٤١٥‬هـ‪.‬‬

‫‪ - ٢٦٣‬المقنع ‪ :‬للموفق ابن قدامة ‪ ،‬وشرحه الكبير لابن أبي عمر ابن قدامة ‪ ،‬والإنصاف ‪:‬‬

‫للمرداوي ‪ ،‬ت ‪ :‬عبد الله التركي ‪ ،‬وعبد الفتاح الحلو‪ ،‬دار هجر‪.‬‬

‫من سعة العربية ‪ :‬لإبراهيم السامرائي ‪ ،‬دار الجيل ‪ ،‬ط ‪ ١٤١٤ / ١‬هـ ‪.‬‬ ‫‪٢٦٤‬‬

‫‪ - ٢٦٥‬من معجم الجاحظ ‪ :‬لإبراهيم السامرائي ‪ ،‬دار الرشيد للنشر‪.‬‬

‫‪ - ٢٦٦‬مناظرة لغوية أدبية بين الأساتذة عبد الله البستاني وعبد القادر المغربي‬

‫وانستاس الكرملي ‪ ،‬مكتبة القدسي ‪ ،‬ط ‪ ١٣٥٥‬هـ ‪.‬‬

‫‪ - ٢٦٧‬موسوعة الأخطاء اللغوية الشائعة ‪ :‬لعلي جاسم سلمان ‪ ،‬دار أسامة ‪ ،‬ط ‪ ٢٠٠٣‬م ‪.‬‬

‫‪ - ٢٦٨‬الموسوعة الكويتية ‪ :‬وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في الكويت ‪ ،‬ط ‪ ١٤١٤ / ٢‬هـ ‪.‬‬

‫‪:‬‬
‫‪ - ٢٦٩‬الموشح في مآخذ العلماء على الشعراء للمرزباني ‪ ،‬المكتبة السلفية ‪.‬‬

‫‪ - ٢٧٠‬نتائج الفكرفي النحو لأبي القاسم السهيلي ‪ ،‬ت ‪ :‬عادل عبد الموجود ‪ ،‬وعلي محمد‬

‫معوض ‪ ،‬دار الكتب العلمية ‪ ،‬ط ‪١٤١٢ /١‬هـ ‪.‬‬


‫في‬
‫اللحن‬
‫ملجقا‬
‫ا‬

‫‪ ٢٧١-‬نحو إتقان الكتابة العلمية باللغة العربية ‪ :‬لمكي الحسني ‪ ،‬مطبوعات مجمع‬
‫ضا‬

‫اللغة العربية بدمشق ‪.‬‬


‫لء‬
‫س‬

‫‪ ٢٧٢-‬نحو وعي لغوي ‪ :‬لمازن المبارك ‪ ،‬مؤسسة الرسالة ‪ ،‬ط ‪١٣٩٩‬هـ‪.‬‬

‫‪ - ٢٧٣‬نشوار المحاضرة ‪ ،‬وأخبار‪:‬المذاكرة ‪ :‬لأبي علي التنوخي ‪ ،‬ت ‪ :‬عبود الشالجي ‪ ،‬دار‬

‫صادر‪ ،‬ط ‪ ١٩٩٥ /٢‬م ‪.‬‬

‫‪٤٢١‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫المصادر والمراجع‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫‪ - ٢٧٤‬نصوص ودراسات عربية وأفريقية في اللغة والتاريخ والأدب ‪ :‬لإبراهيم‬

‫السامرائي ‪ ،‬مديرية الثقافة العامة ‪.‬‬

‫نظرات في أخطاء المنشئين ‪ :‬محمد جعفر الشيخ الكرباسي ‪ ،‬مطبعة الآداب ‪،‬‬ ‫‪٢٧٥‬‬
‫ط ‪ ١٤٠٣‬هـ‪.‬‬

‫‪ ٢٧٦-‬نظرات في اللغة والأدب ‪ :‬لمصطفى الغلاييني ‪ ،‬مطبعة وزنكـو غــراف في بيروت ‪،‬‬
‫ط ‪ ١٣٤٦‬هـ ‪.‬‬

‫‪ - ٢٧٧‬نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب للمقري ‪ ،‬ت ‪ :‬إحسان عباس ‪ ،‬دار‬

‫‪ ،‬ط ‪ ١٤٠٨‬هـ‪.‬‬
‫صادر‬

‫‪ - ٢٧٨‬نقائض جرير والفرزدق ‪ :‬لأبي عبيدة البصري ‪ ،‬دار الكتب العلمية ‪ ،‬ط ‪ ١٤١٩ / ١‬هـ ‪.‬‬

‫‪ - ٢٧٩‬نهاية الأرب في فنون الأدب ‪ :‬الشهاب الدين النويري ‪ ،‬دار الكتب العلمية ‪،‬‬
‫ط ‪ ١٤٢٤ /١‬هـ‪.‬‬

‫‪ - ٢٨٠‬النهاية في غريب الحديث والأثر‪ :‬لأبي السعادات ابن الأثير‪ ،‬ت ‪ :‬محمود الطناح‬

‫وطاهر الزاوي ‪ ،‬دارإحياء التراث العربي ‪.‬‬

‫همع الهوامع في شرح جمع الجوامع ‪ :‬للسيوطي ‪ ،‬ت ‪ :‬عبد العال مکرم دار‬

‫البحوث العلمية ‪ ،‬ط ‪ ١٣٩٩‬هـ‪.‬‬

‫‪ - 282‬الوساطة بين المتنبي وخصومه ‪ :‬لعلي الجرجاني ‪ ،‬ت ‪ :‬محمد أبو الفضل إبراهيم ‪،‬‬

‫وعلي البجاوي ‪ ،‬المكتبة العصرية ‪ ،‬ط ‪ ١٤٢٧ / ١‬هـ ‪.‬‬

‫وفيات الأعيان ‪ ،‬وأنباء أبناء الزمان ‪ :‬لابن خلكان ‪ ،‬ت ‪ :‬إحسان عباس ‪ ،‬دار صادر‪.‬‬ ‫‪۲۸۳‬‬

‫‪ :‬لأبي منصور الثعالبي ‪ ،‬ت ‪ :‬مفيد قميحة ‪ ،‬دار‬


‫‪ - ٢٨٤‬يتيمة الدهر في محاسن أهل العصر‬

‫الكتب العلمية ‪ ،‬ط ‪ ١٤٢١ /١‬هـ ‪.‬‬

‫‪٤٢٢‬‬
‫هذه الطبعة إهداء من المجمع‬
‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

‫نبذة عن المؤلّف‬

‫محمد بن عبد الرحمن بن سعد آل جمعة ‪ ،‬وُلِد في محافظة حوطة بني تميم جنوب‬

‫مدينة الرياض سنة ‪ ١٤٠٨‬هـ‪ ،‬خرِّيج كلية الشريعة في جامعة الإمام محمد بن سعود‬

‫الإسلامية سنة ‪ ١٤٢٩‬هـ ‪ ،‬وحاصل على شهادتي الماجستير والدكتوراه في الفقه المقارن من‬

‫المعهد العالي للقضاء ‪ ،‬له اهتمام بالفقه والقضاء والقانون واللغة والأدب ‪ ،‬سَبَق له العمل‬

‫قاضيًا في المحكمة العامة في مدينة الرياض ‪ ،‬وهو يعمل الآنَ قاضيًا في محكمة الاستئناف‬

‫بمِنْطَقة عسير‪ .‬له بحوث فقهية وقضائية منها ‪ :‬الأربعون القضائية ‪ ،‬وصِيَغ الأوقاف‬

‫في المحاكم‪ ،‬وتعليقات على نظام المرافعات الشرعية واللوائح المتصلة ب ه ‪ ،،‬ووتخصيص‬

‫المحاكم في المملكة العربية السعودية ‪ ،‬وتحقيقُ كتاب الفرائض السراجية لحيدر الهروي ‪.‬‬
‫في‬

‫ملجقا‬
‫اللحن‬
‫لء‬
‫س‬ ‫ضا‬ ‫ا‬

‫‪٤٢٣‬‬
‫مجمع الملك سلمان‬
‫العالمي للغة العربية‬
KingSalman Global AcademyforArabic Language
‫حوال‬

‫نبذة عن الكتاب‬

‫يُعَدُّ هذا الكتاب هو الأول من نوعه الذي يعالج الأساليب اللُّغويةَ‬

‫الواردة في مذكرات الدعاوى والإجابات عند المتخاصمين وفي الأسباب‬

‫ومنطوقاتِ الأحكام القضائية ‪ ،‬وتضمنت مقدمته طائفةً من المسائل‬

‫والفوائد المتصلة بموضوع الكتاب ‪ ،‬ثم تتابعت مباحث الكتاب بحسب‬


‫لک‬
‫النَّظر القضائي المعتاد ؛ فبدأ في مبحثه الأول بمناقشة استعمالات القضاة‬

‫عند افتتاح الجلسة القضائية ‪ ،‬وفي مبحثه الثاني ناقش اللَّحْنَ الذي يرد‬

‫في مذكرات المتخاصمين ‪ ،‬ثم عالج في المبحث الثالث الاستعمالات‬

‫القضائية التي تصدر من القضاة في أسباب الحكم ومنطوقه ‪ ،‬ثم درس‬

‫في المبحث الرابع ما يختتم به القضاةُ الجلسات القضائية من ألفاظ‬

‫وأساليب ‪ ،‬وفي المبحثين الخامس والسادس ذكر لبعض المصطلحات‬

‫القضائية والأسماء الوظيفية وما يرد من لحن في العقود والمكاتبات‬

‫الإدارية ‪ .‬وقد بلغ عدد الاستعمالات التي درسها المؤلّف أزيد من ثلاثمئة‬

‫وثمانين استعمالًا‪.‬‬

‫هذه الطبعة‬
‫إهداء من المجمع‬
‫‪9786038444016‬‬ ‫ولا يُسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً‬

You might also like