Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 135

1

‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‬

‫‪2‬‬
‫مقدمة ‪:‬‬
‫بسم هللا والحمد هلل والصبلة والسبلم علً رسول هللا ‪ ،‬وعلً آله‬
‫وصحبه ومن وااله وبعد ‪:‬‬
‫علم االرض أو الجٌولوجٌا هو علم ٌدرس كوكب االرض من‬
‫جمٌع النواحً من حٌث النشؤة ‪ ،‬والحٌاة ‪ ،‬والتربة والتضارٌس‬
‫والموارد الطبٌعٌة والقشرة االرضٌة وما تحتوٌه من عناصر‬
‫كٌمٌابٌة وؼٌرها ‪ ،‬لذا سنجد ان علم الجٌولوجٌا متصل بالعدٌد‬
‫من العلوم االخري فهو علم متفرع بدرجة كبٌرة ‪ ،‬فنجده علً‬
‫عبلقة وثٌقة بعلم الفلك ‪ ،‬وعلم الكٌمٌاء وعلوم الطبٌعة وعلم‬
‫االحٌاء ‪ ،‬لذلك كان من االهمٌة بمكان ما ان نلقً الضوء علً‬
‫ذلك العلم بطرٌقة مختصرة ‪ ،‬ربما تكون ذات فابدة ألبناء الوطن‬
‫العربً فً معرفة ذلك العلم دون الؽوص فٌه ‪ ،‬او تكون مقدمة‬
‫لمن ٌرؼب فً دراسة ذلك العلم المشوق الرابع ‪ ،‬ونسؤل هللا ان‬
‫ٌجعله خالصا لوجهه الكرٌم ‪.‬‬
‫اسماعٌل محمد‬
‫معلم العلوم والتارٌخ الطبٌعً‬
‫‪ٓٔٓٔ2ٔ2ٖ٘ٔ0‬‬

‫‪3‬‬
‫فهرس ‪:‬‬

‫الفصل االول ‪ :‬علم الجٌولوجٌا‬


‫الفصل الثانً ‪ :‬االرض جزء من الكون‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬نظرٌة تكتونٌة االلواح‬
‫الفصل الرابع ‪ :‬نظرٌة االنفجار العظٌم‬
‫الفصل الخامس ‪ :‬الزالزل والبراكٌن‬
‫الفصل السادس ‪ :‬علم المتحجرات‬
‫الفصل السابع ‪ :‬البلورات والمعادن‬
‫الفصل الثامن ‪ :‬العصور الجٌولوجٌة‬

‫‪4‬‬
‫الفصل األول‬
‫علم الجٌولوجٌا‬

‫‪ -‬الجٌولوجٌا أو علم طبقات االرض ‪:‬‬


‫هو احد فروع العلوم المختصة بدراسة االرض ‪ ،‬وهو العلم المختص‬
‫بدراسة بنٌة االرض الصلبة ‪ ،‬والتً تشمل المواد التً تركبت منها‬
‫والعملٌات المتنوعة التً شكلت االرض ‪.‬‬
‫وكلمة جٌولوجٌا كلمة ذات اصل اؼرٌقً ‪ ،‬او التٌنً وتعنً جٌو االرض‬
‫ولوجٌا تعنً علم ‪،‬وبذلك تكون علم االرض ‪.‬‬
‫ٌقوم الجٌولوجً بدراسة المعادن وكٌفٌة تشكلها والعملٌات التً تركز‬
‫تلك المعادن وتبلور تلك المعادن واالشكال التً توجد فٌها تلك البلورات ‪،‬‬
‫وتقوم شركات التعدٌن باستخدام الجٌولوجٌٌن للبحث عن الرواسب‬
‫المعدنٌة القٌمة ‪.‬‬
‫كذلك تكمن اهمٌة الجٌولوجٌٌن فً قدرتهم علً تحدٌد رواسب النفط‬
‫والؽاز والفحم التً هً بمثابة المصدر الربٌسً للطاقة بالنسبة للمجتمع‬
‫‪ ،‬كذلك ٌوفر الجٌولوجٌون معرفة قٌمة حول كٌفٌة تقلٌل المجتمع من‬
‫مخاطر العملٌات االرضٌة الخطرة مثل الفٌضانات واالنزالقات االرضٌة‬
‫والزالزل واالنفجارات البركانٌة ‪.‬‬
‫أٌضا إلى دراسة مٌزات األرض‬
‫من الممكن أن ٌشٌر علم طبقات األرض ً‬
‫الصلبة ألي كوكب أرضً (مثل المرٌخ أو القمر)‪.‬‬
‫ٌصؾ علم طبقات األرض بنٌة ما تحت سطح األرض‪ ،‬والعملٌات التً‬
‫شكلت تلك البنٌة‪ ،‬كما ٌوفر علم طبقات األرض األدوات البلزمة لتحدٌد‬
‫األعمار النسبٌة والمطلقة للصخور الموجودة فً موقع معٌن‪ ،‬وكذلك‬
‫لوصؾ تارٌخ تلك الصخور‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫ومن خبلل الجمع بٌن هذه األدوات‪ٌ ،‬ستطٌع علماء علم طبقات األرض‬
‫تؤرٌخ التارٌخ الجٌولوجً لكل ألرض‪ ،‬وتحدٌد عمرها‪ ،‬وٌوفر علم طبقات‬
‫األرض الدلٌل األساسً للصفابح التكتونٌة‪ ،‬والتارٌخ التطوري لؤلرض‪،‬‬
‫والمناخات الماضٌة لؤلرض‪.‬‬
‫ٌستخدم الجٌولوجٌون مجموعة واسعة من الطرق لفهم بنٌة األرض‬
‫وتطورها‪ ،‬بما فً ذلك العمل المٌدانً‪ ،‬ووصؾ الصخور‪ ،‬والتقنٌات‬
‫الجٌوفٌزٌابٌة‪ ،‬والتحلٌل الكٌمٌابً‪ ،‬والتجارب الفٌزٌابٌة‪ ،‬والنمذجة‬
‫العددٌة‪ .‬أما من الناحٌة العملٌة‪ٌ ،‬عد علم طبقات األرض مهم للتنقٌب عن‬
‫المعادن والهٌدروكربونات واستؽبللها‪ ،‬وتقٌٌم الموارد المابٌة‪ ،‬وفهم‬
‫المخاطر الطبٌعٌة‪ ،‬ومعالجة المشاكل البٌبٌة‪ ،‬وتوفٌر رإى حول تؽٌر‬
‫المناخ‪ .‬كما ٌلعب علم طبقات األرض‪ ،‬ذا التخصصات األكادٌمٌة الواسعة‬
‫كبٌرا فً الهندسة الجٌوتقن ٌّة‪.‬‬
‫دورا ً‬
‫ً‬
‫ٌنقسم علم الجٌولوجٌا الً قسمٌن ربٌسٌٌن هما ‪:‬‬
‫ٔ‪ -‬الجٌولوجٌا الطبٌعٌة أو الفٌزٌابٌة ‪:‬‬
‫وهو القسم الذي ٌقوم بدراسة طبٌعة وخواص وتوزٌع المواد المكونة‬
‫لؤلرض والطرق التً ساعدت علً تكوٌن تلك المواد واسلوب تؽٌرها‬
‫وطرق نقلها ‪ ،‬وتشمل كذلك تكوٌن سطح االرض والعوامل المإثرة فٌه ‪.‬‬
‫ٕ‪ -‬الجٌولوجٌا التارٌخٌة ‪:‬‬
‫وتشمل دراسة التؽٌرات التً حدثت علً سطح االرض من ناحٌة توزٌع‬
‫المٌاه ومناطق الٌابسة منذ اول نشوء لؤلرض قبل ما ٌقرب من ‪ٗ.ٙ‬‬
‫بلٌون سنة الً اآلن وكذلك دراسة عبلقة االرض بالمجموعة الشمسٌة‬
‫والكون ‪.‬‬
‫كذلك ٌدرس هذا القسم آثار وبقاٌا الحٌاة القدٌمة علً االرض منذ نشؤة‬
‫الحٌاة قبل حوالً بلٌونً سنة والً الوقت الحاضر وتقع ضمنها دراسة‬
‫االنسان ‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫‪ -‬عبلقة علم الجٌولوجٌا بالعلوم االخري ‪:‬‬

‫ٔ‪ -‬علم الفلك ‪ :‬هناك عبلقة وطٌدة بٌن علم الفلك وعلم االرض ‪ ،‬ألنه‬
‫لكً نقوم بدراسة تارٌخ االرض ٌجب اوال دراسة طرٌقة نشوبها‬
‫وكذلك موضع االرض بالنسبة للمجموعة الشمسٌة ‪ ،‬وموضعها‬
‫بالنسبة للكون ‪.‬‬
‫ٕ‪ -‬علم الكٌمٌاء ‪ :‬هناك عبلقة وطٌدة بٌن علم الكٌمٌاء والجٌولوجٌا‬
‫‪ ،‬ألن االرض تتكون من عناصر مختلفة وهذه العناصر بعضها‬
‫معادن وهذه المعادن والعناصر ما هً اال مكونات كٌمٌابٌة او‬
‫عناصر كٌمٌابٌة ‪ ،‬كذلك تدخل الكٌمٌاء فً علم البلورات وهً‬
‫البلورات المإلفة للصخور فً االرض ‪.‬‬
‫ٖ‪ -‬علم الفٌزٌاء ‪ٌ :‬وضحعلم الفٌزٌاء فهم القوي والتؤثٌرات التً‬
‫تعرضت لها الصخور مما ادي الً التشوهات وااللتواءات‬
‫والتراكٌب الجٌولوجٌة المختلفة ‪.‬‬
‫ٗ‪ -‬علم االحٌاء ‪ٌ :‬دخل فً دراسة الكابنات الحٌة التً توجد فً‬
‫االحافٌر وفهم طبٌعتها ونشؤتها ‪،‬‬
‫٘‪ -‬علم االنسان ‪ :‬عن طرٌق فحص الهٌاكل العظمٌة لبلنسان وآثاره‬
‫وفهم التطور الحضاري لبلنسان ‪.‬‬

‫‪ -‬فروع علم االرض ‪:‬‬


‫تعددت فروع علم الجٌولوجٌا نتٌجة التقدم العلمً والبحثً فً جمٌع‬
‫المجاالت مما ساهم ذلك فً تطور علم الجٌولوجٌا بشكل كبٌر وادي اٌضا‬
‫الً تعدد فروعه وهً ‪:‬‬

‫‪7‬‬
‫ٔ‪ -‬العلوم الخاصة بدراسة مكونات القشرة االرضٌة‬
‫مثل علم البلورات ‪ ،‬علم المعادن ‪ ،‬علم الجٌوكٌمٌاء ‪ ،‬علم الصخور‬

‫بلورة معدن البارٌت‬

‫ٕ‪ -‬العلوم الخاصة بدراسة التراكٌب الجٌولوجٌة المكونة للقشرة‬


‫االرضٌة ‪:‬‬
‫مثل علم الحركات االرضٌة و الجٌولوجٌا التركٌبٌة‬

‫‪8‬‬
‫ٖ‪ -‬العلوم الخاصة بدراسة تارٌخ تطور القشرة االرضٌة‬
‫مثل ‪ :‬علم الحفرٌات ‪ ،‬وعلم الطبقات والجٌولوجٌا التارٌخٌة‬

‫حفرٌة علً احد الصخور‬

‫ٗ‪ -‬العلوم الخاصة بدراسة تضارٌس سطح القشرة االرضٌة‬


‫مثل ‪ :‬علم الجٌورفولوجٌا ‪ ،‬علم المساحة ‪ ،‬الجٌولوجٌا الفٌزٌابٌة‬

‫‪9‬‬
‫‪ -‬أهمٌة علم الجٌولوجٌا ‪:‬‬
‫أهمٌة علم الجٌولوجٌا كبٌرة فهً التً تمكننا من دراسة األرض التً‬
‫نحٌا علٌها‪ ،‬الجٌولوجٌا هً دراسة األرض والمواد التً خلقت منها‬
‫وبنٌة تلك المواد والعملٌات التً تعمل علٌها‪ ،‬و ٌتضمن دراسة الكابنات‬
‫الحٌة التً سكنت كوكبنا منذ مبلٌٌن السنٌن وحتى اآلن‪ ،‬وهناك جزء‬
‫مهم من الجٌولوجٌا هو دراسة كٌفٌة تؽٌر مواد األرض وهٌاكلها‬
‫وعملٌاتها وكابناتها بمرور الوقت‪.‬‬
‫ٌعمل الجٌولوجٌون على فهم تارٌخ كوكبنا وهً أهم جوانب توضٌح‬
‫أهمٌة علم الجٌولوجٌا‪ ،‬كلما تمكنوا من فهم تارٌخ األرض بشكل أفضل ‪،‬‬
‫كان بإمكانهم التنبإ بشكل أفضل بكٌفٌة تؤثٌر أحداث وعملٌات الماضً‬
‫فً المستقبل‪ ،‬وهنا بعض األمثلة‪:‬‬

‫ٔ‪ -‬دراسة عملٌات األرض‬


‫العدٌد من العملٌات مثل االنهٌارات األرضٌة والزالزل والفٌضانات‬
‫واالنفجارات البركانٌة ٌمكن أن تكون خطرة على الناس‪ ،‬وٌعمل‬
‫الجٌولوجٌون على فهم هذه العملٌات جٌدً ا بما ٌكفً لتجنب بناء هٌاكل‬
‫مهمة حٌث قد تتضرر وهو ما ٌبٌن أهمٌة علم الجٌولوجٌا‪.‬‬

‫ٕ‪ -‬إذا تمكن علماء الجٌولوجٌا من إعداد خرابط للمناطق التً ؼمرتها‬
‫المٌاه فً الماضً ‪ ،‬فٌمكنهم إعداد خرابط للمناطق التً قد تؽمرها‬
‫المٌاه فً المستقبل‪ ،‬و ٌمكن استخدام هذه الخرابط لتوجٌه تنمٌة‬
‫المجتمعات وتحدٌد األماكن التً تتطلب الحماٌة من الفٌضانات أو‬
‫التؤمٌن ضد الفٌضانات‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫ٖ‪ -‬دراسة مكونات األرض‬
‫جمٌعنا نستخدم مكونات األرض كل ٌوم‪ ،‬حٌث نستخدم النفط الذي ٌتم‬
‫إنتاجه من اآلبار والمعادن التً ٌتم إنتاجها من المناجم والمٌاه التً ٌتم‬
‫سحبها من الجداول أو من تحت األرض‪ ،‬وٌقوم الجٌولوجٌون بإجراء‬
‫دراسات تحدد مواقع الصخور التً تحتوي على معادن مهمة ‪ ،‬وتخطٌط‬
‫المناجم التً تنتجها ‪ ،‬والطرق المستخدمة إلزالة المعادن من الصخور‪،‬‬
‫ٌقومون بعمل مماثل لتحدٌد وإنتاج النفط والؽاز الطبٌعً والمٌاه الجوفٌة‬
‫وهنام تعرؾ أهمٌة علم الجٌولوجٌا من ناحٌة الثروات‪.‬‬

‫ٗ‪ -‬دراسة تارٌخ األرض‬


‫الٌوم قد نكون قلقون بشؤن تؽٌر المناخ وما ٌحدث بشؤن االحتباس‬
‫الحراري‪ ،‬حٌث ٌعمل العدٌد من الجٌولوجٌٌن لمعرفة المزٌد عن‬
‫المناخات السابقة لؤلرض وكٌؾ تؽٌرت عبر الزمن‪ ،‬هذه المعلومات‬
‫اإلخبارٌة الجٌولوجٌة التارٌخٌة ذات قٌمة لفهم كٌؾ ٌتؽٌر مناخنا الحالً‬
‫وماذا ٌمكن أن تكون النتابج‪.‬‬

‫٘‪ -‬البناء و اعمار األرض‬


‫من بٌن ما ٌبٌن لنا أهمٌة علم الجٌولوجٌا‪ ،‬أنه ٌتم استخدامه فً دراسة‬
‫طبٌعة األرضة كذلك هً فرع أساسً فً دراسة الهندسة المعمارٌة‪،‬‬
‫حٌث أن هذا الجانب ٌمكنك من فهم األرض وكذلك األماكن التً تصلح‬
‫لئلنشاءات المعمارٌة‪ ،‬واختبارها من حٌث الصبلبة وعدم وجود أبار‬
‫وفحص الطبقات األرضٌة وكذلك إمكانٌة حدوث زالزل فً تلك األماكن‬
‫وؼٌرها العدٌد من األمور األخرى التً ٌمكن االعتماد علٌها فً‬
‫االنشاءات والحفر وتركٌب أفاق وؼٌرها‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫‪ -‬تطور علم االرض ‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬العصور القدٌمة‬
‫فً العصور القدٌمة كانت تدور بعض األفكار الجٌولوجٌة األولى حول‬
‫نشؤة األرض‪ ،‬وقد كانت للٌونان القدٌمة بعض المفاهٌم الجٌولوجٌة‬
‫األساسٌة المتعلقة بنشؤة األرض‪ ،‬إضافة إلى ذلك‪ ،‬سجل أرسطو فً‬
‫القرن الرابع قبل المٌبلد مبلحظات هامة عن بطء وتٌرة التؽٌر‬
‫الجٌولوجً ‪،‬فقد رصد تكوٌن األرض وصاغ نظرٌة تشٌر إلى أن األرض‬
‫تتؽٌر ببطء‪ ،‬وأن هذه التؽٌرات ال ٌمكن لئلنسان مبلحظتها على مدار‬
‫حٌاته كلها‪ ،‬ووضع أرسطو أول المفاهٌم القابمة على اإلثباتات المرتبطة‬
‫بعالم الجٌولوجٌا فٌما ٌتعلق بمعدل تؽٌر طبٌعة األرض‪.‬‬
‫ومع ذلك‪ ،‬فالفضل ٌرجع إلى خلٌفته فً معهد اللٌسٌوم‪ ،‬الفٌلسوؾ‬
‫كبٌرا فً العصور القدٌمة فً كتابه عن‬
‫ً‬ ‫ثٌوفراستوس ‪،‬الذي حقق تقد ًما‬
‫األحجار ‪،‬فقد وصؾ الكثٌر من المعادن والخامات وكلها من المناجم‬
‫المحلٌة مثل مناجم منطقة الفرٌو قرب أثٌنا‪ ،‬وؼٌرها‪ ،‬كما ناقش بطبٌعة‬
‫الحال أنواع الرخام ومواد البناء مثل الحجر الجٌري وحاول عمل تصنٌؾ‬
‫بدابً للمعادن بحسب خصابص مثل الصبلدة‪.‬‬
‫وبعد ذلك بكثٌر فً العصر الرومانً‪ ،‬قدم بلٌنٌوس األكبر تفصٌبلً لمعادن‬
‫ومواد أخرى كثٌرة استخدمت على نطاق واسع فً األؼراض العملٌة‪،‬‬
‫صحٌحا لنشؤة الكهرمان الذي ٌعد‬
‫ً‬ ‫تفسٌرا‬
‫ً‬ ‫وكان من بٌن أوابل من قدموا‬
‫من الراتنجات المستحثة المؤخوذة من األشجار بمراقبة الحشرات‬
‫المحبوسة فً أجزاء منها‪ .‬ووضع كذلك أساس علم البلورات من خبلل‬
‫التعرؾ على التركٌب ثمانً السطوح لـاأللماس‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫ثانٌا ‪:‬العصور الوسطى‬
‫كان أبو الرٌحان البٌرونً ( ٖ‪ )ٔٓٗ1-20‬من أوابل الجٌولوجٌٌن‬
‫المسلمٌن الذٌن تضمنت أعمالهم الكتابات األقدم على الجٌولوجٌا فً‬
‫الهند وافترضوا أن شبه القارة الهندٌة كانت مرة واحدة فً البحر‪.‬‬
‫كذلك قدم ابن سٌنا (ابن سٌنا‪ )ٖٔٓ0-21ٔ ،‬إسهامات كبٌرة فً‬
‫الجٌولوجٌا والعلوم الطبٌعٌة ‪،‬إلى جانب فبلسفة طبٌعٌٌن آخرٌن مثل‬
‫اخوان الصفا وؼٌرها الكثٌر‪ ،‬كتب ابن سٌنا عمبل موسوعٌا بعنوان‬
‫"كتاب الشفاء" (كتاب الشفاء أو الشفاء أو االنتصاؾ من الجهل) حٌث‬
‫ٌحتوي القسم ٘ من الجزء ٕ منه على شرحه لعلم المعادن واألرصاد‬
‫الجوٌة فً أرسطو فً ستة فصول‪ :‬تكوٌن الجبال‪ ،‬مزاٌا الجبال فً‬
‫تشكٌل الؽٌوم‪ .‬مصادر المٌاه؛ أصل الزالزل؛ تشكٌل المعادن؛ تنوع‬
‫تضارٌس األرض‪.‬‬
‫كذلك فً الصٌن فً العصور الوسطى كان واحدا من أكثر علماء الطبٌعة‬
‫إثارة لبلهتمام هو شٌن كو (ٖٔٓٔ‪ )ٔٓ2٘-‬وهو شخصٌة بولٌمث الذي‬
‫داس فً العدٌد من مجاالت الدراسة فً عصره من حٌث الجٌولوجٌا‪،‬‬
‫شٌن كو هو واحد من أول علماء الطبٌعة التً وضعت نظرٌة‬
‫الجٌومورفولوجٌا واستند ذلك إلى مبلحظاته المتعلقة بالترسبات‬
‫الرسوبٌة وتآكل التربة وترسب الطمً والحفرٌات البحرٌة الموجودة فً‬
‫جبال تاٌهانػ الواقعة على بعد مبات األمٌال من المحٌط الهادئ كما صاغ‬
‫نظرٌة لتؽٌر المناخ التدرٌجى بعد مبلحظته للمؽامرات القدٌمة المتحجرة‬
‫التً عثر علٌها فً حالة محفوظة تحت االرض بالقرب من ٌانتشو (ٌانان‬
‫الحدٌثة) فً المناخ الشمالى الجاؾ لمقاطعة شنشى وقد وضع فرضٌة‬
‫لعملٌة تكوٌن األرض‪ :‬استنادا إلى مبلحظته للقذابؾ األحفورٌة فً طبقة‬
‫جٌولوجٌة فً جبل على بعد مبات األمٌال من المحٌط واستنتج أن األرض‬
‫تشكلت من خبلل تآكل الجبال وترسب الطمً‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫ثالثا ‪:‬القرن ال ‪ٔ0‬‬
‫لم ٌكن حتى القرن السابع عشر أن الجٌولوجٌا قطعت أشواطا كبٌرة فً‬
‫تطورها‪ ،‬فً هذا الوقت‪ ،‬أصبحت الجٌولوجٌا كٌان خاص بها فً عالم‬
‫العلوم الطبٌعٌة وقد اكتشؾ العالم المسٌحً أن الترجمات المختلفة‬
‫للكتاب المقدس تحتوي على نسخ مختلفة من النص التوراتً والكٌان‬
‫الذي ظل ثابتا من خبلل جمٌع التفسٌرات هو أن الطوفان شكل‬
‫الجٌولوجٌا والجؽرافٌا فً العالم‪.‬‬
‫وإلثبات صحة الكتاب المقدس‪ ،‬شعر األفراد بالحاجة إلى إثبات األدلة‬
‫العلمٌة التً تفٌد بؤن الفٌضانات الكبرى قد حدثت فعبل‪،‬مع هذه الرؼبة‬
‫المعززة للبٌانات جاءت زٌادة فً المبلحظات من تكوٌن األرض‪ ،‬مما أدى‬
‫بدوره إلى اكتشاؾ األحافٌر وعلى الرؼم من أن النظرٌات التً نتجت عن‬
‫االهتمام المتزاٌد بتكوٌن األرض كثٌرا ما تم التبلعب بها لدعم مفهوم‬
‫الطوفان إال أن النتٌجة الحقٌقٌة كانت ذات أهمٌة أكبر فً تكوٌن األرض‪.‬‬
‫نظرا لقوة المعتقدات المسٌحٌة خبلل القرن السابع عشر وكانت نظرٌة‬
‫أصل األرض التً كانت مقبولة على نطاق واسع نظرٌة جدٌدة لؤلرض‬
‫نشرت فً ‪ ،ٔٙ2ٙ‬من قبل وٌلٌام وٌستون‪ ،‬واستخدم وٌستون المنطق‬
‫المسٌحً "إلثبات" أن الفٌضان الكبٌر قد وقع وأن الفٌضانات شكلت‬
‫طبقات الصخور من األرض‪.‬‬
‫خبلل القرن السابع عشر أثار النقاش الدابر بٌن الدٌن والعلوم على أصل‬
‫األرض اهتماما بالؽا فً األرض وأسفر عن تقنٌات أكثر منهجٌة لتحدٌد‬
‫طبقات األرض‪ ،‬وٌمكن تعرٌؾ طبقات األرض بؤنها طبقات أفقٌة من‬
‫الصخور لها نفس التكوٌن تقرٌبا فً جمٌع أنحاء كان رابد نٌكوالس‬
‫ستٌنو رابد فً العلم وتم تدرٌب ستٌنو فً النصوص الكبلسٌكٌة حول‬
‫العلوم ومع ذلك بحلول عام ‪ ٔٙ٘2‬شكك بجدٌة فً المعرفة المقبولة‬
‫للعالم الطبٌعً‪.‬‬
‫واألهم من ذلك‪ ،‬انه تساءل عن فكرة أن الحفرٌات نمت فً األرض فضبل‬
‫عن تفسٌرات مشتركة لتشكٌل الصخور وقد أدت تحقٌقاته واستنتاجاته‬

‫‪14‬‬
‫البلحقة حول هذه الموضوعات العلماء إلى اعتباره واحدا من مإسسً‬
‫الطبقات الحدٌثة والجٌولوجٌا‪.‬‬
‫رابعا ‪:‬القرن ال ‪ٔ1‬‬
‫ومن هذا االهتمام المتزاٌد بطبٌعة األرض ومنشؤها أتى اهتمام متزاٌد‬
‫بالمعادن والمكونات األخرى لقشرة األرض وعبلوة على ذلك فإن األهمٌة‬
‫االقتصادٌة المتزاٌدة للتعدٌن فً أوروبا خبلل منتصؾ إلى أواخر القرن‬
‫الثامن عشر جعلت من حٌازة معرفة دقٌقة عن الخامات وتوزٌعها‬
‫الحٌوي الحٌوٌة‪.‬‬
‫بدأ العلماء دراسة تركٌبة األرض بطرٌقة منهجٌة مع مقارنات مفصلة‬
‫ووصؾ لٌس فقط لؤلرض نفسها‪ ،‬ولكن من المعادن شبه الثمٌنة التً‬
‫تحتوي علٌها‪ ،‬والتً كانت ذات قٌمة تجارٌة كبٌرة‪.‬‬
‫على سبٌل المثال‪ ،‬فً عام ٗ‪ ٔ00‬نشر أبراهام ؼوتلوب فٌرنر كتاب‬
‫فون دن (على األحرؾ الخارجٌة للمعادن) والتً جلبت له اعتراؾ واسع‬
‫النطاق ألنه قدم نظاما مفصبل لتحدٌد المعادن محددة على أساس‬
‫الخصابص الخارجٌة‪.‬‬
‫وٌمكن تحدٌد األراضً المنتجة بشكل أكثر كفاءة من أجل التعدٌن‪،‬‬
‫وٌمكن العثور على المعادن شبه الثمٌنة‪ٌ ،‬مكن توفٌر المزٌد من األموال‬
‫وهذا محرك األقراص لتحقٌق مكاسب اقتصادٌة دفع الجٌولوجٌا إلى‬
‫األضواء وجعلها موضوعا شعبٌا لمتابعة مع زٌادة عدد الناس ٌدرسون‬
‫ذلك وجاء مبلحظات أكثر تفصٌبل والمزٌد من المعلومات حول األرض‪.‬‬
‫أٌضا خبلل القرن الثامن عشر أصبحت جوانب من تارٌخ األرض – وهً‬
‫االختبلفات بٌن المفهوم الدٌنً المقبول واألدلة الواقعٌة – موضوعا‬
‫شابعا للمناقشة فً المجتمع‪.‬‬
‫فً عام ‪ ٔ0ٗ2‬نشر عالم الطبٌعة الفرنسً جورج لوٌس لٌكلٌر كومت‬
‫دي بوفون كتابه "هٌستوٌر ناتورٌل" حٌث هاجم حسابات الكتاب‬
‫المقدس الشعبٌة التً قدمها وٌستون وؼٌرهم من المنظرٌن الكنسٌٌن فً‬
‫تارٌخ األرض‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫من التجربة مع الكرات الباردة‪ ،‬وجد أن عمر األرض لٌس فقط ٓٓٓٗ‬
‫أو ٓٓ٘‪ ٘0‬سنة على النحو المستدل من الكتاب المقدس ولكن بدال من‬
‫ٓٓٓ‪ 0٘0‬سنة‪ .‬شخص آخر وصؾ تارٌخ األرض مع اإلشارة إلى هللا وال‬
‫الكتاب المقدس كان الفٌلسوؾ إٌمانوٌل كانت‪ ،‬الذي نشر له التارٌخ‬
‫الطبٌعً العالمً ونظرٌة السماوات (ألجمٌن ناتورجشٌشت وثوري دٌس‬
‫هٌملز) فً عام ٘٘‪.ٔ0‬‬
‫من أعمال هإالء الرجال المحترمٌن فضبل عن اآلخرٌن‪ ،‬أصبح من‬
‫المقبول بحلول منتصؾ القرن الثامن عشر للتشكٌك فً سن األرض‬
‫وٌمثل هذا التساإل نقطة تحول فً دراسة األرض‪ .‬وقد أصبح من‬
‫الممكن اآلن دراسة تارٌخ األرض من منظور علمً دون تصورات دٌنٌة‬
‫مسبقة‪.‬‬
‫مع تطبٌق األسالٌب العلمٌة للتحقٌق فً تارٌخ األرض ودراسة‬
‫الجٌولوجٌا ٌمكن أن تصبح مجاال متمٌزا للعلوم وللبدء كان ال بد من‬
‫صٌاؼة المصطلحات والتعرٌؾ لما ٌشكل دراسة جٌولوجٌة وقد استخدم‬
‫مصطلح "الجٌولوجٌا" ألول مرة من الناحٌة الفنٌة فً المنشورات من‬
‫قبل اثنٌن من علماء الطبٌعة جٌنٌفان جان أندرٌه دٌلوك وهوراس‪-‬‬
‫بٌنٌدٌكت دي سوسور‪ ،‬على الرؼم من أن "الجٌولوجٌا" لم ٌكن استقباال‬
‫حسنا كمصطلح حتى تم تناوله فً مإثر جدا خبلصة وافٌة‪ ،‬الموسوعة‪،‬‬
‫التً نشرت فً عام ٔ٘‪ ٔ0‬من قبل دٌنٌس دٌدٌروت وبمجرد أن ٌتم‬
‫تحدٌد المصطلح للداللة على دراسة األرض وتارٌخها أصبحت‬
‫الجٌولوجٌا ببطء أكثر اعترافا كعلوم متمٌزة ٌمكن تدرٌسها كمجال‬
‫للدراسة فً المإسسات التعلٌمٌة‪ .‬فً عام ٔٗ‪ ،ٔ0‬أنشؤت المإسسة‬
‫األكثر شهرة فً مجال التارٌخ الطبٌعً المتحؾ الوطنً للتارٌخ الطبٌعً‬
‫فً فرنسا أول موقع تعلٌمً مخصص خصٌصا للجٌولوجٌا‪ .‬وكانت هذه‬
‫خطوة هامة فً زٌادة تعزٌز المعرفة بالجٌولوجٌا كعلم واعتراؾ بقٌمة‬
‫نشر هذه المعارؾ على نطاق واسع‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫بحلول عام ٓ‪ ٔ00‬بدأت الكٌمٌاء تلعب دورا محورٌا فً األساس النظري‬
‫للجٌولوجٌا ونظرٌتٌن متقابلتٌن مع ظهور أتباع ملتزمٌن وهذه النظرٌات‬
‫المتناقضة قدمت تفسٌرات مختلفة لكٌفٌة تشكٌل طبقات الصخور من‬
‫سطح األرض اقترح أحدهم أن الؽمر السابل ربما مثل الطوفان التوراتً‬
‫قد خلق جمٌع الطبقات الجٌولوجٌة ونظمت النظرٌة النظرٌات الكٌمٌابٌة‬
‫التً كانت تتطور منذ القرن السابع عشر وكان ٌروج لها جون ووكر‬
‫اإلسكتلندي‪ٌ ،‬وهان ؼوتسشالك والٌرٌوس فً السوٌد وأبراهام فٌرنر فً‬
‫ألمانٌا‪ .‬من هذه األسماء‪ ،‬أصبحت وجهات نظر فٌرنر مإثرة دولٌا فً‬
‫حوالً ٓٓ‪ .ٔ1‬وقال إن طبقات األرض‪ ،‬بما فً ذلك البازلت والجرانٌت‪،‬‬
‫قد شكلت راسبا من المحٌط الذي ؼطى األرض بؤكملها‪ .‬كان نظام فٌرنر‬
‫مإثرا‪ ،‬وكان أولبك الذٌن قبلوا نظرٌته المعروفة باسم دٌلوفٌانٌستس أو‬
‫نٌبتونستس وكانت أطروحة النبتونٌة األكثر شعبٌة خبلل أواخر القرن‬
‫الثامن عشر وخاصة بالنسبة ألولبك الذٌن تلقوا تدرٌبا كٌمٌابٌا ومع ذلك‬
‫أطروحة أخرى اكتسبت ببطء العملة من ٓ‪ sٔ01‬إلى األمام وبدال من‬
‫الماء اقترح بعض علماء الطبٌعة فً منتصؾ القرن الثامن عشر مثل‬
‫بوفون أن الطبقات قد تشكلت من خبلل الحرارة (أو النار)‪.‬‬
‫تم تعدٌل أطروحة وتوسٌعها من قبل الطبٌعة االسكتلندٌة جٌمس هوتون‬
‫خبلل ٓ‪ .sٔ01‬وجادل ضد نظرٌة النبتونٌة‪ ،‬واقترح بدال من ذلك نظرٌة‬
‫على أساس الحرارة‪ .‬أولبك الذٌن اتبعوا هذه األطروحة خبلل أوابل القرن‬
‫التاسع عشر أشاروا إلى هذا الرأي كما البلوتونٌة‪:‬‬
‫تشكٌل األرض من خبلل التصلب التدرٌجً للكتلة المنصهرة بمعدل‬
‫بطًء من نفس العملٌات التً حدثت على مر التارٌخ واستمرت فً‬
‫الوقت الحاضر وأدى ذلك إلى استنتاج أن األرض كانت قدٌمة ال ٌمكن‬
‫قٌاسها وال ٌمكن تفسٌرها فً حدود التسلسل الزمنً المستنتج من‬
‫الكتاب المقدس ٌعتقد بلوتونٌستس أن العملٌات البركانٌة كانت العامل‬
‫الربٌسً فً تكوٌن الصخور ولٌس الماء من الفٌضانات العظمى‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫خامسا ‪:‬القرن ال ‪ٔ2‬‬
‫فً أوابل القرن التاسع عشر حفزت صناعة التعدٌن والثورة الصناعٌة‬
‫التطور السرٌع للعمود الطبقً – "تسلسل تشكٌبلت الصخور مرتبة وفقا‬
‫لترتٌبها فً الوقت المناسب"‪.‬‬
‫وفً إنجلترا بدءا من ٓ‪ ٔ02‬وجد تجرٌبٌا أن الحفرٌات كانت وسٌلة‬
‫فعالة للؽاٌة للتمٌٌز بٌن التشكٌبلت المماثلة خبلؾ ذلك من المشهد كما‬
‫سافر الببلد العاملة على نظام القناة وأنتجت الخرٌطة الجٌولوجٌة األولى‬
‫لبرٌطانٌا وفً الوقت نفسه تقرٌبا أدرك عالم التشرٌح المقارن الفرنسً‬
‫جورج كوفٌه بمساعدة زمٌله ألٌكساندر بروجنٌارت فً مدرسة المناجم‬
‫فً بارٌس أن األعمار النسبٌة للحفرٌات ٌمكن أن تحدد من وجهة نظر‬
‫جٌولوجٌة من حٌث ما هً طبقة من الصخور تقع األحافٌر والمسافة هذه‬
‫الطبقات من الصخور هً من سطح األرض‪.‬‬
‫من خبلل تولٌؾ النتابج التً توصلوا إلٌها‪ ،‬أدرك بروؼنٌارت وكوفٌٌه‬
‫أن طبقات مختلفة ٌمكن تحدٌدها من قبل محتوٌات األحفوري‪ ،‬وبالتالً‬
‫ٌمكن تعٌٌن كل طبقة إلى موقؾ فرٌد فً تسلسل‪.‬‬
‫بعد نشر كتاب كوفٌٌه وبرونجنٌارت "الوصؾ جٌولوجٌك دٌس‬
‫إنفٌرونس دي بارٌس" فً عام ٔٔ‪ ،ٔ1‬الذي حدد المفهوم‪ ،‬أصبح‬
‫الطبقٌة شعبٌة جدا بٌن الجٌولوجٌٌن‪ .‬العدٌد منهم ٌؤملون فً تطبٌق هذا‬
‫المفهوم على جمٌع صخور األرض وخبلل هذا القرن قام العدٌد من‬
‫الجٌولوجٌٌن بمزٌد من تنقٌح واستكمال العمود الطبقً على سبٌل المثال‬
‫فً عام ٖٖ‪ ٔ1‬بٌنما كان آدم سٌدجوٌك ٌقوم بتخطٌط الصخور التً كان‬
‫قد أسسها من الفترة الكمبودٌة‪ ،‬كان تشارلز لٌل فً مكان آخر ٌقترح‬
‫تقسٌم فرعً للمرحلة الثالثة فً حٌن كان رودرٌك مورشٌسون الذي‬
‫رسم فً وٌلز من اتجاه مختلؾ األجزاء العلٌا من سٌدجوٌك فً الكمبري‬
‫إلى األجزاء السفلى من فترة سٌلورٌهو كان العمود الطبقً كبٌرا ألنه‬
‫ٌوفر طرٌقة لتعٌٌن سن نسبً لهذه الصخور من خبلل تعٌٌنها فً مواقع‬
‫مختلفة فً تسلسلها الطبقً وقد خلق ذلك نهجا عالمٌا لتارٌخ سن‬

‫‪18‬‬
‫األرض‪ ،‬وسمح بربط عبلقات أخرى من التشابهات الموجودة فً تكوٌن‬
‫قشرة األرض فً مختلؾ البلدان‪.‬‬
‫فً أوابل القرن التاسع عشر فً برٌطانٌا تم تكٌٌؾ الكارثة بهدؾ‬
‫التوفٌق بٌن العلوم الجٌولوجٌة والتقالٌد الدٌنٌة للفٌضان الكبٌر فً‬
‫الكتاب المقدس و فً أوابل عشرٌنٌات القرن العشرٌن قام الجٌولوجٌون‬
‫اإلنجلٌزٌون بما فً ذلك وٌلٌام باكبلند وآدم سٌدجوٌك بتفسٌر الرواسب‬
‫"المخففة" كنتٌجة لفٌضان نوح‪ ،‬ولكن بنهاٌة العقد قاموا بتنقٌح آرابهم‬
‫لصالح الؽمر المحلً تشارلز لٌل تحدى الكارثة مع نشر فً عام ٖٓ‪ٔ1‬‬
‫من المجلد األول من كتابه مبادئ الجٌولوجٌا التً قدمت مجموعة‬
‫متنوعة من األدلة الجٌولوجٌة من إنجلترا وفرنسا وإٌطالٌا وإسبانٌا‬
‫إلثبات أفكار هوتون من التدرج الصحٌح وقال إن معظم التؽٌرات‬
‫الجٌولوجٌة كانت تدرٌجٌة جدا فً تارٌخ البشرٌة وقدم لٌل أدلة على‬
‫التوحٌدٌة وهو مبدأ جٌولوجً أن العملٌات تحدث بنفس المعدالت فً‬
‫الوقت الحاضر كما فعلت فً الماضً‪ ،‬وتمثل جمٌع الخصابص‬
‫الجٌولوجٌة لؤلرض أعمال لٌل كانت شعبٌة وقراءة على نطاق واسع‬
‫وكان مفهوم التوحٌدٌة عقد قوي فً المجتمع الجٌولوجً‪.‬‬
‫فً نفس الوقت الذي تم فٌه االنتهاء من العمود الطبقً قاد اإلمبرٌالٌة‬
‫عدة بلدان فً أوابل القرن التاسع عشر الستكشاؾ أراض بعٌدة لتوسٌع‬
‫إمبراطورٌاتهم وقد أتاح ذلك الفرصة للباحثٌن الطبٌعٌٌن لجمع البٌانات‬
‫عن هذه الرحبلت فً عام ٖٔ‪ ٔ1‬طلب الكابتن روبرت فٌتزروي‪،‬‬
‫المسإول عن بعثة المسح الساحلً التابعة لشركة همس بٌجل الحصول‬
‫على عالم طبٌعً مناسب لدراسة األرض وتقدٌم المشورة الجٌولوجٌة‬
‫وانخفض هذا إلى تشارلز داروٌن الذي كان قد أنهى لتوه درجة‬
‫البكالورٌوس‪ ،‬ورافق سٌدجوٌك فً رحلة رسم الخرابط الوٌلزٌة التً‬
‫استمرت أسبوعٌن بعد أخذ دورة الربٌع فً الجٌولوجٌا‪.‬‬
‫أعطى فٌتزروي مبادئ داروٌن لٌل للجٌولوجٌا‪ ،‬وأصبح داروٌن التلمٌذ‬
‫األول لٌل‪ ،‬ونظرٌا مبتكرا على مبادئ موحدة حول العملٌات الجٌولوجٌة‬
‫التً شاهدها‪ ،‬وتحدي بعض أفكار لٌل‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫وقد تكهن بؤن األرض توسعت لتفسٌر االرتقاء‪ ،‬ثم على أساس الفكرة‬
‫القابلة بؤن مناطق المحٌطات ؼرقت مع االرتقاء باألرض‪ ،‬نظرٌا أن‬
‫الجزر المرجانٌة نمت من تهدٌب الشعاب المرجانٌة التً تؽرق الجزر‬
‫البركانٌة‪.‬‬
‫وقد تؤكدت هذه الفكرة عندما قام بٌجل بمسح جزر كوكوس (كٌلٌنػ)‬
‫ونشر فً عام ٕٗ‪ ٔ1‬نظرٌته حول هٌكل وتوزٌع الشعاب المرجانٌة‬
‫وساعد اكتشاؾ داروٌن للحفرٌات العمبلقة على تؤسٌس سمعته‬
‫كجٌولوجً ونظرته حول أسباب انقراضه أدت إلى نظرٌته للتطور عن‬
‫طرٌق االنتقاء الطبٌعً الذي نشر فً "أصل األنواع" فً عام ‪.ٔ1٘2‬‬
‫وقد دفعت الدوافع االقتصادٌة لبلستخدام العملً للبٌانات الجٌولوجٌة‬
‫الحكومات إلى دعم البحوث الجٌولوجٌة وخبلل القرن التاسع عشر قامت‬
‫حكومات عدة بلدان من بٌنها كندا وأسترالٌا وبرٌطانٌا العظمى والوالٌات‬
‫المتحدة بتموٌل المسح الجٌولوجً الذي من شؤنه أن ٌنتج خرابط‬
‫جٌولوجٌة لمناطق شاسعة من البلدان وٌوفر المسح الجٌولوجً موقع‬
‫المعادن المفٌدة وٌمكن استخدام هذه المعلومات لصالح صناعة التعدٌن‬
‫فً البلد وبتموٌل الحكومة للبحوث الجٌولوجٌة ٌمكن أن ٌدرس المزٌد‬
‫من األفراد الجٌولوجٌا بتقنٌات وتقنٌات أفضل مما ٌإدي إلى توسع مجال‬
‫الجٌولوجٌا‪.‬‬
‫فً القرن التاسع عشر قدر البحث العلمً عصر األرض من حٌث مبلٌٌن‬
‫السنٌن وبحلول أوابل القرن العشرٌن تم اكتشاؾ نظابر رادٌوجٌنٌك وقد‬
‫تم تطوٌر التؤرٌخ اإلشعاعً فً عام ٔٔ‪ ٔ2‬قام آرثر هولمز بتؤلٌؾ عٌنة‬
‫من سٌبلن فً ‪ ٔ.ٙ‬ملٌار سنة باستخدام نظابر الرصاص‪.‬‬
‫فً عام ٕٔ‪ ٔ2‬جاء الحضور فً االجتماع السنوي للجمعٌة البرٌطانٌة‬
‫للنهوض العلوم إلى توافق آراء تقرٌبً بؤن عمر األرض كان بضعة‬
‫ملٌارات سنة وأن التعارؾ اإلشعاعً كان موثوقا به ونشر هولمز عصر‬
‫األرض ومقدمة فً األفكار الجٌولوجٌة فً عام ‪ ٔ2ٕ0‬الذي قدم فٌه‬
‫مجموعة من ‪ ٔ.ٙ‬إلى ٓ‪ ٖ.‬ملٌار سنة وقد احتلت التبلوة البلحقة عصر‬

‫‪21‬‬
‫األرض نحو ٘٘‪ ٗ.‬بلٌون سنة ولم ٌعد من الممكن قبول النظرٌات التً ال‬
‫تمتثل لؤلدلة العلمٌة التً تثبت سن األرض‪.‬‬
‫سادسا ‪ :‬القرن ال ٕٓ‬
‫فً عام ٕ‪ ٔ1ٙ‬نشر الفٌزٌابً ولٌام طومسون البارون األول كلفن‬
‫حسابات تحدد عمر األرض بٌن ٕٓ ملٌون و ٓٓٗ ملٌون سنة‪.‬‬
‫وقد افترض أن األرض قد شكلت كابن مصهور تماما وحددت مقدار‬
‫الوقت الذي ٌستؽرقه للسطح القرٌب لٌبرد إلى درجة حرارته الحالٌة مع‬
‫اكتشاؾ االضمحبلل اإلشعاعً تم دفع عمر األرض إلى أبعد من ذلك آرثر‬
‫هولمز كان رابدا فً علم الجؽرافٌا‪.‬‬
‫فً عام ٖٔ‪ ٔ2‬كان هولمز على موظفً كلٌة إمبلاير وعندما نشر كتابه‬
‫الشهٌر عصر األرض الذي جادل بقوة لصالح استخدام أسالٌب التعارؾ‬
‫المشعة بدال من األسالٌب التً تستند إلى الترسٌب الجٌولوجً أو تبرٌد‬
‫األرض (كثٌر الناس ال تزال تعلق على حسابات الرب كلفن أقل من ٓٓٔ‬
‫ملٌون سنة)‪.‬‬
‫وٌقدر هولمز أن أقدم صخور أرتشٌة تبلػ ٓٓ‪ ٔٙ‬ملٌون سنة ولكنها لم‬
‫تكهن عن عمر األرض‪ ،‬بحلول هذا الوقت كان اكتشاؾ النظابر تعقٌدا‬
‫الحسابات وقضى السنوات المقبلة تتصارع مع هذه وقد عززه التروٌج‬
‫للنظرٌة على مدى العقود القادمة لقبا ألب علم الجؽرافٌا الحدٌث‪ .‬وبحلول‬
‫عام ‪ ،ٔ2ٕ0‬قام بتنقٌح هذا الرقم إلى ٖٓٓٓ ملٌون سنة وفً‬
‫األربعٌنٌات من القرن الرابع المٌبلدي إلى ٓٓ٘ٗ ‪ ٔٓٓ ±‬ملٌون سنة‪،‬‬
‫قٌاسات الوفرة النسبٌة لنظابر الٌورانٌوم التً أنشؤها ألفرٌد أوك ناٌر‪.‬‬
‫الطرٌقة العامة تعرؾ اآلن باسم نموذج هولمز‪-‬هوترمان بعد فرٌتز‬
‫هوترمانز الذي نشر فً نفس العام ‪ ٔ2ٗٙ‬وقد تم تنقٌح العمر الثابت‬
‫لؤلرض منذ ذلك الحٌن ولكن لم ٌتؽٌر كثٌرا‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫فً عام ٕٔ‪ ٔ2‬اقترح ألفرٌد فٌجنر نظرٌة االنجراؾ القاري وتشٌر هذه‬
‫النظرٌة إلى أن أشكال القارات ومطابقة الجٌولوجٌا الساحلٌة بٌن بعض‬
‫القارات تشٌر إلى أنها انضمت معا فً الماضً وشكلت كتلة أرض واحدة‬
‫تعرؾ باسم بانجٌا؛ وبعد ذلك انفصلوا وانحرفوا مثل الطوافات فوق قاع‬
‫المحٌط‪ ،‬ووصلوا حالٌا إلى موقعهم الحالً باإلضافة إلى ذلك قدمت‬
‫نظرٌة االنجراؾ القاري تفسٌر ممكن لتشكٌل الجبال لوحة تكتونٌة بنٌت‬
‫على نظرٌة االنجراؾ القاري‪.‬‬
‫لسوء الحظ لم ٌقدم فٌجنر آلٌة مقنعة لهذا االنجراؾ ولم تكن أفكاره‬
‫مقبولة عموما خبلل حٌاته وقبلت آرثر هومز نظرٌة فٌجنر وقدمت آلٌة‪:‬‬
‫عباءة الحمل لتسبب القارات للتحرك ومع ذلك لم تبدأ األدلة الجدٌدة حتى‬
‫بعد الحرب العالمٌة الثانٌة فً تراكم االنجراؾ القاري المدعوم وتابعت‬
‫هناك فترة من ٕٓ عاما مثٌرة للؽاٌة حٌث وضعت نظرٌة االنجراؾ‬
‫القاري من ٌعتقد من قبل عدد قلٌل لٌكون حجر الزاوٌة فً الجٌولوجٌا‬
‫الحدٌثة‪ .‬ابتداء من عام ‪ ٔ2ٗ0‬وجدت البحوث أدلة جدٌدة حول قاع‬
‫المحٌط‪ ،‬وفً عام ٓ‪ ٔ2ٙ‬بروس هٌزن نشرت مفهوم منتصؾ التبلل‬
‫المحٌطات بعد ذلك اقترح روبرت دٌتز وهاري هٌس أشكال قشرة‬
‫المحٌطات وقاع البحر ٌنتشر على طول ارتفاعات منتصؾ المحٌط فً‬
‫انتشار قاع البحر واعتبر هذا تؤكٌدا للحمل عباءة وهكذا تم إزالة حجر‬
‫عثرة الربٌسً لنظرٌة‪.‬‬
‫واقترحت األدلة الجٌوفٌزٌابٌة الحركة الجانبٌة للقارات وأن القشرة‬
‫المحٌطٌة أصؽر من القشرة القارٌة‪ ،‬هذه األدلة الجٌوفٌزٌابٌة أٌضا‬
‫حفزت فرضٌة بالوماؼنٌتٌسم‪ ،‬سجل اتجاه المجال المؽناطٌسً لؤلرض‬
‫المسجلة فً المعادن المؽناطٌسٌة واقترح عالم الجٌوفٌزٌاء البرٌطانً‬
‫رونكورن مفهوم علم بالوماؼنٌتٌسم من استنتاجه أن القارات قد تحركت‬
‫بالنسبة لؤلقطاب المؽناطٌسٌة لؤلرض‪.‬‬
‫وقد أضاؾ توزو وٌلسون الذي كان مروجا لفرضٌة انتشار قاع البحر‬
‫واالنجراؾ القاري منذ البداٌة مفهوم تحوٌل األعطال إلى النموذج‬

‫‪22‬‬
‫واستكمال فبات أنواع األخطاء البلزمة لجعل تنقل اللوحات على وقد‬
‫عقدت ندوة حول االنجراؾ القاري فً الجمعٌة الملكٌة فً لندن فً عام‬
‫٘‪ٌ ٔ2ٙ‬جب أن تعتبر بداٌة رسمٌة لقبول تكتونٌات الصفابح من قبل‬
‫المجتمع العلمً‪.‬وتصدر ملخصات الندوة كما ببلكٌت‪ ،‬بوالرد‪ ،‬رونكورن؛‬
‫٘‪ .ٔ2ٙ‬فً هذه الندوة‪ ،‬أظهر إدوارد بوالرد وزمبلإه فً العمل حسابا‬
‫حاسوبٌا كٌؾ ٌمكن للقارات على جانبً المحٌط األطلسً أن تتناسب‬
‫على أفضل وجه إلؼبلق المحٌط الذي أصبح ٌعرؾ باسم "بوالرد صالح"‬
‫الشهٌر‪ .‬بحلول أواخر ٓ‪ sٔ2ٙ‬وزن األدلة المتاحة رأى القاري‬
‫االنجراؾ باعتبارها نظرٌة مقبولة عموما‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫الفصل الثانً‬
‫االرض جزء من الكون‬

‫األرض هً ثالث كواكب المجموعة الشمسٌة بع ًدا عن الشمس بعد‬


‫عطارد والزهرة‪ ،‬وتعتبر من أكبر الكواكب األرضٌة وخامس أكبر‬
‫الكواكب فً النظام الشمسً‪ ،‬وذلك من حٌث قطرها وكتلتها وكثافتها‪،‬‬
‫أٌضا اسم العالم والٌابس‪.‬‬
‫وٌطلق على هذا الكوكب ً‬
‫األرض مسك ًنا لمبلٌٌن األنواع من الكابنات الحٌة‪ ،‬بما فٌها اإلنسان؛‬
‫وهً المكان الوحٌد المعروؾ بوجود حٌاة علٌه فً الكون‪ ،‬تكونت‬
‫األرض منذ حوالً ٗ٘‪ ٗ.‬ملٌار سنة‪ ،‬وقد ظهرت الحٌاة على سطحها فً‬
‫الملٌار سنة األخٌرة‪.‬‬
‫ومنذ ذلك الحٌن أدى الؽبلؾ الحٌوي لؤلرض إلى تؽٌر الؽبلؾ الجوي‬
‫والظروؾ ؼٌر الحٌوٌة الموجودة على الكوكب‪ ،‬مما سمح بتكاثر الكابنات‬
‫وتكون طبقة األوزون‪ ،‬التً‬
‫ّ‬ ‫التً تعٌش فقط فً ظل وجود األكسجٌن‬
‫تعمل مع المجال المؽناطٌسً لؤلرض على حجب اإلشعاعات الضارة‪ ،‬مما‬
‫ٌسمح بوجود الحٌاة على سطح األرض‪ .‬تحجب طبقة األوزون األشعة‬
‫فوق البنفسجٌة‪ ،‬وٌعمل المجال المؽناطٌسً لؤلرض على إزاحة وإبعاد‬
‫الجسٌمات األولٌة المشحونة القادمة من الشمس بسرعات عظٌمة‬
‫وٌبعدها فً الفضاء الخارجً بعٌدا عن األرض‪ ،‬فبل تتسبب فً اإلضرار‬
‫بالكابنات الحٌة‪.‬‬
‫أدت الخصابص الفٌزٌابٌة لؤلرض والمدار الفلكً المناسب التً تدور فٌه‬
‫حول الشمس حٌث تمدها بالدؾء والطاقة ووجود الماء إلى نشؤة الحٌاة‬
‫واستمرار الحٌاة علٌها حتى العصر الحالً‪ٌ ،‬عتقد العلماء بؤن الشمس‬
‫سوؾ ترتفع درجة حرارتها فً المستقبل وتتمدد وتكبر حتى تصبح‬
‫عمبلقا أحمرا وٌصل قطرها إلى كوكب الزهرة أو حتى إلى مدار األرض‪،‬‬
‫على نحو ما ٌروه من تطور للنجوم المشابهة للشمس فً الكون عند‬

‫‪24‬‬
‫قرب انتهاء عمر النجم ونفاذ وقوده من الهٌدروجٌن‪ ،‬عندبذ تنهً حرارة‬
‫الشمس المرتفعة الحٌاة على األرض‪ ،‬هذا إذا لم ٌحدث لها حدث كونً‬
‫آخر قبل ذلك – كانفجار نجم قرٌب فً هٌبة مستعر أعظم – ٌنهً الحٌاة‬
‫علٌها‪.‬‬

‫الشمس والمجموعة الشمسٌة‬

‫ٌعٌش أكثر من ‪ 0.0‬ملٌار شخص على األرض‪ ،‬وتعمل موارد األرض‬


‫المختلفة على إبقاء جمهرة عالمٌة ضخمة من البشر‪ ،‬الذٌن ٌقتسمون‬
‫وطور‬ ‫ّ‬ ‫العالم فٌما بٌنهم وٌتوزعون على حوالً ٕٓٓ دولة مستقلة‪،‬‬
‫البشر مجتمعات وحضارات وثقافات متنوعة‪ ،‬وٌتفاعلون مع بعضهم‬
‫البعض بؤسالٌب متنوعة تشمل التواصل الدبلوماسً السٌاحة التجارة‬
‫أٌضا‪ .‬ظهر فً الثقافة البشرٌة نظرٌات وتمثٌبلت‬ ‫ً‬ ‫والقتال العسكري‬
‫مختلفة لؤلرض‪ ،‬فبعض الحضارات القدٌمة جسدتها كإلهة‪ ،‬والبعض‬
‫اعتقدها مسطحة‪ ،‬وقال آخرون أنها مركز الكون‪ ،‬والمعتقد السابد حال ًٌا‬
‫ٌنص على أن هذا الكوكب هو عبارة عن بٌبة متكاملة تتطلب إشراؾ‬
‫اإلنسان علٌها لصٌانتها من األخطار التً تهددها‪ ،‬والتً من شؤنها أن‬
‫تهدد اإلنسان نفسه فً نهاٌة المطاؾ‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫توجد األرض فً مجموعة كواكب المجموعة الشمسٌة‪ ،‬والمجموعة‬
‫الشمسٌة نفسها واحدة من ضمن مبات الملٌارات من النجوم التً تشكل‬
‫مجرة درب التبانة أو درب اللبانة‪.‬‬
‫المنطقة التً تمٌز كوكب األرض حول الشمس عن ؼٌرها هً منطقة‬
‫تعرؾ بؤنها نطاق صالح للسكن‪ ،‬بمعنى أن بـُعد األرض عن الشمس الذي‬
‫ٌبلػ نحو ٓ٘ٔ ملٌون كٌلومتر ومدار األرض حول الشمس فً فلك‬
‫دابري ٌجعل علٌها درجات حرارة مناسبة لٌست بالمرتفعة كثٌرا ولٌست‬
‫باردة جدا بحٌث تبلبم نشؤة حٌاة واستمرارها علٌها‪.‬‬
‫باإلضافة إلى ذلك حجم مناسب لؤلرض ٌجعلها تحتفظ بؽبلفها الجوي‬
‫ووجود الماء علٌها‪ ،‬ووجود ؼاز األوزون فً جو األرض الذي ٌحمً‬
‫األحٌاء علٌها من األشعة فوق البنفسجٌة الضارة‪ ،‬عبلوة على مجالها‬
‫المؽناطٌسً الذي ٌحمٌها من الجسٌمات األولٌة السرٌعة التً تؤتً مع‬
‫الرٌاح الشمسٌة فتهدد سبلمة األحٌاء على األرض‪.‬‬
‫ٌنقسم السطح الخارجً لؤلرض إلى عدة أجزاء‪:‬‬
‫القشرة األرضٌة الصلبة‪ ،‬التً تصل إلى عمق نحو خمسٌن كٌلومتر‪،‬‬
‫والؽبلؾ األرضً الذي تصل سماكته إلى ٓٓٓٗ كٌلومتر‪ ،‬ونواة األرض‬
‫المركزٌة الصلبة المكونة من الحدٌد والنٌكل‪.‬‬
‫وٌوجد الؽبلؾ األرضً فً حالة سابلة موصلة للكهرباء متحركة بحٌث‬
‫ٌنشؤ عن حركتها المجال المؽناطٌسً لؤلرض‪ ،‬وتتسم القشرة األرضٌة‬
‫بؤنها تطفو فوق الؽبلؾ األرضً المنصهر‪.‬‬
‫وتنقسم القشرة األرضٌة إلى عدد من الصفابح التكتونٌة العظٌمة‪،‬‬
‫ظهرت تدرٌج ًٌا على سطح األرض بسبب برودتها بالتدرٌج عبر مبلٌٌن‬
‫السنٌن‪ .‬تطفو تلك القشرة الرقٌقة نسبٌا فوق ما ٌسمى بالؽبلؾ األرضً‬
‫وهو الجزء الكبٌر من كتلة األرض وٌتكون من صهارة شدٌدة السخونة‬
‫توجد تحت القشرة بدرجة حرارة تبلػ نحو ٓٓ‪ ٔ0‬درجة مبوٌة وٌزداد‬
‫معدلها مع االقتراب من مركز األرض الحدٌدي‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫تنفذ تلك الصهارة فً جهات مختلفة على األرض من القشرة مكونة ما‬
‫ٌعرؾ بالبراكٌن‪ ،‬تؽطً المٌاه نحو ٔ‪ %0‬من سطح األرض فً‬
‫المحٌطات وهً مٌاه مالحة تعم بالحٌاة المابٌة‪ ،‬بٌنما ٌتكون الجزء الباقً‬
‫من القارات‪ ،‬والجزر‪ ،‬واألنهار‪ ،‬ذات المٌاه العذبة الضرورٌة للحٌاة على‬
‫الٌابسة بجمٌع أشكالها من نبات وحٌوان‪.‬‬

‫تكتونٌة الصفابح‬

‫ولم تثبت حتى اآلن وجود حٌاة على سطح أي كوكب من الكواكب‬
‫األخرى‪ ،‬إال أن المسبارات التً هبطت على سطح كوكب المرٌخ ربما‬
‫تنوه بوجود حٌاة فً صورة كابنات بدابٌة لم تتطور كثٌرا قبل أن تنتهً‬
‫الحٌاة المزعومة على سطح المرٌخ بعد تدهور األحوال الجوٌة علٌه‪.‬‬
‫وٌفسر بعض العلماء صور المسبار بقولهم أن هناك احتمال لوجود‬
‫الحٌاة على المرٌخ فً الماضً‪ ،‬ولكن الفصل فً هذا الشؤن ٌحتاج إلى‬
‫مجهودات ضخمة‪ ،‬وأرسال أجهزة ومعدات فً استطاعتها القٌام بتحلٌل‬
‫العٌنات أو العودة بها إلى األرض لدراستها وتحلٌلها‪.‬‬
‫ٌحتوي باطن األرض النشط على طبقة وسطى سمٌكة‪ ،‬تصل فً سمكها‬
‫إلى حوالً ٓٓٓٗ كٌلومتر‪ ،‬وهً تشكل الؽبلؾ األرضً‪ ،‬وهو سابل‬
‫صلب نسب ًٌا‪ ،‬وٌقسمه العلماء إلى لب خارجً سابل عالً اللزوجة‪ٌ ،‬خرج‬
‫أحٌانا فً صورة صهارة إلى سطح األرض عندما تنشط البراكٌن‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫وٌوجد ذلك اللب الخارجً فً حركة دابمة تعمل على تولٌد المجال‬
‫المؽناطٌسً لؤلرض‪ ،‬أما اللب الداخلً فصلب شدٌد الكثافة‪ ،‬وتزداد نسبة‬
‫كثافته مع ازدٌاد االقتراب من النواة المركزٌة لؤلرض‪ ،‬وهً تصل إلى‬
‫حوالً ‪ 0‬ؼرامات‪/‬سنتٌمتر مكعب‪ ،‬وٌتكون اللب الداخلً من الحدٌد‬
‫والنٌكل بشكل أساسً‪ ،‬وتتخذ نواة الكرة األرضٌة شكبلً كرو ًٌا ٌصل‬
‫نصؾ قطرها إلى حوالً ٕٓٓٓ كٌلومتر‪.‬‬
‫باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬فإن كوكب األرض ٌتؤثر مع الكواكب الموجودة فً‬
‫الفضاء الخارجً وبصفة خاصة الشمس حٌث ٌدور فً فلكها والقمر‪،‬‬
‫الذي ٌدور فً فلك حول األرض‪ ،‬وفً الوقت الحاضر‪ ،‬تدور األرض حول‬
‫الشمس مرة كل ‪ٌ ٖٙ٘.ٕٙ‬وم‪ ،‬وذلك باإلضافة إلى دورانها حول‬
‫محورها‪.‬‬
‫وٌطلق على هذه الفترة من الوقت لدورتها حول الشمس "السنة الفلكٌة"‬
‫التً تعادل ‪ٌ ٖٙ٘.ٕٙ‬وم شمسً ‪،‬هذا وٌمٌل محور دوران األرض حول‬
‫نفسها بمقدار ٗ‪ ٕٖ.‬درجة عن العمودي على مستوى مدارها حول‬
‫الشمس‪ ،‬مما ٌنتج عنه تنوع الفصول على سطح الكوكب‪.‬‬
‫تتمٌز األرض بوجود تابع طبٌعً وحٌد لها هو "القمر"‪ ،‬الذي بدأ فً‬
‫الدوران حولها منذ ٖ٘‪ ٗ.‬ملٌار عام‪.‬‬
‫وٌترتب على دوران القمر حول األرض بروز ظاهرة المد والجزر‪ ،‬الذي‬
‫ٌحدث فً المسطحات المابٌة‪ ،‬والحفاظ على ثبات مٌل محور األرض‬
‫والبطء التدرٌجً فً دورانها‪.‬‬
‫تؤثر سطح األرض بالكوٌكبات التً سقطت علٌه خبلل الفترة الممتدة بٌن‬
‫ٔ‪ ٗ.‬و ‪ ٖ.1‬ملٌارات سنة تقرٌ ًبا مما أدى إلى تؽٌرات فً بٌبة السطح‪.‬‬
‫هذا وتعتبر الموارد المعدنٌة لكوكب األرض والموارد الموجودة فً نطاق‬
‫الؽبلؾ الحٌوي من المصادر المساهمة فً توزٌع السكان على األرض‪.‬‬
‫ٌتركز سكان األرض فً حوالً ٕٓٓ دولة تتمتع كل منها بسٌادة مستقلة‬
‫ألراضٌها‪ ،‬وتتعامل هذه الدول مع بعضها البعض من خبلل العبلقات‬
‫الدبلوماسٌة والسٌاحٌة والتبادل التجاري والعبلقات العسكرٌة‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫وهناك العدٌد من وجهات النظر التً تبنتها الثقافات البشرٌة المختلفة‬
‫عن كوكب األرض‪ ،‬من بٌنها تقدٌس األرض إلى حد العبودٌة‪ .‬وساد فً‬
‫الماضً االعتقاد بؤن األرض مسطحة‪ ،‬ولم ٌكتشؾ اإلنسان كروٌة‬
‫األرض إال فً العصور الوسطى بعدما تحسنت وسابله العلمٌة‪ ،‬رؼم أن‬
‫علماء المسلمٌن قاطبة أجمعوا على أن األرض كروٌة حٌث ٌقول ابن‬
‫حزم (ت ‪ ٗ٘ٙ‬هـ)‪:‬‬
‫«وجوابنا وباهلل تعالى التوفٌق إن أحداً من أبمة المسلمٌن المستحقٌن‬
‫السم اإلمامة بالعلم لم ٌنكروا تكوٌر األرض وال ٌحفظ ألحد منهم فً دفعه‬
‫كلمة بل البراهٌن من القرآن والسنة قد جاءت بتكوٌرها» – الفصل فً‬
‫الملل واألهواء والنحل (ٕ‪)01 /‬‬
‫و َتسمح البٌبة على األرض بالحٌاة بسبب بعدها المناسب عن الشمس‪،‬‬
‫ووجود الماء واألكسجٌن والكربون والنٌتروجٌن التً تكون المادة الحٌة‪،‬‬
‫وهً بٌبة متكاملة تحتاج إلى الحفاظ علٌها‪ ،‬وعدم اضرارها فتفقد حٌاة‬
‫البشر نضورها وقوتها على البقاء‪ ،‬وقد تختفً أٌضا بعض األحٌاء‬
‫األخرى بسبب استؽبلل اإلنسان لثروات األرض بدون حساب‪.‬‬

‫‪ -‬التسلسل الزمنً لؤلحداث التً وقعت على كوكب األرض‬

‫استطاع العلماء جمع معلومات مفصلة عن العهود الماضٌة لكوكب‬


‫األرض؛ حٌث ٌرجع تارٌخ بداٌة النظام الشمسً إلى حوالً‬
‫ٕ‪ ٓ.ٓٓٓٙ±ٗ.٘ٙ0‬ملٌار سنة‪ ،‬ومنذ ٗ٘‪ ٗ.‬ملٌار عام(وهذه المعلومة‬
‫ؼٌر مإكدة بنسبة ٔ‪ )%‬تكونت األرض والكواكب األخرى الموجودة فً‬

‫‪29‬‬
‫النظام الشمسً من سدٌم شمسً – عبارة عن كتلة قرصٌة الشكل من‬
‫الؽبار والؽاز تبقت من تكون الشمس‪.‬‬
‫تكون األرض عن طرٌق هذه األجزاء الخارجٌة فً ؼضون‬ ‫وقد اكتمل ّ‬
‫فترة تتراوح ما بٌن ٓٔ و ٕٓ ملٌون عام ‪ ،‬وفً بادئ األمر كانت‬
‫تكون قشرة صلبة‬
‫األرض منصهرة‪ ،‬ثم بردت طبقتها الخارجٌة؛ لكً ّ‬
‫وذلك عندما بدأت المٌاه تتراكم فً الؽبلؾ الجوي لؤلرض‪.‬‬
‫تكون القمر بعد ذلك بوقت قرٌب‪ ،‬وذلك عندما اصطدم جرم سماوي ـ‬
‫ثم ّ‬
‫فً حجم كوكب المرٌخ (أحٌا ًنا ٌطلق علٌه "فرضٌة تؤثٌر االرتطام‬
‫بالجسم العمبلق") تمثل كتلته ٓٔ‪ %‬من كتلة كوكب األرض‪ ،‬ـ باألرض‬
‫فً صدمة عارضة‪.‬‬
‫وبعد ذلك اندمجت أجزاء من هذا الجرم السماوي مع كوكب األرض‪،‬‬
‫وتناثرت أجزاء منه فً الفضاء‪ ،‬ولكن أجزاء من هذا الجرم استقرت فً‬
‫مدار وكونت القمر‪.‬‬
‫وقد نتج عن النشاط البركانً وانبعاث الؽازات من كوكب األرض تكون‬
‫الؽبلؾ الجوي األساسً للكوكب‪.‬‬
‫وقد تكونت المحٌطات من تكثؾ بخار الماء الذي ٌزٌد بفعل الثلوج‬
‫والمٌاه السابلة التً تحملها الكوٌكبات والكواكب األصلٌة األكبر حج ًما‬
‫والمذنبات وأي كوكب فً النظام الشمس ٌدور حول الشمس على مسافة‬
‫أبعد من نبتون‪.‬‬
‫هذا وقد تم اقتراح احتمالٌن أساسٌٌن لشكل تطور القارات‪ :‬األول هو‬
‫مستمرا حتى العصر الحالً‪ ،‬والثانً هو‬
‫ً‬ ‫التطور الثابت الذي ما زال‬
‫تطور سرٌع مبدبً حدث فً فترة مبكرة من تارٌخ األرض‪ .‬وقد أوضحت‬
‫األبحاث أن النظرٌة الثانٌة هً األقرب للصواب‪ ،‬فقد حدث تطور سرٌع‬
‫ومبدبً لقشرة القارات األرضٌة‪ ،‬تبله تطور ثابت على المدى البعٌد‬
‫للمنطقة القارٌة‪.‬‬
‫وإذا قٌس ذلك بمقٌاس الزمن‪ ،‬فإنه قد استمر على مدى مبات المبلٌٌن‬
‫من السنٌن؛ حٌث أن سطح كوكب األرض قد أعاد تشكٌل نفسه بشكل‬
‫مستمر حٌث تكونت القارات‪ ،‬ثم انفصلت بعد ذلك‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫فالقارات تباعدت وتزحزحت على سطح األرض ولكنها كانت تتجمع فً‬
‫تكون قارة كبٌرة‪ .‬وتعتبر قارة "رودٌنٌا"‬
‫بعض األحٌان مرة أخرى لكً ّ‬
‫إحدى أقدم القارات الكبٌرة التً ظهرت منذ ٓ٘‪ 0‬ملٌون سنة تقرٌ ًبا‪ ،‬ثم‬
‫بدأت أجزابها فً االنفصال‪ .‬ثم بعد ذلك تجمعت القارات مرة أخرى لكً‬
‫تكون القارة العظمى "بانوتٌا"‪ ،‬وذلك خبلل الفترة الممتدة بٌن ٓٓ‪ ٙ‬و‬
‫ٓٗ٘ ملٌون عام‪ ،‬ثم تكونت فً النهاٌة قارة بانجٌا‪ ،‬التً انفصلت‬
‫أجزاإها منذ ٓ‪ ٔ1‬ملٌون عام مضت‪.‬‬
‫‪ -‬نشؤة الحٌاة على كوكب األرض‬
‫ٌعتبر كوكب األرض‪ ،‬حتى الوقت الحالً‪ ،‬الكوكب الوحٌد الذي توجد علٌه‬
‫بٌبة عامرة بؤسباب الحٌاة‪ ،‬إن التخلٌق الضوبً (تخلٌق مركبات كٌمٌابٌة‬
‫فً الضوء) ٌسمح باستؽبلل الطاقة الناتجة عن الشمس بشكل مباشر فً‬
‫الحٌاة بجمٌع أشكالها؛ حٌث ٌتراكم األكسجٌن الناتج عن هذه العملٌة فً‬
‫الؽبلؾ الجوي مكو ًنا طبقة األوزون (‪ )O3‬فً الجزء العلوي من الؽبلؾ‬
‫الجوي‪ ،‬هذه النظرٌة توضح أصل المٌتوكندورٌا والببلستٌدات (أجزاء‬
‫الخبلٌا النباتٌة المحتوٌة على الكلوروفٌل) والتً تعتبر وحدات فرعٌة‬
‫مكونة لخبلٌا إٌوكارٌوت (التً تفتقر إلى النواة والؽشاء النووي)‪.‬‬
‫ٌنتج عن اندماج الخبلٌا الصؽٌرة داخل الخبلٌا الكبٌرة تكوٌن خبلٌا‬
‫معقدة ٌطلق علٌها خبلٌا حقٌقٌة النواة (أي أنها تتمٌز بنواة واحدة)‪.‬‬
‫وتتخذ الكابنات ـ متعددة الخبلٌا الحقٌقٌة ـ والتً تكونت فً شكل خبلٌا‬
‫داخل مستعمرات سمات أكثر خصوصٌة‪.‬‬
‫خبلل عقد الستٌنات من القرن العشرٌن‪ ،‬افترض بعض العلماء أن‬
‫عاصفة ثلجٌة شدٌدة قد هبت على األرض خبلل الفترة الممتدة بٌن ٓ٘‪0‬‬
‫و ٓ‪ ٘1‬ملٌون سنة‪ ،‬وذلك أثناء العصر الفجري الحدٌث‪ ،‬مما أدى إلى‬
‫تؽطٌة معظم أجزاء الكوكب بصفابح أو ألواح من الجلٌد‪.‬‬
‫وقد تم إطبلق مصطلح "األرض كرة ثلجٌة" على هذا االفتراض‪،‬‬
‫وٌحظى هذا الحدث باهتمام كبٌر؛ ألنه ٌسبق اإلنفجار الكمبري‪ ،‬أي عندما‬
‫بدأت الكابنات متعددة الخبلٌا فً الظهور على سطح كوكب األرض‪.‬‬
‫وعقب االنفجار الذي حدث فً العصر الكمبري‪ ،‬منذ حوالً ٖ٘٘ ملٌون‬
‫سنة‪ ،‬حدثت خمسة حاالت انقراض كبرى‪ ،‬وكان آخر حدث انقراض قد‬

‫‪31‬‬
‫وقع منذ ٘‪ ٙ‬ملٌون سنة‪ ،‬عندما أدى اصطدام حجر نٌزكً باألرض إلى‬
‫انقراض الدٌناصورات والزواحؾ األخرى الكبٌرة‪ ،‬ولكن بقٌت الحٌوانات‬
‫الصؽٌرة مثل الثدٌٌات‪ ،‬التً كانت تشبه فً ذلك الوقت الزبابة (حٌوانات‬
‫آكلة الحشرات شبٌهة بالفؤر)‪.‬‬
‫وقد اختلفت وتنوعت أشكال الثدٌٌات على مدى ٘‪ ٙ‬ملٌون سنة‪ ،‬فقد‬
‫استطاعت إحدى أسبلؾ اإلنسان‪ ،‬الشبٌه بالقرود‪ ،‬الوقوؾ على ساقٌها‬
‫ً‬
‫منتصبة منذ مبلٌٌن السنٌٌن وف ًقا لنظرٌة داروٌن‪ ،‬وقد أدى ذلك إلى‬
‫تطور مقدرتها على استخدام األدوات وتشجٌع التواصل بٌن األفراد منها ـ‬
‫مما ساهم بدوره فً ارتفاع كفابة توفٌر الؽذاء وأوجد التحفٌز المبلبم‪،‬‬
‫الذي ساعد فً نهاٌة المطاؾ على زٌادة حجم المخ‪ ،‬ووصول اإلنسان‬
‫إلى ما هو علٌه الٌوم وفق هذه النظرٌة‪ .‬وفً الوقت نفسه‪ ،‬أدى ظهور‬
‫كبٌرا على‬
‫ً‬ ‫تؤثٌرا‬
‫ً‬ ‫النشاط الزراعً والحضارات إلى أن ٌخلؾ اإلنسان‬
‫األرض خبلل فترة قصٌرة‪ ،‬لم ٌحدث أن مثلها من قبل ـ األمر الذي أدى‬
‫تباعا إلى التؤثٌر على أشكال الحٌاة األخرى من حٌث الطبٌعة والكم‪.‬‬
‫ً‬
‫بدأ النمط الحالً للعصور الجلٌدٌة منذ حوالً ٓٗ ملٌون سنة‪ ،‬ثم تكاثؾ‬
‫خبلل العصر الحدٌث األقرب منذ حوالً ٖ مبلٌٌن سنة‪ .‬ومنذ ذلك الحٌن‬
‫خضعت المناطق القطبٌة لدورات متكررة من هطول وذوبان للجلٌد‪،‬‬
‫تتكرر خبلل فترة تمتد بٌن كل ٓٗ و ٓٓٓ‪ ٔٓٓ.‬عام‪ ،‬وقد انتهى العصر‬
‫الجلٌدي األخٌر منذ ٓٓٓ‪ ٔٓ0‬سنة‪.‬‬

‫المستقبل‬
‫ٌرتبط مستقبل كوكب األرض بشكل كبٌر بمستقبل الشمس‪ ،‬فمثبلً‪ٌ ،‬ترتب‬
‫على التراكم المطرد لعنصر الهٌلٌوم والعناصر الثقٌلة األخرى فً جوؾ‬
‫الشمس زٌادة بطٌبة فً اإلضاءة الكلٌة للشمس؛ حٌث ستزٌد إضاءة‬

‫‪32‬‬
‫الشمس بنسبة ٓٔ‪ %‬على مدى ٔ‪ ٔ.‬ملٌار سنة قادمة‪ ،‬وبنسبة ٓٗ‪%‬‬
‫على مدى ٘‪ ٖ.‬ملٌارات سنة قادمة ان شاء هللا ‪.‬‬
‫وجدٌر بالذكر أن األبحاث المتعلقة باألحوال المناخٌة تدل على أن ارتفاع‬
‫نسبة اإلشعاعات التً تصل إلى األرض قد ٌنتج عنها عواقب وخٌمة‪،‬‬
‫ومن بٌن هذه العواقب الفقد المحتمل للمسطحات المابٌة الموجودة على‬
‫كوكب األرض‪.‬‬
‫ٌعمل ارتفاع درجة حرارة سطح األرض على تسرٌع دورة ثانً أكسٌد‬
‫الكربون ؼٌر العضوٌة والتقلٌل من مستوى تركٌزها لٌصل بها إلى‬
‫مستوٌات تإدي إلى هبلك النباتات (ٓٔ أجزاء فً الملٌون ـ ‪PPM‬ـ‬
‫للتمثٌل الضوبً ‪ )C4‬فً ؼضون ٓٓ‪ 2‬ملٌون سنة‪.‬‬
‫باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬فإن عدم وجود نباتات على سطح األرض سٌإدي إلى‬
‫انعدام األكسجٌن فً الؽبلؾ الجوي‪ ،‬وبذلك‪ ،‬فإن الحٌوانات ستنقرض فً‬
‫خبلل عدة مبلٌٌن أخرى من السنٌٌن‪.‬‬
‫ولكن حتى إذا كانت الشمس خالدة ولن تمر بؤٌة تؽٌرات‪ ،‬فإن التبرٌد‬
‫المستمر الذي ٌحدث لجوؾ األرض سٌإدي إلى فقدها لمعظم ؼبلفها‬
‫الجوي والمحٌطات الموجودة علٌها‪ ،‬وذلك نتٌجة قلة النشاط البركانً‪.‬‬
‫وبعد مرور ملٌار سنة أخرى فإن جمٌع المسطحات المابٌة ستختفً‪،‬‬
‫وسٌصل الحد األدنى لدرجة حرارة الكون إلى ٓ‪ 0‬درجة مبوٌة‪.‬‬
‫ومن المتوقع أن تصبح األرض صالحة للحٌاة علٌها لمدة حوالً ٓٓ٘‬
‫ملٌون سنة أخرى فقط ان شاء هللا تعالً ‪.‬‬

‫دورة حٌاة الشمس‪.‬‬


‫ٌقول العلماء أن الشمس ستصبح نج ًما عمبل ًقا أحمر‪ ،‬كجزء من تطورها‪،‬‬
‫فً ؼضون ٘ ملٌارات سنة‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫فقد أوضحت الدراسات أن الشمس سٌتمدد حجمها بنسبة تعادل حوالً‬
‫ٕٓ٘ مرة من نصؾ قطرها الحالً‪ ،‬أي ما ٌعادل تقرٌ ًبا حوالً وحدة‬
‫فلكٌة واحدة (ٓٓٓ‪ ٔ٘ٓ0ٓٓٓ0‬كم)‪ ،‬أي أن نصؾ قطرها سوؾ ٌطل‬
‫على األرض‪ ،‬ولكن بحلول ذلك الوقت ستكون الحٌاة على األرض قد‬
‫انتهت منذ مبات مبلٌٌن السنٌن‪ ،‬ذلك ألن الحٌاة على األرض ال تتحمل‬
‫ارتفاع كبٌر فً دراجات الحرارة ٌفوق تلك الموجودة حال ًٌا‪.‬‬
‫وبما أن الشمس ستصبح نج ًما عمبل ًقا أحمر‪ ،‬فإنها ستفقد تقرٌ ًبا ٖٓ‪%‬‬
‫من كتلتها‪ ،‬وبذلك فمن ؼٌر وجود تؤثٌرات مدٌة وجزرٌة‪ ،‬ستتحرك‬
‫األرض إلى مدار ٌقع على بعد ‪ ٔ.0‬وحدات فلكٌة (ٓٓٓ‪ٕ٘ٓ.ٓٓٓ.‬‬
‫كٌلومتر) من الشمس عندما ٌصل النجم إلى أقصى نصؾ قطر له‪ .‬وبنا ًء‬
‫على ذلك‪ ،‬فإنه من المتوقع‪ ،‬أن تهرب األرض من الؽبلؾ المحٌط بها‬
‫وذلك بفعل تمدد الؽبلؾ الجوي الخارجً ؼٌر الكثٌؾ الذي ٌحٌط‬
‫بالشمس‪.‬‬
‫وبذلك فإن معظم‪ ،‬إن لم ٌكن كل‪ ،‬مظاهر الحٌاة المتبقٌة على سطح‬
‫األرض ستتدمر بسبب ضوء الشمس المتزاٌد‪.‬‬
‫بٌنما أشارت دراسة أحدث من الدراسة السابقة‪ ،‬إلى أن مدار األرض‬
‫سٌهلك بسبب تؤثٌرات المد والجزر على األرض مما سٌإدي إلى دخولها‬
‫إلى الؽبلؾ الجوي للنجم األحمر العمبلق وهبلكها‪.‬‬
‫‪ -‬تكوٌن كوكب األرض وتركٌبه ‪:‬‬
‫تعتبر األرض كوك ًبا أرض ًٌا‪ ،‬مما ٌعنً أنها عبارة عن جسم صخري‪،‬‬
‫ولٌست جس ًما ؼاز ًٌا عمبل ًقا مثل كوكب المشتري‪.‬‬
‫كما أنها تعتبر أكبر الكواكب األرضٌة األربعة الموجودة فً النظام‬
‫الشمسً‪ ،‬من حٌث الحجم والكتلة‪.‬‬
‫باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬فإن كوكب األرض ٌتمتع من بٌن هذه الكواكب األربعة‬
‫أٌضا بؤعلى نسبة كثافة وأعلى مستوى من الجاذبٌة على سطحها وأقوى‬‫ً‬
‫مجال مؽناطٌسً وأسرع دوران‪.‬‬
‫فضبلً عن أنه الكوكب األرضً الوحٌد التً توجد علٌه ألواح تكتونٌة‬
‫نشطة‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫‪ -‬شكل كوكب األرض‬
‫إن شكل كوكب األرض قرٌب جدًا من الشكل الكروي المفلطح‪ ،‬فهً جسم‬
‫كروي مفلطح عند القطبٌٌن‪ ،‬ومنبعج عند خط االستواء‪.‬‬
‫وٌنتج عن هذا االنبعاج دوران كوكب األرض‪ ،‬كما أنه ٌتسبب فً أن قطر‬
‫األرض عند خط االستواء ٌكون أكبر من قطرها عند القطبٌن بحوالً ٖٗ‬
‫كم‪ .‬هذا وٌكون متوسط قطر الجسم الكروي المرجعً حوالً ٕٗ‪ٕٔ00‬‬
‫كم‪ ،‬الذي ٌعادل تقرٌ ًبا ٓٓٓ‪ ٗٓ0‬كم‪TT/‬؛ حٌث أن المتر كان ٌساوي فً‬
‫األصل ٔ‪ ٔٓ.ٓٓٓ.ٓٓٓ/‬من المسافة الواقعة بداٌة من خط االستواء‬
‫وحتى القطب الشمالً عبر مدٌنة بارٌس فً فرنسا‪.‬‬
‫وجدٌر بالذكر أن الطبوؼرافٌا المحلٌة تختلؾ عن هذا الشكل الكروي‬
‫المثالً‪ ،‬على الرؼم من أن هذه االختبلفات بسٌطة على النطاق الكونً‪:‬‬
‫فاألرض لها معدل تفاوت حوالً جزء من أصل ٗ‪ ،٘1‬أو ‪ %ٓ.ٔ0‬من‬
‫الجسم الكروي المرجعً‪ ،‬وهً نسبة أقل من ٕٕ‪ %ٓ.‬من نسبة التفاوت‬
‫المسموح بتواجده بٌن كرات البلٌاردو‪.‬‬
‫هذا وتتمثل أكبر معدالت تفاوت أو انحراؾ محلٌة فً السطح الصخري‬
‫لكوكب األرض فً قمة إٌفرست (التً ٌصل ارتفاعها إلى ‪ 101ٗ1‬متر‬
‫عن سطح البحر)‪ ،‬وكذلك فً منخفض مارٌانا (الذي ٌصل انخفاضه إلى‬
‫ٔٔ‪ ٔٓ02‬متر تحت سطح البحر)‪.‬‬
‫وبسبب انبعاج الكرة األرضٌة عند خط االستواء‪ ،‬فإن جبل شٌمبورازو‬
‫الذي ٌقع فً اإلكوادور ٌعتبر أبعد جزء عن مركز األرض‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫‪ -‬التكوٌن الكٌمٌابً لكوكب األرض‬
‫تزن كتلة كوكب األرض حوالً ‪ ٕٔٓٗ×٘.21‬كٌلوؼرام تقرٌ ًبا‪ ،‬وٌتكون‬
‫معظمها من الحدٌد (ٔ‪ )%ٖٕ.‬واألكسجٌن (ٔ‪ )%ٖٓ.‬والسلٌكون‬
‫(ٔ‪ )%ٔ٘.‬والماؼنسٌوم (‪ )%ٖٔ.2‬والكبرٌت (‪ )%ٕ.2‬والنٌكل‬
‫(‪ )%ٔ.1‬والكالسٌوم (٘‪ )%ٔ.‬واأللمونٌوم (ٗ‪ ،)%ٔ.‬أما الجزء‬
‫المتبقً‪ ،‬الذي ٌمثل ٕ‪ ،%ٔ.‬فٌتكون من كمٌات قلٌلة من عناصر أخرى‪.‬‬
‫وحٌث أن العناصر األثقل حج ًما تنجذب نحو المركز فً حٌن أن العناصر‬
‫األخؾ حج ًما تبعد نحو المركز فٌما ٌعرؾ باسم "الفصل بٌن النجوم" أو‬
‫"إعادة توزٌع النجوم"‪ٌ ،‬عتقد البعض أن عنصر الحدٌد هو المكون‬
‫األساسً للب األرض؛ حٌث تصل نسبته إلى ‪ ،%11.1‬وذلك مع كمٌات‬
‫قلٌلة من النٌكل بنسبة ‪ %٘.1‬والكبرٌت بنسبة ٘‪ %ٗ.‬وأقل من ٔ‪%‬‬
‫من عناصر أخرى‪.‬‬
‫هذا وقد أوضح عالم الكٌمٌاء األرضٌة "فرانك وٌؽلسورث كبلرك" أن‬
‫أكثر من ‪ %ٗ0‬من القشرة األرضٌة ٌتكون من األكسجٌن‪.‬‬
‫شٌوعا والتً تتكون منها القشرة‬
‫ً‬ ‫وتعتبر كل المكونات الصخرٌة األكثر‬
‫األرضٌة هً عبارة عن أكسٌدات تقرٌ ًبا‪ ،‬أما الكلور والكبرٌت والفلور‬
‫فتعتبر من العناصر المهمة المستثناة من ذلك فقط‪ ،‬وعادة ما تمثل الكمٌة‬
‫اإلجمالٌة منها فً أي صخرة أقل من ٔ‪ %‬بكثٌر‪ .‬هذا وتشتمل األكسٌدات‬
‫األساسٌة على السلٌكا واأللومنٌا وأكسٌدات الحدٌد والجٌر والمؽنٌسٌا‬
‫والبوتاس والصودا‪ .‬وجدٌر بالذكر أن السلٌكا تعمل بشكل أساسً‬
‫كحمض وتساهم فً تكون السلٌكات‪ ،‬كما أن كل العناصر المعدنٌة‬
‫أٌضا‪ .‬وقد استنتج‬
‫ً‬ ‫الشابعة فً الصخور البركانٌة تتمتع بهذه الخصابص‬
‫كبلرك‪ ،‬من خبلل إحصابٌة اعتمدت على ‪ ٔ0ٙ0ٕ2‬دراسة تحلٌلٌة لجمٌع‬
‫أنواع الصخور‪ ،‬أن ٕٕ‪ %22.‬من هذه الصخور ٌتكون من أكسٌدات‪،‬‬
‫بٌنما توجد العناصر األخرى بكمٌات قلٌلة ج ًدا‪.‬‬
‫‪ -‬البنٌة الداخلٌة لؤلرض‬
‫ٌنقسم الجزء الداخلً من كوكب األرض‪ ،‬مثله فً ذلك مثل ؼٌره من‬
‫الكواكب األخرى‪ ،‬إلى عدة طبقات‪ ،‬وذلك طب ًقا للخصابص الكٌمٌابٌة أو‬
‫الرٌولوجٌة (علم الجرٌان) ـ ذلك العلم المعنً بحاالت المادة وما ٌحدث‬
‫فٌها من حٌث اللزوجة والتمدد والتلدن بتؤثٌر العوامل الخارجٌة‬

‫‪36‬‬
‫الفٌزٌابٌة – فعند النظر إلى الطبقة الخارجٌة لكوكب األرض من الناحٌة‬
‫الكٌمٌابٌة‪ٌُ ،‬بلحظ أنها عبارة عن قشرة صلبة رقٌقة نسبٌا ٌبلػ سمكها‬
‫نحو ٓ٘ كٌلومتر‪ ،‬تتمٌز بتكونها من معادن خفٌفة نسبٌا أؼلبها‬
‫السلٌكات‪.‬‬

‫وتطفو تلك القشرة الخفٌفة التً تحوي القارات والمحٌطات والبحار فوق‬
‫ؼبلؾ األرض‪ ،‬وهو أشد كثافة عن مادة السطح وٌتكون من مادة صلبة‬
‫عالٌة اللزوجة‪.‬‬
‫هذا وٌفصل إنقطاع موهو –انقطاع زلزالً ٌفصل قشرة األرض عن‬
‫الوشاح الذي تحتها‪ ،‬وٌستدل عنه من منحنٌات الزمن االرتحالٌة التً‬
‫تبٌن تعرض الموجات الزلزالٌة إلى زٌادة مفاجبة فً السرعة‪ -‬بٌن‬
‫القشرة األرضٌة والوشاح األرضً‪ ،‬كما أن سمك القشرة األرضٌة ٌختلؾ‬
‫من مكان إلى آخر؛ حٌث ٌكون متوسط سمكها تحت المسطحات المابٌة ‪ٙ‬‬
‫كٌلومترات وٌتراوح بٌن ٖٓ و ٓ٘ كٌلومتر فً القارات‪.‬‬
‫ٌُطلق على كل من القشرة األرضٌة والجزء السطحً من الوشاح‬
‫األرضً العلوي الذي ٌتسم بالبرودة والصبلبة اسم "الؽبلؾ الصخري"‬
‫أو "الؽبلؾ الحجري"‪ ،‬وهو الذي تتكون منه األلواح التكتونٌة‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫وٌقع أسفل الؽبلؾ الصخري نطاق االنسٌاب (وهو جزء الوشاح العلوي‬
‫تحت النطاق الصخري الجامد‪ ،‬وهذا الجزء لدن بالدرجة التً تسمح‬
‫باالنسٌاب الصخري) الذي ٌعتبر بمثابة طبقة تتسم بلزوجة منخفضة‬
‫نسب ًٌا ٌرتكز علٌها الؽبلؾ الصخري‪ .‬هذا وقد ظهرت تؽٌرات مهمة فً‬
‫البنٌة البلورٌة التً تقع داخل الوشاح األرضً وذلك على ُبعد ٓٔٗ و‬
‫ٓ‪ ٙٙ‬كٌلومتر أسفل سطح األرض‪ ،‬تلك المسافة التً تمثل نطا ًقا انتقال ًٌا‬
‫ٌفصل بٌن الوشاح األرضً العلوي والوشاح األرضً السفلً‪.‬‬
‫وأسفل الوشاح األرضً‪ٌ ،‬وجد لب خارجً سابل ٌتسم بلزوجة منخفضة‬
‫للؽاٌة أعلى اللب الداخلً الصلب‪.‬‬
‫وقد ٌدور اللب الداخلً بسرعة زاوٌة (المعدل الزمنً لتؽٌر اإلزاحة‬
‫الزاوٌة) أعلى من السرعة التً تدور بها باقً أجزاء الكوكب‪ ،‬كما أن‬
‫درجة حرارته تزٌد بنسبة ٔ‪ ٓ.‬إلى ٘‪ ٓ.‬درجات مبوٌة كل عام‪.‬‬

‫‪ -‬حرارة األرض‬
‫تنتج الحرارة الداخلٌة لكوكب األرض من الحرارة المتخلفة من حركة‬
‫الكواكب (وذلك بنسبة ٕٓ‪ %‬تقرٌ ًبا) والحرارة الناتجة عن االضمحبلل‬
‫اإلشعاعً (وذلك بنسبة ٓ‪ %1‬تقرٌ ًبا)‪ .‬هذا وٌعتبر البوتاسٌوم‪ٗٓ-‬‬
‫والٌورانٌوم‪ ٕٖ1-‬والٌورانٌوم‪ ٕٖ٘-‬والثورٌوم‪ ٕٖٕ-‬من النظابر‬
‫األساسٌة المشعة باعثة الحرارة على كوكب األرض‪ ،‬والجدٌر بالذكر أن‬
‫الحرارة فً مركز األرض قد تزٌد عن ٓٓٓ‪ 00‬كلفن‪ ،‬وقد ٌصل الضؽط‬
‫إلى ٓ‪ ٖٙ‬ؼٌؽاباسكال‪.‬‬
‫ونظرا ألن معظم حرارة األرض تنتج عن االضمحبلل اإلشعاعً‪ ،‬فقد‬ ‫ً‬
‫اعتقد العلماء أنه فً فترات مبكرة من تارٌخ كوكب األرض وقبل أن تنفد‬
‫النظابر التً تتسم بؤعمار نصفٌة قصٌرة‪ ،‬كانت الحرارة التً تنتجها‬
‫األرض أعلى مما علٌه اآلن بكثٌر‪.‬‬
‫تقدر الحرارة الكلٌة التً تفقدها األرض بحوالً ٕ‪ ٖٔٓٔ × ٗ.‬واط‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫هذا وٌنتقل جزء من الطاقة الحرارٌة للب األرض فً اتجاه القشرة‬
‫األرضٌة عن طرٌق تصاعد الصهارة من الوشاح األرضً‪ ،‬وهو نوع من‬
‫أنواع الحمل ٌتكون من اندفاع صخور شدٌدة االرتفاع فً درجة الحرارة‪.‬‬
‫وٌمكن أن ٌإدي تصاعد الصهارة إلى ارتفاع درجة الحرارة فً بعض‬
‫المناطق وحدوث تدفق ألحجاز البازلت (أحجار بركانٌة) على السطح‪.‬‬
‫جدٌر بالذكر أن األرض تفقد حرارتها من خبلل تكتونٌات األلواح عن‬
‫طرٌق اندفاع الوشاح األرضً ـ األمر الذي ٌصاحبه تكوٌن سبلسل من‬
‫الجبال والتبلل فً وسط المحٌطات‪ .‬هذا وٌعتبر العامل األساسً األخٌر‬
‫فً فقد حرارة األرض هو انتقال الطاقة الحرارٌة عن طرٌق الؽبلؾ‬
‫الصخري (اللٌزوسفٌر) ـ األمر الذي ٌحدث أؼلبه فً المحٌطات ألن‬
‫القشرة األرضٌة تكون أقل سم ًكا فً المسطحات المابٌة عنها فً سطح‬
‫القارات‪.‬‬

‫‪ -‬سطح كوكب األرض‬


‫تختلؾ تضارٌس األرض بشكل كبٌر من مكان إلى آخر‪ ،‬فعلى سبٌل‬
‫المثال ٌُبلحظ أن حوالً ‪ %0ٓ.1‬من سطح األرض مؽطى بالماء؛ حٌث‬
‫أن جزء كبٌر من الرؾ القاري (أو ما ٌُعرؾ باسم منطقة المٌاه الضحلة‬
‫التً تتمٌز بانحدارها التدرٌجً من الشاطا باتجاه البحر) ٌقع تحت‬
‫مستوى سطح البحر‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬فإن السطح المؽمور بالماء فً وسط قٌعان المحٌطات‬
‫ٌتمتع بخصابص جبلٌة‪ ،‬تشمل سبلسل جبال وتبلل تقع فً وسط‬
‫المحٌطات‪ ،‬كما ٌحتوي على براكٌن وأخادٌد محٌطٌة وأودٌة تحت سطح‬
‫البحر ونجود وسهول فً األعماق‪ .‬هذا وٌتكون الجزء الباقً الذي ال‬
‫تؽمره الماء‪ ،‬وتش ّكل مساحته ٕ‪ %ٕ2.‬من سطح الكرة األرضٌة‪ ،‬من‬
‫الجبال والصحاري والسهول والنجود ومعالم تضارٌسٌة أخرى‪.‬‬
‫خضع سطح كوكب األرض‪ ،‬وما زال‪ ،‬لعملٌات إعادة تشكٌل على مر‬
‫العصور الجٌولوجٌة‪ ،‬وٌرجع ذلك إلى التؤثٌرات التكتونٌة وعوامل‬
‫التعرٌة‪ ،‬فضبلً عن أن التؽٌرات التً تحدث للتضارٌس الموجودة على‬
‫تكون أو تآكل بفعل األلواح التكتونٌة تخضع لعوامل‬ ‫سطح األرض من ّ‬
‫التعرٌة الدابمة من سقوط أمطار وثلوج ودورات حرارٌة وتؤثٌرات‬
‫كٌمٌابٌة‪ .‬وعبلوة على ما سبق‪ ،‬فإن هطول الجلٌد وتآكل السواحل و َت َك ُّون‬
‫سبلسل الشعب المرجانٌة والتؤثٌرات الناتجة عن سقوط النٌازك على‬
‫أٌضا فً إعادة تشكٌل سطح كوكب األرض‪.‬‬ ‫األرض تساهم ً‬
‫تتكون القشرة القارٌة من مواد قلٌلة الكثافة مثل‪ :‬الصخور النارٌة‬
‫كالؽرانٌت واألندٌزاٌت‪.‬‬
‫أٌضا صخور ؼٌر معروفة بشكل كبٌر مثل البازلت‪ ،‬أحد الصخور‬ ‫وهناك ً‬
‫البركانٌة شدٌدة الكثافة والتً تعتبر المكون األساسً لقٌعان المحٌطات‪.‬‬
‫ض ِؽطت م ًعا‪.‬‬
‫أٌضا صخور رسوبٌة تكونت من الترسبات التً ُ‬‫ً‬ ‫كما ٌوجد‬
‫جدٌر بالذكر أن حوالً ٘‪ %0‬تقرٌ ًبا من سطح األرض مؽطى بالصخور‬
‫الرسوبٌة‪ ،‬على الرؼم من أنها تشكل حوالً ٘‪ %‬فقط من القشرة‬
‫األرضٌة‪.‬‬
‫أما النوع الثالث من الصخور الموجودة على سطح األرض فهً الصخور‬
‫المتحولة‪ ،‬التً تكونت من تحول أنواع الصخور األخرى بفعل الضؽط أو‬
‫معا‪ .‬هذا وٌعتبر الكوارتز والفلسبار‬
‫درجات الحرارة المرتفعة أو كلٌهما ً‬
‫(سلٌكات األلومنٌوم) واألمفٌبول والمٌكا والبٌروكسٌن والزبرجد‬
‫الزٌتونً من أكثر معادن السلٌكات وفرة على سطح األرض‪ .‬وتشتمل‬

‫‪41‬‬
‫معادن الكربونات على الكالسٌت (الذي ٌوجد فً أحجار الجٌر)‬
‫واألراجونٌت والدولومٌت‪.‬‬

‫تعتبر البٌدوسفٌر آخر الطبقات الخارجٌة لكوكب األرض وتتكون هذه‬


‫الطبقة من التربة‪ ،‬كما أنها تخضع لعملٌات تكوٌن األخٌرة‪ .‬وتوجد هذه‬
‫الطبقة فً السطح البٌنً لللٌزوسفٌر (الؽبلؾ الجوي) والؽبلؾ‬
‫الهٌدروجٌنً والؽبلؾ الحٌوي‪ .‬والجدٌر بالذكر أن األراضً الصالحة‬
‫للزراعة من سطح األرض تمثل فً الوقت الحالً ٖٔ‪ %ٖٔ.‬من إجمالً‬
‫أراضً الكوكب‪ ،‬وهً تإمن ٔ‪ %ٗ.0‬فقط من المحاصٌل الدابمة‪.‬‬
‫هذا وٌتم استؽبلل ما ٌقرب من ٓٗ‪ %‬من األراضً الموجودة على سطح‬
‫األرض فً الوقت الحاضر كؤراضً زراعٌة ومراعً‪ ،‬أو ما ٌقدر بنسبة‬
‫ٖ‪ ٔٓ0×ٔ.‬كٌلومترات مربعة كؤراضً زراعٌة و ٗ‪ٔٓ0×ٖ.‬‬
‫كٌلومترات مربعة كمراعً‪ٌ .‬ختلؾ ارتفاع سطح األرض من مكان آلخر‪،‬‬
‫فقد أظهرت بعض الدراسات التً تمت فً سنة ٕ٘ٓٓ‪ ،‬أن أكثر المواقع‬
‫ارتفاعا هً قمة جبل‬
‫ً‬ ‫انخفاضا هو البحر المٌت (‪ ٗٔ1-‬متر)‪ ،‬وأقصاها‬
‫ً‬
‫إفرست (‪ 101ٗ1‬متر)‪ .‬والجدٌر بالذكر أن متوسط ارتفاع سطح األرض‬
‫فوق مستوى سطح البحر ٌصل إلى ٓٗ‪ 1‬متر‪.‬‬

‫‪ -‬الؽبلؾ المابً‬
‫إن توفر كمٌات كبٌرة من الماء على سطح األرض ٌُعتبر من المعالم‬
‫الفرٌدة التً تمٌز "الكوكب األزرق" عن ؼٌره من الكواكب فً النظام‬
‫الشمسً‪ .‬والجدٌر بالذكر أن الؽبلؾ المابً لؤلرض ٌتكون بشكل أساسً‬
‫من المحٌطات‪ ،‬ولكن من الناحٌة الفنٌة‪ ،‬فهو ٌضم كافة المسطحات‬
‫المابٌة فً العالم بما فً ذلك البحار الداخلٌة والبحٌرات واألنهار والمٌاه‬
‫الجوفٌة التً تقع على عمق ٌصل إلى ٓٓٓ‪ ٕ0‬متر‪ .‬هذا وٌعتبر "وادي‬

‫‪41‬‬
‫تشالنجر" فً المحٌط الهادئ‪ ،‬وبالتحدٌد منخفض مرٌانا الذي ٌصل‬
‫عمقه إلى ‪ ٔٓ02ٔٔ.ٗ-‬متر‪ ،‬أعمق المواقع على سطح األرض‪ٌ .‬صل‬
‫متوسط عمق المحٌطات إلى ٓٓ‪ ٖ01‬متر‪ ،‬وتعادل هذه النسبة أربعة‬
‫أضعاؾ متوسط االرتفاع الموجود على سطح القارات‪.‬‬
‫ُتقدّ ر كتلة المحٌطات بحوالً ٖ٘‪ ٔٓٔ1×ٔ.‬طن متري‪ ،‬أو ما ٌعادل‬
‫حوالً ٔ‪ ٗٗٓٓ/‬من الكتلة اإلجمالٌة لكوكب األرض‪ ،‬كما تشؽل‬
‫المحٌطات مساحة ‪ ٔٓٙ×ٖٙٔ.1‬كمٕ‪ .‬والجدٌر بالذكر أنه إذا تم بسط‬
‫كافة األراضً الموجودة على سطح األرض بشكل متساوي‪ ،‬فإن مستوى‬
‫المٌاه سٌصل الرتفاع ٌزٌد عن ‪ ٕ.0‬كٌلومترات‪.‬‬
‫إن حوالً ٘‪ %ٖ.‬من الكتلة اإلجمالٌة للمحٌطات تتكون من الملح‪ .‬وقد‬
‫تكونت معظم هذه األمبلح من النشاط البركانً أو تم استخبلصها من‬
‫الصخور الباردة البركانٌة‪ .‬وتعتبر المحٌطات مخز ًنا للؽازات المذابة فً‬
‫الؽبلؾ الجوي والتً تعتبر ضرورٌة لبقاء العدٌد من الكابنات المابٌة‪.‬‬
‫فضبلً عن أن مٌاه البحار تتمتع بتؤثٌر مهم على المناخ العالمً؛ حٌث‬
‫أنها تعمل والمحٌطات كخزانات كبٌرة للحرارة‪ .‬كما أن التؽٌرات التً‬
‫تحدث فً توزٌع درجة الحرارة فً المحٌطات من الممكن أن تإثر بشكل‬
‫كبٌر على تؽٌرات المناخ على سطح البحر‪ ،‬وذلك مثل ظاهرة التذبذب‬
‫الجنوبً المعروؾ باسم ظاهرة "آل نٌنو"‪.‬‬

‫الؽبلؾ الجوي‬
‫ٌصل متوسط الضؽط الجوي على سطح األرض إلى ٕٖ٘‪ ٔٓٔ.‬كٌلو‬
‫باسكال‪ ،‬وذلك على ارتفاع درجً قدره ٘‪ 1.‬كٌلومترات‪.‬‬
‫والجدٌر بالذكر أن الؽبلؾ الجوي ٌتكون من ‪ %01‬من النٌتروجٌن‬
‫ؤٕ‪ %‬من األكسجٌن‪ ،‬باإلضافة إلى كمٌات ضبٌلة من بخار الماء وثانً‬
‫أكسٌد الكربون وجزٌبات ؼازٌة أخرى‪ .‬هذا وٌختلؾ ارتفاع التروبوسفٌر‬

‫‪42‬‬
‫(الؽبلؾ السفلً) طب ًقا لخط العرض‪ ،‬حٌث ٌتراوح ارتفاعه ما بٌن ‪1‬‬
‫كٌلومترات عند القطبٌن و ‪ ٔ0‬كٌلومتر عند خط االستواء‪ ،‬وذلك مع‬
‫وجود بعض االختبلفات التً ترجع إلى الطقس والعوامل الموسمٌة‪.‬‬
‫أدى وجود الؽبلؾ الحٌوي لكوكب األرض إلى حدوث تؽٌر فً ؼبلفها‬
‫الجوي؛ حٌث أن عملٌة التمثٌل أو التخلٌق الضوبً التً تعتمد على‬
‫تكون الؽبلؾ‬
‫األكسجٌن بدأت منذ ‪ ٕ.0‬ملٌارات سنة ـ مما أدى إلى ّ‬
‫الجوي الذي ٌتكون بشكل أساسً من األكسجٌن والنٌتروجٌن الموجودٌن‬
‫اآلن‪.‬‬

‫طبقات الؽبلؾ الجوي‬

‫وقد أدى هذا التؽٌر إلى تكاثر الكابنات مستنشقة الهواء‪ ،‬و َت ُّكون طبقة‬
‫األوزون التً تعمل هً والمجال المؽناطٌسً لكوكب األرض م ًعا على‬
‫حجب أشعة الشمس فوق البنفسجٌة مما ٌسمح بوجود حٌاة على سطح‬
‫األرض‪ .‬ومن الوظابؾ األخرى المهمة التً ٌقوم بها الؽبلؾ الجوي‪ :‬نقل‬
‫بخار الماء وتوفٌر الؽازات المفٌدة والمساعدة على حرق الشهب قبل أن‬
‫تصطدم بسطح األرض وتعدٌل درجة الحرارة‪ .‬وتعرؾ الظاهرة األخٌرة‬
‫من هذه الظواهر باسم "تؤثٌر االحتباس الحراري"؛ حٌث أن الجزٌبات‬

‫‪43‬‬
‫الضبٌلة الموجودة فً الؽبلؾ الجوي تساعد فً حبس الطاقة الحرارٌة‬
‫المنبعثة من األرض ـ مما ٌإدي إلى ارتفاع متوسط درجات الحرارة على‬
‫سطح األرض‪ .‬جدٌر بالذكر أن ؼاز ثانً أكسٌد الكربون وبخار الماء‬
‫والمٌثان واألوزون تعتبر من ؼارات الدفٌبة لؤلرض‪ ،‬فمن ؼٌر وجود‬
‫تؤثٌر االحتباس الحراري‪ ،‬فإن معدل درجة الحرارة على سطح األرض‬
‫سٌصل إلى ‪ ٔ1-‬درجة مبوٌة‪ ،‬وقد تنعدم الحٌاة عندبذ‪.‬‬

‫‪ -‬الطقس والمناخ على سطح األرض‬


‫لٌس هناك من حدود معروفة للؽبلؾ الجوي لؤلرض؛ حٌث أنه ٌصبح أقل‬
‫سم ًكا بالتدرٌج وٌتبلشى فً الفضاء الخارجً‪ .‬هذا وتوجد ثبلثة أرباع‬
‫كٌلومترا األولى من سطح الكوكب‪.‬‬
‫ً‬ ‫كتلة الؽبلؾ الجوي فً األحد عشر‬
‫و ُتعرؾ أدنى طبقة باسم "التروبوسفٌر" أو "الؽبلؾ السفلً"‪ .‬تقوم‬
‫الطاقة المنبعثة من الشمس بتسخٌن هذه الطبقة والسطح الموجود تحتها‬
‫مما ٌإدي إلى تمدد الهواء‪ ،‬ثم ٌرتفع الهواء الساخن قلٌل الكثافة ألعلى‬
‫وٌحل محله هواء بارد أكثر كثافة‪ .‬والنتٌجة هً دوران الهواء فً‬
‫الؽبلؾ الجوي الذي ٌوجه الطقس والمناخ من خبلل إعادة توزٌع الطاقة‬
‫الحرارٌة‪ .‬وتتكون أحزمة الدوران األساسٌة الموجودة فً الؽبلؾ الجوي‬

‫‪44‬‬
‫من الرٌاح التجارٌة التً تهب على المنطقة االستوابٌة أسفل خط عرض‬
‫ٖٓ‪ °‬والرٌاح الؽربٌة التً تهب على خطوط العرض المتوسطة بٌن ٖٓ‪°‬‬
‫ضا فً‬
‫و ٓ‪ .°ٙ‬كما تعتبر تٌارات المحٌطات من العوامل األساسٌة أٌ ً‬
‫تحدٌد المناخ‪ ،‬خاصة حركة المٌاه فً أعماق المحٌطات التً تساهم فً‬
‫توزٌع الطاقة الحرارٌة من المحٌطات الواقعة عند خط االستواء إلى‬
‫المناطق القطبٌة‪.‬‬
‫ٌنتقل بخار الماء الذي ٌنتج عن تصاعد األبخرة من سطح األرض فً‬
‫الجو بطرٌقة دورٌة‪ .‬فعندما تسمح األحوال الجوٌة بتصاعد الهواء‬
‫الرطب الدافا‪ ،‬فإن المٌاه التً ٌحتوي علٌها هذا الهواء تتكاثؾ‪ ،‬ثم‬
‫تسقط على السطح مرة أخرى على هٌبة أمطار وثلوج‪ .‬وبذلك فإن معظم‬
‫المٌاه المتبخرة تعود مرة أخرى للمناطق المنخفضة من سطح األرض‬
‫عن طرٌق األنهار‪ ،‬والتً عاد ًة ما تعود إلى المحٌطات أو تتجمع فً‬
‫البحٌرات‪ .‬وتعتبر دورة المٌاه من اآللٌات الحٌوٌة التً تدعم وجود‬
‫الحٌاة على سطح كوكب األرض‪ ،‬باإلضافة إلى أنها من العوامل األولٌة‬
‫التً تإدي إلى تآكل التضارٌس الموجودة على سطح األرض على َم ّر‬
‫الفترات الجٌولوجٌة‪ .‬وتتفاوت كمٌات األمطار ما بٌن عدة أمتار من‬
‫المٌاه سنو ًٌا إلى أقل من مللٌمتر‪ .‬والجدٌر بالذكر أن دوران الهواء فً‬
‫الؽبلؾ الجوي والسمات الطبوؼرافٌة واختبلؾ درجات الحرارة المختلفة‬
‫ٌسهم فً تحدٌد متوسط كمٌة األمطار التً تسقط على كل منطقة‪.‬‬
‫ٌمكن تقسٌم األرض إلى أحزمة ذات أحوال مناخٌة متجانسة تقرٌ ًبا‪ ،‬وذلك‬
‫طب ًقا لخطوط العرض‪ .‬فمثبلً ٌمكن تقسٌم األحزمة الواقعة بداٌة من خط‬
‫االستواء وحتى المناطق القطبٌة إلى مناطق استوابٌة وشبه استوابٌة‬
‫أٌضا طب ًقا لدرجات الحرارة‬
‫ً‬ ‫ومعتدلة وقطبٌة‪ .‬كما ٌمكن تصنٌؾ المناخ‬
‫وكمٌات سقوط األمطار وكذلك تصنٌؾ األقالٌم المناخٌة وف ًقا لكتل هوابٌة‬
‫منتظمة‪ٌ .‬تكون نظام تصنٌؾ المناخ لكوبن (وف ًقا للتعدٌل الذي أجراه‬
‫والدمٌر كوبن تلمٌذ "رودولؾ جٌٌر") من خمسة مجموعات كبٌرة أال‬
‫وهً‪ :‬المناطق االستوابٌة الرطبة والجافة والمناطق الرطبة‪ ،‬التً تقع‬

‫‪45‬‬
‫فً منتصؾ خطوط العرض‪ ،‬والمناطق القارٌة والمناطق القطبٌة الباردة‪،‬‬
‫والتً تم تقسٌمها فٌما بعد إلى مناطق أكثر تحدٌ ًدا‪.‬‬
‫‪ -‬الؽبلؾ الجوي العلوي‬
‫ٌنقسم الؽبلؾ الجوي فوق طبقة التروبوسفٌر عادة إلى االستراتوسفٌر‬
‫(الجزء العلوي من الؽبلؾ الجوي والمٌزوسفٌر (الؽبلؾ الجوي األوسط)‬
‫والثٌرموسفٌر (الؽبلؾ الحراري)‪ .‬وتتمٌز كل طبقة من الطبقات سالفة‬
‫الذكر باختبلؾ فً انخفاض معدل درجة الحرارة ـ األمر الذي ٌوضح‬
‫مدى التؽٌر فً درجات الحرارة وف ًقا لبلرتفاع‪ .‬هذا وتتبلشى طبقة‬
‫اإلكسوسفٌر (الطبقة األخٌرة فً الؽبلؾ الجوي) خلؾ هذه الطبقات فً‬
‫الؽبلؾ المؽناطٌسً؛ حٌث تعتبر هذه هً النقطة التً ٌتفاعل فٌها المجال‬
‫المؽنطٌسً مع الرٌاح الشمسٌة‪ .‬تعتبر طبقة األوزون جز ًءا مه ًما من‬
‫الؽبلؾ الجوي الستمرار الحٌاة على سطح كوكب األرض‪ ،‬وتعد هذه‬
‫الطبقة أحد مكونات االستراتوسفٌر (الؽبلؾ الطبقً) الذي ٌحمً سطح‬
‫األرض بشكل جزبً من األشعة فوق البنفسجٌة‪ .‬هذا وٌتم إطبلق اسم‬
‫"خط كارمان" على المنطقة الواقعة فوق سطح األرض بحوالً ٓٓٔ‬
‫كٌلومتر‪ ،‬وهً التً تفصل بٌن الؽبلؾ الجوي والفضاء‪.‬‬

‫ونظرا لوجود الطاقة الحرارٌة على كوكب األرض‪ ،‬فإن بعض الجزٌبات‬
‫ً‬
‫الموجودة على الحافة الخارجٌة للؽبلؾ الجوي لكوكب األرض تزٌد‬
‫سرعتها لدرجة أنها تهرب من نطاق جاذبٌة الكوكب‪.‬‬
‫وهذا ٌإدي إلى التسرب أو الهروب من الؽبلؾ الجوي إلى الفضاء بشكل‬
‫ونظرا ألن ؼاز الهٌدروجٌن ٌكون خفٌ ًفا وذا وزن‬
‫ً‬ ‫بطًء‪ ،‬وإن كان داب ًما‪.‬‬
‫جزٌبً منخفض‪ ،‬فإن سرعة هروبه فً الفضاء تكون أكبر‪ ،‬كما أن معدل‬
‫هروبه ٌكون أكبر من معدل هروب الؽازات األخرى‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫هذا وٌعتبر تسرب ؼاز الهٌدروجٌن فً الفضاء الخارجً من العوامل‬
‫المساهمة فً تؽٌر وضع األرض من حالة االختزال األولٌة إلى حالة‬
‫األكسدة الحالٌة‪.‬‬
‫مصدرا لؤلكسجٌن الحر‪،‬‬
‫ً‬ ‫جدٌر بالذكر أن عملٌة التمثٌل الضوبً تعتبر‬
‫ولكن ٌعتقد البعض أن فقد عوامل االختزال مثل ؼاز الهٌدروجٌن ٌعتبر‬
‫شرطا مسب ًقا ضرور ًٌا لتراكم ؼاز األوكسجٌن فً الؽبلؾ الجوي على‬
‫ً‬
‫نطاق واسع‪ .‬ومن ثم فإن قدرة ؼاز الهٌدروجٌن على الهروب من الؽبلؾ‬
‫الجوي لكوكب األرض ربما تكون قد أثرت على طبٌعة الحٌاة على‬
‫الكوكب‪ .‬أما فً الوقت الحالً‪ ،‬فإنه فً ظل وجود الؽبلؾ الجوي الؽنً‬
‫بؽاز األكسجٌن‪ ،‬فإن معظم ؼاز الهٌدروجٌن ٌتحول إلى ماء قبل أن تتاح‬
‫له فرصة الهروب من الؽبلؾ الجوي إلى الفضاء الخارجً‪ .‬ولكن ٌرجع‬
‫فقدان معظم ؼاز الهٌدروجٌن إلى تدمٌر ؼاز المٌثان فً الؽبلؾ الجوي‬
‫العلوي‪.‬‬
‫‪ -‬المجال المؽناطٌسً‬
‫ٌتشكل مؽناطٌسٌة أرضٌة على هٌبة مجال مؽناطٌسً ثنابً القطب‬
‫تقرٌ ًبا‪ ،‬وذلك مع تقارب قطبً المجال المؽناطٌسً فً الوقت الحالً من‬
‫القطبٌن الجؽرافٌٌن للكوكب‪ .‬وطب ًقا لنظرٌة الدٌنامو‪ ،‬فإن المجال‬
‫المؽناطٌسً لكوكب األرض ٌتوالد داخل طبقة اللب الخارجً المنصهرة؛‬
‫حٌث أن الحرارة فً هذا المكان تإدي إلى وجود حركات حمل حراري‬
‫للمواد الموصلة للحرارة‪ ،‬مما ٌإدي إلى تولٌد تٌارات كهربابٌة‪ .‬وٌإدي‬
‫هذا األمر بدوره إلى تولٌد المجال المؽناطٌسً لكوكب األرض‪.‬‬
‫والجدٌر بالذكر أن حركات الحمل الحراري فً لب األرض تتسم بطبٌعة‬
‫عشوابٌة وتؽٌر دوري فً محاذاتها‪ .‬وٌإدي هذا األمر بدوره إلى‬
‫انعكاسات فً المجال المؽناطٌسً على فترات فاصلة ؼٌر منتظمة تحدث‬
‫بمتوسط عدد قلٌل من المرات كل ملٌون سنة‪ .‬والجدٌر بالذكر أن آخر‬
‫انعكاس فً المجال المؽناطٌسً قد حدث منذ ما ٌقرب من ٓٓٓ‪0ٓٓ0‬‬
‫سنة‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫كون المجال المؽناطٌسً لؤلرض الماجنتوسفٌر ؼبلفها‬ ‫هذا و ٌُ ّ‬
‫المؽناطٌسً الذي ٌساعد فً انحراؾ الجسٌمات الدقٌقة الموجودة فً‬
‫الرٌاح الشمسٌة عن كوكب األرض‪ .‬وتبعد الحافة المواجهة للشمس‬
‫والخاصة بالحد الفاصل بٌن الؽبلؾ المؽناطٌسً والوسط المحٌطً بمقدار‬
‫ٖٔ مرة من نصؾ قطر كوكب األرض‪ .‬كما ٌنتج عن االصطدام الذي‬
‫ٌحدث بٌن المجال المؽناطٌسً لؤلرض والرٌاح الشمسٌة ما ٌسمى‬
‫بؤحزمة "فان آلٌن" اإلشعاعٌة ومنطقتٌن متحدتً المركز ومناطق‬
‫مستدٌرة ذات نتوءات تتواجد بها جسٌمات دقٌقة مشحونة بالطاقة‪.‬‬
‫وعندما تدخل الببلزما (ؼازات عالٌة التؤٌن) إلى األقطاب المؽناطٌسٌة‪،‬‬
‫ٌتكون الشفق‪.‬‬
‫‪ -‬مدار ودوران كوكب األرض‬
‫اوال ‪:‬الدوران‬
‫ُت َقدّ ر مدة دوران األرض حول محورها بالنسبة للشمس – أي الٌوم‬
‫الشمسً المتوسط – بحوالً ٓٓٗ‪ 1ٙ0‬ثانٌة من الوقت الشمسً‬
‫المتوسط‪.‬‬
‫جدٌر بالذكر أن كل ثانٌة من هذه الثوانً تعتبر أطول من مدة الثانٌة‬
‫الموجودة فً النظام الدولً للوحدات بقلٌل؛ ألن الٌوم الشمسً أصبح‬
‫اآلن أطول بقلٌل من الٌوم الشمسً خبلل القرن التاسع عشر‪ ،‬وذلك‬
‫بسبب تسارع حركة المد والجزر‪.‬‬
‫إن فترة دوران األرض حول محورها وف ًقا للنجوم الثابتة‪ ،‬والتً أطلقت‬
‫علٌها هٌبة اسم الٌوم النجمً المتوسط‪.‬‬
‫ُتقدر بحوالً ٔ‪ 1ٙٔٙٗ.ٓ212ٖٓٙ2‬ثانٌة من التوقٌت الشمسً‬
‫المتوسط (‪ )UT1‬أو (ٖٕس ‪٘ٙ‬د ‪ٗ.ٓ2ٖٓ٘ٓ1ٖٕ11‬ث)‪ .‬أما بالنسبة‬
‫لفترة دوران األرض حول نفسها وف ًقا لبلعتدال الربٌعً المتوسط‬
‫والمتقدم‪ ،‬والتً ٌسمٌها البعض خطؤ ً "الٌوم النجمً" أو "الفلكً"‪ ،‬فإنها‬
‫تقدر بحوالً ‪ 1ٙٔٙٗ.ٓ2ٖٓ٘ٓ1ٖٕ11‬ثانٌة من الوقت الشمسً‬

‫‪48‬‬
‫المتوسط (ٖٕس ‪٘ٙ‬د ‪ٗ.ٓ2ٖٓ٘ٓ1ٖٕ11‬ث)‪ .‬وبذلك فإن الٌوم‬
‫الفلكً أقصر من الٌوم النجمً بحوالً ٗ‪ 1.‬جزء من الثانٌة‪ .‬هذا وٌمكن‬
‫تحدٌد طول الٌوم الشمسً المتوسط عن الفترات الممتدة بٌن أعوام‬
‫ٖٕ‪ ٕٓٓ٘-ٔٙ‬وٕ‪ .ٕٓٓ٘-ٔ2ٙ‬عن طرٌق اللجوء إلى "مراجع هٌبة‬
‫قٌاس دوران األرض العالمٌة"‪.‬‬
‫وبصرؾ النظر عن الشهب التً تدخل نطاق الؽبلؾ الجوي واألقمار‬
‫التابعة التً تدور فً مدارات منخفضة‪ ،‬فإن الحركات الربٌسٌة الظاهرة‬
‫لؤلجرام السماوٌة الموجودة فً سماء كوكب األرض تحدث ناحٌة الؽرب‬
‫بمعدل ٘‪/°‬س = ٘ٔ'‪/‬د‪ .‬جدٌر بالذكر أن هذه النسبة تعادل القطر‬
‫الحقٌقً للشمس أو القمر والذي ٌتم حسابه كل دقٌقتٌن؛ حٌث أن الحجم‬
‫الظاهر للشمس والقمر ٌكون متساو ًٌا تقرٌ ًبا‪.‬‬
‫ثانٌا ‪:‬المدار‬
‫ٌدور كوكب األرض حول الشمس على ُبعد مسافة ٓ٘ٔ ملٌون كٌلومتر‬
‫تقرٌ ًبا كل ٗ‪ٌ ٖٙ٘.ٕ٘ٙ‬وم شمسً متوسط أو سنة فلكٌة‪ ،‬األمر الذي‬
‫ٌجعل الشمس تبدو للناظر من األرض‪ ،‬تتحرك شر ًقا بالنسبة للنجوم‬
‫ونظرا لهذه‬
‫ً‬ ‫بمعدل ٔ‪ٌ/°‬وم أو قطر الشمس أو القمر كل ٕٔ ساعة‪.‬‬
‫الحركة‪ ،‬فإنه فً المتوسط تستؽرق األرض ٕٗ ساعة – أي ما ٌعادل‬
‫ٌوم شمسً – كً تتم دورة كاملة حول محورها وذلك حتى تعود الشمس‬
‫إلى دابرة خط الزوال‪.‬‬
‫هذا و ٌُقدر متوسط السرعة المدارٌة لكوكب األرض بحوالً ٖٓ‬
‫كٌلومتر‪/‬ثانٌة (ٓٓٓ‪ ٔٓ10‬كٌلومتر‪/‬ساعة)‪ ،‬وهً تعتبر سرعة كافٌة‬
‫لكً تؽطً مسافة قطر الكوكب (حوالً ٓٓ‪ ٕٔ0ٙ‬كٌلومتر) فً سبعة‬
‫دقابق والمسافة إلى القمر (ٓٓٓ‪ ٖ1ٗ0‬كٌلومتر) فً أربعة ساعات‪.‬‬
‫هذا وٌدور القمر مع األرض حول مركز الكتلة كل ٕٖ‪ٌ ٕ0.‬وم‪ ،‬وذلك‬
‫وف ًقا للنجوم الموجودة فً الخلفٌة‪ .‬وعندما ٌُضاؾ ما سبق إلى دوران‬
‫األرض والقمر حول الشمس‪ ،‬تكون فترة الشهر القمري (تلك الفترة التً‬
‫تكون قمرٌن) حوالً ٖ٘‪ٌ ٕ2.‬وم‪.‬‬
‫تمتد بٌن ّ‬

‫‪49‬‬
‫ٌُبلحظ الناظر لؤلرض من القطب الشمالً السماوي‪ ،‬أن حركة األرض‬
‫جمٌعا عكس عقارب الساعة‪.‬‬
‫ً‬ ‫والقمر ودورانهما المحوري ٌكونوا‬
‫أما إذا نظر المرء إلٌها من نقطة أفضل أعلى القطبٌن الشمالٌٌن للشمس‬
‫والقمر‪ ،‬فستبدو األرض وكؤنها تدور حول الشمس عكس عقارب‬
‫الساعة‪.‬‬
‫كما أن المستوٌات المدارٌة والمحورٌة ال تكون مستقٌمة تما ًما؛ حٌث أن‬
‫محور األرض ٌمٌل ٘‪ ٕٖ.‬درجة من تعامده على مستوى األرض‬
‫والشمس‪ ،‬وٌمٌل مستوى األرض والقمر حوالً ٘ درجات بعٌدً ا عن‬
‫مستوى األرض والشمس‪ .‬ودون هذا المٌل‪ ،‬فإنه سٌكون هناك كسوؾ‬
‫وخسوؾ كل أسبوعٌن‪ ،‬وذلك بالتعاقب بٌن خسوؾ القمر وكسوؾ‬
‫الشمس‪ٌ .‬قدر نصؾ قطر منطقة نفوذ جاذبٌة األرض بحوالً ٘‪ ٔ.‬جٌؽا‬
‫متر (ٓٓٓ‪ ٔ0٘ٓٓ0‬كٌلو متر)‪ .‬وتعتبر هذه هً المسافة القصوى التً‬
‫ٌكون تؤثٌر جاذبٌة األرض فٌها أقوى من الشمس والكواكب األبعد‬
‫مسافة‪ .‬والجدٌر بالذكر أن األجسام ٌجب أن تدور حول األرض فً نطاق‬
‫نصؾ القطر هذا‪ ،‬أو أنها تصبح ؼٌر محكومة بسبب اضطراب جاذبٌة‬
‫الشمس‪.‬‬
‫‪ -‬الفصول ومٌل محور األرض‬
‫نظرا لمٌل محور األرض‪ ،‬فإن كمٌة ضوء الشمس التً تصل إلى أي‬ ‫ً‬
‫نقطة على سطح األرض تختلؾ على مدى شهور العام؛ حٌث ٌحل فصل‬
‫الصٌؾ فً نصؾ الكرة األرضٌة الشمالً عندما ٌتجه القطب الشمالً‬
‫ناحٌة الشمس‪ ،‬وٌحل فصل الشتاء عندما ٌتجه القطب بعٌ ًدا عن الشمس‪.‬‬
‫خبلل فصل الصٌؾ‪ٌ ،‬ستمر الٌوم لفترة أطول وتكون الشمس أعلً فً‬
‫السماء‪ ،‬أما فً فصل الشتاء فٌصبح المناخ أكثر برودة بوجه عام‬
‫وٌصبح النهار أقصر‪ .‬وفوق الدابرة القطبٌة الشمالٌة‪ٌ ،‬صبح الوضع‬
‫متطر ًفا‪ ،‬إذ ال تشرق الشمس على اإلطبلق ـ بل ٌحل اللٌل القطبً طٌلة ‪ٙ‬‬
‫معكوسا تما ًما؛‬
‫ً‬ ‫شهور‪ .‬أما فً النصؾ الجنوبً من الكرة فٌكون الوضع‬
‫حٌث ٌكون القطب الجنوبً فً اتجاه معاكس التجاه القطب الشمالً‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫وطب ًقا للقواعد الفلكٌة‪ٌ ،‬تم تحدٌد الفصول األربعة عن طرٌق االنقبلبٌن‬
‫(نقطة فً مدار أقصى مٌل محوري باتجاه الشمس أو بعٌدًا عنها) وكذلك‬
‫االعتدالٌن عندما ٌكون اتجاه المٌل واالتجاه نحو الشمس عمود ًٌا‪ .‬جدٌر‬
‫بالذكر أن االنقبلب الشتوي ٌحدث فً ٕٔ دٌسمبر واالنقبلب الصٌفً‬
‫ٌحدث فً ٕٔ ٌونٌو تقرٌ ًبا‪ ،‬أما االعتدال الربٌعً فٌحدث فً حوالً ٕٓ‬
‫مارس‪ ،‬بٌنما ٌحدث االعتدال الخرٌفً فً ٖٕ سبتمبر‪ .‬هذا وتكون زاوٌة‬
‫مٌل األرض ثابتة نسب ًٌا على مدى فترات طوٌلة من الزمن‪ .‬ومع ذلك‪،‬‬
‫فإن المحور ٌخضع أٌضا ً للترنح (رجؾ أو حركات ؼٌر منتظمة تحدث‬
‫فً محور األرض بفعل الشمس والقمر) كل ‪ ٔ1.ٙ‬سنة‪ .‬كذلك فإن اتجاه‬
‫أٌضا بمرور الوقت متحر ًكا فً شكل‬
‫محور األرض (ولٌس الزاوٌة) ٌتؽٌر ً‬
‫دابرة لٌتم دورة كاملة كل ٓٓ‪ ٕ٘01‬دورة سنوٌة وتسمى هذه الظاهرة‬
‫مبادرة محورٌة‪ ،‬وهذا التقدم الدابري هو سبب االختبلؾ بٌن السنة‬
‫الفلكٌة والسنة المدارٌة‪ .‬وتحدث هاتان الحركتان بسبب اختبلؾ تجاذب‬
‫الشمس والقمر عند االنبعاج الموجود فً خط استواء كوكب األرض‪.‬‬
‫وإذا نظر المرء إلى القطبٌن من األرض فإنه ٌبلحظ أن القطبٌن‬
‫أمتارا قلٌلة على سطح األرض‪ .‬وهذه الحركة القطبٌة‬‫ً‬ ‫أٌضا‬
‫ً‬ ‫ٌتزحزحان‬
‫جمٌعا اسم الحركة شبه‬‫ً‬ ‫تتؤلؾ من مكونات عدٌدة دورٌة ٌُطلق علٌها‬
‫الدورٌة‪ .‬وباإلضافة إلى المكون السنوي لهذه الحركة‪ ،‬توجد هناك دورة‬
‫تحدث كل ٗٔ شهر تعرؾ باسم "ترنح تشاندلر"‪ ،‬وهً حركة تنتاب‬
‫شهرا‪ .‬هذا وتتفاوت سرعة دوران‬‫ً‬ ‫دوران محور األرض وتدوم نحو ٗٔ‬
‫األرض مما ٌنتج عنه ظاهرة تعرؾ باسم اختبلؾ طول فترة النهار‪.‬‬
‫أما فً الوقت الحالً‪ ،‬فإن الحضٌض الشمسً (أقرب نقطة فً مدار‬
‫الكوكب أو أي جرم سماوي آخر إلى الشمس) لكوكب األرض ٌحدث فً‬
‫ٖ ٌناٌر تقرٌ ًبا‪ ،‬بٌنما ٌحدث األوج (وهً النقطة التً ٌكون فٌها كوكب‬
‫األرض أبعد ما ٌكون عن الشمس) فً ٗ ٌولٌو‪.‬‬
‫نظرا للحركة المتقدمة‬
‫ولكن هذه التوارٌخ تتؽٌر على مدى الزمن؛ وذلك ً‬
‫ً‬
‫أنماطا دورٌة تعرؾ "بدورات‬ ‫والعوامل المدارٌة األخرى التً تتبع‬
‫مٌبلنكوفٌتش"‪ .‬هذا وٌنتج عن تؽٌر المسافة بٌن كوكب األرض والشمس‬

‫‪51‬‬
‫زٌادة الطاقة الشمسٌة التً تصل إلى األرض فً مرحلة الحضٌض‬
‫الشمسً بنسبة تقدر بحوالً ‪ ،%ٙ.2‬وذلك مقارنة بالطاقة الحرارٌة‬
‫التً تصل إلى الكوكب عندما ٌكون فً مرحلة األوج وهً أبعد نقطة‬
‫ممكنة عن الشمس‪ .‬وبما أن الجزء الجنوبً لؤلرض ٌمٌل نحو الشمس‬
‫تقرٌ ًبا فً الوقت نفسه التً تصل فٌه األرض ألقرب نقطة ممكنة من‬
‫الشمس‪ ،‬فإن النصؾ الجنوبً من الكرة األرضٌة ٌتلقى طاقة شمس أكبر‬
‫من تلك التً ٌتلقاها النصؾ الشمالً للكرة على مدار العام‪ .‬ولكن تؤثٌر‬
‫هذا األمر ٌعتبر أقل أهمٌة من التؽٌر اإلجمالً فً الطاقة والذي ٌحدث‬
‫بسبب مٌل محور األرض‪ ،‬كما ٌتم امتصاص الطاقة الزابدة بفعل النسبة‬
‫العالٌة من المٌاه الموجودة فً النصؾ الجنوبً من الكرة األرضٌة‪.‬‬
‫‪ -‬القمر‬
‫الخصابص‬
‫القطر ‪ ٖ0ٗ0ٗ.1‬كم‬
‫ٕ‪ ٕ0ٔ٘2.‬مٌل‬
‫الكتلة ‪ ٕٕٔٓ× 0.ٖٗ2‬كم‬
‫ٔ‪ ٔٓٔ2× 1.‬طن (قصٌر)‬
‫ٓٓٗ‪ ٖ1ٗ0‬مٌل‬ ‫المحور شبه الربٌسً‬
‫ٓٓ‪ ٕٖ100‬مٌل‬
‫‪ٌ ٕ0‬وم‪ ،‬و‪ 0‬ساعات و‪ ٖٗ.0‬دقٌقة‬ ‫الفترة المدارٌة‬
‫تابعا أرض ًٌا كبٌر الحجم أشبه بالكوكب‪ ،‬وٌصل قطره إلى ربع‬
‫ٌعتبر القمر ً‬
‫قطر كوكب األرض‪ .‬والقمر هو أكبر تابع فً النظام الشمسً‪ ،‬وذلك‬
‫بالنسبة لحجم الكوكب التابع له‪ ،‬هذا وتسمى التوابع التً تدور حول‬
‫الكواكب األخرى باألقمار تٌم ًنا بقمر األرض‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫ٌنتج عن الجاذبٌة بٌن كوكب األرض والقمر حدوث ظاهرة المد والجزر‬
‫على سطح األرض‪ .‬وقد أدى هذا التؤثٌر نفسه على القمر إلى االنحصار‬
‫المدي‪ :‬وهو تزامن الدوران أي تساوي المدة التً ٌستؽرقها القمر فً‬
‫الدوران حول نفسه مع مدة دورانه حول األرض‪ ،‬وذلك ٌفسر لنا أننا‬
‫نرى القمر بوجه واحد دابما ً ‪ .‬وأثناء دوران القمر حول األرض‪ ،‬فإن‬
‫أجزاء مختلفة من وجهه‪ ،‬مما ٌإدي إلى ظهور األطوار‬ ‫ً‬ ‫الشمس تضًء‬
‫القمرٌة المختلفة‪ .‬وٌنفصل الجزء المضًء من القمر عن الجزء المظلم‬
‫عن طرٌق الخط الشمسً الفاصل بٌن الجزء المنٌر والجزء المظلم‪.‬‬
‫ونظرا للتفاعبلت المدٌة التً تحدث على سطح األرض‪ ،‬فإن القمر ٌبعد‬ ‫ً‬
‫عن الشمس بنسبة ‪ ٖ1‬مللٌمتر فً السنة تقرٌ ًبا‪ .‬وعلى مدى مبلٌٌن‬
‫السنٌن‪ ،‬فإن هذه التؽٌرات البسٌطة‪ -‬باإلضافة إلى زٌادة طول الٌوم على‬
‫كوكب األرض بنسبة ٖٕ جزء من الثانٌة سنو ًٌا‪ -‬س ُت ْحدِث تؽٌرات هابلة‪.‬‬
‫فعلى سبٌل المثال‪ٌُ ،‬بلحظ أنه خبلل العصر الدٌفونً (منذ ٓٔٗ ملٌون‬
‫سنة تقرٌ ًبا) كان هناك ٓٓٗ ٌوم فً السنة وكان كل ٌوم ٌستمر ‪ٕٔ.1‬‬
‫ساعة‪.‬‬
‫ٌإثر القمر بشكل كبٌر على تطور الحٌاة على سطح األرض‪ ،‬وذلك عن‬
‫طرٌق المساعدة فً اعتدال المناخ على الكوكب‪ .‬وتوضح كل من دراسات‬
‫علم األحٌاء القدٌمة وعملٌات المحاكاة باستخدام أجهزة الكمبٌوتر أن‬
‫ثبات مٌل محور األرض واستقراره على هذا الوضع ٌحدث بفعل‬
‫التفاعبلت المدٌة مع القمر‪ .‬وٌعتقد بعض واضعً النظرٌات أنه دون‬
‫حدوث هذا الثبات فً محور األرض فً مقابل عزم الدوران الذي ٌحدث‬
‫بفعل الشمس والكواكب األخرى على االنبعاج الموجود عند خط‬
‫االستواء‪ ،‬فإن دوران المحور قد ٌكون ؼٌر ثابت بشكل عشوابً ـ مما‬
‫ٌإدي إلى حدوث تؽٌرات هابلة للكوكب على مدى مبلٌٌن السنٌٌن‪ ،‬كالتً‬
‫حدثت مع كوكب المرٌخ‪ .‬وإذا حدث أن محور دوران األرض اقترب من‬
‫سطح الدابرة الظاهرٌة لمسٌر الشمس‪ ،‬فقد ٌإدي ذلك إلى حدوث طقس‬
‫قاس جدً ا نتٌجة اإلختبلفات الفصلٌة الكبٌرة ج ًدا التً ستحدث؛ حٌث أن‬
‫أحد القطبٌن سٌتوجه نحو الشمس مباشرة خبلل فصل الصٌؾ وسٌتوجه‬
‫بعٌدً ا عنها خبلل فصل الشتاء‪ .‬جدٌر بالذكر أن العلماء المختصٌن بدراسة‬

‫‪53‬‬
‫الكواكب واألجرام السماوٌة الذٌن قاموا بدراسة تؤثٌر هذا األمر على‬
‫كوكب األرض‪ ،‬قد تنبإا أن هذا قد ٌإدي إلى موت كل الحٌوانات ذات‬
‫الحجم الكبٌر والقضاء على الحٌاة النباتٌة‪ .‬ولكن هذا الموضوع ال ٌزال‬
‫محل جدل‪ ،‬وقد تحسمه الدراسات المستقبلٌة لكوكب المرٌخ – ذلك‬
‫الكوكب الذي ٌمر بفترة دوران ومٌل لمحوره مثل كوكب األرض‪ ،‬ولكن ال‬
‫ٌتبعه قمر كبٌر الحجم‪ ،‬كما أن لُ ّبه لٌس ساببلً‪.‬‬
‫ٌُبلحظ الناظر إلى القمر من كوكب األرض‪ ،‬أنه بعٌد بشكل كاؾ بحٌث‬
‫ٌظهر عل شكل قرص ذو شكل واضح مثل الشمس‪.‬‬
‫والجدٌر بالذكر أن الحجم الزاوي (أو الزاوٌة المجسمة) لهذٌن الجسمٌن‬
‫تتماثل؛ ألنه على الرؼم من أن قطر الشمس أكبر بحوالً ٓٓٗ مرة عن‬
‫ضا تبعد عن األرض بمسافة تعادل ٓٓٗ مرة عن تلك‬ ‫قطر القمر‪ ،‬فإنها أٌ ً‬
‫المسافة التً ٌبعدها القمر عن األرض‪ .‬وٌسمح هذا األمر بحدوث‬
‫الكسوؾ الكلً والكسوؾ الحلقً على سطح األرض‪.‬‬
‫تعتبر نظرٌة تؤثٌر ارتطام الجسم العمبلق من أكثر النظرٌات المقبولة‬
‫التً تفسر نشؤة القمر‪.‬‬
‫تكون نتٌجة اصطدام كوكب بدابً‬
‫وقد جاء فً هذه النظرٌة أن القمر قد ّ‬
‫فً حجم كوكب المرٌخ ٌطلق علٌه اسم "ثٌا" بكوكب األرض بسبب‬
‫مداره المعاكس فً مراحله األولى‪.‬‬
‫وٌفسر هذا االفتراض (من بٌن االفتراضات األخرى) النقص النسبً‬
‫لمعدن الحدٌد والعناصر الطٌارة على سطح القمر‪ ،‬فضبلً عن الحقٌقة‬
‫التً تشٌر إلى أن تكوٌن القمر متطابق تقرٌ ًبا مع تكوٌن القشرة‬
‫األرضٌة‪.‬‬
‫‪ -‬المحٌط الحٌوي‬
‫ٌُقال أحٌا ًنا أن أشكال الحٌاة على كوكب األرض تمثل الؽبلؾ الحٌوي‪.‬‬
‫والتكون منذ حوالً‬
‫ّ‬ ‫وعمو ًما ٌُعتقد أن الؽبلؾ الحٌوي قد بدأ فً النشؤة‬
‫٘‪ ٖ.‬ملٌارات سنة‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫و ٌُعدّ كوكب األرض المكان الوحٌد فً الكون الذي توجد علٌه حٌاة‪ .‬بل‬
‫واألكثر من ذلك‪ٌ ،‬عتقد بعض العلماء أن األماكن المناسبة للحٌاة مثل‬
‫األرض نادرة الوجود فً الكون‪ٌ .‬نقسم الؽبلؾ الحٌوي إلى عدد من‬
‫البٌبات الحٌوٌة التً ٌعٌش فٌها عدد كبٌر من النباتات والحٌوانات‬
‫المتشابهة‪ .‬ومن العوامل الفاصلة بٌن البٌبات الحٌوٌة دابرة خط العرض‬
‫وارتفاع الٌابسة عن مستوى سطح البحر‪ .‬وتخلو البٌبات الحٌوٌة‬
‫األرضٌة الموجودة فً الدابرة القطبٌة الشمالٌة أو الدابرة القطبٌة‬
‫الجنوبٌة أو المرتفعات العالٌة من أي شكل من أشكال الحٌاة سواء‬
‫حٌوانٌة أو نباتٌة بٌنما توجد أكبر مجموعة متنوعة من أشكال الحٌاة‬
‫عند خط االستواء‪.‬‬
‫‪ -‬استؽبلل الٌابسة والموارد الطبٌعٌة‬
‫تو ّفر األرض الموارد البلزمة لئلنسان كً ٌستؽلها فً تحقٌق أهداؾ‬
‫مفٌدة‪ .‬وبعض من هذه الموارد ؼٌر متجدد مثل الوقود المعدنً‪ ،‬وتتسم‬
‫هذه الموارد بعدم إمكانٌة استعادتها فً فترة زمنٌة قصٌرة‪ .‬وقد تم‬
‫الحصول على كمٌات كبٌرة من رواسب الوقود الحفري من قشرة األرض‬
‫التً تتكون من الفحم والنفط والؽاز الطبٌعً ومركبات ؼاز المٌثان‪ .‬وقد‬
‫استخدم اإلنسان هذه الرواسب إلنتاج الطاقة وكمادة خام للتفاعبلت‬
‫الكٌمٌابٌة‪ .‬وتتكون المواد الخام المعدنٌة أٌضا ً فً قشرة كوكب األرض‬
‫من خبلل عملٌة تكون ركاز أو معادن األرض من تآكل طبقاتها وتحركات‬
‫األلواح التكنونٌة الجٌولوجٌة‪ .‬وتعتبر هذه المواد مصادر ؼنٌة بالعدٌد‬
‫من المعادن والعناصر المفٌدة األخرى‪.‬‬
‫ٌوفر الؽبلؾ الحٌوي على كوكب األرض منتجات حٌوٌة عدٌدة لئلنسان‪،‬‬
‫منها على سبٌل المثال ال الحصر‪ :‬الؽذاء والخشب والعقاقٌر واألدوٌة‬
‫واألكسجٌن وإعادة استؽبلل الكثٌر من النفاٌات والمخلفات العضوٌة‪.‬‬
‫وٌعتمد النظام البٌبً القابم على الٌابسة على وجود سطح التربة والماء‬
‫النقً‪ ،‬أما بالنسبة للنظام البٌبً الخاص بالمحٌطات فٌعتمد على العناصر‬
‫الؽذابٌة الذاببة التً جرفتها المٌاه من الٌابسة‪ .‬وٌعٌش اإلنسان على‬

‫‪55‬‬
‫الٌابسة من خبلل استخدام مواد البناء األولٌة فً تشٌٌد مآوي مخصصة‬
‫للسكن‪ .‬وفً عام ٖ‪ ،ٔ22‬بلؽت نسب استخدام اإلنسان للٌابسة ما ٌلً‪:‬‬
‫‪ -‬المخاطر الطبٌعٌة والبٌبٌة‬
‫تتعرض مساحات كبٌرة من األرض لظروؾ مناخٌة قاسٌة مثل األعاصٌر‬
‫الحلزونٌة والزوابع المدارٌة واألعصاٌٌر االستوابٌة‪ .‬كما تتعرض أماكن‬
‫كثٌرة للزالزل واالنهٌارات األرضٌة وموجات بحرٌة زلزالٌة (تسونامً)‬
‫وانفجارات بركانٌة وأعاصٌر قمعٌة و َت ُّكون منخفضات أرضٌة وعواصؾ‬
‫ثلجٌة وفٌضانات وجفاؾ وؼٌرها من الكوارث الطبٌعٌة األخرى‪.‬‬
‫باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬تتعرض العدٌد من المناطق التً سكنها اإلنسان‬
‫ألنواع كثٌرة من التلوث التً ٌتسبب فٌها اإلنسان نفسه مثل تلوث‬
‫الهواء والماء واألمطار الحمضٌة و َت ُّكون المواد السامة واختفاء الحٌاة‬
‫النباتٌة بها (وذلك ٌرجع ألسباب عدٌدة‪ ،‬منها الرعً الجابر وقطع‬
‫الؽابات والتصحر) واختفاء الحٌاة البرٌة وانقراض بعض أنواع‬
‫الحٌوانات وتآكل التربة ونقص بعض العناصر المفٌدة بها واستنزاؾ‬
‫التربة وبدء ظهور الكابنات الدخٌلة‪.‬‬
‫ٌتفق العلماء على وجود ارتباط وثٌق بٌن أنشطة اإلنسان واالحتباس‬
‫الحراري مردّه زٌادة انبعاثات ثانً أكسٌد الكربون من المصانع ومن‬
‫عوادم وسابل النقل المتزاٌدة‪ ،‬العاملة على المحروقات‪ٌ .‬متلك سكان‬
‫األرض‪ ،‬وعددهم نحو ‪ ٙ‬ملٌارات نسمة اآلن‪ ،‬نحو ٓٓ٘ ملٌون سٌارة‬
‫مضرة أخرى‪ ،‬وكلها‬ ‫ّ‬ ‫وحافلة كلها تصدر ثانً أكسٌد الكربون وؼازات‬
‫تعمل على زٌادة تلك الؽازات وتراكمها فً الجو‪ .‬ومن المتوقع أن ٌإدي‬
‫هذا إلى تؽٌرات جسٌمة على األرض مثل ارتفاع درجة الحرارة وذوبان‬
‫األنهار الجلٌدٌة وذوبان جلٌد القارة القطبٌة الجنوبٌة‪ ،‬األمر الذي من‬
‫شؤنه أن ٌإدي إلى زٌادة منسوب الماء فً المحٌطات والبحار مما ٌعنً‬
‫جزرا ال حصر لها وجمٌع األراض المنخفضة مثل هولندا سٌكون‬ ‫ً‬ ‫أن‬
‫مصٌرها الؽرق‪ .‬كما ٌعمل التؽٌر الشدٌدة فً درجات الحرارة على زٌادة‬
‫شدة األعاصٌر والزوابع‪ ،‬وزٌادة نسبة الدمار المتولد عنها بالمقابل‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫‪ -‬الجؽرافٌا البشرٌة‬

‫قارات َكو ُكب األرض َ‬


‫السبعة‬
‫أوروبا‬ ‫أمرٌكا الشمالٌة ‪ ،‬أمرٌكا الجنوبً القارة القطبٌة الجنوبً‬
‫أفرٌقٌا آسٌا أوقٌانوسٌا عنت‬
‫تعتبر دراسة علم الخرابط والجؽرافٌا من بٌن العلوم التً تم تخصٌصها‬
‫على مر التارٌخ لوصؾ األرض‪.‬‬
‫وقد ظهرت عملٌات المسح (تحدٌد األماكن والمسافات بٌنها) والمبلحة‬
‫(تحدٌد مواضع األشٌاء واتجاهاتها) إلى جانب هذٌن العلمٌن ـ مما عمل‬
‫على توفٌر معلومات دقٌقة‪ .‬بلػ عدد سكان العالم فً نوفمبر عام ‪ٕٓٓ1‬‬
‫حوالً ٓٗ‪ ٙ.0‬ملٌار شخص‪ .‬وتوضح المإشرات أن الكثافة السكانٌة‬
‫العالمٌة ستصل عام ٖٕٔٓ إلى ‪ 0‬ملٌارات‪ ،‬وفً عام ٕٓ٘ٓ سٌرتفع‬
‫هذا الرقم إلى ٕ‪ 2.‬ملٌار‪ .‬ومن المتوقع أن تكون معظم هذه الزٌادة‬
‫السكانٌة فً الدول النامٌة‪ .‬وتختلؾ الكثافة السكانٌة من مكان إلى آخر‬
‫على مستوى العالم‪ ،‬ولكن تزداد بشكل ملحوظ فً قارة آسٌا‪ .‬ومن‬
‫المتوقع بحلول عام ٕٕٓٓ أن ٌعٌش حوالً ٓ‪ %ٙ‬من سكان العالم فً‬
‫المدن بدالً من األرٌاؾ‪.‬‬
‫عبلوة على ذلك‪ ،‬من المحتمل أن تقل مساحة الٌابسة إلى ثمن المساحة‬
‫الحالٌة؛ أي لن ٌستطٌع اإلنسان أن ٌعٌش إال على هذه المساحة‪ ،‬وٌرجع‬
‫السبب فً ذلك إلى أن ثبلثة أرباع سطح األرض تؽطٌه المحٌطات‪،‬‬
‫تحول إما إلى صحراء جدباء‬
‫باإلضافة إلى ذلك سٌكون نصؾ الٌابسة قد ّ‬
‫(ٗٔ‪ ،)%‬والباقً سٌظل عبارة عن مرتفعات وجبال (‪ )%ٕ0‬أو‬
‫تضارٌس ؼٌر مناسبة لٌعٌش اإلنسان علٌها‪ .‬أقصى المستعمرات‬
‫البشرٌة شماالً هً مدٌنة ألرت فً جزٌرة ألزماٌر فً نونافات فً كندا‪،‬‬
‫(عند خط طول ٕ‪ 1‬درجة و‪ ٕ1‬دقٌقة)‪ ،‬وأقصاها جنو ًبا هو محطة‬
‫أمندسن سكوت فً القارة القطبٌة الجنوبٌة عند (ٓ‪ 2‬درجة جنوبا)‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫تشؽل الدول المستقلة ذات السٌادة كل الٌابسة على كوكب األرض‪ ،‬عدا‬
‫بعض األجزاء فً القارة القطبٌة الجنوبٌة‪ .‬وفً عام ٕ٘ٔٓ‪ ،‬كان هناك‬
‫‪ ٕٓٙ‬دولة ذات سٌادة مستقلة بما فٌها مابة وثبلثة وتسعون دولة عضو‬
‫فً األمم المتحدة تشؽل الٌابسة‪ ،‬وباإلضافة إلى ذلك‪ ،‬هناك دولتٌن عضو‬
‫مراقب فً منظمة األمم المتحدة؛ وحوالً ‪ ٘2‬مقاطعة تابعة لدول وعدد‬
‫من المناطق المستقلة ذات الحكم الذاتً وأراضً ٌختلؾ البشر على‬
‫حكمها‪ .‬ومن الناحٌة التارٌخٌة‪ ،‬لم ٌحدث أن ُحكمت األرض من قبل‬
‫حكومة واحدة مسٌطرة على العالم بؤسره على الرؼم من نشوب العدٌد‬
‫من الصراعات بٌن الدول من أجل السٌطرة على العالم ولكن كل هذه‬
‫المحاوالت باءت بالفشل‪ .‬تعد األمم المتحدة منظمة عالمٌة تعمل على‬
‫فض النزاعات بٌن الدول وبالتالً تجنب نشوب صراعات مسلحة‪ ،‬ومع‬
‫ذلك‪ ،‬فإنها ال تعتبر حكومة عالمٌة‪ .‬وعلى الرؼم من أن منظمة األمم‬
‫المتحدة تقدم وسٌلة لتطبٌق قانون دولً وبالرؼم أنه أحٌا ًنا ما تكون‬
‫هناك موافقة باإلجماع من أعضابها على التدخل العكسري‪ ،‬فهً تعتبر‬
‫فً األساس منتدى للدبلوماسٌة الدولٌة‪ .‬كان أول إنسان ٌدور حول‬
‫األرض هو ٌوري ؼاؼارٌن فً ٕٔ إبرٌل عام ٔ‪.ٔ2ٙ‬‬
‫وفً عام ٕٗٓٓ‪ ،‬قام ٓٓٗ شخص بجوالت إلى الفضاء الخارجً ثم‬
‫شخصا منهم‬
‫ً‬ ‫عادوا أدراجهم إلى مدار األرض‪ ،‬وقد وطؤت أقدام ٕٔ‬
‫سطح القمر‪.‬‬
‫أما األشخاص الذٌن ٌعٌشون فً الفضاء لفترة طوٌلة فهم العاملٌن فً‬
‫محطة الفضاء الدولٌة‪ ،‬وٌتم تبدٌل طاقم المحطة الفضابٌة الذي ٌتكون‬
‫من ثبلثة أفراد كل ستة أشهر‪ .‬كانت أطول رحلة قام بها اإلنسان إلى‬
‫الفضاء الخارجً عام ٓ‪ ٔ20‬عندما قطع طاقم سفٌنة الفضاء أبولو ٖٔ‪،‬‬
‫الذي ٌتكون من ثبلثة أفراد‪ ،‬مسافة ٔ‪ ٗٓٓ.ٔ0‬كم بعٌ ًدا عن سطح‬
‫األرض‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫الفصل الثالث‬
‫نظرٌة تكتونٌة االلواح‬

‫تعد نظرٌة تكتونٌة االلواح من اشهر النظرٌات الجٌولوجٌة التً تفسر‬


‫حركة الصفابح التكتونٌة فً القارات ‪.‬‬
‫اعتمد هذا النموذج النظري على مفهوم نظرٌة االنجراؾ القاري التً‬
‫ُطرحت فً العقود األولى من القرن العشرٌن‪ ،‬وقبلها مجتمع علوم‬
‫األرض بعد طرح مفاهٌم تمدد قاع البحر فً نهاٌة خمسٌنٌات وبداٌة‬
‫ستٌنٌات القرن العشرٌن‪.‬‬
‫انقسم ؼبلؾ األرض الصخري إلى عدد من الصفابح التكتونٌة‪ ،‬ففً‬
‫األرض‪ ،‬هناك سبع أو ثمان صفابح كبرى (ٌتوقؾ عددها على كٌفٌة‬
‫تعرٌؾ الصفٌحة الكبرى) إضافة إلى العدٌد من الصفابح الصؽرى‪.‬‬
‫وعندما تلتقً الصفابح‪ ،‬فإن حركتها النسبٌة تحدد نوع الحدود ما إذا‬
‫كانت تقاربٌة أو تباعدٌة أو متحولة‪ ،‬تحدث الزالزل والبراكٌن وتتشكل‬
‫الجبال والخنادق المحٌطٌة على حدود الصفابح التكتونٌة‪،‬تتراوح الحركة‬
‫الجانبٌة النسبٌة للصفابح عادة من صفر إلى ٓٔ سم سنو ًٌا‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫تتكون الصفابح التكتونٌة من ؼبلؾ صخري محٌطً وؼبلؾ صخري‬
‫قاري أكثر سم ًكا‪ٌ ،‬علو كل منهما قشرة أرضٌة خاصة بكلٌهما‪ .‬على طول‬
‫الحدود التقاربٌة‪ ،‬تؽطس الصفابح إلى الدثار؛ وتعوض المادة المفقودة‬
‫بتكوٌن قشرة محٌطٌة جدٌدة عند الحدود التباعدٌة الناتجة عن تمدد قاع‬
‫البحر‪ .‬وبهذه الطرٌقة‪ ،‬تبقى مساحة الكرة األرضٌة الكلٌة ثابتة‪.‬‬
‫وبذلك تشبه آلٌة تلك النظرٌة مبدأ عمل السٌر الناقل‪ .‬فً حٌن‪ ،‬افترضت‬
‫بعض النظرٌات القدٌمة (التً ال زال لها بعض األنصار) التقلص‬
‫التدرٌجً (االنكماش) أو التمدد التدرٌجً للعالم‪.‬‬

‫للصفابح التكتونٌة قدرة على التحرك ألن الؽبلؾ الصخري لؤلرض أقوى‬
‫من الؽبلؾ الموري الذي ٌرتكز علٌه‪ ،‬كما أن كثافة الدثار تتؽٌر نتٌجة‬
‫تٌارات حمل‪.‬‬
‫وٌعتقد أن حركة الصفابح ترجع إلى عدة عوامل وهً حركة قٌعان‬
‫البحار بعٌدًا عن الرصٌؾ القاري (نتٌجة التؽٌر فً طبوؼرافٌا وكثافة‬
‫القشرة األرضٌة الناتجٌن عن تؽٌرات قوى الجاذبٌة األرضٌة) والمقاومة‬
‫المابٌة والشفط أسفل مناطق االندساس‪ .‬ثمة تفسٌر مختلؾ‪ٌ ،‬كمن فً‬
‫القوى المختلفة التً تنتج عن دوران الكرة األرضٌة وقوى المد والجزر‬
‫للشمس والقمر‪ ،‬إال أن دور كل من تلك العوامل ؼٌر واضح‪ ،‬وال ٌزال‬
‫موضوع نقاش‪.‬‬
‫كما ذكرنا من قبل ‪ ،‬تنقسم الطبقات الخارجٌة لؤلرض إلى ؼبلؾ صخري‬
‫وؼبلؾ موري‪ ،‬بحسب التؽٌرات فً الخواص المٌكانٌكٌة وطرٌقة انتقال‬
‫الحرارة‪ ،‬ومٌكانٌك ًٌا‪ ،‬فإن الؽبلؾ الصخري أكثر برودة وصبلبة‪ ،‬بٌنما‬
‫الؽبلؾ الموري أكثر سخونة وحركته أسهل‪.‬‬
‫ومن حٌث انتقال الحرارة‪ٌ ،‬فقد الؽبلؾ الصخري الحرارة عن طرٌق‬
‫التوصٌل الحراري‪ ،‬فً حٌن ٌنقل الؽبلؾ الموري الحرارة من خبلل‬
‫تٌارات الحمل بمعدل انحدار حراري ثابت تقرٌ ًبا‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫سم‬
‫وٌختلؾ هذا التقسٌم عن التقسٌم الكٌمٌابً لطبقات األرض الذي ٌق ّ‬
‫األرض إلى دثار وقشرة أرضٌة‪.‬‬

‫المبدأ األساسً لنظرٌة تكتونٌات الصفابح‪ ،‬مبنً على أن الؽبلؾ‬


‫سم إلى صفابح تكتونٌة منفصلة ومتمٌزة عن بعضها‬ ‫الصخري ُمق ّ‬
‫البعض‪ ،‬تعلو الؽبلؾ الموري الذي ٌبدو كما لو كان ساببلً (طبقة صلبة‬
‫ذات مرونة لزوجٌة)‪ .‬تتراوح حركة الصفابح سنو ًٌا بٌن ٓٔ–ٓٗ‬
‫مم‪/‬سنة (كما فً أعراؾ منتصؾ األطلنطً التً تتحرك بسرعة نمو‬
‫األظافر)‪ ،‬إلى نحو ٓ‪ ٔٙ‬مم‪/‬سنة (كما فً صفٌحة نازكا التً تتحرك‬
‫بسرعة نمو الشعر)‪.‬‬
‫تتكون صفابح الؽبلؾ الصخري التكتونٌة من دثار صخري ٌعلوه نوع أو‬
‫كبل نوعٌن من المادة القشرٌة‪ ،‬والتً هً إما قشرة محٌطٌة (قدٌ ًما كانت‬
‫تسمى سٌما وتتكون من السٌلٌكون والماؼنسٌوم) أو قشرة قارٌة‬
‫(صخور السٌال التً تتكون من السٌلٌكون واأللومنٌوم)‪.‬‬
‫متوسط سمك الؽبلؾ الصخري المحٌطً عادة ٓٓٔ كـم (ٕ‪ ٙ‬مٌل)‪،‬‬
‫وتوقؾ سمكها على عمر تلك الطبقة‪ ،‬فكلما مر الزمن‪ ،‬فإنها تبرد‬
‫ونظرا ألنها تتكون عند أعراؾ منتصؾ المحٌطات‬
‫ً‬ ‫وتصبح أكثر سم ًكا‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫ومنها تنتشر‪ ،‬لذا فإن سمكها ٌتدرج كلما اقتربنا من أعراؾ منتصؾ‬
‫المحٌط التً بدأت تتكون من عندها‪ .‬وعادة ما تتحرك طبقة الؽبلؾ‬
‫الصخري المحٌطً قبل أن تندس‪ ،‬وٌتراوح سمكها بٌن حوالً ‪ ٙ‬كـم (ٗ‬
‫مٌل) عند أعراؾ منتصؾ المحٌط إلى أكثر من ٓٓٔ كـم (ٕ‪ ٙ‬مٌل) عند‬
‫مناطق االندساس‪.‬‬
‫أما الؽبلؾ الصخري القاري فٌكون سمكه عادة نحو ٕٓٓ كم‪ ،‬وإن‬
‫أٌضا تتؽٌر بٌن األحواض وسبلسل الجبال والبقع الداخلٌة المستقرة‬
‫كانت ً‬
‫أٌضا نوعً القشرة األرضٌة فً السمك‪ ،‬فالقارٌة‬ ‫ً‬ ‫فً القارات‪ .‬وٌختلؾ‬
‫أكثر سم ًكا من المحٌطٌة (ٖ٘ كم مقابل ‪ ٙ‬كم)‪.‬‬
‫ٌعرؾ مكان التقاء صفٌحتان باسم حد الصفٌحة‪ ،‬وعادة ما تكون حدود‬
‫الصفابح مرتبطة ببعض الظواهر الجٌولوجٌة كالزالزل ونشؤة بعض‬
‫المبلمح الطبوؼرافٌة كالجبال والبراكٌن وأعراؾ منتصؾ المحٌطات‬
‫والخنادق المحٌطٌة‪ .‬معظم براكٌن العالم النشطة تنشؤ على حدود‬
‫الصفابح‪ ،‬ومنها منطقة الحزام الناري التً تعد األشهر واألكثر نشا ًطا‪.‬‬
‫بعض البراكٌن تحدث داخل الصفابح‪ ،‬وتكون سبب التشوهات الداخلٌة‬
‫للصفابح‪.‬‬
‫من الممكن أن تحتوي الصفابح التكتونٌة على قشرة قارٌة أو محٌطٌة‪،‬‬
‫ومعظمها ٌحتوي على كلٌهما‪.‬‬
‫فعلى سبٌل المثال‪ ،‬الصفٌحة األفرٌقٌة تشمل قارة أفرٌقٌا وأجزاء من‬
‫أرضٌتً المحٌط األطلسً والمحٌط الهندي‪ .‬وٌمكن التفرٌق بٌن القشرة‬
‫المحٌطٌة والقشرة القارٌة وف ًقا لطرٌقة تشكلهما‪ ،‬فالقشرة المحٌطٌة‬
‫تتكون فً قاع البحار وتنتشر من منتصفها‪ ،‬بٌنما تنشؤ القشرة القارٌة‬
‫من خبلل األقواس البركانٌة ونمو التضارٌس من خبلل عملٌات تكتونٌة‪.‬‬
‫نظرا الختبلفهما‬
‫والقشرة المحٌطٌة هً أكثر كثافة من القشرة المحٌطة ً‬
‫فً التركٌب حٌث تحتوي القشرة المحٌطٌة على سٌلٌكون أقل وعناصر‬
‫ثقٌلة أكثر (معادن قاتمة) من القشرة القارٌة‪ .‬ونتٌجة لهذا التقسٌم‬
‫عامة تحت سطح البحر (مثل‬‫ً‬ ‫بحسب الكثافة‪ ،‬فالقشرة المحٌطٌة تقع‬

‫‪62‬‬
‫معظم صفٌحة المحٌط الهادي)‪ ،‬بٌنما تعلو القشرة القارٌة لتستقر فوق‬
‫مستوى سطح البحر‪.‬‬
‫‪ -‬أنواع حدود الصفابح‬
‫أنواع حدود الصفابح الثبلث‪.‬‬
‫هناك ثبلثة أنواع ربٌسٌة من حدود الصفابح‪ٌ ،‬ضاؾ إلٌها نوع رابع‬
‫خلٌط‪ ،‬تتحدد وفق الطرٌقة التً تتحرك بها الصفابح نحو بعضها البعض‪،‬‬
‫وٌصاحبها أنواع مختلفة من الظواهر السطحٌة‪.‬‬
‫أما عن أنواع حدود الصفابح فهً‪:‬‬
‫الحدود المتحولة (المتوازنة) ‪:‬‬
‫تحدث عندما تنزلق الصفابح أو باألحرى عندما تتآكل أطراؾ الصفابح‬
‫عند تصادمها مع بعضها على طول مناطق أخطاء التحول‪ .‬الحركة‬
‫النسبٌة لصفٌحتٌن هً إما ٌسارٌة أو ٌمٌنٌة‪ .‬وٌعد صدع سان أندرٌاس‬
‫فً والٌة كالٌفورنٌا أحد األمثلة على الحدود المتحولة ذات الحركة‬
‫الٌمٌنٌة‪.‬‬
‫الحدود المتباعدة (البناءة) ‪:‬‬
‫تحدث عندما تنزلق صفٌحتٌن بعٌدً ا عن بعضهما البعض‪ .‬تتشكل تلك‬
‫الحدود المتباعدة عند تصدعات منتصؾ المحٌطات نتٌجة تمدد قٌعان‬
‫البحار‪ .‬وعند انفصال القارات‪ ،‬تتشكل األعراؾ عند المنتصؾ‪ ،‬فتتمدد‬
‫أحواض المحٌطات‪ ،‬فتتوسع الصفابح متسببة فً وجود بعض البراكٌن‬
‫البسٌطة والزالزل الضعٌفة‪ .‬وعند المناطق الفاصلة بٌن القارات‪ ،‬قد‬
‫تتسبب الحدود المتباعدة فً نشؤة أحواض محٌطٌة جدٌدة عند انقسام‬
‫القارات وتحركها‪.‬‬
‫ومن أمثلة الحدود المتباعدة‪ ،‬المناطق الصدعٌة النشطة فً منتصؾ‬
‫المحٌطات مثل أعراؾ منتصؾ األطلسً وأعراؾ شرق المحٌط الهادئ‪،‬‬
‫وأصداع ما بٌن القارات مثل صدع شرق أفرٌقٌا والبحر األحمر‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫الحدود المتقاربة (المدمرة) (أو الحدود النشطة)‪:‬‬
‫تحدث عندما تنزلق صفٌحتان تجاه بعضهما البعض‪ ،‬لتشكبلن عاد ًة إما‬
‫منطقة اندساس (إذا تحرك صفٌحة لتنزلق تحت األخرى) أو تصادم‬
‫قاري‪ .‬فً بعض مناطق اندساس ما بٌن القارات مثل مناطق ؼرب أمرٌكا‬
‫اندس الؽبلؾ الصخري‬ ‫ّ‬ ‫الجنوبٌة وجبال كاسكٌد ؼرب الوالٌات المتحدة‬
‫المحٌطً األكثر كثافة تحت أطراؾ القارة األقل كثافة‪ ،‬فتكونت مناطق‬
‫زلزالٌة فً مناطق االندساس‪ ،‬وانصهرت الصفٌحة المندسة جزب ًٌا مكونة‬
‫صهارة صعدت إلى السطح فً صورة براكٌن قارٌة‪ .‬وفً بعض مناطق‬
‫االندساس األخرى مثل جبال األندٌز فً أمرٌكا الجنوبٌة وجزر ألوشٌان‬
‫وجزر مارٌانا وقوس الجزر الٌابانٌة‪ ،‬انزلقت القشرة األرضٌة األقدم‬
‫تكون‬
‫واألبرد واألكثر كثافة تحت قشرة أرضٌة أقل كثافة‪ ،‬مما تسبب فً ّ‬
‫زالزل وخنادق قوسٌة الشكل وعمٌقة‪ .‬بعد ذلك‪ ،‬ارتفعت حرارة السطح‬
‫العلوي للصفٌحة المندسة‪ ،‬وصعدت صهارة إلى السطح مكونة سبلسل‬
‫جزر بركانٌة قوسٌة الشكل‪.‬‬

‫أما الخنادق البحرٌة العمٌقة فتكون عاد ًة مصحوبة بمناطق اندساس‪،‬‬


‫وؼال ًبا ما تسمى األحواض التً تنشؤ على طول الحدود النشطة باسم‬
‫"أحواض رأس البر"‪ .‬تحتوي األلواح المنزلقة على العدٌد من المعادن‬

‫‪64‬‬
‫المابٌة التً تفقد مابها بالتسخٌن‪ ،‬مما ٌتسبب فً صهر الدثار‪ ،‬فتنتج‬
‫البراكٌن‪ .‬وقد تنؽلق تلك األحواض المحٌطٌة فً المناطق الحدودٌة بٌن‬
‫القارات مثل جبال الهٌماالٌا واأللب التً نتجت عن تصادم األؼلفة‬
‫الصخرٌة القارٌة الجرانٌتٌة التً ال ٌمكنها االندساس تحت بعضها‬
‫البعض‪ ،‬مما تسبب فً انضؽاط أطراؾ الصفابح وانطوابها لتتكون تلك‬
‫الجبال‪.‬‬
‫مناطق حدود الصفابح تحدث عندما تكون آثار التفاعبلت بٌن الصفابح‬
‫ؼٌر واضحة‪ ،‬وتحدث تلك الحدود عاد ًة على طول حزام واسع ؼٌر‬
‫واضح الحدود‪ ،‬وٌمكن أن تحدث به حركات متعددة فً فترات مختلفة‪.‬‬
‫‪ -‬القوى الدافعة لحركة الصفابح‬
‫تعد تكتونٌات الصفابح فً األساس ظاهرة حركٌة‪ ،‬حٌث اتفق علماء‬
‫بناء على المبلحظات واالستنتاجات أن تحركات الصفابح مرتبطة‬ ‫األرض ً‬
‫ببعضها‪ ،‬لكنهم تناقشوا وتجادلوا حول كٌؾ ومتى تم ذلك‪ .‬وال ٌزال هناك‬
‫تساإل كبٌر حول اآللٌة الجٌودٌنامٌكٌة التً دفعت الصفابح للحركة‪ .‬لذا‪،‬‬
‫فقد انقسمت آراء العلماء إلى نظرٌات مختلفة‪.‬‬
‫نظرا الختبلؾ‬
‫ً‬ ‫هناك اتفاق حول قدرة الصفابح التكتونٌة على الحركة‪،‬‬
‫الكثافة النسبٌة للقشرة األرضٌة المحٌطٌة وضعؾ الؽبلؾ الموري نسب ًٌا‪.‬‬
‫ومن المسلم به‪ ،‬أن فقد الدثار للحرارة هو المصدر األساسً للطاقة‬
‫الدافعة لتكتونٌات الصفابح‪ ،‬من خبلل تٌارات الحمل الحراري أو عملٌات‬
‫وترسبها‪.‬‬
‫ّ‬ ‫تصاعد الصهارة‬
‫ونتٌجة لذلك‪ ،‬فمن المتفق علٌه اآلن‪ ،‬وإن كان األمر ما زال مثار بعض‬
‫نظرا لكثافة القشرة الصخرٌة المحٌطٌة العالٌة‪ ،‬فإنها تندس‬
‫الجدل‪ ،‬أنه ً‬
‫مصدرا قو ًٌا لحركة الصفابح‪ .‬وعندما‬
‫ً‬ ‫فً مناطق االندساس‪ ،‬فٌكون ذلك‬
‫تتكون قشرة أرضٌة جدٌدة فً أصداع منتصؾ المحٌطات‪ ،‬فإن هذه‬
‫القشرة المحٌطٌة تكون فً البداٌة أقل كثافة من الؽبلؾ الموري الواقع‬
‫أسفل منها‪ ،‬لكن كثافتها تزداد مع الوقت‪ ،‬ألنها تبرد وتتكاثؾ‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫ً‬
‫مقارنة بالؽبلؾ الموري‬ ‫وكلما زادت كثافة القشرة األرضٌة القدٌمة‬
‫تحتها‪ ،‬كانت لها القدرة على أن تؽطس إلى أعماق الدثار فً مناطق‬
‫ونظرا‬
‫ً‬ ‫االندساس‪ ،‬فتكون سب ًبا لمعظم القوى الدافعة لحركة الصفابح‪.‬‬
‫لضعؾ طبقة الؽبلؾ الموري‪ ،‬فإن حركة الصفابح التكتونٌة نحو منطقة‬
‫االندساس تصبح أسهل‪.‬‬

‫وعلى الرؼم من االعتقاد بؤن االندساس هو أكبر القوى الدافعة لحركة‬


‫الصفابح‪ ،‬إال أنه لٌس القوة الوحٌدة حٌث أنه هناك صفابح كصفٌحة‬
‫أمرٌكا الشمالٌة ال تزال تتحرك‪ ،‬رؼم أنه لم ٌعد هناك اندساس‪ ،‬وهو ما‬
‫ٌنطبق على صفٌحة أورآسٌا الضخمة‪.‬‬
‫وتخضع مصادر حركة الصفابح لبحث كثٌؾ ونقاشات موسعة بٌن‬
‫علماء األرض‪ .‬أحد أهم تلك النقاط البحثٌة‪ ،‬هً أن النموذج الحركً‬
‫لحركة الصفابح ٌجب أن ٌفصل عن اآللٌة الجٌودٌنامٌكٌة لحركة الصفابح‬
‫التً تعد القوة الدافعة للحركات المعروفة‪ ،‬حٌث أن بعض النماذج ٌمكن‬
‫تفسٌرها بؤكثر من آلٌة واحدة‪ .‬وعمو ًما‪ٌ ،‬مكن تقسٌم القوى الدافعة‬
‫لحركة الصفابح إلى ثبلث فبات‪:‬‬

‫‪66‬‬
‫قوى تنشؤ عن حركة الدثار‪ ،‬وقوى تنشؤ عن الجاذبٌة (معظمها قوى‬
‫ثانوٌة)‪ ،‬وقوى تنشؤ عن دوران األرض‪.‬‬
‫القوى الدافعة الناشبة عن حركة الدثار‬
‫فً الربع األخٌر من القرن العشرٌن‪ ،‬كان هناك نظرٌة سابدة تقول بؤن‬
‫تٌارات الحمل الحراري الكبرى فً أعلى الدثار هً القوة الدافعة‬
‫الربٌسٌة لحركة الصفابح التكتونٌة‪.‬‬
‫وضع آرثر هولمز وبعض الرواد تلك النظرٌة فً ثبلثٌنٌات القرن‬
‫العشرٌن‪ ،‬واعتبرت على الفور سب ًبا مقبوالً لحركة الصفابح التكتونٌة منذ‬
‫أن أثار ألفرٌد فٌجنر التساإالت حول سبب حركة الصفابح التكتونٌة فً‬
‫السنوات األولى من القرن العشرٌن‪.‬‬
‫ورؼم القبول بها‪ ،‬تناولتها نقاشات طوٌلة‪ ،‬بسبب اعتقاد الكثٌرٌن فً‬
‫النظرٌة القدٌمة التً تزعم أن األرض ثابتة وأن القارات ال تتحرك‪ ،‬حتى‬
‫سقوط تلك النظرٌة فً مطلع الستٌنات‪ .‬و ٌُظهر التصوٌر الثنابً والثبلثً‬
‫األبعاد لباطن األرض أنه هناك تفاوت فً كثافة الدثار من نقطة إلى‬
‫أخرى‪ ،‬هذه التؽٌرات فً الكثافة قد تكون اختبلفات فً المواد (من وجهة‬
‫نظرا لتؽٌر البنٌة المعدنٌة) أو الحرارة‬
‫نظر كٌمٌاء الصخور) أو المعادن ( ً‬
‫(عن طرٌق التمدد أو االنكماش الحراري الناتج عن الطاقة الحرارٌة)‪.‬‬
‫ونتٌجة لهذا التفاوت فً الكثافة‪ ،‬نتجت تٌارات حمل حراري للدثار بفعل‬
‫قوى الطفو‪.‬‬
‫وٌعد االرتباط المباشر وؼٌر المباشر بٌن تٌارات الحمل الحراري للدثار‬
‫محورا لدراسات ونقاشات معاصرة بٌن علماء‬ ‫ً‬ ‫وحركة الصفابح‬
‫الجٌودٌنامٌكٌا‪ .‬فبلبد أن تنتقل تلك الطاقة بطرٌقة ما عبر القشرة‬
‫األرضٌة للصفابح التكتونٌة لتحركها‪.‬‬
‫وهناك نوعان أساسٌان من القوى التً ٌعتقد أنها تإثر فً حركة‬
‫الصفابح وهما قوى االحتكاك والجاذبٌة‪ .‬تتسبب تٌارات الحمل الحراري‬

‫‪67‬‬
‫فً االحتكاك بٌن الؽبلؾ الموري والؽبلؾ الصخري األقسى الذي ٌعلوه‪،‬‬
‫فتدفع الصفابح للحركة‪.‬‬
‫أما قوى الجاذبٌة فقد تنتج عن تٌارات حمل حراري موضعٌة بتسحب‬
‫الصفابح بقوة ألسفل فً مناطق االندساس فً خنادق المحٌطات‪.‬‬
‫فً اآلونة األخٌرة‪ ،‬أصبحت نظرٌة الحمل الحراري مثار جدل كبٌر‪ ،‬حٌث‬
‫أن التقنٌات الحدٌثة ثبلثٌة األبعاد للتصوٌر المقطعً للزالزل فشلت فً‬
‫رصد أي من تٌارات الحمل الحراري تلك‪ ،‬إلثبات صحة هذه النظرٌة‪.‬‬
‫لذا‪ ،‬فقد طرحت فرضٌات بدٌلة ‪ ،‬ظهرت نظرٌة تكتونٌات األعمدة فً‬
‫تسعٌنٌات القرن العشرٌن‪ ،‬التً استخدمت مفهوم معدل عن تٌارات الحمل‬
‫الحراري للدثار‪.‬‬
‫وتدور فكرتها حول عن تصاعد أعمدة عمبلقة من أعماق الدثار‪ ،‬تكون‬
‫الدافع أو البدٌل لتٌارات الحمل الحراري الربٌسٌة‪ .‬القت تلك النظرٌة التً‬
‫اعتمدت فكرتها على أفكار قدٌمة ظهرت فً مدارس علوم األرض‬
‫األوروبٌة والروسٌة فً بداٌة ثبلثٌنٌات القرن العشرٌن صدى فً‬
‫النظرٌات الحدٌثة التً ترى بؤن النقاط الساخنة فً الدثار ال تزال ثابتة‪،‬‬
‫وأن القشرة األرضٌة المحٌطٌة والقارٌة للصفابح تتخطاها مع الوقت‪،‬‬
‫وتترك آثارها فً السجل الجٌولوجً للصفابح (على الرؼم من عدم‬
‫اعتبار هذه الظواهر كآلٌات دفع حقٌقٌة)‪.‬‬
‫هناك فرضٌة أخرى بؤن تدفقات الدثار ال تحدث فً صورة تٌارت حمل‬
‫حراري وال فً صورة أعمدة عمبلقة‪ ،‬وإنما على شكل سلسلة من‬
‫القنوات أسفل القشرة األرضٌة التً تتسبب فً قوى احتكاك قاعدي فً‬
‫الؽبلؾ الصخري‪ .‬تسمى تلك النظرٌة باسم "تكتونٌات التدفق"‪ ،‬والتً‬
‫القت قبوالً فً ثمانٌنٌات وتسعٌنٌات القرن العشرٌن بٌن علماء‬
‫الجٌوفٌزٌاء والجٌودٌنامٌكٌا‪.‬‬

‫‪68‬‬
‫‪ -‬مٌكانٌكٌة األلواح التكتونٌة‬
‫على الرؼم من أن نظرٌة االنجراؾ القارى لفاجنر قد فشلت فً إعطاء‬
‫التفسٌر المقنع لؤلسباب التً ادت إلى حدوث حركة القارات‪.‬‬
‫ؼٌر أن نظرٌة األلواح التكتونٌة قد قامت بهذا التفسٌر وذلك من خبلل‬
‫فرضٌتٌن ‪ :‬الدثار والؽبلؾ الصخرى الذي ٌرتكز على ؼبلؾ ٌتمٌز‬
‫باللدونة إلى حد ما ٌعرؾ بالؽبلؾ الوهن أو االسٌنوسٌفر بحٌث ٌمكن‬
‫التحرك علٌه ببطء شدٌد‪.‬‬
‫أن الؽبلؾ الصخرى ٌنقسم إلى عدة ألواح على الرؼم من عدم االتفاق‬
‫حول عدد هذه األلواح إال أنه ٌمكن تمٌٌز ستة ألواح كبرى علً النحو‬
‫التالً ‪:‬‬
‫ٔ‪ -‬مـوهو الوحٌد الذي ٌتكون معظمة من صخور محٌطٌة خاصة‬
‫الحواؾ الوسطى وإلى ما تحت صخور ؼرب أمرٌكا الشمالٌة‪.‬‬
‫ٕ‪ -‬اللوح األمرٌكٌة ‪ American plate‬لؤلمرٌكتٌن‪ .‬مع جزء من‬
‫قشرة المحٌط األطلنطى حتى حوافه الوسطى‬
‫ٖ‪ -‬اللوح اإلفرٌقى ‪ : African Plate‬وٌشمل كل أفرٌقٌا حتى الحافة‬
‫الوسطى للمحٌط األطلسى ونحو نصؾ المحٌط الهندى الؽربً‪.‬‬
‫ٗ‪ -‬اللوح األوراسى‪ : Eurasian Plate‬وٌمتد بٌن الحافة الوسطى‬
‫للمحٌط األطلسى ؼربا والبحر المتوسط وسلسلة الجبال االلتوانٌة‬
‫الحدٌثة جنوبا لتنتهى فً المحٌط الهادى‬
‫٘‪ : Plate -‬وٌشتمل على كتلة صخور قارة القطبٌة الجنوبٌة‬
‫‪( -ٙ‬أنتاركاتٌكا) ‪ : Antarcatica‬وتضم القارة القطبٌة الجنوبٌة مع‬
‫األطراؾ الجنوبٌة لكل من المحٌط الهادى واألطلسً والهندى‪.‬‬

‫‪ -‬حركة األلواح‬
‫تصنؾ حركة األلواح بما ٌتضمنه كل لوح من قشرة قارٌة وأخرى‬
‫محٌطٌة على النحو التالً ‪:‬‬

‫‪69‬‬
‫‪ ‬تقارب قشرة قارٌة مع قشرة قارٌة‬
‫وٌنشؤ عن هذا التقارب ارتطام قشرتٌن قارٌتٌن لهما نفس الكثافة‪ .‬وقبل‬
‫حدوث هذا االرتطام أو التصادم تؽوص القشرة المحٌطٌة التً تفصل‬
‫بٌنهما والتً تكونت أثناء فترة سابقة تحت أحد القشرتٌن ومع تمام‬
‫عملٌة الؽوص أو االندساس ‪ Subduction‬وبعد استهبلك القشرة‬
‫المحٌطٌة ترتطم هاتان القشرتان‪.‬‬
‫وٌنتج عن هذا االرتطام تكون سلسلة جبلٌة ٌصاحبها عملٌات طً‬
‫وتصدع‪ ،‬بعدها تبدأ عملٌات التعربة نشاطها لتشكل المبلمح السطحٌة‬
‫للحزام الجبلً‬
‫وتتمٌز هذه الجبال بؤنها شاهقة وتعد من أشهر وأهم السبلسل الجبلٌة فً‬
‫الكرة األرضٌة‪ .‬ومن أهمها ما ٌلً ‪ :‬ـ‬
‫اصطدام لوحة الهند القارٌة مع النوع إذ أنه حدث منذ حوالً ٘ٗ ملٌون‬
‫سنة‪.‬‬
‫حدوث اصطدام ـ قبل حوالً ٓ‪ ٕ1ٙ-ٖٙ‬ملٌون عام – بٌن القارة‬
‫األوروبٌة والقارة اآلسٌوٌة لتكونان قارة أوراسٌا الحالٌة والذي نجم عنه‬
‫تكوٌن سلسلة جبال األورال بٌن حدود اللوحتٌن األوروبٌة واآلسٌوٌة‬
‫آنذاك‬
‫تصادم اللوحة اإلفرٌقٌة واللوحة األوروبٌة وانؽبلق بحر التٌثٌز‬
‫(‪ ،)Tethys‬الذي كان ٌفصل قارتً لوراسٌا وجندوانا الند ـ وتكوٌن‬
‫سلسلة أمرٌكا الشمالٌة لتكوٌن جبال األباالش قبل حوالً ٓ‪ٕ1ٙ-ٖٙ‬‬
‫ملٌون سنة‪ ،‬وعلى الرؼم من أن هاتٌن القارتٌن النطاق الوهن الساخن‬
‫فإن مكوناته وما ٌحمله من رسوبٌات مشبعة بالماء تبدأ فً االنصهار‬
‫وبالرؼم من أن هذه العملٌة محٌطٌٌن ٌؽوص طرؾ أحدهما تحت اآلخر‬
‫متسببا فً نشاط بركانً ٌشبه ذلك الذي ٌحدث عند ارتطام لوح محٌطً‬
‫بآخر قاري‪ .‬ؼٌر أن مثل هذه البراكٌن تحدث فً قٌعان المحٌطات بدال من‬

‫‪71‬‬
‫حدوثها على الٌابسة‪ .‬وإذا ما استمرت هذه النشاطات البركانٌة فإن كتبل‬
‫من الٌابسة قد تبرز من أعماق المحٌطات‪.‬‬
‫وفى البداٌة تكون مثل هذه الظاهرة على هٌبة سلسلة من الجزر البركانٌة‬
‫تسمى بقوس الجزر مثل جزر الٌابان وإندونسٌا والفلبٌن وعادة ما تقع‬
‫أقواس الجزر على بعد بضع مبات من الكٌلومترات من خندق محٌطً‪.‬‬
‫حٌث ال تزال عملٌة ؼوص الؽبلؾ الصخري مستمرة‪ .‬وعلى مدى زمنً‬
‫طوٌل من النشاط البركانً تتراكم عن هذه النشاطات المختلفة قوس جزر‬
‫ناضج مكون من صخور بركانٌة مطوٌة ومتحولة وصخور نارٌة نابطة‪.‬‬
‫ومثال ذلك شبه جزٌرة أالسكا والفلبٌن والزٌابان‪ .‬انزالقٌة أو انتقالٌة)‪.‬‬

‫‪ ‬الحركة التباعدٌة (البناءة) ‪Divergent Movement‬‬


‫تنشؤ هذه الحركة عن قوى شد مما ٌإدي إلى تباعد اللوحٌن تدرٌجٌا‪،‬‬
‫وفً هذه الحركة ٌتحرك الصهارة (الماجما) من طبقة األثٌنوسفٌر‬
‫‪ asthenosphere‬إلى أعلى دافعا الصفابح التكتونٌة للتباعد عن‬
‫بعضها البعض إلى تكوٌن البحر األحمر الذي ٌمكن أن ٌصبح محٌطا بعد‬
‫مبلٌٌن السنٌن‪.‬‬

‫‪ ‬الحركة التقاربٌة (الهدامة) ‪Convergent Movement‬‬


‫تنشؤ هذه الحركة عن قوى ضؽط مما ٌإدي إلى تقارب اللوحٌن تدرٌجٌا‪.‬‬
‫وتتوقؾ طبٌعة حركة األلواح المتقاربة (المتصادمة) على نوعها (قارٌة‬
‫كانت أم محٌطٌة)‪ ،‬حٌث ٌنزلق اللوح المحٌطً تحت اللوح القاري‪ ،‬وذلك‬
‫ألن الوزن النوعً لصخور الصفابح المحٌطٌة أكبر من الوزن النوعً‬
‫لصخور الصفابح القارٌة ومثال على ذلك‪:‬‬

‫‪71‬‬
‫إذا كان اللوحان أحدهما قاري واآلخر محٌطً‪ٌ ،‬نزلق اللوح المحٌطً‬
‫تحت اللوح القاري حٌث ٌنصهر فً الوشاح لٌذوب‪ ،‬ولذلك تعرؾ هذه‬
‫الحركة بالهدامة‪ ،‬مثال على ذلك‪ :‬أخدود بٌرو – شٌلً ؼرب أمرٌكا‪.‬‬
‫وبعٌدا عن منطقة التصادم ٌخرج هذا الوشاح المنصهر فً صورة‬
‫براكٌن مكونة جباال بركانٌة‪.‬‬
‫إذا كان اللوحان المتقاربان قارتٌٌن‪ٌ ،‬حدث تصادم بٌنهما وٌنشؤ عن ذلك‬
‫سبلسل جبلٌة‪ ،‬مثل‪ :‬جبال الهٌماالٌا وجبال زاجروس‪.‬‬
‫إذا كان اللوحان المتقاربان محٌطٌٌن‪ٌ ،‬نزلق أحدهما (ذو الوزن النوعً‬
‫األكبر) تحت اآلخر (ذو الوزن النوعً األصؽر) وٌنتج عن ذلك انبثاق‬
‫أندرٌاس فً والٌة كالٌفورنٌا بالوالٌات المتحدة األمرٌكٌة‪ ،‬وصدوع‬
‫البحر المٌت شمال ؼرب الجزٌرة العربٌة‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫‪ -‬أسباب حركة الصفابح التكتونٌة‬
‫ٌرى العلماء أن تٌارات الحمل الدورانٌة هً مصدر القوى التً تعتمد‬
‫علٌه نظرٌة الصفابح التكتونٌة التً فً تفسٌرها لحركة القارات ونموها‬
‫وتكوٌن الجبال وأحواض الترسٌب‪ ،‬حٌث تنشؤ تٌارات حمل فً منطقة‬
‫األثٌنوسفٌر المرنة نتٌجة حدوث تؽٌر فً درجة الحرارة فً باطن‬
‫األرض‪ ،‬مما ٌإدي إلى وجود تٌارات حمل دورانٌة على شكل خبلٌا‬
‫دابرٌة وأن الجزر البركانٌة التً تقع فً وسط األلواح المحٌطٌة التً‬
‫تعتبر مناطق خالٌة نسبٌا من النشاط التكتونً‪ ،‬وذلك ألنها تقع فوق بقع‬
‫ساخنة فً المناطق العلٌا من لب األرض‪ ،‬وتعمل الحرارة الصاعدة من‬
‫هذه النقطة وبذلك تندفع المادة المنصهرة إلى السطح مكونة جزرا‬
‫بركانٌة مثل جزر هاواي التً تقع فً وسط المحٌط الهادي‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫الفصل الرابع‬
‫نظرٌة االنفجار العظٌم‬

‫االنفجار العظٌم فً علم الكون الفٌزٌابً هو النظرٌة السابدة‬


‫لتفسٌر نشؤة الكون‪.‬‬
‫تقوم فكرة النظرٌة على أن الكون كان بالماضً فً حالة حارة‬
‫شدٌدة الكثافة فتمدد‪ ،‬وأن الكون كان ٌو ًما جز ًءا واحداَ عند‬
‫نشؤته‪.‬‬
‫بعض التقدٌرات الحدٌثة ُتقدّ ر حدوث تلك اللحظة قبل ‪ ٖٔ.1‬ملٌار‬
‫سنة‪ ،‬والذي ٌُعد عمر الكون‪ ،‬وبعد التمدد األول‪َ ،‬ب َردَ الكون بما‬
‫ٌكفً لتكوٌن جسٌمات دون ذرٌة كالبروتونات والنٌترونات‬
‫واإللكترونات‪.‬‬
‫تكون نو ٌّات ذرٌة بسٌطة خبلل الثبلث دقابق التالٌة‬ ‫ورؼم ّ‬
‫تكون ذرات‬
‫لبلنفجار العظٌم‪ ،‬إال أن األمر احتاج آالؾ السنٌن قبل ّ‬
‫متعادلة كهرب ًٌا‪.‬‬

‫‪74‬‬
‫معظم الذرات التً نتجت عن االنفجار العظٌم كانت من‬
‫الهٌدروجٌن والهٌلٌوم مع القلٌل من اللٌثٌوم‪ ،‬ثم التبمت سحب‬
‫كون النجوم‬‫عمبلقة من تلك العناصر األولٌة بالجاذبٌة ل ُت ّ‬
‫والمجرات‪ ،‬وتش ّكلت عناصر أثقل من خبلل تفاعبلت االنصهار‬
‫النجمً أو أثناء تخلٌق العناصر فً المستعرات العظمى‪.‬‬
‫ُتقدّ م نظرٌة االنفجار العظٌم شرحا ً وافٌا ً لمجموعة واسعة من‬
‫الظواهر المربٌة التً تشاهد وترصد بتلسكوبات ضخمة‬
‫وتلسكوبات فضابٌة مختلفة‪ ،‬بما فً ذلك وفرة من ارصاد‬
‫اإلشعاعات الكونٌة والخلفٌة اإلشعاعٌة للكون والبنٌة الضخمة‬
‫ونظرا لكون المسافة بٌن المجرات تزداد‬
‫ً‬ ‫للكون وقانون هابل‪.‬‬
‫ٌوم ًٌا‪ ،‬فبالتالً كانت المجرات فً الماضً أقرب إلى بعضها‬
‫البعض‪ ،‬كذلك من الممكن استخدام القوانٌن الفٌزٌابٌة لحساب‬
‫خصابص الكون كالكثافة ودرجة الحرارة فً الماضً بالتفصٌل‪.‬‬
‫وبالرؼم من أنه ٌمكن للمسرعات الكبٌرة للجسٌمات استنساخ تلك‬
‫الظروؾ‪ ،‬لتؤكٌد وصقل تفاصٌل نموذج االنفجار العظٌم‪ ،‬إال أن‬
‫تلك المسرعات لم تتمكن حتى اآلن إال البحث فً األنظمة عالٌة‬
‫الطاقة‪ .‬وبالتالً‪ ،‬فإن حالة الكون فً اللحظات األولى لبلنفجار‬
‫العظٌم مبهمة وؼٌر مفهومة‪ ،‬وال تزال مجاالً للبحث‪.‬‬
‫كما ال تقدم نظرٌة االنفجار العظٌم أي شرح للحالة األولٌة قبل‬
‫االنفجار العظٌم‪ ،‬بل تحاول تفسٌر نشؤة وتطور الكون منذ تلك‬
‫اللحظة األولى بعد االنفجار؛ إذ باالنفجار ٌبدأ الزمان والمكان‪ ،‬وال‬
‫ترى الفٌزٌاء زمنا قبل االنفجار العظٌم‪ ،‬فقد بدأ به الزمن من‬
‫وجهة نظر الفٌزٌابٌٌن‪.‬‬
‫‪ -‬قدّ م الكاهن الكاثولٌكً والعالم البلجٌكً جورج لومتر‬
‫الفرضٌة التً أصبحت الح ًقا نظرٌة االنفجار العظٌم عام‬
‫‪.ٔ2ٕ0‬‬

‫‪75‬‬
‫ومع مرور الوقت‪ ،‬انطلق العلماء من فكرته األولى حول‬ ‫‪-‬‬
‫تكون‬
‫تمدد الكون لتت ُّبع أصل الكون‪ ،‬وما الذي أدى إلى ّ‬
‫الكون الحالً‪.‬‬
‫اعتمد اإلطار العام لنموذج االنفجار العظٌم على نظرٌة‬ ‫‪-‬‬
‫النسبٌة العامة ألٌنشتاٌن‪ ،‬وعلى تبسٌط فرضٌات كتجانس‬
‫نظم وتوحد خواص الفضاء‪.‬‬
‫وقد صاغ ألكسندر فرٌدمان المعادالت الربٌسٌة للنظرٌة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫وأضاؾ فٌلٌم دي سٌتر صٌػ بدٌلة لها‪.‬‬
‫وفً عام ‪ ،ٔ2ٕ2‬اكتشؾ إدوٌن هابل أن المسافات إلى‬ ‫‪-‬‬
‫المجرات البعٌدة مرتبطة بقوة بانزٌاحها األحمر‪ ،‬اس ُتنتج من‬
‫مبلحظة هابل أن جمٌع المجرات والعناقٌد البعٌدة لها سرعة‬
‫ظاهرٌة تختلؾ عن فكرتنا بؤنها كلما َب ُعدت‪ ،‬زادت سرعتها‬
‫الظاهرٌة‪ ،‬بؽض النظر عن االتجاه‪.‬‬
‫ورؼم انقسام المجتمع العلمً ٌو ًمٌا بٌن نظرٌتً تمدد الكون‬
‫ونظرٌة االنفجار العظٌم‪ ،‬ومإٌد لنظرٌة الحالة الثابتة‪ ،‬إال أن‬
‫التؤكٌد بالمبلحظة والرصد على صحة سٌنارٌو االنفجار العظٌم‬
‫جاء مع اكتشاؾ الخلفٌة اإلشعاعٌة للكون عام ٗ‪ ،ٔ2ٙ‬واكتشاؾ‬
‫أن طٌؾ تلك الخلفٌة اإلشعاعٌة ٌتطابق مع اإلشعاع الحراري‬
‫لؤلجسام السوداء‪ .‬منذ ذلك الحٌن‪ ،‬أضاؾ علماء الفٌزٌاء الفلكٌة‬
‫إضافات رصدٌة ونظرٌة إلى نموذج االنفجار العظٌم‪ ،‬وتمثٌلها‬
‫الوسٌطً كنموذج المبدا‪-‬سً دي إم الذي هو بمثابة إطار لؤلبحاث‬
‫الحالٌة فً علم الكونٌات النظري‪.‬‬
‫‪ -‬التضخم الكونً ونشؤة البارٌونات‬
‫تخضع األطوار األولى لبلنفجار العظٌم للعدٌد من التكهنات‪ ،‬ففً‬
‫النماذج األكثر شٌو ًعا‪ ،‬كان الكون ممتل ًبا بصورة متجانسة‬
‫وقٌاسٌة بجسٌمات ذات كثافة طاقة ودرجات حرارة وضؽوط‬
‫هابلة‪ ،‬وأنه تمدد و َب ُرد بسرعة فابقة‪ .‬وخبلل ما ٌقرب من ٓٔ‬
‫ُّ‬
‫تضخم الكون‬ ‫‪ ٖ0−‬ثانٌة فً التمدد‪ ،‬تسبب تحول طوري فً‬

‫‪76‬‬
‫نموا أُس ًٌا‪ .‬وبعد توقؾ التضخم‪ ،‬تؤلّؾ الكون من ببلزما‬
‫ونموه ً‬
‫كوارك‪-‬ؼلوونٌة‪ ،‬وؼٌرها من جمٌع الجسٌمات األولٌة األخرى‪.‬‬
‫كانت درجات الحرارة فً تلك الحالة مرتفعة حتى تس ّنى تحرك‬
‫الجزٌبات عشواب ًٌا وفق سرعات نسبٌة‪ ،‬ونتجت أزواج‬
‫ومضاداتها من كل نوع بصفة مستمرة‪ ،‬بل وتبلشى بعضها عبر‬
‫االصطدامات‪ .‬وفً مرحلة ما‪ ،‬حدث تفاعل ٌسمى بنشؤة‬
‫البارٌونات لم ٌحافظ على رقم بارٌون‪ ،‬مما أدى إلى وجود فابض‬
‫صؽٌر ج ًدا من الكواركات واللٌبتونات ٌفوق مضادات الكوارك‬
‫ومضادات اللٌبتونات بنحو جزء واحد من ٖٓ ملٌون جزء وأدى‬
‫ذلك إلى هٌمنة المواد على المواد المضادة فً الكون الحالً‪.‬‬

‫‪ -‬التبرد‬
‫فً تارٌخ الكون‪ ،‬هناك فرضٌة بؤن الموجات الثقالٌة نشؤت عن‬
‫التضخم الكونً الناتج عن التمدد تما ًما بعد االنفجار العظٌم‪.‬‬
‫ظلت كثافة الكون وحرارته فً انخفاض‪ ،‬وبالتالً تناقصت طاقة‬
‫أي من جسٌماته‪ ،‬ثم نقلت األطوار االنتقالٌة كسر تناظر القوى‬
‫األساسٌة للفٌزٌاء ومتؽٌرات الجسٌمات األولٌة إلى وضعها‬
‫الحالً‪ .‬ففً خبلل حوالً ٓٔ‪ٔٔ−‬ثانٌة‪ ،‬أصبحت حالة الكون‬
‫استقرارا‪ ،‬حٌث انخفضت طاقات الجسٌمات إلى القٌم التً‬
‫ً‬ ‫أكثر‬
‫ٌمكن تحقٌقها فً تجارب فٌزٌاء الجسٌمات‪ .‬وفً حوالً ٓٔ‪ٙ−‬‬
‫ثانٌة‪ ،‬تج ّمعت الكواركات والؽلوونات لتكوٌن البارٌونات مثل‬
‫البروتونات والنٌوترونات‪.‬‬
‫أدى فابض صؽٌر من الكواركات مقابل مضادات الكوارك إلى‬
‫فابض صؽٌر من البارٌونات مقابل مضادات الكوارك‪ .‬وبانخفاض‬

‫‪77‬‬
‫درجات الحرارة‪ ،‬لم تعد درجة الحرارة تكفً لتكوٌن أزواج جدٌدة‬
‫من البروتون‪-‬مضاد البروتون وكذلك أزواج النٌوترونات‪-‬مضادات‬
‫النٌوترونات‪ ،‬لذا نتجت على الفور عملٌات تبلشً ضخمة‪ ،‬تبقى‬
‫منها فقط واحد من كل ٓٔٓٔ من البروتونات والنٌوترونات‬
‫األصلٌة‪ ،‬لم ٌتبق أي من مضاداتها‪ .‬كذلك حدثت عملٌة مشابهة‬
‫خبلل ثانٌة واحدة لئللكترونات والبوزٌترونات‪ .‬وبعد عملٌات‬
‫التبلشً تلك‪ ،‬توقفت باقً البروتونات والنٌوترونات واإللكترونات‬
‫عن التحرك بنسبٌة‪ ،‬وش ّكلت الفوتونات ؼالبٌة كثافة طاقة الكون‬
‫(مع مساهمة بسٌطة من النٌوترٌنوات)‪.‬‬

‫وخبلل دقابق من تمدد الكون‪ ،‬عندما كانت درجة الحرارة حوالً‬


‫توحدت‬
‫ّ‬ ‫ملٌار كلفن والكثافة تساوي تقرٌ ًبا كثافة الهواء‪،‬‬
‫النٌوترونات مع البروتونات لتشكٌل دٌوترٌومات الكون وأنوٌة‬
‫ذرات الهٌلٌوم فً عملٌة تسمى تخلٌق االنفجار العظٌم النووي‪.‬‬
‫وظلت معظم البروتونات منفصلة كؤنوٌة لذرات الهٌدروجٌن‪.‬‬
‫تبرد الكون‪ ،‬سٌطرت جاذبٌة إشعاع الفوتونات على كثافة‬‫ومع ُّ‬
‫طاقة الكتلة الباقٌة من المادة‪ .‬وبعد حوالً ٓٓٓ‪ ٖ020‬سنة‪،‬‬
‫اتحدت اإللكترونات مع أنوٌة الذرات (معظمها من الهٌدروجٌن)؛‬
‫وبالتالً انفصل اإلشعاع عن المادة‪ ،‬وانطلق فً الفضاء دون‬
‫عوابق إلى حد كبٌر‪ .‬وتعرؾ بقاٌا هذا اإلشعاع باسم الخلفٌة‬
‫اإلشعاعٌة للكون‪.‬‬
‫‪ -‬تشكل البنٌة‬
‫على مدى فترة طوٌلة من الزمن‪ ،‬تجاذبت المناطق األكثر كثافة‬
‫من المادة شبه الموزعة بتجانس قلٌبلً نحو المادة‪ ،‬وبالتالً نمت‬

‫‪78‬‬
‫بكثافة أكبر‪ ،‬وتش ّكلت سحب ؼازٌة ونجوم ومجرات وبقٌة أجزاء‬
‫البنٌة الفلكٌة األخرى التً ٌمكن مبلحظتها الٌوم‪ .‬اعتمدت تفاصٌل‬
‫تلك العملٌة على كمٌة ونوع مادة الكون‪ .‬وتنقسم أنواع المادة إلى‬
‫مادة مظلمة باردة ومظلمة دافبة ومظلمة حارة وبارٌونة‪ .‬وقد‬
‫أظهرت أفضل القٌاسات المتاحة (من خبلل مسبار وٌلكٌنسون‬
‫لقٌاس اختبلؾ الموجات الرادٌوٌة) أن البٌانات تتوافق بشكل جٌد‬
‫مع فرضٌة نموذج المبدا‪-‬سً دي إم التً تفترض أن المادة‬
‫المظلمة كانت باردة (حٌث اختفت المادة المظلمة الدافبة فً وقت‬
‫مبكر أثناء حقبة إعادة التؤٌن)‪ ،‬وقدّ رت أنها ُتش ّكل حوالً ٖٕ‪3‬‬
‫من نسبة المادة‪/‬طاقة الكون‪ ،‬بٌنما ُتش ّكل المادة البارٌونٌة حوالً‬
‫‪ .3ٗ.ٙ‬وفً "نموذج التمدد" الذي ٌتضمن مادة مظلمة ساخنة‬
‫فً شكل نٌوترٌنوات‪ ،‬إذا كانت "الكثافة الفٌزٌابٌة للبارٌون"‬
‫‪ bh2‬تقدر بحوالً ٖٕٓ‪( ٓ.‬وهً تختلؾ عن "كثافة البارٌون"‬
‫‪ Ωb‬التً ٌُع ّبر عنها كجزء من النسبة اإلجمالٌة لكثافة‬
‫المادة‪/‬الطاقة‪ ،‬والتً أُشٌر إلٌها أعبله بحوالً ‪ ،)ٓ.ٓٗٙ‬وكثافة‬
‫المادة المظلمة الباردة المصاحبة ‪ Ωch2‬حوالً ٔٔ‪ ،ٓ.‬فإن كثافة‬
‫النٌوترٌنو المصاحب ُتقدّر بؤقل من ٕ‪.ٓ.ٓٓٙ‬‬
‫‪ -‬تسارع تمدد الكون‬
‫هناك دالبل مستقلة من رصد المستعرات العظمى من الدرجة‬
‫والخلفٌة اإلشعاعٌة للكون ُتظهر أن الكون الٌوم تسٌطر علٌه‬
‫شكل ؼامض من الطاقة تعرؾ باسم الطاقة المظلمة التً تتخلل‬
‫كامل الفضاء‪.‬‬
‫و ُتقدّر نتابج الرصد أن ٖ‪ 30‬من كثافة الطاقة الكلٌة للكون الٌوم‬
‫المرجح أن الكون فً‬
‫ّ‬ ‫تتواجد فً تلك الصورة من الطاقة‪ .‬ومن‬
‫مؽمورا بالطاقة المظلمة‪ ،‬ولكن مع تضاٌق‬‫ً‬ ‫بداٌة نشؤته كان‬
‫المساحة وتقارب كل شًء من بعضه البعض‪ ،‬سٌطرت الجاذبٌة‪،‬‬
‫وكبحت تمدد الكون ببطء‪.‬‬

‫‪79‬‬
‫وفً نهاٌة المطاؾ‪ ،‬وبعد عدة ملٌارت من سنوات تمدد الكون‪،‬‬
‫تسبب تزاٌد الطاقة المظلمة فً تسارع تمدد الكون ولكن ببطء‪.‬‬
‫وتتخذ الطاقة المظلمة فً أبسط صٌؽها هٌبة مصطلح الثابت‬
‫الكونً فً معادالت أٌنشتاٌن للمجال فً النسبٌة العامة‪ ،‬ولكن‬
‫تكوٌنها وآلٌتها ؼٌر معروفٌن‪ ،‬وبشكل أعم‪ ،‬ما زالت تفاصٌل‬
‫معادلة حالتها وعبلقتها مع نظرٌة النموذج العٌاري لفٌزٌاء‬
‫الجسٌمات قٌد البحث رصد ًٌا ونظر ًٌا‪.‬‬
‫كل هذا التطور الكونً بعد حقبة التضخم الكونً ٌمكن وصفها‬
‫بدقة وفق نموذج المبدا‪-‬سً دي إم‪ ،‬الذي ٌستخدم األطر المستقلة‬
‫لمٌكانٌكا الكم والنسبٌة العامة ألٌنشتاٌن‪ .‬وكما أشٌر أعبله‪ ،‬ال‬
‫ٌوجد نموذج موثوق ٌصؾ ما حدث قبل ٓٔ‪ ٔ٘−‬ثانٌة من نشؤة‬
‫الكون‪ .‬وٌبدو أن هناك حاجة إلى نظرٌة جاذبٌة كمٌة موحدة‬
‫جدٌدة لكسر هذا الحاجز لفهم تلك الحقبة من تارٌخ الكون‪ ،‬والتً‬
‫تعد حال ًٌا إحدى أعظم المسابل التً لم ُتحل ّ فً الفٌزٌاء‪.‬‬

‫‪81‬‬
81
‫‪ -‬االفتراضات الضمنٌة‬
‫تعتمد نظرٌة االنفجار الكبٌر على فرضٌتٌن ربٌسٌتٌن‪ :‬شمولٌة‬
‫القوانٌن الفٌزٌابٌة والمبدأ الكونً الذي ٌفترض أنه فً المقاٌٌس‬
‫وحد الخواص‪.‬‬‫الكبٌرة‪ٌُ ،‬وصؾ الكون بؤنه فضاء متجانس و ُم ّ‬
‫كانت تلك األفكار فً البداٌة من ال ُمسلّمات‪ ،‬ولكن الٌوم هناك‬
‫جهود الختبار كل منها‪ .‬فعلى سبٌل المثال‪ ،‬فإن الفرضٌة األولى تم‬
‫اختبارها من خبلل الرصد الذي أظهر أن أكبر انحراؾ محتمل‬
‫لثابت البناء الدقٌق خبلل جزء كبٌر من عمر الكون ٌُقدّر بنحو‬
‫ٓٔ‪ .٘−‬كما استخدمت النسبٌة العامة لعمل اختبارت صارمة على‬
‫مقاٌٌس النظام الشمسً والنجوم الثنابٌة‪.‬‬
‫وإذا افترضنا أن الكون متجانس الخواص كما ٌُرى من األرض‪،‬‬
‫فإن المبدأ الكونً ٌمكن استنتاجه من مبدأ كوبرنٌكوس البسٌط‪،‬‬
‫الذي ٌنص على أنه ال ٌوجد أفضلٌة‪ .‬ولذا‪ ،‬فقد تم التحقق من‬
‫صحة المبدأ الكونً إلى مستوى ٓٔ‪ ٘−‬عبر رصد الخلفٌة‬
‫اإلشعاعٌة للكون‪ .‬كما تم قٌاس تجانس الكون على المقاٌٌس‬
‫األكبر حتى مستوى ٓٔ‪.3‬‬
‫‪ -‬تمدد الفضاء‬
‫تصؾ النسبٌة العامة الزمكان وفق نظام متري‪ٌ ،‬مكن من خبلله‬
‫تحدٌد المسافات التً تفصل أي نقطة عن نقطة قرٌبة‪.‬‬
‫هذه النقاط قد تكون مجرات أو نجوم أو أشٌاء أخرى‪ ،‬هذه النقاط‬
‫نفسها ٌتم تحدٌدها باستخدام متعدد شعب أو "شبكة" تشمل كل‬
‫الزمكان‪ٌ .‬نص المبدأ الكونً أن هذا النظام المتري ٌجب أن ٌكون‬
‫وحد الخواص فً المقاٌٌس الكبٌرة ٌمكن تمٌٌزه‬ ‫متجانس و ُم ّ‬
‫باستخدام إحداثٌات روبرتسون‪-‬ووكر‪ .‬هذه اإلحداثٌات تحتوي‬
‫ٌسر اختٌار‬
‫على مقٌاس ٌصؾ تؽ ٌّر حجم الكون عبر الزمن‪ ،‬مما ّ‬
‫نظام إحداثً مناسب ٌدعى مسافة المساٌرة‪.‬‬

‫‪82‬‬
‫وفق هذا النظام اإلحداثً تتمدد الشبكة بتمدد الكون‪ ،‬وتبقى‬
‫األجسام التً تتحرك بتمدد الكون فً مواضع ثابتة على الشبكة‪،‬‬
‫وتبقى مسافاتها اإلحداثٌة (مسافات المساٌرة) ثابتة‪ ،‬فً الوقت‬
‫الذي تتزاٌد فٌه المسافات الفعلٌة بٌن األجسام إطراد ًٌا بتمدد‬
‫الكون‪.‬‬
‫انفجارا للمادة ٌتحرك نحو الخارج لملء‬
‫ً‬ ‫ال ٌعد االنفجار العظٌم‬
‫كون فارغ‪ .‬ولكن بمرور الوقت ٌتمدد الكون فً كل إتجاه وتتزاٌد‬
‫المسافات الفعلٌة بٌن األجرام السماوٌة‪ ،‬وهذا ما تشٌر إلٌه‬
‫ونظرا لكون إحداثٌات روبرتسون‪-‬ووكر‬‫ً‬ ‫األرصاد الفلكٌة الحدٌثة‪.‬‬
‫تفترض توزٌ ًعا منتظ ًما للكتلة والطاقة‪ ،‬فإنها تنطبق فقط على‬
‫القٌاسات الكبٌرة‪ ،‬أما النطاقات المحدودة من المادة مثل مجرتنا‬
‫المترابطة تجاذب ًٌا فبل تنطبق علٌها نظرٌة التمدد واسع النطاق كما‬
‫فً الفضاء خارج مجرتنا‪.‬‬
‫‪ -‬تارٌخ النظرٌة‬
‫اصل التسمٌة‬
‫كان الفلكً اإلنجلٌزي فرٌد هوٌل أول من أطلق مصطلح‬
‫"االنفجار العظٌم" خبلل مقابلة له مع هٌبة اإلذاعة البرٌطانٌة‬
‫سنة ‪ ٔ2ٗ2‬م‪ .‬ومن الشابع بٌن الناس أن هوٌل الذي كان ٌفضل‬
‫نموذج "الحالة الثابتة" الكونً‪ ،‬كان ٌقصد من تلك التسمٌة‬
‫ً‬
‫صراحة‪ ،‬وقال أن التسمٌة‬ ‫السخرٌة‪ ،‬إال أن هوٌل نفسه نفى ذلك‬
‫كانت للفت النظر وتسلٌط الضوء على الفرق بٌن النموذجٌن‬
‫لمستمعً الرادٌو‪.‬‬

‫‪83‬‬
‫‪ -‬التطور‬
‫تطورت نظرٌة االنفجار العظٌم من خبلل رصد بنٌة الكون‬
‫واألبحاث النظرٌة‪.‬‬
‫ففً سنة ٕٔ‪ ٔ2‬م‪ ،‬قام فٌستو سلٌفر بؤول قٌاس لتؤثٌر دوبلر‬
‫للسدٌم الحلزونً (السدٌم الحلزونً هو ُمس ّمى قدٌم للمجرات‬
‫سدُم كانت‬
‫الحلزونٌة)‪ ،‬وسرعان ما اكتشؾ أن تقرٌ ًبا جمٌع تلك ال ُ‬
‫منحسرة عن األرض‪ ،‬فً الوقت الذي كان فٌه نزاع شابلً‪-‬‬
‫كورتٌس المثٌر للجدل محتد ًما حول ما إذا كانت هذه السدم‬
‫"أكوان ُج ُزرٌة" خارج مجرتنا درب التبانة‪.‬‬
‫وبعد عشر سنوات‪ ،‬استنتج عالم الكون الفٌزٌابً والرٌاضٌاتً‬
‫الروسً ألكسندر فرٌدمان معادالت فرٌدمان من معادالت أٌنشتاٌن‬
‫للمجال‪ُ ،‬مب ٌّ ًنا أن الكون قد ٌكون ٌتمدد ُمخال ًفا بذلك نموذج الكون‬
‫الساكن التً كان أٌنشتاٌن ٌإٌدها وقتبذ‪ .‬وفً سنة ٕٗ‪ ٔ2‬م‪،‬‬
‫أظهر قٌاس إدوٌن هابل لمسافة أقرب السدم الحلزونٌة‪ ،‬أن تلك‬
‫النظم هً بالتؤكٌد مجرات أخرى‪ .‬وبصورة مستقلة‪ ،‬استنتج‬
‫الكاهن الكاثولٌكً والفٌزٌابً جورج لومٌتر عام ‪ ٔ2ٕ0‬معادالت‬
‫وتوصل إلى أن انحسار السدم ٌُستدل منه على تمدد‬ ‫ّ‬ ‫فرٌدمان‪،‬‬
‫الكون‪ .‬وفً سنة ٖٔ‪ ٔ2‬م‪ ،‬ذهب لومٌتر أبعد من ذلك وافترض‬
‫أنه نتٌجة التمدد الواضح للكون‪ ،‬فبل بد لو ُعدنا بالزمن أن نجد‬
‫فً لحظة ما كانت كل مادة الكون مجتمعة فً نقطة ما على هٌبة‬
‫"ذرة بدابٌة" عندها بدأ الزمن والفضاء فً النشوء‪.‬‬
‫بداٌة من سنة ٕٗ‪ ٔ2‬م‪ ،‬وضع هابل سلسلة من مإشرات‬
‫المسافة التً سبقت وضع سلم المسافات الكونٌة مستخد ًما مقراب‬
‫هوبر الذي قطره ٓٓٔ‪-‬بوصة (ٓٓ٘‪ ٕ0‬مـم) فً مرصد جبل‬
‫وٌلسون‪ .‬سمح له ذلك بتقدٌر المسافات إلى المجرات التً كان‬
‫انزٌاحها األحمر قد قٌِس بالفعل‪ ،‬أؼلبها بواسطة سٌفلر‪ .‬وفً سنة‬
‫‪ ٔ2ٕ2‬م‪ ،‬اكتشؾ هابل وجود عبلقة بٌن المسافة وسرعة‬

‫‪84‬‬
‫االنحسار (ٌعرؾ اآلن بقانون هابل)‪ ،‬وهو ما توقعه لومٌتر وف ًقا‬
‫للمبدأ الكونً‪.‬‬
‫فً عشرٌنٌات وثبلثٌنٌات القرن الماضً‪ ،‬كان معظم علماء الكون‬
‫الفٌزٌابً البارزٌن من مإٌدي فرضٌة الحالة الثابتة السرمدٌة‬
‫للكون‪ ،‬وتذ ّمر العدٌد منهم من القول بؤن نشؤة الزمن نتٌجة‬
‫انفجار عظٌم مستوحى من مفاهٌم دٌنٌة‪ ،‬وهو االعتراض الذي‬
‫ردده مإٌدو نظرٌة الحالة الثابتة فٌما بعد‪.‬‬
‫عزز هذا التصور حقٌقة أن ُمنشؤ نظرٌة االنفجار العظٌم هو‬ ‫ّ‬
‫الكاهن الرومانً الكاثولٌكً جورج لومٌتر‪ .‬كان آرثر ستانلً‬
‫إدنؽتون من المإمنٌن برأي أرسطو أن الكون لٌس له بداٌة‬
‫زمنٌة‪ ،‬وأن المادة أصلها سرمدي‪ ،‬مما جعله ٌبؽض فكرة نشؤة‬
‫الزمن‪ .‬أما لومٌتر‪ ،‬فقد اعتقد بؤنه‪« :‬إذا كان العالم قد بدء بك ّم‬
‫واحد‪ ،‬فإن مفاهٌم المكان والزمان لن ٌكون لها معنى عند نشؤة‬
‫العالم؛ وستبدأ فقط فً أن ٌكون لها معنى معقول عند انقسام الك ّم‬
‫األصلً إلى عدد كاؾ من الك ّمات‪ .‬وإذا كانت هذه الفرضٌة‬
‫صحٌحة‪ ،‬فستكون أسطورة الخلق قد حدثت قبل وقت قلٌل من‬
‫بداٌة الزمان والمكان‪ ».‬وخبلل الثبلثٌنٌات‪ ،‬ظهرت أفكار أخرى‬
‫ؼٌر قٌاسٌة لتفسٌر أرصاد هابل‪ ،‬ومنها نموذج مٌلن والكون‬
‫المتذبذب (اقترحه فرٌدمان فً البداٌة‪ ،‬ثم دافع عنه ألبرت‬
‫أٌنشتاٌن ورٌتشارد تولمان) وفرضٌة الضوء ال ُمرهق لفرٌتز‬
‫زفٌكً‪.‬‬
‫بعد الحرب العالمٌة الثانٌة‪ ،‬ظهرت فرضٌتان متمٌزتان‪.‬‬
‫األولى نظرٌة الحالة الثابتة لفرٌد هوٌل؛ إذ وف ًقا لها فإنه ال بد‬
‫من تولُّد مادة جدٌدة فً حالة تمدد الكون‪ٌ .‬فترض هذا النموذج‬
‫أن الكون ٌبقى كما هو فً أي وقت من الزمن‪.‬‬
‫والثانٌة كانت نظرٌة االنفجار العظٌم للومٌتر التً دافع عنها‬
‫وطورها جورج جاموؾ الذي وضع فكرة تخلٌق االنفجار العظٌم‬ ‫ّ‬

‫‪85‬‬
‫النووي (‪ ،)BBN‬والذي شارك رالؾ ألفر وروبرت هٌرمان فً‬
‫التكهن بوجود الخلفٌة اإلشعاعٌة للكون (‪ .)CMB‬ومن‬
‫المفارقات‪ ،‬أن هوٌل هو من صاغ العبارة التً جاء منها اسم‬
‫نظرٌة لومٌتر‪ ،‬عندما أشار إلٌها بقوله‪« :‬فكرة هذا االنفجار‬
‫العظٌم» خبلل مقابلته مع رادٌو هٌبة اإلذاعة البرٌطانٌة فً‬
‫مارس ‪ ٔ2ٗ2‬م‪.‬‬
‫ولفترة من الوقت‪ ،‬انقسم المإٌدون بٌن هاتٌن النظرٌتٌن‪ .‬وفً‬
‫نهاٌة المطاؾ‪ ،‬أعطت األدلة الرصدٌة أفضلٌة لبلنفجار العظٌم فً‬
‫مقابل الحالة الثابتة‪ .‬كان اكتشاؾ وتؤكٌد وجود الخلفٌة اإلشعاعٌة‬
‫للكون سنة ٗ‪ ٔ2ٙ‬م حاس ًما فً جعل نظرٌة االنفجار العظٌم‬
‫أفضل نظرٌة حول أصل ونشؤة الكون‪ٌ .‬سعى الكثٌر من العمل‬
‫تكون المجرات وفق‬ ‫الحالً فً علم الكونٌات إلى فهم كٌفٌة ّ‬
‫نظرٌة االنفجار العظٌم‪ ،‬ومحاولة فهم فٌزٌاء الكون فً األزمنة‬
‫السحٌقة‪ ،‬والتوفٌق بٌن األرصاد والنظرٌة األساسٌة‪.‬‬
‫فً نهاٌة عقد التسعٌنٌات‪ ،‬تحقق تقدم كبٌر فً تفسٌر االنفجار‬
‫العظٌم نتٌجة تقدم تقنٌات المقراب وتحلٌل البٌانات المستخلصة‬
‫عبر األقمار الصناعٌة مثل مستكشؾ الخلفٌة الكونٌة ومرصد‬
‫هابل الفضابً ومسبار وٌلكٌنسون لقٌاس اختبلؾ الموجات‬
‫الرادٌوٌة‪.‬‬
‫ولدى علماء الكون اآلن قٌاسات ُمحكمة ودقٌقة إلى حد ما لكثٌر‬
‫من متؽٌرات نموذج االنفجار العظٌم‪ ،‬م ّكنتهم من االكتشاؾ ؼٌر‬
‫المتوقع بؤن تمدد الكون ٌبدو كما لو كان ٌتسارع‪.‬‬

‫‪86‬‬
‫‪ -‬تؤمبلت فٌزٌابٌة فً نظرٌة االنفجار العظٌم‬

‫رؼم تكامل نظرٌة االنفجار العظٌم إلى حد بعٌد‪ ،‬إال أنها تخضع‬
‫للتنقٌح‪.‬‬
‫ُتظهر المعادالت التقلٌدٌة للنسبٌة العامة وجود تفرد عند بداٌة‬
‫الزمن الكونً‪ ،‬وهو استنتاج مبنً على عدة افتراضات‪ ،‬مما‬
‫ٌجعل تلك المعادالت ؼٌر قابلة للتطبٌق فً األزمنة التً سبقت‬
‫وصول الكون إلى حرارة ببلنك‪ .‬أمكن تصوٌب ذلك باستخدام‬
‫الجاذبٌة الكمٌة لتج ُّنب حالة التفرد ال ُمفترضة تلك‪.‬‬
‫لٌس معلو ًما ما الذي قد ٌكون السبب وراء وجود حالة التفرد‪ ،‬أو‬
‫كٌؾ ولماذا نشؤت‪ ،‬إال إنه كانت هناك عدد من التكهنات حول تلك‬
‫المسؤلة‪ .‬فهناك بعض المقترحات‪ ،‬كل منها ٌنطوي على فرضٌات‬
‫ؼٌر مجربة‪ ،‬هً‪:‬‬
‫نماذج مثل حالة هارتل‪-‬هوكٌنػ التً فٌها الزمكان محدود‪ ،‬وأن‬
‫االنفجار العظٌم ٌمثل حدّ الزمن‪ ،‬ودون الحاجة إلى التفرد‪.‬‬
‫نموذج شبكة االنفجار العظٌم الذي ٌفترض أن الكون فً لحظة‬
‫االنفجار العظٌم كان ٌتكون من شبكة ال نهابٌة من الفرمٌونات‪،‬‬
‫وكان فً أعلى درجات التماثل‪ ،‬وبالتالً له أقل قٌمة للعشوابٌة‪.‬‬
‫نماذج الكون الؽشابً التً تفترض أن التضخم نتج عن حركة‬
‫األؼشٌة فً نظرٌة األوتار مثل نموذج التحول الناري ‪ ،‬الذي‬
‫ٌفترض أن االنفجار العظٌم نتج عن التصادم بٌن األؼشٌة‪،‬‬
‫والنموذج الدوري وهو بدٌل لنموذج التحول الناري الذي ٌفترض‬
‫حدوث اصطدامات بصفة دورٌة بعد مرحلة انسحاق عظٌم وتن ُّقل‬
‫الكون من عملٌة إلى أخرى‪.‬‬

‫‪87‬‬
‫التضخم األبدي الذي ٌفترض أن التضخم الكونً ٌنتهً فً‬
‫مواضع ما‪ ،‬وتتكون عند تلك المواضع كون وهمً ٌبدأ من عنده‬
‫انفجاره العظٌم الخاص به‪.‬‬
‫‪ -‬التفسٌرات الدٌنٌة والفلسفٌة‬
‫نظرا لوصؾ نظرٌة االنفجار العظٌم ألصل الكون‪ ،‬فإنها القت‬ ‫ً‬
‫اهتماما كبٌرا من األوساط الدٌنٌة والفلسفٌة‪ ،‬وخصوصا فٌما‬
‫ٌتعلق بمفهوم «الخلق من العدم»‪ .‬وبالنتٌجة‪ ،‬أصبحت أحد أكثر‬
‫المواضٌع التً تثار عند مناقشة العبلقة بٌن الدٌن والعلم‪.‬‬
‫فالبعض ٌرى فً االنفجار العظٌم داللة على وجود الخالق‪،‬‬
‫و ُح ّجة فلسفٌة على وجود هللا‪ .‬فٌما ٌرى آخرون بؤن االنفجار‬
‫العظٌم لم ٌكن ٌستلزم وجود خالق ورابه حتى ٌحدث‪.‬‬
‫وقد اختلفت اآلراء الدٌنٌة فً الدٌانات المختلفة حول النظرٌة‪.‬‬
‫أ ّما فً المسٌحٌة‪ ،‬فقد رحبت أؼلب الطوابؾ المسٌحٌة الكبرى‬
‫بنظرٌة االنفجار العظٌم وأعتبرتها ال تتعارض مع قصة الخلق‬
‫المذكورة فً الكتاب المقدس أو العقٌدة المسٌحٌة‪ .‬وقد أعلن‬
‫البابا بٌوس الثانً عشر فً سنة ٔ٘‪ ،ٔ2‬أن نظرٌة االنفجار‬
‫العظٌم ال تتعارض مع مفهوم الكاثولٌكٌة عن بداٌة الخلق‪ ،‬وهو‬
‫صرح به البابا فرنسٌس مجد ًدا فً أكتوبر ٕٗٔٓ‪ .‬كذلك رحبت‬ ‫ما ّ‬
‫طوابؾ كاإلنجٌلٌة واألرثوذكسٌة بالنظرٌة كتفسٌر تارٌخً لقصة‬
‫الخلٌقة‪ ،‬بالرؼم من أن بعض الطوابؾ األخرى المسٌحٌة األقلو ٌّة‬
‫مثل األدفنتست والكنٌسة اللوثرٌة فً مٌزوري والكنٌسة اإلنجٌلٌة‬
‫المشٌخٌة الكالفٌنٌة (وهً طوابؾ مسٌحٌة تعتقد ب خلقٌة األرض‬
‫الفتٌة) رفضت النظرٌة واعتبرتها متناقضة مع قصة الخلق‬
‫المذكورة فً الكتاب المقدس (تحدٌداً فً سفر التكوٌن)‪.‬‬

‫‪88‬‬
‫وفً اإلسبلم‪ ،‬المسلمٌن انقسموا قسمٌن قسم منهم ٌرى بؤن‬
‫االنفجار العظٌم ورد ذكره فً اآلٌة رقم ٖٓ من سورة األنبٌاء فً‬
‫الس َم َاوا ِ‬
‫ت‬ ‫َّ‬ ‫القرآن فً قوله تعالى‪ :‬أَ َولَ ْم ٌَ َر الَّذٌِنَ َك َف ُروا أَنَّ‬
‫ش ًْء َحً أَ َف َبل‬ ‫َو ْاألَ ْر َ‬
‫ض َكا َن َتا َر ْت ًقا َف َف َت ْق َنا ُه َما َو َج َع ْل َنا مِنَ ا ْل َم ِ‬
‫اء ُكل َّ َ‬
‫ٌُ ْإ ِم ُنونَ ‪.‬‬
‫استنادا لتفسٌر ابن كثٌر وٌروا ان تمدد الكون ُذكر فً اآلٌة ‪ٗ0‬‬
‫اء َب َن ٌْ َناهَا ِبؤ َ ٌْد َوإِ َّنا‬
‫الس َم َ‬
‫من سورة الذارٌات فً السورة‪َ :‬و َّ‬
‫لَ ُموسِ ُعونَ ‪.‬‬
‫حٌث تعنً اآلٌة إن السموات واألرض كانت كتلة واحدة كالرتق‬
‫ففتقها هللا أي فصلها أو فجرها‪ ،‬ثم تعنً اآلٌة التالٌة إنا‬
‫لموسعون بمعنى وظلت السموات واألرض بمن فٌها فً توسع‬
‫كونً بؤمر هللا ‪.‬‬
‫واما القسم الثانً ٌرى ان لٌس بالضرورة ان تم ذكر االنفجار‬
‫العظٌم فً القرآن وٌتفقون ان القران أو اإلسبلم ال ٌعارض‬
‫النظرٌة وال ٌإٌدها وان الموضوع متروك للعلم حٌث ٌثبت‬
‫النظرٌة أو ٌنفٌها وفً الؽالب ٌتفق هذه القسم علً ان االٌة ‪ٗ0‬‬
‫من سورة سورة الذارٌات تشٌر الً التمدد الكونً‪.‬‬

‫‪89‬‬
‫الفصل الخامس‬
‫الزالزل والبراكٌن‬

‫الز ْلزال أو ال َه َّزة األَ ْرضِ ٌَّة هً ظاهرة طبٌعٌة وهو عبارة عن اهتزاز أو‬
‫َّ‬
‫سلسلة من االهتزازات االرتجاجٌة المتتالٌة لسطح تحدث فً وقت ال‬
‫ٌتعدى ثوانً معدودة‪ ،‬والتً تنتج عن حركة الصفابح الصخرٌة فً‬
‫القشرة األرضٌة‪ ،‬وٌسمى مركز الزلزال "البإرة"‪ٌ ،‬تبع ذلك بارتدادات‬
‫تدعى أمواجا ً زلزالٌة‪ ،‬وهذا ٌعود إلى تكسر الصخور وإزاحتها بسبب‬
‫تراكم إجهادات داخلٌة نتٌجة لمإثرات جٌولوجٌة ٌنجم عنها تحرك‬
‫الصفابح األرضٌة‪ .‬وتوجد األنشطة الزلزالٌة على مستوى حدود الصفابح‬
‫الصخرٌة‪ .‬وٌنشؤ الزلزال كنتٌجة ألنشطة البراكٌن أو نتٌجة لوجود‬
‫انزالقات فً طبقات القشرة األرضٌة‪.‬‬
‫تإدي الزالزل إلى تشقق األرض ونضوب الٌنابٌع أو ظهور الٌنابٌع‬
‫ضا‬
‫الجدٌدة أو حدوث ارتفاعات وانخفاضات فً القشرة األرضٌة وأٌ ً‬
‫ً‬
‫فضبل عن آثارها‬ ‫حدوث أمواج عالٌة تحت سطح البحر (تسونامً)‪،‬‬
‫التخرٌبٌة للمبانً والمواصبلت والمنشآت‪ .‬وؼال ًبا ٌنتج عن حركات‬
‫الحمل الحراري فً المتكور الموري (‪ )Asthenosphere‬والتً تحرك‬
‫الصفابح القارٌة متسببة فً حدوث هزات هً الزالزل‪ .‬كما أن الزالزل قد‬
‫كبٌرا‪.‬‬
‫تحدث خرا ًبا ً‬
‫‪ -‬درجة الزلزال‬
‫تحدد درجة الزلزال بمإشر‪ ،‬وتقاس من ٔ إلى ٓٔ‪ ،‬حٌث‪:‬‬
‫‪ -‬من ٔ إلى ٗ – زالزل قد ال تحدث أٌة أضرار أي ٌمكن اإلحساس‬
‫به فقط‪.‬‬
‫ضررا للمنازل‬
‫ً‬ ‫‪ -‬من ٗ إلى ‪ – ٙ‬زالزل متوسطة األضرار قد تحدث‬
‫واإلقامات‪.‬‬

‫‪91‬‬
‫‪ -‬من ‪ 0‬إلى ٓٔ – الدرجة القصوى‪ ،‬أي ٌستطٌع الزلزال تدمٌر‬
‫المدٌنة بؤكملها وحفرها تحت األرض حتى تختفً مع أضرار لدى‬
‫المدن المجاورة لها‪.‬‬

‫االماكن االكثر حدوثا للزالزل‬

‫‪ -‬كٌؾ تتكون الزالزل‬


‫أثناء عملٌة االهتزاز التً تصٌب القشرة األرضٌة تتولد ستة أنواع من‬
‫موجات الصدمات‪ ،‬من بٌنها اثنتان تتعلقان بجسم األرض حٌث تإثران‬
‫على الجزء الداخلً من األرض‪ ،‬بٌنما األربعة موجات األخرى تكون‬
‫موجات سطحٌة‪.‬‬
‫أٌضا من خبلل أنواع الحركات التً‬
‫ً‬ ‫وٌمكن التفرقة بٌن هذه الموجات‬
‫تإثر فٌها على جزٌبات الصخور‪ ،‬حٌث ترسل الموجات األولٌة أو‬
‫موجات الضؽط جزٌبات تتذبذب جٌبة وذها ًبا فً نفس اتجاه سٌر هذه‬

‫‪91‬‬
‫األمواج‪ ،‬بٌنما تنقل األمواج الثانوٌة أو المستعرضة اهتزازات عمودٌة‬
‫على اتجاه سٌرها‪.‬‬
‫وعادة ما تنتقل الموجات األولٌة بسرعة أكبر من الموجات الثانوٌة‪ ،‬ومن‬
‫ثم فعندما ٌحدث زلزال‪ ،‬فإن أول موجات تصل وتسجل فً محطات البحث‬
‫الجٌوفٌزٌقٌة فً كل أنحاء العالم هً الموجات األولٌة والثانوٌة‪.‬‬
‫‪ -‬نظرٌات نشؤة الزالزل‬
‫كانت األرض منذ نشؤتها جس ًما ساخ ًنا كسابر الكواكب‪ ،‬وحٌنما بردت‪،‬‬
‫كون الؽبلؾ المابً وجذب له الؽبلؾ الهوابً‪ ،‬ومع زٌادة البرودة‪.‬‬ ‫ّ‬
‫تكونت الطبقة الصلبة الخارجٌة المعروفة باسم القشرة‪ ،‬لكن باطن‬ ‫َّ‬
‫األرض ظل ساخ ًنا حتى اآلن‪ ،‬وٌحتوى على صهارة ‪.‬‬
‫تتكون القشرة من مجموعة من األلواح الصخرٌة العمبلقة ج ًّدا‪ ،‬وٌحمل‬
‫كل لوح منها قارة من القارات أو أكثر‪ ،‬وتحدث عملٌة التحمٌل أو الشحن‬
‫بشكل أساسً فً مناطق التقاء هذه األلواح بعضها مع بعض‪ ،‬والتً‬
‫ٌطلق علٌها العلماء الصدوع أو الفوالق التً تحدّد نهاٌات وبداٌات‬
‫األلواح الحاملة للقارات‪ ،‬وحٌنما ٌزٌد الشحن أو الضؽط على قدرة هذه‬
‫الصخور على االحتمال ال ٌكون بوسعها سوى إطبلق سراح هذه الطاقة‬
‫فجؤة فً صورة موجات حركة قوٌة تنتشر فً جمٌع االتجاهات‪ ،‬وتخترق‬
‫صخور القشرة األرضٌة‪ ،‬وتجعلها تهتز وترتجؾ على النحو المعروؾ‪،‬‬
‫فً ضوء ذلك‪.‬‬
‫نشؤت على األرض مجموعة من المناطق الضعٌفة فً القشرة األرضٌة‬
‫تعتبر مراكز النشاط الزلزالً أو مخارج تنفس من خبللها األرض عما‬
‫ٌعتمل داخلها من طاقة قلقة تحتاج لبلنطبلق‪ ،‬وٌطلق علٌها "أحزمة‬
‫الزالزل" وهً‪ :‬حزام المحٌط الهادي ٌمت ّد من جنوب شرق آسٌا بمحاذاة‬
‫ً‬
‫الهادٌشماال‪ ،‬وحزام ؼرب أمرٌكا الشمالٌة الذي ٌمتدّ بمحاذاة‬ ‫المحٌط‬
‫المحٌط الهادي‪ ،‬وحزام ؼرب األمرٌكتٌن‪ ،‬وٌشمل فنزوٌبل وشٌلً‬
‫واألرجنتٌن‪ ،‬وحزام وسط المحٌط األطلنطً‪ ،‬وٌشمل ؼرب المؽرب‪،‬‬
‫وٌمتدّ شماال حتى إسبانٌا وإٌطالٌا وٌوؼوسبلفٌا والٌونان وشمال تركٌا‪،‬‬

‫‪92‬‬
‫وٌلتقً هذا الفالق عندما ٌمتدّ إلى الجنوب الشرقً مع منطقة "جبال‬
‫زاجروس" بٌن العراق وإٌران‪ ،‬وهً منطقة بالقرب من "حزام‬
‫الهٌماالٌا"‪ .‬وحزام األلب‪ ،‬وٌشمل منطقة جبال األلب فً جنوب أوروبا‪.‬‬
‫وحزام شمال الصٌن والذي ٌمت ّد بعرض شمال الصٌن من الشرق إلى‬
‫الؽرب‪ ،‬وٌلتقً مع صدع منطقة القوقاز‪ ،‬وؼر ًبا مع صدع المحٌط‬
‫الهادي‪ .‬وهناك حزام آخر ٌعتبر من أضعؾ أحزمة الزالزل‪ ،‬وٌمت ّد من‬
‫جنوب صدع األناضول على امتداد البحر المٌت جنو ًبا حتى خلٌج‬
‫السوٌس جنوب سٌناء‪ ،‬ثم وسط البحر األحمر فالفالق األفرٌقً العظٌم‪،‬‬
‫وٌإثر على مناطق الٌمن وأثٌوبٌا ومنطقة األخدود األفرٌقً العظٌم‪ .‬إن‬
‫الكرة األرضٌة وحدة واحدة‪ ،‬لكن من الثابت أن براكٌن القشرة األرضٌة‪،‬‬
‫والضؽوط الواقعة علٌها فً المناطق المختلفة منها تإدي إلى حدوث‬
‫نشاط زلزالً ال ٌمكن الربط بٌنه وبٌن حدوث نشاط زلزالً فً منطقة‬
‫أخرى‪ ،‬وفً ضوء ذلك‪.‬‬
‫اكتسب كل حزام زلزالً طبٌعة خاصة تختلؾ عن اآلخرى من حٌث‬
‫الطبٌعة االراضٌة (الجٌولوجٌة) والتراكٌب تحت السطحٌة‪ ،‬والتً ٌمكن‬
‫ًّ‬
‫خاصا بهذه المنطقة‪ ،‬وال ٌعنً‬ ‫معها القول‪ :‬إن نشاطها الزلزالً ٌكون‬
‫تقارب زمن حدوث النشاط الزلزالً على أحزمة الزالزل المختلفة أن‬
‫هناك تواف ًقا فً زمن حدوثها بعضها مع بعض‪ ،‬إنما ٌرجع ذلك إلى‬
‫عوامل كثٌرة داخل باطن األرض ما زالت محل دراسة من اإلنسان‪.‬‬
‫‪ -‬أسباب الزلزال‬
‫ذكر العلماء عدة عوامل‪ ،‬وأهمها‪:‬‬
‫االنفجار البركانً الذي ٌرافقه زلزال‪.‬‬
‫الصدع وانزالق الصخور علٌه والذي ٌعرؾ بالزالزل التكتونٌة‪.‬‬
‫هناك مجموعة من العوامل تكمن وراء ثورة الزالزل على سطح األرض‪،‬‬
‫حٌث ٌمكن تقسٌمها إلى عوامل داخلٌة ترتبط بتكوٌن األرض والتً‬

‫‪93‬‬
‫تتؤلؾ من عدة طبقات هً من الخارج للداخل‪ :‬القشرة والوشاح ولب‬
‫األرض‪.‬‬
‫وٌتكون " لب األرض " من كرة صلبة من الحدٌد والنٌكل تتمٌز بدرجة‬
‫تصل إلى عدة آالؾ درجة مبوٌة "قرابة ٓٓٓ‪ ٙ‬درجة مبوٌة" ولكون‬
‫طبقات األرض ؼٌر متجانسة تحدث عملٌة انتقال للحرارة من منطقة‬
‫ألخرى‪ ،‬سواء بخاصٌة التوصٌل فً المناطق الصلبة أو الحمل فً‬
‫المناطق السابلة أو بخاصٌة اإلشعاع على سطح األرض‪ ،‬وعندما تتراكم‬
‫الطاقة الحبٌسة فً منطقة ما فً طبقات األرض ٌظهر دور الشمس‬
‫والقمر من خبلل موجات الجذب التً تإثر بها على األرض‪ ،‬وهو ما‬
‫ٌسمح بتحرٌر الحرارة المختزنة داخل باطن األرض على شكل زالزل‬
‫وبراكٌن‪.‬‬
‫أٌضا تقؾ ظاهرة اقتران الكواكب وراء‪ ،‬حدوث الزالزل والبراكٌن‪ ،‬حٌث‬‫ً‬
‫تكون قوى المد الشمسً‪ ،‬والقمري‪ ،‬أكبر ما ٌمكن وهو ما ٌساعد على‬
‫تحرٌر حرارة األرض وٌفسر قصر مدة االقتران الكوكبً صؽر المدة التً‬
‫ٌنتاب فٌها األرض الهزات الزلزالٌة‪.‬‬

‫دورا ها ًما فً حدوث الزالزل‪ ،‬حٌث ٌإثر‬


‫أٌضا ً‬
‫ً‬ ‫وتلعب جٌولوجٌا المكان‬
‫سمك القشرة األرضٌة بما فٌها من فوالق وتصدعات وكونها جزر فً‬
‫المحٌط أو أرض صخرٌة‪ .‬إضافة إلى أنه كلما كان الكوكب قرٌ ًبا من‬
‫الشمس زادت الجاذبٌة المإثرة وتسببت فً حدوث زلزال وبراكٌن‪،‬‬
‫ضخمة مثلما ٌحدث على كوكب الزهرة‪ ،‬وكلما كبرت الكواكب وبعدت عن‬
‫الشمس تقل الزالزل والبراكٌن علٌها وتتلقى األرض طاقتها الحرارٌة من‬
‫مصدرٌن األول هو الشمس والتً ٌظهر تؤثٌرها فً المنطقة السطحٌة‬
‫وهو الجزء العلوى من القشرة والذي ال ٌزٌد عن ‪ٖٓ-ٕ1‬م وٌتمثل‬
‫المصدر الثانً من حرارة باطن األرض التً تنجم بشكل كبٌر عن النشاط‬
‫اإلشعاعً لبعض العناصر وخاصة الٌورانٌوم والثورٌوم وؼٌرها من‬
‫العناصر شدٌدة اإلشعاع‬

‫‪94‬‬
‫‪ -‬الحث التزلزلً‬
‫فً ذات الوقت الذي تنشؤ فٌه الؽالبٌة العظمى من الزالزل بسبب حركة‬
‫الصفابح التكتونٌة‪ٌ ،‬دعً بعض الباحثٌن أن هناك نشاطات بشرٌة قد‬
‫تكون مسببة للزالزل مثل‪ :‬الكمٌات الكبٌرة ج ًدا للمٌاه المحتجزة فً‬
‫البحٌرات خلؾ السدود (وكذلك بناء المبانً ذات األوزان فابقة الثقل)‪،‬‬
‫حفر وحقن األبار بالسوابل‪ ،‬كذلك عملٌات استخراج الفحم‪ ،‬وعملٌات حفر‬
‫وضوحا لهذا السبب هو زلزال‬‫ً‬ ‫األبار النفطٌة ‪ ،‬على األؼلب المثال األكثر‬
‫سٌتشوان ‪ ٕٓٓ1‬فً الصٌن حٌث سببت تلك الهزة األرضٌة بخسابر‬
‫بلؽت ‪ ٙ2‬الؾ قتٌل وٌؤتً فً المرتبة ‪ ٔ2‬فً قابمة أكثر الزالزل فت ًكا‪،‬‬
‫حٌث ٌعتقد بعض الباحثٌن المستقلٌن أن سد زٌبنجبو قد ساهم فً تسارع‬
‫تحرك الطبقات بسبب الوزن الهابل للمٌاه خلؾ السد‪.‬‬
‫كذلك أكبر زلزال سجل فً تارٌخ أسترالٌا ٌدعً البعض أن األعمال‬
‫البشرٌة حثت النشاط الزلزالً عبر التنقٌب واستخراج الفحم‪ ،‬مدٌنة‬
‫نٌوكاسل بنٌت فوق قطاع كبٌر من الفحم تحت األرض والذي كان‬
‫ٌتعرض لبلستخراج‪ ،‬تم تسجٌل الزلزال على أنه بدأ وتقوى بسبب مبلٌٌن‬
‫أطنان الفحم التً استخرجت من المنطقة‪.‬‬
‫وفً جمٌع األحوال تبقى مجرد آراء لباحثٌن جٌولوجٌٌن ألن أؼلب‬
‫المناطق التً حدثت فٌها تلك الزالزل هً مناطق ذات نشاط تكتونً‬
‫ً‬
‫أصبل‪.‬‬
‫‪ -‬التنبإ بحدوث الزلزال‬
‫أما فوق سطح األرض فتسمى بالمركز السطحً للزلزال‪ .‬وتنتقل الطاقة‬
‫المنبعثة من زلزال من البإرة إلى جمٌع االتجاهات على هٌبة موجات‬
‫سٌزمٌة (زلزالٌة)‪.‬‬
‫وتنتقل بعض الموجات أسفل األرض‪ ،‬وٌنتقل بعضها اآلخر فوق سطح‬
‫األرض‪ ،‬وتنتقل الموجات السطحٌة بصورة أسرع من الموجات الداخلٌة‪.‬‬
‫وٌمكن تسجٌل الموجات الصادرة عن زلزال كبٌر على أجهزة رصد‬

‫‪95‬‬
‫الزالزل فً المنطقة المقابلة للزلزال من العالم‪ ،‬وتصل تلك الموجات إلى‬
‫سطح األرض فً ؼضون ٕٔ دقٌقة‪.‬‬
‫‪ -‬أنواع الزالزل‬
‫تصنؾ الزالزل حسب عمق البإرة‪ ،‬وهً ثبلث‪:‬‬
‫الزالزل الضحلة وتنشؤ على عمق ٓ‪0‬كم‪.‬‬
‫الزالزل المتوسطة وتنشؤ على عمق بٌن ٓ‪ٖٓٓ-0‬كم‪.‬‬
‫الزالزل العمٌقة وتنشؤ على عمق ٖٓٓ‪0ٓٓ-‬كم‪.‬‬
‫‪ -‬شدة الزلزال‬
‫قٌاس شدة الزلزال‬
‫تقاس شدة الزالزل عادة بمقٌاسٌن مهمٌن؛ األول هو "شدة الزلزال"‪،‬‬
‫و ُتعرؾ شدة الزلزال بؤنها مقٌاس وصفً لما ٌحدثه الزلزال من تؤثٌر‬
‫مقٌاسا وصف ًٌّا ٌختلؾ‬
‫ً‬ ‫على اإلنسان وممتلكاته‪ ،‬ولما كان ذلك المقٌاس‬
‫فٌه إنسان عن آخر فً وصؾ تؤثٌر الزلزال طب ًقا الختبلؾ أنماط الحٌاة‬
‫ّ‬
‫ولتدخل العامل اإلنسانً فٌه بالقصد أو المبالؽة‬ ‫فً بلدان العالم المختلفة‪،‬‬
‫فقد ظهرت الصور العدٌدة لهذا المقٌاس وأهمها مقٌاس "مٌركالً‬
‫فمثبل الزلزال ذو الشدة "ٕٔ"‬‫ً‬ ‫المعدل"‪ ،‬وهذا المقٌاس ٌشمل ٕٔ درجة‪،‬‬
‫فإنه مد ِّمر ال ٌبقً وال ٌذر‪ ،‬وٌتس َّبب فً اندالع البراكٌن‪ ،‬وخروج الحمم‬
‫وتهتز له األرض ككل وسط المجموعة‬ ‫ّ‬ ‫الملتهبة من باطن األرض‪،‬‬
‫الشمسٌة‪ .‬أما المقٌاس الثانً فهو مقٌاس "قوة الزلزال" ‪،Magnitude‬‬
‫وقد وضعه العالم األمرٌكً تشارلز فرانسٌس رٌشتر و ُعرؾ باسمه‪،‬‬
‫أساسا على كمٌة طاقة اإلجهاد التً تس ّبب فً إحداث الزلزال‪،‬‬ ‫ً‬ ‫وٌعتمد‬
‫وهذا مقٌاس علمً تحسب قٌمته من الموجات الزلزالٌة التً تسجلها‬
‫محطات الزالزل المختلفة‪ ،‬وعلٌه‪ ..‬فبل ٌوجد اختبلؾ ٌذكر بٌن قوة زلزال‬
‫ٌحسب بواسطة مرصد حلوان بمصر أو مرصد "أبساال" بالسوٌد‪.‬‬

‫‪96‬‬
‫‪ -‬البراكٌن‬

‫ال َبراكٌِن عبارة عن تشققات فً قشرة الكواكب‪ ،‬مثل األرض‪ ،‬وتسمح‬


‫بخروج الحمم البركانٌة أو الرماد البركانً أو انبعاث األبخرة و الؽازات‬
‫من ؼرؾ الصهارة الموجودة فً أعماق القشرة األرضٌة وٌحدث ذلك‬
‫من خبلل فوهات أو شقوق‪ .‬وتتراكم المواد المنصهرة أو تنساب حسب‬
‫نوعها لتشكل أشكاالً أرضٌة مختلفة منها التبلل المخروطٌة أو الجبال‬
‫البركانٌة العالٌة كالتً فً متنزه ٌلوستون الوطنً بؤمرٌكا الشمالٌة‪.‬‬
‫وٌوجد فً العالم نحو ٓٓ٘ بركان نشط ثبلثة أرباعها توجد فٌما ٌطلق‬
‫علٌه حلقة النار فً المحٌط الهادي‪ ،‬وأعلى الجبال النشطة فً القارة‬
‫األمرٌكٌة هو جبل أكونكاؼوا فً األرجنتٌن حٌث ٌصل ارتفاعه إلى ‪0‬‬
‫آالؾ متر تقرٌبا ً‪.‬‬

‫‪97‬‬
‫‪ -‬األجزاء الربٌسٌة للبركان‬
‫المخروط البركانً‪ :‬عبارة عن جوانب منحدرة مكونة من الحمم‬
‫البركانٌة‪ .‬وهو سٌل صهارة المواد المعدنٌة التً ٌقذفها البركان من‬
‫فوهته وكانت كلها أو بعضها فً حالة منصهرة‪ ،‬و البلبة هً الصهارة‬
‫المنسالة على السطح ثم تصلبت‪.‬‬
‫صعة على أسطح‬ ‫الفوهة‪ :‬فُ َّوهة ال ُب ْركان منخفضة على شكل قُ ْمع أو َق ْ‬
‫الكواكب أو ؼٌرها من األجسام األخرى فً المجموعة الشمسٌة‪ .‬وتتكون‬
‫فوهات البراكٌن على سطح األرض بواسطة النشاط البركانً‪.‬‬ ‫معظم ّ‬
‫الج َمرات‬
‫وتنتج معظم هذه الفوهات البركانٌة عن التفجٌرات التً تنسؾ َ‬
‫وؼٌرها من األنقاض الناشبة عن االنفجارات البركانٌة‪.‬‬
‫ومن النادر أن ٌزٌد حجم مثل هذه الفوهات عن كٌلومترٌن من جانب‬
‫إلى آخر‪ ،‬وتتكون الفوهات البركانٌة األخرى عندما ٌنهار سطح األرض‬
‫فً أعقاب ارتداد الحمم البركانٌة من أعلى‪.‬‬
‫وقد تكون كل من المنخفض الذي تشؽله البحٌرة البركانٌة فً أورٌؽون‬
‫بالوالٌات المتحدة وفوهة كٌبلوٌا فً هاواي بسبب أحد االنهٌارات‪.‬‬
‫وتس َّمى فوهات البراكٌن الهابطة ذات القطر الذي ٌزٌد على كٌلومتر‬
‫واحد فوهة بركانٌة ضخمة وتسمى الفوهات البركانٌة األقل هبو ًطا‬
‫فوهات صؽٌرة‪ .‬وتعدّ الفوهات البركانٌة أكثر شٌوعا ً على القمر‪ ،‬وعلى‬
‫الكواكب األخرى ؼٌر األرض‪ .‬ولكن معظم الفوهات البركانٌة على هذه‬
‫األجسام هً فوهات تؤثٌرٌة تكونت بفعل تؤثٌر أحجار النٌازك‪.‬‬

‫‪98‬‬
‫المدخنة‪ :‬وهً األنبوب الذي ٌصل بٌن خزان الصهارة تحت األرض‬
‫والفوهة والذي تصعد منه الصهارة‪ .‬وتندفع خبللها المواد البركانٌة إلى‬
‫الفوهة‪ .‬وتعرؾ أحٌانا بعنق البركان‪ .‬وبجانب المدخنة الربٌسٌة‪ ،‬قد‬
‫ٌكون للبركان عدة مداخن تتصل بالفوهات الثانوٌة‪.‬‬
‫اللوافظ الؽازٌة‪ :‬وهً سحابة األبخرة والؽازات والرماد البركانً‪.‬‬

‫‪ -‬المواد البركانٌة‬
‫ٌخرج من البراكٌن حٌن ثوراتها حطام صخري صلب ومواد منصهرة‬
‫(صهارة) وؼازات‪.‬‬
‫الحطام الصخري‪ٌ :‬نبثق نتٌجة لبلنفجارات البركانٌة حطام صخري صلب‬
‫مختلؾ األنواع واألحجام عادة فً الفترة األولى من الثوران البركانً‪.‬‬
‫وٌشتق الحطام الصخري من القشرة المتصلبة التً تنتزع من جدران‬
‫العنق نتٌجة لدفع الحمم والمواد الؽازٌة المنطلقة من الصهٌر بقوة‬
‫وعنؾ وٌتركب الحطام الصخري من مواد تختلؾ فً أحجامها منها الكتل‬
‫الصخرٌة‪ ،‬والقذابؾ والجمرات‪ ،‬والرمل و الؽبار البركانً‪.‬‬
‫الؽازات‪ :‬تخرج من البراكٌن أثناء نشاطها ؼازات بخار الماء‪ ،‬وهو ٌنبثق‬
‫بكمٌات عظٌمة مكونا لسحب هابلة ٌختلط معه فٌها الؽبار والؽازات‬

‫‪99‬‬
‫األخرى‪ .‬وتتكاثؾ هذه األبخرة مسببة ألمطار ؼزٌرة تتساقط فً محٌط‬
‫البركان‪ .‬وٌصاحب االنفجارات وسقوط األمطار حدوث أضواء كهربابٌة‬
‫تنشؤ من احتكاك حبٌبات الرماد البركانً ببعضها ونتٌجة لبلضطرابات‬
‫الجوٌة‪ ،‬وعدا األبخرة المابٌة الشدٌدة الحرارة‪ٌ ،‬نفث البركان ؼازات‬
‫متعددة أهمها الهٌدروجٌن والكلورٌن ومركبات الكبرٌت والنتروجٌن‬
‫ومركبات الكربون واألوكسجٌن‪.‬‬
‫الحمم‪ :‬هً كتل سابلة تلفظها البراكٌن‪ ،‬وتبلػ درجة حرارتها بٌن ٓٓ‪1‬‬
‫درجة مبوٌة وٕٓٓٔ درجة مبوٌة‪ .‬وتنبثق الحمم من فوهة البركان‪ ،‬كما‬
‫تطفح من خبلل الشقوق والكسور فً جوانب المخروط البركانً‪ ،‬تلك‬
‫الكسور التً تنشبها االنفجارات وضؽط كتل الصهٌر‪ ،‬وتتوقؾ طبٌعة‬
‫الحمم ومظهرها على التركٌب الكٌماوي لكتل الصهٌر الذي تنبعث منه‬
‫وهً نوعان‪:‬‬
‫حمم خفٌفة فاتحة اللون‪ :‬وهذه تتمٌز بعظم لزوجتها‪ ،‬ومن ثم فإنها بطٌبة‬
‫التدفق ومثلها الحمم التً انبثقت من بركان بٌلً (فً جزر المارتنٌك فً‬
‫البحر الكارٌبً) عام ٕٓ‪ ٔ2‬فقد كانت كثٌفة لزجة لدرجة أنها لم تقو‬
‫على التحرك‪ ،‬وأخذت تتراكم وترتفع مكونة لبرج فوق الفوهة بلػ‬
‫ارتفاعه نحو ٖٓٓ م‪ ،‬ثم ما لبث بعد ذلك أن تكسر وتحطم نتٌجة‬
‫لبلنفجارات التً أحدثها خروج الؽازات‪.‬‬
‫حمم ثقٌلة داكنة اللون‪ :‬وهً حمم بازلتٌة‪ ،‬وتتمٌز بؤنها سابلة ومتحركة‬
‫لدرجة كبٌرة‪ ،‬وتنساب فً شكل مجاري على منحدرات البركان‪ ،‬وحٌن‬
‫تنبثق هذه الحمم من خبلل كسور عظٌمة االمتداد فإنها تنتشر فوق‬
‫مساحات هابلة مكونة لهضاب فسٌحة‪ ،‬ومثلها هضبة الحبشة وهضبة‬
‫الدكن بالهند وهضبة كولومبٌا بؤمرٌكا الشمالٌة‪.‬‬
‫‪ -‬المواد البركانٌة‬
‫المواد البركانٌة الصلبة‪ :‬وهً األجزاء التً تتكون منها الصخور‬
‫البركانٌة وهً‪:‬‬

‫‪111‬‬
‫المقذوفات البركانٌة‪ :‬وهو تجمد الصهارة والحمم البركانٌة المقذوفة إلى‬
‫السطح‪.‬‬
‫صخر الخفاؾ‪ :‬عبارة عن رؼوة سٌلٌكاتٌة تتخلها الؽازات‪.‬‬
‫رماد بركانً‪ :‬ناتج من تفتت وتناثر قمة الصهارة المتجمدة فً عنق‬
‫البركان تحت تؤثٌر الضؽط و البخار‪ ،‬وهً تتصلب بسرعة‪.‬‬
‫المواد البركانٌة السابلة الصهارة و الحمم (البلبة)‪ :‬تتؤلؾ من المواد‬
‫السابلة من الحمم التً تنساب مشتعلة من فوهة البركان إلى مسافات‬
‫بعٌدة أحٌانا ومدى سٌولة الحمم ٌخضع لعدة عوامل‪ .‬مثل انحدار األرض‪،‬‬
‫وطبٌعة الصهارة و البلبة (لزجة أو مابعة) وتعتمد نسبة اللزوجة على‬
‫نسبة السٌلٌكا‪ ،‬وعلى قوة البركان‬
‫المواد البركانٌة الؽازٌة‪ :‬من أهم الؽازات المنبعثة من البراكٌن‪:‬‬
‫بخار الماء‬
‫مركبات الهٌدروكربون‬
‫ثانً أكسٌد الكبرٌت‬

‫التوزٌع الجؽرافً للبراكٌن‬


‫تنتشر البراكٌن فً نواحً متعددة على سطح األرض‪ ،‬وهً تتبع فً‬
‫معظم الحاالت خطوطا معٌنة تفصل بٌن الصفابح التكتونٌة العظٌمة‬
‫وأظهرها‪:‬‬
‫النطاق الذي ٌحٌط بسواحل المحٌط الهادي والذي ٌعرؾ أحٌانا بحلقة‬
‫النار‪ ،‬فهو ٌمتد على السواحل الشرقٌة من ذلك المحٌط فوق مرتفعات‬
‫األندٌز إلى أمرٌكا الوسطى والمكسٌك‪ ،‬وفوق مرتفعات ؼربً أمرٌكا‬
‫الشمالٌة إلى جزر ألوشٌان ومنها إلى سواحل شرق قارة آسٌا إلى جزر‬
‫الٌابان والفلبٌن ثم إلى جزر أندونٌسٌا ونٌوزٌلندا‪.‬‬

‫‪111‬‬
‫ٌوجد الكثٌر من البراكٌن فً المحٌط الهادي وبعضها ضخم عظٌم نشؤ فً‬
‫قاعه وظهر شامخا فوق مستوى مٌاهه‪ .‬ومنها براكٌن جزر هاواي التً‬
‫ترتكز قواعدها فً المحٌط على عمق نحو ٓٓٓ٘ م‪ ،‬وترتفع فوق سطح‬
‫مٌاهه أكثر من ٓٓٓٗ م وبذلك ٌصل ارتفاعها الكلً من قاع المحٌط إلى‬
‫قممها نحو ٓٓٓ‪ 2‬م‪.‬‬
‫جنوب أوروبا المطل على البحر المتوسط والجزر المتاخمة له‪ .‬وأشهر‬
‫البراكٌن النشطة فٌها بركان فٌزوؾ بالقرب من نابولً بإٌطالٌا‪ ،‬وبركان‬
‫جبل إتنا بجزٌرة صقلٌة وأسترو مبولً (منارة البحر المتوسط) فً جزر‬
‫لٌباري‪.‬‬
‫مرتفعات ؼربً آسٌا وأشهر براكٌنها أرارات والٌوزنز‪.‬‬
‫النطاق الشرقً من أفرٌقٌا وأشهر براكٌنه كلمنجارو‪.‬‬

‫مناطق سٌل االبه المصاحبة للنشاطات البركانٌة على جزٌرة "رٌونٌون"‬


‫الفرنسٌة ببحر الكارٌبٌك بٌن عامً ٕ‪ ٔ20‬وٕٓٓٓ‪.‬‬

‫‪112‬‬
‫البراكٌن الدابمة الثوران قلٌلة جداً على سطح األرض‪ ،‬ومنها بركان‬
‫سترمبولً‪ ،‬فً جزر لٌباري‪ ،‬قرب جزٌرة صقلٌة‪ ،‬المعروؾ بمنارة‬
‫حوض البحر األبٌض المتوسط‪ .‬أ ّما البراكٌن المتقطعة الثوران أو الهادبة‬
‫نسبٌا ً فهً الشابعة على سطح األرض‪ ،‬حٌث ٌخمد النشاط البركانً فترة‬
‫من الزمن‪ ،‬ثم ٌتجدد من جدٌد خبلل فترة أخرى‪ ،‬ومنها بركان أتنا فً‬
‫جزٌرة صقلٌة‪ .‬وهناك البراكٌن الخامدة‪ ،‬وفٌها انخمد النشاط البركانً‬
‫تماما ً منذ فترة زمنٌة طوٌلة‪ ،‬وأصبحت عرضة لنحت عوامل التعرٌة‪،‬‬
‫التً تنحت جوانب المخروط البركانً؛ ومن أمثلة الهٌاكل البركانٌة‪:‬‬
‫شٌبروك فً المكسٌك‪ ،‬ودٌفلزتور (برج الشٌطان)‪ ،‬فً والٌة واٌومنػ فً‬
‫الوالٌات المتحدة األمرٌكٌة‪ٌُ .‬قدر عدد البراكٌن النشٌطة بحوالً ٓٓ‪ٙ‬‬
‫بركان موزعة على سطح األرض‪ ،‬وٌتركز معظمها فً أحزمة توازي‬
‫تقرٌبا مناطق الشقوق والتكسرات والفوالق الطبٌعٌة متوزعة بمحاذاة‬
‫سبلسل الجبال حدٌثة التكوٌن‪.‬‬

‫وهناك توزٌعان كبٌران للبراكٌن‪:‬‬


‫األول‪" :‬دابرة الحزام الناري"‪ ،‬وتقع فً المحٌط الهادي‪.‬‬
‫الثانً‪ٌ :‬بدأ من منطقة بلوشستان إلى إٌران‪ ،‬آسٌا الصؽرى‪ ،‬البحر‬
‫األبٌض المتوسط لٌصل على جزر آزور و كناري وٌلتؾ إلى جبال األندٌز‬
‫الؽربٌة فً الوالٌات المتحدة‪ .‬وفٌما ٌلً بعض أسماء البراكٌن فً هذه‬
‫المناطق‪:‬‬
‫المكسٌك‪ ٔٓ :‬براكٌن منها بارٌكوتٌن الذي ثار ألول مرة سنة ٖٗ‪.ٔ2‬‬
‫أمرٌكا الجنوبٌة‪ٕ :‬‬
‫نٌوزٌبلند‪.ٙ :‬براكٌن‬
‫جوانا الجدٌدة‪ ٖٓ :‬بركانا‪.‬‬
‫الفلٌبٌن‪ ٕٓ :‬بركانا‪.‬‬
‫الٌابان‪ ٗٓ :‬بركانا‪.‬‬
‫منطقة محور البحر األبٌض المتوسط‬

‫‪113‬‬
‫من جهة الؽرب إلى الشرق نجد البراكٌن التالٌة فً هذه المنطقة‪-:‬‬
‫اآلزور‪ ٘ :‬براكٌن‪.‬‬
‫الكناري‪ ٖ:‬براكٌن‪.‬‬
‫إٌطالٌا‪ ٔ٘ :‬بركانا ومنها بركان فٌزوؾ وسترومبولً االنفجاري‬
‫وفولكانو‪.‬‬
‫منطقة األدرٌاتٌك‪ 2 :‬براكٌن ومنها جبل بٌلٌه ‪.Pelee‬‬
‫المنطقة العربٌة وآسٌا الصؽرى‪ ٙ :‬براكٌن منها جبل العرب االنفجاري‬
‫فً سورٌة‪.‬‬
‫منطقة األخدود األفرٌقً‬
‫هاواي‪ ٘ :‬براكٌن‪.‬‬
‫جزر ؼاالباؼوس‪ ٖ :‬براكٌن‪.‬‬
‫أٌسلندا‪ ٕ0 :‬بركانا ً‪.‬‬
‫أفرٌقٌا الوسطى‪ ٘ :‬براكٌن‪.‬‬
‫أفرٌقٌا الشرقٌة‪ ٔ2 :‬بركانا ً‪.‬‬
‫المحٌط الهادئ‬
‫آالسكا‪ ٕٓ :‬بركانا ً منها بركان كاتاماي‪ ،‬وشٌش الدٌن‪.‬‬
‫كندا‪ ٘ :‬براكٌن منها رانجل‬
‫الوالٌات المتحدة األمرٌكٌة‪ 1 :‬براكٌن ومنها راٌنر البركان هو تضارٌس‬
‫برٌة أو بحرٌة تخرج أو تنبعث منه قوق‪ .‬وتتراكم الصهارة أو تنساب‬
‫حسب نوعها لتشكل أشكاالً أرضٌة مختلفة منها الجبال المخروطٌة –‬
‫البركانٌة العالٌة المشهورة‪.‬‬

‫‪114‬‬
‫‪ -‬أشكال البراكٌن‬
‫براكٌن الحطام الصخري‪:‬‬
‫ٌختلؾ شكل المخروط البركانً باختبلؾ المواد التً ٌتركب منها‪ .‬فإذا‬
‫كان المخروط ٌتركب كلٌا من الحطام الصخري‪ ،‬فإننا نجده مرتفعا شدٌد‬
‫االنحدار بالنسبة للمساحة التً تشؽلها قاعدته‪ .‬وهنا نجد درجة االنحدار‬
‫تبلػ ٖٓ درجة وقد تصل أحٌانا إلى ٓٗ درجة مبوٌة وتنشؤ هذه األشكال‬
‫عادة نتٌجة النفجارات بركانٌة‪ .‬وتتمثل فً جزر إندونٌسٌا‪.‬‬
‫البراكٌن الهضبٌة‪:‬‬
‫تنشؤ البراكٌن الهضبٌة أو "الدرعٌة " نتٌجة لخروج الحمم وتراكمها‬
‫حول فوهة ربٌسٌة ولهذا تبدو قلٌلة االرتفاع بالنسبة للمساحة الكبٌرة‬
‫التً تشؽلها قواعدها‪ .‬وتبدو قممها أشبه بهضاب محدبة تحدبا هٌنا ومن‬
‫هنا جاءت تسمٌتها بالبراكٌن الهضبٌة وقد نشؤت هذه المخارٌط من تدفق‬
‫مصهورات الحمم الشدٌدة الحرارة والعظٌمة السٌولة والتً انتشرت فوق‬
‫مساحات واسعة وتتمثل هذه البراكٌن الهضبٌة أحسن تمثٌل فً براكٌن‬
‫جزر هاواي كبركان مونالوا الذي ٌبلػ ارتفاعه ٓٓٔٗ م وهو ٌبدو أشبه‬
‫بقبة فسٌحة تنحدر انحداراً سهبلً هٌنا‪.‬‬
‫البراكٌن الطبقٌة‪:‬‬
‫البراكٌن الطبقٌة نوع شابع الوجود‪ ،‬وهً فً شكلها وسط النمطٌن‬
‫السابقٌن وتتركب مخروطاتها من مواد الحطام الصخري ومن تدفقات‬
‫الحمم التً ٌخرجها البركان حٌن ٌهدأ ثورانه‪ .‬وتكون اللوافظ التً تخرج‬
‫من البركان أثناء االنفجارات المتتابعة طبقات بعضها فوق بعض‪ ،‬وٌتؤلؾ‬
‫قسم منها من مواد خشنة وقسم آخر من مواد دقٌقة‪ ،‬وبٌن هذا وذاك‬
‫تتداخل الحمم فً هٌبة أشرطة قلٌلة السمك‪ .‬ومن هذا ٌنشؤ نوع من‬
‫الطباقٌة فً تركٌب المخروط وٌمثل هذا الشكل بركان ماٌون أكثر براكٌن‬
‫جزر الفلٌبٌن نشاطا فً الوقت الحاضر‪.‬‬
‫تصنٌؾ البراكٌن‬
‫ٌصنؾ العلماء البراكٌن إلى حٌة ومٌتة‪ ،‬حٌث إن البراكٌن الحٌة هً التً‬
‫ٌحتمل أن تثور فً المستقبل‪ ،‬والمٌتة هً التً لن تثور مر ًة أخرى أبداً‪.‬‬

‫‪115‬‬
‫وقد ٌكون البركان الحً نشطا ً أو ساكناً‪ ،‬فحٌنما ٌثور ٌكون فً حالة‬
‫نشـاط وعندما ال ٌثـور ٌكون بركـانا ً سـاكنا ً‪.‬‬
‫‪ -‬فوابد البراكٌن‬
‫للبراكٌن بعض المنافع فً بعض األحٌان‪ ،‬ؼٌر أن األضرار الرهٌبة التً‬
‫تحدثهـا‪ ،‬تجعل منافعها محدودة بالمقارنة‪.‬‬
‫ومن أهم اآلثار اإلٌجابٌة للبراكٌن ما ٌلً‪:‬‬

‫إن المواد البركانٌة ؼنٌة بالمعادن المفٌدة للصناعة والزراعة مثل‪:‬‬


‫البوتاسٌوم والحدٌد والكبرٌت‪.‬ومن المعلوم أن التربة الؽنٌة بالرماد‬
‫البركانً من أخصب أنواع التربة‪.‬‬
‫تستخدم مٌاه الٌنابٌع الحارة‪ ،‬التً تنفجر نتٌجة النشاط البركانً فً‬
‫التطبٌب واالستشفاء من األمراض الجلدٌة والروماتٌزم‪.‬مثل‪( :‬عٌن نجم‬
‫باألحساء)‪.‬‬
‫تستخدم المٌاه الحارة المنبثقة من جوانب البركان كمصدر للطاقة أحٌانا ً‬
‫وقد استخدمت مثل هذه المٌاه فً أٌسلندا فً األؼراض الزراعٌة‪ ،‬وذلـك‬
‫بإٌصالها داخل أنابٌب إلى مزارع خاصة مكٌفة للحصول علـى النباتات‬
‫االستوابٌة‪ .‬وفً إٌطالٌا استعمل الدخان األسود الناتج من الفتحات‬
‫الؽابرة تحت سطح األرض فً تشؽٌل المولدات الكهربابٌة‪.‬‬
‫تكون فوهات البراكٌن بحٌرات مٌاه قد ٌزٌد قطرها على ٖ كٌلومترات‪،‬‬
‫أو بحٌرات مواد كٌمٌابٌة كاألحماض التً تعدّ ثروة طبٌعٌة فً حـد‬
‫ذاتـها‪.‬‬
‫بناء أجزاء شاسعة من األرض مثل هضبة الدكن بالهند وهضبة نهـر‬
‫كولومبٌا بؤمرٌكا الجنوبٌة‪.‬‬
‫من مخرجات البراكٌن الهامة الكبرٌت والذي ٌنتج من تكثؾ ثـم تجمد‬
‫الؽازات الكبرٌتٌة المتصاعدة فً الؽازات البركانٌة‪.‬‬

‫‪116‬‬
‫الفصل السادس‬
‫علم المتحجرات‬

‫علم المتحجرات أو البلٌونتولوجٌا؛ أو علم األحٌاء القدٌمة أو المستحاثات‬


‫فً الجٌولوجٌا ٌدرس حٌاة ما قبل التارٌخ وٌشمل تطور الكابنات‬
‫وعبلقاتها بعضها البعض وعبلقتها بالبٌبة التً تعٌش فٌه‪.‬‬
‫وهو علم تؤرٌخ ٌهتم بتفسٌر المسببات وٌقل فٌه إجراء التجارب‬
‫ومشاهدة النتابج‪.‬‬
‫وقد بدأ هذا العلم فً القرن الخامس قبل المٌبلد‪ ،‬وعاد واكتسب اهتماما‬
‫كبٌرا فً القرن الثامن عشر‪ ،‬حٌث قام العالم جورج كوفٌر بنشر كتاب‬
‫عن التشرٌح المقارن وتقدم هذا العلم كثٌرا فً القرن التاسع عشر‪.‬‬
‫وقد قدمت بعض األحفورٌات التً وجدت منذ ٓ‪ ٔ22‬فً الصٌن‬
‫معلوماتا جدٌدة عن التطور األولً للحٌوان‪ ،‬وعن األسماك المنقرضة‬
‫وعن الدٌناصور وتطور الطٌور وتطور الحٌوانات الثدٌٌة‪.‬‬

‫‪117‬‬
‫وٌمثل علم األحٌاء القدٌمة همزة وصل بٌن علم األحٌاء وعلم الجٌولوجٌا‬
‫كما ٌشترك مع علم الحفرٌات‪ ،‬وهو ٌعتمد بالنسبة إلى وسابله‬
‫المستخدمة علمٌا على الكٌمٌاء العضوٌة والرٌاضٌات والهندسة‪.‬‬
‫ومع تطور هذا العلم وزٌادة المعرفة‪ ،‬أصبحت له فروع متخصصة‪.‬‬
‫بعضها ٌركز عل أنواع معٌنة من األحفورٌات وأخرى تركز على عوامل‬
‫البٌبة وتؽٌر المناخ عبر الزمن مثل علم المناخ القدٌم‪.‬‬
‫ٌقع علم المتحجرات بٌن علم البٌولوجٌا (علم األحٌاء) والجٌولوجٌا (علم‬
‫األرض)‪ ،‬ولك ّنه ٌختلؾ عن اآلركٌولوجً (علم اآلثار) أل ّنه ٌستبعد‬
‫الدراسة التشرٌح ٌّة لئلنسان الحدٌث (الهوموسٌبٌان)‪.‬‬
‫وٌستخدم تقن ٌّات مستمدّة من مجموعة واسعة من العلوم‪ ،‬بما فً ذلك‬
‫الكٌمٌاء الحٌو ٌّة والرٌاضٌات والهندسة‪ ،‬م ّكن استخدام كل هذه التقن ٌّات‬
‫التطوري للحٌاة‪،‬‬
‫ّ‬ ‫التارٌخ‬
‫ِ‬ ‫المتحجرات من اكتشاؾ الكثٌر من‬ ‫ّ‬ ‫علماء‬
‫َ‬
‫وصوالً إلى الزمن الذي أصبحت فٌه الكرة األرض ٌّة قادرة على دعم‬
‫وجو ِد الحٌاة علٌها‪ ،‬أي قبل ما ٌقارب الـ ‪ ٖ.1‬ملٌار سنة‪ .‬مع زٌادة‬
‫صصة‪ٌ ،‬ر ّكز بعضها على‬ ‫المتحجرات أقسا ًما متخ ّ‬
‫ّ‬ ‫تطور فً علم‬‫المعارؾ‪ّ ،‬‬
‫أنواع مختلفة من الكابنات األحفورٌة بٌنما ٌدرس البعض اآلخر علم‬
‫البٌبة والتارٌخ البٌبً‪ ،‬مثل المناخات القدٌمة‪.‬‬
‫تعدّ مستحاثات الجسد ومستحا ّثات األثر األنواع الربٌس ٌّة من األدلّة حول‬
‫الحٌاة القدٌمة‪ ،‬وقد ساعدت األد ّلة الجٌوكٌمٌاب ٌّة فً ف ّك شٌفرة ّ‬
‫تطور‬
‫ت أجسادها‪.‬‬ ‫الحٌاة قبل تواجد كابنات كبٌرة بما ٌكفً لتركِ مستحا ّثا ِ‬
‫أمرا ضرور ٌّا ً ولك ّنه صعب‪ :‬فتسمح طبقات‬
‫ٌعدّ تقدٌر توارٌخ هذه البقاٌا ً‬
‫الصخور المجاورة فً بعض األحٌان بالتؤرٌخ اإلشعاعً‪ ،‬والذي ٌوفر‬
‫َت ْحدٌِداً َز َمنٌِا ً ُم ْطلَقا ً دقٌقا ً مع نسبة خطؤ ال تتجاوز ٘‪ ،3ٓ.‬ولكن ٌضطر‬
‫النسبً‬
‫ّ‬ ‫المتحجرات فً كثٌر من األحٌان إلى االعتماد على التؤرٌخ‬
‫ّ‬ ‫علماء‬
‫المقطعة" فً طبقات األرض‬ ‫ّ‬ ‫عن طرٌق حل ّ تس ّمى "أحاجً الصور‬
‫ضا‬ ‫الحٌوٌة أي (ترتٌب طبقات الصخور من األحدث إلى األقدم)‪ٌ .‬صعب أٌ ً‬
‫تصنٌؾ الكابنات القدٌمة‪ ،‬فالعدٌد منها ال ٌتناسب تما ًما مع التصنٌؾ‬
‫نسبة إلى كارولوس لٌنٌوس)‪ ،‬وكثٌراً ما ٌستخدم علماء‬ ‫الحٌوي اللٌنً ( ً‬
‫التطور ٌّة‪ .‬شهد الربع‬
‫ّ‬ ‫األحافٌر علم المناخ فً صٌاؼة "أشجار العابلة"‬
‫تطور السبلالت الجزٌبً‪ ،‬والذي‬ ‫تطور علم ّ‬ ‫األخٌر من القرن العشرٌن ّ‬
‫ٌبحث فً مدى ارتباط الكابنات الح ٌّة عن طرٌق قٌاس تشابه الحمض‬

‫‪118‬‬
‫ضا‬
‫تطور السبلالت الجزٌبً أٌ ً‬
‫النووي فً جٌنوماتها‪ .‬تم استخدام علم ّ‬
‫لتقدٌر التوارٌخ التً تباعدت فٌها األنواع‪ ،‬وال ٌزال هناك جدل حول‬
‫موثوقٌة الساعة الجزٌبٌة التً تعتمد علٌها هذه التقدٌرات‪.‬‬
‫المتحجرات هو "دراسة الحٌاة القدٌمة"‪ .‬فٌبحث هذا‬
‫ّ‬ ‫أبسط تعرٌؾ لعلم‬
‫الحقل من العلوم عن معلومات حول العدٌد من جوانب الكابنات الح ٌّة‬
‫وتطورها‪ ،‬وما الذي ٌمكنها أن‬‫ّ‬ ‫السابقة‪" :‬هو ٌّتها وأصلها‪ ،‬وبٌبتها‬
‫عضوي وؼٌر العضوي لؤلرض‪.‬‬
‫ّ‬ ‫تخبرنا به عن الماضً ال‬

‫‪ -‬تصنٌؾ علم المتحجرات‬


‫العلوم التارٌخ ٌّة‪ ،‬إلى جانب علم اآلثار‬
‫ِ‬ ‫المتحجرات هو واحد من‬
‫ّ‬ ‫علم‬
‫والجٌولوجٌا وعلم الفلك وعلم الكونٌات وعلم الفلسفة وعلم التارٌخ بح ّد‬
‫ذاته فهو ٌهدؾ إلى وصؾ ظواهر الماضً وإعادة بناء أسبابها‪.‬‬
‫وبالنتٌجة‪ ،‬فإنه ٌشتمل على ثبلثة عناصر ربٌس ٌّة‪:‬‬
‫وصؾ الظواهر الماضٌة؛ تطوٌر نظر ٌّة عا ّمة حول أسباب أنواع التؽٌٌر‬
‫المختلفة؛ وتطبٌق تلك النظرٌات على حقابق محدّدة‪.‬‬
‫التارٌخ اآلخرٌن عند محاولتهم‬
‫ِ‬ ‫المتحجرات وعلما ُء‬
‫ّ‬ ‫ؼال ًبا ما ٌبنً علما ُء‬
‫مجموعة من الفرض ٌّات حول األسباب ثم ٌبحثون عن‬ ‫ً‬ ‫تفسٌر الماضً‪،‬‬
‫بقوة فرض ٌّة واحدة منها فضبلً عن بق ٌّة الفرض ٌّات‪.‬‬
‫دلٌل دامػ ٌوافق ّ‬

‫‪119‬‬
‫فً بعض األحٌان ٌت ّم اكتشاؾ الدلٌل الدامػ عن طرٌق المصادفة أثناء‬
‫القٌام بؤبحاث أخرى‪ .‬على سبٌل المثال‪ ،‬فإن اكتشاؾ لوٌس ووالتر‬
‫المكونات الطبٌع ٌّة‬
‫ّ‬ ‫ألفارٌز لعنصر اإلٌرٌدٌوم‪ ،‬وهو معدن ؼٌر موجود فً‬
‫للكرة األرضٌة‪ ،‬فً الطبقة الحدودٌة التابعة للعصر الطباشٌري‪-‬الثبلثً‪،‬‬
‫انقراض‬
‫ِ‬ ‫التفسٌر األكثر تفضٌبلً لحدث‬
‫َ‬ ‫جعل َ من تصادم كوٌكب باألرض‬
‫العصر الطباشٌري – البالٌوجٌنً‪ ،‬على الرؼم من أنّ احتمال مشاركة‬
‫انفجار أحد البراكٌن فً االنقراض ال تزال موضع نقاش‪.‬‬

‫النوع الربٌسً اآلخر من العلوم هو العلوم التجرٌبٌة‪ ،‬والتً تقوم فً‬


‫الكثٌر من األحٌان على إجراء تجارب لدحض الفرض ٌّات التً تتحدّث‬
‫طرٌقة عمل الظواهر الطبٌعٌة وأسبابها‪.‬‬
‫ال ٌمكن لهذا النهج أن ٌثبت فرض ٌّة ما‪ ،‬أل ّنه من الممكن للتجارب البلحقة‬
‫ت الفشل فً دحضها ؼالبا ً ما‬
‫أن تدحضها‪ ،‬لكن وبالمقابل فإنّ تراكم حاال ِ‬
‫دلٌبل مإٌدً ا لصالحها‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فؽالبا ً ما ٌستخدم العلماء‬ ‫ً‬ ‫ٌكون‬
‫التجرٌب ٌّون نفس النهج الذي ات ّبعه علماء التارٌخ والذي ٌعتمد على بناء‬
‫مجموعة من الفرضٌات حول األسباب ثم البحث عن "الدلٌل الدامػ"‪،‬‬
‫مثل الدلٌل األول لئلشعاع ؼٌر المربً‪ ،‬وذلك عند مواجهة ظواهر ؼٌر‬
‫متو ّقعة على اإلطبلق‪.‬‬

‫‪111‬‬
‫‪ -‬العلوم ذات الصلة‬
‫المتحجرات بٌن علمً األحٌاء والجٌولوجٌا أل ّنه ٌر ّكز على‬
‫ّ‬ ‫ٌكمن علم‬
‫توثٌق الحٌاة الماضٌة‪ ،‬ولكن مصدره الربٌسً لؤلدلّة هو المستحا ّثات‬
‫المتحجرات جز ًءا من قسم‬
‫ّ‬ ‫التً ٌت ّم العثور علٌها فً الصخور‪ٌ .‬ع ّد علم‬
‫الجٌولوجٌا فً العدٌد من الجامعات ألسباب تارٌخٌة‪ :‬فقد َوجدت أقسام‬
‫الجٌولوجٌا فً القرن التاسع عشر وأوابل القرن العشرٌن أنّ األدلّة‬
‫األحفور ٌّة مه ّمة لتارٌخ الصخور‪ ،‬فً حٌن أبدت أقسام البٌولوجٌا القلٌل‬
‫من االهتمام حول هذه الموضوع‪.‬‬
‫أساسً‬
‫ّ‬ ‫أٌضا مع علم اآلثار‪ ،‬الذي ٌعمل بشكل‬
‫ً‬ ‫المتحجرات‬
‫ّ‬ ‫ٌتشابك علم‬
‫مع األشٌاء التً ٌصنعها البشر ومع الرفات البشرٌة‪ ،‬بٌنما ٌهت ّم علماء‬
‫وتطورهم كنوع‪ .‬قد ٌعمل علماء اآلثار‬ ‫ّ‬ ‫المتحجرات بخصابص البشر‬ ‫ّ‬
‫ٌتعرؾ علماء‬ ‫ّ‬ ‫المتحجرات سو ًٌة‪ -‬فعلى سبٌل المثال قد‬
‫ّ‬ ‫وعلماء‬
‫متحجرات على مستحا ّثؤت حٌوان ٌّة أو نبات ٌّة حول موقع أثري عند‬ ‫ّ‬ ‫ال‬
‫تعاملهم مع األدلّة المتعلّقة بالبشر‪ ،‬الكتشاؾ توع الطعام الذي استهلكه‬
‫البشر الذٌن عاشوا هناك‪ ،‬أو قد ٌحللون المناخ فً وقت سكنهم‪.‬‬
‫المتحجرات تقن ٌّات من علوم‬
‫ّ‬ ‫باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬ؼال ًبا ما ٌستعٌر علم‬
‫أخرى‪ ،‬بما فً ذلك البٌولوجٌا وعلم العظام وعلم البٌبة والكٌمٌاء‬
‫والفٌزٌاء والرٌاضٌات‪.‬‬
‫فقد تساعد التواقٌع الجٌوكٌمٌابٌة من الصخور على سبٌل المثال‪ ،‬على‬
‫اكتشاؾ متى نشؤت الحٌاة ألول مرة على األرض‪ ،‬وقد تساعد تحلٌبلت‬
‫نسب نظابر الكربون فً تحدٌد التؽ ٌّرات المناخ ٌّة وح ّتى فً تفسٌر‬
‫التحوالت الضخمة مثل انقراض العصر البرمً الترٌاسً‪.‬‬
‫ّ‬
‫ٌقارن المنهج الحدٌث نسب ًٌا فً علم الوراثة الجزٌبً‪ ،‬الحمض النووي‬
‫الرٌبوزي منقوص االكسجٌن (‪ )DNA‬والحمض النووي الرٌبً (‪)RNA‬‬
‫للكابنات الحٌة الحدٌثة بإعادة بناء "األشجار العابلٌة" ألسبلفها‬
‫التطورٌة الها ّمة‪،‬‬
‫ّ‬ ‫التطورات‬
‫ّ‬ ‫التطورٌٌن‪ .‬كما ت ّم استخدامه لتقدٌر توارٌخ‬
‫على الرؼم من أن هذا النهج مثٌر للجدل بسبب الشكوك حول موثوقٌة‬
‫"الساعة الجزٌبٌة"‪ .‬ت ّم استخدام التقن ٌّات الهندس ٌّة لتحلٌل كٌفٌة عمل‬
‫أجسام الكابنات القدٌمة‪ ،‬على سبٌل المثال سرعة الجري وقوة العض فً‬
‫ٌرا ُنوصور ‪ ، Tyrannosaurus‬أو مٌكانٌك الطٌران عند‬ ‫ال َت َ‬

‫‪111‬‬
‫المٌكرورابتور ‪ Microraptor‬من الشابع نسب ٌّا ً أٌضا ً دراسة التفاصٌل‬
‫باألشعة السٌنٌة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الدّ اخلٌة للحفرٌات باستخدام التصوٌر الدقٌق‬
‫المتحجرات واألحٌاء واآلثار واألحٌاء القدٌمة لدراسة‬
‫ّ‬ ‫ت ّتحدّ دراسة علوم‬
‫مبلمح الوجه داخل الجمجمة (التجاوٌؾ القحفٌة) لؤلنواع المرتبطة‬
‫تطور الدماغ البشري‪.‬‬
‫بالبشر لتوضٌح ّ‬

‫المتحجرات ح ّتى فً علم األحٌاء الفلكً‪ ،‬والتحقٌق فً وجود‬


‫ّ‬ ‫ٌساهم علم‬
‫الحٌاة المحتملة على الكواكب األخرى‪ ،‬من خبلل تطوٌر نماذج لكٌفٌة‬
‫نشؤة الحٌاة ومن خبلل توفٌر تقنٌات الكتشاؾ أدلّة على الحٌاة‪.‬‬
‫‪ -‬الوسابل العلمٌة‬
‫ٌبدأ التخطٌط والمسح الجٌولوجً لمناطق احتمال وجود أحفورٌات فٌه‬
‫قبل القٌام بالبحت عن األحفورٌات‪ .‬والهدؾ من ذلك هو محاولة البحث‬
‫عن أثار تستطٌع تفسٌر ما هو معروؾ حتى اآلن فً الطبقات المجاورة‪،‬‬
‫وتفسٌر عملٌات الترسٌب التً سادت فً تلك المنطقة فً الماضً‪.‬وعلى‬
‫سبٌل المثال ‪ :‬هل حدث الترسٌب فً قاع إحدي البحٌرات أم فً قاع أحد‬
‫البحار ؟‪ .‬وال نحتاج إلجراء ذلك المسح الجٌولوجً األولً إذا كان عمر‬
‫الطبقات معروؾ‪ ،‬وتتابع الطبقات الصخرٌة وأنواع الصخور معروفة‪.‬‬
‫‪ -‬القٌام بالحفرٌات‬
‫تبدأ عملٌة البحث عن األحفورٌات من طبقة تلو طبقة مبتدبة بالطبقة‬
‫العلٌا‪ ،‬أي من الطبقة ذات العمر الجدٌد إلى الطبقة ذات العمر القدٌم‪.‬‬
‫وٌتبع التنقٌب عن األحفورٌات تحدٌد طبٌعة الطبقات ووصفها والقٌام‬
‫بترقٌم األفق الجٌولوجٌة‪ .‬وتصبح تلك األرقام من توابع كل أحفورة‬
‫وجدت فٌها‪.‬‬
‫وفً حالة البحث عن أجزاء كابنات كبٌرة‪ ،‬مثل الهٌاكل العظمٌة‬
‫للدٌناصور‪ٌ ،‬قوم الخبراء بوصؾ مكان كل قطعة من العظام المتحجرة‬
‫بدقة فً الطبقة األرضٌة بواسطة شبكات مربعة تنشر فوق منطقة الحفر‪.‬‬
‫وذلك ٌهم من وجهة معرفة وضع الحٌوان وقت موته‪ ،‬ومنها ٌستنتج‬
‫العلماء استنتاجات عن طرٌقة موته وطرٌقة معٌشته وربما معرفة‬
‫الحٌوانات والتباتات التً كانت تزامله أو تنافسه فً بٌبة عصره‪ .‬كذلك‬

‫‪112‬‬
‫ٌستنتجون عملٌات الترسٌب األرضً وحركة المواد التً حدثت فً‬
‫الماضً‪ ،‬مثل وجود ماء آنذاك وجرٌان الماء أو حدوث جفاؾ‪.‬‬

‫وٌهتم اإلحٌابٌون بفرز عظام كل حٌوان على حدة وعبلقة كل منهم‬


‫ببعضه‪ ،‬أي حدث صراع بٌن إثنٌن نجم عنه افتراس أحدهم لآلخر‪.‬‬
‫وقد اكتشؾ العلماء فً إحدى جداول المٌاه القدٌمة أثار ألقدام دٌناصور‬
‫كبٌر آكل للنبات وٌجري بجواره دٌناصور مفترس من آكلً اللحوم‪ .‬ومن‬
‫خبلل تلك اآلثار فً األرض المتحجرة استطاع العلماء تفسٌرها بؤن‬
‫الدٌناصور المفترس قضى على الدٌناصور آكل النبات رؼم تفوقه فً‬
‫الحجم‪ .‬عند نقطة معٌنة فً المسارٌن ٌختفً فجؤة مسار الدٌناصور‬
‫المهاجم الوحشً مما ٌشٌر إلى أن الدٌناصور الوحشً قفز على‬
‫الدٌناصور آكل النبات وصار ٌعضه بؤسنانه الحادة حتى أعٌاه الجري‬
‫وفقدان الدم‪ ،‬واستنتجوا أن الدٌناصور المفترس قد افترس الدٌناصور‬
‫آكل األعشاب بعد ذلك وتؽذى على لحمه‬

‫‪113‬‬
‫الفصل السابع‬
‫البلورات والمعادن‬

‫علم البلورات هو ذلك العلم الذي ٌختص بدراسة البلورات والمواد‬


‫المتبلورة‪.‬‬
‫والمعروؾ أن المواد المتبلورة توجد فً الطبٌعة إما فً حالة حبٌبات‬
‫منفردة أو مجموعات‪ ،‬وٌمكن تعرٌؾ البلورة بؤنها عبارة عن جسم صلب‬
‫متجانس ٌحده أسطح مستوٌة تكونت بفعل عوامل طبٌعٌة تحت ظروؾ‬
‫مناسبة من الضؽط والحرارة‪ ،‬واألسطح المستوٌة التً تحدد البلورة‬
‫تعرؾ باسم أوجه البلورات‪.‬‬
‫واألوجه البلورٌة فً الحقٌقة هً تعبٌر وإظهار للترتٌب الذري الداخلً‬
‫للمادة المتبلورة‪ ،‬والعملٌة التً تنتج لنا بلورات تعرؾ باسم عملٌة‬
‫التبلور ‪ ،‬وهً عملٌة تحدث أمام أعٌننا إذا تبخر ماء البحر أو المحالٌل‬
‫المشبعة ‪ ،‬أو برد مصهور ببطء أو تكثؾ ؼاز إلى الحالة الصلبة‬
‫مباشرة‪ .‬وفً الببلد الباردة ٌتجمد ماء المطر بسبب انخفاض درجة‬
‫الحرارة وتتكون بلورات الثلج سداسٌة الشكل‪.‬‬

‫فإذا فحصنا أي بلورة منفردة من هذه البلورات الناتج نجد أن التً نمت‬
‫بحرٌة دون عابق ٌحد من حرٌتها فً النمو ‪ ،‬لها أسطح مستوٌة أو‬
‫أوجه ‪ ،‬تكونت طبٌعٌا أثناء نمو البلورة‪.‬‬

‫‪114‬‬
‫أما األسطح التً نراها مصقولة على قطعة من الزجاج ‪ ،‬ومرتبة فً‬
‫شكل هندسً جمٌل ‪ ،‬وتباع كجواهر مقلدة ‪ ،‬فإنها ال نسمً أوجهها‬
‫بلورٌة كما أن الزجاج نفسه ال ٌسمى بلورة ‪ ،‬فباإلضافة إلى أن هذه‬
‫األسطح المستوٌة صناعٌة التكوٌن ‪ ،‬فإن المادة نفسها وهً الزجاج‬
‫ٌنقصها النباء الذري الداخلً المرتب‪.‬‬
‫وٌستخدم علم البلورات اآلن باستمرار وباطراد مستمر فً حل كثٌر من‬
‫المشاكل الكٌمٌابٌة والفٌزٌابٌة وفً دراسات وأبحاث التعدٌن والمواد‬
‫الحرارٌة واالدوٌة والدراسات البٌولوجٌة (الحٌوٌة)‪.‬‬

‫وٌمكن تقسٌم البلورات حسب إستكمال األوجه البلورٌة إلى ثبلثة أقسام‪:‬‬
‫ٔ‪ -‬بلورات كاملة األوجه وذلك حٌنما تكون جمٌع األوجه البلورٌة‬
‫موجودة‪.‬‬
‫ٕ‪ -‬ناقصة األوجه ‪ ،‬وذلك حٌنما ٌكون جزء من األوجه متكون فقط‬
‫والباقً ؼٌر موجود‪.‬‬
‫ٖ‪ -‬عدٌمة األوجه ‪ ،‬وفً هذه الحالة ٌكون المادة المتبلورة عبارة عن‬
‫حبٌبات ال ٌحدها أوجه بلورٌة ‪ ،‬وؼالبا ما توجد هذه الحبٌبات فً‬
‫هٌبة مجموعات ‪.‬‬
‫وتشترك هذه األنواع الثبلثة (كاملة األوجه – ناقصة األوجه – عدٌمة‬
‫األوجه) ‪ ،‬فً أن لها بناءا ذرٌا داخلٌا منتظما‪.‬‬

‫‪115‬‬
‫أو بمعنى آخر أن المواد المكونة لها سواء أكانت ذرات أم أٌونات ‪..‬‬
‫توجد مرتبة فً نظام هندسً‪ ،‬وعلى هذا األساس ٌتبٌن لنا أنه لٌس من‬
‫الضروري بتاتا ان نجد األوجه البلورٌة تحدأ المادة المتبلورة ‪ ،‬إذ أن‬
‫تكون هذه األوجه رهن بالظروؾ المحٌطة بالمادة المتبلورة أثناء عملٌة‬
‫التبلور‪ .‬وعلى ذلك فإننا نعرؾ كل مادة صلبة ذات بناء ذري داخل ٌمنظم‬
‫باسم مادة متبلورة ‪ ،‬فإذا كانت هذه المادة المتبلورة ذات أوجه طبٌعٌة‬
‫مرتبة فً نظام هندسً ‪ ،‬وٌمكن رإٌة هذه األوجه بواسطة العٌن‬
‫المجدرة ‪ ،‬أو عدسة مكبرة ‪ ،‬سمٌت باسم بلورة‪.‬‬
‫أما إذا كانت المادة ٌنقصها البناء الذري الداخلً المنتظم فتوصؾ بؤنها‬
‫مادة ؼٌر متبلورة ‪ ،‬وتكون المعادن ؼٌر المتبلورة فً المملكة المعدنٌة‬
‫قلة (وتعتبر استثناء ولٌست قاعدة إذا التزمنا بالتعرٌؾ الحرفً للمعدن‬
‫الذي ٌتضمن أن المعدة مادة متبلورة) ‪،‬‬
‫ومن أمثل المعادن ؼٌر المتبلورة األوبال ‪، )Opal (SiO2. nH2O‬‬
‫والكرٌزوكوال ‪( Chrysocolla‬سلٌكات النحاس المابٌة)‪.‬‬
‫ولما كان البناء الذري فً مثل هذه المواد ؼً رالمتبولة ؼٌر منتظم فإننا‬
‫نجد أن تركٌبها الكٌمٌابً ؼٌر ثابت‪ .‬وبالتالً ال ٌعبر عنه بقانون‬
‫كٌمٌابً‪ .‬فمثبل تتراوح نسبة الماء فً معدن األوبال ما بٌن ‪2 ، ٙ‬‬
‫بالمابة وقد تصل إلى ٕٓ بالمابة من وزن المعدن‪.‬‬
‫أما فً معدن الكرٌزوكوال ‪ ،‬فإن تركٌبه الكٌمٌابً متؽٌر فً مدى كبٌر‬
‫حٌث نجد أن كمٌات النحاس والماء متؽٌرة ولٌست ثابتة‪.‬‬
‫ومن هذا ٌتضح لنا أن الفرق بٌن المادة المتبلورة وؼٌر المتبلوة ٌكون‬
‫فً البناء الداخلٌز وفإذا كانت الذرات مرتبة فً نظام معٌن فالمادة‬
‫متبلورة ‪ ،‬أما إذا لم تكن كذلك ‪ ،‬أي أن الذرات ؼٌر مرتبة ‪ ،‬فالمادة اذن‬
‫ؼٌر متبلورة‪.‬‬
‫وعندما ال توجد أوجه بلورٌة ‪ ،‬فإنه ال ٌمكن التفرقة بٌن المادة‬
‫المتبلورة وؼٌر المتبلورة إال بواسطة استعمال المٌكروسكوب المستقطب‬
‫وفً بعض األحٌاء األشعة السٌنٌة‪.‬‬
‫ولكن إذا كانت األوجه البلورٌة موجودة ‪ ،‬كلها أو بعضها ‪ ،‬فإن دراستها‬
‫تساعدنا كثٌرا فً التعرؾ على المعدن ‪ ،‬ألن األوجه البلورٌة ‪ ،‬ما هً إال‬
‫تعبٌر عن البناء الذري الداخلً الممٌز للمعدن‪ .‬و"موروفوروجٌا‬

‫‪116‬‬
‫البلورات" هو ذلك الفرع من علم البلورات الذي ٌختص بدراسة‬
‫الخواص الخارجٌة للبلورات‪.‬‬
‫وقبل أن نصؾ المظهر الخارجً للبلورات بشا من التفصٌل ‪ٌ ،‬جدر بنا‬
‫أن نشٌر إشارة سرٌعة إلى بعض الخواص الهندسٌة للبناء الذري‬
‫الداخلً المنتظم للبلورات‪.‬‬
‫‪ -‬البناء الداخلً للبلورات‬
‫تتمٌز المواد المتبلورة بحقٌقة أساسٌة هً الترتٌب المنتظم للذرات‬
‫واألٌونات التً تتكون منها‪ .‬وعلى ها األساس ٌجب أن نتصور البلورة‬
‫كبنٌان ٌتكون من وحدات ؼاٌة فً الدقة تتكرر بانتظام فً األبعاد الثبلثة‪.‬‬
‫وأساس البناء البلوري هو التكرار ‪ ،‬الذي ٌمكن تشبٌهه بتكرار رسم‬
‫معٌن على ورق الزٌنة الذي ٌلصق على الحابط (ولكن مع فارق أنه فً‬
‫هذه الحالة األخٌرة ٌتكرر فً بعدٌن فقط)‪.‬‬
‫وتترتب هذه الوحدات المتشابهة عن نقاط منتظمة فً األبعاد الثبلثة‬
‫بطرٌقة تجعل كل نقطة لها نفس الظروؾ المحٌطة بالنقاط األخرى ‪،‬‬
‫وبتحدٌد هذا الترتٌب بواسطة اتجاهاته الثبلثة والمسافات التً تتكر‬
‫عندها النقاط فً هذه االتجاهات‪.‬‬
‫وقد أوضحت المحاوالت التً قام بها برافٌه عام ‪ ٔ1ٗ1‬أن هناك ٗٔ‬
‫نمطا فقط لهذه الترتٌبات ممكنة هندسٌا ‪ ،‬وتعرؾ هذه الترتٌبات الفراؼٌة‬
‫باسم الترتٌبات الفراؼٌة األربعة عشر لبرافبه ‪The 14 Barvbis‬‬
‫‪.space lattices‬‬
‫وأبسط وحدات الترتٌب الفراؼً مجسم متوازي السطوح وٌعرؾ باسم‬
‫الوحدات الثنابٌة ‪ ،‬وٌبلحظ أن بعض هذه الترتٌبات الفراؼٌة أو الوحدات‬
‫الفراؼٌة البدابٌة تحتوي الواحدة منها على نقطة واحدة (وتفسٌر ذلك أنه‬
‫بالؽرم من وجود نقاط عند األركان الثمانٌة للوحدة البنابٌة فً الترتٌب‬
‫الفراؼً البدابً‪.‬‬
‫إال أنه نظرا ألن كل نقطة من هذه النقاط تكون مشتركة بٌن ثمانً‬
‫وحدات بنابٌة متجاورة‪ ،‬فإن ثمن نقطة ٌتبع الوحدة البنابٌة الواحدة ‪،‬‬
‫وبالتالً تسهم النقاط عند األركان الثمانٌة بما ٌساوي نقطة واحدة‬
‫بالنسبة للوحدة البنابٌة الواحدة)‪ .‬وتختلؾ هذه الوحدات البنابٌة البدابٌة‬
‫عن بعضها البعض فً أطوال حدودها (حوافها) والزواٌا المحصورة بٌن‬

‫‪117‬‬
‫هذه الحدود ((‪ ، α, β, γ‬أما بقٌة الوحدات البنابٌة ‪ ،‬فلها نقاط إضافٌة‬
‫إما عند مراكز جمٌع األوجه ‪ .‬وتعرؾ باسم ممركز األوجه أو عند‬
‫وجهٌن متقالبٌن أو ممركزة فً الداخل‪ .‬وفً جمٌع هذه الحاالت تكون‬
‫الوحدة البنابٌة مضاعفة أي تحتوي على أكثر من نقطة (ٗ نقاط فً حالة‬
‫‪ ، F‬نقطتان فً كل من حالتً ‪.)C , I‬‬
‫وتكون الوحدات البنابٌة المرصوصة فً ترتٌب الهٌكل الؽرافً – ترتٌب‬
‫فراؼً بدابً ‪ P‬ترتٌب فراؼً ممركز فً الدخل ٔ – البلورات التً‬
‫نمسكها بٌن أٌدٌنا ونجري علٌها االختبارات ومها هذه الوحدات فً‬
‫الحقٌقة إلى ذرات أو مجموعات من الذرات‪ .‬ففً البلورة كما فً المعادن‬
‫العنصرٌة (أي التً تتكون من عنصر واحد) ‪ ،‬نجد الذرات ؼٌر مشحونة‬
‫‪ ،‬ولكن فً معظم الحاالت تحمل الذرات شحنات كهربٌة ‪ ،‬وتعرؾ حٌنبذ‬
‫باسم أٌونات (تعرؾ الموجبة منها باسم كاتٌونات بٌنما تعرؾ السالبة‬
‫باسم أنٌونات)‪ .‬وتتكون معظم المعادن من أٌونات أو حشود من األٌونات‬
‫ٌضمها إلى بعضها البعض روابط كهربابٌة نابٌة عن الشحنات المضادة‬
‫ونقصد بكلمة بناء البلورة ترتٌب األٌونات والمجموعات األٌونٌة فً‬
‫الفراغ وطبٌعة الروابط الكهربابٌة التً تضم هذه األٌونات إلى بعضها‬
‫البعض ‪ ،‬ومدى قوة هذه الروابط‪ .‬وٌمكن تشبٌه الوحدات البنابٌة‬
‫(الذرات واألٌونات والحشود األٌونٌة) ‪ ،‬بقالب الطوب فً بنٌان حابط‬
‫بٌنما تشبه الروابط الكهربٌة بٌن هذه الوحدات البنابٌة ‪ ،‬بالمونة التً‬
‫تضم القوالب بعضها إلى بعض‪.‬‬

‫‪ -‬الخواص الخارجٌة للبللورات‬


‫األوجه البلورٌة‬
‫قلنا أن البلورة تتمٌز عن المادة المتبلورة فً أنه لها أسطحا مستوٌة‬
‫خارجٌة تعرؾ باألوجه البلورٌة‪ .‬ونجد أن األوجه البلورٌة لها عبلقة‬
‫بالنظام الذري الداخلً‪.‬‬
‫هذه العبلقة نابٌة من أن هذه األوجه البلورٌة تكونت نتٌجة لهذا النظام‬
‫الذري الداخلً ‪ ،‬والمبلحظ أنه عندما ترتب الذرات نفسها فً أي نظام –‬
‫أثناء نمو المادة المتبلورة‪.‬‬

‫‪118‬‬
‫قد ٌكون هناك عدد معٌن من السطوح المحتمل تكونها لتحد البلورة‬
‫الناتجة وهذا العدد ٌكون عادة قلٌبل ‪ ،‬وذلك ألنن المستوٌات التً تشمل‬
‫أكبر عدد من الذرات هً التً تحدد أمكنة األوجه البلورٌة‪ .‬أي أن األوجه‬
‫البلورٌة المحتمل تكونها (وفً المادة هً التً تتكون فعبل) ‪ ،‬هً التً‬
‫تشمل أكبر عدد ممكن من الذرات‪.‬‬
‫ولما كان البناء الذري الداخلً للمادة المتبلورة ثابت ‪ ،‬وأن األوجه‬
‫البلورٌة – كما أسلفنا – لها ارتباط وثٌق بنظام ثابة بالنظام الذري‬
‫الداخلً ‪ ،‬فإنه ٌنتج عن ذلك أن األوجه البلورٌة الخارجٌة البد وأن تكون‬
‫ذات عرقة ثابتة مع بعضها البعض‪ .‬هذه العبلقة الثابتة بٌن األوجه‬
‫البلورٌة توجد فً الزواٌا التً تكونها األوجه‪ .‬وهذه الحقٌقة تعرؾ باسم‬
‫قانون ثبات الزواٌا بٌن الوجهٌة‪.‬‬
‫وٌنص هذا القانون على أن زاوٌة المٌل بٌن وجهٌن بلورٌن (زاوٌة بٌن‬
‫وجهٌة) ثابتة فً بلورات المادة الواحدة (عند درجة الحرارة الواحدة)‪.‬‬
‫وهذا القانون أساسً ومهم جدا فً علم البلورات ‪ ،‬فبواسطته ٌمكن‬
‫التعرؾ على كثٌر من العادن ‪ ،‬وذلك إذا قسنا الزواٌا بٌن الوجهٌن بدقة‬
‫(بواسطة جهاز ٌعرؾ باسم الجونٌومتر) إذ أن هذه الزواٌاة ممٌزة لكل‬
‫معدن‪ .‬ومن أبسط أنواع الجٌونٌومتر النوع الذي ٌعرؾ باسم جونٌومتر‬
‫التماس ‪ ،‬شكل (ٔٔ) الذي ٌستعمل فً قٌاس الزواٌا بٌن الوجهٌة على‬
‫البلورات الكبٌرة ونتابجه دقٌقة إلى حد ما‪.‬‬

‫‪119‬‬
‫وتختلؾ بلورة المعدن الواحد فً الطبٌعة من ناحٌة مظهرها‪ .‬فمنها‬
‫الصؽٌر ومنها الكبٌر ‪ ،‬ومنها المفلطح ومنها الطوٌل ‪ ،‬إبرٌا كان أو‬
‫منشورٌا‪ .‬ولكننا نجد أنه مهما اختلؾ المظهر فإن الزواٌا بٌن الوجهٌة‬
‫ثابتة‪ .‬فبلورة مكعبة الشكل قد توجد متساوٌة األبعاد أو مفلطحة أو‬
‫منشورٌة ‪ ،‬أو ابرٌة الشكل ولكن فً جمٌع الحاالت تبقى الزاوٌة بٌن أي‬
‫وجهٌن متناظرٌن ثابتة ومقدارها فً هذه الحالة ٓ‪ 2‬درجة‪.‬‬

‫عناصر التماثل‬
‫من الظواهر الملحوظة على كثٌر من البلورات ظاهرة التوزٌع المنظم‬
‫والمرتب لؤلوجه البلورٌة‪.‬‬
‫فإننا نجد أن جمٌع األوجه البلورٌة وكذلك الذرات واألٌونات المكونة‬
‫للمادة مرتبة حسب نظام خاص وتنسٌق معٌن ٌخضع لقواعد معٌنة‬
‫معروفة باسم عناصر التماثل‪ .‬وجوهر التماثل هو التكرار‪ .‬فنبلحظ أن‬
‫وجه البلورة مثبل أو أحد أحرفها ٌتكرر عدة مرات – أي ٌوجد فً أماكن‬
‫متماثلة عددا من المرات – طبقا لقانون ثابت‪ .‬وٌعتبر التماثل أساسا فً‬
‫دارسة البلورات‪.‬‬

‫‪121‬‬
‫وٌمكن تعرٌؾ التماثل فً بلورة ما بؤنه عبارة عن العملٌات التً ٌنتج‬
‫عنها أن تؤخذ مجموعة معٌنة من األوجه البلورٌة نفس المكان الذي‬
‫تشؽله إحداها‪ .‬والعملٌات التماثلٌة المعروفة هً‪:‬‬
‫دوران حور محور (محور التماثل الدورانً)‪.‬‬ ‫ٔ‪-‬‬
‫انعكاس خبلل مستوى (مستوى التماثل)‪.‬‬ ‫ٕ‪-‬‬
‫انقبلب حول مركز (مركز التماثل)‪.‬‬ ‫ٖ‪-‬‬
‫دوران حول محور مصحوبا بانقبلب (محور التماثل االنقبلبً)‪.‬‬ ‫ٗ‪-‬‬
‫وٌعرؾ المحور والمستوى باسم عناصر التماثل‪.‬‬

‫‪121‬‬
‫‪ -‬الفصابل والمحاور البلورٌة‬
‫الفصابل البلورٌة‬
‫تتبع البلورات سبعة أقسام تعرؾ باسم الفصابل البلورٌة السبعة ‪ٌ ،‬مكن‬
‫التعرؾ علٌها على أساس المحاول التماثلٌة الموجودة كما ٌلً‪:‬‬

‫ٔ‪ -‬فصٌلة المكعب (أو متساوي األطوال) وتشمل جمٌع البلورات التً‬
‫تحتوي على أربعة محاور ثبلثٌة التماثل‪.‬‬
‫ٕ‪ -‬فصٌلة السدساسً ‪ ،‬وتشمل جمٌع البلورات التً تحتوي على‬
‫محور واحد سداسً التماثل فقط‪.‬‬
‫ٖ‪ -‬فصٌلة الرباعً ‪ ،‬وتشمل جمٌع البلورات التً تحتوي على محور‬
‫رباعً التماثل فقط‪.‬‬
‫ٗ‪ -‬فصٌلة الثبلثً ‪ ،‬وتشمل جمٌع البلورات التً تحتوي على محور‬
‫واحد ثبلثً التماثل فقط‪.‬‬
‫٘‪ -‬فصٌلة المعٌنً القابم ‪ ،‬وتشمل جمٌع البلورات التً تحتوي على‬
‫ثبلثة محاور ثنابٌة التماثل‪.‬‬
‫‪ -ٙ‬فصٌلة المٌل الواحد ‪ ،‬وتشمل جمٌع البلورات التً تحتوي على‬
‫محور واحد ثنابً التماثل فقط‪.‬‬
‫‪ -0‬فصٌلة المٌول الثبلثة ‪ ،‬وبلوراتها ال تحتوي على آٌة محاور‬
‫تماثلٌة‪.‬‬
‫وتضم كل فصٌلة من هذه الفصابل السبعة عددا من المجموعات التماثلٌة‬
‫‪ ،‬أو ما ٌعرؾ باسم النظم البلورٌة (اثنٌن فً فصٌلة المٌول الثبلثة ‪،‬‬
‫وثبلثة فً كل من فصٌلتً المٌل الواحد والمعٌنً القابم ‪ ،‬خمسة فً كل‬
‫من فصٌلتً الثبلثً والمكعب ‪ ،‬سبعة فً كل من فصٌلتً الرباعً‬
‫والسداسً) وتحتوي على الممٌزات التماثلٌة للفصٌلة التً تتبعها ‪ ،‬فمثبل‬
‫‪ ،‬قد تحتوي بلورة تابعة لفصٌلة الثبلثً على محور دوران ثبلثً التماثل‬
‫فقط ‪ ،‬أو على محور انقبلبً ثبلثً التماثل ‪ ،‬أو على مجموعة من محور‬
‫واحد ثبلثً التماثل ‪ ،‬وثبلثة محاور ثنابٌة التماثل ‪ ،‬أو ثبلثة مستوٌات‬
‫تماثل ‪ ،‬أو كلٌهما‪ .‬معنى ذلك أن فصٌلة الثبلثً تضم خمسة نظم بلورٌة‪.‬‬
‫وعلى هذا األساس وجد أن الفصابل البلورٌة السبعة تضم ٕٖ نظاما‬
‫بلورٌا ‪ ،‬وفً كل فصٌلة ٌوجد نظام واحد ٌحتوي على أعلى تماثل بٌن‬

‫‪122‬‬
‫النظم التابعة لهذه الفصٌلة‪ .‬وٌعرؾ هذا النظام باسم النظام الكامل‬
‫التماثل‪.‬‬

‫‪123‬‬
‫الفصل الثامن‬
‫العصور الجٌولوجٌة‬

‫العصور الجٌولوجٌة او الحقبة الجٌولوجٌة هً أحد األقسام‬


‫الكبٌرة لؤلزمنة الجٌولوجٌة ‪ .‬طبقا ً للتعرٌؾ الجٌولوجً تشمل‬
‫الحقبة عدة عصور جٌولوجٌة حٌث تمتد العصور الجٌولوجٌة بٌن‬
‫ٓٔ مبلٌٌن سنة إلى نحو ٓ‪ 1‬ملٌون سنة ‪.‬‬
‫أي أن الحقبة تمتد لمدد قد تبلػ مبات المبلٌٌن من السنٌن ‪.‬‬
‫وبناء على ذلك ٌقسم علماء التارٌخ الطبٌعً " األمد الجٌولوجً"‬
‫‪ Phanerozoic Eon‬إلى أربعة أحقاب زمنٌة ربٌسٌة كبٌرة هً‬
‫‪ :‬حقبة ما قبل الكامبري‪ ،‬وحقبة البالٌوزي‪ ،‬و حقبة المٌسوزي‪،‬‬
‫وحقبة السٌنوزوي‪.‬‬
‫ٌشتمل كل من تلك األحقاب األربعة على عدة عصور ‪ ،‬تمٌز كل‬
‫منها التنوع الحٌوانً والنباتً والمناخً‪ ،‬وكذلك تؽٌر القارات ‪.‬‬
‫وفً بعض الحاالت تفرق بٌن العصور الجٌولوجٌة أحداث كبٌرة‬
‫مثل أحداث االنقراضات العظٌمة التً تخللت التارٌخ الحٌوي‬
‫لؤلرض وأثرت تؤثٌرات كبٌرة على الحٌاة واألحٌاء فٌها ‪.‬‬
‫فتؽٌرت اشكال الحٌاة من عصر إلى عصر‪ ،‬وبدأت باألحٌاء‬
‫المٌكروبٌة البسٌطة قبل نحو ٕوٖ ملٌار سنة‪ ،‬ثم تطورت فظهرت‬
‫الحٌوانات الكبٌرة مثل الدٌناصورات واألشجار الكبٌرة‪ ،‬ثم ظهرت‬
‫الثدٌٌات والطٌور‪ ،‬وسادت األرض حتى ظهور اإلنسان قبل نحو‬
‫‪1‬ؤ ملٌون سنة‪.‬‬

‫‪124‬‬
‫ٔ‪( -‬ماقبل الكمبري) منذ ٕٖٓٓ‪ ٘ٗٓ -‬ملٌون سنة‬
‫وٌعتبر عصر الحٌاة المبكرة األولً البدابٌة حٌث ظهرت به‬
‫الطحالب والفطرٌات البدابٌة والرخوٌات بالبحر‪.‬‬
‫وكانت األرض تتعرض أثناء هذه الحقبة لبراكٌن مدوٌة حٌث‬
‫فاضت فوقها أنهار الحمم‪ .‬ثم بدأت الحٌاة كنقط هبلمٌة‬
‫مٌكروسكوبٌة فً البحار العذبة الدافبة‪.‬‬
‫وتلً ذلك ظهور النباتات‪ ،‬ثم ظهرت األصداؾ والمحارات حول‬
‫جسمها ‪.‬‬
‫استؽرق هذا التطور األولً لنشؤة الحٌاة على األرض نحو‬
‫ٖٓٓٓ ملٌون سنة‪ ،‬ومن هنا كانت البداٌة العظمً لنشوء الحٌاة‬
‫فوق األرض‪.‬‬

‫عندما وصل عمر األرض إلى ٓٗ٘ ملٌون سنة سبقت (أي بعد‬
‫تكونها حدث ماٌسمى "االنفجار‬ ‫نحو ٓٓٓٗ ملٌون سنة من ّ‬
‫الحٌوي" حٌث ظهرت العدٌد من الفصابل الحٌوانٌة والنباتٌة‬
‫وانتشرت انتشارا كبٌرا‪ ،‬هذا ما نقرأه من طبقات أرضٌة نشؤت‬
‫فً تلك العصور القدٌمة ونجد فٌها أحفورات وهً عظام وهٌاكل‬
‫وأشجار متججرة من تلك الكابنات التً نجدها منتشرة فً جمٌع‬
‫بقاع األرض‪.‬‬

‫ٕ‪ -‬حقبة البالٌوزي (حقبة الحٌاة القدٌمة)‬


‫امتدت بٌن ٖٗ٘ – ٓ‪ ٕ1‬ملٌون سنة سبقت‪.‬‬
‫وتتمٌز بصبلبة صخورها النارٌة التً هً أشد من الصخور‬
‫الرسوبٌة التً تراكمت فوقها فً طبقات‪ ،‬القدٌم فً األسفل‬

‫‪125‬‬
‫واألحدث فوقه‪ ،‬وما تحتوٌه كل طبقة رسوبٌة من حفرٌات‬
‫لحٌوانات ماتت ونباتات كانت تعٌش فً وقت ترسب الطبقات ‪.‬‬
‫فاصبحت كالكتاب الذي نقرأ فٌه تارٌخ التطور على االرض حتى‬
‫وقتنا هذا ‪.‬‬
‫ٌقسم علماء التارٌخ الطبٌعً ما مر على االرض من أزمان‬
‫وأحوال حتى عصرنا هذا إلى ‪ ٙ‬عصور ربٌسة ٌضم كل منها‬
‫مبات المبلٌٌن من السنٌن‪ ،‬بحسب تؽٌر اشكال الحٌاة على االرض‬
‫وتؽٌر المناخ وتؽٌر القارات ‪ .‬والستة عصور هً‪:‬‬
‫ٔ ‪ -‬العصر الكامبري ‪ :‬منذ ٓٗ٘‪ ٗ1٘-‬ملٌون سنة‪.‬‬
‫وٌطلق علٌه عصر الترٌلوبٌتات التً كانت تشبه سوسة الخشب‬
‫وكان ظهرها مصفحا ولها بطن رخوة وناعمة‪.‬‬
‫وعند الخطر كانت تتكوم كالكرة‪ ،‬وقد عاشت حتً حقبة المٌزونً‬
‫(المٌزوسً)‪.‬وفً الكمبري ظهرت أٌضا‪.‬‬
‫البلفقارٌات البحرٌة كالمفصلٌات البدابٌة والرخوٌات المبكرة‬
‫واألسفنج ودٌدان البحر‪.‬كما ظهرت به أسماك فقارٌة‪ .‬وفً‬
‫أواخره انقرض ٓ٘‪%‬من األحٌاء بسبب الجلٌد‪.‬ومن أحافٌره‬
‫الترٌلوبٌتات‪.‬‬
‫ٕ ‪ -‬العصر األردوفٌشً‪ :‬منذ ٘‪ ٖٗٗ-ٗ1‬ملٌون سنة‪.‬‬
‫ظهرت فٌه النباتات األولٌة واألشجار الفضٌة آكلة اللحوم فوق‬
‫الٌابسة‪ ،‬كما ظهرت الشعاب المرجانٌة ونجوم وجراد البحر‬
‫واألسماك البدابٌة والحشابش المابٌة والفطرٌات األولٌة‪.‬ومنذ‬
‫ٖٓٗ ملٌون سنة ظهرت قنافذ ونجوم البحر بٌن حدابق الزنابق‬
‫المابٌة الملونة‪ .‬وبٌنها ظهرت كابنات بحرٌة لها أصداؾ وأذناب‬
‫تحمً بها أنفسها‪ .‬وكان بعضها ٌطلق تٌارا كهربابٌا صاعقا‪.‬‬

‫‪126‬‬
‫ٖ ‪ -‬العصرالسٌلوري ‪ :‬منذ ٖٗٗ‪ ٗٔ0 -‬ملٌون سنة‪.‬‬
‫‪ .‬وكان فٌه بداٌة الحٌوانات فوق الٌابسة كالعقارب والعناكب‬
‫والقرادة المابٌة وأم أربعة وأربعٌن رجل وبعض النباتات الفطرٌة‬
‫الحمراء التً كانت تلقً بها األمواج للشاطا لتعٌش فوق‬
‫الصخور وفٌه أٌضا‪ ..‬ظهرت منذ ٓٓٗ ملٌون سنة األسماك ذات‬
‫الفكوك بالبحر والنباتات الوعابٌة فوق الٌابسة‪.‬وأهم أحافٌره‬
‫العقارب المابٌة‪.‬‬
‫ٗ ‪-‬العصر الدٌفونً‪ :‬منذ ‪ ٖ٘2-ٗٔ0‬ملٌون سنة‪.‬‬
‫وفٌه ظهرت منذ ٓٓٗ ملٌون سنة بعض األسماك البرمابٌة وكان‬
‫لها ربات وخٌاشٌم وزعانؾ قوٌة‪.‬‬
‫كما ظهرت الرأسقدمٌات كالحبار واألشجار الكبٌرة‪.‬ومن أحافٌره‬
‫األسماك والمرجانٌات الرباعٌة والسرخسٌات‪.‬‬
‫٘ ‪ -‬العصرالكربونً ‪:‬منذ ‪ ٕ22-ٖ٘2‬ملٌون سنة‪.‬‬
‫كان فٌه بداٌة ظهور الزواحؾ وزٌادة عدد األسماك حٌث ظهر‬
‫ٕٓٓ نوع من القروش‪.‬‬
‫ثم ظهرت الحشرات المجنحة العمبلقة وأشجار السرخس‬
‫الكبٌرة‪.‬وفً طبقته الصخرٌة ظهر الفحم الحجري وبقاٌا النباتات‬
‫الزهرٌة بالؽابات الشاسعة التً كانت أشجارها ؼارقة بالمٌاه التً‬
‫كانت تؽطً أراضٌها‪ .‬فظهرت أشجار السرخس الطوٌلة وبعض‬
‫الطحالب كانت كؤشجار تعلو‪ .‬وكانت حشرة الٌعسوب عمبلقة‬
‫وكان لها أربعة أجنحة طول كل منها مترا‪ .‬وكانت الضفادع فً‬
‫حجم العجل وبعضها له ٖعٌون وكانت العٌن الثالثة فوق قمة‬
‫الرأس وتظل مفتوحة للحراسة‪.‬‬

‫‪127‬‬
‫‪- ٙ‬العصر البرمً ‪ :‬منذ ‪ ٕٗ1 -ٕ22‬ملٌون سنة‪.‬‬
‫وفٌه زادت أعداد الفقارٌات والزواحؾ وظهرت فٌه‬
‫البرمابٌات‪.‬وانقرضت فٌه معظم األحٌاء التً كانت تعٌش من‬
‫قبله‪ .‬وفٌه ترسبت األمبلح بسبب ارتفاع حرارة الجو‪.‬‬

‫ٖ‪ -‬حقبة المٌسوزي (حقبة الحٌاة الوسطً)‬


‫وفٌها عصر الزواحؾ الكبري ( الدٌناصورات )‪( ،‬منذ ‪ٙ٘ -ٕٗ1‬‬
‫ملٌون سنة)‪.‬‬
‫وظهر فٌه عصر الثدٌٌات التً سادت البسٌطة منذ ٘‪ ٙ‬ملٌون‬
‫سنة وحتً اآلن‪ .‬وهذه الحقبة تضم ٖعصور‪ .‬وهً‪:‬‬

‫ٔ ‪ -‬العصرالترٌاسً ‪:‬منذ ٕٓ٘ – ٓ‪ ٔ1‬ملٌون سنة‪.‬‬


‫بعد انتهاء انقراض العصر البرمً الترٌاسً قبل ٕٓ٘ ملٌون‬
‫سنة و ظهور الدٌناصورات األولٌة و الثدٌٌات والقواقع وبعض‬
‫الزواحؾ كالسلحفاة والقواقع والذباب والنباتات الزهرٌة‪ .‬وقد‬
‫انتهً هذا العصر بانقراض صؽٌر قضً علً ٖ٘‪ %‬من‬
‫الحٌوانات منذ ٖٕٔ ملٌون سنة بما فٌها بعض البرمابٌات‬
‫والزواحؾ البحرٌة مما جعل الدٌناصورات تسود فً عدة جهات‬
‫فوق األرض‪.‬‬

‫ٕ ‪-‬العصرالجوراسً‪( :‬عصر الدٌناصورات العمبلقة) منذ ٔ‪-ٔ1‬‬


‫ٖ٘ٔ ملٌون سنة‪ .‬وفٌه‬
‫ظهرت حٌوانات الدم الحار وبعض الثدٌٌات والنباتات الزهرٌة‪.‬‬
‫مع بداٌة ظهور الطٌور والزواحؾ العمبلقة بالبر والبحر‪ .‬ومنذ‬

‫‪128‬‬
‫ٓ‪0ٓ – ٔ0‬ملٌون سنة كانت توجد طٌور لها أسنان وكانت تنقنق‬
‫وتصدر فحٌحا‪.‬‬
‫كما ظهرت فً هذه الفترة الدبلودوكس أكبر الزواحؾ التً ظهرت‬
‫وكانت تعٌش فً المستنقعات‪ .‬وكان له رقبة ثعبانٌة طوٌلة ورأس‬
‫صؽٌرتعلو بها فوق األشجار العمبلقة‪.‬وظهرت الزواحؾ الطابرة‬
‫ذات الشعر واألجنحة وكانت فً حجم الصقر‪.‬وظهر طابر‬
‫اإلركٌوبتركس وهو أقدم طابر وكان فً حجم الحمامة‪ .‬وكانت‬
‫أشجار السرخس ضخمة ولها أوراق متدلٌة فوق الماه وأشجار‬
‫الصنوبركان لها أوراق عرٌضة وجلدٌة (حالٌا أوراقها إبرٌة)‪.‬‬
‫ومنذ ‪ ٖٔ2‬ملٌون سنة ظهرت الفراشات وحشرات النمل والنحل‬
‫البدابٌة‪ .‬وقد حدث به انقراض صؽٌر منذ ٓ‪ ٔٙٓ – ٔ2‬ملٌون‬
‫سنة‪.‬‬

‫ٖ ‪ -‬العصر الطباشٌري(الكرٌتاسً) ‪ :‬منذ ٖ٘ٔ – ٖٕملٌون‬


‫سنة‪.‬‬
‫وفٌه تم انقراض الدٌناصورات بعد أن عاشت فوق األرض ٓٓٔ‬
‫ملٌون سنة‪ .‬وزادت فٌه أنواع وأعداد الثدٌٌات الصؽٌرة البدابٌة‬
‫كالكنؽر والنباتات الزهرٌة التً انتشرت‪ .‬وظهرت أشجار البلوط‬
‫والدردار واألشنات‪.‬كما ظهرت الدٌناصورات ذات الرٌش‬
‫والتماسٌح‪.‬‬
‫ومنذ ٕٓٔ ملٌون سنة عاشت سمكة البكنودونت الرعاشة وطٌور‬
‫الهٌسبرنٌس بدون أجنحة والنورس ذو األسنان‪ .‬وكان له أزٌز‬
‫وفحٌح‪ .‬وكانت الزواحؾ البحرٌة لها أعناق كالثعابٌن‪ .‬ومنذ‬
‫ٓٓٔ ملٌون سنة ظهرن سلحفاة األركلون البحرٌة وكان لها‬
‫زعانؾ تجدؾ بها بسرعة لتبتعد عن القروش وقنادٌل البحر‪.‬‬
‫ومنذ ٓ‪ 1‬ملٌون سنة كان ٌوجد بط السورولونس العمبلق الذي‬
‫كان ٌعٌش بالماء وكان ارتفاعه ‪ٙ‬متر وله عرؾ فوق رأسه‪ .‬وفً‬

‫‪129‬‬
‫هذه الفترة عاش دٌناصور الٌرانصور المتعطش للدماء وكان له‬
‫ذراعان قصٌرتان وقوٌتان لٌسٌر بهمافوق الٌابسة‪ .‬وكانت أسنانه‬
‫المعة وذٌله لحمً طوٌل وؼلٌظ ومخالبه قوٌة‪.‬‬
‫وكان ٌصدر فحٌحا‪ .‬وكان ٌوجد حٌوان اإلنكلوصور الضخم وهو‬
‫من الزواحؾ العمبلقة وكان مقوس الظهر وجسمه مسلح‬
‫بحراشٌؾ عظمٌة‪ .‬وشهد هذا العصر نشاط اإلزاحات لقشرة‬
‫األرض وأنشطة بركانٌة‪.‬‬
‫وفٌه وقع انقراض أودي بحٌاة الدٌناصورات منذ ٘‪ ٙ‬ملٌون سنة‪.‬‬
‫وقضً علً ٓ٘‪ %‬من أنواع البل فقارٌات البحرٌة‪ .‬وٌقال أن‬
‫سببه مذنب هوي وارتطم باألرض والبراكٌن المحتدمة التً‬
‫تفجرت فوقها‪ .‬ومنذ ٓ‪ 0‬ملٌون ستة ظهرت حٌوانات صؽٌرة لها‬
‫أنوؾ طوٌلة‪ .‬وكانت تمضػ الطعام بؤسنانها الحادة وتعتبر األجداد‬
‫األوابل للفٌلة والخرتٌت وأفراس البحر والحٌتان المعاصرة‪.‬‬

‫ٗ‪ -‬حقبة السٌنوزوي (حقبة الحٌاة الحدٌثة)‬


‫وتضم فترتٌن هما الزمن الثبلثً وٌضم خمسة عصور والزمن‬
‫الرباعً وٌضم عصرٌن‪.‬‬
‫أ‪-‬الزمن الثبلثً‪:‬منذ ٘‪ٔ ،1-ٙ‬ملٌون سنة‪.‬وفٌه انتشرت‬
‫الزواحؾ‪ .‬وٌضم‪:‬‬
‫ٔ‪ -‬العصر البلٌوسٌنً‪ :‬منذ ٘‪٘ٗ-ٙ‬ملٌون سنة‪ .‬وفٌه ظهرت‬
‫الثدٌٌات الكبٌرة الكٌسٌة المشٌمة كحٌوان البرنتوثٌرٌا‬
‫الذي كان له صوت مرعب وأسنانه فً فمه الذي كان‬
‫ٌطلق ضوءا مخٌفا‪ .‬وكان ٌكسو جسمه شعر ؼزٌر‪.‬‬
‫كما ظهرت الربٌسٌات األولٌة ومن بٌنها الفبران الصؽٌرة‬
‫وقنافذ ببل أشواك فوق جسمها وخٌول صؽٌرة فً حجم الثعلب‬
‫لها حوافر مشقوقة لثبلثة أصابع‪.‬‬

‫‪131‬‬
‫ٕ‪ -‬العصر اإلٌوسٌنً‪ :‬منذٗ٘‪ ٖ1-‬ملٌون سنة‪ .‬وفٌه ظهرت‬
‫القوارض والحٌتان األولٌة‪ .‬وكانت تعٌش به أسبلؾ‬
‫حٌوانات الٌوم‪.‬‬

‫ٖ‪ -‬العصر األولٌجوسٌنً‪ :‬منذ ‪ ٕٗ – ٖ1‬ملٌون سنة‪.‬‬


‫معظم صخوره قارٌة ولقد وجد به أجداد األفٌال المصرٌة‬
‫المنقرضة بسبب حدوث انقراض صؽٌر منذ ‪ ٖٙ‬ملٌون سنة‪.‬‬
‫وظهرت به أٌضا‪ ..‬ثدٌٌات جدٌدة كالخنازٌر البرٌة ذات األرجل‬
‫الطوٌلة‪ .‬وكانت تؽوص فً الماء نهارا وتسعً فً األحراش لٌبل‪.‬‬
‫كما ظهرت القطط وحٌوان الكركدن(الخرتٌت) الضخم وكان ٌشبه‬
‫الخنزٌر إال أن طباعه كانت تشبه طباع الزرافة‪ .‬كما ظهر الفٌل‬
‫المابً الذي كان ٌشبه فرس النهر وكان فمه واسعا وله نابان‬
‫مفلطحان لهذا أطلق علٌه حٌوان الببلتٌببلدون الذي كان ٌعٌش‬
‫علً األعشاب المابٌة‪.‬وكانت الطٌور كبٌرة وصؽٌرة وكان من‬
‫بٌنها النسور والطٌور العمبلقة التً كانت نشبه النعام إال أنها‬
‫كانت أكبر منها حجما‪ .‬وكانت ال تطٌر بل تعدو وكان كتكوتها فً‬
‫حجم الدجاحة إال أنها كانت مسالمة‪ .‬ووجد طابر الفوروهاكس‬
‫العمبلق وكان رأسه أكبر من رأس الحصان ومنقاره ٌشبه الفؤس‬
‫وعٌناه الترمشان وٌمزق فرٌسته ألنه كان ٌعٌش علً الدم‪.‬‬

‫ٗ‪ -‬العصر المٌوسٌنً‪ :‬منذ ٕٗ – ٘ ملٌون سنة وفٌه عصر‬


‫الفٌلة بمصر‪.‬‬
‫وفً رسوبٌاته البترول‪ .‬وظهر به ثدٌٌات كالحصان والكبلب‬
‫والدببة والطٌور المعاصرة والقردة بؤمرٌكا وجنوب أوروبا‪.‬‬

‫‪131‬‬
‫٘ ‪-‬العصر البٌلوسٌنً‪ :‬منذ ٘‪ ٔ01 -‬ملٌون سنة‪.‬‬
‫وفٌه بدأ ظهور أشباه اإلنسان والحٌتان المعاصرة بالمحٌطات‪.‬‬

‫ب ‪-‬الزمن الرباعً‪ :‬وٌضم عصرٌن هما‪:‬‬

‫ٔ ‪-‬البلٌستوسٌن‪ :‬منذ ‪ ٔ01‬ملٌون ‪ ٔٔٓٓ ٓ-‬سنة‪ .‬وفٌه العصر‬


‫الجلٌدي األخٌر حٌث‬
‫انقرضت الثدٌٌات العظمٌة (الفقارٌة) عندما ؼطً الجلٌد معظم‬
‫المعمورة‪.‬وقبله منذ ملٌون سنة كان الجو حارا وكانت الطٌور‬
‫وقتها مؽردة والحشرات طابرة‪.‬‬
‫وعاش فٌه حٌوان البلٌوتراجس الذي كان ٌشبه الحصان والزرافة‬
‫وكان له قرون فوق رأسه وأرجله مخططة وأذناه تشبه آذان‬
‫الحمٌر‪.‬‬
‫وبهذا العصر ظهر اإلنسان العاقل الصانع ألدواته وعاشت فٌه‬
‫فٌلة الماستدون والماموث وحٌوان الدٌنوثٌرم الذي كان ٌشبه‬
‫الفٌل لكن أنٌابه ألسفل وحٌوان الخرتٌت وكانوا صوفً الشعر‬
‫الذي كان ٌصل لؤلرض‪.‬وهذه الفٌلة كانت أذناها صؽٌرتٌن حتً‬
‫التتؤثرا بالصقٌع‪.‬‬
‫كما ظهر القط (سابر) ذات األنٌاب الكبٌرة والنمور ذات األسنان‬
‫التً تشبه السٌؾ وكانت تؽمدها فً أجربة بذقونها للحفاظ علً‬
‫حدتها‪ .‬وفٌه كثرت األمطار بمصر رؼم عدم وجود الجلٌد بها‪.‬‬
‫وصخور هذا العصر علٌها آثار الجلٌد‪ .‬وقد ترك اإلنسان األول‬
‫آثاره بعد انحسار الجلٌد‪.‬وقد حدث به انقراض كبٌر للثدٌٌات‬
‫الضخمة وكثٌر من أنواع الطٌور منذ ٓٔ آالؾ سنة بسبب الجلٌد‬
‫حٌث كانت األرض مؽطاة باألشجار القصٌرة كؤشجار الصنوبر‬
‫والبتوال‪.‬‬

‫‪132‬‬
‫ٕ ‪-‬العصر الهولوسٌنً‪ :‬منذ ٓٓٓٔٔ سنة وحتً اآلن‪.‬‬
‫آخر العصور الجٌولوجٌة وقد بلػ فٌه اإلنسان أعلً مراتبه‪.‬و‬
‫معظم الكابنات الحٌة التً آلت لهذا العصر منذ مطلعه ظلت كما‬
‫هً علٌه الٌوم‪ .‬إال أن فً هذا العصر ظهرت الحضارة اإلنسانٌة‬
‫والكتابة‪.‬‬

‫‪133‬‬
‫العصور الجيولوجية‬

‫‪134‬‬
‫طلب العلم فرٌضة علً كل انسان ‪ٌ ،‬نبؽً علً االنسان ان ٌنال العلم من‬
‫جمٌع مصادره ‪ ،‬لم نرد التطرق الً أمر نظرٌة التطور لتشارلز دارون‬
‫حتً ال ٌحدث تشتت ‪ ،‬وان كان امر النظرٌة لٌس كما هو مفهوم ‪ ،‬وربما‬
‫ٌمكن ان نذكر نظرٌة التطور فً كتاب آخر ‪ ،‬لكن مما ال شك فٌه ان‬
‫االنسان مخلوق بهٌبته الطبٌعٌة كانسان بشري ‪ ،‬وهو سٌدنا آدم علٌه‬
‫السبلم ‪ ،‬وهو أبو البشر اجمعٌن ‪.‬‬

‫اسماعٌـل محمد معلم العلوم والتارٌخ الطبٌعً ‪ٓٔٓٔ2ٔ2ٖ٘ٔ0‬‬


‫برٌد الكترونً ‪im0513985@gmail.com‬‬

‫‪135‬‬

You might also like