Professional Documents
Culture Documents
علم الجيولوجيا
علم الجيولوجيا
2
مقدمة :
بسم هللا والحمد هلل والصبلة والسبلم علً رسول هللا ،وعلً آله
وصحبه ومن وااله وبعد :
علم االرض أو الجٌولوجٌا هو علم ٌدرس كوكب االرض من
جمٌع النواحً من حٌث النشؤة ،والحٌاة ،والتربة والتضارٌس
والموارد الطبٌعٌة والقشرة االرضٌة وما تحتوٌه من عناصر
كٌمٌابٌة وؼٌرها ،لذا سنجد ان علم الجٌولوجٌا متصل بالعدٌد
من العلوم االخري فهو علم متفرع بدرجة كبٌرة ،فنجده علً
عبلقة وثٌقة بعلم الفلك ،وعلم الكٌمٌاء وعلوم الطبٌعة وعلم
االحٌاء ،لذلك كان من االهمٌة بمكان ما ان نلقً الضوء علً
ذلك العلم بطرٌقة مختصرة ،ربما تكون ذات فابدة ألبناء الوطن
العربً فً معرفة ذلك العلم دون الؽوص فٌه ،او تكون مقدمة
لمن ٌرؼب فً دراسة ذلك العلم المشوق الرابع ،ونسؤل هللا ان
ٌجعله خالصا لوجهه الكرٌم .
اسماعٌل محمد
معلم العلوم والتارٌخ الطبٌعً
ٓٔٓٔ2ٔ2ٖ٘ٔ0
3
فهرس :
4
الفصل األول
علم الجٌولوجٌا
5
ومن خبلل الجمع بٌن هذه األدواتٌ ،ستطٌع علماء علم طبقات األرض
تؤرٌخ التارٌخ الجٌولوجً لكل ألرض ،وتحدٌد عمرها ،وٌوفر علم طبقات
األرض الدلٌل األساسً للصفابح التكتونٌة ،والتارٌخ التطوري لؤلرض،
والمناخات الماضٌة لؤلرض.
ٌستخدم الجٌولوجٌون مجموعة واسعة من الطرق لفهم بنٌة األرض
وتطورها ،بما فً ذلك العمل المٌدانً ،ووصؾ الصخور ،والتقنٌات
الجٌوفٌزٌابٌة ،والتحلٌل الكٌمٌابً ،والتجارب الفٌزٌابٌة ،والنمذجة
العددٌة .أما من الناحٌة العملٌةٌ ،عد علم طبقات األرض مهم للتنقٌب عن
المعادن والهٌدروكربونات واستؽبللها ،وتقٌٌم الموارد المابٌة ،وفهم
المخاطر الطبٌعٌة ،ومعالجة المشاكل البٌبٌة ،وتوفٌر رإى حول تؽٌر
المناخ .كما ٌلعب علم طبقات األرض ،ذا التخصصات األكادٌمٌة الواسعة
كبٌرا فً الهندسة الجٌوتقن ٌّة.
دورا ً
ً
ٌنقسم علم الجٌولوجٌا الً قسمٌن ربٌسٌٌن هما :
ٔ -الجٌولوجٌا الطبٌعٌة أو الفٌزٌابٌة :
وهو القسم الذي ٌقوم بدراسة طبٌعة وخواص وتوزٌع المواد المكونة
لؤلرض والطرق التً ساعدت علً تكوٌن تلك المواد واسلوب تؽٌرها
وطرق نقلها ،وتشمل كذلك تكوٌن سطح االرض والعوامل المإثرة فٌه .
ٕ -الجٌولوجٌا التارٌخٌة :
وتشمل دراسة التؽٌرات التً حدثت علً سطح االرض من ناحٌة توزٌع
المٌاه ومناطق الٌابسة منذ اول نشوء لؤلرض قبل ما ٌقرب من ٗ.ٙ
بلٌون سنة الً اآلن وكذلك دراسة عبلقة االرض بالمجموعة الشمسٌة
والكون .
كذلك ٌدرس هذا القسم آثار وبقاٌا الحٌاة القدٌمة علً االرض منذ نشؤة
الحٌاة قبل حوالً بلٌونً سنة والً الوقت الحاضر وتقع ضمنها دراسة
االنسان .
6
-عبلقة علم الجٌولوجٌا بالعلوم االخري :
ٔ -علم الفلك :هناك عبلقة وطٌدة بٌن علم الفلك وعلم االرض ،ألنه
لكً نقوم بدراسة تارٌخ االرض ٌجب اوال دراسة طرٌقة نشوبها
وكذلك موضع االرض بالنسبة للمجموعة الشمسٌة ،وموضعها
بالنسبة للكون .
ٕ -علم الكٌمٌاء :هناك عبلقة وطٌدة بٌن علم الكٌمٌاء والجٌولوجٌا
،ألن االرض تتكون من عناصر مختلفة وهذه العناصر بعضها
معادن وهذه المعادن والعناصر ما هً اال مكونات كٌمٌابٌة او
عناصر كٌمٌابٌة ،كذلك تدخل الكٌمٌاء فً علم البلورات وهً
البلورات المإلفة للصخور فً االرض .
ٖ -علم الفٌزٌاء ٌ :وضحعلم الفٌزٌاء فهم القوي والتؤثٌرات التً
تعرضت لها الصخور مما ادي الً التشوهات وااللتواءات
والتراكٌب الجٌولوجٌة المختلفة .
ٗ -علم االحٌاء ٌ :دخل فً دراسة الكابنات الحٌة التً توجد فً
االحافٌر وفهم طبٌعتها ونشؤتها ،
٘ -علم االنسان :عن طرٌق فحص الهٌاكل العظمٌة لبلنسان وآثاره
وفهم التطور الحضاري لبلنسان .
7
ٔ -العلوم الخاصة بدراسة مكونات القشرة االرضٌة
مثل علم البلورات ،علم المعادن ،علم الجٌوكٌمٌاء ،علم الصخور
8
ٖ -العلوم الخاصة بدراسة تارٌخ تطور القشرة االرضٌة
مثل :علم الحفرٌات ،وعلم الطبقات والجٌولوجٌا التارٌخٌة
9
-أهمٌة علم الجٌولوجٌا :
أهمٌة علم الجٌولوجٌا كبٌرة فهً التً تمكننا من دراسة األرض التً
نحٌا علٌها ،الجٌولوجٌا هً دراسة األرض والمواد التً خلقت منها
وبنٌة تلك المواد والعملٌات التً تعمل علٌها ،و ٌتضمن دراسة الكابنات
الحٌة التً سكنت كوكبنا منذ مبلٌٌن السنٌن وحتى اآلن ،وهناك جزء
مهم من الجٌولوجٌا هو دراسة كٌفٌة تؽٌر مواد األرض وهٌاكلها
وعملٌاتها وكابناتها بمرور الوقت.
ٌعمل الجٌولوجٌون على فهم تارٌخ كوكبنا وهً أهم جوانب توضٌح
أهمٌة علم الجٌولوجٌا ،كلما تمكنوا من فهم تارٌخ األرض بشكل أفضل ،
كان بإمكانهم التنبإ بشكل أفضل بكٌفٌة تؤثٌر أحداث وعملٌات الماضً
فً المستقبل ،وهنا بعض األمثلة:
ٕ -إذا تمكن علماء الجٌولوجٌا من إعداد خرابط للمناطق التً ؼمرتها
المٌاه فً الماضً ،فٌمكنهم إعداد خرابط للمناطق التً قد تؽمرها
المٌاه فً المستقبل ،و ٌمكن استخدام هذه الخرابط لتوجٌه تنمٌة
المجتمعات وتحدٌد األماكن التً تتطلب الحماٌة من الفٌضانات أو
التؤمٌن ضد الفٌضانات.
11
ٖ -دراسة مكونات األرض
جمٌعنا نستخدم مكونات األرض كل ٌوم ،حٌث نستخدم النفط الذي ٌتم
إنتاجه من اآلبار والمعادن التً ٌتم إنتاجها من المناجم والمٌاه التً ٌتم
سحبها من الجداول أو من تحت األرض ،وٌقوم الجٌولوجٌون بإجراء
دراسات تحدد مواقع الصخور التً تحتوي على معادن مهمة ،وتخطٌط
المناجم التً تنتجها ،والطرق المستخدمة إلزالة المعادن من الصخور،
ٌقومون بعمل مماثل لتحدٌد وإنتاج النفط والؽاز الطبٌعً والمٌاه الجوفٌة
وهنام تعرؾ أهمٌة علم الجٌولوجٌا من ناحٌة الثروات.
11
-تطور علم االرض :
أوال :العصور القدٌمة
فً العصور القدٌمة كانت تدور بعض األفكار الجٌولوجٌة األولى حول
نشؤة األرض ،وقد كانت للٌونان القدٌمة بعض المفاهٌم الجٌولوجٌة
األساسٌة المتعلقة بنشؤة األرض ،إضافة إلى ذلك ،سجل أرسطو فً
القرن الرابع قبل المٌبلد مبلحظات هامة عن بطء وتٌرة التؽٌر
الجٌولوجً ،فقد رصد تكوٌن األرض وصاغ نظرٌة تشٌر إلى أن األرض
تتؽٌر ببطء ،وأن هذه التؽٌرات ال ٌمكن لئلنسان مبلحظتها على مدار
حٌاته كلها ،ووضع أرسطو أول المفاهٌم القابمة على اإلثباتات المرتبطة
بعالم الجٌولوجٌا فٌما ٌتعلق بمعدل تؽٌر طبٌعة األرض.
ومع ذلك ،فالفضل ٌرجع إلى خلٌفته فً معهد اللٌسٌوم ،الفٌلسوؾ
كبٌرا فً العصور القدٌمة فً كتابه عن
ً ثٌوفراستوس ،الذي حقق تقد ًما
األحجار ،فقد وصؾ الكثٌر من المعادن والخامات وكلها من المناجم
المحلٌة مثل مناجم منطقة الفرٌو قرب أثٌنا ،وؼٌرها ،كما ناقش بطبٌعة
الحال أنواع الرخام ومواد البناء مثل الحجر الجٌري وحاول عمل تصنٌؾ
بدابً للمعادن بحسب خصابص مثل الصبلدة.
وبعد ذلك بكثٌر فً العصر الرومانً ،قدم بلٌنٌوس األكبر تفصٌبلً لمعادن
ومواد أخرى كثٌرة استخدمت على نطاق واسع فً األؼراض العملٌة،
صحٌحا لنشؤة الكهرمان الذي ٌعد
ً تفسٌرا
ً وكان من بٌن أوابل من قدموا
من الراتنجات المستحثة المؤخوذة من األشجار بمراقبة الحشرات
المحبوسة فً أجزاء منها .ووضع كذلك أساس علم البلورات من خبلل
التعرؾ على التركٌب ثمانً السطوح لـاأللماس.
12
ثانٌا :العصور الوسطى
كان أبو الرٌحان البٌرونً ( ٖ )ٔٓٗ1-20من أوابل الجٌولوجٌٌن
المسلمٌن الذٌن تضمنت أعمالهم الكتابات األقدم على الجٌولوجٌا فً
الهند وافترضوا أن شبه القارة الهندٌة كانت مرة واحدة فً البحر.
كذلك قدم ابن سٌنا (ابن سٌنا )ٖٔٓ0-21ٔ ،إسهامات كبٌرة فً
الجٌولوجٌا والعلوم الطبٌعٌة ،إلى جانب فبلسفة طبٌعٌٌن آخرٌن مثل
اخوان الصفا وؼٌرها الكثٌر ،كتب ابن سٌنا عمبل موسوعٌا بعنوان
"كتاب الشفاء" (كتاب الشفاء أو الشفاء أو االنتصاؾ من الجهل) حٌث
ٌحتوي القسم ٘ من الجزء ٕ منه على شرحه لعلم المعادن واألرصاد
الجوٌة فً أرسطو فً ستة فصول :تكوٌن الجبال ،مزاٌا الجبال فً
تشكٌل الؽٌوم .مصادر المٌاه؛ أصل الزالزل؛ تشكٌل المعادن؛ تنوع
تضارٌس األرض.
كذلك فً الصٌن فً العصور الوسطى كان واحدا من أكثر علماء الطبٌعة
إثارة لبلهتمام هو شٌن كو (ٖٔٓٔ )ٔٓ2٘-وهو شخصٌة بولٌمث الذي
داس فً العدٌد من مجاالت الدراسة فً عصره من حٌث الجٌولوجٌا،
شٌن كو هو واحد من أول علماء الطبٌعة التً وضعت نظرٌة
الجٌومورفولوجٌا واستند ذلك إلى مبلحظاته المتعلقة بالترسبات
الرسوبٌة وتآكل التربة وترسب الطمً والحفرٌات البحرٌة الموجودة فً
جبال تاٌهانػ الواقعة على بعد مبات األمٌال من المحٌط الهادئ كما صاغ
نظرٌة لتؽٌر المناخ التدرٌجى بعد مبلحظته للمؽامرات القدٌمة المتحجرة
التً عثر علٌها فً حالة محفوظة تحت االرض بالقرب من ٌانتشو (ٌانان
الحدٌثة) فً المناخ الشمالى الجاؾ لمقاطعة شنشى وقد وضع فرضٌة
لعملٌة تكوٌن األرض :استنادا إلى مبلحظته للقذابؾ األحفورٌة فً طبقة
جٌولوجٌة فً جبل على بعد مبات األمٌال من المحٌط واستنتج أن األرض
تشكلت من خبلل تآكل الجبال وترسب الطمً.
13
ثالثا :القرن ال ٔ0
لم ٌكن حتى القرن السابع عشر أن الجٌولوجٌا قطعت أشواطا كبٌرة فً
تطورها ،فً هذا الوقت ،أصبحت الجٌولوجٌا كٌان خاص بها فً عالم
العلوم الطبٌعٌة وقد اكتشؾ العالم المسٌحً أن الترجمات المختلفة
للكتاب المقدس تحتوي على نسخ مختلفة من النص التوراتً والكٌان
الذي ظل ثابتا من خبلل جمٌع التفسٌرات هو أن الطوفان شكل
الجٌولوجٌا والجؽرافٌا فً العالم.
وإلثبات صحة الكتاب المقدس ،شعر األفراد بالحاجة إلى إثبات األدلة
العلمٌة التً تفٌد بؤن الفٌضانات الكبرى قد حدثت فعبل،مع هذه الرؼبة
المعززة للبٌانات جاءت زٌادة فً المبلحظات من تكوٌن األرض ،مما أدى
بدوره إلى اكتشاؾ األحافٌر وعلى الرؼم من أن النظرٌات التً نتجت عن
االهتمام المتزاٌد بتكوٌن األرض كثٌرا ما تم التبلعب بها لدعم مفهوم
الطوفان إال أن النتٌجة الحقٌقٌة كانت ذات أهمٌة أكبر فً تكوٌن األرض.
نظرا لقوة المعتقدات المسٌحٌة خبلل القرن السابع عشر وكانت نظرٌة
أصل األرض التً كانت مقبولة على نطاق واسع نظرٌة جدٌدة لؤلرض
نشرت فً ،ٔٙ2ٙمن قبل وٌلٌام وٌستون ،واستخدم وٌستون المنطق
المسٌحً "إلثبات" أن الفٌضان الكبٌر قد وقع وأن الفٌضانات شكلت
طبقات الصخور من األرض.
خبلل القرن السابع عشر أثار النقاش الدابر بٌن الدٌن والعلوم على أصل
األرض اهتماما بالؽا فً األرض وأسفر عن تقنٌات أكثر منهجٌة لتحدٌد
طبقات األرض ،وٌمكن تعرٌؾ طبقات األرض بؤنها طبقات أفقٌة من
الصخور لها نفس التكوٌن تقرٌبا فً جمٌع أنحاء كان رابد نٌكوالس
ستٌنو رابد فً العلم وتم تدرٌب ستٌنو فً النصوص الكبلسٌكٌة حول
العلوم ومع ذلك بحلول عام ٔٙ٘2شكك بجدٌة فً المعرفة المقبولة
للعالم الطبٌعً.
واألهم من ذلك ،انه تساءل عن فكرة أن الحفرٌات نمت فً األرض فضبل
عن تفسٌرات مشتركة لتشكٌل الصخور وقد أدت تحقٌقاته واستنتاجاته
14
البلحقة حول هذه الموضوعات العلماء إلى اعتباره واحدا من مإسسً
الطبقات الحدٌثة والجٌولوجٌا.
رابعا :القرن ال ٔ1
ومن هذا االهتمام المتزاٌد بطبٌعة األرض ومنشؤها أتى اهتمام متزاٌد
بالمعادن والمكونات األخرى لقشرة األرض وعبلوة على ذلك فإن األهمٌة
االقتصادٌة المتزاٌدة للتعدٌن فً أوروبا خبلل منتصؾ إلى أواخر القرن
الثامن عشر جعلت من حٌازة معرفة دقٌقة عن الخامات وتوزٌعها
الحٌوي الحٌوٌة.
بدأ العلماء دراسة تركٌبة األرض بطرٌقة منهجٌة مع مقارنات مفصلة
ووصؾ لٌس فقط لؤلرض نفسها ،ولكن من المعادن شبه الثمٌنة التً
تحتوي علٌها ،والتً كانت ذات قٌمة تجارٌة كبٌرة.
على سبٌل المثال ،فً عام ٗ ٔ00نشر أبراهام ؼوتلوب فٌرنر كتاب
فون دن (على األحرؾ الخارجٌة للمعادن) والتً جلبت له اعتراؾ واسع
النطاق ألنه قدم نظاما مفصبل لتحدٌد المعادن محددة على أساس
الخصابص الخارجٌة.
وٌمكن تحدٌد األراضً المنتجة بشكل أكثر كفاءة من أجل التعدٌن،
وٌمكن العثور على المعادن شبه الثمٌنةٌ ،مكن توفٌر المزٌد من األموال
وهذا محرك األقراص لتحقٌق مكاسب اقتصادٌة دفع الجٌولوجٌا إلى
األضواء وجعلها موضوعا شعبٌا لمتابعة مع زٌادة عدد الناس ٌدرسون
ذلك وجاء مبلحظات أكثر تفصٌبل والمزٌد من المعلومات حول األرض.
أٌضا خبلل القرن الثامن عشر أصبحت جوانب من تارٌخ األرض – وهً
االختبلفات بٌن المفهوم الدٌنً المقبول واألدلة الواقعٌة – موضوعا
شابعا للمناقشة فً المجتمع.
فً عام ٔ0ٗ2نشر عالم الطبٌعة الفرنسً جورج لوٌس لٌكلٌر كومت
دي بوفون كتابه "هٌستوٌر ناتورٌل" حٌث هاجم حسابات الكتاب
المقدس الشعبٌة التً قدمها وٌستون وؼٌرهم من المنظرٌن الكنسٌٌن فً
تارٌخ األرض.
15
من التجربة مع الكرات الباردة ،وجد أن عمر األرض لٌس فقط ٓٓٓٗ
أو ٓٓ٘ ٘0سنة على النحو المستدل من الكتاب المقدس ولكن بدال من
ٓٓٓ 0٘0سنة .شخص آخر وصؾ تارٌخ األرض مع اإلشارة إلى هللا وال
الكتاب المقدس كان الفٌلسوؾ إٌمانوٌل كانت ،الذي نشر له التارٌخ
الطبٌعً العالمً ونظرٌة السماوات (ألجمٌن ناتورجشٌشت وثوري دٌس
هٌملز) فً عام ٘٘.ٔ0
من أعمال هإالء الرجال المحترمٌن فضبل عن اآلخرٌن ،أصبح من
المقبول بحلول منتصؾ القرن الثامن عشر للتشكٌك فً سن األرض
وٌمثل هذا التساإل نقطة تحول فً دراسة األرض .وقد أصبح من
الممكن اآلن دراسة تارٌخ األرض من منظور علمً دون تصورات دٌنٌة
مسبقة.
مع تطبٌق األسالٌب العلمٌة للتحقٌق فً تارٌخ األرض ودراسة
الجٌولوجٌا ٌمكن أن تصبح مجاال متمٌزا للعلوم وللبدء كان ال بد من
صٌاؼة المصطلحات والتعرٌؾ لما ٌشكل دراسة جٌولوجٌة وقد استخدم
مصطلح "الجٌولوجٌا" ألول مرة من الناحٌة الفنٌة فً المنشورات من
قبل اثنٌن من علماء الطبٌعة جٌنٌفان جان أندرٌه دٌلوك وهوراس-
بٌنٌدٌكت دي سوسور ،على الرؼم من أن "الجٌولوجٌا" لم ٌكن استقباال
حسنا كمصطلح حتى تم تناوله فً مإثر جدا خبلصة وافٌة ،الموسوعة،
التً نشرت فً عام ٔ٘ ٔ0من قبل دٌنٌس دٌدٌروت وبمجرد أن ٌتم
تحدٌد المصطلح للداللة على دراسة األرض وتارٌخها أصبحت
الجٌولوجٌا ببطء أكثر اعترافا كعلوم متمٌزة ٌمكن تدرٌسها كمجال
للدراسة فً المإسسات التعلٌمٌة .فً عام ٔٗ ،ٔ0أنشؤت المإسسة
األكثر شهرة فً مجال التارٌخ الطبٌعً المتحؾ الوطنً للتارٌخ الطبٌعً
فً فرنسا أول موقع تعلٌمً مخصص خصٌصا للجٌولوجٌا .وكانت هذه
خطوة هامة فً زٌادة تعزٌز المعرفة بالجٌولوجٌا كعلم واعتراؾ بقٌمة
نشر هذه المعارؾ على نطاق واسع.
16
بحلول عام ٓ ٔ00بدأت الكٌمٌاء تلعب دورا محورٌا فً األساس النظري
للجٌولوجٌا ونظرٌتٌن متقابلتٌن مع ظهور أتباع ملتزمٌن وهذه النظرٌات
المتناقضة قدمت تفسٌرات مختلفة لكٌفٌة تشكٌل طبقات الصخور من
سطح األرض اقترح أحدهم أن الؽمر السابل ربما مثل الطوفان التوراتً
قد خلق جمٌع الطبقات الجٌولوجٌة ونظمت النظرٌة النظرٌات الكٌمٌابٌة
التً كانت تتطور منذ القرن السابع عشر وكان ٌروج لها جون ووكر
اإلسكتلنديٌ ،وهان ؼوتسشالك والٌرٌوس فً السوٌد وأبراهام فٌرنر فً
ألمانٌا .من هذه األسماء ،أصبحت وجهات نظر فٌرنر مإثرة دولٌا فً
حوالً ٓٓ .ٔ1وقال إن طبقات األرض ،بما فً ذلك البازلت والجرانٌت،
قد شكلت راسبا من المحٌط الذي ؼطى األرض بؤكملها .كان نظام فٌرنر
مإثرا ،وكان أولبك الذٌن قبلوا نظرٌته المعروفة باسم دٌلوفٌانٌستس أو
نٌبتونستس وكانت أطروحة النبتونٌة األكثر شعبٌة خبلل أواخر القرن
الثامن عشر وخاصة بالنسبة ألولبك الذٌن تلقوا تدرٌبا كٌمٌابٌا ومع ذلك
أطروحة أخرى اكتسبت ببطء العملة من ٓ sٔ01إلى األمام وبدال من
الماء اقترح بعض علماء الطبٌعة فً منتصؾ القرن الثامن عشر مثل
بوفون أن الطبقات قد تشكلت من خبلل الحرارة (أو النار).
تم تعدٌل أطروحة وتوسٌعها من قبل الطبٌعة االسكتلندٌة جٌمس هوتون
خبلل ٓ .sٔ01وجادل ضد نظرٌة النبتونٌة ،واقترح بدال من ذلك نظرٌة
على أساس الحرارة .أولبك الذٌن اتبعوا هذه األطروحة خبلل أوابل القرن
التاسع عشر أشاروا إلى هذا الرأي كما البلوتونٌة:
تشكٌل األرض من خبلل التصلب التدرٌجً للكتلة المنصهرة بمعدل
بطًء من نفس العملٌات التً حدثت على مر التارٌخ واستمرت فً
الوقت الحاضر وأدى ذلك إلى استنتاج أن األرض كانت قدٌمة ال ٌمكن
قٌاسها وال ٌمكن تفسٌرها فً حدود التسلسل الزمنً المستنتج من
الكتاب المقدس ٌعتقد بلوتونٌستس أن العملٌات البركانٌة كانت العامل
الربٌسً فً تكوٌن الصخور ولٌس الماء من الفٌضانات العظمى.
17
خامسا :القرن ال ٔ2
فً أوابل القرن التاسع عشر حفزت صناعة التعدٌن والثورة الصناعٌة
التطور السرٌع للعمود الطبقً – "تسلسل تشكٌبلت الصخور مرتبة وفقا
لترتٌبها فً الوقت المناسب".
وفً إنجلترا بدءا من ٓ ٔ02وجد تجرٌبٌا أن الحفرٌات كانت وسٌلة
فعالة للؽاٌة للتمٌٌز بٌن التشكٌبلت المماثلة خبلؾ ذلك من المشهد كما
سافر الببلد العاملة على نظام القناة وأنتجت الخرٌطة الجٌولوجٌة األولى
لبرٌطانٌا وفً الوقت نفسه تقرٌبا أدرك عالم التشرٌح المقارن الفرنسً
جورج كوفٌه بمساعدة زمٌله ألٌكساندر بروجنٌارت فً مدرسة المناجم
فً بارٌس أن األعمار النسبٌة للحفرٌات ٌمكن أن تحدد من وجهة نظر
جٌولوجٌة من حٌث ما هً طبقة من الصخور تقع األحافٌر والمسافة هذه
الطبقات من الصخور هً من سطح األرض.
من خبلل تولٌؾ النتابج التً توصلوا إلٌها ،أدرك بروؼنٌارت وكوفٌٌه
أن طبقات مختلفة ٌمكن تحدٌدها من قبل محتوٌات األحفوري ،وبالتالً
ٌمكن تعٌٌن كل طبقة إلى موقؾ فرٌد فً تسلسل.
بعد نشر كتاب كوفٌٌه وبرونجنٌارت "الوصؾ جٌولوجٌك دٌس
إنفٌرونس دي بارٌس" فً عام ٔٔ ،ٔ1الذي حدد المفهوم ،أصبح
الطبقٌة شعبٌة جدا بٌن الجٌولوجٌٌن .العدٌد منهم ٌؤملون فً تطبٌق هذا
المفهوم على جمٌع صخور األرض وخبلل هذا القرن قام العدٌد من
الجٌولوجٌٌن بمزٌد من تنقٌح واستكمال العمود الطبقً على سبٌل المثال
فً عام ٖٖ ٔ1بٌنما كان آدم سٌدجوٌك ٌقوم بتخطٌط الصخور التً كان
قد أسسها من الفترة الكمبودٌة ،كان تشارلز لٌل فً مكان آخر ٌقترح
تقسٌم فرعً للمرحلة الثالثة فً حٌن كان رودرٌك مورشٌسون الذي
رسم فً وٌلز من اتجاه مختلؾ األجزاء العلٌا من سٌدجوٌك فً الكمبري
إلى األجزاء السفلى من فترة سٌلورٌهو كان العمود الطبقً كبٌرا ألنه
ٌوفر طرٌقة لتعٌٌن سن نسبً لهذه الصخور من خبلل تعٌٌنها فً مواقع
مختلفة فً تسلسلها الطبقً وقد خلق ذلك نهجا عالمٌا لتارٌخ سن
18
األرض ،وسمح بربط عبلقات أخرى من التشابهات الموجودة فً تكوٌن
قشرة األرض فً مختلؾ البلدان.
فً أوابل القرن التاسع عشر فً برٌطانٌا تم تكٌٌؾ الكارثة بهدؾ
التوفٌق بٌن العلوم الجٌولوجٌة والتقالٌد الدٌنٌة للفٌضان الكبٌر فً
الكتاب المقدس و فً أوابل عشرٌنٌات القرن العشرٌن قام الجٌولوجٌون
اإلنجلٌزٌون بما فً ذلك وٌلٌام باكبلند وآدم سٌدجوٌك بتفسٌر الرواسب
"المخففة" كنتٌجة لفٌضان نوح ،ولكن بنهاٌة العقد قاموا بتنقٌح آرابهم
لصالح الؽمر المحلً تشارلز لٌل تحدى الكارثة مع نشر فً عام ٖٓٔ1
من المجلد األول من كتابه مبادئ الجٌولوجٌا التً قدمت مجموعة
متنوعة من األدلة الجٌولوجٌة من إنجلترا وفرنسا وإٌطالٌا وإسبانٌا
إلثبات أفكار هوتون من التدرج الصحٌح وقال إن معظم التؽٌرات
الجٌولوجٌة كانت تدرٌجٌة جدا فً تارٌخ البشرٌة وقدم لٌل أدلة على
التوحٌدٌة وهو مبدأ جٌولوجً أن العملٌات تحدث بنفس المعدالت فً
الوقت الحاضر كما فعلت فً الماضً ،وتمثل جمٌع الخصابص
الجٌولوجٌة لؤلرض أعمال لٌل كانت شعبٌة وقراءة على نطاق واسع
وكان مفهوم التوحٌدٌة عقد قوي فً المجتمع الجٌولوجً.
فً نفس الوقت الذي تم فٌه االنتهاء من العمود الطبقً قاد اإلمبرٌالٌة
عدة بلدان فً أوابل القرن التاسع عشر الستكشاؾ أراض بعٌدة لتوسٌع
إمبراطورٌاتهم وقد أتاح ذلك الفرصة للباحثٌن الطبٌعٌٌن لجمع البٌانات
عن هذه الرحبلت فً عام ٖٔ ٔ1طلب الكابتن روبرت فٌتزروي،
المسإول عن بعثة المسح الساحلً التابعة لشركة همس بٌجل الحصول
على عالم طبٌعً مناسب لدراسة األرض وتقدٌم المشورة الجٌولوجٌة
وانخفض هذا إلى تشارلز داروٌن الذي كان قد أنهى لتوه درجة
البكالورٌوس ،ورافق سٌدجوٌك فً رحلة رسم الخرابط الوٌلزٌة التً
استمرت أسبوعٌن بعد أخذ دورة الربٌع فً الجٌولوجٌا.
أعطى فٌتزروي مبادئ داروٌن لٌل للجٌولوجٌا ،وأصبح داروٌن التلمٌذ
األول لٌل ،ونظرٌا مبتكرا على مبادئ موحدة حول العملٌات الجٌولوجٌة
التً شاهدها ،وتحدي بعض أفكار لٌل.
19
وقد تكهن بؤن األرض توسعت لتفسٌر االرتقاء ،ثم على أساس الفكرة
القابلة بؤن مناطق المحٌطات ؼرقت مع االرتقاء باألرض ،نظرٌا أن
الجزر المرجانٌة نمت من تهدٌب الشعاب المرجانٌة التً تؽرق الجزر
البركانٌة.
وقد تؤكدت هذه الفكرة عندما قام بٌجل بمسح جزر كوكوس (كٌلٌنػ)
ونشر فً عام ٕٗ ٔ1نظرٌته حول هٌكل وتوزٌع الشعاب المرجانٌة
وساعد اكتشاؾ داروٌن للحفرٌات العمبلقة على تؤسٌس سمعته
كجٌولوجً ونظرته حول أسباب انقراضه أدت إلى نظرٌته للتطور عن
طرٌق االنتقاء الطبٌعً الذي نشر فً "أصل األنواع" فً عام .ٔ1٘2
وقد دفعت الدوافع االقتصادٌة لبلستخدام العملً للبٌانات الجٌولوجٌة
الحكومات إلى دعم البحوث الجٌولوجٌة وخبلل القرن التاسع عشر قامت
حكومات عدة بلدان من بٌنها كندا وأسترالٌا وبرٌطانٌا العظمى والوالٌات
المتحدة بتموٌل المسح الجٌولوجً الذي من شؤنه أن ٌنتج خرابط
جٌولوجٌة لمناطق شاسعة من البلدان وٌوفر المسح الجٌولوجً موقع
المعادن المفٌدة وٌمكن استخدام هذه المعلومات لصالح صناعة التعدٌن
فً البلد وبتموٌل الحكومة للبحوث الجٌولوجٌة ٌمكن أن ٌدرس المزٌد
من األفراد الجٌولوجٌا بتقنٌات وتقنٌات أفضل مما ٌإدي إلى توسع مجال
الجٌولوجٌا.
فً القرن التاسع عشر قدر البحث العلمً عصر األرض من حٌث مبلٌٌن
السنٌن وبحلول أوابل القرن العشرٌن تم اكتشاؾ نظابر رادٌوجٌنٌك وقد
تم تطوٌر التؤرٌخ اإلشعاعً فً عام ٔٔ ٔ2قام آرثر هولمز بتؤلٌؾ عٌنة
من سٌبلن فً ٔ.ٙملٌار سنة باستخدام نظابر الرصاص.
فً عام ٕٔ ٔ2جاء الحضور فً االجتماع السنوي للجمعٌة البرٌطانٌة
للنهوض العلوم إلى توافق آراء تقرٌبً بؤن عمر األرض كان بضعة
ملٌارات سنة وأن التعارؾ اإلشعاعً كان موثوقا به ونشر هولمز عصر
األرض ومقدمة فً األفكار الجٌولوجٌة فً عام ٔ2ٕ0الذي قدم فٌه
مجموعة من ٔ.ٙإلى ٓ ٖ.ملٌار سنة وقد احتلت التبلوة البلحقة عصر
21
األرض نحو ٘٘ ٗ.بلٌون سنة ولم ٌعد من الممكن قبول النظرٌات التً ال
تمتثل لؤلدلة العلمٌة التً تثبت سن األرض.
سادسا :القرن ال ٕٓ
فً عام ٕ ٔ1ٙنشر الفٌزٌابً ولٌام طومسون البارون األول كلفن
حسابات تحدد عمر األرض بٌن ٕٓ ملٌون و ٓٓٗ ملٌون سنة.
وقد افترض أن األرض قد شكلت كابن مصهور تماما وحددت مقدار
الوقت الذي ٌستؽرقه للسطح القرٌب لٌبرد إلى درجة حرارته الحالٌة مع
اكتشاؾ االضمحبلل اإلشعاعً تم دفع عمر األرض إلى أبعد من ذلك آرثر
هولمز كان رابدا فً علم الجؽرافٌا.
فً عام ٖٔ ٔ2كان هولمز على موظفً كلٌة إمبلاير وعندما نشر كتابه
الشهٌر عصر األرض الذي جادل بقوة لصالح استخدام أسالٌب التعارؾ
المشعة بدال من األسالٌب التً تستند إلى الترسٌب الجٌولوجً أو تبرٌد
األرض (كثٌر الناس ال تزال تعلق على حسابات الرب كلفن أقل من ٓٓٔ
ملٌون سنة).
وٌقدر هولمز أن أقدم صخور أرتشٌة تبلػ ٓٓ ٔٙملٌون سنة ولكنها لم
تكهن عن عمر األرض ،بحلول هذا الوقت كان اكتشاؾ النظابر تعقٌدا
الحسابات وقضى السنوات المقبلة تتصارع مع هذه وقد عززه التروٌج
للنظرٌة على مدى العقود القادمة لقبا ألب علم الجؽرافٌا الحدٌث .وبحلول
عام ،ٔ2ٕ0قام بتنقٌح هذا الرقم إلى ٖٓٓٓ ملٌون سنة وفً
األربعٌنٌات من القرن الرابع المٌبلدي إلى ٓٓ٘ٗ ٔٓٓ ±ملٌون سنة،
قٌاسات الوفرة النسبٌة لنظابر الٌورانٌوم التً أنشؤها ألفرٌد أوك ناٌر.
الطرٌقة العامة تعرؾ اآلن باسم نموذج هولمز-هوترمان بعد فرٌتز
هوترمانز الذي نشر فً نفس العام ٔ2ٗٙوقد تم تنقٌح العمر الثابت
لؤلرض منذ ذلك الحٌن ولكن لم ٌتؽٌر كثٌرا.
21
فً عام ٕٔ ٔ2اقترح ألفرٌد فٌجنر نظرٌة االنجراؾ القاري وتشٌر هذه
النظرٌة إلى أن أشكال القارات ومطابقة الجٌولوجٌا الساحلٌة بٌن بعض
القارات تشٌر إلى أنها انضمت معا فً الماضً وشكلت كتلة أرض واحدة
تعرؾ باسم بانجٌا؛ وبعد ذلك انفصلوا وانحرفوا مثل الطوافات فوق قاع
المحٌط ،ووصلوا حالٌا إلى موقعهم الحالً باإلضافة إلى ذلك قدمت
نظرٌة االنجراؾ القاري تفسٌر ممكن لتشكٌل الجبال لوحة تكتونٌة بنٌت
على نظرٌة االنجراؾ القاري.
لسوء الحظ لم ٌقدم فٌجنر آلٌة مقنعة لهذا االنجراؾ ولم تكن أفكاره
مقبولة عموما خبلل حٌاته وقبلت آرثر هومز نظرٌة فٌجنر وقدمت آلٌة:
عباءة الحمل لتسبب القارات للتحرك ومع ذلك لم تبدأ األدلة الجدٌدة حتى
بعد الحرب العالمٌة الثانٌة فً تراكم االنجراؾ القاري المدعوم وتابعت
هناك فترة من ٕٓ عاما مثٌرة للؽاٌة حٌث وضعت نظرٌة االنجراؾ
القاري من ٌعتقد من قبل عدد قلٌل لٌكون حجر الزاوٌة فً الجٌولوجٌا
الحدٌثة .ابتداء من عام ٔ2ٗ0وجدت البحوث أدلة جدٌدة حول قاع
المحٌط ،وفً عام ٓ ٔ2ٙبروس هٌزن نشرت مفهوم منتصؾ التبلل
المحٌطات بعد ذلك اقترح روبرت دٌتز وهاري هٌس أشكال قشرة
المحٌطات وقاع البحر ٌنتشر على طول ارتفاعات منتصؾ المحٌط فً
انتشار قاع البحر واعتبر هذا تؤكٌدا للحمل عباءة وهكذا تم إزالة حجر
عثرة الربٌسً لنظرٌة.
واقترحت األدلة الجٌوفٌزٌابٌة الحركة الجانبٌة للقارات وأن القشرة
المحٌطٌة أصؽر من القشرة القارٌة ،هذه األدلة الجٌوفٌزٌابٌة أٌضا
حفزت فرضٌة بالوماؼنٌتٌسم ،سجل اتجاه المجال المؽناطٌسً لؤلرض
المسجلة فً المعادن المؽناطٌسٌة واقترح عالم الجٌوفٌزٌاء البرٌطانً
رونكورن مفهوم علم بالوماؼنٌتٌسم من استنتاجه أن القارات قد تحركت
بالنسبة لؤلقطاب المؽناطٌسٌة لؤلرض.
وقد أضاؾ توزو وٌلسون الذي كان مروجا لفرضٌة انتشار قاع البحر
واالنجراؾ القاري منذ البداٌة مفهوم تحوٌل األعطال إلى النموذج
22
واستكمال فبات أنواع األخطاء البلزمة لجعل تنقل اللوحات على وقد
عقدت ندوة حول االنجراؾ القاري فً الجمعٌة الملكٌة فً لندن فً عام
ٌ٘ ٔ2ٙجب أن تعتبر بداٌة رسمٌة لقبول تكتونٌات الصفابح من قبل
المجتمع العلمً.وتصدر ملخصات الندوة كما ببلكٌت ،بوالرد ،رونكورن؛
٘ .ٔ2ٙفً هذه الندوة ،أظهر إدوارد بوالرد وزمبلإه فً العمل حسابا
حاسوبٌا كٌؾ ٌمكن للقارات على جانبً المحٌط األطلسً أن تتناسب
على أفضل وجه إلؼبلق المحٌط الذي أصبح ٌعرؾ باسم "بوالرد صالح"
الشهٌر .بحلول أواخر ٓ sٔ2ٙوزن األدلة المتاحة رأى القاري
االنجراؾ باعتبارها نظرٌة مقبولة عموما.
23
الفصل الثانً
االرض جزء من الكون
24
قرب انتهاء عمر النجم ونفاذ وقوده من الهٌدروجٌن ،عندبذ تنهً حرارة
الشمس المرتفعة الحٌاة على األرض ،هذا إذا لم ٌحدث لها حدث كونً
آخر قبل ذلك – كانفجار نجم قرٌب فً هٌبة مستعر أعظم – ٌنهً الحٌاة
علٌها.
25
توجد األرض فً مجموعة كواكب المجموعة الشمسٌة ،والمجموعة
الشمسٌة نفسها واحدة من ضمن مبات الملٌارات من النجوم التً تشكل
مجرة درب التبانة أو درب اللبانة.
المنطقة التً تمٌز كوكب األرض حول الشمس عن ؼٌرها هً منطقة
تعرؾ بؤنها نطاق صالح للسكن ،بمعنى أن بـُعد األرض عن الشمس الذي
ٌبلػ نحو ٓ٘ٔ ملٌون كٌلومتر ومدار األرض حول الشمس فً فلك
دابري ٌجعل علٌها درجات حرارة مناسبة لٌست بالمرتفعة كثٌرا ولٌست
باردة جدا بحٌث تبلبم نشؤة حٌاة واستمرارها علٌها.
باإلضافة إلى ذلك حجم مناسب لؤلرض ٌجعلها تحتفظ بؽبلفها الجوي
ووجود الماء علٌها ،ووجود ؼاز األوزون فً جو األرض الذي ٌحمً
األحٌاء علٌها من األشعة فوق البنفسجٌة الضارة ،عبلوة على مجالها
المؽناطٌسً الذي ٌحمٌها من الجسٌمات األولٌة السرٌعة التً تؤتً مع
الرٌاح الشمسٌة فتهدد سبلمة األحٌاء على األرض.
ٌنقسم السطح الخارجً لؤلرض إلى عدة أجزاء:
القشرة األرضٌة الصلبة ،التً تصل إلى عمق نحو خمسٌن كٌلومتر،
والؽبلؾ األرضً الذي تصل سماكته إلى ٓٓٓٗ كٌلومتر ،ونواة األرض
المركزٌة الصلبة المكونة من الحدٌد والنٌكل.
وٌوجد الؽبلؾ األرضً فً حالة سابلة موصلة للكهرباء متحركة بحٌث
ٌنشؤ عن حركتها المجال المؽناطٌسً لؤلرض ،وتتسم القشرة األرضٌة
بؤنها تطفو فوق الؽبلؾ األرضً المنصهر.
وتنقسم القشرة األرضٌة إلى عدد من الصفابح التكتونٌة العظٌمة،
ظهرت تدرٌج ًٌا على سطح األرض بسبب برودتها بالتدرٌج عبر مبلٌٌن
السنٌن .تطفو تلك القشرة الرقٌقة نسبٌا فوق ما ٌسمى بالؽبلؾ األرضً
وهو الجزء الكبٌر من كتلة األرض وٌتكون من صهارة شدٌدة السخونة
توجد تحت القشرة بدرجة حرارة تبلػ نحو ٓٓ ٔ0درجة مبوٌة وٌزداد
معدلها مع االقتراب من مركز األرض الحدٌدي.
26
تنفذ تلك الصهارة فً جهات مختلفة على األرض من القشرة مكونة ما
ٌعرؾ بالبراكٌن ،تؽطً المٌاه نحو ٔ %0من سطح األرض فً
المحٌطات وهً مٌاه مالحة تعم بالحٌاة المابٌة ،بٌنما ٌتكون الجزء الباقً
من القارات ،والجزر ،واألنهار ،ذات المٌاه العذبة الضرورٌة للحٌاة على
الٌابسة بجمٌع أشكالها من نبات وحٌوان.
تكتونٌة الصفابح
ولم تثبت حتى اآلن وجود حٌاة على سطح أي كوكب من الكواكب
األخرى ،إال أن المسبارات التً هبطت على سطح كوكب المرٌخ ربما
تنوه بوجود حٌاة فً صورة كابنات بدابٌة لم تتطور كثٌرا قبل أن تنتهً
الحٌاة المزعومة على سطح المرٌخ بعد تدهور األحوال الجوٌة علٌه.
وٌفسر بعض العلماء صور المسبار بقولهم أن هناك احتمال لوجود
الحٌاة على المرٌخ فً الماضً ،ولكن الفصل فً هذا الشؤن ٌحتاج إلى
مجهودات ضخمة ،وأرسال أجهزة ومعدات فً استطاعتها القٌام بتحلٌل
العٌنات أو العودة بها إلى األرض لدراستها وتحلٌلها.
ٌحتوي باطن األرض النشط على طبقة وسطى سمٌكة ،تصل فً سمكها
إلى حوالً ٓٓٓٗ كٌلومتر ،وهً تشكل الؽبلؾ األرضً ،وهو سابل
صلب نسب ًٌا ،وٌقسمه العلماء إلى لب خارجً سابل عالً اللزوجةٌ ،خرج
أحٌانا فً صورة صهارة إلى سطح األرض عندما تنشط البراكٌن.
27
وٌوجد ذلك اللب الخارجً فً حركة دابمة تعمل على تولٌد المجال
المؽناطٌسً لؤلرض ،أما اللب الداخلً فصلب شدٌد الكثافة ،وتزداد نسبة
كثافته مع ازدٌاد االقتراب من النواة المركزٌة لؤلرض ،وهً تصل إلى
حوالً 0ؼرامات/سنتٌمتر مكعب ،وٌتكون اللب الداخلً من الحدٌد
والنٌكل بشكل أساسً ،وتتخذ نواة الكرة األرضٌة شكبلً كرو ًٌا ٌصل
نصؾ قطرها إلى حوالً ٕٓٓٓ كٌلومتر.
باإلضافة إلى ذلك ،فإن كوكب األرض ٌتؤثر مع الكواكب الموجودة فً
الفضاء الخارجً وبصفة خاصة الشمس حٌث ٌدور فً فلكها والقمر،
الذي ٌدور فً فلك حول األرض ،وفً الوقت الحاضر ،تدور األرض حول
الشمس مرة كل ٌ ٖٙ٘.ٕٙوم ،وذلك باإلضافة إلى دورانها حول
محورها.
وٌطلق على هذه الفترة من الوقت لدورتها حول الشمس "السنة الفلكٌة"
التً تعادل ٌ ٖٙ٘.ٕٙوم شمسً ،هذا وٌمٌل محور دوران األرض حول
نفسها بمقدار ٗ ٕٖ.درجة عن العمودي على مستوى مدارها حول
الشمس ،مما ٌنتج عنه تنوع الفصول على سطح الكوكب.
تتمٌز األرض بوجود تابع طبٌعً وحٌد لها هو "القمر" ،الذي بدأ فً
الدوران حولها منذ ٖ٘ ٗ.ملٌار عام.
وٌترتب على دوران القمر حول األرض بروز ظاهرة المد والجزر ،الذي
ٌحدث فً المسطحات المابٌة ،والحفاظ على ثبات مٌل محور األرض
والبطء التدرٌجً فً دورانها.
تؤثر سطح األرض بالكوٌكبات التً سقطت علٌه خبلل الفترة الممتدة بٌن
ٔ ٗ.و ٖ.1ملٌارات سنة تقرٌ ًبا مما أدى إلى تؽٌرات فً بٌبة السطح.
هذا وتعتبر الموارد المعدنٌة لكوكب األرض والموارد الموجودة فً نطاق
الؽبلؾ الحٌوي من المصادر المساهمة فً توزٌع السكان على األرض.
ٌتركز سكان األرض فً حوالً ٕٓٓ دولة تتمتع كل منها بسٌادة مستقلة
ألراضٌها ،وتتعامل هذه الدول مع بعضها البعض من خبلل العبلقات
الدبلوماسٌة والسٌاحٌة والتبادل التجاري والعبلقات العسكرٌة.
28
وهناك العدٌد من وجهات النظر التً تبنتها الثقافات البشرٌة المختلفة
عن كوكب األرض ،من بٌنها تقدٌس األرض إلى حد العبودٌة .وساد فً
الماضً االعتقاد بؤن األرض مسطحة ،ولم ٌكتشؾ اإلنسان كروٌة
األرض إال فً العصور الوسطى بعدما تحسنت وسابله العلمٌة ،رؼم أن
علماء المسلمٌن قاطبة أجمعوا على أن األرض كروٌة حٌث ٌقول ابن
حزم (ت ٗ٘ٙهـ):
«وجوابنا وباهلل تعالى التوفٌق إن أحداً من أبمة المسلمٌن المستحقٌن
السم اإلمامة بالعلم لم ٌنكروا تكوٌر األرض وال ٌحفظ ألحد منهم فً دفعه
كلمة بل البراهٌن من القرآن والسنة قد جاءت بتكوٌرها» – الفصل فً
الملل واألهواء والنحل (ٕ)01 /
و َتسمح البٌبة على األرض بالحٌاة بسبب بعدها المناسب عن الشمس،
ووجود الماء واألكسجٌن والكربون والنٌتروجٌن التً تكون المادة الحٌة،
وهً بٌبة متكاملة تحتاج إلى الحفاظ علٌها ،وعدم اضرارها فتفقد حٌاة
البشر نضورها وقوتها على البقاء ،وقد تختفً أٌضا بعض األحٌاء
األخرى بسبب استؽبلل اإلنسان لثروات األرض بدون حساب.
29
النظام الشمسً من سدٌم شمسً – عبارة عن كتلة قرصٌة الشكل من
الؽبار والؽاز تبقت من تكون الشمس.
تكون األرض عن طرٌق هذه األجزاء الخارجٌة فً ؼضون وقد اكتمل ّ
فترة تتراوح ما بٌن ٓٔ و ٕٓ ملٌون عام ،وفً بادئ األمر كانت
تكون قشرة صلبة
األرض منصهرة ،ثم بردت طبقتها الخارجٌة؛ لكً ّ
وذلك عندما بدأت المٌاه تتراكم فً الؽبلؾ الجوي لؤلرض.
تكون القمر بعد ذلك بوقت قرٌب ،وذلك عندما اصطدم جرم سماوي ـ
ثم ّ
فً حجم كوكب المرٌخ (أحٌا ًنا ٌطلق علٌه "فرضٌة تؤثٌر االرتطام
بالجسم العمبلق") تمثل كتلته ٓٔ %من كتلة كوكب األرض ،ـ باألرض
فً صدمة عارضة.
وبعد ذلك اندمجت أجزاء من هذا الجرم السماوي مع كوكب األرض،
وتناثرت أجزاء منه فً الفضاء ،ولكن أجزاء من هذا الجرم استقرت فً
مدار وكونت القمر.
وقد نتج عن النشاط البركانً وانبعاث الؽازات من كوكب األرض تكون
الؽبلؾ الجوي األساسً للكوكب.
وقد تكونت المحٌطات من تكثؾ بخار الماء الذي ٌزٌد بفعل الثلوج
والمٌاه السابلة التً تحملها الكوٌكبات والكواكب األصلٌة األكبر حج ًما
والمذنبات وأي كوكب فً النظام الشمس ٌدور حول الشمس على مسافة
أبعد من نبتون.
هذا وقد تم اقتراح احتمالٌن أساسٌٌن لشكل تطور القارات :األول هو
مستمرا حتى العصر الحالً ،والثانً هو
ً التطور الثابت الذي ما زال
تطور سرٌع مبدبً حدث فً فترة مبكرة من تارٌخ األرض .وقد أوضحت
األبحاث أن النظرٌة الثانٌة هً األقرب للصواب ،فقد حدث تطور سرٌع
ومبدبً لقشرة القارات األرضٌة ،تبله تطور ثابت على المدى البعٌد
للمنطقة القارٌة.
وإذا قٌس ذلك بمقٌاس الزمن ،فإنه قد استمر على مدى مبات المبلٌٌن
من السنٌن؛ حٌث أن سطح كوكب األرض قد أعاد تشكٌل نفسه بشكل
مستمر حٌث تكونت القارات ،ثم انفصلت بعد ذلك.
31
فالقارات تباعدت وتزحزحت على سطح األرض ولكنها كانت تتجمع فً
تكون قارة كبٌرة .وتعتبر قارة "رودٌنٌا"
بعض األحٌان مرة أخرى لكً ّ
إحدى أقدم القارات الكبٌرة التً ظهرت منذ ٓ٘ 0ملٌون سنة تقرٌ ًبا ،ثم
بدأت أجزابها فً االنفصال .ثم بعد ذلك تجمعت القارات مرة أخرى لكً
تكون القارة العظمى "بانوتٌا" ،وذلك خبلل الفترة الممتدة بٌن ٓٓ ٙو
ٓٗ٘ ملٌون عام ،ثم تكونت فً النهاٌة قارة بانجٌا ،التً انفصلت
أجزاإها منذ ٓ ٔ1ملٌون عام مضت.
-نشؤة الحٌاة على كوكب األرض
ٌعتبر كوكب األرض ،حتى الوقت الحالً ،الكوكب الوحٌد الذي توجد علٌه
بٌبة عامرة بؤسباب الحٌاة ،إن التخلٌق الضوبً (تخلٌق مركبات كٌمٌابٌة
فً الضوء) ٌسمح باستؽبلل الطاقة الناتجة عن الشمس بشكل مباشر فً
الحٌاة بجمٌع أشكالها؛ حٌث ٌتراكم األكسجٌن الناتج عن هذه العملٌة فً
الؽبلؾ الجوي مكو ًنا طبقة األوزون ( )O3فً الجزء العلوي من الؽبلؾ
الجوي ،هذه النظرٌة توضح أصل المٌتوكندورٌا والببلستٌدات (أجزاء
الخبلٌا النباتٌة المحتوٌة على الكلوروفٌل) والتً تعتبر وحدات فرعٌة
مكونة لخبلٌا إٌوكارٌوت (التً تفتقر إلى النواة والؽشاء النووي).
ٌنتج عن اندماج الخبلٌا الصؽٌرة داخل الخبلٌا الكبٌرة تكوٌن خبلٌا
معقدة ٌطلق علٌها خبلٌا حقٌقٌة النواة (أي أنها تتمٌز بنواة واحدة).
وتتخذ الكابنات ـ متعددة الخبلٌا الحقٌقٌة ـ والتً تكونت فً شكل خبلٌا
داخل مستعمرات سمات أكثر خصوصٌة.
خبلل عقد الستٌنات من القرن العشرٌن ،افترض بعض العلماء أن
عاصفة ثلجٌة شدٌدة قد هبت على األرض خبلل الفترة الممتدة بٌن ٓ٘0
و ٓ ٘1ملٌون سنة ،وذلك أثناء العصر الفجري الحدٌث ،مما أدى إلى
تؽطٌة معظم أجزاء الكوكب بصفابح أو ألواح من الجلٌد.
وقد تم إطبلق مصطلح "األرض كرة ثلجٌة" على هذا االفتراض،
وٌحظى هذا الحدث باهتمام كبٌر؛ ألنه ٌسبق اإلنفجار الكمبري ،أي عندما
بدأت الكابنات متعددة الخبلٌا فً الظهور على سطح كوكب األرض.
وعقب االنفجار الذي حدث فً العصر الكمبري ،منذ حوالً ٖ٘٘ ملٌون
سنة ،حدثت خمسة حاالت انقراض كبرى ،وكان آخر حدث انقراض قد
31
وقع منذ ٘ ٙملٌون سنة ،عندما أدى اصطدام حجر نٌزكً باألرض إلى
انقراض الدٌناصورات والزواحؾ األخرى الكبٌرة ،ولكن بقٌت الحٌوانات
الصؽٌرة مثل الثدٌٌات ،التً كانت تشبه فً ذلك الوقت الزبابة (حٌوانات
آكلة الحشرات شبٌهة بالفؤر).
وقد اختلفت وتنوعت أشكال الثدٌٌات على مدى ٘ ٙملٌون سنة ،فقد
استطاعت إحدى أسبلؾ اإلنسان ،الشبٌه بالقرود ،الوقوؾ على ساقٌها
ً
منتصبة منذ مبلٌٌن السنٌٌن وف ًقا لنظرٌة داروٌن ،وقد أدى ذلك إلى
تطور مقدرتها على استخدام األدوات وتشجٌع التواصل بٌن األفراد منها ـ
مما ساهم بدوره فً ارتفاع كفابة توفٌر الؽذاء وأوجد التحفٌز المبلبم،
الذي ساعد فً نهاٌة المطاؾ على زٌادة حجم المخ ،ووصول اإلنسان
إلى ما هو علٌه الٌوم وفق هذه النظرٌة .وفً الوقت نفسه ،أدى ظهور
كبٌرا على
ً تؤثٌرا
ً النشاط الزراعً والحضارات إلى أن ٌخلؾ اإلنسان
األرض خبلل فترة قصٌرة ،لم ٌحدث أن مثلها من قبل ـ األمر الذي أدى
تباعا إلى التؤثٌر على أشكال الحٌاة األخرى من حٌث الطبٌعة والكم.
ً
بدأ النمط الحالً للعصور الجلٌدٌة منذ حوالً ٓٗ ملٌون سنة ،ثم تكاثؾ
خبلل العصر الحدٌث األقرب منذ حوالً ٖ مبلٌٌن سنة .ومنذ ذلك الحٌن
خضعت المناطق القطبٌة لدورات متكررة من هطول وذوبان للجلٌد،
تتكرر خبلل فترة تمتد بٌن كل ٓٗ و ٓٓٓ ٔٓٓ.عام ،وقد انتهى العصر
الجلٌدي األخٌر منذ ٓٓٓ ٔٓ0سنة.
المستقبل
ٌرتبط مستقبل كوكب األرض بشكل كبٌر بمستقبل الشمس ،فمثبلًٌ ،ترتب
على التراكم المطرد لعنصر الهٌلٌوم والعناصر الثقٌلة األخرى فً جوؾ
الشمس زٌادة بطٌبة فً اإلضاءة الكلٌة للشمس؛ حٌث ستزٌد إضاءة
32
الشمس بنسبة ٓٔ %على مدى ٔ ٔ.ملٌار سنة قادمة ،وبنسبة ٓٗ%
على مدى ٘ ٖ.ملٌارات سنة قادمة ان شاء هللا .
وجدٌر بالذكر أن األبحاث المتعلقة باألحوال المناخٌة تدل على أن ارتفاع
نسبة اإلشعاعات التً تصل إلى األرض قد ٌنتج عنها عواقب وخٌمة،
ومن بٌن هذه العواقب الفقد المحتمل للمسطحات المابٌة الموجودة على
كوكب األرض.
ٌعمل ارتفاع درجة حرارة سطح األرض على تسرٌع دورة ثانً أكسٌد
الكربون ؼٌر العضوٌة والتقلٌل من مستوى تركٌزها لٌصل بها إلى
مستوٌات تإدي إلى هبلك النباتات (ٓٔ أجزاء فً الملٌون ـ PPMـ
للتمثٌل الضوبً )C4فً ؼضون ٓٓ 2ملٌون سنة.
باإلضافة إلى ذلك ،فإن عدم وجود نباتات على سطح األرض سٌإدي إلى
انعدام األكسجٌن فً الؽبلؾ الجوي ،وبذلك ،فإن الحٌوانات ستنقرض فً
خبلل عدة مبلٌٌن أخرى من السنٌٌن.
ولكن حتى إذا كانت الشمس خالدة ولن تمر بؤٌة تؽٌرات ،فإن التبرٌد
المستمر الذي ٌحدث لجوؾ األرض سٌإدي إلى فقدها لمعظم ؼبلفها
الجوي والمحٌطات الموجودة علٌها ،وذلك نتٌجة قلة النشاط البركانً.
وبعد مرور ملٌار سنة أخرى فإن جمٌع المسطحات المابٌة ستختفً،
وسٌصل الحد األدنى لدرجة حرارة الكون إلى ٓ 0درجة مبوٌة.
ومن المتوقع أن تصبح األرض صالحة للحٌاة علٌها لمدة حوالً ٓٓ٘
ملٌون سنة أخرى فقط ان شاء هللا تعالً .
33
فقد أوضحت الدراسات أن الشمس سٌتمدد حجمها بنسبة تعادل حوالً
ٕٓ٘ مرة من نصؾ قطرها الحالً ،أي ما ٌعادل تقرٌ ًبا حوالً وحدة
فلكٌة واحدة (ٓٓٓ ٔ٘ٓ0ٓٓٓ0كم) ،أي أن نصؾ قطرها سوؾ ٌطل
على األرض ،ولكن بحلول ذلك الوقت ستكون الحٌاة على األرض قد
انتهت منذ مبات مبلٌٌن السنٌن ،ذلك ألن الحٌاة على األرض ال تتحمل
ارتفاع كبٌر فً دراجات الحرارة ٌفوق تلك الموجودة حال ًٌا.
وبما أن الشمس ستصبح نج ًما عمبل ًقا أحمر ،فإنها ستفقد تقرٌ ًبا ٖٓ%
من كتلتها ،وبذلك فمن ؼٌر وجود تؤثٌرات مدٌة وجزرٌة ،ستتحرك
األرض إلى مدار ٌقع على بعد ٔ.0وحدات فلكٌة (ٕٓٓٓ٘ٓ.ٓٓٓ.
كٌلومتر) من الشمس عندما ٌصل النجم إلى أقصى نصؾ قطر له .وبنا ًء
على ذلك ،فإنه من المتوقع ،أن تهرب األرض من الؽبلؾ المحٌط بها
وذلك بفعل تمدد الؽبلؾ الجوي الخارجً ؼٌر الكثٌؾ الذي ٌحٌط
بالشمس.
وبذلك فإن معظم ،إن لم ٌكن كل ،مظاهر الحٌاة المتبقٌة على سطح
األرض ستتدمر بسبب ضوء الشمس المتزاٌد.
بٌنما أشارت دراسة أحدث من الدراسة السابقة ،إلى أن مدار األرض
سٌهلك بسبب تؤثٌرات المد والجزر على األرض مما سٌإدي إلى دخولها
إلى الؽبلؾ الجوي للنجم األحمر العمبلق وهبلكها.
-تكوٌن كوكب األرض وتركٌبه :
تعتبر األرض كوك ًبا أرض ًٌا ،مما ٌعنً أنها عبارة عن جسم صخري،
ولٌست جس ًما ؼاز ًٌا عمبل ًقا مثل كوكب المشتري.
كما أنها تعتبر أكبر الكواكب األرضٌة األربعة الموجودة فً النظام
الشمسً ،من حٌث الحجم والكتلة.
باإلضافة إلى ذلك ،فإن كوكب األرض ٌتمتع من بٌن هذه الكواكب األربعة
أٌضا بؤعلى نسبة كثافة وأعلى مستوى من الجاذبٌة على سطحها وأقوىً
مجال مؽناطٌسً وأسرع دوران.
فضبلً عن أنه الكوكب األرضً الوحٌد التً توجد علٌه ألواح تكتونٌة
نشطة.
34
-شكل كوكب األرض
إن شكل كوكب األرض قرٌب جدًا من الشكل الكروي المفلطح ،فهً جسم
كروي مفلطح عند القطبٌٌن ،ومنبعج عند خط االستواء.
وٌنتج عن هذا االنبعاج دوران كوكب األرض ،كما أنه ٌتسبب فً أن قطر
األرض عند خط االستواء ٌكون أكبر من قطرها عند القطبٌن بحوالً ٖٗ
كم .هذا وٌكون متوسط قطر الجسم الكروي المرجعً حوالً ٕٕٗٔ00
كم ،الذي ٌعادل تقرٌ ًبا ٓٓٓ ٗٓ0كمTT/؛ حٌث أن المتر كان ٌساوي فً
األصل ٔ ٔٓ.ٓٓٓ.ٓٓٓ/من المسافة الواقعة بداٌة من خط االستواء
وحتى القطب الشمالً عبر مدٌنة بارٌس فً فرنسا.
وجدٌر بالذكر أن الطبوؼرافٌا المحلٌة تختلؾ عن هذا الشكل الكروي
المثالً ،على الرؼم من أن هذه االختبلفات بسٌطة على النطاق الكونً:
فاألرض لها معدل تفاوت حوالً جزء من أصل ٗ ،٘1أو %ٓ.ٔ0من
الجسم الكروي المرجعً ،وهً نسبة أقل من ٕٕ %ٓ.من نسبة التفاوت
المسموح بتواجده بٌن كرات البلٌاردو.
هذا وتتمثل أكبر معدالت تفاوت أو انحراؾ محلٌة فً السطح الصخري
لكوكب األرض فً قمة إٌفرست (التً ٌصل ارتفاعها إلى 101ٗ1متر
عن سطح البحر) ،وكذلك فً منخفض مارٌانا (الذي ٌصل انخفاضه إلى
ٔٔ ٔٓ02متر تحت سطح البحر).
وبسبب انبعاج الكرة األرضٌة عند خط االستواء ،فإن جبل شٌمبورازو
الذي ٌقع فً اإلكوادور ٌعتبر أبعد جزء عن مركز األرض.
35
-التكوٌن الكٌمٌابً لكوكب األرض
تزن كتلة كوكب األرض حوالً ٕٔٓٗ×٘.21كٌلوؼرام تقرٌ ًبا ،وٌتكون
معظمها من الحدٌد (ٔ )%ٖٕ.واألكسجٌن (ٔ )%ٖٓ.والسلٌكون
(ٔ )%ٔ٘.والماؼنسٌوم ( )%ٖٔ.2والكبرٌت ( )%ٕ.2والنٌكل
( )%ٔ.1والكالسٌوم (٘ )%ٔ.واأللمونٌوم (ٗ ،)%ٔ.أما الجزء
المتبقً ،الذي ٌمثل ٕ ،%ٔ.فٌتكون من كمٌات قلٌلة من عناصر أخرى.
وحٌث أن العناصر األثقل حج ًما تنجذب نحو المركز فً حٌن أن العناصر
األخؾ حج ًما تبعد نحو المركز فٌما ٌعرؾ باسم "الفصل بٌن النجوم" أو
"إعادة توزٌع النجوم"ٌ ،عتقد البعض أن عنصر الحدٌد هو المكون
األساسً للب األرض؛ حٌث تصل نسبته إلى ،%11.1وذلك مع كمٌات
قلٌلة من النٌكل بنسبة %٘.1والكبرٌت بنسبة ٘ %ٗ.وأقل من ٔ%
من عناصر أخرى.
هذا وقد أوضح عالم الكٌمٌاء األرضٌة "فرانك وٌؽلسورث كبلرك" أن
أكثر من %ٗ0من القشرة األرضٌة ٌتكون من األكسجٌن.
شٌوعا والتً تتكون منها القشرة
ً وتعتبر كل المكونات الصخرٌة األكثر
األرضٌة هً عبارة عن أكسٌدات تقرٌ ًبا ،أما الكلور والكبرٌت والفلور
فتعتبر من العناصر المهمة المستثناة من ذلك فقط ،وعادة ما تمثل الكمٌة
اإلجمالٌة منها فً أي صخرة أقل من ٔ %بكثٌر .هذا وتشتمل األكسٌدات
األساسٌة على السلٌكا واأللومنٌا وأكسٌدات الحدٌد والجٌر والمؽنٌسٌا
والبوتاس والصودا .وجدٌر بالذكر أن السلٌكا تعمل بشكل أساسً
كحمض وتساهم فً تكون السلٌكات ،كما أن كل العناصر المعدنٌة
أٌضا .وقد استنتج
ً الشابعة فً الصخور البركانٌة تتمتع بهذه الخصابص
كبلرك ،من خبلل إحصابٌة اعتمدت على ٔ0ٙ0ٕ2دراسة تحلٌلٌة لجمٌع
أنواع الصخور ،أن ٕٕ %22.من هذه الصخور ٌتكون من أكسٌدات،
بٌنما توجد العناصر األخرى بكمٌات قلٌلة ج ًدا.
-البنٌة الداخلٌة لؤلرض
ٌنقسم الجزء الداخلً من كوكب األرض ،مثله فً ذلك مثل ؼٌره من
الكواكب األخرى ،إلى عدة طبقات ،وذلك طب ًقا للخصابص الكٌمٌابٌة أو
الرٌولوجٌة (علم الجرٌان) ـ ذلك العلم المعنً بحاالت المادة وما ٌحدث
فٌها من حٌث اللزوجة والتمدد والتلدن بتؤثٌر العوامل الخارجٌة
36
الفٌزٌابٌة – فعند النظر إلى الطبقة الخارجٌة لكوكب األرض من الناحٌة
الكٌمٌابٌةٌُ ،بلحظ أنها عبارة عن قشرة صلبة رقٌقة نسبٌا ٌبلػ سمكها
نحو ٓ٘ كٌلومتر ،تتمٌز بتكونها من معادن خفٌفة نسبٌا أؼلبها
السلٌكات.
وتطفو تلك القشرة الخفٌفة التً تحوي القارات والمحٌطات والبحار فوق
ؼبلؾ األرض ،وهو أشد كثافة عن مادة السطح وٌتكون من مادة صلبة
عالٌة اللزوجة.
هذا وٌفصل إنقطاع موهو –انقطاع زلزالً ٌفصل قشرة األرض عن
الوشاح الذي تحتها ،وٌستدل عنه من منحنٌات الزمن االرتحالٌة التً
تبٌن تعرض الموجات الزلزالٌة إلى زٌادة مفاجبة فً السرعة -بٌن
القشرة األرضٌة والوشاح األرضً ،كما أن سمك القشرة األرضٌة ٌختلؾ
من مكان إلى آخر؛ حٌث ٌكون متوسط سمكها تحت المسطحات المابٌة ٙ
كٌلومترات وٌتراوح بٌن ٖٓ و ٓ٘ كٌلومتر فً القارات.
ٌُطلق على كل من القشرة األرضٌة والجزء السطحً من الوشاح
األرضً العلوي الذي ٌتسم بالبرودة والصبلبة اسم "الؽبلؾ الصخري"
أو "الؽبلؾ الحجري" ،وهو الذي تتكون منه األلواح التكتونٌة.
37
وٌقع أسفل الؽبلؾ الصخري نطاق االنسٌاب (وهو جزء الوشاح العلوي
تحت النطاق الصخري الجامد ،وهذا الجزء لدن بالدرجة التً تسمح
باالنسٌاب الصخري) الذي ٌعتبر بمثابة طبقة تتسم بلزوجة منخفضة
نسب ًٌا ٌرتكز علٌها الؽبلؾ الصخري .هذا وقد ظهرت تؽٌرات مهمة فً
البنٌة البلورٌة التً تقع داخل الوشاح األرضً وذلك على ُبعد ٓٔٗ و
ٓ ٙٙكٌلومتر أسفل سطح األرض ،تلك المسافة التً تمثل نطا ًقا انتقال ًٌا
ٌفصل بٌن الوشاح األرضً العلوي والوشاح األرضً السفلً.
وأسفل الوشاح األرضًٌ ،وجد لب خارجً سابل ٌتسم بلزوجة منخفضة
للؽاٌة أعلى اللب الداخلً الصلب.
وقد ٌدور اللب الداخلً بسرعة زاوٌة (المعدل الزمنً لتؽٌر اإلزاحة
الزاوٌة) أعلى من السرعة التً تدور بها باقً أجزاء الكوكب ،كما أن
درجة حرارته تزٌد بنسبة ٔ ٓ.إلى ٘ ٓ.درجات مبوٌة كل عام.
-حرارة األرض
تنتج الحرارة الداخلٌة لكوكب األرض من الحرارة المتخلفة من حركة
الكواكب (وذلك بنسبة ٕٓ %تقرٌ ًبا) والحرارة الناتجة عن االضمحبلل
اإلشعاعً (وذلك بنسبة ٓ %1تقرٌ ًبا) .هذا وٌعتبر البوتاسٌومٗٓ-
والٌورانٌوم ٕٖ1-والٌورانٌوم ٕٖ٘-والثورٌوم ٕٖٕ-من النظابر
األساسٌة المشعة باعثة الحرارة على كوكب األرض ،والجدٌر بالذكر أن
الحرارة فً مركز األرض قد تزٌد عن ٓٓٓ 00كلفن ،وقد ٌصل الضؽط
إلى ٓ ٖٙؼٌؽاباسكال.
ونظرا ألن معظم حرارة األرض تنتج عن االضمحبلل اإلشعاعً ،فقد ً
اعتقد العلماء أنه فً فترات مبكرة من تارٌخ كوكب األرض وقبل أن تنفد
النظابر التً تتسم بؤعمار نصفٌة قصٌرة ،كانت الحرارة التً تنتجها
األرض أعلى مما علٌه اآلن بكثٌر.
تقدر الحرارة الكلٌة التً تفقدها األرض بحوالً ٕ ٖٔٓٔ × ٗ.واط.
38
هذا وٌنتقل جزء من الطاقة الحرارٌة للب األرض فً اتجاه القشرة
األرضٌة عن طرٌق تصاعد الصهارة من الوشاح األرضً ،وهو نوع من
أنواع الحمل ٌتكون من اندفاع صخور شدٌدة االرتفاع فً درجة الحرارة.
وٌمكن أن ٌإدي تصاعد الصهارة إلى ارتفاع درجة الحرارة فً بعض
المناطق وحدوث تدفق ألحجاز البازلت (أحجار بركانٌة) على السطح.
جدٌر بالذكر أن األرض تفقد حرارتها من خبلل تكتونٌات األلواح عن
طرٌق اندفاع الوشاح األرضً ـ األمر الذي ٌصاحبه تكوٌن سبلسل من
الجبال والتبلل فً وسط المحٌطات .هذا وٌعتبر العامل األساسً األخٌر
فً فقد حرارة األرض هو انتقال الطاقة الحرارٌة عن طرٌق الؽبلؾ
الصخري (اللٌزوسفٌر) ـ األمر الذي ٌحدث أؼلبه فً المحٌطات ألن
القشرة األرضٌة تكون أقل سم ًكا فً المسطحات المابٌة عنها فً سطح
القارات.
39
باإلضافة إلى ذلك ،فإن السطح المؽمور بالماء فً وسط قٌعان المحٌطات
ٌتمتع بخصابص جبلٌة ،تشمل سبلسل جبال وتبلل تقع فً وسط
المحٌطات ،كما ٌحتوي على براكٌن وأخادٌد محٌطٌة وأودٌة تحت سطح
البحر ونجود وسهول فً األعماق .هذا وٌتكون الجزء الباقً الذي ال
تؽمره الماء ،وتش ّكل مساحته ٕ %ٕ2.من سطح الكرة األرضٌة ،من
الجبال والصحاري والسهول والنجود ومعالم تضارٌسٌة أخرى.
خضع سطح كوكب األرض ،وما زال ،لعملٌات إعادة تشكٌل على مر
العصور الجٌولوجٌة ،وٌرجع ذلك إلى التؤثٌرات التكتونٌة وعوامل
التعرٌة ،فضبلً عن أن التؽٌرات التً تحدث للتضارٌس الموجودة على
تكون أو تآكل بفعل األلواح التكتونٌة تخضع لعوامل سطح األرض من ّ
التعرٌة الدابمة من سقوط أمطار وثلوج ودورات حرارٌة وتؤثٌرات
كٌمٌابٌة .وعبلوة على ما سبق ،فإن هطول الجلٌد وتآكل السواحل و َت َك ُّون
سبلسل الشعب المرجانٌة والتؤثٌرات الناتجة عن سقوط النٌازك على
أٌضا فً إعادة تشكٌل سطح كوكب األرض. األرض تساهم ً
تتكون القشرة القارٌة من مواد قلٌلة الكثافة مثل :الصخور النارٌة
كالؽرانٌت واألندٌزاٌت.
أٌضا صخور ؼٌر معروفة بشكل كبٌر مثل البازلت ،أحد الصخور وهناك ً
البركانٌة شدٌدة الكثافة والتً تعتبر المكون األساسً لقٌعان المحٌطات.
ض ِؽطت م ًعا.
أٌضا صخور رسوبٌة تكونت من الترسبات التً ًُ كما ٌوجد
جدٌر بالذكر أن حوالً ٘ %0تقرٌ ًبا من سطح األرض مؽطى بالصخور
الرسوبٌة ،على الرؼم من أنها تشكل حوالً ٘ %فقط من القشرة
األرضٌة.
أما النوع الثالث من الصخور الموجودة على سطح األرض فهً الصخور
المتحولة ،التً تكونت من تحول أنواع الصخور األخرى بفعل الضؽط أو
معا .هذا وٌعتبر الكوارتز والفلسبار
درجات الحرارة المرتفعة أو كلٌهما ً
(سلٌكات األلومنٌوم) واألمفٌبول والمٌكا والبٌروكسٌن والزبرجد
الزٌتونً من أكثر معادن السلٌكات وفرة على سطح األرض .وتشتمل
41
معادن الكربونات على الكالسٌت (الذي ٌوجد فً أحجار الجٌر)
واألراجونٌت والدولومٌت.
-الؽبلؾ المابً
إن توفر كمٌات كبٌرة من الماء على سطح األرض ٌُعتبر من المعالم
الفرٌدة التً تمٌز "الكوكب األزرق" عن ؼٌره من الكواكب فً النظام
الشمسً .والجدٌر بالذكر أن الؽبلؾ المابً لؤلرض ٌتكون بشكل أساسً
من المحٌطات ،ولكن من الناحٌة الفنٌة ،فهو ٌضم كافة المسطحات
المابٌة فً العالم بما فً ذلك البحار الداخلٌة والبحٌرات واألنهار والمٌاه
الجوفٌة التً تقع على عمق ٌصل إلى ٓٓٓ ٕ0متر .هذا وٌعتبر "وادي
41
تشالنجر" فً المحٌط الهادئ ،وبالتحدٌد منخفض مرٌانا الذي ٌصل
عمقه إلى ٔٓ02ٔٔ.ٗ-متر ،أعمق المواقع على سطح األرضٌ .صل
متوسط عمق المحٌطات إلى ٓٓ ٖ01متر ،وتعادل هذه النسبة أربعة
أضعاؾ متوسط االرتفاع الموجود على سطح القارات.
ُتقدّ ر كتلة المحٌطات بحوالً ٖ٘ ٔٓٔ1×ٔ.طن متري ،أو ما ٌعادل
حوالً ٔ ٗٗٓٓ/من الكتلة اإلجمالٌة لكوكب األرض ،كما تشؽل
المحٌطات مساحة ٔٓٙ×ٖٙٔ.1كمٕ .والجدٌر بالذكر أنه إذا تم بسط
كافة األراضً الموجودة على سطح األرض بشكل متساوي ،فإن مستوى
المٌاه سٌصل الرتفاع ٌزٌد عن ٕ.0كٌلومترات.
إن حوالً ٘ %ٖ.من الكتلة اإلجمالٌة للمحٌطات تتكون من الملح .وقد
تكونت معظم هذه األمبلح من النشاط البركانً أو تم استخبلصها من
الصخور الباردة البركانٌة .وتعتبر المحٌطات مخز ًنا للؽازات المذابة فً
الؽبلؾ الجوي والتً تعتبر ضرورٌة لبقاء العدٌد من الكابنات المابٌة.
فضبلً عن أن مٌاه البحار تتمتع بتؤثٌر مهم على المناخ العالمً؛ حٌث
أنها تعمل والمحٌطات كخزانات كبٌرة للحرارة .كما أن التؽٌرات التً
تحدث فً توزٌع درجة الحرارة فً المحٌطات من الممكن أن تإثر بشكل
كبٌر على تؽٌرات المناخ على سطح البحر ،وذلك مثل ظاهرة التذبذب
الجنوبً المعروؾ باسم ظاهرة "آل نٌنو".
الؽبلؾ الجوي
ٌصل متوسط الضؽط الجوي على سطح األرض إلى ٕٖ٘ ٔٓٔ.كٌلو
باسكال ،وذلك على ارتفاع درجً قدره ٘ 1.كٌلومترات.
والجدٌر بالذكر أن الؽبلؾ الجوي ٌتكون من %01من النٌتروجٌن
ؤٕ %من األكسجٌن ،باإلضافة إلى كمٌات ضبٌلة من بخار الماء وثانً
أكسٌد الكربون وجزٌبات ؼازٌة أخرى .هذا وٌختلؾ ارتفاع التروبوسفٌر
42
(الؽبلؾ السفلً) طب ًقا لخط العرض ،حٌث ٌتراوح ارتفاعه ما بٌن 1
كٌلومترات عند القطبٌن و ٔ0كٌلومتر عند خط االستواء ،وذلك مع
وجود بعض االختبلفات التً ترجع إلى الطقس والعوامل الموسمٌة.
أدى وجود الؽبلؾ الحٌوي لكوكب األرض إلى حدوث تؽٌر فً ؼبلفها
الجوي؛ حٌث أن عملٌة التمثٌل أو التخلٌق الضوبً التً تعتمد على
تكون الؽبلؾ
األكسجٌن بدأت منذ ٕ.0ملٌارات سنة ـ مما أدى إلى ّ
الجوي الذي ٌتكون بشكل أساسً من األكسجٌن والنٌتروجٌن الموجودٌن
اآلن.
وقد أدى هذا التؽٌر إلى تكاثر الكابنات مستنشقة الهواء ،و َت ُّكون طبقة
األوزون التً تعمل هً والمجال المؽناطٌسً لكوكب األرض م ًعا على
حجب أشعة الشمس فوق البنفسجٌة مما ٌسمح بوجود حٌاة على سطح
األرض .ومن الوظابؾ األخرى المهمة التً ٌقوم بها الؽبلؾ الجوي :نقل
بخار الماء وتوفٌر الؽازات المفٌدة والمساعدة على حرق الشهب قبل أن
تصطدم بسطح األرض وتعدٌل درجة الحرارة .وتعرؾ الظاهرة األخٌرة
من هذه الظواهر باسم "تؤثٌر االحتباس الحراري"؛ حٌث أن الجزٌبات
43
الضبٌلة الموجودة فً الؽبلؾ الجوي تساعد فً حبس الطاقة الحرارٌة
المنبعثة من األرض ـ مما ٌإدي إلى ارتفاع متوسط درجات الحرارة على
سطح األرض .جدٌر بالذكر أن ؼاز ثانً أكسٌد الكربون وبخار الماء
والمٌثان واألوزون تعتبر من ؼارات الدفٌبة لؤلرض ،فمن ؼٌر وجود
تؤثٌر االحتباس الحراري ،فإن معدل درجة الحرارة على سطح األرض
سٌصل إلى ٔ1-درجة مبوٌة ،وقد تنعدم الحٌاة عندبذ.
44
من الرٌاح التجارٌة التً تهب على المنطقة االستوابٌة أسفل خط عرض
ٖٓ °والرٌاح الؽربٌة التً تهب على خطوط العرض المتوسطة بٌن ٖٓ°
ضا فً
و ٓ .°ٙكما تعتبر تٌارات المحٌطات من العوامل األساسٌة أٌ ً
تحدٌد المناخ ،خاصة حركة المٌاه فً أعماق المحٌطات التً تساهم فً
توزٌع الطاقة الحرارٌة من المحٌطات الواقعة عند خط االستواء إلى
المناطق القطبٌة.
ٌنتقل بخار الماء الذي ٌنتج عن تصاعد األبخرة من سطح األرض فً
الجو بطرٌقة دورٌة .فعندما تسمح األحوال الجوٌة بتصاعد الهواء
الرطب الدافا ،فإن المٌاه التً ٌحتوي علٌها هذا الهواء تتكاثؾ ،ثم
تسقط على السطح مرة أخرى على هٌبة أمطار وثلوج .وبذلك فإن معظم
المٌاه المتبخرة تعود مرة أخرى للمناطق المنخفضة من سطح األرض
عن طرٌق األنهار ،والتً عاد ًة ما تعود إلى المحٌطات أو تتجمع فً
البحٌرات .وتعتبر دورة المٌاه من اآللٌات الحٌوٌة التً تدعم وجود
الحٌاة على سطح كوكب األرض ،باإلضافة إلى أنها من العوامل األولٌة
التً تإدي إلى تآكل التضارٌس الموجودة على سطح األرض على َم ّر
الفترات الجٌولوجٌة .وتتفاوت كمٌات األمطار ما بٌن عدة أمتار من
المٌاه سنو ًٌا إلى أقل من مللٌمتر .والجدٌر بالذكر أن دوران الهواء فً
الؽبلؾ الجوي والسمات الطبوؼرافٌة واختبلؾ درجات الحرارة المختلفة
ٌسهم فً تحدٌد متوسط كمٌة األمطار التً تسقط على كل منطقة.
ٌمكن تقسٌم األرض إلى أحزمة ذات أحوال مناخٌة متجانسة تقرٌ ًبا ،وذلك
طب ًقا لخطوط العرض .فمثبلً ٌمكن تقسٌم األحزمة الواقعة بداٌة من خط
االستواء وحتى المناطق القطبٌة إلى مناطق استوابٌة وشبه استوابٌة
أٌضا طب ًقا لدرجات الحرارة
ً ومعتدلة وقطبٌة .كما ٌمكن تصنٌؾ المناخ
وكمٌات سقوط األمطار وكذلك تصنٌؾ األقالٌم المناخٌة وف ًقا لكتل هوابٌة
منتظمةٌ .تكون نظام تصنٌؾ المناخ لكوبن (وف ًقا للتعدٌل الذي أجراه
والدمٌر كوبن تلمٌذ "رودولؾ جٌٌر") من خمسة مجموعات كبٌرة أال
وهً :المناطق االستوابٌة الرطبة والجافة والمناطق الرطبة ،التً تقع
45
فً منتصؾ خطوط العرض ،والمناطق القارٌة والمناطق القطبٌة الباردة،
والتً تم تقسٌمها فٌما بعد إلى مناطق أكثر تحدٌ ًدا.
-الؽبلؾ الجوي العلوي
ٌنقسم الؽبلؾ الجوي فوق طبقة التروبوسفٌر عادة إلى االستراتوسفٌر
(الجزء العلوي من الؽبلؾ الجوي والمٌزوسفٌر (الؽبلؾ الجوي األوسط)
والثٌرموسفٌر (الؽبلؾ الحراري) .وتتمٌز كل طبقة من الطبقات سالفة
الذكر باختبلؾ فً انخفاض معدل درجة الحرارة ـ األمر الذي ٌوضح
مدى التؽٌر فً درجات الحرارة وف ًقا لبلرتفاع .هذا وتتبلشى طبقة
اإلكسوسفٌر (الطبقة األخٌرة فً الؽبلؾ الجوي) خلؾ هذه الطبقات فً
الؽبلؾ المؽناطٌسً؛ حٌث تعتبر هذه هً النقطة التً ٌتفاعل فٌها المجال
المؽنطٌسً مع الرٌاح الشمسٌة .تعتبر طبقة األوزون جز ًءا مه ًما من
الؽبلؾ الجوي الستمرار الحٌاة على سطح كوكب األرض ،وتعد هذه
الطبقة أحد مكونات االستراتوسفٌر (الؽبلؾ الطبقً) الذي ٌحمً سطح
األرض بشكل جزبً من األشعة فوق البنفسجٌة .هذا وٌتم إطبلق اسم
"خط كارمان" على المنطقة الواقعة فوق سطح األرض بحوالً ٓٓٔ
كٌلومتر ،وهً التً تفصل بٌن الؽبلؾ الجوي والفضاء.
ونظرا لوجود الطاقة الحرارٌة على كوكب األرض ،فإن بعض الجزٌبات
ً
الموجودة على الحافة الخارجٌة للؽبلؾ الجوي لكوكب األرض تزٌد
سرعتها لدرجة أنها تهرب من نطاق جاذبٌة الكوكب.
وهذا ٌإدي إلى التسرب أو الهروب من الؽبلؾ الجوي إلى الفضاء بشكل
ونظرا ألن ؼاز الهٌدروجٌن ٌكون خفٌ ًفا وذا وزن
ً بطًء ،وإن كان داب ًما.
جزٌبً منخفض ،فإن سرعة هروبه فً الفضاء تكون أكبر ،كما أن معدل
هروبه ٌكون أكبر من معدل هروب الؽازات األخرى.
46
هذا وٌعتبر تسرب ؼاز الهٌدروجٌن فً الفضاء الخارجً من العوامل
المساهمة فً تؽٌر وضع األرض من حالة االختزال األولٌة إلى حالة
األكسدة الحالٌة.
مصدرا لؤلكسجٌن الحر،
ً جدٌر بالذكر أن عملٌة التمثٌل الضوبً تعتبر
ولكن ٌعتقد البعض أن فقد عوامل االختزال مثل ؼاز الهٌدروجٌن ٌعتبر
شرطا مسب ًقا ضرور ًٌا لتراكم ؼاز األوكسجٌن فً الؽبلؾ الجوي على
ً
نطاق واسع .ومن ثم فإن قدرة ؼاز الهٌدروجٌن على الهروب من الؽبلؾ
الجوي لكوكب األرض ربما تكون قد أثرت على طبٌعة الحٌاة على
الكوكب .أما فً الوقت الحالً ،فإنه فً ظل وجود الؽبلؾ الجوي الؽنً
بؽاز األكسجٌن ،فإن معظم ؼاز الهٌدروجٌن ٌتحول إلى ماء قبل أن تتاح
له فرصة الهروب من الؽبلؾ الجوي إلى الفضاء الخارجً .ولكن ٌرجع
فقدان معظم ؼاز الهٌدروجٌن إلى تدمٌر ؼاز المٌثان فً الؽبلؾ الجوي
العلوي.
-المجال المؽناطٌسً
ٌتشكل مؽناطٌسٌة أرضٌة على هٌبة مجال مؽناطٌسً ثنابً القطب
تقرٌ ًبا ،وذلك مع تقارب قطبً المجال المؽناطٌسً فً الوقت الحالً من
القطبٌن الجؽرافٌٌن للكوكب .وطب ًقا لنظرٌة الدٌنامو ،فإن المجال
المؽناطٌسً لكوكب األرض ٌتوالد داخل طبقة اللب الخارجً المنصهرة؛
حٌث أن الحرارة فً هذا المكان تإدي إلى وجود حركات حمل حراري
للمواد الموصلة للحرارة ،مما ٌإدي إلى تولٌد تٌارات كهربابٌة .وٌإدي
هذا األمر بدوره إلى تولٌد المجال المؽناطٌسً لكوكب األرض.
والجدٌر بالذكر أن حركات الحمل الحراري فً لب األرض تتسم بطبٌعة
عشوابٌة وتؽٌر دوري فً محاذاتها .وٌإدي هذا األمر بدوره إلى
انعكاسات فً المجال المؽناطٌسً على فترات فاصلة ؼٌر منتظمة تحدث
بمتوسط عدد قلٌل من المرات كل ملٌون سنة .والجدٌر بالذكر أن آخر
انعكاس فً المجال المؽناطٌسً قد حدث منذ ما ٌقرب من ٓٓٓ0ٓٓ0
سنة.
47
كون المجال المؽناطٌسً لؤلرض الماجنتوسفٌر ؼبلفها هذا و ٌُ ّ
المؽناطٌسً الذي ٌساعد فً انحراؾ الجسٌمات الدقٌقة الموجودة فً
الرٌاح الشمسٌة عن كوكب األرض .وتبعد الحافة المواجهة للشمس
والخاصة بالحد الفاصل بٌن الؽبلؾ المؽناطٌسً والوسط المحٌطً بمقدار
ٖٔ مرة من نصؾ قطر كوكب األرض .كما ٌنتج عن االصطدام الذي
ٌحدث بٌن المجال المؽناطٌسً لؤلرض والرٌاح الشمسٌة ما ٌسمى
بؤحزمة "فان آلٌن" اإلشعاعٌة ومنطقتٌن متحدتً المركز ومناطق
مستدٌرة ذات نتوءات تتواجد بها جسٌمات دقٌقة مشحونة بالطاقة.
وعندما تدخل الببلزما (ؼازات عالٌة التؤٌن) إلى األقطاب المؽناطٌسٌة،
ٌتكون الشفق.
-مدار ودوران كوكب األرض
اوال :الدوران
ُت َقدّ ر مدة دوران األرض حول محورها بالنسبة للشمس – أي الٌوم
الشمسً المتوسط – بحوالً ٓٓٗ 1ٙ0ثانٌة من الوقت الشمسً
المتوسط.
جدٌر بالذكر أن كل ثانٌة من هذه الثوانً تعتبر أطول من مدة الثانٌة
الموجودة فً النظام الدولً للوحدات بقلٌل؛ ألن الٌوم الشمسً أصبح
اآلن أطول بقلٌل من الٌوم الشمسً خبلل القرن التاسع عشر ،وذلك
بسبب تسارع حركة المد والجزر.
إن فترة دوران األرض حول محورها وف ًقا للنجوم الثابتة ،والتً أطلقت
علٌها هٌبة اسم الٌوم النجمً المتوسط.
ُتقدر بحوالً ٔ 1ٙٔٙٗ.ٓ212ٖٓٙ2ثانٌة من التوقٌت الشمسً
المتوسط ( )UT1أو (ٖٕس ٘ٙد ٗ.ٓ2ٖٓ٘ٓ1ٖٕ11ث) .أما بالنسبة
لفترة دوران األرض حول نفسها وف ًقا لبلعتدال الربٌعً المتوسط
والمتقدم ،والتً ٌسمٌها البعض خطؤ ً "الٌوم النجمً" أو "الفلكً" ،فإنها
تقدر بحوالً 1ٙٔٙٗ.ٓ2ٖٓ٘ٓ1ٖٕ11ثانٌة من الوقت الشمسً
48
المتوسط (ٖٕس ٘ٙد ٗ.ٓ2ٖٓ٘ٓ1ٖٕ11ث) .وبذلك فإن الٌوم
الفلكً أقصر من الٌوم النجمً بحوالً ٗ 1.جزء من الثانٌة .هذا وٌمكن
تحدٌد طول الٌوم الشمسً المتوسط عن الفترات الممتدة بٌن أعوام
ٖٕ ٕٓٓ٘-ٔٙوٕ .ٕٓٓ٘-ٔ2ٙعن طرٌق اللجوء إلى "مراجع هٌبة
قٌاس دوران األرض العالمٌة".
وبصرؾ النظر عن الشهب التً تدخل نطاق الؽبلؾ الجوي واألقمار
التابعة التً تدور فً مدارات منخفضة ،فإن الحركات الربٌسٌة الظاهرة
لؤلجرام السماوٌة الموجودة فً سماء كوكب األرض تحدث ناحٌة الؽرب
بمعدل ٘/°س = ٘ٔ'/د .جدٌر بالذكر أن هذه النسبة تعادل القطر
الحقٌقً للشمس أو القمر والذي ٌتم حسابه كل دقٌقتٌن؛ حٌث أن الحجم
الظاهر للشمس والقمر ٌكون متساو ًٌا تقرٌ ًبا.
ثانٌا :المدار
ٌدور كوكب األرض حول الشمس على ُبعد مسافة ٓ٘ٔ ملٌون كٌلومتر
تقرٌ ًبا كل ٌٗ ٖٙ٘.ٕ٘ٙوم شمسً متوسط أو سنة فلكٌة ،األمر الذي
ٌجعل الشمس تبدو للناظر من األرض ،تتحرك شر ًقا بالنسبة للنجوم
ونظرا لهذه
ً بمعدل ٌٔ/°وم أو قطر الشمس أو القمر كل ٕٔ ساعة.
الحركة ،فإنه فً المتوسط تستؽرق األرض ٕٗ ساعة – أي ما ٌعادل
ٌوم شمسً – كً تتم دورة كاملة حول محورها وذلك حتى تعود الشمس
إلى دابرة خط الزوال.
هذا و ٌُقدر متوسط السرعة المدارٌة لكوكب األرض بحوالً ٖٓ
كٌلومتر/ثانٌة (ٓٓٓ ٔٓ10كٌلومتر/ساعة) ،وهً تعتبر سرعة كافٌة
لكً تؽطً مسافة قطر الكوكب (حوالً ٓٓ ٕٔ0ٙكٌلومتر) فً سبعة
دقابق والمسافة إلى القمر (ٓٓٓ ٖ1ٗ0كٌلومتر) فً أربعة ساعات.
هذا وٌدور القمر مع األرض حول مركز الكتلة كل ٌٕٖ ٕ0.وم ،وذلك
وف ًقا للنجوم الموجودة فً الخلفٌة .وعندما ٌُضاؾ ما سبق إلى دوران
األرض والقمر حول الشمس ،تكون فترة الشهر القمري (تلك الفترة التً
تكون قمرٌن) حوالً ٌٖ٘ ٕ2.وم.
تمتد بٌن ّ
49
ٌُبلحظ الناظر لؤلرض من القطب الشمالً السماوي ،أن حركة األرض
جمٌعا عكس عقارب الساعة.
ً والقمر ودورانهما المحوري ٌكونوا
أما إذا نظر المرء إلٌها من نقطة أفضل أعلى القطبٌن الشمالٌٌن للشمس
والقمر ،فستبدو األرض وكؤنها تدور حول الشمس عكس عقارب
الساعة.
كما أن المستوٌات المدارٌة والمحورٌة ال تكون مستقٌمة تما ًما؛ حٌث أن
محور األرض ٌمٌل ٘ ٕٖ.درجة من تعامده على مستوى األرض
والشمس ،وٌمٌل مستوى األرض والقمر حوالً ٘ درجات بعٌدً ا عن
مستوى األرض والشمس .ودون هذا المٌل ،فإنه سٌكون هناك كسوؾ
وخسوؾ كل أسبوعٌن ،وذلك بالتعاقب بٌن خسوؾ القمر وكسوؾ
الشمسٌ .قدر نصؾ قطر منطقة نفوذ جاذبٌة األرض بحوالً ٘ ٔ.جٌؽا
متر (ٓٓٓ ٔ0٘ٓٓ0كٌلو متر) .وتعتبر هذه هً المسافة القصوى التً
ٌكون تؤثٌر جاذبٌة األرض فٌها أقوى من الشمس والكواكب األبعد
مسافة .والجدٌر بالذكر أن األجسام ٌجب أن تدور حول األرض فً نطاق
نصؾ القطر هذا ،أو أنها تصبح ؼٌر محكومة بسبب اضطراب جاذبٌة
الشمس.
-الفصول ومٌل محور األرض
نظرا لمٌل محور األرض ،فإن كمٌة ضوء الشمس التً تصل إلى أي ً
نقطة على سطح األرض تختلؾ على مدى شهور العام؛ حٌث ٌحل فصل
الصٌؾ فً نصؾ الكرة األرضٌة الشمالً عندما ٌتجه القطب الشمالً
ناحٌة الشمس ،وٌحل فصل الشتاء عندما ٌتجه القطب بعٌ ًدا عن الشمس.
خبلل فصل الصٌؾٌ ،ستمر الٌوم لفترة أطول وتكون الشمس أعلً فً
السماء ،أما فً فصل الشتاء فٌصبح المناخ أكثر برودة بوجه عام
وٌصبح النهار أقصر .وفوق الدابرة القطبٌة الشمالٌةٌ ،صبح الوضع
متطر ًفا ،إذ ال تشرق الشمس على اإلطبلق ـ بل ٌحل اللٌل القطبً طٌلة ٙ
معكوسا تما ًما؛
ً شهور .أما فً النصؾ الجنوبً من الكرة فٌكون الوضع
حٌث ٌكون القطب الجنوبً فً اتجاه معاكس التجاه القطب الشمالً.
51
وطب ًقا للقواعد الفلكٌةٌ ،تم تحدٌد الفصول األربعة عن طرٌق االنقبلبٌن
(نقطة فً مدار أقصى مٌل محوري باتجاه الشمس أو بعٌدًا عنها) وكذلك
االعتدالٌن عندما ٌكون اتجاه المٌل واالتجاه نحو الشمس عمود ًٌا .جدٌر
بالذكر أن االنقبلب الشتوي ٌحدث فً ٕٔ دٌسمبر واالنقبلب الصٌفً
ٌحدث فً ٕٔ ٌونٌو تقرٌ ًبا ،أما االعتدال الربٌعً فٌحدث فً حوالً ٕٓ
مارس ،بٌنما ٌحدث االعتدال الخرٌفً فً ٖٕ سبتمبر .هذا وتكون زاوٌة
مٌل األرض ثابتة نسب ًٌا على مدى فترات طوٌلة من الزمن .ومع ذلك،
فإن المحور ٌخضع أٌضا ً للترنح (رجؾ أو حركات ؼٌر منتظمة تحدث
فً محور األرض بفعل الشمس والقمر) كل ٔ1.ٙسنة .كذلك فإن اتجاه
أٌضا بمرور الوقت متحر ًكا فً شكل
محور األرض (ولٌس الزاوٌة) ٌتؽٌر ً
دابرة لٌتم دورة كاملة كل ٓٓ ٕ٘01دورة سنوٌة وتسمى هذه الظاهرة
مبادرة محورٌة ،وهذا التقدم الدابري هو سبب االختبلؾ بٌن السنة
الفلكٌة والسنة المدارٌة .وتحدث هاتان الحركتان بسبب اختبلؾ تجاذب
الشمس والقمر عند االنبعاج الموجود فً خط استواء كوكب األرض.
وإذا نظر المرء إلى القطبٌن من األرض فإنه ٌبلحظ أن القطبٌن
أمتارا قلٌلة على سطح األرض .وهذه الحركة القطبٌةً أٌضا
ً ٌتزحزحان
جمٌعا اسم الحركة شبهً تتؤلؾ من مكونات عدٌدة دورٌة ٌُطلق علٌها
الدورٌة .وباإلضافة إلى المكون السنوي لهذه الحركة ،توجد هناك دورة
تحدث كل ٗٔ شهر تعرؾ باسم "ترنح تشاندلر" ،وهً حركة تنتاب
شهرا .هذا وتتفاوت سرعة دورانً دوران محور األرض وتدوم نحو ٗٔ
األرض مما ٌنتج عنه ظاهرة تعرؾ باسم اختبلؾ طول فترة النهار.
أما فً الوقت الحالً ،فإن الحضٌض الشمسً (أقرب نقطة فً مدار
الكوكب أو أي جرم سماوي آخر إلى الشمس) لكوكب األرض ٌحدث فً
ٖ ٌناٌر تقرٌ ًبا ،بٌنما ٌحدث األوج (وهً النقطة التً ٌكون فٌها كوكب
األرض أبعد ما ٌكون عن الشمس) فً ٗ ٌولٌو.
نظرا للحركة المتقدمة
ولكن هذه التوارٌخ تتؽٌر على مدى الزمن؛ وذلك ً
ً
أنماطا دورٌة تعرؾ "بدورات والعوامل المدارٌة األخرى التً تتبع
مٌبلنكوفٌتش" .هذا وٌنتج عن تؽٌر المسافة بٌن كوكب األرض والشمس
51
زٌادة الطاقة الشمسٌة التً تصل إلى األرض فً مرحلة الحضٌض
الشمسً بنسبة تقدر بحوالً ،%ٙ.2وذلك مقارنة بالطاقة الحرارٌة
التً تصل إلى الكوكب عندما ٌكون فً مرحلة األوج وهً أبعد نقطة
ممكنة عن الشمس .وبما أن الجزء الجنوبً لؤلرض ٌمٌل نحو الشمس
تقرٌ ًبا فً الوقت نفسه التً تصل فٌه األرض ألقرب نقطة ممكنة من
الشمس ،فإن النصؾ الجنوبً من الكرة األرضٌة ٌتلقى طاقة شمس أكبر
من تلك التً ٌتلقاها النصؾ الشمالً للكرة على مدار العام .ولكن تؤثٌر
هذا األمر ٌعتبر أقل أهمٌة من التؽٌر اإلجمالً فً الطاقة والذي ٌحدث
بسبب مٌل محور األرض ،كما ٌتم امتصاص الطاقة الزابدة بفعل النسبة
العالٌة من المٌاه الموجودة فً النصؾ الجنوبً من الكرة األرضٌة.
-القمر
الخصابص
القطر ٖ0ٗ0ٗ.1كم
ٕ ٕ0ٔ٘2.مٌل
الكتلة ٕٕٔٓ× 0.ٖٗ2كم
ٔ ٔٓٔ2× 1.طن (قصٌر)
ٓٓٗ ٖ1ٗ0مٌل المحور شبه الربٌسً
ٓٓ ٕٖ100مٌل
ٌ ٕ0وم ،و 0ساعات و ٖٗ.0دقٌقة الفترة المدارٌة
تابعا أرض ًٌا كبٌر الحجم أشبه بالكوكب ،وٌصل قطره إلى ربع
ٌعتبر القمر ً
قطر كوكب األرض .والقمر هو أكبر تابع فً النظام الشمسً ،وذلك
بالنسبة لحجم الكوكب التابع له ،هذا وتسمى التوابع التً تدور حول
الكواكب األخرى باألقمار تٌم ًنا بقمر األرض.
52
ٌنتج عن الجاذبٌة بٌن كوكب األرض والقمر حدوث ظاهرة المد والجزر
على سطح األرض .وقد أدى هذا التؤثٌر نفسه على القمر إلى االنحصار
المدي :وهو تزامن الدوران أي تساوي المدة التً ٌستؽرقها القمر فً
الدوران حول نفسه مع مدة دورانه حول األرض ،وذلك ٌفسر لنا أننا
نرى القمر بوجه واحد دابما ً .وأثناء دوران القمر حول األرض ،فإن
أجزاء مختلفة من وجهه ،مما ٌإدي إلى ظهور األطوار ً الشمس تضًء
القمرٌة المختلفة .وٌنفصل الجزء المضًء من القمر عن الجزء المظلم
عن طرٌق الخط الشمسً الفاصل بٌن الجزء المنٌر والجزء المظلم.
ونظرا للتفاعبلت المدٌة التً تحدث على سطح األرض ،فإن القمر ٌبعد ً
عن الشمس بنسبة ٖ1مللٌمتر فً السنة تقرٌ ًبا .وعلى مدى مبلٌٌن
السنٌن ،فإن هذه التؽٌرات البسٌطة -باإلضافة إلى زٌادة طول الٌوم على
كوكب األرض بنسبة ٖٕ جزء من الثانٌة سنو ًٌا -س ُت ْحدِث تؽٌرات هابلة.
فعلى سبٌل المثالٌُ ،بلحظ أنه خبلل العصر الدٌفونً (منذ ٓٔٗ ملٌون
سنة تقرٌ ًبا) كان هناك ٓٓٗ ٌوم فً السنة وكان كل ٌوم ٌستمر ٕٔ.1
ساعة.
ٌإثر القمر بشكل كبٌر على تطور الحٌاة على سطح األرض ،وذلك عن
طرٌق المساعدة فً اعتدال المناخ على الكوكب .وتوضح كل من دراسات
علم األحٌاء القدٌمة وعملٌات المحاكاة باستخدام أجهزة الكمبٌوتر أن
ثبات مٌل محور األرض واستقراره على هذا الوضع ٌحدث بفعل
التفاعبلت المدٌة مع القمر .وٌعتقد بعض واضعً النظرٌات أنه دون
حدوث هذا الثبات فً محور األرض فً مقابل عزم الدوران الذي ٌحدث
بفعل الشمس والكواكب األخرى على االنبعاج الموجود عند خط
االستواء ،فإن دوران المحور قد ٌكون ؼٌر ثابت بشكل عشوابً ـ مما
ٌإدي إلى حدوث تؽٌرات هابلة للكوكب على مدى مبلٌٌن السنٌٌن ،كالتً
حدثت مع كوكب المرٌخ .وإذا حدث أن محور دوران األرض اقترب من
سطح الدابرة الظاهرٌة لمسٌر الشمس ،فقد ٌإدي ذلك إلى حدوث طقس
قاس جدً ا نتٌجة اإلختبلفات الفصلٌة الكبٌرة ج ًدا التً ستحدث؛ حٌث أن
أحد القطبٌن سٌتوجه نحو الشمس مباشرة خبلل فصل الصٌؾ وسٌتوجه
بعٌدً ا عنها خبلل فصل الشتاء .جدٌر بالذكر أن العلماء المختصٌن بدراسة
53
الكواكب واألجرام السماوٌة الذٌن قاموا بدراسة تؤثٌر هذا األمر على
كوكب األرض ،قد تنبإا أن هذا قد ٌإدي إلى موت كل الحٌوانات ذات
الحجم الكبٌر والقضاء على الحٌاة النباتٌة .ولكن هذا الموضوع ال ٌزال
محل جدل ،وقد تحسمه الدراسات المستقبلٌة لكوكب المرٌخ – ذلك
الكوكب الذي ٌمر بفترة دوران ومٌل لمحوره مثل كوكب األرض ،ولكن ال
ٌتبعه قمر كبٌر الحجم ،كما أن لُ ّبه لٌس ساببلً.
ٌُبلحظ الناظر إلى القمر من كوكب األرض ،أنه بعٌد بشكل كاؾ بحٌث
ٌظهر عل شكل قرص ذو شكل واضح مثل الشمس.
والجدٌر بالذكر أن الحجم الزاوي (أو الزاوٌة المجسمة) لهذٌن الجسمٌن
تتماثل؛ ألنه على الرؼم من أن قطر الشمس أكبر بحوالً ٓٓٗ مرة عن
ضا تبعد عن األرض بمسافة تعادل ٓٓٗ مرة عن تلك قطر القمر ،فإنها أٌ ً
المسافة التً ٌبعدها القمر عن األرض .وٌسمح هذا األمر بحدوث
الكسوؾ الكلً والكسوؾ الحلقً على سطح األرض.
تعتبر نظرٌة تؤثٌر ارتطام الجسم العمبلق من أكثر النظرٌات المقبولة
التً تفسر نشؤة القمر.
تكون نتٌجة اصطدام كوكب بدابً
وقد جاء فً هذه النظرٌة أن القمر قد ّ
فً حجم كوكب المرٌخ ٌطلق علٌه اسم "ثٌا" بكوكب األرض بسبب
مداره المعاكس فً مراحله األولى.
وٌفسر هذا االفتراض (من بٌن االفتراضات األخرى) النقص النسبً
لمعدن الحدٌد والعناصر الطٌارة على سطح القمر ،فضبلً عن الحقٌقة
التً تشٌر إلى أن تكوٌن القمر متطابق تقرٌ ًبا مع تكوٌن القشرة
األرضٌة.
-المحٌط الحٌوي
ٌُقال أحٌا ًنا أن أشكال الحٌاة على كوكب األرض تمثل الؽبلؾ الحٌوي.
والتكون منذ حوالً
ّ وعمو ًما ٌُعتقد أن الؽبلؾ الحٌوي قد بدأ فً النشؤة
٘ ٖ.ملٌارات سنة.
54
و ٌُعدّ كوكب األرض المكان الوحٌد فً الكون الذي توجد علٌه حٌاة .بل
واألكثر من ذلكٌ ،عتقد بعض العلماء أن األماكن المناسبة للحٌاة مثل
األرض نادرة الوجود فً الكونٌ .نقسم الؽبلؾ الحٌوي إلى عدد من
البٌبات الحٌوٌة التً ٌعٌش فٌها عدد كبٌر من النباتات والحٌوانات
المتشابهة .ومن العوامل الفاصلة بٌن البٌبات الحٌوٌة دابرة خط العرض
وارتفاع الٌابسة عن مستوى سطح البحر .وتخلو البٌبات الحٌوٌة
األرضٌة الموجودة فً الدابرة القطبٌة الشمالٌة أو الدابرة القطبٌة
الجنوبٌة أو المرتفعات العالٌة من أي شكل من أشكال الحٌاة سواء
حٌوانٌة أو نباتٌة بٌنما توجد أكبر مجموعة متنوعة من أشكال الحٌاة
عند خط االستواء.
-استؽبلل الٌابسة والموارد الطبٌعٌة
تو ّفر األرض الموارد البلزمة لئلنسان كً ٌستؽلها فً تحقٌق أهداؾ
مفٌدة .وبعض من هذه الموارد ؼٌر متجدد مثل الوقود المعدنً ،وتتسم
هذه الموارد بعدم إمكانٌة استعادتها فً فترة زمنٌة قصٌرة .وقد تم
الحصول على كمٌات كبٌرة من رواسب الوقود الحفري من قشرة األرض
التً تتكون من الفحم والنفط والؽاز الطبٌعً ومركبات ؼاز المٌثان .وقد
استخدم اإلنسان هذه الرواسب إلنتاج الطاقة وكمادة خام للتفاعبلت
الكٌمٌابٌة .وتتكون المواد الخام المعدنٌة أٌضا ً فً قشرة كوكب األرض
من خبلل عملٌة تكون ركاز أو معادن األرض من تآكل طبقاتها وتحركات
األلواح التكنونٌة الجٌولوجٌة .وتعتبر هذه المواد مصادر ؼنٌة بالعدٌد
من المعادن والعناصر المفٌدة األخرى.
ٌوفر الؽبلؾ الحٌوي على كوكب األرض منتجات حٌوٌة عدٌدة لئلنسان،
منها على سبٌل المثال ال الحصر :الؽذاء والخشب والعقاقٌر واألدوٌة
واألكسجٌن وإعادة استؽبلل الكثٌر من النفاٌات والمخلفات العضوٌة.
وٌعتمد النظام البٌبً القابم على الٌابسة على وجود سطح التربة والماء
النقً ،أما بالنسبة للنظام البٌبً الخاص بالمحٌطات فٌعتمد على العناصر
الؽذابٌة الذاببة التً جرفتها المٌاه من الٌابسة .وٌعٌش اإلنسان على
55
الٌابسة من خبلل استخدام مواد البناء األولٌة فً تشٌٌد مآوي مخصصة
للسكن .وفً عام ٖ ،ٔ22بلؽت نسب استخدام اإلنسان للٌابسة ما ٌلً:
-المخاطر الطبٌعٌة والبٌبٌة
تتعرض مساحات كبٌرة من األرض لظروؾ مناخٌة قاسٌة مثل األعاصٌر
الحلزونٌة والزوابع المدارٌة واألعصاٌٌر االستوابٌة .كما تتعرض أماكن
كثٌرة للزالزل واالنهٌارات األرضٌة وموجات بحرٌة زلزالٌة (تسونامً)
وانفجارات بركانٌة وأعاصٌر قمعٌة و َت ُّكون منخفضات أرضٌة وعواصؾ
ثلجٌة وفٌضانات وجفاؾ وؼٌرها من الكوارث الطبٌعٌة األخرى.
باإلضافة إلى ذلك ،تتعرض العدٌد من المناطق التً سكنها اإلنسان
ألنواع كثٌرة من التلوث التً ٌتسبب فٌها اإلنسان نفسه مثل تلوث
الهواء والماء واألمطار الحمضٌة و َت ُّكون المواد السامة واختفاء الحٌاة
النباتٌة بها (وذلك ٌرجع ألسباب عدٌدة ،منها الرعً الجابر وقطع
الؽابات والتصحر) واختفاء الحٌاة البرٌة وانقراض بعض أنواع
الحٌوانات وتآكل التربة ونقص بعض العناصر المفٌدة بها واستنزاؾ
التربة وبدء ظهور الكابنات الدخٌلة.
ٌتفق العلماء على وجود ارتباط وثٌق بٌن أنشطة اإلنسان واالحتباس
الحراري مردّه زٌادة انبعاثات ثانً أكسٌد الكربون من المصانع ومن
عوادم وسابل النقل المتزاٌدة ،العاملة على المحروقاتٌ .متلك سكان
األرض ،وعددهم نحو ٙملٌارات نسمة اآلن ،نحو ٓٓ٘ ملٌون سٌارة
مضرة أخرى ،وكلها ّ وحافلة كلها تصدر ثانً أكسٌد الكربون وؼازات
تعمل على زٌادة تلك الؽازات وتراكمها فً الجو .ومن المتوقع أن ٌإدي
هذا إلى تؽٌرات جسٌمة على األرض مثل ارتفاع درجة الحرارة وذوبان
األنهار الجلٌدٌة وذوبان جلٌد القارة القطبٌة الجنوبٌة ،األمر الذي من
شؤنه أن ٌإدي إلى زٌادة منسوب الماء فً المحٌطات والبحار مما ٌعنً
جزرا ال حصر لها وجمٌع األراض المنخفضة مثل هولندا سٌكون ً أن
مصٌرها الؽرق .كما ٌعمل التؽٌر الشدٌدة فً درجات الحرارة على زٌادة
شدة األعاصٌر والزوابع ،وزٌادة نسبة الدمار المتولد عنها بالمقابل.
56
-الجؽرافٌا البشرٌة
57
تشؽل الدول المستقلة ذات السٌادة كل الٌابسة على كوكب األرض ،عدا
بعض األجزاء فً القارة القطبٌة الجنوبٌة .وفً عام ٕ٘ٔٓ ،كان هناك
ٕٓٙدولة ذات سٌادة مستقلة بما فٌها مابة وثبلثة وتسعون دولة عضو
فً األمم المتحدة تشؽل الٌابسة ،وباإلضافة إلى ذلك ،هناك دولتٌن عضو
مراقب فً منظمة األمم المتحدة؛ وحوالً ٘2مقاطعة تابعة لدول وعدد
من المناطق المستقلة ذات الحكم الذاتً وأراضً ٌختلؾ البشر على
حكمها .ومن الناحٌة التارٌخٌة ،لم ٌحدث أن ُحكمت األرض من قبل
حكومة واحدة مسٌطرة على العالم بؤسره على الرؼم من نشوب العدٌد
من الصراعات بٌن الدول من أجل السٌطرة على العالم ولكن كل هذه
المحاوالت باءت بالفشل .تعد األمم المتحدة منظمة عالمٌة تعمل على
فض النزاعات بٌن الدول وبالتالً تجنب نشوب صراعات مسلحة ،ومع
ذلك ،فإنها ال تعتبر حكومة عالمٌة .وعلى الرؼم من أن منظمة األمم
المتحدة تقدم وسٌلة لتطبٌق قانون دولً وبالرؼم أنه أحٌا ًنا ما تكون
هناك موافقة باإلجماع من أعضابها على التدخل العكسري ،فهً تعتبر
فً األساس منتدى للدبلوماسٌة الدولٌة .كان أول إنسان ٌدور حول
األرض هو ٌوري ؼاؼارٌن فً ٕٔ إبرٌل عام ٔ.ٔ2ٙ
وفً عام ٕٗٓٓ ،قام ٓٓٗ شخص بجوالت إلى الفضاء الخارجً ثم
شخصا منهم
ً عادوا أدراجهم إلى مدار األرض ،وقد وطؤت أقدام ٕٔ
سطح القمر.
أما األشخاص الذٌن ٌعٌشون فً الفضاء لفترة طوٌلة فهم العاملٌن فً
محطة الفضاء الدولٌة ،وٌتم تبدٌل طاقم المحطة الفضابٌة الذي ٌتكون
من ثبلثة أفراد كل ستة أشهر .كانت أطول رحلة قام بها اإلنسان إلى
الفضاء الخارجً عام ٓ ٔ20عندما قطع طاقم سفٌنة الفضاء أبولو ٖٔ،
الذي ٌتكون من ثبلثة أفراد ،مسافة ٔ ٗٓٓ.ٔ0كم بعٌ ًدا عن سطح
األرض.
58
الفصل الثالث
نظرٌة تكتونٌة االلواح
59
تتكون الصفابح التكتونٌة من ؼبلؾ صخري محٌطً وؼبلؾ صخري
قاري أكثر سم ًكاٌ ،علو كل منهما قشرة أرضٌة خاصة بكلٌهما .على طول
الحدود التقاربٌة ،تؽطس الصفابح إلى الدثار؛ وتعوض المادة المفقودة
بتكوٌن قشرة محٌطٌة جدٌدة عند الحدود التباعدٌة الناتجة عن تمدد قاع
البحر .وبهذه الطرٌقة ،تبقى مساحة الكرة األرضٌة الكلٌة ثابتة.
وبذلك تشبه آلٌة تلك النظرٌة مبدأ عمل السٌر الناقل .فً حٌن ،افترضت
بعض النظرٌات القدٌمة (التً ال زال لها بعض األنصار) التقلص
التدرٌجً (االنكماش) أو التمدد التدرٌجً للعالم.
للصفابح التكتونٌة قدرة على التحرك ألن الؽبلؾ الصخري لؤلرض أقوى
من الؽبلؾ الموري الذي ٌرتكز علٌه ،كما أن كثافة الدثار تتؽٌر نتٌجة
تٌارات حمل.
وٌعتقد أن حركة الصفابح ترجع إلى عدة عوامل وهً حركة قٌعان
البحار بعٌدًا عن الرصٌؾ القاري (نتٌجة التؽٌر فً طبوؼرافٌا وكثافة
القشرة األرضٌة الناتجٌن عن تؽٌرات قوى الجاذبٌة األرضٌة) والمقاومة
المابٌة والشفط أسفل مناطق االندساس .ثمة تفسٌر مختلؾٌ ،كمن فً
القوى المختلفة التً تنتج عن دوران الكرة األرضٌة وقوى المد والجزر
للشمس والقمر ،إال أن دور كل من تلك العوامل ؼٌر واضح ،وال ٌزال
موضوع نقاش.
كما ذكرنا من قبل ،تنقسم الطبقات الخارجٌة لؤلرض إلى ؼبلؾ صخري
وؼبلؾ موري ،بحسب التؽٌرات فً الخواص المٌكانٌكٌة وطرٌقة انتقال
الحرارة ،ومٌكانٌك ًٌا ،فإن الؽبلؾ الصخري أكثر برودة وصبلبة ،بٌنما
الؽبلؾ الموري أكثر سخونة وحركته أسهل.
ومن حٌث انتقال الحرارةٌ ،فقد الؽبلؾ الصخري الحرارة عن طرٌق
التوصٌل الحراري ،فً حٌن ٌنقل الؽبلؾ الموري الحرارة من خبلل
تٌارات الحمل بمعدل انحدار حراري ثابت تقرٌ ًبا.
61
سم
وٌختلؾ هذا التقسٌم عن التقسٌم الكٌمٌابً لطبقات األرض الذي ٌق ّ
األرض إلى دثار وقشرة أرضٌة.
61
ومنها تنتشر ،لذا فإن سمكها ٌتدرج كلما اقتربنا من أعراؾ منتصؾ
المحٌط التً بدأت تتكون من عندها .وعادة ما تتحرك طبقة الؽبلؾ
الصخري المحٌطً قبل أن تندس ،وٌتراوح سمكها بٌن حوالً ٙكـم (ٗ
مٌل) عند أعراؾ منتصؾ المحٌط إلى أكثر من ٓٓٔ كـم (ٕ ٙمٌل) عند
مناطق االندساس.
أما الؽبلؾ الصخري القاري فٌكون سمكه عادة نحو ٕٓٓ كم ،وإن
أٌضا تتؽٌر بٌن األحواض وسبلسل الجبال والبقع الداخلٌة المستقرة
كانت ً
أٌضا نوعً القشرة األرضٌة فً السمك ،فالقارٌة ً فً القارات .وٌختلؾ
أكثر سم ًكا من المحٌطٌة (ٖ٘ كم مقابل ٙكم).
ٌعرؾ مكان التقاء صفٌحتان باسم حد الصفٌحة ،وعادة ما تكون حدود
الصفابح مرتبطة ببعض الظواهر الجٌولوجٌة كالزالزل ونشؤة بعض
المبلمح الطبوؼرافٌة كالجبال والبراكٌن وأعراؾ منتصؾ المحٌطات
والخنادق المحٌطٌة .معظم براكٌن العالم النشطة تنشؤ على حدود
الصفابح ،ومنها منطقة الحزام الناري التً تعد األشهر واألكثر نشا ًطا.
بعض البراكٌن تحدث داخل الصفابح ،وتكون سبب التشوهات الداخلٌة
للصفابح.
من الممكن أن تحتوي الصفابح التكتونٌة على قشرة قارٌة أو محٌطٌة،
ومعظمها ٌحتوي على كلٌهما.
فعلى سبٌل المثال ،الصفٌحة األفرٌقٌة تشمل قارة أفرٌقٌا وأجزاء من
أرضٌتً المحٌط األطلسً والمحٌط الهندي .وٌمكن التفرٌق بٌن القشرة
المحٌطٌة والقشرة القارٌة وف ًقا لطرٌقة تشكلهما ،فالقشرة المحٌطٌة
تتكون فً قاع البحار وتنتشر من منتصفها ،بٌنما تنشؤ القشرة القارٌة
من خبلل األقواس البركانٌة ونمو التضارٌس من خبلل عملٌات تكتونٌة.
نظرا الختبلفهما
والقشرة المحٌطٌة هً أكثر كثافة من القشرة المحٌطة ً
فً التركٌب حٌث تحتوي القشرة المحٌطٌة على سٌلٌكون أقل وعناصر
ثقٌلة أكثر (معادن قاتمة) من القشرة القارٌة .ونتٌجة لهذا التقسٌم
عامة تحت سطح البحر (مثلً بحسب الكثافة ،فالقشرة المحٌطٌة تقع
62
معظم صفٌحة المحٌط الهادي) ،بٌنما تعلو القشرة القارٌة لتستقر فوق
مستوى سطح البحر.
-أنواع حدود الصفابح
أنواع حدود الصفابح الثبلث.
هناك ثبلثة أنواع ربٌسٌة من حدود الصفابحٌ ،ضاؾ إلٌها نوع رابع
خلٌط ،تتحدد وفق الطرٌقة التً تتحرك بها الصفابح نحو بعضها البعض،
وٌصاحبها أنواع مختلفة من الظواهر السطحٌة.
أما عن أنواع حدود الصفابح فهً:
الحدود المتحولة (المتوازنة) :
تحدث عندما تنزلق الصفابح أو باألحرى عندما تتآكل أطراؾ الصفابح
عند تصادمها مع بعضها على طول مناطق أخطاء التحول .الحركة
النسبٌة لصفٌحتٌن هً إما ٌسارٌة أو ٌمٌنٌة .وٌعد صدع سان أندرٌاس
فً والٌة كالٌفورنٌا أحد األمثلة على الحدود المتحولة ذات الحركة
الٌمٌنٌة.
الحدود المتباعدة (البناءة) :
تحدث عندما تنزلق صفٌحتٌن بعٌدً ا عن بعضهما البعض .تتشكل تلك
الحدود المتباعدة عند تصدعات منتصؾ المحٌطات نتٌجة تمدد قٌعان
البحار .وعند انفصال القارات ،تتشكل األعراؾ عند المنتصؾ ،فتتمدد
أحواض المحٌطات ،فتتوسع الصفابح متسببة فً وجود بعض البراكٌن
البسٌطة والزالزل الضعٌفة .وعند المناطق الفاصلة بٌن القارات ،قد
تتسبب الحدود المتباعدة فً نشؤة أحواض محٌطٌة جدٌدة عند انقسام
القارات وتحركها.
ومن أمثلة الحدود المتباعدة ،المناطق الصدعٌة النشطة فً منتصؾ
المحٌطات مثل أعراؾ منتصؾ األطلسً وأعراؾ شرق المحٌط الهادئ،
وأصداع ما بٌن القارات مثل صدع شرق أفرٌقٌا والبحر األحمر.
63
الحدود المتقاربة (المدمرة) (أو الحدود النشطة):
تحدث عندما تنزلق صفٌحتان تجاه بعضهما البعض ،لتشكبلن عاد ًة إما
منطقة اندساس (إذا تحرك صفٌحة لتنزلق تحت األخرى) أو تصادم
قاري .فً بعض مناطق اندساس ما بٌن القارات مثل مناطق ؼرب أمرٌكا
اندس الؽبلؾ الصخري ّ الجنوبٌة وجبال كاسكٌد ؼرب الوالٌات المتحدة
المحٌطً األكثر كثافة تحت أطراؾ القارة األقل كثافة ،فتكونت مناطق
زلزالٌة فً مناطق االندساس ،وانصهرت الصفٌحة المندسة جزب ًٌا مكونة
صهارة صعدت إلى السطح فً صورة براكٌن قارٌة .وفً بعض مناطق
االندساس األخرى مثل جبال األندٌز فً أمرٌكا الجنوبٌة وجزر ألوشٌان
وجزر مارٌانا وقوس الجزر الٌابانٌة ،انزلقت القشرة األرضٌة األقدم
تكون
واألبرد واألكثر كثافة تحت قشرة أرضٌة أقل كثافة ،مما تسبب فً ّ
زالزل وخنادق قوسٌة الشكل وعمٌقة .بعد ذلك ،ارتفعت حرارة السطح
العلوي للصفٌحة المندسة ،وصعدت صهارة إلى السطح مكونة سبلسل
جزر بركانٌة قوسٌة الشكل.
64
المابٌة التً تفقد مابها بالتسخٌن ،مما ٌتسبب فً صهر الدثار ،فتنتج
البراكٌن .وقد تنؽلق تلك األحواض المحٌطٌة فً المناطق الحدودٌة بٌن
القارات مثل جبال الهٌماالٌا واأللب التً نتجت عن تصادم األؼلفة
الصخرٌة القارٌة الجرانٌتٌة التً ال ٌمكنها االندساس تحت بعضها
البعض ،مما تسبب فً انضؽاط أطراؾ الصفابح وانطوابها لتتكون تلك
الجبال.
مناطق حدود الصفابح تحدث عندما تكون آثار التفاعبلت بٌن الصفابح
ؼٌر واضحة ،وتحدث تلك الحدود عاد ًة على طول حزام واسع ؼٌر
واضح الحدود ،وٌمكن أن تحدث به حركات متعددة فً فترات مختلفة.
-القوى الدافعة لحركة الصفابح
تعد تكتونٌات الصفابح فً األساس ظاهرة حركٌة ،حٌث اتفق علماء
بناء على المبلحظات واالستنتاجات أن تحركات الصفابح مرتبطة األرض ً
ببعضها ،لكنهم تناقشوا وتجادلوا حول كٌؾ ومتى تم ذلك .وال ٌزال هناك
تساإل كبٌر حول اآللٌة الجٌودٌنامٌكٌة التً دفعت الصفابح للحركة .لذا،
فقد انقسمت آراء العلماء إلى نظرٌات مختلفة.
نظرا الختبلؾ
ً هناك اتفاق حول قدرة الصفابح التكتونٌة على الحركة،
الكثافة النسبٌة للقشرة األرضٌة المحٌطٌة وضعؾ الؽبلؾ الموري نسب ًٌا.
ومن المسلم به ،أن فقد الدثار للحرارة هو المصدر األساسً للطاقة
الدافعة لتكتونٌات الصفابح ،من خبلل تٌارات الحمل الحراري أو عملٌات
وترسبها.
ّ تصاعد الصهارة
ونتٌجة لذلك ،فمن المتفق علٌه اآلن ،وإن كان األمر ما زال مثار بعض
نظرا لكثافة القشرة الصخرٌة المحٌطٌة العالٌة ،فإنها تندس
الجدل ،أنه ً
مصدرا قو ًٌا لحركة الصفابح .وعندما
ً فً مناطق االندساس ،فٌكون ذلك
تتكون قشرة أرضٌة جدٌدة فً أصداع منتصؾ المحٌطات ،فإن هذه
القشرة المحٌطٌة تكون فً البداٌة أقل كثافة من الؽبلؾ الموري الواقع
أسفل منها ،لكن كثافتها تزداد مع الوقت ،ألنها تبرد وتتكاثؾ.
65
ً
مقارنة بالؽبلؾ الموري وكلما زادت كثافة القشرة األرضٌة القدٌمة
تحتها ،كانت لها القدرة على أن تؽطس إلى أعماق الدثار فً مناطق
ونظرا
ً االندساس ،فتكون سب ًبا لمعظم القوى الدافعة لحركة الصفابح.
لضعؾ طبقة الؽبلؾ الموري ،فإن حركة الصفابح التكتونٌة نحو منطقة
االندساس تصبح أسهل.
66
قوى تنشؤ عن حركة الدثار ،وقوى تنشؤ عن الجاذبٌة (معظمها قوى
ثانوٌة) ،وقوى تنشؤ عن دوران األرض.
القوى الدافعة الناشبة عن حركة الدثار
فً الربع األخٌر من القرن العشرٌن ،كان هناك نظرٌة سابدة تقول بؤن
تٌارات الحمل الحراري الكبرى فً أعلى الدثار هً القوة الدافعة
الربٌسٌة لحركة الصفابح التكتونٌة.
وضع آرثر هولمز وبعض الرواد تلك النظرٌة فً ثبلثٌنٌات القرن
العشرٌن ،واعتبرت على الفور سب ًبا مقبوالً لحركة الصفابح التكتونٌة منذ
أن أثار ألفرٌد فٌجنر التساإالت حول سبب حركة الصفابح التكتونٌة فً
السنوات األولى من القرن العشرٌن.
ورؼم القبول بها ،تناولتها نقاشات طوٌلة ،بسبب اعتقاد الكثٌرٌن فً
النظرٌة القدٌمة التً تزعم أن األرض ثابتة وأن القارات ال تتحرك ،حتى
سقوط تلك النظرٌة فً مطلع الستٌنات .و ٌُظهر التصوٌر الثنابً والثبلثً
األبعاد لباطن األرض أنه هناك تفاوت فً كثافة الدثار من نقطة إلى
أخرى ،هذه التؽٌرات فً الكثافة قد تكون اختبلفات فً المواد (من وجهة
نظرا لتؽٌر البنٌة المعدنٌة) أو الحرارة
نظر كٌمٌاء الصخور) أو المعادن ( ً
(عن طرٌق التمدد أو االنكماش الحراري الناتج عن الطاقة الحرارٌة).
ونتٌجة لهذا التفاوت فً الكثافة ،نتجت تٌارات حمل حراري للدثار بفعل
قوى الطفو.
وٌعد االرتباط المباشر وؼٌر المباشر بٌن تٌارات الحمل الحراري للدثار
محورا لدراسات ونقاشات معاصرة بٌن علماء ً وحركة الصفابح
الجٌودٌنامٌكٌا .فبلبد أن تنتقل تلك الطاقة بطرٌقة ما عبر القشرة
األرضٌة للصفابح التكتونٌة لتحركها.
وهناك نوعان أساسٌان من القوى التً ٌعتقد أنها تإثر فً حركة
الصفابح وهما قوى االحتكاك والجاذبٌة .تتسبب تٌارات الحمل الحراري
67
فً االحتكاك بٌن الؽبلؾ الموري والؽبلؾ الصخري األقسى الذي ٌعلوه،
فتدفع الصفابح للحركة.
أما قوى الجاذبٌة فقد تنتج عن تٌارات حمل حراري موضعٌة بتسحب
الصفابح بقوة ألسفل فً مناطق االندساس فً خنادق المحٌطات.
فً اآلونة األخٌرة ،أصبحت نظرٌة الحمل الحراري مثار جدل كبٌر ،حٌث
أن التقنٌات الحدٌثة ثبلثٌة األبعاد للتصوٌر المقطعً للزالزل فشلت فً
رصد أي من تٌارات الحمل الحراري تلك ،إلثبات صحة هذه النظرٌة.
لذا ،فقد طرحت فرضٌات بدٌلة ،ظهرت نظرٌة تكتونٌات األعمدة فً
تسعٌنٌات القرن العشرٌن ،التً استخدمت مفهوم معدل عن تٌارات الحمل
الحراري للدثار.
وتدور فكرتها حول عن تصاعد أعمدة عمبلقة من أعماق الدثار ،تكون
الدافع أو البدٌل لتٌارات الحمل الحراري الربٌسٌة .القت تلك النظرٌة التً
اعتمدت فكرتها على أفكار قدٌمة ظهرت فً مدارس علوم األرض
األوروبٌة والروسٌة فً بداٌة ثبلثٌنٌات القرن العشرٌن صدى فً
النظرٌات الحدٌثة التً ترى بؤن النقاط الساخنة فً الدثار ال تزال ثابتة،
وأن القشرة األرضٌة المحٌطٌة والقارٌة للصفابح تتخطاها مع الوقت،
وتترك آثارها فً السجل الجٌولوجً للصفابح (على الرؼم من عدم
اعتبار هذه الظواهر كآلٌات دفع حقٌقٌة).
هناك فرضٌة أخرى بؤن تدفقات الدثار ال تحدث فً صورة تٌارت حمل
حراري وال فً صورة أعمدة عمبلقة ،وإنما على شكل سلسلة من
القنوات أسفل القشرة األرضٌة التً تتسبب فً قوى احتكاك قاعدي فً
الؽبلؾ الصخري .تسمى تلك النظرٌة باسم "تكتونٌات التدفق" ،والتً
القت قبوالً فً ثمانٌنٌات وتسعٌنٌات القرن العشرٌن بٌن علماء
الجٌوفٌزٌاء والجٌودٌنامٌكٌا.
68
-مٌكانٌكٌة األلواح التكتونٌة
على الرؼم من أن نظرٌة االنجراؾ القارى لفاجنر قد فشلت فً إعطاء
التفسٌر المقنع لؤلسباب التً ادت إلى حدوث حركة القارات.
ؼٌر أن نظرٌة األلواح التكتونٌة قد قامت بهذا التفسٌر وذلك من خبلل
فرضٌتٌن :الدثار والؽبلؾ الصخرى الذي ٌرتكز على ؼبلؾ ٌتمٌز
باللدونة إلى حد ما ٌعرؾ بالؽبلؾ الوهن أو االسٌنوسٌفر بحٌث ٌمكن
التحرك علٌه ببطء شدٌد.
أن الؽبلؾ الصخرى ٌنقسم إلى عدة ألواح على الرؼم من عدم االتفاق
حول عدد هذه األلواح إال أنه ٌمكن تمٌٌز ستة ألواح كبرى علً النحو
التالً :
ٔ -مـوهو الوحٌد الذي ٌتكون معظمة من صخور محٌطٌة خاصة
الحواؾ الوسطى وإلى ما تحت صخور ؼرب أمرٌكا الشمالٌة.
ٕ -اللوح األمرٌكٌة American plateلؤلمرٌكتٌن .مع جزء من
قشرة المحٌط األطلنطى حتى حوافه الوسطى
ٖ -اللوح اإلفرٌقى : African Plateوٌشمل كل أفرٌقٌا حتى الحافة
الوسطى للمحٌط األطلسى ونحو نصؾ المحٌط الهندى الؽربً.
ٗ -اللوح األوراسى : Eurasian Plateوٌمتد بٌن الحافة الوسطى
للمحٌط األطلسى ؼربا والبحر المتوسط وسلسلة الجبال االلتوانٌة
الحدٌثة جنوبا لتنتهى فً المحٌط الهادى
٘ : Plate -وٌشتمل على كتلة صخور قارة القطبٌة الجنوبٌة
( -ٙأنتاركاتٌكا) : Antarcaticaوتضم القارة القطبٌة الجنوبٌة مع
األطراؾ الجنوبٌة لكل من المحٌط الهادى واألطلسً والهندى.
-حركة األلواح
تصنؾ حركة األلواح بما ٌتضمنه كل لوح من قشرة قارٌة وأخرى
محٌطٌة على النحو التالً :
69
تقارب قشرة قارٌة مع قشرة قارٌة
وٌنشؤ عن هذا التقارب ارتطام قشرتٌن قارٌتٌن لهما نفس الكثافة .وقبل
حدوث هذا االرتطام أو التصادم تؽوص القشرة المحٌطٌة التً تفصل
بٌنهما والتً تكونت أثناء فترة سابقة تحت أحد القشرتٌن ومع تمام
عملٌة الؽوص أو االندساس Subductionوبعد استهبلك القشرة
المحٌطٌة ترتطم هاتان القشرتان.
وٌنتج عن هذا االرتطام تكون سلسلة جبلٌة ٌصاحبها عملٌات طً
وتصدع ،بعدها تبدأ عملٌات التعربة نشاطها لتشكل المبلمح السطحٌة
للحزام الجبلً
وتتمٌز هذه الجبال بؤنها شاهقة وتعد من أشهر وأهم السبلسل الجبلٌة فً
الكرة األرضٌة .ومن أهمها ما ٌلً :ـ
اصطدام لوحة الهند القارٌة مع النوع إذ أنه حدث منذ حوالً ٘ٗ ملٌون
سنة.
حدوث اصطدام ـ قبل حوالً ٓ ٕ1ٙ-ٖٙملٌون عام – بٌن القارة
األوروبٌة والقارة اآلسٌوٌة لتكونان قارة أوراسٌا الحالٌة والذي نجم عنه
تكوٌن سلسلة جبال األورال بٌن حدود اللوحتٌن األوروبٌة واآلسٌوٌة
آنذاك
تصادم اللوحة اإلفرٌقٌة واللوحة األوروبٌة وانؽبلق بحر التٌثٌز
( ،)Tethysالذي كان ٌفصل قارتً لوراسٌا وجندوانا الند ـ وتكوٌن
سلسلة أمرٌكا الشمالٌة لتكوٌن جبال األباالش قبل حوالً ٕٓ1ٙ-ٖٙ
ملٌون سنة ،وعلى الرؼم من أن هاتٌن القارتٌن النطاق الوهن الساخن
فإن مكوناته وما ٌحمله من رسوبٌات مشبعة بالماء تبدأ فً االنصهار
وبالرؼم من أن هذه العملٌة محٌطٌٌن ٌؽوص طرؾ أحدهما تحت اآلخر
متسببا فً نشاط بركانً ٌشبه ذلك الذي ٌحدث عند ارتطام لوح محٌطً
بآخر قاري .ؼٌر أن مثل هذه البراكٌن تحدث فً قٌعان المحٌطات بدال من
71
حدوثها على الٌابسة .وإذا ما استمرت هذه النشاطات البركانٌة فإن كتبل
من الٌابسة قد تبرز من أعماق المحٌطات.
وفى البداٌة تكون مثل هذه الظاهرة على هٌبة سلسلة من الجزر البركانٌة
تسمى بقوس الجزر مثل جزر الٌابان وإندونسٌا والفلبٌن وعادة ما تقع
أقواس الجزر على بعد بضع مبات من الكٌلومترات من خندق محٌطً.
حٌث ال تزال عملٌة ؼوص الؽبلؾ الصخري مستمرة .وعلى مدى زمنً
طوٌل من النشاط البركانً تتراكم عن هذه النشاطات المختلفة قوس جزر
ناضج مكون من صخور بركانٌة مطوٌة ومتحولة وصخور نارٌة نابطة.
ومثال ذلك شبه جزٌرة أالسكا والفلبٌن والزٌابان .انزالقٌة أو انتقالٌة).
71
إذا كان اللوحان أحدهما قاري واآلخر محٌطًٌ ،نزلق اللوح المحٌطً
تحت اللوح القاري حٌث ٌنصهر فً الوشاح لٌذوب ،ولذلك تعرؾ هذه
الحركة بالهدامة ،مثال على ذلك :أخدود بٌرو – شٌلً ؼرب أمرٌكا.
وبعٌدا عن منطقة التصادم ٌخرج هذا الوشاح المنصهر فً صورة
براكٌن مكونة جباال بركانٌة.
إذا كان اللوحان المتقاربان قارتٌٌنٌ ،حدث تصادم بٌنهما وٌنشؤ عن ذلك
سبلسل جبلٌة ،مثل :جبال الهٌماالٌا وجبال زاجروس.
إذا كان اللوحان المتقاربان محٌطٌٌنٌ ،نزلق أحدهما (ذو الوزن النوعً
األكبر) تحت اآلخر (ذو الوزن النوعً األصؽر) وٌنتج عن ذلك انبثاق
أندرٌاس فً والٌة كالٌفورنٌا بالوالٌات المتحدة األمرٌكٌة ،وصدوع
البحر المٌت شمال ؼرب الجزٌرة العربٌة.
72
-أسباب حركة الصفابح التكتونٌة
ٌرى العلماء أن تٌارات الحمل الدورانٌة هً مصدر القوى التً تعتمد
علٌه نظرٌة الصفابح التكتونٌة التً فً تفسٌرها لحركة القارات ونموها
وتكوٌن الجبال وأحواض الترسٌب ،حٌث تنشؤ تٌارات حمل فً منطقة
األثٌنوسفٌر المرنة نتٌجة حدوث تؽٌر فً درجة الحرارة فً باطن
األرض ،مما ٌإدي إلى وجود تٌارات حمل دورانٌة على شكل خبلٌا
دابرٌة وأن الجزر البركانٌة التً تقع فً وسط األلواح المحٌطٌة التً
تعتبر مناطق خالٌة نسبٌا من النشاط التكتونً ،وذلك ألنها تقع فوق بقع
ساخنة فً المناطق العلٌا من لب األرض ،وتعمل الحرارة الصاعدة من
هذه النقطة وبذلك تندفع المادة المنصهرة إلى السطح مكونة جزرا
بركانٌة مثل جزر هاواي التً تقع فً وسط المحٌط الهادي.
73
الفصل الرابع
نظرٌة االنفجار العظٌم
74
معظم الذرات التً نتجت عن االنفجار العظٌم كانت من
الهٌدروجٌن والهٌلٌوم مع القلٌل من اللٌثٌوم ،ثم التبمت سحب
كون النجومعمبلقة من تلك العناصر األولٌة بالجاذبٌة ل ُت ّ
والمجرات ،وتش ّكلت عناصر أثقل من خبلل تفاعبلت االنصهار
النجمً أو أثناء تخلٌق العناصر فً المستعرات العظمى.
ُتقدّ م نظرٌة االنفجار العظٌم شرحا ً وافٌا ً لمجموعة واسعة من
الظواهر المربٌة التً تشاهد وترصد بتلسكوبات ضخمة
وتلسكوبات فضابٌة مختلفة ،بما فً ذلك وفرة من ارصاد
اإلشعاعات الكونٌة والخلفٌة اإلشعاعٌة للكون والبنٌة الضخمة
ونظرا لكون المسافة بٌن المجرات تزداد
ً للكون وقانون هابل.
ٌوم ًٌا ،فبالتالً كانت المجرات فً الماضً أقرب إلى بعضها
البعض ،كذلك من الممكن استخدام القوانٌن الفٌزٌابٌة لحساب
خصابص الكون كالكثافة ودرجة الحرارة فً الماضً بالتفصٌل.
وبالرؼم من أنه ٌمكن للمسرعات الكبٌرة للجسٌمات استنساخ تلك
الظروؾ ،لتؤكٌد وصقل تفاصٌل نموذج االنفجار العظٌم ،إال أن
تلك المسرعات لم تتمكن حتى اآلن إال البحث فً األنظمة عالٌة
الطاقة .وبالتالً ،فإن حالة الكون فً اللحظات األولى لبلنفجار
العظٌم مبهمة وؼٌر مفهومة ،وال تزال مجاالً للبحث.
كما ال تقدم نظرٌة االنفجار العظٌم أي شرح للحالة األولٌة قبل
االنفجار العظٌم ،بل تحاول تفسٌر نشؤة وتطور الكون منذ تلك
اللحظة األولى بعد االنفجار؛ إذ باالنفجار ٌبدأ الزمان والمكان ،وال
ترى الفٌزٌاء زمنا قبل االنفجار العظٌم ،فقد بدأ به الزمن من
وجهة نظر الفٌزٌابٌٌن.
-قدّ م الكاهن الكاثولٌكً والعالم البلجٌكً جورج لومتر
الفرضٌة التً أصبحت الح ًقا نظرٌة االنفجار العظٌم عام
.ٔ2ٕ0
75
ومع مرور الوقت ،انطلق العلماء من فكرته األولى حول -
تكون
تمدد الكون لتت ُّبع أصل الكون ،وما الذي أدى إلى ّ
الكون الحالً.
اعتمد اإلطار العام لنموذج االنفجار العظٌم على نظرٌة -
النسبٌة العامة ألٌنشتاٌن ،وعلى تبسٌط فرضٌات كتجانس
نظم وتوحد خواص الفضاء.
وقد صاغ ألكسندر فرٌدمان المعادالت الربٌسٌة للنظرٌة، -
وأضاؾ فٌلٌم دي سٌتر صٌػ بدٌلة لها.
وفً عام ،ٔ2ٕ2اكتشؾ إدوٌن هابل أن المسافات إلى -
المجرات البعٌدة مرتبطة بقوة بانزٌاحها األحمر ،اس ُتنتج من
مبلحظة هابل أن جمٌع المجرات والعناقٌد البعٌدة لها سرعة
ظاهرٌة تختلؾ عن فكرتنا بؤنها كلما َب ُعدت ،زادت سرعتها
الظاهرٌة ،بؽض النظر عن االتجاه.
ورؼم انقسام المجتمع العلمً ٌو ًمٌا بٌن نظرٌتً تمدد الكون
ونظرٌة االنفجار العظٌم ،ومإٌد لنظرٌة الحالة الثابتة ،إال أن
التؤكٌد بالمبلحظة والرصد على صحة سٌنارٌو االنفجار العظٌم
جاء مع اكتشاؾ الخلفٌة اإلشعاعٌة للكون عام ٗ ،ٔ2ٙواكتشاؾ
أن طٌؾ تلك الخلفٌة اإلشعاعٌة ٌتطابق مع اإلشعاع الحراري
لؤلجسام السوداء .منذ ذلك الحٌن ،أضاؾ علماء الفٌزٌاء الفلكٌة
إضافات رصدٌة ونظرٌة إلى نموذج االنفجار العظٌم ،وتمثٌلها
الوسٌطً كنموذج المبدا-سً دي إم الذي هو بمثابة إطار لؤلبحاث
الحالٌة فً علم الكونٌات النظري.
-التضخم الكونً ونشؤة البارٌونات
تخضع األطوار األولى لبلنفجار العظٌم للعدٌد من التكهنات ،ففً
النماذج األكثر شٌو ًعا ،كان الكون ممتل ًبا بصورة متجانسة
وقٌاسٌة بجسٌمات ذات كثافة طاقة ودرجات حرارة وضؽوط
هابلة ،وأنه تمدد و َب ُرد بسرعة فابقة .وخبلل ما ٌقرب من ٓٔ
ُّ
تضخم الكون ٖ0−ثانٌة فً التمدد ،تسبب تحول طوري فً
76
نموا أُس ًٌا .وبعد توقؾ التضخم ،تؤلّؾ الكون من ببلزما
ونموه ً
كوارك-ؼلوونٌة ،وؼٌرها من جمٌع الجسٌمات األولٌة األخرى.
كانت درجات الحرارة فً تلك الحالة مرتفعة حتى تس ّنى تحرك
الجزٌبات عشواب ًٌا وفق سرعات نسبٌة ،ونتجت أزواج
ومضاداتها من كل نوع بصفة مستمرة ،بل وتبلشى بعضها عبر
االصطدامات .وفً مرحلة ما ،حدث تفاعل ٌسمى بنشؤة
البارٌونات لم ٌحافظ على رقم بارٌون ،مما أدى إلى وجود فابض
صؽٌر ج ًدا من الكواركات واللٌبتونات ٌفوق مضادات الكوارك
ومضادات اللٌبتونات بنحو جزء واحد من ٖٓ ملٌون جزء وأدى
ذلك إلى هٌمنة المواد على المواد المضادة فً الكون الحالً.
-التبرد
فً تارٌخ الكون ،هناك فرضٌة بؤن الموجات الثقالٌة نشؤت عن
التضخم الكونً الناتج عن التمدد تما ًما بعد االنفجار العظٌم.
ظلت كثافة الكون وحرارته فً انخفاض ،وبالتالً تناقصت طاقة
أي من جسٌماته ،ثم نقلت األطوار االنتقالٌة كسر تناظر القوى
األساسٌة للفٌزٌاء ومتؽٌرات الجسٌمات األولٌة إلى وضعها
الحالً .ففً خبلل حوالً ٓٔٔٔ−ثانٌة ،أصبحت حالة الكون
استقرارا ،حٌث انخفضت طاقات الجسٌمات إلى القٌم التً
ً أكثر
ٌمكن تحقٌقها فً تجارب فٌزٌاء الجسٌمات .وفً حوالً ٓٔٙ−
ثانٌة ،تج ّمعت الكواركات والؽلوونات لتكوٌن البارٌونات مثل
البروتونات والنٌوترونات.
أدى فابض صؽٌر من الكواركات مقابل مضادات الكوارك إلى
فابض صؽٌر من البارٌونات مقابل مضادات الكوارك .وبانخفاض
77
درجات الحرارة ،لم تعد درجة الحرارة تكفً لتكوٌن أزواج جدٌدة
من البروتون-مضاد البروتون وكذلك أزواج النٌوترونات-مضادات
النٌوترونات ،لذا نتجت على الفور عملٌات تبلشً ضخمة ،تبقى
منها فقط واحد من كل ٓٔٓٔ من البروتونات والنٌوترونات
األصلٌة ،لم ٌتبق أي من مضاداتها .كذلك حدثت عملٌة مشابهة
خبلل ثانٌة واحدة لئللكترونات والبوزٌترونات .وبعد عملٌات
التبلشً تلك ،توقفت باقً البروتونات والنٌوترونات واإللكترونات
عن التحرك بنسبٌة ،وش ّكلت الفوتونات ؼالبٌة كثافة طاقة الكون
(مع مساهمة بسٌطة من النٌوترٌنوات).
78
بكثافة أكبر ،وتش ّكلت سحب ؼازٌة ونجوم ومجرات وبقٌة أجزاء
البنٌة الفلكٌة األخرى التً ٌمكن مبلحظتها الٌوم .اعتمدت تفاصٌل
تلك العملٌة على كمٌة ونوع مادة الكون .وتنقسم أنواع المادة إلى
مادة مظلمة باردة ومظلمة دافبة ومظلمة حارة وبارٌونة .وقد
أظهرت أفضل القٌاسات المتاحة (من خبلل مسبار وٌلكٌنسون
لقٌاس اختبلؾ الموجات الرادٌوٌة) أن البٌانات تتوافق بشكل جٌد
مع فرضٌة نموذج المبدا-سً دي إم التً تفترض أن المادة
المظلمة كانت باردة (حٌث اختفت المادة المظلمة الدافبة فً وقت
مبكر أثناء حقبة إعادة التؤٌن) ،وقدّ رت أنها ُتش ّكل حوالً ٖٕ3
من نسبة المادة/طاقة الكون ،بٌنما ُتش ّكل المادة البارٌونٌة حوالً
.3ٗ.ٙوفً "نموذج التمدد" الذي ٌتضمن مادة مظلمة ساخنة
فً شكل نٌوترٌنوات ،إذا كانت "الكثافة الفٌزٌابٌة للبارٌون"
bh2تقدر بحوالً ٖٕٓ( ٓ.وهً تختلؾ عن "كثافة البارٌون"
Ωbالتً ٌُع ّبر عنها كجزء من النسبة اإلجمالٌة لكثافة
المادة/الطاقة ،والتً أُشٌر إلٌها أعبله بحوالً ،)ٓ.ٓٗٙوكثافة
المادة المظلمة الباردة المصاحبة Ωch2حوالً ٔٔ ،ٓ.فإن كثافة
النٌوترٌنو المصاحب ُتقدّر بؤقل من ٕ.ٓ.ٓٓٙ
-تسارع تمدد الكون
هناك دالبل مستقلة من رصد المستعرات العظمى من الدرجة
والخلفٌة اإلشعاعٌة للكون ُتظهر أن الكون الٌوم تسٌطر علٌه
شكل ؼامض من الطاقة تعرؾ باسم الطاقة المظلمة التً تتخلل
كامل الفضاء.
و ُتقدّر نتابج الرصد أن ٖ 30من كثافة الطاقة الكلٌة للكون الٌوم
المرجح أن الكون فً
ّ تتواجد فً تلك الصورة من الطاقة .ومن
مؽمورا بالطاقة المظلمة ،ولكن مع تضاٌقً بداٌة نشؤته كان
المساحة وتقارب كل شًء من بعضه البعض ،سٌطرت الجاذبٌة،
وكبحت تمدد الكون ببطء.
79
وفً نهاٌة المطاؾ ،وبعد عدة ملٌارت من سنوات تمدد الكون،
تسبب تزاٌد الطاقة المظلمة فً تسارع تمدد الكون ولكن ببطء.
وتتخذ الطاقة المظلمة فً أبسط صٌؽها هٌبة مصطلح الثابت
الكونً فً معادالت أٌنشتاٌن للمجال فً النسبٌة العامة ،ولكن
تكوٌنها وآلٌتها ؼٌر معروفٌن ،وبشكل أعم ،ما زالت تفاصٌل
معادلة حالتها وعبلقتها مع نظرٌة النموذج العٌاري لفٌزٌاء
الجسٌمات قٌد البحث رصد ًٌا ونظر ًٌا.
كل هذا التطور الكونً بعد حقبة التضخم الكونً ٌمكن وصفها
بدقة وفق نموذج المبدا-سً دي إم ،الذي ٌستخدم األطر المستقلة
لمٌكانٌكا الكم والنسبٌة العامة ألٌنشتاٌن .وكما أشٌر أعبله ،ال
ٌوجد نموذج موثوق ٌصؾ ما حدث قبل ٓٔ ٔ٘−ثانٌة من نشؤة
الكون .وٌبدو أن هناك حاجة إلى نظرٌة جاذبٌة كمٌة موحدة
جدٌدة لكسر هذا الحاجز لفهم تلك الحقبة من تارٌخ الكون ،والتً
تعد حال ًٌا إحدى أعظم المسابل التً لم ُتحل ّ فً الفٌزٌاء.
81
81
-االفتراضات الضمنٌة
تعتمد نظرٌة االنفجار الكبٌر على فرضٌتٌن ربٌسٌتٌن :شمولٌة
القوانٌن الفٌزٌابٌة والمبدأ الكونً الذي ٌفترض أنه فً المقاٌٌس
وحد الخواص.الكبٌرةٌُ ،وصؾ الكون بؤنه فضاء متجانس و ُم ّ
كانت تلك األفكار فً البداٌة من ال ُمسلّمات ،ولكن الٌوم هناك
جهود الختبار كل منها .فعلى سبٌل المثال ،فإن الفرضٌة األولى تم
اختبارها من خبلل الرصد الذي أظهر أن أكبر انحراؾ محتمل
لثابت البناء الدقٌق خبلل جزء كبٌر من عمر الكون ٌُقدّر بنحو
ٓٔ .٘−كما استخدمت النسبٌة العامة لعمل اختبارت صارمة على
مقاٌٌس النظام الشمسً والنجوم الثنابٌة.
وإذا افترضنا أن الكون متجانس الخواص كما ٌُرى من األرض،
فإن المبدأ الكونً ٌمكن استنتاجه من مبدأ كوبرنٌكوس البسٌط،
الذي ٌنص على أنه ال ٌوجد أفضلٌة .ولذا ،فقد تم التحقق من
صحة المبدأ الكونً إلى مستوى ٓٔ ٘−عبر رصد الخلفٌة
اإلشعاعٌة للكون .كما تم قٌاس تجانس الكون على المقاٌٌس
األكبر حتى مستوى ٓٔ.3
-تمدد الفضاء
تصؾ النسبٌة العامة الزمكان وفق نظام متريٌ ،مكن من خبلله
تحدٌد المسافات التً تفصل أي نقطة عن نقطة قرٌبة.
هذه النقاط قد تكون مجرات أو نجوم أو أشٌاء أخرى ،هذه النقاط
نفسها ٌتم تحدٌدها باستخدام متعدد شعب أو "شبكة" تشمل كل
الزمكانٌ .نص المبدأ الكونً أن هذا النظام المتري ٌجب أن ٌكون
وحد الخواص فً المقاٌٌس الكبٌرة ٌمكن تمٌٌزه متجانس و ُم ّ
باستخدام إحداثٌات روبرتسون-ووكر .هذه اإلحداثٌات تحتوي
ٌسر اختٌار
على مقٌاس ٌصؾ تؽ ٌّر حجم الكون عبر الزمن ،مما ّ
نظام إحداثً مناسب ٌدعى مسافة المساٌرة.
82
وفق هذا النظام اإلحداثً تتمدد الشبكة بتمدد الكون ،وتبقى
األجسام التً تتحرك بتمدد الكون فً مواضع ثابتة على الشبكة،
وتبقى مسافاتها اإلحداثٌة (مسافات المساٌرة) ثابتة ،فً الوقت
الذي تتزاٌد فٌه المسافات الفعلٌة بٌن األجسام إطراد ًٌا بتمدد
الكون.
انفجارا للمادة ٌتحرك نحو الخارج لملء
ً ال ٌعد االنفجار العظٌم
كون فارغ .ولكن بمرور الوقت ٌتمدد الكون فً كل إتجاه وتتزاٌد
المسافات الفعلٌة بٌن األجرام السماوٌة ،وهذا ما تشٌر إلٌه
ونظرا لكون إحداثٌات روبرتسون-ووكرً األرصاد الفلكٌة الحدٌثة.
تفترض توزٌ ًعا منتظ ًما للكتلة والطاقة ،فإنها تنطبق فقط على
القٌاسات الكبٌرة ،أما النطاقات المحدودة من المادة مثل مجرتنا
المترابطة تجاذب ًٌا فبل تنطبق علٌها نظرٌة التمدد واسع النطاق كما
فً الفضاء خارج مجرتنا.
-تارٌخ النظرٌة
اصل التسمٌة
كان الفلكً اإلنجلٌزي فرٌد هوٌل أول من أطلق مصطلح
"االنفجار العظٌم" خبلل مقابلة له مع هٌبة اإلذاعة البرٌطانٌة
سنة ٔ2ٗ2م .ومن الشابع بٌن الناس أن هوٌل الذي كان ٌفضل
نموذج "الحالة الثابتة" الكونً ،كان ٌقصد من تلك التسمٌة
ً
صراحة ،وقال أن التسمٌة السخرٌة ،إال أن هوٌل نفسه نفى ذلك
كانت للفت النظر وتسلٌط الضوء على الفرق بٌن النموذجٌن
لمستمعً الرادٌو.
83
-التطور
تطورت نظرٌة االنفجار العظٌم من خبلل رصد بنٌة الكون
واألبحاث النظرٌة.
ففً سنة ٕٔ ٔ2م ،قام فٌستو سلٌفر بؤول قٌاس لتؤثٌر دوبلر
للسدٌم الحلزونً (السدٌم الحلزونً هو ُمس ّمى قدٌم للمجرات
سدُم كانت
الحلزونٌة) ،وسرعان ما اكتشؾ أن تقرٌ ًبا جمٌع تلك ال ُ
منحسرة عن األرض ،فً الوقت الذي كان فٌه نزاع شابلً-
كورتٌس المثٌر للجدل محتد ًما حول ما إذا كانت هذه السدم
"أكوان ُج ُزرٌة" خارج مجرتنا درب التبانة.
وبعد عشر سنوات ،استنتج عالم الكون الفٌزٌابً والرٌاضٌاتً
الروسً ألكسندر فرٌدمان معادالت فرٌدمان من معادالت أٌنشتاٌن
للمجالُ ،مب ٌّ ًنا أن الكون قد ٌكون ٌتمدد ُمخال ًفا بذلك نموذج الكون
الساكن التً كان أٌنشتاٌن ٌإٌدها وقتبذ .وفً سنة ٕٗ ٔ2م،
أظهر قٌاس إدوٌن هابل لمسافة أقرب السدم الحلزونٌة ،أن تلك
النظم هً بالتؤكٌد مجرات أخرى .وبصورة مستقلة ،استنتج
الكاهن الكاثولٌكً والفٌزٌابً جورج لومٌتر عام ٔ2ٕ0معادالت
وتوصل إلى أن انحسار السدم ٌُستدل منه على تمدد ّ فرٌدمان،
الكون .وفً سنة ٖٔ ٔ2م ،ذهب لومٌتر أبعد من ذلك وافترض
أنه نتٌجة التمدد الواضح للكون ،فبل بد لو ُعدنا بالزمن أن نجد
فً لحظة ما كانت كل مادة الكون مجتمعة فً نقطة ما على هٌبة
"ذرة بدابٌة" عندها بدأ الزمن والفضاء فً النشوء.
بداٌة من سنة ٕٗ ٔ2م ،وضع هابل سلسلة من مإشرات
المسافة التً سبقت وضع سلم المسافات الكونٌة مستخد ًما مقراب
هوبر الذي قطره ٓٓٔ-بوصة (ٓٓ٘ ٕ0مـم) فً مرصد جبل
وٌلسون .سمح له ذلك بتقدٌر المسافات إلى المجرات التً كان
انزٌاحها األحمر قد قٌِس بالفعل ،أؼلبها بواسطة سٌفلر .وفً سنة
ٔ2ٕ2م ،اكتشؾ هابل وجود عبلقة بٌن المسافة وسرعة
84
االنحسار (ٌعرؾ اآلن بقانون هابل) ،وهو ما توقعه لومٌتر وف ًقا
للمبدأ الكونً.
فً عشرٌنٌات وثبلثٌنٌات القرن الماضً ،كان معظم علماء الكون
الفٌزٌابً البارزٌن من مإٌدي فرضٌة الحالة الثابتة السرمدٌة
للكون ،وتذ ّمر العدٌد منهم من القول بؤن نشؤة الزمن نتٌجة
انفجار عظٌم مستوحى من مفاهٌم دٌنٌة ،وهو االعتراض الذي
ردده مإٌدو نظرٌة الحالة الثابتة فٌما بعد.
عزز هذا التصور حقٌقة أن ُمنشؤ نظرٌة االنفجار العظٌم هو ّ
الكاهن الرومانً الكاثولٌكً جورج لومٌتر .كان آرثر ستانلً
إدنؽتون من المإمنٌن برأي أرسطو أن الكون لٌس له بداٌة
زمنٌة ،وأن المادة أصلها سرمدي ،مما جعله ٌبؽض فكرة نشؤة
الزمن .أما لومٌتر ،فقد اعتقد بؤنه« :إذا كان العالم قد بدء بك ّم
واحد ،فإن مفاهٌم المكان والزمان لن ٌكون لها معنى عند نشؤة
العالم؛ وستبدأ فقط فً أن ٌكون لها معنى معقول عند انقسام الك ّم
األصلً إلى عدد كاؾ من الك ّمات .وإذا كانت هذه الفرضٌة
صحٌحة ،فستكون أسطورة الخلق قد حدثت قبل وقت قلٌل من
بداٌة الزمان والمكان ».وخبلل الثبلثٌنٌات ،ظهرت أفكار أخرى
ؼٌر قٌاسٌة لتفسٌر أرصاد هابل ،ومنها نموذج مٌلن والكون
المتذبذب (اقترحه فرٌدمان فً البداٌة ،ثم دافع عنه ألبرت
أٌنشتاٌن ورٌتشارد تولمان) وفرضٌة الضوء ال ُمرهق لفرٌتز
زفٌكً.
بعد الحرب العالمٌة الثانٌة ،ظهرت فرضٌتان متمٌزتان.
األولى نظرٌة الحالة الثابتة لفرٌد هوٌل؛ إذ وف ًقا لها فإنه ال بد
من تولُّد مادة جدٌدة فً حالة تمدد الكونٌ .فترض هذا النموذج
أن الكون ٌبقى كما هو فً أي وقت من الزمن.
والثانٌة كانت نظرٌة االنفجار العظٌم للومٌتر التً دافع عنها
وطورها جورج جاموؾ الذي وضع فكرة تخلٌق االنفجار العظٌم ّ
85
النووي ( ،)BBNوالذي شارك رالؾ ألفر وروبرت هٌرمان فً
التكهن بوجود الخلفٌة اإلشعاعٌة للكون ( .)CMBومن
المفارقات ،أن هوٌل هو من صاغ العبارة التً جاء منها اسم
نظرٌة لومٌتر ،عندما أشار إلٌها بقوله« :فكرة هذا االنفجار
العظٌم» خبلل مقابلته مع رادٌو هٌبة اإلذاعة البرٌطانٌة فً
مارس ٔ2ٗ2م.
ولفترة من الوقت ،انقسم المإٌدون بٌن هاتٌن النظرٌتٌن .وفً
نهاٌة المطاؾ ،أعطت األدلة الرصدٌة أفضلٌة لبلنفجار العظٌم فً
مقابل الحالة الثابتة .كان اكتشاؾ وتؤكٌد وجود الخلفٌة اإلشعاعٌة
للكون سنة ٗ ٔ2ٙم حاس ًما فً جعل نظرٌة االنفجار العظٌم
أفضل نظرٌة حول أصل ونشؤة الكونٌ .سعى الكثٌر من العمل
تكون المجرات وفق الحالً فً علم الكونٌات إلى فهم كٌفٌة ّ
نظرٌة االنفجار العظٌم ،ومحاولة فهم فٌزٌاء الكون فً األزمنة
السحٌقة ،والتوفٌق بٌن األرصاد والنظرٌة األساسٌة.
فً نهاٌة عقد التسعٌنٌات ،تحقق تقدم كبٌر فً تفسٌر االنفجار
العظٌم نتٌجة تقدم تقنٌات المقراب وتحلٌل البٌانات المستخلصة
عبر األقمار الصناعٌة مثل مستكشؾ الخلفٌة الكونٌة ومرصد
هابل الفضابً ومسبار وٌلكٌنسون لقٌاس اختبلؾ الموجات
الرادٌوٌة.
ولدى علماء الكون اآلن قٌاسات ُمحكمة ودقٌقة إلى حد ما لكثٌر
من متؽٌرات نموذج االنفجار العظٌم ،م ّكنتهم من االكتشاؾ ؼٌر
المتوقع بؤن تمدد الكون ٌبدو كما لو كان ٌتسارع.
86
-تؤمبلت فٌزٌابٌة فً نظرٌة االنفجار العظٌم
رؼم تكامل نظرٌة االنفجار العظٌم إلى حد بعٌد ،إال أنها تخضع
للتنقٌح.
ُتظهر المعادالت التقلٌدٌة للنسبٌة العامة وجود تفرد عند بداٌة
الزمن الكونً ،وهو استنتاج مبنً على عدة افتراضات ،مما
ٌجعل تلك المعادالت ؼٌر قابلة للتطبٌق فً األزمنة التً سبقت
وصول الكون إلى حرارة ببلنك .أمكن تصوٌب ذلك باستخدام
الجاذبٌة الكمٌة لتج ُّنب حالة التفرد ال ُمفترضة تلك.
لٌس معلو ًما ما الذي قد ٌكون السبب وراء وجود حالة التفرد ،أو
كٌؾ ولماذا نشؤت ،إال إنه كانت هناك عدد من التكهنات حول تلك
المسؤلة .فهناك بعض المقترحات ،كل منها ٌنطوي على فرضٌات
ؼٌر مجربة ،هً:
نماذج مثل حالة هارتل-هوكٌنػ التً فٌها الزمكان محدود ،وأن
االنفجار العظٌم ٌمثل حدّ الزمن ،ودون الحاجة إلى التفرد.
نموذج شبكة االنفجار العظٌم الذي ٌفترض أن الكون فً لحظة
االنفجار العظٌم كان ٌتكون من شبكة ال نهابٌة من الفرمٌونات،
وكان فً أعلى درجات التماثل ،وبالتالً له أقل قٌمة للعشوابٌة.
نماذج الكون الؽشابً التً تفترض أن التضخم نتج عن حركة
األؼشٌة فً نظرٌة األوتار مثل نموذج التحول الناري ،الذي
ٌفترض أن االنفجار العظٌم نتج عن التصادم بٌن األؼشٌة،
والنموذج الدوري وهو بدٌل لنموذج التحول الناري الذي ٌفترض
حدوث اصطدامات بصفة دورٌة بعد مرحلة انسحاق عظٌم وتن ُّقل
الكون من عملٌة إلى أخرى.
87
التضخم األبدي الذي ٌفترض أن التضخم الكونً ٌنتهً فً
مواضع ما ،وتتكون عند تلك المواضع كون وهمً ٌبدأ من عنده
انفجاره العظٌم الخاص به.
-التفسٌرات الدٌنٌة والفلسفٌة
نظرا لوصؾ نظرٌة االنفجار العظٌم ألصل الكون ،فإنها القت ً
اهتماما كبٌرا من األوساط الدٌنٌة والفلسفٌة ،وخصوصا فٌما
ٌتعلق بمفهوم «الخلق من العدم» .وبالنتٌجة ،أصبحت أحد أكثر
المواضٌع التً تثار عند مناقشة العبلقة بٌن الدٌن والعلم.
فالبعض ٌرى فً االنفجار العظٌم داللة على وجود الخالق،
و ُح ّجة فلسفٌة على وجود هللا .فٌما ٌرى آخرون بؤن االنفجار
العظٌم لم ٌكن ٌستلزم وجود خالق ورابه حتى ٌحدث.
وقد اختلفت اآلراء الدٌنٌة فً الدٌانات المختلفة حول النظرٌة.
أ ّما فً المسٌحٌة ،فقد رحبت أؼلب الطوابؾ المسٌحٌة الكبرى
بنظرٌة االنفجار العظٌم وأعتبرتها ال تتعارض مع قصة الخلق
المذكورة فً الكتاب المقدس أو العقٌدة المسٌحٌة .وقد أعلن
البابا بٌوس الثانً عشر فً سنة ٔ٘ ،ٔ2أن نظرٌة االنفجار
العظٌم ال تتعارض مع مفهوم الكاثولٌكٌة عن بداٌة الخلق ،وهو
صرح به البابا فرنسٌس مجد ًدا فً أكتوبر ٕٗٔٓ .كذلك رحبت ما ّ
طوابؾ كاإلنجٌلٌة واألرثوذكسٌة بالنظرٌة كتفسٌر تارٌخً لقصة
الخلٌقة ،بالرؼم من أن بعض الطوابؾ األخرى المسٌحٌة األقلو ٌّة
مثل األدفنتست والكنٌسة اللوثرٌة فً مٌزوري والكنٌسة اإلنجٌلٌة
المشٌخٌة الكالفٌنٌة (وهً طوابؾ مسٌحٌة تعتقد ب خلقٌة األرض
الفتٌة) رفضت النظرٌة واعتبرتها متناقضة مع قصة الخلق
المذكورة فً الكتاب المقدس (تحدٌداً فً سفر التكوٌن).
88
وفً اإلسبلم ،المسلمٌن انقسموا قسمٌن قسم منهم ٌرى بؤن
االنفجار العظٌم ورد ذكره فً اآلٌة رقم ٖٓ من سورة األنبٌاء فً
الس َم َاوا ِ
ت َّ القرآن فً قوله تعالى :أَ َولَ ْم ٌَ َر الَّذٌِنَ َك َف ُروا أَنَّ
ش ًْء َحً أَ َف َبل َو ْاألَ ْر َ
ض َكا َن َتا َر ْت ًقا َف َف َت ْق َنا ُه َما َو َج َع ْل َنا مِنَ ا ْل َم ِ
اء ُكل َّ َ
ٌُ ْإ ِم ُنونَ .
استنادا لتفسٌر ابن كثٌر وٌروا ان تمدد الكون ُذكر فً اآلٌة ٗ0
اء َب َن ٌْ َناهَا ِبؤ َ ٌْد َوإِ َّنا
الس َم َ
من سورة الذارٌات فً السورةَ :و َّ
لَ ُموسِ ُعونَ .
حٌث تعنً اآلٌة إن السموات واألرض كانت كتلة واحدة كالرتق
ففتقها هللا أي فصلها أو فجرها ،ثم تعنً اآلٌة التالٌة إنا
لموسعون بمعنى وظلت السموات واألرض بمن فٌها فً توسع
كونً بؤمر هللا .
واما القسم الثانً ٌرى ان لٌس بالضرورة ان تم ذكر االنفجار
العظٌم فً القرآن وٌتفقون ان القران أو اإلسبلم ال ٌعارض
النظرٌة وال ٌإٌدها وان الموضوع متروك للعلم حٌث ٌثبت
النظرٌة أو ٌنفٌها وفً الؽالب ٌتفق هذه القسم علً ان االٌة ٗ0
من سورة سورة الذارٌات تشٌر الً التمدد الكونً.
89
الفصل الخامس
الزالزل والبراكٌن
الز ْلزال أو ال َه َّزة األَ ْرضِ ٌَّة هً ظاهرة طبٌعٌة وهو عبارة عن اهتزاز أو
َّ
سلسلة من االهتزازات االرتجاجٌة المتتالٌة لسطح تحدث فً وقت ال
ٌتعدى ثوانً معدودة ،والتً تنتج عن حركة الصفابح الصخرٌة فً
القشرة األرضٌة ،وٌسمى مركز الزلزال "البإرة"ٌ ،تبع ذلك بارتدادات
تدعى أمواجا ً زلزالٌة ،وهذا ٌعود إلى تكسر الصخور وإزاحتها بسبب
تراكم إجهادات داخلٌة نتٌجة لمإثرات جٌولوجٌة ٌنجم عنها تحرك
الصفابح األرضٌة .وتوجد األنشطة الزلزالٌة على مستوى حدود الصفابح
الصخرٌة .وٌنشؤ الزلزال كنتٌجة ألنشطة البراكٌن أو نتٌجة لوجود
انزالقات فً طبقات القشرة األرضٌة.
تإدي الزالزل إلى تشقق األرض ونضوب الٌنابٌع أو ظهور الٌنابٌع
ضا
الجدٌدة أو حدوث ارتفاعات وانخفاضات فً القشرة األرضٌة وأٌ ً
ً
فضبل عن آثارها حدوث أمواج عالٌة تحت سطح البحر (تسونامً)،
التخرٌبٌة للمبانً والمواصبلت والمنشآت .وؼال ًبا ٌنتج عن حركات
الحمل الحراري فً المتكور الموري ( )Asthenosphereوالتً تحرك
الصفابح القارٌة متسببة فً حدوث هزات هً الزالزل .كما أن الزالزل قد
كبٌرا.
تحدث خرا ًبا ً
-درجة الزلزال
تحدد درجة الزلزال بمإشر ،وتقاس من ٔ إلى ٓٔ ،حٌث:
-من ٔ إلى ٗ – زالزل قد ال تحدث أٌة أضرار أي ٌمكن اإلحساس
به فقط.
ضررا للمنازل
ً -من ٗ إلى – ٙزالزل متوسطة األضرار قد تحدث
واإلقامات.
91
-من 0إلى ٓٔ – الدرجة القصوى ،أي ٌستطٌع الزلزال تدمٌر
المدٌنة بؤكملها وحفرها تحت األرض حتى تختفً مع أضرار لدى
المدن المجاورة لها.
91
األمواج ،بٌنما تنقل األمواج الثانوٌة أو المستعرضة اهتزازات عمودٌة
على اتجاه سٌرها.
وعادة ما تنتقل الموجات األولٌة بسرعة أكبر من الموجات الثانوٌة ،ومن
ثم فعندما ٌحدث زلزال ،فإن أول موجات تصل وتسجل فً محطات البحث
الجٌوفٌزٌقٌة فً كل أنحاء العالم هً الموجات األولٌة والثانوٌة.
-نظرٌات نشؤة الزالزل
كانت األرض منذ نشؤتها جس ًما ساخ ًنا كسابر الكواكب ،وحٌنما بردت،
كون الؽبلؾ المابً وجذب له الؽبلؾ الهوابً ،ومع زٌادة البرودة. ّ
تكونت الطبقة الصلبة الخارجٌة المعروفة باسم القشرة ،لكن باطن َّ
األرض ظل ساخ ًنا حتى اآلن ،وٌحتوى على صهارة .
تتكون القشرة من مجموعة من األلواح الصخرٌة العمبلقة ج ًّدا ،وٌحمل
كل لوح منها قارة من القارات أو أكثر ،وتحدث عملٌة التحمٌل أو الشحن
بشكل أساسً فً مناطق التقاء هذه األلواح بعضها مع بعض ،والتً
ٌطلق علٌها العلماء الصدوع أو الفوالق التً تحدّد نهاٌات وبداٌات
األلواح الحاملة للقارات ،وحٌنما ٌزٌد الشحن أو الضؽط على قدرة هذه
الصخور على االحتمال ال ٌكون بوسعها سوى إطبلق سراح هذه الطاقة
فجؤة فً صورة موجات حركة قوٌة تنتشر فً جمٌع االتجاهات ،وتخترق
صخور القشرة األرضٌة ،وتجعلها تهتز وترتجؾ على النحو المعروؾ،
فً ضوء ذلك.
نشؤت على األرض مجموعة من المناطق الضعٌفة فً القشرة األرضٌة
تعتبر مراكز النشاط الزلزالً أو مخارج تنفس من خبللها األرض عما
ٌعتمل داخلها من طاقة قلقة تحتاج لبلنطبلق ،وٌطلق علٌها "أحزمة
الزالزل" وهً :حزام المحٌط الهادي ٌمت ّد من جنوب شرق آسٌا بمحاذاة
ً
الهادٌشماال ،وحزام ؼرب أمرٌكا الشمالٌة الذي ٌمتدّ بمحاذاة المحٌط
المحٌط الهادي ،وحزام ؼرب األمرٌكتٌن ،وٌشمل فنزوٌبل وشٌلً
واألرجنتٌن ،وحزام وسط المحٌط األطلنطً ،وٌشمل ؼرب المؽرب،
وٌمتدّ شماال حتى إسبانٌا وإٌطالٌا وٌوؼوسبلفٌا والٌونان وشمال تركٌا،
92
وٌلتقً هذا الفالق عندما ٌمتدّ إلى الجنوب الشرقً مع منطقة "جبال
زاجروس" بٌن العراق وإٌران ،وهً منطقة بالقرب من "حزام
الهٌماالٌا" .وحزام األلب ،وٌشمل منطقة جبال األلب فً جنوب أوروبا.
وحزام شمال الصٌن والذي ٌمت ّد بعرض شمال الصٌن من الشرق إلى
الؽرب ،وٌلتقً مع صدع منطقة القوقاز ،وؼر ًبا مع صدع المحٌط
الهادي .وهناك حزام آخر ٌعتبر من أضعؾ أحزمة الزالزل ،وٌمت ّد من
جنوب صدع األناضول على امتداد البحر المٌت جنو ًبا حتى خلٌج
السوٌس جنوب سٌناء ،ثم وسط البحر األحمر فالفالق األفرٌقً العظٌم،
وٌإثر على مناطق الٌمن وأثٌوبٌا ومنطقة األخدود األفرٌقً العظٌم .إن
الكرة األرضٌة وحدة واحدة ،لكن من الثابت أن براكٌن القشرة األرضٌة،
والضؽوط الواقعة علٌها فً المناطق المختلفة منها تإدي إلى حدوث
نشاط زلزالً ال ٌمكن الربط بٌنه وبٌن حدوث نشاط زلزالً فً منطقة
أخرى ،وفً ضوء ذلك.
اكتسب كل حزام زلزالً طبٌعة خاصة تختلؾ عن اآلخرى من حٌث
الطبٌعة االراضٌة (الجٌولوجٌة) والتراكٌب تحت السطحٌة ،والتً ٌمكن
ًّ
خاصا بهذه المنطقة ،وال ٌعنً معها القول :إن نشاطها الزلزالً ٌكون
تقارب زمن حدوث النشاط الزلزالً على أحزمة الزالزل المختلفة أن
هناك تواف ًقا فً زمن حدوثها بعضها مع بعض ،إنما ٌرجع ذلك إلى
عوامل كثٌرة داخل باطن األرض ما زالت محل دراسة من اإلنسان.
-أسباب الزلزال
ذكر العلماء عدة عوامل ،وأهمها:
االنفجار البركانً الذي ٌرافقه زلزال.
الصدع وانزالق الصخور علٌه والذي ٌعرؾ بالزالزل التكتونٌة.
هناك مجموعة من العوامل تكمن وراء ثورة الزالزل على سطح األرض،
حٌث ٌمكن تقسٌمها إلى عوامل داخلٌة ترتبط بتكوٌن األرض والتً
93
تتؤلؾ من عدة طبقات هً من الخارج للداخل :القشرة والوشاح ولب
األرض.
وٌتكون " لب األرض " من كرة صلبة من الحدٌد والنٌكل تتمٌز بدرجة
تصل إلى عدة آالؾ درجة مبوٌة "قرابة ٓٓٓ ٙدرجة مبوٌة" ولكون
طبقات األرض ؼٌر متجانسة تحدث عملٌة انتقال للحرارة من منطقة
ألخرى ،سواء بخاصٌة التوصٌل فً المناطق الصلبة أو الحمل فً
المناطق السابلة أو بخاصٌة اإلشعاع على سطح األرض ،وعندما تتراكم
الطاقة الحبٌسة فً منطقة ما فً طبقات األرض ٌظهر دور الشمس
والقمر من خبلل موجات الجذب التً تإثر بها على األرض ،وهو ما
ٌسمح بتحرٌر الحرارة المختزنة داخل باطن األرض على شكل زالزل
وبراكٌن.
أٌضا تقؾ ظاهرة اقتران الكواكب وراء ،حدوث الزالزل والبراكٌن ،حٌثً
تكون قوى المد الشمسً ،والقمري ،أكبر ما ٌمكن وهو ما ٌساعد على
تحرٌر حرارة األرض وٌفسر قصر مدة االقتران الكوكبً صؽر المدة التً
ٌنتاب فٌها األرض الهزات الزلزالٌة.
94
-الحث التزلزلً
فً ذات الوقت الذي تنشؤ فٌه الؽالبٌة العظمى من الزالزل بسبب حركة
الصفابح التكتونٌةٌ ،دعً بعض الباحثٌن أن هناك نشاطات بشرٌة قد
تكون مسببة للزالزل مثل :الكمٌات الكبٌرة ج ًدا للمٌاه المحتجزة فً
البحٌرات خلؾ السدود (وكذلك بناء المبانً ذات األوزان فابقة الثقل)،
حفر وحقن األبار بالسوابل ،كذلك عملٌات استخراج الفحم ،وعملٌات حفر
وضوحا لهذا السبب هو زلزالً األبار النفطٌة ،على األؼلب المثال األكثر
سٌتشوان ٕٓٓ1فً الصٌن حٌث سببت تلك الهزة األرضٌة بخسابر
بلؽت ٙ2الؾ قتٌل وٌؤتً فً المرتبة ٔ2فً قابمة أكثر الزالزل فت ًكا،
حٌث ٌعتقد بعض الباحثٌن المستقلٌن أن سد زٌبنجبو قد ساهم فً تسارع
تحرك الطبقات بسبب الوزن الهابل للمٌاه خلؾ السد.
كذلك أكبر زلزال سجل فً تارٌخ أسترالٌا ٌدعً البعض أن األعمال
البشرٌة حثت النشاط الزلزالً عبر التنقٌب واستخراج الفحم ،مدٌنة
نٌوكاسل بنٌت فوق قطاع كبٌر من الفحم تحت األرض والذي كان
ٌتعرض لبلستخراج ،تم تسجٌل الزلزال على أنه بدأ وتقوى بسبب مبلٌٌن
أطنان الفحم التً استخرجت من المنطقة.
وفً جمٌع األحوال تبقى مجرد آراء لباحثٌن جٌولوجٌٌن ألن أؼلب
المناطق التً حدثت فٌها تلك الزالزل هً مناطق ذات نشاط تكتونً
ً
أصبل.
-التنبإ بحدوث الزلزال
أما فوق سطح األرض فتسمى بالمركز السطحً للزلزال .وتنتقل الطاقة
المنبعثة من زلزال من البإرة إلى جمٌع االتجاهات على هٌبة موجات
سٌزمٌة (زلزالٌة).
وتنتقل بعض الموجات أسفل األرض ،وٌنتقل بعضها اآلخر فوق سطح
األرض ،وتنتقل الموجات السطحٌة بصورة أسرع من الموجات الداخلٌة.
وٌمكن تسجٌل الموجات الصادرة عن زلزال كبٌر على أجهزة رصد
95
الزالزل فً المنطقة المقابلة للزلزال من العالم ،وتصل تلك الموجات إلى
سطح األرض فً ؼضون ٕٔ دقٌقة.
-أنواع الزالزل
تصنؾ الزالزل حسب عمق البإرة ،وهً ثبلث:
الزالزل الضحلة وتنشؤ على عمق ٓ0كم.
الزالزل المتوسطة وتنشؤ على عمق بٌن ٖٓٓٓ-0كم.
الزالزل العمٌقة وتنشؤ على عمق ٖٓٓ0ٓٓ-كم.
-شدة الزلزال
قٌاس شدة الزلزال
تقاس شدة الزالزل عادة بمقٌاسٌن مهمٌن؛ األول هو "شدة الزلزال"،
و ُتعرؾ شدة الزلزال بؤنها مقٌاس وصفً لما ٌحدثه الزلزال من تؤثٌر
مقٌاسا وصف ًٌّا ٌختلؾ
ً على اإلنسان وممتلكاته ،ولما كان ذلك المقٌاس
فٌه إنسان عن آخر فً وصؾ تؤثٌر الزلزال طب ًقا الختبلؾ أنماط الحٌاة
ّ
ولتدخل العامل اإلنسانً فٌه بالقصد أو المبالؽة فً بلدان العالم المختلفة،
فقد ظهرت الصور العدٌدة لهذا المقٌاس وأهمها مقٌاس "مٌركالً
فمثبل الزلزال ذو الشدة "ٕٔ"ً المعدل" ،وهذا المقٌاس ٌشمل ٕٔ درجة،
فإنه مد ِّمر ال ٌبقً وال ٌذر ،وٌتس َّبب فً اندالع البراكٌن ،وخروج الحمم
وتهتز له األرض ككل وسط المجموعة ّ الملتهبة من باطن األرض،
الشمسٌة .أما المقٌاس الثانً فهو مقٌاس "قوة الزلزال" ،Magnitude
وقد وضعه العالم األمرٌكً تشارلز فرانسٌس رٌشتر و ُعرؾ باسمه،
أساسا على كمٌة طاقة اإلجهاد التً تس ّبب فً إحداث الزلزال، ً وٌعتمد
وهذا مقٌاس علمً تحسب قٌمته من الموجات الزلزالٌة التً تسجلها
محطات الزالزل المختلفة ،وعلٌه ..فبل ٌوجد اختبلؾ ٌذكر بٌن قوة زلزال
ٌحسب بواسطة مرصد حلوان بمصر أو مرصد "أبساال" بالسوٌد.
96
-البراكٌن
97
-األجزاء الربٌسٌة للبركان
المخروط البركانً :عبارة عن جوانب منحدرة مكونة من الحمم
البركانٌة .وهو سٌل صهارة المواد المعدنٌة التً ٌقذفها البركان من
فوهته وكانت كلها أو بعضها فً حالة منصهرة ،و البلبة هً الصهارة
المنسالة على السطح ثم تصلبت.
صعة على أسطح الفوهة :فُ َّوهة ال ُب ْركان منخفضة على شكل قُ ْمع أو َق ْ
الكواكب أو ؼٌرها من األجسام األخرى فً المجموعة الشمسٌة .وتتكون
فوهات البراكٌن على سطح األرض بواسطة النشاط البركانً. معظم ّ
الج َمرات
وتنتج معظم هذه الفوهات البركانٌة عن التفجٌرات التً تنسؾ َ
وؼٌرها من األنقاض الناشبة عن االنفجارات البركانٌة.
ومن النادر أن ٌزٌد حجم مثل هذه الفوهات عن كٌلومترٌن من جانب
إلى آخر ،وتتكون الفوهات البركانٌة األخرى عندما ٌنهار سطح األرض
فً أعقاب ارتداد الحمم البركانٌة من أعلى.
وقد تكون كل من المنخفض الذي تشؽله البحٌرة البركانٌة فً أورٌؽون
بالوالٌات المتحدة وفوهة كٌبلوٌا فً هاواي بسبب أحد االنهٌارات.
وتس َّمى فوهات البراكٌن الهابطة ذات القطر الذي ٌزٌد على كٌلومتر
واحد فوهة بركانٌة ضخمة وتسمى الفوهات البركانٌة األقل هبو ًطا
فوهات صؽٌرة .وتعدّ الفوهات البركانٌة أكثر شٌوعا ً على القمر ،وعلى
الكواكب األخرى ؼٌر األرض .ولكن معظم الفوهات البركانٌة على هذه
األجسام هً فوهات تؤثٌرٌة تكونت بفعل تؤثٌر أحجار النٌازك.
98
المدخنة :وهً األنبوب الذي ٌصل بٌن خزان الصهارة تحت األرض
والفوهة والذي تصعد منه الصهارة .وتندفع خبللها المواد البركانٌة إلى
الفوهة .وتعرؾ أحٌانا بعنق البركان .وبجانب المدخنة الربٌسٌة ،قد
ٌكون للبركان عدة مداخن تتصل بالفوهات الثانوٌة.
اللوافظ الؽازٌة :وهً سحابة األبخرة والؽازات والرماد البركانً.
-المواد البركانٌة
ٌخرج من البراكٌن حٌن ثوراتها حطام صخري صلب ومواد منصهرة
(صهارة) وؼازات.
الحطام الصخريٌ :نبثق نتٌجة لبلنفجارات البركانٌة حطام صخري صلب
مختلؾ األنواع واألحجام عادة فً الفترة األولى من الثوران البركانً.
وٌشتق الحطام الصخري من القشرة المتصلبة التً تنتزع من جدران
العنق نتٌجة لدفع الحمم والمواد الؽازٌة المنطلقة من الصهٌر بقوة
وعنؾ وٌتركب الحطام الصخري من مواد تختلؾ فً أحجامها منها الكتل
الصخرٌة ،والقذابؾ والجمرات ،والرمل و الؽبار البركانً.
الؽازات :تخرج من البراكٌن أثناء نشاطها ؼازات بخار الماء ،وهو ٌنبثق
بكمٌات عظٌمة مكونا لسحب هابلة ٌختلط معه فٌها الؽبار والؽازات
99
األخرى .وتتكاثؾ هذه األبخرة مسببة ألمطار ؼزٌرة تتساقط فً محٌط
البركان .وٌصاحب االنفجارات وسقوط األمطار حدوث أضواء كهربابٌة
تنشؤ من احتكاك حبٌبات الرماد البركانً ببعضها ونتٌجة لبلضطرابات
الجوٌة ،وعدا األبخرة المابٌة الشدٌدة الحرارةٌ ،نفث البركان ؼازات
متعددة أهمها الهٌدروجٌن والكلورٌن ومركبات الكبرٌت والنتروجٌن
ومركبات الكربون واألوكسجٌن.
الحمم :هً كتل سابلة تلفظها البراكٌن ،وتبلػ درجة حرارتها بٌن ٓٓ1
درجة مبوٌة وٕٓٓٔ درجة مبوٌة .وتنبثق الحمم من فوهة البركان ،كما
تطفح من خبلل الشقوق والكسور فً جوانب المخروط البركانً ،تلك
الكسور التً تنشبها االنفجارات وضؽط كتل الصهٌر ،وتتوقؾ طبٌعة
الحمم ومظهرها على التركٌب الكٌماوي لكتل الصهٌر الذي تنبعث منه
وهً نوعان:
حمم خفٌفة فاتحة اللون :وهذه تتمٌز بعظم لزوجتها ،ومن ثم فإنها بطٌبة
التدفق ومثلها الحمم التً انبثقت من بركان بٌلً (فً جزر المارتنٌك فً
البحر الكارٌبً) عام ٕٓ ٔ2فقد كانت كثٌفة لزجة لدرجة أنها لم تقو
على التحرك ،وأخذت تتراكم وترتفع مكونة لبرج فوق الفوهة بلػ
ارتفاعه نحو ٖٓٓ م ،ثم ما لبث بعد ذلك أن تكسر وتحطم نتٌجة
لبلنفجارات التً أحدثها خروج الؽازات.
حمم ثقٌلة داكنة اللون :وهً حمم بازلتٌة ،وتتمٌز بؤنها سابلة ومتحركة
لدرجة كبٌرة ،وتنساب فً شكل مجاري على منحدرات البركان ،وحٌن
تنبثق هذه الحمم من خبلل كسور عظٌمة االمتداد فإنها تنتشر فوق
مساحات هابلة مكونة لهضاب فسٌحة ،ومثلها هضبة الحبشة وهضبة
الدكن بالهند وهضبة كولومبٌا بؤمرٌكا الشمالٌة.
-المواد البركانٌة
المواد البركانٌة الصلبة :وهً األجزاء التً تتكون منها الصخور
البركانٌة وهً:
111
المقذوفات البركانٌة :وهو تجمد الصهارة والحمم البركانٌة المقذوفة إلى
السطح.
صخر الخفاؾ :عبارة عن رؼوة سٌلٌكاتٌة تتخلها الؽازات.
رماد بركانً :ناتج من تفتت وتناثر قمة الصهارة المتجمدة فً عنق
البركان تحت تؤثٌر الضؽط و البخار ،وهً تتصلب بسرعة.
المواد البركانٌة السابلة الصهارة و الحمم (البلبة) :تتؤلؾ من المواد
السابلة من الحمم التً تنساب مشتعلة من فوهة البركان إلى مسافات
بعٌدة أحٌانا ومدى سٌولة الحمم ٌخضع لعدة عوامل .مثل انحدار األرض،
وطبٌعة الصهارة و البلبة (لزجة أو مابعة) وتعتمد نسبة اللزوجة على
نسبة السٌلٌكا ،وعلى قوة البركان
المواد البركانٌة الؽازٌة :من أهم الؽازات المنبعثة من البراكٌن:
بخار الماء
مركبات الهٌدروكربون
ثانً أكسٌد الكبرٌت
111
ٌوجد الكثٌر من البراكٌن فً المحٌط الهادي وبعضها ضخم عظٌم نشؤ فً
قاعه وظهر شامخا فوق مستوى مٌاهه .ومنها براكٌن جزر هاواي التً
ترتكز قواعدها فً المحٌط على عمق نحو ٓٓٓ٘ م ،وترتفع فوق سطح
مٌاهه أكثر من ٓٓٓٗ م وبذلك ٌصل ارتفاعها الكلً من قاع المحٌط إلى
قممها نحو ٓٓٓ 2م.
جنوب أوروبا المطل على البحر المتوسط والجزر المتاخمة له .وأشهر
البراكٌن النشطة فٌها بركان فٌزوؾ بالقرب من نابولً بإٌطالٌا ،وبركان
جبل إتنا بجزٌرة صقلٌة وأسترو مبولً (منارة البحر المتوسط) فً جزر
لٌباري.
مرتفعات ؼربً آسٌا وأشهر براكٌنها أرارات والٌوزنز.
النطاق الشرقً من أفرٌقٌا وأشهر براكٌنه كلمنجارو.
112
البراكٌن الدابمة الثوران قلٌلة جداً على سطح األرض ،ومنها بركان
سترمبولً ،فً جزر لٌباري ،قرب جزٌرة صقلٌة ،المعروؾ بمنارة
حوض البحر األبٌض المتوسط .أ ّما البراكٌن المتقطعة الثوران أو الهادبة
نسبٌا ً فهً الشابعة على سطح األرض ،حٌث ٌخمد النشاط البركانً فترة
من الزمن ،ثم ٌتجدد من جدٌد خبلل فترة أخرى ،ومنها بركان أتنا فً
جزٌرة صقلٌة .وهناك البراكٌن الخامدة ،وفٌها انخمد النشاط البركانً
تماما ً منذ فترة زمنٌة طوٌلة ،وأصبحت عرضة لنحت عوامل التعرٌة،
التً تنحت جوانب المخروط البركانً؛ ومن أمثلة الهٌاكل البركانٌة:
شٌبروك فً المكسٌك ،ودٌفلزتور (برج الشٌطان) ،فً والٌة واٌومنػ فً
الوالٌات المتحدة األمرٌكٌةٌُ .قدر عدد البراكٌن النشٌطة بحوالً ٓٓٙ
بركان موزعة على سطح األرض ،وٌتركز معظمها فً أحزمة توازي
تقرٌبا مناطق الشقوق والتكسرات والفوالق الطبٌعٌة متوزعة بمحاذاة
سبلسل الجبال حدٌثة التكوٌن.
113
من جهة الؽرب إلى الشرق نجد البراكٌن التالٌة فً هذه المنطقة-:
اآلزور ٘ :براكٌن.
الكناري ٖ:براكٌن.
إٌطالٌا ٔ٘ :بركانا ومنها بركان فٌزوؾ وسترومبولً االنفجاري
وفولكانو.
منطقة األدرٌاتٌك 2 :براكٌن ومنها جبل بٌلٌه .Pelee
المنطقة العربٌة وآسٌا الصؽرى ٙ :براكٌن منها جبل العرب االنفجاري
فً سورٌة.
منطقة األخدود األفرٌقً
هاواي ٘ :براكٌن.
جزر ؼاالباؼوس ٖ :براكٌن.
أٌسلندا ٕ0 :بركانا ً.
أفرٌقٌا الوسطى ٘ :براكٌن.
أفرٌقٌا الشرقٌة ٔ2 :بركانا ً.
المحٌط الهادئ
آالسكا ٕٓ :بركانا ً منها بركان كاتاماي ،وشٌش الدٌن.
كندا ٘ :براكٌن منها رانجل
الوالٌات المتحدة األمرٌكٌة 1 :براكٌن ومنها راٌنر البركان هو تضارٌس
برٌة أو بحرٌة تخرج أو تنبعث منه قوق .وتتراكم الصهارة أو تنساب
حسب نوعها لتشكل أشكاالً أرضٌة مختلفة منها الجبال المخروطٌة –
البركانٌة العالٌة المشهورة.
114
-أشكال البراكٌن
براكٌن الحطام الصخري:
ٌختلؾ شكل المخروط البركانً باختبلؾ المواد التً ٌتركب منها .فإذا
كان المخروط ٌتركب كلٌا من الحطام الصخري ،فإننا نجده مرتفعا شدٌد
االنحدار بالنسبة للمساحة التً تشؽلها قاعدته .وهنا نجد درجة االنحدار
تبلػ ٖٓ درجة وقد تصل أحٌانا إلى ٓٗ درجة مبوٌة وتنشؤ هذه األشكال
عادة نتٌجة النفجارات بركانٌة .وتتمثل فً جزر إندونٌسٌا.
البراكٌن الهضبٌة:
تنشؤ البراكٌن الهضبٌة أو "الدرعٌة " نتٌجة لخروج الحمم وتراكمها
حول فوهة ربٌسٌة ولهذا تبدو قلٌلة االرتفاع بالنسبة للمساحة الكبٌرة
التً تشؽلها قواعدها .وتبدو قممها أشبه بهضاب محدبة تحدبا هٌنا ومن
هنا جاءت تسمٌتها بالبراكٌن الهضبٌة وقد نشؤت هذه المخارٌط من تدفق
مصهورات الحمم الشدٌدة الحرارة والعظٌمة السٌولة والتً انتشرت فوق
مساحات واسعة وتتمثل هذه البراكٌن الهضبٌة أحسن تمثٌل فً براكٌن
جزر هاواي كبركان مونالوا الذي ٌبلػ ارتفاعه ٓٓٔٗ م وهو ٌبدو أشبه
بقبة فسٌحة تنحدر انحداراً سهبلً هٌنا.
البراكٌن الطبقٌة:
البراكٌن الطبقٌة نوع شابع الوجود ،وهً فً شكلها وسط النمطٌن
السابقٌن وتتركب مخروطاتها من مواد الحطام الصخري ومن تدفقات
الحمم التً ٌخرجها البركان حٌن ٌهدأ ثورانه .وتكون اللوافظ التً تخرج
من البركان أثناء االنفجارات المتتابعة طبقات بعضها فوق بعض ،وٌتؤلؾ
قسم منها من مواد خشنة وقسم آخر من مواد دقٌقة ،وبٌن هذا وذاك
تتداخل الحمم فً هٌبة أشرطة قلٌلة السمك .ومن هذا ٌنشؤ نوع من
الطباقٌة فً تركٌب المخروط وٌمثل هذا الشكل بركان ماٌون أكثر براكٌن
جزر الفلٌبٌن نشاطا فً الوقت الحاضر.
تصنٌؾ البراكٌن
ٌصنؾ العلماء البراكٌن إلى حٌة ومٌتة ،حٌث إن البراكٌن الحٌة هً التً
ٌحتمل أن تثور فً المستقبل ،والمٌتة هً التً لن تثور مر ًة أخرى أبداً.
115
وقد ٌكون البركان الحً نشطا ً أو ساكناً ،فحٌنما ٌثور ٌكون فً حالة
نشـاط وعندما ال ٌثـور ٌكون بركـانا ً سـاكنا ً.
-فوابد البراكٌن
للبراكٌن بعض المنافع فً بعض األحٌان ،ؼٌر أن األضرار الرهٌبة التً
تحدثهـا ،تجعل منافعها محدودة بالمقارنة.
ومن أهم اآلثار اإلٌجابٌة للبراكٌن ما ٌلً:
116
الفصل السادس
علم المتحجرات
117
وٌمثل علم األحٌاء القدٌمة همزة وصل بٌن علم األحٌاء وعلم الجٌولوجٌا
كما ٌشترك مع علم الحفرٌات ،وهو ٌعتمد بالنسبة إلى وسابله
المستخدمة علمٌا على الكٌمٌاء العضوٌة والرٌاضٌات والهندسة.
ومع تطور هذا العلم وزٌادة المعرفة ،أصبحت له فروع متخصصة.
بعضها ٌركز عل أنواع معٌنة من األحفورٌات وأخرى تركز على عوامل
البٌبة وتؽٌر المناخ عبر الزمن مثل علم المناخ القدٌم.
ٌقع علم المتحجرات بٌن علم البٌولوجٌا (علم األحٌاء) والجٌولوجٌا (علم
األرض) ،ولك ّنه ٌختلؾ عن اآلركٌولوجً (علم اآلثار) أل ّنه ٌستبعد
الدراسة التشرٌح ٌّة لئلنسان الحدٌث (الهوموسٌبٌان).
وٌستخدم تقن ٌّات مستمدّة من مجموعة واسعة من العلوم ،بما فً ذلك
الكٌمٌاء الحٌو ٌّة والرٌاضٌات والهندسة ،م ّكن استخدام كل هذه التقن ٌّات
التطوري للحٌاة،
ّ التارٌخ
ِ المتحجرات من اكتشاؾ الكثٌر من ّ علماء
َ
وصوالً إلى الزمن الذي أصبحت فٌه الكرة األرض ٌّة قادرة على دعم
وجو ِد الحٌاة علٌها ،أي قبل ما ٌقارب الـ ٖ.1ملٌار سنة .مع زٌادة
صصةٌ ،ر ّكز بعضها على المتحجرات أقسا ًما متخ ّ
ّ تطور فً علمالمعارؾّ ،
أنواع مختلفة من الكابنات األحفورٌة بٌنما ٌدرس البعض اآلخر علم
البٌبة والتارٌخ البٌبً ،مثل المناخات القدٌمة.
تعدّ مستحاثات الجسد ومستحا ّثات األثر األنواع الربٌس ٌّة من األدلّة حول
الحٌاة القدٌمة ،وقد ساعدت األد ّلة الجٌوكٌمٌاب ٌّة فً ف ّك شٌفرة ّ
تطور
ت أجسادها. الحٌاة قبل تواجد كابنات كبٌرة بما ٌكفً لتركِ مستحا ّثا ِ
أمرا ضرور ٌّا ً ولك ّنه صعب :فتسمح طبقات
ٌعدّ تقدٌر توارٌخ هذه البقاٌا ً
الصخور المجاورة فً بعض األحٌان بالتؤرٌخ اإلشعاعً ،والذي ٌوفر
َت ْحدٌِداً َز َمنٌِا ً ُم ْطلَقا ً دقٌقا ً مع نسبة خطؤ ال تتجاوز ٘ ،3ٓ.ولكن ٌضطر
النسبً
ّ المتحجرات فً كثٌر من األحٌان إلى االعتماد على التؤرٌخ
ّ علماء
المقطعة" فً طبقات األرض ّ عن طرٌق حل ّ تس ّمى "أحاجً الصور
ضا الحٌوٌة أي (ترتٌب طبقات الصخور من األحدث إلى األقدم)ٌ .صعب أٌ ً
تصنٌؾ الكابنات القدٌمة ،فالعدٌد منها ال ٌتناسب تما ًما مع التصنٌؾ
نسبة إلى كارولوس لٌنٌوس) ،وكثٌراً ما ٌستخدم علماء الحٌوي اللٌنً ( ً
التطور ٌّة .شهد الربع
ّ األحافٌر علم المناخ فً صٌاؼة "أشجار العابلة"
تطور السبلالت الجزٌبً ،والذي تطور علم ّ األخٌر من القرن العشرٌن ّ
ٌبحث فً مدى ارتباط الكابنات الح ٌّة عن طرٌق قٌاس تشابه الحمض
118
ضا
تطور السبلالت الجزٌبً أٌ ً
النووي فً جٌنوماتها .تم استخدام علم ّ
لتقدٌر التوارٌخ التً تباعدت فٌها األنواع ،وال ٌزال هناك جدل حول
موثوقٌة الساعة الجزٌبٌة التً تعتمد علٌها هذه التقدٌرات.
المتحجرات هو "دراسة الحٌاة القدٌمة" .فٌبحث هذا
ّ أبسط تعرٌؾ لعلم
الحقل من العلوم عن معلومات حول العدٌد من جوانب الكابنات الح ٌّة
وتطورها ،وما الذي ٌمكنها أنّ السابقة" :هو ٌّتها وأصلها ،وبٌبتها
عضوي وؼٌر العضوي لؤلرض.
ّ تخبرنا به عن الماضً ال
119
فً بعض األحٌان ٌت ّم اكتشاؾ الدلٌل الدامػ عن طرٌق المصادفة أثناء
القٌام بؤبحاث أخرى .على سبٌل المثال ،فإن اكتشاؾ لوٌس ووالتر
المكونات الطبٌع ٌّة
ّ ألفارٌز لعنصر اإلٌرٌدٌوم ،وهو معدن ؼٌر موجود فً
للكرة األرضٌة ،فً الطبقة الحدودٌة التابعة للعصر الطباشٌري-الثبلثً،
انقراض
ِ التفسٌر األكثر تفضٌبلً لحدث
َ جعل َ من تصادم كوٌكب باألرض
العصر الطباشٌري – البالٌوجٌنً ،على الرؼم من أنّ احتمال مشاركة
انفجار أحد البراكٌن فً االنقراض ال تزال موضع نقاش.
111
-العلوم ذات الصلة
المتحجرات بٌن علمً األحٌاء والجٌولوجٌا أل ّنه ٌر ّكز على
ّ ٌكمن علم
توثٌق الحٌاة الماضٌة ،ولكن مصدره الربٌسً لؤلدلّة هو المستحا ّثات
المتحجرات جز ًءا من قسم
ّ التً ٌت ّم العثور علٌها فً الصخورٌ .ع ّد علم
الجٌولوجٌا فً العدٌد من الجامعات ألسباب تارٌخٌة :فقد َوجدت أقسام
الجٌولوجٌا فً القرن التاسع عشر وأوابل القرن العشرٌن أنّ األدلّة
األحفور ٌّة مه ّمة لتارٌخ الصخور ،فً حٌن أبدت أقسام البٌولوجٌا القلٌل
من االهتمام حول هذه الموضوع.
أساسً
ّ أٌضا مع علم اآلثار ،الذي ٌعمل بشكل
ً المتحجرات
ّ ٌتشابك علم
مع األشٌاء التً ٌصنعها البشر ومع الرفات البشرٌة ،بٌنما ٌهت ّم علماء
وتطورهم كنوع .قد ٌعمل علماء اآلثار ّ المتحجرات بخصابص البشر ّ
ٌتعرؾ علماء ّ المتحجرات سو ًٌة -فعلى سبٌل المثال قد
ّ وعلماء
متحجرات على مستحا ّثؤت حٌوان ٌّة أو نبات ٌّة حول موقع أثري عند ّ ال
تعاملهم مع األدلّة المتعلّقة بالبشر ،الكتشاؾ توع الطعام الذي استهلكه
البشر الذٌن عاشوا هناك ،أو قد ٌحللون المناخ فً وقت سكنهم.
المتحجرات تقن ٌّات من علوم
ّ باإلضافة إلى ذلك ،ؼال ًبا ما ٌستعٌر علم
أخرى ،بما فً ذلك البٌولوجٌا وعلم العظام وعلم البٌبة والكٌمٌاء
والفٌزٌاء والرٌاضٌات.
فقد تساعد التواقٌع الجٌوكٌمٌابٌة من الصخور على سبٌل المثال ،على
اكتشاؾ متى نشؤت الحٌاة ألول مرة على األرض ،وقد تساعد تحلٌبلت
نسب نظابر الكربون فً تحدٌد التؽ ٌّرات المناخ ٌّة وح ّتى فً تفسٌر
التحوالت الضخمة مثل انقراض العصر البرمً الترٌاسً.
ّ
ٌقارن المنهج الحدٌث نسب ًٌا فً علم الوراثة الجزٌبً ،الحمض النووي
الرٌبوزي منقوص االكسجٌن ( )DNAوالحمض النووي الرٌبً ()RNA
للكابنات الحٌة الحدٌثة بإعادة بناء "األشجار العابلٌة" ألسبلفها
التطورٌة الها ّمة،
ّ التطورات
ّ التطورٌٌن .كما ت ّم استخدامه لتقدٌر توارٌخ
على الرؼم من أن هذا النهج مثٌر للجدل بسبب الشكوك حول موثوقٌة
"الساعة الجزٌبٌة" .ت ّم استخدام التقن ٌّات الهندس ٌّة لتحلٌل كٌفٌة عمل
أجسام الكابنات القدٌمة ،على سبٌل المثال سرعة الجري وقوة العض فً
ٌرا ُنوصور ، Tyrannosaurusأو مٌكانٌك الطٌران عند ال َت َ
111
المٌكرورابتور Microraptorمن الشابع نسب ٌّا ً أٌضا ً دراسة التفاصٌل
باألشعة السٌنٌة.
ّ الدّ اخلٌة للحفرٌات باستخدام التصوٌر الدقٌق
المتحجرات واألحٌاء واآلثار واألحٌاء القدٌمة لدراسة
ّ ت ّتحدّ دراسة علوم
مبلمح الوجه داخل الجمجمة (التجاوٌؾ القحفٌة) لؤلنواع المرتبطة
تطور الدماغ البشري.
بالبشر لتوضٌح ّ
112
ٌستنتجون عملٌات الترسٌب األرضً وحركة المواد التً حدثت فً
الماضً ،مثل وجود ماء آنذاك وجرٌان الماء أو حدوث جفاؾ.
113
الفصل السابع
البلورات والمعادن
فإذا فحصنا أي بلورة منفردة من هذه البلورات الناتج نجد أن التً نمت
بحرٌة دون عابق ٌحد من حرٌتها فً النمو ،لها أسطح مستوٌة أو
أوجه ،تكونت طبٌعٌا أثناء نمو البلورة.
114
أما األسطح التً نراها مصقولة على قطعة من الزجاج ،ومرتبة فً
شكل هندسً جمٌل ،وتباع كجواهر مقلدة ،فإنها ال نسمً أوجهها
بلورٌة كما أن الزجاج نفسه ال ٌسمى بلورة ،فباإلضافة إلى أن هذه
األسطح المستوٌة صناعٌة التكوٌن ،فإن المادة نفسها وهً الزجاج
ٌنقصها النباء الذري الداخلً المرتب.
وٌستخدم علم البلورات اآلن باستمرار وباطراد مستمر فً حل كثٌر من
المشاكل الكٌمٌابٌة والفٌزٌابٌة وفً دراسات وأبحاث التعدٌن والمواد
الحرارٌة واالدوٌة والدراسات البٌولوجٌة (الحٌوٌة).
وٌمكن تقسٌم البلورات حسب إستكمال األوجه البلورٌة إلى ثبلثة أقسام:
ٔ -بلورات كاملة األوجه وذلك حٌنما تكون جمٌع األوجه البلورٌة
موجودة.
ٕ -ناقصة األوجه ،وذلك حٌنما ٌكون جزء من األوجه متكون فقط
والباقً ؼٌر موجود.
ٖ -عدٌمة األوجه ،وفً هذه الحالة ٌكون المادة المتبلورة عبارة عن
حبٌبات ال ٌحدها أوجه بلورٌة ،وؼالبا ما توجد هذه الحبٌبات فً
هٌبة مجموعات .
وتشترك هذه األنواع الثبلثة (كاملة األوجه – ناقصة األوجه – عدٌمة
األوجه) ،فً أن لها بناءا ذرٌا داخلٌا منتظما.
115
أو بمعنى آخر أن المواد المكونة لها سواء أكانت ذرات أم أٌونات ..
توجد مرتبة فً نظام هندسً ،وعلى هذا األساس ٌتبٌن لنا أنه لٌس من
الضروري بتاتا ان نجد األوجه البلورٌة تحدأ المادة المتبلورة ،إذ أن
تكون هذه األوجه رهن بالظروؾ المحٌطة بالمادة المتبلورة أثناء عملٌة
التبلور .وعلى ذلك فإننا نعرؾ كل مادة صلبة ذات بناء ذري داخل ٌمنظم
باسم مادة متبلورة ،فإذا كانت هذه المادة المتبلورة ذات أوجه طبٌعٌة
مرتبة فً نظام هندسً ،وٌمكن رإٌة هذه األوجه بواسطة العٌن
المجدرة ،أو عدسة مكبرة ،سمٌت باسم بلورة.
أما إذا كانت المادة ٌنقصها البناء الذري الداخلً المنتظم فتوصؾ بؤنها
مادة ؼٌر متبلورة ،وتكون المعادن ؼٌر المتبلورة فً المملكة المعدنٌة
قلة (وتعتبر استثناء ولٌست قاعدة إذا التزمنا بالتعرٌؾ الحرفً للمعدن
الذي ٌتضمن أن المعدة مادة متبلورة) ،
ومن أمثل المعادن ؼٌر المتبلورة األوبال ، )Opal (SiO2. nH2O
والكرٌزوكوال ( Chrysocollaسلٌكات النحاس المابٌة).
ولما كان البناء الذري فً مثل هذه المواد ؼً رالمتبولة ؼٌر منتظم فإننا
نجد أن تركٌبها الكٌمٌابً ؼٌر ثابت .وبالتالً ال ٌعبر عنه بقانون
كٌمٌابً .فمثبل تتراوح نسبة الماء فً معدن األوبال ما بٌن 2 ، ٙ
بالمابة وقد تصل إلى ٕٓ بالمابة من وزن المعدن.
أما فً معدن الكرٌزوكوال ،فإن تركٌبه الكٌمٌابً متؽٌر فً مدى كبٌر
حٌث نجد أن كمٌات النحاس والماء متؽٌرة ولٌست ثابتة.
ومن هذا ٌتضح لنا أن الفرق بٌن المادة المتبلورة وؼٌر المتبلوة ٌكون
فً البناء الداخلٌز وفإذا كانت الذرات مرتبة فً نظام معٌن فالمادة
متبلورة ،أما إذا لم تكن كذلك ،أي أن الذرات ؼٌر مرتبة ،فالمادة اذن
ؼٌر متبلورة.
وعندما ال توجد أوجه بلورٌة ،فإنه ال ٌمكن التفرقة بٌن المادة
المتبلورة وؼٌر المتبلورة إال بواسطة استعمال المٌكروسكوب المستقطب
وفً بعض األحٌاء األشعة السٌنٌة.
ولكن إذا كانت األوجه البلورٌة موجودة ،كلها أو بعضها ،فإن دراستها
تساعدنا كثٌرا فً التعرؾ على المعدن ،ألن األوجه البلورٌة ،ما هً إال
تعبٌر عن البناء الذري الداخلً الممٌز للمعدن .و"موروفوروجٌا
116
البلورات" هو ذلك الفرع من علم البلورات الذي ٌختص بدراسة
الخواص الخارجٌة للبلورات.
وقبل أن نصؾ المظهر الخارجً للبلورات بشا من التفصٌل ٌ ،جدر بنا
أن نشٌر إشارة سرٌعة إلى بعض الخواص الهندسٌة للبناء الذري
الداخلً المنتظم للبلورات.
-البناء الداخلً للبلورات
تتمٌز المواد المتبلورة بحقٌقة أساسٌة هً الترتٌب المنتظم للذرات
واألٌونات التً تتكون منها .وعلى ها األساس ٌجب أن نتصور البلورة
كبنٌان ٌتكون من وحدات ؼاٌة فً الدقة تتكرر بانتظام فً األبعاد الثبلثة.
وأساس البناء البلوري هو التكرار ،الذي ٌمكن تشبٌهه بتكرار رسم
معٌن على ورق الزٌنة الذي ٌلصق على الحابط (ولكن مع فارق أنه فً
هذه الحالة األخٌرة ٌتكرر فً بعدٌن فقط).
وتترتب هذه الوحدات المتشابهة عن نقاط منتظمة فً األبعاد الثبلثة
بطرٌقة تجعل كل نقطة لها نفس الظروؾ المحٌطة بالنقاط األخرى ،
وبتحدٌد هذا الترتٌب بواسطة اتجاهاته الثبلثة والمسافات التً تتكر
عندها النقاط فً هذه االتجاهات.
وقد أوضحت المحاوالت التً قام بها برافٌه عام ٔ1ٗ1أن هناك ٗٔ
نمطا فقط لهذه الترتٌبات ممكنة هندسٌا ،وتعرؾ هذه الترتٌبات الفراؼٌة
باسم الترتٌبات الفراؼٌة األربعة عشر لبرافبه The 14 Barvbis
.space lattices
وأبسط وحدات الترتٌب الفراؼً مجسم متوازي السطوح وٌعرؾ باسم
الوحدات الثنابٌة ،وٌبلحظ أن بعض هذه الترتٌبات الفراؼٌة أو الوحدات
الفراؼٌة البدابٌة تحتوي الواحدة منها على نقطة واحدة (وتفسٌر ذلك أنه
بالؽرم من وجود نقاط عند األركان الثمانٌة للوحدة البنابٌة فً الترتٌب
الفراؼً البدابً.
إال أنه نظرا ألن كل نقطة من هذه النقاط تكون مشتركة بٌن ثمانً
وحدات بنابٌة متجاورة ،فإن ثمن نقطة ٌتبع الوحدة البنابٌة الواحدة ،
وبالتالً تسهم النقاط عند األركان الثمانٌة بما ٌساوي نقطة واحدة
بالنسبة للوحدة البنابٌة الواحدة) .وتختلؾ هذه الوحدات البنابٌة البدابٌة
عن بعضها البعض فً أطوال حدودها (حوافها) والزواٌا المحصورة بٌن
117
هذه الحدود (( ، α, β, γأما بقٌة الوحدات البنابٌة ،فلها نقاط إضافٌة
إما عند مراكز جمٌع األوجه .وتعرؾ باسم ممركز األوجه أو عند
وجهٌن متقالبٌن أو ممركزة فً الداخل .وفً جمٌع هذه الحاالت تكون
الوحدة البنابٌة مضاعفة أي تحتوي على أكثر من نقطة (ٗ نقاط فً حالة
، Fنقطتان فً كل من حالتً .)C , I
وتكون الوحدات البنابٌة المرصوصة فً ترتٌب الهٌكل الؽرافً – ترتٌب
فراؼً بدابً Pترتٌب فراؼً ممركز فً الدخل ٔ – البلورات التً
نمسكها بٌن أٌدٌنا ونجري علٌها االختبارات ومها هذه الوحدات فً
الحقٌقة إلى ذرات أو مجموعات من الذرات .ففً البلورة كما فً المعادن
العنصرٌة (أي التً تتكون من عنصر واحد) ،نجد الذرات ؼٌر مشحونة
،ولكن فً معظم الحاالت تحمل الذرات شحنات كهربٌة ،وتعرؾ حٌنبذ
باسم أٌونات (تعرؾ الموجبة منها باسم كاتٌونات بٌنما تعرؾ السالبة
باسم أنٌونات) .وتتكون معظم المعادن من أٌونات أو حشود من األٌونات
ٌضمها إلى بعضها البعض روابط كهربابٌة نابٌة عن الشحنات المضادة
ونقصد بكلمة بناء البلورة ترتٌب األٌونات والمجموعات األٌونٌة فً
الفراغ وطبٌعة الروابط الكهربابٌة التً تضم هذه األٌونات إلى بعضها
البعض ،ومدى قوة هذه الروابط .وٌمكن تشبٌه الوحدات البنابٌة
(الذرات واألٌونات والحشود األٌونٌة) ،بقالب الطوب فً بنٌان حابط
بٌنما تشبه الروابط الكهربٌة بٌن هذه الوحدات البنابٌة ،بالمونة التً
تضم القوالب بعضها إلى بعض.
118
قد ٌكون هناك عدد معٌن من السطوح المحتمل تكونها لتحد البلورة
الناتجة وهذا العدد ٌكون عادة قلٌبل ،وذلك ألنن المستوٌات التً تشمل
أكبر عدد من الذرات هً التً تحدد أمكنة األوجه البلورٌة .أي أن األوجه
البلورٌة المحتمل تكونها (وفً المادة هً التً تتكون فعبل) ،هً التً
تشمل أكبر عدد ممكن من الذرات.
ولما كان البناء الذري الداخلً للمادة المتبلورة ثابت ،وأن األوجه
البلورٌة – كما أسلفنا – لها ارتباط وثٌق بنظام ثابة بالنظام الذري
الداخلً ،فإنه ٌنتج عن ذلك أن األوجه البلورٌة الخارجٌة البد وأن تكون
ذات عرقة ثابتة مع بعضها البعض .هذه العبلقة الثابتة بٌن األوجه
البلورٌة توجد فً الزواٌا التً تكونها األوجه .وهذه الحقٌقة تعرؾ باسم
قانون ثبات الزواٌا بٌن الوجهٌة.
وٌنص هذا القانون على أن زاوٌة المٌل بٌن وجهٌن بلورٌن (زاوٌة بٌن
وجهٌة) ثابتة فً بلورات المادة الواحدة (عند درجة الحرارة الواحدة).
وهذا القانون أساسً ومهم جدا فً علم البلورات ،فبواسطته ٌمكن
التعرؾ على كثٌر من العادن ،وذلك إذا قسنا الزواٌا بٌن الوجهٌن بدقة
(بواسطة جهاز ٌعرؾ باسم الجونٌومتر) إذ أن هذه الزواٌاة ممٌزة لكل
معدن .ومن أبسط أنواع الجٌونٌومتر النوع الذي ٌعرؾ باسم جونٌومتر
التماس ،شكل (ٔٔ) الذي ٌستعمل فً قٌاس الزواٌا بٌن الوجهٌة على
البلورات الكبٌرة ونتابجه دقٌقة إلى حد ما.
119
وتختلؾ بلورة المعدن الواحد فً الطبٌعة من ناحٌة مظهرها .فمنها
الصؽٌر ومنها الكبٌر ،ومنها المفلطح ومنها الطوٌل ،إبرٌا كان أو
منشورٌا .ولكننا نجد أنه مهما اختلؾ المظهر فإن الزواٌا بٌن الوجهٌة
ثابتة .فبلورة مكعبة الشكل قد توجد متساوٌة األبعاد أو مفلطحة أو
منشورٌة ،أو ابرٌة الشكل ولكن فً جمٌع الحاالت تبقى الزاوٌة بٌن أي
وجهٌن متناظرٌن ثابتة ومقدارها فً هذه الحالة ٓ 2درجة.
عناصر التماثل
من الظواهر الملحوظة على كثٌر من البلورات ظاهرة التوزٌع المنظم
والمرتب لؤلوجه البلورٌة.
فإننا نجد أن جمٌع األوجه البلورٌة وكذلك الذرات واألٌونات المكونة
للمادة مرتبة حسب نظام خاص وتنسٌق معٌن ٌخضع لقواعد معٌنة
معروفة باسم عناصر التماثل .وجوهر التماثل هو التكرار .فنبلحظ أن
وجه البلورة مثبل أو أحد أحرفها ٌتكرر عدة مرات – أي ٌوجد فً أماكن
متماثلة عددا من المرات – طبقا لقانون ثابت .وٌعتبر التماثل أساسا فً
دارسة البلورات.
121
وٌمكن تعرٌؾ التماثل فً بلورة ما بؤنه عبارة عن العملٌات التً ٌنتج
عنها أن تؤخذ مجموعة معٌنة من األوجه البلورٌة نفس المكان الذي
تشؽله إحداها .والعملٌات التماثلٌة المعروفة هً:
دوران حور محور (محور التماثل الدورانً). ٔ-
انعكاس خبلل مستوى (مستوى التماثل). ٕ-
انقبلب حول مركز (مركز التماثل). ٖ-
دوران حول محور مصحوبا بانقبلب (محور التماثل االنقبلبً). ٗ-
وٌعرؾ المحور والمستوى باسم عناصر التماثل.
121
-الفصابل والمحاور البلورٌة
الفصابل البلورٌة
تتبع البلورات سبعة أقسام تعرؾ باسم الفصابل البلورٌة السبعة ٌ ،مكن
التعرؾ علٌها على أساس المحاول التماثلٌة الموجودة كما ٌلً:
ٔ -فصٌلة المكعب (أو متساوي األطوال) وتشمل جمٌع البلورات التً
تحتوي على أربعة محاور ثبلثٌة التماثل.
ٕ -فصٌلة السدساسً ،وتشمل جمٌع البلورات التً تحتوي على
محور واحد سداسً التماثل فقط.
ٖ -فصٌلة الرباعً ،وتشمل جمٌع البلورات التً تحتوي على محور
رباعً التماثل فقط.
ٗ -فصٌلة الثبلثً ،وتشمل جمٌع البلورات التً تحتوي على محور
واحد ثبلثً التماثل فقط.
٘ -فصٌلة المعٌنً القابم ،وتشمل جمٌع البلورات التً تحتوي على
ثبلثة محاور ثنابٌة التماثل.
-ٙفصٌلة المٌل الواحد ،وتشمل جمٌع البلورات التً تحتوي على
محور واحد ثنابً التماثل فقط.
-0فصٌلة المٌول الثبلثة ،وبلوراتها ال تحتوي على آٌة محاور
تماثلٌة.
وتضم كل فصٌلة من هذه الفصابل السبعة عددا من المجموعات التماثلٌة
،أو ما ٌعرؾ باسم النظم البلورٌة (اثنٌن فً فصٌلة المٌول الثبلثة ،
وثبلثة فً كل من فصٌلتً المٌل الواحد والمعٌنً القابم ،خمسة فً كل
من فصٌلتً الثبلثً والمكعب ،سبعة فً كل من فصٌلتً الرباعً
والسداسً) وتحتوي على الممٌزات التماثلٌة للفصٌلة التً تتبعها ،فمثبل
،قد تحتوي بلورة تابعة لفصٌلة الثبلثً على محور دوران ثبلثً التماثل
فقط ،أو على محور انقبلبً ثبلثً التماثل ،أو على مجموعة من محور
واحد ثبلثً التماثل ،وثبلثة محاور ثنابٌة التماثل ،أو ثبلثة مستوٌات
تماثل ،أو كلٌهما .معنى ذلك أن فصٌلة الثبلثً تضم خمسة نظم بلورٌة.
وعلى هذا األساس وجد أن الفصابل البلورٌة السبعة تضم ٕٖ نظاما
بلورٌا ،وفً كل فصٌلة ٌوجد نظام واحد ٌحتوي على أعلى تماثل بٌن
122
النظم التابعة لهذه الفصٌلة .وٌعرؾ هذا النظام باسم النظام الكامل
التماثل.
123
الفصل الثامن
العصور الجٌولوجٌة
124
ٔ( -ماقبل الكمبري) منذ ٕٖٓٓ ٘ٗٓ -ملٌون سنة
وٌعتبر عصر الحٌاة المبكرة األولً البدابٌة حٌث ظهرت به
الطحالب والفطرٌات البدابٌة والرخوٌات بالبحر.
وكانت األرض تتعرض أثناء هذه الحقبة لبراكٌن مدوٌة حٌث
فاضت فوقها أنهار الحمم .ثم بدأت الحٌاة كنقط هبلمٌة
مٌكروسكوبٌة فً البحار العذبة الدافبة.
وتلً ذلك ظهور النباتات ،ثم ظهرت األصداؾ والمحارات حول
جسمها .
استؽرق هذا التطور األولً لنشؤة الحٌاة على األرض نحو
ٖٓٓٓ ملٌون سنة ،ومن هنا كانت البداٌة العظمً لنشوء الحٌاة
فوق األرض.
عندما وصل عمر األرض إلى ٓٗ٘ ملٌون سنة سبقت (أي بعد
تكونها حدث ماٌسمى "االنفجار نحو ٓٓٓٗ ملٌون سنة من ّ
الحٌوي" حٌث ظهرت العدٌد من الفصابل الحٌوانٌة والنباتٌة
وانتشرت انتشارا كبٌرا ،هذا ما نقرأه من طبقات أرضٌة نشؤت
فً تلك العصور القدٌمة ونجد فٌها أحفورات وهً عظام وهٌاكل
وأشجار متججرة من تلك الكابنات التً نجدها منتشرة فً جمٌع
بقاع األرض.
125
واألحدث فوقه ،وما تحتوٌه كل طبقة رسوبٌة من حفرٌات
لحٌوانات ماتت ونباتات كانت تعٌش فً وقت ترسب الطبقات .
فاصبحت كالكتاب الذي نقرأ فٌه تارٌخ التطور على االرض حتى
وقتنا هذا .
ٌقسم علماء التارٌخ الطبٌعً ما مر على االرض من أزمان
وأحوال حتى عصرنا هذا إلى ٙعصور ربٌسة ٌضم كل منها
مبات المبلٌٌن من السنٌن ،بحسب تؽٌر اشكال الحٌاة على االرض
وتؽٌر المناخ وتؽٌر القارات .والستة عصور هً:
ٔ -العصر الكامبري :منذ ٓٗ٘ ٗ1٘-ملٌون سنة.
وٌطلق علٌه عصر الترٌلوبٌتات التً كانت تشبه سوسة الخشب
وكان ظهرها مصفحا ولها بطن رخوة وناعمة.
وعند الخطر كانت تتكوم كالكرة ،وقد عاشت حتً حقبة المٌزونً
(المٌزوسً).وفً الكمبري ظهرت أٌضا.
البلفقارٌات البحرٌة كالمفصلٌات البدابٌة والرخوٌات المبكرة
واألسفنج ودٌدان البحر.كما ظهرت به أسماك فقارٌة .وفً
أواخره انقرض ٓ٘%من األحٌاء بسبب الجلٌد.ومن أحافٌره
الترٌلوبٌتات.
ٕ -العصر األردوفٌشً :منذ ٘ ٖٗٗ-ٗ1ملٌون سنة.
ظهرت فٌه النباتات األولٌة واألشجار الفضٌة آكلة اللحوم فوق
الٌابسة ،كما ظهرت الشعاب المرجانٌة ونجوم وجراد البحر
واألسماك البدابٌة والحشابش المابٌة والفطرٌات األولٌة.ومنذ
ٖٓٗ ملٌون سنة ظهرت قنافذ ونجوم البحر بٌن حدابق الزنابق
المابٌة الملونة .وبٌنها ظهرت كابنات بحرٌة لها أصداؾ وأذناب
تحمً بها أنفسها .وكان بعضها ٌطلق تٌارا كهربابٌا صاعقا.
126
ٖ -العصرالسٌلوري :منذ ٖٗٗ ٗٔ0 -ملٌون سنة.
.وكان فٌه بداٌة الحٌوانات فوق الٌابسة كالعقارب والعناكب
والقرادة المابٌة وأم أربعة وأربعٌن رجل وبعض النباتات الفطرٌة
الحمراء التً كانت تلقً بها األمواج للشاطا لتعٌش فوق
الصخور وفٌه أٌضا ..ظهرت منذ ٓٓٗ ملٌون سنة األسماك ذات
الفكوك بالبحر والنباتات الوعابٌة فوق الٌابسة.وأهم أحافٌره
العقارب المابٌة.
ٗ -العصر الدٌفونً :منذ ٖ٘2-ٗٔ0ملٌون سنة.
وفٌه ظهرت منذ ٓٓٗ ملٌون سنة بعض األسماك البرمابٌة وكان
لها ربات وخٌاشٌم وزعانؾ قوٌة.
كما ظهرت الرأسقدمٌات كالحبار واألشجار الكبٌرة.ومن أحافٌره
األسماك والمرجانٌات الرباعٌة والسرخسٌات.
٘ -العصرالكربونً :منذ ٕ22-ٖ٘2ملٌون سنة.
كان فٌه بداٌة ظهور الزواحؾ وزٌادة عدد األسماك حٌث ظهر
ٕٓٓ نوع من القروش.
ثم ظهرت الحشرات المجنحة العمبلقة وأشجار السرخس
الكبٌرة.وفً طبقته الصخرٌة ظهر الفحم الحجري وبقاٌا النباتات
الزهرٌة بالؽابات الشاسعة التً كانت أشجارها ؼارقة بالمٌاه التً
كانت تؽطً أراضٌها .فظهرت أشجار السرخس الطوٌلة وبعض
الطحالب كانت كؤشجار تعلو .وكانت حشرة الٌعسوب عمبلقة
وكان لها أربعة أجنحة طول كل منها مترا .وكانت الضفادع فً
حجم العجل وبعضها له ٖعٌون وكانت العٌن الثالثة فوق قمة
الرأس وتظل مفتوحة للحراسة.
127
- ٙالعصر البرمً :منذ ٕٗ1 -ٕ22ملٌون سنة.
وفٌه زادت أعداد الفقارٌات والزواحؾ وظهرت فٌه
البرمابٌات.وانقرضت فٌه معظم األحٌاء التً كانت تعٌش من
قبله .وفٌه ترسبت األمبلح بسبب ارتفاع حرارة الجو.
128
ٓ0ٓ – ٔ0ملٌون سنة كانت توجد طٌور لها أسنان وكانت تنقنق
وتصدر فحٌحا.
كما ظهرت فً هذه الفترة الدبلودوكس أكبر الزواحؾ التً ظهرت
وكانت تعٌش فً المستنقعات .وكان له رقبة ثعبانٌة طوٌلة ورأس
صؽٌرتعلو بها فوق األشجار العمبلقة.وظهرت الزواحؾ الطابرة
ذات الشعر واألجنحة وكانت فً حجم الصقر.وظهر طابر
اإلركٌوبتركس وهو أقدم طابر وكان فً حجم الحمامة .وكانت
أشجار السرخس ضخمة ولها أوراق متدلٌة فوق الماه وأشجار
الصنوبركان لها أوراق عرٌضة وجلدٌة (حالٌا أوراقها إبرٌة).
ومنذ ٖٔ2ملٌون سنة ظهرت الفراشات وحشرات النمل والنحل
البدابٌة .وقد حدث به انقراض صؽٌر منذ ٓ ٔٙٓ – ٔ2ملٌون
سنة.
129
هذه الفترة عاش دٌناصور الٌرانصور المتعطش للدماء وكان له
ذراعان قصٌرتان وقوٌتان لٌسٌر بهمافوق الٌابسة .وكانت أسنانه
المعة وذٌله لحمً طوٌل وؼلٌظ ومخالبه قوٌة.
وكان ٌصدر فحٌحا .وكان ٌوجد حٌوان اإلنكلوصور الضخم وهو
من الزواحؾ العمبلقة وكان مقوس الظهر وجسمه مسلح
بحراشٌؾ عظمٌة .وشهد هذا العصر نشاط اإلزاحات لقشرة
األرض وأنشطة بركانٌة.
وفٌه وقع انقراض أودي بحٌاة الدٌناصورات منذ ٘ ٙملٌون سنة.
وقضً علً ٓ٘ %من أنواع البل فقارٌات البحرٌة .وٌقال أن
سببه مذنب هوي وارتطم باألرض والبراكٌن المحتدمة التً
تفجرت فوقها .ومنذ ٓ 0ملٌون ستة ظهرت حٌوانات صؽٌرة لها
أنوؾ طوٌلة .وكانت تمضػ الطعام بؤسنانها الحادة وتعتبر األجداد
األوابل للفٌلة والخرتٌت وأفراس البحر والحٌتان المعاصرة.
131
ٕ -العصر اإلٌوسٌنً :منذٗ٘ ٖ1-ملٌون سنة .وفٌه ظهرت
القوارض والحٌتان األولٌة .وكانت تعٌش به أسبلؾ
حٌوانات الٌوم.
131
٘ -العصر البٌلوسٌنً :منذ ٘ ٔ01 -ملٌون سنة.
وفٌه بدأ ظهور أشباه اإلنسان والحٌتان المعاصرة بالمحٌطات.
132
ٕ -العصر الهولوسٌنً :منذ ٓٓٓٔٔ سنة وحتً اآلن.
آخر العصور الجٌولوجٌة وقد بلػ فٌه اإلنسان أعلً مراتبه.و
معظم الكابنات الحٌة التً آلت لهذا العصر منذ مطلعه ظلت كما
هً علٌه الٌوم .إال أن فً هذا العصر ظهرت الحضارة اإلنسانٌة
والكتابة.
133
العصور الجيولوجية
134
طلب العلم فرٌضة علً كل انسان ٌ ،نبؽً علً االنسان ان ٌنال العلم من
جمٌع مصادره ،لم نرد التطرق الً أمر نظرٌة التطور لتشارلز دارون
حتً ال ٌحدث تشتت ،وان كان امر النظرٌة لٌس كما هو مفهوم ،وربما
ٌمكن ان نذكر نظرٌة التطور فً كتاب آخر ،لكن مما ال شك فٌه ان
االنسان مخلوق بهٌبته الطبٌعٌة كانسان بشري ،وهو سٌدنا آدم علٌه
السبلم ،وهو أبو البشر اجمعٌن .
135