E A

You might also like

Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 9

‫الفصل األول‪ :‬المرحلة األولى في العهد االستعماري‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫تميز االقتصاد الجزائري خالل فترة ما قبل االستقالل بهيمنة النشاط الفالحي‪ ،‬حيث أدت السياسة‬

‫االقتص ادية االس تعمارية إلى إع ادة تنظيم هيك ل االقتص اد الجزائ ري وذل ك بتحويل ه إلى اقتص اد ت ابع‬

‫ومنقول للخارج لخدمة االقتصاد الفرنسي وتنميته‪ .‬من خالل جعل الجزائر مصدرا للمواد األولية‪ ،‬كي‬

‫تضمن تزويد دواليب انتاجها منها‪ ،‬واالستمرار في التوسع الصناعي‪ ،‬وإ يجاد منفد لتصريف منتجاتها‪.‬‬

‫‪ -٢1‬النشاط االقتصادي في الجزائر خالل الحقبة االستعمارية (‪)1962-1830‬‬

‫‪ -‬القطاع الفالحي‪:‬‬

‫اعتم د االقتص اد الجزائ ري بش كل أساس ي على الزراع ة ‪ ،‬إذ ك انت مجم ل النش اطات االقتص ادية‬

‫الجزائرية موجهة لخدمة االقتصاد الفرنسي والمستهلك الفرنسي ‪ ،‬في الوقت الذي كان النظام الزراعي‬

‫الجزائري قبل االحتالل نظاما شبه إقطاعي وقبلي‪ ،‬إال أن هذا النظام كان قادرا بشكل أو بآخر على سد‬

‫حاجة المزارع وحاجة أسرته من إنتاج األرض ‪ ،‬وقد كان من الطبيعي أن يركز المحتلون الفرنسيون‬

‫على االستحواذ على أكبر مساحة من األراضي الزراعية واستغاللها استغالًال كامًال ونقل إنتاجها إلى‬

‫السوق الفرنسية والمواد األولية لمصانعها او لالستهالك المباشر‪ )1(.‬وترك االستعمار األراض ي الج دباء‬

‫لألهالي و في المقابل يعيش ‪ %72‬من الجزائريين على الفالحة مقابل ‪ %16‬من األوربيين‪ ،‬لكن نسبة‬
‫(‪)2‬‬
‫ملكية األرض الصالحة للزراعة هي ‪ 109‬هكتار لكل أوروبي‪ ،‬و ‪ 14‬هكتارا فقط للجزائري‪.‬‬

‫ترك ز إنت اج القط اع الفالحي على محاص يل الكروم الذي ي دخل في ص ناعة الخم ور ومعظم إنتاج ه‬

‫ك ان ينق ل إلى األس واق الفرنس ية ‪ ..‬كم ا أهتم المس توطنون الفرنس يون اهتمام ًا كب يرا بزراع ة‬
‫‪ :) (1‬مساعد أسامة صاحب منعم‪ ،‬األوضاع االقتصادية العامة للجزائر في ظل االدارة الفرنسية ‪ 1962-1830‬ومحاولة البحث عن‬
‫النفط قبل االستقالل‪ ،‬مجلة مركز بابل للدراسات االنسانية‪ ،‬المجلد ‪ ،4‬العدد ‪ ،3‬ص ‪.224‬‬
‫‪ : ) (2‬بلقاسم ميسوم‪ :)2013( ،‬سياسة فرنسا االقتصادية واالجتماعية والثقافية في الجزائر خالل الفترة ‪ ،1954-1930‬مجلة علوم‬
‫االنسان والمجتمع‪( ،‬العدد‪ ،)3‬ص ‪.56‬‬
‫الخضراوات والسيما البطاطا والبقوليات ذلك ألهميتها بالنسبة إلى السوق الفرنسية‪ ،‬أما انتاج الحبوب‬

‫بأنواعها فقد شهد ارتفاع ًا واضحًا بعد الحرب العالمية الثانية‪ ،‬والسبب يعود إلى حاجة سكان فرنسا‬

‫له ذه الم ادة آن ذاك‪ .‬ومن جه ة ثاني ة ك ان للمحاص يل الص ناعية أهمي ة كب يرة بالنس بة لقط اع المس توطنين‬
‫(‪)3‬‬
‫الزراعي‪ ،‬إذ تركزت جهوده على زراعة القطن والتبغ ٕو انتاج الفلين في الغابات ‪.‬‬

‫ولقد كان الوض ع في األرياف يتسم بخص ائص اجتماعية واقتصادية ‪ ،‬أقل م ا يمكن أن يقال عنها‪،‬‬
‫(‪)4‬‬
‫أنها غير طبيعية‪ .‬و أهم هذه الخصائص‪:‬‬

‫‪ -‬وج ود أقلي ة من المعم رين األورب يين ال ذين اس تحوذوا على أج ود األراض ي و أخص بها ويجن ون من‬

‫استغاللها ‪ %78‬من دخل الجزائر من الزراعة‪.‬‬

‫‪ -‬وج ود أقلي ة ( ‪ %5‬من س كان األري اف) من كب ار المالك المس لمين ال ذين يجن ون نس بة ‪ %13‬من‬

‫دخل الجزائر من الزراعة‪.‬‬

‫‪ -‬اضطرار أغلبية تشكل ‪ %95‬من سكان المنطقة الزراعية من الجزائريين إلى تقاسم حصة ال تزيد‬

‫عن ‪ % 9‬من مجموع دخل البلد من الزراعة‪.‬‬

‫ونتيجة لما سبق فقد ظلت نسبة نمو اإلنتاج الزراعي والحيواني الجزائري في المدة من‬

‫‪ 1880‬وحتى عام ‪ 1955‬نسبة نمو ضئيلة لم تتجاوز ‪ % 1.5‬سنويًا ‪ ،‬في حين كانت نسبة نمو السكان‬

‫تج اوزت ‪ ، % 1.8‬وبالت الي معان اة المجتم ع الجزائ ري في بعض األع وام من نقص الم واد الغذائي ة‬
‫(‪)5‬‬
‫األساسية‪.‬‬

‫‪ -‬القطاع الصناعي‪:‬‬

‫‪ :) (3‬مساعد أسامة صاحب منعم‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪.225 ،‬‬


‫‪ : )(4‬اسماعيل العربي‪ :)1980( ،‬التنمية االقتصادية في الدول العربية في المغرب‪ ،‬ط‪ ،2‬الشركة الوطنية للنشر و التوزيع ‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،‬ص ‪.118‬‬
‫‪ :) (5‬مساعد أسامة صاحب منعم‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.226‬‬
‫لم تشهد الجزائر تطورا في هذا الميدان‪ ،‬ألن االستعمار حارب تصنيع البالد بكل قوة‪ ،‬حتى تبقى‬

‫مفتوحة في وجه الصناعة الفرنسية بدون قيود أو حدود‪.‬‬


‫(‪)6‬‬

‫حيث طبقت فرنس ا على الجزائ ر سياس ة" عدم تص نيع المس تعمرة" فقض ت تل ك السياس ة االس تعمارية‬

‫على الص ناعات اليدوي ة والحري ة كص ناعة النس يج والجل ود والنح اس والحلي ال تي ك انت مزده رة في‬

‫الجزائر‪ ،‬عندما فتحت األبواب على مصرعيها للبضاعة والسلع الفرنسية المصنوعة‪ ،‬إذ تعرضت إلى‬

‫ظ روف منافس ة غ ير عادل ة أدت في نهايته ا إلى زواله ا‪ ،‬وبق اء البض ائع الفرنس ية المحتك رة للس وق‬

‫الجزائري ة‪ ،‬كم ا أخ ذت فرنس ا كدول ة اس تعمارية ترك ز اهتمامه ا على عملي ة اس تخراج الم واد المعدني ة‬

‫ٕو انتاج كل ما يمكن أن يفيد الصناعة الفرنسية ‪ ،‬كمواد خام أو مواد أولية لتلك الصناعة‪ ،‬فقامت بحفر‬

‫المناجم مثل مناجم الحديد والفوسفات وربطها بخطوط سكك حديدية إلى الساحل ليتسنى لها تصديرها‬

‫إلى األس واق الفرنس ية‪ ،‬في حين بقيت اهتمام ات الجزائ ريين أم ام ه ذا الوض ع الص عب باتج اه ت أمين‬

‫الغذاء والسكن بحدودهما الدنيا‪ٕ ،‬و اذا ما أردنا أن نركز على مدى مساهمة الصناعة المحلية والحرف‬

‫في الجزائر في الدخل الوطني فإنها مساهمة ضئيلة ال تتعدى نسبة ‪ % 10‬في عام ‪.1955‬‬
‫(‪)7‬‬

‫‪ -‬قطاع التجارة‪:‬‬

‫سيطر المستوطنون الفرنسيون على مجمل نشاطات التجارة في الجزائر‪ ،‬وذلك من خالل سيطرتهم‬

‫على السوق الداخلية الجزائرية‪ ،‬وتصديرهم لرؤوس األموال الفائضة عن التجارة وأرباحها إلى فرنسا‪،‬‬

‫ولقد بدأ تنفيذ عن طريق إصدار القوانين التي وحدت الجزائر مع فرنسا في عامي ‪ 1851‬و ‪، 1867‬‬

‫والتي كان الهدف منها عزل الجزائر تجاريا ‪ ،‬تلك القوانين التي حرمت الجزائر من حماية صناعاتها‬

‫وحرفها الوطنية‪ ،‬التي لم تستطيع المنافسة مع الشركات الفرنسية الحديثة التي كانت تنتح بضائع وس لع‬

‫ذات ج ودة عالي ة وأس عار أق ل مم ا ك انت تنتج ه الص ناعات والح رف الجزائري ة‪ ،‬األم ر ال ذي أدى إلى‬

‫‪ :) (6‬بلقاسم ميسوم ‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.61‬‬


‫)‪7‬‬
‫(‪.‬مساعد أسامة صاحب منعم‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪: 228-227‬‬
‫خنق الصناعة الجزائرية وتدمير حرفها‪ ،‬وبذلك أصبحت السوق الجزائرية مرتع ًا للشركات الفرنسية‪،‬‬

‫ومم ا س اعد على تحقي ق ذل ك اله دف ه و احتك ار النق ل البح ري بين الجزائ ر ودول الع الم من قب ل‬

‫الشركات البحرية الفرنسية‪ .‬في ظل هكذا وضع‪ ،‬تحقق الهدف الثاني وهو " تصدير رؤوس األموال"‬

‫بش كل تلق ائي‪ ،‬فالث ابت تاريخي ًا أن العالق ات التجاري ة بين ال دول االس تعمارية مس تعمراتها ك انت في‬

‫الغالب‪ ،‬مصحوبة بعجز الميزان التجاري للدولة التي تقع تحت هيمنة المستعمر‪ ،‬ولم تشذ الجزائر عن‬

‫هذه القاعدة‪.‬‬

‫ويص ل حجم التعام ل التج اري للجزائ ر م ع فرنس ا إلى ‪ ، %76‬وتمث ل المحاص يل الزراعي ة العم ود‬
‫(‪)8‬‬
‫الفقري للصادرات الجزائرية ‪ ،‬أما الواردات الجزائرية فتتمثل أساسا في المصنوعات‪.‬‬

‫‪ -‬قطاع النفط‪:‬‬

‫ظهرت الثروة النفطية الجزائرية وبكميات تجارية مهمة في النصف األول من القرن العشرين وهو‬

‫م ا ك انت فرنس ا تفتق د وج وده في أرض ها مم ا زاده ا تمس كا ب الجزائر‪ ،‬ب التزامن م ع تص اعد الحرك ة‬

‫الوطني ة ال تي تبل ورت في ث ورة عارم ة من ذ ع ام ‪ 1954‬مم ا ح دا بالس لطات الفرنس ية إلى فتح األب واب‬

‫أمام الشركات النفطية العالمية للمساهمة في البحث والتنقيب عن النفط الجزائري الذي تركز وج وده في‬

‫الص حراء الجزائري ة بإيج اد م ا ع رف ب" ق انون الب ترول الص حراوي "ع ام ‪ 1958‬ال ذي نظم عملي ات‬
‫( ‪)9‬‬
‫االستثمار النفطي في الجزائر‪.‬‬

‫ومنذ اكتشاف النفط في الجزائر سنة ‪ 1953‬ازداد االهتمام به من حيث حجم االستثمارات المنجزة‬
‫(‪)10‬‬
‫و حجم اإلنتاج و كذا حصة المحروقات في الصادرات إلى الخارج‪.‬‬

‫‪ :) (8‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.227‬‬


‫‪ :) (9‬مساعد أسامة صاحب منعم‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.241‬‬
‫‪ :) (10‬محمد زوزي‪ :)2009( ،‬تجربة القطاع الصناعي الخاص ودوره في التنمية االقتصادية في الجزائر دراسة حالة والية‬
‫غرداية‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية وعلو م التسيير‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح ورقلة‪ ،‬ص‪.104‬‬
‫مخطط قسنطينة ‪:1958‬‬ ‫‪-2‬‬

‫إن أهم وثيق ة تنموي ة ته دف إلى تغي ير االوض اع االقتص ادية و االجتماعي ة للجزائ ريين ‪ ،‬ه و مخط ط‬

‫قس نطينة‪ ،‬ال ذي ح اولت الس لطات االس تعمارية من خالل توجي ه اهتمامه ا لمش اكل الجزائ ريين‪ ،‬وه ذا‬

‫بسب اندالع الثورة التحريرية في سنة ‪ ،1954‬وانتهاء الحرب العالمية الثانية‪.‬‬

‫يتوج ه المش روع إلى النه وض ب الجزائر وتحدي دا الري ف الجزائ ري‪ ،‬ال ذي ك ان يع اني من التخل ف‬
‫(‪)11‬‬
‫االقتصادي واالجتماعي والثقافي‪ ،‬وتتمثل أهداف هذا المخطط فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬النهوض بالريف‪ :‬يكون ذلك باالعتناء بعدد كبير من سكان الريف‪ ،‬بتنمية قدراتهم ورفع مؤهالتهم‬

‫حتى يتمكنوا من بلوغ االهداف الموضوعة في الخطة‪ ،‬والمتمثلة في ‪:‬‬

‫‪-‬استصالح ‪ 50000‬هكتار من األراضي الغابية‪.‬‬

‫‪-‬المحافظة على ‪ 300.000‬هكتار الموجودة والعمل على استصالحها‪.‬‬

‫‪ -‬تطهير ‪ 100.000‬هكتار من أراضي المستنقعات وزراعتها‪.‬‬

‫‪-‬بناء سدين كبيرين األول في ناحية عنابة والثاني في ناحية وهران‪.‬‬

‫‪ -‬توسيع مساحة األراضي المسقية إلى ‪ 20.000‬هكتار‪ ،‬والعمل على تجهيز سهل عنابة بما يحتاجه‬

‫من وسائل السقي‪.‬‬

‫‪ -‬استصالح المساحات المسقية المنتشرة على حوالي ‪ 60.000‬هكتار‪.‬‬

‫‪ -‬انشاء من ‪ 800‬إلى ‪ 900‬نقطة مياه رعوية في مناطق تربية المواشي‪ ،‬خصوصا مناطق الهضاب‬

‫العليا‪.‬‬

‫‪ :) (11‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.97-96‬‬


‫التصنيع‪ :‬يعتبر التصنيع الركيزة األساسية بالنسبة للمخطط خصوصا بعد اكتشاف البترول‪ .‬إن التصنيع‬

‫سيحل الكثير من المشاكل الداخلي ة‪ ،‬من توفير مناص ب شغل واالهتمام بالبنى التحتي ة‪ ،‬اضافة لتطوير‬

‫قطاع الخدمات المرتبط بالصناعة النفطية‬

‫إن التصنيع وفق المخطط يعني انشاء في نفس الوقت ورشات صغيرة ومصانع من حجم متوسط‪ ،‬وفي‬

‫األخير المصانع الكبيرة أو المركبات الكبيرة‪ ،‬التي تتطلبها الصناعات القاعدية في الوقت المعاصر‪.‬‬

‫أما فيما يتعلق بالمؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪ ،‬فإن الميزة فيها توفر األيدي العاملة الرخيصة‪.‬‬

‫ومن أهم المش روعات الك برى م ركب ص ناعة الص لب في عناب ة‪ ،‬ومرك ز الص ناعات الكيميائي ة في‬

‫أرزيو ومعمل تكرير النفط في الجزائر و مشروع الفوسفات في جبل العنق‪.‬‬

‫أما الصناعات الخفيفة التي نص عليها المخطط‪ ،‬فهي تشمل الصناعات الزراعية والغذائية ومواد البناء‬

‫ومن التوقع ات األساس ية ال تي اش تمل عليه ا المخط ط‪ ،‬أن النفق ات الحكومي ة لألغ راض المدني ة س تزداد‬

‫بنسبة ‪ %50‬خالل الفترة بين ‪.1964-1959‬‬

‫حرك‪77‬ة رؤوس األم‪77‬وال‪ :‬في ه ذا الص دد ي ذكر التقري ر م ا يلي ‪" :‬إن انتم اء الجزائ ر إلى منطق ة الفرن ك‬

‫يض عها في وض ع يختل ف عن األوض اع الموج ودة عليه ا بقي ة البل دان المس تقلة‪ ،‬الواقع ة تحت مخ اطر‬

‫الص رف في مبادالتها م ع مورديه ا وزبائنها‪ ،‬فهي مض طرة إلى أن تهتم اهتماما خاص ا ودائما بتوازن‬

‫ميزان حساباتها‪ ،‬حتى في حالة وجود مؤسستي إصدار مختلفتين‪ ،‬تعمالن ضمن المتروبول واألخرى‬

‫على مس توى الجزائ ر والص حراء‪ ،‬ف إن تحوي ل األوراق النقدي ة‪ ،‬يتم بالتك افؤ وب دون أي ة ح دود‪ ،‬وتنق ل‬

‫رؤوس األموال يتم بحرية مطلقة"‪.‬‬

‫حركة األشخاص‪ :‬تتوقع الخطة تنقالت لألشخاص في االتجاهين عبر البحر المتوسط‪.‬‬

‫خصائص االقتصاد الجزائري خالل فترة ما قبل االستقالل‪:‬‬ ‫‪-3‬‬


‫(‪) 12‬‬
‫تميز االقتصاد الجزائري آنذاك من ناحية تركيبه الهيكلي بخاصيتين‪:‬‬

‫أ‪ -‬س‪77‬يطرة النش‪77‬اط الفالحي‪ :‬حيث تمثلت سياس ة االس تعمار الفرنس ي االقتص ادية في الجزائ ر بع د‬

‫االحتالل في تخصيص هذا البلد في اإلنتاج الزراعي‪ ،‬وخلق قط اع زراعي يملكه المعمرون‪ ،‬و الذي‬

‫بلغت مس احته الكلي ة حس ب إحص اء ‪ ،1954‬ح والي ‪ 2.7‬ملي ون هكت ار موزع ة بين‪ 25000‬معم ر‪ ،‬و‬

‫هذا في الوقت الذي كانت فيه مساحة قطاع مجموع الجزائريين تقدر بحوالي ‪ 5.6‬مليون هكتار يملكها‬

‫حوالي أكثر من ‪ 622000‬شخص جزائري‪.‬‬

‫و قد شكل اإلنتاج الزراعي أكبر جزء في مجموع الناتج الداخلي اإلجمالي الذي بلغ سنة ‪1953‬‬

‫قيمة ‪ 304‬مليار فرنك قديم‪ ،‬حيث قدرت حصة القطاع الفالحي من هذا الناتج بحوالي ‪ % 58‬و الباقي‬

‫يمثل حصة الصناعة التي كانت مجرد صناعة استخراجية في الغالب‪.‬‬

‫و من جهة أخرى‪ ،‬تميزت المبادالت التجارية الخارجية للجزائر قبل االستقالل بعدم التوازن‪ ،‬و يتضح‬

‫ذلك من جهة على صعيد معدل تغطية الصادرات للواردات الذي كان عاجزا بنسبة قريبة من‪% 38‬‬

‫حسب أرقام سنة ‪ ، 1954‬و من جهة أخرى على صعيد التوزيع الجغرافي للمبادالت التي نجد أكثر‬

‫من ‪ % 66‬من الصادرات كانت تتجه إلى فرنسا وحوالي ‪ % 75‬من الواردات كانت تأتي منها‪.‬‬

‫ب‪ -‬سيطرة طبقة اجتماعية أجنبية على القوى االقتصادية الرئيسية للبالد‪ ،‬تصنف هذه الطبقة إلى أربع‬

‫مجموعات من الرأسماليين هي‪:‬‬

‫‪ -‬مجموعة الرأسماليين الصناعيين‪ :‬الذين كانوا يمارسون هيمنتهم على القط اع الص ناعي عن طريق‬

‫تش كيل اتح ادات ص ناعية مث ل "بن ك االتح اد الباريس ي‪ -‬م يرابو" ال ذي ك ان يس يطر على من اجم حدي د‬

‫الونزة بنسبة ‪.%78‬‬

‫‪ :) (12‬محمد بلقاسم حسن بهلول‪ ،‬الجزء ‪ ،1‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.26-22‬‬
‫‪ -‬مجموع‪77‬ة الرأس ‪77‬ماليين العق ‪77‬اريين‪ :‬ال ذين ك انوا يس يطرون على العدي د من المس احات الزراعي ة و‬

‫المب اني مث ل "ش ركة الم زارع الفرنس ية لت ونس" ال تي ك انت تس يطر على س بعة دومين ات‪ ،‬و ش ركة‬

‫"كيرولي" التي كانت تملك مباني و أراضي زراعية واسعة في سهول متيجة‪.‬‬

‫‪ -‬مجموعة الرأسماليين الماليين‪ :‬الذين كانوا يسيطرون على الجهاز المصرفي مثل القرض العقاري‬

‫للجزائر و تونس الذي هو فرع القرض العقاري الفرنسي‪.‬‬

‫‪ -‬مجموعة الرأسماليين الزراعيين‪ :‬ال ذين يمثلهم الكولون بع ددهم المحدود ) ‪ 25000‬مالك) و لكنهم‬

‫قوة اقتصادية و سياسية كبيرة‪.‬‬

‫و بهذا أصيب االقتصاد الجزائري بتشوهات ظهرت بمظاهر متعددة منها‪:‬‬

‫‪ -‬اختالل العالق ة بين الم وارد المادي ة و البش رية‪ ،‬بفع ل قل ة الوس ائل المادي ة و ض عف ال تراكم‬

‫الرأسمالي )االستثمار( من جهة‪ ،‬و ارتفاع نسبة الزيادات السكانية من جهة ثانية‪.‬‬

‫‪ -‬اختالل الهيك ل اإلنت اجي المتمث ل أوال في ض عف نص يب الص ناعة في تك وين الن اتج ال داخلي الخ ام‬

‫قياسا بنصيب الزراعة‪ ،‬و ثانيا‪ ،‬تركز كبير لليد العاملة في القطاع الزراعي غير المندمج في اقتصاد‬

‫المبادلة‪ ،‬و بالتالي اختالل هيكل التشغيل‪.‬‬

‫‪ -‬أحادية هيكل التجارة الخارجية المتمثلة في تصدير عدد محدود من الموارد و المنتجات بفعل واقع‬

‫السيطرة و االندماج‪.‬‬

You might also like