Professional Documents
Culture Documents
مقدمة2
مقدمة2
مقدمة2
ان االسرة باعتبارها كيانا اجتماعيا متماسكا ،تقتضي التآزر واالنسجام بين مختلف مكوناتها
وذلك ما حدا بالشريعة اإلسالمية الغراء التي تسعى الى استقرارها وقدسيتها ،اد قال هللا
تعالى( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن
في ذلك آليات لقوم يتفكرون)،ف جعلت منها رابطة وثيقة الصلة بين أفرادها قاسمها المشترك
المعاشرة بالمعروف والعدل والمساواة في الحقوق والواجبات.1
وهو النهج الذي نهجته مدونة االسرة المغربية سعيا منها إلى المساهمة في تحقيق استقرار
االسرة والحفاظ على وجودها ،و استمرارها في أداء الدور المنوط بها في ظل وعي شامل
لكل من الزوجين بما لهم من حقوق وما عليهم من واجبات.
إال ان مساهمة مدونة األسرة في هذا اإلطار لم تكن لتقتصر على تنظيم الروابط األسرية بين
المواطنين المغاربة المتواجدين داخل التراب الوطني ،بل تعدتهم لتشمل المقيمين خارج
أرض الوطن ولو كانو حاملين لجنسية أخرى .
إن تسليط الضوء على هذه الفئة الذين اضطرتهم ظروفهم االجتماعية ألن يكونو اطرافا في
روابط أسرية بأرض المهجر ،حتمت عليهم في حالة النزاع اللجوء إلى قضاء دولة اإلقامة
الستصدار أحكام قضائية ،تنهي الخالفات القائمة بسبب تلك الروابط،ولعل أبرز االشكاالت
التي يثيرها إسناد هذه األحكام القضائية إلى قوانين بلد اإلقامة تتجلى في مدى سريان تلك
األحكام في بلدانهم األصلية.
ومن بين اآلليات التي تجعل تلك األحكام األجنبية سارية المفعول خارج التراب الوطني لدولة
المحكمة مصد رة الحكم ،وتحترم بطبيعة الحال مبدأ سيادة الدولة التي سينفذ داخل نفودها
الترابي الحكم ،ومن هذه اآلليات مايعرف بدعوى تدييل األحكام األجنبية بالصيغة التنفيذية.
إديقصد تذييل األحكام و العقود األجنبية بالصيغة التنفيذية إعطاؤهما الحجية القانونية للتطبيقق
و التنفي ق ذ علققى تققراب الدولققة المققراد سققلوك مسققطرة التنفيققذ فققوق أراضققيها ،إذ بققدون إخضققاع
الحكقم األجنبقي لهقذه المسقطرة فلقن يكقون لقه أي اعتبقار علقى أرض تلقك الدولقة فتقذييل الحكققم
: 1سفيان أدريوش ،كيف نقرأ مقتضيات تنفيذ األحكام األجنبية على ضوء المادة 128من مدونة األسرة ،منشورات مجموعة البحث
في قانون األسرة ،سلسلة الندوات ،العدد األول ،يومي 17و 18فبراير 2005ص 2018 :
1
األجنبققي بالصققيغة التنفيذيققة هققو فققي الواقققق تكققري لحقققوق مكتسققبة فققي الخققارج ومظهققر مققن
مظاهر سيادة الدولة التي سينفذ ذلك الحكم فوق ترابها.2
كما يراد باألقليات مجموعة من األشقخا تشقكل أققل مقن نصقف السقكان فقي إقلقيم كامقل مقن
الدولة ،ويتشارك أفرادها خصقائ ثقافيقة أو دينيقة أو لغويقة ،أو مزي نجقا مقن هقذه الخصقائ
المختلفة.3
وفي هذا اإلطار فقد تم تنظيم تنفيذ األحكام األجنبية من خالل عدة نصو تشريعية ،فقد كقان
تنفيذ األحكام األجنبية منظما في إطار الفصل 290ق.م.م خالل سنة 1913الذي كقان يقن
على أن األحكام الصادرة عقن المحقاكم األجنبيقة ال تنفقذ داخقل نفقوذ المحقاكم المغربيقة بمنطققة
الحمايقة الفرنسققية باإليالققة الشققريفة إال إذا ذيلققت بالصقيغة التنفيذيققة مققن طققرف إحققدى المحققاكم
الفرنسقققية المنشقققأة بهقققا مقققق عقققدم المسقققال بالمقتضقققيات المخالفقققة التقققي نظمتهقققا االتفاقيقققات
الدبلوماسية والفصل 19من الظهير المتعلققة بالوضقعية المدنيقة للفرنسقيين واألجانقب ،4وبعقد
اإلصالح القضائي الذي عرفه المغرب سنة 1974أصبح تنفيذ األحكام األجنبيقة فقي المغقرب
يخضقق لمقتضقيات الفصقول 430إلقى 432مققن ق.م.موالمقادة 128مقن مدونةاألسقرة ،5هققذه
الفصققول بينققت شققروط مققنح الصققيغة التنفيذيققة للحكققم األجنبققي ،وكققذلك الوثققائق التققي يجققب أن
ترفق بطلب التنفيذ ،وإذا كان القانون المخت بتحديقد شقروط الحصقول علقى أمقر التنفيقذ هقو
قانون بلد التنفيذ ف إن على القضاء المغربي أن يرجق إلى القواعد العامة المنصقو عليهقا فقي
قانون المسطرة المدنية وإلى القواعد الخاصة في حالة وجودها. 6
وتبرز أهمية موضوع تنفيذ األحكام األجنبية بالمغرب على مستويين:
أما على المستوى النظري فتتجلى أهميته من خالل حجم الكتابات الفقهية القذي حضقي بقه ،إذ
باإلضافة إلى الرسائل الجامعية نجد عددا من المقاالت التقي تناولقت هقذا الموضقوع علقى عقدة
مستويات.
:2محمد بن المقدم :إشكالية تنفيذ األحكام في مادة الطالق .تراجق جريدة العلم عدد 19329بتاريخ .2001/1/17
:3نبذة عن األقليات وحقوق اإلنسانالمقرر الخا المعني بقضايا األقليات منشور على موقق
https://www.ohchr.org/ar/special -procedures/sr-minority-issues/about -minorities-and-human-
rightsوقق االطالع بتاريخ 04ماي 2024على الساعه 19:43
:4ان األحكام الصادرة في الخارج من محاكم الدول التي تتنازل عن امتيازاتها القضائية داخل منطقة الحماية الفرنسية
بالمغرب يصرح باعتبارها نافدة دونما الحاجة إلى إعادة النظر فيها من حيث الجوهر.
:5األحكام الصادرة عن المحاكم األجنبية بالطالق أو التطليق أو بالخل ق أو بالفسخ ،تكون قابلة للتنفيذ إذا صدرت عن
محكمة مختصة وأسست على أسباب ال تتنافى مق التي قررتها هذه المدونة إلنهاء العالقة الزوجية ،وكذا العقود المبر مة
بالخارج أمام الضباط والموظفين العموميين المختصين ،بعد استيفاء اإلجراءات القانونية بالتذييل بالصيغة التنفيذية ،طبقا
ألحكام المواد 430و 431و 432من قانون المسطرة المدنية.
:6عبد المنعم رياض ،تنازع االختصا القضائي الدولي وآثار األحكام األجنبية ،دار النهضة العربية للطبق والنشر
والتوزيق 1994 ،الفصحة 461-460
2
أما أهميته على المستوى العملي فتتمثل من خالل القرارات القضقائية القاضقية بتقذييل األحكقام
األجنبية بالصيغة التنفيذية أو بقرف تقذييلها ،بقل إن مقا يثيقر النققا علقى هقذا المسقتوى هقو
السلطة التقديرية الممنوحة للقضاء.7
وال يسعنا بعد إبراز أهمية الموضوع إال أن نطرح اإلشكاليات اآلتية:
كيف نظم المشرع المغربي موضوع تدييل االحكام األسقرية الصقادرة بالخقارج وأي اشقكاالت
يطرحها الموضوع؟وهي إشكالية تتفرع عنها أسئلة فرعية أخرى من بينها:
المبحث الثاني:االشكاالت المتعلقة بتنفيذ االحكام االجنبية بالنسبة لالقليات في المجال االسري
:7عبدالسالم زوير ،رئي قسم قضاء األسرة بالم حكمة االبتدائية بولمان ،تذييل العقود والحكام األجنبية الصادرة بإنهاء
العالقة الزوجية بالصيغة التنفيذية .
3
المبحث األول :االحكام العامة المتعلقة بتنفيذ االحكام األجنبية في
المجال االسري
إذا كان الحكقققققم األجنبقققققي يصدر من مﺆسسات قضائية أجنبية وباسم الدولة األجنبية محقققققل تواجدها ،فقد
أجمعقققققققققققت ﻏالبية الدول على عدم السماح بتنفيذ اﳊكم األجنﱯ مباشرة فوق إقليم الدولة اﳌراد تنفيذه فيها،
وإﳕ ا تشترط إلمكان إجراﺀ التنفيذ قيام من صدر اﳊكم لصاﳊه باللجوﺀ أوال إﱃ قضائها الوﻃﲏ.
و عليه ارتئينا تقسيم هذا المبحث الى مطلبين ،بحيث سقنتطرق فقي( المطلقب األول) القى القنظم القانونيقة
المعتمدة في مجال تنفيذ االحكام األجنبية ،و( المطلب الثاني )خصصناه الى مظاهر تبني النظام المغربقي
السلوب المراقبة و تجلياته .
وإذا ما قارنا بﲔ النظم القانونية ﰲ ﳐ تلف الدول أمكننا أن نستنتج وجود نظامﲔ رئيسيﲔ لتنفيذ األحكام :
فالنظام األول يعرف باسم نظام الدعوى ( الفقرة األولى) ،و النظام الثاني يعرف باسم نظام التنفيذ ( الفقرة
الثانية).
ووفق هذا النظام فال يقتصر القاضي الوﻃﲏ االكتفاﺀ بالتحقق من توافر الشروط اﳋارجية للحكم األجنﱯ،
بل ،يشنرط باإلضافة لذلك مراجعة موضوع الحكقم بعينقه قبقل اصقدار االمقر بتنفيقذه ،9أي ان هقذا النظقام
يخققققققول للقاضققققققي إعادة دراسة مدى صحة اﳊكم األجنﱯ من حيث ثبوت الوقائق وتطبيق القانون عليها،
ليتقرر على ضوﺀ ذلك ﲢقق أحد األمرين إما األمر بتنفيذ اﳊكم أو رفضه .فمصدر هذا النظام "نظام
الدعوى" إﳒليزي اﳌنشأ وقد أخذت به ﳎموعة من الدول رﻏم قلتها خاصة األﳒلو سكسونية؛ لكن هذا
النظام تعرض لعدة انتقادات من أبرزها إنكاره على اﳊكم األجنﱯ قيمته ،وبالتاﱄ إجبار من صدر له أن
يبدأ دعوته من جديد أمام القضاﺀ الوﻃﲏ ،وهذا ما حدا ببع التشريعات إﱃ تبﲏ أسلوب جديد وأكثر ﳒاعة
هو أسلوب اﳌراقبة ، 10ونعتقد أن هذا األسلوب اﳌعتمد ﰲ تنفيذ األحكام األجنبية من شأنه أن ﳜلق نوعا
من عدم االنسجام على مستوى احترام سيادة الدول اﳌصدرة ﳍذه األحكام ،الذي من شأنه أن ﳝ هبة
8هشام علي صادق ،القانون الدولي الخاص ،طبعة ،204الصفحة 244
9فؤاد عبد المنعم ،أصول تنازع القوانين و تنازع االختصاص القضائي الدولي ،دار النهضة العربية القاهرة 1995 ،الصفحة 343
10عبال بن اعرومو ،دعوى تذييل الحكم األجنبي بالصيغة التنفيدية ،رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون الخاص ،جامعة القاضي العياض
مراكش ،السنة الجامعية 2010 -2009الصفحة 17
4
ووقار وكذلك مصداقية اﶈاكم والقضاة هققققذه الدول ،هذا الذي جعل ﻏالبيتها ال تأخذ هققققذا النظام وﱂ يلقى
قبوال على اﳌستوى الدوﱄ.
يعتبر نظام االمر بالتنفيذ ،النظام األكثر قبقوال لقدى مختلقف القنظم القانونيقة المقارنقة و هقو نظقام فرنسقي
األصققل تأخققذ بققه الققدول المتققأثرة بققه ،منهققا المملكققة المغربيققة و جمهوريققة مصققر العربيققة و الجزائققر ،و
المقصقود مقن هققذا النظقام ان الحكقم األجنبققي ال يتمتقق بقالقوة التنفيذيققة فقي إقلقيم الدولققة اال بعقد شقموله مققن
المحققاكم الوطنيققة االمققر بالتنفيققذ ،11ويصطلح على نظام األمر بالتنفيذ ﰲ قانون اﳌسطرة اﳌدنية اﳌغرﰊ
بتذييل اﳊكم األجنﱯ بالصيغة التنفيذيـة ،الذي يقصد به حسب مقتضيات قانون اﳌسطرة اﳌدنية اﳌغرﰊ:
تلك اﳌسطرة القضائية الﱵ يتم سلوكها من أجل إضفاﺀ ،القوة التنفيذية على اﳊكم األجنﱯ اﳌراد تنفيذه
فوق التراب اﳌغرﰊ .و عليه سنرى ما هي الشروط الدولية لتنفيذ هذه االحكام األجنبية.
إن ﳑيزات هذا النظام واﳌﱪرات الﱵ تشفق تبﲏ ﳐتلف النظم القانونية اﳌقارنة هو احترامـه لسـيادة الـدول
اﳌصدرة ﳍذه األحكام الﱵ تستدعي استقبال القاضي الوﻃﲏ للحكم األجنﱯ وإعطاﺀ األمر بتذييله بالصيغة
التنفيذيـققة ﲟجرد احترامه لمجموعققة من الشروط الالزمة لصحة اﳊكم من الناحية الدولية ،الﱵ اتفق الفقه
الدوﱄ حوﳍا ،حيـث تأخذ بها ﻏالبية الدول الﱵ سنذكرها قبل أن نفصل فيها واﳌتمثلة باألسال ﰲ:
مبدا التبادل:
ﲟوجب هذا اﳌبدأ فإن القاضي الوﻃﲏ ال يسمح له بقبول اﳊكم األجنﱯ إال إذا كان قضاﺀ الدولـة اﳌصـقدرة
للحكم األجنﱯ يقبل بدوره تنفيذ األحكام الصادرة من ﳏاكمه الوﻃنية.
لكن واقق العالقات الدولية اﳋاصة ال ينسجم معها نظرا لمجموعققققققققققققققققة من األسباب كصعوبة التحقق من
تـوافرهذا التبادل ،ﰒ أن لي من مصلحة الدول التمسك دائما بهذا الشرط؛ باإلضافة إﱃ أن اشتراط التبادل
12
قد يﺆدي في بع األحيان إﱃ ﲢ ايل الدول إلمكان تنفيذ أحكامها لدى الدولة اﳌشترﻃة التبادل
11فﺆاد عبد المنعم رياض /سامية راشد ،مرجق سابق ذكره ،الصفحة 335
12التبادل التشريعي مقتضاه اال تقوم محاكم دولة ما بتنفيذ احكام صادرة عن دولة اجنبية معينة اال اذا كان قانون هذه
األخيرة يحتوي على ن قانوني يسمح بتنفيذ االحكام الصادرة عن قضائها هي أيضا .
5
صدور الحكم من محاكم مختصة
حسب هذا الشرط فإن الدولة اﳌصدرة للحكم ﳚب أن تكون ﳐتصة فقي فصققل النققزاع ،لكققن السققﺆال الققذي
يطقققرح هنقققا هقققو :هل اﳌقصود هو االختصا الدوﱄ للمحاكم األجنبية أم أن األمر يتجاوز ذلـقققك إﱃ أن
يقـف علـى االختصا الداخلي ﶈاكم هذه الدول؟
الداخلي فحسـقققققب الدوﱄ للمحاكم األجنبية ،أما االختصا نعتقد أن األمر يقف هنا ﰲ حدود االختصا
13
رأي ﻏالبية الفقه هو عدم اشتراط توفره.
ت -وجوب ان يكون الحكم األجنبي حائزا لقوة الشيء المقضي به
مفاد هذا الشرط هو استلزام أن يكون اﳊكم األجنﱯ اﳌراد تنفيذه نهائيققققققققققققققققققا ﻏﲑ قابل للطعن فيه بالطرق
العاديـقققة ،وهو ما يعﲏ وجوب أن يكون اﳊ كم قابال للتنفيذ .ويرجق سبب اشتراط قوة الشيﺀ اﳌقضي به
ﰲ اﳊكم األجنﱯ إﱃ فكرة توفﲑ االستقرار ،إذ لو ﰎ االكتفـقققققققققققققاﺀ بوجود اﳊكم فقط دون اشتراط أن يكون
نهققققائيا ،فإنه لي هناك ما ﳝ نق من إمكانية إصدار أمر بالتنفيذ ﲞصو حكققققم أجنﱯ ﰎ بعد ذلك إلغاؤه ﰲ
الدولة الﱵ صدر فيها
حسب هذا الشرط فالقاضي اﳌ طلوب منه األمر بالتنفيذ يستلزم عليه أوال التحقق من كون اﳊكم األجنﱯ
14
اليوجد ﰲ منطوقه أو حيثياته ما يتعارض مق النظام العام واآلداب العامة ﰲ بلده
بالرجوﻉ ﳌدلول ﻫذا الشرط يتبﲔ لنا أﻥ اﳌطلوب ﻫو سالمة وﺻحة اﻹجراﺀات الشكلية اﳌتبعة أمام
قﻀـ اﺀ الدولة اﳌﺼدﺭة للحكم األجنﱯ؛ أي أﻥ تكوﻥ ﻫذﻩ اﻹجراﺀات قد احترمﺖ منذ البداية انطالقا مﻦ
مسـطرة التبليـﻎ وﺻوال ﺇﱃ مرحلة النطﻖ باﳊكم مﻦ ﻃرﻑ القاﺿي األجنﱯ
13جمال بن عصمان ،تنفيذ الحكم األجنبي في ضل قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية ،مجلة دراسات قانونية ،الجزائر
الصفحة 146
14تختلف فكرة النظام العام من دولة الى أخرى ،فما يعتبر من النظام العام فهو يختلف بين الدول حسب ديانتها على سبيل
المثال بين الدول المسلمة و المسيحية .
6
المطلب الثاني :مظاﻫر تبني النظام المغربي السلوب المراقبة وتجلياته
اخذ المشرع المغربي بنظام المراقبه حيث سمح بتنفيذ االحكام االجنبيه فوق ترابه الوطني ،لكن شريطه
الحصول على اذن بذلك .وذلك عن طريق رفق دعوى التذييل بالصيغة التنفيذية التاحة الفرصة للقضقاء
لممارسه رقابه على مدى صحه االحكام واختصا المحكمه المصدره للحكم وعدم مخالفته للنظام العقام
ولعل ذلك ما يبرز لنا انطالقا من الفصول 430و 431و 432من قانون المسطره المدنيه التي وضقعت
شروطا عامه لتنفيذ االحكام االجنبيه فوق التراب الوطني( الفقره االولى )لكن ولخصوصيه بع االحكام
نظقرا لموضقوعاتها جعلقت مشقرعنا القوطني يفقرد بعق النصقو الخاصقه تقتالئم مقق طبيعتهقا ،هقذا
باالضافه الى تعاون المملكه المغربيه مق مجموعه من الدول في مجال القضائي الذي تمح عنقه ابقرام
مجموعه من االتفاقيات الدوليه من اجل تجاوز مجموعه من العوائق تستدعي تكثيف التعاون القضائي فيما
بينها( الفقره الثانية)
لم يتطلب المشرع المغربي المكانية التنفيذ الحكم االجنبي قيقام صقاحب المصقلحة فقي ذلقك برفقق دعقوى
جديدة امام القضاء الوطني كما هو معمول به في النظم االخذة باسلوب المراجعة كالنظام االنجليقزي بقل
اخذ بنظام االمر بالتنفيذ الذي بموجبه ال يتمتق الحكم االجنبي بالصيغة التنفيذية فوق اقليم المملكة المغربية
اال بعد شموله االمر بالتنفيذ من طرف القاضي المغربي اي تذييله بالصيغة التنفيذية
يقصد بالشروط الشكلية تلك الشروط ذات الصلة بالحكم االجنبي نفسه التي ن عليهقا الفصقل 430مقن
قانون المسطرة المدنية بان تكون المحكمة المصدره للحكم مختصة ،ان يكون الحكم االجنبي نهائيا وقابال
للتنفيذ ،ثم ان يكون هذا الحكم صحيحا.
تشترط الدول عادة المكانية تنفيذ الحكم االجنبي ان تكون االجراءات التي اتبعت فقي اصقداره صقحيحا ،
وان تكون هذه االجراءات قد احترمت منذ مرحلة التبليغ ) (115وصوال الى مرحلة صدور الحكم )(2وقد
4/يقصد باالختصا القضائي الدولي للمحاكم االجنبية بيان الحدود التي تباشر فيها الدولة سلطاتها القضائية بالمقابلة
للحدود التي تباشر فيها الدول االخرى سلطاتها القضائية ،بمفهوم اخر اي تلك القواعد القانونية التي تحدد صالحية محاكم
الدولة للبث في النزاعات ذات الصبغة االجنبية .
7
صار قانون المسطرة المدنية المغربي على نهج مختلف الدول التي تأخذ بنظام المراقبة اذ يتطلب الفصل
430كما جاء في فقرته الثانية :يجب على المحكمة التي يقدم اليها الطلب ان تتاكد من صحة الحكم وذلك
من اجل السماح للقاضي الوطني ان يأذن بتذييل الحكم االجنبي بالصيغة التنفيذية.
وبالرﻏم من ان المشرع المغربي لم يحدد المقصود من هقذا الشقرط اال اننقا نعتققد انقه اسقتوجب ان يكقون
الحكم االجنبي قد صدر بناء على قواعد اجرائية سليمة سمح بمقتضاها االطراف النزاع ان يمثلوا تمثقيال
صحيحا امام المحكمة واثناء سريان الدعوى ،وتم تبليغهم بشكل سليم مق ابداء دفاعهم وفقا لقانون القاضي
الذي اصدر الحكم .لكن على العموم اذا اتضح للقاضي ان القانون االجنبي الذي يحكم هذه االجقراءات ققد
انتهك حقوق االطراف فيتعين عليه ان يرف تذييل الحكم االجنبي بالصيغة التنفيذية حتى لو كان الحكم قد
احترمت في اصداره االجراءات والقواعد المتبعة في قانون المحكمة التي اصدرته)(3
من بين الشروط المطلوبة توفرها في الحكقم االجنبقي حتقى يحصقل علقى التقذييل بالصقيغة التنفيذيقة فقوق
ترابنا الوطني .ان تكون المحكمة االجنبيقة مصقدره الحكقم صقاحبة االختصقا وبقالرجوع القى الفصقل
430من قانون المسطرة المدنية نجده ين على هقذا الشقرط فقي فقرتقه الثانيقة علقى انقه " :يجقب علقى
المحكمة التي يقدم اليها الطلب ان تتاكد من صحه الحكم واختصا المحكمه التي اصدرته ".....لكن من
5/للتوسق اكثر راجق محمد تكمنت ،الوجيز في القانون الدولي الخا ،مطبعة الجسور ،وجدة 2006 ،الصفحة169
6/محمد المقريني ،تنفيذ االحكام االجنبية الصادرة بإنهاء العالقة الزوجية وفقا لمدونة االسرة المغربية ؟ مجلة الملف ،عدد
11اكتوبر 2007 ,الصفحة88
7العياشي المسعودي ،محاولة تقييم قانون المسطرة المدنية الحالي من زاوية القانون الدولي الخا ،مجلة القانون
واالقتصاد ،العدد 1991, ، 7الصفحة185
8للتوسق اكثر راجق محمد تكمنت ،مرجق سابق ذكره ،الصفحة175
9يطرح امر االدالء بشهادة اصل التبليغ اشكاال عمليا نظرا لعدم سماح بع القوانين االجرائية لمجموعة من الدول بتسليم
هذه الوثائق مما يﺆدي الى عدم قبول طلب التذييل بالصيغة التنفيذية للحكم االجنبي وهذا ما ادى الى بروز توجه قضائي
يدعو التعامل بمرونة مق الوثائق المطلوبة وذلك باالعتماد على ما يفيد نهائية الحكم كالتأشير على انه بات او تسجيله لدى
ضابط الحالة المدنية للدولة األجنبية.
10اشار لهذا القرار محمد المقريني مرجق السابق ،وقد اورد هذا القرار ما يلي في جميق اسباب استئناف مجتمعة حيث ان
المستأنفة لم تدلي للمحكمة بكافة الوثائق التي يكون معه الطالق االجنبي ﻏير مكتسب للصفه النهائيه وبالتالي يتعين الغاء
الحكم المستانف وتصديا عدم قبول الطلب.
قرار صادر عن الغرفة الشرعية لمحكمة االستئناف بطنجة المملكة المغربية رقم 793 / 06بتاريخ 2006 /11/ 23ﻏير
منشور
11محمد المقريني ،مرجق سبق ذكره ،الصفحة 90
12بالرجوع لمقتضيات قانون المسطره المدنيه المغربي نجده قد حدد طرق الطعن العاديه في التعرض واالستناء .اما
طرق الطعن ﻏير العادية فتتمثل في الطعن بالنق ،واعادة النظر ،تعرض الغير خارج عن الخصومة
13محمد الخضراوي ،تذييل االحكام االجنبية بالصيغة التنفذية ،مجلة محاكمة ،العدد االول ،الصفحة 108،
14مصطفى هرندو ،تذييل االحكام االجنبية بالصيغة التنفيذية في قضايا االسرة على ضوء العمل القضائي المغربي
رسالة لنيل دبلوم الماستر المتخص في القانون الخا كليه العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية السويسي جامعه
محمد الخام الرباط السنه الجامعيه 2009 /2008الصفحة 3
15فﺆاد كحيحلي النظام العام المغربي وتنفيذ االحكام االجنبية مجله القصر ،العدد 6شتنبر 2003الصفحة 72
16فﺆاد عبد المنعم رياض /سامية رشيد مرجق سابق ذكره الصفحه 340و 341
17محمد التغدويني ،الوسيط في القانون الدولي الخا ،طبعة ثالثة ،مطبعة آنفو برات ،فال المغرب 2009ااصفحة
424
8
هقل هقو خقالل اسقتقرائنا لهقذه الفققره نجقد بقان المشقرع المغربقي لقم يحقدد لنقا المقصقود مقن االختصقا
االختصا الداخلي للمحاكم االجنبية ام االختصا الدولي ؟
من المتعارف عليه دوليا ان نظام االمر بالتنفيذ يشترط فقي الحكقم االجنبقي ان يكقون صقادرا مقن محكمقه
مختصه دوليا ومهما ان تشريعنا الوطني قد اخذ بهذا النظام على ﻏقرار ﻏالبيقة التشقريعات المقارنقة فقإن
المشرع المغربي يقصد االختصا الدولي للمحقاكم االجنبيقة )(4امقا االختصقا القداخلي فحسقب راي
ﻏالبيه الفقه يذهب الى عدم النظر في تواجده النه من ﻏير مقبول البحث في اختصا المحكمه االجنبيه
من عدمه فهذا مفاده ان القاضي الوطني يعطي دروسا للقاضي االجنبي في كيفيقه التطبيقق السقليم لقانونقه
الوطني هو امر ال يمكن قبوله فلقي مقن المنطقق ان تتقدخل دولقة مقا فقي الشقأن القضقائي القداخلي لدولقة
اخرى لما فيه من مسال بالسيادة الوطنية لها ولمﺆسساتها) (5لكن التساؤل الذي يطقرح هنقا هقو هقل يقتم
تحديد االختصا الدولي للمحكمه االجنبيه وفقق ققانون القاضقي او وفقق ققانون الدولقه التقي سقينفذ فقوق
اراضيها الحكم االجنبي ؟
لم يعين القانون المغربي قواعقد االختصقا القدولي لمحاكمقه الوطنيقة وهقذا مقا يجعلنقا نسقتعين بقبع
القواعد العامة لالختصا المحلي المنصو عليها في قانون المسطرة المدنية المتمثلة في الفصول من
27القى 30التقي يقتم تمديقدها لتشقمل االختصقا القضقائي القدولي لمحاكمنقا الوطنيقة (6).فقرﻏم ان
االختصا القانوني الذي تم تنظيمه في بالدنا بموجب نصو تشريعية صريحة وردت في ظهير 12
ﻏشت 1913حول وضعية االجانب بالمغرب وظهير 4مارل 1960حول زواج المغاربه باالجانب لم
تنل قضيه االختصا القضائي الدولي للمحقاكم المغربيقه اي اهتمقام مقن قبقل مشقرعنا القوطني ذلقك ان
قانون المسطرة المدنية الجديدة الصادر سنة 1974لم يتضمن مقتضيات مرصودة خصيصا لهذه المسالة
الوحيد الذي يمكقن االشقارة اليقه فقي هقذا الموضقوع هقو الفصقل 27القذي يشقير فقي فقرتقه اذ ان الن
االخيره الى انه في حاله عدم توفر المدعي عليه ال على موطن وال على محل اقامه بالمغرب فان الدعوى
ترفق ضده امام محكمة المدعي او واحد من المدعيين اذا تعددوا شريطه ان يكونوا مستوطنين او مقيمين
بالمغرب)(7
يتطلب الفصل 431من قانون المسطره المدنيه لتنفيذ الحكم االجنبي بالمغرب ان يكون نهائيا مكتسبا لقوه
الشيء المقضي به وذلك لضمان استقرار المعامالت واحترام الحقوق المكتسبه فمن ﻏير مقبقول ان يقامر
القاضقي القوطني بتقذييل الحكقم االجنبقي بالصقيغه التنفيذيقه مقا دامقت امكانيقه الغائقه مسقتقبال قائمقة )( 8
وبالرجوع للمقتضيات الوارده في الفصل 431نجد قد يشترط تضمين طلب التذييل شهاده مسلمه من كتابه
ضبط المحكمه االجنبيه المختصه بعدم التعرض واالستئناف او الطعن بالنق مما يفيد نهائيا الحكم وكونه
اصبح حائزا على قوه الشيء المقضقي بقه ويتطلقب االمقر كقذلك ارفقاق هقذه الشقهاده باصقل التبليقغ قصقد
االدالء به امام القاضي المخت باصدار االمر بالتنفيذ )(9فعدم االدالء بشهاده من كتاب الضبط المختصه
تفيد ان الحكم اصبح نهائيا قد يﺆدي الى رف تذييل الحكم االجنبي بالصيغه التنفيذيه ففي قرار صادر عن
الغرفه الشرعيه بمحكمه االستئناف بطنجة )(10رفضت فيه تذييل حكم اجنبقي بالصقيغه التنفيذيقه بسقبب
عدم االدالء بجميق الوثائق المنصو عليها في الفصل 431من ققانون المسقطره المدنيقه ومنهقا االدالء
باصل التبليغ حتى تتمكن المحكمه من االطالع على انقضاء اجل الطعن وان الحكم اصبح نهائيا(11) .
9
واذا كان المشرع المغربي قد اشترط في الحكم االجنبي ان ال يكون قابال الي طعن عادي او ﻏيقر عقادي
)(12فان بع التشريعات المقارنه نقذكر منهقا التشقريق المصقري والتونسقي تكتفقي بقان ال يقبقل الطعقن
بالطرق العادية )(13اما اذا كان قابله للطعن فيه بالطرق العادية فيصح تذييله)(14
ثانيا :عدم مخالفة الحكم االجنبي للنظام العام " كشرط موﺿوعي"
ن الفصل 430من قانون المسطره المدنيه على شرط واحد يرتبط بمضمون الحكقم االجنبقي ،المتمثقل
في عدم مخالفه النظام العام المغربي في اي محتوى من محتوياته ،فهذا الشرط يعتبر ذا اهميه بالغه ،حيث
نصت عليه اﻏلب التشريعات المقارنه على ﻏرار المشرع المغربي .لكن يبقى االشقكال القذي يطقرح هنقا
مرتبط بتقديم التفسيرات واضحه حول مدلول ومعنى النظام العام .وكذلك يتطلب منا االمر تحديد المقصود
من النظام العام هل النظام العام الداخلي او النظام العام الدولي؟
يمكن تعريف النظام العام بانه مجموعه من القيم االساسية واالقتصادية واالجتماعية والثقافيه في بلد معين
فهو احدى تقنيات تنازع القوانين ،ووسقيله مقن الوسقائل االحتياطيقه التقي يقتم اعتمادهقا السقتبعاد الققانون
الواجب التطبيق على العالقه محل النزاع او الحيلوله دون اصدار االمر بتنفيذ الحكقم االجنبقي متقى تبقين
لقاضي االمر بالتنفيذ ان مضمون هذا االخير يتعارض والقيم السائده فقي بلقد القاضقي المغربقي )(15كمقا
يعتبر احدى المفاهيم القانونيه الغامضه ومسألة نسبية تتغير بتغير الزمان والمكان ،فهو مفهوم مقرن فمقا
يعتبر من قبيل النظام العام في بلد معين ال يعتبر كذلك في بلد وزمن اخر(16) .
وعند الحديث عن النظام العام في اطار العالقات الدولية الخاصة فاننا نتحدث عن مدلوالن ،ينبق عبرهما
االول داخلي ،اما الثاني فهو دولي ،فهما لي مختلفان بل هو نظام عقام واحقد ﻏيقر ان لقه وجهقان االول
متشدد بالمقابل مقق الثقاني المخفقف القذي ينسقجم مقق نسقق الحيقاة الدوليقة ،وبنقاء علقى هقذا التصقور فاننقا
نستطيق ان نعرف النظام العام بمدلوله الداخلي هو ما يفيد معنى منق مخالفة القواعد القانونية التي تفرزها
السياسة التشريعية القائمة في الدولة ،في كل المجاالت التي تنظمها هذه القواعد سواء في المجال الديني او
االجتماعي او السياسي وذلك وفقا لمنظور هذه السياسه او التغيرات التي تقق عليها .امقا النظقام العقام فقي
اطار القانون الدولي الخا فيتمثل في كل ما يرتبط بالسياسه التشريعيه للدوله التي ال يمكن مخالفتها في
اطار النزاعات ذات العنصر االجنبي المرفوعه امام القاضي الوطني سواء كانت هذه السياسه التشريعيه
تتعلق بحماية المصالح الخاصه او العامه للدوله ،او تتعلق باالجراءات القانونيه التي يلزم اتباعها عند البث
في اي نزاع داخلي او اجنبي)(17
18يرجق اقبال المملكة المغربية على ابرام اتفاقيات الدوليه تتعلق بمجال االحوال الشخصية كون هذه الطائفة تعتبر من
اكثر الطوائف التي تنشا فيها نزاعات دوليه خاصه اذ يعتبر مجاال خصبا لتنازع القوانين
19بال ليندا االتفاقيه الدوليه من منظور القانون الدولي الخا المادي المجله االكاديميه للبحث القانوني عدد 01,
2015الصفحة274
20مصطفى هرندو ،مرجق سابق الصفحة 32وما بعدها
10
والتعاون القضائي ،او انخراطه في التعاون الدولي المتعدد االطراف وتكريسه لمقتضيات التقي تتضقمنها
هذه االتفاقيات ،بحيث جعلها تسمو على القوانين الداخليه ولعل اكبر دليل على ذلك هو الدستور المغربي
الجديد الصادر في فاتح يوليوز 2011الذي اكد على ذلك انطالق من الفقره االخيره من ديباجة الدسقتور
التي نصت على ما يلي "جعقل االتفاقيقات الدوليقه كمقا صقدق عليهقا المغقرب وفقي نطقاق احكقام الدسقتور
وقوانين المملكه وهويتها الوطنيه الراسخه تسمو فور نشرها على تشريعات الوطنيه والعمل على مالئمة
هذه التشريعات مق ما تتطلبه تلك المصادقة"
وتعد االتفاقيات الدولية من بين االساليب المعتمده بين الدول ،اما للقضاء علقى ظقاهره تنقازع الققوانين او
على االقل التخفيف منها (19) .هذه الظاهرة التقي تقنجم جقراء تمسقك كقل دولقة بتطبيقق قانونهقا القداخلي
،الذي يﺆدي الى ال محالة الى تكري التنافر والتناق بين القواعد الوطنيقه المتعلققة بالعالققات الخاصقه
بين رعاياها.
وفي اطار التعاون القضائي الدولي ،الذي انخرطت فيه المملكقه المغربيقه وانطالققا مقن المقتضقيات التقي
جاءت بها هذه االتفاقيات فان اﻏلبها يشترط لتنفيذ الحكم االجنبي ان ال يكون متعارضقا مقق حكقم قضقائي
حائز على قوة الشيء المقضي به ،وصقادر عقن المحقاكم المغربيقة ،وان ال توجقد لقدى المحقاكم المغربيقة
دعوى قيد النظر بين نف الخصوم في ذات الموضوع ،رفعت قبل اقامة الدعوى امام المحقاكم االجنبيقة،
وكذلك ان ال يكون معارضا لمبادئ القانون الدولي العام ،وفي حالة تعارض المقتضيات المطبققة القواردة
في االتفاقية ،مق القانون الداخلي في هذه الحالقة يجقب علقى الدولقة التقي صقادقت علقى االتفاقيقة ان تلتقزم
بتطبيق مقتضياتها(20) .
هذا ما نصت عليه اتفاقية الرياض العربية للتعقاون القضقائي الصقادرة سقنة 1938فقي مادتهقا 25التقي
نصت في فقرتها الثانية على ما يلقي " :مقق مراعقاة نق المقادة 30مقن هقذه االتفاقيقة ،يعتقرف كقل مقن
االطراف المتعاقدة باالحكام الصادرة عن محاكم اي طرف متعاقد اخر في القضقايا المدنيقة ،بمقا فقي ذلقك
االحكام المتعلقه بالحقوق المدنيه الصادرة عن محقاكم جزائيقة ،وفقي القضقايا االداريقة ،وقضقايا االحقوال
الشخصية ،الحائزه لقوة االمقر المقضقي بقه ،وينفقذها فقي اقليمقه وفقق االجقراءات المتعلققه بتنفيقذ االحكقام
21الفصل 8:يمكن ان تكون محاكم احدى الدولتين التي يقق بها موطن الزوجين المشترك او اخر موطن مشترك لهما
مختصة بالنظر في النزاعات المتعلقة باالثار الشخصية للزواج وفق الفقرة (أ )من الفصل السادل عشر من اتفاقيه التعاون
القضائي وتنفيذ االحكام المﺆرخه في خام اكتوبر1957 .
ﻏير انه اذا كان الزوجان من جنسيه واحده الحدى الدولتين فيمكن لمحاكم هذه الدوله ان تكون مختصه ايضا اي كان موطن
الزوجين وقت تقييد الدعوى.
اذا قدمت دعوى امام محكمه احدى الدولتين وقدمت ثانية بين نف االطراف وفي نف الموضوع امام محكمه الدولة
االخرى فيجب على المحكمه المحال اليها الدعوى الثانيه ان ترجئ البث فيها.
22الفصل 11يمكن ان تكون محاكم احدى الدولتين التي يقق بها موطن الزوجين المشترك او اخر موطن مشترك لهما
مختصه وفق الفقره( أ )من الفصل السادل عشر من اتفاقيه التعاون القضائي وتنفيذ االحكام المﺆرخة في خام اكتوبر
1957بالنظر في الفرقه بين الزوجين.
ﻏير انه اذا كان الزوجان من جنسيه واحده الحدى الدولتين فيمكن لمحاكم هذه الدولة ان تكون مختصه ايضا اي كان
موطن الزوجين وقت تقييد الدعوى.
اذا قدمت دعوى امام محكمة احدى الدولتين وقدمت ثانية بين نف االطراف وفي نف الموضوع امام محكمة الدولة
االخرى فيجب على المحكمة المحالة اليها الدعوى الثانية ان ترجئ البث فيها.
23مصطفى هرندو ،مرجق سابق ذكره ،الصفحة34
24احمد عز الدين عبد هللا االثار الدولية لالحكام القضائية في مجال القانون الخا مق دراسة بع االتفاقات الدولية
الخاصة بتنفيذ االحكام االجنبية والمبرمة بين الدول العربية ،المجلة المغربية للقانون المقارن العدد ا لرابق 1984
الصفحة13
11
المنصو عليها في هذا الباب ،وذلك اذا كانت محاكم الطرف المتعاقد التي اصدرت الحكم مختصة طبقا
لقواعد االختصا القضائي الدولي المقررة لدى الطرف المتعاقد المطلقوب اليقه االعتقراف او التنفيقذ او
مختصة بمقتضى احكام هذا البقاب ،وكقان النظقام الققانوني للطقرف المتعاققد المطلقوب اليقه االعتقراف او
التنفيذ ال يحتفظ لمحاكمه او لمحاكم طرف اخر دون ﻏيرها باالختصا باصدار الحكم".
وفي نف االطار تن المادة 15من االتفاقيقه المغربيقه المصقرية للتعقاون القضقائي فقي مجقال االحقوال
الشخصية ،وحالة االشخا لسقنة 1998علقى مقايلي :تلتقزم القدولتان المتعاققدتان فقي اطقار المعاملقة
بالمثل ،وداخل حدود كل منهما وتحت رقابة السلطة القضقائية فقي كقل منهمقا باتخقاذ االجقراءات الالزمقه
لضمان حضانه الطفل( الصغير )وحق زيارته المستمدة من مصلحته ،كما تلتزمان بتنفيذ ما يصقدر مقن
احكام حائزة لققوة االمقر المقضقي بقه فقي هقذا الشقان ،فقي الدولقة المتعاققدة االخقرى وفققا للقواعقد القواردة
باتفاقية التعاون القضائي في المواد المدنيه المبرمة بين الدولتين المتعاقدتين.
كذلك نجد االتفاقية المغربية الفرنسية لسنه 1981المتعلقة باالحوال الشخصية والتعاون القضقائي تقذهب
انطالقا من الفصلين ) 8(2117و) ،11(22على انه اذا كان الحكم الصقادر فقي فرنسقا والمقراد تذييلقه فقي
المغرب او العك ،البد وان يكون صادرا عن محكمه موطن الزوجين المشترك ،او اخر موطن مشترك
لهما في حالة اختالف الزوجين .اما في حالة اتحاد جنسيتهما فايا كان موطن الزوجين وقت تقيد الدعوى،
فاالختصا ينعقد ايضا لمحاكم الدولة التي يحمالن جنسيتها(23) .
ولعل محدودية التشريق الداخلي في معالجه مسألة اثار االحكام االجنبية في نطاق العالقات الدولية الخاصة
،جعل االكتفاء بقواعده في معالجه هذه االثار ال يوفي بحاجة هذه العالقات ،التي توجب تسيير االعتراف
باثار الحكم االجنبي بأقصر طريق وفي اوسقق نطقاق خصوصقا ان المشقرع المغربقي لقم يفقرد نصقو
خاصة لالختصا القضائي الدولي لمحاكمه الوطنية مما دفعه الى تنظيم االثار الدولية لالحكام االجنبية
باتفاقيات دولية سواء الثنائية منها او متعددة االطراف( 24).
12
المبحث الثاني :ﺇشكاالت تنفيذ األحكام األجنبية في المجال
األسري
إن تنفيذ األحكام ال يقتصر على تلك الصادرة عن الجهات القضائية الوطنية ،بل يمتد إلى تنفيذ األحكام
الصادرة عن جهات قضقائية أجنبيقة ،والمشقرع المغربقي ققد نظقم ضقمن ق.م.م و م.أ مسقألة تنفيقذ األحكقام
القضائية األجنبية ،وألن هذه األخيرة ال تصدر باسم الشعب المغربي ،وبالنظر لضرورة الحفاظ علقى كقل
من السادة الوطنية والعالققات ا لدوليقة وتحقيقق العدالقة ،فقإن تنفيقذها مشقمول بقإجراءات خاصقة كمقا سقبق
االشققارة اليققه ،ﻏيققر أن تنفيققذها تعترضققه بع ق اإلشققكاالت فققي التنفيققذ التققي قققد تواجققه أطققراف الحكققم أو
المحضر القضائي المكلف بالتنفيذ.18
و عليققه سققنتناول فققي هققذا المبحققث كققل مققن االشققكاالت الماسققة باسققناد الحضققانة فققي الققزواج المخققتلط
(المطلب األول) ,بينما نتطرق الشكاالت تذييل األحكام االجنبية بالنسبة لألقليات في (المطلب الثاني).
ا لمطلب األ ول :ﺇسناد الحﻀانة في الزواج المختلط واﻹشكاالت المرتبطة بها
يعتبر موضوع حضانة األطفال الناتجين عن عالقة زواج مختلط من أهقم المواضقيق القانونيقة وأدقهقا لمقا
تثيره من إشكاالت معقدة ،ألن المسألة لم تعد متصلة برابطة زوجية خاضعة لمقتضيات التشريق المغربي
بقل إن األمققر أضققحى متعلقققا بتنققازع منظققومتين قققانونيتين متبقاينتين ،واألدهققى مققن ذلققك يطققرح فققي حالققة
اختالف ديانة الزوجين المنفصلين ،فإذا كان إسن اد الحضانة مبني على اعتبار تربية المحضون على الدين
لهذا االعتبار ولو أدنى مكانة في منه ،فإنه لي اإلسالمي في التشريعات العربية اإلسالمية مبدأ ال منا
التشريعات العلمانية.19
يحمقل الجنسقية المغربيقة وعليه يعد الزواج المختلط هو كل زواج يبرم بالمغرب أو بالخارج بقين شقخ
آخر يحمل جنسقية يحمقل جنسقية دولقة أجنبيقة ،ومقن ذلقك آخر يحمل الجنسية المغربية وشخ وشخ
زواج مغربي مسلم بفرنسية مسيحية أو زواج مغربية مسقلمة مقن سقعودي مسقلم ،ومقن هقذه الناحيقة ،فقإن
زواج مغربي مسلم بمغربية يهودية أو مغربية نصرانية ال يعتبر زواجا مختلطا التحاد جنسقية القزوجين،
كما ال يعتبر زواجا مختلطا ،بالنسبة للقانون المغربي ،الزواج المبرم بين مغقربيين فقي دولقة أجنبيقة ،وإن
.20 كانت المسألة ترتبط بالقانون الدولي الخا
- 18سمية بولحية ,اشكاالت تنفيذاالحكام القضائية االجنبية وفقا ألحكام قانون االجراءات المدنية و االدارية ,مقال منشور بمجلة الدراسات
القانونية و القضائية,العدد ,01بتاريخ يونيو ,2018ص.91:
- 19لطبقة المازغي ,اسناد الحضانة في الزواج المختلط و االشكاالت المرتبطة بها,مقال منشور على الصفحة االلكترونية
, https://www.droitetentreprise.com/بتاريخ 09ماي ,2022ثم االطالع عليه في 01ماي ,2024على الساعة 17.34
- 20محمد الكشبور ،الواضح في شرح مدونة األسرة “الجزء األول” ،الطبعة الثالثة ،مطبعة النجاح الجديدة ،الدار البيضاء،2015 ،
128 :
13
سنحاول تسليط الضوء على ضوابط اإلسناد المعتمدة في مجال الزواج المختلط(الفقرة األولى) ،فضال عن
التطرق ل ظاهرة النقل ﻏير المشروع لألطفال(الفقرة الثانية).
لعل من أبقرز اآلثقار التقي تنشقأ عقن انفصقام العالققة الزوجيقة التقي تجمقق بقين زوجقين يحمقالن جنسقيتان
مختلفتان ما تعلق بمسألة الحضانة ،فهذه األخيرة تعد من أهقم مسقائل األحقوال الشخصقية وأكثرهقا مساسقا
بالحقوق والواجبات األسرية ،ولقذلك فهقي مثقار العديقد مقن المنازعقات علقى المسقتويين القدولي والقوطني
وخصوصققا أمققام ارتفققاع عققدد الزيجققات المختلطققة واعتمققاد الققدول المسققتقبلة للمهققاجرين لسياسققة اإلدمققاج
واالستيعاب.21
لمققا كانققت أﻏلققب القققوانين المتعلقققة بققاألحوال الشخصققية ذات مرجعيققة إسققالمية أساسققا ،فققإن العديققد مققن
امتياز الدين بخصوصها عندما يحصل التنازع القانوني بشقأنها، مقتضياتها في الغالب ظلت وفية لتكري
،وتبقى فقط الققوانين إذ ال يحترم في صددها التحليل التنازعي المعروف في مجال القانون الدولي الخا
المحلية الخاصة باألحوال الشخصية هي المطبقة.22
هي المعيار المعتمد لمعرفة الققانون واجقب التطبيقق علقى أحوالقه الشخصقية، وعليه فلقد ديانة كل شخ
وهذا ما كرسه الفقه اإلسالمي ،والذي أخضقق كقل روابقط األحقوال الشخصقية ،والقذي أخضقق كقل روابقط
األحوال الشخصية بين المسلمين وﻏيرهم إلى قواعد الجانب المسلم وحدها ،واستبعد بقذلك بالتقالي تطبيقق
القواعد ﻏير إسالمية وهذا ينبني على أسال شمولية الشريعة اإلسالمية التي تعتبر هذا النوع من الخالفات
ال تأثير له على األمة والوحدة والدين ،وهو ما يعرف ب”ضابط الدين”.23
ويعتبر ضابط الدين بذلك وسيلة من الوسائل الت ي اسقتخدمتها القدول العربيقة واإلسقالمية السقتبعاد تطبيقق
-هقذا التوجقه األعلى –محكمة النق قانون ﻏير إسالمي على عالقة تضم طرفا مسلما ،وقد زكى المجل
بمقتضى قرار له قضى فيه بأن “ :إن اعتناق اإلسالم من طرف الجانب يترتب عليه حتما تطبيقق القواعقد
الشرعية على أحوالهم الشخ صية وميراثهم ،حتى ولو كان قانونهم القوطني طبققا لجنسقيتهم قانونقا علمانيقا
كالقانون الفرنسي”.24
- 21إبراهيم بوريش ،محددات النظام العام في العالقات األسرية بين الثبات والتطور رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة ،شعبة
القانون الخا ،وحدة التكوين والبحث في تشريعات األسرة والهجرة ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية ،جامعة محمد
األول وجدة ،الموسم الجامعي.79: ،2009/2008:
- 22جليلة دريسي ،الحضانة في الزواج المختلط بين التشريق وعوائق التطبيق ،أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون الخا ،مركز
دراسات الدكتوراه في القانون واالقتصاد والتدبير ،مختبر البحث في قانون األسرة والهجرة ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية،
.90 : جامعة محمد األول وجدة ،الموسم الجامعي،2012/2011:
- 23بدر حافيضي ،الوضعية القانونية األسرية للجالية المغربية بأروبا ومستجدات مدونة األسرة ،رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا
المعمقة ،وحدة الشريعة والقانون ،تخص الوضعية الشرعية والقانونية للمغاربة المقيمين بالخارج ،كلية الشريعة ،جامعة القرويين،
.55 : فال /ساي ،الموسم الجامعي،2005/2004:
55: األعلى بتاريخ 5يوليوز ،1975أورده بدر حافيضي ،مرجق سابق، - 24قرار صادر عن المجل
14
ومن ثم فإن امتياز الديانة الذي تتخذه الدول ذات المرجعيقة اإلسقالمية –وذلقك مقن أجقل حرمقان األم ﻏيقر
المسلمة من حضانة أبنائها-كان الهدف منه هو الحفاظ على عقيدة المحضون ،فشرط الرعاية الدينية يعتبر
من األولويات ،لكن التساؤل الذي يبقى مطروحا هو ما المقصود برعايقة الطفقل دينيقا والتقي أكدتقه مدونقة
ما سبق ان أقرته مدونة الحوال الشخصية ومن ثقم ضقرورة تربيقة المحضقون علقى األسرة ،هل هي نف
دين أبيه؟ أم أن التوجيه الديني يبقى مطلقا سواء على دين األب أو على دين األم25؟
يبققدو أن المشققرع فققي مدونققة األسققرة وإن تققرك مسققألة الرعايققة الدينيققة هكققذا مطلقققة ،إال ان المقصققود هققو
ضقرورة تنشققئة المحضققون علققى ديققن أبيققه المغربققي المسقلم ،علققى اعتبققار أن ذلققك ﻏيققر ذلققك يعققد مخالفققة
صريحة للنظام العام المغربي ،26وهذا ما يفسر تحفظ المغرب ولحد اآلن على المادة 14من اتفاقية حقوق
27
الطفل
إال أن نقطة التحول التي شكلت ثورة على إعمال العقيدة كضابط إسناد في الروابط الدولية الخاصة دشنها
االستعمار بمجيئه ألﻏلب األقطار اإلسالمية ،وفرضته تبعا لذلك ققوانين وأنظمقة وضقعية ،اعتبقرت إيقذانا
،وققد كقان لالتفاقيقات والعمقل بإبعقاد ضقابط العقيقدة عقن النزاعقات المختلطقة ذات الطقابق القدولي الخقا
القضقائي دورا كبيققرا فقي قلققب المفققاهيم التقي كانققت تعتققد أن رعايققا البلققدان اإلسقالمية ،يصققبحون بمجققرد
إسالمهم رعايا سلطان البلد اإلسالمي ،وبالتالي كان لالتفاقيات الدولية والعمل القضقائي القدور األبقرز فقي
محاولة بلورة إدخال الجنسية في البلدان اإلسالمية واعتمادها كضابط جديد.28
الفقرة الثانية :النقل غير المشروﻉ لألطفال
إذا كانت ظاهرة النقل ﻏير المشروع لألطفال هي نتيجقة تكقاد تكقون حتميقة لقروح العقداء والضقغينة التقي
تثيرهققا المنازعققات المتعلقققة بالحضققانة والزيققارة فققي إطققار الققروابط الدوليققة الخاصققة ،فققإن التصققدي لهققذه
الظاهرة اقتضى بداية من واضعي االتفاقيات الدولية المتعلقة بها تبني أسال قانوني لتققدير الحقاالت التقي
يكون فيها النقل ﻏير مشروع وتمييزها عن ﻏيرها من الحاالت المشابهة.29
ومن ثم فإنه تكاد تجمق جميق االتفاقي ات الدولية على تعريف واحد لظاهرة النقل ﻏيقر المشقروع لألطفقال،
فمن االتفاقيات الجماعية نجد االتفاقية األوروبية للكسقمبور التقي تتعلقق بقاالعتراف بقالقرارات فقي مقادة
حضانة األطفال وتنفيذها ، 30وكذلك اتفاقية الهاي المتعلقة بالجوانب المدنية لالختطاف الدولي لألطفقال،31
98: - 25جليلة دريسي ،الحضانة في الزواج المختلط بين التشريق وعوائق التطبيق ،مرجق سابق،
- 26يقصد بالنظام العام هو مجمو ع القواعد والقيم التي تشكل األس الجوهرية للمجتمق ،هذه القواعد لئن كانت ﻏير محددة إال أنها
راسخة في الضمير الجماعي متفق على ضرورة النزول عند احكامها باعتبارها الضامن لكيان المجتمق وخصوصيتهن لهذا تحر
كل التشريعات الداخلية على ضرورة مراعاة النظام العام وعدم شرعية تجاوز المبادئ والقواعد التي يتشكل منها ،أوردته :جليلة
.126: دريسي ،القانون الدولي الخا ،الطبعة األولى ،مكتبة القدل ،اكادير،2015،
- 27تن هذه المادة على الحرية الدينية ونصها كالتالي-1”:تحترم الدول األطراف حق الطفل في حرية الفكر والوجدان والدين.
- 28ت حترم الدول األطراف حقوق وواجبات الوالدين وكذلك تبعا للحالة ،األوصياء القانونيين عليه ،في توجيه الطفل في ممارسة حقه بطريقة تنسجم
مق قدرات الطفل المتطورة.
- 29صالح الدين الطاول ،زيارة المحضون “دراسة مقارنة” ،رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة في القانون الخا ،شعبة القانون الخا
وحدة التكوين والبحث لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة في تشريعات األسرة والهجرة ،الموسم الجامعي.70: ،2008/2007:
30
-La Convention de Luxembourg
15
هذ ه األخيرة جاءت بمجموعة من اآلليات للتعاون وضمان الحفاظ على الروابط الشخصية للطفقل بأبويقه،
فهقدفها هققو حمايققة الطفققال ضققد اآلثققار السققلبية للنقققل ﻏيققر المشققروع ،وهققو مققا نستشققفه مققن ديباجتققه ومققن
على ما يلي “ :يعتبر نقل الطفل أو احتجازه عمال ﻏير مشروعا فقي مضمون المادة الثالثة منها التي تن
األحوال التالية:
أو مﺆسسققة أو هيئققة سققواء بصققورة أ -عنققدما يكققون فققي ذلققك انتهاكققا لحقققوق الحضققانة الممنوحققة لشققخ
عليها قانون الدولقة التقي كقان الطفقل يققيم بهقا بصقفة اعتياديقة قبقل نقلقه أو مشتركة أو فردية ،والتي ين
احتجازه مباشرة.
ب-إذا كانت هذه الحقوق تمارل وقت النقل أو االحتجاز بصورة مشترة أو فرديقة ،أو إن كانقت ققد جقرت
ممارستها ،وإنما قبل النقل أو االحتجاز.
وقد تمنح حقوق الحضانة المذكورة أعاله في الفقرة (أ) بصفة خاصقة بمقتضقى ققانون أو بنقاء علقى ققرار
قضائي أو إداري ،أو تسوية قانونية بموجب قانون الدولة المعنية”.
فمن خالل مقتضيات هذه المادة يتبين أن األسال القانوني الذي تبنته اتفاقيقة الهقاي لتحديقد الحقاالت التقي
يكون فيها نقل الطفل ﻏير مشروع ،يتمثل باألسال في خرق حقق الحضقانة الثابقت بمقتضقى سقند ققانوني
صحيح لألب أو األم أو ﻏيرهما ،وفقا لقانون الدولقة التقي كقان يققيم فيهقا الطفقل بصقفة اعتياديقة قبقل نقلقه،
وبالتالي فإنه ال يكفي العتبار النقل ﻏير مشروع وجود عالقة واقعية بين الطفل وأحد أبويه تم خرقها بفعل
هذا التصرف المادي.
Les Etats membres du Conseil de l’Europe ont signé la Convention du Luxembourg le 20 mai 1980.Cette
Convention constitue un code de la protection de la personne de l’enfant. Elle a pour objectif la reconnaissance
et l’exécution des décisions de justice en matière de garde des enfants ainsi que le rétablissement de la garde,
tendant à apporter une solution aux problèmes de déplacements et rétention illicites d’enfants.La Convention du
Luxembourg résulte d’un constat que la Convention de La Haye du 6 octobre 1961 concernant la compétence
des autorités et la loi applicable en matière de protection des mineurs ne comportait pas de dispositions
garantissant l’exécution des décisions étrangères en cette matière et n’assurait pas le rétablissement de la garde
en cas de déplacement d’un enfant vers un autre pays. Un certain nombre de pays n’avaient en outre pas adhéré à
l’époque à cette Convention de La Haye de 1961.Il s’agissait donc de combler un vide juridique dans le
- 31اتفاقية الهاي المتعلقة بالجوانب المدنية لالختطاف الدولي لألطفال ،تم إقرارها بتاريخ 25أكتوبر ،1980ودخلت حيز التنفيذ في فاتح دجنبر
.1983
16
هذه االتفاقية بشكل واضح مبدأ جوهريا وهو تقديم مصلحة الطفل على ما عقداها كما يتضح أيضا تكري
من المصالح ،وهو ما ت فترض االتفاقية انه يتحقق عند إبقائه في البيئة التي اعتادها ،وإبعاده عن النزاعات
القانونية بين والديه.
وبالعودة للمادة التاسعة من اتفاقية حقوق الطفل نجقدها ققد ققررت مبقدأ عامقا مفقاده عقدم فصقل الطفقل عقن
والديه على كره منه إال حينما تقرر سلطة مختصة ضرورة هذا الفعل لصون مصالح المحضون.
ولهذا فإن مختلف االتفاقيات الدولية المتعلقة بهذه الظاهرة تتفقق علقى ضقرورة تقوفر الحاضقن علقى ققرار
يتعلق بالحضانة والذي يشكل خرقاه نقال ﻏير مشروع ،وهنا يجب األخذ بالمفهوم الواسق لهذا القرار سواء
أكان قضائيا أو إداريا صادرا عن قضاء محل اإلقامة االعتياديقة للطفقل أو أي دولقة أخقرى ،لكقن فقي هقذه
الحالة األخيرة نجد كال من اتفاقية لوكسمبور واالتفاقية المغربية اإلسبانية نصتا على ضرورة أن يكقون
هذا القرار قابال للتنفيذ في الدولة الطالبة ،على خقالف اتفاقيقة الهقاي لسقنة 1980التقي لقم تشقترط قابليتقه
للتنفيذ ،كما ي تعين أيضا أن يكون القرار المتعلق بحق الحضانة صادرا قبل نقل الطفل ،إذ ال يمكن للشخ
االحتجاج بحكم صادر بعد نقله الدعاء خرق حقه في الحضانة.
ﻏير أن األسال القانوني للنقل ﻏير المشروع لألطفال والمعتمد من طرف االتفاقيات الدولية كانت له نتائج
أزمة الطفل في الروابط الدولية الخاصة ،إذ أنه سقواء تقم قبقول عكسية حيث ساهم بشكل كبير في تكري
ذلك ،فإن النتيجة إعالن عدم مشروعية النقل وبالتالي إرجاع الطفل إلى محل إقامته االعتيادية أو تم رف
تكون واحدة وهقي فققدان الطفقل نهائيقا لعالقاتقه مقق أحقد أبويقه وفقي أحسقن األحقوال عرقلقة ممارسقة حقق
الزيارة بالنسبة ألحدهما.
وبهذا فقد أصبح حق الزيارة على رأل األسباب المباشرة التي أدت إلى هذه الظاهرة ،الشيء الذي يستغل
في الكثير من األحيان من جانب أصحاب حق الحضانة كمسو من أجل عرقلقة ممارسقة هقذا الحقق عبقر
الحدود أو إلغائه بصفة نهائية ،إذ أن أي طلب لمنحه أصقبح يواجقه بمعارضقة شقديدة مقن جانقب الحاضقن
بعلة التخوف من عدم إرجاع الطفل ،وهذا ما دفق القضاء إلى التردد كثيرا قبل منح حق الزيارة ،وفي هذا
السماح لألب المغربي باصطحاب ابنه المقيم الفرنسية في قرار لها إلى رف الصدد ذهبت محكمة النق
بفرنسا إلى المغرب من أجل مما رسة حق الزيارة ،علقى أسقال وجقود تخقوف مقن عقدم إرجاعقه إلقى أمقه
صاحبة حق الحضانة والمقيمة في فرنسا.
17
والمشرع المغربي لم يخرج بدوره من هذا اإلجماع بحيث إشترط على المحكمة للحكم بتذييل الحكم
القضائي األجنبي بالصيغة التنفيذية على أن ( )32تتحقق أيضا من عدم مسال أي محتوى من محتوياته
بالنظام العام المغربي ،مما يتبين على أن األمر يتعلق بشرط إلعمال موجب حكم ﻏالبا ما يكون حقا أو
مركزا قانونيا تم اكتسابه بالخارج
ولتأصيل النظام العام نجد صعوبة لكثرة الجدل والنقا الذي طرحه هذاالمفهوم ولعل التعريف الجامق
المشترك بين مختلف تعاريف الفقهاء بما فيهم فقهاء القانون المدني والقانون الدولي الخا الذى جاء فيه
أن النظام العام هو مجموع المصالح التي يقوم عليها كيان المجتمق سواء كانت دينية أو خلقية أو اجتماعية
أو سياسية أو اقتصادية بحيث إذا مست ثار الشعور االجتماعيباالستهجان العام.
وبالتالي فمسألة رف تذييل أحكام الطالق األجنبية بالصيغة التنفيذية يثيرخطورة اجتماعية جسيمة فالحكم
القض ائي الصادر بالطالق من زواج مختلط في دولة أجنبية إذا لم يكن مذيال من قبل القاضي المغربي
المخت أي في حالة الرف فإن الزوج المغربي أو األجنبي المسلم ال يستطيق معاودة الزواج بالمغرب
ألنه بعد وفق القانون المغربي مازال متزوجا وبالتالي فالمنفذ الوحيد أمامه هو سلوكه مسطرة طلب اإلذن
بالتعدد ،كما أن المرأة قد تفاجأ بدعوى مطلقها بالرجوع إلى بيت الزوجية بمجرد عودتها إلى المغرب،
وباإلضافة إلى أنها بدورها ال تتمكن من معاودة الزواج ال في المغرب وال أمام القنصلية المغربية ببلد
إقامتهاوإال ستتابق بالخيانة الزوجية وهكذا تبقى متزوجة في نظر قانون بلدها األصلي ومطلقة في نظر
قانون الدولة التي اكتسبت جنسيتها والدولة التي أصدرت حكمابالطالق .
،أن األحكام الصادرة عن ابتدائية الفقيه بن صالح والمحكومة برف التذييل تكون معللة بحيثيات في
ﻏالبيتها مخالفة الحكم المراد تذييله بالصيغة ال تنفيذيةللنظام العام المغربي مما يتعين معه رف الطلب .
أما بخصو األحكام التي تتم فيها قبول التذييل وخير مثال على ذلك حكمعدد /1326/09الصادر عن
إبتدائية الفقيه بن صالح بتاريخ 2009 29/09الذي جاء في إحدى حيثياته ( " )33وحيث إن المحكمة بعد
إطالعها على الحكم ال مطلوب تذييله تبين لها أن الطالق تم بين الطرفين باالتفاق بينهما وهو ما ال .يخالف
أي مقتضى من مقتضيات النظام العام المغربي وحيث يتعين تبعا لما ذكر أعاله الحكم بتذييل الحكم
المذكور بالصيغة التنفيذية".
وتبعا للحكم الصادر أعاله فقد سارت ابتدائية بني مالل على نف المنوال من ناحية التعليل في حكم رقم
903الصادر بتاريخ 12/11/2007حيث جاء في تعليلها ( " )34وحيث إن المحكمة وبعد اطالعها على
وثائق الملف تبين لها بأن الطرفين كانا زوجين بموجب عقد الزواج المشار إلى مراجعه أعاله وأنجبا
البنتين إيمان ولبني إال أنهما طلقا بمو جب الحكم الصادر عن المحكمة العليا ال يفري بعد موافقة الطرفين
على الطالق وبعد فشل الصلح وهو الحكم الذي لم يتم الطعن فيهحسب الثابت من الشهادة بعدم الطعن
لموافقة الطرفين عليه وهو الحكم الذي لم يتضمن ال ما يخالف مدونة األسرة المغربية وال ما يخالف
النظام العام المغربي والذي تبث أنه صدر عن محكمة مختصة ولتنفيذه بالمغرب تعين تتبعا لما ذكر أعاله
يتبين أن هناك شبه انسجام وتوحيد األحكام المتعلقة بتذييالألحكام األجنبية بالصيغة التنفيذية لدى الدائرة
32الفصل 430/2من قانون المسطرة المدنية الذي ينص " يجب على المحكمة التي يقدم
إليها الطلب أن تتأكد من صحة الحكمواختصاص الم حكمة األجنبية التي أصدرته ،وأن
تتحقق أيضا من عدم مساس أي محتوى من محتوياته بالنظام العام المغربي .
33حكم عدد 091326الصادر بتاريخ 29/09/2009في الملف عدد 420/2008عن إبتدائية الفقيه بن صالح (ﻏير منشور
34حكم عدد 903الصادر بتاريخ 12/11/2007في الملف عدد 773/107الصادر عن إبتدائية بني مالل (ﻏير منشور).
18
االستئنافية ببني مالل .مما يمكن معه القول أن المحاكم االبتدائية بالدا ئرة االستئنافية ببني مالل تسير في
نهج وأسال واحد وهو حماية النظام العام المغربي ،ففي حالة تعارض الحكم األجنبي مق النظام العام
المغربي فمأل الملف هو الرف للعلة السابقة أما إذا كان الحكم األجنبي قد تم مراعاة بخصوصه
مقتضيات المادة 35 128من مدونة األسرة والفصلين 43036و 431من قانون المسطرة المدنية وأن يكون
هذا الحكم ﻏير مخالف للنظام العام المغربي فمنطوق الحكم ال يمكن أن يخرج من إطار الحكم بتذييل
الحكم األجنبي بالصيغة التنفيذية أمام محكمة مكان التنفيذ ""
وعلى نقي محكمة بني مالل سارت المحكمة االبتدائية بصفرو حين رفضت تذليل عقد زواج ابرم
بإسرائيل في سابقة قضائية هي األولى من نوعها ،قضت المحكمة االبتدائية بصفرو برف تذييل عقد
زواج لكونه أبرم في دولة الكيان الصهيوني ،وذلك خالل النظر في طلب تذييل أحكام الزواج الصادر
بالخارج كي يكون معترفا به قانونا علل ذلك بمخالف ة النظام العام المغربي ،موضحا أن المشرع المغربي
لم يعترف إلى اآلن بشكل رسمي بسلطات إدارية لدولة تسمى إسرائيل 37،فيما أن العقد أبرم أمام تلك
السلطات اإلدارية وبما ان المغرب في تلك الفترة لم يكن يعترف بأي دولة تسمى اسرائيل فإن المحكمة
رفضت تذليل الحكم على ال رﻏم على ان العمل بها دأب على تذليل جل االحكام القضائية سوآءا المتعلقة
بالطالق او تذليل عقود الزواج
اذ تن الفقرة االخيرة من المادة 2من المدونة على أن اليهود المغاربة تسري عليهم قواعد االحوال
الشخصية العبرية المغربية ..يحر القضاء المغربي على احترام هذه المرجعية ومن بينالقرارات
الصادرة في هذا الصدد القرار الصادر بتاريخ 2006/7/5ملف عدد 2003/1/2/716والذي جاء فيه ما
يلي -تقضي أحكام االحوال الشخصية العبرية المغربية يكون البنت التي تزوجت في حياة والدها ال ترث
وتستحق الزوجة قيمة صداقها ،أنه لما كان الهالك من جنسية مغربية وتم إبرام عقد الزواج بالمغرب امام
موثقين عبريين فإن مقتضيات األحوال الشخصية العبرية المغربية هي :الواجبة التطبيق في :النازلة،
والتي تقضي قواعدها أن البنت التي تزوجت في حياة والدها ال ترث وتأخذ الزوجة قيمة صداقها من
التركة ،ويبقى االبن الوارث الوحيد للتركة ،والمحكمة لما استبعدت البنود االجنبية لعقد الزواج تكون قد
طبقت القانون الصحيح ويكون الفرع من الوسيلة بدون اسال ،وكذا القرار عدد 445الصادر بتاريخ 31
ماي 2016ملف شرعى عدد 81حيث جاء فيه على أنه تن المادة 2من مدونة االسرة ان احكام هذه
المد ونة تطبق على جميق المغاربة ولو كانوا حاملين الجنسية أخرى ،أو أن احدهم مغربي اما المغاربة
اليهود فتري عليهم األحوال الشخصية العبرية المغربية ،ولما ثبت للمحكمة أن الطرفين قد تزوجا حسب
األحوال الشخصية العبرية المغربية وعقد زواجهما لدى عدلين عبريين بالمغرب ،واعتبرت أن القانون
35تن الفقرة األولى من المادة 128من مدونة األسرة بالحرف الواحد على أن " :المقررات القضائية الصادرة بالتطليق أو
بالخلق أو الفسخ طبقا ألحكام هذا الكتاب ،تكون ﻏير قابلة ألي طعن في جزئها القاضي بإنهاء العالقة الزوجية".
36أحدث القانون 61.19القاضي بتميم الفصل 430من قانون المسطرة المدنية تغييرا في مسطرة تذييل االحكام القضائية
األجنبية في قضايا االسرة وتحديدا تلك المتعلقة بإنهاء العالقة الزوجية ،ومن جملة التعديالت التي حملها القانون ما تعلق
بجهة البت في هذه الطلبات وتحديد اجال ذلك ،ثم تخصيصها بإجراءات من قبيل البت فيها في ﻏيبة األطراف إضافة الى
التنصي على جانب من االثار المترتبة عن سلوك المسطرة ،انسجاما على ما تضمنته مدونة االسرة كما هو الشأن
بالنسبة لنهائية الحكم القاضي بالتذييل في الشق المتعلق بإنهاء العالقة الزوجية ،ودعم موقق النيابة العامة في هذه القضايا
لما لها من خصوصية وتعلقها بالنظام العام وامتداداتها المتفرعة .
تحت غنوان المحكمة االبتدائية المجتمع 37مقال منشور على الجريدة االلكترونية
بصفرو ترفض تذليل عقد زواج ابرم باسرائيل عبد هللا اموش نشر بتاريخ 18مارس 2018
: رابط المقال تم االطالع عليه بتاريخ 2024/ 04//28 على الساعة16:40 .
https://al3omk.com/279374.html
19
العبري المغربي هو الواجب التطبيق على العالقة بين الطرفين التي تتعلق بزواج ديني كما ن على ذلك
القرار ،واستبعدت تبعا لذلك تطبيق ما عداه من قانون آخر أو اتفاقية ،فإنها طبقت وعللت قرارها تعليال
كافيا
ونف االمر سارت عليه محكمة النق الفرنسية اذ أن هناك قرارا صادر عن محكمة النق الفرنسية
الغرفة المدنية األولى بتاريخ 1955/67كرل هذا المبدأ ،اذ جاء فيه ما يلي -يتعين أال يتم البحث عن
االرادة المفترضة للزوجين قصد تحديد نظامهما العالي ،إال إذا لم يكن هناك اختيار صريح من قبل
الزوجين ،وأن محكمة االستئناف عند قضائها بسريان القانون الفرنسي المﺆرخ 1965/7/13على
المصالح المادية لزوجين مغربين تزوجا في المغرب سنة ،1967ثم استقرا في فرنسا خالل السنة
المذكورة واكتسبا الجنسية الفرنسية سنة ،1970على الرﻏم من أن رسم الكيتوبة المثبت اإلشهار الزواج
يقضي بأن الزواج أبرم في ظل النظام المتفق عليه بين الزوجين معا ،فإن المحكمة بصنيعها هذا قد
شوهت االتفاق المشار اليه وخرقت المبدأ المذكور
زواج المواطنين المغاربة اليهود فوق التراب الوطني ال تثير أي مشاكل معتبرة ،مادام أن الزواج المذكور
ببرم وفق القواعد الشكلية والموضوعية المنصو عليها في احكام االحوال الشخصية العبرية ،وأمام
موثقين عبريين معتمدين من طرف الدولة ،وهو ما يعرف بعقد "الكيتوبة " 38ﻏير ان عقود الزواج
المبرمة بالخارج وفق االجراءات االدارية لبلد االق امة أو بلد الجنسية األخرى ،يثير العديد من الصعوبات
على مستوى االعتراف به داخل المغرب لكي ينتج أثره المتعلق في اثبات العالقة الزوجية ومن ثم ثبوت
الجنسية المغربية لألوالد وتسجيلهم بسجالت الحالة المدنية ،سواء بالقنصليات العامة للمملكة المغربية
بالخارج أو بمكا تب الحالة المدنية فوق التراب المغربي ،وتتمثل أساسا في الحاالت التالية:
الوالدات الناتجة عن العالقات الحرة 39أو المﺆسسة على صيغ أخرى للعالقة بين الزوجين ﻏير
40
عقد ) concubinagepacte civil de solidaritéالزواج عقد التضامن المدني
ابرام عقود الزواج وفقا للشكل المدني أمام ضباط الحالة المدنية بالخارج.
ابرام الزواج من طرف من ديانة ﻏير الديانة اليهودية.
يقتضي ضرورة ايجاد حلول مالئمة لكيفية ابداع عقود زواج اليهود المغاربة المقيمين بالخارج .اذ يطرح
التساؤل حول كيفية التعامل مق عقود الزواج المدني للمغاربة اليهود الذين ير ﻏبون في ابداع ود زواجهم
من أجل تضمين بيانات زواجهم بسجالت الحالة المدينة الخاصة بهم في المغرب أوفىالقنصليات العامة ،
خاصة وأن المادة 3من قانون الحالة المدنية المﺆرخ في 2002/10/3تن على أن قانون الحالة المدنية
يسري لزوما على جميق المغاربة ،ومن المعلوم أن االيداع في هذه الحالة بالنسبة لليهود المغاربة يجد
20
سندة في المادة 6من االتفاقية المغربية الفرنسية لسنة 1981المتعلقة بحالة االشخا واالسرة والتعاون
القضائي التي تن على أنه " ينعقد الزواج بين مغربي وفرنسية فوق التراب الفرنسي أمام ضابط الحالة
المدنية المخت طبقا للقانون الفرنسي ،ويسجل إلضفاء الشرعية عليه تجاه القانون المغربي ،من طرف
الموظفين القنصليين المغاربة المختصين بعد التثبت من اقامته ولي على مقتضيات المادة 1541من
مدونة االسرة التي ال تطبق على المغاربة اليهود بصريح المادة 2من نف المدونة 42،ومن ثم فالسﺆال
المطروح يتعلق بكيفية التعامل مق عقود الزواج المدنى المذكور ،هل تقبل هذه العقود على حالتها وتسلم
للمعني باألمر شهادة ابداع وتباشر االجراءات الالحقة ؟ أم أن القانون العبري المغربي يستلزم شروطا
وضوابط أخرى إلضفاء الحجبة على تلك العقود ،والجواب على هذا السﺆال يتوقف لزوما على معرفة
مضمون القانون العبري وهو لي في متناول حتى المهنيين
دوﺭ االقراﺭ بالبنوة في اثبات النسب وفﻖ قواعد االحوال الشخﺼية العبرية.
يعتبر االقرار بالبنوة من وسائل اثبات النسب حسب قواعد االحوال الشخصية العبرية المغربية ،ويمكن
إنج ازه أمام الموثقين العبريين المغاربة ،ويترتب عنه ما يترتب عن الزواج من اثار ،بما فيها
التسجيلبسجالت الحالة المدنية المغربية واكتساب الجنسية المغربية
االوضاع الخاصة من قبيل: المشاكل المرتبطة باإلقرار بالنسب إنما ترتبط ببع
.جواز االقرار ببنوة ولد من ام ﻏير يهودية أو من عالقة ﻏير شرعية ؟ ،وهذا من الحاالت
كثيرة
الوقوع خاصة بين المواطنين المغاربة اليهود المقيمين بأوروبا.
هل االقرار بالبنوة أمام ضابط الحالة المدنية االجنبي ،يعتبر كافيا لثبوت النسب ؟ خاصة في حالة
وفاة األب أو ﻏيبته أو امتناعه عن االقرار به أمام الموثقين العبريين المغاربة؟
هل يعتبر التسجيل بسجالت الحالة المدنية األجنبية حجة على ثبوت النسب ،خاصة إذا تم بمبادرة
من االب؟
يمكن القول بأن االقرار بالبنوة أمام ضابط الحالة المدنية ينتج جميق اآلثار القانونية فيما يخ إثباتالنسب
واعتماده في التسجيل في سجالت الحالة المدنية بخصو نقل الوالدة ،دون تكليف المعني باألمر بإنجاز
رسم استلحاق أمام العدول أو كتابة بخط اليد أو استصدار حكم بثبوت النسباذ أصدرت وزارة الداخلية
قرارا يسمح بتسجيل األطفال حديثي الوالدة في سجل الحالة المدنية باالعتماد فقط على تصريح اإلقرار
باأل بوة في حالة عدم وجود عقد زواج بين الرجل المقر والمرأة التي وضعت المولود.
وأرسلت وزارة الداخلية مذكرة في هذا الشأن إلى الوالة والعمال ،وحثتهم على توجيه رؤساء المجال
وضباط الحالة المدنية بتسجيل االطفال المولودين خارج العالقات الزوجية والمعترف بهم مباشرة في
سجل الحالة المدنية بناء على اإلقرار باألبوة.
41يجب على المغاربة الذين أبرموا عقد الزواج طبقا للقانون المحلي لبلد إقامتهم،
أن يودعوا نسخة منه داخل أجل ثالثة أشهر من تاريخ إبرامه ،بالمصالح القنصلية
المغربية التابع لها محل إبرام العقد.
42تنص المادة 2منمدونةاألسرة علﯽ ما يلي " :تسريأحﮐامهذه المدونة علﯽ1- :
الالجئينبمنفيهمعديموالجنسية، جميعالمغاربةولوﮐانواحاملينلجنسيةأخرى؛ - 2
طبقاالتفاقيةجنيفالمؤرخة بـ 28يوليوزلسنة 1951المتعلقةبوﺿعيةالالجئين؛ 3-
العالقاتالتييﮐونفيهاأحدالطرفينمغربيا؛ 4-العالقاتالتيتﮐونبينمغربيينأحدهمامسلم
...
21
اما مﺆخرا فبعد تطبيق المغرب مق اسرائيل وعودة العالقات بينهما فقد لوحظ ان المواطنين اإلسرائيليين
واألوروبيين واألمريكيين والكنديين الذين ينحدرون من اليهود المغاربة الذين ﻏادروا المغرب بعد
االستقالل أصبح يتزايد عددهم لتقديم طلبات إلى القنصليات المغربية بالخارج للحصول على الجنسية
المغربية" خاصة ان مثل هذه الطلبات ﻏير واردة في دول العالم العربي ،وذلك بسبب ضعف فر
الحصول على جنسية هذه البلدان ،التي رف بعضها االعتراف بالجالية اليهودية في الخارج كجزء ال
يتجزأ من سكانها" .اذ ان اليهود المغاربة الراﻏبين في الحصول على الجنسية المغربية عليهم تقديم ملفهم
إلى القنصليات المغربية حول العالم مق دفتر عائلة مغربي وبطاقة هوية أو جواز سفر يثبت أن والدي أو
أجداد مقدم الطلب هم مغاربة علما ان هذا اإلجراء أسرع بكثير من التجن في أي بلد آخر.
اما بالنسبة ألولئك الذين لي لديهم وثائق إدارية تثبت مغربية أصولهم ،يكفي الشروع في إجراء قانوني
مق المحكمة الحاخ امية في الدار البيضاءللحصول على أدلة ،مثل شهادة تعترف بنسب اليهود المغربيين
43
لمقدم الطلب" ،علما على أن "هذا اإلجراء القانوني ال يتجاوز ستة أشهر".
43مسؤول :إقبال ملحوظ ألحفاد المغاربة اليهود على الجنسية المغربية السبت 7
يناير 20:31 2023دوزيم على الرابط التالي HTTPS ://2 M. MA/ AR / NEWS
22
الخاتمة
ا ن موضوع تنفيذ األحكام األجنبية في مادة شﺆون األسرة بالنسبة لالقليات على أهميتة بما كان عليه الحال
في المغرب ليزداد عددها بالخارج السيما أوروبا وأمريكا وكذلك بالدول العربية ،بحيث قد يحصل ربط أو
فك الرابطة الزوجية بين األزواج خارج تراب المملكة وينتج ذلك آثار مالية وﻏير مالية فيها ماهو واجقب
التنفيذ في الدولة التي يعيش فيها المطلقين وفيها ماهو واجب التنفيذ في المغرب .
ولما كانت األحكام القضائية تحمل في طياتها مفهوم السقيادة الوطنيقة فقإن ذلقك ققد يتعقارض مقق ورد فقي
الحكم األجنبي ويكون مصير الطلب الرامي إلى تذييله بالصيغة التنفيذية الرف من قبل القضاء.
وعليه فإن القضاء المغربي ونتيجة لتعقيد إجراءات تدييل االحكام األجنبية وهو األمر المتعارض مق مبدأ
تسهيل وتقريب التقاضي للمواطنين نقترح:
ضرورة تحديد أجل الطعن باالستئناف وتاريخ سريانه المقدم من طرف النيابة العامة ضقد األمقر
الصققادر عققن رئققي المحكمققة االبتدائيققة القاضققي بتققذييل الحكققم األجنبققي القاضققي بإنهققاء العالقققة
الزوجية بالصيغة التنفيذية باعتبارها طرف أصلي في قضايا األسرة ،ويستحسن جعلقه قصقيرا ال
يتعدى ثالثة أيام من تاريخ صدوره.
إعادة النظر في أجل الطعن باالستئناف لجميق األطراف سواء النيابقة العامقة أو طالقب التقذييل أو
المطلوب ضده التذييل ويستحسن جعله قصيرا ال يتعدى أجل ثالثة أيام من تقاريخ صقدوره وذلقك
تماشيا مق قصد المشرع من جعل مسطرة تذييل األحكام األجنبية القاضية بإنهاء العالقة الزوجيقة
بالصيغة التنفيذية مسطرة استعجالية وإسناد االختصا فيها إلى رئي المحكمة االبتدائية.
ضققرورة تعققديل الفصققل 432مققن قققانون المسققطرة المدنيققة وذلققك بجعققل عقققود الطققالق األجنبيققة
بمختلقف أنواعهقا وكققذا عققود الققزواج األجنبيقة مقن اختصققا رئقي المحكمققة االبتدائيقة بصققفته
قاضيا لألمور المستعجلة.
إيجاد حل موضوعي معقولة إلشكالية رف تدييل االحكقام الخاصقة بقالطالق بالخقارج وال كقذلك
مايتعلق بعقود الزواج ،األمر الدي يتير اشكاالت اجتماعية خطيرة.
كما أنه في إطار المادة 128من مدونة األسرة فإن بع األحكام األجنبية بالرﻏم من التنصي
على أنها نهائية .فإن القضاء األسري يلزم المدعي طالقب التقذييل بقاألداء بشقهادة تبليغيقة وشقهادة
بعدم الطعن باالسقتئناف أو القنق .وبقالرﻏم مقن تنبيقه القضقاء أن الحكقم األجنبقي يشقير إلقى أنقه
نهائي فإن المحكمة ترف الطلب تطبيققا ن لحرمقة النصقو القواردة فقي ققانون المسقطرة المدنيقة
المشار إليهقا أعاله،وعليقه يتعقين علقى المشقرع أن يتقدخل لحقذف اإلحالقة علقى مقتضقيات ،430
432 ،،431من قانون المسطرة المدنية .وإضافة شرط عدم مخالفة األحكام األجنبية للنظام العام
في المادة 128مق اعتماد ما يرد في الحكم من إشارة أنه نهائي قصد االستجابة لطلب التذييل.
23
الئحة المراجق
*المﺼادﺭ:
القرآن الكريم برواية ور
المراجع:
-1الكتب
●عبد المنعم رياض ،تنازع االختصا القضائي الدولي وآثار األحكام
األجنبية ،دار النهضة العربية للطبق والنشر والتوزيق
●عبدالسالم زوير ،رئي قسم قضاء األسرة بالمحكمة االبتدائية بولمان ،
تذييل العقود والحكام األجنبية الصادرة بإنهاء العالقة الزوجية بالصيغة
التنفيذية
-1مقاالت
● سفيان أدريو ،كيف نقرأ مقتضيات تنفيذ األحكام األجنبية على ضوء
المادة 128من مدونة األسرة ،منشورات مجموعة البحث في قانون
األسرة ،سلسلة الندوات ،العدد األول ،يومي 17و 18فبراير 2018.
24
https://www.ohchr.org/ar/special-procedures/sr-
minority-issues/about-minorities-and-human-rights
25
الفهرس
مقدمة 1 ................................................................................
المبحث األول :االحكام العامة المتعلقة بتنفيذ االحكام األجنبية في المجال
االسري 4 .............................................................................
المطلب األول :النظم القانونية المعتمدة في مجال تنفيذ االحكام األجنبية
4 ....................................................................................
الفقرة األولى :نظام الدعوى الجديدة (أسلوب المراجعة) 4 ............
الفقرة الثانية :نظام التنفيذ( أسلوب المراقبة 5 ............................
المطلب الثاني :مظاﻫر تبني النظام المغربي السلوب المراقبة وتجلياته
7 ....................................................................................
الفقرة االولى :تذييل االحكام االجنبية االسرية بالﺼيغة التنفيذية 7 .
الفقرة الثانية :التعاوﻥ الدولي في مجال تنفيذ االحكام االجنبية 10 ...
المبحث الثاني :ﺇشكاالت تنفيذ األحكام األجنبية في المجال األسري 13 ...
المطلب الأول :ﺇسناد الحﻀانة في الزواج المختلط واﻹشكاالت المرتبطة
بها 13 .................................................................................
الفقرة األولى :ﺿوابط اﻹسناد في الزواج المختلط 14 ...................
الفقرة الثانية :النقل غير المشروﻉ لألطفال 15 ...........................
26
المطلب الثاني :ﺇشكالية تذييل األحكام األجنبية الخاﺻة باألقليات
بالﺼيغة التنفيذية 17 .............................................................
الخاتمة 23 ...........................................................................
الئحة المراجق 24 ...................................................................
الفهرس 26 ..........................................................................
27