قراءة أكاديمية في القانون رقم - 23 12 المؤرخ في - 05 أوت 2023 يحدد القواعد العامة للصفقات العمومية

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 14

‫ص‪614-600‬‬ ‫اجلزائر‪Issn:2507-7333/ Eissn: 2676-1742‬‬ ‫جملة العلوم القانونية واالجتماعية جامعة زيان عاشور باجللفة ـ‬

‫جملة العلوم القانونية و االجتماعية‬

‫‪Journal of legal and social studies‬‬


‫‪Issn: 2507-7333‬‬
‫‪Eissn: 2676-1742‬‬

‫قراءة أكاديمية في القانون رقم‪ 12/23 :‬المؤرخ في‪ 05 :‬أوت ‪ 2023‬يحدد‬


‫القواعد العامة للصفقات العمومية‬
‫‪An academic reading of Law NO. 12/23 of Auguest 05, 2023 setting the‬‬
‫‪general rules For public transactions‬‬

‫*‬
‫رايس أمينة‬

‫كلية احلقوق و العلوم السياسية‪ ،‬جامعة أم البواقي‪( ،‬اجلزائر)‪amina.rais@univ-oeb.dz،‬خمرب‬


‫الدراسات القانونية و السياسية‬

‫تاريخ النشر‪2024/03/01 :‬‬ ‫تاريخ القبول‪2024/02/01:‬‬ ‫تاريخ ارسال المقال‪2023/09/01:‬‬

‫*المؤلف المرسل‬

‫‪600‬‬ ‫اجمللد التاسع ‪ -‬العدد األول ‪ -‬السنة مارس ‪2024‬‬


‫رايس أمينة‬ ‫ حيدد القواعد للصفقات العمومية‬2023 ‫أوت‬05 :‫ املؤرخ يف‬12-23 :‫قراءة أكادميية يف القانون رقم‬

:‫الملخص‬
‫ و املتضمن نقل‬2020 ‫ يف فقرهتا العاشرة من التعديل الدستوري لعام‬139 ‫إعماال لنص املادة‬
05 :‫ املؤرخ يف‬12-23 :‫ صدر القانون رقم‬،‫اختصاص الصفقات العمومية من التنظيم إىل التشريع‬
‫ على خالف ما كان سائدا قبل ذلك عندما‬،‫ حيدد القواعد العامة للصفقات العمومية‬2023 ‫أوت‬
‫كانت السلطة التنظيمية هي من تتوىل بصفة مطلقة تنظيم هذا االختصاص و يفسر ذلك للعديد من‬
‫ هلذا جاءت هذه الدراسة املوجزة كقراءة قانونية أكادميية للقانون يف حماولة لتسليط الضوء‬،‫االعتبارات‬
‫على أهم ما اتسم به هذا التشريع سواء بصفة عامة أو خاصة و القيمة التشريعية اليت سيضفيها على‬
‫ ملا له من اتصال وثيق بإشباع احلاجات العامة و تنفيذ السياسات‬،‫هذا اجملال احليوي و اإلسرتاتيجي‬
.‫العامة بغية انعاش االقتصاد الوطين و حتقيق التنمية االقتصادية‬

.‫الصفقات العمومية;التشريع; التنظيم; القواعد العامة; التوجهات االقتصادية‬:‫الكلمات المفتاحية‬

Abstract :
of this legislation, whether in general or in particular, and the legislative value
that it will confer on this vital and strategic field, because of its close connection
with satisfying public needs and Pursuant to the provisions of Article 139 in its
tenth paragraph of the constitutional amendment of 2020, which includes
transferring the jurisdiction of public transactions from regulation to legislation,
Law No. 12-23 of August 05, 2023 was issued defining the general rules for public
transactions. Contrary to what was prevalent before that when the regulatory
authority was the one who was in charge of organizing this specialization in an
absolute manner, and this is explained by many considerations, Therefore, this
brief study came as an academic legal reading of the law in an attempt to shed
light on the most important characteristic implementing public policies in order
to Reviving the national economy and achieving economic development.
Keywords:public transactions ; legislation ; regulation ;general rules ; economic
trends.

601 2024 ‫ السنة مارس‬- ‫ العدد األول‬- ‫اجمللد التاسع‬


‫رايس أمينة‬ ‫قراءة أكادميية يف القانون رقم‪ 12-23 :‬املؤرخ يف‪05 :‬أوت ‪ 2023‬حيدد القواعد للصفقات العمومية‬

‫مق ّدمة‪:‬‬
‫يشكل قطاع الصفقات العمومية قطاعا اسرتاتيجيا يف أي دولة من الدول؛ حيث تسعى جاهدة إلرساء‬
‫سياسة تشريعية و اقتصادية حمكمة ألجل حسن تنفيذ املشاريع التنموية سواء على الصعيد احمللي أو القومي و نتيجة‬
‫ملا يتميز به هذا القطاع من حساسية بالغة األمهية للدولة – احلكومة – تسخر له كل اإلمكانات املتاحة املختلفة‬
‫ألجل حتقيق النجاعة االقتصادية الذي يتطلب توخي سياسة حكيمة يف انفاق املال العام نظرا الرتباط هذا القطاع‬
‫باجلانب املايل‪.‬‬

‫و من الناحية القانونية تعد الصفقات العمومية اجراءا قانونيا صرفا ذات طبيعة اقتصادية تلتجأ إليها الدولة‬
‫إلشباع احلاجات الفردية العامة من جهة و العمل على النهوض بالتنمية االقتصادية من جهة أخرى‪ ،‬فمن تلك‬
‫الدول من نصت يف دساتريها على منح اختصاص تنظيمها للسلطة التنظيمية حبكم جمموعة من االعتبارات القانونية‬
‫و منها اجلزائر يف كل دساتريها السابقة باستثناء التعديل الدستوري احلايل لعام ‪)1(2020‬و منها من‬ ‫و املنطقية‬
‫جعلته اختصاصا تشريعيا يستأثر به الربملان و لو على سبيل حتديد القواعد العامة و هو ما اجتهت إليه اجلزائر مؤخرا‬
‫يف التعديل الدستوري احلايل لعام ‪ ،)2(2020‬و هو توجه جديد من التوجهات الدستورية اجلديدة اليت هلا أبعاد‬
‫عميقة و عديدة‪.‬‬

‫و قد نص التعديل الدستوري لعام ‪ 2020‬على منح االختصاص بتحديد قواعد الصفقات العمومية للربملان‬
‫صراحة‪ ،‬إال أن التدخل التشريعي تأخر نوعا ما يف إصدار القانون مما ترك العمل مبوجب التنظيم املعمول به يف هذا‬
‫اجملال‪ ،‬حيث صدر أخريا مبوجب القانون رقم‪ 12-23 :‬املؤرخ يف‪ 05 :‬أوت ‪ ،2023‬و الذي يبدوا يف ظاهره‬
‫يشابه إىل حد بعيد القانون السابق من حيث البنية و الصياغة و املسائل اليت تضمنها؛ إال انه و بقراءة أكادميية‬
‫متأنية و متخصصة ميكن تبيان العديد من املميزات اليت يتميز هبا سواء منها ما يتصف بالعامة أو تلك اليت تتعلق‬
‫مبوضوع الصفقة العمومية على وجه خاص و هي ما تسعى هذه الدراسة إىل ابرازه و الكشف عنه من خالل طرح‬
‫االشكال اآليت‪:‬‬

‫هل وفق المشرع الجزائري في في إضفاء الطابع العام ‪ -‬التشريعي‪ -‬للصفقة العمومية من خالل تحديد‬
‫القواعد العامة لها بما يستجيب و يواكب التطورات الراهنة ؟‪.‬‬

‫لإلجابة على هذه اإلشكالية املطروحة لن يتأتى إال من خالل قراءة قانونية حتليلية متأنية ألهم ما جاء به‬
‫هذا القانون يف حماولة للكشف عن أهم و أبرز ما تضمنه من مميزات سواء اتسمت بالعمومية أو كانت ذات طبيعة‬
‫خاصة تتميز هبا على وجه التحديد الصفقا ت العمومية‪ ،‬و هو ما ينسجم و يتماشى مع قواعد املنهج التحليلي و‬

‫‪602‬‬ ‫اجمللد التاسع ‪ -‬العدد األول ‪ -‬السنة مارس ‪2024‬‬


‫رايس أمينة‬ ‫قراءة أكادميية يف القانون رقم‪ 12-23 :‬املؤرخ يف‪05 :‬أوت ‪ 2023‬حيدد القواعد للصفقات العمومية‬

‫هو أحد اهم املناهج القانونية اليت تتناسب مع مثل هذه الدراسات القانونية؛ و الذي يقوم على عناصر التعليق و‬
‫النقد و االستخالص‪ ،‬لذا و على هذا األساس سيتم إعمال البناء الثنائي املنهجي خلطة الدراسة كاآليت‪:‬‬

‫املبحث األول‪ :‬املميزات العامة للقانون رقم‪12-23 :‬‬

‫املبحث الثاين‪ :‬املميزات اخلاصة للقانون رقم‪12-23 :‬‬

‫المبحث األول‪ :‬المميزات العامة للقانون رقم‪12-23 :‬‬

‫إنه و بقراءة القانون – حمل الدراسة – قراءة أكادميية متفحصة قراءة غري نصية – ذات طابع سياسي –‬
‫ميكن استخال ص جمموعة من املميزات سواء فيما تعلق بإعادة االعتبار للربملان اجتاه هيمنة احلكومة (المطلب‬
‫األول) أو فيما خيص انتقال السلطة التنفيذية من جمال التقدير إىل التقييد (المطلب الثاني) و أخريا ميكن أن‬
‫نستشف ما ميكن أن يضفيه هذا القانون مزيدا من االستقرار و األمن القانوين (المطلب الثالث)‪.‬‬

‫المطلب األول‪:‬إعادة االعتبار للبرلمان اتجاه هيمنة السلطة التنفيذية على المجال التنظيمي‬

‫من أبرز ما ميكن استخالصه من خالل اصدرا هذا القانون الذي حيدد القواعد العامة للصفقات العمومية من‬
‫طرف الربملان – إعماال للنص الدستوري – هو تلك املمارسة التشريعية الختصاص كان حكرا على السلطة التنظيمية‬
‫لردح من الزمن‪ ،‬حيث كانت احلكومة مستأثرة به يف كل الدساتري السابقة إىل غاية التعديل الدستوري األخري؛ أين‬
‫حاول املؤسس الدستوري إعادة االعتبار ملكانة الربملان دستوريا باعتبار أنه صاحب االختصاص التشريعي أصالة‪ ،‬و‬
‫هي مسألة يف غاية األمهية حينما قرر املؤسس الدستوري نقل اختصاص جمال حيوي و اسرتاتيجي خيص الصفقات‬
‫العمومية من نطاق التنظيم إىل نطاق التشريع؛ يف ظل اتساع التنظيم و احنسار التشريع و حتديده حصرا بصفة‬
‫عامةيف ظل اتساع اهلوة يف العالقة بني السلطتني التنفيذية و التشريعية(‪ )3‬يف حماولة منه إلعادة التوازن و لو نسبيا‬
‫السيما و أن الربملان حيوز على مكنات التشريع يف هذا اجملال احليوي يف نطاق حتديده للقواعد العامة للصفقات‬
‫العمومية‪ ،‬و هي نقطة التحول اليت تربرها العديد من االعتبارات القانونية و املنطقية(‪ ،)4‬يف ظل ما عرفته احلكومة‬
‫من فشل يف حتقيق التنمية و النجاعة االقتصادية بالنظر جملموعة من العوامل سواء ما تعلق منها بالطابع الفين أو‬
‫حىت تلك اليت هلا أبعاد سياسية و دولية ال ميكن التحكم فيها؛ و ما يستتبع ذلك من آثار وخيمة على االقتصاد‬
‫الوطين‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬انتقال السلطة التنفيذية من مجال التقدير إلى مجال التقييد‬

‫‪603‬‬ ‫اجمللد التاسع ‪ -‬العدد األول ‪ -‬السنة مارس ‪2024‬‬


‫رايس أمينة‬ ‫قراءة أكادميية يف القانون رقم‪ 12-23 :‬املؤرخ يف‪05 :‬أوت ‪ 2023‬حيدد القواعد للصفقات العمومية‬

‫من أهم النتائج املرتتبة عن إصدار هذا القانون هو إزاحة السلطة التنفيذية يف جمال اختصاص الصفقات‬
‫العمومية من حيز التشريع إىل حيز التنفيذ؛ مما يستتبع انتقاهلا من جمال السلطة التقديرية إىل جمال السلطة املقيدة‬
‫حيث تصبح تعمل يف نطاق التشريع الربملاين و تتبعه وجودا و عدما‪ ،‬إذ ال جيوز هلا اخلروج عنه و إال اتسمت‬
‫أعماهلا – املراسيم التنفيذية ‪ -‬يف هذا النطاق بعدم املشروعية احرتاما ملبدأ تدرج القواعد القانونية‪ ،‬مما يضفي محاية‬
‫أكثر عليها بفعل الضمانة التشريعية اليت أدت إىل الرفع من درجة و شكل األداة القانونية املنظمة هلذا القطاع‬
‫احليوي– قانون – أمسى من األداة القانونية سابقا – املرسوم الرئاسي –‬

‫و يف هذا الصدد نؤيد االجتاه الذي يرى أن انتقال اختصاص الصفقات العمومية من جمال التنظيم إىل جمال‬
‫التشريع ال يؤثر البتة عل ى تطوره و ما يتسم به من مرونة و كثرة التعديالت اليت تطرأ عليه و هي إحدى اخلصائص‬
‫(‪)5‬‬
‫ألن األمر يتعلق بثبات القواعد العامة اليت تشكل أصول و مبادئ‬ ‫املميزة ملوضوعات قواعد القانون اإلداري‬
‫للصفقات العمومية؛ مع إحالة كل ما يتعلق بالتفصيالت و اجلزئيات اليت تتسم باملرونة للتنظيم(‪. )6‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬تكريس مبدأ األمن القانوني في مجال الصفقات العمومية‬

‫إن املتتبع حلركية و التطورات التشريعية لقطاع الصفقات العمومية يدرك جليا الكم اهلائل للتنظيمات اليت أصدرهتا‬
‫السلطة التنظيمية منذ االستقالل إىل أخر قانون صدر يف هذا اإلطار(‪)7‬مما أثر بشكل سليب على هذا القانون و‬
‫عدم اتسامه بنوع من الثبات و االستقرار النسيب‪ ،‬و هذا ما يؤدي يف غالب األحيان إىل عدم العلم بتلك احلركية‬
‫التشريعية السريعة من أصحاب املصاحل إذ تؤدي إىل هتديد مراكزهم القانونية الذاتية و إضعافها اجتاه سلطات اإلدارة‬
‫العموم ية‪ ،‬و هذه ميزة سلبية تتميز هبا جل قواعد القانون اإلداري السيما تلك اليت ختتص هبا السلطة اإلدارية؛ و‬
‫يف هذا النطاق وصفها أحد فقهاء القانون العام بكوهنا أضحت قواعد شبه سرية(‪.)8‬‬

‫و بناءا على ما مت اإلشارة إليه أعاله يتضح مبجال اليدع للشك ما سيضفيه هذا القانون من محاية و ثبات‬
‫و استقرار – ولو كانت بصفة نسبية – للقواعد العامة للصفقات العمومية؛ مما يستتبع معه جتسيد أحدى أهم‬
‫الضمانات املرتتبة على مبدأ الدولة القانونية و هو مبدأ األمن القانوين(‪ ،)9‬إذ زيادة على تكريسه يف العديد من‬
‫املبادئ املستقرة يف جمال الصفقات العمومية كمبدأي املساواة و الشفافية مثال(‪ ،)10‬فإنه سيعمل علىإضفاء مزيدا من‬
‫االستقرار و الثبات النسبيني مما يولد شعورا لدى املتعامل املتعاقد باألمن القانوين السيما املتعامل املتعاقد األجنيب و‬
‫يعزز ثقتهم أكثر يف هذه الضمانة التشريعية خاصة و أن إجراءات تعديلها أو إلغائها ال تتم وفقا لإلجراءات السريعة‬
‫السابقة اليت متيز حركة السلطة التنظيمية‪.‬‬

‫‪604‬‬ ‫اجمللد التاسع ‪ -‬العدد األول ‪ -‬السنة مارس ‪2024‬‬


‫رايس أمينة‬ ‫قراءة أكادميية يف القانون رقم‪ 12-23 :‬املؤرخ يف‪05 :‬أوت ‪ 2023‬حيدد القواعد للصفقات العمومية‬

‫و يف ها الصدد أشار جملس الدولة الفرنسي يف تقريره الدوري لعام ‪ 2006‬للقيمة القانونية اليت يتيحها هذا‬
‫املبدأ لألفراد و ما يوفره من قدرة هلم على حتديد مراكزهم القانونية بصفة جلية و مبسطة و تتميز بنوع من الثبات‬
‫(‪)11‬‬
‫النسيب‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬المميزات الخاصة للقانون رقم‪12-23 :‬‬

‫رغم أن هذا القانون يبدوا يف ظاهره يشابه إىل حد بعيد القانون السابق من حيث البنية و الصياغة و املسائل‬
‫اليت تضمنها إال أن املتمعن يف ثنايا نصوصه و بنظرة فاحصة ميكن أن يالحظ عددا من املميزات اليت ميكن وصفها‬
‫باخلاصة التصاهلا الوثيق مبجال الصفقات العمومية‪ ،‬إذ تظهر ميزة اقتصار هذا القانون على حتديد القواعد العامة‬
‫دون غريها من التفصيالت و اجلزئيات اليت يعرف هبا هذا اجملال حتديدا (المطلب األول) و من أهم ميزاته عدم‬
‫خوضه يف املعيار املايل احملدد للصفقة العمومية (المطلب الثاني) زيادة على الرتكيز على مقتضيات التوجهات‬
‫االقتصادية اجلديدة (المطلب الثالث) و هو ما سنحاول عرضه تباعا بإجياز‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬االقتصار فقط على تحديد القواعد العامة‬

‫إنه و باإلطالع على حمتويات ما جاء به القانون رقم‪ 12-23 :‬يالحظ أنه مل خيرج عن السياق العام‬
‫للقوانني عموما و هي االكتفاء بوضع األحكام العامة‪ ،‬مبوبة يف سبعة (‪ )7‬أبواب أساسية كتحديد املفاهيم و‬
‫ضبط االصطالحات الفنية و نطاق تطبيقه و إجراءات و موضوع الصفقات و شكلها و طرق ابرامها و كيفيات‬
‫و إجراءات اإلبرام‪ ،‬ليوضح عملية تنفيذها و كذا خمتلف أنواع الرقابة عليها و زيادة على تطرقه للمجلس الوطين‬
‫للصفقات العمومية و عملية الرقمنة‪ ،‬و أخريا و كعادة أي قانون وضع جمموعة من األحكام االنتقالية ليبني‬
‫كيفية سريان احكامه و الغاء مجيع األحكام املخالفة له‪.‬‬

‫و لعل جممل مواد هذا القانون الذي مل يتعدى ‪ 113‬مادة؛ مما يعكس قيمة النصوص التشريعية اليت تتسم‬
‫بطابعي العمومية و التجريد زيادة على عدم خوضها يف التفصيالت و اجلزئيات الدقيقة اليت يكون من األنسب‬
‫أن تندرج ضمن اختصاصات السلطة التنفيذية ملا حتوزه من خربات و مؤهالت فنية ميكن هلا تفصيل تلك‬
‫املسائل العامة وفقا ملا تراه مالئما لطبيعة النشاط اإلداري على خالف األمر ما متيز به النص التنظيمي السابق‬
‫إذ احتوى على ‪ 220‬مادة و هو ما يؤكد و يرسخ ما نستدل به يف هذا الشأن‪.‬‬

‫إذ ترك هذا القانون أمر الولوج يف املسائل التفصيلية للنصوص التنظيمية و مل تتميز نصوص مواده بتعدد‬
‫الفقرات و اإلطالة و هي ما كان يتصف هبا النص التنظيمي السابق؛ حيث كانت تتميز غالبية نصوص مواده‬

‫‪605‬‬ ‫اجمللد التاسع ‪ -‬العدد األول ‪ -‬السنة مارس ‪2024‬‬


‫رايس أمينة‬ ‫قراءة أكادميية يف القانون رقم‪ 12-23 :‬املؤرخ يف‪05 :‬أوت ‪ 2023‬حيدد القواعد للصفقات العمومية‬

‫بالشرح و التعريفات و التفصيالت املستفيضة و هو أمر جد معقول مقارنة مبا أصبح عليه الوضع حاليا و‬
‫األمثلة على ذلك كثرية و نذكر منها‪ :‬البايانات اليت تتضمنها الصفقة العمومية(‪ ،)12‬األسعار و كل املسائل‬
‫ذات الصلة هبا كاملراجعة و التحيني(‪ ،)13‬و كيفيات الدفع اليت حددها نص وحيد خالفا على ما تضمنته من‬
‫تفصيالت و جزئيات دقيقة ضمن النص التنظيمي السابق(‪ ،)14‬و ذات الوصف ينطبق على املناولة و امللحق‬
‫الذين حددمها القانون بنصني فقط على خالف األمر ما كان يف النص التنظيمي السابق(‪.)15‬‬

‫و فيما خيص الضمانات اكتفى باملشرع فيها بالتنصيص على املبدأ مع اإلشارة صراحة إىل اإلحالة فيما‬
‫خيص التفصيالت للتنظيم(‪ )16‬و قواعد الرهن احليازي اليت ختضع هلا الصفقات العمومية و مجيع مالحقها فقد‬
‫خصص هلا نص وح يد دون أي تفصيل و تبيان حاالته‪ ،‬مما يستتبع بالضرورة ختصيص جمال تلك احلاالت و‬
‫الشروطو اآلثار للنص التنظيمي‪ ،‬و ما مت حتديد تلك التفصيالت يف ظل النص التنظيمي سابقا‪)17(.‬و كذلك‬
‫مل يفصل القانون يف تشكيلة اللجان الوزارية و الوالئية املختصة يتسوية النزاعات الودية(‪ ،)18‬واحلال ذاته ينطبق‬
‫على هيئات الرقابة اخلارجية على الصفقات العمومية سواء من حيث تشكيالهتا أو حىت من حيث‬
‫اختصاصاهتا(‪ )19‬و هو ما سيحال ضمنيا إىل النصوص التنظيمية الالحقة‪.‬‬

‫كما حاول حتديد بعض اآلليات بدقة خالفا للنص التنظيمي السابق جتاوزا ألي غموض و على سبيل‬
‫املثال نذكر ما مت توضيحه يف القسم اخلامس حتت عنوان الطعون؛ حينما أشارت إىل الطعن القضائي خالفا ملا‬
‫ورد سابقا حينما مل يشر إىل طبيعة ذلك الطعن(‪ ،)20‬زيادة على عدم حتديده للنسبة املئوية املخصصة ملا يسمى‬
‫هبامش األفضلية ( ‪ )%25‬اخلاصة باملنتجات ذات املنشأ اجلزائري و‪ /‬أو للمؤسسات اخلاضعة للقانون اجلزائري؛‬
‫و اليت حيوز أغلبية رأمساهلا جزائريون مقيمون و جعلها مطلقة(‪.)21‬‬

‫حدد كذلك هذا القانون و بصفة مباشرة و صرحية أحكام خاصة بقواعد النزاهة تتضمن التنصيص على‬
‫مدونة أخالقيات املهنة و احلضر على املصلحة املتعاقدة القيام ببعض املمارسات اليت تتناىف و املمارسة الشفافة‬
‫و النزيهة ملقتضيات ابرام الصفقات العمومية(‪ )22‬و هو األمر ذاته يف النص التنظيمي السابق الذي تناول تلك‬
‫األحكام حتت عنوان‪" :‬مكافحة الفساد" مع بعض االختالفات السيما يف املدة الزمنية اليت ال ميكن فيها‬
‫للمصلحة املتعاقدة أن متنح فيها ملوظفيها السابقني صفقة عمومية؛ حيث رفعها القانون احلايل إىل مخسة (‪)5‬‬
‫سنوات بدل أربعة (‪ )4‬سنوات يف ظل النص التنظيمي السابق(‪ )23‬و هو ما ينسجم و السياسة اإلصالحية‬
‫للدولة(‪ )24‬يف إبعاد هذا اجملال من شبهات الفساد اليت أضحت هتدد مبادئ الشفافية و النزاهة‪.‬‬

‫‪606‬‬ ‫اجمللد التاسع ‪ -‬العدد األول ‪ -‬السنة مارس ‪2024‬‬


‫رايس أمينة‬ ‫قراءة أكادميية يف القانون رقم‪ 12-23 :‬املؤرخ يف‪05 :‬أوت ‪ 2023‬حيدد القواعد للصفقات العمومية‬

‫كما جتدر اإلشارة إىل إضافة القانون لشرط يف جمال إمكانية حتيني األسعار(‪ )25‬و املتعلقة بـ "الفرتة اليت‬
‫تغطيها صالحية العرض" و اليت مل يتضمنها النص التنظيمي األسبق(‪.)26‬‬

‫هلذا ميكن القول أن هذا القانون متت فيه حقيقة مراعاة كل ما جيب ان يضبط من قواعد عامة تشكل‬
‫القواسم املشرتكة لكل ما ميكن اعتباره من قبيل الصفقات العمومية مهما اختلفت أنواعها و موضوعاهتا و‬
‫إجراءاهتا و كذا مهما تعددت اجلهات املربمة هلا‪ ،‬كما جتدر اإلشارة أن املشرع راع خصوصية عقود التسيري‬
‫املفوض للمرفق العام اليت استقلت بنص تنظيمي خاص هبا(‪)27‬؛ لذلك مل يتطرق ألحكامها مثلما كان عليه‬
‫احلال يف ظل النص التنظيمي السابق(‪.)28‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬عدم التنصيص على المعيار المالي للصفقة العمومية‬

‫مبا ان الصفقات العمومية جمال ذات الصلة لوطيدة باخلزانة العامة للدولة‪ ،‬كان لزاما تقييدها حبد مايل‬
‫العتبار العقد املربم صفقة عمومية‪ ،‬و املغزى من وراء ذلك هو العمل على ترشيد اإلنفاق العمومي؛ مبعىن انه‬
‫إذا كان املبلغ املايل ضخما حتملت اخلزينة العمومية أعباءه لذا كان من الواجب ابرام العقد وفقا إلجراءات و‬
‫شكليات تتسم بالتعقيد محاية للمال العام و جتسيدا للشفافية‪ ،‬و على اخلالف من ذلك إذا ما كان املبلغ‬
‫املايل ضئيل فال مناط من إرهاق اجلهة اإلدارية و إلزامها بالتعاقد وفقا لقانون الصفقات العمومية‪ ،‬و هو ما‬
‫يؤكد أن ذلك احلد األدىن للمبلغ املايل املوجب للصفقة العمومية تتحكم فيه العديد من املعطيات حبسب نوع‬
‫(‪)29‬‬
‫الصفقة و اجملال الزمين و االقتصادي و السياسات احلكومية اليت تنتهجها الدولة‪.‬‬

‫إن أهم مالحظة تستدعي الوقوف عندها و تلفت انتباه أي مطلع على هذا القانون تلك املتعلقة بعدم‬
‫تنصيصه على املعيار املايل احملدد إلبرام الصفقات العمومية حبسب أنواعها و طبيعتها؛ مبعىن أنه مل يشر إىل‬
‫تلك املبالغ التقديرية حلاجات املصلحة املتعاقدة و اليت على أساسها يسمح للمصلحة املتعاقدة باللجوء إىل‬
‫ابرام صفقة عمومية‪ ،‬و ميكن تفسري ذلك بكون أن تلك املبالغ املالية ختضع لتقديرات و توقعات متغرية من‬
‫زمن قصري إىل آخر تتحكم فيها معطيات اقتصادية طارئة سواء كانت ذات طابع وطين أو دويل تتميز بعنصري‬
‫عدم التوقع – الفجائية – و عدم القدرة على حتملها؛ إذ حسن ما فعل املشرع عندما مل يقحم نفسه يف هذا‬
‫اجملال املرن و السريع و تركه للتنظيم و هو أمر جد مفهوم لقدرة السلطة التنظيمية – احلكومة – على حتديد‬
‫تلك املبالغ وفقا الحتياجات املصلحة املتعاقدة و يكون هلا من املرونة القدرة على تعديلها وجماهبة الظروف و‬
‫املتغريات االقتصادية بسرعة دون تعقيدات اإلجراءات التشريعية الروتينية البطيئة‪ ،‬و بشرط أن تكون وفقا للنص‬
‫التشريعي املقيد الساري املفعول(‪.)30‬‬
‫‪607‬‬ ‫اجمللد التاسع ‪ -‬العدد األول ‪ -‬السنة مارس ‪2024‬‬
‫رايس أمينة‬ ‫قراءة أكادميية يف القانون رقم‪ 12-23 :‬املؤرخ يف‪05 :‬أوت ‪ 2023‬حيدد القواعد للصفقات العمومية‬

‫غري أن ذلك ال يفهم منه أن املشرع مل يشرتط أي قيود مالية تعمل يف نطاقها املصلحة املتعاقدة‪ ،‬بل‬
‫أخضعها لقواعد املسؤولية من جهة(‪ ،)31‬و أستوجب مراعاة حتديد حاجات املصلحة املتعاقدة قبل الشروع يف‬
‫أي إجراء يتعلق بإبرام صفقة عمومية مهما كانت مبالغها املالية إال يف حاالت استثنائية نص عليها املشرع‬
‫زيادة على أنه فرض على املصلحة املتعاقدة ضبط املبلغ اإلمجايل للحاجات لتحديد حدود اختصاص جلان‬
‫(‪)32‬‬
‫الصفقات‪.‬‬

‫كما بني املشرع احلدود ا ملالية اليت ميكن أن تربم فيها طلبات االستشارة و هي تلك اليت تساوي أو تقل‬
‫بكل رسومها عن احلدود املخصصة إلبرام الصفقات العمومية باستثناء الطلبات املخصصة لإلطعام و النقل و‬
‫(‪)33‬‬
‫الفندقة و اخلدمات القانونية و املالية‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬التركيز على مقتضيات التوجهات االقتصادية الجديدة‬

‫قام هذا النص التشريعي اجلديد على فلسفة التوجهات االقتصادية اجلديدة للدولة اجلزائرية حيث حاول‬
‫املشرع تبين العديد من اآلليات و اإلجراءات و كذا تثمني العديد من املكتسبات برتسيخها أكثر يف منظومة‬
‫قطاع الصفقات العمومية استجابة للحركية اليت تشهدا البالد اثر التعديل الدستوري األخري لعام ‪ 2020‬السيما‬
‫تلك التطورات االقتصادية و التكنولوجية احلاصلة سواء كانت ذات طابع وطين أو يف إطار البعد الدويل حيث‬
‫تسعى الدولة جاهدة ملواكبته من تكريس مبادئ الشفافية و املساواة و احلوكمة يف ابرام الصفقات العمومية‬
‫لتتماشى املنظمة القانونية الداخلية مع االلتزامات و التعهدات الدولية‪.‬‬

‫لذا جند أن املشرع قد أوىل أمهية بالغة ملا يسمى باملؤسسات الناشئة احلاملة للعالمة حيث منحها أولوية يف‬
‫(‪)34‬‬
‫االستفادة من إبرام الصفقات العمومية وفقا لصيغة التفاوض املباشر على خالف النص التنظيمي السابق‬
‫و منحها كذلك األفضلية يف ابرام الصفقات العمومية يف إطار ترقية اإلنتاج الوطين و هو ما يتماشى و التوجهات‬
‫االقتصادية اجلديدة للدولة اجلزائرية‪.)35(.‬‬

‫كما أنه تبىن بعض االصطالحات اجلديدة كاهليئة اليت تدعى‪ " :‬اجمللس الوطين للصفقات العمومية " و‬
‫هي هيئة ملحقة بوزارة املالية تغلب عليها اختصاصات استشارية حبتة(‪ ،)36‬على خالف اهليئة اليت أحلقت بذات‬
‫الوزارة يف ظل القانون السابق حتت مسمى‪ " :‬سلطة ضبط الصفقات العمومية " السيما يف جمال الفصل يف‬
‫النزاعات الناجتة عن تنفيذ الصفقات العمومية املربمة مع املتعاملني املتعاقدين األجانب(‪.)37‬‬

‫‪608‬‬ ‫اجمللد التاسع ‪ -‬العدد األول ‪ -‬السنة مارس ‪2024‬‬


‫رايس أمينة‬ ‫قراءة أكادميية يف القانون رقم‪ 12-23 :‬املؤرخ يف‪05 :‬أوت ‪ 2023‬حيدد القواعد للصفقات العمومية‬

‫و جند أن هذا القانون استخدم مصطلح جديد حتت مسمى‪" :‬إجراء التفاوض"(‪ )38‬و هو ذاته الذي كان‬
‫يف ظل النص التنظيمي السابق حتت مسمى‪" :‬إجراء الرتاضي" (‪ )39‬كما مت التعبري عن صورة الرتاضي البسيط‬
‫مبصطلح إجراء التفاوض املباشر‪ ،‬و حبسب اعتقادنا نرى أن هذه التسمية اجلديدة "التفاوض" أنسب من‬
‫التسمية القدمية "الرتاضي" لصلتها الوطيدة مبجال القانون العام‪ ،‬السيما و أن النظام القانوين الصفقات العمومية‬
‫يتقاطع فيه كثريا فرعي القانون العام و القانون اخلاص‪.‬‬

‫زيادة على أنه مثن كل املكتسبات اليت مت التنصيص عليها سابقا فيما خيص جمال الرقمنة و هو ما يتماشى‬
‫و التطورات التكنولوجية احلاصلة من خالل إيالء أمهية كربى إلنشاء البوابة اإلليكرتونية للصفقات العمومية‬
‫وتبادل املعلومات بطريقة إليكرتونية و اعتربها اجراءا إلزاميا تستوجبه شفافية اإلجراءات(‪.)40‬‬

‫و من أبرز ما كرسه املشرع اجلزائري هو تضمني قواعد احلوكمة و مقتضيات الرشادة ألجل مكافحة خمتلف‬
‫مظاهر الفساد املايل يف جمال الصفقات العمومية(‪ )41‬و ذلك من خالل ترسيخ آليات الرقابة(‪ )42‬سواء كانت‬
‫(‪)43‬‬
‫من‬ ‫داخ لية أو خارجية أو الوصايا و الشفافية و املنافسة املشروعة‪ ،‬سواء على مستوى املصلحة املتعاقدة‬
‫خالل حرية الوصول إىل الطلب العمومي و شفافية اإلجراءات و املساواة بني املتعهدين و كذا إرساء مبدأ‬
‫مسؤولية األعوان العموميني املتدخلني على صحة اجراءات ابرام و تنفيذ الصفقات العمومية و يظهر ذلك‬
‫جليا من خالل ادراج قواعد النزاهة كمدونة أدبيات و أخالقيات املهنة(‪)44‬زيادة على االنفتاح على الشراكة مع‬
‫االستثمار األجنيب سواء من خالل إعمال مبدأ املساواة – ولو بصفة نسبية ‪ -‬يف طلب العروض(‪ )45‬أو حىت‬
‫يف إمكانية اللجوء إىل إجراءات التحكيم الدويل لتسوية النزاعات اليت تطرأ حال تنفيذ الصفقات العمومية(‪.)46‬‬

‫الخاتمة‪:‬‬

‫إن أهم ما ميكن استخالصه من هذه الدراسة املوجزة اليت تضمنت قراءة أكادميية للقانون رقم‪12-23 :‬‬
‫حيدد القواعد للصفقات العمومية‪ ،‬هو العديد من اإلجيابيات اليت ميكن تثمينها ومن أمهها‪:‬‬

‫جتسيدا للدولة القانون و إعماال لنص التعديل الدستوري لعام ‪ 2020‬يف مادته ‪ 139‬يف فقرهتا العاشرة‬
‫كان على املشرع أن يتدخل لتحديد القواعد العامة للصفقات العمومية‪ ،‬و هو أمر مل حيدث يف ظل الدساتري‬
‫السابقة لكون أن هذا اجملال كان من اختصاص السلطة التنظيمية لردح من الزمن‪ ،‬و هو ما ميكن تفسريه بنوايا‬
‫املؤسس الدستوري يف املضي قدما حنو إعادة االعتبار للمؤسسة التشريعية – الربملان ‪ -‬اجتاه السلطة التنفيذية‬
‫اليت أصبحت املهيمن الفعلي على كل دواليب احلكم‪ ،‬مما قد يستتبع معه أثرين مهمني و مها‪:‬‬

‫‪609‬‬ ‫اجمللد التاسع ‪ -‬العدد األول ‪ -‬السنة مارس ‪2024‬‬


‫رايس أمينة‬ ‫قراءة أكادميية يف القانون رقم‪ 12-23 :‬املؤرخ يف‪05 :‬أوت ‪ 2023‬حيدد القواعد للصفقات العمومية‬

‫انتقال السلطة التنفيذية يف تنظيم قطاع الصفقات العمومية من اجملال التقديري إىل اجملال املقيد و‬ ‫‪-‬‬
‫إال اتسمت أعماهلا بعدم املشروعية الدستورية و القانونية‪.‬‬
‫تكريس مبدأ األمن القانوين من خالل حماولة إرساء نوع من االستقرار و الثبات النسيب هلذا القطاع‬ ‫‪-‬‬
‫احليوي لكسب ثقة املتعاملني املتعاقدين و السعي جاهدا لتحسني املشاريع التنموية‪.‬‬

‫إن هذا القانون اكتفى حبق باالقتصار فقط على املبادئ العامة دون اخلوض يف التفصيالت و اجلزئيات اليت‬
‫ميتاز هبا قطاع الصفقات العمومية و اليت من األفضل أن تنكب عليها السلطة التنظيمية مبا حتوزه من خربات و‬
‫مؤهالت متكنها من سد النقص و ما متم إحالته هلا سواء صراحة أو صمنا‪.‬‬

‫مل يتميز هذا القانون على غرار العديد من القوانني األخرى بوصف األجوف و املقتضب‪ ،‬حيث مل يأيت‬
‫يف عدد ضئيل من املواد و إمنا جتاوزت نصوص املائة مما يدل على األمهية اليت أوالها املشرع هلذا القطاع احلساس‬
‫مما يفيد بتقييد حركة السلطة التنظيمية كثريا‪.‬‬

‫ما مييز هذا القانون كذلك بعض اإلضافات النوعية مقارنة باملرسوم الرئاسي رقم‪ 247-15 :‬الذي كان‬
‫ساري ا ملفعول سابقا كتحديد طبيعة الطعن املباشر من املتعامل املتعاقد يف صلب نص املادة ‪ 56‬منه‪ ،‬و كذا‬
‫إيالئه أمهية للمؤسسات الناشئة ذات العالمة املنشئة حديثا يف إطار ترقية االقتصاد و احملافظة على املنتوج‬
‫الوطين‪ ،‬و تشديده يف بعض قواعد النزاهة كرفعه من مدة منع املوظفني السابقني من احلصول على صفقات‬
‫عمومية من أربعة (‪ )4‬إىل (‪ )5‬سنوات‪ ،‬زيادة على مراعاته خلصوصيات عقود تفويضات املرفق العام‬
‫الستقالليتها بنص تنظيمي خاص‪.‬‬

‫و من حماسن هذا النص التشريعي أنه جاء ليتماشى و مقتضيات التوجهات االقتصادية اجلديدة للدولة‬
‫اجلزائرية سواء على الصعيد الداخلي أو حىت على الصعيد الدويل من إعمال و تطبيق قواعد و مبادئ احلوكمة‬
‫و الرشادة و الشفافية‪.‬‬

‫و ما نقرتحه هو ضرورة السعي بسرعة إىل إصدار كل النصوص التنظيمية ذات الصلة ألجل التطبيق السليم‬
‫هلذا القانون‪ ،‬حىت تنسجم هذه القواعد و التوجهات االقتصادية اجلديدة من خالل رسم سياسة تشريعية جديدة‬
‫يف جمال الصفقات العمومية؛ لتعمل يف نطاقها السلطة التنظيمية و مجيع الفاعلني األساسيني ذات الصلة هبذا‬
‫القطاع احليوي و االسرتاتيجي الذي يشكل عصب التنمية االقتصادية الشاملة‪.‬‬

‫الهوامش‪:‬‬

‫‪610‬‬ ‫اجمللد التاسع ‪ -‬العدد األول ‪ -‬السنة مارس ‪2024‬‬


‫رايس أمينة‬ ‫قراءة أكادميية يف القانون رقم‪ 12-23 :‬املؤرخ يف‪05 :‬أوت ‪ 2023‬حيدد القواعد للصفقات العمومية‬

‫(‪ -)1‬كان أول تشريع نظم الصفقات العمومية األمر رقم‪ 90/67 :‬املؤرخ يف‪ 17 :‬جوان ‪ ،1967‬ج‪.‬ر‪.‬ع‪ 52 :‬مؤرخة يف‪ 27 :‬جوان ‪ ،1967‬حيث‬
‫كانت البالد آنذاك تشهد فرتة انتقالية اثر جتميد دستور ‪ 1963‬و إلغاء العمل به رمسيا بصدور أمر ‪ 10‬جويلية ‪ ،1965‬إىل غاية إصدار املرسوم رقم‪:‬‬
‫‪ 145-82‬املؤرخ يف‪ 10 :‬أفريل ‪ ،1982‬ج‪.‬ر‪.‬ع‪ ،15 :‬مؤرخة يف‪ 23 :‬أفريل ‪ 1980‬حيث كان ذلك طبقا لألمر رقم‪ 97/76 :‬املؤرخ يف‪22 :‬‬
‫نوفمرب ‪ 1976‬يتضمن إصدار الدستور‪ ،‬ص ‪ ،1319‬حيث مل يتضمن نص املادة ‪ 151‬يف كل حاالته (‪ )26‬أي إشارة لتحديد قواعد الصفقات‬
‫العمومية؛ مبا يفيد مبفهوم املخالفة أهنا من جماالت التنظيم طبقا لنص املادة ‪ 152‬من ذات الدستور‪ ،‬و استمر الوضع إىل غاية إصدار دستور ‪1989‬‬
‫مبوجب املرسوم الرئاسي رقم‪ 18/89 :‬املؤرخ يف‪ 28 :‬فرباير ‪ ،1989‬ج‪.‬ر‪.‬ع‪ ،09 :‬مؤرخة يف‪ 01 :‬مارس ‪ ،1989‬و مبوجب املادة ‪ 115‬منه اليت مل‬
‫تتضمن يف كل حاالهتا أي إشارة لتشريع قواعد الصفقات العمومية؛ مما يفهم منه مبفهوم املخالفة أهنا تدخل ضمن جمال التنظيم املقرر لرئيس اجلمهورية‬
‫مبوجب نص املادة ‪ ، 116‬لكن إثر األزمة السياسية اليت عرفتها اجلزائر و جتميد تطبيق الدستور‪ ،‬مت إصدار قانون الصفقات العمومية مبوجب املرسوم‬
‫التنفيذي رقم‪ 434/91 :‬املؤرخ يف‪ 09 :‬نوفمرب ‪ ،1989‬ج‪.‬ر‪.‬ع‪ ،57 :‬مؤرخة يف‪ 13 :‬نوفمرب ‪ .1991‬إىل ان مت إصدار التعديل الدستوري لعام‬
‫‪ 1996‬مبوجب املرسوم الرئاسي رقم‪ 438/96 :‬مؤرخ يف‪ 07 :‬ديسمرب ‪ ،1996‬ج‪.‬ر‪.‬ع‪ ،76 :‬مؤرخة يف‪ 08 :‬ديسمرب ‪ ،1996‬حيث مل تتضمن‬
‫كذلك املادة ‪ 122‬منه أي حالة من حاالته تشري قواعد الصفقات العمومية مما تؤول إىل التنظيم مبوجب املادة ‪ 125‬منه حيث صدر املرسوم الرئاسي‬
‫رقم‪ 250/02 :‬مؤرخ يف‪ 24 :‬جويلية ‪ ،2002‬ج‪.‬ر‪.‬ع‪ ،52 :‬مؤرخة يف‪ 28 :‬جويلية ‪ ،2002‬و الذي مت تعديله بعد سنة واحدة فقط مبوجب املرسوم‬
‫الرئاسي رقم‪ ،301/03 :‬مؤرخ يف‪ 11:‬سبتمرب ‪ ،2003‬ج‪.‬ر‪.‬ع‪ ،55 :‬مؤرخة يف‪ 14 :‬سبتمرب ‪ ، 2003‬و رغم أنه مت إصدار التعديل الدستوري لعام‬
‫‪ 2008‬مبوجب القانون رقم‪ 19/08 :‬املؤرخ يف‪ 15 :‬نوفمرب ‪ ،2008‬ج‪.‬ر‪.‬ع‪ ،63 :‬مؤرخة يف‪ 16 :‬نوفمرب ‪ ،2008‬إال أنه مل يأيت بأي جديد يف‬
‫ها اجملال و يف هذه الفرتة صدر املرسوم الرئاسي رقم‪ ،236/10 :‬مؤرخ يف‪ 07 :‬أكتوبر ‪ ،2010‬ج‪.‬ر‪.‬ع‪ 58 :‬مؤرخة يف‪ 07 :‬أكتوبر ‪ 2010‬و‬
‫الذي تلته العديد من التعديالت اجلزئية لسنوات ‪ 2011‬و ‪ 2012‬و ‪ ،2013‬إىل غاية صدور املرسوم الرئاسي رقم‪ 247/15 :‬املؤرخ يف‪ 16 :‬سبتمرب‬
‫و رغم صدور التعديل الدستوري‬ ‫‪ ،2015‬يتضمن تنظيم الصفقات العمومية و تفويضات املرفق العام ج‪.‬ر‪.‬ع‪ 50 :‬مؤرخة يف‪ 20 :‬سبتمرب ‪2015‬‬
‫لعام ‪ 2016‬مبوجب القانون رقم‪ ،01/16 :‬املؤرخ يف‪ 06 :‬مارس ‪ ،2016‬ج‪.‬ر‪.‬ع‪ 14 :‬مؤرخة يف‪ 07 :‬مارس ‪ ،2016‬فإن نص املادة ‪ 140‬منه‬
‫و بقى جماهلا التنظيم مبوجب نص املادة ‪ 143‬منه‪ .‬إىل أن تغري الوضع الدستوري‬ ‫مل تتضمنه أي حالة تشري إىل التشريع يف جمال الصفقات العمومية‬
‫مبوجب آخر تعديل لعام ‪ 2020‬و أصبحت قواعد الصفقات العمومية حالة من حاالت التشريع طبقا لنص املادة ‪ 10/139‬من املرسوم الرئاسي رقم‪:‬‬
‫‪ 442/20‬مؤرخ يف‪ 30 :‬ديسمرب ‪ ،2020‬يتعلق بإصدار التعديل الدستوري ج‪.‬ر‪.‬ع‪ 82 :‬مؤرخة يف‪ 30 :‬ديسمرب ‪ 2020‬ص ‪.31‬‬
‫(‪ -)2‬املادة ‪ 10/139‬من املرسوم الرئاسي رقم‪ 442/20 :‬مؤرخ يف‪ 30 :‬ديسمرب ‪ ،2020‬يتعلق بإصدار التعديل الدستوري‪.‬‬
‫(‪ -)3‬بوالشعري السعيد‪ ،‬النظام السياسي اجلزائري‪ ،‬دار اهلدي للطباعة و النشر و التوزيع‪ ،‬اجلزائري‪ ،‬ص ‪ 306‬و مايليها‪.‬‬
‫(‪ -)4‬د ريد كمال‪ ،‬رايس أمينة‪ ،‬حنو إعادة االعتبار ملكانة الربملان التشريعية و الرقابية اجتاه احلكومة يف ظل التعديل الدستوري ‪ ،2020‬جملة القانون‬
‫الدستوري و املؤسسات السياسية‪ ،‬اجمللد‪ ،05 :‬العدد‪ ،02 :‬خمربالقانون الدستوري و احلكم الراشد‪ ،‬كلية احلقوق و العلوم السياسية‪ ،‬جامعة عبد احلميد‬
‫ابن باديس مستغامن‪ ،‬ص ‪ 34‬و مايليها‪.‬‬
‫‪https://www.asjp.cerist.dz/en/downArticle/541/5/2/183237‬‬ ‫أنظر الرابط‪:‬‬
‫(‪ -)5‬حممد عبد احلميد أبو زيد‪ ،‬الطابع القضائي للقانون اإلداري‪ ،‬ط‪ ،2‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ 1998 ،‬ص ‪ 165‬و مايليها‪.‬‬
‫(‪ -)6‬حممد رفعت عبد الوهاب‪ ،‬مبادئ و أحكام القانون اإلداري‪ ،‬منشورات احلليب احلقوقية‪ ،‬بريوت‪ 2005 ،‬ص ‪ 484‬و ما يليها‪.‬‬
‫(‪ -)7‬لتتبع تلك احلركية بالتفصيل راجع‪ :‬بوضياف عمار‪ ،‬الصفقات العمومية يف اجلزائر‪ ،‬ط‪ ،1‬جسور للنشر و التوزيع اجلزائر‪ ،2007 ،‬ص ‪ 9‬و ما‬
‫يليها‪.‬‬
‫(‪ -)8‬عمار بوضياف‪ ،‬الوجيز يف القانون اإلداري‪ ،‬دار رحيانة‪ ،‬اجلزائر‪ ،1999،‬ص ‪.32‬‬
‫(‪ -)9‬متت دسرتة مبدأ األمن القانوين يف التعديل الدستوري لعام ‪ ،2020‬حيث نصت املادة ‪ 34‬يف فقرهتا األخرية على مايلي‪ -...« :‬حتقيقا لألمن‬
‫و وضوحه و استقراره »‬ ‫القانوين‪ ،‬تسهر الدولة‪ ،‬عند وضع التشريع املتعلق باحلقوق و احلريات‪ ،‬على ضمان الوصول إليه‬

‫‪611‬‬ ‫اجمللد التاسع ‪ -‬العدد األول ‪ -‬السنة مارس ‪2024‬‬


‫رايس أمينة‬ ‫قراءة أكادميية يف القانون رقم‪ 12-23 :‬املؤرخ يف‪05 :‬أوت ‪ 2023‬حيدد القواعد للصفقات العمومية‬

‫(‪ -)10‬مليز أمينة‪ ،‬مبدأ الشفافية كآلية لدعم األمن القانوين يف جمال الصفقات العمومية على ضوء املرسوم الرئاسي ‪ ،247/15‬جملة احلقوق و احلريات‪،‬‬
‫اجمللد‪ ،11 :‬العدد‪ ،01 :‬ص ‪ ،476-463‬أنظر الرابط‪:‬‬
‫‪https://www.asjp.cerist.dz/en/downArticle/123/11/1/219035‬‬
‫)‪Conseil d’état, Sécurité juridique et complexité du droit, Rapport public, Etudes et documents du Conseil -)11‬‬
‫‪d’état n0 :57, La documentation Française, 2006, P : 281. Voir le lien:‬‬
‫‪https://medias.viepublique.fr/data_storage_s3/rapport/pdf/064000245.pdf‬‬
‫(‪ -)12‬املادة ‪ 72‬من القانون رقم‪ ،12-23 :‬املؤرخ يف‪ 05 :‬غشت ‪ ، 2023‬حيدد القواعد العامة للصفقات العمومية‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ع‪ 51 :‬مؤرخة يف‪06 :‬‬
‫غشت ‪ ،2023‬ص ‪ 05‬و ما يليها‪ ،‬و املادة ‪ 95‬من املرسوم الرئاسي رقم‪ 247-15 :‬املؤرخ يف‪ 16 :‬سبتمرب ‪ 2015‬يتضمن تنظيم الصفقات‬
‫العمومية و تفويضات املرفق العام ج‪.‬ر‪.‬ع‪ 50 :‬مؤرخة يف‪ 20 :‬سبتمرب ‪ ،2015‬ص ‪ 03‬و مايليها‪.‬‬
‫(‪ -)13‬املواد ‪ 76‬إىل ‪ 79‬من القانون رقم‪ ،12-23 :‬حيدد القواعد العامة للصفقات العمومية و املواد ‪ 97‬إىل ‪ 107‬من املرسوم الرئاسي رقم‪-15 :‬‬
‫‪ 247‬يتضمن تنظيم الصفقات العمومية و تفويضات املرفق العام‪.‬‬
‫(‪ -)14‬املادة ‪ 80‬من القانون رقم‪ ،12-23 :‬حيدد القواعد العامة للصفقات العمومية و املواد ‪ 108‬إىل ‪ 123‬من املرسوم الرئاسي رقم‪247-15 :‬‬
‫يتضمن تنظيم الصفقات العمومية و تفويضات املرفق العام‪.‬‬
‫(‪ -)15‬مت حتديد امللحق و املناولة تباعا يف املادتني ‪ 82‬و ‪ 83‬يف القانون و قد نضمهما املرسوم الرئاسي رقم‪ 247-15 :‬يتضمن تنظيم الصفقات‬
‫العمومية و تفويضات املرفق العام‪ .‬يف مخسة مواد حيث تطرق لألوىل يف املواد من ‪ 139‬إىل ‪ 143‬أما خبصوص الثانية فقد نظمها يف املواد من ‪140‬‬
‫إىل ‪ 144‬من ذات املرسوم الرئاسي‪.‬‬
‫(‪ -)16‬أنظر‪ :‬نص املادة ‪ 83‬من القانون رقم‪ ،12-23 :‬حيدد الق واعد العامة للصفقات العمومية‪ ،‬يف حني فصل التنظيم السابق يف الضمانات حيث‬
‫تضمنتها نصوص املواد من ‪ 134‬إىل ‪ 143‬من املرسوم الرئاسي رقم‪ 247-15 :‬يتضمن تنظيم الصفقات العمومية و تفويضات املرفق العام‪..‬‬
‫(‪ -)17‬أنظر‪ :‬نص املادة ‪ 85‬من القانون رقم‪ ،12-23 :‬حيدد الق واعد العامة للصفقات العمومية‪ ،‬و ما تضمنه نص املادة ‪ 145‬من املرسوم الرئاسي‬
‫رقم‪ 247-15 :‬إثىن عشر (‪ )12‬شرط للرهن احليازي‪ ،‬زيادة على نص املادة ‪ 146‬من ذات املرسوم اليت بينت كيفية عمل صندوق ضمانات الصفقات‬
‫العمومية يف إطار رصد ديون أصحاب الصفقات‪.‬‬
‫(‪ -)18‬أنظر نص املادة ‪ 88‬من القانون رقم‪ ،12-23 :‬يف حني مت تنظيم تلك اللجان يف نصوص املواد ‪ 154‬و ‪ 155‬من املرسوم الرئاسي رقم‪:‬‬
‫‪.247-15‬‬
‫(‪ -)19‬أنظر املواد ‪ 98‬إىل ‪ 102‬من القانون رقم‪ 12-23 :‬يف حني مت تنظيم هيئات الرقابة اخلارجية للصفقات العمومية يف نصوص املواد ‪ 165‬إىل‬
‫‪ 202‬من املرسوم الرئاسي رقم‪.247-15 :‬‬
‫(‪ -)20‬أنظر‪ :‬نص املادة ‪ 56‬من القانون رقم‪ ،12-23 :‬و نص املادة ‪ 82‬من املرسوم الرئاسي رقم‪.247-15 :‬‬
‫(‪ -)21‬أنظر‪ :‬نص املادة ‪ 62‬من القانون رقم‪ :‬رقم‪ ،12-23 :‬و نص املادة ‪ 83‬من املرسوم الرئاسي رقم‪.247-15 :‬‬
‫(‪ -)22‬املواد ‪ 65‬إىل ‪ 71‬من القانون رقم‪ ،12-23 :‬و املواد ‪ 88‬إىل ‪ 94‬من املرسوم الرئاسي رقم‪.247-15 :‬‬
‫(‪ -)23‬املادة ‪ 69‬من القانون رقم‪ ،12-23 :‬و املادة ‪ 92‬من املرسوم الرئاسي رقم‪.247-15 :‬‬
‫(‪ -)24‬و هو ما كرسه التعديل الدستوري لعام ‪ ،2020‬حيث نص يف املادة ‪ 24‬يف فقرتيها الثانية و الثالثة على ما يلي‪ -2...« :‬ال ميكن ان تكون‬
‫الوظائف و العهدات يف مؤسسات الدولة مصدرا للثراء ‪ ،‬و ال وسيلة خلدمة املصاحل اخلاصة ‪ -3‬حيب على كل عون عمومي يف إطار ممارسة مهامه‬
‫تفادي أي حالة من حاالت تعارض املصاحل‪»...‬‬
‫(‪-)25‬حممد األعرج‪ ،‬القانون اإلداري املغريب‪ ،‬ج‪ ،1‬منشورات اجمللة املغربية لإلدارة احمللية و التنمية‪ ،‬سلسلة مواضيع الساعة‪ ،‬عدد‪ ،74 :‬ط‪ ،3‬الدار‬
‫البيضاء‪ ،2011 ،‬ص ‪ 290‬و مايليها‪.‬‬
‫(‪ -)26‬أنظر‪ :‬نص املادة ‪ 75‬يف فقرهتا األخرية من القانون رقم‪ ،12-23 :‬و نص املادة ‪ 97‬يف فقرهتا األخري من املرسوم الرئاسي رقم‪.247-15 :‬‬
‫(‪-)27‬املرسوم التنفيذي رقم‪ ،199-18 :‬املؤرخ يف‪ 02 :‬أوت ‪ ،2018‬يتعلق بتفويض املرفق العام‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ع‪ ،48 :‬مؤرخة يف‪ 05 :‬أوت ‪.2018‬‬
‫‪612‬‬ ‫اجمللد التاسع ‪ -‬العدد األول ‪ -‬السنة مارس ‪2024‬‬
‫رايس أمينة‬ ‫قراءة أكادميية يف القانون رقم‪ 12-23 :‬املؤرخ يف‪05 :‬أوت ‪ 2023‬حيدد القواعد للصفقات العمومية‬

‫‪ -‬ملزيد من التفاصيل خبصوص عقد التسيري املفوض راجع‪ - :‬دريد كمال‪ ،‬طريقة التسيري املفوض للمرفق العاممجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية‬
‫و السياسية‪ ،‬اجمللد‪ ،07 :‬العدد‪ ،02 :‬جانعة حممد بوضياف املسيلة ديسمرب ‪ ،2022‬ص ‪ 632‬و ما يليها‪ .‬أنظر الرابط‪:‬‬
‫‪https://www.asjp.cerist.dz/en/downArticle/457/7/4/212290‬‬

‫(‪ -)28‬أنظر‪ :‬الباب الثاين املوسوم بـ‪" :‬األحكام املطبقة على تفويضات املرفق العام" من املرسوم الرئاسي رقم‪ 247/15 :‬املؤرخ يف‪ 16 :‬سبتمرب ‪،2015‬‬
‫يتضمن تنظيم الصفقات العمومية و تفويضات املرفق العام‪ ،‬ص ‪.44 ،43‬‬
‫(‪ -)29‬بوضياف عمار‪ ،‬الصفقات العمومية يف اجلزائر ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ 57‬و ما يليها‪.‬‬
‫(‪ -)30‬حسني عثمان حممد عثمان‪ ،‬أصول القانون اإلداري‪ ،‬ط‪ ،1‬منشورات احلليب احلقوقية‪ ،‬بريوت ‪ ،2006‬ص ‪ 196‬و مايليها‪.‬‬
‫(‪ -)31‬أنظر‪ :‬املادة ‪ 36‬من القانون رقم‪.12-23 :‬‬
‫(‪ -)32‬أنظر‪ :‬املادة ‪ 16‬من القانون رقم‪.12-23 :‬‬
‫(‪ -)33‬أنظر‪ :‬املادة ‪ 19 ،18‬من القانون رقم‪.12-23 :‬‬
‫(‪ -)34‬أنظر خبصوص إحداث املؤسسات الناشئة ذات العالمة كل من‪:‬‬
‫‪ -‬املرسوم التنفيذي رقم‪ ،254-20 :‬مؤرخ يف‪ 15 :‬سبتمرب ‪ ، 2020‬يتضمن إنشاء جلنة وطنية ملنح عالمة " مؤسسة ناشئة" و "مشروع مبتكر" و‬
‫"حاضنة أعمال" و حتديد مهامها و تشكيلتها و سريها‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ع‪ 55 :‬مؤرخة يف‪ 21 :‬سبتمرب ‪.2020‬‬
‫‪ -‬املرسوم التنفيذي رقم‪ ،356-20 :‬مؤرخ يف‪ 30 :‬نوفمرب ‪ ، 2020‬يتضمن إنشاء مؤسسة ترقية و تسيري هياكل دعم املؤسسات الناشئة و حتديد‬
‫مهامها و تنظيمها و سريها‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ع‪ ،73 :‬مؤرخة يف‪ 06 :‬ديسمرب ‪.2020‬‬
‫(‪ -)35‬أنظر‪ :‬املادة ‪ 41‬يف فقرهتا الثانية و املادة ‪ 58‬من القانون رقم‪.12-23 :‬‬
‫(‪ -)36‬أنظر‪ :‬املادة ‪ 104‬من الفصل األول املعنون بـ‪" :‬اجمللس الوطين للصفقات العمومية" من الباب السادس املوسوم بـ‪ " :‬اجمللس الوطين للصفقات‬
‫العمومية‪ ،‬و الرقمنة‪ ،‬و اإلحصاء االقتصادي يف جمال الصفقات العمومية " من القانون رقم‪.12-23 :‬‬
‫(‪ -)37‬أنظر‪ :‬املادة ‪ 213‬السيما املطة الثامنة (‪ )8‬منها من القسم األول املعنون بـ‪ " :‬سلطة ضبط الصفقات العمومية و تفويضات املرفق العام " من‬
‫الباب الرابع املوسوم بـ‪ " :‬سلطة ضبط الصفقات العمومية و تفويضات املرفق العام و اإلحصاء االقتصادي للطلب العمومي " من املرسوم الرئاسي رقم‪:‬‬
‫‪.247/15‬‬
‫(‪ -)38‬أنظر‪ :‬املادة ‪ 40‬من من القانون رقم‪.12-23 :‬‬
‫(‪ -)39‬أنظر‪ :‬املادة ‪ 41‬من املرسوم الرئاسي رقم‪.247/15 :‬‬
‫(‪ -)40‬أنظر‪ :‬املادة ‪ 2/46‬من من القانون رقم‪.12-23 :‬‬
‫(‪ -)41‬بن سليمان فايزة‪ ،‬حوكمة الصفقات العمومية‪ ،‬مذكرة ماجستري يف احلقوق‪ ،‬فرع‪ :‬هيئات عمومية و حوكمة املشرف‪ :‬د‪ /‬بودريوة عبد الكرمي‪ ،‬كلىي‬
‫احلقوق و العلوم السياسية‪ ،‬جامعة عبد الرمحان مرية جباية‪ ،‬نوقشت بتاريخ‪ 16 :‬مارس ‪ ،2017‬ص ‪ 09‬و ما يليها‪.‬‬
‫(‪ -)42‬أنظر‪ :‬املواد من ‪ 94‬إىل ‪ 103‬من القانون رقم‪.12-23 :‬‬
‫(‪ -)43‬ما يالحظ على هذا القانون انه ام فيه صراحة جتسيد مبدأ التالزم بني السلطة و املسؤولية اجتاه املصلحة املتعاقدة‪ ،‬و ذلك من خالل نص املادة‬
‫‪ 36‬من القانون رقم‪.12-23 :‬‬
‫(‪ -)44‬أ نظر‪ :‬الفصل الرابع املعنون بـ‪ " :‬قواعد النزاهة " من الباب الثالث املوسوم بـ‪ " :‬كيفيات و إجراءات إبرام الصفقات العمومية " السيما املواد من‬
‫‪ 65‬إىل ‪ 71‬من من القانون رقم‪.12-23 :‬‬
‫(‪ -)45‬حيث مل يضع املشرع أي شرط متييزي بني املتعامل املتعاقد سواء كان وطين أو دويل‪ .‬أنظر‪ :‬املادة ‪ 39‬من القانون رقم‪.12-23 :‬‬
‫(‪ -)46‬أنظر‪ :‬املادة ‪ 89‬من القانون رقم‪.12-23 :‬‬

‫‪613‬‬ ‫اجمللد التاسع ‪ -‬العدد األول ‪ -‬السنة مارس ‪2024‬‬

You might also like