Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 14

‫مجلة دراسات إنسانية واجتماعية (‪)Journal of Social and Human Science Studies‬‬

‫جامعة وهران‪ /02‬المجلد ‪ 11‬ع ‪2022 /06 /16 .03‬‬


‫‪ISNN: 2253-0592 EISSN: 2588-199X / Prefix: 10.46315‬‬
‫ـ ـــــــــــــــــ ــ ــ ـــ ــــــــــ ـــــــــــــــ ــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ ـــــــــــــــــ ـــــــــــ ــــــ ـــــــــــــــــــــ‬
‫العنف من وسائل الإعلام إلى مواقع التواصل الاجتماعي‪ :‬الفيسبوك‬
‫كآلية جديدة للعنف الرمزي في البيئة الافتراضية‬
‫‪the violence from mass media to social media sites: facebook as a new‬‬
‫‪mechanism for symbolic violence in the virtual environment‬‬
‫مخبر الدراسات النفسية واالجتماعية جامعة محمد‬ ‫اتصال‬ ‫يسمينة بن عمار‪Yassmina Ben ammar* ،‬‬
‫خيضر‪/‬بسكرة ‪-‬الجزائر‬ ‫وعالقات عامة‬ ‫‪yassmina.benammar@univ-biskra.dz‬‬
‫جامعة محمد خيضر ‪/‬بسكرة‪ -‬الجزائر‬ ‫إعالم واتصال‬ ‫نجيب بخوش‪Nadjib Bekhouche ،‬‬
‫‪n.bekhouche@univ-biskra.dz‬‬
‫‪DOI : 10.46315/1714-011-003-028.‬‬
‫اإلرسال‪ 2021/01/20 :‬القبول‪ 2021/04/13 :‬النشر‪2022 /06 /16 :‬‬
‫ملخص‪:‬‬
‫يتناول املقال موضوع العنف الرمزي من خالل قراءة له عبر وسائل اإلعالم وبالتحديد عبر التليفزيون ملا له من سلطة عبر‬
‫عوامله الرمزية‪ ،‬كما يتناول العنف عبر مواقع التواصل االجتماعي وتجلياته‪ .‬وتظهر أهمية املقال في حيزه التطبيقي بقراءة‬
‫ملظاهر العنف الرمزي عبر الفيسبوك‪ ،‬حيث توصلنا إلى أن العنف الرمزي مجسد في مواقف الحياة اليومية مثل‪ :‬صراع املرأة‬
‫والرجل‪ ،‬العنف الرمزي ضد الطالبة الجامعية‪ ،‬العنف الرمزي ومسألة الهوية الثقافية‪ ،‬وإن العنف الرمزي عبر مواقع‬
‫التواصل االجتماعي ما هو إال امتداد للعنف الرمزي الواقعي‪.‬‬
‫كلمات املفتاحية‪ :‬العنف الرمزي؛ وسائل اإلعالم؛ التليفزيون؛ مو اقع التواصل االجتماعي ؛ الفيسبوك ‪.‬‬
‫‪Abstract:‬‬
‫‪The article addresses the symbolic violence subject bein gread via the media specifically television, as it has an authority‬‬
‫‪via its symbolic worlds. It also describes the violence and its manifestations over social media sites. The importance of‬‬
‫‪the article evidences in its application space by reading for symbolic violence manifestation through Facebook, where‬‬
‫‪weinferred that symbolic violence is embodied in every day situations such as woman and man conflict, symbolic‬‬
‫‪violence against the university girl student, symbolic violence and the cultural identity issue. In addition, the symbolic‬‬
‫‪violence via social media sites is just an extension of real symbolic violence.‬‬
‫‪Keywords: symbolic violence ; media; television; social media sites; Facebook.‬‬

‫*‪ -‬الباحث ال ُمرسل‪yassmina.benammar@univ-biskra.dz :‬‬

‫‪395‬‬
‫مجلة دراسات إنسانية واجتماعية (‪)Journal of Social and Human Science Studies‬‬
‫جامعة وهران‪ /02‬المجلد ‪ 11‬ع ‪2022 /06 /16 .03‬‬
‫‪ISNN: 2253-0592 EISSN: 2588-199X / Prefix: 10.46315‬‬
‫ـ ـ ـ ـ ـــ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـــ ـ ـ ــ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـــ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـــ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ــ ـ ـ ـ ـ ـــ ـ ــ ــ ـ ـ ــ ــ ـ ـ ـ ـ ـــ ـ ـ ــ ــ ــ ـ ـ ـ ـ ـــ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ــ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ــ ـ ـ ـ ــ ـ ــ ــ ـ ـ ـ ـ ـــ ـ ــ ــ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـــ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬
‫‪ .1‬مقدمة ‪:‬‬
‫يشكل الحقل االتصالي واقعا للعديد من املمارسات اإلنسانية‪ :‬والتي يدخل جزءا كبيرا منها‬
‫ضمن تفاعالت األفراد‪ ،‬منها العنف الرمزي؛الذي يقوم على تدفق العديد من الدالالت واملعاني‪،‬‬
‫حيث بات العنف الرمزي شعارا لتصرفات العديد من األفراد مما حمل اإليذاء لآلخر‪ .‬ولقد كانت‬
‫وسائل اإلعالم وال تزال آلية من آليات العنف الرمزي‪ ،‬وذلك من خالل نشر مضامين عنف‬
‫وتكريس حالة من الخضوع للقوى املهيمنة‪ ،‬لكن مع التحوالت التكنولوجية الجديدة التي حدثت‬
‫انتقل العنف إلى البيئة االفتراضية‪ ،‬ولقد احتوت مواقع التواصل االجتماعي وبالتحديد الفيسبوك‬
‫مظاهر وتجليات لهذا العنف الذي بسط سيطرته واستغل هذه املساحات للترويج ملضامين عدة‪.‬‬
‫وضمن هذه الزاوية تتحدد إشكالية دراستنا‪ ،‬حيث نهدف من خاللها إلى قراءة موضوع العنف عبر‬
‫وسائل اإلعالم وبالتحديد عبر وسيلة التليفزيون لنحاول بعدها رصد مظاهر العنف عبر البيئة‬
‫الجديدة التي احتوته‪ .‬ومع هذا التحول ‪ -‬البيئة االفتراضية‪ -‬كان البد من تحديد خصوصية العنف‬
‫الرمزي عبر مواقع التواصل االجتماعي‪ ،‬والسيما الفيسبوك‪ ،‬واألكيد أن الوصول إلى هذه األهداف‬
‫يتم من خالل قراءتنا الوصفية لعينة من محتويات صور عنف رمزي وعبر صفحات فيسبوك‬
‫جزائرية‪ ،‬باعتبارها املجتمع املستهدف من الدراسة‪ ،‬وبالتالي فإن البحث في إشكاليتنا يتحدد من‬
‫خالل قراءتنا الوصفية ملظاهر العنف الرمزي عبر الفيسبوك‪ ،‬وحصر محتوياته ومظاهره وإن هذا‬
‫ينطلق من خالل تفكيك بنيتها إلى التساؤالت اآلتية محاولين اإلجابة عنها‪ ،‬حيث يمكننا تحديدها في‬
‫اآلتي‪:‬‬
‫‪ )1‬كيف يتحدد مفهوم العنف الرمزي وعنف وسائل اإلعالم؟‬
‫‪ )2‬كيف يظهرالتليفزيون كآلية للعنف الرمزي ؟‬
‫‪ )3‬كيف تبرزمضامين ومظاهرالعنف الرمزي عبرالفيسبوك ؟‬
‫إن بحثنا في موضوع العنف الرمزي عبر مواقع التواصل االجتماعي تتحدد أهميته‪ ،‬كونه‬
‫يحاكي متغيرا هاما في البيئة االجتماعية لألفراد‪ ،‬كما أن تناول العنف عبر البيئة الجديدة هو‬
‫مقاربة لقراءة واقعه وكشف تجلياته‪ ،‬وضمن هذه الزاوية البحثية تناولت الباحثة (عائشة‪،‬‬
‫‪ ) 542-517 ،2015‬موضوع" العنف الرمزي عبر الشبكات االجتماعية قراءة لصور العنف‬
‫الرمزي عبر الفيسبوك "ولقد هدفت الباحثة من خالله البحث في تجليات العنف من خالل‬
‫الشبكة االجتماعية "الفيسبوك"‪ ،‬حيث توصلت في آخر دراستها إلى جملة من النتائج أهمها ‪:‬أن‬
‫العنف الرمزي عبر الفضاء االفتراض ي مثله مثل العنف في الواقع يتميز بالتخفي واالنسياب‪ ،‬كما‬
‫‪396‬‬
‫مجلة دراسات إنسانية واجتماعية (‪)Journal of Social and Human Science Studies‬‬
‫جامعة وهران‪ /02‬المجلد ‪ 11‬ع ‪2022 /06 /16 .03‬‬
‫‪ISNN: 2253-0592 EISSN: 2588-199X / Prefix: 10.46315‬‬
‫ـ ـ ـ ـ ـــ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـــ ـ ـ ــ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـــ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـــ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ــ ـ ـ ـ ـ ـــ ـ ــ ــ ـ ـ ــ ــ ـ ـ ـ ـ ـــ ـ ـ ــ ــ ــ ـ ـ ـ ـ ـــ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ــ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ــ ـ ـ ـ ــ ـ ــ ــ ـ ـ ـ ـ ـــ ـ ــ ــ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـــ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬
‫أن خصوصية الوسيط الجديد؛ الشبكات االجتماعية خلقت أشكاال جديدة من العنف الرمزي‬
‫ولقد حددت الباحثة جزء كبيرا منها في قراءة وصفية لها وهذا ما يتوافق ودراستنا‪.‬كما تناول‬
‫الباحث (محمد‪ )32 -1 ،2018 ،‬موضوع العنف الرمزي املدرك بوسائل اإلعالم الجديدة‬
‫وعالقته بمقياس الذات واألمن النفس ي لدى الشباب املصري في دراسة ميدانية‪ ،‬ولقد استهدف‬
‫الباحث البحث في العالقة بين العنف الرمزي املدرك بوسائل اإلعالم الجديدة ومفهوم الذات‬
‫واألمن النفس ي‪ ،‬ومن أبرز النتائج التي توصل لها هي‪ :‬وجود ارتباط بين معدالت استخدام الشباب‬
‫املصري لوسائل اإلعالم الجديدة والعنف الرمزي‪ ،‬مما يشير لوجود إدراك قوي للعنف الرمزي من‬
‫قبل الشباب عند تزايد استخدامهم لتلك الوسائل‪.‬‬
‫‪ .2‬منهجية الدراسة وأدواتها ‪ :‬تنتمي دراستنا إلى الدراسات الوصفية‪ ،‬والتي نهدف من خاللها‬
‫وصف مظاهر العنف الرمزي عبر الفيسبوك‪ ،‬باإلضافة إلى معرفة خصوصيته ضمن الفضاء‬
‫االفتراض ي ‪.‬‬
‫مايميز األبحاث الوصفية أنها على تقوم على دراسة الوضع الراهن للظاهرة أو الظاهرة‬
‫املبحوثة ذات الصلة بموقف معين‪ ،‬أو بمجموعة من الناس‪ ..‬أو أوضاع مختلفة دراسة تصورية‬
‫دقيقة من حيث العناصر املكونة لها وطبيعة العالقات السائدة فيها ونوع فئاتها (بن مرسلي‪ ،‬أ‪،‬‬
‫‪ .)51 ،2010‬وحتى يتحقق لنا الوصول إلى هذه املعلومات سيتم االعتماد على املنهج املسحي؛ ويعتبر‬
‫املنهج املسحي من أبرز املناهج املستخدمة في البحث اإلعالمي للحصول على البيانات واملعلومات‬
‫التي تستهدف الظاهرة العلمية ذاتها (املشهداني‪ ،‬س‪. )163 ،2017 ،‬‬
‫ولقد اتخذنا من أداة تحليل املحتوى أداتنا الرئيسية التي سيتم تطبيقها على عينة قصدية‬
‫من صور للعنف الرمزي عبر صفحات فيسبوك جزائرية‪.‬‬
‫ويتجه تحليل املحتوى إلى اتجاهين في وصف املحتوى املدروس‪:‬‬
‫أ ‪ -‬تحليل املحتوى الظاهري‪ :‬حيث إن املمارسة العادية للتحليل هي دراسة املحتوى الظاهري‪ ،‬أي‬
‫ما هو معلن عنه بشكل واضح في الوثيقة مثال‪ ،‬أي ما تعرفه الوثيقة حقيقة‪ .‬وفي دراستنا ستتم‬
‫خالل القراءة الظاهرة ملحتوى الصور املعنية بالدراسة‪.‬‬
‫ب‪ -‬تحليل املحتوى املستتر‪ :‬هي ممارسة أخرى لتحليل املحتوى وهي دراسة املحتوى املستتر‬
‫لوثيقة ؛ واملحتوى املستتر هو كل ما لم يتم التعبير عنه بشكل واضح في الوثيقة‪.‬و تتطلب إذن‬
‫دراسة املحتوى املستتر الكشف عن ما هو غير معلن عنه‪ ،‬والكشف عن املعنى الخفي لألقوال‬

‫‪397‬‬
‫مجلة دراسات إنسانية واجتماعية (‪)Journal of Social and Human Science Studies‬‬
‫جامعة وهران‪ /02‬المجلد ‪ 11‬ع ‪2022 /06 /16 .03‬‬
‫‪ISNN: 2253-0592 EISSN: 2588-199X / Prefix: 10.46315‬‬
‫ـ ـ ـ ـ ـــ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـــ ـ ـ ــ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـــ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـــ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ــ ـ ـ ـ ـ ـــ ـ ــ ــ ـ ـ ــ ــ ـ ـ ـ ـ ـــ ـ ـ ــ ــ ــ ـ ـ ـ ـ ـــ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ــ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ــ ـ ـ ـ ــ ـ ــ ــ ـ ـ ـ ـ ـــ ـ ــ ــ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـــ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬
‫بالفعل ‪( ...‬موريس‪ ،‬أ‪ .)218 ،2004 ،‬ويتحدد هذا من خالل قراءة الخفي من محتوى الصور املعنية‬
‫بالدراسة في املستوى الثاني من التحليل‪.‬‬
‫ولقد حصرنا الصور املعنية بالدراسة في اآلتي ‪ :‬البعد اإلنساني واالجتماعي ‪:‬عنف رمزي يحاكي‬
‫صراع املرأة والرجل‪ -‬عنف رمزي ضد املرأة (الطالبة الجامعية)‪ ،‬البعد الثقافي‪ :‬عنف رمزي‬
‫حول مسألة الهوية ‪.‬‬
‫‪.3‬اإلطارالنظري املعرفي للدراسة‪:‬‬
‫‪1.3‬تعريف العنف الرمزي‪:‬‬
‫ُ‬
‫جاء في التعريف اللغوي للعنف عند ابن منظور بأنه ‪ ":‬الخرق باألمر وقلة الرفق به‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫ً‬ ‫ُ ُ‬
‫عنف ُع ًنفا وعنافة‪ ،‬وأعنف ُه وعنف ُه تعنيفا‪ ،‬وهو عنيف إن‬ ‫وهو ضد الرفق‪ ،‬ع ُنف به وعليه ي‬
‫بعنف" (ابن منظور‪ .)1151 ،1999 ،‬ويتحدد‬
‫لم يكن ً‬
‫رفيقا في أمره‪ .‬واعـتنف األمر‪ :‬أخذ ُه ُ‬
‫ُ‬
‫العنف من الناحية االصطالحية بأنه‪ ":‬سلوك تستخدم فيه القوة والتهديد واإلكراه أو القهر أو‬
‫اإليذاء البدني والنفس ي واالجتماعي على اآلخرين لتحقيق غايات أو إشباع حاجات (رمضان‪،‬‬
‫‪.)107 ،2016‬‬
‫يظهر من خالل هذا أن العنف يتمحور إذن حول معاني تحمل طابع الشدة على اآلخر‬
‫ويتخذ أساليب عدة من لوم وإلحاق الضرر باآلخرين‪ ،‬واألكيد أن العنف له طابع مادي‪ ،‬وطابع غير‬
‫مادي خفي يجعل من الدالالت واإلشارات والرموز أداته الرئيسية بمختلف تجلياتها ‪.‬‬
‫يعتبر العنف الرمزي إحدى أشكال العنف والذي حظي هو اآلخر بتعريفات من بينها‬
‫التعريف الذي قام ببلورته بيير بورديو‪ Piere Bourdieu‬حيث عرفه بأنه‪ ":‬ذلك القهر الذي ال‬
‫يتأخر املسيطر عليه من منحه للمسيطر حيث ال يتوفر من أجل التفكير في ذلك والتفكير في‬
‫نفسه‪ ،‬أو بتعبير أفضل لكي يفكر في عالقته معه سوى بأدوات معرفة لديه‪ ،‬فهي ليست سوى‬
‫شكال مدمجا لبنية عالقة السيطرة فتظهر هذه العالقة كما لو أنها طبيعية أو بعبارة أخرى حينما‬
‫تكون األنظمة التي يشغلها لكي يدرك ويقدر أو ليقدر املسيطرين (رفيع ‪/‬وضيع‪ ،‬ذكر ‪ /‬أنثى‪ ،‬أبيض‬
‫‪ /‬أسود‪ )..‬الذين هم نتاج اندماج التصنيفات التي تم تطبيعها على هذا النحو (شوفالييه‪،‬‬
‫شوفيري‪.)219 ،2013 ،‬‬
‫إذن ما أسماه عاملا االجتماع ‪ Piere Bourdieu‬و‪ Jean claude‬بـ " العنف الرمزي"‪ :‬هو‬
‫العنف الذي ال يتم تمييزه في الجسم ولكنه يكون على مستوى إيديولوجي ويتمكن من فرض‬
‫تمثيالت على أنها تمثل الشرعية الوحيدة)‪ . (Dasilva et al, n.d, p. 04‬فالعنف الرمزي من خالل‬
‫‪398‬‬
‫مجلة دراسات إنسانية واجتماعية (‪)Journal of Social and Human Science Studies‬‬
‫جامعة وهران‪ /02‬المجلد ‪ 11‬ع ‪2022 /06 /16 .03‬‬
‫‪ISNN: 2253-0592 EISSN: 2588-199X / Prefix: 10.46315‬‬
‫ـ ـ ـ ـ ـــ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـــ ـ ـ ــ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـــ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـــ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ــ ـ ـ ـ ـ ـــ ـ ــ ــ ـ ـ ــ ــ ـ ـ ـ ـ ـــ ـ ـ ــ ــ ــ ـ ـ ـ ـ ـــ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ــ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ــ ـ ـ ـ ــ ـ ــ ــ ـ ـ ـ ـ ـــ ـ ــ ــ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـــ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬
‫وجهة نظر بورديو يكتسب نفوذه من خالل غطاء الشرعية وبالتالي يصبح مظهرا عاديا في حياة‬
‫األفراد‪ .‬ويتحدد العنف الرمزي في القدرة على فرض دالالت أو معاني على أنها شرعية مع إخفاء‬
‫عالقات القوة التي تمثل دعامة هذه القوة وركيزتها األساسية‪ ،‬وتعد التربية في مختلف أشكالها‬
‫ومجاالتها مصدرا ملا يسمى بالعنف الرمزي سواء كان في املنزل أو املدرسة أو في وسائل اإلعالم‪...‬‬
‫ألنها في معنى من معانيها تفرض قيما ومعارف وخبرات وتوجيهات تكرس سيطرة فئة عليا على أخرى‬
‫دنيا (مليكة‪ ،‬رقية‪.)550 ،2018 ،‬‬
‫وإن العنف موجود في كل مظاهر الحياة‪ ،‬كما تتعدد وسائله وأساليبه‪ ،‬ويعد املجال‬
‫اإلعالمي مجاال مفتوحا للعنف خاصة من خالل وسائل اإلعالم‪ ،‬التي باتت مضامينها تعرف تصوير‬
‫العديد من مظاهر العنف‪ ،‬وهي تنقل العنف إلى األفراد متخطية الحدود الرمزية لهم من خالل‬
‫قوالب متنوعة‪ ،‬نصوص‪ ،‬أخبار‪ ،‬معلومات‪ ...‬يتخفى العنف الرمزي فيها وفق دالالت تخفي واقعا‬
‫معينا في قالب رمزي محدد‪.‬‬
‫‪ 2.3‬تعريف عنف وسائل اإلعالم‪:‬‬
‫اتجهت الدراسات البحثية إلى تعريف عنف وسائل اإلعالم بأنه‪ ":‬تصوير الحدث املادي‬
‫العلني الذي يؤذي أو يقتل أو يهدد بفعل ذلك‪ ،‬فعادة ما ُتعر ُف بعض األفعال باعتبارها تنطوي‬
‫على العنف بوساطة من أجل نشر الخوف والتعبير عن موقف وفي العادة يكون سياسيا"‪( .‬بيرغر‪،‬‬
‫آ‪ .)170 ،171 ،2012 ،‬كما يعتبر عنف وسائل اإلعالم عنفا نفسيا فكريا أخالقيا‪ ،‬فهو يشمل كل‬
‫عمل إعالمي يحتوي على مظاهر وتصرفات وألفاظ ورموز وعالقات وقيم ومثل ومبادئ تتنافى‬
‫والسلوك السوي والفطرة السليمة لإلنسان‪ .‬وقد عرفه املركز الكندي للدراسات حول وسائل‬
‫اإلعالم في إحدى دراساته حول العنف في التلفزيون الكندي بأنه‪ ":‬أي اعتداء نفس ي أو أخالقي أو‬
‫أي فعل يتسبب في حالة نفسية غير مرغوبة مثل القلق‪ ،‬الخوف‪ ،‬اإلهانة‪ ،‬السخرية‪ ،‬فقدان‬
‫ُ‬
‫القيمة‪ ،‬أو الحنان والحب‪ ،‬املساس بالسمعة‪ ،‬الشعور بالذنب‪...‬أي الحاالت املولدة للشعور باأللم‬
‫غير الفيزيقي (فوضيل‪ . )260 ،261 ،2015 ،‬وإن أغلب املؤلفين يعتبرون مشاهد العنف بمثابة‬
‫ظاهرة بسيطة قد ال يكون هناك مبرر لبحث معناها ويكفي تذكر أهميتها‪ ،‬ومن هذه الكمية يمكن‬
‫استنتاج تأثيرها‪ .‬وقد الحظت هيملوتيا ‪ Hemlutia‬أن العنف في أفالم الو يسترن يكتسب طابعا‬
‫حياديا‪ ،‬ألنه يصب في قالب موحد‪ ،‬ومن املؤكد أن معنى العنف املعروض على الشاشة بالنسبة لها‬
‫كما هو بالنسبة للباحثين ال يختلف معناه في الواقع‪ ،‬فالفعل العنيف هو فعل عنيف‪...‬وإن‬
‫الداللة الوحيدة للفعل العنيف هي تلك التي تضفيها عليه األخالقيات االجتماعية أو املحاكم‬
‫‪399‬‬
‫مجلة دراسات إنسانية واجتماعية (‪)Journal of Social and Human Science Studies‬‬
‫جامعة وهران‪ /02‬المجلد ‪ 11‬ع ‪2022 /06 /16 .03‬‬
‫‪ISNN: 2253-0592 EISSN: 2588-199X / Prefix: 10.46315‬‬
‫ـ ـ ـ ـ ـــ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـــ ـ ـ ــ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـــ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـــ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ــ ـ ـ ـ ـ ـــ ـ ــ ــ ـ ـ ــ ــ ـ ـ ـ ـ ـــ ـ ـ ــ ــ ــ ـ ـ ـ ـ ـــ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ــ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ــ ـ ـ ـ ــ ـ ــ ــ ـ ـ ـ ـ ـــ ـ ــ ــ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـــ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬
‫األخرى‪ ،‬وإال فالعنف يغدو مجرد لعب خالص ( تسلية‪ ،‬ترفيه)‪ ،‬وال تصبح له داللة في حد ذاته كما‬
‫هو الشأن في الرسوم املتحركة وفي بعض األفالم (جلوكسمان‪ ،‬أ‪.)61 ،2000 ،‬‬
‫إن العنف عبر وسائل اإلعالم يمتد من خالل وسائل عدة‪ ،‬حيث أن تلك الوسائل تضفي‬
‫عليه طابعا متنوعا‪ ،‬ويعد العنف اإلعالمي ‪ -‬العنف الرمزي عبر التليفزيون – من مظاهره ومن‬
‫ذلك تتحول له الهيمنة والسيطرة في عرض الخطابات الرمزية عبر أساليب عدة مثل اللغة‪ ،‬والتي‬
‫تعتبر حاوي رئيس ي لتمظهر العنف وبالتحديد في طابعه الرمزي‪.‬‬
‫‪ 3.3‬التليفزيون والعنف الرمزي‪:‬‬
‫تعتبر وسائل اإلعالم بمختلف أنواعها وعلى رأسها التليفزيون من أهم الوسائل تأثيرا على‬
‫تشكيل رؤية الفرد واملجتمع تجاه القضايا املختلفة وهي قادرة على نشر نمط سلوكي وثقافي‬
‫واجتماعي ينتهجه الفرد واملجتمع‪ .‬وفي ذلك تناول بورديو ‪ Bourdieu‬في كتابه "التليفزيون وآليات‬
‫التالعب بالعقول" إلى جانب املوضوع املباشر بنية وسائل اإلعالم الحديثة وآليات عملها وتحديدا‬
‫التليفزيون بفتح الطريق بشكل غير مباشر للتأمل والتفكير فيما هو أبعد من ذلك وتحديدا طبيعة‬
‫املجتمع الذي نعيش فيه في الوقت الراهن‪ ،‬فاملجتمع يخضع ألدوات ضبط وتحكم تهدف إلى‬
‫توجيهه نحو استراتيجيات محددة‪ ،‬ودور أدوات الضبط والتحكم هذه هو إحكام السيطرة على‬
‫جوانب املجتمع الثقافية والسياسية واالجتماعية واالقتصادية (الطاهر‪ ،‬أحمد‪.)43 ،44 ،2016 ،‬‬
‫حيث قدم بورديو في نظريته حول العنف الرمزي آليات مهمة تغذي العنف‪ ،‬املدرسة‪ ،‬اللغة‪،‬‬
‫لكنه في هذا املقام يقدم آلية أخرى ال تقل أهمية في املجتمع الحداثي الذي وسم نفسه بنفسه‬
‫بكونه مجتمع معرفة أو معلومات‪ .‬كما تنبه بورديو لهذا الجانب من خالل دراسة بعنوان"‬
‫التليفزيون وآليات التالعب بالعقول"‪ ،‬وهذه العبارة تذكرنا ضمنا بما قدمه هاربرت شيلر‬
‫‪ Harbert schiller‬في كتابه املتالعبون بالعقول‪( .‬محمد‪)2015 ،‬‬
‫وفي إطار املقاربات السوسيولوجية النقدية لوسائل اإلعالم ومن أجل كشف وسبر أغوار‬
‫ما تخفيه هذه الوسائل من سيطرة وهيمنة وعنف رمزي‪ ،‬فلقد كرس بورديو اهتماما كبيرا لنقد‬
‫الدور الذي تلعبه وسائل اإلعالم‪...‬وفي هذا يقول بورديو‪":‬إن املنظومات الرمزية بما هي أدوات‬
‫تواصل ومعرفة تشكل بنيات تخضع العالم تؤدي وظيفتها األساسية من حيث هي أدوات لفرض‬
‫السيادة وإعطاء صفة املشروعية التي تساهم في ضمان هيمنة طبقة على طبقة أخرى"‪ .‬حيث‬
‫يعتقد بورديو أن القنوات التليفزيونية وبشكل خاص الفضائية منها لم تعد مجرد قنوات تقدم‬
‫برامج للتسلية أو للتثقيف فقط إنما أصبحت أدوات الضبط والتحكم السياس ي واالجتماعي‪ ..‬أو‬
‫‪400‬‬
‫مجلة دراسات إنسانية واجتماعية (‪)Journal of Social and Human Science Studies‬‬
‫جامعة وهران‪ /02‬المجلد ‪ 11‬ع ‪2022 /06 /16 .03‬‬
‫‪ISNN: 2253-0592 EISSN: 2588-199X / Prefix: 10.46315‬‬
‫ـ ـ ـ ـ ـــ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـــ ـ ـ ــ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـــ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـــ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ــ ـ ـ ـ ـ ـــ ـ ــ ــ ـ ـ ــ ــ ـ ـ ـ ـ ـــ ـ ـ ــ ــ ــ ـ ـ ـ ـ ـــ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ــ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ــ ـ ـ ـ ــ ـ ــ ــ ـ ـ ـ ـ ـــ ـ ــ ــ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـــ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬
‫هي وفقا للمصطلح الذي يستخدمه بيير بورديو عبارة عن أدوات للعنف الرمزي‪ ..‬إذن التلفزيون‬
‫يعد من أهم السلطات الرمزية لإلعالم كونه يقع في منطقة لعبة اللغة املستخدمة ذاتها‪ ،‬وهي اللغة‬
‫الشكلية املتفق عليها‪ ،‬اللغة العاقلة‪ ،‬الصفة األخرى لهذا الفضاء اإلعالمي‪ ( .‬الطاهر‪ ،‬أحمد‪،‬‬
‫‪.)44 ،2016‬‬
‫إن الش يء املالحظ أن بورديو يرى أن التليفزيون يعتبر وعاء حاوي للعنف الرمزي‪ ،‬فإلى‬
‫جانب ما يقدمه من برامج ومعلومات في مختلف املضامين يخفي العديد من الدالالت الرمزية التي‬
‫تعكس حسب بورديو الفاعلين املهيمنين الذين يتحكمون في هذه الوسيلة‪ ،‬فالعنف عبر‬
‫التليفزيون إذن وفي إطار ما يقدمه من مضامين يظهر لنا تنوعا له‪ ،‬والذي يتكيف واملضمون‪ ،‬أو‬
‫القالب الذي يتخذه‪.‬‬
‫ومن ذلك يقول بيير بورديو في كتابه‪" :‬إنني أريد تفكيك سلسلة من اآلليات التي تثبت أن‬
‫التليفزيون يمارس نوعا من العنف الرمزي املفسد واملؤذي بشكل خاص العنف الرمزي هو عنف‬
‫يمارس بتواطؤ ضمني من قبل هؤالء الذين يخضعون له‪ ،‬وأولئك الذين يمارسونه بالقدر الذي‬
‫يكون فيه أولئك كما هؤالء غير واعين ممارسة هذا العنف أو الخضوع له (بورديو‪ ،‬ب‪،2004 ،‬‬
‫‪.)46‬‬
‫ومع التحوالت الجديدة التي عرفتها البيئة االتصالية تحولت هيمنة العنف إلى أوساط‬
‫أخرى ال تقل أهمية عن التليفزيون‪ ،‬أو باألحرى باتت تشكل الركيزة األولى في إشباعات األفراد‬
‫والفضاء الحر لتعبيراتهم الرمزية‪.‬‬
‫‪ 4.3‬العنف الرمزي عبرالفيسبوك‪:‬‬
‫إن العنف الرمزي يكاد يكون اليوم موجودا في كل أشكال املضمون اإلعالمي بمختلف‬
‫أنواعه ومستوياته‪ ،‬ويتمظهر العنف في كل أشكال االتصال في الحياة الحديثة‪ ،‬كما أن‬
‫التكنولوجيا الحديثة التي أنتجت أشكال اتصالية جديدة فهو موجود‪( ،‬أي املضمون اإلعالمي‬
‫العنيف ) في الهواتف املحمولة وألعاب الفيديو واإلنترنت التي أصبحت كلها حوامل ناقلة للعنف‬
‫تسلل إليها كونه العنصر السائد في مضمون األشكال األقدم من وسائل االتصال‪( ...‬اآللوس ي‪ ،‬س‪،‬‬
‫‪ .)109 ،2012 ،‬وتعمل وسائل تكنولوجيا االتصاالت الحديثة على ترسيخ الرسالة أو الفكرة‬
‫االتصالية بطريقة ال يمكن للشاب إدراكها إال بعد تغلغلها في ذهنه‪ ،‬وارتكابه للعنف ضد اآلخرين‬
‫دون وعي منه بالفعل الذي قام به‪ ،‬ودون إدراك ملا قد يتسبب فيه ذلك من مخاطر عليه وعلى من‬
‫حوله‪( ...‬فازية‪.)240 ،2021 ،‬‬
‫‪401‬‬
‫مجلة دراسات إنسانية واجتماعية (‪)Journal of Social and Human Science Studies‬‬
‫جامعة وهران‪ /02‬المجلد ‪ 11‬ع ‪2022 /06 /16 .03‬‬
‫‪ISNN: 2253-0592 EISSN: 2588-199X / Prefix: 10.46315‬‬
‫ـ ـ ـ ـ ـــ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـــ ـ ـ ــ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـــ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـــ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ــ ـ ـ ـ ـ ـــ ـ ــ ــ ـ ـ ــ ــ ـ ـ ـ ـ ـــ ـ ـ ــ ــ ــ ـ ـ ـ ـ ـــ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ــ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ــ ـ ـ ـ ــ ـ ــ ــ ـ ـ ـ ـ ـــ ـ ــ ــ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـــ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬
‫املالحظ أن التكنولوجيا الحديثة بسطت بتأثيراتها‪ ،‬وكانت أكثر تأثيرا من خالل استهداف‬
‫فئة الشباب‪ ،‬ومن ذلك حوت فضاءاتها مساحاتهم التعبيرية وفي شتى القضايا‪ ،‬ومن ذلك تنوعت‬
‫استخداماتها لنعرف من خاللها العوالم التعبيرية الرمزية لهم‪ ،‬والتي تعكس في األخير حاجاتهم‬
‫املختلفة ‪.‬‬
‫وإذا ما تحدثنا عن استخدامات وسائل اإلعالم الجديدة تأخذ الشبكات االجتماعية ومواقع‬
‫التواصل االجتماعي النصيب األكبر من انشغال الشباب واستخداماته‪ ..‬حيث تعتبر الشبكات‬
‫االجتماعية منابر حرة إلبداء الرأي ومناقشة القضايا بحرية بالغة بعيدا عن اإلكراه والحدود التي‬
‫يرسمها املجتمع ووسائل إعالمه التقليدية في الواقع‪ .‬من هنا يمكن اعتبار الشبكات االجتماعية‬
‫واقعا هاما لدراسة السلوكيات الشبابية وأنماط تفكيرهم‪ ،‬وقياس مدى ممارستهم للعنف بكافة‬
‫تجلياته ( عائشة‪ .)521 ،542 ،2015 ،‬كما تعرف مواقع التواصل االجتماعي حسب زاهر راض ي‬
‫بكونها‪ ":‬منظومة من الشبكات اإللكترونية التي تسمح للمشترك فيها بإنشاء موقع خاص به‪ ،‬ومن‬
‫ثم ربطه عن طريق نظام اجتماعي إلكتروني مع أعضاء آخرين لديهم االهتمامات والهوايات نفسها‪".‬‬
‫(المية‪)176 ،2019 ،‬‬
‫مع هذه التحوالت التي شهدتها البيئة االتصالية نالحظ تحول مظاهر العنف لتتكيف‬
‫والبيئة الرقمية الجديدة متخذة من املواقع فضاء لها‪ ،‬أين وجد األفراد مساحات كبيرة للحرية‬
‫لنشر مضامين بمعاني مختلفة للعنف‪ ،‬باتت تتغلغل ضمن تفاعالت األفراد متخطية الحدود‬
‫الرمزية وفارضة للعديد من الدالالت املتخفية ضمن مواقع التواصل االجتماعي وعبر مجال‬
‫الفضاء االفتراض ي‪.‬‬
‫‪.4‬اإلطارالتطبيقي للدراسة‬
‫مضامين ومظاهرالعنف الرمزي عبرالفيسبوك‪:‬‬
‫أصبح الفيسبوك مظهرا بارزا في حياة البشرية‪ ،‬كما احتوت صفحاته جزءا كبيرا من أنماط‬
‫املمارسة داخل الحياة االجتماعية التي تتميز بالتنوع‪ ،‬هذا بدوره انعكس على ممارسة العنف‬
‫الرمزي ؛ والذي يتمظهر في نسق من املعاني التي تمس مظاهر عدة من العالقات اإلنسانية‬
‫ومواقف الحياة املختلفة‪.‬‬
‫ويمثل الفرد موضوعا للعنف الرمزي في املمارسات الثقافية والتربوية السائدة في حياتنا‪،‬‬
‫حيث يتخفى العنف الرمزي وراء الرموز والدالالت واملعاني ويتغلغل في الوعي على صورة عدوانية‬
‫ضد األفراد سواء كانوا رجاال أو نساء أو أطفاال‪ .‬ويتجلى هذا العنف في نسق متدفق من اإلشارات‬
‫‪402‬‬
‫مجلة دراسات إنسانية واجتماعية (‪)Journal of Social and Human Science Studies‬‬
‫جامعة وهران‪ /02‬المجلد ‪ 11‬ع ‪2022 /06 /16 .03‬‬
‫‪ISNN: 2253-0592 EISSN: 2588-199X / Prefix: 10.46315‬‬
‫ـ ـــــــــــــــــ ــ ــ ـــ ــــــــــ ـــــــــــــــ ــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ ـــــــــــــــــ ـــــــــــ ــــــ ـــــــــــــــــــــ‬
‫والدالالت والرموز السلبية التي تحاصر الفرد بشحنات عدوانية تأخذه إلى معاقل العنف‬
‫والجريمة (نعيمة‪ ،‬زينب‪.)373 ،2014 ،‬‬
‫‪ -1‬العنف الرمزي في صورة صراع املرأة والرجل‪:‬‬
‫إن صفحة ‪ BouteilleDZ‬تقرعيج تصور لنا مشهد شجار ضمن منشوراتها في قالب عنف‬
‫رمزي يحكي مواجهة بين عنصرين هامين في املجتمع في قالب داللي يصور مضمون يظهر الصراع بن‬
‫الرجل واملرأة في املجتمع الجزائري‪ .‬ومع انتشار صفحات الفيسبوك وال سيما االجتماعية منها تم‬
‫نقل هذه املواقف إلى البيئة الجديدة هذه الصورة أخذتنا إلى واقع يومي يعيشه املجتمع الجزائري‪،‬‬
‫غير أن هذه الصورة نقلت محتواه في البيئة الجزائرية لكن عبر مساحات افتراضية لتجسد لنا‬
‫املواجهة الدائمة بالطابع العدواني بين املرأة والرجل‪ ،‬والتي كانت منها املواجهة شديدة‪ ،‬ضمن‬
‫مضمون يحاكي واقعهما التفاعلي املليء بحمولة رمزية وبأساليب بعيدة عن القيم االجتماعية‪.‬‬
‫الصورة رقم ‪ 01:‬عنف رمزي لصراع املرأة والرجل‬

‫املصدر‪ :‬صفحة تقرعيج ‪BouteilleDZ https://web.facebook.com/BouteilleDZ/?_rdc=1&_rdr‬‬


‫‪ -2‬العنف الرمزي ضد املرأة ) الطالبة الجامعية (‪:‬‬
‫ينقلنا محتوى الصورة إلى عنف ( بعد إنساني أيضا) لكن ضمن مظهر ومضمون آخر حيث‬
‫أن الفيسبوك احتوى مظاهر العنف اللساني –املكتوب‪ -‬وال سيما الذي يستهدف املرأة كما في‬
‫الصورة معتمدا على أساليب بذيئة‪ ،‬من خالل تصوير املرأة في مشاهد الضياع وعدم فهم األمور‪،‬‬
‫وال سيما املرأة املتعلمة أو املثقفة‪ ،‬فهذه الصورة تصور لنا املرأة بانتقاص من قيمتها واستصغار‬
‫لها‪ ،‬لتنقلنا صفحات الفيسبوك ملظهر آخر للعنف الرمزي والذي يتجه نحو املرأة‪ ،‬بتصوريها في‬
‫ميدان من ميادين حياتها الذي هو التعليم‪ ،‬أو باألحرى مجاال باتت تنافس فيه فئة الرجال‪ ،‬ومن‬
‫هنا كان الرد منه بهذه الحمولة الرمزية من خالل تصويرها في مظهر يحمل داللة عدم قدرتها‬
‫وضياعها على املستوى األكاديمي‪.‬‬

‫‪403‬‬
‫مجلة دراسات إنسانية واجتماعية (‪)Journal of Social and Human Science Studies‬‬
‫جامعة وهران‪ /02‬المجلد ‪ 11‬ع ‪2022 /06 /16 .03‬‬
‫‪ISNN: 2253-0592 EISSN: 2588-199X / Prefix: 10.46315‬‬
‫ـ ـ ـ ـ ـــ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـــ ـ ـ ــ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـــ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـــ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ــ ـ ـ ـ ـ ـــ ـ ــ ــ ـ ـ ــ ــ ـ ـ ـ ـ ـــ ـ ـ ــ ــ ــ ـ ـ ـ ـ ـــ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ــ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ــ ـ ـ ـ ــ ـ ــ ــ ـ ـ ـ ـ ـــ ـ ــ ــ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـــ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬
‫الصورة رقم ‪ 02:‬عنف رمزي ضد املرأة الجامعية‬

‫املصدر‪ :‬صفحة تخمام دزيري ‪https://web.facebook.com/takhmam.dzirii/?_rdc=1&_rd‬‬


‫‪ -3‬العنف الرمزي ومسألة الهوية الثقافية‪:‬‬
‫ُ‬
‫ينتقل العنف الرمزي إلى البعد الثقافي ضمن هذا املضمون‪ ،‬حيث خصت مسألة الهوية‬
‫الثقافية بمساحات عبر البيئة االفتراضية‪ ،‬فصفحة أمازيغي أمازيغي أمازيغي تعرض لنا منشور‬
‫يحاكي صراعا و"مواجهة بين ثقافتين كما هو في الصورة ‪.‬‬
‫الصورة رقم‪ 03:‬عنف رمزي يتعلق بمسألة الهوية الثقافية‬

‫املصدر‪:‬صفحة أمازيغي أمازيغي‬


‫‪https://web.facebook.com/Amazigh.North.Africa/?_rdc=1&_rd‬‬
‫إن الفيسبوك كرس مجاال كبيرا لألفراد للتعبير عن انتمائهم وقيمهم ومبادئهم من خالل‬
‫تصوير مشاهد تحاكي مظاهر عدة للواقع مثل الواقع الثقافي الذي يحمل العديد من الخصوصية‪،‬‬
‫من خالل فرض أنساق مختلفة من القيم والدالالت والرموز‪ ،‬والتي تحمل عنفا رمزيا مبطنا يخفي‬
‫وراءه عرض معاني النهوض بقيم الهوية األصل واالنتماء في عنف رمزي ثقافي‪.‬‬
‫حيث تنقلنا الصورة إلى مضمون ثقافي يحمل حمولة رمزية تتعلق بمسألة الهوية الثقافية‬
‫في مواجهة بين هويتين كل هوية تحاول االنفالت من الهوية األخرى وتحقيق االستقاللية بقيمها‬
‫ورموزها حفاظا على خصوصيتها ‪.‬‬

‫‪404‬‬
‫مجلة دراسات إنسانية واجتماعية (‪)Journal of Social and Human Science Studies‬‬
‫جامعة وهران‪ /02‬المجلد ‪ 11‬ع ‪2022 /06 /16 .03‬‬
‫‪ISNN: 2253-0592 EISSN: 2588-199X / Prefix: 10.46315‬‬
‫ـ ـ ـ ـ ـــ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـــ ـ ـ ــ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـــ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـــ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ــ ـ ـ ـ ـ ـــ ـ ــ ــ ـ ـ ــ ــ ـ ـ ـ ـ ـــ ـ ـ ــ ــ ــ ـ ـ ـ ـ ـــ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ــ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ــ ـ ـ ـ ــ ـ ــ ــ ـ ـ ـ ـ ـــ ـ ــ ــ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـــ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬
‫‪-5‬النتائج ومناقشتها‪:‬‬
‫يستقر العنف الرمزي في كل مظاهر الحياة ويتغلغل في حياتنا تحت غطاء الشرعية‪،‬‬
‫وضمن مساره التاريخي انتقل من وسيلة ألخرى باسطا قيمه وتمثالته‪ .‬ولقد توصلنا من خالل‬
‫دراستنا هذه في قراءتنا الوصفية لواقعه إلى‪:‬‬
‫‪ -1‬يمتد العنف الرمزي في طابعه غير املادي من خالل العديد من الدالالت واإلشارات التي تترسخ‬
‫وتتحدد هيمنتها‪ ،‬أي أنه يقوم على فرض دالالت أو معاني تشكل دعامته‪ ،‬وتعتبر وسائل اإلعالم‬
‫حاويا رئيسيا للعنف حيث يتم نشره عبر خطاباتها املختلفة وفي إطار قوالب عدة يتخفى العنف‬
‫من خاللها ليبسط هيمنته‪ ،‬ويعتبر التليفزيون آلية بارزة للعنف الرمزي كما عبر عن ذلك بيير‬
‫بورديو؛ الذي نحت هذا املفهوم فالتليفزيون لم يعد وسيلة لتحقيق وظائف عدة بل أصبح وسيلة‬
‫للهيمنة والسيطرة‪.‬‬
‫ُ‬
‫‪ -2‬تتنوع مظاهر العنف الرمزي عبر الفيسبوك لتشمل الجانب اإلنساني‪ ،‬حيث تصور لنا صفحات‬
‫الفيسبوك العنف الرمزي في صورة صراع املرأة والرجل‪ ،‬فالرجل واملرأة يتفاعالن في مواقف عدة‬
‫حيث تجمعهما في أغلب الحاالت تفاعالت في الحياة اليومية‪ ،‬والتي تتطور في حاالت كثيرة لتصل إلى‬
‫عنف رمزي يرمي بشحناته العدوانية التي تحمل اإليذاء لكليهما‪ ،‬واملالحظ أن هذا العنف الرمزي‬
‫أخذ الطابع الحواري يرد فيه كليها على األخر بأساليب فيها كثير من الدونية وتغيب فيها القيم‬
‫االجتماعية‪.‬‬
‫‪ -3‬ينتقل بنا العنف الرمزي في طابعه اإلنساني إلى حمولة رمزية بمضمون ومظهر آخر وذلك‬
‫بتوجيه الحمولة الرمزية نحو املرأة وال سيما املثقفة – الطالبة الجامعية‪ -‬حيث لم تسلم املرأة من‬
‫مواجهة الرجل لها‪ ،‬وهنا تصوير ملواجهة بطابع نفس ي من خالل فرض دالالت تصور املرأة في‬
‫موقف تيه وضياع وعدم فهم أمورها‪ ،‬ناقال حمولة رمزية ضدها بعنف لساني ( مكتوب) ومدعم‬
‫بأبعاد رمزية تصور املرأة بكثير من السخرية والدونية – صورة البقرة في البحر – كداللة على أنها‬
‫تشبهها وهي تائهة في هذا البحر‪ ،‬واملجسد في بحر العلم والبحث العلمي‪.‬‬
‫ُ‬
‫‪ -4‬ينتقل العنف إلى مظاهر أخرى في الحياة اإلنسانية لتشمل البعد الثقافي‪ ،‬حيث يصور لنا‬
‫العنف في مظهر صراع بين هويتين كالهما ترى في االنفالت عن األخرى يحقق الخصوصية ويدعمها‬
‫من خالل نشر قيمها الثقافية‪ ،‬وما ترمز إليه من تكريس العودة إلى األصل واالنتماء الحقيقي‬
‫بأساليب تحمل في طياتها حمولة رمزية باالنسالخ واالنفصال عن اآلخر‪ .‬يعزز العنف ضمن هذا‬
‫املحتوى الطابع الثقافي‪ ،‬والذي يترسخ في الوعاء الحاوي للعنف في مختلف جوانب الحياة من‬
‫‪405‬‬
‫مجلة دراسات إنسانية واجتماعية (‪)Journal of Social and Human Science Studies‬‬
‫جامعة وهران‪ /02‬المجلد ‪ 11‬ع ‪2022 /06 /16 .03‬‬
‫‪ISNN: 2253-0592 EISSN: 2588-199X / Prefix: 10.46315‬‬
‫ـ ـ ـ ـ ـــ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـــ ـ ـ ــ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـــ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـــ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ــ ـ ـ ـ ـ ـــ ـ ــ ــ ـ ـ ــ ــ ـ ـ ـ ـ ـــ ـ ـ ــ ــ ــ ـ ـ ـ ـ ـــ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ــ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ــ ـ ـ ـ ــ ـ ــ ــ ـ ـ ـ ـ ـــ ـ ــ ــ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـــ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬
‫خالل تكريس القيم الثقافية املنضوية في ثقافة األفراد والحاوية لقيمهم ومبادئهم والتي تعبر‬
‫القاعدة األساسية التي يستغلها العنف الرمزي‪.‬‬
‫خاتمة‪:‬‬
‫لقد ساهمت التطورات التي شهدتها البيئة الجديدة في انتقال الحمولة الرمزية للعنف‬
‫لتوسع انتشاره بمحاكاة واقعه من خالل مظاهر ومضامين متعددة تعالج قضايا الحياة اليومية‬
‫لألفراد ومجسدة لها بكثير من السلبية‪ ،‬فلقد احتوت صفحات الفيسبوك الجزائرية وال سيما‬
‫االجتماعية منها نقل الواقع الجزائري من خالل عرض جانبا من صوره مثل‪ :‬صراع املرأة والرجل‬
‫من خالل تصوير عنف كليهما على اآلخر وضمن موقف متكرر يحكي الواقع اليومي الذي يكون‬
‫بينهما في الغالب‪ ،‬وليس بعيدا عن الواقع اإلنساني هذا تصور لنا صفحات الفيسوك الجزائرية‬
‫عنفا بمظهر آخر وبالتحديد ضد املرأة – ويخص الطالبة الجامعية؛ أين يصورها بكثير من‬
‫الدونية‪ ،‬كما ينقلنا لحالة التيه التي تعيشها ضمن فضاء الجامعة والبحث العلمي‪ ،‬وفي إطار البعد‬
‫الثقافي ينقلنا الفيسبوك لتصوير العنف الرمزي الذي يتناول مسألة الهوية ناقال صورة حمولة‬
‫رمزية في صورة صراع بين هويتين حامال الكثير من الدالالت التي تكرس قيم حماية الخصوصية‬
‫واالنفصال عن اآلخر‪.‬‬
‫إن ما يميز مضامين ومظاهر العنف الرمزي عبر صفحات الفيسوك الجزائرية أنها عرفتنا‬
‫بجزء من واقع العنف الرمزي للمجتمع الجزائري‪ ،‬واملستهدف لألفراد في غالبه‪ ،‬رجال‪ ،‬نساء على‬
‫حد سواء‪ ،‬كما أنه يمس هوية هؤالء األفراد التي تميزهم‪ ،‬أي أن تمثالت هذا العنف ال تخرج عن‬
‫ُ‬
‫اإلطار االجتماعي اإلنساني لألفراد‪ ،‬كما أنها تخاطب واقعهم الثقافي بشحنات تحمل دالالت اإليذاء‬
‫صور هذا العنف ومظاهره ما هي إال امتداد للواقع الحقيقي لتفاعالت األفراد‬ ‫والسلبية‪ ،‬كما أن ُ‬
‫وضمن ميادين الحياة املختلفة‪ ،‬بالعديد من املواقف والتي اختزلها الفيسبوك في صور وجدت لها‬
‫شرعية وبكثير من الرمزية السلبية‪.‬‬
‫***‬

‫‪406‬‬
‫مجلة دراسات إنسانية واجتماعية (‪)Journal of Social and Human Science Studies‬‬
‫جامعة وهران‪ /02‬المجلد ‪ 11‬ع ‪2022 /06 /16 .03‬‬
‫‪ISNN: 2253-0592 EISSN: 2588-199X / Prefix: 10.46315‬‬
‫ـ ـ ـ ـ ـــ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـــ ـ ـ ــ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـــ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـــ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ــ ـ ـ ـ ـ ـــ ـ ــ ــ ـ ـ ــ ــ ـ ـ ـ ـ ـــ ـ ـ ــ ــ ــ ـ ـ ـ ـ ـــ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ــ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ــ ـ ـ ـ ــ ـ ــ ــ ـ ـ ـ ـ ـــ ـ ــ ــ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـــ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫كتب‪:‬‬
‫‪ .1‬اآللوس ي‪ ،‬س‪ .)2012( .‬العنف ووسائل اإلعالم‪ .‬األردن‪ :‬دار أسامة للنشر والتوزيع‪.‬‬
‫‪ .2‬أنجرس‪ ،‬م ‪ .)2004( .‬منهجية البحث العلمي في العلوم االنسانية تدريبات عملية‪ .‬الجزائر‪ :‬دار القصبة‬
‫‪ .3‬بن مرسلي‪ ،‬أ‪ .)2010(.‬مناهج البحث العلمي في علوم اإلعالم واالتصال ا‪.‬لجزائر‪:‬ديوان املطبوعات‬
‫الجامعية‬
‫‪ .4‬بورديو‪ ،‬ب‪ .)2004( .‬التليفزيون وآليات التالعب بالعقول‪( .‬ترجمة‪ :‬الحلوجي)‪ .‬دمشق‪ :‬د د ن‪.‬‬
‫‪ .5‬بيرغر‪ ،‬آ ‪ .)2012( .‬وسائل اإلعالم واملجتمع وجهة نظر نقدية‪( .‬ترجمة‪ :‬أبو أصبع) ‪.‬الكويت‪ :‬عالم املعرفة‪.‬‬
‫‪ .6‬جلوكسمان‪ ،‬أ‪ .)2000( .‬عالم التليفزيون بين الجمال والعنف‪( .‬ترجمة ‪:‬سمعان)‪ .‬د ب ن‪ :‬املشورع القومي‬
‫للترجمة‪..‬‬
‫‪ .7‬شوفالييه‪ ،‬س‪ .‬شوفيري‪ ،‬ك‪ .)2013( .‬معجم بورديو‪( .‬ترجمة‪:‬الزهرة)‪ .‬الشركة الجزائرية السورية للنشر‬
‫والتوزيع‪ .‬علي موال للدراسات والنشر والتوزيع‪.‬‬
‫‪ .8‬املشهداني‪ ،‬س )‪ . (2017‬مناهج البحث اإلعالمي ‪.‬اإلمارات العربية املتحدة ‪-‬الجمهورية البنانية ‪:‬دار‬
‫الكتاب الجامعي‪.‬‬
‫معاجم‪:‬‬
‫‪ .9‬جمال الدين أبو الفضل محمد بن مكرم بن علي‪ .)1999( .‬لسان العرب‪ .‬بيروت‪ :‬دار إحياء التراث‬
‫للطباعة والنشر‪.‬‬
‫املقاالت‪:‬‬
‫‪ .10‬خلفوني‪ ،‬فازية(‪ .)2021‬تكنولوجيا االتصاالت الحديثة وظاهرة العنف لدى الشباب‪ .‬مجلة دراسات‬
‫إنسانية واجتماعية‪)10( ،‬ن العدد‪.252-237 ،02‬‬
‫‪ .11‬دليو‪ ،‬فضيل (‪ .)2015‬العنف في وسائل اإلعالم مظاهره وطرق مواجهته‪ .‬مجلة علوم اإلنسان واملجتمع‪،‬‬
‫(‪.285-255 ،)14‬‬
‫‪ .12‬رحماني‪ ،‬نعيمة‪ ،‬دهيمي‪ ،‬زينب ‪. (2014).‬اإلنترنت العالم االفتراض ي والعنف الرمزي ‪.‬مجلة علوم اإلنسان‬
‫واملجتمع‪.381-367 ،)11( ،‬‬
‫‪ .13‬طالة‪ ،‬المية‪ .)2019( .‬نظريات شبكات التواصل االجتماعي وأثرها عاة وسائل اإلعالم التقليدية‪ :‬دراسة في‬
‫النماذج اإلعالمية‪.‬مجلة دراسات إنسانية واجتماعية‪.196-173 ،)10( ،‬‬
‫‪ .14‬علي لقوس الطاهر‪ .‬مالح‪ ،‬أحمد‪ .)2016( .‬السلطة الرمزية عند بيير بورديو‪ .‬األكاديمية للدراسات‬
‫االجتماعية واإلنسانية‪46-39 ،)16( ،‬‬
‫‪ .15‬كربوش‪ ،‬رمضان‪ .)2016( .‬العنف في املجتمع الجزائري أرقام ومعطيات األسباب الثقافية واالجتماعية‬
‫وال ية عنابة أنوذجا‪ .‬دراسات وأبحاث‪.110-103 ،)24( ،‬‬

‫‪407‬‬
‫مجلة دراسات إنسانية واجتماعية (‪)Journal of Social and Human Science Studies‬‬
‫جامعة وهران‪ /02‬المجلد ‪ 11‬ع ‪2022 /06 /16 .03‬‬
‫‪ISNN: 2253-0592 EISSN: 2588-199X / Prefix: 10.46315‬‬
‫ـ ـ ـ ـ ـــ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـــ ـ ـ ــ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـــ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـــ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ــ ـ ـ ـ ـ ـــ ـ ــ ــ ـ ـ ــ ــ ـ ـ ـ ـ ـــ ـ ـ ــ ــ ــ ـ ـ ـ ـ ـــ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ــ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ــ ـ ـ ـ ــ ـ ــ ــ ـ ـ ـ ـ ـــ ـ ــ ــ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـــ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬
‫‪ .16‬لصلج‪ ،‬عائشة‪ .)2015( .‬العنف الرمزي عبر الشبكات االجتماعية قراءة في بعض صور العنف الرمزي‬
‫عبر الفيسبوك‪ .‬املعيار‪542-517 )39( ،20 ،‬‬
‫‪ .17‬محمد‪ ،‬أحمد عادل‪. )2018( .‬العنف الرمزي املدرك بوسائل اإلعالم الجديدة وعالقته بمفهوم الذات‬
‫واألمن النفس ي لدى الشباب املصري دراسة ميدانية ‪32- 1 ،)26( ،Arab Media et Society‬‬
‫‪ .18‬مدور‪ ،‬مليكة ‪.‬وافي‪ ،‬رقية‪ .)2018( .‬دالالت العنف الرمزي كما يدركها التالميد وعالقتها بانجازهم‬
‫األكاديمي دراسة ميدانية على عينة من تالميذ املرحلة الثانوية‪ .‬دراسات وأبحاث‪547 ،557 ،)04( 10 ،‬‬
‫مو اقع‪:‬‬
‫‪ .19‬كركيش‪ ،‬محمد قروق(‪ ،2015‬مارس)‪ .‬العنف الرمزي نحو تفكيك استراتيجي للسلطة والقهر والهيمنة‪،‬‬
‫الحوار املتمدن‪ )4802( ،‬ـ تم االسترجاع من الرابط‪:‬‬
‫‪&r=0‬ا‪http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=467430‬‬
‫أنظر صفحة ‪ BouteilleDZ‬تقرعيج على الرابط‪:‬‬
‫‪https://web.facebook.com/BouteilleDZ/?_rdc=1&_rdr .20‬‬
‫‪ .21‬أنظر صفحة أمازيغي أمازيغي‪ ،‬أمازيغي على الرابط‪:‬‬
‫‪https://web.facebook.com/Amazigh.North.Africa/?_rdc=1&_rd‬‬
‫‪ .22‬أنظر صفحة تخمام دزيري على الرابط‪:‬‬
‫‪https://web.facebook.com/takhmam.dzirii/?_rdc=1&_rd‬‬

‫‪408‬‬

You might also like