التحكيم الالكتروني

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 18

‫ص‪381-364‬‬ ‫جملة العلوم القانونية واالجتماعية جامعة زيان عاشور باجللفة ـ اجلزائر ‪Issn:2507-7333/ Eissn: 2676-1742‬‬

‫جملة العلوم القانونية و االجتماعية‬

‫‪Journal of legal and social studies‬‬


‫‪Issn: 2507-7333‬‬
‫‪Eissn: 2676-1742‬‬

‫التحكيم اإللكرتوين‬

‫‪Electronic arbitration‬‬

‫بغدادي عماد *‬

‫أستاذ مؤقت يف جامعة مرسلي عبدهللا‪ ،‬تيبازة‪ ،‬اجلزائر‪.‬‬

‫‪i.baghdadi@hotmail.fr‬‬

‫اتريخ النشر‪2021/09/01 :‬‬ ‫اتريخ القبول‪2021/08/01 :‬‬ ‫اتريخ ارسال املقال‪2021/06/08 :‬‬

‫*املؤلف املرسل‬

‫‪364‬‬ ‫اجمللد السادس ‪ -‬العدد الثالث ‪ -‬السنة سبتمرب ‪2021‬‬


‫بغدادي عماد‬ . ‫التحكيم اإللكرتوني‬

‫ملخص‬

‫إن التحكيم ليس حديث النشأة حبث ظهر منذ وجود اإلنسان على وجه هذه املعمورة وتطور على‬
.‫ حبيث كل حضارة قامت بتنظيمه‬،‫مدى احلضارات‬

‫ حبيث ال ميكن التصور‬،‫والتحكيم يف العصر احلديث أصبح له دورا فعاال وأصبح ميس كل اجملاالت‬
‫وجود اتفاقية و معاهدة بني طرفني أو أكثر دون إدراج شرط التحكيم يف العقد الذي جيمع هذه‬
.‫األطراف‬

‫ أصبح التحكيم اإللكرتوين‬،‫ونظراً لتطورات اليت مست جل اجملاالت خاصة جمال التجارة الدولية‬
.‫وسيلة القانونية حلماية التجارة اإللكرتونية‬

.‫ اإللكرتوين‬،‫ التحكيم‬:‫الكلمات املفتاحية‬


Arbitration is not a newly established search that has arisen since the existence
of man on the face of this globe and has developed over the course of
civilizations, so every civilization has organized it.
Arbitration in the modern era has become an effective role and has touched on
all fields, so that it is inconceivable that an agreement and a treaty exist between
two or more parties without including the arbitration clause in the contract
which brings together these parts.
Given the developments in the fields of international trade, electronic arbitration
has become a legal way to protect electronic commerce.
Keywords: Arbitration, electronic

365 2021 ‫ السنة سبتمرب‬- ‫ العدد الثالث‬- ‫اجمللد السادس‬


‫بغدادي عماد‬ ‫التحكيم اإللكرتوني ‪.‬‬

‫مقدمة‬

‫إن التحكيم بصفة عامة يعترب وسيلة حلل النزاعات بدال من اللجوء إىل القضاء‪ ،‬إذ يعترب من أقدم وسائل حل‬
‫النزاعات لدرجة أن ظهوره سبق ظهور القضاء أين ارتبط بظهور اإلنسان على وجه األرض كنتيجة لغياب النظام‬
‫القضاء آنذاك وكذلك قاطعاً الطريق أمام ممارسة العدالة الفردية‪ ،‬حيث مت حسم النزاعات منذ الزمن القدمي قبل أن‬
‫تظهر القوانني الوضعية والقضاء فهو قدمي قدم اجملتمعات البشرية ووجوده كان قبل نشوء الدولة‪.‬‬

‫وعمل ابلتحكيم حلل النزاعات على مر كل احلضارات وقد قامت كل حضارة بتنظيمه آبليات خاصة أين جند‬
‫على سبيل املثال احلضارة اإلسالمية انتهجته كوسيلة ونظمته عن طريق القرآن الكرمي والسنة النبوية وكذلك عن‬
‫طريق اإلمجاع‪ ،‬ورغم اختالف احلضارات وتنوع قوانينها إالّ أن هدف التحكيم بقي اثبتاً أالّ وهو حل النزاعات‬
‫بني األشخاص بطريقة عادلة ومرنة وعلى ضوء كل ماسبق ذكره ابت التحكيم آلية ضرورية يتم اللجوء إليها لفض‬
‫كل النزاعات‪.‬‬

‫ومع التطور الذي شهده العامل يف كل اجملاالت وخاصة يف اجملال االقتصادي وجمال العالقات الدولية حبكم التطور‬
‫التكنولوجي وانفتاح دول العامل(‪ )1‬على بعضها البعض‪ ،‬كان البد من تطور القضاء وتوسع دوره وابلرغم من ذلك‬
‫حافظ التحكيم على مكانته مسجال بدوره قفزة نوعية أين أصبح التحكيم التجاري الدويل ظاهرة من ظواهر‬
‫العصر احلديث وميزة ابرزة ال غىن عنها كما أصبح احلل األنسب لفض النزاعات خاصة فيما يتعلق ابلتجارة‬
‫الدولية املبنية على حركة رؤوس األموال بني الدول‪،‬فأصبحت كل الدول تلجأ إليه أين ابت مرجعاً هلا نظراً مليزة‬
‫السرعة السرية والسهولة يف اإلجراءات وكذا احلرص على احملافظة على العالقات بني أطراف اخلصومة يف إطار‬
‫جمموعة من االتفاقيات الدولية واليت تعترب املصدر الرئيسي إلصدار القوانني اليت تنظم التحكيم‪ ،‬ومن أهم هذه‬
‫االتفاقيات جند‪:‬‬

‫بروتوكول جنيف لعام ‪ 1923‬املتعلق بشروط التحكيم والذي كان حيث كل الدول املنضمة إىل هذا الربوتوكول إىل‬
‫احرتام بنود التحكيم والعمل على تنفيذها ومنع الدول من اللجوء إىل القضاء يف حالة اختيارها لوسيلة التحكيم‪.‬‬

‫مث جاءت اتفاقية جنيف لسنة ‪ 1927‬اخلاصة بتنفيذ أحكام التحكيم األجنبية واليت تعترب مكملة لربوتوكول‬
‫جنيف لسنة ‪ 1923‬واليت بينت الشروط الواجب توفرها يف القرار التحكيمي حىت يصبح ساري املفعول‪.‬‬

‫ويف عام ‪ 1958‬جاءت اتفاقية نيويورك اخلاصة بشأن االعرتاف أبحكام التحكيم األجنبية وتنفيذها واليت‬
‫انضمت إليها معظم دول العامل واقتصرت هذه االتفاقية على معاجلة مسألة االعرتاف وتنفيذ أحكام التحكيم‬
‫األجنبية‪ ،‬وتعترب هذه األخرية من أكثر االتفاقيات جناحا كما ظهرت ع ّدة اتفاقيات أخرى أين عاجلت كل منها‬
‫جمال معني من جماالت التحكيم وقد سعت هيئة األمم املتحدة إىل توحيد القواعد املنظمة للتحكيم‪ ،‬حيث أقرت‬
‫جلنة األمم املتحدة للقانون التجاري ما يعرف ابليونسرتال‪.‬‬

‫‪366‬‬ ‫اجمللد السادس ‪ -‬العدد الثالث ‪ -‬السنة سبتمرب ‪2021‬‬


‫بغدادي عماد‬ ‫التحكيم اإللكرتوني ‪.‬‬

‫وعلى هذا األساس أصبح للتحكيم التجاري الدويل بصمة عاملية أين جند جل التشريعات العاملية أقرت(‪)2‬مببدأ‬
‫التحكيم وانتشر اعتماده يف معظم اجملاالت وبفضل هذا نشأت ع ّدة مراكز للتحكيم غايتها تنظيم إجراءات‬
‫التحكيم جند منها غرفة التجارة الدولية بباريس اليت تعترب من أشهر مؤسسات التحكيم الدولية يف العامل وهذا نظرا‬
‫لعدد القضااي اليت تعاجلها سنواي خاصة يف جمال العالقات التجارية الدولية(‪.)3‬‬

‫كما جند املركز الدويل لفض منازعات االستثمار املتواجد بواشنطن‪ ،‬والذي أتسس عام‪ 1965‬وغايته تشجيع‬
‫االستثمارات األجنبية لتحقيق التنمية االقتصادية وذلك عن طريق منح احلماية القانونية للمستثمرين (‪ ،)4‬كما جند‬
‫أيضاً غرف أخرى منها مجعية التحكيم األمريكية وحمكمة التحكيم بلندن‪.‬‬

‫والثابت أن هذه الوسيلة البديلة حلل النزاعات مست كل اجملاالت مبا فيها العقود اإللكرتونية وهذا راجع إىل‬
‫خصوصيات العقود اإللكرتونية من جهة و ميكانزمات التحكيم من جهة أخرى‪.‬‬

‫فكل هذا دفعنا إىل طرح اإلشكالية التالية و املتمثلة فيما يلي‪:‬‬

‫ماهي التحكيم وخصائص التحكيم اإللكرتوين؟‬

‫املبحث األول ‪ :‬نطاق التحكيم‬

‫إن التحكيم كما سبق ذكره ظهر منذ القدم وتطور مع تطور احلضارات وتوسع جماله بتوسع العالقات االقتصادية‬
‫املبنية على املعامالت التجارية‪ ،‬فالتحكيم له عدة تعريفات وجلّها تصب يف نفس املعىن‪.‬‬

‫ففي التعريف اللغوي جند " أبنه تفويض يف حكم فهو مأخوذ من حكم وأحكم فأستح ّكم " أي صار حكما يف‬
‫(‪)5‬‬
‫''حكموه أي أمروه أن حيكم‬ ‫ماله إذ جعل هللا احلكم فيه فاحتكم عليه ذلك ‪ ،‬وأيضا كما قال ابن منظور‬
‫بينهم‪ ،‬ويقال ح ّكمنا فالن فيما بيننا أي أجزان حكمه أما فيما خيص التعريف االصطالحي فنجد عدة تعريفات‬
‫وتصب كلها يف نفس املعىن ومن أمها ‪:‬‬

‫معني أو أشخاص معيّنني ليفصلوا فيه دون احملكمة املختصة للنظر فيه‪،‬‬
‫هو االتفاق على طرح النزاع على شخص ّ‬
‫فبمقتضى التحكيم يعدل اخلصوم عن اللجوء إىل القضاء مع التزامهم بطرح النزاع على حمكم أو أكثر ليفصلوا فيه‬
‫حبكم ملزم للخصوم وقد يكون هذا االتفاق موجوداً يف العقد حتت مسمى شرط التحكيم‪ ،‬كما‪ ،‬قد يكون مبناسبة‬
‫معني قائم ابلفعل بني اخلصوم ويسمى يف هذه احلالة ابتفاق التحكيم (‪)6‬كما عرفته كل من املواد ‪ 1007‬و‬
‫نزاع ّ‬
‫‪ 1011‬من قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية اجلزائري‪،‬فاملادة ‪ 1007‬تبني مفهوم شرط التحكيم على النحو‬
‫التايل ‪:‬‬

‫" شرط التحكيم هو االتفاق الذي يلتزم مبوجبه األطراف يف عقد متصل حبقوق متاحة مبفهوم املادة ‪1006‬أعاله‪،‬‬
‫لعرض النزاعات اليت قد تثار بشأن هذا العقد على التحكيم(‪، )7‬كما عرفته حمكمة النقض املصرية على أنه‪ ":‬طريق‬

‫‪367‬‬ ‫اجمللد السادس ‪ -‬العدد الثالث ‪ -‬السنة سبتمرب ‪2021‬‬


‫بغدادي عماد‬ ‫التحكيم اإللكرتوني ‪.‬‬

‫استثنائي لفض اخلصومات‪ ،‬قوامه اخلروج عن طرق التقاضي العادية وما تكلفه من ضماانت ومن مث فهو مقصور‬
‫حتماً على ما تنصرف إرادة احملتكمني إىل عرضه على هيئة التحكيم "(‪)8‬ونفس األمر فيما خيص املادة ‪ 1442‬من‬
‫قانون املرافعات الفرنسي الذي عرفه على النحو التايل(‪ '' )9‬اتفاق يتعهد مبقتضاه األطراف يف عقد معني من العقود‬
‫إبخضاع املنازعات اليت ميكن أن تنشأ بينهم يف املستقبل للتحكيم‪'.‬‬

‫أما فيما خيص املادة ‪ 1011‬من نفس القانون اليت عرفت مفهوم اتفاق التحكيم كمايلي " اتفاق التحكيم هو‬
‫(‪)10‬‬
‫‪ ،‬كما عرفه قانون التحكيم‬ ‫االتفاق الذي يقبل األطراف مبوجبه عرض نزاع سبق نشوؤه على التحكيم"‬
‫اهلولندي يف مادته ‪ 1020‬كمايلي ‪ '' :‬هو اتفاق األطراف على إحالة املنازعات اليت تنشا أو قد تنشأ مستقبال‬
‫(‪)11‬‬
‫‪ ،‬وأيضا مت تعريفه أبنه الوسيلة املختارة من‬ ‫نتيجة عالقة قانونية معينة عقدية أو غري عقدية إىل التحكيم ‪''.‬‬
‫قبل األطراف املتعاقدة حلل النزاعات اليت قد تنشأ بينهم وذلك ابختيار أشخاص خمتصني حلل النزاع بدال من‬
‫اللجوء إىل القضاء (‪ ،)12‬أي اختيار املتنازعني لقاضيهم قصد التحكيم بينهم وفق اإلجراءات معينة(‪.)13‬‬

‫أما فيما خيص التحكيم التجاري الدويل‪:‬‬

‫فيعترب التحكيم التجاري الدويل وسيلة من وسائل القانون الدويل اخلاص‪ ،‬ويهدف إىل تسوية املنازعات وذلك‬
‫ابتفاق األطراف على عالقة قانونية معيّنة سواء كانت عقدية أوغري عقدية على أن يتم الفصل يف النزاع املطروح‬
‫عن طريق اختيارهم حملكمني للفصل يف النزاع الذي حيتوي على العنصر األجنيب(‪.)14‬‬

‫فيصنف التحكيم مبثابة القضاء اخلاص‪،‬ألنه خاضع ملبدأ سلطان إرادة األطراف املتنازعة يف اختيار إجراءات فض‬
‫النزاع بعيدا عن تدخل الدولة عن طريق القضاء‪.‬‬

‫ويعرف أيضا أبنه الوسيلة لتسوية املنازعات بني الدول بواسطة قضاة من اختيارهم وعلى أساس احرتام القانون وأن‬
‫اللجوء إىل التحكيم ينطوي على تعهد هدفه اخلضوع إىل احلكم حبسن نية(‪.)15‬‬

‫كما مت تعريفه أبنه " وسيلة حلسم نزاع بني شخصني أو أكثر من أشخاص القانون الدويل‬

‫الدول املتنازعة(‪.)16‬‬
‫بواسطة حكم صادر عن حم ّكم‪ ،‬أو جمموعة حمكمني ختتارهم ّ‬
‫كما عاجلته املادة ‪ 1039‬من قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية اجلزائري على" أنه يعد التحكيم دولي ًا‪ ،‬مبفهوم هذا‬
‫القانون‪ ،‬التحكيم الذي خيص النزاعات املتعلقة ابملصاحل االقتصادية لدولتني على األقل‪ ، )17(".‬ومنه أن املشرع‬
‫اجلزائري استند على معيارين لتحديد نطاق التحكيم التجاري الدويل‪ ،‬ومها‪:‬‬

‫الدول‪.‬‬
‫املعيار االقتصادي والذي يشمل التجارة الدولية بصفة عامة‪ ،‬واملعيار األجنيب الذي حيدد العالقة بني ّ‬

‫‪368‬‬ ‫اجمللد السادس ‪ -‬العدد الثالث ‪ -‬السنة سبتمرب ‪2021‬‬


‫بغدادي عماد‬ ‫التحكيم اإللكرتوني ‪.‬‬

‫نالحظ من خالل كل ما ذكران أبن التحكيم التجاري الدويل هو عبارة عن عالقة تعاقدية حتتوي على الطابع‬
‫األجنيب مفادها حل النزاع بني أطراف العقد دون اللجوء إىل القضاء‪،‬وأن اختيار هذه الوسيلة حلل النزاع يرجع إىل‬
‫املميزات االجيابية اليت يتجلى هبا التحكيم التجاري الدويل‪ ،‬إذ أن هذه الوسيلة تتصف بتبسيط اإلجراءات‬
‫وسرعتها يف حل النزاعات كون هذه األخرية يف أغلب األحيان تنتج مبناسبة خالفات متعلقة ابلتجارة الدولية وكما‬
‫نعلم أن العالقات التجارية مبنية على السرعة واالئتمان‪ ،‬وأن التجارة الدولية هلا خصائصها لذلك يتم اللجوء إىل‬
‫التحكيم يف حالة وجود نزاع‪ ،‬كون أن أطراف العقد هلم احلرية التامة يف تعيني هيئة التحكيم‪.‬‬

‫وتكون للمحكمني اخلربة الكاملة للنظر يف النزاع‪ ،‬وال تطرح مشكلة تنازع االختصاص القضائي يف التحكيم‬
‫التجاري الدويل ألن أطراف العقد هم الذين حيددون مكان التحكيم وقانونه‪.‬‬

‫وهذه امليزة تعطي للمستثمرين ضماانت حلماية استثماراهتم‪ ،‬خالفا للقضاء الذي جنده جمربا على تطبيق املبادئ‬
‫الرئيسية السائدة يف القانون اخلاص واليت قد تتعارض ومصاحل املستثمرين(‪.)18‬‬

‫املطلب األول‪ :‬أنواع التحكيم‬

‫تتمثل أنواع التحكيم فيما يلي ‪:‬‬

‫‪ )1‬التحكيم احلر ( اخلاص) والتحكيم املؤسسيت‬

‫إن التحكيم احلر أي اخلاص‪ ad-hoc‬هو ذلك التحكيم املبين على سلطان إرادة يعطي لألطراف املتعاقدة‬
‫احلرية التامة يف تعيني إجراءات التحكيم دون اللجوء إىل هيئة خمتصة للقيام بذلك (‪.)19‬‬

‫فأطراف النزاع هلم احلرية يف تعيني حمكمة التحكيم واملكان والقانون املطبق دون تدخل أي مركز للنظر يف النزاع‬
‫(‪.)20‬‬

‫مع إلزام كتابة إجراءات التحكيم احلر املتفق عليها بني األطراف يف العقد القائم بينهم‪ ،‬ويتم تعليل هذا االتفاق‬
‫عن طريق بنود‪ ،‬ويف حالة وجود خالف بني طريف العقد يتم اللجوء إىل التحكيم بدال من القضاء ويف حالة خرق‬
‫أحد األط راف هلذا االلتزام وجلوئه إىل القضاء العادي يصبح القاضي غري خمتص ابلنظر يف النزاع وحيكم بعدم‬
‫االختصاص وهذا ما تبينه اتفاقية نيويورك لسنة ‪ 1958‬يف الفقرة الثالثة من مادهتا الثانية‪.‬‬

‫فأطراف النزاع هم وحدهم دون غريهم من هلم احلق يف اختيار احملكمني وإجراءات التحكيم‪.‬‬

‫أما فيما خيص التحكيم املؤسسيت أي النظامي‪ ،‬فنجده بكثرة يف نزاعات التجارة الدولية حيث تنظمه مراكز‬
‫حتكيمية نذكر منها ‪ :‬غرفة التجارة الدولية بباريس (‪ ) CCI‬أو هيئة التحكيم األمريكي ( ‪ ) AAA‬أو حمكمة‬
‫العـ ــدل الدوليـ ــة للتحكيــم بلن ــدن ( ‪. )21()LCIA‬‬

‫‪369‬‬ ‫اجمللد السادس ‪ -‬العدد الثالث ‪ -‬السنة سبتمرب ‪2021‬‬


‫بغدادي عماد‬ ‫التحكيم اإللكرتوني ‪.‬‬

‫يقوم أطراف العقد إبدراج شرط التحكيم يف العقد املربم وحيددون القواعد املتبعة من قبل أي هيئة مت اختيارها‪،‬‬
‫وجند يف وقتنا الراهن أن أغلب الشركات التجارية تلجأ إىل التحكيم املؤسسيت وهذا راجع إىل اخلربة اليت تتمتع هبا‬
‫هذه املؤسسات التحكيمية ‪.‬‬

‫ومن وجهة نظران‪ ،‬الحظنا أن التحكيم احلر أدرجت به عدة شروط مهمة كالسهر على تعيني حمكمني ذوي خربة‬
‫للنظر يف النزاع‪،‬ابلرغم من أن التحكيم املؤسسيت يتطور ابستمرار بتطور التجارة الدولية‪.‬‬
‫وجند املستثمرين يفضلون االحتكام للتحكيم املؤسسيت وهذا راجع لنوعية احملكمني على مستوى هذه املؤسسات‪،‬‬
‫إذ جند أبن قيام األطراف املتعاقدة ابلسهر على تعيني احملكمني ومراقبة إجراءات التحكيم فهو أفضل هلا من‬
‫التحكيم املؤسسيت ألن التحكيم احلر يتميز ـبالسرعة والسرية التامة انهيك عن تكاليفه املنخفضة‪ ،‬كما ميكن أن‬
‫ترتتب عن التحكيم املؤسسيت عراقيل ميكن هلا كبح تشكيل حمكمة التحكيم لتماطلها يف تعيني احملكم الثالث وهو‬
‫ما ينتج ضررا لألطراف املتنازعة‪.‬‬

‫التحكيم الداخلي والتحكيم الدويل‪:‬‬

‫يتميز التحكيم الداخلي والتحكيم الدويل بنفس اإلجراءات من بداية التحكيم إىل غاية هنايته‪ ،‬لكن العنصر الذي‬
‫مييز بينهما هو العنصر األجنيب‪ ،‬وهذا راجع إىل أن التحكيم الدويل هو الذي ينظر يف النزاعات املتعلقة بني دولتني‬
‫خمتلفتني مثل العالقات التجارية بني الدول‪ ،‬أما التحكيم الداخلي فتطبق عليه القواعد الداخلية وهو خال من‬
‫العنصر األجنيب (‪ ، )22‬أي بعبارة أخرى نكون أمام التحكيم الوطين أي الداخلي إذا كانت طبيعة العالقة ختلو من‬
‫وجود العنصر األجنيب‪ ،‬أما يف حالة ما إذا كانت العالقة تنطوي على الصبغة الدولية حينها نكون أمام التحكيم‬
‫الدويل وابلتايل فإن الفرق الذي يفصل بينهما هو القانون الواجب التطبيق ابلنسبة إلجراءات‬‫اخلارجي أي ّ‬
‫التحكيم (‪ ،)23‬فالتحكيم الداخلي منظم من قبل القوانني الداخلية‪ ،‬أما التحكيم الدويل فنجده خاضعا لالتفاقيات‬
‫(‪)24‬‬
‫املؤرخ يف ‪ 13‬جانفي ‪ 2011‬والصادر بفرنسا ‪ ،‬يبني الفرق املوجود‬ ‫الدولية‪ ،‬فاملرسوم رقم ‪2011-48‬‬
‫بني التحكيم الداخلي والدويل‪ ،‬ويركز على التفرقة بينهما‪ ،‬كون أن التحكيم الدويل يعترب معقدا مقارنة ابلتحكيم‬
‫الداخلي‪ ،‬ففي إجراءات التحكيم الدويل جيب حتديد القانون الواجب التطبيق وإلزام هيئة التحكيم إبتباعه قبل‬
‫إصدار احلكم‪ ،‬أي جيب أن يكون احلكم غري خمالف للنظام العام الدويل والداخلي للدولة اليت سوف ينفذ فيه‬
‫االقرار التحكيمي(‪.)25‬‬

‫وبعبارة أخرى فالتحكيم الداخلي يصدر حكمه داخل الدولة اليت حتمل نفس جنسية األطراف املتنازعة و خيضع‬
‫إىل القوانني الداخلية على عكس التحكيم الدويل‪.‬‬

‫‪ )3‬من حيث االتفاق املوجود يف العقد املربم بني الطرفني‪:‬‬

‫‪370‬‬ ‫اجمللد السادس ‪ -‬العدد الثالث ‪ -‬السنة سبتمرب ‪2021‬‬


‫بغدادي عماد‬ ‫التحكيم اإللكرتوني ‪.‬‬

‫يقصد ابالتفاق املوجود بني أطراف العقد بشرط التحكيم ‪ ،‬أي يف حالة النزاع بني أطراف العقد يتم اللجوء‬
‫إىل التحكيم‪ ،‬وشرط التحكيم يكون مكتوب يف العقد املربم بني أطراف العقد وهذا ما بينته كما ذكران سابقا‬
‫الفقرة الثالثة من املادة الثانية من اتفاقية نيويورك ‪ 1958‬وكذا الفقرة األوىل من املادة السابعة من القانون‬
‫النموذجي اليونسرتال اليت نصت يف مضموهنا على أن اتفاق التحكيم هو اتفاق بني الطرفني على إحالة نزاعهما‬
‫إىل التحكيم‪.‬‬

‫أما فيما خيص مشارطة التحكيم‪ ،‬فهو إمكانية أطراف العقد اللجوء إىل التحكيم بعد قيام النزاع فهنا ميكن‬
‫لألطراف التفاهم على اللجوء إىل التحكيم بدالً من القضاء العادي(‪ ،)26‬كما هو معمول به يف خمتلف التشريعات‬
‫كالتشريع اجلزائري يف مادته‪ 1011‬من قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية اجلزائري‪،‬كما جند صورة أخرى من صور‬
‫التحكيم وهي التحكيم ابإلحالة‪ ،‬ففي هذه احلالة ال يتضمن العقد األصلي املربم بني األطراف شرط التحكيم بل‬
‫يكتفى ابإلشارة إليه عن طريق عقد سابق بينهما(‪.)27‬‬

‫‪(4‬التحكيم امل ّقيد والتحكيم املطلق(‪: )28‬‬

‫إن التحكيم املقيد هو ذلك التحكيم الذي يكون فيه احملكم مقيدا أبحكام القانون الوضعي‪،‬فال ميكن للهيئة‬
‫التحكيمية أن تقوم ابجتهادها اخلاص للنظر يف النزاع وهي ملزمة بتطبيق القانون املختار من قبل أطراف النزاع‪.‬‬

‫أما فيما خيص التحكيم املطلق‪ ،‬فللهيئة التحكيمية السلطة الكاملة يف تطبيق أي قانون فأطراف العقد خيولون هلا‬
‫كل الصالحيات للنظر يف النزاع والفصل فيه وفقاً ملبادئ العدل‪ ،‬لكن يف كل احلاالت يستلزم على هذه األخرية‬
‫مراعاة النظام العام الداخلي والدويل‪.‬‬

‫‪ ) 5‬التحكيم االختياري والتحكيم اإلجباري ‪:‬‬

‫املتفق عليه أن التحكيم قائم على مبدأ سلطان اإلرادة‪ ،‬أي أن األطراف املتعاقدة هي اليت تتفق على اللجوء إىل‬
‫التحكيم بدال من القضاء(‪)29‬وهلا احلرية املطلقة يف تعيني إجراءاته وعلى هيئة التحكيم التقيد هبذهاإلجراءات‪،‬لكن‬
‫يف بعض احلاالت يكون اللجوء إلىالتحكيم وجوبياً وال ميكن ألطراف النزاع اللجوء إىل القضاء‪.‬‬

‫فالتحكيم اإلجباري أي الوجويب تنعدم فيه إرادة أطراف النزاع فهم ملزمون ابللجوء إليه بدالمن إىل القضاء‪.‬‬

‫املطلب الثاين‪ :‬شروط صحة اتفاق التحكيم‬

‫تتمثل شروط صحة اتفاق التحكيم يف شروط موضوعية وأخرى شكلية‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬الشروط املوضوعية‬

‫‪_1‬الرضا‪:‬‬

‫‪371‬‬ ‫اجمللد السادس ‪ -‬العدد الثالث ‪ -‬السنة سبتمرب ‪2021‬‬


‫بغدادي عماد‬ ‫التحكيم اإللكرتوني ‪.‬‬

‫إن الرضا هو أهم ركن يف تكوين العقد(‪ ،)30‬ويقصد به تطابق إرادة األطراف املتعاقدة فيجب على كل طرف أن‬
‫يكون على علم ابلتصرف الذي يقوم به فال بد من تطابق اإلجياب والقبول بني األطراف قبل االتفاق على إدراج‬
‫شرط التحكيم يف العقد أي أن الرضا جيب أن يكون متبادال بني الطرفني كما جيب توفر أهلية التصرف يف‬
‫األطراف املتعاقدة قبل إبرام العقد والغاية من ذلك هي إحداث أثر قانوين (‪ ،)31‬فالرضا هو أساس التحكيم كونه‬
‫الشرط الذي يبّني اتفاق األطراف املتعاقدة على فض نزاعاهتم عن طريق التحكيم بدال من اللجوء إىل القضاء‪،‬كما‬
‫تعد سالمة الرضا شرط لصحة التحكيم‪ ،‬أي خلوه من عيوب اإلرادة كالغلط والتدليس واإلكراه أو عيب آخر يقره‬
‫القانون‪ ،‬ويف حالة وجود عيب من عيوب اإلرادة يصبح العقد ابطال‪ ،‬أو بطالانً مطلقاً وهذا ما يؤدي إىل إلغاء‬
‫شرط التحكيم املدرج فيه(‪.)32‬‬

‫‪ 2‬احملل‪:‬‬

‫جيب متتع شرط التحكيم بوجود حمل له وإالّ أعترب العقد ابطال بطالانً مطلقا ألن احملل هو أحد أركان قيام العقد‬
‫فهو موضوع النزاع الوارد يف اتفاق التحكيم واليت ينص على حلها عن طريق التحكيم‪،‬ويشرتط كذلك أن يكون‬
‫النزاع قابال للتحكيم(‪)33‬وغري خمالف للنظام العام الدويل كما بينته اتفاقية نيويورك لسنة ‪ ،1958‬فيجب أن يكون‬
‫موضوع النزاع ذو صبغة دولية أي متعلقا مبجاالت التجارة الدولية وأالّ تكون هذه األخرية خمالفة للنظام العام‪،‬‬
‫وقابل للتسوية بواسطة التحكيم‪ ،‬حبيث ال جيوز التحكيم يف املسائل اليت ال ميكن حلها عن طريق التحكيم‪.‬‬

‫كذلك حمل التحكيم نستخلصه من الصيغ اليت تضعها املؤسسات اليت سيتم فيها التحكيم ومثال ذلك الشرط‬
‫النموذجي الذي جنده يف املركز اإلسالمي الدويل للمصاحلة والتحكيم ‪ IICRA‬وهو كمايلي ‪:‬‬

‫'' إذا نشأ خالف بني الطرفني حول تفسري أو تطبيق هذه االتفاقية( العقد) حيال النزاع إىل هيئة التحكيم لتفصل‬
‫يف النزاع حبكم هنائي ملزم طبقاً للقواعد العامة واإلجراءات املنصوص عليها يف نظام املركز اإلسالمي الدويل‬
‫للمصاحلة والتحكيم''‪.‬‬

‫‪ 3‬السبب ‪:‬‬

‫السبب هو اتفاق أطراف العقد على طرح النزاع أمام اهليئة التحكيمية بدالً من اللجوء إىل القضاء‪ ،‬وجيب أن‬
‫يكون السبب مشروعا ومبنيا على حسن نية‪ ،‬أي يكون اللجوء إىل التحكيم بقصد إجياد حلول أكثر دقة من‬
‫القضاء و ليس بقصد التهرب من القضاء (‪.)34‬‬

‫اثنيا‪ :‬الشروط الشكلية ‪:‬‬

‫يقصد ابلشكلية الكتابة الرمسية‪ ،‬أي ضرورة أن يكون اتفاق التحكيم مكتوابً وعمال أبحكام الفقرة الثانية من املادة‬
‫الثانية(‪)35‬من اتفاقية نيويورك ‪ 1958‬امللزمةللكتابة يف العقد املربم بني أطرافه وكذلك املادة السابعة من الفقرة الثانية‬

‫‪372‬‬ ‫اجمللد السادس ‪ -‬العدد الثالث ‪ -‬السنة سبتمرب ‪2021‬‬


‫بغدادي عماد‬ ‫التحكيم اإللكرتوني ‪.‬‬

‫من القانون النموذجي‪ ،‬وأيضاً القانون النموذجي (األونسرتال‪ )uncitral‬الذي نص على الكتابة يف مادته‬
‫السابعة فقرة اثنني(‪.)36‬‬

‫كما جند أن جل التشريعات الدولية وكل قوانني التحكيم نصت على ضرورة أن يكون شرط التحكيم مكتوابً‪،‬‬
‫وهو ما أقره املشرع اجلزائري يف املادة ‪ 1008‬من قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية اجلزائري‪ ،‬وعلى هذا األساس‬
‫تبني لنا أبن الكتابة الرمسية هلا أمهية كبرية يف إثبات شرط التحكيم كما عززهتا املادة ‪ 1040‬من قانون اإلجراءات‬
‫املدنية واإلدارية اجلزائري اليت تدعو إىل ضرورة الكتابة يف شرط التحكيم(‪)37‬كما نصت املادة ‪ 12‬من قانون‬
‫التحكيم املصري (‪)38‬على وجوب شرط الكتابة يف اتفاق التحكيم‪.‬‬

‫كذلك املادة ‪ 10‬من قانون التحكيم األردين(‪ )39‬اليت هتدف إىل إلزامية الكتابة وهو ما جنده يف قانون اإلجراءات‬
‫املدنية اإلمارايت يف مادته مائتان وثالثة الفقرة اثنان ‪.)40(02/203‬‬

‫ومن خالل كل ما مت ذكره نستخلص أن الشكلية يف التحكيم التجاري الدويل أتيت مبيّنة لتفاهم أطراف العقد‬
‫على تسوية النزاعات بينهما عن طريق التحكيم بدال من القضاء وجيب أن يكون هذا الشرط مكتوابً ويف حالة‬
‫اللجوء إىل القضاء العادي فيجب على القاضي اإلعالن بعدم اختصاصه‪ ،‬كون أن التحكيم من النظام العام‪.‬‬

‫فالكتابة غايتها انعقاد شرط التحكيم وكذلك يستند عليها لإلثبات‪ ،‬وينتج عن عدم إفراغ التحكيم يف حكم‬
‫مكتوب بطالن كل عملية التحكيم‪.‬‬

‫املبحث الثاين‪ :‬ماهية التحكيم اإللكرتوين‬

‫إن التحكيم يف العصر احلديث أصبح له أمهية كبرية ‪ ،‬حبيث ال ميكن التصور وجود معامالت جتارية بني شركات‬
‫كربى دون إدراج شرط التحكيم يف العقد الذي يربطهم‪.‬‬

‫ونظراً ألمهية التحكيم ودوره يف فض النزاعات بطريقة خاصة أصبح ميس كل اجملاالت‪ ،‬وأصبح احملكمون خيتصون‬
‫يف مسائل وتقنيات قانونية و فنية خاصة ‪ ،‬ممّا أعطى لذلك مصداقية كاملة هلذه الوسيلة البديلة حلل النزاعات‪.‬‬

‫والثابت أن التجارة اإللكرتونية يف الوقت احلايل أصبح هلا دوراً فعاالً وأصبحت تليب حاجيات الشركات الكربى‬
‫القتناء حاجياهتا وذلك إببرامها لع ّدة عماليات وصفاقات جتارية عن طريق خمتلف الوسائل اإللكرتونية‪.‬‬

‫لكن اإلشكال املطروح هو أن التجارة يف جمال اإللكرتوين أصبح هلا مكتنة خاصة ‪،‬لذلك يستلزم إجياد آليات‬
‫قانونية و قائية حلمايتها ‪.‬‬

‫ومن بني هذه اآلليات القانونية جند التحكيم االلكرتوين‪.‬‬

‫لذا وعلى هذه احلالة يتبادر لنا التساؤل التايل‪ :‬ما مقصود ابلتحكيم اإللكرتوين ؟ وماهي مميزاته؟‬

‫‪373‬‬ ‫اجمللد السادس ‪ -‬العدد الثالث ‪ -‬السنة سبتمرب ‪2021‬‬


‫بغدادي عماد‬ ‫التحكيم اإللكرتوني ‪.‬‬

‫املطلب األول ‪ :‬مفهوم التحكيم اإللكرتوين‬

‫إن فكرة التحكيم االلكرتوين تعد كأسلوب حصري لفض النزاعات اليت تنشأ نتيجة إستخدام الوسائل اإللكرتونية‬
‫كاالنرتنيت‪ ،‬فهو قضاء إتفاقي خاص قائم على إرادة األطراف لتسوية املنازعات اليت تنشا مستقبالً عن عالقات‬
‫عقدية جتارية كانت أو عادية للفصل فيها بواسطة وسائل الكرتونية‪.41‬‬

‫وكم ا عرفه الدكتور خالد ممدوح ابراهيم أبنه " التحكيم الذي تتم إجراءاته عرب شبكة االتصاالت الدولية ودون‬
‫احلاجة إىل التواجد املادي ألطراف النزاع واحملكمني يف مكان معني‪.42‬‬

‫والغاية من التحكيم االلكرتوين هو حل النزاع دون اللجوء إىل احملكمة التحكيمية‪.‬‬

‫ومنه إن التحكيم االلكرتوين هو عبارة عن نظام قضائي خاص ‪ ،‬ينشأ من اإلتفاق بني األطراف ومن خالل‬
‫وسائل اإللكرتونية‪ ،‬وذلك على إحالة النزاع على هيئة حتكيمية متواجدة يف موقع الكرتوين خاص ‪ ،‬مث تقوم هذه‬
‫اهليئة التحكيمية ابلفصل يف النزاع يف م ّدة معينة‪.‬‬

‫وإن جمال التحكيم اإللكرتوين غري حمصور ‪ ،‬حبيث ميكن اللجوء إليه يف كافة النزاعات املتعلقة ابملعامالت‬
‫اإللكرتونية شريطة أن ال تكون خمالفة للنظام العام الدويل‪.‬‬

‫والثابت أن األطراف املتعاقدة عن طريق االليات اإللكرتونية هي اليت حتدد بنود العقد ‪ ،‬ومن بني هذه البنود جيب‬
‫على األطراف املتعاقدة حتديد اجلهة املختصة حلل النزاع‪ ،‬فإذا اتفقا طريف العقد على فض النزاع عن طريق التحكيم‬
‫االلكرتوين ‪ ،‬فهنا جيب عليهما تبيان هذا الشرط عن طريق الكتابة االلكرتونية ويف هذا الشرط أيضاً يتم فيه تبيان‬
‫كل إجراءات التحكيم ككيفية اختيار احملكيني ‪ ،‬والقانون املطبق على النزاع وكذا م ّدة صدور احلكم التحكيمي‪.‬‬

‫املطلب الثاين ‪:‬مزااي وعيوب التحكيم االلكرتوين‬

‫للتحكيم اإللكرتوين ع ّدة مزااي ‪ ،‬لكن هذا اليعين أن ليس له بعض العيوب‪ ،‬وتتمثل هذه األخرية فيما يلي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬مزااي التحكيم اإللكرتوين‪.‬‬

‫‪ _1‬السرعة يف فض النزاعات‪:‬‬

‫يتميز التحكيم اإللكرتوين ابلسرعة يف حل النزاعات وهذا ما يتناسب مع طبيعة التجارة اإللرتونية‪ 43‬بصفة عامة ‪،‬‬
‫كون أن املبدأ العام للتجارة هو السرعة و االئتمان‪ ،‬و أن التحكيم اإللكرتوين هو من بني الوسائل القضائية لفض‬
‫ّ‬
‫النزاعات يف م ّدة قصرية‪.‬‬

‫‪ _2‬تقليل تكلفة ونفقات التقاضي‪:‬‬

‫‪374‬‬ ‫اجمللد السادس ‪ -‬العدد الثالث ‪ -‬السنة سبتمرب ‪2021‬‬


‫بغدادي عماد‬ ‫التحكيم اإللكرتوني ‪.‬‬

‫حبيث أن التحكيم اإللكرتوين يقلل من األعباء اليت تلحق األطراف املتنازعة من حيث النقل ومصاريف القضائية‪.‬‬

‫‪ _3‬احملاكمة عن بعد‪:‬‬

‫حيث تقوم اهليئة التحكيمية بعقد جلسات عرب شبكة االنرتنيت دون اللجوء إىل حمكمة التحكيم التقليدية‪ ،‬حبيث‬
‫ميكن متابعة كل إجراءات احملاكمة من أي مكان يف العامل عن طريق مواقع خاصة‪. 44‬‬

‫‪ _4‬احلصول على احلكم التحكيمي‪:‬‬

‫إن التحكيم اإللكرتوين يتميز بسهولة احلصول على احلكم نتيجة تقدمي املستندات عن طريق الربيد اإللكرتوين أو‬
‫من خالل الواجهة اخلاصة اليت صممت هليئة التحكيم‪.45‬‬

‫‪ _5‬املالئمة‪:‬‬

‫إن التحكيم اإللكرتوين متاح على مدار ‪ 24‬ساعة يف اليوم ‪ ،‬وسبعة أايم يف األسبوع ‪ ،‬فهذه امليزة متكن األطراف‬
‫النزاع إىل إرسال مستندات القضية يف أي وقت‪.46‬‬

‫اثنياً ‪ :‬عيوب التحكيم اإللكرتوين‪.‬‬

‫تتمثل عيوب التحكيم اإللكرتوين فيما يلي‪:‬‬

‫‪ _1‬عدم ضمان سرية التحكيم‬

‫من مساوئ التحكيم اإللكرتوين هو إمكانية إخرتاق سرية عملية التحكيم من طرف القراصنة وتعطيل عمل حمكمة‬
‫التحكيم ‪ ،‬و هذا يؤثر سلباً على هذه التقنية اجلديدة‪.‬‬

‫‪ _2‬غياب احلماية القانونية يف جمال التجارة اإللكرتونية‬

‫حيث أنه يوجد بعض الدول مبا فيها اجلزائر اليت مل تعاجل جمال التجارة اإللكرتونية‪ ،‬فغياب قوانني وضعية خاصة‬
‫هبذا اجملال ميكن أن يؤثر على النزاع للوصول إىل احلقيقة‪.‬‬

‫اخلامتة‪:‬‬

‫لقد اتضح لنا من خالل حبثنا أبن التحكيم كوسيلة بديلة حلل النزاعات أصبح من غري املمكن للمجتمعات‬
‫احلديثة االستغناء عنه كونه األنسب يف معظم اجملاالت مثل التجارة اإللكرتونية ‪ ،‬اليت أصبحت تلعب دوراً فعاالً‬
‫يف تطوير االقتصاد العاملي ‪ ،‬وأصبح التحكيم الوسيلة القانونية حلماية هذا النوع من العمليات التجارة اإللكرتونية‪.‬‬

‫‪375‬‬ ‫اجمللد السادس ‪ -‬العدد الثالث ‪ -‬السنة سبتمرب ‪2021‬‬


‫بغدادي عماد‬ ‫التحكيم اإللكرتوني ‪.‬‬

‫قائمة املصادر واملراجع‪:‬‬

‫اثنيا‪ :‬النصوص القانونية الوطنية‪:‬‬

‫‪_1‬قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية اجلزائري الصادر حتت رقم ‪ 09-08‬بتاريخ ‪ _-25‬قانون املدين املصري‬
‫الصادر بتاريخ ‪ 16‬يوليو سنة‪.1948‬‬

‫‪ _02‬قانون املدين األردين رقم (‪ )43‬لعام ‪.1976‬‬

‫‪ _03‬قانون املرافعات املدنية الفرنسي لسنة ‪ 1981‬الصادر مبوجب مرسوم رقم (‪ )500/81‬بتاريخ‬
‫‪.1981/05/12‬‬

‫‪ _04‬قانون أصول احملاكمات املدنية اللبنانية رقم ‪ 90‬صادر سنة ‪.1983‬‬

‫‪ _05‬املرسوم امللكي رقم م‪ 05 /‬لسنة ‪1382‬ه‪.‬‬

‫‪ _06‬قانون املعامالت املدنية لدولة اإلمارات العربية املتحدة رقم ‪ 5‬الصادر بتاريخ ‪ 1985/12/15‬املوافق ل ‪2‬‬
‫ربيع الثاين ‪1406‬ه‪.‬‬

‫‪ _07‬قانون التحكيم اهلولندي الصادر بتاريخ ‪.1986/12/1‬‬

‫‪ _08‬قانون اإلجراءات املدنية اإلمارايت رقم ‪ 11‬لسنة ‪1992‬‬

‫‪ _09‬قانون التحكيم املصري رقم ‪ 27‬لسنة ‪.1994‬‬

‫‪ _10‬قانون التحكيم اليمين املعدل رقم(‪ )32‬لسنة ‪.1997‬‬

‫‪ _11‬قانون التجارة املصري رقم ‪ 17‬لسنة ‪1999‬‬

‫‪ _12‬قانون التحكيم األردين رقم ‪ 31‬لسنة ‪.2001‬‬

‫‪ 1_2‬األوامر‪:‬‬

‫‪376‬‬ ‫اجمللد السادس ‪ -‬العدد الثالث ‪ -‬السنة سبتمرب ‪2021‬‬


‫بغدادي عماد‬ ‫التحكيم اإللكرتوني ‪.‬‬

‫‪_ 1‬األمر رقم ‪ 05_07‬مؤرخ يف ‪ 25‬ربيع الثاين عام ‪ 1428‬املوافق ‪ 13‬مايو ‪ ،2007‬يعدل ويتمم األمر رقم‬
‫‪ 58 _75‬املؤرخ يف ‪ 20‬رمضان املوافق ل ‪ 26‬سبتمرب ‪ 1975‬املتضمن القانون املدين‪.‬‬

‫‪_2‬األمر رقم ‪ 59-75‬املؤرخ يف ‪ 20‬رمضان عام ‪ 1395‬املوافق ‪ 26‬سبتمرب سنة ‪ 1975‬الذي يتضمن قانون‬
‫التجاري اجلزائري‪.‬‬

‫اثنيا املراجع ابللغة العربية‬

‫‪ .01‬الكتب‬

‫‪ 1‬املعايري الشرعية النص الكامل للبحوث و الدراسات اليت ق ّدمت متهيدا إلعداد املعايري الشرعية ‪،54-1‬هيئة‬
‫احملاسبة و املراجعة للمؤسسات املالية اإلسالمية (أيويف) ‪،‬دار امليمان للنشر و التوزيع‪-‬الرايض اجمللد‬
‫الثالث‪1437‬ه‪،‬‬
‫‪_2‬خالد حممد القاضي‪،‬موسوعة التحكيم التجاري الدويل‪،‬دار الشروق الطبعة األوىل القاهرة ‪2002‬‬

‫‪ 3‬امحد حسان مطاوع‪ ،‬التحكيم يف العقود الدولية لإلنشاءات دار النهضة العربية ‪2007‬‬

‫‪ 4‬قادري عبد العزيز‪ ،‬االستثمارات الدولية ‪ ،‬التحكيم التجاري الدويل ضمان االستثمارات دار هومة اجلزائر‪،‬‬
‫الطبعة الثانية‪ ،‬سنة ‪2006‬‬

‫‪ 5‬حسن مؤمن ‪ ،‬الوجيز يف التحكيم‪ ،‬مطبعة الفجر‪ ،‬بريوت‪ ،‬لبنان‪ ،‬سنة ‪.1977‬‬

‫‪6‬عالءآابراين‪ ،‬الوسائل الودية حلل النزاعات التجارية "دراسة مقارنة"‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬منشورات احلليب احلقوقية‬
‫لبنان ‪.2008‬‬

‫‪ 7‬محد عزيز شكريي‪ ،‬املدخل إىل القانون الدويل العام وقت السلم دمشق‪،‬سوراي‪ ،‬دار الكتاب ‪.1968‬‬

‫‪ 8‬إايد حممود بردان ‪ ،‬التحكيم والنظام العام‪ ،‬منشورات حليب احلقوقية لبنان‪ ،‬الطبعة األوىل ‪.2004‬‬

‫‪ 9‬حسان نوفل‪،‬التحكيم يف منازعات عقود االستثمار دار هومة اجلزائر ‪2010‬‬


‫‪ 10‬حفيظة السيد احلداد‪ ،‬الوجيز يف النظرية العامة يف التحكيم التجاري الدويل الطبعة األوىل‪ ،‬منشورات احلليب‬
‫بريوت لبنان‪.2004 ،‬‬

‫‪_11‬عمر سعد هللا ‪،‬قانون التجارة الدولية‪ ،‬النظرية املعاصرة‪ ،‬دار هومة‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬الطبعة الثانية‪2009 ،‬‬

‫‪377‬‬ ‫اجمللد السادس ‪ -‬العدد الثالث ‪ -‬السنة سبتمرب ‪2021‬‬


‫بغدادي عماد‬ ‫التحكيم اإللكرتوني ‪.‬‬

‫‪ _12‬أبو زيد رضوان‪ ،‬األسس العامة يف التحكيم التجاري الدويل‪،‬دار الفكر العريب ‪ ،‬مصر‪.1981 ،‬‬

‫‪ _ 13‬أمحد شكري‪ ،‬الوسيط يف النظرية العامة و املقاوالت ‪ ،‬مطبعة املعارف اجلديد‪ ،‬الرابط ‪ ،‬املغرب‪ ،‬الطبعة‬
‫األوىل ‪.2001،‬‬

‫‪_ 14‬اندية حممد معوض ‪ ،‬التحكيم التجاري الدويل الطبعة الثانية دار النهضة العربية‪ ،‬مصر‪، 2000 ،‬‬
‫‪.2001‬‬

‫‪_15‬حمسن شفيق‪ ،‬التحكيم التجاري الدويل‪ ،‬دراسة يف قانون التجارة الدولية‪ ،‬دار النهضة العربية القاهرة‪،‬‬
‫‪1997‬‬

‫‪ _ 16‬مصطفى اجلمال وعكاشة حممد عبد العال‪ ،‬التحكيم يف العالقات اخلاصة الدولية و الداخلية ‪،‬منشورات‬
‫احلليب القانونية‪ ،‬بريوت لبنان‪1998،‬‬

‫‪ _ 17‬أمحد عبد الكرمي سالمة‪ ،‬قانون التحكيم التجاري الدويل والداخلي‪ ،‬دار النهضة العربية القاهرة ‪،‬الطبعة‬
‫األوىل‪2004،‬‬

‫‪_18‬هاين يسري الدين ‪ ،‬التحكيم التجاري الدويل ‪ ،‬دراسة مقارنة – دار النهضة العربية القاهرة ‪2005‬‬

‫‪ _19‬سامي عبد الباقي ‪ ،‬التحكيم التجاري االلكرتوين‪ ،‬دراسة مقارنة ‪ ،‬دار النهضة ‪ ،2004 ،‬ص ‪.19‬‬
‫‪ _20‬خالد ممدوح ابراهيم ‪ ،‬التحكيم االلكرتوين يف عقود التجارة الدولية‪،‬ط‪ ،1‬دار الفكر اجلامعي ‪ ،‬االسكندرية‬
‫مصر ‪.2018،‬‬

‫‪ _21‬هبة اتمر حممود عبد هللا ‪ ،‬عقود التجارة االلكرتونية ( دراسة مقارنة) منشورات زين احلقوقية ‪ ،‬مكتبة‬
‫السنهوري ‪ ،‬بغداد ‪ ،‬الطبعة األوىل ‪2011 ،‬‬

‫اثنيا‪ :‬الرسائل اجلامعية‬

‫‪ _ 1‬سليم بشري ‪،‬أطروحة مقدمة لنيل درجة دكتوراه العلوم القانونية ختصص القانون اخلاص‪، ،‬حتت عنوان "احلكم‬
‫التحكيمي والرقابة القضائية " جامعة احلاج خلضر ابتنة‪ ،‬كلية احلقوق‪ ،‬سنة اجلامعية ‪.2011 /2010‬‬

‫‪ _2‬رجاء نظام احلافظ بين مشسة ‪ ،‬اإلطار القانوين للتحكيم اإللكرتوين‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬رسالة ماجستري ‪ ،‬جامعة‬
‫النجاح الوطنية انبلس فلسطني ‪.2009،‬‬

‫‪378‬‬ ‫اجمللد السادس ‪ -‬العدد الثالث ‪ -‬السنة سبتمرب ‪2021‬‬


‫بغدادي عماد‬ ‫التحكيم اإللكرتوني ‪.‬‬

‫اثلثا‪ :‬اجملالت ‪:‬‬

‫‪ _1‬جملة احملكمة العليا‪-‬عدد خاص‪ -‬الطرق البديلة حلل النزاعات‪ :‬الصلح والوساطة و التحكيم‪ ،‬اجلزء‪ ، 1‬قسم‬
‫الواثئق ‪.2009‬‬

‫املراجع ابللغة األجنبية‪:‬‬

‫الكتب‪:‬‬

‫‪1_Christophe SeragliniJeromeortshlidt , droit del’arbitrage interne et‬‬


‫‪international ,Montshretleinlextonsoedition 2013,Paris‬‬

‫املواقع اإللكرتونية‪:‬‬

‫‪ _ 1‬عادل محادة أبو العز ‪ ،‬التحكيم اإللكرتوين يف منازعات املعامالت اإللكرتونية‪ ،‬مقال منشور على شبكة‬
‫األنرتنيت على املوقع‪www.aljarirah.com‬‬

‫اهلوامش‪.‬‬

‫‪ _1‬انظر سليم بشري ‪،‬أطروحة مقدمة لنيل درجة دكتوراه العلوم القانونية ختصص القانون اخلاص‪، ،‬حتت عنوان "احلكم التحكيمي والرقابة القضائية "‬
‫جامعة احلاج خلضر ابتنة‪ ،‬كلية احلقوق‪ ،‬سنة اجلامعية ‪ ،2011 /2010‬ص‪.09‬‬
‫‪_2‬راجع دراسة املعايري الشرعية النص الكامل للبحوث و الدراسات اليت ق ّدمت متهيدا إلعداد املعايري الشرعية ‪،54-1‬هيئة احملاسبة و املراجعة‬
‫للمؤسسات املالية اإلسالمية (أيويف) ‪،‬دار امليمان للنشر و التوزيع‪-‬الرايض اجمللد الثالث‪1437‬ه‪ ،‬ص‪.2161‬‬
‫_خالد حممد القاضي‪،‬موسوعة التحكيم التجاري الدويل‪،‬دار الشروق الطبعة األوىل القاهرة ‪ ،2002‬ص ‪3.150‬‬

‫_خالد حممد القاضي ‪ ،‬نفس املرجع‪ ،‬ص‪1374‬‬


‫‪ _ 5‬امحد حسان مطاوع‪ ،‬التحكيم يف العقود الدولية لإلنشاءات دار النهضة العربية ‪ ،2007‬ص ‪.19‬‬

‫‪_6‬خالد حممد القاضي‪،‬موسوعة التحكيم التجاري الدويل‪ ،‬نفس املرجع ‪ ،‬ص ‪.84‬‬

‫‪ _7‬قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية اجلزائري الصادر حتت رقم ‪ 09-08‬بتاريخ ‪ 2008-02-25‬املادة ‪.1007‬‬

‫‪ _8‬قرار النقض املدين رقم ‪/1004‬لسنة ‪ ،61‬الصادر من حمكمة النفض املصرية بتاريخ ‪ ،1996/12/27‬منشور يف جملة الفضاة املصرية الصادرة‬
‫عن اندي القضاة‪ ،‬القاهرة‪ ،‬السنة الثالثون‪ ،‬العدد األول‪ ،‬كانون الثاين‪ ،‬سنة ‪.1998‬‬
‫‪_9‬انظر املادة ‪ 1442‬من قانون املرافعات املدنية الفرنسي لسنة ‪.1981‬‬

‫‪_10‬أنظر املادة ‪ 1011‬من ف ا م اد ج‪.‬‬

‫‪_11‬أنظر املادة ‪ 1020‬من قانون التحكيم اهلولندي الصادر بتاريخ ‪.1986/12/1‬‬

‫‪379‬‬ ‫اجمللد السادس ‪ -‬العدد الثالث ‪ -‬السنة سبتمرب ‪2021‬‬


‫بغدادي عماد‬ ‫التحكيم اإللكرتوني ‪.‬‬

‫‪_12‬حسن مؤمن ‪ ،‬الوجيز يف التحكيم‪ ،‬مطبعة الفجر‪ ،‬بريوت‪ ،‬لبنان‪ ،‬سنة ‪ ،1977‬ص ‪.10‬‬

‫‪13‬راجع‪،‬عالءآابراين‪ ،‬الوسائل الودية حلل النزاعات التجارية "دراسة مقارنة"‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬منشورات احلليب احلقوقية لبنان‪ ،2008 ،‬ص ‪.23‬‬

‫‪ _14‬قادري عبد العزيز‪ ،‬االستثمارات الدولية ‪ ،‬التحكيم التجاري الدويل ضمان االستثمارات دار هومة اجلزائر‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬سنة ‪ ،2006‬ص ‪.236‬‬

‫‪ _15‬خالد حممد القاضي ‪،‬موسوعة التحكيم التجاري الدويل ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.102‬‬

‫‪_16‬محد عزيز شكريي‪ ،‬املدخل إىل القانون الدويل العام وقت السلم دمشق‪،‬سوراي‪ ،‬دار الكتاب ‪ 1968‬ص ‪.412‬‬

‫اجلزائري‪17.‬‬
‫_ أنظر املادة ‪ 1039‬من قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية‬
‫‪_18‬راجع إايد حممود بردان ‪ ،‬التحكيم والنظام العام‪ ،‬منشورات حليب احلقوقية لبنان‪ ،‬الطبعة األوىل ‪ 2004‬ص ‪.06‬‬

‫‪19.‬‬
‫_حسان نوفل‪،‬التحكيم يف منازعات عقود االستثمار‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪18‬‬
‫‪_ 20‬حفيظة السيد احلداد‪ ،‬الوجيز يف النظرية العامة يف التحكيم التجاري الدويل الطبعة األوىل‪ ،‬منشورات احلليب بريوت لبنان‪ ،2004 ،‬ص ‪.90‬‬

‫‪_ 21‬أنظر عمر سعد هللا ‪،‬قانون التجارة الدولية‪ ،‬النظرية املعاصرة‪ ،‬دار هومة‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬الطبعة الثانية‪ 2009 ،‬ص ‪.276‬‬

‫‪_2222‬أبو زيد رضوان‪ ،‬األسس العامة يف التحكيم التجاري الدويل‪،‬دار الفكر العريب ‪ ،‬مصر‪ ،1981 ،‬ص ‪.50‬‬

‫‪_23‬أمحد شكري‪ ،‬الوسيط يف النظرية العامة و املقاوالت ‪ ،‬مطبعة املعارف اجلديد‪ ،‬الرابط ‪ ،‬املغرب‪ ،‬الطبعة األوىل ‪ ، 2001،‬ص ‪.29‬‬

‫‪_voir Christophe SeragliniJeromeortshlidt , droit del’arbitrage interne et 24‬‬


‫‪international ,Montshretleinlextonsoedition 2013,Paris, p 37.‬‬

‫‪_ Christophe SeragliniJerome ortsheidt , droit del’arbitrage interne et international,ibidem, p 485 .25‬‬
‫‪ _26‬اندية حممد معوض ‪ ،‬التحكيم التجاري الدويل الطبعة الثانية دار النهضة العربية‪ ،‬مصر‪ 2001 ، 2000 ،‬ص ‪.85‬‬

‫(‪_27‬انظر املادة ‪ 10‬الفقرة ‪ 3‬من قانون التحكيم املصري الصادر سنة ‪ 18-14 ، 1994‬اليت تنص ‪ ... " :‬و يعترب اتفاق التحكيم كل إحالة ترد‬
‫يف العقد اىل وثيقة تتضمن شرط التحكيم ‪"...‬‬
‫_ عمر سعد هللا‪،‬قانون التجارة الدولية‪ ،‬النظرية املعاصرة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪28.279‬‬

‫‪_ 29‬حمسن شفيق‪ ،‬التحكيم التجاري الدويل‪ ،‬دراسة يف قانون التجارة الدولية‪ ،‬دار النهضة العربية القاهرة‪ 1997 ،‬ص ‪.11‬‬

‫‪ _30‬جملة احملكمة العليا‪-‬عدد خاص‪ -‬الطرق البديلة حلل النزاعات‪ :‬الصلح والوساطة و التحكيم‪ ،‬اجلزء‪ ، 1‬قسم الواثئق ‪ ،2009‬ص ‪.273‬‬
‫‪_ 31‬مصطفى اجلمال وعكاشة حممد عبد العال‪ ،‬التحكيم يف العالقات اخلاصة الدولية و الداخلية ‪،‬منشورات احلليب القانونية‪ ،‬بريوت لبنان‪ ،1998،‬ص‬
‫‪.388‬‬

‫‪_ 32‬أنظر أمحد عبد الكرمي سالمة‪ ،‬قانون التحكيم التجاري الدويل والداخلي‪ ،‬دار النهضة العربية القاهرة ‪،‬الطبعة األوىل‪ 2004،‬ص‪.346‬‬

‫‪33.194‬‬
‫_خالد حممد القاضي‪ ،‬موسوعة التحكيم التجاري الدويل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‬
‫‪_34‬هاين يسري الدين ‪ ،‬التحكيم التجاري الدويل ‪ ،‬دراسة مقارنة – دار النهضة العربية القاهرة ‪ 2005‬ص ‪.78‬‬

‫‪380‬‬ ‫اجمللد السادس ‪ -‬العدد الثالث ‪ -‬السنة سبتمرب ‪2021‬‬


‫بغدادي عماد‬ ‫التحكيم اإللكرتوني ‪.‬‬

‫‪_35‬أنظر املادة ‪ 2/2‬من اتفاقية نيويورك لسنة ‪.1958‬‬

‫‪_36‬انظر املادة ‪ 2/7‬من قانون النمودجي اليونسرتال لسنة ‪.1985‬‬

‫‪_37‬أنظر املادتني ‪ 1008‬و ‪ 1040‬من ق ا م ا د ج‪.‬‬

‫‪_38‬أنظر املادة ‪ 12‬من قانون التحكيم املصري رقم ‪ 27‬لسنة ‪.1994‬‬

‫‪_39‬أنظر املادة ‪ 10‬من قانون التحكيم األردين رقم ‪ ،31‬لسنة ‪.2001‬‬

‫‪_40‬أنظر املادة ‪ 2/203‬من قانون اإلجراءات املدنية اإلمارايت‪ ،‬رقم ‪ ،11‬لسنة ‪.1992‬‬

‫‪41.19‬‬ ‫سامي عبد الباقي ‪ ،‬التحكيم التجاري االلكرتوين‪ ،‬دراسة مقارنة ‪ ،‬دار النهضة ‪ ،2004 ،‬ص‬
‫‪42.248‬‬ ‫خالد ممدوح ابراهيم ‪ ،‬التحكيم االلكرتوين يف عقود التجارة الدولية‪،‬ط‪ ،1‬دار الفكر اجلامعي ‪ ،‬االسكندرية مصر ‪ ،2018،‬ص‬
‫عادل محادة أبو العز ‪ ،‬التحكيم اإللكرتوين يف منازعات املعامالت اإللكرتونية‪ ،‬مقال منشور على شبكة األنرتنيت على املوقع‬
‫‪www.aljarirah.com‬‬
‫‪43‬‬

‫‪ 44‬هبة اتمر حممود عبد هللا ‪ ،‬عقود التجارة االلكرتونية ( دراسة مقارنة) منشورات زين احلقوقية ‪ ،‬مكتبة السنهوري ‪ ،‬بغداد ‪ ،‬الطبعة األوىل ‪،2011 ،‬‬
‫ص ‪.308‬‬
‫سامي عبد الباقي أبو صاحل ‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ص ‪45.36‬‬

‫رجاء نظام احلافظ بين مشسة ‪ ،‬اإلطار القانوين للتحكيم اإللكرتوين‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬رسالة ماجستري ‪ ،‬جامعة النجاح الوطنية انبلس فلسطني ‪، 2009،‬‬
‫ص ‪46.16‬‬

‫‪381‬‬ ‫اجمللد السادس ‪ -‬العدد الثالث ‪ -‬السنة سبتمرب ‪2021‬‬

You might also like