LAS Volume 33 Issue 94 Pages 609-704

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 95

‫األزمات االقتصادية واملالية وآليات املواجهة‬

‫دكتور‬

‫عثمان امحد عثمان‬

‫مدرس االقتصاد واملالية العامة‬

‫والتشريعات االقتصادية واملالية‬

‫املعهد العايل للدراسات االسالمية‬


‫‪ – 7‬األزمات االقتصادية والمالية وآليات المواجهة‬

‫ملخص‬
‫االزمات االقتصادية والمالية من اهم الموضوعات في ظل العولمة‪ ,‬وبدات مع النظام‬

‫الراسمالي والدورات االقتصادية ولقد تم تناول اسباب هذه االزمات في االدبيات‬

‫االقتصادية وانواعها مثل ازمة سوق األوراق المالية و االزمة المصرفية وازمة اسعار‬

‫الصرف وازمة المديونية وتم تناول االزمة المالية العالمية كمثال على هذه االزمات‬

‫ومظاهرها المالية واالقتصادية واالجتماعية وكذلك طرق مواجهه االزمات االقتصادية‬

‫والمالية من خالل مراحل اداره االزمات و اساليب حل االزمات وكيفيه التعامل معها‬

‫بالطرق التقليدية والطرق غير التقليدية واجراءات التصدي لهذه االزمات من خالل‬

‫تشكيل فريق عمل ادارة االزمات االقتصادية والتخطيط االقتصادي كمتطلب اساسي‬

‫والتنبؤ الوقائي واالعتماد على المراكز البحثية وكذلك كيفيه مواجهة وتقليل اثار‬

‫االزمات االقتصادي والمالية ‪.‬‬

‫الكلمات المفتاحية والمصطلحات‬

‫ـ االزمات المالية‬ ‫‪-‬االزمات االقتصادية‬

‫ـ التخطيط االقتصادي‬ ‫ـ سوق األوراق المالية‬

‫‪ -‬اسعار الصرف‬

‫‪611‬‬
2021 ‫ العدد الرابع والتسعون – إصدار إبريل‬- ‫مجلة روح القوانين‬
The Financial and Economic Crises and Mechanics to confront it
Dr. Osman Ahmed Osman
The economic and financial crises are important topics in the
light of globalization, as it starts with the capital system,
economic courses, and the causes of these crises were
discussed in the economic literature and their many kinds like;
stock market, banking, exchange prices, and indebtedness
crises .

The financial crisis was discussed as an example of these crises,


and it’s financial, economic, and social manifestations, in
addition, the way to face these crises through management,
solving methods, how to deal with it in the usual and unusual
ways, measures to tackle these crises through creating an
economic crisis management and economic planning team as a
basic need, precautionary, depending on research center, and
how to face and reduce the effects of economic and financial
crises.
Keywords
• Economic Crises
• Financial Crises
• Stock Market
• Economic Planning
• Exchange Prices

612
‫‪ – 7‬األزمات االقتصادية والمالية وآليات المواجهة‬

‫مقدمـــة‬

‫األزمات االقتص ـ ـ ـ ـ ــادية والمالية هي من المواض ـ ـ ـ ـ ــيع الهامة والتي يجب د ارس ـ ـ ـ ـ ــتها بدقة‬

‫واالزمات كانت س ـ ـ ـ ــببا في انهيار اللثير من الش ـ ـ ـ ــركات والمنظمات والدول‪ ،‬وتس ـ ـ ـ ــببت‬

‫بأض ـ ـ ـرار كبيرة وتش ـ ـ ـريد اعداد كبيرة من العمال وتس ـ ـ ــبب ض ـ ـ ـ ار اقر اجتماعية تفوق كثي اقر‬

‫األضــرار االقتص ــادية‪ ،‬وفي س ــبيل لك تظهر لنا الحاجة اللبيرة لد ارس ــة هذا الموض ــو‬

‫لتفادي هذه األزمات في المستقبل والحد من آثارها‪.‬‬

‫إن األزمات التي تحدث على المس ـ ـ ــتو الفردي يمكن تدبرها بش ـ ـ ــكل و بآخر‪ ،‬فإن‬

‫احتاج شخص ما لسيولة فقد يقترض و يبيع ما عنده ليتدبر مره‪.‬‬

‫ما األزمات على المسـتو المحلي فينصـب عالجها على إتبا سـياسـات كلية لتجنيب‬

‫البالد آثار األزمة وتص ــيب األزمات اإلقليمية سـ ـواقاق واس ــعة‪ ،‬ثم غالباق ما تتحول إلى‬

‫زمات عالمية يصـ ـ ـ ــعب عالجها مع آثار حادة قد تمتد‪ ،‬كما حصـ ـ ـ ــل في ثالثينيات‬

‫القرن الماضــي وخالل الثمانينيات ثم التســعينيات من نفس القرن في الســوق ايســيوية‬

‫وكما حصل في عام ‪2008‬م في السوق األمريكية التي تمثل ربع اقتصاد العالم‪.‬‬

‫‪613‬‬
‫مجلة روح القوانين ‪ -‬العدد الرابع والتسعون – إصدار إبريل ‪2021‬‬
‫وبسبب حدوث هذه األزمات استوجب االنتباه من جانب صانعي السياسات االقتصادية‬

‫وظهرت مشـ ـ ـ ـ ـ ـ ــكلتين األولى هي مواجهــة وعالج األزمــات المــاليــة والثــانيــة هي التنبؤ‬

‫باألزمات المالية ومحاولة تفاديها‪.‬‬

‫هدف الدراسة‪:‬‬

‫تهدف الدراسة إلى تحليل األزمات االقتصادية والمالية والفرق بينهما و نواعها ومحاولة‬

‫التنبؤ بهما ومواجهتهما وعالج األزمات االقتصادية والمالية ومحاولة تفادي حدوثها‪.‬‬

‫أهمية الدراسة‪:‬‬

‫تُعتبر هذه الدراسة لها اهمية في محاولة التقليل من آثار األزمات االقتصادية والمالية‬

‫وكيفية التعامل مع هذه األزمات‪.‬‬

‫منهج الدراسة‪:‬‬

‫تم استخدام المنهج االستقرائي‪ ،‬واألسلوب الوصفي والتحليلي‪.‬‬

‫مادة الدراسة‪:‬‬

‫تتنو مادة الدراسة بين المراجع العربية واألجنبية‪.‬‬

‫‪614‬‬
‫‪ – 7‬األزمات االقتصادية والمالية وآليات المواجهة‬

‫مشكلة الدراسة‪:‬‬

‫الدراسة لمشكلة مواجهة األزمات االقتصادية والمالية والتنبؤ ومحاولة تفادي‬ ‫تتصد‬

‫حدوث هذه األزمات‪.‬‬

‫خطة الدراسة‪:‬‬

‫تم تقسيم البحث الي مقدمة وثالث مباحث والخاتمة‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬مفهوم االزمات االقتصادية والمالية وتطورها التاريخي‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬ماهية االزمات االقتصادية والمالية والفرق بينهما‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬التطور التاريخي لالزمات االقتصادية والمالية‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬نوا االزمات االقتصادية والمالية‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬نماط االزمات االقتصادية والمالية‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬االزمة المالية العالمية‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬طرق مواجهة االزمات االقتصادية والمالية‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مراحل و ساليب التعامل مع االزمات االقتصادية والمالية‬

‫المطلب الثاني‪ :‬كيفية مواجهة نوا االزمات االقتصادية والمالية‪.‬‬

‫الخاتمة وتشمل النتائج والتوصيات‪.‬‬

‫‪615‬‬
‫مجلة روح القوانين ‪ -‬العدد الرابع والتسعون – إصدار إبريل ‪2021‬‬

‫المبحث األول‬

‫مفهوم االزمات االقتصادية والمالية وتطورها التاريخي‪.‬‬

‫يمر االقتص ـ ـ ــاد الحر بأزمات اقتص ـ ـ ــادية و زمات مالية‪ ،‬ألنه واجه عوامل تُ ِّ‬
‫عوقه عن‬

‫داء وظائفه في اإلنتاج والتوزيع واالستهالك واالستثمار واالدخار(‪.)1‬‬

‫واالقتص ـ ـ ـ ــاد ال ارس ـ ـ ـ ــمالي يتعرض لدورات اقتص ـ ـ ـ ــادية وهي التغيير في مجمو النش ـ ـ ـ ــاط‬

‫االقتص ــادي ل مة وهي توس ــعات تحدث في نفس الوقت في اوجه النش ــاط االقتص ــادي‬

‫المتعددة يعقبها انلماش‪ ،‬ثم يتلوها انتعاش يرتبط بمرحلة التوسع في الدورة التالية‪.‬‬

‫ولذلك فاالزمات االقتصادية متوقعة نتيجة للدورات االقتصادية‪.‬‬

‫والـدورات هي حركـات تقلبيـه تتميز بـالتلرار وللن غير منتظمـة في حـدوثهـا ويصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـعـب‬

‫التنبؤ بموعد حدوثها سواء اللساد او الرواج ومد قوتهما ومدتهما‪.‬‬

‫وهي توثر في االســعار وحجم االنتاج والبعي يطلق عليها الدورة االقتصــادية العش ـرية‬

‫اي مدتها عشـ ـ ـ ــر سـ ـ ـ ــنوات من الرخاء الى اللسـ ـ ـ ــاد‪ ،‬وللن قد تزيد اوتنقص الن النظام‬

‫د‪ .‬يسري محمد بو العال‪ ،‬علم االقتصاد‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،2005 ،‬ص‪.16‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪616‬‬
‫‪ – 7‬األزمات االقتصادية والمالية وآليات المواجهة‬

‫ال ارس ـ ـ ــمالي غير منظم او مخطط تخطيطا اقتص ـ ـ ــاديا‪ ،‬ويحكمه المص ـ ـ ــالي الفردية التي‬

‫تهدف لتحقيق الربي‪.‬‬

‫وعلى الرغم من التقدم الحضاري فإن العالم يتسم بتعدد األزمات الناجمة عن اختالل‬

‫توازنات الدول اللبر مع سعي الدول النامية إلى تحقيق المزيد من االستقالل والنمو‬

‫مما د إلى حدوث صراعات وتحالفات تمثلت في زمات عالمية‪ ،‬إقليمية ومحلية ات‬

‫طبيعة زمانية ومكانية مركبة ومعقدة‪ .‬وإ ا كانت الدول المتقدة تتعامل مع زمتها بمناهج‬

‫علمية فإن الدول النامية ترفي إتبا هذه األساليب في مواجهة زماتها مما يجعل‬

‫األزمة شد عمقا‪.‬‬

‫وإ ا كانت األزمات تحدث في كل زمان ومكان وبعد ن صبي العالم وحدة متقاربة‬

‫سياسيا واقتصاديا وثقافيا واجتماعيا بات ي من كياناته عرضة ألزمات التي تأثر في‬

‫مجتمعاته تأثيرات متفاوتة ولذلك صبي استخدام المناهج العلمية في مواجهة األزمات‬

‫ضرورة ملحة‪ ،‬ليس لتحقيق نتائج إيجابية من التعامل معها وإنما لتجنب نتائجها المدمرة‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬ماهية االزمات االقتصادية والمالية والفرق بينهما‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬التطور التاريخي لالزمات االقتصادية والمالية‪.‬‬

‫‪617‬‬
‫مجلة روح القوانين ‪ -‬العدد الرابع والتسعون – إصدار إبريل ‪2021‬‬
‫المطلب األول‬

‫ماهية االزمات االقتصادية والمالية والفرق بينهما‪.‬‬

‫يصعب تحديد مفهوم دقيق وشامل ل زمة وخاصة بعد اتسا نطاق استعماله وانطباقه‬

‫على مختلف صور العالقات اإلنسانية وفي مجاالت التعامل كافة‪ .‬إال ن تطوره‬

‫التاريخي‪ ,‬قد ظهر في الطب اإلغريقي القديم‪ ,‬تعبي ار عن نقطة تحول مصيرية في تطور‬

‫المرض‪ ،‬يرتهن بها شفاء المريي‪,‬خالل فترة زمنية محددة‪ ،‬و موته ومن ثم‪ ,‬تلون‬

‫مؤشرات المرض‪ ,‬و دالئل األزمة‪ ,‬هي األعراض التي تظهر على المريي والناجمة‬

‫الصر بين الميكروبات والجراثيم ومقاومة الجسم لها‪ ,‬وليس عن األزمة المرضية‬
‫ا‬ ‫عن‬

‫التي لمت به‪ .‬وبعد ن شا اصطالح األزمة في المعاجم واللتب الطبية‪ ,‬بد استخدامه‬

‫مع بداية القرن التاسع عشر في التعبير عن ظهور المشاكل التي تواجهها الدول‪ ,‬إشارة‬

‫إلى نقاط التحول الحاسمة في تطور العالقات السياسية واالقتصادية واالجتماعية‪.‬‬

‫أوال‪ :‬تعريف األزمة‪:‬‬

‫كلمة ( زمة) هي كلمة عامة ومعروفة في الوسط االجتماعي بأنها مشكلة يثير استخدامها‬

‫في كثير من المجاالت والنقاشات الحادة حول تحديد مفهوم معين و اتجاه معين في‬

‫القضايا العامة و الخاصة‪ ،‬قد تلون سياسية و اقتصادية و عسكرية و اجتماعية‪.‬‬

‫‪618‬‬
‫‪ – 7‬األزمات االقتصادية والمالية وآليات المواجهة‬

‫والمقصود بفلرة ( زمة) هنا ‪ -‬هي المشاكل و األحداث التي تحدث في المجتمع وتزعز‬

‫استقرار للدولة ويكون حدوثها غير متوقع‪.‬‬

‫األزمة في اللغة‪ :‬من زم‪ ،‬يقال‪ :‬زم العام‪ :‬ي اشتد قحطه وقل خيره و زم الشيء‪ :‬إ ا‬

‫انقبي وانضم‪ ،1‬والمتأزم‪ :‬من صابته زمة يا كان نوعها‪.2‬‬

‫واصطالحا‪ :‬هي الشدة والقحط والضيق وقلة الحاجة في كل شيء‪.3‬‬

‫وفي عام ‪,1937‬عرفت األزمة االقتصادية بأنها خلل فادح‪ ،‬في العالقة بين العرض‬

‫والطب‪ ،‬وفي السلع والخدمات ورؤوس األموال ومنذ لك التاريخ بد التوسع في استخدام‬

‫مصطلي األزمة في إطار علم النفس‪ ,‬عند الحديث عن زمة الهوية‪ .‬وكذلك استخدمه‬

‫الديموغرافيون عند حديثهم عن زمة االنفجار السكاني‪ .‬و سفر استخدامه عن تداخل‬

‫بين مفهوم األزمة والمفاهيم المختلفة ات االرتباط الحيوي والوثيق به‪.‬‬

‫الزبيدي‪ ،‬تاج العروس‪ ،)7605/1( ،‬مادة‪ " :‬زم"‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫القاموس المحيط‪ ،)1390/1( ،‬مادة‪ " :‬زم"‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫مختار الصحاح‪.)6/1( ،‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪619‬‬
‫مجلة روح القوانين ‪ -‬العدد الرابع والتسعون – إصدار إبريل ‪2021‬‬
‫وتعددت تعريفات األزمة‪:‬‬

‫األزمة هي ظرف انتقالي يتسم بعدم التوازن‪ ،‬ويمثل نقطة تحول في حياة الفرد‪ ،‬و‬

‫الجماعة‪ ،‬و المنظمة‪ ،‬و المجتمع‪ ،‬وغالباق ما ينتج عنه تغيير كبير‪.‬‬

‫و هي فترة حرجة و حالة غير مستقرة يترتب عليها حدوث نتيجة مؤثرة‪ ،‬وتنطوي في‬

‫األغلــب علــى ح ــداث س ـريعة وتهــديـد للقيــم و ل هداف التي يؤمن بها من يتأثر‬

‫باألزمة‪.‬‬

‫و هي موقف وحالة يواجهها متخذ القرار في حد الليانات اإلدارية من "دولة‪ ،‬مؤسسة‪،‬‬

‫مشرو ‪ ،‬سرة" تتالحق فيها األحداث وتتشابك معها األسباب بالنتائج‪ ،‬ويفقد معها متخذ‬

‫القرار قدرته على السيطرة عليها و على اتجاهاتها المستقبلية؛ إ تعتبر األزمة تحدياق‬

‫وصراعاق بين متخذ القرار وبين القو الصانعة ل زمة مرافقة لقلق و قو ضاغطة‬

‫وتهديد من الليان اإلداري‪.1‬‬

‫إن األزمة تحدث في نطاق معين يمكن ن نطلق عليه (وعاء األزمة) والذي يتأثر بها‪،‬‬

‫وتحدث من خالله‪ ،‬ويعد وعاء األزمة هو االقتصاد‪ ،‬وللن لما كان معني االقتصاد‪،‬‬

‫د‪ .‬غسان قاسم‪ ،‬خالد عبد هللا‪ ،‬إدارة األزمات األسس والتطبيقات‪ ،‬الدار المنهجية‪ ،‬عمان‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2015‬م‪ ،‬ص‪.18‬‬

‫‪620‬‬
‫‪ – 7‬األزمات االقتصادية والمالية وآليات المواجهة‬

‫والذي هو وعاء يتأثر باألزمة‪ ،‬قد يكون عينيا وقد يكون ماليا‪ ،‬لزم التعرض لمعنى كل‬

‫منهما‪ ،‬وبيان يهما يعد وعاء ل زمة المالية ويتأثر بها بصورة مباشرة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬تعريف األزمة االقتصادية‪:‬‬

‫األزمة االقتصادية هي عدم كفاية عوامل اإلنتاج في االقتصاد الحقيقي عن الوفاء‬

‫بااللتزامات المطلوبة في السوق؛ لتحقيق التوازن بين العرض والطلب‪ ،‬فعدم كفاية‬

‫المحاصيل الزراعية و المياه في بلد ما يحدث مجاعة و قحطا لندرة الحاجات وقلتها‬

‫فتحدث األزمة االقتصادية‪.1‬‬

‫وتعرف كذلك االزمة االقتصـ ـ ــادية هي فترة انقطا في مسـ ـ ــار النمو االقتصـ ـ ــادي على‬

‫النحو المعتاد حيث ينخفي اإلنتاج‪ ،‬ويقل معدل االستثمار وتزداد معدالت البطالة‪.‬‬

‫واالزمات االقتصـ ــادية اصـ ــلها ناجم في االسـ ــاس عن ازمات مصـ ـرفية ومالية واسـ ــبابها‬

‫الحقيقة تلمن في س ـ ــلوك االنس ـ ــان االقتصـ ـ ـادي وس ـ ــلوك الص ـ ــناعة المص ـ ـرفية وادواتها‬

‫المبنية علي النقود والتوسع في النقود االئتمانية‪.‬‬

‫د‪ .‬سمير محمد الحسيني‪ ،‬مبادئ التحليل االقتصادي‪ ،‬دار الغد‪ ،1989 ،‬ص ‪.44‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪621‬‬
‫مجلة روح القوانين ‪ -‬العدد الرابع والتسعون – إصدار إبريل ‪2021‬‬
‫ثالثا‪ :‬األزمة المالية‪:‬‬

‫هي حالة تعثر او اض ـ ـ ــطرب كبير في س ـ ـ ــلس ـ ـ ــلة االئتمان نتيجة تعثر المدنين والدائنين‬

‫والذي يؤدي لتراجع حجم االئتمان ومن ثم حجم السيولة ويؤدي النهيار النظام المالي‪.‬‬

‫وعندما يتوقف سـ ـ ــوق النقد ورس المال عن تجميع المدخرات تنتقل األزمة المالية إلى‬

‫‪1‬‬
‫االقتصاد وتصبي زمة اقتصادية تؤثر على القطا المالي‪.‬‬

‫واألزمة المالية هي االنخفاض المفاجئ في سعار نو و كثر من األصول‪ .‬واألصول‬

‫إما رس مال مادي يس ـ ـ ــتخدم في العملية اإلنتاجية مثل ايالت والمعدات واألبنية‪ ،‬وإما‬

‫ص ــول مالية‪ ،‬هي حقوق مللية لرس المال المادي و للمخزون الس ــلعي‪ ،‬مثل األس ــهم‬

‫وحسـ ــابات االدخار مثالق‪ ،‬و نها حقوق مللية ل صـ ــول المالية‪ ،‬وهذه تسـ ــمى مشـ ــتقات‬

‫مالية‪ ،‬ومنها العقود المستقبلية (للنفط و للعمالت األجنبية مثالق)‪.‬‬

‫فإ ا انهارت قيمة صــول ما فجأة‪ ،‬فإن لك قد يعني إفالس و انهيار قيمة المؤسـســات‬

‫التي تمللها‪ .‬وقد تأخذ األزمة المالية ش ـ ـ ــكل انهيار مفاجئ في س ـ ـ ــوق األس ـ ـ ــهم‪ ،‬و في‬

‫‪ 1‬د‪ /‬السيد حمد عبد الخالق‪ ،‬دور الدولة في األزمة المالية العالمية بين األيديولوجيا ومتطلبات‬
‫الواقع العملي‪ ،‬المؤتمر العلمي الدولي الرابع‪ ،‬كاديمية شرطة دبي‪ ،‬المنعقد في ‪ 17 – 15‬مارس‬
‫‪ ،2009‬المحور االقتصادي‪ ،‬ص‪.21‬‬

‫‪622‬‬
‫‪ – 7‬األزمات االقتصادية والمالية وآليات المواجهة‬

‫عملة دولة ما‪ ،‬و في س ـ ــوق العقارات‪ ،‬و مجموعة من المؤس ـ ـس ـ ــات المالية‪ ،‬لتمتد بعد‬

‫لك إلى باقي االقتصاد‪.‬‬

‫وق د يحدث مثل هذا االنهيار المفاجئ في سعار األصول نتيجة انفجار"فقاعة سعرية"‬

‫مثالق‪ .‬والفقاعة المالية و السعرية‪ ،‬و فقاعة المضاربة كما تسمى حياناق‪ ،‬هي بيع وشراء‬

‫كميات ضخمة من نو و كثر من األصول المالية و المادية‪ ،‬األسهم و المنازل مثالق‪،‬‬

‫بأسعار تفوق سعارها الطبيعية و الحقيقية‪.1‬‬

‫تنشأ األزمة المالية إ ا تم التداول على األصول المالية دون قيام االرتباط المذكور بينها‬

‫وبين األصول العينية‪ ،‬وهنا تلون حركة األصول المالية كثر سرعة‪ ،‬و كبر حجما وهذا‬

‫الذي حدث خالل األزمة التي يمر بها العالم اين‪ ،‬وكان هذا سببا للتسمية باألزمة‬

‫المالية العالمية وليس األزمة االقتصاديةوقد تتحول الي األزمة المالية العالمية‪:‬‬

‫ويراد باألزمة المالية‪ :‬زيادة مخاطر عدم السداد لتعدد إصدار وتداول األصول المالية‬

‫المتعددة دون ارتباط بينها وبين االقتصاد الحقيقي و العيني‪.‬‬

‫د‪ .‬غسان قاسم‪ ،‬خالد عبد هللا‪ ،‬إدارة األزمات‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.18‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪623‬‬
‫مجلة روح القوانين ‪ -‬العدد الرابع والتسعون – إصدار إبريل ‪2021‬‬
‫ومما يؤكد لك ن المؤسسات المالية العالمية قد توسعت في إصدار وتداول األصول‬

‫المالية الممثلة ل صل العيني حتى بلغ حجم التداول من األصل المالي الممثل ل صل‬

‫العيني حوالي ستين ضعفا‪ ،‬مما يعني زيادة كبيرة في المخاطر التي تتعرض لها هذه‬

‫المؤسسات المالية‪1.‬‬

‫رابعا‪ :‬الفرق بين األزمة االقتصادية واألزمة المالية‪:‬‬

‫للي نقف على حقيقة هذا األمر يجب ن نعرف وال الفرق بين االقتصاد العيني الحقيقي‬

‫للدولة‪ ،‬واالقتصاد المالي؛ حتى تتضي الصورة وينجلي الغمام‪:‬‬

‫فاالقتصاد العيني الحقيقي للدولة‪ :‬هو كل ما يتعلق باألصول العينية کاألرض‪،‬‬

‫والمصانع‪ ،‬والطرق‪ ،‬ومحطات اللهرباء‪ ،‬والقو البشرية‪ .‬وبعبارة خر ‪ :‬هو مجمو‬

‫السلع االستهالكية التي تشبع حاجات اإلنسان مباشرة من‪ :‬مأكل ومشرب‪ ،‬وملبس‪،‬‬

‫وترفيه ومواصالت‪ ،‬وتعليم‪ ،‬وخدمات صحية‪ .‬ويتضمن االقتصاد العين الحقيقي يضا‪:‬‬

‫األصول التي تنتج هذه السلع االستثمارية‪ ،‬من مصانع‪ ،‬و راضي زراعية‪ ،‬ومراكز للبحوث‬

‫والتطوير‪.‬‬

‫د‪ /‬حازم الببالوي‪ ،‬األزمة المالية العالمية‪ ،‬محاولة للفهم‪ ،‬بحث مقدم لندرة األزمة المالية العالمية‬ ‫‪1‬‬

‫من منظور إسالمي وتأثيرها علي االقتصاديات العربية‪ ،2008/1/11 ،‬ص‪.5‬‬

‫‪624‬‬
‫‪ – 7‬األزمات االقتصادية والمالية وآليات المواجهة‬

‫فاالقتصاد العيني‪ :‬هو الثروة الحقيقية التي يتوقف عليها بقاء البشرية وتقدمها‪ ،‬فهو‬

‫األساس في حياة البشر والدول‪ ،‬للن بعد تقدم سبل الحياة وكثرة متطلباتها وجد ن‬

‫االقتصاد العيني وحده ال يكفي باحتياجات السوق وتطلعاته المستقبلية‪ ،‬فلان البد و ن‬

‫يزود بأدوات ووسائل مالية حديثة ليتطور نظام العمل به وعليه‪ ،‬فاألرض مثال هي جزء‬

‫من الثروة العينية‪ ،‬وهي التي تنتج المحاصيل التي تشبع حاجات اإلنسان من المأكل‪،‬‬

‫والملبس‪ ،‬بل ويسبن المسكن عليها‪ ،‬للن إ ا ما راد مالك األرض بيعها فال يمكن حملها‬

‫وال حيازتهما‪ ،‬وال نقلها من مكان إلى مكان آخر‪ ،‬لذا كان لزاما ن يكون هناك وسيلة‬

‫و داة يتم عن طريقها نقل حق المللية‪ ،‬ومن هنا ظهر ما يسمى‪( :‬بسندات المللية)‬

‫و صبي سند المللية (العقد) صال ماليا يتعلق باألرض ويثبت عليها حق المللية وكافيا‬

‫لنقل ملليتها من مالك قدم إلى مالك جديد‪ ،‬ولم يتوقف األمر على ظهور صول مالية‬

‫خاصة بالمللية على األرض فقط‪ ،‬وإنما اكتشفت البشرية ن التبادل عن طريق المقايضة‬

‫مبادلة سلعة عينية بسلعة عينية خر مر معقد ومقلق وشاق‪ ،‬ومن ثم كانت الحاجة‬

‫إلى داة و وسيلة يتم التعامل بها فظهرت النقود‪ ،‬و صبحت صال ماليا يتم بها السيطرة‬

‫على االقتصاد العين بأكمله‪ ،‬فمن يملك النقود يستطيع ن يحصل على ما يشاء من‬

‫سلع وخدمات معروضة في االقتصاد العيني‪ ،‬و صبحت النقود‪ :‬داة لالئتمان‪ ،‬ووسيطا‬

‫‪625‬‬
‫مجلة روح القوانين ‪ -‬العدد الرابع والتسعون – إصدار إبريل ‪2021‬‬
‫عاما للتبادل‪ ،‬ومقياس ومخزونا للقيم‪ ،‬و داة لالكتناز‪ .1‬وصارت النقود صال مالية مع‬

‫سندات المللية‪ ،‬و صبحت تمثل االقتصاد العين وتنوب عنه في كل المعامالت؛ نظ ار‬

‫لسهولة التبادل والتعامل بها بين البشر‪ .‬ولم يتوقف تطور األصول المالية على سندات‬

‫المللية و النقود فقط‪ ،‬بل تطور األمر و د إلى ظهور شكال جديدة ل صول المالية‪،‬‬

‫فقد يقترض إنسان من آخر ماال والبد من إثبات هذه المديونية بورقة‪ .‬ثم ظهرت الشركات‬

‫التجارية مساهمة بين األفراد فلل شريك يحمل نصيبا من األسهم والسندات تساوي رس‬

‫ماله‪ ،‬ومن هنا ظهرت صول مالية جديدة عبارة عن سهم وسندات‪ ،‬و وراق تجارية‬

‫إلثبات الديون‪.‬‬

‫ولما كانت الحاجة ماسة لتداول هذه األصول‪ ،‬ظهرت مؤسسات کالبورصة‪ ،‬يتم تداول‬

‫هذه األصول فيها‪ ،‬وظهر وسيط مالي يمكن ن يمول األفراد عند الحاجة مواال مقابل‬

‫فائدة‪ ،‬ومن هنا ظهرت البنوك‪.‬وبعد ظهور البنوك والبورصات لعبت هذه المؤسسات‬

‫دو ار مهما في زيادة حجم األصول المالية وزيادة حجم التعامل بها‪ ،‬وانتقلت األزمة من‬

‫القطا المالي والمصرفي إلي االقتصاد الحقيقي والعيني‪.2‬‬

‫د‪ .‬عبد هللا عابد‪ ،‬النقود واالئتمان‪ ،‬ط دار الغد‪ ،‬لسنة ‪۱۹۸۸‬م‪ ،‬ص (‪.)44‬‬ ‫‪1‬‬

‫د‪ .‬رضا عبد السالم‪ ،‬األزمة‪ ،‬زمة مالية م زمة رسمالية‪ ،‬المكتبة العصرية‪2015 ،‬م‪ ،‬ص‪.24‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪626‬‬
‫‪ – 7‬األزمات االقتصادية والمالية وآليات المواجهة‬

‫ومن هنا تم البدء في انقطا الصلة والفصل بين االقتصاد العيني الحقيقي واالقتصاد‬

‫المالي‪ ،‬و صبحت هذه المؤسسات قادرة على إصدار نوا متعددة من األصول المالية‬

‫بشكل مستقل عن االقتصاد العيني‪ ،‬و صبحت ل سواق المالية حياتها الخاصة بعيدا‬

‫عما يحدث في االقتصاد العيني‪.1‬‬

‫وبناء على ما تقدم فاألزمة االقتصادية تحدث عند عدم كفاية عوامل اإلنتاج في االقتصاد‬

‫العيني (الحقيقي) عن الوفاء بااللتزامات المطلوبة في السوق؛ الندرة الحاجات وقلتها‬

‫بسبب حدوث كارثة طبيعية كفيضان‪ ،‬و قحط‪ ،‬وبالتالي يحدث خل بين العرض والطلب‪،‬‬

‫فتوجد عندئذ األزمة االقتصادية‪ ،2‬وتزيد مخاطر قيام المؤسسات بتنفيذ المشروعات‪.3‬‬

‫ما األزمة المالية فيكون مصدرها المؤسسات المالية‪ ،‬وتحدث نتيجة للسب اليد السيئ‪،‬‬

‫و لك عندما تقوم بعي المؤسسات في اإلسراف في إصدار سهم بقيم مالية تزيد عن‬

‫القيمة الحقيقة ل صول التي يمتللها االقتصاد الحقيقي وحجم مديونياتها عند الغير مما‬

‫د‪ .‬حازم الببالوي‪ ،‬األزمة المالية محاولة للفهم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص (‪.)۳۲‬‬ ‫‪1‬‬

‫د‪ .‬سمير الحسيني‪ ،‬مبادئ التحليل االقتصادي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص (‪.)44‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪Breuer, Janice. (2004). An Exegesis on Currency and Banking Crisis.‬‬ ‫‪3‬‬

‫)‪Journal of Economic Surveys. 18 (2‬‬

‫‪627‬‬
‫مجلة روح القوانين ‪ -‬العدد الرابع والتسعون – إصدار إبريل ‪2021‬‬
‫يؤدي إلى تضخم االقتصاد المالي والفصل بينه وبين االقتصاد الحقيقي‪ .1‬بل إن هناك‬

‫عددا من البنوك في بعي الدول قبل األزمة المالية العالمية لسنة ‪۲۰۰۸‬م قد توسعت‬

‫في حجم اإلقراض ألكثر من ستين ضعفا من حجم رؤوس موالها‪ ،‬كبنك (ليمان ب ار ر)‬

‫بالواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬مما سار بدخول اقتصاديات تلك الدول في زمة مالية‬

‫حادة‪.‬‬

‫إ ا فمصدر حدوث األزمات المالية‪ :‬المؤسسات النقدية (البنوك)‪ ،‬وسبها کسب اليد‬

‫السيئ‪ .‬علما بأنه قد تم االشتراط على البنوك في كثير من دول العالم عدم التوسع في‬

‫اإلقراض بحيث ال يتجاوز حجم المال المقرض نسبة رس المال واالحتياط النقدي للبنك‪،‬‬

‫وهو ما يعرف (بالرافعة المالية)‪ ،‬تم لك من قبل بعي حكومات تلك الدول‪ ،‬وتحت‬

‫إشراف ورقابة البنك المركزي بها للن هيهات هيهات!!‪ ،‬فلم يستجب حد‪ :‬مما وجد هذا‬

‫األمر مخاطر عالية؛ نتيجة للفرق الرهيب بين األصول الحقيقة واألصول الوهمية لرس‬

‫مال البنك‪ ،‬ونتيجة لذلك تصبي البنوك معرضة لشبي اإلفالس‪ ،‬وعلى شفا حفرة من‬

‫د‪ .‬محمد عبد الحليم عمر‪ ،‬قراءة إسالمية في األزمة المالية العالمية‪ ،‬بحث مقدم لندوة "األزمة المالية‬ ‫‪1‬‬

‫العالمية من منظور إسالمي وتأثيرها على االقتصاديات العربية"‪ ،‬مركز صالي كامل لالقتصاد‬
‫اإلسالمي‪ ،‬والتي انعقدت في شوال ‪14۲۹‬ه كتوبر ‪۲۰۰۸‬م‪ ،‬ص (‪.)۱۲‬‬

‫‪628‬‬
‫‪ – 7‬األزمات االقتصادية والمالية وآليات المواجهة‬

‫االنهيار في حالة تعثر المدينين و توقفهم عن سداد ديونهم‪ ،‬وبالتالي يكون لك األمر‬

‫مقدمة لحدوث زمة مالية قد تنتقل عدواها إلى بنوك ودول خر ‪.1‬‬

‫المطلب الثاني‬

‫التطور التاريخي لالزمات االقتصادية والمالية‪.‬‬

‫أوال‪ :‬تفسير األزمات االقتصادية المالية في األدبيات االقتصادية‪:‬‬

‫ترجع جذور التحليل االقتصادي األزمات المالية إلى ثالثينيات القرن الماضي حينما‬

‫ضربت زمة اللساد اللبير االقتصاد العالمي‪ ،‬وقدم االقتصادي األشهر جون مانيارد‬

‫كينز في كتابه «النظرية العامة للتوظف والفائدة والنقود» تفسيره ل زمة المالية التي‬

‫قادت االقتصاد األمريكي إلى اللساد اللبير (‪.)۱۹۳۳–۱۹۲۹‬‬

‫ومنذ لك الوقت وحتى واخر سبعينيات القرن الماضي انقسمت الرؤ والتحليالت‬

‫االقتصادية ل زمات والية إلى معسكرين رئيسين‪ .‬يمثل المعسكر األول وجهة نظر‬

‫النقديين ‪ ،Mortetarists‬وتزعم هذا المعسكر فرسان المدرسة النقدية ‪Friedman‬‬

‫د‪ .‬حازم الببالوي‪ ،‬األزمة المالية‪ ،‬محاولة للفهم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص (‪.)۳‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪629‬‬
‫مجلة روح القوانين ‪ -‬العدد الرابع والتسعون – إصدار إبريل ‪2021‬‬
‫و ‪ Schwartz‬ما المعسكر الثاني فقد تبنى رؤية كثر انتقائية قدمها ‪Hyman‬‬

‫‪.Minsky Charles Kindleberger‬‬

‫قام النقديون بالربط بين األزمات المالية والذعر الي مؤكدين على همية األزمات‬

‫المصرفية حيث يرون ن األزمات المصرفية وحاالت الذعر المالي سببا رئيسا النخفاض‬

‫العرض النقدي‪ ،‬وهو األمر الذي يؤدي بالتبعية إلى انخفاضات حادة في مستو النشاط‬

‫االقتصادي‪ ،‬وهو ما حدث في الواليات المتحدة األمريكية مرات عديدة‪ .‬وال ير النقديون‬

‫في حداث مثل االنخفاض الحاد في سعار األصول و زيادة حاالت التعثر المالي و‬

‫اإلفالس لمؤسسات األعمال مقدمة األزمات مالية حقيقية ‪ ،‬طالما لم بود هذا إلى حاالت‬

‫من الذعر المالي و انخفاض كبير في العرض النقدي ‪ ،‬بل ير ‪ Schwartz‬ن هذه‬

‫الحاالت ما هي إال « زمات مالية زائفة «‪ ،Pseudo Financial Crises‬وير‬

‫‪ Schwartz‬يضا ن التدخل الحكومي في حاالت واألزمات المالية الزائفة‪ ،‬م ار غير‬

‫ضروري‪ ،1‬وقد يلحق الضرر باالقتصاد ألن هذا التدخل يؤدي إلى انخفاض في مستو‬

‫اللفاءة االقتصادية حيث تقوم الحكومة بإنقا شركات ينبغي ن تخرج من السوق ‪ ،‬كما‬

‫د‪ .‬كمال مين الوصال‪ ،‬األزمة المالية العالمية هل كانت حتمية‪ ،‬مجلة مصر المعاصرة‪ ،‬الجمعية‬ ‫‪1‬‬

‫المصرية لالقتصاد السياسي والتشريع واالحصاء‪ ،‬العدد ‪ ،510‬في ابريل ‪ ،2013‬ص‪ 1902‬وما‬
‫بعدها‪.‬‬

‫‪630‬‬
‫‪ – 7‬األزمات االقتصادية والمالية وآليات المواجهة‬

‫يؤدي هذا التدخل يضا إلى نمو العرض النقدي بشكل ملموس‪ ،‬وهو ما قد يؤدي إلى‬

‫زيادة معدالت التضخم‪.1‬‬

‫ما المعسكر الثاني فقد تزعمه كل من ‪ Kindleberger‬و‪ Minsky‬اللذان كان تعريفهما‬

‫عضاء هذا‬ ‫ل زمات المالية الحقيقية كثر اتساعا وشموال مقارنة بالنقديين‪ .‬وير‬

‫المعسكر ن األزمات المالية تنشأ عن حداث مثل انخفاض حاد في سعار األصول‬

‫و إفالس مؤسسات مالية و غير مالية ضخمة و انلماش اقتصادي و اضطراب‬

‫تعبير في سواق الصرف األجنبي و خليط من كل من مسبق‪ .‬وألن عضاء هذا‬

‫المعسكر يرون ن يا من هذه األحداث قد يكون له آثار خطيرة على مستو النشاط‬

‫االقتصادي فإنهم يدعون لدور كبر و كثر فعالية للحكومة عند مواجهة االقتصاد ألي‬

‫من األحداث السابق كرها‪.2‬‬

‫‪Mishkin, Frederic S. (1991). Anatomy of a Financial Crisis. NBER Working 1‬‬


‫‪Papers Series, Working Paper No.3934.‬‬
‫‪Charles P.Kindleberger and Robert Aliber. (2005). Mania, Panics, and‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪Crashes: A History of Financial Crises. Wiley Investment Classics, New‬‬


‫‪Jersey, USA: John Wiley & Sons, Inc. 5th ed.‬‬

‫‪631‬‬
‫مجلة روح القوانين ‪ -‬العدد الرابع والتسعون – إصدار إبريل ‪2021‬‬
‫إن األزمة المالية التي اجتاحت الواليات المتحدة األمريكية في وائل القرن الحادي‬

‫والعشرين‪ ،‬والتي ظهرت تداعياتها في جميع دول العالم‪ ،‬ال تعد سو حلقة في سلسلة‬

‫من األحداث المماثلة التي شهدتها االقتصادات في مناطق مختلفة من العالم‪ ،‬فالتاريخ‬

‫مليء وزاخر بالعديد من األزمات على اختالف نواعها‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬التفاقم النسبي لألزمات االقتصادية والمالية‪:‬‬

‫إن العالم شهد العديد من األزمات المالية على اختالف نواعها‪1.‬‬

‫ففي القرن التاسع عشر عام ‪۱۸۱۲‬م كانت ول زمة مالية يواجهها النظام الرسمالي‪،‬‬

‫وسببها يرجع إلى النقص في المخزون السلعي‪ ،2‬وفي عام ‪۱۸۹۹‬م تعرض عدد من‬

‫البنوك والشركات اإلنجليزية لإلفالس؛ مما دي إلى زمة مالية عصفت باستقرار النظام‬

‫راجع‪ :‬إبراهيم شريف السيد وآخرون‪" ،‬الطفرة النفطية الثالثة وانعكاسات األزمة المالية العالمية ‪-‬‬ ‫‪1‬‬

‫حالة اقطار مجلس التعاون لدول الخليج العربية ‪ ، -‬مركز دراسات الوحدة العربية‪۲۰۰۶ ،‬م‪ ،‬ص‬
‫‪.۹۰‬‬
‫راجع‪ :‬إبراهيم عبد العزيز النجار‪ ،‬األزمة المالية وإصالح النظام المالي العالمي‪ ،‬الدار الجامعية‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫اإلسكندرية‪۲۰۰۹ ،‬م‪ ،‬ص‪.۲۶‬‬

‫‪632‬‬
‫‪ – 7‬األزمات االقتصادية والمالية وآليات المواجهة‬

‫المالي البريطاني‪ ،‬فانخفضت االستثمارات‪ ،‬وزاد معدل البطالة‪ ،‬وهبطت سعار األسهم‪،‬‬

‫وتعرض اللثير من البنوك والشركات إلى التعثر واإلفالس‪.1‬‬

‫وفي عام ‪۱۸۸۲‬م وقعت زمة مالية واقتصادية كبر في فرنسا؛ حيث انهار بنك االتحاد‬

‫العام الفرنسي‪ ،‬وتسبب لك في إفالس العديد من البنوك‪ ،‬واهتزت بورصتا ليون‬

‫وباريس‪ ،2‬كما وقعت زمة سعر الصرف األمريكي عام ‪۱۸۹۹ -۱۸۹4‬م‪ ،‬والتي‬

‫الهجمات الشديدة التي تتم عن طريق المضاربة ضد الواليات المتحدة‬ ‫اعتبرت إحد‬

‫األمريكية‪ ،‬و لك اللتزامها بقاعدة الذهب‪.3‬‬

‫ومن هم األزمات في القرن العشرين‪ ،‬زمة اللساد العظيم ‪The Great Depression‬؛‬

‫حيث انهيار البورصات العالمية عام ‪۱۹۲۹‬م؛ و لك نتيجة اتبا سياسات التوسع في‬

‫االقتراض من جل شراء مختلف السلع االستهالكية فزاد من حدة الديون‪ ،‬كما انصبت‬

‫راجع‪ :‬محمد صالح الدين الجندي‪ ،‬األزمة المالية العالمية تشخيصها و سبابها وآثارها والتوجهات‬ ‫‪1‬‬

‫المطلوبة لمواجهتها"‪ ،‬بحث مقدم للمؤتمر السابع عشر لالقتصاديين الزراعيين بعنوان األزمة المالية‬
‫واالقتصادية العالمية وتداعياتها على الزراعة المصرية‪ ،‬الجمعية المصرية لالقتصاد الزراعي‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫‪ 15 -14‬كتوبر ‪۲۰۰۹‬م‪ ،‬ص ‪.۲۲۹‬‬
‫راجع‪ :‬إبراهيم عبد العزيز النجار‪ ،‬األزمة المالية وإصالح النظام المالي العالمي"‪ ،‬مرجع سابق‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫ص‪.۲۷‬‬
‫راجع‪ :‬هبة محمود الباز‪" ،‬األزمات المالية المعاصرة األسباب والعالج والدروس المستفادة دراسة‬ ‫‪3‬‬

‫مقارنة"‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬كلية تجارة‪ ،‬جامعة عين شمس‪ ،‬القاهرة‪۲۰۰۸ ،‬م‪ ،‬ص ‪.15‬‬

‫‪633‬‬
‫مجلة روح القوانين ‪ -‬العدد الرابع والتسعون – إصدار إبريل ‪2021‬‬
‫المضاربة على سوق األوراق المالية‪ ،‬وارتفعت سعار األوراق المالية‪ ،‬واستمرت الحكومة‬

‫بتوفير القروض لربط االقتصادات األوروبية بها‪ ،‬وفي شهر سبتمبر عام ‪۱۹۲۹‬م بد ت‬

‫سعار األسهم تنخفي‪ ،‬وزادت طلبات البيع وتسييل محافظ األوراق المالية‪ ،‬وبد ت‬

‫األزمة‪.1‬‬

‫وقد انهارت بورصة وول ستريت‪ ،‬قامت البنوك األمريكية باسترداد رؤوس موالها‬

‫المستثمرة في البورصات األوروبية عن طريق بيع األوراق المالية التي بحوزتها‪ ،‬رغبة‬

‫منها في حل مشاكل السيولة‪ ،‬مما كان له ثر في انتشار االنهيار على مستو‬

‫البورصات الدولية وبحلول عام ‪۱۹۳۳‬م كانت إصابة االقتصاد الحقيقي عميقة؛ حيث‬

‫فقد االقتصاد األمريكي مقيسا بالناتج القومي اإلجمالي ثلث حجمه‪ ،‬وارتفع معدل البطالة‬

‫إلی ‪ ، %25‬و صبي عدد المصارف التي علنت إفالسها في عقد الثالثينات ‪۹۰۰۰‬‬

‫مصرف‪.2‬‬

‫‪ 1‬راجع‪ :‬زكريا سالمة عيسی شطناوي‪ ،‬ايثار االقتصادية ألسواق األوراق المالية من منظور االقتصاد‬
‫اإل سالمي ‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬كلية الشريعة والدراسات اإلسالمية‪ ،‬جامعة اليرموك‪ ،‬األردن‪۲۰۰۷ ،‬م‪،‬‬
‫ص ‪.۱۷۳ – ۱۷۱‬‬
‫راجع‪ :‬إبراهيم شريف السيد وآخرون‪" ،‬الطفرة النفطية الثالثة وانعكاسات األزمة المالية العالمية ‪-‬‬ ‫‪2‬‬

‫حالة قطار مجلس التعاون لدول الخليج العربية ‪ ،" -‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.۹۷‬‬

‫‪634‬‬
‫‪ – 7‬األزمات االقتصادية والمالية وآليات المواجهة‬

‫تعرض نظام بريتون وودز لضغوط شديدة منذ منتصف الستينيات بعد تسرب الضعف‬

‫الدوالر الذي يعتبر الركيزة األولى لهذا النظام‪ ،‬فاعلنت الواليات المتحدة األمريكية وقف‬

‫تحويل الدوالر إلى هب مع تخفيي قيمته ألول مرة بعد الحرب العالمية الثانية‪ ،‬وبالتالي‬

‫تخلت كل الدول عن نظام سعر الصرف الثابت‪ ،‬وبد ت في تطبيق نظام تعويم الصرف‬

‫بعد ن قره صندوق النقد الدولي كنظام للصرف عام ‪۱۹۷۶‬م طبقا التفاقيات جامايكا‪.‬‬

‫وبانهيار نظام بريتون وودز (قاعدة الصرف الذهبي) عام ‪ 1973‬ـ ‪1974‬م‪ ،1‬ففي‬

‫ثمانينيات القرن العشرين تفجرت زمة المديونية عام ‪۱۹۸۲‬م‪ ،‬و لك عندما علنت‬

‫المكسيك عجزها عن القيام بخدمة ديونها الخارجية‪ ،‬ولقد حدث لك ع ار في الدوائر‬

‫المالية الدولية؛ و لك نظ ار ألن المكسيك في لك الوقت كانت من كبر بالد العالم‬

‫مديونية‪.2‬‬

‫كما وقعت زمة يوم االثنين ‪ 19‬كتوبر عام ‪۱۹۸۷‬م‪ ،‬وقد طلق على هذا اليوم يوم‬

‫االثنين األسود لما نتج عنه من زمة رهيبة في البورصات العالمية لم يشهد لها التاريخ‬

‫لمزيد من التفصيل راجع‪ :‬حسين السيد حسين محمد القاضي‪ " ،‬المعامالت االقتصادية الدولية‬ ‫‪1‬‬

‫المترتبة على قيام التبادل الدولي ‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪۲۰۰5/۲۰۰4 ،‬م‪ ،‬ص‪.۱۹۷‬‬
‫راجع‪ :‬هبة محمود الباز‪" ،‬األزمات المالية المعاصرة األسباب والعالج والدروس المستفادة دراسة‬ ‫‪2‬‬

‫مقارنة"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.۸۳‬‬

‫‪635‬‬
‫مجلة روح القوانين ‪ -‬العدد الرابع والتسعون – إصدار إبريل ‪2021‬‬
‫مثيال‪ ،‬فقد انهارت البورصات العالمية كنتيجة النهيار بورصة نيويورك األمريكية‪ ،‬مما‬

‫إلى انخفاض حاد وسريع في سعار األوراق المالية المتداولة في هذا اليوم‪ ،‬ولم‬ ‫د‬

‫يوقف هذا االنهيار في األسعار السيل المتدفق من وامر البيع بل زادت سرعة تدفقها‬

‫حيث إن الذعر الذي انتاب جمهور المتعاملين قد جلب مزيدا من الذعر‪.1‬‬

‫وقد حدثت زمات مالية آخري مثل زمة جنوب شرق آسيا عام ‪۱۹۹۷‬م؛ حيث تبع‬

‫انهيار سعر صرف العملة التايلندية في يوليو عام ‪۱۹۹۷‬م انهيار سواق مال دول‬

‫جنوب شرق آسيا‪ ،‬خاصة تايالند‪ ،‬وماليزيا و ندونسيا‪ ،‬والفلبين‪ ،‬وكوريا‪ ،2‬و لك رغم‬

‫معدالت النمو اللبيرة التي سجلتها هذه الدول في فترة ما قبل األزمة والناتجة عن تزايد‬

‫معدالت االستثمار واالدخار‪ ،‬والسيطرة على معدالت التضخم‪ ،‬وزيادة معدالت اإلنتاج‪،‬‬

‫باإلضافة إلى زيادة رس المال البشري ورفع مستويات التعليم وخفي معدالت الفقر‪.3‬‬

‫‪ 1‬راجع‪ :‬زكريا سالمة عيسى شطناوي‪" ،‬ايثار االقتصادية األسواق األوراق المالية من منظور االقتصاد‬
‫اإلسالمي"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.176 ،175‬‬
‫‪-Taimur Baig & lan Goldfajn, "Financial Market Contagion In Asian Crisis", 2‬‬
‫‪IMF Working Paper, WP/98/155, November 1998, P. 5.‬‬
‫‪-Kalpana Kochhar, Prakash Loungani, & Mark R. Stone, "The East Asian 3‬‬
‫‪Crisis:Developments & Policy Lessons", IMF Working Paper, WP/98/128,‬‬
‫‪August 1998, P. 9,‬‬

‫‪636‬‬
‫‪ – 7‬األزمات االقتصادية والمالية وآليات المواجهة‬

‫كما حدثت عدة زمات مالية في ‪۲۰۰۰‬م؛ حيث شهدت سعار األسهم األمريكية تدهو ار‬

‫شديدا‪ ،‬وقد تركز الهبوط الحاد في سهم شركات التلنولوجيا المتطورة؛ و لك نتيجة‬

‫المضاربات المفرطة‪ ،‬و ثر لك بشكل عام على سعار األسهم التلنولوجية في سواق‬

‫المال األمريكية واألوروبية واألسيوية‪.1‬‬

‫هكذا يتضي ن األزمات المالية ليست ظاهرة حديثة‪ ،‬غير ن األزمات المالية خذت‬

‫في التسار والتفاقم النسبي‪ ،‬و صبي واضي ن عدم االستقرار المالي في دولة ما يمكن‬

‫ن يهدد سالمة النظام المالي الدولي بأكمله‪2 .‬‬

‫ثالثا‪ :‬التسلسل التاريخي األزمات المالية التي مر بها العالم‪:‬‬

‫لقد مر العالم في القديم والحديث بعدة زمات طاحنة‪ ،‬ما بين زمات اقتصادية و زمات‬

‫مالية‪ ،‬فاألزمات االقتصادية تحدث كما تم اإلشارة إليها من قبل نتيجة لندرة الحاجات‬

‫‪ 1‬راجع‪ :‬زکريا سالمة عيسی شطناوي‪ " ،‬ايثار االقتصادية ألسواق األوراق المالية من منظور االقتصاد‬
‫اإلسالمي مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ 194‬ـ ‪.196‬‬
‫راجع‪ :‬إبراهيم عبد العزيز التجارة األزمة المالية وإصالح النظام المالي العالمي"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‬ ‫‪2‬‬

‫‪.۲۹‬‬

‫‪637‬‬
‫مجلة روح القوانين ‪ -‬العدد الرابع والتسعون – إصدار إبريل ‪2021‬‬
‫األساسية المكونة لالقتصاد الحقيقي للدولة ويترتب عليها حدوث المجاعات‪ ،1‬واألزمات‬

‫االقتصادية بهذا الشكل لم تسلم منها ي دولة من دول العالم‪.2‬‬

‫‪ -1‬سنة ‪1637‬م حدثت هذه األزمة في دولة هولندا‪ ،‬وكانت تعرف بأزمة الزهور‪،‬‬

‫وسببها هوس سيطر على سوق العقود ايجلة‪ ،‬فأثر لك على حركة التجارة في هذه‬

‫الدولة‪ ،‬فأحدث زمة باقتصادها‪.‬‬

‫‪ -۲‬سنة ‪ ۱۷۲۰‬وقعت هذه األزمة في دولتي فرنسا وبريطانيا؛ حيث قامت الحكومة في‬

‫تلك الدولتين بسحب موال المودعين في البنوك وصرفها على مشروعات خاصة بالبلدان‬

‫لك إلى إفالس شركة بحور الشمال‪،‬‬ ‫المحتلة والمكتشفة في العالم الجديد‪ ،‬و د‬

‫ومصرف لو البريطاني‪.3‬‬

‫‪ -3‬سنة ‪۱۷۹۷‬م انخفاض مفاجئ في عملة الممللة المتحدة‪ ،‬د إلى زمة نقدية‪.‬‬

‫‪ -4‬سنة ‪۱۸۱۹‬م تشهد الواليات المتحدة األمريكية ول زمة مالية في تاريخها؛ نتيجة‬

‫انهيار سوق األسهم‪.‬‬

‫د‪ .‬سمير الحسيني‪ ،‬مبادئ التحليل االقتصادي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص (‪.)44‬‬ ‫‪1‬‬

‫د‪ .‬رضا عبد السالم‪ ،‬اخبار العولمة الرسمالية‪۲۰۰۸/۱۰/۱۹ ،‬م‪ ،‬ص (‪.)۲‬‬ ‫‪2‬‬

‫موقع صندوق النقد‪ ،‬تاريخ األزمات المالية‪ ،‬ص (‪.)۱‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪638‬‬
‫‪ – 7‬األزمات االقتصادية والمالية وآليات المواجهة‬

‫‪ -5‬سنة ‪۱۸۳۹‬م اإلفراط في المضاربات العقارية‪ ،‬يؤدي إلى انهيار سواق األوراق‬

‫المالية في الممللة المتحدة‪ ،‬و وروبا‪ ،‬ثم في مريكا‪.‬‬

‫‪ -6‬سنة ‪1847‬م انهيار سعار األوراق المالية‪ ،‬يترتب عليها زمة في االئتمان المصرفي‬

‫لد البنوك‪ ،‬فيحدث لك زمة مالية في فرنسا وبريطانيا‪.‬‬

‫‪7‬ـ سنة ‪1857‬م زمة االئتمان المصرفي في مريكا؛ نتيجة الحرب األهلية‪ ،‬فتتحطم‬

‫األسعار‪ ،‬ثم تنتقل إلى جميع الدول التي تمارس التجارة معها‪.‬‬

‫إلى نقص االئتمان‪،‬‬ ‫‪ -8‬سنة ‪1866‬م المضاربات في شركات السكك الحديدية د‬

‫فبد ت البنوك في وروبا في االنهيار‪ ،‬وهو ما عرف بيوم الجمعة األسود‪.‬‬

‫‪ -9‬سنة ‪۱۸۷۳‬م انهيار بورصة فيينا عاصمة دولة النمسا حاليا فأحدث رکودا عالميا‬

‫استمر حتى عام ‪۱۸۹۹‬م‪.1‬‬

‫‪ -10‬سنة ‪۱۸۹۰‬م الديون تعرض قدم بنك في الممللة المتحدة بنك بارينجز لالنهيار‪،‬‬

‫ويحدث لك زمة مالية بها‪.‬‬

‫‪ -11‬سنة ‪۱۹۰۷‬م انهيار سوق األسهم في فرنسا‪ ،‬وإيطاليا‪ ،‬و مريكا‪.‬‬

‫زمة القروض العقارية‪ .‬نشرة البنك األهلي المصري‪۲۰۰۷ ،‬م‪ ،‬ص (‪.)48‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪639‬‬
‫مجلة روح القوانين ‪ -‬العدد الرابع والتسعون – إصدار إبريل ‪2021‬‬
‫‪ -12‬سنة ‪۱۹۲۹‬م زمة اللساد العظيم‪ ،‬وهي كبر زمة مالية شهدها العالم‪ ،‬ولم ينجو‬

‫من جراء هذه األزمة إلى القليل من المؤسسات النقدية‪.‬‬

‫‪ -13‬سنة ‪۱۹۳۱‬م زمة مالية تعاني منها بريطانيا‪ ،‬و لمانيا‪ ،‬والنمسا واليابان‪ ،‬بسبب‬

‫ضخامة حجم اإلنفاق على المجهود الحربي‪.‬‬

‫‪ -14‬سنة ‪1933‬م انخفاض سعر الذهب‪ ،‬يؤدي إلى زمة مصرفية في الواليات‬

‫المتحدة‪.1‬‬

‫‪ -15‬سنة ‪1966‬م اقتصاد الواليات المتحدة يدخل مرحلة انلماش ورقود ضخم‪ ،‬بسبب‬

‫زمة في االئتمان المصرفي‪.‬‬

‫‪ -16‬سنة ‪۱۹۷۳‬م زمة مالية عالمية؛ سببها منع تصدير العرب للبترول قبل حرب‬

‫كتوبر‪ ،‬و صبي برميل النفط يساوي ربعة ضعاف سعره آنذاك‪.‬‬

‫‪ -17‬سنة ‪۱۹۸۲‬م امتنا بعي دول العالم الثالث عن دفع ديونها كالمكسيك‪ ،‬فأحدث‬

‫لك زمة ائتمان عالمي‪.‬‬

‫موقع صندوق النقد الدولي‪ ،‬تاريخ األزمات المالية‪ ،‬ص (‪.)۲‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪640‬‬
‫‪ – 7‬األزمات االقتصادية والمالية وآليات المواجهة‬

‫‪ -18‬سنة ‪۱۹۸۷‬م تأثرت بورصة نيويورك في الواليات المتحدة‪ ،‬نتيجة للعجز التجاري‬

‫األمريکی‪ ،‬فانهارت البورصات في آسيا و وروبا‪.‬‬

‫‪ -19‬سنة ‪۱۹۸۹‬م األزمة المصرفية في اليابان‪.‬‬

‫‪ -20‬سنة ‪۱۹۹۲‬م زمة في النظام النقدي األوربي بد في فرنسا ثم انتقلت إلى جميع‬

‫الدول األوربية بعد لك‪.1‬‬

‫‪ -21‬سنة ‪1995‬م زمة في االقتصاد المكسيكي؛ نجمت عن ربط عملتها بالدوالر‬

‫األمريكي‪.‬‬

‫‪ -22‬سنة ‪۱۹۹۷‬م زمة مالية تجتاح دول جنوب شرق آسيا‪( ،‬تايالند‪ ،‬والفلبين‪ ،‬وماليزيا‪،‬‬

‫واندونيسيا)‪ ،‬وسميت زمة النمور ايسيوية‪.2‬‬

‫‪ -23‬سنة ‪1998‬م انهيار البورصة الروسية‪ ،‬وخسارة "الروبل" الروسي ‪ %60‬من قيمته‪.‬‬

‫‪ -24‬سنة ‪۲۰۰۱‬م زمة في االقتصاد العالمي؛ نتيجة هجمات الحادي عشر من سبتمبر‬

‫على الواليات المتحدة األمريكية‪.‬‬

‫موقع صندوق النقد الدولي‪ ،‬تاريخ األزمات المالية‪ ،‬ص (‪.)۲‬‬ ‫‪1‬‬

‫د‪ /‬حمد يوسف الشحات‪ ،‬األزمات المالية في األسواق الناشئة‪ ،‬مع إشادة خاصة ألزمة جنوب شرق‬ ‫‪2‬‬

‫آسيا‪ ،‬ط دار النيل‪ :‬القاهرة‪ ،‬لسنة ‪۲۰۰۱‬م‪ ،‬ص (‪.)۳۱‬‬

‫‪641‬‬
‫مجلة روح القوانين ‪ -‬العدد الرابع والتسعون – إصدار إبريل ‪2021‬‬
‫‪ 15 -25‬سبتمبر ‪۲۰۰۸‬م األزمة المالية العالمية‪ ،‬والتي طالت اقتصاديات غلب دول‬

‫العالم‪.1‬‬

‫‪ - 26‬زمة ديون دبي عام ‪۲۰۰۹‬م‪.‬‬

‫‪ -27‬زمة مالية في اليونان عام ‪2010‬م‪.‬‬

‫‪ – 28‬األزمة االقتصادية في العالم بسبب جائحة كورونا ‪2020‬‬

‫د‪ .‬وديع حمد كابلي‪ ،‬األزمة المالية العالمية‪ ،‬األسباب‪ ،‬والنتائج‪ ،‬ط دار السعادة‪ ،‬ص (‪.)۳‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪642‬‬
‫‪ – 7‬األزمات االقتصادية والمالية وآليات المواجهة‬

‫المبحث الثاني‬

‫أنواع االزمات االقتصادية والمالية‬

‫يتضي ن األزمات االقتصادية المالية ليست ظاهرة حديثة‪ ،‬و صبي واضحا ن عدم‬

‫االستقرار المالي في دولة ما يمكن ن يهدد سالمة النظام المالي الدولي بأكمله‪ ،‬ويرجع‬

‫لك إلى تغير النظام المالي الدولي‪ ،‬والعولمة المالية ‪:Financial Globalization‬‬

‫وهي التي يتم من خاللها تدفق السلع والخدمات ورس المال والمعلومات واألفلار عبر‬

‫الحدود الدولية‪ ،‬ومن العوامل التي ساعدت على تطور هذه الظاهرة الثورة التلنولوجية‬

‫في مجال المعلومات واالتصاالت‪ ،‬والتي سهمت في تعظيم حجم التجارة الدولية وتدفقات‬

‫رؤوس األموال واالستثمارات‪ ،‬وتزايد التجارة االللترونية‪ ،‬ودور الشركات متعددة‬

‫الجنسيات‪.1‬‬

‫والعولمة المالية تشير إلى ظاهرة االندماج الدولي بين األسواق المالية‪ ،‬وسرعة في‬

‫تحركات رؤوس األموال بين مختلف األسواق المالية دون حواجز و موانع؛ حيث يتم‬

‫من خاللها تبادل وتداول وتصفية الديون واألصول النقدية والمالية خارج الحدود‬

‫راجع‪ :‬هبة محمود الباز‪ ،‬األزمات المالية المعاصرة األسباب والعالج والدروس المستفادة دراسة‬ ‫‪1‬‬

‫مقارنة"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.17 ،16‬‬

‫‪643‬‬
‫مجلة روح القوانين ‪ -‬العدد الرابع والتسعون – إصدار إبريل ‪2021‬‬
‫الوطنية‪.1‬وكذلك يعد نمو التعامل في سواق العمالت العالمية بمعدل سر من نمو‬

‫التجارة الدولية من مظاهر العولمة المالية وسوف نتعرض النوا االزمات االقتصادية‬

‫والمالية ونركز كذلك علي نمو ج لتلك االزمات وهي االزمة المالية العالمية‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬نماط االزمات االقتصادية والمالية‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬االزمة المالية العالمية‪.‬‬

‫المرجع السابق‪ ،‬ص‪.۱۸‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪644‬‬
‫‪ – 7‬األزمات االقتصادية والمالية وآليات المواجهة‬

‫المطلب األول‬

‫أنماط االزمات االقتصادية والمالية‬

‫ميز صندوق النقد الدولي بين ربعة نماط رئيسة من األزمات المالية الدولية هي‪:1‬‬

‫‪ -1‬األزمة المصـــرفية ‪ :Banking Crisis‬وهي ارتفا مفاجئ وكبير في سـ ــحوبات‬

‫الودائع من البنوك التجارية‪ ،‬وينبع لك س ـ ـ ــاسـ ـ ـ ـاق من االنخفاض المتواص ـ ـ ــل في نوعية‬

‫الموجودات المصرفية‪ ،‬فعندما تلون الودائع غير مضمونة فإن انخفاض نوعية محفظة‬

‫القروض وتزايد القروض الرديئة منها يمكن ن يؤدي إلى األزمة المص ـ ـ ـرفية‪ ،‬وفي هذه‬

‫الحالة يتوجه العمالء إلى سحب ودائعهم قبل حدوث األزمة‪.‬‬

‫و هي الحالة التي تصـ ــبي فيها المصـ ــارف في حالة عسـ ــر مالي‪ .‬بحيث يتطلب األمر‬

‫تدخالق من المصـ ـ ـ ــرف المركزي‪ .‬لضـ ـ ـ ــخ موال لهذه المصـ ـ ـ ــارف و إعادة هيكلة النظام‬

‫المصرفي‪.2‬‬

‫‪International Monetary Fund, "financial crises: causes & indicators", World 1‬‬
‫‪Economic Outlook, May 1998, P.74,75.‬‬
‫غسان قاسم‪ ،‬خالد عبد هللا‪ ،‬إدارة األزمات‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.19‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪645‬‬
‫مجلة روح القوانين ‪ -‬العدد الرابع والتسعون – إصدار إبريل ‪2021‬‬
‫وتشــير هذه األزمة إلى المشــاكل والتعثرات التي يعاني منها البنك‪ ،‬مما ينتج عنه عجز‬

‫البنك عن سداد التزاماته‪ ،‬و يدفع الحكومة للتدخل لمساعدته للحد من تفاقم األزمة‪.‬‬

‫تفاقم زمة المص ــارف (س ــحب اإليداعات) تؤدي إلى توقيف عملية تحويل الخص ــوم و‬

‫إلى تدخل الحكومة لمنع حدوث لك عبر مساعدة المصارف على نطاق واسع‪.‬‬

‫ويجب توافر شرط واحد على األقل من الشروط التالية لوصف األزمة الما بأنها مكتملة‬

‫‪.Full-Flodged‬‬

‫منها ن تتجاوز نس ـ ــبة األص ـ ــول غير المؤداة إلى اجمالي األص ـ ــول ‪ ،%10‬و ن تص ـ ــل‬

‫تللفة عملية إنقا البنوك نس ـ ـ ــبة ‪ %2‬من الناتج المحلي االجمالي و ن تؤدي مش ـ ـ ــاكل‬

‫البنوك إلى تأميم عدد كبير منها‪ ،‬و ن تؤدي إلى تدافع العمالء على س ـ ـ ـ ــحب الودائع‬

‫من البنوك‪ ،‬و اتخـ ــا الحكومـ ــة إجراءات طوارئ متمثلـ ــة في تجميـ ــد الودائع‪ ،‬و مـ ــد‬

‫جازات البنوك‪ ،‬و تعميم ضمانات الودائع‪.1‬‬

‫‪Demirguc-Kunt & Enrica Detragische, "The Determinants Of Banking In‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪Developing & Developed Countries", IMF Staff Papers, Vol.45, No.1, 1998,‬‬
‫‪P. 90, 91.‬‬

‫‪646‬‬
‫‪ – 7‬األزمات االقتصادية والمالية وآليات المواجهة‬

‫‪ -2‬أزمـة أســـــــ ـعـار الصـــــــــرف أو أزمـة العملـة ‪ :Currency Crisis‬وهي الهجوم‬

‫المض ـ ـ ـ ــاربي على العملة يؤدي إلى انهيار قيمة العملة وتدخل الس ـ ـ ـ ــلطات للدفا عنها‬

‫عبر استنزاف االحتياطي و رفع سعار الفائدة‪.1‬‬

‫وهي انهيار في ســعار الصــرف (انخفاض شــديد)‪ ،‬و نضــوب في احتياطي الصــرف‪.‬‬

‫نتيجة عمليات المضاربة على العمالت وعدم استقرار سعر الصرف‪.2‬‬

‫وفي معظم األحيان تترافق زمات س ــعار الص ــرف مع األزمات المص ـرفية حيث نه ال‬

‫يمكن فصـل سـعار الصـرف عن العمليات التي تقوم بها المصـارف‪ ،‬وفي األوقات التي‬

‫تحدث فيها زمات س ـ ـ ـ ـ ــعار الص ـ ـ ـ ـ ــرف تتغير س ـ ـ ـ ـ ــعار الفائدة وهذا يؤثر على عمليات‬

‫المصـ ـ ــارف من جهة اإلقراض و قبول الودائع وتؤثر عليها من جهة االحتياطات التي‬

‫تمللها المص ـ ـ ـ ـ ــارف من العمالت األجنبية‪ .‬و زمات س ـ ـ ـ ـ ــعار الص ـ ـ ـ ـ ــرف تعد من كثر‬

‫األزمات التي حص ـ ـ ـ ـ ـ ــلت في العالم فبين عامي ‪ 2007-1975‬حص ـ ـ ـ ـ ـ ــلت ‪ 158‬زمة‬

‫‪Krugman, Paul. (1979). A Model of Balance of Payment Crises. Journal‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪of Money, Credit, and Banking. Vol. 11, 1113-55.‬‬


‫‪Barry Eichengreen and Richard Portes. (1987). The Anatomy of Financial 2‬‬
‫‪Crisis. NBER Working Paper, Working Paper No. 2126.‬‬

‫‪647‬‬
‫مجلة روح القوانين ‪ -‬العدد الرابع والتسعون – إصدار إبريل ‪2021‬‬
‫متعلق بأزمات س ـ ــعار الص ـ ــرف كان آخرها األزمة التي حص ـ ــلت في العام ‪ 1975‬في‬

‫دول شرقي آسيا‪.‬‬

‫‪ -3‬ازمة ســــوق األو ارق المالية ‪ :Stock Market Crisis‬انهيار مفاجئ وسـ ـ ـريع‬

‫ألســعار األســهم وتحدث هذه األزمات عندما يتم اإلقبال بشــكل كبير ومفاجئ على بيع‬

‫األوراق المـاليـة من قبـل حـاملي هـذه األوراق في فترة زمنيـة محـدودة وتؤدي هـذه العمليـة‬

‫إلى ض ـرار كبيرة بالنســبة للمنشــآت والمنظمات والتي تؤدي إلى انخفاض ســعار ســهم‬

‫هذه المنظمات وبالتالي انخفاض القيمة الس ـ ــوقية لهذه المنش ـ ــآت في الس ـ ــوق مما يؤدي‬

‫إلى خسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــائر كبيرة قـد تؤدي إلى انهيـارهـا‪ .‬ويتحقق هـذا النو من األزمـات عنـد وجود‬

‫زمة في سـ ـواق المال تتس ــبب في ض ــعف قدرة األسـ ـواق على داء دورها بفاعلية‪ ،‬مما‬

‫يعكس آثار سلبية كبيرة تمتد لالقتصاد الحقيقي‪.‬‬

‫‪ -4‬أزمة المديونية أو أزمة الديون الخارجية ‪:Foreign Debt Crisis‬‬

‫تحدث هذه األزمة عندما تعجز الدولة عن سـ ـ ــداد خدمات ديونها الخارجية من اقسـ ـ ــاط‬

‫وفوائـد واإلعالن عن عـدم المقــدرة على خـدمـة الـدين والـدخول في مفــاوض ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــات إعـادة‬

‫الجدولة‪.‬‬

‫‪648‬‬
‫‪ – 7‬األزمات االقتصادية والمالية وآليات المواجهة‬

‫و زمــة الــديون الخــارجيــة للــدول النــاميــة‪ ،‬والتي توافقــت منــذ نهــايــة السـ ـ ـ ـ ـ ـ ــبعينــات وبــدايــة‬

‫الثمــانينــات تعتبر إحــد التغيرات الهــامــة التي تواجــه الــدول المــدينــة والــدائنــة على حــد‬

‫سواء‪.‬‬

‫فمع النمو الشـديد في الديون الخارجية وجد عدد كبير من الدول النامية نفسـه في مأزق‬

‫ش ــديد والذي يتمثل بص ــعوبة االس ــتم اررية في خدمة هذه الديون (الفوائد واألقس ــاط) وفي‬

‫نفس الوقت االس ـ ـ ـ ــتمرار في تمويل الواردات الض ـ ـ ـ ــرورية مما د إلى ن بعي الدول‬

‫النامية عجزت عن سـ ـ ـ ـ ـ ــداد عباء هذه الديون قد بد ت تطالب الدائنين بتجميدها وإعادة‬

‫جدولتها باإلضافة إلى الحصول على قروض ميسرة‪.‬‬

‫‪ -‬أزمة الديون العالمية‬

‫في خريف عـام ‪ ۱۹۸۲‬علنـت المكسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيـك عن عـدم قـدرتهـا على الوفـاء بـأعبـاء ديونهـا‬

‫الخارجية‪ ،‬دب عر واضي في روقة البنوك والمؤسسات المالية األمريكية الدائنة لها‪.‬‬

‫ففي خضـ ــم األزمة التي نجمت عن توقف المكسـ ــيك عن الدفع في عام ‪ ،۱۹۸۲‬ومعها‬

‫عدد آخر من كبريات الدول المدينة (األرجنتين‪ ،‬فنزويال‪ ،‬ش ـ ـ ـ ــيلی‪ )..‬س ـ ـ ـ ــارعت حكومة‬

‫الواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬ومؤازرة واض ـ ـ ــحة من ص ـ ـ ــندوق النقد الدولي والبنك الدولي‬

‫وبنك التسـ ـ ــويات الدولية‪ ،‬إلى تقديم حزمة من «عمليات اإلنقا المالي» بشـ ـ ــكل س ـ ـ ـريع‬

‫‪649‬‬
‫مجلة روح القوانين ‪ -‬العدد الرابع والتسعون – إصدار إبريل ‪2021‬‬
‫وغير مــألوف‪ ،‬لمواجهــة هــذا الموقف‪ .‬وقــد تمثــل لــك في تقــديم قروض عــاجلــة لهــذه‬

‫الدول والموافقة على إعادة جدولة جانب كبير من ديونها الخارجية‪ ،‬مع فرض مجموعة‬

‫من الس ـ ـ ـ ـ ــياس ـ ـ ـ ـ ــات المجحفة التي تعين على هذه الدول قبولها لتص ـ ـ ـ ـ ــحيي األوض ـ ـ ـ ـ ــا‬

‫االقتصــادية بالداخل (شــروط صــندوق النقد الدولی)‪ .1‬وهذه الحزمة من عمليات اإلنقا‬

‫لم تلن في الحقيقـة انقـا ه لهـذه الـدول‪ ،‬بـل كـانـت إنقـا ا للبنوك األمريكيـة الـدائنـة‪ ،‬ولـدرء‬

‫مخاطر اإلفالس المباشر لها‪.‬‬

‫‪ -‬الجذور الحقيقية ألزمة الديون العالمية‪:2‬‬

‫حينـا تحررت الـدول المسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــتعمرة والبالد التـابعـة في آسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيـا و فريقيـا و مريکـا الالتينيـة‪،‬‬

‫وحصـ ــلت على اسـ ــتقاللها السـ ــياسـ ــي‪ ،‬فقدت الدول الرسـ ــمالية السـ ــيطرة المباش ـ ـرة على‬

‫اقتصاديات هذه الدول‪ ،‬وفقدت معها بالتالي موارد هذه الدول وخيراتها مثل‪:‬‬

‫ا‪ -‬إمداد البالد الرسمالية بالمواد الخام والغذائية بأسعار منخفضة للغاية‪.‬‬

‫راجع لمزيد من التفاصيل‪William Cleine International Debt and the Stability of :‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪the World Economy, Institute for International Economics, Washington, D.C,‬‬


‫‪1983.‬‬
‫د‪ .‬رمزي زكي‪ ،‬فلر األزمة‪ ،‬دراسة في زمة علم االقتصاد والرسمال والفلر التنموي العربي‪ ،‬مكتبة‬ ‫‪2‬‬

‫مدبولي‪1987 ،‬م‪ ،‬ص‪.176-148‬‬

‫‪650‬‬
‫‪ – 7‬األزمات االقتصادية والمالية وآليات المواجهة‬

‫‪ -۲‬تصريف فائي االنتاج السلعي الذي تضيق عن تحمله سواق البالد الرسمالية‪.‬‬

‫‪ -3‬اسـ ـ ـ ـ ــتثمار فوائي رؤوس األموال والحصـ ـ ـ ـ ــول على معدالت عالية الربي‪ .‬ومن ثم‬

‫التخفيف من حدة األزمات االقتصادية الدورية؛ وساهمت في العمل على رفع مستويات‬

‫األجور والمعيشــة بالبالد الرســمالية والتخلف في المســتعمرات والبالد التابعة‪ .‬إن التقدم‬

‫االقتصـادي في المراكز الرسـمالية الصـناعية‪ ،‬والتخلف في باقي جزاء العالم‪ ،‬هما إ ن‬

‫وجهان لعملة واحدة‪.‬‬

‫ونتيجة االعتماد على الخارج الذي استغل الموارد المحلية‪ ،‬واتجه إلى إقامة وتنمية تلك‬

‫المنتجات والس ــلع االس ــتهالكية الترفية ونص ــف الض ــروري التي كانت تس ــتورد من قبل‪،‬‬

‫وقد س ــهم لك بش ــكل واض ــي في زيادة عجز موازين مدفوعات هذه الدول‪ ،‬ومن ثم في‬

‫زيادة ديونها الخارجية و دي لك إلي تفاقم الديون‪1:‬‬

‫ا‪ -‬زيـادة االقتراض الخـارجي لتمويـل الحصـ ـ ـ ـ ـ ـ ــول على المعـدات اإلنتـاجيـة ات اللثـافـة‬

‫الرسمالية المرتفعة‪.‬‬

‫د‪ .‬رمزي زكي‪« ،‬مأزق النظام الرسمالي»‪ ،‬مجلة األهرام االقتصادي‪ ،‬الحلقة الحادية والعشرون‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫تحت عنوان‪ :‬مصيدة الديون الخارجية ودورها في تلييف البالد المتخلفة‪ ،‬العدد رقم (‪ )۲۳۸‬الصادر‬
‫في ‪ ۷‬مارس ‪ ،۱۹۸۳‬ص ‪.4۷‬‬

‫‪651‬‬
‫مجلة روح القوانين ‪ -‬العدد الرابع والتسعون – إصدار إبريل ‪2021‬‬
‫‪ -2‬زيادة الواردات من الس ـ ـ ـ ـ ـ ــلع الوس ـ ـ ـ ـ ـ ــيطة التي تلزم لتش ـ ـ ـ ـ ـ ــغيل عجالت اإلنتاج لهذه‬

‫الصناعات‪.‬‬

‫‪ -3‬التـأثير على طريقـة تخصـ ـ ـ ـ ـ ـ ــيص الموارد المحـدودة‪ ،‬و لـك بـالتحيز لص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــالي هـذه‬

‫الص ـ ــناعات وض ـ ــد مص ـ ــالي القطاعات المنتجة لس ـ ــلع االس ـ ــتهالك الش ـ ــعبي التي زادت‬

‫الواردات منها فيما بعد نتيجة لتأخر النمو فيها ولزيادة عداد السكان والدخول النقدية‪.‬‬

‫‪ -4‬إش ــاعة نمط اس ــتهالیی ترفی‪ ،‬مما كان له تأثير قوية على إض ــعاف قو االدخار‬

‫وزيادة الميل لالستهالك‪.‬‬

‫والحقيقــة ن عمليــة إعـادة الجــدولـة تبــد بطلــب و بـإعالن تتقــدم بـه الـدولـة المــدينــة إلى‬

‫الجهات الدائنة تطلب فيه وقف مدفوعات خدمة الدين والدخول في مفاوضـ ـ ـ ـ ـ ـ ــات إعادة‬

‫الجدولة‪ .‬وغالبا ما تتم هذه المفاوضات طبقا لقواعد (نادي باريس)‪ .‬وخالل مفاوضات‬

‫إعادة الجدولة يقوم الدائنون بتحديد جملة من الس ـ ــياس ـ ــات التي يتعين على البلد المدين‬

‫ن يقبلها وتتعلق بسـ ـ ــياسـ ـ ــات التجارة الخارجية‪ ،‬وبسـ ـ ــياسـ ـ ــة االنفاق العام‪ ،‬وبالسـ ـ ــياسـ ـ ــة‬

‫‪652‬‬
‫‪ – 7‬األزمات االقتصادية والمالية وآليات المواجهة‬

‫االسـتثمارية‪ .‬وهي مور تنصـب على السـياسـة االقتصـادية والتوجهات االجتماعية لنظام‬

‫‪1‬‬
‫الحكم‪.‬‬

‫وفيما يتعلق بالتجارة الخارجية تلون مطالب الدائنين كما يلي‪:‬‬

‫ا‪ -‬تخفيي القيمة الخارجية للعملة الوطنية‪.‬‬

‫‪ -۲‬إلغاء الرقابة على الصرف‪ ،‬وتحرير التعامل في النقد األجنبي‪.‬‬

‫‪ -3‬الغاء القيود المفروضة على الواردات‪ ،‬والسماح للقطا الخاص باالستيراد‪.‬‬

‫وفيما يتعلق بسـ ـ ـ ــياسـ ـ ـ ــة اإلنفاق العام‪ ،‬يطالب الدائنون بضـ ـ ـ ــرورة تقليل و الغاء العجز‬

‫‪2‬‬
‫بالموازنة العامة للدولة للي يمكن كبي التضخم‪ ،‬مثل‪:‬‬

‫‪ -1‬تقليل اإلنفاق العام بشقيه الجاري واالستثمار ‪.‬‬

‫‪ -2‬الغاء الدعم السلعي الموجه للمواد التموينية التي يستهللها الفقراء ومحدود الدخل‬

‫وتقليل التوظف الحكومي للعمالة الجديدة‪.‬‬

‫‪ . 1‬محمد عبد الحليم عمر‪ ،‬قراءة إسالمية في األزمة المالية العالمية‪ ،‬بحث مقدم لندوة "األزمة‬
‫المالية العالمية من منظور إسالمي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.18‬‬
‫‪ 2‬د‪ .‬حازم الببالوي‪ ،‬األزمة المالية‪ ،‬محاولة للفهم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.13‬‬

‫‪653‬‬
‫مجلة روح القوانين ‪ -‬العدد الرابع والتسعون – إصدار إبريل ‪2021‬‬
‫‪ -3‬زيادة الضرائب على السلع والخدمات‪.‬‬

‫‪ -4‬زيادة سعار الفائدة المدينة والدائنة‪.‬‬

‫ومحص ـ ــلة هذه المطالب تهدف إلى فرملة نمو الطلب المحلي من خالل الض ـ ــغط على‬

‫اسـ ـ ــتهالك وي الدخل المحدود‪ .‬وفي هذا الصـ ـ ــدد يالحظ ن الدائنين ال يطالبون بكبي‬

‫نمو االستهالك الترفي‪.‬‬

‫وفيا يتعلق بالسـياسـة االسـتثمارية يطالب الدائنون بضـرورة تشـجيع االسـتثمارات الخاصـة‬

‫األجنبيـة و لـك تحـت حجـة ن مـا تحتـاج إليـه البالد المتخلفـة ات المـديونيـة الخـارجيـة‬

‫‪1‬‬
‫الثقيلة ليس هو القروض العامة الخارجية وإنما األموال الخاصة‪.‬‬

‫يتعين على البلـد المـدين قبـل ن يوافق الدائنون على طلـب إعادة جدولة ديونه ن يذعن‬

‫لشرطين ساسيين‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Breuer, Janice. (2004). An Exegesis on Currency and Banking‬‬
‫‪Crisis.OPCIT, p28.‬‬

‫‪654‬‬
‫‪ – 7‬األزمات االقتصادية والمالية وآليات المواجهة‬

‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ الشرط األول‪ :‬ن يتحمل البلد المدين دفع فوائد تأخير على األقساط المؤجل دفعها‬

‫كـإجراء عقـابي حتى ال يقـدم هـذا البلـد مرة خر على طلـب إعـادة الجـدولـة‪ .‬وعـادة يكون‬

‫سعر فائدة التأخير كبر من سعر الفائدة االسم على القروض المعاد جدولتها‪.‬‬

‫ـ ـ ـ ـ ـ الشرط الثاني‪ :‬ن البلد المدين يتعين عليه‪ ،‬في جميع األحوال‪ ،‬ن يقوم بعمل اتفاق‬

‫دعم و مساندة مع صندوق النقد الدولي و لك قبل ن يوافق الدائنون على عملية إعادة‬

‫الجدولة‪ .‬وفي هذه االتفاقية يطالب الصـ ـ ــندوق بنفس المطالب التي تسـ ـ ــلي بها الدائنون‬

‫ثناء مفاوضـ ـ ــات إعادة الجدولة‪ .‬وبناء عليه يسـ ـ ــتعيد البلد المدين قدرته على االقتراض‬

‫من جديد‪ .‬ويقوم الصـ ـ ـ ـ ــندوق بتقديم سـ ـ ـ ـ ــيولة نقدية للمسـ ـ ـ ـ ــاعدة في سـ ـ ـ ـ ــد العجز بميزان‬

‫المدفوعات‪ .‬وهو عبارة عن تســهيل ائتماني في شــكل شـرائي ســنوية‪ .‬ويرتبط إعطاء كل‬

‫ش ـ ـريحة بمدي التقدم في تنفيذ المطالب التي تعهد البلد بتنفيذها في خطاب النوايا الذي‬

‫وقعه مع الصــندوق‪ .‬ويقوم الصــندوق بإرســال بعثة خاصــة كل ســتة شــهور للبلد المدين‬

‫‪1‬‬
‫للي يقيم ويراقب الوضع االقتصادي‪.‬‬

‫‪ 1‬د‪ .‬رضا عبد السالم‪ ،‬األزمة‪ ،‬زمة مالية م زمة رسمالية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.33‬‬

‫‪655‬‬
‫مجلة روح القوانين ‪ -‬العدد الرابع والتسعون – إصدار إبريل ‪2021‬‬
‫فالديون‪ ،‬باإلضافة إلى نها صبحت اين هم آلية من آليات نهب الفائي االقتصادي‬

‫بالبالد المدينة‪ ،‬فإنها قد غدت اين هم وسـ ـ ـ ـ ــيلة ضـ ـ ـ ـ ــغط على تلك البالد لالسـ ـ ـ ـ ــتجابة‬

‫لمتطلبات الرسمالية العالمية‪.1‬‬

‫المطلب الثاني‬

‫األ زمة المالية العالمية‬

‫نشـأت االزمة المالية العالمية بسـبب السـياسـات المتبعة من قبل المصـارف للن من ناحية‬

‫آثارها على االقتصاد العالمي فنالحظ ن هذه األزمة ثرت على سعار األسهم في العالم‬

‫وفي مديونيـة بعي الدول وكذلك سـ ـ ـ ـ ـ ـ ـعـار صـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرف بعي العمالت‪ .‬ارتبطـت الواليات‬

‫المتحدة األمريكية بالرس ـ ـ ـ ــمالية‪ ،‬وفي العام نفس ـ ـ ـ ــه من إعالن اس ـ ـ ـ ــتقالل الواليات المتحدة‬

‫األمريكية في عام ‪ ،1776‬ظهر كتاب ثروة األمم للمفلر آدم س ــميث‪ ،‬ولم ينش ــغل الفلر‬

‫اعتمادا على فلرة آدم سـميث "اليد الخفية" ويقصـد‬


‫ق‬ ‫االقتصـادي بأفلار التوازن في السـوق‪،‬‬

‫اليــد المثلى في ضـ ـ ـ ـ ـ ـ ــبط إيقــا السـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوق وتقــدم هــذه الحريــة على التعــاقــد الحر وكــانــت‬

‫االختالفات التي تواجه السوق تعالج دون خلل في االقتصاد‪.‬‬

‫د‪ .‬رمزي زكي‪ ،‬فلر األزمة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.176-148‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪656‬‬
‫‪ – 7‬األزمات االقتصادية والمالية وآليات المواجهة‬

‫وفي عام ‪ 1812‬بد ت الثورات االقتصادية والتراجع في حركة رس المال الثابت والذي‬

‫سبَّب األزمة في لك الوقت‪.‬‬

‫تعرض النظام الرسـ ـ ــمالي‬


‫قدر غير محسـ ـ ــوس‪ ،‬وفي عام ‪َّ 1929‬‬ ‫وكان التضـ ـ ــخم ي ِّ‬
‫مثل قا‬ ‫ُ‬

‫ألزمة عنيفة‪ ،‬سـ ِّ‬


‫ميت باللسـاد العظيم ‪ The Great Depression‬بسـبب حرية السـوق‬ ‫ُ‬

‫المطلقــة‪ ،‬وطــالــب الرئيس األمريكي هربرت هوفر بعــدم تــدخــل الــدولــة عمال لمبــد اليــد‬

‫إعماال ألفلار آدم س ـ ـ ــميث‬


‫ق‬ ‫الخفية هي القادرة وحدها على ض ـ ـ ــبط النظام االقتص ـ ـ ــادي‪،‬‬

‫وللن حدث انهيار للبنوك والمؤسـسـات المالية ولم تعالج األزمة وارتفعت البطالة لتصـل‬

‫إلى ‪ %25‬من قوة العمل‪ ،‬وقام روزفلت عام ‪ 1954‬بإنش ـ ـ ـ ــاء عدد كبير من المش ـ ـ ـ ــاريع‬

‫العامة‪ ،‬مثل إنش ـ ــاء ش ـ ــبكة الطرق والمش ـ ــروعات اللبر بناء على األفلار االقتص ـ ــادية‬

‫المالية للمفلر كينز‪ ،‬وقام روزفلت عام ‪1941‬م في جلب وكس ـ ـ ـ ـ ـ ــب رض ـ ـ ـ ـ ـ ــاء الطبقات‬

‫ن يعاد تشـييد العالم‬ ‫العاملة والمحاربة بإرسـال رسـالة تتضـمن الحريات األربع التي ر‬

‫على س ـ ـ ــاس ـ ـ ــها بعد الحرب العالمية الثانية وهمها تحرير الفرد من الحاجة (‪.)1‬بكس ـ ـ ــب‬

‫(‪)1‬‬ ‫‪Hoan Smithe: The contradiction of capitalism, Winthrop publishors‬‬


‫‪lnc, USA, 1981, p. 9.‬‬

‫‪657‬‬
‫مجلة روح القوانين ‪ -‬العدد الرابع والتسعون – إصدار إبريل ‪2021‬‬
‫الطبقات العاملة بإرسـ ـ ـال رسـ ـ ــالة تتضـ ـ ــمن الحريات األربعة لتشـ ـ ــييد المعالم بعد الحرب‬

‫العالمية الثانية وهمها تحرير الفرد من الحاجة (‪.)1‬‬

‫وفي واخر السـ ـ ـ ـ ـ ـ ــتينيــات حــدثــت زمــة في الواليــات المتحــدة األمريكيــة كــان على ثرهـا‬

‫الخروج من قاعدة الذهب‪ ،‬وخروج رءوس األموال للعمل في وروبا خاص ـ ـ ـ ـ ـ ــة‪ ،‬وظهرت‬

‫فلـار ميلتون فريـدمـان في شـ ـ ـ ـ ـ ـ ــأن نظريـة كميـة النقود الحـديثـة التي روجـت لزيـادة النقود‬

‫وكمياتها و دارت الدفع وروجت البنوك ومؤس ـ ـ ـ ـ ـ ـسـ ـ ـ ـ ـ ــات التمويل هذه الفلرة للحفا على‬

‫رباحها حتى تص ـ ـ ــاعدت األزمة المالية العالمية في الواليات المتحدة األمريكية في ‪14‬‬

‫سبتمبر ‪ 2008‬وانتشرت في دول العالم(‪.)2‬‬

‫واألزمـة المـاليـة العـالميـة دت لهبوط الـدوالر وتراجع حـاد للبورصـ ـ ـ ـ ـ ـ ــات و فلس رابع كبر‬

‫تأثر باألزمة العقارية األمريكية‪،‬‬


‫بنك مريكي ليمان ب ار رز‪ ،‬وتدهورت س ـ ـ ــعار األس ـ ـ ــهم قا‬

‫وض ـ ــخت البنوك المركزية مئات المليارات لتوفير الس ـ ــيولة وإنقا البنوك والش ـ ــركات من‬

‫خطر اإلفالس‪.‬‬

‫(‪)1‬‬ ‫‪John Smithe: The contradiction of capitalism, Winthrop publishors.‬‬


‫‪Inc, U.S.A, 1981, p. 9.‬‬
‫د‪ /‬خالف عبد الجابر خالف‪" ،‬طلب اس ـ ــتيض ـ ــاح جهود الحكومة في مواجهة األزمة المالية‬ ‫(‪)2‬‬
‫العالمية"‪ ،‬لجنة الش ـ ــئون المالية واالقتص ـ ــادية بمجلس الش ـ ــور المص ـ ــري‪ ،‬في ‪ ،2008/12/14‬غير‬
‫منشور‪ ،‬ص‪.302‬‬

‫‪658‬‬
‫‪ – 7‬األزمات االقتصادية والمالية وآليات المواجهة‬

‫وقـامـت الواليـات المتحـدة األمريكيـة في ‪ 20‬س ـ ـ ـ ـ ـ ــبتمبر ‪ 2008‬بخطـة مـاليـة تتللف تريليون‬

‫دوالر تتضــمن شـراء الدولة للمؤسـســات المتعثرة وهو ما يقارب التأميم للمؤسـســات المتعثرة‪.‬‬

‫وفي هذه األزمة المالية العالمية حدث إفالس اللثير من البنوك حتى وصــلت إلى ربعمائة‬

‫العالم‬ ‫بنك تم إفالس ـ ـ ـ ــهم‪ ،‬ولم يفلس مص ـ ـ ـ ــرف إس ـ ـ ـ ــالمي واحد في هذه األزمة؛ مما ده‬

‫والخبراء االقتصاديين‪.‬‬

‫تعرض ـ ـ ـ ـ ــت ألزمة مالية نتيجة زمة الرهن العقاري‬


‫وحيث إن األس ـ ـ ـ ـ ـواق المالية العالمية َّ‬

‫التي تعرض لها الس ـ ـ ـ ـ ــوق المالي األمريكي وتوقف المدينين عن الس ـ ـ ـ ـ ــداد للبنوك نتيجة‬

‫فقدهم وظائفهم وعدم قدرتهم على سداد قساط العقارات و فلست شركات التأمين‪ ،‬نتيجة‬

‫سـداد قيمة التأمين على السـندات وتوقفت البنوك عن السـداد و فلسـت المؤسـسـات المالية‬

‫وانتقلت هذه األزمة إلى األسـ ـواق األوروبية نتيجة قيام البنوك األوروبية بشـ ـراء سـ ــندات‬

‫الرهن العقـاري من البنوك األمريكيـة ممـا د إلى زيـادة كبيرة في سـ ـ ـ ـ ـ ـ ـعـار األصـ ـ ـ ـ ـ ـ ــول‬

‫الحقيقية والمالية‪ ،1‬وتحولت إلى زمة مالية عالمية‪.‬‬

‫‪Taylor, John B. (2009). The Financial Crisis and the Policy Responses:‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪An Empirical Analysis of What Went Wrong. Critical Review, Vol. 21(2-3‬‬
‫‪The Economist, October 18, 2007.‬‬

‫‪659‬‬
‫مجلة روح القوانين ‪ -‬العدد الرابع والتسعون – إصدار إبريل ‪2021‬‬
‫لم ينتبه صــانعو الســياســة ومتخذو القرار في االقتصــاديات الرئيســة وربما لم يرغبوا في‬

‫التنبــه إلى ن العوامــل التي دت إلى األزمــة كــانــت موجودة وقــائمــة على المسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــتويين‬

‫المحلي والدولي منذ سـ ـ ـ ـ ـ ــنوات طويلة بل عقود طويلة‪ ،‬ولذلك بدت األزمة کدوامة مالية‬

‫واقتصـ ــادية بد ت دورانها‪ ،‬ودخل االقتصـ ــاد العالمي في سـ ــر زمة من صـ ــعب زماته‬

‫المالية واالقتصادية و خطرها وعنفها(‪.)1‬‬

‫ظهرت بوادر األزمة المالية العالمية الحالية في البداية في شــهر غســطس عام ‪۲۰۰۷‬‬

‫عندما قامت الحكومة األلمانية بالتدخل إلنقا المص ـ ـ ـ ـ ـرفين األلمانيين ‪Sachsen LB‬‬

‫و‪ KB‬الـذين كـانـا قـد قـامـا بـاالسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــتثمـار بـإفراط وعلى نحو مبـالغ فيـه في األوراق المـاليـة‬

‫المرتبطـة بـالرهون العقـاريـة الرديئـة‪ /‬الثـانويـة من خالل مـا يعرف بـآليـات خـارج الميزانيـة‬

‫‪ ،2007‬ولم يمر شـ ـ ـ ـ ـ ـ ــهر إال وك ــان ــت األزم ــة ق ــد انتقل ــت إلى بريط ــاني ــا حي ــث تل ــال ــب‬

‫المودعون في ص ـ ــفوف طويلة مام بواب بنك ‪ Northern Rock‬خامس كبر البنوك‬

‫البريطانية التي تقدم القروض العقارية‪ ،‬وهو ما مثل حالة من الفزعة المالية‪ ،‬واضطرت‬

‫بعي المؤسـ ـ ـس ـ ــات المصـ ــرفية العمالقة في ‪ Wall Street‬ش ـ ــار المال واألعمال في‬

‫‪ 1‬د‪ /‬محمد البلتاجي‪ ،‬المص ـ ـ ــارف اإلس ـ ـ ــالمية‪ ،‬النظرية والتطبيق والتحديات‪ ،‬مكتبة الش ـ ـ ــروق الدولية‪،‬‬
‫‪2012‬م‪ ،‬ص‪.26‬‬

‫‪660‬‬
‫‪ – 7‬األزمات االقتصادية والمالية وآليات المواجهة‬

‫نيويورك بـالواليـات المتحـدة األمريكيـة ونظيرتهـا في وربـا إلى تخفيي قيمـة صـ ـ ـ ـ ـ ـ ــولهـا‬

‫بمقادير ض ـ ـ ـ ـ ـ ــخمة وكان من نتائج لك ن اس ـ ـ ـ ـ ـ ــتولى العمالق المالي ‪JP Morgan‬‬

‫‪ Chase‬على ‪ ears Stearns3‬خـامس كبر ابنـك اسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــتثمـار في الواليـات المتحـدة‬

‫األمريكيـة في مـارس ‪ ،(Park)،2009 ۲۰۰۸‬وتصـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاعـد الخط الـدرامي القمـة األزمـة‬

‫التالية ليحمل إلى قمته بانهيار ‪ Lehman Brothers‬في سبتمبر ‪.1۲۰۰۸‬‬

‫وقد تبدت صـعوبة وخطورة وعنف األزمة في ثالثة جوانب هامة‪ :‬اتسـا نطاقها ليشـمل‬

‫ركـان اللرة األرضـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيـة األربعـة وفـداحـة الخسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــائر التي خلفتهـا األزمـة والمـدي الزمني‬

‫ل زمة والذي ال يبدو نه وصل للنهاية‪.‬‬

‫لم تقتصــر تأثيرات األزمة على المؤس ـســات المالية والمص ـرفية العمالقة في الغرب فقط‬

‫بل امتدت آثارها لإلدارات المحلية في بعي المدن الصــغيرة في النرويج واســتراليا التي‬

‫فقدت معظم مدخراتها العزيزة»‪ ،‬وكان عليها ن تسـ ـ ـ ــعى لتدبير موارد طارئة لتسـ ـ ـ ــتطيع‬

‫القيام بوظائفها األس ـ ـ ــاس ـ ـ ــية‪ ،‬وفي آس ـ ـ ــيا لم تس ـ ـ ــتطع بعي البنوك اللورية تدبير بعي‬

‫احتياجاتها الضــرورية من الســيولة‪ ،‬ولم تختلف الصــورة كثي ار في بعي الدول األفريقية‬

‫د‪ .‬كمال امين الوصال‪ ،‬األزمة المالية العالمية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ 190‬وما بعدها‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪661‬‬
‫مجلة روح القوانين ‪ -‬العدد الرابع والتسعون – إصدار إبريل ‪2021‬‬
‫وإن اختلفـت درجـة التـأثر بـاألزمـة‪ ،‬وكـان الخيط الـذي يربط بين هـذه التـداعيـات وايثـار‬

‫هو األزمة المالية العالمية‪.‬‬

‫وعلى صــعيد خســائر األزمة تصــل بعي التقديرات بإجمالي الخســائر العالمية إلى ‪40‬‬

‫تريليون دوالر وهو مــا يعــادل ثلثي النــاتج العــالمي لعــام ‪ ،۲۰۰۸‬ويتمثــل الجزء األكبر‬

‫من هذه الخس ــائر ‪ 35‬تريليون دوالر في خس ــائر س ــهم ش ــركات المس ــاهمة العامة‪ ،‬ما‬

‫بقية الخسـ ـ ـ ـ ــائر التي تبلغ ‪ 5‬تريليون دوالر فلانت من نصـ ـ ـ ـ ــيب الشـ ـ ـ ـ ــركات الخاصـ ـ ـ ـ ــة‬

‫والعقارات‪ ،‬ووفقا لصـ ـ ـ ـ ـ ــندوق النقد الدولي يقدر إجمالي خسـ ـ ـ ـ ـ ــائر االئتمان عالميا ب ‪4‬‬

‫تريليون دوالر‪ ،‬تحملت البنوك ثالثة رباعها‪ ،‬وتحمل الربع الباقي المستثمرون ايخرون‬

‫بخالف البنوك ‪ ،2009‬وتوض ــي اإلحص ــاءات حتى يونيو ‪ ۲۰۱۱‬ن عدد البنوك التي‬

‫فلس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت منــذ بــدايــة األزمــة غسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــطس ‪ ۲۰۰۷‬بلغ ‪ 358‬بنلــا في الواليــات المتحــدة‬

‫األمريكية(‪.)1‬‬

‫المرجع السابق‪ ،‬ص‪ 190‬وما بعدها‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪662‬‬
‫‪ – 7‬األزمات االقتصادية والمالية وآليات المواجهة‬

‫المظاهر المالية واالقتصادية واالجتماعية األساسية لألزمة (‪:)1‬‬

‫‪ -‬المظاهر المالية لألزمة‪:‬‬

‫كد رئيس ص ــندوق النقد الدولي دومينيك ش ــتراوس ن النظام المالي العالمي يقف على‬

‫ش ـ ـ ــفير االنهيار اللامل‪ ،‬من خالل انهيار البورص ـ ـ ــات األمريكية واألوروبية واألس ـ ـ ــيوية‬

‫وانخفاض س ـ ــعار األس ـ ــهم وس ـ ــقوط المؤسـ ـ ـس ـ ــات المالية والبنوك اللبر ‪ ،‬حتى إن عدد‬

‫البنوك التي فلست في عام ‪ 2011‬حوالي ‪ 400‬بنك‪.‬‬

‫‪ -‬المظاهر االقتصادية لألزمة‪:‬‬

‫األزمة في االقتصـ ـ ـ ــاد كانت في االنلماش االقتصـ ـ ـ ــادي الذي تحول إلى ركود و ثر في‬

‫حركة األس ـواق وانخفاض معدل النمو وتأثر االئتمان باألزمة و د النلماش اقتصــادي‬

‫ملحو في االقتصـ ـ ـ ـ ــاد العالمي وتأثرت نواحي الحياة باألزمة االقتصـ ـ ـ ـ ــادية سـ ـ ـ ـ ـواء في‬

‫لك إلى اختالل األسواق المالية‪.2‬‬ ‫االستثمار و االدخار و التوظيف و د‬

‫د‪ /‬عبد الباسط وفا‪ ،‬التنمية االقتصادية‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،2013 ،‬ص‪.111 – 106‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫‪Dunaway, Steven. (2009). Global Imbalances and the Financial Crisis.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪Council Special Report, Council on Foreign Relations Report, No.44, March‬‬


‫‪2009 (Washington: USA).‬‬

‫‪663‬‬
‫مجلة روح القوانين ‪ -‬العدد الرابع والتسعون – إصدار إبريل ‪2021‬‬
‫‪ -‬المظاهر االجتماعية لألزمة‪ :‬وانعكست األزمة على المجتمع والنشاط االجتماعي بزيادة‬

‫الفقر وزيـادة عـدد العـائالت الفقيرة األمريكيـة وتـأثرت الحيـاة االجتمـاعيـة نتيجـة األزمـة المـاليـة‬

‫العالمية‪.‬‬

‫أسباب األزمة المالية العالمية‪:‬‬

‫يمكن تلخيص سباب األزمة المالية العالمية في العناصر التالية‪:‬‬

‫‪ -‬التوسع في القروض‪:‬‬

‫من سـ ـ ــباب حدوث األزمة المالية التوسـ ـ ــع في القروض العقارية في السـ ـ ــوق األمريكي‬

‫خاص ـ ــة واألس ـ ـواق العالمية عامة‪ ،‬وارتفع س ـ ــعار العقارات نتيجة القروض وهي ليسـ ــت‬

‫سـ ـ ـ ـ ـ ـ ـعـار حقيقيـة ومع تراجع النمو االقتصـ ـ ـ ـ ـ ـ ــادي تراجعـت سـ ـ ـ ـ ـ ـ ـعـار العقـارات‪ 1‬وتوقف‬

‫المقترضــون عن ســداد ديونهم للبنوك مع زيادة البطالة وعدم القدرة على ســداد القروض‬

‫لك إلى حدوث األزمة‪ ،‬و زمة الرهن العقاري س ـ ـ ــببها الرئيس ـ ـ ــي س ـ ـ ــعر الفائدة في‬ ‫ود‬

‫النظام المصـرفي الســتغالل حاجة الناس لشـراء المنازل فاألزمة العالمية بســبب التوســع‬

‫‪Stiglitz, Joseph E. (2008). Interpreting the Causes of the Great Recession‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪of 2008, Unpublished Manuscript.‬‬

‫‪664‬‬
‫‪ – 7‬األزمات االقتصادية والمالية وآليات المواجهة‬

‫في القروض بفائدة خذا وعطاء مما د النعدام السـ ـ ـ ـ ـ ــيولة في البنوك لعدم اسـ ـ ـ ـ ـ ــترداد‬

‫الديون المترتبة على العقارات (‪.)1‬‬

‫وكانت المص ــارف في الواليات المتحدة تمني قروضـ ـاق بأس ــعار فائدة ‪ %1‬لش ـراء عقارات‬

‫ورهن هذا العقار للمص ـ ـ ـ ــرف ض ـ ـ ـ ــماناق للقرض‪ ،‬وفي العامين ‪ 2007_2006‬كان عدد‬

‫كبير من المقترض ـ ـ ــين عاجزين عن س ـ ـ ــداد األقس ـ ـ ــاط الخاص ـ ـ ــة بقروض ـ ـ ــهم وقد جبرت‬

‫المصـ ـ ـ ــارف هؤالء المقترضـ ـ ـ ــين على بيع عقاراتهم لسـ ـ ـ ــداد األقسـ ـ ـ ــاط ففي العام ‪2007‬‬

‫تعرض ‪ 1,300,000‬منزل لمط ــالب ــة ق ــانوني ــة ب ــالمصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــادرة وفي الع ــام ‪ 2008‬ك ــان‬

‫‪ 4,000,000‬منزل معروضـ ـاق للبيع مما د إلى انخفاض األسـ ــعار لهذه العقارات مما‬

‫كلف المص ـ ــارف خس ـ ــائر كبيرة عجزت من خالله عن الوفاء بالتزاماتها تجاه المودعين‬

‫مما د إلى قيام المودعين باإلس ار لسحب ودائعهم‪.‬‬

‫‪ -‬الرقابة غير الجادة للنظام المصرفي‪:‬‬

‫تم مني القروض العقارية من المصـ ــارف دون ض ـ ـوابط و رقابة‪ ،‬مما د إلى مخاطر‬

‫كبيرة‪ ،‬واألزمـة المــاليــة تلمن في ن البنــك المركزي األمريكي بنــك االتحــاد الفيــدرالي لم‬

‫د‪ /‬عبد السـ ـ ـ ــتار التيهي‪ ،‬األزمة المالية المعاصـ ـ ـ ـرة‪ ،‬األسـ ـ ـ ــباب والمعالجة‪ ،‬قراءة اقتصـ ـ ـ ــادية‬ ‫(‪)1‬‬
‫إسالمية‪ ،‬المؤتمر العلمي الدولي الرابع ألكاديمية الشرطة‪ ،‬المحور القانوني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.322‬‬

‫‪665‬‬
‫مجلة روح القوانين ‪ -‬العدد الرابع والتسعون – إصدار إبريل ‪2021‬‬
‫يقم بواجباته اإلش ـ ـ ـرافية والرقابية والتفتيش ـ ـ ــية في متابعة النظام المص ـ ـ ـرفي والس ـ ـ ــبب ن‬

‫النظام الرسـ ـ ـ ـ ـ ــمالي األمريكي يعطي مطلق الحرية االقتصـ ـ ـ ـ ـ ــادية ل فراد واالئتمان ألنه‬

‫(‪)1‬‬
‫طلبا للربي‬
‫يعتبره محركا ســاســيا للنمو االقتصــادي ‪ ،‬مما يؤدي إلى اســتثمار األموال ق‬

‫فقط‪ ،‬مما د إلى حدوث األزمة‪.‬‬

‫‪ -‬الفساد األخالقي واالقتصادي‪:‬‬

‫واالحتلار واألرباح الفاحشــة‬ ‫د الفســاد األخالقي واالقتصــادي مثل االســتغالل والغ‬

‫واألسـ ـ ـ ــعار الوهمية‪ ،‬التي تؤدي إلى زيادة األسـ ـ ـ ــعار وارتفا معدالت التضـ ـ ـ ــخم النقدي‬

‫و لك سببه الفساد الذي انتشر في إدارة المصارف اللبر ‪.‬‬

‫‪ -‬المعامالت النقدية الوهمية (التوريق)‪:‬‬

‫يقوم النظـام المـالي الحـالي على جملـة من المعـامالت الوهميـة التي تقوم على االحتيـال‬

‫وعلى المقـ ــامرات والمراهنـ ــات والمخـ ــاطرة من خالل ائتمـ ــان البنوك والقروض بفـ ــائـ ــدة‬

‫إلنفاقها في مشـ ـ ـ ــاريع اسـ ـ ـ ــتهالكية وعندما حدثت األزمة المالية انهارت هذه المعامالت‬

‫النقدية الوهمية‪.‬‬

‫د‪ /‬عبد الباسط وفا‪ ،‬التنمية االقتصادية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.143‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪666‬‬
‫‪ – 7‬األزمات االقتصادية والمالية وآليات المواجهة‬

‫انتشار عمليات التوريق (‪:)1‬‬

‫تعني قيام مؤسـ ـس ــة مالية بتمويل الحقوق المالية غير القابلة للتداول والمض ــمون بأص ــول‬

‫إلى مؤسـســة متخصـصــة ات غرض خاص تســمى شــركة التوريق‪ ،‬بهدف إصــدار وراق‬

‫مالية جديدة قابلة للتداول في س ــوق األوراق المالية‪ ،‬يعنى ن مؤسـ ـس ــات التمويل العقاري‬

‫تقوم ببيع قروضـ ـ ــها العقارية مع المواطنين إلى شـ ـ ــركات التوريق بأقل من قيمتها ثم تقوم‬

‫شـ ــركة التوريق بإصـ ــدار سـ ــندات قابلة للتداول بقيمة هذه الديون وتطرحها لالكتتاب العام‬

‫بقيمة إجمالية كبر من ثمن الشراء(‪.)2‬‬

‫ل ــك في األزم ــة الم ــالي ــة الع ــالمي ــة إلى ارتف ــا القروض المتعثرة وعجز األفراد‬ ‫ود‬

‫والمؤسسات عن سداد قساط القروض المستحقة‪.‬‬

‫‪ -‬جدولة الديون بفائدة أعلى‪:‬‬

‫يقوم النظام المالي المصـ ـ ـرفي على نظام جدولة الديون بس ـ ــعر فائدة على و اس ـ ــتبدال‬

‫القرض واجب الس ــداد بقرض جديد مؤجل وبس ــعر فائدة مرتفعة كما هو الحال في الربا‬

‫المرجع السابق‪ ،‬ص‪.144‬‬ ‫(‪)1‬‬


‫(‪Yoon- Shik, Park (2009). The Role of Financial Innovations in the )2‬‬
‫‪.Current Global Financial Crisis. Seoul Journal of Economics, 2212‬‬

‫‪667‬‬
‫مجلة روح القوانين ‪ -‬العدد الرابع والتسعون – إصدار إبريل ‪2021‬‬
‫الجاهلي على األسـ ــاس (تقضـ ــي م تربي) ويرتب لك عباء على المدين ويظهر عجزه‬

‫عن السداد فيؤدي لحصول زمة مالية‪.‬‬

‫‪ -‬التوسع في بطاقات االئتمان‪:‬‬

‫التوسـ ـ ــع في بطاقات االئتمان د لعملية السـ ـ ــحب على المكشـ ـ ــوف بسـ ـ ــبب عدم توافر‬

‫رص ــدة لها‪ ،‬وعندما يعجز ص ــاحب البطاقة عن س ــداد ما عليه من مديونية يزداد عليه‬

‫لـك إلى خلـل و زمـة في البنوك‬ ‫سـ ـ ـ ـ ـ ـ ــعر الفـائـدة‪ ،‬ويتم الحجز عليـه و رهن منزلـه و د‬

‫و زمة مالية (‪.)1‬‬

‫من أسباب األزمة المالية العالمية في الفكر االقتصادي اإلسالمي‪:‬‬

‫حد سـ ــباب األزمة هو موضـ ــو الرهن العقاري وما حدث فيه من تص ـ ـرفات دت لهذه‬

‫األزمة‪ ،‬والرهن العقاري في صـ ــورته في البنوك التقليدية غير جائز شـ ــرعا وفقا لما جاء‬

‫في قرار مجمع الفقه اإلسالمي الدولي رقم ‪ 6/1/52‬دورة مارس ‪1999‬م‪.‬‬

‫د‪ /‬عبد الستار الهيتي‪" ،‬األزمة المالية المعاصرة"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.326‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪668‬‬
‫‪ – 7‬األزمات االقتصادية والمالية وآليات المواجهة‬

‫كذلك عملية إعادة بيع العقار المرهون مرة خر مس ـ ــألة غير جائزة ش ـ ــرعا‪ ،‬ألن الرهن‬

‫حق على عين وال يجتمع حقان على عين واحدة (‪.)1‬‬

‫وكذلك التوريق في غير جائز شـ ــرعا طبقا لقرار مجمع الفقه اإلسـ ــالمي رقم ‪11/4/92‬‬

‫دورة ‪ 11‬في شـ ــهر نوفمبر ‪" 1988‬وال يجوز بيع الدين المؤجل بغير الدين بنقد معجل‬

‫من جنسـ ـ ـ ــه‪ ،‬و من غير جنسـ ـ ـ ــه إلفضـ ـ ـ ــائه إلى الربا‪ ،‬كما نه ال يجوز بيع الدين بنقد‬

‫مؤجل من جنس ـ ــه‪ ،‬و من غير جنس ـ ــه ألنه يعد من بيع المؤجل دفعه بالمؤجل قبض ـ ــه‬

‫(اللالئ باللالئ)"‪.‬‬

‫ولذلك قال النبي ‪" : ‬ال تبع ما ليس عندك" (‪.)2‬‬

‫فنهى النبي ‪ ‬عن بيع اإلنســان ما ال يملك وبيع الدين بالدين ألنه ال يســلم فيها ســلعة‬

‫وال يدفع فيها ثمنا إال نسيئة‪.‬‬

‫د‪ /‬رمضـ ـ ـ ـ ــان محمد حمد الروبي‪ ،‬األزمة المالية العالمية‪ ،‬المؤتمر العلمي السـ ـ ـ ـ ــنوي الثاني‬ ‫(‪)1‬‬
‫عشر لللية الحقوق‪ ،‬جامعة المنصورة‪ ،‬في بريل ‪ ،2009‬ص‪.36‬‬
‫رواه حمد في مسنده عن حكيم بن حزام (‪ ،)402/3‬وسنن الترمذي رقم ‪.1234‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫‪669‬‬
‫مجلة روح القوانين ‪ -‬العدد الرابع والتسعون – إصدار إبريل ‪2021‬‬
‫‪ -‬تأثير األزمة على االقتصاد المصرى‪:‬‬

‫فى إطـار العولمـة فـإن الركود فى الواليـات المتحـدة األمريكيـة و وروبـا ثر سـ ـ ـ ـ ـ ـ ــلبـاق على‬

‫مصـ ــر باعتبار ن هذه المناطق تمثل كبر األس ـ ـواق بالنسـ ــبة لمصـ ــر‪ ،‬وللن نظ اقر ألن‬

‫مصــر صــادراتها قليلة فلم يكن ل زمة المالية تأثير كبير على االقتصــاد المصــر ‪ ،‬ولم‬

‫يكن لك لقوة االقتصاد المصر ‪ ،‬بل لضعف عالقاته بالعالم الخارجى‪.‬‬

‫و من هم المؤش ـ ـرات االقتص ـ ــادية التى يمكن اإلش ـ ــارة إليها لتعكس مد تأثرنا باألزمة‬

‫المالية العالمية هى(‪:)1‬‬

‫‪ -1‬معدل النمو االقتصادي‪:.‬‬

‫انعكس ـ ـ ــت األزمة المالية العالمية على انخفاض معدل النمو االقتص ـ ـ ــادي الحقيقي فى‬

‫مص ـ ـ ـ ـ ـ ــر من ‪ %7.2‬خالل عام ‪ 2008/2007‬إلى ‪ %4.7‬خالل عام ‪،2009/2008‬‬

‫بتراجع قدره ‪.%2.5‬‬

‫(‪ )1‬راجع‪ :‬د‪ /‬فخري الدين الفقي‪ ،‬اقتص ــاديات مص ــر في الفترة (‪ 1805‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ‪2012‬م)‪ ،‬مطبعة كلية‬
‫االقتص ـ ــاد والعلوم الس ـ ــياس ـ ــية‪ ،‬جامعة القاهرة‪2012 ،‬م‪ ,‬ص‪130‬وما بعدها‪ ,‬تقارير متنوعة من البنك‬
‫المركزي المصري وو ازرة المالية‪.‬‬

‫‪670‬‬
‫‪ – 7‬األزمات االقتصادية والمالية وآليات المواجهة‬

‫‪ -2‬ميزان المدفوعات‪:‬‬

‫كان ل زمة ثر س ـ ـ ـ ـ ــلبي على ميزان المدفوعات المص ـ ـ ـ ـ ــري من حيث الميزان التجاري‪،‬‬

‫باإلض ـ ـ ـ ـ ــافة إلى المس ـ ـ ـ ـ ــاعدات األجنبية والتحويالت الخارجية لمص ـ ـ ـ ـ ــر‪ ،‬سـ ـ ـ ـ ـ ـواء كانت‬

‫التحويالت الخاصـ ـ ــة و التحويالت الحكومية متضـ ـ ــمنة المسـ ـ ــاعدات‪ ،‬كما تأثر الميزان‬

‫الرسمالي المصري نتيجة تأثر االستثمارات األجنبية بالداخل‪.‬‬

‫‪ -3‬مؤشر البورصة المصرية‪:‬‬

‫كان يوم الثالثاء ‪ 7‬كتوبر ‪ 2008‬يوماق سـ ــود فى تاريخ البورصـ ــة المص ـ ـرية؛ إ شـ ــهد‬

‫السـ ـ ــوق تراجعاق حاداق فى داء المؤشـ ـ ــر؛ حيث انخفي بحوالى ‪ %16‬و لك وسـ ـ ــط حالة‬

‫من الذعر والقلق من تأثر االقتصـ ـ ــاد المصـ ـ ــر باألزمة العالمية‪ ،‬وهذا التراجع لم ينتج‬

‫ش ـ ــركات و بنوك مصـ ـ ـرية‪ ،‬وإنما يعود إلى عمليات تس ـ ــييل المحافظ من‬ ‫عن تعثر‬

‫األجانب والعرب حتى يتمكنوا من دعم محافظهم المالية باألسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـواق العالمية؛ وبالتالي‬

‫زيادة عمليات البيع‪.‬‬

‫‪671‬‬
‫مجلة روح القوانين ‪ -‬العدد الرابع والتسعون – إصدار إبريل ‪2021‬‬
‫‪ -4‬البــنوك‪:‬‬

‫نجي البنك المركزي من خالل إجراءات حاس ـ ـ ـ ـ ـ ــمة وواض ـ ـ ـ ـ ـ ــحة في تقليل تأثير التقلبات‬

‫العالمية؛ ألن معظم اس ـ ـ ــتثمارات البنوك المحلية موجهة إلى الداخل؛ لذا لم يكن ل زمة‬

‫ثر على استثمارت البنوك‪.‬‬

‫‪ -5‬قطاع البترول‪:‬‬

‫انخفاض س ـ ــعار البترول نتيجة األزمة ثر على حص ـ ــيلة مص ـ ــر من البترول‪ ،‬وهو ما‬

‫بد ت مؤش ـراته خالل الفترة (يوليو ‪ -‬س ــبتمبر) ‪ 2008‬إ حقق الميزان البترولى فائض ـاق‬

‫بلغ ‪ 1.6‬مليار دوالر فقط مقابل ‪ 3.5‬مليار دوالر خالل الفترة ( بريل ـ يونيو) ‪.2008‬‬

‫(‪)1‬‬

‫‪ -6‬الصادرات السلعية‪:‬‬

‫انخفضت الصادرات السلعية إلى وروبا والواليات المتحدة جراء األزمة‪.‬‬

‫‪ -7‬تحويالت العاملين بالخارج‪:‬‬

‫انخفضت تحويالت المصريين العاملين بالخارج مع تأثر دول الخليج باألزمة‪.‬‬

‫(‪ )1‬تقارير متنوعة من البنك المركزي المصري وو ازرة المالية ‪.2009 ،2008‬‬

‫‪672‬‬
‫‪ – 7‬األزمات االقتصادية والمالية وآليات المواجهة‬

‫‪ -8‬االستثمارات‪:‬‬

‫لم تتأثر االس ــتثمارات األجنبية المباشــرة في مص ــر بش ــدة من األزمة المالية؛ بس ــبب ن‬

‫معظم تلك االستثمارات قائمة بالفعل‪.‬‬

‫والخالصـ ـ ـ ـ ــة ن األزمة المالية العالمية لم توثر تأثي اقر كبي اقر في مصـ ـ ـ ـ ــر‪ ،‬وللن انخفي‬

‫حجم تحويالت المص ـ ـريين بنحو ‪ 600‬مليون دوالر‪ ،‬وانخفضـ ــت صـ ــادرات مصـ ــر من‬

‫البترول بنحو ‪ 3‬مليار دوالر‪ ،‬وانخفض ـ ـ ـ ـ ـ ــت إيرادات قناة الس ـ ـ ـ ـ ـ ــويس بنحو ‪ 400‬مليون‬

‫دوالر‪ ،‬وكـذلـك االسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــتثمـارات األجنبيـة بنحو ‪ 3٫5‬مليـار دوالر‪ ،‬وانخفي معـدل النمو‬

‫االقتصادي من ‪ %8‬إلى ‪.)1( %4٫8‬‬

‫وال يمكننـا القول بـأن آثـار األزمـة المـاليـة انتهـت فى مصـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر؛ ألنـه منـذ سـ ـ ـ ـ ـ ـ ــنة‬

‫‪ 2011‬تضـ ـ ـ ــافرت عوامل خر مع األزمة المالية العالمية فى التأثير على االقتصـ ـ ـ ــاد‬

‫المصــر ‪ ،‬وهو ما شــهدته مصــر من حداث ســياســية و منية واقتصــادية فى عقاب ثورة‬

‫‪ 25‬يناير‪.‬‬

‫(‪ )1‬راجع‪ :‬د‪ /‬فخري الدين الفقي‪ ،‬اقتصاديات مصر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪130‬وما بعدها‪,‬‬

‫‪673‬‬
‫مجلة روح القوانين ‪ -‬العدد الرابع والتسعون – إصدار إبريل ‪2021‬‬

‫المبحث الثالث‬

‫طرق مواجهة األ زمات االقتصادية والمالية‬

‫تعددت التعريفات لمفهوم مواجهة األزمات‪ ،‬وإن كان المعنى العام لمجمل هذه التعريفات‬

‫واحد وهو "كيفية التغلب على األزمة باألدوات العلمية اإلدارية المختلفة‪ ،‬وتجنب سلبياتها‬

‫واالستفادة من إيجابياتها" وإن كان للل باحث تعريف مختلف في مفرداته وللنه متفق في‬

‫معناه‪.‬‬

‫فيعرف الباحث البريطاني (ويليامز) إدارة األزمات "بأنها سلسلة اإلجراءات الهادفة إلى السيطرة‬

‫على األزمات‪ ،‬والحد من تفاقمها حتى ال ينفلت زمامها مؤدية بذلك إلى نشوب الحرب‪ ،‬وبذلك‬

‫تلون اإلدارة الرشيدة ل زمة هي تلك التي تضمن الحفا على المصالي الحيوية للدولة‬

‫وحمايتها"‪.‬‬

‫في حين ير البعي ن مواجهة وإدارة األزمات يجب ن تنطلق من إدارة األزمة‬

‫القائمة اتها وتتحرك في إطار اإلستراتيجية العامة للدولة‪ ،‬وهذا يتطلب تحديد األهداف‬

‫الرئيسة واالنتقائية للدولة خالل األزمة والتحليل االستراتيجي المستمر ل زمة وتطوراتها‬

‫والعوامل المؤثرة فيها‪ ،‬ووضع البدائل واالحتماالت المختلفة وتحديد مسارها المستقبلي‬

‫‪674‬‬
‫‪ – 7‬األزمات االقتصادية والمالية وآليات المواجهة‬

‫من خالل التنبؤ واالختيار االستراتيجي للفرص السانحة وتحاشي مر المخاطر التي‬

‫تحملها األزمة و التقليل منها حيث يتطلب لك معلومات وافرة ومعطيات مناسبة وإدارة‬

‫رشيدة‪.‬‬

‫وكذلك هي سلسله من االجراءات يقوم بها فريق ادارة االزمه لمجابهه االحداث‬

‫وتداعياتها‪ ،‬بدءا من وقوعها وحتى انتهاءها بما يتطلب اتخا اجراءات وق اررات فورية‬

‫وسريعه تعتمد على دقه قواعد البيانات والمعلومات المتوفرة وحاسب ردود االفعال‬

‫المتوقعه لالطراف األخر ل زمة‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مراحل وأساليب التعامل مع االزمات االقتصادية والمالية‬

‫المطلب الثاني‪ :‬كيفية مواجهة أنواع االزمات االقتصادية والمالية‪.‬‬

‫‪675‬‬
‫مجلة روح القوانين ‪ -‬العدد الرابع والتسعون – إصدار إبريل ‪2021‬‬
‫المطلب األول‬

‫مراحل وأساليب التعامل مع االزمات االقتصادية والمالية‬

‫أوال‪ -‬مراحل إدارة األزمات‪:‬‬

‫‪ .1‬اإلنذار المبكر وهو اإلنذار بوقع االزمة‪ :‬وهي الحد من سباب األزمة‬

‫‪1‬‬
‫وتخفيي مخاطرها‪.‬‬

‫‪ .2‬االستعداد والوقاية‪ :‬وهو تدريب العاملين على الوقاية من األزمات‬

‫‪2‬‬
‫واالستعداد لجميع االحتماالت والسيناريوهات للمشاكل واألزمات‪.‬‬

‫‪ .3‬احتواء األضرار أو الحد منها‪ :‬وهو تنفيذ خطة العمل لمواجهة األزمات‬

‫‪3‬‬
‫وتقليل آثارها وعالجها وهي المهمة األساسية من مهام إدارة األزمات‪.‬‬

‫‪ .4‬استعادة النشاط‪ :‬و لك بالتخطيط االقتصادي إلعادة التوازن بعد األزمة‬

‫وهي مرحلة تتطلب دعم مالي وقدرات فنية كبيرة‬

‫‪ 1‬حسين السيد حسين محمد القاضي‪ " ،‬المعامالت االقتصادية الدولية المترتبة على قيام التبادل‬
‫الدولي ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.143‬‬
‫‪ 2‬راجع‪ :‬هبة محمود الباز‪" ،‬األزمات المالية المعاصرة األسباب والعالج والدروس المستفادة دراسة‬
‫مقارنة"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.89‬‬
‫‪ 3‬راجع‪ :‬إبراهيم شريف السيد وآخرون‪" ،‬الطفرة النفطية الثالثة وانعكاسات األزمة المالية العالمية ‪-‬‬
‫حالة قطار مجلس التعاون لدول الخليج العربية ‪ ،" -‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.105‬‬

‫‪676‬‬
‫‪ – 7‬األزمات االقتصادية والمالية وآليات المواجهة‬

‫‪ .5‬التعلم‪ :‬وهي التعلم من الخبرات السابقة لجميع المؤسسات التي تتعرض‬

‫‪1‬‬
‫ل زمات ووكيفية الخروج منها‪.‬‬

‫ثانيا‪ -‬أساليب حل األزمة وكيفية التعامل معها‪ :‬هناك نوعان من ساليب حل األزمات‬

‫‪-‬الطرق التقليدية‪:‬‬

‫إنكار األزمة‪ :‬وهو إنلار األزمة وقت حدوثها بمعنى التعتيم اإلعالمي على األزمات‬

‫التي تمر بها المؤسسات مثل التعتيم اإلعالمي على التعرض ل وبئة و األمراض‬

‫المعدية وما الي لك‪.‬‬

‫كبت األزمة‪ :‬وهو التعامل بشكل فعال ومباشر مع األزمة وقت حدوثها‬

‫إخماد األزمة‪ :‬وهو التعامل بطريقة تعتمد على الصدام العنيف للتعامل مع األزمة‬

‫بخس األزمة‪ :‬وهي التقليل من آثار االزمة وعدم هميتها‬

‫تفريغ األزمة‪ :‬وهي إيجاد طرق وسبل جديدة و متعددة تستوعب األزمة والتقليل من‬

‫‪2‬‬
‫خطورتها‪ ،‬ويكون التفريغ على ثالث مراحل‪:‬‬

‫‪ 1‬د‪ .‬رضا عبد السالم‪ ،‬اخبار العولمة الرسمالية مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.17‬‬
‫‪ 2‬إبراهيم عبد العزيز التجارة األزمة المالية وإصالح النظام المالي العالمي"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.33‬‬

‫‪677‬‬
‫مجلة روح القوانين ‪ -‬العدد الرابع والتسعون – إصدار إبريل ‪2021‬‬
‫‪ -‬مرحلة الصدام‪ :‬مرحلة المواجهة العنيفة مع القو الدافعة ل زمة‪.‬‬

‫‪ -‬مرحلة وضع البدائل‪.‬‬

‫‪ -‬مرحلة التفاوض مع أصحاب كل فرع أو بديل‪.‬‬

‫‪ -‬عزل قوى األزمة‪ :‬يقوم مدير األزمات برصد وتحديد القو الصانعة لالزمة وعزلها‬

‫‪1‬‬
‫عن مسار األزمة وعن مؤيديها‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫ب‪ -‬الطرق غير التقليدية‪:‬‬

‫• طريقة فرق العمل‪.‬‬

‫• طريقة االحتياطي التعبوي للتعامل مع األزمات‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫• طريقة المشاركة الديمقراطية للتعامل مع األزمات‪.‬‬

‫• طريقة االحتواء‪.‬‬

‫• طريقة تصعيد األزمة‬

‫‪4‬‬
‫• طريقة تفريغ األزمة من مضمونها‬

‫‪ 1‬المرجع السابق‬
‫‪ 2‬غسان قاسم‪ ،‬خالد عبد هللا‪ ،‬إدارة األزمات‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.60-55‬‬
‫‪ 3‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.152‬‬
‫‪ 4‬وديع حمد كابلي‪ ،‬األزمة المالية العالمية‪ ،‬األسباب‪ ،‬والنتائج‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.34‬‬

‫‪678‬‬
‫‪ – 7‬األزمات االقتصادية والمالية وآليات المواجهة‬

‫• طريقة تفتيت األزمات‪.‬‬

‫• طريقة الوفرة الوهمية‬

‫‪1‬‬
‫• طريقة احتواء وتحويل مسار األزمة‪.‬‬

‫ثالثاً‪ :‬اإلجراءات الالزمة لمواجهة األزمات االقتصادية والمالية‬

‫ونتعرض الهم اجراءت مواجهة االزمات االقتصادية والمالية ومنها‪:‬‬

‫‪ -1‬تشكيل فريق عمل الدارة االزمات االقتصادية‪:‬‬

‫تلوين فريق إلدارة األزمات يكون تمثيالق ألعلى سلطة ألن األزمة تتطلب ردود فعال‬

‫غير تقليدية مقيدة بضيق الوقت وضغوط الموقف هذا نر معظم الشركات اليابانية‬

‫دائما‬
‫تتجه نحو الالمركزية في عملية اتخا الق اررات كما ن الشركات اليابانية تفضل ق‬

‫استخدام االجتماعات كوسيلة لحل األزمات ويطلق على هذا النو من هذه االجتماعات‬

‫بحلقات الجودة اليابانية والتي تعتبر بدورها واحدة من المهام المستخدمة في تحديد‬

‫األزمات والمشاكل وكيفية تحليلها" لذا نر همية تبني المنظمات لعملية الالمركزية عند‬

‫تلوينها لفرق إدارة األزمات‪.‬‬

‫‪ -2‬التخطيط االقتصادي كمتطلب أساسي‪:‬‬

‫‪ 1‬وديع حمد كابلي‪ ،‬األزمة المالية العالمية‪ ،‬األسباب‪ ،‬والنتائج‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.44‬‬

‫‪679‬‬
‫مجلة روح القوانين ‪ -‬العدد الرابع والتسعون – إصدار إبريل ‪2021‬‬
‫التخطيط االقتصادي يعد حد الركائز األساسية لمواجهة األزمات مما يتطلب التدريب‬

‫‪1‬‬
‫وتعلم التخطيط الالزم لمواجهة األزمات لمن حدوثها او الحد من آثارها‪.‬‬

‫‪ -3‬اتباع الوسائل العلمية للتعامل‪ ،‬مثل المحاكاة والسيناريوهات‪:‬‬

‫يجب االعتماد على الطرق العلمية والوسائل المختلفة مثل المحاكاة ووضع السيناريوهات‬

‫‪2‬‬
‫للتعامل مع األزمة إليجاد بدائل وحلول مقترحه للخروج منها‪.‬‬

‫‪ -4‬التنبؤ الوقائي‪:‬‬

‫وتعتمد على تجميع المعلومات وتحليلها لتوقع ردود الفعل من خالل إنشاء مركز إلدارة‬

‫األزمات للسيطرة عليها‪.‬‬

‫‪ -5‬االدراك لمراحل تطور االزمة من خالل االخذ باالسلوب العلمي‪:‬‬

‫‪-‬إدراك همية الوقت في مواجهة إدارة األزمات والتفلير في البدائل واتخا الق اررات‬

‫‪3‬‬
‫المناسبة والسرعة في توجية فريق إدارة األزمات‪.‬‬

‫‪ 1‬محسن أحمد الخضيري‪ ،‬ادارة األزمات‪ ،‬منهج اقتصادي إداري لحل األزمات على مستوى االقتصاد‬
‫القومي والوحدة االقتصادية‪ ،‬مكتبة مدبولي‪ ،‬ط‪ ،2‬القاهرة‪2003 ،‬م‪ ،‬ص‪ 70‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ 2‬جاسم محمد الذهبي‪" ،‬التطوير اإلداري مداخل ونظريات‪ ،‬عمليات واستراتيجيات‪ ،‬بغداد‪ ،‬مديرية‬
‫دار الكتب للطباعة والنشر‪2001 ،‬م‪ ،‬ص‪ 21‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ 3‬يوسف احمد بو فارة‪ ،‬إدارة األزمات مدخل متلامل؛ اإلثراء للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪ .2009 ،‬ص‪17‬‬
‫وما بعدها‬

‫‪680‬‬
‫‪ – 7‬األزمات االقتصادية والمالية وآليات المواجهة‬

‫ب‪ -‬إنشاء قاعدة شاملة ودقيقة من المعلومات والبيانات الخاصة بكافة نشطة المنظمة‬

‫‪1‬‬
‫وبكافة األزمات التي قد تتعرض لها‪.‬‬

‫ج‪ -‬توافر نظم إنذار مبكر تتسم باللفاءة والدقة والقدرة على رصد عالمات الخطر‬

‫‪2‬‬
‫وتفسيرها وتوصيل هذه اإلشارات إلى متخذي القرار‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫د‪ -‬االستعداد الدائم لمواجهة األزمات‪.‬‬

‫‪ -6‬االعتماد على مراكز البحوث واإلستشارت واالعتماد على الخبراء‬

‫والمتخصصين في مجال اإلدارة المالية‪ :‬إعداد الدراسات المتلاملة وتطوير‬

‫جهزة صنع القرار والدراسة المستمرة للري العام والتنسيق المستمر مع األجهزة‬

‫‪.4‬‬
‫المختصة‬

‫‪ -7‬تعبئة وتجميع الموارد المالية لتمويل التنمية‪ :‬القدرة على حشد وتعبئة الموارد‬

‫‪Peter Oneill (2003). "Developing an Effective Crisis Media Plan", 21st 1‬‬
‫‪Century Emergency Management. Australia Canberra. P55‬‬
‫‪ 2‬فريد راغب النجار‪ ،‬األزمات والكوارث في القرن ‪ 21‬المقارنات – االستراتيجيات السلوكيات الدار‬
‫الجامعية‪ ،‬القاهرة‪2009 ،‬م‪.‬ص ‪.٤٤‬‬
‫‪Miller Marcus (2002). "On Responding to the Challenge of Globalization" 3‬‬
‫‪Discussion paper No.265. May. P195‬‬
‫‪ 4‬غسان قاسم‪ ،‬خالد عبد هللا‪ ،‬إدارة األزمات‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.121 ،120‬‬

‫‪681‬‬
‫مجلة روح القوانين ‪ -‬العدد الرابع والتسعون – إصدار إبريل ‪2021‬‬
‫‪1‬‬
‫المتاحة مع تعظيم الشعور الوطني ‪.‬‬

‫‪ -8‬يجب إقامة شبكة عالقات واسعة مع الخبراء الماليين في داخل الدولة أو‬

‫الخبراء الماليين في دول أخرى لالستفادة من تجاربهم ومحاولة تحقيق‬

‫التنسيق فيما بينهم لمحاولة تفادي األزمة‪ :‬و لك باالعتماد على بعي الخبراء‬

‫االقتصاديين لعرض تجاربهم وخبراتهم وكيفية تعاملهم مع هذه األزمة‪ ،‬ومن هنا‬

‫‪2‬‬
‫يظهر لنا الدور الذي يلعبه للتنبؤ باألزمات قبل حدوثها‪.‬‬

‫‪ -9‬البد من وجود سجل لألزمات توثق به المنظمات أو الدول كل المواقف التي‬

‫‪3‬‬
‫تعتبرها أزمات من شانها تهديد كيان المنظمة أو الدولة‬

‫بورود زيکس‪ ،‬ادوارد ب‪،‬؛ ادارة المخاطر واألزمات واألمن؛ ترجمة د‪ .‬احمد المغربي‪ ،‬دار الفجر‬ ‫‪1‬‬

‫للنشر والتوزيع‪2008 ،‬م‪ .‬ص‪18‬‬


‫‪ 2‬ماجد محمد‪ ،‬إدارة األزمات واإلدارة باألزمات‪ ،‬ط‪ ،1‬األوائل للنشر والتوزيع سورية‪ ،‬دمشق‪2002 ،‬م‪.‬‬
‫ص ‪24‬‬
‫‪Delhaise Philippe. "Asia in Crisis the implosion of Banking and Finance 3‬‬
‫"‪pta.Ltd ,1998, p56 ،John Wiley & Sons (Asia) ،systems‬‬

‫‪682‬‬
‫‪ – 7‬األزمات االقتصادية والمالية وآليات المواجهة‬

‫من كل ما سبق نجد ن المتطلب األساسي في مجال إدارة األزمات االقتصادية هو‬

‫التخطيط االقتصادي التنبؤي لالزمات قبل حدوثها من خالل إنشاء فريق إلدارة كل زمة‬

‫تمر بها الدولة و المؤسسة والذي يتيي فضل الطرق العلمية لمجابهة األزمات المحتملة‪.‬‬

‫المطلب الثاني‬

‫كيفية مواجهة أنواع االزمات االقتصادية والمالية‬

‫أوالً‪ :‬كيفية مواجهة األزمات المصرفية‪:‬‬

‫اعتماد سـلوب التنويع في عمل المصـرف وكذلك ضـرورة التأمين ضـد المخاطر‪ ،‬وعدم‬

‫االعتماد اللبير على المشـتقات المالية‪ ،‬واالحتفا بسـيولة كافية في المؤسـسـات المالية‪،‬‬

‫والتقييم الجيد للقروض حيث يجب فرض سـعار فائدة مرتفعة على القروض التي تتسـم‬

‫بـالمخـاطرة‪ ،‬وكـذلـك تقييم الوضـ ـ ـ ـ ـ ـ ــع المـالي للمقترضـ ـ ـ ـ ـ ـ ــين‪ ،‬وخفي حـاالت عـدم التالؤم‬

‫والمطـابقـة في السـ ـ ـ ـ ـ ـ ــيولـة بفرض احتيـاطي قـانوني عـالي خالل الفترات العـاديـة‪ ،‬ويمكن‬

‫خفض ـ ــه في حاالت احتياج المص ـ ــارف للس ـ ــيولة وقت األزمات‪ ،‬وإتبا المعايير الدولية‬

‫كمعيـ ــار لجنـ ــة بـ ــازل للفـ ــايـ ــة رس المـ ــال‪ ،‬وتقليص دور الـ ــدولـ ــة من خالل برنـ ــامج‬

‫الخص ــخص ــة القطا المصــرفي وزيادة الش ــفافية واإلفص ــاح عن نس ــبة الديون المعدومة‬

‫من جملة ص ــول المص ــرف والقطا المص ـرفي والمالي‪ ،‬وتحس ــين نظام الحوافز لمالك‬

‫‪683‬‬
‫مجلة روح القوانين ‪ -‬العدد الرابع والتسعون – إصدار إبريل ‪2021‬‬
‫المص ـ ـ ـ ــارف وإداراتها العليا لتعزيز نش ـ ـ ـ ــطة المص ـ ـ ـ ــارف بحيث يتحمل كل طرف نتائج‬

‫ق ارراته على س ـالمة صــول واعمال المصــرف‪ ،‬ومنع وعزل آثار ســياســة ســعر الصــرف‬

‫المعمول بها من التأثير الس ـ ـ ـ ـ ــلبي على اعمال المص ـ ـ ـ ـ ــرف و التهديد بإحداث زمة في‬

‫القطا المصرفي‪ ،‬وإعطاء استقاللية كثر للمصارف المركزية‪ ،‬وفتي المجال للمصارف‬

‫الجديدة محلية و جنبية والحد من انتش ـ ـ ـ ـ ــار احتلار القلة‪ ،‬ورفع الحد األقص ـ ـ ـ ـ ــى لرس‬

‫المال المدفو والمصـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرح به‪ ،‬والرقابة الوقائية وتتبع إعمال المصـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارف التجارية من‬

‫منظور السالمة واألمن ل صول المصرفية‪)1( .‬‬

‫ثانيا‪ :‬كيفية مواجهة أزمات أسعار الصرف‪:‬‬


‫ً‬

‫اهمية ادارة األزمات التي تحدث في سـعار الصـرف وخاصـة قبل حدوث األزمة والقيام‬

‫ببعي اإلجراءات التي قـد تجنـب منظمتـه اللثير من الخس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــائر فمن هـذه اإلجراءات‬

‫نذكر ما يلي ‪:‬‬

‫(‪ )1‬غسان قاسم‪ ،‬خالد عبد هللا‪ ،‬إدارة األزمات‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.120‬‬

‫‪684‬‬
‫‪ – 7‬األزمات االقتصادية والمالية وآليات المواجهة‬

‫االسـ ــتفادة من بعي المعايير التي تدل عل قرب حدوث األزمات في سـ ــعار الصـ ــرف‬

‫‪1‬‬
‫ومنها‪:‬‬

‫_ قبــل انفجــار األزمــة فــإن القيمــة الحقيقيــة للعملــة تلون على من قيمتهــا خالل الفترة‬

‫العادية تصل هذه النسبة إلى ‪ %25‬بالنسبة للدول الناشئة‪.‬‬

‫ب_ األحداث المؤدية إلى زمة ص ـ ـ ــرف تتلخص في التوس ـ ـ ــع االقتص ـ ـ ــادي مص ـ ـ ــحوباق‬

‫بسياسة نقدية توسعية‪ ،‬ونمو قوي لالقتراض المحلي‪.‬‬

‫ج_ في بعي األحيان وجود تضخم مرتفع‪.‬‬

‫د_ التضخم في األسواق الناشئة كان ‪ %15-10‬على من الفترات العادية‪.‬‬

‫‪ -‬االعتماد على بعي البيانات يســمي بتحديد زمات الصــرف بشــكل جيد من هم هذه‬

‫المؤشرات (معدل تغير سعر العملة)‪.‬‬

‫‪ -‬عنــد توقع حــدوث هــذه األزمــة يجــب محــاولــة االحتفــا ببعي العمالت األجنبيـة‬

‫لتمويل بعي العمليات الخارجية في ثناء األزمة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Demirguc-Kunt & Enrica Detragische, "The Determinants Of Banking In‬‬
‫‪Developing & Developed Countries",opcit, P99.‬‬

‫‪685‬‬
‫مجلة روح القوانين ‪ -‬العدد الرابع والتسعون – إصدار إبريل ‪2021‬‬
‫‪ -‬دلت األزمات التي حدثت في الماضـ ــي ن سـ ــعار الفائدة عند حدوث زمة سـ ــعار‬

‫الصــرف تتجه لالرتفا فيجب محاولة تجنب الحصــول على قروض مص ـرفية قد تؤدي‬

‫إلى حدوث بعي المش ـ ـ ــكالت للمنظمة في حال عدم القدرة على تس ـ ـ ــديد األقس ـ ـ ــاط مع‬

‫الفوائد‬

‫‪ -‬عند حدوث زمة في سـ ـ ـ ــعار الصـ ـ ـ ــرف تزداد سـ ـ ـ ــعار الفائدة عما كانت قبل األزمة‬

‫وتصــبي عملية االقتراض من المصــارف عملية غير مجدية فيمكن االســتفادة من طرق‬

‫‪1‬‬
‫خر لتمويل العمليات كإصدار سندات و سهم‪.‬‬

‫‪ -‬من األمثلة على زمة س ـ ـ ــعار الص ـ ـ ــرف ‪,‬األزمة التي حدثت في دول جنوب ش ـ ـ ــرق‬

‫آسـ ـ ـ ـ ــيا في عام ‪:1997‬بد ت هذه األزمة في تايالند ثم امتدت إلى ندونيسـ ـ ـ ـ ــيا والفلبين‬

‫ومـاليزيـا وكوريـا الجنوبيـة‪ ،‬حيـث قـامـت هـذه الـدول بـالقيـام بتحرير سـ ـ ـ ـ ـ ـ ـواقهـا نحو دخول‬

‫الرس ــاميل األجنبية بطريقة غير مدروس ــة‪ ،‬حيث كانت المص ــارف في هذه الدول تعتمد‬

‫على االســتثمارات الخارجية وكانت تقوم باالعتماد على اإلســتدانة من مقرضــين جانب‬

‫وبالعمالت األجنبية عن طريق القروض متوسـطة وطويلة األجل وتمني قروضـاق قصـيرة‬

‫‪ 1‬د‪ .‬رمزي زكي‪ ،‬فلر األزمة‪ ،‬دراسة في زمة علم االقتصاد والرسمال والفلر التنموي العربي‪ ،‬مرجع‬
‫سابق‪ ،‬ص‪.176-148‬‬

‫‪686‬‬
‫‪ – 7‬األزمات االقتصادية والمالية وآليات المواجهة‬

‫األجل وعند بدء األزمة قام المس ـ ــتثمرون بس ـ ــحب مواله من البالد مما اض ـ ــطر البنوك‬

‫إلى اسـتهالك رسـاميلها لتغطية تلك الخسـائر مما كان سـبباق في انهيار بعضـها وتقليص‬

‫بعضـها ايخر‪ ،‬وعندما حصـل المسـتثمرون على مواهم بدؤوا بتحويل مواهم من العملة‬

‫المحليـة لهـذه الـدول إلى الـدوالر و الين اليـابـاني وبسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـبـب ن البنوك المركزيـة في هـذه‬

‫ال ــدول لم تلن تحوي على كمي ــة ك ــافي ــة من االحتي ــاط ــات من العمالت األجنبي ــة فق ــد‬

‫اضـ ــطرت هذه الدول إلى تخفيي قيمة عمالتها حيث انخفضـ ــت قيمة عملة ندونيسـ ــيا‬

‫مثالق إلى ‪ %70‬من قيمتها مما د لخسائر كبيرة‪.‬‬

‫ثال ًثا‪ :‬كيفية مواجهة أزمة األسواق المالية‪:‬‬

‫‪ -‬من األزمات المالية التي حدثت في العالم‪ ,‬زمة يوم االثنين األسـ ـ ـ ـ ـ ــود ‪ 19‬تشـ ـ ـ ـ ـ ـرين‬

‫األول ‪ 1987‬حيــث حــدثــت هــذه األزمــة في اللحظــات األولى لالفتتــاح في يوم االثنين‬

‫في بورص ـ ــة نيويورك في لك بخلل في التوازن بين العرض والطلب والس ـ ــبب تدفق في‬

‫وامر البيع لم يس ــبق له مثيل على كافة األس ــهم وكان الس ــبب الرئيس ــي في هذه األزمة‬

‫هي زمة في الس ـ ــوق ايس ـ ــيوية اتجهت للواليات المتحدة نتيجة فرق التوقيت بين آس ـ ــيا‬

‫والواليات المتحدة وانتهت هذه األزمة بأن تدخلت الشـركات اللبيرة إلعادة شـراء سـهمها‬

‫وتدخل البنك المركزي و لك بحث البنوك على مني المزيد من االئتمان لتجار األسـ ـواق‬

‫‪687‬‬
‫مجلة روح القوانين ‪ -‬العدد الرابع والتسعون – إصدار إبريل ‪2021‬‬

‫المالية وقرب اإلقفال في يوم الثالثاء بد ت س ـ ـ ــعار األس ـ ـ ــهم تتجه إلى الص ـ ـ ــعود رويداق‬
‫‪1‬‬
‫رويداق‪.‬‬

‫فالبد من التوجيه بالقيام بش ـراء س ــهم هذه الش ــركة من الس ــوق وخاص ــة إ ا كانت هناك‬

‫توقعات كبيرة بأن اإلقبال على بيع األسهم سيبقى مستم اقر‪.‬‬

‫‪ -‬يوجــد بعي الفرص في هــذه األزمــات يمكن االسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــتفــادة منهــا‪ :‬إن قــدم عــدد من‬

‫المس ــتثمرين قليلي الخبرة والمعرفة بأس ـواق المال على بيع وراق مالية بأس ــعار قل مما‬

‫ينبغي‪ ،‬س ــوف يجد فيه الخبير المالي الذي يتس ــم بالرش ــد فرص ــة س ــانحة لتحقيق رباح‬

‫‪2‬‬
‫غير عادية‪ ،‬و لك بمواجهة وامر البيع بأوامر شراء فورية‪.‬‬

‫ابعا‪ :‬كيفية مواجهة أزمات المديونية‪:‬‬


‫رً‬

‫‪ -‬يجـب متـابعـة نسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــب المـديونيـة الخـارجيـة للتنبؤ بحـدوث زمـة قبـل حـدوثهـا لمحـاولـة‬

‫تجنبها ويجب عليه الحصول على تقارير دورية عن الديون الخارجية وتاريخ استحقاقها‬

‫وخاص ــة القروض الممولة من مص ــادر خاص ــة التي تلون في الغالب ات س ــعر فائدة‬

‫‪ 1‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.150‬‬


‫‪2‬‬
‫‪Breuer, Janice. (2004). An Exegesis on Currency and Banking‬‬
‫‪Crisis.OPCIT, p35.‬‬

‫‪688‬‬
‫‪ – 7‬األزمات االقتصادية والمالية وآليات المواجهة‬

‫كبير وفترة اســتحاق قصــيرة وفي معظم األحيان تجبر هذه المؤس ـســات المالية الخاصــة‬

‫الدول المقترضة على سداد الدين و إعادة هيكلته بفائدة على‪.‬‬

‫‪ -‬عند حص ـ ـ ـ ــول زمة ديون خارجية تض ـ ـ ـ ــعف معدالت النمو واإلنفاق الحكومي على‬

‫بعي المشاريع الحيوية في هذه الدول كطرق المواصالت مثالق والتي تساعد المنظمات‬

‫في داء عمالها فستلون المنظمة مجبرة على القيام ببعي المشاريع للقيام بأعمالها‪.‬‬

‫‪ -‬تقوم الدول ات المديونية العالية باستخدام بعضاق من إنتاجها المحلي لخدمة هذه‬

‫الديون مما يؤدي إلى بعي المشكالت بالنسبة للمنظمات في تأمين بعي المواد التي‬

‫تحتاجها فيجب البحث عن مصادر خر لتأمين هذه الموارد وهنا يظهر لنا ثر التنبؤ‬

‫بحدوث هذه األزمات حيث يقوم بتأمين احتياجاته من المواد والحفا بكميات من القطع‬

‫‪1‬‬
‫األجنبي‪.‬‬

‫‪ -‬يوجــد بعي الفرص في هــذه األزمــات حيــث تمتنع الــدول التي تعــاني من مــديونيــة‬

‫كبيرة عن اسـ ـ ــتيراد بعي المواد بسـ ـ ــبب التزاماتها‪ ،‬فيمكن للمنظمات التي تملك طاقات‬

‫‪1‬‬
‫‪Taylor, John B. (2009). The Financial Crisis and the Policy Responses:‬‬
‫‪An Empirical Analysis of What Went Wrong. Opcit, p55.‬‬

‫‪689‬‬
‫مجلة روح القوانين ‪ -‬العدد الرابع والتسعون – إصدار إبريل ‪2021‬‬
‫كبيرة على إنتاج هذه المواد وتصـريفها بسـهولة في السـوق المحلي بسـبب الطلب اللبير‬

‫عليه‪.‬‬

‫‪ -‬وكمثال على هذه األزمة نذكر زمة المديونية الخارجية للدول العربية في السبعينيات‬

‫والثمانينات من القرض الماضي و زمة األرجنتين منذ سنوات وازمة اليونان‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬كيفية مواجهة األزمة المالية‪:‬‬


‫ً‬

‫بس ــبب اللس ــاد ونقص الس ــيولة تعاني المنظمات من مش ــاكل كبيرة في عدم القدرة على‬

‫تصـ ـ ـ ـ ـريف منتجاتها و عدم القدرة على الحصـ ـ ـ ـ ــول قروض للقيام بالتوسـ ـ ـ ـ ــع في بعي‬

‫نشاطاتها و لتمويل عملياتها وبالتالي يمكن القيام بما يلي‪:‬‬

‫الموازنـة بين عـدة بـدائـل عنـد الحـاجـة للحصـ ـ ـ ـ ـ ـ ــول على قروض بين االقتراض من‬ ‫‪-‬‬

‫المؤسسات المالية و عن طريق إصدار السندات و إصدار سهم‪.‬‬

‫اســتخدام ســياســات لتصـريف المنتجات مثل خصــومات ســعرية على المنتجات و‬ ‫‪-‬‬

‫تمويل عمليات ترويجية و تمويل بعي عمليات التصدير‪.‬‬

‫القي ــام بعملي ــة ت ــأمين على الموجودات وممتلل ــات من مب ــاني وعق ــارات ومع ــدات‬ ‫‪-‬‬

‫تجنباق ألي خطر قد يصيبها‪.‬‬

‫‪690‬‬
‫‪ – 7‬األزمات االقتصادية والمالية وآليات المواجهة‬

‫محـاولـة االحتفـا بنسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـبـة من األربـاح لمواجهـة التحـديـات التي قـد تصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيـب في‬ ‫‪-‬‬

‫المستقبل‪.‬‬

‫إقامة صناديق سيادية و صناديق تحوط‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫وظهرت أفكار اقتصادية الستغالل األ زمات االقتصادية وهي فكرة الصدمة‪.‬‬

‫وفلرة "الصدمة" اخترعها قسم االقتصاد بجامعة شيكاغو على يد حد كثر األساتذة‬

‫شهر في عالم االقتصاد‪ ،‬واسمه "ميلتون فريدمان"‪ .‬وخالصة فلرته ن الدول والمجتمعات‬

‫مثلها مثل البشر عندما تتعرض إلى صدمة قوية تدمرها و تضعفها‪ ،‬فإنها تمنحها‬

‫فرصة لبناء جديد و زر فلرة جديدة كان من المستحيل زراعتها قبل الصدمة بناء على‬

‫‪1‬‬
‫قواعد الليبرالية الجديدة والرسمالية وحرية األسواق‪.‬‬

‫وغالبا ما يكون مهندسو تطبيقات هذه الفلرة والقائمين على التحوالت االقتصادية من‬

‫تالمذة "ميلتون فريدمان" المؤمنين بهذه النظرية‪ ،‬يسلمون البلد إلى الشركات متعددة‬

‫الجنسيات العمالقة لتنهب خيراتها وتتحكم في مقدراتها تحت شعار "إعادة اإلعمار"‪ ،‬من‬

‫خالل مؤتمرات وزيارات وتحركات‪ ،‬وهذا المشهد يتلرر دائما في الدول التي حصل فيها‬

‫انقالبات‪ ،‬في مريكا الالتينية وفي إفريقيا بعد الحروب األهلية وفي آسيا بعد اللارثة‬

‫‪ 1‬د‪ .‬كمال امين الوصال‪ ،‬األزمة المالية العالمية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.198‬‬

‫‪691‬‬
‫مجلة روح القوانين ‪ -‬العدد الرابع والتسعون – إصدار إبريل ‪2021‬‬
‫الطبيعية‪.‬‬

‫ويعرف بـ"اقتصاد إعادة اإلعمار"‪.‬‬


‫حاليا‪ُ ،‬‬
‫َ‬ ‫هو شكل اقتصادي جديد نسبيا وهو األقو‬

‫التي تقوم على استغالل األزمات االقتصادية والمتلية و زمة الدين الخارجي‪ .‬وهذه الفلرة‬

‫ومبادئها االقتصادية عجبت الشركات متعددة الجنسيات‪ ،‬ألنها المستفيد األساسي منها‪.‬‬

‫وصرفت عليها و نفقت وخصصت منحا دراسية ومولت كليات لنشر مبادئ هذه الفلرة‬

‫عالميا‪.‬‬

‫‪692‬‬
‫‪ – 7‬األزمات االقتصادية والمالية وآليات المواجهة‬

‫الخاتمـــــة‬

‫إن األزمات االقتصادية المالية من هم و خطر الموضوعات في العصر الحديث‪،‬‬

‫فاألزمات هي تعبير عن الدو ارت االقتصادية في النظام الرسمالي وقد حدث تطور‬

‫تاريخي لهذه األزمات‪ ،‬وهي نوا منها‪ :‬األزمة المالية واألزمة االقتصادية والتي صبحت‬

‫لها نماط كثيرة‪ ،‬ومن هم االزمات التي حدثت األزمة المالية العالمية‪.‬‬

‫وتختلف األزمات فمنها االزمة المصرفية‪ ،‬و زمة سوق األوراق المالية‪ ،‬و زمة سعر‬

‫الصرف‪ ،‬و زمة المديونية‪ .‬وتوجد طرق لمواجهة األزمات ومراحل إدارتها و ساليب‬

‫مواجهتها ومنها األساليب التقليدية واألساليب غير التقليدية‪.‬‬

‫والبد من االعتماد على التخطيط االقتصادي والتنبؤ الوقائي واإلدراك والفهم العميق‬

‫ل زمة االقتصادية والمالية حتى يمكن النجاح في مواجهتها والحد من تأثيرها‪.‬‬

‫‪693‬‬
‫مجلة روح القوانين ‪ -‬العدد الرابع والتسعون – إصدار إبريل ‪2021‬‬

‫النتائـــــج‬

‫حلول اقتصادية غير تقليدية وعدم االعتماد على الديون واالقتراض‬ ‫‪ )1‬اتبا‬

‫الخارجي‪.‬‬

‫‪ )2‬االهتمام بالتخطيط واعداد قاعدة بيانات لمصر‪.‬‬

‫‪ )3‬ضرورة االعتماد على المصريين في بناء االقتصاد المصري‪.‬‬

‫‪ )٤‬تشجيع االستثمار الوطني وتقديم حوافز له‪ ،‬وجذب اموال المصريين في الخارج‪.‬‬

‫‪ )5‬ضرورة الحذر من الصراعات االقتصادية االجنبية لوقف نمو االقتصاد المصري‪.‬‬

‫‪ )6‬ضرورة االهتمام بالحفا على سعر الصرف للجنيه المصري‪.‬‬

‫‪ )7‬تنو األزمات االقتصادية المالية‪.‬‬

‫‪ )8‬ضرورة التنبؤات باألزمات االقتصادية والمالية‪.‬‬

‫‪ )9‬خطورة األزمات االقتصادية والمالية على االقتصاد العالمي‪.‬‬

‫‪ )10‬األزمات االقتصادية نتيجة متوقعة للدو ارت االقتصادية في النظام الرسمالي‪.‬‬

‫‪ )11‬تأثر االقتصاد العالمي باألزمة المالية العالمية‪.‬‬

‫‪ )12‬توجد مراحل خمس إلدارة األزمات‪.‬‬

‫‪ )13‬توجد طرق تقليدية وغير تقليدية لليفية التعامل مع األزمات‪.‬‬

‫‪694‬‬
‫‪ – 7‬األزمات االقتصادية والمالية وآليات المواجهة‬

‫‪ )1٤‬االعتماد على التخطيط االقتصادي كمتطلب ساسي‪.‬‬

‫‪ )15‬تعبئة وتجميع الموارد المالية لتمويل التنمية‪.‬‬

‫التوصيــــات‬

‫‪ )1‬عدم االعتماد على االقتراض من الخارج‪ ،‬وتحفيز االدخار الذي هو السبيل لالستثمار‬

‫الحقيقي‪.‬‬

‫‪ )2‬ضرورة التأمين ضد المخاطر في اقامة المشروعات‪ ،‬وكذلك مشاركة القطا الخاص‬

‫في التنمية‪.‬‬

‫‪ )3‬االعتماد على التخطيط االقتصادي والخطط الخمسية‪ ،‬و لك باتبا التخطيط التأشيري‬

‫في النظام الرسمالي‪.‬‬

‫‪ )4‬البد من اتبا سياسات اقتصادية ومالية غير تقليدية لتحقيق التنمية‪.‬‬

‫‪ )5‬البد من وجود خطط الطوارئ لمواجهة المشكالت االقتصادية‪.‬‬

‫‪ )6‬البد من زيادة مرونة الخطط االقتصادية في امتصاص الصدمات الخارجية والداخلية‪.‬‬

‫‪ )7‬إنشاء مركز قومي إلدراة األزمات االقتصادية والمالية‪.‬‬

‫عمل سجل ل زمات يوثق األزمات االقتصادية والمالية‪ ،‬و فضل الوسائل لمعالجتها‬ ‫‪)8‬‬

‫والتنبؤ بها والحد من آثارها‪.‬‬

‫‪695‬‬
‫مجلة روح القوانين ‪ -‬العدد الرابع والتسعون – إصدار إبريل ‪2021‬‬

‫المراجـــــع‬

‫أوالً‪ :‬مراجع باللغة العربية‪:‬‬

‫‪ )1‬د‪ .‬إبراهيم شريف السيد وآخرون‪" ،‬الطفرة النفطية الثالثة وانعكاسات األزمة المالية‬

‫العالمية ‪ -‬حالة اقطار مجلس التعاون لدول الخليج العربية‪ ،‬مركز دراسات الوحدة‬

‫العربية‪2004 ،‬م‪.‬‬

‫‪ )2‬د‪ .‬إبراهيم عبد العزيز النجار‪ ،‬األزمة المالية وإصالح النظام المالي العالمي‪ ،‬الدار‬

‫الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪۲۰۰۹ ،‬م‪.‬‬

‫‪ )3‬د‪ .‬حمد يوسف الشحات‪ ،‬األزمات المالية في األسواق الناشئة‪ ،‬مع إشادة خاصة‬

‫ألزمة جنوب شرق آسيا‪ ،‬ط دار النيل‪ :‬القاهرة‪ ،‬لسنة ‪۲۰۰۱‬م‪.‬‬

‫‪ )٤‬د‪ .‬بورود زيکس‪ ،‬ادوارد ب‪،‬؛ ادارة المخاطر واألزمات واألمن؛ ترجمة د‪ .‬احمد‬
‫المغربي‪ ،‬دار الفجر للنشر والتوزيع‪2008 ،‬م‪.‬‬

‫‪ )5‬د‪ .‬جاسم محمد الذهبي‪" ،‬التطوير اإلداري مداخل ونظريات‪ ،‬عمليات‬


‫واستراتيجيات‪ ،‬بغداد‪ ،‬مديرية دار اللتب للطباعة والنشر‪2001 ،‬م‪.‬‬

‫‪696‬‬
‫‪ – 7‬األزمات االقتصادية والمالية وآليات المواجهة‬

‫‪ )6‬د‪ .‬حسين السيد حسين محمد القاضي‪ " ،‬المعامالت االقتصادية الدولية المترتبة‬

‫على قيام التبادل الدولي‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪2005/2004 ،‬م‪.‬‬

‫‪ )7‬د‪ .‬رضا عبد السالم‪ ،‬األزمة‪ ،‬زمة مالية م زمة رسمالية‪ ،‬المكتبة المصرية‪،‬‬

‫‪2015‬م‪.‬‬

‫‪ )8‬د‪ .‬رمزي زكي‪ ،‬فلر األزمة‪ ،‬دراسة في زمة علم االقتصاد والرسمال والفلر التنموي‬

‫العربي‪ ،‬مكتبة مدبولي‪1987 ،‬م‪.‬‬

‫د‪ .‬سمير محمد الحسيني‪ ،‬مبادئ التحليل االقتصادي‪ ،‬دار الغد‪.1989 ،‬‬ ‫‪)9‬‬

‫‪ )10‬د‪.‬عبد الباسط وفا‪ ،‬التنمية االقتصادية‪ ،‬دار النهضة العربية‪.2013 ،‬‬

‫‪ )11‬د‪ .‬عبد هللا عابد‪ ،‬النقود واالئتمان‪ ،‬ط دار الغد‪ ،‬لسنة ‪۱۹۸۸‬م‪.‬‬

‫‪ )12‬د‪ .‬غسان قاسم‪ ،‬خالد عبد هللا‪ ،‬إدارة األزمات األسس والتطبيقات‪ ،‬الدار المنهجية‪،‬‬

‫عمان‪2015 ،‬م‪.‬‬

‫‪ )13‬د‪ .‬فخري الدين الفقي‪ ،‬اقتصاديات مصر في الفترة (‪ 1805‬ـ ‪2012‬م)‪ ،‬مطبعة‬

‫كلية االقتصاد والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة القاهرة‪2012 ،‬م‪,‬‬

‫‪697‬‬
‫مجلة روح القوانين ‪ -‬العدد الرابع والتسعون – إصدار إبريل ‪2021‬‬
‫د‪ .‬فريد راغب النجار‪ ،‬األزمات واللوارث في القرن ‪ 21‬المقارنات –‬ ‫‪)1٤‬‬
‫االستراتيجيات السلوكيات الدار الجامعية‪ ،‬القاهرة‪2009 ،‬م‪.‬‬

‫د‪ .‬ماجد محمد‪ ،‬إدارة األزمات واإلدارة باألزمات‪ ،‬ط‪ ،1‬األوائل للنشر والتوزيع‬ ‫‪)15‬‬
‫سورية‪ ،‬دمشق‪2002 ،‬م‪.‬‬

‫د‪ .‬محسن حمد الخضيري‪ ،‬ادارة األزمات‪ ،‬منهج اقتصادي إداري لحل األزمات‬ ‫‪)16‬‬
‫على مستو االقتصاد القومي والوحدة االقتصادية‪ ،‬مكتبة مدبولي‪ ،‬ط‪ ،2‬القاهرة‪،‬‬
‫‪2003‬م‪.‬‬

‫‪ )17‬د‪ .‬محمد البلتاجي‪ ،‬المصارف اإلسالمية‪ ،‬النظرية والتطبيق والتحديات‪ ،‬مكتبة‬

‫الشروق الدولية‪2012 ،‬م‪.‬‬

‫‪ )18‬د‪ .‬وديع حمد كابلي‪ ،‬األزمة المالية العالمية‪ ،‬األسباب‪ ،‬والنتائج‪ ،‬ط دار السعادة‪.‬‬

‫‪ )19‬د‪ .‬يسري محمد بو العال‪ ،‬علم االقتصاد‪ ،‬دار النهضة العربية‪.2005 ،‬‬

‫د‪ .‬يوسف احمد بو فارة‪ ،‬إدارة األزمات مدخل متلامل؛ اإلثراء للنشر والتوزيع‪،‬‬ ‫‪)20‬‬
‫األردن‪.2009 ،‬‬

‫ثانيا‪ :‬المجالت والدوريات والمؤتمرات والرسائل العلمية‪:‬‬


‫ً‬

‫‪ )1‬البنك األهلي المصري‪ ،‬زمة القروض العقارية‪ .‬نشرة البنك األهلي المصري‪،‬‬

‫‪۲۰۰۷‬م‪.‬‬

‫‪698‬‬
‫‪ – 7‬األزمات االقتصادية والمالية وآليات المواجهة‬

‫‪ )2‬البنك المركزي المصري‪ ،‬تقارير ‪2009 ،2008‬م‪.‬‬

‫‪ )3‬د‪ .‬السيد حمد عبد الخالق‪ ،‬دور الدولة في األزمة المالية العالمية بين‬

‫األيديولوجيا ومتطلبات الواقع العملي‪ ،‬المؤتمر العلمي الدولي الرابع‪ ،‬كاديمية‬

‫شرطة دبي‪ ،‬المنعقد في ‪ 17 – 15‬مارس ‪ ،2009‬المحور االقتصادي‪.‬‬

‫‪ )4‬د‪ .‬حازم الببالوي‪ ،‬األزمة المالية العالمية‪ ،‬محاولة للفهم‪ ،‬بحث مقدم لندرة األزمة‬

‫المالية العالمية من منظور إسالمي وتأثيرها على االقتصاديات العربية‪،‬‬

‫‪.2008/1/11‬‬

‫‪ )5‬د‪ .‬خالف عبد الجابر خالف‪" ،‬طلب استيضاح جهود الحكومة في مواجهة‬

‫األزمة المالية العالمية"‪ ،‬لجنة الشئون المالية واالقتصادية بمجلس الشور‬

‫المصري‪ ،‬في ‪ ،2008/12/14‬غير منشور‪.‬‬

‫‪ )6‬د‪ .‬رضا عبد السالم‪ ،‬اخبار العولمة الرسمالية‪2008/10/19 ،‬م‪.‬‬

‫‪ )7‬د‪ .‬رمزي زكي‪« ،‬مأزق النظام الرسمالي»‪ ،‬مجلة األهرام االقتصادي‪ ،‬الحلقة‬

‫الحادية والعشرون‪ ،‬تحت عنوان‪ :‬مصيدة الديون الخارجية ودورها في تلييف‬

‫البالد المتخلفة‪ ،‬العدد رقم (‪ )۲۳۸‬الصادر في ‪ ۷‬مارس ‪.۱۹۸۳‬‬

‫‪699‬‬
‫مجلة روح القوانين ‪ -‬العدد الرابع والتسعون – إصدار إبريل ‪2021‬‬
‫‪ )8‬د‪ .‬رمضان محمد حمد الروبي‪ ،‬األزمة المالية العالمية‪ ،‬المؤتمر العلمي السنوي‬

‫الثاني عشر لللية الحقوق‪ ،‬جامعة المنصورة‪ ،‬في بريل ‪.2009‬‬

‫‪ )9‬د‪ .‬زكريا سالمة عيسی شطناوي‪ ،‬ايثار االقتصادية ألسواق األوراق المالية‬

‫من منظور االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬كلية الشريعة والدراسات‬

‫اإلسالمية‪ ،‬جامعة اليرموك‪ ،‬األردن‪۲۰۰۷ ،‬م‪.‬‬

‫د‪ .‬عبد الستار التيهي‪ ،‬األزمة المالية المعاصرة‪ ،‬األسباب والمعالجة‪،‬‬ ‫‪)10‬‬

‫قراءة اقتصادية إسالمية‪ ،‬المؤتمر العلمي الدولي الرابع ألكاديمية الشرطة‪،‬‬

‫المحور القانوني‪.‬‬

‫د‪ .‬كمال مين الوصال‪ ،‬األزمة المالية العالمية هل كانت حتمية‪ ،‬مجلة‬ ‫‪)11‬‬

‫مصر المعاصرة‪ ،‬الجمعية المصرية لالقتصاد السياسي والتشريع واالحصاء‪،‬‬

‫العدد ‪ ،510‬في ابريل ‪.2013‬‬

‫د‪ .‬محمد صالح الدين الجندي‪ ،‬األزمة المالية العالمية تشخيصها‬ ‫‪)12‬‬

‫و سبابها وآثارها والتوجهات المطلوبة لمواجهتها"‪ ،‬بحث مقدم للمؤتمر السابع‬

‫عشر لالقتصاديين الزراعيين بعنوان األزمة المالية واالقتصادية العالمية‬

‫‪700‬‬
‫‪ – 7‬األزمات االقتصادية والمالية وآليات المواجهة‬

‫وتداعياتها على الزراعة المصرية‪ ،‬الجمعية المصرية لالقتصاد الزراعي‪ ،‬القاهرة‪،‬‬

‫‪ 15 -14‬كتوبر ‪۲۰۰۹‬م‪.‬‬

‫د‪ .‬محمد عبد الحليم عمر‪ ،‬قراءة إسالمية في األزمة المالية العالمية‪،‬‬ ‫‪)13‬‬

‫بحث مقدم لندوة "األزمة المالية العالمية من منظور إسالمي وتأثيرها على‬

‫االقتصاديات العربية"‪ ،‬مركز صالي كامل لالقتصاد اإلسالمي‪ ،‬والتي انعقدت‬

‫في شوال ‪14۲۹‬ه كتوبر ‪۲۰۰۸‬م‪.‬‬

‫د‪ .‬هبة محمود الباز‪" ،‬األزمات المالية المعاصرة األسباب والعالج‬ ‫‪)14‬‬

‫والدروس المستفادة دراسة مقارنة"‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬كلية تجارة‪ ،‬جامعة عين‬

‫شمس‪ ،‬القاهرة‪۲۰۰۸ ،‬م‪.‬‬

‫صندوق النقد الدولي‪ ،‬تاريخ األزمات المالية‪2011 ،‬م‪.‬‬ ‫‪)15‬‬

‫و ازرة المالية‪ ،‬تقارير الموازنة العامة ‪2009‬م‪.‬‬ ‫‪)16‬‬

‫‪701‬‬
2021 ‫ العدد الرابع والتسعون – إصدار إبريل‬- ‫مجلة روح القوانين‬
:‫ المراجع باللغة اإلنجليزية‬:‫ثانيا‬
ً

1) Barry Eichengreen and Richard Portes. (1987). The Anatomy of

Financial Crisis. NBER Working Paper, Working Paper No. 2126.

2) Breuer, Janice. (2004). An Exegesis on Currency and Banking

Crisis. Journal of Economic Surveys. 18 (2)

3) Charles P. Kindleberger and Robert Aliber. (2005). Mania, Panics,

and Crashes: A History of Financial Crises. Wiley Investment

Classics, New Jersey, USA: John Wiley & Sons, Inc. 5th ed.

4) Crisis", IMF Working Paper, WP/98/155, November 1998, P. 5.

5) Delhaise Philippe. "Asia in Crisis the implosion of Banking and


Finance systems" ،John Wiley & Sons (Asia) ،pta.Ltd ,1998, p56

6) Demirguc-Kunt & Enrica Detragische, "The Determinants Of

Banking In Developing & Developed Countries", IMF Staff Papers,

Vol.45, No.1, 1998, P. 90, 91.

702
‫ – األزمات االقتصادية والمالية وآليات المواجهة‬7
7) Dunaway, Steven. (2009). Global Imbalances and the Financial

Crisis. Council Special Report, Council on Foreign Relations

Report, No.44, March 2009 (Washington: USA).

8) Hoan Smithe: The contradiction of capitalism, Winthrop publishors

lnc, USA, 1981, p. 9.

9) International Monetary Fund, "financial crises: causes & indicators",

World Economic Outlook, May 1998, P.74,75.

10) John Smithe: The contradiction of capitalism, Winthrop publishors.

Inc, U.S.A, 1981, p. 9.

11) Kalpana Kochhar, Prakash Loungani, & Mark R. Stone, "The East

Asian Crisis: Developments & Policy Lessons", IMF Working

Paper, WP/98/128, August 1998, P. 9,

12) Krugman, Paul. (1979). A Model of Balance of Payment Crises.

Journal of Money, Credit, and Banking. Vol. 11, 1113-55.

13)Miller Marcus (2002). "On Responding to the Challenge of


Globalization" Discussion paper No.265. May. P195

703
2021 ‫ العدد الرابع والتسعون – إصدار إبريل‬- ‫مجلة روح القوانين‬
14) Mishkin, Frederic S. (1991). Anatomy of a Financial Crisis. NBER

Working Papers Series, Working Paper No.3934.

15)Peter Oneill (2003). "Developing an Effective Crisis Media Plan",


21st Century Emergency Management. Australia Canberra. P55

16) Stiglitz, Joseph E. (2008). Interpreting the Causes of the Great

Recession of 2008, Unpublished Manuscript.

17) Taimur Baig & lan Goldfajn, "Financial Market Contagion In Asian

18) Taylor, John B. (2009). The Financial Crisis and the Policy

Responses: An Empirical Analysis of What Went Wrong. Critical

Review, Vol. 21(2-3) The Economist, October 18, 2007.

19) William Cleine International Debt and the Stability of the World

Economy, Institute for International Economics, Washington, D.C,

1983.

Yoon- Shik, Park (2009). The Role of Financial Innovations in the


Current Global Financial Crisis. Seoul Journal of Economics.

704

You might also like