Professional Documents
Culture Documents
مذكرة ختم الدروس
مذكرة ختم الدروس
مذكرة ختم الدروس
المقدّم ـة
ولإلجراءات الجزائية أهمية بالغة بكونها الوسيلة المؤدية إلى عدالة جزائية
راعي حقيقية تأخذ بعين االعتبار حق المجتمع في تسليط العقوبة بكونها ت
أيضا حقوق الدفاع واحترام الحريات الفردية التي ب دونها ال يمكن تحقي ق
العدالة.
1
إجراءات التعقيب الجزائي
ق أو بضمانات تراعي فيها أيضا مصلحة المتهم الشرعية سواء في التحقي
(.)1
المحاكمة أو عند تنفيذ العقوبة
أما التعقيب فهو طريق من طرق الطعن االستثنائية يرفع إلى محكمة علي ا
لتراجع القرار القضائي من ناحية القانون لتنقضه إذ ثبت ل ديها أن خرق ا
للقانون قد شاب الحكم .ولقد وجد هذا الطعن أساسا الفرض احترام الق انون
باعتبار أن النظر فيه يعود إلى محكمة التعقيب التي تتربع على قمة اله رم
القضائي للبالد(.)2
دف التعقيب ليس درجة ثالثة في الطعن بل هو وسيلة طعن غير عادية ته
إلى مراقبة سالمة تطبيق القانون وتوحيد االجتهادات الفقهية .فه و وس يلة
لضمان شرعية األحكام من الوجهة القانوني ة وليس لمحكم ة التعقيب من
رع سلطة على وقائع الملف ،فليس لها أن تعدلها أو تغيرها .وقد أقر المش
دف طريقتين في التعقيب ،الطريقة العادلة ووضعها لمصلحة األطراف به
طلب نقض األحكام وأخرى استثنائية وضعها المشرع لمص لحة الق انون،
واسند االختصاص فيها لوكيل الدولة العام لدى محكمة التعقيب(.)3
لذا اتجه تكريس نظام قضاء القانون ممثال في الطعن بالتعقيب الذي يه دف
إلى" :رديء أخطاء محتملة يمكن أن تلحق األحكام باعتباره ا أي طريق ة
2
إجراءات التعقيب الجزائي
ة في الطعن بالتعقيب ضمانا لتصحيح المسار الخاطئ الذي توخته المحكم
حكمها والحصول على حكم أفضل وأحسن تطبيقا وتأويال"(.)1
ويبرز وصف التعقيب بكونه طريقا غير عادي للطعن ال يمكن طرقه إال في
()2
أحوال خاصة وهي نافذة ومالذا أخيرا لمن كان يعتقد أنه مظلوما
وكذلك يختلف التعقيب عن بقية طرق الطعن العادية ،وهي االعتراض على
الحكم الغيابي والطعن باالستئناف.
فاالعتراض الذي هو طريق إلغاء يرمي إلى إلغاء الحكم الذي صدر غيابيا
لذلك ،يقدم إلى نفس المحكمة التي أصدرت الحكم فهو وسيلة مفتوحة لك ل
من حكم عليه غيابيا(.)3
كما يختلف التعقيب عن االستئناف اختالفا عميقا باعتبار أن هذا األخير هو
طريق إصالح إذ بواسطته يمكن لقضاة األصل أن ينظروا بك ل دق ة في
األفعال أي إعادة النظر في جميع مالمح الحكم المادية والقانونية في القضية
المنشورة( . )4في حين أن الطعن بالتعقيب ال ينقل الدعوى مجددا أمام محكمة
التعقيب لتنظر في وقائعها من جهة ثبوتها أو عدمها بل أن وظيفتها تقتصر
أساسا على تفحص المطعون فيه ومراجعته من ناحية تطبيق القانون.
- 1أحمد فتحي سرور ،أصول اإلجراءات الجنائية ،دار النهضة العربية ،القاهرة
،1969ص 786
- 2عبد الوهاب حومد ،أصول المحاكمات الجزائية نظريا و عمليا ،مطبعة الجامعة
السورية ،الطبعة الثالثة ،دمشق ،1957 ،ص .667
- 3المنصف بن المختار الزين :اعتراض المتهم على الحكم الغيابي – مذكرة
للحصول على شهادة الدراسات المعمقة – كلية الحقوق – تونس .1981
4
-Soyer (j). Manuel de droit pénale et procédure
pénale.L.G.D.J.Paris 403
3
إجراءات التعقيب الجزائي
فإذا قدرت أن الحكم كان سليما ،فإنها تط رح الطعن وترفض ه ،أم ا إذا
وجدت أن الحكم صدر على خالف القانون فإنها تنقض الحكم فتبطل ه دون
أن تتصدى للموضوع وترجع الدعوى إلى المحكمة ال تي أص درت الحكم
لتعيد النظر فيه من جديد.
و قد كان النظام القضائي التونسي متأثرا منذ فتح المسلمين للبالد التونس ية
بالتشريع اإلسالمي ،فقد أخذ عنه القواعد المنظم ة للطعن إلى أن ص در
دستور عهد األمان سنة 1861وقانون الجنايات واألحكام العرفي ة ال ذين
أدخال نظاما قضائيا هرميا مماثال للنظام الفرنسي.
أما قمة الهرم القضائي فينصب بها مجلس أعلى يض طلع بمه ام محكم ة
القانون عمال بأحكام المادة 21من دستور عهد األمان.
غير أن هذا النظام القضائي ألغي مع إيقاف العمل بدستور عه د األم ان
بموجب أمر 30أفريل .1864
ومحكمة التعقيب فقد جاء بتنظيمها األمر الفرنسي المؤرخ في 27نوفم بر
1790لضمان وحدة فقه القضاء ،وقد كرست مختلف التشريعات اإلجرائية
المقارنة هذه المؤسسة مع اختالف في تنظيمها ،إذ ظهرت ثالث ة أنظم ة
كبرى(.)1
4
إجراءات التعقيب الجزائي
جعل النظام األول من محكمة التعقيب محكمة درج ة ثالث ة إذ تعه دت
د بالطعن فإنها تنظر في وقائع القضية والقواعد القانونية المنطبقة على ح
السواء شانها شأن محكمة االستئناف .فال مجال إذن لإلحال ة على مح اكم
واألصل في صورة النقض .وقد تبنت عدة قوانين مقارنة هذا االتجاه لع ل
أهمها القانون البريطاني والكندي ،والياباني ومن القوانين العربية ،الق انون
اللبناني.
أما النوع فقد جعل من الطعن بالتعقيب أداة إلج راء الرقاب ة على أحك ام
محاكم األصل بحيث تس هم محكم ة التعقيب على توحي د فق ه القض اء
واتجاهات المحاكم في تأويل النصوص القانونية ،فإذا ما تبين له ا وق وع
محكمة األمل في خطط في تطبيق القانون أو في تأويله فإنه ا تنقض الحكم
وتحيل القضية على محكمة اإلحالة لتنظر في الوقائع من جديد ،وقد كرست
معظم التشريع األوروبية هذا االتجاه ومنها القانون الفرنس ي ،واإليط الي
واأللماني والبلجيكي.
في جميع القوانين المتنازعة وتغليب القانون القومي على القوانين الجهوي ة
المباشرة في األنظمة الفيدرالية أو الكنفدرالية ،كما تراقب احترام الدس تور
فضال عن امتداد نظرها في القض ايا من حيث الواق ع والق انون( .)1ومن
القوانين التي تبنت هذا النظ ام ن ذكر الق انون األم ريكي والسويس ري
واليوغسالفي.
1
- Ben Aammou Nadhir: , le pouvoir de contrôle de la cour de
cassation , thèse , Tunis 1996. p 2.
-جاء بالمادة 45من قانون النقض أنه " :انعدام ثانية في الحكم الصادر من المحكمة
المحالة إليها الدعوى تحكم محكمة النقض في الموضوع و في هذه الحالة تتبع
اإلجراءات المقررة في المحاكمة على الجريمة التي وقعت "
5
إجراءات التعقيب الجزائي
و ظهرت إلى جانب هذه األنظمة الكبرى ،أنظمة خاصة تبنت موقفا توفيقيا
بين االتجاهات المذكورة إذا تتعهد فيه ا محكم ة التعقيب في اآلن نفس ه
بمراقبة احترام القانون وتوحيد فقه القضاء والتص دي ألم ل ال نزاع إذا
وري توفرت الشروط القانونية لذلك .وقد كرس المشرع المصري( )1والس
هذا االتجاه.
أما النظام القضائي الجزائي التونسي فمن الواض ح أن ه مت أثرا بالمث ال
الفرنسي إذ يعهد لمحكمة التعقيب مهمة مراقبة مشروعية األحكام .فرغم أن
تنقيح مجلة المرافعات المدنية والتجارية بموجب القانون ع دد 87لس نة
4986المؤرخ في غرة سبتمبر 1988قد كرس التوجه الذي تبناه المشرع
المصري .فقد أبقى مشرع اإلجراءات الجزائي ة على الوظيف ة التقليدي ة
لمحكمة التعقيب.
مما تقدم ،فإن هذا الطعن ليس من ش أنه أن يجع ل من محكم ة التعقيب
محكمة موضوع أو أصل .لذلك هي ليست درجة ثالثة من درجات التقاضي
فهي محكمة قانون وليست محكمة وقائع تسهم على توحيد االجتهاد القضائي
وأن األمور المادية خارجة عن أنظارها(.)2
6
إجراءات التعقيب الجزائي
1
- Bouraoui (s) et Mchri (f) la cour de cassation en Tunisie page 30
RTD 1987 , page 299.
2
- Garraud (R) , precis de droit criminel , la rose , éditeur , paris ,
195 page 757.
3
- Garraud (R) : traite théorique et pratique d’instruction criminelle
et procédure pénale. Larme paris 1928 page 282.
- Merle et vitu op. cit , p 834
- 4حاتم البرهومي :الطعن بالتعقيب في األحكام الجزائية .مذكرة لنيل شهادة
الدراسات المعمقة في الحقوق .كلية الحقوق بتونس 1997 .ص .5
7
إجراءات التعقيب الجزائي
وفيما يترتب على إجراءات التعقيب الجزائي من آثار فيالحظ أن المش رع
حاول أن يكون مستقيما مع ذاته في تكريس الصبغة االستثنائية للطعن ،فلم
يجعل له أي أثر توفيقي من حيث المبدأ كما حجر على محكمة التعقيب في
صورة قبولها للطعن النظر في أصل الدعوى واالقتص ار على مراجع ة
قانونية وشرعية األحكام ،وحتى في صورة اجتماع دوائر محكمة التعقيب،
- 1الفصل 120م إ ج ينص على أن " يقع اإلعالم بقرارات دائرة االتهام طبق أحكام
الفصل .109ويمكن الطعن فيها بالتعقيب حسب الشروط المقررة للفصول 258و ما
بعدها من هذا القانون.
- 2انظر الفصالن 269و 260م إ ج.
- 3قرار تعقيبي جنائي عدد 3899مؤرخ في 24مارس 1965ن م ت ق ج 1966
ص .90
8
إجراءات التعقيب الجزائي
فإن عملها سيقتصر على فض الخالف القائم بين محكمة التعقيب ومحكم ة
اإلحالة(.)1
وفي الحقيقة ،فإن الطعن بالتعقيب لم يوجد في العصور القديم ة ،ف الحكم
الصادر في حق الشخص ليس له أن يطعن فيه ال باالستئناف وال بغيره من
طرق الطعن ،فذلك غير مقبول ألن الشعب الذي أصدر الحكم هو ص احب
السيادة(.)2
أما في خصوص التشريع اإلسالمي ف رغم وج ود فك رة نقض األحك ام
وإمكانية مراجعتها باالستناد إلى الوثيقة العمرية( )3واإلمام علي رض ي اهلل
عنه لديوان المظالم على أساس أنه مرجع للتظلم في أقضية القضاة وال ذي
اعتبره البعض ال يخرج عن دائرة المراقبة ألحكام القضاة إنقاذا لوجود رد
ون إال ونقض الحكم الخاطئ وعلى وظيفة قضاء القانون ولكن ذلك ال يك
بالنسبة لألحكام التي تخالف الدليل الثابت بالقرآن والسنة واإلجماع.
أما األدلة التي تنقض باالجتهاد فال تنقض باالجتهاد اس تنادا إلى القواع د
األصولية التي تحول دون القيام بهذه الوظيفة(.)4
- 1حاتم البرهومي :الطعن بالتعقيب في األحكام الجزائية ،مذكرة نيل شهادة الدراسات
المعمقة في الحقوق ،كلية الحقوق بتونس ،1997 ،ص 7
2
- Zine (M). cours de procédure publié 1978-1979
- 3في رسالة عمر بن الخطاب إلى موسى األشعري "...ال يمنعك قضاء قضيتك
باألمس ال يبطله شيء و الرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل ".
- 4حسين السالمي ،تطور التقاضي على درجتين ،ص 18و ،19أعمال ملتقى
اإلستئناف كلية الحقوق و العلوم السياسية بتونس من 18إلى 20ماي ،1989تونس
،93ص .15
9
إجراءات التعقيب الجزائي
ألة التعقيب على ولهذا فال يمكن القول بأن القضاء اإلسالمي قد عرف مس
النحو الذي عرفه القضاء الغربي(.)1
وفي الحقيقة فإن الطعن بالتعقيب ظهر في األصل في فرنس ا في الق رن
السادس عشر مع العادة التي كان تتخذها األطراف المتقاضية والتي تتمث ل
في التظلم إلى صاحب السلطة العليا في الدولة وهو الملك باعتباره المسؤول
األول عن توزيع العدالة بين الناس فكان في بدايته وسيلة سياسية تهدف إلى
تطبيق التشريع الملكي.
وبعد قيام الثورة الفرنسية أصبحت الحاجة ملح ة لتنظيم محكم ة التعقيب،
يلة من فجاء أمر 27نوفمبر و 1ديسمبر 1790لهذا الغرض وذلك كوس
وسائل تكفل تحقيق وحدة فقه القضاء ومكملة لوحدة التشريع.
و فعال فقد أدت محكمة التعقيب الفرنسية مهمتها على أكمل وجه في ضمان
وحدة تأويل القانون الجنائي فأصبحت مورد حقيقي للقانون(.)2
و يبدو واضحا أن المشرع التونسي كان وفي ا في الحف اظ على النم وذج
الفرنسي إذ جعل من التعقيب وسيلة من وسائل الرقابة على شرعية األحكام
الصادرة عن مختلف الجهات القضائية ،هذا رغم أن المشرع نفسه قد ت أثر
- 1حسين السالمي ،التعقيب ووحدة القضاء ،أعمال ملتقى التعقيب ،كلية الحقوق و
العلوم السياسية ،تونس ،من 4إلى 7أفريل ،1988تونس ،1989ص .82
2
- Merle et vitu op. cit. page 834
10
إجراءات التعقيب الجزائي
في قانون المرافعات المدنية والتجارية بالمشرع المصري ،وبدا ذلك واضحا
من خالل التنقيح الذي أدخله المشرع على الفصول المتعلقة بالتعقيب(.)3
وومبقيا في المادة الجزائية على المهمة التقليدية لمحكمة التعقيب في السهر
على حسن تطبيق القانون وتأويله وتفسيره( .)2ذلك أن تجدي د اختص اص
محكمة التعقيب بمسائل القانون وتفسر بإرادة المشرع في تمكينها من القيام
بمهمتها في توحيد التفسير القضائي للقانون إذ أن محكمة واحدة تقوم بالنظر
في األفعال والقانون بجميع القضايا التي تقام أمامها لن يجعلها ق ادرة على
معالجتها بكيفية ناجعة ولن تتمكن من توحيد فقه القضاء(.)3
11
إجراءات التعقيب الجزائي
-الدكتور علي كحلون ،دروس في اإلجراءات الجزائية تونس .2009ص 367 1
12
إجراءات التعقيب الجزائي
13
إجراءات التعقيب الجزائي
إذا كان االستئناف كطريق من طرق الطعن العادية يتس لط على األحك ام
االبتدائية إذ يهدف إلى إلغائها أو تعديلها ف إن التعقيب ال يتس لط إال على
األحكام الصادرة بالدرجة النهائية .وإذا كان االستئناف يمكن ممارسة أسباب
واقعية وقانونية ،فالتعقيب أضيف نطاقا وأكثر دقة وتحديدا ،إذ أن الغ رض
منه مراجعة سالمة وحسن تطبيق القانون بدون النظر في األصل ،فالتعقيب
ليس درجة ثالثة من درجات التقاضي بل هو وسيلة وضعت تحت تص رف
األطراف في الدعوى إللغاء وإبطال القرار الذي تضمن خرقا للقانون(.)1
ولذا فإن دراسة ممارسة إجراءات التعقيب الجزائي تقتضي تحليل شروطها
))IIبعد التطرق إلى نطاقها (.)I
1
- R. Garrand. traite théorique et pratique d’instruction criminelle
et procédure pénale. 1928 Tome 5. page 293
-قرار تعقيبي جزائي عدد 6626في 12مارس ،1969ن.م.ت.ت.ج 169ص
119
14
إجراءات التعقيب الجزائي
تقتضي دراسة نطاق إجراءات التعقيب الجزائي تحديد األحكام القابلة للطعن
في مرحلة أولى ثم تحديد األشخاص أو األطراف الذين يحق لهم ممارس ته
في مرحلة ثانية.
المبحث األول :األحكام القابلة للطعن بالتعقيب:
إذا الطعن بطريق التعقيب الجزائي ال يتسلط إال على الق رارات واألحك ام
الصادرة من السلطة العدلية التي قضت في األصل بصفة باتة والتي تنتهي
بها المرافعة وحينئذ فإن األحكام التحضيرية والتي القص د منه ا إج راء
ع أعمال استقرائية واألحكام الصادرة في أهمية النظر يجب الطعن فيها م
األحكام الصادرة في أصل النازلة(.)1
و فيما عدا ذلك فإن الفصل 258من مجلة اإلجراءات الجزائية في فقرت ه
األولى ال يشترط لقابلية الحكم للتعقيب إال أن يكون حكما نهائي ا (الفق رة
األولى) فاصال في األصل (الفقرة الثانية).
- 2الفصل 301م إ ج ينص" القرار الصاد ر بشأن التجريح ال يقبل الطعن بأية
وسيلة من الوسائل"...
15
إجراءات التعقيب الجزائي
16
إجراءات التعقيب الجزائي
-1نص الفصل 68من الدستور على إحداث المحكمة العليا .فجاء قانون عدد 10
لسنة 1970المؤرخ في 1افريا 1970ناصا في الفصل الثاني عشر على انه "ال تقبل
قرارات المحكمة العليا للطعن باالستئناف و ال بالتعقيب".
-2الفصل 127م إج.
-3الفصل 128م إج.
17
إجراءات التعقيب الجزائي
ولكن السؤال الذي يمكن طرحه هنا هو إذا تعهدت الدائرة الجنائية بجناية ثم
تبين لها أنها مخالفة أو جنحة وخاصة أن هذه األخيرة عادة ما تكون قابل ة
لالستئناف فما العمل؟
يجيبنا الفصل 171من مجلة اإلجراءات الجزائية بقوله "إذا تعهدت المحكمة
الجنائية بصفة قانونية بفعلة يعتبرها القانون جناية واتضح لها من المرافعات
أنها مجرد جنحة أو مخالفة فإنها تسلط العق اب وثبت عن د االقتض اء في
تندا في الدعوى الشخصية" وكرس فقه القضاء التونسي هذا االتجاه( )1ومس
ذلك هي القاعدة القائلة من أمكن له األكثر أمكن له األقل".
يبدو أن هذا االتجاه محل نقد إذ فيه إخالل بنظام التقاض ي على درج تين
ولكن يرد على ذلك بأن وجوبية التحقيق في الجنايات وتش كيل المحكم ة
وطريقة عملها كلها ضمانات حقيقية وهامة تكفل حق األطراف(.)2
18
إجراءات التعقيب الجزائي
-1الفصل 123م.إ.ج
- 2محمود محمود مصطفى شرح قانون اإلجراءات الجنائية ن الطبعة الحادي عشر
القاهرة .1988
- 3عبد الرحيم صدفي ،قانون اإلجراءات الجنائية طرق الطعن في األحكام ،دار
النهضة العربية ،القاهرة ص 101
- 4الفصل 207فقرة ثانية م .إ.ج
- 5الفصل 124فقرة ثانية م .إ.ج
19
إجراءات التعقيب الجزائي
هذا الصنف من الجرائم ينظر فيه قاضي الناحية ويصدر فيه حكم ه ،ف إن
هذا األخير ال يكون نهائيا بل يقبل طعن باالستئناف أمام المحكمة االبتدائية
بوصفها محكمة استئناف .وهذا االتجاه القانوني مؤكد في فقه القضاء إذ جاء
-الفصل 83من م .إ.ج 1
20
إجراءات التعقيب الجزائي
في أحد قرارات محكمة التعقيب " أن الفصل 258م.إ.ج نص على تعقيب
األحكام النهائية الصادرة عن محاكم النواحي فإذا ص در الحكم في جنح ة
ابتدائيا فإنه ليس بإمكان الطاعن أن يعقبه قبل اللج وء إلى االس تئناف ألن
(.)1
الطعن بالتعقيب طريق طعن غير اعتيادي
21
إجراءات التعقيب الجزائي
و لكن السؤال الذي يثور هنا في صورة ما إذا ارتبطت جنحة بمخالفة فكيف
يكون الحل ؟
يجيبنا الفصل 137م إ.ج حيث يقول " إذا كانت الفعلة مخالف ة مرتبط ة
بجنحة فإن المحكمة تبت فيها بحكم واح د يك ون ق ابال لالس تئناف في
مجموعه".
أن ضرورة توفر الصفة النهائية لإلحكام أو القرارات إلمكاني ة تعقيبه ا ال
يكون فقط في اإلحكام غير القابلة لالستئناف بل كذلك يجب أال يكون الحكم
غيابيا .بل كذلك يجب أال يكون الحكم غيابيا.
ب – األحكام الغيابية:
يكون الحكم غيابيا حسب ما جاء في الفقرة الثانية من الفص ل 175م.إ.ج
إذا ما استدعى المتهم بصفة قانونية ولم يحضر يحكم عليه غيابيا رغم عدم
بلوغ االستدعاء إليه شخص يا .وتنص الم ادة 169من ق انون أص ول
المحاكمات الجزائية األردني على أنه " إذا لم يحضر المضنون إلى المحكمة
في اليوم والساعة المعينين في مذكرة الدعوى المبلغة له حس ب األص ول
للمحكمة أن تحاكمه غيابيا."...
وطالما أن المتهم لم يحضر ولم تتح له فرصة إلبداء أوجه دفاع ه ف الحكم
الذي يصدر ضده تعتبر غيابيا ولو حضر يوم النطق بالحكم"(.)1
22
إجراءات التعقيب الجزائي
وفي هذه األحكام فإن المشرع وضع الطعن بطريق االعتراض وبما أن هذا
رق األخير هو طريقا من طرق الطعن العادية ،فإنه يسد الطريق أمام الط
غير العادية(.)1
أما الحكم الغيابي الصادر باإلدانة ،فإنه يتعين التفريق بين مرحلتين مرحلة
ما قبل القيام بإجراءات اإلعالم ومرحلة ما بعدها.
23
إجراءات التعقيب الجزائي
ذ فإذا لم يقع اإلعالم بالحكم الغيابي فإن محكمة التعقيب قد استقر رأيها من
القديم على عدم قبول الطعن في هذا النوع من األحكام(.)4
أما في مرحلة ما بعد اإلعالم بالحكم الغيابي فإن لألطراف إما أن تعترض
خالل أجل االعتراض أو تفوت على نفسها أجل االع تراض وفي الحال ة
األخيرة يصبح الحكم الغيابي نهائيا قابال للطعن بالتعقيب من قب ل جمي ع
األطراف(.)2
- 4حاتم البرهومي ،الطعن بالتعقيب في األحكام الجزائية مذكرة نيل شهادة الدراسات
المعمقة في الحقوق سنة 1997ص .23
- 2يزيد الرياحي تعقيب وكيل الدولة العام في المادة الجزائية رسالة نيل شهادة ختم
الدروس المعهد األعلى للقضاء سنة 2004ص .62
- 3قرار تعقيبي جزائي عدد 10939مؤرخ في 18ديسمبر ،1974ن.م.ت.ق.ج
سنة 75من .186
24
إجراءات التعقيب الجزائي
أما بالنسبة للنيابة العمومية فلها وضع خاص فيفترض أنها دائما حاض رة
وممثلة في األحكام ،وبالتالي ال يجوز لها االعتراض بل أن ه ذا األخ ير
شرع للطرف الغائب وبما أن األمر كذلك فهل يجوز لها التعقيب مباشرة(.)4
ليس هناك نص يمنع النيابة العمومية من الطعن في الحكم الغيابي بعد القيام
بإجراءات األعالم والقضاء أجل اعتراض.
وفي هذا اإلطار يميز القانون الفرنسي من األحكام الغيابية الصادرة باإلدانة
عن محكمة الجنايات ،والتي ال يمكن الطعن فيه ا ب التعقيب من ط رف
المحكوم عليه ولكن يمكن إعادة محاكمته وفق الشروط ال واردة بالفص ل
639م.إ.ج فرنسية وما بعدها.
أما بالنسبة للنيابة العمومية والقائم ب الحق الشخص ي فيمكن له ا الطعن
ات فال بالتعقيب مباشرة أما إذا كان الحكم صادرا في مادة الجنح والمخالف
يجوز الطعن فيه بالتعقيب فهو يقبل االعتراض.
25
إجراءات التعقيب الجزائي
وهذا االتجاه تبناه التشريع السوري الذي منع الطعن بالتعقيب م ادام الطعن
فيه بطريق االعتراض جائزا(.)1
أما الحكم الغيابي في جناية فإنه ال يقبل االعتراض بل يبقى مهددا بالسقوط
خالل مدة طويلة مما قد يلحق األذى والضرر لبقية أطراف الحكومة ال ذي
يجب عليهم حق الطعن.
و ال يمكن أن يكون الحكم نهائيا لكي يكون قابال للطعن بالتعقيب بل اشترط
الفصل 258م إ.ج إضافة إلى ذلك أن يكون الحكم فاصال في األصل.
- 1المادة 338قانون أصول المحاكمات الجزائية ق ال يقبل الطعن بطريق النقض ما
دام الحكم فيه بطريق اإلعتراض جائزا ".
26
إجراءات التعقيب الجزائي
- 1حسن الجوندار ،شرح أصول المحاكمات الجزائية مكتبة دار الثقافة للنشر و
التوزيع ،عمان ،1992ص .175
- 2قرار تعقيبي جزائي عدد 1585مؤرخ في 17أفريل 19387ن.م.ت 1963
ص .175
- 3قرار جنائي عدد 393مؤرخ في 17ديسمبر 1928م.ق.ت 1963ص .40
- 4قرار جنائي عدد 2988مؤرخ في 19أفريل ،1950م.ق.ت ،1963ص
.232
- 5جوندوبالر مختصر في شرح قانون المرافعات الجنائية التونسي ،الطبعة السريعة
ص .673
27
إجراءات التعقيب الجزائي
إال أنه تجدر اإلشارة إلى أن بعض القرارات غير الص ادرة في األص ل
وغير الباتة في جوهر التهمة ،يمكنها أن تنهي اإلجراءات وتخرج القض ية
من يد المحكمة مثل الق رارات الص ادرة بع دم االختص اص وب رفض
االستئناف شكال فهل يحرم األطراف والنياب ة العمومي ة من ح ق الطعن
بالتعقيب فيها ؟ أم أنه يجوز تعقيبها ؟
لم يتعرض المشرع لهذه المسألة في األحكام المتعلقة بالتعقيب خالفا لتل ك
األحكام الصادرة في مادة مرجع النظر ،إال أن ه ال يمكن أن يتص ور أن
المشرع قد قصد حرمان األطراف من الطعن في مثل هذه األحكام بالتعقيب
الذي شرع لتمكينهم من تعهد محكمة القانون بالنظر فيما قد تك ون مح اكم
األصل قد ارتكبته من أخطاء قانونية كرفضها لالستئناف شكال دون موجب
قانوني أو تصريحها بانقضاء الدعوى العمومية بالتقادم مع تغافلها عن عمل
قاطع.
و على أية حال فإنه يبدو أن محكمة التعقيب ال ترفض تعقيب مث ل ه ذه
القرارات فقد استقر فقه قضائها على قبول مطالب تعقيب ق رارات ع دم
االختصاص( )1وقرارات رفض ٌاستئناف شكال(.)2
28
إجراءات التعقيب الجزائي
()2
أما إذا كان إذا كان الطاعن هو الغير المتدخل فإنه من المتجه قبول طعنه
الطاعن طرفا في الدعوى سواء كان متهما أو قائم بالحق الشخص ي ف إن
المحكمة تقضي برفض طعنه( )3وال بد من انتظار القرار النهائي للطعن فيه
برمته( .)4ولكن قد تتخذ المحاكم التي تنظر بصورة نهائية بعض الق رارات
أو تصدر بعض األحكام ولكنها ال تفصل في الموض وع وليس من ش أنها
حسم النزاع بالكيفية التي وقع شرحها ك األمر ب إجراء بحث تكميلي( )5أو
بإجراء خبرة(.)6
إن هذا النوع من اإلجراءات ال تؤثر على السير الط بيعي لل دعوى ومن
الصعب االعتقاد أن الفصل 258م.إ.ج يسمح بالطعن في ه ذا الن وع من
2
- Crim , 6 jouillet 1966 B.N° 191
3
- Crim. 23 janvier 1973.B.n° 28
4
- Bore.op.cit.page 65
-الفصل 143م.إ.ج الفقرة األخيرة. 5
29
إجراءات التعقيب الجزائي
القرارات وذلك قياسيا على الفصل 209م.إ.ج بفقرت ه الثاني ة وال ذي ال
يسمح باالستئناف ما عدا ذلك من األحكام إال م ع األحك ام الص ادرة في
األصل علما وأن بعض التشريعات العربية مثل التشريع السوري في م ادة
238من قانون أصول المحاكمات الجزائية والذي نص ص راحة بأن ه ال
يج وز الطعن بطري ق النقض في األحك ام الص ادرة قي الفص ل في
الموضوع(.)1
فقه القضاء التونسي اعتبر أن القرار الرامي إلى انتداب خبير هو من قبي ل
األعمال االستقرائية والتحضيرية وال يجوز الطعن فيها بالتعقيب( )2والحكمة
من هذا كله هو أن المحكمة التي أصدرت تلك األحكام لم تخرج الدعوى من
حوزتها فهي على ذلك تستطيع تبديل أو تعديل ما كانت ق د قررت ه ومن
ناحية أخرى فإن هذا المنع يؤدي إلى وضع حد الطعون التسويفية ال تي ال
()3
يقصد منها إال المماطلة في إنهاء الدعوى العمومية وتعطيل سير العدالة "
ولكن هناك استثناءات قد ترد على هذا المبدأ(ب).
ب -االستثناء :األحكام التي ال تنظر في األصل ولكنها تنهي اإلجراءات:
هناك استثناءات قد ترد على المبدأ القائل بضرورة أن يكون الحكم النه ائي
فاصل في األصل ،لكي يكون قابال للطعن بالتعقيب ،نظرا إلمكانية ص دور
قرارات عن المحكمة قبل الفصل النهائي في موضوع ال دعوى ،ف يرتب
عليها انقضاء اإلجراءات وبالتالي تعطيل سير العدالة الجزائي ة وخ روج
30
إجراءات التعقيب الجزائي
الدعوى من ح وزة المحكم ة ومن ه ذه الق رارات مثال الق رار بع دم
االختصاص أو أن الدعوى قد انقضت بالتقادم أو رفض االستئناف شكال(.)1
وعلى الرغم من سكوت المشرع التونسي إال أن فقه قضاء محكمة التعقيب
()3
ورفض تجاوز ذلك بقبول الطعن في القرارات الصادرة بعدم االختصاص
ٌاستئناف شكال( )4وهناك تجدر اإلشارة إلى أن الفص ل 209م.إ.ج يس مح
باستئناف األحكام الصادرة في مادة مرجع النظر وكم ا أن الفص ل 260
- 1حاتم البرهومي ،مرجع سابق ص .30
- 2حسن الجوخدار ،مرجع سابق ص 629و.630
- 3قرار تعقيبي عدد 5256مؤرخ في 19أفريل 1967م.ق.ت جانفي 1968ص
.51
- 4قرار تعقيبي جزائي عدد 5253مؤرخ في 21جوان 1966م.ق.ت .1986
31
إجراءات التعقيب الجزائي
م.إ.ج يقبل الطعن بالتعقيب من قبل القائم بالحق الشخص ي في الق رارات
الصادرة عن دائرة االتهام والتي تقضي بأن ال وج ه للتتب ع أو بانقض اء
الدعوى العمومية بالتقادم أو بعدم االختصاص وليس هناك ما يمنع من تبني
نفس الحل( .)1تلك هي القواعد العامة التي تخضع له ا إج راءات التعقيب
الجزائي والتي تخضع لها األحكام لتكون قابل ة للطعن ب التعقيب .وبع د
دراستها سنتطرق إلى البحث في األطراف المخول لها ممارسة هذا الطريق
غير العادي من طرق الطعن.
تخضع لها األحكام لتكون قابلة للطعن بالتعقيب وبعد دراستها سنتطرق إلى
البحث في األطراف المخول لها ممارسة هذا الطريق غير العادي من طرق
الطعن.
1
- D. jellouli A. les corditions préalables à l’introduction du pouvoir
en cassation mémoire pour le D.E.S de science criminelle. 1975-
1976 page 69.
32
إجراءات التعقيب الجزائي
33
إجراءات التعقيب الجزائي
وقد ذهبت محكمة التعقيب في قرار له ا إلى رفض مطلب التعقيب ش كال
وذلك لمخالفته قواعد اإلجراءات األساسية للطعن الذي رفعه الوالد في حق
ابنته التي خول لها القانون حق القيام بنفسها ونفت عنه ص راحة الص فة
واعتبرت ذلك مخالفا للنظام العام وللمحكمة إذ تثير ذلك من تلق اء نفس ها
عمال بأحكام الفصل 269من م.إ.ج(.)1
غير أنه يتعين التساؤل عن زمن اشتراط الصفة لدى المعقب فه ل يكفي ان
تتوفر الصفة لدى الطاعن في مرحلة معينة أم ينبغي أن تتواصل هذه الصفة
على مدى طول اإلجراءات ؟
ويطرح هنا اإلشكال في التطبيق خاصة في صورة صدور حكم بعدم سماع
الدعوى وبترك سبيل المتهم ،فتتخلى المحكم ة عن النظ ر في ال دعوى
الشخصية المرفوعة من طرف القائم بالحق الشخصي عمال بالفص ل 170
()2
في هذه الحالة أن يطعن بالتعقيب في الحكم المذكور؟ م.أ.ج
لقد أجابت محكمة التعقيب بالنفي في عدة قرارات استنادا على انعدام الصفة
لدى المعقب(.)3
وعلى ذلك األساس فإن تخلف الطاعن ب التعقيب عن المش اركة في أح د
األطوار التي مرت بها الخصومة يفقده حق ه في الطعن ب التعقيب نظ را
لفقدانه الصفة.فإن لم يمارس الطاعن حقه في استئناف الحكم االبتدائي فق د
- 1قرار تعقيبي جزائي عدد 56018مؤرخ في 10أكتوبر 1994ن.م.ت.ق.ج 94
ص.75
- 2سلوى التباسي ،الطعون في األحكام و القرارات الجزائية ،رسالة لنيل شهادة ختم
الدروس بالمعهد األعلى للقضاء ص .48
- 3قرار تعقيبي جزائي عدد 26613مؤرخ في 6مارس 1990ن.م.ت.ق.ج س
90ص .61
34
إجراءات التعقيب الجزائي
فة إن المتدخل ألول مرة أمام محكمة التعقيب ال يقبل طعنه ألنه فاقدا لص
الطرف في الدعوى(.)3
وقد أدخل المشرع استثناءات على قاعدة اشترط الصفة ل دى الط اعن في
قوانين خاصة ،فمثال خول الفصل السادس من المرس وم ع دد 23لس نة
1962المؤرخ في 30أوت 1962المتعلق بإحداث صندوق ضمان لفائ دة
ضحايا السيارات لصندوق الضمان أن يتدخل لدى المحاكم اإلستئنافية للمرة
األولى لينازع بالخصوص في مبدأ الغرامة المطلوبة أو في مبلغه ا وق د
طبقت محكمة التعقيب هذه القاعدة في أحد قراراتها(.)4
تي لم تكن بالنسبة لمحكمة التعقيب الفرنسية اعتبرت أن النيابة العمومية ال
مستأنفة أن تمارس الطعن بالتعقيب ،إذا اعترف فقه القضاء الفرنس ي له ا
35
إجراءات التعقيب الجزائي
وفي صورة عدم استئناف النيابة العمومية ووقع استئناف القرار اإلستئنافي
من طرف بقية األطراف دونها وكان ذلك القرار يتضمن خرقا للق انون فال
بد لها من مواجهة هذا الحكم لصالح القانون من قبل وكيل الدولة العام لدى
()2
وعلى هذا األساس فإن النيابة العمومية تكون مخول له ا ح ق التعقيب
التعقيب دون اشتراط أن تكون طرفا في الطور اإلستئنافي.
36
إجراءات التعقيب الجزائي
لقد تعرض الفصل 258م.إ.ج على وجه التفصيل لممثلي النيابة العمومية.
اكم فبالنسبة لوكيل الجمهورية فيمكنه الطعن في األحكام الصادرة عن مح
ل 25م.إ.ج الجنح والمخالفات والصادرة بصفة نهائية حسب أحكام الفص
الذي ينص بأنه " يمثل وكيل الجمهورية بنفسه أو بواسطة مساعديه النياب ة
العمومية لدى المحكمة االبتدائية"(.)1
أما خطة الوكيل العام للجمهورية ال تي نص عليه ا الفص ل 258م.إ.ج
المذكور ،فقد تم حذفها بمقتضى القانون عدد 80لسنة 1987الم ؤرخ في
29ديسمبر 1987وعهد اختصاصه على المدعين العموميين لدى مح اكم
االستئناف.
وعلى ذلك األساس واعتمادا على الفصل 24م.إ.ج يتولى المدعي العمومي
الطعن بالتعقيب في األحكام والقرارات اإلستئنافية.
37
إجراءات التعقيب الجزائي
وأخيرا يختص وكيل الدولة العام لدى محكمة التعقيب بالطعن في األحك ام
والقرارات النهائية سواء كانت صادرة عن محكم ة الناحي ة أو المحكم ة
االبتدائية أو اإلستئنافية بناء على األمر الصادر من كاتب الدولة للعدل عمال
بأحكام الفصل 258م.إ.ج أو لمصلحة القانون عمال بالفصل 276م.إ.ج.
اعتبارا وأن النيابة العمومية وهي ممثلة لحق وق المجتم ع ومدافع ة عن
مجموع مصالحه ،تتمتع بحق الطعن بالتعقيب في جميع القرارات واألحكام
الجزائية التي تعتبرها مخالفة للقانون .ويمكن أن يكون طعنها لصالح المتهم
أو ضده حيث أن الغاية من طعن النيابة العمومي ة ب التعقيب هي تحقي ق
احترام القانون وضمان حسن تنفيذه وتطبيقه.
38
إجراءات التعقيب الجزائي
تعقيب بعض اإلدارات العمومية وقد جاء في قرار غير منشور لها ص ادر
بتاريخ 23جوان 1998أنه " حيث اقتضى الفصل 258م.إ.ج أن األحكام
والقرارات الصادرة في األصل نهائيا يمكن الطعن فيها ب التعقيب ،وذك ر
ع على سبيل األمر األشخاص الذين يسوغ لهم القيام بالتعقيب وحيث لم يق
ذكر المدير العام للديوانة ،وحيث يستخلص من هذا التصريح أن الطاعن في
ه ،وحيث أن قضية الحال ليست له صفة القيام بتعقيب القرار المخدوش في
عدم توفر الصفة في الطاعن يجعل مطلبه مرفوضا شكال(.)1
اعتمادا على أحكام الفصل 210من م.إ.ج .نجد أن المشرع خول لإلدارات
العمومية إمكانية ممارسة الطعن باالستئناف ونظرا لصيغة الحص ر ال تي
اعتمدها المشرع في تحديد األش خاص ال ذين لهم ح ق ممارس ة الطعن
بالتعقيب ،حيث نص الفصل 258من م.إ.ج .أنه " يسوغ لألشخاص اآلتي
ذكرهم القيام بطلب تعقيب األحكام والقرارات ،"...ويتأكد مقصد المشرع في
إخراج اإلدارات العمومية من ضمن األشخاص المخ ول لهم ح ق الطعن
بالتعقيب من مراجعة الئحة مشروع مجل ة اإلج راءات الجزائي ة ،نج د
اإلدارات العمومية مذكورة وتخلى عنها المشرع عند سن المجلة.
فإذا كانت اإلدارة العمومية قائمة ب الحق الشخص ي ال يمكنه ا الطعن في
الحكم إذا أبرمت صلحا مع المتهم وهو م ا أك ده الفق ه وفق ه القض اء
الفرنسي(.)2
39
إجراءات التعقيب الجزائي
لقد حصر المشرع إمكانية طعن هذا األخير بالتعقيب في القرارات واألحكام
التي تضر بحقوقه المدنية ،وقد اعتبر األستاذ محمد الهادي األخوة أنه ال بد
ا من إقامة التفرقة بين تعقيب األحكام والقرارات الصادرة في األصل طبق
ألحكام الفصل 258من م.إ.ج .من طرف القائم بالحق الشخصي من جهة
ومن جهة ثانية تعقيب القرارات الصادرة عن دائ رة االته ام على مع نى
الفصل 260من م.إ.ج فيكون القائم بالحق الشخص ي في الحال ة األولى
مستقال بالتعقيب في حين يشترط في الحالة الثانية أن يكون تعقيب ه مقترن ا
بتعقيب النيابة العمومية(.)1
أما إذا لم يكن القائم بالحق الشخصي طرفا في الحكم المعقب فإنه ال حق له
في تعقيبه النتفاء الصفة الواجب توفرها في القيام به( .)2وإذا لم يكن طرف ا
في الحكم اإلستئنافي فال حق له في التعقيب(.)3
- 1األستاذ محمد الهادي األخوة ،تعقيب القائم بالحق الشخصي حق أم مجرد إمكانية
أعمال ملتقى التعقيب ،كلية الحقوق و العلوم السياسية بتونس من 4إلى 7أفريل
1988تونس ،1989ص .400
40
إجراءات التعقيب الجزائي
أوال :المحكوم عليه :وهو أحق طرف بالطعن بالتعقيب بكونه أول معني
ه بالحكم الصادر في حقه ،ويمكنه أن يسلط طعنه على الحكم المطعون في
برمته ،كما يمكن أن يحصل الطعن في جانب الجزائي أو المدني(.)1
ولقد ورد ذكره على رأس قائمة األشخاص المخول لهم الطعن حس ب م ا
جاء في الفصل 258من مجلة اإلجراءات الجزائية ول ذا يمكن ممارس ة
الطعن في الحكم الصادر في حقه.
الطرف المتدخل:
على الرغم من أن هؤالء الفئة لم يقع ذكرهم صراحة على الفصل 258من
وانين م.إ.ج فقد قبلت محكمة التعقيب طعن هذه األطراف وذلك بموجب ق
وادث خاصة خولت لهم ممارسة الطعن بالتعقيب وهي صندوق ضمان ح
السيارات ،المؤمن وأخيرا الصندوق القومي للضمان االجتماعي.
41
إجراءات التعقيب الجزائي
42
إجراءات التعقيب الجزائي
43
إجراءات التعقيب الجزائي
إن لمفهوم المصلحة عند النيابة العمومية خصوص ية معين ة تميزه ا عن
غيرها من األطراف األخرى ذلك ألن عمله ا دائم ا تربط ه اعتب ارات
ومصلحة المجتمع ومن خالل مفهوم المص لحة ومن حيث المب دأ يص بح
للنيابة العمومية الحق في ممارسة الطعن ب التعقيب في جمي ع الق رارات
واألحكام الصادرة عن القضاء الجزائي التي تقدر أنها مخالفة للقانون سواء
كان الطعن متماشيا مع مصلحة المحكوم عليه أو متعارضا معها ألن دورها
األساسي هو توخي سياسة جنائية من شأنها أن تسهر على تطبيق القانون.
فقه القضاء الفرنسي قبل إثارة النيابة العمومية لألخطاء المتعلق ة بقواع د
بيق تشكيل المحكمة( )1والخطأ في مسؤولية المحكوم عليه( )2والخطأ في تط
()3
النيابة العمومية تقوم برقابة األخطاء التي تلحق بتكيف الجرائم. العقوبة
أما القانون التونسي وبناءا على الفصل 21من م.إ.ج فإن النيابة العمومي ة
لها دائما المصلحة في إلغاء القرار الذي تراه متنافيا مع القانون .فهي تحتفظ
ا( )4لكن بحقها في الطعن في األحكام الصادرة أو التي تكون قد رضيت به
هناك قرار تعقيبي صادر سنة 1966نقضت فيه محكمة التعقيب حكما بناءا
على طعن الوكيل العام للجمهورية رغم أن القرار مستجيبا لطلباتها(.)5
1
- Crim. 30 octobre et 15 novembre 1973.B391
2
- Crim. 25 juin 1913 B. n° 296
3
- Crim. 25octobre 1960 n° 472
- 4المنصف بن المختار الزين مقال بعنوان هل ترضى النيابة العامة بالحكم و تحرر
من الطعن " سنة .155 ،1996
- 5قرار تعقيبي جزائي عدد 388مؤرخ في 18ماي . 1966م.ت.ق .سنة 1966
ص .493
44
إجراءات التعقيب الجزائي
اإلدارات العمومية:
عندما تكون اإلدارة متضررة من القرار القضائي أو ك ان الحكم مناقض ا
ع لطلباتها فلها الحق في الطعن في الحكم وطلب نقضه لكن يختلف الوض
بالنسبة للنيابة العمومية إذ أن في صورة صدور حكم وكان متطابق ا م ع
دام طلبات اإلدارة فليس لها الحق في الطعن بالتعقيب وذلك بناءا على انع
المصلحة.
الحكم الصادر بإدانة المتهم :في هذه الحالة يمنكن أن يكون الحكم مطابق ا
لطلبات القائم بالحق الشخصي ،فال يمكن له أن يطعن بالتعقيب وقد كرست
محكمة التعقيب في أحد قراراتها هذا الحل الذي حكمت فيه المحكمة بالمليم
- 1قرار تعقيبي جزائي عدد 11169مؤرخ في 11جوان . 1986م.ت.ق .عدد1
سنة 1987ص .119
45
إجراءات التعقيب الجزائي
الرمزي الذي طلبه المتضرر فليس له أن يطعن فيه رغم أنه جاء مس تجيبا
إلى طلبه(.)1
أما إذا اقتضت محكمة الحكم المطعون في ه ب التعقيب لص الح ال دعوى
العمومية دون الحكم وفق طلبات المتضرر القائم بالحق الشخصي ،وعند ما
يطعن هذا األخير بالتعقيب في الج انب الم دني من الحكم يك ون حري ا
بالقبول(.)2
-الحكم الصادر بعدم سماع الدعوى :اقتضى الفص ل 170من م.إ.ج " إذا
رأت المحكمة أن الفعلة ال تتألف منها جريمة أو أنها غير ثابت ة أو أن ه ال
46
إجراءات التعقيب الجزائي
الحق يمكن نسبتها إلى المتهم فإنها تحكم بترك سبيله وإذا كان هناك قائم ب
الشخصي تتخلى المحكمة في النظر في الدعوى الشخصية ".
من خالل هذا النص لقد رفضت محكمة التعقيب في العديد من قراراته ا إذ
ال يمكن من حيث الشكل قبول طعن القائم بالحق الشخص ي ب التعقيب في
الحكم الصادر بعدم سماع الدعوى العمومية وذلك بناءا على انعدام مصلحته
في الطعن(.)1
يخلص األستاذ الهادي األخوة إلى إمكانية طعن الق ائم ب الحق الشخص ي
بالتعقيب في القرار القاضي بعدم سماع الدعوى العامة بدون أن يخرج عن
حقوقه المدنية التي خولها له الفصل 258من م.إ.ج.
47
إجراءات التعقيب الجزائي
وقد رفضت محكمة التعقيب الطعن بالتعقيب في مثل هذا المجال بناءا على
أن ال طعن بدون مصلحة في قرار عدم سماع الدعوى(.)1
و في صورة صدور حكم باإلدانة مع ترك الس بيل بن اءا على انقض اء
الدعوى بمرور الزمن أو على تمتع المتهم بعفو عام أو س قوط ال دعوى
بالتقادم أو في جريمة الزنا ،إذ تبقى المصلحة للمحكوم عليه قائمة في الطعن
في الحكم الصادر باإلدانة دون عقوبة وذلك بناءا على تبرئة ذمته بم وجب
ة التعقيب حكم يقضي ببراءته من الجريمة المنسوبة إليه .وقد تبنت محكم
الفرنسية هذا الموقف في قرارها مؤرخ في 18أفري ل 1857قبلت في ه
طعن المحكوم عليها في جريمة تحويل وتبديد شركة زوجها(.)2
اتجاه فقه القضاء كان في هذا المجال اتج اه رافض له ذا الطعن في الحكم
القاضي بالبراءة( )3أو بانقضاء الدعوى بمرور الزمن( )4أو بم وجب عف و
عام( )5هو كل في خصوص الفرع المتعلق بالدعوى المدنية ،ذلك أن العف و
العام ال يمر بحقوق الغير ال سيما حقوق القائم بالحق الشخصي(.)6
2
- Faustin Helie d. 1875.i227 page 282
3
- Faustin Helie d. 1875.i227 page 282
4
- Crim. 6 decembre 1929 B. n° 274
5
- Crim. 29 janvier 1948 B. n° 32
6
- Crim. 29 janvier 1948 B. n° 32
48
إجراءات التعقيب الجزائي
تي ينص أما إن تعلق األمر بصدور حكم باإلدانة مع تسليط عقوبة غير ال
عليها الفصل الخامس من المجلة الجنائية ،نذكر هنا العقوبات المحكوم به ا
في قضاء األطفال لكن هنا هل يمكن الطعن فيها ؟
و يجيبنا األستاذ الجلولي بقوله أن الطفل مصلحة أدبية في الطعن في ه ذه
ي القرارات إذا كانت مخالفة للقانون وذلك قصد الحصول على حكم يقض
ببراءته(.)1
1
- Ali Jallouli op. cit. page 25
- 2قرار تعقيبي جزائي عدد 6791مؤرخ في 9جويلية . 1969م.ت.ق .عدد 69
ص.189
49
إجراءات التعقيب الجزائي
50
إجراءات التعقيب الجزائي
بآجال الطعن(فقرة أولى) إضافة إلى بقية الشكليات (فقرة ثانية ) التي أوجب
القانون احترامها.
-األجل العادي :لقد حدد الفصل 262م.إ.ج هذا األج ل للطعن ب التعقيب
بعشرة أيام وهو يمثل جميع أط راف ال دعوى المحك وم علي ه ،النياب ة
العمومية ،القائم بالحق الشخصي والمسؤول المدني.
ولقد اعتبرت محكمة التعقيب أن رفع الطعن بالتعقيب خارج ذل ك األج ل
موجب للرفض شكال(.)1
-قرار تعقيبي جزائي عدد 28510مؤرخ في جانفي ( 2009غير منشور ). 1
51
إجراءات التعقيب الجزائي
ونالحظ أن أجل عشرة أيام هو أجل قصير مقارنة باألجل الطعن ب التعقيب
في المادة المدنية وهو عشرون يوما( )1وتعود أهمية الطعن بالتعقيب الجزائي
هو أن غاية المشرع هي تجنب طول نشر القضايا الجزائية ،والس رعة في
البت فيها في أقرب أجل ممكن ن كذلك نجده القانون الفرنسي جعل من هذه
المدة أقصر ومحصورا في خمسة أيام فقط بمقتضى أحكام الفصل 568من
()2
وهذه األجل الذي حدده القانون الفرنسي يش مل جمي ع م.إ.ج الفرنسية
أطراف الدعوى وأمام جميع محاكم الحق العام والمحاكم العسكرية ومحاكم
أمن الدولة(.)3
-اآلجال الخاصة :عمال بأحكام الفصل 262م.إ.ج نجده أورد أجاال خاصة
للطعن بالتعقيب العتبارات خاصة.
2
- art 568 « le ministère public et les parties ont cinq jours francs
après celui ou la décision attaquée a été prononcée pour se
pouvoir en cassation.
-الفصل 702من م.إ.ج الفرنسية. 3
52
إجراءات التعقيب الجزائي
هذا األجل طويل نسبيا يكون لمصلحة جميع األطراف على أن يقوم الطاعن
بإعالم المتهمين والمسؤولين مدنيا بالطعن واإلسقاط حقه في الطعن.
طعن غير محدود األجل :الطعن مفتوح األجل يكون في حالة الطعن لصالح
القانون( )1وهذا الطعن يكون من اختصاص النيابة العمومية ممثلة في وكي ل
الدولة العام لدى محكمة التعقيب لكن هذا الطعن يكون ممكن ا في ص ورة
خرق للقانون في الحكم المطعون فيه ،وكذلك أن ال يكون أحد األطراف قد
طعن فيه.
ل -2المحكوم عليه باإلعدام :بالرجوع إلى أحكام الفقرة الثالثة من الفص
262م.إ.ج نجد أن أجل الطعن بالتعقيب في صورة الحكم باإلعدام يك ون
في ظرف خمسة أيام فقط .نجد أن المشرع نزل باألجل ذلك سعيا لضرورة
السرعة في النظر في القضايا التي تكون فيه ا العقوب ة باإلع دام قب ل
غيرها(.)2
بالنسبة للقانون الفرنسي نجده يضع نفس األجل لألحكام القاضي فيها بعقوبة
اإلعدام عمال بالفقرة األولى من الفصل 568من مجلة اإلجراءات الجزائية
الفرنسية.
53
إجراءات التعقيب الجزائي
كرية في األحكام الصادرة عن المحاكم العسكرية أوعن دائرة االتهام العس
بثالثة أيام فقط .وقد كرس فقه القضاء هذا األجل حيث رفض ت محكم ة
التعقيب من حيث الشكل الطعن المقدم بعد هذا األجل.
والي -3احتساب األجل :يبدأ احتساب اجل الطعن بالتعقيب من اليوم الم
للنطق بالحكم عمال بإحكام الفصل 140من م إع الذي ينص على أن" ي وم
ابتداء مدة األجل ال يكون معدودا منه وإن قدر باأليام فإنه يتم عن د تم ام
اليوم األخير منه".
و قد درج فقه القضاء على هذا المنوال إذا جاء في أحد القرارات التعقيبي ة
أن اآلجال المحددة للطعن بطريق االستئناف أو التعقيب في األحكام الجزائية
()1
الحضورية تسري من اليوم الموالي ليوم النطق بالحكم بالحكم
أما القانون الفرنسي ،فإنه يختلف ذلك أن أجل التعقيب هو خمسة أيام كاملة
Francsفقد اعتبرت محكمة التعقيب الفرنسية في قرار صادر بت اريخ 29
مارس 1978بأن للطرف خمسة أيام كاملة بعد صدور القرار للطعن في ه
بالتعقيب لكن ما يمكن التساؤل عنه هو هل أن هذا األجل قابل للتمديد أم ال؟
بالرجوع إلى أحكام الفصل 262من م ا ج نجد أن هذا األجل قابل للتمديد
في صورة القوة القاهرة حيث اقتضى أن المطلب التعقيب ال يقبل فيما ع دا
صورة القوة القاهرة إذا لم يقدم إلى كتابة المحكمة ال تي أص درت الحكم
1
54
إجراءات التعقيب الجزائي
المطعون فيه في ظرف عشرة أيام كذلك تعتبر العطل واإلجازات القانوني ة
من بين األسباب التي يمتد فيها األجل لليوم الموالي(.)1
أوال العطل :لقد اقتضى الفصل 141من م.م.م.ت أنه أذا كان اليوم األخير
و نفس يوم عطلة رسمية امتد األجل إلى اليوم الموالي النتهاء العطلة ،وه
الحل الذي جاء به الفصل 19من م.م.م.ت المتعلق بآجال الطعن ب التعقيب
واالستئناف(.)2
و انطالقا من هذا الفصل يفهم أن إمكانية امتداد األجل تكون عندما يصادف
اليوم األخير عيد أو عطلة رسمية إلى يوم العمل الموالي.
فقه القضاء التونسي رفض رفع الطعن بعد األجل نظرا ألن يوم األحد وإن
كان يعد يوم عطلة إال أنه ال يندرج ضمن األعياد القانونية(.)3
أما قفه القضاء الفرنسي فقد اعتبر أن األجل المنتهي بيوم السبت أو األح د
أو يوم عطلة رسمية أو غير رسمية ،فإن األج ل يمت د إلى ي وم العم ل
الموالي(.)4
55
إجراءات التعقيب الجزائي
ثانيا القوة القاهرة :كما يمكن أن يمتد األجل في حالة الق وة الق اهرة عمال
بأحكام الفصل 262م.إ.ج ،كما أك د فق ه القض اء ذل ك في العدي د من
القرارات(.)1
و لكن رغم تعرض المشرع إلى إمكانية تمديد اآلجال للطعن ب التعقيب في
حالة القوة القاهرة نجده يغفل عن تعريف هذه األخ يرة لكن لس د الف راغ
التشريعي يمكننا الرجوع إلى مجلة االلتزامات والعقود فنجد الفصل283منها
يعرفها كما يلي" القوة القاهرة هي كل ش ئ ال يس تطيع اإلنس ان دفع ه
كالحوادث الطبيعية من فيضان وقلة أمطار وحريق وجراد أو كهجوم جيش
العدو أو فعل األمير".
و قد كرس فقه القضاء ذلك حيث اعتبرت محكمة التعقيب أن القوة القاهرة
هي كل ما يقع لإلنسان من أمور لم يكن يتوقعه ا وال يس تطيع التفص ي
منها(.)2
و قد عرفها فقه القضاء الفرنسي بأنها الحالة التي يمنع فيه ا الط اعن من
ممارسة طعنه إما شخصيا أو بواسطة سبب عائق ال يمكن دفع ه خ ارج
إرادته(.)3
و تأسيسا على ذلك فقد قضت محكمة التعقيب باعتبار المرض البس يط من
(.)4
كذلك رفض فقه القضاء الفرنسي الطعن بالتعقيب على قبيل القوة القاهرة
56
إجراءات التعقيب الجزائي
اعتبار أن سفر الطاعن للخارج من قبل الق وة الق اهرة( )1ورفض الك اتب
مطلب التعقيب(.)2
كما نجد الفقيه بوري يعتبر أن اإلضراب العام يعد حالة موجودة قوة قاهرة
وذلك بعد تقدير الظروف المحيطة بالطاعن وذلك مكان إقامت ه ووس ائل
االتصال الممكنة(.)3
1
- crim 4 janvier 1963 Bull,n°2.
2
- crim 8 juillet 1864 Bull,n°182.
3
- Jacques Boré, op, cit, P 165.
-فصل 578م.إ.ج الفرنسية. 4
57
إجراءات التعقيب الجزائي
قراراتها الطعن على أساس عدم وجود ما يفيد إعالم المتهم طب ق أحك ام
الفصلين 210و 213من م.إ.ج (.)1
كما أن تنصيص الفص ل 262م.إ.ج على واجب اإلعالم المحم ول على
أن وكيل الدولة العام في ظل وجود الفصل 261م.إ.ج يؤدي إلى القول ب
رمي من المشرع لم يكتفي باإلعالم الذي يقوم به كاتب المحكمة ،والذي ي
ورائه إلى حماية حقوق الطرف المعقب ضده .)2(2كما أن تكلي ف وكي ل
الدولة العام بضرورة اإلعالم بالطعن ضمانة إض افية تج د تبريره ا في
خصوصية التعقيب من قبل وكيل الدولة العام.
و بمقتضى التنقيحات المدخلة على مجلة اإلج راءات الجزائي ة نج د أن
دد 26 المشرع قد أضاف فقرة ثالثة للفصل 261م.إ.ج بموجب قانون ع
لسنة 2007المؤرخ في 7ماي 2007حيث تشير إلى وجوبية اإلعالم من
طرف كاتب المحكمة الذي يتلقى العريضة ،حيث يعلم به ا ف ورا كتاب ة
محكمة التعقيب بأي وسيلة تترك أثرا كتابيا.
و باعتبار أن الغاية من اإلعالم هو تمكين أصحاب المصلحة من الدفاع عن
مصالحهم ،فاإلعالم يتضمن اإلشارة إلى وق وع الطعن والتنص يص على
الحكم المطعون فيه ،وتاريخه والمطاعن الموجهة إليه(.)3
أما بالنسبة لألطراف الموجهة إليه فقد اكتفى الفص ل على ذك ر المتهمين
والمسؤولين مدنيا دون القائم بالحق الشخصي ،وقد يجد أساسه في كون هذا
األخير ال يمكن أن يتدخل في الجانب الجزائي ،ذلك أن الفصل 285م.إ.ج
حصر طعن القائم بالحق الشخصي في حقوقه المدنية.
58
إجراءات التعقيب الجزائي
أما بالنسبة لتحديد بداية احتساب أجل الطعن فقد اعتمد الفص ل 262م.إ.ج
عدة تواريخ كنقطة انطالق الحتساب األجل ،فعند ما يكون الحكم حضوريا
فإن أجل الطعن تبدأ من تاريخ ص دور الحكم الحكم ،وإن ك ان معت برا
حضوريا على معنى الفصل 175م.إ.ج فإن األجل يبدأ من ت اريخ اإلعالم
به.
ة التعقيب و قد درج قفه القضاء التونسي هذا المسلك حيث اعتبرت محكم
في إحدى قرارتها على أن " الحكم المعتبر حض وريا غ ير قاب ل للطعن
بالتعقيب إال متى تم اإلعالم به" (.)1
أما بالنسبة للنيابة العمومية فإن أحكامها تكون حضورية في حقها وقد أكدت
محكمة التعقيب ذلك حيث اعتبرت أن األحكام الجزائي ة بالنس بة للنياب ة
العمومية ال يمكن أن تكون إال حضورية(.)2
و عندما يكون الحكم غيابيا فإن أجل الطعن يبدأ من تاريخ انقض اء أج ل
االعتراض أو من تاريخ اإلعالم بالحكم الصادر برفض االعتراض.
و يبدأ احتساب األجل بالنسبة إلى تعقيب وكيل العام لدى محكمة التعقيب من
تاريخ صدور الحكم(.)3
دأ أما بالنسبة للقرارات الصادرة عن دائرة االتهام فإن أجل الطعن فيها يب
من تاريخ اإلعالم بها أو حصول العلم بها(.)4
59
إجراءات التعقيب الجزائي
برا من تاريخ اإلعالم بالحكم :يبدأ سريان أجل التعقيب إذا كان الحكم معت
حضوريا من يوم اإلعالم به .والحكم المعتبر حضوري يك ون عن دما لم
يحضر المضنون فيه بعد استدعائه قانونا أو لم يحضر نائبه طبق ا للفق رة
الثالثة من الفصل 141م.إ.ج ،كما ج اء بالفص ل 175م.إ.ج في فقرت ه
األولى أن الحاكم ال يتوقف على حضور المتهم الذي عندما يبلغه التنبيه ولم
ك في يحضر فإنه يصدر حكما يعتبر حضوريا ،وقد كرس فقه القضاء ذل
عدة قرارات( ،)1كما أقرت محكمة التعقيب في قرار ص ادر عن دوائره ا
ور المجتمعة أن األحكام المعتبرة حضورية هي التي تكون عند عدم حض
المتهم رغم بلوغ االستدعاء إليه شخصيا تبتدئ أجال الطعن فيها من تاريخ
اإلعالم بها وهي غير قابلة للطعن بطريق االعتراض(.)2
من تاريخ صدور الحكم :األحكام الحضورية هي التي تكون بحضور المتهم
بالجلسة ذلك أن أجل الطعن يبدأ بالسريان من ذل ك الت اريخ وق د طبقت
محكمة التعقيب ذلك في عدة قرارات (.)3
أما قفه القضاء الفرنسي فقد ذهب إلى اعتبار الحكم يكون دائما حضوريا في
حق إدارة الديوانة(.)4
60
إجراءات التعقيب الجزائي
ـا :انقض اء أج ل
من تاريخ انقضاء أجل االعتراض إذا كان الحكم غيابيـ
االعتراض المقدر بعشرة أيام من تاريخ اإلعالم ب الحكم الغي ابي حس ب
الفصل 175م.إ.ج.
تراض إذن فأجل الطعن بالتعقيب يبدأ سريانه من تاريخ انقضاء أجل االع
بالنسبة للحكم الغيابي ،لكن قد يمتد هذا األجل إلى مّدة شهر ويكون ذلك في
ة حالة وجود المعترض قاطنا خارج تراب الجمهورية عمال بالفقرة الرابع
من أحكام الفصل 175م.إ.ج وبالتالي يبدأ سريان األج ل من ت اريخ علم
المحكوم علية شخصيا بالحكم الصادر في حقه.
كما يبدأ سريان األجل عندما يتبين من أعمال تنفيذ الحكم أن المضنون في ه
حصل له العلم به حسب أحكام الفصل 176م.إ.ج معنى ذلك أنه إذا لم يبلغ
المحكوم عليه بالحكم فإن أجل االعتراض يبقى معطل .وبالتالي يمكن قبول
االعتراض إلى انقضاء أجل سقوط العقاب(.)1
من تاريخ اإلعالم الصادر برفض االعتراض:
استنادا إلى الفصل 183م.إ.ج ينص على أنه"إذا لم يحضر المعترض بحكم
يرفض االعتراض بدون تأمل في األصل" .فإذا ك ان ه ذا الحكم ص ادرا
بالدرجة النهائية فإن أجل التعقيب ينطلق حسب ما جاء به الفصل 262بعد
القيام بإجراءات اإلعالم فالحكم القاضي برفض االعتراض ش كال تنطل ق
األجل بداية من ذلك التاريخ وهذا ما كرسه قفه القضاء فالشرط الذي وضعه
المشرع للطعن بالتعقيب في الحكم الصادر برفض االعتراض هو أن يكون
في ظرف عشرة أيام من تاريخ اإلعالم به (.)2
61
إجراءات التعقيب الجزائي
– 1صيغة الطعن :أوجب الفصل م.إ.ج تق ديم عريض ة الطعن ينبغي أن
تكون كتابية ،وأن تكون مقدمة بصفة مباشرة إلى كتابة المحكمة مما يقصي
إمكانية تقديمها بواسطة البريد ،على خالف طرق الطعن العادية االستئناف
واالعتراض اللذان يمكن أن يقع تقديمها إما شفاهيا أو إعالم كتابي ،فش رط
62
إجراءات التعقيب الجزائي
الكتابة وجوبي للطعن بالتعقيب وقد رفضت محكم ة التعقيب الطعن ش كال
على أساس أن توجيهه بواسطة البريد(.)1
أما القانون الفرنسي فقد اكتفى بالحضور أمام كتابة المحكمة ويمكن أن يرفع
إلى كتابة المحكمة الطعن شفاهيا(.)2
كما أوجب الفصل 261م.إ.ج على الكاتب المتلقي لمطلب التعقيب أن يوقع
عليه وينص على تاريخ تقديمه ويقيد بالدفتر حاال ويسلم وصال فيه للمعقب
كما يعلم المعقب ضده حاال ،وقد حدد الفص ل 578م.إ.ج الفرنس ية أجال
قدره ثالثة أيام ،ويمكن أن يكون اإلعالم برسالة مضمونة الوص ول م ع
اإلعالم بالبلوغ.
-2الشخص الذي يقدم العريضة:
لم يحدد الفصل 261م.إ.ج الطرف المقدم لعريض ة الطعن على عكس
االعتراض الذي يقدمه للمحكمة التي أصدرته المعترض نفسه أو نائبه عمال
بأحكام الفصل 175م.إ.ج فقرة ثالثة.
أما بالنسبة لالستئناف فإنه ال يمكن أن يقوم ب ه إال من تهم ه القض ية أو
نائبه( .)3وتقدم عريضة الطعن إلى المحكمة التي أصدرت الحكم أو الق رار
المطعون فيه وهو نفس اإلجراء بالنسبة للطعن ب التعقيب عن االع تراض
63
إجراءات التعقيب الجزائي
الذي يقدم إلى المحكمة التي أصدرت الحكم المطعون فيه وهذا يس هل على
الطاعن إجراءات الطعن.
و ربما يعود سبب اشتراط تقديم عريضة الطعن إلى محكمة الحكم أو إقرار
المطعون فيه إلى سعي المشرع لضمان جدّية الطعن حيث يعدل الطاعن عن
تحمل مشقة التنقل إلى العاصمة ليقدم طعنه في األجل المقرر قانونا وبالتالي
يضمن جدية طعنه وفق اإلجراءات التي حددها القانون.
و في صورة وجود المعقب بالسحن فتقدم عريضة ليطعن إلى كبير حراس
السجن الذي يقوم بإحالته بدون تأخير على كتابة المحكمة .ولقد قبلت محكمة
التعقيب رفع السجين مطلب التعقيب مع حوالة بريدية إلى كب ير ح راس
السجن حتي وإن قدم لكتابة محكمة التعقيب خارج هذا األجل.
قبل تنقيح 2007للفصل 261م.إ.ج الذي أصبح بموجبه يرفع الطعن إلى
كتابة المحكمة التي أصدرت الحكم المطعون فيه.
كما سمح المشرع بتقديم المطلب بواسطة المحامي ،ولم يش ترط حض ور
المحكوم عليه شخصيا ،على خالف القانون الفرنس ي حيث نص الفص ل
583م.إ.ج الفرنسية على ضرورة تقديم المحكوم عليه بالسجن نفسه بغاية
التنفيذ حتى يقبل مطلب التعقيب ،واشترطت محكمة التعقيب الفرنسية تطبيقا
لهذه القاعدة أن ال يكون التعقيب بواس طة مح امي واش ترطت حض ور
المحكوم عليه شخصيا ،لكن المحكمة األوربي ة اعتبرت ه مخالف ا لقرين ة
البراءة ،وانتهى المشرع الفرنسي إلى إلغاء الفصل 583بموجب قانون 15
جوان .)1( 2000
64
إجراءات التعقيب الجزائي
المبدأ إذن بعد تنقيح الفقرة األولى للفصل 261م.إ.ج بموجب قانون 2007
أن عريضة الطعن ال بد من تقديمها إلى كتابة المحكمة التي أصدرت الحكم
أو القرار المطعون فيه دون غيرها.مثل طرق الطعن العادية ال تي يق دم
مطلب الطعن فيها إلى كتابة المحكمة التي أصدرت الحكم أو القرار.
65
إجراءات التعقيب الجزائي
ة أما بالنسبة إلى تقديم مستندات التعقيب وتبليغها فقد استثنى المشرع النياب
العمومية من هذا اإلجراء وفرضه على جميع األطراف وذل ك بمقتض ى
ل من الفصل 263مكرر بموجب تنقيح ،2007وجعل بداية سريان األج
- 1الفصل 261م.إ.ج أضيفت الفقرة الرابعة بموجب القانون عدد 75لسنة 2008
المؤرخ في 11ديسمبر .2008
- 2الفصل 261م.إ.ج الفقرة الخامسة أضيفت بموجب قانون 75لسنة 2008
الصادر في 11ديسمبر .2008
66
إجراءات التعقيب الجزائي
ير في كما فرض أن تباشر اإلجراءات بواسطة محامي ،إذا يقدم هذا األخ
أجل أقصاه ثالثون يوما إلى كتابة محكمة التعقيب من تاريخ سلمه نسخة من
الحكم المطعون فيه ،مذكرة في أسباب الطعن ت بين االخالالت المنس وبة
للحكم المطعون فيه ونسخة من محضر إبالغ مذكرة الطعن بواسطة ع دل
منفذ إلى المعقب ضدهم وإذا تخلف المعقب عن تقديم المستندات أو ق ام في
األجل يكون الجزاء سقوط الطعن .وإذا أراد المعقب ض ده في ال رد على
مستندات الطعن وجب عليه تقديم مذكرة في ذلك إلى كتابة محكمة التعقيب
ذه خالل أجل ثالثين يوما من تاريخ إبالغه مستندات الطعن( .)2وتباشر ه
اإلجراءات مهما كانت طبيعة القضية.
ب – تأمين الخطية:
لقد أوجب الفصل 263م.إ.ج أن يقدم الطاعن إلى جانب العريضة وص ال
من قابض التسجيل يفيد تأمينه للخطية ال واجب تس ليطها علي ه إذ رفض
ا ،حيث ال مطلبه وكذلك جميع المعاليم التي يقتضي القانون وجوب تأمينه
يقبل كاتب المحكمة عريضة الطعن إذا لم يقم الطاعن بهذا اإلجراء.
و يعفي المشرع من هذا التأمين ممثل النيابة العمومي ة والمحك وم علي ه
باإلعدام أو بالسجن مدى الحياة وعن د وق وع الرج وع في التعقيب يمكن
67
إجراءات التعقيب الجزائي
-4قرار تعقيبي جزائي عدد 9911م ؤرخ في 23ج انفي ،1974ن.م.ت ،س نة
،1975ص ،36ج.2
68
إجراءات التعقيب الجزائي
ة و يقسم أغلب الفقهاء األسباب التي يجوز فيها الطعن بالتعقيب إلى أربع
اص ن أقسام وهي مخالفة قواعد تشكيل المجلس القضائي ،وعدم االختص
عدم مراعاة الشكليات الذي يرغب عنه الق انون البطالن ،وع دم اح ترام
القواعد الموضوعية للقانون الجنائي(.)2
-الدكتور علي كحلون ،دروس في اإلجراءات الجزائية طبعة ،2009ص .356 1
2
- Jean Pradel. droit pénal Tome II.procédure p.6éme édition.1990
édition page 624
69
إجراءات التعقيب الجزائي
بر وقد أرجع الفقيه قارو جميع حاالت الطعن إلى خرق القانون( )1كما اعت
(.)2
الفقيه دوبالر أن " فرق القانون هو مصدر جميع أوجه النقض
ولدراسة هذه الحاالت يمكن تناولها في فقرتين األولى تتعلق بمخالفة قواعد
تشكيل المحكمة واختصاصها والثانية تخص مخالفة القواعد القانونية الشكلية
واألصلية.
1
- R.Garraud precis de droit criminel 1885 page 759 « Tous les cas
d’ouverture à cassation peuvent être ramenés à un type unique la
» violation de la loi
- 2جون دوبالر مختصر في شرح قانون المرافعات الجنائية التونسي المطبعة
السريعة ص .687
.83
70
إجراءات التعقيب الجزائي
كما يشترط أن الحكم صادر على العديد الالزم من القضاة ال تي اقتض اه
القانون.وقد نص الفصل 592م.إ.ج الفرنسية على هذه القاعدة إذ جاء ب ه
أن " الفرارات واألحكام النهائية تكون باطلة عندما ال تصدر بالعدد القانوني
للقضاة سواء كان هذا العدد أكثر أو أقل ".
أما القانون التونسي فقد يلزم المحكمة التي أصدرت الحكم أن يذكر ب الحكم
أسماء الحكام(.)3
كما نجد شرط ثالث يخضع له تشكيل المحكمة يتمثل في مبدأ التفري ق بين
السلط العدلية وقد كرس هذه القاعدة الفصل 50من م.إ.ج وطبقت محكم ة
التعقيب هذا المبدأ في عدة قرارات( ،)4فقه القضاء الفرنسي يعتبر أن ه يكفي
مجرد إمضاء قاضي التحقيق على اإلنابة العدلية حتى تمن ع عض ويته في
المجلس(.)5
1
- Crim. 27 octobre 1932 B. n° 222
2
- Crim. 7 mai 1909 B. n° 245
3
- Crim. 7 mai 1909 B. n° 245
-الفصل 168من م.إ.ج. 4
71
إجراءات التعقيب الجزائي
هذا المنع يشمل كذلك ممثلي النيابة العمومية الذي س بق أن تعه د بمل ف
القضية فال يجوز أن يشارك في المجلس أي أن يكون خصما وحكما وه ذا
ما أكده فقه القضاء التونسي( )1كما يشترط أن يكون كل عضو من أعض اء
المجلس قد اشترك في كل مرحلة من مراح ل القض ية بداي ة من ط ور
المرافعة وصوال لصدور الحكم ،ويكون قد استمع ألقوال ك ل ط رف من
ذه أطراف القضية الجزائية ،حيث اعتبرت محكمة التعقيب عدم احترام ه
القاعدة يوجب نقض الحكم المطعون فيه(.)2
1
- Crim. 12 janvier 1933 B. n° 16
سنة 1963ص.150
سنة 1995ص.163
4
- Crim. 26 juillet 1983 1853 .B n° : 288
72
إجراءات التعقيب الجزائي
-الكاتب :يعتبر الكاتب جزء ال يتجزأ من تشكيل المحكمة وبالت الي ف إن
غيابه يؤدي إلى أن تكون أعمال الجلسة باطلة .وقد طبقت محكم ة التعقيب
أحكام الفصل في قضية كان فيها الحكم المطعون فيه مقتصرا ذك ر اس م
الكاتب دون لقبه ( ،)3أما فقه القضاء الفرنسي فقد قبل بالنقض في ذكر اس م
الكاتب واكتفي بظهور توقيعه على الحكم( ،)4وليس من الضروري أن يكون
الكاتب حاضرا هو نفسه في جميع الجلسات ب ل يمكن تعويض ه دون أن
يكون هناك خرق للقانون (.)5
1
- Crim. 19 janvier 1954 .B n° : 17
4
- Crim. 15 decembre 1965 .B n° : 276
-حاتم البرهومي المرجع السابق ،ص .60 5
73
إجراءات التعقيب الجزائي
لقد اقتضى الفصل 258من م.إ.ج خرق قواعد االختصاص ويعت بر ه ذه
القواعد أن يكون الحكم صادرا عن محكمة مختصة بالنظر وأن ال يكون فيه
إفراط في السلطة.
لقد عرف الفقه االختصاص في المادة الجزائية بأنه " والية القاضي في نظر
ة دعوى جزائية معينة( ،)1وهو السلطة الممنوحة بالقانون للمحكمة ومنظم
بقواعد تتعلق بالنظام العام( ،)2وعدم االختصاص هو عدم صالحية المحكمة
ومنظمة النظر في القضية وبالتالي تمثل خرقا للق انون( )3ويش مل قواع د
االختصاص النوعي والشخصي والترابي.
-حسن الجوندار ،أصول المحاكمات الجزائية الجزء الثاني ص 81مطبعة خالد بن 1
-قرار تعقيبي جزائي عدد 346مؤرخ في 10ديسمبر 1929م.ق.ت .ماي لسنة 3
.1963
-الفصل 123م.إ.ج. 4
74
إجراءات التعقيب الجزائي
و أخيرا تختص المحكمة الجنائية بالنظر في الجنايات ،لقد خول لها المشرع
النظر في الجنح المرتبطة بجناية وكذلك الجرائم المحالة عليه ا بوص فها
ل 222م.إ.ج جناية ثم تبين أنها جنحة( )2وجرائم الجلسات ،ويقتضي الفص
أن تعهد المحكمة الجنائية ال تتم إال بقرار إحالة صادر عن دائرة االتهام(.)3
قرار تعقيبي جزائي عدد 4564مؤرخ في 23أكتوبر 1968ن.م.ف لس نة - 3
1968ص .247
75
إجراءات التعقيب الجزائي
بسنهم ( )1أو بانتمائهم لسلك حساس يقتضي إفرادهم بجهاز خاص بهم للتفرقة
بين القضاء العادي والقضاء اإلستئنافي ويشمل هذا األخير محاكم األطف ال
والمحكمة العسكرية.
أما جرائم الخيانة العظمى المرتكبة من قبل الوزراء وأعضاء الحكومة فإنهم
ال يحاكمون أما المحاكم الجزائية العادية بل مرجع النظر يك ون للمحكم ة
العليا.
76
إجراءات التعقيب الجزائي
ا يلي" : اقتضى الفصل 129م.إ.ج معايير تحديد االختصاص الترابي كم
تنظر في الجريمة محكمة الجهة التي ارتكبت فيها أو محكمة المكان الذي به
مقر المضنون فيه أو المكان الذي به محل إقامته األخير أو محكمة المك ان
الذي وجد فيه."...
وتكون بذلك ضوابط تعيين المحكمة المختصة هي أوال وقوع الجريمة وثانيا
مقر المتهم وثالثا محل إقامته األخ ير وأخ يرا مك ان القبض علي ه ،لكن
المحكمة المتعهدة أوال بالجريمة ثبت فيها ولو لم يحترم ال ترتيب ال وارد
بالفقرة الثانية من الفصل المذكور.
77
إجراءات التعقيب الجزائي
-تجاوز القاضي لحدود واجبه الوظيفي :قد يكون هذا التجاوز إيجابي ا او
سلبيا فالتجاوز اإليجابي يقع عندما يتج اوز القاض ي أو يتع دى دائ رة
صالحياته المرسومة بالقانون ،مثال من هذا التج اوز أن تنظ ر محكم ة
اإلحالة فيما هو خارج عن الحدود التي حددتها لها محكمة التعقيب في قرار
1
- Ben Ammou Nadhir.op cit. page 71
-جون دوبالر مختصر في شرح قانون المرافعات الجنائية ،ص .690 2
3
- Jacque Boré ,op. cit.page 655
78
إجراءات التعقيب الجزائي
تي أما التجاوز السلبي فيتمثل في امتناع القاضي عن النظر في الدعوى ال
تعهد بها قانونا وهنا يصبح ناكرا للعدالة وإهماال للنظ ر وهم ا من مالمح
اإلفراط في السلطة.
إهمال النظر يسمح بالطعن بالتعقيب ممن له مصلحة في الطعن وقد اعت بر
فقه القضاء الفرنسي أن الحكم يكون قابال لإلبطال الذي أهم ل النظ ر في
طلبات النيابة العمومية(.)5
2
- Crim. 21 ovtobre 1848 .B n° : 242
1972ص .138
5
- Crim. 17 avril 1956 .B n° : 309
79
إجراءات التعقيب الجزائي
-تعدي القاضي على السلط األخرى :يتخذ هذا االعتداء عدة أش كال فق د
يتعدى القاضي على سلطة إدارية وذلك بانتفاء صالحياتها ،وهذا ما يجع ل
الحكم مستوجب للنقض.
ة كما اعتبر فقه القضاء الفرنسي أن انتفاء المحكمة لسلوك النيابة العمومي
يعد إفراطا في السلطة وبالتالي يكون الحكم موجبا للنقض(.)2
إذا كانت هذه األسباب موجبة لنقض الحكم المطعون ف إن خ رق الق انون
يتنزل منزلة رئيسية ضمن الشروط األصلية للطعن.
تفيد القواعد القانونية نوعين من القواعد األولى تتعلق بالقواعد الش كلية (أ)
وهي تتعلق باإلجراءات والثانية بالقواعد الموضوعية (ب).
2
- Crim. 17 février 1900 .B n° : 73.
80
إجراءات التعقيب الجزائي
انون وأوجب القواعد الشكلية هي التي تتعلق باإلجراءات التي فرضها الق
احترامها وذلك لتحقيق حسن س ير العدال ة الجزائي ة وحماي ة حق وق
المتقاضين ،وخرق هذه القواعد يؤدي إلى البطالن اإلجرائي وبالتالي يكون
موجبا للطعن بالتعقيب.
بحيث تقسم حاالت بطالن هذه القواعد الشكلية إلى ثالث أنواع وهي بطالن
إجراءات التحقيق والمحاكمة وبطالن عدم احترام قواعد اإلثب ات وأخ يرا
بطالن عدم احترام واجب التعليل.
و قد جاء الفصل 199م.إ.ج بقاعدة عامة تنص على أن" تبطل كل األعمال
واألحكام المنافية للنصوص المتعلقة بالنظام الع ام أو القواع د اإلجرائي ة
األساسية أو لمصلحة المتهم الشرعية ".ويبقى هذا الفصل األساس في مراقبة
محكمة التعقيب لجميع الشكليات الواردة في مجلة اإلجراءات الجزائية ،على
اص، أنه يجب التميز بعناية بين الشكليات التي لها عالقة بالنظام ( اختص
- 1األستاذ العجمي بالحاج حمودة ،دائرة االتهام /ص ،211ملتقى حول االستئناف
كلية الحقوق والعلوم السياسية ،تونس .1993
81
إجراءات التعقيب الجزائي
وقد اعتبرت محكمة التعقيب على هذا األساس أن خرق القواع د المتعلق ة
بأداء اليمين ال يؤدي إال إلى البطالن النسبي(.)3
أما بالنسبة لإلجراءات المتعلقة بالمحكمة فالعديد منها يهم النظام العام ومنها
وجوبية استدعاء المتهم لحضور أطوار المحاكمة وإحض اره في ص ورة
-الدكتور علي كحلون ،دروس في اإلجراءت الجزائية ن طبعة ،2009ص .358 1
سنة ،1963ص.130
قرار تعقيبي جزائي ،عدد 670مؤرخ في 30جويلية ن .م.ت .ق .ج لس نة - 3
.1963
82
إجراءات التعقيب الجزائي
إيقافه وذلك تكريسا لمبدأ المواجهة ،كذلك وجوبية تمثيل المتهم لدى الدائرة
الجنائية بواسطة محامي(.)1
-قرار تعقيبي جزائي عدد 15467مؤرخ أكتوبر 1985ن.م.ت.ق.ج عدد 1لسنة 1
،1986ص .95
- 2قرارا تعقيبي جزائي عدد 5967مؤرخ في 7أوت ،1968ن.م.ت سنة ،1968
ص .223
83
إجراءات التعقيب الجزائي
أما فقه القضاء الفرنسي فقد اعتبر أنه إذا تطلب القانون إلثبات جرائم معينة
بالحجة الكتابية فال يجوز للقاضي أن يعتمد الشهادة(.)1
ا من -فقدام أو انعدام التعليل :يبرز فقدام التعليل عندما يكون الحكم خالي
مستندات واقعية وقانونية مبرزة للحكم الذي توصلت إليه المحكم ة ك أن
يتعلق األمر بإغفال المحكمة عن بيان مدى توفر أركان الجريمة أو عرض
وقائع القضية(.)3
كما اعتبر فقه القضاء أن عدم اإلجابة على دفع جوهري مستند على وثائق
طبية مثال يعتبر من انعدام أو فقدان التعليل الموجب للنقض(.)4
1
- Cass 17 Novembre 1955. B.n° : 493.
2
84
إجراءات التعقيب الجزائي
-ضعف التعليل :على عكس فقدان التعليل فإن ضعف التعلي ل يتمث ل في
إسناد المحكمة لتعليل حكمها على مستندات يكتنفها الغموض أو النقصان مما
يحجب عن محكمة التعقيب حقها في الرقابة على تطبيق القانون وه ذا م ا
أكدته محكمة التعقيب في أحد قراراتها(.)1
-التناقض بين العلل :يعتبر عيب شكلي ويفيد أن تكون األسباب التي يقوم
ك عليها الحكم ما غير متناسقة ،متضاربة أي أن يكون القرار غير متماس
ة األجزاء وذلك في صورة وجود تناقض مع بين مستندات القرار والنتيج
التي انتهى إليها(.)2
،1995ص .78
ص .103
- 2قرار تعقيبي جزائي عدد 57515مؤرخ في 10أكتوبر 1994ن.م.ت.ق.ج سنة
،1994ص .117
85
إجراءات التعقيب الجزائي
و يفهم من هذا النص هو أن خرق هذه القاعدة ومخالفتها يمث ل وجه ا من
أوجه الطعن ويتمثل الخرق في ثالث حاالت إما أن يكون في تفسير القانون
أو في الخطأ في تطبيقه سواء على مستوى التجريم أو على مستوى العقاب.
اح وال عندما تقضي المحكمة بعدم سماع الدعوى على أساس أن الفعل مب
ينطبق عليه نص القانون والحال أن الفعل مجرم ،فهذا ترفع النيابة العمومية
طعنا بالتعقيب تطلب فيه إلغاء حكم بالبراءة وتط بيق نص وص الق انون
وتوقيع العقوبة الالزمة(.)1
في صورة وضوح النصوص التشريعية ولكن عندما تكون غامضة وغ ير
واضحة فإنه يقع االلتجاء إلى التفسير الضيق للنص الجنائي وهو مبدأ يقوم
عليه القانون الجنائي ،ويقوم مبدأ التفسير الضيق للنص على خضر القياس
وااللتجاء إليه قي المادة الجزائية ألن ذلك يساعد على خلق جرائم جديدة لم
يقصدها المشرع والذي يتعارض مع مبدأ الشرعية،
86
إجراءات التعقيب الجزائي
فال يجوز محاكمة إال األفعال المحدد في القانون ،فالقاض ي ال يمكن ه أن
يقيس أو يتالفى النقص أو السكوت الموجود بالقانون أو يوسع في الحاالت
المحددة بصورة حصرية في نصوصه(.)1
و" أما عند ما يكون النص غامضا ،في هذه الصورة إن القاعدة العامة ه
ترجيع التفسير الذي يحقق مصلحة المتهم وهي قاعدة اتفق عليها أن الش ك
يجب أن يفسر لمصلحة المتهم وذلك ألن األصلي األشياء اإلباح ة ف إن لم
يستطع القاضي الجزم بما يخالف ذلك تبين اعتبار الفعل مباحا "(.)2
-األستاذ محمد الهادي األخوة ،دروس في القانون الجنائي ،1980 ،ص .24 1
87
إجراءات التعقيب الجزائي
التكيف القانوني لألفعال إذن هو الذي يميز بين الجرائم وقد ح دد الق انون
الجنائي الجرائم وعقوبتها ،وقد ذهب الشراح الفرنس يون إلى أن محكم ة
التعقيب ال يمكن لها مراقبة التكيف إال إذا تعلق األمر بجرائم وقع تعريفه ا
من قبل المشرع .أما التي لم يقع تعريفها فال شأن لمحكم ة التعقيب به ا،
وكتب بريس منذ " 1822إن القض اة هم الحك ام الحقيق يين في حكمهم
فيمكنهم أن يفصلوا في كل الذي لم يقع فص له بالق انون وليس لهم إال أن
يتبعوا قناعتهم "(.)1
ا على و لقد اعتبر فقه القضاء الفرنسي أن محكمة التعقيب تمارس رقابته
تكييف أركان الجريمة الثالث ،الركن الشرعي والمادي والمعنوي(.)2
ة على مستوى الركن الشرعي للجريمة :قد يقع خرقه عندما يكون للجريم
عدة أوصاف في هذه الصورة ال بد من األخذ ب التكيف الج رمي األش د
وتطبيق العقاب األشد(.)3
أما على مستوى الركن المادي فإن رقابة محكمة التعقيب يكون في جريم ة
المواقعة مثال تراقب مفهوم اإليالج(.)4
- 4الهادي الجديدي سلطة محكمة التعقيب في تقرير الخطأ الجزائي ،ـعمال ملتقى
التعقيب كلية الحقوق و العلوم السياسية بتونس من 4إلى 17أفريل ،1988ص
.420
1
- Jacqu Boré , op,cit,page 765
2
- Crim 28 janvier 1969 Bull.n°51
88
إجراءات التعقيب الجزائي
و أخيرا على مستوى الركن المعنوي فإذا كان للقاضي سلطة تقديرية مطلقة
في استخالص الركن القصدي وال معقب علي ه في ذل ك إال أن محكم ة
التعقيب يمكن لها أن تمارس رقابة حقيقية وإن ك ان ذل ك متخ ذا لتعل ة
التناقض في اإلثبات(.)1
يعتبر فقه القضاء التونسي أنه ال يؤاخذ شخص لجريمة ارتكبه ا غ يره(،)2
وهذا ما يطلق عليه مبدأ شخصية العقوبة يجعل القاضي مجبرا على تطبيق
العقوبة المنصوص عليها بالقانون وهي تلك التي نص عليها الفصل الخامس
من المجلة الجنائية وبالتالي ال يجوز الحكم بعقوبة وق ع إلغائه ا والق رار
المخالف للقانون يكون عرضه للنقض.
أما فيما يخص ظروف التخفيف والتسديد واإلعفاء فق د نظمه ا الق انون
وظروف التخفيف هي التي من شأنها أن تخفف من العق اب وهي قانوني ة
منصوصا عليها قانونيا وتستوجب تخفيف العقوبة كالعذر ال وارد بالفص ل
207م.إ.ج قبل إلغاءه ،أما القضائية وهي التي تعود إلى تق دير القاض ي
.199
1
- Boré , op.cit.p.777
- 2قرار تعقيبي جزائي عدد 38487مؤرخ في 6ماي 1991ن.م.ت سنة 1991
ص .158
89
إجراءات التعقيب الجزائي
وحده وقد جاء بها الفصل 53من م.ج .إذن فظروف التخفيف القضائية هي
من أنظار سلطة القاضي وحده وال معقب عليه في ذلك(.)1
أما ظروف التسديد وهي التي تؤدي إلى االرتفاع في العقوبة ب ه ،فال يمكن
اعتمادها إال بمقتضى نص قانوني مثال العود(.)2
أما اإلعفاء من العقوبة فقد نص الفصل 65م.ج الفرنسية أنه ال عذر بدون
نص في القانون التونسي ال يوجد نص عام بل وردت أسباب اإلعفاء متعددة
اني مثال الفصل 80و 93من المجلة الجنائية ،وهي تنص على إعفاء الج
في صورة الكشف عن بعض أن واع الج رائم قب ل حص ول التتبع ات
ومرتكبيها.
إن إجراءات التعقيب الجزائي لها خصوصيات تجعلها متم يزة عن بقي ة
ع إلى طرق الطعن األخرى سواء على صعيد نطاق ممارستها التي تخض
قواعد خاصة ذلك أن التعقيب الجزائي يتسلط على أحكام نهائية الدرجة ،وال
يمارسه إال من له صفة في الطعن وله مصلحة في ذلك فهو ال يم ارس إال
في أحوال تتعلق بخرق القوانين ،وهذا ما يجع ل إجراءات ه تختل ف عن
إجراءات االستئناف.
90
إجراءات التعقيب الجزائي
ألن هذا األخير يقوم ويتسلط على أسباب قانونية وواقعية باعتب اره درج ة
ثانية من دراجات التقاضي.
فالتعقيب الجزائي يكون إال إذا وجد خرق للقانون إضافة إلى رفعه يخض ع
إلى شروط إجرائية خاصة خاصة ودقيقة سواء كانت على مستوى اآلج ال
أو تقديم العريضة أو تامين الخطية ،كل هذه الشروط تكرس ص بغة الطعن
االستثنائية.
إن هذه المميزات والخصوصيات التي يتمتع الطعن بالتعقيب الجزائي سوف
تمتد لتتضمن اآلثار الناجمة عن هذا الطعن على الحكم الجزائي وقد تك ون
أثار ناجمة على مستوى تقديم عريض ة الطعن أو على مس توى الس لطة
الممنوحة المحكمة التعقيب للنظر في الطعن.
91
إجراءات التعقيب الجزائي
92
إجراءات التعقيب الجزائي
إن الطعن بالتعقيب في األحكام الجزائية هو طريق غير عادي فعلى ال رغم
من خصوصية من ميزة إجراءاته فان ذلك ال يمنعه من ترتيب آثار معين ة
وهي بالتالي تكون مختلفة عن غيره من طرق الطعن العادية ،فاالس تئناف
من شانه أن يعلق تنفيذ الحكم المطعون فيه وينقل الدعوى إلعادة النظر فيها
واقعا وقانونا ،أي أن له مفعول انتقالي االستئناف ،نجد أن التعقيب ال يعلق
و التنفيذ مبدئيا وال ينقل الدعوى بصفة مطلقة ،وكل ما يقوم به التعقيب ه
المراجعة من الناحية القانونية ،كما محكمة التعقيب ب النقض واإلحال ة إلى
محاكم األصل للنظر مجددا في الدعوى إذا كان ما يستوجب النظر (.)1
لذا يمكن أن نتعرض لدراسة رفع الطعن ( الفصل األول) وآث ار الق رار
التعقيبي ( الفصل الثاني).
93
إجراءات التعقيب الجزائي
عمال بإحكام الفصل 265م.إ.ج الذي ينص على أن" الطعن ال يوقف تنفيذ
ق الحكم المطعون فيه إال في صورة الحكم باإلعدام أو إذا كان األمر يتعل
بحكم قاضي بإتالف حجة مرمية بالزور أو بمحو آثاره أو ببطالن الزواج".
المبدأ إذن هو أن التعقيب ال يوقف التنفيذ ( فق رة أولى) لكن هن اك بعض
االستثناءات ( الفقرة الثانية).
أ -عرض المبدأ:
القاعدة في مادتي االعتراض واالس تئناف إن الطعن يوق ف تنفي ذ الحكم
المطعون فيه ( ،)1أما بالنسبة للتعقيب فإنه يواصل التنفيذ.و ذلك عالوة على
طبيعة الحكم المطعون فيه.
يعتبر عدم وقف التنفيذ بالنسبة للطعن بالتعقيب امتداد لما كان معمول به في
قانون المرافعات الجنائية قبل دخول مجلة اإلجراءات الجزائية حيز التنفيذ،
إذ نص الفصل 173منها على أن مطلب التعقيب ال يوقف التنفيذ كما نج د
هذا المبدأ في المادة المدنية ذلك أن رفع الطعن بالتعقيب ال يوق ف تنفي ذ
94
إجراءات التعقيب الجزائي
ادرة الحكم المطعون فيه ( .)2كما يشمل هذا المبدأ األحكام والقرارات الص
بصفة نهائية.
و تجدر اإلشارة إلى أن تشريعنا يختلف في هذا اإلطار عن نظيره الفرنسي
الذي وضع في الفصل 569م.إ.ج مبدأ يقض ي بتعلي ق تنفي ذ األحك ام
ك والقرارات عند الطعن فيها بالتعقيب ،وقد كرس فقه القضاء الفرنسي ذل
في عدة قرارات (.)1
و هذا يهني أن تشريعنا والتشريع المصري درج نفس االتجاه ،إذ لم يجعال
للطعن بالتعقيب أثرا موقف للتنفيذ .كما ذهب المشرع الجزائ ري ض من
المادة 499من قانون اإلجراءات الجزائية إلى أنه يوقف تنفيذ الحكم خالل
ميعاد الطعن.
إن قصد المشرع التونسي من جعل الطعن غ ير م ؤثر على تنفي ذ الحكم
اره المطعون فيه يعود إلى تدعيم الطبيعة االستثنائية للطعن بالتعقيب باعتب
طعنا مرفوعا إلى محكمة قانون .وبالتالي تجنب المحكوم عليهم اإلفراط في
رفع الطعن غير جدية لمجرد تعطيل تنفيذ الحكم (.)2
ما يمكن استخالصه هو أن هناك اتج اهين مختلفين ،األول ال يجع ل من
الطعن بالتعقيب أثرا تعليقيا من حيث المبدأ وهو اتجاه المش رع التونس ي
والمصري ،أما االتجاه الثاني تبنى العكس حيث جعل من الطعن أثرا تعليقيا
95
إجراءات التعقيب الجزائي
للتنفيذ وهو المشرع الفرنسي والجزائري ( .)1لكن تبنى المشرع التونسي هذا
المبدأ وفق تبريرات.
ب – مبررات المبدأ:
إن عدم منح المشرع التونسي األثر التعليقي للطعن ب التعقيب ه و ت دعيم
للطبيعة االستثنائية للطعن بالتعقيب باعتبار وأن محكمة التعقيب ليست درجة
ثالثة من درجات التقاضي فهي تتعهد بمراقبة ومراجع ة ص حة تط بيق
القانون وال تخوض في الوقائع واألصل ،فالمشرع منح الطرق العادية األثر
التوقيفي ،أما الطرق غير العادية فلم يمنحها هذا األثر من جهة أولى.
و من جهة أخرى أن تعطيل تنفيذ األحكام بعد أن أصبحت نهائية خاصة أن
األمر يتعلق بأحكام جزائية .فليس من المصلحة تعليق تنفيذ حكم نهائي على
الفصل في طعن غير عادي نفس الشئ بالنس بة لتنفي ذ الحكم في الم ادة
المدنية(.)2
و لذا فإن القانون المصري يرى ان إقرارهذا المبدأ ق د ال يه دف إال إلى
المماطلة فنجده في سنة 1900يقر بأن الطعن بطري ق النقض ال يوق ف
التنفيذ اال في حالة الحكم باالعدام.
لكن أدخل مجلس شورى للقوانين تعديال يقضي بوجوبية إيقاف التنفي ذ لكن
المصري يرى أن نتائج أمر 29نوفمبر 1900كانت سلبية ذلك ارتفع عدد
– الدكتور رؤف عبيد ،مبادئ اإلجراءات الجنائية في الق انون المص ري الطبع ة 2
96
إجراءات التعقيب الجزائي
الطعون ورفعها يكون إال للمماطلة ،واستقر المشروع الص ادر في الم ادة
231من قانون تحقيق الجنايات على إيقاف تنفي ذ الحكم ال يك ون إال إذا
الحكم صرا باإلعدام (.)1
المشرع التونسي عندما اعتمد اتجاه يقوم على أساس المبدأ العام القائل ب أن
الطعن بالتعقيب في المادة الجزائية ال يوقف التنفيذ كان هدفه اإلسراع بتنفيذ
األحكام بعدما أصبحت نهائية ،فاألمر يتعل ق بأحك ام جزائي ة فليس من
المصلحة تعليق تنفيذ حكم نهائي على الفصل في طعن غير عادي سواء يهم
الجانب الجزائي أو المدني إذا جاء فيها الطعن بالنقض (.)2
إضافة إلى أن إقرار وقف التنفيذ في الطعن بالتعقيب يؤدي إلى اإلفراط من
جانب أطراف الخصومة إلى رفع الطعن بدون أسباب جّدية وهذا يس ام في
المماطلة واإلطالة في تنفيذ األحكام (.)3
و لذا كان األجدر بالمشرع التونسي أن يتبع مسلك القانون الفرنسي ويضع
تثناءات أثرا تعليقي لتنفيذ الحكم عند الطعن بالتعقيب ،لكن نجد بعض االس
لهذا المبدأ.
– زكي العرابي باشا ،المبادئ األساسية للتحقيقات و اإلج راءات الجنائي ة ،ص 1
.535
– رؤف عبيد ،مرجع سابق ،ص .769 2
– –حمادي العرابي ،تعقيب قرارات دائرة االتهام ،كلية الحقوق و العلوم السياسية، 3
97
إجراءات التعقيب الجزائي
لذا نجده يجرنا إلى التعرض إلى معرفة االستثناءات الواردة على هذا المبدأ
موضوع الفقرة الثانية.
98
إجراءات التعقيب الجزائي
الذي يعرضه على رئيس الجمهورية لممارسة حقه في العفو مع العلم انه ال
يمكن تنفيذ إال إذا لم يمنح العفو(.)1
و قد أخل المشرع المصري هذا االستثناء في تشريعه اإلجرائي إذا اعت بر
أن إيقاف التنفيذ في هذه الحالة يكون وجوبي (.)2
الحكم بإتالف حجة مرمية بالزور أو بمحو أثارها :عند الطعن بالتعقيب في
هذا الحكم فإنه يقع تعليق تنفيذ هذا الحكم إال حين النظر في مطلب التعقيب.
ويعود ذلك إلى أن إتالف الحجة أو مح و آثاره ا من ش أنه أن يمس من
استقرار األوضاع.
الحكم ببطالن الزواج :عند صدور حكم جزائي يقضي ببطالن الزواج ،فإن
الطعن بتعقيب هذا الحكم يوقف التنفيذ إلى حين البت في القضية سواء كانت
قضية تعدد الزوجات أو الزواج على خالف الصيغ القانونية.
ة لكن اإلشكال يكمن في أن إيقاف التنفيذ هل يشمل بطالن الزواج والعقوب
الجزائية معا؟
بالرجوع إلى أحكام الفصل 265م.إ.ج نجد أن وقف التنفي ذ ال يش مل إال
الحكم ببطالن الزواج فقد ذلك أن هذا األمر يتعلق باس تثناء وبالت الي فال
يمكن التوسع فيه ونجعل من العقوبة الجزائية تحضى بإيقاف التفيذ.
االستثناء الوارد بالفصل 337م.إ.ج ينص هذا الفصل على أن ه" يس وغ
()3
وفي األحوال الخط يرة واالس تثنائية أن يمنح للوكيل العام للجمهورية
دل المحكوم عليه غير الموقوف تأجيل تنفيذ العقاب ويعلم كاتب الدولة للع
فورا ذلك".
– حاتم البرهومي ،مرجع سابق ،ص .112 1
99
إجراءات التعقيب الجزائي
ة ما تجدر اإلشارة إليه في هذا الفصل هو أن تأجيل التنفيذ يهم فقط العقوب
أي الجانب الجزائي من الحكم دون الجانب المدني الذي يتواصل التنفيذ فيه.
و تأجيل التنفيذ معلق على شرطين ،األول أن يكون المحكوم علي ه غ ير
وال موقوف ،أما إذا كان موقوف فال يجوز ذلك ،والثاني يتعلق بوجود أح
خطيرة واستثنائية.
إن االستثناءات التي وردت على مبدأ أن التعقيب ال يوق ف التنفي ذ لم تكن
حرا على مجلة االجراءات الجزائية بل نجد قوانين خاص ة وخ ارج عن
إطار هذه المجلة تبنت فكرة أن التعقيب يوقف التنفيذ.
نة 1987 -حذفت خطة الوكيل العام للجمهورية بمقتضى القانون عدد 80لس 3
100
إجراءات التعقيب الجزائي
101
إجراءات التعقيب الجزائي
()1
يمكن للمحكمة التعقيب من التعه د إن الطعن بالتعقيب له مفعول انتقالي
بالحكم موضوع الطعن ،إن كان هذا االث ر متس عا وش امال في ج انب
االستئناف ،فإنه في الطعن بالتعقيب يبدو أقل إتساعا وغير مطلق.
لكن نرى أن محكمة التعقيب على خالف محكمة االستئناف يمكن أن تتعهد
بموضوع الطعن من جهة (فقرة أولى) وبشخص الطاعن من جه ة ثاني ة
(فقرة ثانية).
-جان دوبالر ،مختصر في شرح قانون المرافعات الجنائية التونسي ،ص " .692 1
102
إجراءات التعقيب الجزائي
فجاء في أحدهم " أن محكمة التعقيب ليست لها قانونا أن تنظر إال في حدود
ما يثار لديها من مطاعن وليس لها أن تثير وتنظر في غير ذلك ومن تلقاء
()1
فالطاعن عدة ما يقوم بتحديد األجزاء التي يسلط عليه ا طعن ه. نفسها".
زاء وعمال بالمبدأ القائم على أن محكمة التعقيب يقتصر نظرها على األج
المسلط عليها الطعن وبالتالي ال يمكن لها أن تتوسع ويشمل نظره ا بقي ة
أجزاء الحكم.
103
إجراءات التعقيب الجزائي
و بناءا على ذلك فإن تحديد الطاعن طعنه لمناقشة مسألة معينة في الق رار
المطعون فيه فإن نظر محكمة التعقيب يقتصر على األجزاء ال تي يس لط
عليها الطعن ،غير أن هذا المبدأ يخضع لالستثناءات يجعل نظ ر محكم ة
التعقيب يشمل مطاعن لم يقع إثارتها من قبل الطاعن.
حالة خرق قواعد النظام العام :لقد اقتضى الفصل 264م.إ.ج " على الكاتب
أن يحيل ملف القضية على وكيل الدولة العام لدى محكم ة التعقيب ال ذي
يتولى بنفسه أو بواسطة أحد المدعين العموميين لدى المحكم ة الم ذكورة
تحرير ملحوظاته الكتابية وال يثير أي مطعن لم يتمسك به األطراف إال إذا
كان متعلق بالنظام العام".
104
إجراءات التعقيب الجزائي
كما جاء في قرار آخر أنه " ليس للمحكمة أن تثير من تلقاء نفسها أم را ال
ة التعقيب يهم النظام العام ")2( ."......ما يمكن مالحظته أنه أصبح لمحكم
إمكانية أن تثير من تلقاء نفسها ما تضمنه الحكم المطعون فيه من اخالالت
بالنظام العام (.)3
ص .14
-قرار تعقيبي جزائي عدد ،6708مؤرخ في 4مارس ،1971ن.ق.ت ،عدد ،10 2
، 1971ص.47
105
إجراءات التعقيب الجزائي
كما يمكن لمحكمة التعقيب أن تثير مطعنا متعلقا ببطالن إجراءات التحقي ق
إذا خالفت النظام العام (.)1
زاء حالة عدم تحديد المطاعن :يمتد نظر محكمة التعقيب ليشمل جميع أج
الحكم المطعون فيه وذلك عند عدم تحديد الطاعن موضوع طعن ه بص فة
دقيقة ،وقد كّر ست محكمة التعقيب ذلك في عدة قرارات " أن ع دم تق ديم
ة من المعقب مطاعنه في حدود أحكام الفصل 285م.إ.ج ال يمنع المحكم
إجراءات الرقابة على حسن تطبيق القانون (".)2
ه كما جاء في قرار آخر " أن تجرد مطلب التعقيب من األسباب يتعين مع
على محكمة التعقيب النظر في الحكم المطعون فيه هل أنه اشتمل على خلل
()3
له ارتباط بالنظام العام ،بم يجب على المحكمة إثارته من تلقاء نفسها".
حالة الغموض في المطاعن :إن كان لمحكمة التعقيب أن تقبل الطعن غير
المحدد لموضوعه.
فمن األجدر أن يكون الطعن الذي حدد فيه الطاعن الجزء محل الطعن دون
إيضاح يكون مقبوال ،فتجتهد المحكمة في تفسير الغموض وذلك بإعتبار أن
-قرار تعقيبي جزائي عدد ،19139مؤرخ في 18أكتوبر ،1986ن.م.ت ،ع دد 2
-قرار تعقيبي ج زائي ع دد ،9141م ؤرخ في 4ديس مبر ،1974ن.م.ت، 3
106
إجراءات التعقيب الجزائي
الطعن مستهدفا لكافة أجزاء الحكم المطعون فيه ،وأك دت محكم ة التعقيب
ذلك في عّدة قرارات (.)1
و قد استقر فقه القضاء التونسي على اعتبار أن محكمة التعقيب يمكنه ا أن
تتعهد بجميع أجزاء الحكم المطعون.
كما ذهبت محكمة التعقيب الفرنس ية إلى نفس اإلتج اه من خالل امكاني ة
اجتهاد المحكمة في حالة الغموض واإلبهام (.)2
لكن نظر محكمة التعقيب في البت في المطاعن المثارة من ط رف ط الب
الطعن أو تلك التي تثيرها من تلقاء نفسها فإنها تتقيد أيضا بشخص الطاعن
( الفقرة الثانية).
عالوة على تقيد األثر االنتقالي لموضوع الطعن فإنه يمكن التحديد من خالل
صفة رافع الطعن (أ) من جهة ومصلحة الطاعن (ب) من جهة ثانية.
.95
2
- Jacque Boré, op, cit, p209.
107
إجراءات التعقيب الجزائي
النيابة العمومية :عندما يرفع الطعن من قبل النياب ة فإن ه ينحص ر في
الدعوى العمومية ،واألثر االنتقالي هنا يكون الطعن عرضة للرفض إذا كان
مسلطا على الجانب المتعلق بحقوق القائم ب الحق الشخص ي ومص لحته
الخاصة ( ،)1أو المسؤول المدني.
و تقوم النيابة العمومية من تلقاء نفسها بأن المطعن يكون ماسا بالنظام العام
حتى وإن كان هذا المطعن لصالح المحكوم عليه ( ،)2بما أن مهامها ال دفاع
عن مصلحة المجتمع وتسعى إلى تحقيق العدالة الجزائية وحس ن تط بيق
القانون.
المحكوم عليه :إن طعن المحكوم عليه يمكن أن يوجه إلى كامل الحكم بحيث
تتعهد محكمة التعقيب بالدعوى الجزائية المدنية ،ويمت د نظ ر إلى جمي ع
ون الفروع المطعون فيها ،كما يمكن أن يقتصر على إحدى الدعوتين وتك
المحكمة مقيدة بما تسلط عليه الطعن (.)3
القائم بالحق الشخصي :إن الطعن الذي يرفعه القائم بالحق الشخصي ليس له
أثر انتقالي إال من حيث الجانب المدني فقط ،وقد اعتبر فقه القضاء الفرنسي
قرار تعقيبي جزائي عدد ،5905مؤرخ في 24مارس ،1969ن.م.ت ،ق.ج - 1
، 1970ص.120
2
- crim,16 juin, 1904, Bull, n°256.
108
إجراءات التعقيب الجزائي
أن القائم بالحق الشخصي له أن يثير جميع المطاعن المتعلقة بالنظام الع ام
(.)1
المسؤول المدني :إن الطعن المرفوع من قبل المسؤول المدني نجده يشترك
مع الطعن القائم من القائم بالحق الشخصي من حيث تعهد محكم ة التعقيب
على الجانب المدني ،لكن االختالف يبرز في أن المسؤول المدني أن يث ير
الطعن في الجانب المتعلقة باإلدانة الجزائية باعتبارها ش رط الزم لثب وت
مسؤوليته المدنية (.)2
اإلدارات العمومية :لقد خول القانون لهذه اإلدارات العمومية حق ممارس ة
ات الدعوى العمومية فاألثر اإلنتقالي القائم من طرفها ينحصر في تعويض
وغرامات المحكوم بها لفائدتها دون غيرها.
1
- crim,28 février, 1974, Bull, n°89.
3
- crim,29 janvier, 1975, Bull, n°33.
109
إجراءات التعقيب الجزائي
،1967ص.132
110
إجراءات التعقيب الجزائي
يعتبر الفقيه قارو أن محكمة التعقيب ال تتفحص األفعال ب ل الق انون ،وال
الدعوى الحكم المطعون فيه الصادر في الدعوى ( .)3ولذا فعندما تنظ ر في
الطعن قد تقرر رفضه إذا توفرت موجباته أو النقض عن دما يك ون ه ذا
األخير يغنى عن إعادة النظر فإنها تنقض بدون إحالة ( المبحث األول ) أما
في صورة قبول الطعن فإنها تقرر إرجاع القضية إلى محاكم األصل إلعادة
النظر فيه مجددا وتكون هناك قرارات إحالة ( المبحث الثاني).
3
- R .Garraud, op,cit, p 464.
111
إجراءات التعقيب الجزائي
-قرار تعقيبي جزائي عدد ،1942مؤرخ في 11ماي ،1978ن.م.ت ،ق.ج ،سنة 1
،1978ص .211
-قرار تعقيبي جزائي عدد ،26613مؤرخ في 6مارس ،1990ن.م.ت ،ق.ج ،سنة 2
،1990ص .61
سنة ،1974ص.151
112
إجراءات التعقيب الجزائي
و عند قبول الطعن شكال فإنه ليس من الضروري إصدار قرار خاص بذلك
بل تنتقل المحكمة مباشرة إلى دراسة الطعن من حيث الموضوع.
الرفض أصال :بعد التثبت من الشروط الشكلية تم ر محكم ة التعقيب إلى
التدقيق ومراقبة أصل الطعن .ويمكنها أن ترفض الطعن في هذا المستوى
وذلك عندما ينبني الطعن على مطاعن غير وجيهة وغير مؤسسة ،إض افة
إلى عدم وجود مخالفة للنظام العام أو لإلجراءات األساس ية أو لمص لحة
د أن قبلت المتهم الشرعية ،فإن المحكمة تصدر قرارها بالرفض أصال بع
مطلب التعقيب شكال(.)1
ويمكن أن نجد عّدة أسباب ينجر عليه ا رفض الطعن أص ال ،إذا ج اءت
المطاعن المثارة مرتكزة على أسباب واقعية ،أو أن تكون األسباب قانوني ة
ثم يتضح للمحكمة أن الحكم المطعون فيه سليم من الناحية القانونية فتصدر
قرار بالرفض( .)2أو عندما يتضح من مراجعة المحكمة للحكم أن األس باب
التي قام عليها الطعن هي من النوع التي ال يمكن إثارتها ألول م رة أم ام
محكمة التعقيب(.)3
ال آثار الرفض :إن قرارت محكمة التعقيب القاضية بالرفض شكال أو أص
يترتب عليها أثار مختلفة.
فعندما تقرر محكمة التعقيب رفض الطعن شكال أو أصال فإنه يق ع حج ز
ومصادرة الخطية المؤمنة عمال بمقتضيات الفصل 263م.إ.ج .وقد اقتضى
113
إجراءات التعقيب الجزائي
القانون المصري أنه تسلط على الطاعن الذي رفض طعنه والمحكوم علي ه
بعقوبة مقّيدة للحرّية خطية فضال عن مصادرة الكفالة المؤمنة(.)1
كما نص الفصل 266م.إ.ج " من رفض طعنه في حكم ليس ل ه أن يطعن
فيه مرة ثانية ولو أن أجل الطعن م ازال جاري ا أو أن الطعن ق د رفض
شكال".
و على أساس هذا الفصل يصبح الحكم المطعون فيه باتا محرزا على قوة ما
اتصل به القضاء إزاء المعنيين بالقرار التعقيبي الصادر بالرفض.
و قد كّر س فقه القضاء هذه القاعدة حيث اعتبر أن الحكم الذي س بق رفض
طعنه ال يقبل الطعن فيه مرة ثانية من نفس المطاعن( .)2تص در محكم ة
التعقيب قرارات رفض كما تصدر قرارات نقض.
ب – قرارات النقض:
تقضي محكمة التعقيب بقبول مطلب التعقيب ش كال وأص ال ونقض الحكم
المطعون فيه من شأنه أن يبطل ويلغي الحكم المطعون فيه ،كما له أن يعفي
الطان من معلوم الخطية المؤمنة ،فإذا كان النقض جزئيا نظرا لقابلية الحكم
المطعون .وقد طبق فقه القضاء ذلك في عدة قرارات (.)3
-قرار تعقيبي جزائي عدد ،8492مؤرخ في 26ج انفي ،1983ن.م.ت ،س نة 2
،1983ص .121
114
إجراءات التعقيب الجزائي
فعندما يرفع الطعن من قبل النيابة العمومية لفائدة المجتم ع من ش أنه أن
ينقض الحكم بالنسبة لجميع األطراف المطعون ضّدهم في الدعوى العمومية
سواء كان النقض لصالحهم أو ضدهم.
أما المحكوم عليه فيستفيد هو من دون سواه من النقض.
لكن المشرع التونسي وضع قيدا أورده بالفصل 270م.إ.ج "....ما لم تكن
األوجه التي بني عليها النقض تتصل بغيره ممن شملتهم القضية ،وفي ه ذه
الحالة يحكم بالنقض بالنسبة إليهم أيضا ولو لم يقّدموا طعنا".
هذا االستثناء الذي جاء به قانون اإلجراءات الجزائية تبناه المشرع التونسي
عن التشريع المصري من المادة 42من قانون النقض المصري (.)1
و قد تصدر محكمة التعقيب قرارات نقض بدون إحالة ( الفقرة الثانية).
،1994ص .47
-حاتم البرهومي ،مرجع سابق ،ص .145 1
115
إجراءات التعقيب الجزائي
لم يحدد المشرع على وجه الدقة الحاالت التي يس توجب فيه ا النقض لكن
بالرجوع إلى الفصل 33من م.م.ع.ع نجده يتحدث عن هذه الحاالت وهي
أن يكون الفعل ال يشكل جناية أو جنحة ،سقوط الدعوى بالتق ادم وأخ ير
بالعفو العام.
و ما نستخلصه من هذا النص هو أن النقض بدون إحالة يكون في ص ورة
عدم وجود جريمة متوفرة األركان .عند ما تبين لمحكم ة التعقيب أن الحكم
المطعون فيه غير قائم على أساس قانوني النتفاء الجريمة فإن المحكمة هنا
توجب تقضي بالنقض دون إحالة طالما أن ذلك النقض لم يبقي شيئا ما يس
الحكم ( .)1وقد انتقد األستاذ الفرشيشي الدور الموك ول لمحكم ة التعقيب،
حيث أنها في هذه الحالة تؤدي به ا إلى االنغم اس في مادي ات القض ية
وتفاصيلها مجتهدة باذلة قصار جهدها لمعرفة الفعل الموج ه للمتهم يك ون
اة جناية أو جنحة ،فال فالق إذا بين عملها هذا والدور الموكول بعهدة قض
الواقع.
فعندما يتبين لها أن أركان الجريمة مفقودة سواء كانت جناية أو جنحة بم ا
ا تنقض في ذلك الركن المادي فإنها تقضي بالنقض بدون إحالة مما يجعله
أمام األحكام المنتقدة بمثابة درجة ثالثة للتقاضي ،يجعلها تحيد عن وظيفته ا
التقليدية في مراقبة األحكام(.)2
يز يعتبر هذا الرأي وجيها ذلك أن محكمة التعقيب تبقى محكمة قانون تتم
وظيفتها عن مهام محاكم األصل.
116
إجراءات التعقيب الجزائي
وفاة المتهم :عند وفاة المتهم تق رر محكم ة التعقيب النقض دون إحال ة
ضرورة أن النقض لم يبق ما يستوجب الحكم ،وهذا م ا أكدت ه محكم ة
التعقيب الفرنسية (.)3
إن اتصال القضاء :عندما يقع محاكمة المتهم من أجل فعل واحد مرتين ،ف
محكمة التعقيب تقضي بإبطال أحد األحكام وتنقضه دون إحالة وهذا ما أكده
فقه القضاء في عدة قرارات إذ جاء به أن ه " بم ا أن النقض النق راض
-قرار تعقيبي جزائي عدد ،25370مؤرخ في 27مارس ،1991ن.م.ت ،ق .ج، 2
117
إجراءات التعقيب الجزائي
ه الدعوى العمومية بموجب اتصال القضاء لم يترك ما يستوجب الحكم في
يتعين حينئذ النقض بدون إحالة (.)1
الصلح :لقد نص القانون على أن الصلح الم برم بين اإلدارات العمومي ة
والمتهم يؤدي إلى انقضاء الدعوى العمومية فإذا واصلت المحكم ة النظ ر
رغم ابرام الصلح فإن حكمها يك ون عرض ة للنقض دون إحال ة وطبقت
محكمة التعقيب هذا اإلجراء في عدة قرارات(.)2
نسخ النص الجزائي :يؤدي نسخ النص الج زائي إلى انقض اء ال دعوى
العمومية وإذا واصلت محكمة األصل النظر في القضية على أس اس النص
المنسوخ فإن الحكم مآله النقض بدون إحالة.
الرجوع في الشكاية :العدول عن الشكاية يوقف التتبع ات الجزائي ة وق د
ه اقتضى الفصل 218م.ج "أن إسقاط السلف أو الزوج المعتدي عليه حق
ة التعقيب يوقف التتبعات أو المحاكمة أو تنفيذ العقاب ".وقد كّر ست محكم
ذلك في عّدة قرارات (.)3
ة إضافة إلى هذه الصور يضيف فقه القضاء سببا جديد للنقض بدون إحال
وهو احتواء الحكم المطعون فيه على خلل إجرائي.
-قرار تعقيبي جزائي عدد ،46628مؤرخ في 3فيف ري ،1993ن.م.ت ،س نة 1
،1993ص .12
-قرار تعقيبي جزائي عدد ،52810مؤرخ في 12ديسمبر ،1995ن.م.ت ،س نة 2
،1995ص 65
-قرار تعقيبي جزائي عدد ،56623مؤرخ في 7مارس ،1995ن.م.ت ،ق.ج سنة 3
،1995ص .89
118
إجراءات التعقيب الجزائي
وجود خلل إجرائي :عندما يكون الحكم المطعون فيه مشوبا بعيب إج رائي
تقرر محكمة التعقيب النقض بدون إحالة من ذلك مثال أن تك ون عريض ة
الدعوى اإلستئنافية غير محترمة لشروطها الشكلية (.)1
ة ،إذا و بصفة استثنائية يمكن لمحكمة التعقيب أن تقرر النقض بدون إحال
كان حذف الجزء المنقوض يغني عن إعادة النظر.
ب النقض بطريق الحذف:
زء لقد اقتضى الفصل 269م.إ.ج " النقض يكون بدون إحالة إذا كان الج
المنقوض يغني عن إعادة النظر ".هذا النوع من النقض ال يكون إال جزئيا،
"فالحكم المعقب يبقى سليما وصحيحا من حيث المبدأ بّيد أن فقرة من فقراته
تبطل بسبب خرقها للقانون(" .)2
ة يكون النقض ضمنيا عادة عند مباشرة محكمة التعقيب مهمتها في مراقب
حسن تطبيق القانون فتجد نفسها أحيانا مضطرة الستبدال السند أو األس اس
القانوني الذي يقوم عليه الحكم المطع ون في ه دون إحال ة على محكم ة
الموضوع(.)3
و النقض الضمني تم االستناد إليه اعتمادا على الفصل 271م.إ.ج.
-قرار تعقيبي جزائي عدد ،11263مؤرخ في 1م ارس ،1996ن.م.ت ،س نة 1
،1996ص .180
119
إجراءات التعقيب الجزائي
استنادا إلى هذا الفصل فإن عمل محكمة التعقيب يقوم على تصحيح الخط أ
الذي وقعت فيه محكمة الموضوع دون إعادة ،وعادة تكون األخطاء واقع ة
على المستوى القانوني أو خطأ في وصف الفعل (.)4
و قد يكون النقض صريحا ،ولقد كّر ست فقه القضاء الجزئي وذلك بإبط ال
ة دون جزء من الحكم دون إحالة كأن يتسلط النقض على الدعوى الخاص
الدعوى العمومية.
إن النقض بدون إحالة حالة خاصة واستثنائية ،منحت لمحكمة التعقيب وذلك
لغاية اختصار الوقت وتسهيل عمل المحكمة ،فالمبدأ هو اإلحالة على محاكم
األصل (المبحث الثاني).
- -قرار تعقيبي جزائي عدد ،1755م ؤرخ في 7ج وان ،1962ن.م.ت ،س نة 4
،1962ص 124
120
إجراءات التعقيب الجزائي
121
إجراءات التعقيب الجزائي
كما منح الفصل 272م.إ.ج لمحكمة التعقيب إحالة القض ية على محكم ة
أخرى غير التي أصدرت الحكم المطعون فيه ،بشرط أن تكون هذه المحكمة
متساوية في الدرجة مع الحكمة األولى.
نجد الفصل 294م.إ.ج ينص على الحاالت التي تقرر فيها محكمة التعقيب
إحالة القضية على محكمة أخرى وكّر س فقه القضاء هذا االستثناء في عدة
قرارات (.)1
إذا كانت محكمة االحالة هي المصدرة للحكم أم ال ،فال ينبغي لها الحياد عن
مهامها.
-1قرار تعقيبي جزائي عدد ،149مؤرخ في 6أفريل ،1993ن.م.ت ،ق .ج ،س نة
،1995ص .66
قرار تعقيبي جزائي عدد ،8170مؤرخ في 30أكتوبر ،1982ن.م.ت ،سنة - 2
،1982ص .318
122
إجراءات التعقيب الجزائي
لقد أكدت محكمة التعقيب في قرار لها أن محكمة اإلحالة يمكنها اس ترجاع
سلطتها في النظر في القضية إذ كان النقض مسلطا على الحكم المطعون فيه
برمته،فتتعهد من جديد بالدعوتين المدنية والجزائية.
كما يمكنها أن تتعهد بالبحث في مدى توفر أركان الجريمة أن يطبق القانون
األرفق بالمتهم.
إذا كانت هذه السلطة الممنوحة لمحكمة اإلحالة بصفة عامة ،فإن درجة هذه
المحكمة ترتب تطبيق قواعد خاصة بتلك الدرجة.
فعندما تصدر محكمة اإلحالة أحكام ابتدائية نهائية الدرجة كأحكام المحكم ة
فإن سلطتها تكون مطلقة في تحديد موقفها.
أما عندما تصدر محكمة اإلحالة أحكام بصفتها درجة ثانية فنجد الحالتين.
إذا كان الحكم االبتدائي مستأنفا من قبل النيابة العمومية فإن محكمة اإلحالة
تحافظ على حريتها دون التقيد بمصلحة الطاعن وعلى ذلك األس اس يمكن
أن تعكر وضع الطاعن حتى وإن لم تكن النيابة العمومية طرف ا في الطعن
بالتعقيب.
و عندما يكون الطعن باالستئناف موضوعا من قبل المحك وم علي ه دون
النيابة العمومية فإن محكمة اإلحالة تكون مقّيدة بمب دأ ال يض ار الط اعن
بطعنه (.)1
لئن كان الحكم الصادر عن محكمة اإلحالة هو حكم كغيره األحك ام ،فإن ه
يمكن أن يكون عرضة للطعن.
-قرار تعقيبي جزائي عدد ،1848م ؤرخ في 28م اي ،1962ن.م.ت ،س نة 1
،1963ص .120
123
إجراءات التعقيب الجزائي
-1قرار تعقيبي جزائي عدد ،1897م ؤرخ في 27أكت وبر ،1962ن.م.ت ،ق.ج،
سنة ،1963ص .132
124
إجراءات التعقيب الجزائي
و أما اآلثار التي تنجر عن تعهد الدوائر المجتمعة إما تأييد موقف محكم ة
اإلحالة فترفض الطعن الثاني أصال ،وإما بنقض الحكم الصادر عن محكمة
اإلحالة إذا تبين للدوائر المجتمعة أن موقف محكمة ه و األنج ع فتحي ل
القضية ثانية على محكمة إحالة ثانية.
-الفصل 274م.إ.ج.
125
إجراءات التعقيب الجزائي
بالرجوع إلى الفصل 192م.م.م.ت نجده يكّر س إمكانية تعّه د المجتمعة عند
وجود خطأ بّين في قرار تعقيبي.
عمال بأحكام الفصالن 273و 275م.إ.ج اللذان حددا حالت تعّه د ال دوائر
المجتمعة بصفة حصّر ية فإن هاته األخيرة ال يمكن أن تتعّه د في وجود خطأ
بّي ن ذلك ألن اختصاصها ال يكون إال في صورة الخالف القائم بين محكمة
التعقيب ومحكمة اإلحالة ،أو عندما يكون هناك م ا ي دعو لتوحي د اآلراء
القانونية بين مختلف الدوائر.
لكن اعتبر إبراهيم العسكري أنه يمكن إصالح الخط أ ال بّين في القض اء
المدني وذلك عند توفر شروطه ونفس الشأن بالنسبة للقضاء الجزائي (.)1
-قضاء الدوائر المجتمعة بمحكمة التعقيب ،مرجه سابق ،ص 122 1
126
إجراءات التعقيب الجزائي
صورة صدور قرار عنها بدوائرها المجتمعة لحس م الخالف بين محكم ة
التعقيب ومحكاكم األصل في حالة رفع طعن ثان لنفس أسباب الطعن األّو ل.
إن هذه المهام التي تتمتع بها محكمة التعقيب هي من الوظ ائف األساس ية
والهدف منها تحقيق عدالة سليمة وضمان حقوق وحّر يات المجتم ع وف ق
إجراءات قانونية منظمة.
الخـاتمــة
إن التنقيح المّدخل على ماّدة الطعن الغ ير الع ادي في الق رار الج زائي
بمقتضى قانون عدد 75لس نة 2008الم ؤرخ في 11ديس مبر 2008
والمتعلق باإلجراءات الجزائية في مرحلة التعقيب.
وال يخفى ما لهذا التنقيح من أهمّية ،إذ ساهم في تعزيز حقوق المضنون فيه
ومركزه في الخصومة الجزائية ،مما جعل تش ريع اإلج راءات الجزائي ة
التونسي في مقّدمة التشاريع اإلجرائية.
127
إجراءات التعقيب الجزائي
و قد سعى المشّر ع عند تنظيمه وتعديل بعض فصول مجل ة اإلج راءات
الجزائية للتقاضي على درجتين في الماّدة الجنائية فق د ش مل ه ذا التنقيح
الفصل 261م.إ.ج وأضاف له فقرتان ثالثة ورابعة لبّيان مدى إلزام ك اتب
المحكمة التي أصدرت الحكم باستدعاء المعقب لتس لم نس خة من الحكم أو
القرار المطعون فيه ،وجعل لهذا اإلجراء آثار هاّم ة.
ه فعلى كاتب المحكمة التي الحكم المطعون فيه استدعاء الطاعن أو محامي
حسب الحالة بالطريقة اإلدارية وتسليمه نسخة من الحكم المطعون فيه مقابل
وصل يتضمن تاريخ التسليم يضيفه إلى ملف القضية.
ثّم إن آجال ممارسة الطعن بالتعقيب تبقى محل انتقاد س واء على مس توى
مّدة أجل الطعن أو تاريخ انطالق احتسابه .فاألجل هنا هو عشرة أّيام ،وهو
أجل قصير نسبيا مقارنة مع أجل الطعن بالتعقيب في الماّدة المدني ة ال ذي
ه ،ومن يقّدر بعشرون يوما خاّص ة وأن يوم بداّية العّد ال يكون معدودا من
ون المثير لالنتباه أن أجل الطعن بالتعقيب يزداد عندما يكون الحكم المطع
فيه قاضيا باإلعدام ،إذ نجده ال يتجاوز خمسة أّيام.
و تبرّير المشّر ع في التقليص في هذه اآلجال هو عدم تطويل نشر القض ايا
الجزائية والسعي للفصل فيها في أقرب أجل ممكن.
لكن هذا التبرير غير كاف وال يتماشى مع مصلحة المتهم في أ يقع الفصل
في الجريمة المنسوبة إليه في وقت قصير ،لذا يكون من الضروري الترفيع
في مّدة احتساب أجل الطعن بالتعقيب في الماّدة الجزائية وجع ل األحك ام
القاضية باإلعدام خاضعة لنفس مّدة أجل الطعن في بقية األحكام الجزائية.
رع أما على مستوى اإلجراءات عند تقديم مطلب التعقيب فقد أضاف المش
فقرة خامسة من الفصل 261م.إ.ج اقتضت أنه في صورة ع دم حض ور
128
إجراءات التعقيب الجزائي
الطاعن أو محاميه لتسلم نسخة الحكم المطعون فيه في أجل شهر من تاريخ
استدعائه بأية وسيلة تترك أثرا كتابيا وإذ تخلف عن تقديم مستندات التعقيب
سقط طعنه.
كما أضاف هذا التنقيح الفصل 263م.إ.ج الذي استثنى النياب ة العمومي ة
وألزم محامي الطاعن أن يقدم إلى كتابة المحكمة في أجل أقص اه ثالث ون
يوما من تاريخ تسلمه نسخة من الحكم المطعون فيه من كتابة المحكمة التي
أصدرته مذكرة في أسباب الطعن تبين االخالالت المنسوبة للحكم المطعون
فيه ونسخة من محضر إبالغ مذكرة الطعن بواسطة عدل منف ذ إلى المعقب
ون الطعن ضّدهم ،وعند تخلف المعقب عن تقديم المستندات في األجل يك
عرضة للسقوط.
أما على مستوى حاالت الطعن الممكنة في األحكام والق رارات االجزائي ة
واألشخاص المخّو ل لهم حق ممارسته ،يالحظ أن الفصل 258م.إ.ج مثال
لم يتعرض لحالة الطعن بالتعقيب المؤسس على الخطأ البّين ،رغم تنصيص
مجلة المرافعات المدنية على ذلك.
كما ضبط نفس الفصل قائمة حصرية لألشخاص المخ ّو ل ح ق ممارس ة
الطعن بالتعقيب ،ولم يضم لهذه القائمة اإلدارات العمومي ة .وفي التط بيق
استقر فقه القضاء على قبول الطعن ب التعقيب المرف وع من قب ل ه ذه
اإلدارات.
أما على مستوى طبيعة األحكام الخاصة بآثار ممارسة الطعن ب التعقيب في
الماّدة الجزائية فقد اقتضى الفصل 258م.إ.ج أن تك ون نهائي ة الدرج ة
وصادرة في األصل.
ل 263م.إل.ج و أخيرا نالحظ على مستوى تأمين الخطية الواردة بالفص
فمن المتعين أن يقع إلغائها كما فعل المشرع الفرنسي في التوسيع في دائرة
129
إجراءات التعقيب الجزائي
اإلعفاء.
إن دراسة إجراءات التعقيب الجزائي جعلتنا نتعرض إلى مجم ل األحك ام
والقواعد القانونية المتعلقة بالطعن بالتعقيب الجزائي ،لكن ما يمكن مالحظته
في خصوص الدوائر المجتمعة لمحكمة التعقيب ،فمن الواجب أن يقع إعادة
تنظيمها وتطويرها في مهامها بأن تكون أكثر شمولية عند تعهّدها.
الفهرس
المقّدمة.............................................................
1.
130
إجراءات التعقيب الجزائي
131
إجراءات التعقيب الجزائي
132
إجراءات التعقيب الجزائي
133
إجراءات التعقيب الجزائي
134
إجراءات التعقيب الجزائي
135
إجراءات التعقيب الجزائي
136
إجراءات التعقيب الجزائي
137