Professional Documents
Culture Documents
Sommaire
Sommaire
رسم السياسات هي سلسلة من العمليات املترابطة التي تبدأ من تحديد املشكلة و تنتهي بتقييم السياسة.
ويتم التساؤل هنا من الذي يجعل من الحكومة أو صانعي القرار يهتمون ببعض املشاكل دون األخرى؟ لهذا فإنه ال يتم
االقتصار فقط على املشاكل وإنما املشاكل العامة التي تمس شريحة واسعة من املجتمع وتثير انتباه الحكومة مثل التلوث
البيئي واألوبئة الفتاكة ...
لذا فاملشكلة العامة هي التي تدفع صناع السياسة العامة للتحرك بسرعة ألنها تمثل مجموعة من املطالب والحاجات
والقيم التي يجب االستجابة لها ،وصفة العمومية هي الصفة األساسية في تحديد مشاكل السياسة العامة.
-2خطوات تحليل املشكلة :تتم عملية تحليل املشاكل بخطوات عدة هي :
تقييم الحلول حسب املعايير املالئمة ،وتشمل املهارات املطلوبة ،املوارد املادية والبشرية ،التكلفة ،املخاطر ومراعاة •
البيئة والقيم.
تواجه الحكومات العديد من القضايا املجتمعية ،لكن ال تستطيع أن تحل كل تلك املشاكل ،مهما كانت إمكانياتها
املادية والبشرية ،لهذا فإنها تقوم بإدراج أهم القضايا أو املطالب العامة األكثر طلبا من املجتمع في جدول يسمى جدول
أعمال السياسة العامة ،أو ما يعرف بأجندة سياسة الحكومة ،التي تتطلب عملية مناقشة فعلية ،يترتب عنها اتخاذ
قرارات رسمية مناسبة لتلك املطالب املطروحة ،وعليه يميز كوب Coobو إيلدر Alderبين نوعين من جدول األعمال،
األول نظامي والثاني حكومي.
حيث يضم األول املسائل التي تتبناها السلطة وتستدعي تدخل السلطات الثالث وفقا لصالحياتها واختصاصاتها ،أما
الثاني فهو بمثابة جدول للنقاش يكتفي عادة باملستوى الحكومي ملعالجتها.
بعد تحديد املشاكل ووضعها على األجندة السياسية ،البد على الحكومة من بلورة األفكار والسياسات املمكن إتباعها
للتعامل مع املشاكل ذات األولوية وهذه العملية تأتي محصلة لتفاعل عوامل عدة منها :االقتصادية والسياسية
واالجتماعية.
-1املساومة :وهي عملية تفاوض بين شخصين أو أكثر ممن يتمتعون بالسلطة والصالحية ،وذلك لالتفاق على حل
مقبول ولو جزئيا ملصلحة أهدافها وليس بالضرورة أن يكون حال مثاليا.
-2التنافس :هو نشاط يسعى من وراءه طرفان أو أكثر إلى تحقيق نفس الهدف ،مثل تنافس األحزاب من أجل كسب
االنتخابات ،وتنافس الدول في سبيل تحقيق مكاسب اقتصادية.
-3الصراع :هو حالة من حاالت التفاعل التي تحصل بين الطرفين ،فيفوز أحدهما بما يطمح إليه ،وال يوفق اآلخر إلى
ذلك ،ولكنه يتحمل كلفة فوز خصمه ،وقد ينشأ الصراع عن موقف تنافس ي أي أن املنافسة قد تتكور لتصل إلى حالة
من حاالت الصراع عندما يحاول اآلخر إبعاده عن املوقف.
-4التعاون واإلقناع :هو أن يستميل أحد األطراف الطرف اآلخر بغية الحصول على تأييده ملواقفه أو كسب رضاه
حول قضية أو مطلب ما ،بعد إقناعه بسالمة الرأي أو القضية املعروضة عليه.
-5الفرض أو األمر :يكون توجيه األمر داخل التنظيم الواحد ،ويتم عبر السلم الهرمي من الرؤساء إلى املرؤوسين،
وتوجيههم وحثهم للموافقة على مواقفهم أو برامجهم ،مستخدمين بذلك الثواب أو العقاب ملن يؤيد أو يخالف.
وهذا يعني أن هذه املرحلة ال تكتفي باختيار بديل ما فقط ،بل اختيار قرار حول بديل معين ،وهذا القرار يتعلق
بالسياسة العامة وليس قرارا روتينيا ،حيث يمر إقرار السياسة العامة بمراحل عديدة ،فتقدم في البداية على شكل
مشاريع قوانين للسلطة التشريعية ،حيث تسلمها األمانة العامة ملجلس األمة أو مجلس النواب حسب االختصاص في كل
دولة لدراستها ،لتحال فيما بعد على لجنة قانونية تعد تقريرا بشأن املشروع لوضع اللمسات النهائية عليه ليقدم بعدها
إلى املجلس مجتمعا للتصويت عليه لينشر فيما بعد في الجريدة الرسمية ،ليصبح ساري املفعول بعد أجل محدد ،وفي
حالة رفضه يرجع إلى املجلس ثانية للمراجعة ،وفي حالة املوافقة عليه مرة ثانية يصبح ساري املفعول.
بعد انتهاء مرحلة تبني السياسة العامة تصبح مؤهلة ليطلق عليها سياسة عامة ،وبالرغم من وجود صعوبة في تحديد
املرحلة التي تفصل بين العمل التشريعي والتنفيذي ،تعتبر عملية تنفيذ السياسة العامة استمرارا ملختلف العمليات
السابقة والتي ينتقل العمل فيها إلى السلطة التنف يذية بمختلف مستوياتها ،وتتمتع بسلطات تقديرية واسعة أثناء التنفيذ
وذلك لتمتعها بالخبرة الالزمة والثقة والتجربة في كافة امليادين ،مما يعطيها الحق في إصدار اللوائح والتنظيمات الالزمة
بتفاصيل تنفيذ السياسات العامة.
كما أن التطبيق الجيد هو الذي يجسد السياسة العامة على أرض الواقع ،وبناء على ما تقدم فإن نجاح عملية تطبيق
السياسة العامة يتطلب توفير عدة عوامل أهمها:
5-الحرص الشديد على التنسيق بين أجهزة التنفيذ والصياغة وبين السياسات نفسها.
وال تتفرد األجهزة اإلدارية بتنفيذ عملية السياسات العامة ،بل تتدخل أجهزة أخرى كالسلطة التشريعية التي وإن كانت
مهمتها إقرار السياسة العامة ،لكن من خالل عملها بدقة أكبر وتفصيل أشد فإنها تضغط على اإلدارة العامة بطرق
عديدة وتحدد مساراتها ومبرراتها.
إذن فعملية التقويم عملية أساسية ،وذلك لتشخيص وقياس آثار السياسة العامة من أجل التوصل إلى معرفة نتائجها.
•التقويم السابق للتنفيذ ،ويتم االهتمام فيه بجدوى السياسة قبل تنفيذها.
•التقويم املالزم للتنفيذ ،ويضم دراسة التكلفة ،التشغيل ،تطوير أو تحسين عملية األداء .
• التقويم االستراتيجي ،والذي يهدف إلى تحقيق الفاعلية في التنفيذ ،حيث بمكن إدخال التعديل على السياسات لردم
الهوة بين األداء والتخطيط من جهة ،وبين النظرية والتطبيق من جهة أخرى.
•تقويم الفاعلية ،أي مدى قدرة السياسة أو البرامج على تحقيق األهداف.
3-معايير التقويم :تعد املعايير أمرا مهما في عملية التقويم ،ألنها وسائل للتأكد من تحقيق السياسة العامة ألهدافها،
وتشمل:
•العدالة ،من حيث التوزيع العادل للمنافع بين مختلف الشرائح وتستخدم عددا من املقاييس في كيفية توزيع املوارد
والثروات
• الشرعية القانونية ،من حيث مطابقة هذه السياسات للتشريعات والقوانين واللوائح املنظمة لتلك السياسات أو
البرامج
4-مستلزمات التقويم :تتطلب عملية التقويم في السياسة العامة مستلزمات عملية وإجرائية في سبيل القيام بها ويتم
ذلك وفق هذه املراحل:
•تحديد احتياجات واهتمامات صانع السياسة العامة وإدارة البرامج في عملية التقويم
تطوير املعايير واملقاييس الشاملة لغرض قياس أهداف البرنامج الخاضع للتقويم •