Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 27

See discussions, stats, and author profiles for this publication at: https://www.researchgate.

net/publication/303216691

‫دور اﻟﻤﺸﺮوﻋﺎت اﻟﺼﻐﻴﺮة واﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ ﻓﻰ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ‬

Article · May 2016

CITATIONS READS
0 61,485

1 author:

Pro.Dr. Sarhan Soliman


Agricultural Research Center, Egypt
71 PUBLICATIONS 45 CITATIONS

SEE PROFILE

All content following this page was uploaded by Pro.Dr. Sarhan Soliman on 16 May 2016.

The user has requested enhancement of the downloaded file.


‫محاضرة عن‪:‬‬
‫المشروعات الصغيرة‬
‫ودورها في تحقيق التنمية االقتصادية‬
‫(المف اهيم –االهداف ‪-‬التقييم)‬

‫دكتور سرحان سليمان‬


‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫معهد حبوث االقتصاد الزراعي‬
‫قسم حبوث التسويق‬

‫القيت هذه احملاضرة مبركز النيل لإلعالم بكفر الشيخ – بتاريخ ‪.2016 -5 -10‬‬
‫املشروعات الصغرية ودورها يف التنمية االقتصادية‬
‫‪ ‬مقدمة‬
‫لقيت املؤسسات الصغرية واملتوسطة تطورا كبريا واهتماما ابلغا من العديد من املنظمات‬
‫العاملية وكذا االقتصاديني ابعتبارها من اهم الوسائل اليت تدفع إىل التطور االقتصادي لتميزها‬
‫بسرعة انشائها ودورها الفعال يف التنمية االقتصادية‪.‬‬
‫أن تطوير املشاريع الصغرية واملتوسطة وتشجيع اقامتها‪ ،‬من أهم روافد عملية التنمية‬
‫االقتصادية واالجتماعية يف الدول بشكل عام‪ ،‬والدول النامية بشكل خاص‪ ،‬وذلك‬
‫ابعتبارها منطلقا أساسيا لزايدة الطاقة االنتاجية من انحية‪ ،‬واملسامهة يف معاجلة مشكليت‬
‫الفقر والبطالة من انحية أخرى‪ .‬ولذلك أولت دول كثرية هذه املشاريع اهتماما متزايدا‪،‬‬
‫وقدمت هلا العون واملساعدة مبختلف السبل ووفقا لإلمكانيات املتاحة‪.‬‬
‫ونظرا ألمهية هذه املشروعات أخذت معظم الدول النامية تركز اجلهود عليها‪ ،‬حيث‬
‫أصبحت تشجع إقامة الصناعات الصغرية واملتوسطة وخاصة بعد أن أثبتت قدرهتا وكفاءهتا‬
‫يف معاجلة املشكالت الرئيسية اليت تواجه االقتصادايت املختلفة‪ ،‬وبدرجة أكرب من‬
‫الصناعات الكبرية‪ .‬وأييت االهتمام املتزايد – على الصعيدين الرمسي واألهلي – ابملشروعات‬
‫الصغرية واملتوسطة‪ ،‬ألهنا ابإلضافة إىل قدرهتا االستيعابية الكبرية لأليدي العاملة‪ ،‬يقل حجم‬
‫االستثمار فيها كثريا ابملقارنة مع املشروعات الكبرية‪ ،‬كما أهنا تشكل ميداان لتطوير املهارات‬
‫اإلدارية والفنية واإلنتاجية والتسويقية‪ ،‬وتفتح جماال واسعا أمام املبادرات الفردية والتوظيف‬
‫الذايت‪ ،‬مما خيفف الضغط على القطاع العام يف توفري فرص العمل‪.‬‬
‫وقد وجدت هذه املشروعات خمتلف أشكال الرعاية واملساندة‪ ،‬من القطاعني العام واخلاص‬
‫ملسامهتها الكبرية يف قطاع الصناعة‪ ،‬فعلى سبيل املثال تشكل املشروعات الصغرية حنو‬
‫‪ %90‬من املنشآت يف العامل‪ ،‬وتوظف ما بني (‪ )60% - 50%‬من القوى العاملة يف‬
‫العامل‪ .‬فكان البد من توفري الدعم مبختلف أشكاله هلذه القطاعات احليوية نظرا ألمهيتها‪،‬‬
‫وحىت تتخلص من أهم العقبات اليت تواجه املشروعات الصغرية واملتوسطة‪ ،‬أال وهي عدم‬
‫قدرة أصحاهبا على توفري التمويل الالزم الستمرارية نشاطها‪ ،‬وعدم قدرهتم أيضا على توفري‬
‫الضماانت التقليدية الكافية اليت تشرتطها البنوك التجارية لتقدمي التمويل هلا‪ .‬فالبنوك‬
‫التجارية تسهم عادة ابملشاريع الكبرية‪ ،‬وتفضل التعامل وتقدمي القروض هلا‪ ،‬بسبب اخنفاض‬
‫درجة املخاطرة لدى هذه املشروعات من انحية‪ ،‬ولسهولة تعامل البنوك معها من انحية‬
‫‪1|Page‬‬
‫دكتور سرحان سليمان‬ ‫أي استفسارات يرجى املراسلة على‪:‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫ــــــــــــــــــــــ ـــــــــ‬
‫معهد حبوث االقتصاد الزراعي‬ ‫‪Email: dr.sarhan@yahoo.com‬‬
‫قسم حبوث التسويق‬ ‫………………………… ‪Mobile:‬‬
‫اثنية‪ ،‬ولقدرهتا على توفري الضماانت املطلوبة من انحية اثلثة‪ ،‬أو لوجود أهداف واهتمامات‬
‫مشرتكة‪.‬‬
‫وتعترب املعاملة التفضيلية اليت حتصل عليها املشروعات الصناعية الكبرية الدافع الرئيس‬
‫الستحداث برامج ضمان خماطر القروض هبدف تسهيل التمويل للمشروعات الصغرية‬
‫واملتوسطة املستهدفة‪ ،‬ومتكينها من احلصول على التسهيالت االئتمانية عن طريق ضمان‬
‫خماطر هذه القروض لدى البنوك واملؤسسات املالية‪ ،‬مما يؤدي إىل زايدة إقبال البنوك على‬
‫منح التسهيالت لشرحية أوسع من املستثمرين وأصحاب املشاريع ذات اجلدوى االقتصادية‬
‫الذين ال تتوافر لديهم الضماانت التقليدية الكافية‪ ،‬ويؤدي ذلك إىل منو هذه املشروعات‬
‫وتطورها واستمراريتها‪..‬‬

‫‪ ‬تعريف املشروع الصغري ‪Small Business‬‬


‫يوجد اختالفات كثرية يف تعريف املشروع الصغري سواء داخل الدولة الواحدة او ضمن‬
‫الدول املختلفة‪ ،‬وذلك وفقا ملفاهيم خمتلفة منها العمال او رأس املال او تقدمي املنتجات او‬
‫اخلدمات‪ ،‬وإزاء التعريفات املتعددة والصعوبة النامجة عن إمكانية وضع تعريف حمدد ودقيق‬
‫هلذه املشاريع‪ ،‬فالبد من لفت االنتباه اىل الطبيعية اهليكلية للمشاريع الصغرية واليت ختتلف‬
‫بيئاهتا ووجهات نظر االقتصاديني اليها إضافة اىل اختالف املعايري واملقاييس البيئية املكانية‬
‫او اجلغرافية واالطالع على القوانيني التجارية واالقتصادية الناظمة جلملة العالقات اخلاصة‬
‫فيما بني املشروعات الصغرية من جهة وبينها وبني املشاريع األخرى يف االقتصاد القومي من‬
‫جهة أخرى‪ .‬فالبنك الدويل على سبيل املثال يعرف املشروعات الصغرية واملتوسطة‬
‫ابستخدام معيار عدد العمال والذي يعترب معيارا مبدئيا‪ ،‬وتعترب املنشأة صغرية إذا كانت‬
‫توظف أقل من ‪ 50‬عامال‪ .‬وهناك العديد من دول العامل اليت تستخدم هذا املعيار لتعريف‬
‫املنشآت الصغرية واملتوسطة‪ .‬ففي الوالايت املتحدة األمريكية‪ ،‬ايطاليا وفرنسا تعترب املنشأة‬
‫صغرية ومتوسطة إذا كانت توظف حىت ‪ 500‬عامل‪ ،‬يف السويد لغاية ‪ 200‬عامل‪ ،‬يف كندا‬
‫واسرتاليا حىت ‪ 99‬عامال‪ ،‬يف حني أهنا يف الدمنارك هي املنشآت اليت توظف لغاية ‪50‬‬
‫عامال‪.‬‬
‫وميكن القول‪ :‬إن استخدام عدد العمال كمعيار لتعريف املنشآت الصغرية واملتوسطة ميتاز‬
‫بعدد من املزااي منها‪ )1( :‬يسهل عملية املقارنة بني القطاعات والدول‪ )2( .‬مقياس ومعيار‬

‫‪2|Page‬‬
‫دكتور سرحان سليمان‬ ‫أي استفسارات يرجى املراسلة على‪:‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫ــــــــــــــــــــــ ـــــــــ‬
‫معهد حبوث االقتصاد الزراعي‬ ‫‪Email: dr.sarhan@yahoo.com‬‬
‫قسم حبوث التسويق‬ ‫………………………… ‪Mobile:‬‬
‫اثبت وموحد‪ ،‬خصوصا أنه ال يرتبط بتغريات األسعار واختالفها مباشرة وتغريات أسعار‬
‫الصرف‪ )3( .‬من السهولة مجع املعلومات حول هذا املعيار‪.‬‬
‫وهناك دول أخرى تستخدم حجم رأس املال لتعريف املشروع الصغري واملتوسط‪ ،‬مما‬
‫يؤدي إىل صعوبة املقارنة بني هذه الدول الختالف أسعار صرف العمالت‪.‬‬
‫ولذلك البد من ضرورة وجود هيئات ومؤسسات عامة وخاصة تتبىن التعاريف يف‬
‫املشروعات الصغرية من خالهلا االخذ مبعايري مقاييس موحدة عند االستخدام‪ ،‬ومن بني‬
‫التعريفات للمشروع الصغري ما يلى‪:‬‬
‫‪ .1‬تعريف اللجنة األوروبية‪ ":‬املؤسسة الصغرية هي اليت تضم بني ‪ 10‬عمال إىل ‪ 49‬عامال‬
‫ابستقالليتها‪".‬‬
‫‪ .2‬تعريف منظمة العمل الدولية‪ " :‬املؤسسات الصغرية واملتوسطة هي وحدات تنتج وتوزع‬
‫سلع وخدمات وتتألف غالبا من منتجني مستقلني يعملون اهبم اخلاص يف املناطق احلضرية يف‬
‫البلدان النامية‪ ،‬وبعضها يعتمد على العمل من داخل العائلة‪ ،‬وبعضهم يستأجر عماال‬
‫وحرفيني وبعضها يعمل برأس مال اثبت‪ ،‬يعتمد على عائد منخفض‪ ،‬وعادة ما تكسب‬
‫دخوال غري منتظمة وهتيئ فرص عمل غري مستقرة‪ ،‬ويضيف هذا التعريف أبهنا قطاع غري‬
‫رمسي مبعىن أهنا منشأة ليست مسجلة لدى األجهزة احلكومية أو اإلحصائيات الرمسية غالبا‬
‫"‪.‬‬
‫‪ .3‬تعريف جلنة التنمية االقتصادية األمريكية‪" :‬إن هذه املشروعات هي اليت تعتمد على‬
‫استقاللية اإلدارة وأن يكون املدير هو مالك املشروع وتتشكل من جمموعة من األفراد وحملية‬
‫النشأة‪ ،‬حبيث يكون أصحاب املشروع قاطنني يف منطقة املشروع‪".‬‬
‫‪ .4‬تعريف االحتاد األورويب‪ " :‬تعرف املؤسسات الصغرية واملتوسطة حسب هذا االحتاد كما‬
‫يلي‪ :‬املؤسسات الصغرية جدا من ‪ 9-1‬عمال‪ ،‬اما املؤسسات الصغرية من ‪99-10‬‬
‫عامل‪ ،‬اما املؤسسات املتوسطة من ‪ 499-100‬عامال‪".‬‬
‫‪ .5‬املشرع اجلزائري‪ :‬يعرف املؤسسة الصغرية على أهنا املؤسسة اليت تشغل ما بني ‪9-1‬‬
‫أفراد‪ ،‬وحتقق رقم أعمال يقل عن ‪ 20‬مليون دينار‪ ،‬بينما يعرف املؤسسة املتوسطة على اهنا‬
‫تلك املؤسسة اليت تشغل بني ‪ 50‬و‪ 250‬عامال‪ ،‬ويرتاوح رقم أعماهلا بني ‪ 200‬مليون و‪2‬‬
‫مليار دينار‪.‬‬

‫‪3|Page‬‬
‫دكتور سرحان سليمان‬ ‫أي استفسارات يرجى املراسلة على‪:‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫ــــــــــــــــــــــ ـــــــــ‬
‫معهد حبوث االقتصاد الزراعي‬ ‫‪Email: dr.sarhan@yahoo.com‬‬
‫قسم حبوث التسويق‬ ‫………………………… ‪Mobile:‬‬
‫‪ ‬خصائص املؤسسات الصغرية‬
‫تتميز هذه املؤسسات ابخلصائص التالية‪:‬‬
‫‪ -‬سهولة إنشائها‪ :‬فهي ال تتطلب أمواال كبرية إلنشائها و التمويل غالبا ما يكون حمليا‪،‬‬
‫و تعتمد على مستلزمات إنتاجية حملية أيضا ال تتطلب استريادها يف الكثري من األحيان‪.‬‬
‫‪ -‬تستخدم تلك املؤسسات تكنولوجيا أقل‪ ،‬تناسب ظروفها احمللية و نقصد بذلك أهنا‬
‫ال تتطلب تكنولوجيا معقدة أو مستوردة‪.‬‬
‫‪ -‬ال تتطلب مساحات كبرية إلقامتها بل تستغل مساحات وجتهيزات بسيطة‪ ،‬مما جيعل‬
‫تكاليفها منخفضة‪.‬‬
‫‪ -‬تتميز ابملرونة يف أعماهلا و عملياهتا ومنتجاهتا مبا ميكن تعديلها وفقا للظروف املتاحة‬
‫واحمليطة ابملؤسسة‪.‬‬
‫‪ -‬تعمل على إحداث التوزيع املتوازن للسكان بني الريف واملدينة وذلك من خالل‬
‫توطني الصناعة يف املناطق الريفية‪.‬‬
‫‪ -‬هيكلها التنظيمي بسيط يعتمد على مستوايت إشراف حمدودة‪.‬‬
‫‪ -‬تستخدم نظام معلومايت غري معقد يتالءم مع نظام اختاذها للقرارات‪.‬‬

‫‪ ‬أمهية ودور املؤسسات الصغرية يف التنمية االقتصادية‬


‫أوال‪ :‬أمهية املؤسسات الصغرية‬
‫حتتل املؤسسات الصغرية أمهية ابلغة يف االقتصاد العاملي بصفة عامة واالقتصاد القومي بصفة‬
‫خاصة ألهنا تشكل أهم عناصر ومكوانت النشاط االقتصادي لكل دول العامل‪ ،‬فهي تعترب‬
‫احملرك األساسي للتنمية والتطور االقتصادي‪ ،‬واليت توفر قاعدة صناعية وبنية حتتية واسعة‬
‫وركيزة أساسية لتحقيق التنمية االقتصادية واالجتماعية وجند من بني األسباب اليت أدت إىل‬
‫االهتمام هبذه املشاريع الصغرية‬
‫‪ .1‬اهنيار األوضاع املالية‪ :‬خاصة يف الدول النامية‪ ،‬وابلتايل ضعف القدرات االستثمارية‬
‫وعدم قدرة املؤسسات الكبرية على االستمرار والبقاء‪.‬‬
‫‪ .2‬التحوالت االقتصادية العاملية‪ :‬واليت جاءت بربانمج التحويل اهليكلي مثل اخلصخصة‪،‬‬
‫واليت قد نعتربها أبهنا كانت السبب والعامل األساسي الذي أدى إىل ضرورة تنمية وتطوير‬
‫تلك املؤسسات‪ ،‬وذلك كله يف إطار الدور املتزايد للقطاع اخلاص‪.‬‬

‫‪ ‬اثنيا‪ :‬دور املؤسسات الصغرية يف حتقيق التنمية االقتصادية‬


‫نظرا لألمهية البالغة اليت حتتلها هذه املؤسسات يف اقتصادايت الدول فإن دورها يظهر‬
‫بشكل جلي وواضح وأساسي وميكن حصر هذا الدور يف النقاط التالية‪:‬‬
‫‪ .1‬الدور االقتصادي ‪:‬‬
‫ميكن تلخيص هذا الدور يف النقاط التالية‪:‬‬
‫‪4|Page‬‬
‫دكتور سرحان سليمان‬ ‫أي استفسارات يرجى املراسلة على‪:‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫ــــــــــــــــــــــ ـــــــــ‬
‫معهد حبوث االقتصاد الزراعي‬ ‫‪Email: dr.sarhan@yahoo.com‬‬
‫قسم حبوث التسويق‬ ‫………………………… ‪Mobile:‬‬
‫‪ 1.1‬تثمني قوة العمل‪ :‬من خالل استعمال تكنولوجيا قليلة رأس املال‪ ،‬كثيفة العمل‪.‬‬
‫‪ 2.1‬تعبئة املوارد املالية‪ :‬وذلك جبمع أموال خمتلفة املصادر‪ ،‬إذ إبمكان هذه املؤسسات أن‬
‫تنشأ من طرف العائالت واألسر وابلتايل جتميع تلك األموال‪ ،‬أو كأن يقوم أحد األشخاص‬
‫أو العمال املهرة مع جمموعة من العاملني بتكوين وحدات إنتاجية ابالعتماد على مدخراهتم‪،‬‬
‫وابلتايل تشكيل طاقات إضافية‪ ،‬متكنهم من إبراز كفاءاهتم واحملافظة على استقالليتهم املالية‬
‫ووحدهتم‪.‬‬
‫‪ 3.1‬رفع إنتاجية العامل‪ :‬وذلك من خالل جتسيد نظام رقايب فعال وابستمرار لضمان السري‬
‫احلسن للعمل‪ ،‬وكذلك السيطرة على سري العمل نظرا لصغر حجم هذه املؤسسات‪.‬‬
‫‪ 4.1‬خلق الناتج احمللى اإلمجايل‪ :‬ميكن أن نلمسه من خالل مسامهة القطاع اخلاص بنسبة‬
‫معينة من اإليرادات يف الناتج احمللى اإلمجايل‪.‬‬
‫‪ 5.1‬منو التجارة اخلارجية‪ :‬تقوم هذه املؤسسات كغريها من املؤسسات جبميع عمليات‬
‫املبادالت التجارية من تصدير واسرتاد‪.‬‬
‫‪ 6.1‬توفري متطلبات السوق من السلع واخلدمات‪ ،‬وتوفري مستلزمات املؤسسات الكربى‬
‫ابملواد األولية (املقاولة الباطنية)‪.‬‬
‫‪ 7.1‬محاية الطابع الصناعي احمللي‪ :‬يف ظل التطورات الراهنة‪ ،‬وأمام انفتاح األسواق العاملية‬
‫وحترير التجارة ورفع الرقابة اجلمركية وإلغاء الرسوم اجلمركية‪ ،‬أصبحت هناك منافسة خارجية‬
‫للمنتجات واليت تؤثر على املنتجات احمللية‪ ،‬لذلك فإن هذه املؤسسات تعمل على محاية‬
‫منتجاهتا عن طريق مراقبة اجلودة‪ ،‬والتحكم يف التكاليف وحماولة خلق ميزة تنافسية ملواجهة‬
‫تلك املنافسة‪ ،‬وابلتايل إذا استطاعت املواجهة فإهنا بذلك تستطيع محاية املنتجات احمللية‪.‬‬
‫‪ .2‬الدور االجتماعي‬
‫تعمل هذه املؤسسات على حتقيق التوازن اجلهوي وإحداث تطورات على املستوى‬
‫االجتماعي‪ ،‬وميكن حصر الدور االجتماعي هلذه املؤسسات يف النقاط التالية‪ :‬القضاء على‬
‫البطالة من خالل توفري فرص العمل‪ ،‬احلد من ظاهرة النزوح الريفي وذلك من خالل إنشاء‬
‫بعض املشاريع يف املناطق الريفية أو النائية‪ ،‬وابلتايل تقريب فرص التشغيل من سكان تلك‬
‫املناطق الريفية ويف هذا الصدد ميكن للمؤسسات الصغرية أن حتقق ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬القضاء على املشكالت االجتماعية‪.‬‬
‫‪ -‬حتسني مستوى املعيشة يف الريف‪.‬‬
‫‪ -‬االستغالل األمثل للطاقات املادية والبشرية‪.‬‬
‫‪ -‬االستغالل األمثل للموارد احمللية‪.‬‬

‫‪ ‬طرق متويل املؤسسات الصغرية‬


‫كما يعرف عن مجيع املؤسسات أهنا حباجة إىل أموال‪ ،‬فإن هذه املؤسسات هي أيضا حباجة‬
‫هلا‪ ،‬لذلك فهي تبحث دائما عن مصادر للحصول على تلك األموال‪ ،‬وجند أن هذه‬

‫‪5|Page‬‬
‫دكتور سرحان سليمان‬ ‫أي استفسارات يرجى املراسلة على‪:‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫ــــــــــــــــــــــ ـــــــــ‬
‫معهد حبوث االقتصاد الزراعي‬ ‫‪Email: dr.sarhan@yahoo.com‬‬
‫قسم حبوث التسويق‬ ‫………………………… ‪Mobile:‬‬
‫املؤسسات بصفة خاصة تعاين من الكثري من املشاكل اخلاصة ابلتمويل‪ ،‬كما تواجه معوقات‬
‫ومشاكل أخرى‪.‬‬
‫تتحصل املؤسسات الصغرية واملتوسطة كغريها من املؤسسات على مواردها املالية ابلطرق‬
‫التالية‪:‬‬
‫‪ .1‬التمويل الذايت‪ :‬معىن ذلك أن صاحب املشروع يعتمد يف متويله ملشروعه على أمواله أو‬
‫مدخراته الذاتية‪.‬‬
‫‪ .2‬التمويل ابلقروض‪ :‬وذلك ابحلصول على قروض بفوائد أو بدون فوائد من البنوك أو‬
‫مؤسسات الدعم املالية‪.‬‬

‫‪ ‬املشاكل اليت تواجهها املؤسسات الصغرية‪.‬‬


‫تواجه املؤسسات الصغرية عدة صعوابت سواء كان ذلك عند اإلنشاء (التأسيسي) أو أثناء‬
‫مباشرة نشاطها وميكن تلخيص أهم املشاكل فيما يلي ‪:‬‬
‫‪ .1‬صعوابت اإلجراءات صعوابت اإلجراءات اإلدارية والتنفيذية للحصول على قبول‬
‫للمشروع وتنفيذه‪.‬‬
‫‪ .2‬ارتفاع مسامهات أرابب العميل يف جمال دفع مصاريف التأمني‪ ،‬مما أدى أبصحاب‬
‫املشاريع ابالمتناع على توظيف العمال أو التقليل من توظيفهم‪.‬‬
‫‪ .3‬ارتفاع معدالت الضريبة على رقم األعمال‪ ،‬الدخل واألرابح‪.‬‬
‫‪ .4‬املشكالت اإلدارية‪ :‬واليت تتمثل يف جهل أو عدم التمكن من تقنيات التسيري فكثريا‬
‫من األشخاص يلجؤون إىل اخللط بني بني األعمال اخلاصة هبم واألعمال اخلاصة ابملشروع‪،‬‬
‫مما يؤدي إىل اختالط الذمة املالية‪ ،‬أيضا نقص العمالة املدربة نظرا الرتفاع تكاليف التدريب‬
‫والتكوين‪.‬‬
‫‪ .5‬املشكالت التسويقية‪ :‬واليت ميكن حصرها فيما يلي ‪:‬‬
‫• نقص اخلربة يف هذا اجملال و اإلمكانيات واملعلومات و عدم القيام ابلبحوث التسويقية‬
‫نظرا الرتفاع تكاليفها‪.‬‬
‫• ظهور املنتجات البديلة ابستمرار وأبقل التكاليف‪.‬‬
‫‪ .6‬املشكالت التمويلية‪ :‬هناك العديد من املشكالت التمويلية اليت تعيق او حتد من عمل‬
‫املؤسسات الصغرية نذكر منها ‪:‬‬
‫• صعوبة احلصول على القروض بسبب ‪:‬‬
‫أ‪ -‬تعقد اإلجراءات اخلاصة ابحلصول عليها‪.‬‬
‫ب‪ -‬وجود ضماانت تعجيزية واليت تكون يف بعض األحيان غري متوفرة أمام أصحاب‬
‫املشاريع كاشرتاط ضماانت عقارية أو عينية‪.‬‬
‫ت‪ -‬ارتفاع أسعار الفوائد احياان‪.‬‬

‫‪6|Page‬‬
‫دكتور سرحان سليمان‬ ‫أي استفسارات يرجى املراسلة على‪:‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫ــــــــــــــــــــــ ـــــــــ‬
‫معهد حبوث االقتصاد الزراعي‬ ‫‪Email: dr.sarhan@yahoo.com‬‬
‫قسم حبوث التسويق‬ ‫………………………… ‪Mobile:‬‬
‫‪ ‬واقع اإلدارة االسرتاتيجية يف املؤسسات الصغرية‬
‫يعترب التخطيط االسرتاتيجي مهما جدا ابلنسبة للمؤسسات مهما كان حجمها‪ ،‬فهو مبثابة حلقة‬
‫وصل بني املؤسسة و حميطها‪ ،‬إذ ميكنها من التعامل مع خمتلف التهديدات اليت قد تطرأ فجأة‬
‫يف احمليط وابلتايل تستطيع بذلك التفاعل مع كافة التغريات‪ ،‬األمر الذي جيعلها تكتسب ميزة‬
‫تنافسية تضمن هلا البقاء‪ ،‬و قد تبلورت معظم األفكار األوىل للتخطيط االسرتاتيجي وتطورت‬
‫يف إطار املؤسسات العامة‪ ،‬لكن إىل جانب تلك املؤسسات هناك املؤسسات الصغرية و‬
‫املتوسطة اليت تواجه بدورها املخيط واليت تعمل جاهدة من أجل البقاء واالستمرارية‪ ،‬وسنحاول‬
‫فيما يلى التطرق لإلدارة االسرتاتيجية يف املؤسسات‪:‬‬

‫تعريف اإلدارة االسرتاتيجية‪.‬‬


‫"تعرف على أهنا فن وعلم تشكيل و تنفيذ و تقييم القرارات الوظيفية املتداولة اليت متكن‬
‫املؤسسة من حتقيق أهدافها‪.‬‬
‫من هذا التعريف ميكننا استنتاج أن‪ :‬اإلدارة االسرتاتيجية هتتم بتحقيق التكامل بني وظائف‬
‫اإلدارة والتسويق والتمويل واإلنتاج والبحوث والتطوير وأنظمة معلومات احلاسب اآليل‪ ،‬وذلك‬
‫بغرض حتقيق جناح املنظمة‪.‬‬

‫مراحل اإلدارة االسرتاتيجية‪.‬‬


‫تشتمل اإلدارة االسرتاتيجية على ثالث مراحل واليت ميكن توضيحها فيما يلي ‪:‬‬
‫‪ .1‬املرحلة األوىل‪ :‬وضع االسرتاتيجية ‪:‬‬
‫تتضمن هذه املرحلة القيام ابخلطوات التالية ‪:‬‬
‫‪ .1‬وضع أهداف طويلة األجل‪.‬‬
‫‪ .2‬إعداد رسالة املنظمة‪.‬‬
‫‪ .3‬تعريف الفرص والتهديدات اخلارجية اليت تواجه املنظمة‪.‬‬
‫‪ .4‬حتديد نقاط القوة والضعف الداخلية واخلارجية يف املنظمة‪.‬‬
‫‪ .5‬وضع االسرتاتيجيات البديلة‪.‬‬
‫‪ .6‬اختيار االسرتاتيجيات اليت سيتم تنفيذها‪.‬‬
‫وعند اإلقدام على وضع االسرتاتيجيات فإننا نطرح التساؤالت التالية ‪:‬‬
‫ماهي جماالت األعمال اجلديدة اليت ميكن الدخول فيها و األنشطة اليت جيب التوقف‬ ‫•‬
‫عن آدائها ؟‬
‫كيف يتم توزيع املوارد من طرف املؤسسة ؟‬ ‫•‬
‫كيف ميكنها التوسع من خالل قيامها أبعمال خمتلفة و تنويعها ؟‬ ‫•‬
‫هل يفضل الدخول يف السواق العاملية أم ال ؟‬ ‫•‬

‫‪7|Page‬‬
‫دكتور سرحان سليمان‬ ‫أي استفسارات يرجى املراسلة على‪:‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫ــــــــــــــــــــــ ـــــــــ‬
‫معهد حبوث االقتصاد الزراعي‬ ‫‪Email: dr.sarhan@yahoo.com‬‬
‫قسم حبوث التسويق‬ ‫………………………… ‪Mobile:‬‬
‫‪ .2‬املرحلة الثانية‪ :‬تطبيق االسرتاتيجية ‪:‬‬
‫تتميز هذه املرحلة أبهنا من أكثر املراحل صعوبة‪ ،‬إذ تضم هتيئة املناخ التنظيمي ووضع اخلطط‬
‫والسياسات وكيفية تنظيم العمل وختصيص املوارد الالزمة‪ ،‬وبناء هيكل تنظيمي مناسب‪،‬‬
‫والتخطيط للموارد البشرية املناسبة وتنمية القيادات االدارية‪ ،‬إضافة إىل حتديد مجيع األنشطة‬
‫اخلاصة بصياغة اجلهود التسويقية والتمويلية وغريها‪.‬‬
‫‪ .3‬املرحلة الثالثة‪ :‬مراجعة وتقييم االسرتاتيجية (املراقبة)‪:‬‬
‫وهي املرحلة الثالثة واألخرية‪ ،‬أتيت هذه اخلطوة هبدف مراجعة وتقومي االسرتاتيجية ذلك ألن‬
‫االسرتاتيجية توضع ملواجهة وتعديل وتطوير املستقبل‪ ،‬وبسبب وجود عوامل داخلية وخارجية‬
‫تتغري ابستمرار‪.‬‬
‫وهناك ثالثة أنشطة رئيسية لتقييم االسرتاتيجية وهي ‪:‬‬
‫أ – مراجعة العوامل الداخلية واخلارجية‪.‬‬
‫ب‪ -‬قياس الداء وذلك مبراجعة النتائج‪.‬‬
‫ج‪ -‬اختاذ اإلجراءات التصحيحية‪.‬‬

‫املهمة األساسية لإلدارة االسرتاتيجية‪:‬‬


‫تعرب املهمة األساسية لإلدارة االسرتاتيجية على التفكري يف حتديد رسالة املؤسسة‪ ،‬وذلك بطرح‬
‫األسئلة التالية‪:‬‬
‫ما هو عملنا ؟ ماذا جيب أن يكون؟‬ ‫•‬
‫وهذا يقودان إىل وضع اهلداف وبناء االسرتاتيجيات واخلطط وصنع القرارات يف الفرتة احلايل‬
‫لتحقيق النتائج يف املستقبل‪ ،‬اذلك تقوم اإلدارة االسرتاتيجية بتحديد وختصيص املوارد املالية‬
‫والبشرية لتحقيق تلك النتائج‬

‫التصور االسرتاتيجي للمشروعات الصغرية‬


‫تعمل كل املؤسسات يف وسط بيئة داخلية و خارجية فهي بذلك تؤثر فيها و تتأثر هبا‪ ،‬وكما هو‬
‫معروف أو أن مكوانت هذه البيئة أو احمليط سريعة التغيري‪ ،‬فهي إذن جد متغرية وابلتايل جيب‬
‫على املؤسسة التفاعل معها وذلك ابغتنام الفرص اليت يفرزها حميطها وحماولة جتنب التهديدات‬
‫و املخاطر أو التقليل من حدهتا ‪ ،‬لذلك فإن املؤسسات تقوم ببناء تصور اسرتاتيجي حنو اعتماد‬
‫اسرتاتيجيات معينة من أجل املواجهة و الدفاع و ابلتايل ضمان بقائها‪ ،‬و املؤسسات الصغرية‬
‫واملتوسطة تعمل أيضا يف ظروف بيئية متغرية لذلك وجب عليها بناء تصور اسرتاتيجي ‪،‬‬
‫واعتماد اسرتاتيجيات تناسب الوضعية اليت تكون فيها ‪ ،‬وفقا لإلمكانيات املالية هلا‪.‬‬
‫واملؤسسات الصغرية هي صغرية احلجم مقارنة مع املؤسسات الكبرية‪ ،‬إال أن صغر حجمها ال‬
‫يعد دائما مشكال‪ ،‬فهي تتمتع مبجموعة من اإلجيابيات‪ ،‬منها‪ :‬القرب من السواق‪ ،‬سرعة رد‬
‫الفعل‪ ،‬سرعة تغيري التوجه‪.‬‬

‫‪8|Page‬‬
‫دكتور سرحان سليمان‬ ‫أي استفسارات يرجى املراسلة على‪:‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫ــــــــــــــــــــــ ـــــــــ‬
‫معهد حبوث االقتصاد الزراعي‬ ‫‪Email: dr.sarhan@yahoo.com‬‬
‫قسم حبوث التسويق‬ ‫………………………… ‪Mobile:‬‬
‫وإذا كان احمليط العدواين والتذبذب ميثل حطر على املؤسسات الصغرية‪ ،‬فإن هذا احمليط يتطلب‬
‫رد فعل سريع يقتضي مواكبة التغريات‬

‫مظاهر التخطيط االسرتاتيجي يف املؤسسات الصغرية‬


‫تقوم املؤسسات الصغرية واملتوسطة ابلتخطيط االسرتاتيجي لتثمني مواردها وتعظيم الفائض‬
‫وتفادي مواجهة خماطر احمليط وهلا أولوايت اسرتاتيجية تتلخص فيما يلي ‪:‬‬
‫فعالية التشغيل الداخلي‪.‬‬ ‫•‬
‫عمليات توظيف رأس املال الفكري و احلصول على املعارف‪.‬‬ ‫•‬
‫نوعية املنتجات واخلدمات املقبولة عن السوق‪.‬‬ ‫•‬
‫العالقة مع الزابئن‪.‬‬ ‫•‬
‫تغريات احمليط و اإلجراءات الوقائية‪.‬‬ ‫•‬
‫وميكن تلخيص بعض جوانب أو مظاهر ممارسة التخطيط االسرتاتيجي يف املؤسسات الصغرية‬
‫فيما يلي ‪:‬‬
‫‪ .1‬التخطيط االسرتاتيجي يعد التخطيط االسرتاتيجي عملية هتدف إىل حتديد الوضعيات‬
‫املستقبلية للمؤسسة املرغوب فيها وذلك بتحديد الوسائل الالزمة لبلوغ تلك الوضعية‬
‫فالتخطيط االسرتاتيجي جييب على السؤال التايل‪ :‬كيف يتم الوصول إىل الوضعية املرغوب‬
‫فيها؟‬
‫‪ .2‬مراعاة التسويق بني العوامل الظرفية املتمثلة فيما يلي‪:‬‬
‫التذبذب التكنولوجي‪ ،‬حجم املؤسسة‪ ،‬الطموح االسرتاتيجي‪ ،‬كثافة رأس املال‪.‬‬
‫وجتدر اإلشارة هنا إىل أن التخطيط االسرتاتيجي يف هذه املؤسسات يرتبط أكثر ابجلوانب‬
‫النفسية والشخصية للمخطط‪.‬‬
‫وميكن للتخطيط االسرتاتيجي يف هذه املؤسسات أن يرتبط مبا يلي‪:‬‬
‫النظرة االسرتاتيجية‪ :‬ويقصد هبا التصور الذهين ملستقبل املؤسسة مع مراعاة تغريات احمليط‪.‬‬
‫النية االسرتاتيجية‪ :‬أي جمموعة املهام اليت تفكر املؤسسة بتجسيدها مستقبال واليت جيب أن‬
‫يراعي فيها التوظيف األمثل للوسائل اخلاصة بتحقيق مشروع اسرتاتيجي‪.‬‬
‫‪ .3‬التوفيق بني املوارد‪ :‬تسعى تلك املؤسسات دائما إىل ترشيد مواردها من خالل البحث‬
‫عن االستغالل األمثل هلا وفقا إلمكانياهتا احملدودة وهو ما يعرف مبعاجلة املوارد ويف هذا الصدد‬
‫فإن هذه املؤسسات تسعى لتحقيق ميزة تنافسية‪ ،‬وذلك من خالل معاجلة املوارد االسرتاتيجية‬
‫كاملهارات واملوارد املتميزة‪.‬‬

‫وهناك العديد من اخليارات االسرتاتيجية اليت ميكن للمؤسسات أن تتبناها‪ ،‬نذكر منها ما يلي ‪:‬‬
‫‪ .1‬التخصص‪ :‬غالبا ما تكون هذه االسرتاتيجية مرتبطة ابملؤسسات حديثة التكوين‪ ،‬وهي‬
‫حماولة ختصص الوسائل حول نشاط واحد مربح مع درجة عالية من املعرفة العلمية ‪.‬‬
‫‪9|Page‬‬
‫دكتور سرحان سليمان‬ ‫أي استفسارات يرجى املراسلة على‪:‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫ــــــــــــــــــــــ ـــــــــ‬
‫معهد حبوث االقتصاد الزراعي‬ ‫‪Email: dr.sarhan@yahoo.com‬‬
‫قسم حبوث التسويق‬ ‫………………………… ‪Mobile:‬‬
‫‪ .2‬اسرتاتيجية االستقرار‪ :‬تستخدم من طرف املؤسسات اليت ترغب يف االستقرار لعدة‬
‫أسباب نذكر منها ‪:‬‬
‫رغبة أصحاب املؤسسات الصغرية يف النمو التدرجيي‪.‬‬ ‫•‬
‫االقتناع مبستوايت األرابح احملققة‪.‬‬ ‫•‬
‫حماولة جتنب املخاطر املوجودة يف احمليط‪.‬‬ ‫•‬
‫‪ .3‬اسرتاتيجية التميز‪ :‬تعترب اسرتاتيجية تنافسية تعتمد على التميز يف املنتج ملواجهة القطاع‬
‫املستهدف من السوق‪ ،‬وتسعى بذلك املؤسسة لتحقيق ميزة تنافسية يف قطاع السوق‬
‫املستهدف‪.‬‬
‫‪ .4‬اسرتاتيجية على خفض التكلفة‪ :‬تعتمد هذه املؤسسات على تبين هذه االسرتاتيجية‬
‫واليت تعتمد على خفض التكلفة للمنتج‪ ،‬وذلك من خالل الرتكيز على قطاع معني من السوق‬
‫أو على جمموعة معينة من املشرتين‪.‬‬
‫‪ .5‬اسرتاتيجية التنويع‪ :‬يقصد هبا توسع املؤسسة من خالل تقدمي املنتجات واخلدمات‬
‫اجلديدة‪ ،‬وهناك تنويع املرتبط وتنويع غري مرتبط‪.‬‬
‫‪ .6‬اسرتاتيجية الرتكي‪ :‬حيث تركز املؤسسة تركيزا كامال على جمال حمدد تتخصص فيه أو‬
‫على مزيج واحد من التكنولوجيا‪ ،‬املستهلكني واملنتج‪.‬‬

‫‪ ‬خصائص ومميزات املشروعات الصغرية واملتوسطة‪:‬‬


‫إن هلذه الصناعات دور ال يستهان به يف بناء االقتصاد الوطين‪ ،‬وتظهر أمهيتها من خالل‬
‫استغالل الطاقات واإلمكانيات وتطوير اخلربات واملهارات كوهنا تعترب أحد أهم روافد العملية‬
‫التنموية‪ .‬وعلى الرغم من اجلدل القائم حول قدم أو حداثة الصناعات الصغرية واملتوسطة‪ ،‬فقد‬
‫تبني أن هذه الصناعات قدمية ألهنا كانت النواة والبداية حلركة التصنيع فعلى سبيل املثال إن‬
‫شركة بينيتون لأللبسة ) ‪ ، (United Colors of Benetton‬بدأ صاحبها ابلعمل‬
‫على ماكنة خياطة واحدة يف مدخل العمارة اليت يسكنها وكان جيمع بواقي القماش من املصنع‬
‫وحييكها على شكل مالبس جاهزة‪ .‬وما توصلت إليه من هذه املشروعات تطور واتساع‪ ،‬وهي‬
‫كذلك جديدة من حيث استحواذها على االهتمام األكرب من جانب املهتمني ابلقضااي‬
‫االقتصادية واالجتماعية والتنموية‪ ،‬وعلى الرغم من هذا التباين يف ترتيب األولوية اليت تتمتع هبا‬
‫الصناعات الصغرية واملتوسطة‪ ،‬إال أهنا تستحوذ على خصائص معينة متيزها عن غريها من‬
‫الصناعات‪ ،‬وهي كما يلي‪:‬‬
‫‪ .1‬مالك املنشأة هو مديرها‪ ،‬إذ يتوىل العمليات اإلدارية والفنية‪ ،‬وهذه الصفة غالبة على‬
‫هذه املشروعات كوهنا ذات طابع أسري يف أعلب األحيان‪.‬‬
‫‪ .2‬اخنفاض احلجم املطلق لرأس املال الالزم إلنشاء املشروعات الصغرية وذلك يف ظل تدين‬
‫حجم املدخرات هلؤالء املستثمرين يف املشروعات الصغرية واملتوسطة‪.‬‬
‫‪ .3‬االعتماد على املوارد احمللية األولية‪ ،‬مما يساهم يف خفض الكلفة االنتاجية وابلتايل يؤدي‬
‫إىل اخنفاض مستوايت معامل رأس املال‪/‬العمل‪.‬‬
‫‪10 | P a g e‬‬
‫دكتور سرحان سليمان‬ ‫أي استفسارات يرجى املراسلة على‪:‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫ــــــــــــــــــــــ ـــــــــ‬
‫معهد حبوث االقتصاد الزراعي‬ ‫‪Email: dr.sarhan@yahoo.com‬‬
‫قسم حبوث التسويق‬ ‫………………………… ‪Mobile:‬‬
‫‪ .4‬مالءمة أمناط امللكية من حيث حجم رأس املال ومالءمته ألصحاب هذه املشروعات‪،‬‬
‫حيث أن تدين رأس املال يزيد من اقبال من يتصفون بتدين مدخراهتم على مثل هذه املشروعات‬
‫نظرا الخنفاض كلفتها مقارنة مع املشروعات الكبرية‪.‬‬
‫‪ .5‬تدين قدراهتا الذاتية على التطور والتوسع نظرا إلمهال جوانب البحث والتطوير وعدم‬
‫االقتناع أبمهيتها وضرورهتا‪.‬‬
‫‪ .6‬االرتقاء مبستوايت االدخار واالستثمار على اعتبار أهنا مصدرا جيدا لإلدخارات اخلاصة‬
‫وتعبئة رؤوس األموال‪.‬‬
‫‪ .7‬املرونة واملقدرة على االنتشار نظرا لقدرهتا على التكيف مع خمتلف الظروف من جانب‬
‫مما يؤدي إىل حتقيق التوازن يف العملية التنموية‪.‬‬
‫‪ .8‬صناعات مكملة للصناعات الكبرية وكذلك مغذية هلا‪.‬‬
‫‪ .9‬صعوبة العمليات التسويقية والتوزيعية‪ ،‬نظرا الرتفاع كلفة هذه العمليات‪ ،‬وعدم قدرهتا‬
‫على حتمل مثل هذه التكاليف‪.‬‬
‫‪ .10‬االفتقار إىل هيكل اداري‪ ،‬كوهنا تدار من قبل شخص واحد مسؤول إداراي وماليا‬
‫وفنيا‪.‬‬
‫‪ .11‬تكلفة خلق فرص العمل فيها متدنية مقارنة بتكلفتها يف الصناعات الكبرية‪.‬‬
‫يالحظ مما تقدم أن خصائص املشروعات الصغرية واملتوسطة منها ما هو سليب ومنها ما هو‬
‫اجيايب‪ ،‬غري أن اجلوانب السلبية يف هذه املشروعات ال ترجع إليها مباشرة بقدر ما هي مرتبطة‬
‫ابملشكالت اليت تواجهها وهوما سيتم تفصيله أيضا يف هذه الورقة‪ .‬أما ما جيب التأكيد عليه هنا‬
‫فهو أن املشروعات الصغرية واملتوسطة ميكنها االستمرار مدة طويلة دون حتقيق أرابح‪ ،‬ولكنها‬
‫سرعان ما تنهار حني تواجهها دفعة مالية حرجة ال تقبل التأجيل‪ ،‬ولذلك فإن التدفقات النقدية‬
‫املباشرة ملثل هذه املشروعات أكثر أمهية من حجم الربح أو عوائد االستثمار‪.‬‬

‫‪ ‬دور ومسامهة املشروعات الصغرية واملتوسطة يف االقتصادايت الوطنية‪:‬‬


‫جرت العادة أن يتم قياس دور املشروعات الصغرية واملتوسطة ومسامهتها يف االقتصاد من‬
‫خالل ثالثة معايري رئيسية هي املسامهة يف التشغيل‪ ،‬اإلنتاج وحصتها من العدد الكلي‬
‫للمنشآت يف االقتصاد‪ .‬وتظهر أهم املزااي هلذه املنشآت فيما يلي‪:‬‬

‫‪ .1‬توفر املشروعات الصغرية واملتوسطة مصدر منافسة حمتمل وفعلي للمنشآت الكبرية‬
‫وحتد من قدرهتا على التحكم يف األسعار‪.‬‬
‫‪ .2‬تعترب هذه املنشآت املصدر الرئيس لتوفري الوظائف يف االقتصادايت املتقدمة والنامية‬
‫على حد سواء‪.‬‬
‫‪ .3‬هذه املنشآت هي عبارة عن بذور أساسية للمشروعات الكبرية‪ ،‬مثال شركة بنيتون‪،‬‬
‫بناسونيك‪...‬‬

‫‪11 | P a g e‬‬
‫دكتور سرحان سليمان‬ ‫أي استفسارات يرجى املراسلة على‪:‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫ــــــــــــــــــــــ ـــــــــ‬
‫معهد حبوث االقتصاد الزراعي‬ ‫‪Email: dr.sarhan@yahoo.com‬‬
‫قسم حبوث التسويق‬ ‫………………………… ‪Mobile:‬‬
‫‪ .4‬متتاز هذه املشروعات أبهنا توفر بيئة عمل مالئمة حيث يعمل صاحب املشروع‬
‫والعاملني جنبا إىل جنب ملصلحتهم املشرتكة‪.‬‬
‫‪ .5‬هذا النوع من املشروعات يساعد يف تطوير وتنمية املناطق األقل حظا يف النمو والتنمية‬
‫وتدين مستوايت الدخل وارتفاع معدالت البطالة‪.‬‬
‫‪ .6‬تعترب هذه املشاريع من اجملاالت اخلصبة لتطوير اإلبداعات واألفكار اجلدية‪.‬‬

‫‪ ‬املعوقات واملشاكل اليت تواجه املشروعات الصغرية واملتوسطة‪:‬‬


‫إن منو وتطور قطاع املشروعات الصغرية واملتوسطة يف كافة أحناء العامل يواجه جمموعة من‬
‫املشاكل‪ ،‬وهذه قد تكون خمتلفة من منطقة ألخرى ومن قطاع آلخر ولكن هناك بعض املشاكل‬
‫اليت تعترب مشاكل موحدة أو متعارف عليها تواجه املشروعات الصغرية واملتوسطة يف كافة أحناء‬
‫العامل‪ .‬وتعترب طبيعة املشاكل اليت تتعرض هلا املشروعات الصغرية واملتوسطة متداخلة مع بعضها‬
‫البعض‪ .‬وبشكل عام يعترب جزء من هذه املشاكل داخلي وهي املشاكل اليت حتدث داخل‬
‫املؤسسة أو بسبب صاحبها‪ ،‬يف حني أهنا تعترب مشاكل خارجية إذا حدثت بفعل وأتثري عوامل‬
‫خارجية أو البيئة احمليطة هبذه املنشآت‪ .‬ومن خالل مراجعة األدبيات والدراسات السابقة هبذا‬
‫اخلصوص‪ ،‬كان ابإلمكان تلخيص أهم املشاكل اليت تواجه املشروعات الصغرية واملتوسطة‬
‫وبشكل عام يف كافة أحناء العامل‪:‬‬

‫‪. 1‬كلفة رأس املال‪ :‬إن هذه املشكلة تنعكس مباشرة على رحبية هذه املشروعات من خالل‬
‫الطلب من املشروعات الصغرية واملتوسطة بدفع سعر فائدة مرتفع مقارنة ابلسعر الذي تدفعه‬
‫املنشآت الكبرية‪ .‬إضافة إىل ذلك تعتمد املنشآت الصغرية واملتوسطة على االقرتاض من البنوك‬
‫مما يؤدي إىل زايدة الكلفة اليت تتحملها‪.‬‬
‫‪. 2‬التضخم‪ :‬من حيث أتثريه يف ارتفاع أسعار املواد األولية وكلفة العمل مما سيؤدي حتما إىل‬
‫ارتفاع تكاليف التشغيل‪ .‬وهنا تعرتض هذه املنشآت مشكلة رئيسية وهي مواجهتها للمنافسة‬
‫من املشروعات الكبرية مما مينعها وحيد من قدرهتا على رفع األسعار لتجنب أثر ارتفاع أجور‬
‫العمالة وأسعار املواد األولية‪.‬‬
‫‪. 3‬التمويل‪ :‬تواجه املشروعات الصغرية واملتوسطة صعوابت متويلية بسبب حجمها (نقص‬
‫الضماانت) وبسبب حداثتها (نقص السجل االئتماين) وعليه‪ ،‬تتعرض املؤسسات التمويلية إىل‬
‫مجلة من املخاطر عند متويل املشروعات الصغرية واملتوسطة يف خمتلف مراحل منوها‪( .‬التأسيس‬
‫– األولية – النمو األويل – النمو الفعلي – االندماج)‪ .‬ونطرا هلذه املخاطر تتجنب البنوك‬
‫التجارية توفري التمويل الالزم هلذه املشروعات نظرا حلرصهم على نقود املودعني‪.‬‬
‫‪. 4‬اإلجراءات احلكومية‪ :‬وهذه مشكلة متعاظمة يف الدول النامية خصوصا يف جانب األنظمة‬
‫والتعليمات اليت هتتم بتنظيم عمل املؤسسات الصغرية واملتوسطة‪.‬‬
‫‪. 5‬الضرائب‪ :‬يعترب نظام الضرائب أحد أهم املشاكل اليت تواجه املشروعات الصغرية واملتوسطة‬
‫يف مجيع أحناء العامل‪ .‬وتظهر هذه املشكلة من جانبني سواء ألصحاب املشروعات الصغرية‬

‫‪12 | P a g e‬‬
‫دكتور سرحان سليمان‬ ‫أي استفسارات يرجى املراسلة على‪:‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫ــــــــــــــــــــــ ـــــــــ‬
‫معهد حبوث االقتصاد الزراعي‬ ‫‪Email: dr.sarhan@yahoo.com‬‬
‫قسم حبوث التسويق‬ ‫………………………… ‪Mobile:‬‬
‫واملتوسطة من حيث ارتفاع الضرائب وهي كذلك مشكلة للضرائب‪ ،‬نظرا لعدم توفر البياانت‬
‫الكافية عن هذه املنشآت مما يضيق عمل جهاز الضرائب‪.‬‬
‫‪. 6‬املنافسة‪ :‬املنافسة والتسويق من املشاكل اجلوهرية اليت تتعرض هلا املشروعات الصغرية‬
‫واملتوسطة‪ ،‬وأهم مصادر املنافسة هي الواردات واملشروعات الكبرية‪.‬‬
‫‪. 7‬ندرة املواد األولية‪ :‬من حيث الندرة الطبيعية وعدم القدرة على التخزين وضرورة اللجوء اىل‬
‫االسترياد وتغريات أسعار الصرف‪.‬‬

‫‪ ‬مصادر متويل الصناعات الصغرية واملتوسطة‪:‬‬


‫ليس هناك من شك يف أن مجيع املشاريع الصناعية على خمتلف مستوايهتا‪ ،‬وسواء اجلديدة منها‬
‫أو القائمة‪ ،‬إمنا حتتاج للتمويل املناسب واملهارات اإلدارية املالئمة حىت تنمو وحتقق دخالا ورحبا‬
‫مقبولني‪ ،‬وقد أصبح تطور املشاريع الصغرية يشكل مفتاحا مهما خللق فرص العمل وللتنمية‬
‫االجتماعية واالقتصادية املتكافئة‪ ،‬وخصوصا ابلنسبة للفئات واجملتمعات الفقرية واألقل حظا‪.‬‬
‫ال بد من اإلشارة هنا إىل أن املؤسسات الصغرية واملتوسطة حتتاج إىل التمويل يف فرتات حياهتا‬
‫بدءا بتأسيس املشروع وانطالقه‪ ،‬وأثناء تطويره وتنميته وحتديثه‪ ،‬وكذلك يف حالة استعداد‬
‫املشروع أو الصناعة إىل االنطالق حنو األسواق التصديرية‪ .‬وحتتاج املشروعات الصغرية‬
‫واملتوسطة للتمويل يف جماالت البحث والتدريب ومتابعة األسواق ومسايرة تطورات اإلنتاج‪،‬‬
‫إضافة إىل احلاالت اليت يتعرض فيها املشروع ألي حدث استثنائي‪.‬‬

‫وميكن حصر مصادر هذا التمويل يف املدخرات الشخصية ملالك املشروع أو إمجايل املدخرات‬
‫العائلية‪ ،‬إضافة إىل االقرتاض من البنوك التجارية يف حالة احلاجة لذلك‪ ،‬أومن البنوك‬
‫املتخصصة يف توجيه التمويل حنو قطاع معني‪ ،‬البنوك املتخصصة يف متويل القطاع الصناعي أو‬
‫متويل القطاع الزراعي‪ ،‬أومن مصادر أخرى تتمثل عادة يف مؤسسات اإلقراض املتخصصة‪،‬‬
‫وعادة ما تكون هذه املؤسسات مدعومة من قبل احلكومة واجلهات الرمسية‪.‬‬

‫وميكن تفسري حمدودية مسامهة البنوك التجارية املرخصة يف توفري التمويل الالزم للمشروعات‬
‫الصغرية واملتوسطة‪ ،‬بعدة عوامل منها ‪:‬‬
‫ارتفاع درجة املخاطر املصرفية املرتبطة إبقراض املشاريع الصغرية واملتوسطة‪.‬‬
‫عدم قدرة هذه املشروعات على توفري الضماانت التقليدية الالزمة للحصول على‬
‫التمويل الالزم‪ ،‬وهذه الضماانت تعترب من أهم متطلبات احلصول على االئتمان من البنوك‬
‫التجارية‪.‬‬
‫حجم أرابح البنك اليت قد تتأثر بفعل ارتفاع الكلفة اإلدارية إلقراض املشروعات‬
‫الصغرية‪.‬‬
‫حتيز البنوك التجارية لصاحل املشروعات الكبرية‪ ،‬حيث يوجد بينها يف أغلب األحيان‬
‫روابط ومصاحل مشرتكة‪ ،‬وأتخذ هذه الروابط شكل اإلدارة املشرتكة وامللكية املشرتكة‪،‬‬
‫والصفقات املشرتكة كذلك‪.‬‬
‫‪13 | P a g e‬‬
‫دكتور سرحان سليمان‬ ‫أي استفسارات يرجى املراسلة على‪:‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫ــــــــــــــــــــــ ـــــــــ‬
‫معهد حبوث االقتصاد الزراعي‬ ‫‪Email: dr.sarhan@yahoo.com‬‬
‫قسم حبوث التسويق‬ ‫………………………… ‪Mobile:‬‬
‫وهناك عوامل أخرى‪ ،‬تتمثل يف عدم وجود معاملة تفضيلية للمشروعات الصغرية‬
‫واملتوسطة من البنوك التجارية‪ ،‬سواء يف سعر الفائدة أم فرتات السداد‪ ،‬إضافة إىل ضعف خربة‬
‫املنشآت الصغرية يف جمال إدارة األعمال‪ ،‬وعدم الدراية الكافية أبساليب التسويق‪ ،‬وعدم سالمة‬
‫اهليكل التمويلي هلذه املنشآت مما جيعل رأس املال املدفوع الظاهر يف امليزانية ضئيال حتسبا‬
‫للمساءلة الضريبية‪.‬‬
‫وعليه‪ ،‬تتجه البنوك التجارية على األغلب حنو توجيه االئتمان للمشروعات الكبرية‪ ،‬وغالبا ما‬
‫يرتكز هذا يف جمال احلساابت اجلارية املدينة‪ ،‬والقروض البنكية اجملمعة‪ ،‬وكالمها مستهدف نظرا‬
‫لتدين مستوى املخاطرة فيهما‪.‬‬

‫‪ 3-‬مؤسسات اإلقراض املتخصصة‪:‬‬


‫جاء إنشاء املؤسسات اإلقراضية املتخصصة يف معظم دول العامل كرد فعل لتجنب البنوك التوجه‬
‫حنو توفري االئتمان طويل األجل للمشروعات الصغرية واملتوسطة‪ ،‬يف الوقت الذي تركز فيه‬
‫نشاطها االئتماين يف جمال القروض قصرية األجل‪ ،‬للحصول على الربح السريع‪ .‬وعليه‪ ،‬كان‬
‫البد من إنشاء مؤسسات متويلية متخصصة تقدم التسهيالت االئتمانية املتوسطة وطويلة األجل‬
‫ملختلف القطاعات االقتصادية‪ ،‬وذلك وفقا لشروط وأساليب حمددة ومميزة عن تلك املتبعة يف‬
‫البنوك‪ ،‬يف حماولة للمسامهة يف عملية التنمية االقتصادية‪ ،‬وإاتحة اجملال أمام خمتلف املشروعات‬
‫الصغرية واملتوسطة لتلعب دورها املهم يف االقتصاد الوطين‪.‬‬

‫أ‪ -‬املؤسسات والصناديق التمويلية‪:‬‬


‫غالبا ما تكون هذه املؤسسات حكومية أو شبه حكومية إىل حد ما‪ ،‬تقوم احلكومات إبنشاء‬
‫مثل هذه املؤسسات وتشجع على إقامتها لدعم املشاريع الصغرية واملتوسطة‪ ،‬واملسامهة يف‬
‫تطويرها عن طريق توفري التمويل الالزم هلا‪ ،‬والعمل على زايدة فرص العمل وتقليل حدة الفقر‬
‫والبطالة‪.‬‬

‫ب‪ -‬الصناديق واهليئات التطوعية واملنظمات غري احلكومية احمللية األجنبية‪:‬‬


‫جاء أتسيس هذه اجلمعيات واهليئات نظرا للحاجة امللحة لتوفري اخلدمات االقتصادية‬
‫واالجتماعية ملختلف أفراد اجملتمع وشرائحه العديدة وتتوجه هذه اجلهات عادة لقطاعات‬
‫وفئات حمدودة مسبقا‪.‬‬

‫معوقات متويل الصناعات الصغرية واملتوسطة‪:‬‬


‫يالحظ مما سبق مدى تدين مسامهة خمتلف اجلهات التمويلية يف توفري التمويل هلذا القطاع‪،‬‬
‫يعود هذا للعديد من األسباب والعوامل اليت سنحاول استعراضها بشيء من االختصار‪ ،‬وهي‬
‫تنحصر يف املعوقات اليت تواجهها البنوك التجارية يف توفري التمويل‪ ،‬وكذلك املعوقات اليت‬
‫تعرتض سري النشاط التمويلي للمؤسسات اإلقراضية املتخصصة‪.‬‬
‫‪14 | P a g e‬‬
‫دكتور سرحان سليمان‬ ‫أي استفسارات يرجى املراسلة على‪:‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫ــــــــــــــــــــــ ـــــــــ‬
‫معهد حبوث االقتصاد الزراعي‬ ‫‪Email: dr.sarhan@yahoo.com‬‬
‫قسم حبوث التسويق‬ ‫………………………… ‪Mobile:‬‬
‫وبناء على ما تقدم ميكن إسناد امتناع وتراجع أداء البنوك التجارية املرخصة يف توفري التمويل‬
‫للمشروعات الصغرية واملتوسطة إىل ما يلي‪:‬‬
‫ارتفاع الكلفة اإلدارية املرتبطة بتنفيذ هذه القروض‪.‬‬
‫ارتفاع املخاطر املصرفية هلذا النوع من القروض مقارنة مع اإلقراض العادي‪ ،‬وعادة ما‬
‫تلجأ البنوك إىل االبتعاد عن أي نوع من أنواع املخاطر املصرفية‪ ،‬وتكتنف املشاريع الصناعية‬
‫الصغرية حتديدا‪ ،‬واملتوسطة بصورة عامة خماطر تكفي البتعاد البنوك التجارية‪.‬‬
‫تدين الضماانت الالزمة والكافية اليت تقبلها البنوك لتقدمي القروض‪ ،‬وهذا يؤدي إىل‬
‫تراجع حجم االئتمان املقدم للمشروعات الصغرية واملتوسطة‪.‬‬
‫الصعوبة اليت تواجه البنوك التجارية يف حماولتها لتسييل موجودات هذه املشروعات نظرا‬
‫الخنفاضها من جانب‪ ،‬واالعتبارات االجتماعية من اجلانب اآلخر‪.‬‬
‫حمدودية الثقافة املصرفية لدى أصحاب املشروعات الصغرية واملتوسطة‪ ،‬وقد دفعهم‬
‫ذلك لالبتعاد عن البنوك للحصول على التمويل الالزم ملشروعاهتم‪.‬‬

‫ومل يقبل اجملتمع هبذه احملددات كمربر البتعاد البنوك عن القيام بدورها يف هذا اجملال‪ ،‬وخاصة‬
‫أهنا تتمتع بعدد من املزااي‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫كفاءة اإلدارة ومالءهتا املالية وكفاءة رؤوس األموال وشفافيتها‪.‬‬
‫توفر البنية التحتية املناسبة واالنتشار الواسع لفروعها‪ ،‬مما يؤمن وصوهلا إىل معظم‬
‫األماكن‪ ،‬ولذوي احلاجة من املقرتضني‪.‬‬
‫كفاءة أنظمتها الرقابية واحملاسبية وأجهزة املتابعة‪.‬‬
‫ملكيتها من قبل القطاع اخلاص مما جيعلها تركز على كفاءة وإدارة املشاريع اجملدية وذات‬
‫الرحبية األكيدة إىل حد ما‪.‬‬
‫استقرار مصادرها املالية‪.‬‬
‫أكثر قدرة على تلبية االحتياجات املصرفية هلذا القطاع‪ ،‬نظرا لتنوع اخلدمات املالية اليت‬
‫تقدمها‪.‬‬

‫معوقات متويل الصناعات الصغرية واملتوسطة من قبل مؤسسات اإلقراض املتخصصة‪:‬‬


‫يؤدي تدخل الدولة يف أي مؤسسة إقراضية‪ ،‬إىل خلق فكرة لدى املقرتضني أبن الدولة هي اليت‬
‫تعمل على دعم وتقدمي القروض من خالل تلك املؤسسة‪ ،‬فيشجع األفراد على احلصول على‬
‫هذه القروض واستخدامها ألغراض غري تلك اليت مت اإلعالن عنها مسبقا عند احلصول عليها‪،‬‬
‫وحياولون عدم االلتزام ابلتسديد‪ ،‬أو عدم اعتبارها التزاما ماليا جيب القيام بتسديده يف األوقات‬
‫احملددة ‪.‬‬

‫وال بد هنا من التذكري أبن إنشاء املؤسسات اإلقراضية املتخصصة جاء حماولة لسد جزء من‬
‫الفجوة التمويلية‪ ،‬وتوفري التمويل لكل قطاع من القطاعات بصورة متخصصة‪ ،‬فهدف هذه‬
‫‪15 | P a g e‬‬
‫دكتور سرحان سليمان‬ ‫أي استفسارات يرجى املراسلة على‪:‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫ــــــــــــــــــــــ ـــــــــ‬
‫معهد حبوث االقتصاد الزراعي‬ ‫‪Email: dr.sarhan@yahoo.com‬‬
‫قسم حبوث التسويق‬ ‫………………………… ‪Mobile:‬‬
‫املؤسسات منذ إنشائها كان حماولة تصحيح سوق االئتمان‪ ،‬غري أهنا مل تتمكن من جتنب خماطر‬
‫اجملازفة يف تقدمي القروض‪ ،‬وهذا اجلزء من اجملازفة متكنت البنوك التجارية من جتاوزه بوضعها‬
‫الضماانت كعائق أمام متويل املؤسسات الصغرية‪ .‬وميكن القول بشكل عام أن أي نشاط‬
‫متويلي متارسه أي مؤسسة‪ - ،‬بغض النظر عن طبيعتها‪ -‬ال بد أن تعرتض مسريته بعض‬
‫املعوقات‪ ،‬وتتنوع هذه املعوقات بتنوع اجلهات املقرضة‪ ،‬فإذا كانت بنكا جتاراي تتمثل املعوقات‬
‫يف صعوبة توفري املقرتض للضماانت الالزمة للحصول على التمويل‪ .‬وإذا كانت املؤسسة‬
‫املقرضة (املمولة) متخصصة تتمثل املعوقات يف عدم االلتزام ابلغاية احلقيقية من احلصول على‬
‫القرض أويف عدم االلتزام ابلتسديد‪ .‬وإذا كانت اجلهة املقرضة جهة حكومية فإن املقرتض‬
‫يتعامل مع القرض على أنه معونة أودعم ليس من الضروري تسديده‪ .‬وختتلف املعوقات من‬
‫وجهة نظر مؤسسات التمويل عنها من وجهة نظر القائمني على املشاريع الصغرية‪ ،‬فاملعوقات‬
‫اليت تواجه مؤسسات التمويل هي‪:‬‬
‫افتقاد عنصر الثقة يف القائمني على املشروع الصغري‪ ،‬وينجم ذلك يف أغلب األحيان‬
‫عن فقدان صاحب املشروع للجدارة االئتمانية املقنعة للمؤسسة التمويلية‪.‬‬
‫عدم توافر الضماانت الكافية ملنح التمويل للمشروع الصغري‪.‬‬
‫افتقار املشروع الصغري للخربة يف أساسيات املعامالت املصرفية‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫اخنفاض القدرة على تسويق املنتجات‪ ،‬مما ينعكس سلبيا على املشروع‬

‫أما املعوقات واملشكالت التمويلية اليت تواجه القائمني على املشاريع فتتمثل يف‪:‬‬
‫ارتفاع تكلفة التمويل الذي يرغبون يف احلصول عليه‪.‬‬
‫ارتفاع نسبة املديونية مقارنة أبصول املشروع‪ ،‬وهذه نقطة ذات أمهية خاصة‪ ،‬ألن‬
‫أصول املشروع الصغري ال توفر أصول الضمان الكايف للحصول على متويل جديد إذا ما احتاج‬
‫إليه يف فرتة تشغيله من أجل االستمرار يف العملية اإلنتاجية‪.‬‬
‫تدخل مؤسسات التمويل وفرض الوصاية على املشروع الصغري‪ ،‬وذلك عند غياب‬
‫الثقة فيه‪ ،‬مما يؤدي إىل ظهور مشكالت بني مؤسسات التمويل واملشروعات الصغرية وخاصة يف‬
‫الدول النامية‪.‬‬

‫واجلدير ابلذكر هنا أن مباشرة املؤسسات احمللية والدولية التطوعية ألعماهلا يف جمال خدمات‬
‫توفري التمويل للمشروعات الصغرية‪ ،‬إمنا جاءت خللق نوع من التوازن يف السياسة االئتمانية‪.‬‬
‫ضمان خماطر قروض املشروعات الصغرية واملتوسطة ‪:‬تعمل البنوك واملؤسسات املالية كوسيط‬
‫مايل بني أصحاب املدخرات والودائع من جهة ومستخدمي هذه األموال من جهة أخرى‪،‬‬
‫وممارسة هذه الوساطة املالية بني الطرفني توضح العالقة اليت ينشأ عنها االئتمان‪ ،‬فاالئتمان‬
‫عالقة بني طرفني أوهلما تزيد موارده على احتياجاته وهم (املدخرون) والثاين تزيد احتياجاته على‬
‫موارده وهم (املقرتضون)‪ ,‬وطبيعة العالقة اليت تنشأ بينهما أتخذ أحد شكلني‪ :‬مباشر دون‬
‫وساطة من أي طرف خارجي‪ ،‬أوغري مباشر عن طريق طرف اثلث غالبا ما يكون البنوك‪.‬‬

‫‪16 | P a g e‬‬
‫دكتور سرحان سليمان‬ ‫أي استفسارات يرجى املراسلة على‪:‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫ــــــــــــــــــــــ ـــــــــ‬
‫معهد حبوث االقتصاد الزراعي‬ ‫‪Email: dr.sarhan@yahoo.com‬‬
‫قسم حبوث التسويق‬ ‫………………………… ‪Mobile:‬‬
‫وتكتنف ممارسة البنوك هلذا النشاط خماطر مالية كثرية حتدث آاثرا سلبية واضحة‪ ،‬وغالبا ما‬
‫تنجم هذه اآلاثر عن عدم تسديد األموال اليت تقرضها البنوك لألفراد لظروف اقتصادية سيئة‬
‫تصيب املقرتضني‪ ،‬ومن هنا كان على البنك أن يعمل على ضمان حقه واسرتداد أمواله حىت‬
‫يتمكن من الوفاء ابلتزاماته جتاه املودعني‪ ،‬والسرتداد هذه األموال يشرتط البنك احلصول على‬
‫الضماانت مقابل توفري التمويل ملختلف املشروعات الصغرية منها والكبرية‪.‬‬

‫ويف اطار تسهيل احلصول على التمويل الالزم للمشروعات الصغرية واملتوسطة وتطويرها‪ ،‬مت‬
‫التوجه حنوتبين آلية لضمان خماطر القروض املمنوحة من البنوك هلذه املشروعات بصورة أكثر‬
‫عملية وضماان‪ ،‬وذلك من أجل تنمية وتفعيل دور املشروعات الصغرية واملتوسطة‪ ،‬إقرارا أبمهية‬
‫الدور الذي متارسه هذه املشروعات‪ .‬وتعمل هذه اآللية من انحية أخرى على تشجيع البنوك‬
‫التجارية على توفري التمويل للمشروعات الصغرية واملتوسطة‪ ،‬وتفادي احلذر الذي كانت تلتزمه‬
‫البنوك جتاه تلك املشروعات‪.‬‬
‫وفيما يلي عرض للتجارب الدولية يف ضمان خماطر القروض‪ ،‬وللتجربة األردنية مبراحلها‬
‫وتفصيالهتا املختلفة يف هذا اجملال‪ ،‬وإجنازات هذا الربانمج وآاثره يف خمتلف اجلوانب‪.‬‬

‫أوال‪ :‬التجارب الدولية يف جمال ضمان القروض‪:‬‬


‫نظرا ألمهية املشروعات الصغرية واملتوسطة‪ ،‬ومسامهتها الفعالة يف االقتصاد الوطين‪ ،‬عملت‬
‫دول عديدة متقدمة وانمية على زايدة فعالية وكفاءة هذه املشروعات خصوصا فيما يتعلق منها‬
‫ابجملال التمويلي‪ ،‬ومت ذلك من خالل املسامهة أو العمل على اجياد برامج أو مؤسسات‬
‫وشركات ضمان خماطر القروض املمنوحة هلذه املشاريع‪ ،‬وكان بعضها ابلتعاون ما بني القطاعني‬
‫العام واخلاص‪.‬‬

‫‪. 1‬أسباب إنشاء برامج ضمان القروض الصغرية‪:‬‬


‫تعاين املشروعات الصغرية واملتوسطة‪ ،‬من صعوابت يف ترتيب معامالهتا مع البنوك‬
‫واملؤسسات املالية‪ ،‬وقد ظهر ذلك من خالل توجه البنوك التجارية واملؤسسات املالية حنوت‬
‫فضيل التعامل مع املشروعات الكبرية الفتقار املشروعات الصغرية واملتوسطة إىل أسس‬
‫املعامالت املصرفية‪ ،‬وارتفاع درجة املخاطرة يف التعامل معها‪ .‬وأهم أسباب حمدودية القدرة لدى‬
‫هذه املؤسسات يف احلصول على القروض من البنوك واملؤسسات املالية‪ ،‬هي‪:‬‬
‫)‪ (1‬يكتنف قرار منح القروض ملثل هذه املشروعات قدر كبري من املخاطر‪ ،‬نظرا للشكوك‬
‫اليت تعرتي عمل هذه املشروعات وارتفاع نسبة فشلها وقابليتها لالهنيار والتعثر‪ ،‬بفعل التغريات‬
‫االقتصادية يف السوق‪ ،‬مما خيلق لدى البنك نوعا من الرتدد يف التعامل مع هذه املشروعات‪،‬‬
‫هذه ابإلضافة إىل ما يرافق ذلك من تردد من قبل املشروعات نفسها يف التعامل مع البنوك‪.‬‬
‫)‪ (2‬حتاول البنوك واملؤسسات املالية حصر عملها يف جمال توفري التمويل للمنشآت‬
‫واملشروعات الكبرية‪ ،‬ورمبا يرجع ذلك لطبيعة العالقات اخلاصة بينها سواء من حيث امللكية‬
‫املشرتكة أو اإلدارة املشرتكة وغريها من االرتباطات‪.‬‬
‫‪17 | P a g e‬‬
‫دكتور سرحان سليمان‬ ‫أي استفسارات يرجى املراسلة على‪:‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫ــــــــــــــــــــــ ـــــــــ‬
‫معهد حبوث االقتصاد الزراعي‬ ‫‪Email: dr.sarhan@yahoo.com‬‬
‫قسم حبوث التسويق‬ ‫………………………… ‪Mobile:‬‬
‫)‪(3‬ارتفاع التكاليف اإلدارية لتوفري التمويل للمشروعات الصغرية واملتوسطة‪ ،‬مما يؤدي إىل‬
‫التأثري على مستوايت أرابح البنك أو املؤسسة املالية‪.‬‬
‫)‪ (4‬عدم قدرة املشروعات الصغرية واملتوسطة غالبا على توفري البياانت والسجالت‬
‫احملاسبية الضرورية الالزمة لتقدميها للبنك يف حال الرغبة ابحلصول على التمويل‪ ،‬هذا ابإلضافة‬
‫إىل رغبتها يف تقدمي الضماانت يف سبيل احلصول على هذا التمويل‪.‬‬
‫ولتجاوز هذه األسباب واحلد من املعوقات اليت متنع املشروعات الصغرية واملتوسطة من‬
‫احلصول على التمويل الالزم هلا‪ ،‬جاء إنشاء برامج ضمان خماطر القروض املوجهة هلا‪ .‬على‬
‫أساس قيام هذه الربامج بتوفري الضماانت تشجيعا للبنوك التجارية على إقراض املشروعات‬
‫املستهدفة بعد التحقق من جدواها االقتصادية‪.‬‬

‫‪ 2.‬أهداف برامج ضمان القروض‪:‬‬


‫تصمم برامج ضمان خماطر القروض املوجهة للمشروعات الصغرية واملتوسطة وتنشأ لتحقيق‬
‫جمموعة من األهداف وميكن تلخيصها فيما يلي‪:‬‬
‫)‪(1‬تغطية جزء من اخلسائر النامجة عن أي حالة تعثر للعميل املقرتض‪ ،‬الذي ال يتمكن من‬
‫السداد‪ ،‬ويف مثل هذه احلالة فإن هذه الربامج تعمل على تشجيع البنوك واملؤسسات املالية‬
‫على إقراض أصحاب هذه املشروعات‪.‬‬
‫)‪(2‬تعمل هذه الربامج على توفري الضماانت للبنوك واملؤسسات املالية‪ ،‬لتمويل املوجودات‬
‫الثابتة‪ ،‬ومنها ما يوجه لتمويل رأس املال العامل‪ ،‬وخيتلف هذا الوضع من دولة ألخرى‪ ،‬علما‬
‫أبن بعض الدول تضمن برامج الضمان فيها توفري االئتمان لألصول واملوجودات الثابتة ومتويل‬
‫رأس املال العامل معا‪.‬‬
‫)‪(3‬تقوم هذه الربامج على اقتسام املخاطر فيها بني البنك أو املؤسسة املالية ومؤسسة‬
‫الضمان‪ ،‬حيث تعمل على توفري الضمان للمشروعات ذات اجلدوى االقتصادية‪ ،‬اليت ال يقدر‬
‫أصحاهبا على احلصول على التمويل نظرا لعدم قدرهتم على توفري الضماانت الالزمة للحصول‬
‫عليه‪.‬‬
‫)‪(4‬تعمل هذه الربامج على ختفيف متطلبات البنوك واملؤسسات املالية املقدمة للقروض من‬
‫متطلبات توفري الضماانت من قبل املقرتض صاحب املشروع الصغري‪ ،‬الذي يكون غالبا عاجزا‬
‫عن توفري هذه الضماانت اليت تكون غالبا تقليدية‪.‬‬

‫‪ .3‬جتارب بعض الدول يف جمال ضمان خماطر القروض الصغرية‪:‬‬


‫يوجد يف العامل أكثر من (‪ )70‬برانجما لضمان خماطر القروض يف كل من الدول الصناعية‬
‫والنامية‪ ،‬وقد مضى على بعضها أكثر من (‪ )50‬عاما‪ /‬بينما ابشر بعضها اآلخر عمله منذ فرتة‬
‫زمنية قصرية ال تزيد على عدة سنوات‪ .‬وفيما يلي عرض موجز لعدد من التجارب الدولية يف‬
‫هذا اجملال‪:‬‬

‫‪18 | P a g e‬‬
‫دكتور سرحان سليمان‬ ‫أي استفسارات يرجى املراسلة على‪:‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫ــــــــــــــــــــــ ـــــــــ‬
‫معهد حبوث االقتصاد الزراعي‬ ‫‪Email: dr.sarhan@yahoo.com‬‬
‫قسم حبوث التسويق‬ ‫………………………… ‪Mobile:‬‬
‫التجربة األمريكية ‪:‬ميارس هذا الربانمج عمله يف الوالايت املتحدة األمريكية من خالل‬
‫)‪ ،Small Business Administration (SBA‬الذي مت إنشاؤه عام ‪،1953‬‬
‫أي أن عمر التجربة األمريكية حوايل ‪ 46‬عاما‪ .‬ويعمل برانمج ضمان القروض املمنوحة‬
‫للمشروعات الصغرية واملتوسطة من خالل االعتماد على املعايري الثالثة التالية‪:‬‬

‫أ‪ .‬حجم املنشآت‪:‬‬


‫يرتكز هذا املعيار على عدد من اجلوانب أمهها عدد العمال يف املشروع والعوائد السنوية‬
‫للمنشأة‪ ،‬وميكن حتديد املنشآت وفقا هلذا املعيار مبا يلي‪:‬‬
‫الصناعات اليت توظف أقل من ‪ 500‬عامل‪.‬‬ ‫•‬
‫املنشآت اليت يبلغ جمموع مبيعاهتا السنوية ابلتجزئة أقل من ‪ 5‬ماليني دوالر‪.‬‬ ‫•‬
‫املنشآت اليت تقدم خدمات سنوية بقيمة أقل من ‪ 5‬ماليني دوالر‪.‬‬ ‫•‬
‫منشآت البيع ابجلملة على أن يقل عدد العاملني فيها عن ‪ 100‬عامل‪.‬‬ ‫•‬
‫لتنفيذ اتفاقيات البناء اليت تقل عن ‪ 17‬مليون دوالر سنواي‪.‬‬ ‫•‬
‫التجارة اخلاصة اليت يبلغ جمموع مبيعاهتا السنوية أقل من ‪ 7‬ماليني دوالر‪.‬‬ ‫•‬
‫املزارع واملنشآت الزراعية اليت تقل مبيعاهتا السنوية عن ‪ 500‬ألف ددالر‪.‬‬ ‫•‬
‫ب‪ .‬طبيعة املنشأة‪:‬‬
‫تعترب مجيع املنشآت مستهدفة من قبل)‪ ،(SBA‬ابستثناء تلك اليت ال هتدف إىل حتقيق‬
‫األرابح‪ ،‬وتلك اليت تفتقر إىل الصفة القانونية يف ممارستها ألي نوع من النشاطات‪ ،‬وللمضارابت‬
‫يف البورصات واألسواق املالية‪ ،‬ولتمويل املؤسسات املالية املختلفة‪.‬‬

‫ج‪ .‬استخدام التمويل ‪:‬‬


‫عادة ما تستخدم القروض املضمونة من قبل )‪ (SBA‬إلنشاء وإقامة املشروعات املتنوعة‪،‬‬
‫غري أن القروض اليت حتصل عليها املشروعات القائمة عادة ما يكون استخدامها ألحد‬
‫األغراض التالية‪ • :‬شراء مواد أولية أوموجودات‪ • .‬شراء األاثث والتجهيزات املختلفة‪.‬‬
‫شراء أرض إلقامة بناء عليها أوللبناء‪ • .‬إجراء التحسينات والتطويرات‪.‬‬ ‫•‬
‫• لتمويل احتياجات رأس املال وإعادة متويل الديون املتحققة‪.‬‬

‫أما نسبة الضمان املقدمة من قبل هذا الربانمج‪ ،‬فهي عادة ‪ %90‬من قيمة القرض‪ ،‬على أال‬
‫تزيد قيمته على ‪ 500‬ألف دوالر‪ .‬علما أبن رسوم الضمان اليت يتقاضاها الربانمج ختتلف‬
‫حسب مراحل تنفيذ القرض‪ ،‬إذ يتم تقاضي ‪ %1‬رسوما أولية عند سحب القرض (وهي طبعا‬
‫من قيمة القرض)‪ ،‬وبعد ذلك يتم احلصول على ما نسبته ‪ %2.25 - %0.5‬من قيمة‬
‫القرض إذا كانت مدته تقل عن ‪ 7‬سنوات‪ ،‬أويتم احلصول على ما نسبته ‪ %2.75‬للقرض‬
‫الذي تزيد مدته على ذلك‪ .‬وتتمثل مصادر األموال هلذا الربانمج ابإلضافة إىل إيراداته من‬
‫عملياته التشغيلية واالستثمارية املختلفة‪ ،‬يف السماح للبنوك التجارية خبصم جزء من القروض‬
‫‪19 | P a g e‬‬
‫دكتور سرحان سليمان‬ ‫أي استفسارات يرجى املراسلة على‪:‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫ــــــــــــــــــــــ ـــــــــ‬
‫معهد حبوث االقتصاد الزراعي‬ ‫‪Email: dr.sarhan@yahoo.com‬‬
‫قسم حبوث التسويق‬ ‫………………………… ‪Mobile:‬‬
‫املضمونة يف السوق النقدي الثانوي‪ ،‬أي أن ابستطاعة البنوك بيع طلبات القروض يف األسواق‬
‫الثانوية مثلها مثل السندات املالية املكفولة من احلكومة‪ ،‬وبناء على ذلك يتم توفري مصادر‬
‫متويلية وأموال إضافية يتم توجيهها ملنح املزيد من القروض‪.‬‬

‫التجربة االندونيسية ‪:‬مت انشاء املؤسسة العامة لتأمني التمويل واالئتمان يف اندونيسيا عام‬
‫‪ 1971‬بقرار ومسامهة حكومية‪ ،‬وذلك للعمل على تغطية املخاطر املؤدية لتعثر القروض‬
‫املوجهة للمشروعات الصغرية والكبرية على حد سواء‪ .‬ومن خالل بنك اندونيسيا مت إنشاء‬
‫وحدة لتوفري التمويل واالئتمان للمشروعات الصغرية واملتوسطة يف جمال متويل رأس املال العامل‬
‫فقط‪ ،‬على أن تبلغ نسبة الضمان ‪ %75‬من قيمة القرض الذي تبلغ قيمته تقريبا ‪ 15‬ألف‬
‫دوالر‪ .‬وتبلغ نسبة الضمان‪ %3 ،‬من قيمة القرض تدفع ملرة واحدة للقروض اليت ترتاوح مدهتا‬
‫من ‪ 5-3‬سنوات‪ ،‬و‪ %1‬للقروض اليت تقل مدهتا عن سنة واحدة‪.‬‬

‫التجربة املصرية ‪:‬ويف مجهورية مصر العربية مت انشاء شركة ضمان خماطر االئتمان املصريف‬
‫للمشروعات الصغرية كشركة مسامهة عامة‪ ،‬طبقا لقانون الشركات املصرية رقم (‪ )159‬لسنة‬
‫‪ ،1981‬مبسامهة من تسعة بنوك مصرية وذات ملكية مشرتكة‪ ،‬وشركة أتمني‪ ،‬وكان ذلك يف عام‬
‫‪ .1991‬وهتدف الشركة إىل تشجيع وتنمية املشروعات الصغرية يف خمتلف اجملاالت اإلنتاجية‬
‫واخلدمية وتطويرها من خالل تيسري حصول تلك املشروعات على االئتمان املصريف الالزم‬
‫إلقامة املشروع‪ ،‬أو لتطوير أدائه‪ ،‬أو تيسري مزاولته للنشاط‪ ،‬وذلك كله من خالل توفري الضمان‬
‫لألموال املمنوحة من قبل البنوك‪ ،‬ومتارس الشركة عملها من خالل اتفاقية مت توقيعها مع اثنني‬
‫وثالثني بنكا يف مصر‪.‬‬
‫وتقوم الشركة بتغطية ما نسبته ‪ %50‬من قيمة التمويل املطلوب‪ ،‬على أن يكون احلد األدىن‬
‫لقيمة الضمان للمنشأة الواحدة ‪ 10‬آالف جنيه واحلد األقصى ‪ 700‬ألف جنيه مصري‪،‬‬
‫وعليه‪ ،‬ميكن للمنشأة أن حتصل على متويل يرتاوح ما بني ‪ 20‬ألفا إىل ما مقداره ‪ 1.4‬مليون‬
‫جنيه‪ ،‬وتبلغ مدة الضمان ما بني ستة أشهر ومخس سنوات كحد أقصى وجيوز مدها‪ ،‬كما جيوز‬
‫أن تكون هناك فرتة مساح‪ .‬وتتقاضى الشركة ‪ %1‬سنواي من رصيد القرض أو التسهيل‬
‫كمصروفات إدارية‪ .‬وتقدم الشركة أنواعا خمتلفة من الضماانت تتمثل يف ضماانت األطباء‬
‫والصيادلة واملراكز الطبية ومعامل التحليل‪ ،‬وقروض الصندوق االجتماعي‪ ،‬إضافة إىل عدد آخر‬
‫من النشاطات املختلفة‪ .‬وقد متكن برانمج ضمان خماطر القروض املنفذ يف هذه الشركة من‬
‫حتقيق نتائج كبرية خالل السنوات اخلمس األوىل من عمله‪ ،‬حيث متكن من توفري متويل قيمته‬
‫‪ 697‬مليون جنيه‪ ،‬ضمنت الشركة منها ‪ 335‬مليون جنيه‪ ،‬ومتوسط قيمة القرض الواحد‬
‫‪ 143‬ألف جنيه للمشروعات الصغرية واملتوسطة‪ .‬وتقتضي السياسة املتبعة حاليا يف الشركة‬
‫عدم املوافقة على ضمان أي مشروع ما مل يكن مموال ذاتيا بنسبة ‪ %30‬إىل ‪ %50‬من قيمة‬
‫االستثمار الكلية‪.‬‬

‫‪ ‬دارسة اجلدوى للمشروعات الصغرية‪:‬‬


‫ويصور الشكل التالي تتابع المراحل األساسية الالزمة لدراسة جدوى المشروع‪:‬‬
‫‪20 | P a g e‬‬
‫دكتور سرحان سليمان‬ ‫أي استفسارات يرجى املراسلة على‪:‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫ــــــــــــــــــــــ ـــــــــ‬
‫معهد حبوث االقتصاد الزراعي‬ ‫‪Email: dr.sarhan@yahoo.com‬‬
‫قسم حبوث التسويق‬ ‫………………………… ‪Mobile:‬‬
‫أهداف االقتراح‬
‫االستثماري‬

‫نتائج‬ ‫دراسةنتائج‬
‫الجدوى المبدئية‬ ‫توقف‬
‫إيجابية‬ ‫سلبية‬
‫‪Pre- Feasibility‬‬

‫دراسة الجدوى التفصيلية للربحية التجارية‬

‫نتائج‬ ‫نتائج‬
‫دراسة الجدوى‬ ‫دراسة الجدوى‬ ‫دراسة الجدوى‬
‫التمويلية‬ ‫الفنية‬ ‫التسويقية‬
‫سلبية‬ ‫سلبية‬

‫‪ -‬دراسة‬ ‫‪ -‬دراسة‬ ‫‪ -‬تقدير الطلب‬


‫األموال‬ ‫هندسية‬ ‫‪ -‬تحديد معالم‬
‫المتاحة‪.‬‬ ‫‪ -‬تقدير تكاليف‬ ‫السياسة‬
‫‪ -‬تحديد معالم‬ ‫المشروع‬ ‫التسويقية‬
‫الهيكل المالي‬
‫للمشروع‬
‫نتائج‬ ‫نتائج‬ ‫نتائج‬
‫إيجابية‬ ‫إيجابية‬ ‫إيجابية‬

‫برفض‬ ‫التقييم المالي واالقتصادي للربحية التجارية‬

‫نتائج إيجابية‬
‫ظروف عدم التأكد‬ ‫ظروف التأكد‬
‫التوصية بقبول المشروع‬
‫االستثمار‬
‫القيمة المتوقعة‬ ‫أ‪-‬‬ ‫أ‪ -‬فترة االستردادوإعداد تقرير‬

‫ب‪ -‬شجرة القرارات‬ ‫ب‪ - -‬صافي القيمة الحالية‬


‫النتائج إيجابية‬
‫‪ -‬معدل العائد الداخلي‬
‫التوصية بقبول المشروع‬ ‫ج‬

‫‪21 | P a g e‬‬
‫دكتور سرحان سليمان‬ ‫أي استفسارات يرجى املراسلة على‪:‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫ــــــــــــــــــــــ ـــــــــ‬
‫معهد حبوث االقتصاد الزراعي‬ ‫‪Email: dr.sarhan@yahoo.com‬‬
‫قسم حبوث التسويق‬ ‫………………………… ‪Mobile:‬‬
‫املؤشرات املالية التقليدية يف تقييم املشروعات االقتصادية‬
‫‪ -1‬الطريقة البسيطة يف التقييم‬
‫وتشمل املؤشرات التالية‪:‬‬
‫أ‪ -‬فرتة االسرتداد‪.‬‬
‫ب‪ -‬معدل العائد احملاسيب‪.‬‬
‫‪Pay back period‬‬ ‫فرتة االسرتداد أو االستعادة‬ ‫أ‪-‬‬
‫تعرف فرتة االسرتداد أبهنا عدد السنوات الالزمة الستعادة أصل املبلغ املستثمر من صايف التدفق النقدي السنوي‪ ،‬ويضاف‬
‫التددفق النقددي لبعضدن سدنة أعدد ألدرص للتوصدل غ املبلدغ الدأبي يقداتث أبصدل االسدتثمات ( ‪Brigham & Houston‬‬
‫‪.) 2000‬‬
‫قاعدددة الق درات وفددق طددأبة ال ريقددة أث يددتا التيددات املشددرو الددأبي قددق أقدددر فددرتة اسددرتداد‪ .‬ويف الددة عددد وجددود مشدداتي‬
‫للمفاض ددلة في ددتا مقات ددة ف ددرتة االس ددرتداد أف ددرتة االس ددرتداد اراع ددة ال د ددددطا املس ددتثمر عل د أس ددا م ددن ا د ة الس دداأقة (‬
‫‪.) Stickney & Brown 2000‬‬
‫تتميز طأبة ال ريقة أسهولة ارساب ولكن يؤلأب عليها ما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬غهنددا تتهاطددل القيمددة الزمنيددة للنقددود‪ ،‬فهددي تتعامددل مد و دددة النقددد املتقققددة يف السددنة اىو علد أهنددا مسدداوية لو دددة‬
‫النقد املتقققة يف أي سنة من السنوات الال قة‪.‬‬
‫‪ ‬غهنا تتهاطل التدفقات النقدية املتقققة أعد فرتة االسرتداد وال قد تكوث مهمة حبيث تؤثر عل قرات االستثمات‪.‬‬
‫ب‪ -‬معدل العائد احملاسيب ( ‪Accounting Rate of Return ) ARR‬‬
‫يستند طأبا املعيات غ الرأح احملاسيب لقيا العائد من املشرو ‪ ،‬يث ينسب الرأح احملاسيب أما غ كلفة االستثمات وتسم‬
‫النسبة معدل العائد البسيط عل االستثمات وأما ينسب الرأح غ قوق امللكية وتسم النسبة املستخرجة العائدد البسديط‬
‫عل ق امللكية ( ‪.) Weston & Brigham 1987‬‬

‫‪ -1‬معدل العائد البسيط عل غمجايل االستثمات ‪:‬‬


‫متوسط الدلل السنوي‬
‫غمجايل االستثمات‬
‫وتسددم طددأبة النسددبة أيضددا املددردود مددن املوجددودات (العائددد علد املوجددودات) ويعددرف متوسددط الدددلل السددنوي أب ددن الوسددط‬
‫ارسددال للدددلل السددنوي املتققددق لددالل عمددر املشددرو (املفددرت ) ‪ ،‬أينمددا يعددرف غمجددايل االسددتثمات أب ددن كلفددة االسددتثمات‬
‫وتشمل تأ املال الثاأت وتأ املال العامل و فقات التأسيس اىولية‪ ،‬ولكن عل طأبة النسبة أيضا معدل العائد (املردود)‬
‫الوس ‪. Average rate of returne‬‬
‫‪ -2‬معدل العائد عل ق امللكية‪:‬‬
‫و قيس طأبة النسبة املردود من قوق امللكية‪ .‬يث ينسب متوسط الدلل السنوي غ (تأ املال اململوك)‪.‬‬
‫متوسط الدخل السنوي‬ ‫معدل العائد عل ق امللكية =‬

‫رأس المال المملوك‬


‫وقاعدددة القدرات يف ذددل طددأبة ال ددرق أ ددن كلمددا كدداث معدددل العائدد أعلد كلمددا كدداث ضلدديف أفضددل ويف ددال املفاضددلة أد عدددة‬
‫مشاتي يفضل املشرو الأبي يكوث معدل العائد املتوق منن أك ( ‪.) Weston & Copeland 1986‬‬
‫‪22 | P a g e‬‬
‫دكتور سرحان سليمان‬ ‫أي استفسارات يرجى املراسلة على‪:‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫ــــــــــــــــــــــ ـــــــــ‬
‫معهد حبوث االقتصاد الزراعي‬ ‫‪Email: dr.sarhan@yahoo.com‬‬
‫قسم حبوث التسويق‬ ‫………………………… ‪Mobile:‬‬
‫ومتتاز طريقة معدل العائد البسيط مبا يلي‪:‬‬
‫‪ ‬سهولة عملية اال تساب‪.‬‬
‫‪ ‬أث طأبة ال ريقة تتمش م املفاطيا احملاسبية لقيا الدلل وعائد االستثمات‪.‬‬
‫‪ ‬أث طأبة ال ريقة ( يف الة اىلأب مبتوسط الدلل) ال تتهاطل أي جزء من الدلل أعكس طريقة فرتة االسرتداد‪.‬‬
‫أما أطا عيوب طأبة ال ريقة فتتلخص يف أهنا‪:‬‬
‫‪ ‬تتهاطل القيمة الزمنية للنقود‪.‬‬
‫‪ ‬تتهاطل توقيت التدفقات النقدية‪.‬‬

‫‪ -2‬طريقة التدفق النقدي املخصوم‪Discount of Cash Flow ) DCF (.‬‬


‫يتمثددل العيددب اىساسددي الددأبي تعدداي منددن طددرق التقيدديا البسددي ة يف اطددل القيمددة الزمنيددة للنقددود‪ .‬كمددا أث أعضددها ا لددر‬
‫يتهاطل جزءا من التددفقات النقديدة املتولددة عدن املشدرو ‪ .‬وأسدبب طدأبة العيدوب فداث تيهدة املفاضدلة أد عددة مشداتي ال‬
‫تؤدي دائما غ التيات املشرو اىفضل واىكثدر تحبيدة مدن أينهدا‪ .‬وأنداء علد ضلديف فداث طدرق التقيديا انيددة الأدد أث يتدوفر‬
‫فيها ثالث لدائص طي‪:‬‬
‫‪ -1‬اىلأب يف االعتبات كل التدفقات النقدية‪.‬‬
‫‪ -2‬أث أتلأب يف االعتبات القيمة الزمنية للنقود‪.‬‬
‫‪ -3‬أث يؤدي استخدامها غ التيات املشرو الأبي يعظا قيمة املشرو ‪.‬‬
‫تضدا ال درق املعتمددة علد لددا التددفقات النقديدة مؤشدرين أساسدي قدا صدايف القيمدة اراليدة ‪Net Present Value‬‬
‫ومعدل العائد الداللي ‪.Internal Rate of Returne‬‬
‫ويتميز طأباث املؤشراث يف أهنما يعتمدداث علد كدل التددفقات النقديدة كمدا أهنمدا يعتمدداث علد القيمدة الزمنيدة للنقدود‪ ،‬ويعد‬
‫مفهددو القيمددة الزمنيددة للنقددود أبسدداطة أث و دددة النقددد املتقققددة ا ث حددا قيمددة أكد مددن و دددة النقددد املتقققددة يف املسددتقبل‬
‫ا القا من أث و دة النقد املتقققة ا ث ميكن غعادة استثماتطا مرات متعددة ويتققق منها ابلتايل عائد أك ( ‪Gitman‬‬
‫‪.) 2000‬‬
‫طريقة صايف القيمة احلالية (‪Net Present Value : )NPV‬‬ ‫أ‪-‬‬
‫تعددد طريقددة صددايف القيمددة اراليددة أ ددد أسدداليب التقيدديا علد أسددا التدددفقات النقديددة املخدددومة (أي عل د أسددا القيمددة‬
‫ارالية للتدفقات)‪ .‬وطبقا حأبة ال ريقة يتا سداب القيمدة اراليدة لددايف التددفق النقددي السدنوي ابسدتخدا معددل لددا‬
‫معد ‪ ،‬يددتا مجد التدددفقات املخدددومة لبعضدها جد ل للقدددول علد صددايف القيمدة اراليددة للمشددرو ‪ .‬وميكدن التعبد عددن‬
‫ضليف تلضيا كما يلي‪:‬‬
‫‪n‬‬
‫‪NPV   ( NCF )iai‬‬
‫‪i 1‬‬
‫يث أث ‪:‬‬
‫‪ : NPV‬صايف القيمة ارالية للمشرو ‪.‬‬
‫‪ : NCF‬صايف التدفق النقدي السنوي للمشرو ‪.‬‬
‫‪ : ai‬معامل ا دا للسنة ‪ i‬وفقا ملعدل ا دا املختات‪.‬‬

‫‪23 | P a g e‬‬
‫دكتور سرحان سليمان‬ ‫أي استفسارات يرجى املراسلة على‪:‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫ــــــــــــــــــــــ ـــــــــ‬
‫معهد حبوث االقتصاد الزراعي‬ ‫‪Email: dr.sarhan@yahoo.com‬‬
‫قسم حبوث التسويق‬ ‫………………………… ‪Mobile:‬‬
‫وصددايف القيمددة اراليددة وف ددق طددأبة الددديمة يسدداوي تم ددو القيمددة اراليددة للتدددفقات الدالل ددة قدددا تمددو القيمددة ارالي ددة‬
‫للتدفقات ا اتجة‪.‬‬
‫وأمض النظر عن الديمة املستخدمة فاث معدل ا دا املستعمل دا التدفقات طو أقل عائد مقبدول مدن قبدل املسدتثمر‬
‫أو طو كلفة اىموال املستثمرة‪.‬‬
‫ويف كلتا ارالت تكوث قاعدة القرات كما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬يف الة املفاضلة أ عدة مشاتي يتا التيات املشرو الأبي قق أعل صايف قيمة الية‪.‬‬
‫‪ ‬يف الة وجود مشرو وا د يتا قبول املشرو غضا كا ت صايف القيمة ارالية أك من صفر ( ‪Russell & Janes‬‬
‫‪.) 2000‬‬
‫ب‪ -‬مؤشر الرحبية‪Profitability Index ) P I ( :‬‬
‫عنددما تكددوث تكلفدة االسددتثمات بتلفدة أد املشداتي قيددد الدتاسددة يددبح مددن الددعب اركددا اددوص االسددتثمات اسددتنادا غ‬
‫معيات صايف القيمة ارالية‪ .‬ولدوصا عندما ال يكوث طناك تناسدب أد صدايف القيمدة اراليدة و هدا االسدتثمات امل لدوب‪.‬‬
‫فاضا كاث املشرو (أ) مثال قق قيمة الة صافية ‪ 200‬دينات أينما قق املشرو (ب) قيمة اليدة صدافية ‪ 250‬ديندات‪،‬‬
‫فداث املشددرو (ب) وفددق معيدات صددايف القيمددة اراليدة طددو اىفضددل‪ ،‬أينمدا قددد ال يكددوث ضلديف صددقيقا يف الواقد غضا علددا أث‬
‫ها االستثمات الالز للمشرو أ طو ‪ 1000‬دينات أينما تاج املشرو ب غ استثماتات تبلدغ ‪ 2000‬ديندات‪ .‬وتفدادل‬
‫ملثل طأبة املشكلة فاث مؤشر الرحبية يوجد عالقة أ القيمة ارالية الدافية و ها االستثمات ( ‪.) Jones 1992‬‬

‫صايف القيمة ارالية‬


‫ها االستثمات‬
‫وقاعدة القرات أث يتا التيات املشرو ضي املؤشر اىعل ‪.‬‬
‫معدل العائد الداخلي ( ‪Internal Rate of Return ) IRR‬‬ ‫ج‪-‬‬
‫ميكددن تعريددد معدددل العائددد الددداللي أب ددن معدددل ا دددا الددأبي تتسدداوي عندددة القيمددة ارالددة للتدددفقات الداللددة مد القيمددة‬
‫ارالية للتدفقات ا اتجة‪ .‬أو طو معدل ا دا الأبي جيعل صايف القيمة ارالية مساول للدفر ( ‪Khan & Jain 2004‬‬
‫)‪.‬‬
‫ومددن املال د أث معدددل ا دددا يف طددأبة ارالددة يكددوث تهددوال قددالف طريقددة صددايف القيمددة اراليددة‪ .‬كمددا يال د أث معدددل‬
‫العائددد الددداللي يفددرت أث التدددفقات النقديددة يعدداد اسددتثماتطا أعائددد يعددادل معدددل ا دددا (ااهددول) أينمددا تفددرت طريقددة‬
‫صايف القيمة ارالية أث التدفقات النقدية يعاد استثماتطا مبعدل عائدد يسداوي أ أقدل معددل عائدد مقبدولأ أو يسداوي كلفدة‬
‫اىموال املستثمرة‪.‬‬
‫يتا سداب معددل العائدد الدداللي عدن طريدق التهرأدة وا دأ‪ ،‬حبيدث يدتا التوصديل ابلتددتيإ غ املعددل الدأبي جيعدل صدايف‬
‫القيمة ارالية مساول للدفر‪.‬‬
‫‪n‬‬

‫‪ ( NCF ) iai‬‬


‫‪i 1‬‬
‫‪0‬‬

‫قاعدة القرات ابستخدا معدل العائد الداللي تقتضي أقول املشرو غضا كاث معدل العائد الداللي أك من كلفة اىموال‬
‫املستثمرة‪.‬‬
‫‪24 | P a g e‬‬
‫دكتور سرحان سليمان‬ ‫أي استفسارات يرجى املراسلة على‪:‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫ــــــــــــــــــــــ ـــــــــ‬
‫معهد حبوث االقتصاد الزراعي‬ ‫‪Email: dr.sarhan@yahoo.com‬‬
‫قسم حبوث التسويق‬ ‫………………………… ‪Mobile:‬‬
‫تتميز طرق التدفق النقدي املخدو أبهنا تستند غ كل التدفقات النقدية من املشرو م مراعاة القيمة الزمنية للنقود أيضا‬
‫غ أ ن يعاب عل طأبة ال رق ما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬غث طأبة ال رق تفرت ضمنا غعادة استثمات اىموال املتقققة وطو افرتا غ صقيح يف كل اى وال ‪ .‬فمالبا م‬
‫تقو الشركات أتوزي جزء من اىتابح املتقققة وحتتف ازء فقط عل شكل أتابح حمتهزة ( ‪.) Ross 2000‬‬
‫‪ ‬غث انزء احملتهز من اىتابح يعاد استثماتة فعال ولكن ليس ابلضروتة افرتا عائد االستثمات املتققق عل االستثمات‬
‫اىصلي‪ ( .‬سب افرتا معدل العائد الداللي)‪.‬‬

‫دكتور سرحان سليمان‬


‫‪2016/5/10‬‬

‫‪25 | P a g e‬‬
‫دكتور سرحان سليمان‬ ‫أي استفسارات يرجى املراسلة على‪:‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫ــــــــــــــــــــــ ـــــــــ‬
‫معهد حبوث االقتصاد الزراعي‬ ‫‪Email: dr.sarhan@yahoo.com‬‬
‫قسم حبوث التسويق‬ ‫………………………… ‪Mobile:‬‬

‫‪View publication stats‬‬

You might also like