1660518092

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 1

‫رأي قانوني‬

‫دعوى التعوي�ض عن جنحة انتزاع عقار من‬


‫حيازة الغيـــر بني الق�ضاء الزجري و املدين‬
‫اس�تفادة املدعي م�ن التعويض يف‬ ‫تنص املادة ‪ 9‬ف ‪ 1‬من ق‪.‬م‪.‬ج عىل‬
‫إطار الدعوى املدنية التابعة‪ ،‬تكون‬ ‫أنه ‪« :‬يمك�ن إقامة الدعوى املدنية‬
‫ق�د أهمل�ت س�بقية الب�ت الثابتة‬ ‫والدع�وى العمومي�ة يف آن واح�د‬
‫للقرار الجنح�ي و عرضت قرارها‬ ‫أمام املحكمة الزجرية املحالة إليها‬
‫للنقض»‪.‬‬ ‫الدع�وى العمومي�ة»‪ ،‬كم�ا تنص‬
‫وم�ن جهتنا نمي�ل لالتج�اه األول‬ ‫امل�ادة ‪ 11‬م�ن نف�س القانون عىل‬
‫لالعتبارات التالية ‪:‬‬ ‫أنه ‪« :‬يمكن إقامة الدعوى املدنية‪،‬‬
‫أوال‪ ،‬ألن التعوي�ض املحكوم به من‬ ‫منفصلة ع�ن الدع�وى العمومية‪،‬‬
‫طرف القضاء الزجري هو تعويض‬ ‫لدى املحكمة املدنية املختصة»‪.‬‬
‫جُ �زايف و غير حقيق�ي‪ ،‬بدلي�ل أن‬ ‫يفه�م م�ن تطبيق هاتين املادتني‬
‫املحكمة تحدده من تلقاء نفسها ‪،‬‬ ‫على أن للمترضر م�ن فعل جرمي‬
‫و دون اللج�وء إىل إجراء خربة مع‬ ‫الخي�ار يف تقديم دع�وى التعويض‬
‫العلم أن تقديره ‪-‬إن اعترب تعويضا‬ ‫إم�ا بش�كل متص�ل م�ع الدعوى‬
‫عن الحرمان من اإلستغالل‪ -‬يندرج‬ ‫العمومي�ة أم�ام القض�اء الزجري‬
‫ضمن األمور الفني�ة التي يضطلع‬ ‫املختص ‪ ،‬أو بش�كل منفصل عنها‬
‫به�ا حصرا الخبراء املختص�ون‬ ‫أمام القض�اء املدني‪ ،‬و هذا الخيار‬
‫‪،‬خصوص�ا يف العق�ارات الفالحية‬ ‫ينف�ي بطبيع�ة الح�ال إمكاني�ة‬
‫الت�ي تتطلب تقدي�ر قيمة غلتها و‬ ‫التعويض عن نفس الرضر مرتني‪.‬‬
‫الكس�ب الفعيل الفائ�ت الذي كان‬ ‫موض�وع الدع�وى املدني�ة ‪ ،‬مم�ا‬ ‫و عليهم بنفس الصفة‪.‬‬ ‫يف املمارس�ة العملي�ة ‪ ،‬تحظ�ى‬
‫يأم�ل املتضرر يف الحص�ول م�ن‬ ‫يجع�ل الق�رار غري خ�ارق للفصل‬ ‫يف أول وهل�ة يبدو على أن كل هذه‬ ‫املعالجة اإلجرائي�ة للدعوى املدنية‬
‫خالل اس�تغاللها بحسب املردودية‬ ‫‪ 451‬م�ن ق‪.‬ل‪.‬ع املحت�ج ب�ه و‬ ‫الشروط متوف�رة إلعم�ال آث�ار‬ ‫التابع�ة املتعلق�ة بجنح�ة انت�زاع‬
‫الفعلية للموسم الفالحي ‪.‬‬ ‫الوسيلة بدون أساس»‪.‬‬ ‫الدف�ع بس�بقية البت ‪،‬س�يما أمام‬ ‫عقار من حيازة الغريبوضع خاص‬
‫ثاني�ا ‪ ،‬ألن التعوي�ض املحكوم به‬ ‫أم�ا اإلتج�اه الثاني ‪ ،‬ف�كان يعترب‬ ‫ثب�وت وحدة األطراف و الس�بب و‬ ‫إذ غالب�ا ما يقتصر املترضر منها‬
‫يف إط�ار الدع�وى املدني�ة التابع�ة‬ ‫ب�أن التعوي�ض املطال�ب ب�ه أمام‬ ‫املوض�وع ‪ ،‬بي�د أن األم�ر يتطلب‬ ‫على تقدي�م طلب تعوي�ض جزايف‬
‫يجرب فق�ط الضرر الع�ام الناتج‬ ‫القضاء الزجري و املدني ناتج عن‬ ‫مزيدا من التدقي�ق للبحث فيما إذا‬ ‫أم�ام القضاء الزجري ‪ ،‬و حس�به‬
‫عن الجريمة بحس�ب ما اس�تقته‬ ‫نف�س الفع�ل الض�ار ‪ ،‬و بالتايل ال‬ ‫كان الطل�ب املق�دم أم�ام القضاء‬ ‫اللج�وء إىل القضاء املدن�ي لتقديم‬
‫املحكمة بشكل مجمل من مناقشة‬ ‫يحق للمترضر ‪ -‬يف حالة التمس�ك‬ ‫املدني هو نفس م�ا تمت املطالبة‬ ‫طلب التعويض الحقيقي اس�تنادا‬
‫القضي�ة‪ ،‬س�يما أمام تج�رد امللف‬ ‫بس�بقية البت‪ -‬أن يتق�دم بدعوى‬ ‫ب�ه فعلا أم�ام القض�اء الزجري‬ ‫على خبرة تقويمي�ة تأم�ر به�ا‬
‫م�ن الُمعايرة املوضوعي�ة لتحديد‬ ‫أم�ام القض�اء املدن�ي للمطالب�ة‬ ‫لنتأك�د بش�كل قاط�ع م�ن رشط‬ ‫املحكم�ة يف إطار تحقي�ق الدعوى‬
‫قيمته‪.‬‬ ‫بالتعوي�ض ع�ن اإلس�تغالل‪،‬‬ ‫املماثلة بينهما ‪.‬‬ ‫لتقدي�ر التعوي�ض املناس�ب ع�ن‬
‫ثالث�ا‪ ،‬ألن التعوي�ض ال�ذي تحكم‬ ‫فف�ي قراره�ا ع�دد ‪ 532‬الصادر‬ ‫ه�ذا اإلش�كال أف�رز اتجاهني عىل‬ ‫حرمانه من اس�تغالل العقار طيلة‬
‫به املحكمة الزجري�ة هو تعويض‬ ‫بتاري�خ ‪ 2008/02/06‬املل�ف‬ ‫مستوى محكمة النقض ‪:‬‬ ‫مدة انتزاع حيازته منه ‪.‬‬
‫مح�دود و محص�ور زمنيا ‪ ،‬لكونه‬ ‫ع�دد ‪ 06/2693‬اعتبرت محكمة‬ ‫اإلتج�اه األول‪ ،‬كان من�ارصا لحق‬ ‫و هنا يطرح التس�اؤل نفس�ه عن‬
‫ال يش�مل الفرتة املمتدة من تاريخ‬ ‫النقض ب�أن ‪« :‬التعويض املحكوم‬ ‫املتضرر للج�وء للقض�اء املدن�ي‬ ‫م�آل ه�ذا الطل�ب يف حالة تمس�ك‬
‫املطالبة ب�ه إىل غاية تاريخ التنفيذ‬ ‫ب�ه يف إطار الدعوى املدنية التابعة‪،‬‬ ‫للمطالبة بالتعويض عن الحرمان‬ ‫املدعى عليه بس�بقية البت فيه من‬
‫الفعلي إلرجاع الحال�ة إىل ماكانت‬ ‫بع�د إدان�ة املته�م م�ن أج�ل فعل‬ ‫م�ن اس�تغالل العق�ار املس�توىل‬ ‫ط�رف املحكم�ة الزجري�ة يف إطار‬
‫علي�ه و الذي يعترب النهاية الفعلية‬ ‫اإلستيالء ‪ ،‬يحول دون قيام الدعوى‬ ‫عليه‪،‬باعتباره تعويضا مختلفا عن‬ ‫الدعوى املدنية التابعة‪ ،‬أمام اتحاد‬
‫للفعل الضار ‪.‬‬ ‫املدني�ة للتعويض عن الحرمان من‬ ‫التعوي�ض املحك�وم ب�ه من طرف‬ ‫مصدر الرضر و هو الجريمة ؟‬
‫و بذل�ك قد نخلص ب�أن التعويض‬ ‫اإلستغالل ‪ ،‬ألن التعويض املحكوم‬ ‫املحكم�ة الزجري�ة ‪ ،‬و ق�د أك�دت‬ ‫نعل�م أن قوة الشيء املقيض به ال‬
‫عن الحرم�ان من اس�تغالل عقار‬ ‫به يف الدعويني معا ناتج عن نفس‬ ‫محكمة النقض يف سياق ردها عىل‬ ‫تثب�ت إال ملنطوق الحك�م وال تقوم‬
‫لي�س هو نفس الشيء املطلوب يف‬ ‫الفع�ل الض�ار و يخض�غ تقدي�ره‬ ‫وسيلة مس�تمدة من خرق الفصل‬ ‫إال بالنسبة ملا جاء فيه أو ما يعترب‬
‫إط�ار الدعوى املدني�ة التابعة أمام‬ ‫ألح�كام الفصل ‪ 98‬م�ن ق‪.‬ل‪.‬ع‪ ،‬و‬ ‫‪ 451‬من ق‪.‬ل‪.‬ع بأن ‪..« :‬التعويض‬ ‫نتيج�ة حتمية له ويل�زم أن يكون‬
‫القضاء الزج�ري ‪ ،‬و من تم نعتقد‬ ‫أن املحكمة حني اعتربت التعويض‬ ‫الذي حكم به للمطلوب كان نتيجة‬ ‫اليشء هو نفس ما سبق طلبه وأن‬
‫بأن�ه يبق�ى يف من�أى م�ن الدف�ع‬ ‫يف إط�ار الدعويني مختلف و قضت‬ ‫لفع�ل الرتام�ي و ال يمتد ليش�مل‬ ‫تؤس�س عىل نفس السبب وقائمة‬
‫بسبقيـة البت‪.‬‬ ‫بالتعوي�ض ع�ن اإلس�تغالل بع�د‬ ‫التعويض عن اإلس�تغالل الذي هو‬ ‫بني نفس الخصوم ومرفوعة منهم‬

You might also like