مبدأ الملاءمة ودوره في ترشيد المتابعة الجزائية

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 20

‫بوشليق كمال‬ ‫مبدأ املالءمة ودوره في ترشيد املتابعة الجزائية‬

‫مبدأ املالءمة ودوره في ترشيد املتابعة الجزائية‬


The principle of adequacy and its role in the rationalization of
criminal pursuit
‫بوشليق كمال‬
‫ الجزائر‬-1 ‫جامعة باتنة‬
‫املخلص‬
‫ وتظهر عدة‬،‫لدى وصول ملف اإلجراءات إلى النيابة العامة تبدأ مرحلة جديدة للدعوى العمومية‬
‫آثار قانونية بالنسبة للذي يوجه إليه االتهام بصفته فاعال رئيسيا أو شريكا بعدما يتم تحديد‬
‫وقد تقرر النيابة إجراء املتابعة أو عدم املتابعة في‬، ‫املراكز القانونية ألطراف الخصومة الجزائية‬
‫ ومن ثمة تحفظ القضية إذا رأت داعيا لذلك وتنهي الدعوى بغير‬،‫إطار ترشيد املتابعة الجزائية‬
‫أو قد تتبع إجراء يتمثل في تجنيح القضايا الجنائية لعدة إعتبارات‬، ‫متابعة عن طريق قرار الحفظ‬
‫ ويعتبر قرار الحفظ إجراء قانونيا منصوص عليه‬،‫وذلك عن طريق سياسة التجنيح القضائي‬
.‫بينما التجنيح القضائي إجراء غير قانوني‬،
. ‫الررعية‬، ‫ التجنيح‬،‫الحفظ‬، ‫ترشيد‬، ‫ امل االئمة‬:‫الكلمات املفتاحية‬
Abstract:
Once the file of the proceedings has been transmitted to the public
prosecutor's office; a new stage of the public action begins ;and several
legal effects appear for the person who is accused; as the main actor or
accomplice, after having defined the legal positions of the criminal action
parties; and the public prosecution decides whether to pursue the case or
not, as part of the rationalisation of the criminal prosecution; thereafter
the case is closed, if it considers that necessary, and the case is ended
without prosecution by order of saving the case; or it cans follow the
correctionnalizing procedure of the cases for several considerations,
through the judicial correctionalization policy .The order of saving the
case is considered as legal procedure provided by the law; while the
judicial correctionalization is an illegal procedure.
Adequacy, Rationalization, Case saving, Judicial Keywords:
correctionalization, Legality.

2‫ كلية الحقوق والعلوم السياسية جامعة سطيف‬- 2020 ‫ العدد الثاني مارس‬- ‫مجلة األبحاث القانونية والسياسية‬
222
‫بوشليق كمال‬ ‫مبدأ املالءمة ودوره في ترشيد املتابعة الجزائية‬

‫مــقدمــة‪:‬‬
‫إن حق التقاض ي مكفول للجميع وملن وقعت عليه الجريمة أن يخبر الجهات املختصة بذلك لكي‬
‫تتخذ اإلجراءات القانونية‪ ،‬ومن بين هذه الركاوى والبالغات املقدمة من قبل األشخاص ما يثقل‬
‫كاهل جهاز القضاء سواء لتفاهتها من جهة أو لعدم جديتها وصدقها من جهة أخرى‪ ،‬فإنه البد من‬
‫إيجاد وسائل لزي ـ ـ ـ ـ ــادة فاعليته من أجل اإلسراع بحسم القضايا املودعة لديه وللحد من بطء‬
‫اإلجراءات الجزائية في جميع مراحلها ابتداء من تقديم الركوى ولحين إصدار الحكم من قبل املحكمة‬
‫كثرة الدعاوي‬
‫املختصة ‪،‬إذن البد من تبسيط اإلجراءات التي تسهم في سرعة حسم الدعوى وتفادي ا‬
‫على القضاء ونتيجتها تكون منعدمة أو قليلة النتائج أو أن الوقائع غير ذات أهمية أو حصول صلح بين‬
‫الجاني واملجني عليه ‪،‬ومن صور هذه الوسائل قرار الحفظ للقضية من قبل النيابة العامة والحد من‬
‫القضايا الجنائية التي تعرف بطء وتعقيد اإلجراءات عن طريق سياسة التجنيح القضائي ‪ .‬ا‬
‫إشكالية البحث ‪ :‬تدور حول دور نظام املالئمة في ترشيد املتابعة ‪،‬ومدى ارتباطه بالررعية‬
‫اإلجرائية؟ ا‬
‫منهجية البحث ‪:‬إن دراسة هذا املوضوع تقتض ي إتباع األسلوب الوصفي التحليلي لنصوص املواد‬
‫اإلجراءات التي تتخذها النيابة العامة في‬
‫ا‬ ‫القانونية الواردة في قانون اإلجراءات الجزائية وفهم أهم‬
‫مجال مالئمة املتابعة‪ ،‬وكذا تحليل االجتهاد القضائي الجزائري وكيفية دراسته لهذا املوضوع من خالل‬
‫األحكام القضائية الصادرة ‪ .‬ا‬
‫خطة الدراسة ‪:‬نحاول اإلجابة على هذه اإلشكالية من خالل تبيان مفهوم نظام املالئمة وصو اره ‪ .‬ا‬
‫املحور األول‪ :‬سلطة املالئمة للنيابة (قرار الحفظ)‪ .‬ا‬
‫املحور الثاني‪ :‬سلطة املالئمة للنيابة (التجنيح القضائي)‪ .‬ا‬
‫ا‬
‫ا‬
‫ا‬
‫ا‬
‫ا‬
‫ا‬

‫مجلة األبحاث القانونية والسياسية ‪ -‬العدد الثاني مارس ‪ - 2020‬كلية الحقوق والعلوم السياسية جامعة سطيف‪2‬‬
‫‪223‬‬
‫بوشليق كمال‬ ‫مبدأ املالءمة ودوره في ترشيد املتابعة الجزائية‬

‫قبل التفصيل في محاور املداخلة يمكن القول أنه بمقتض ى نظام املالءمة تمنح للنيابة العامة‬
‫سلطة تقديرية في استعمال أو عدم استعمال حقها في تحريك الدعوى العمومية‪ ،‬رغم توافر العناصر‬
‫القانونية للواقعة اإلجرامية ونسبتها إلى متهم معين‪ ،1‬فالنيابة العامة ال تقيم الدعوى العمومية إال إذا‬
‫ظهرت لها مالء مة االتهام مع املصلحة العامة ‪،‬لذا وصف جانب من الفقه هذه السلطة بأنها حق عفو‬
‫مستقل‪ ،2‬وهذا النظام يسمح بأن تفلت بعض الجرائم من االتهام رغم كفاية أدلتها العتبارات عديدة‪ .‬ا‬
‫هذا النظام ليس مضاد للررعية فالنيابة العامة ال تلتزم بالتخلي عن الدعوى الجنائية في حاالت‬
‫محددة‪ ،‬ولكن لها سلطة تخولها قسطا من املرونة في تقدير مالئمة اتخاذ قرار االتهام وتخضع في ذلك‬
‫لنظام الررعية‪ ،‬ويرى جانب من الفقه أن نظام املالئمة هو تلطيف لنظام الررعية الذي يظل‬
‫القاعدة األساسية‪ .3‬ا‬
‫املالءمة ال تعني إطالقا التعسف أو التحكم أو إرضاء رغبات شخصية‪ ،‬فالنيابة العامة في تقدير‬
‫مالءمة رفع الدعوى العمومية ال ترض ى شخصا بعينه وإنما تراعي اعتبارات موضوعية‪ ،‬ألن قانون‬
‫العقوبات عام ومجرد يتضمن جرائم مختلفة والعقوبات املقررة لها ‪،‬وال يمكن للمررع إدراك كل‬
‫الظروف الخاصة التي تصاحب في بعض األحيان ارتكاب الجريمة والتي قد تخفف من خطورته‪ .4‬ا‬
‫هناك عدة صور لنظام املالءمة للنيابة العامة في الدعوى العمومية فيما هو موجود قانونا وما هو‬
‫موجود قضاء أحدثه التطبيق القضائي‪،‬ونظام املالءمة يرمل أيضا بدائل املتابعة الجزائية املستحدثة‬
‫كإجراء الوساطة قبل تحريك الدعوى طبقا للمواد ‪ 37‬مكرر إلى ‪ 37‬مكرر ‪ 09‬من قانون اإلجراءات‬
‫الجزائية ‪،‬وإجراء املثول الفوري عند تحريك الدعوى طبقا للمواد ‪ 333‬و ‪ 339‬مكرر إلى ‪ 339‬مكر ار‪07‬‬
‫وإجراء األمر القضائي طبقا للمواد ‪ 380‬و‪ 380‬مكرر من ذات القانون ‪،‬وسنتطرق إلى اإلجراء القانوني‬
‫(قرار الحفظ ) في محور أول واإلجراء القضائي ( التجنيح ) في محور ثان ‪،‬ونبين مدى شرعية كل واحد‬
‫منهما واألثر القانوني لدى التطبيق ‪ .‬ا‬

‫‪1‬‬
‫‪Madeleine Lobe Fouda , Procédure pénale , panorama du droit ,2007, p125.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Roland Maurice , Le ministère public en droit français, jcp, 1956.‬‬
‫‪-Le Ministère public, agent non seulement de répression mais de prévention, JCP – 1957 ; n° 1343- La‬‬
‫‪contribution du Ministère public dans la prévention des infractions contre les personnes- in- la prévention des‬‬
‫‪infractions contre la vie humaine et l’intégrité de la personne ; p1er vol ; ouvrage public sous la direction de‬‬
‫‪Besson Ancel ; Paris ; p24.‬‬
‫‪ 3‬محمد عبد الغريب‪" ،‬املركز القانوني للنيابة العامة‪ ،‬دراسة مقارنة"‪ ،‬أطروحة دكتوراه في الحقوقا ‪،‬جامعة القاهرة ‪،‬سنة ‪، 1979‬ص‬
‫‪ .370‬ا‬
‫‪ 4‬محمد عبد الغريب ‪،‬املرجع السابق ‪،‬ص ‪370‬‬

‫مجلة األبحاث القانونية والسياسية ‪ -‬العدد الثاني مارس ‪ - 2020‬كلية الحقوق والعلوم السياسية جامعة سطيف‪2‬‬
‫‪224‬‬
‫الباحث بوشليق كمال‬ ‫مبدأ املالئمة ودوره في ترشيد املتابعة الجزائية‬

‫املحور األول‪ :‬سلطة املالءمة ( قرار الحفظ )‬


‫اختلفت األنظمة الترريعية في تحديد سلطة النيابة العامة في تحريك الدعوى الجنائية إذا وصل‬
‫إليها إخطار بارتكاب جريمة معينة وثبتت لديها أدلة كافية على توافر عناصرها القانونية وإسنادها إلى‬
‫متهم معين ‪،‬وليس ثمة مركلة إذا ثبت للنيابة تخلف عنصر أو أكثر من العناصر املكونة للجريمة وإذ ال‬
‫تتوفر أداة إسنادها إلى متهم معين ‪،‬إذ للنيابة العامة أن تحفظ القضية‪ 1‬في مثل هذه الحاالت األخيرة‬
‫دون أن تبدأ في التحقيق ‪ .‬ا‬
‫أوال‪ :‬مفهوم قرار الحفظ وأسبابه‪:‬‬
‫في بعض األحيان النيابة العامة ال ترى موجبا للمتابعة في الدعوى وذلك تطبيقا ملبدأ املالئمة في‬
‫املتابعة ‪،‬وبالتالي ال تقوم بتحريك الدعوى أو سير اإلجراءات فيها ‪،‬وال تقوم باستعمال طرق تحريك‬
‫الدعوى ومنه تأمر بحفظ امللف وإصدار أمر بالحفظ طبقا لنص املادة ‪ 36‬قانون اإلجراءات الجزائية‬
‫بقولها "يقوم وكيل الجمهورية ‪...‬أو يأمر بحفظها بمقرر يكون قابال دائما للمراجعة ويعلم به الراكي‬
‫و‪/‬أو الضحية إذا كان معروفا في أقرب اآلجال"‪.‬‬
‫يعرف بأنه "أمر إداري من أوامر التصرف في االستدالالت تصدره النيابة العامة لتصرف به النظر‬
‫مؤقتا عن إقامة الدعوى أمام محكمة املوضوع بغير أن يحوز أي حجية تقيدها "‪ .2‬ا‬
‫عرفه الفقه الفرنس ي بأنه "قرار بعدم املتابعة الجنائية لالعتبارات التي تقدرها النيابة العامة يصدر‬
‫منها بصفتها سلطة اتهام ‪،‬وهو ال يكسب حقا وهو ال يحوز حجية ويجوز العدول عنه من ذات وكيل‬
‫الجمهورية الذي أصدره أو بناء على أوامر الرؤساء "‪ .3‬ا‬
‫إن األمر بالحفظ يصدر من النيابة العامة وحدها بوصفها سلطة اتهام وال يصدر منها بوصفها‬
‫سلطة تحقيق ‪،‬وال يصدر من أي جهة أخرى سواء من جهة التحقيق أو املحكمة‪،4‬وهو يكون غالبا في‬
‫املخالفات والجنح التي يحررها ضباط الررطة القضائية‪ ،‬أما في الجنايات فتحقق بمعرفة قاض ي‬

‫‪ 1‬في القضاء املصري يكثر اللجوء إلى قرار الحفظ للقضايا الجزائية‪ ،‬إذ ترير الدراسات إلى أن النيابة العامة تلجأ إلى ا‬
‫األمر بالحفظ بناء‬
‫على اعتبارات املالئمة للتخلي عن مالحقة مابين ‪ 90‬الى ‪ 95‬من القضايا البسيطة ‪ .‬ا‬
‫‪ 2‬رؤوف عبيد‪ ،‬مبادئ االجراءات الجنائية في القانون املصري‪ ،‬دار الجيل للطباعة والنرر ‪،‬سنة ‪ ،1989‬الطبعة الثانية عرر‪ ،‬ص ‪.318‬‬
‫راجع أيضا‪ :‬رمسيس بهنام‪ ،‬االجراءات الجنائية أصال وتحليال‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬منرأة املعارف‪ ،‬ا اإلسكندرية‪ ،1978 ،‬ص ‪ .256‬وأيضا‪ :‬عبد‬
‫الفتاح مراد‪ ،‬التصرف في التحقيق الجنائي وطرق الطعن فيه ‪،‬منرأة املعارف‪ ،‬اإلسكندرية ‪،‬دون سنة للطبع‪ ،‬ص ‪.184‬‬
‫‪3‬‬
‫; ‪Michèle Laure Rassat ; le ministère public entre son passé et son avenir ; thèse de doctorat ; Droit ; Paris‬‬
‫‪1965 ; p233.‬‬
‫‪ 4‬رؤوف عبيد‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪ .318‬ا‬

‫مجلة األبحاث القانونية والسياسية ‪ -‬العدد الثاني مارس ‪ - 2020‬كلية الحقوق والعلوم السياسية جامعة سطيف‪2‬‬
‫‪225‬‬
‫الباحث بوشليق كمال‬ ‫مبدأ املالئمة ودوره في ترشيد املتابعة الجزائية‬

‫التحقيق وقد يصدر فيها أمرا بأال وجه للمتابعة‪ ،‬كما أنه ال يعد إال صورة من صور التصرف في االتهام‬
‫املوكول به إلى النيابة العامة سواء وصل امللف عن طريق الضبطية القضائية أو بتقديم شكوى‬
‫مباشرة أمام وكيل الجمهورية‪ .1‬ا‬
‫أما بالنسبة لألشياء املحجوزة في حالة إصدار أمر بالحفظ فالنيابة عليها التصرف فيها بالطريق‬
‫اإلداريا‪ .2‬ا‬
‫هذا القرار يتخذ بعد االنتهاء من البحث والتحري ‪،‬وقرار الحفظ له حجية مؤقتة يجوز الرجوع عنه‬
‫من قبل النيابة العامة وال يكسب املتهم حقا ألنه قرار ال حجية له في مواجهة مصدره فيحتفظ عضو‬
‫النيابة بسلطته في إلغاءه في أي وقت تستجد فيه ظروف تستدعي فتح املوضوع من جديد ‪ .‬ا‬
‫لم ينص القانون على الركل الذي يجب أن يكون فيه قرار الحفظ إال أنه حسب طبيعته يجب أن‬
‫يكون مكتوبا سيما أن القانون ينص على إعالم الراكي و‪/‬أو الضحية به إذا كان معروفا في أقرب‬
‫اآلجال ‪ .‬ا‬
‫إنه من الناحية العملية فقرار الحفظ يصدر في شكل مالحظة على هامش املحضر أو الركوى تفيد‬
‫معنى الحفظ ‪،‬وبتوقيع وكيل الجمهورية لكي يحدد بداية سريان التقادم فإذا لم يتضمن القرار تاريخ‬
‫اإلصدار اعتبر التقادم ساريا من يوم تحرير املحضر أو تقديم الركوى ‪ .‬ا‬
‫ثانيا‪ :‬تبليغ قرار الحفظ‪ :‬ا‬
‫سبق القول أن قرار الحفظ ذو طبيعة إدارية غير أنه صادر من جهة قضائية ويرتب نتائج قضائية‬
‫‪،‬وبالتالي له تأثير على الحقوق إن لم يبلغ للراكي كونه يخضع للتقادم ومنه فوات الفرصة في تحريك‬
‫الدعوى العمومية سواء باإلدعاء املدني أمام قاض ي التحقيق أو تكليف املتهم مباشرة بالحضور أمام‬
‫املحكمة ‪،‬وهذه األهمية في التبليغ مفيدة أيضا للمرتكى منه كونه قد يكون موقفا عن العمل أو بعض‬
‫الحقوق واملزايا ومنه ضرورة التبليغ من قبل النيابة العامة ‪،‬ألن عدم التبليغ يجعل كل من الراكي‬
‫واملرتكى منه في حالة انتظار ملآل الركوى وقد تتحمل النيابة العامة املسؤولية الجزائية جراء التقصير‬
‫في عدم التبليغ والشخص الذي لم يبلغ يكون من حقه أن يلجأ إلى أية جهة قضائية ملباشرة دعواه مما‬

‫‪ 1‬عبد الرحمان خلفي‪ ،‬الحق في الركوى كقيد على املتابعة الجزائية‪ ،‬دراسة تحليلية مقارنة‪ ،‬الطبعة ا األولى‪ ،‬منرورات الحلبي الحقوقية‪،‬‬
‫بيروت‪ ،2012 ،‬ص ‪ .192‬ا‬
‫‪2‬‬
‫فريجة محمد هرام و فريجة حسين‪ ،‬شرح قانون ا‬
‫اإلجراءات الجزائية‪ :‬الضبطية القضائية والنيابة العامة والتحقيق وغ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرفة‬
‫االتهام‪ ،‬دار الخلدونية‪ ،‬الجزائر‪ ،2010 ،‬ص‪.62‬‬

‫مجلة األبحاث القانونية والسياسية ‪ -‬العدد الثاني مارس ‪ - 2020‬كلية الحقوق والعلوم السياسية جامعة سطيف‪2‬‬
‫‪226‬‬
‫الباحث بوشليق كمال‬ ‫مبدأ املالئمة ودوره في ترشيد املتابعة الجزائية‬

‫في ذلك طريقة اإلدعاء املدني أمام قاض ي التحقيق أو املحكمة مادام الدعوى العمومية لم تحرك بعد‬
‫من قبل النيابة العامة ‪،‬ومن هنا ال يمكن تحميل الغير مسؤولية ضرر كان قد تسبب فيه املتضرر‬
‫نفسه بتقصيره في عدم إقامة الدعوى مادام تحريك الدعوى العمومية أمر غير مضمون يخضع‬
‫للسلطة التقديرية للنيابة طبقا للمبدأ العام في مالئمة املتابعة ‪،‬وعدم تبليغ النيابة بقرار الحفظ يعد‬
‫تهاونا وتقصيرا في حد ذاته وهو خطأ مرفقي يرتب املسؤولية اإلدارية‪ .1‬ا‬
‫اوهو يختلف عن األمر بأال وجه للمتابعة فقرار الحفظ يصدر من النيابة العامة فقط ‪،‬بينما اآلخر‬
‫يصدر من قاض ي التحقيق وغرفة االتهام‪ ،‬واألمر بأال وجه للمتابعة أمر قضائي يجوز استئنافه عكس‬
‫قرار الحفظ إداري قابل للمراجعة‪ ،‬كما أن القانون حدد أسباب إصدار أمر أال وجه للمتابعة في املادة‬
‫‪ 163‬من قانون اإلجراءات الجزائية ‪ .‬ا‬
‫بالرجوع إلى املادة ‪ 36‬السالفة الذكر ال نجدها تبين األسباب التي يبنى عليها أمر الحفظ وبالتالي‬
‫املررع ترك األمر للسلطة التقديرية للنيابة العامة ‪،‬كما أنه بالرجوع إلى القضاء والفقه نجد مجموعة‬
‫من األسباب سواء أكانت موضوعية أو قانونية‪ .2‬ا‬
‫أ‪ -‬األسباب املوضوعية ‪ :‬هذه األسباب تخص موضوع الجريمة من حيث تقدير الدليل وصحته‬
‫وكفايته كعدم وجود الجريمة أو عدم صحة الواقعة ‪،‬كأن يتم التبليغ عن جريمة وهمية أي بالغ كاذب‬
‫أو أن الفاعل غير معروف أو عدم كفاية األدلة‪3‬أو لعدم الصحة أو عدم األهمية ‪،‬ويخضع لتقدير‬
‫النيابة العامة وحده كأن يكون الضرر املترتب على الجريمة تافها أو أن يتصالح الطرفان أو أن تراعى‬
‫أواصر القربى بين الخصوم‪.‬‬
‫كما أنه يعد من األسباب املوضوعية املصلحة العامة أي أنه قد يكون من مصلحة املجتمع عدم‬
‫تحريك الدعوى العمومية ألسباب اجتماعية أو سياسية تستوجبها املصلحة العليا للدولة ‪،‬غير أنه‬
‫يالحظ أن هذا الوجه كثيرا ما يستعمل بتأثير من الهيئة التنفيذية ملا هو أصلح للمجتمع ‪،‬وملا كانت‬
‫الدعوى العمومية حقا للمجتمع وليس ملكا للنيابة العامة تتصرف فيها كما تراء كان من واجبها‬

‫‪ 1‬علي جروة‪ ،‬املوسوعة الجنائية في ا‬


‫اإلجراءات الجزائية‪ :‬في املتابعة القضائية‪ ،‬املجلد ا األولا‪ ،‬دائرة ا اإليداع القانوني والدولي‪ ، 2006 ،‬ص‬
‫‪ .584‬ا‬
‫ماجيستير ‪،‬كلية الحقوق ‪،‬جامعة الجزائر ‪ ،2002 ،‬ص ‪.65‬‬
‫ا‬ ‫‪ 2‬مبروك حورية‪" ،‬التصرف في الدعوى قبل وبعد التحقيق"‪ ،‬رسالة‬
‫‪3‬‬
‫عبد الفتاح البيومي الحجازي‪ ،‬سلطة النيابة العامة في حفظ ا األوراق وا األمر بأال وجه إلقامة الدعوى الجنائية‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬دار‬
‫ا‬ ‫الفكر العربي‪ ،‬االسكندرية ‪ ،2004 ،‬ص ‪. 224‬‬

‫مجلة األبحاث القانونية والسياسية ‪ -‬العدد الثاني مارس ‪ - 2020‬كلية الحقوق والعلوم السياسية جامعة سطيف‪2‬‬
‫‪227‬‬
‫الباحث بوشليق كمال‬ ‫مبدأ املالئمة ودوره في ترشيد املتابعة الجزائية‬

‫ممارسة الدعوى د اون تعسف أو انحياز لصالح املجتمع أو ضده ‪،‬لذا فإن النيابة العامة توصف دائما‬
‫بالخصم الرريف وهذا ما يعبر عنه بالوجه األول ملبدأ مالئمة املتابعة‪ . 1‬ا‬
‫من جهة أخرى فإن النيابة ملزمة أيضا بأن تجعل من األشياء والوقائع أكثر إنسانية بصفة‬
‫موضوعية‪ ،‬وبذلك فهي تعمل على حسن تطبيق القانون بركل تراعي فيها النتائج املحتملة للمتابعة‬
‫وآثارها على الضحية وعائلة املتهم في نفس الوقت‪ ،‬لذا فقد يحدث من حين آلخر أن تسعى النيابة في‬
‫تحريك الدعوى بغرض توقيع العقاب لكن في أبسط وصف وأخف تكييف يعطي للوقائع قصد‬
‫التقليل من آثارها تماشيا مع الواقع ‪،‬خالفا ملا يقرره القانون كحالة تكييف جريمة السرقة املقترنة‬
‫بظرف التردد التي هي في األصل جناية ومع ذلك فقد يتعمد وكيل الجمهورية أو قاض ي التحقيق إلى‬
‫إعطائها وصف السرقة البسيطة ذات طبيعة الجنحة تخفيفا آلثارها على الشخص املالحق جزائيا‪ ،‬كما‬
‫قد تلجأ النيابة إلى الحفظ دون متابعة كنتيجة لحصول املصالحة أو عدم وجود ضرر فادح وهذه كلها‬
‫أساليب عملية يستفاد منها أن النيابة العامة تعمل لصالح املجتمع متخذة في ذلك التدبير األحسن‬
‫لصالحه وهو الوجه الثاني ملبدأ مالئمة املتابعة ‪.‬‬
‫من الصعب حصر االعتبارات التي يتعين على النيابة العامة مراعاتها ‪،‬ففي بعض األحيان ترجع إلى‬
‫الظروف الخاصة بالدعوى ‪،‬إال أنه من املمكن تحديد الخطوط العريضة لبيان هذه العناصر فالبعض‬
‫منها يتعلق بالجريمة بينما البعض اآلخر يهتم بصفة أساسية بما يحدثه العقاب أو التخلي عن االتهام‬
‫من رد الفعل االجتماعي ‪،‬فالنيابة العامة قد ترى أن الواقعة رغم تعارضها الركلي مع النص التجريمي‬
‫إال أن الظروف التي صاحبتها أو لحقتها قد قللت من قيمتها كفعل معاقب عليه ‪،‬ومنه فالعقاب عليه‬
‫بعد ذلك يكون معدوما أو قليل الفائدة أو ال يتعادل مع ما قد يؤدي إليه رفع الدعوى من مضار‪،2‬وقد‬
‫ترى النيابة العامة أن التهمة من البساطة بحيث ال يؤدي عدم إقامة الدعوى الجنائية عنها إلى مساس‬
‫بالردع العام‪ ،‬أو يتبين لها أن الجريمة التي ارتكبها املتهم ال تعبر عن خروج على املجتمع فالنيابة العامة‬
‫إذا أدرى بما يحقق املصلحة العامة وبما ال يحققها ‪ .‬ا‬

‫‪ 1‬رؤوف عبيد ‪،‬املرجع السابق‪،‬ص ‪ .323‬ا‬


‫‪2‬‬
‫جرى العمل في فرنسا األن ال تقام الدعوى العمومية في جرائم إصدار شيك بدون رصيد إال إذا كانت قيمة الريك تتجاوز نصابا‬
‫مح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـددا وكـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـذلك قضايا النصب واالحتيال وخيانة ا األمانة إال بعد استدعاء املتهم اإليفاء املجنى عليه حقه في فترة زمنية ‪،‬كما تمتنع‬
‫النيابة العـ ـ ـ ـ ـامة عن تحريك الدعوى في الجرائم التي تثير اضطرابا خفيفا في النظام العام مثل جرائم الترريع التجاري اوأطلق البعض‬
‫ا‬ ‫على هذا العمل مايسمى بالتوبة االيجابية‪.‬‬

‫مجلة األبحاث القانونية والسياسية ‪ -‬العدد الثاني مارس ‪ - 2020‬كلية الحقوق والعلوم السياسية جامعة سطيف‪2‬‬
‫‪228‬‬
‫الباحث بوشليق كمال‬ ‫مبدأ املالئمة ودوره في ترشيد املتابعة الجزائية‬

‫كما تعد شخصية الجاني‪1‬من بي ن العناصر الهامة في نظام املالئمة ويتعين على النيابة مراعاة‬
‫شخصية مرتكب الجريمة ومدى تأثير العقاب على الجاني ‪،‬سيما أن العديد من علماء االجتماع أكدوا‬
‫صعوبة إعادة التنظيم االجتماعي للمحبوسين بعد اإلفراج عنهم ‪،‬وفي فرنسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا أصدر املررع الفرنس ي‬
‫قانونا في ‪ 31‬ديسمبر ‪ 1970‬قرر فيه األخذ بنظام وقف رفع الدعوى العمومية ملصلحة املتهم الذي‬
‫يتعاطى املخدرات ويقبل الخضوع للعالج للتخلص من إدمان تعاطي السموم طبقا للمادة ‪ 228‬فقرة‬
‫‪ 01‬منه أنه"يجوز للنيابة العامة أن تأمر األشخاص الذين يتعاطون املخدرات بالخضوع ا‬
‫لعالج اإلدمان‬
‫أو إلشراف طبي ففي حالة الجريمة األولى ال تقام الدعوى الجنائية ضد األشخاص الخاضعين لهذا‬
‫العالج الطبي الذي تقرر لهم والذين يستمرون فيه حتى نهايته‪ ،‬أما املتهمون العائدون فتقدر النيابة‬
‫العامة مالئمة أو عدم مالئمة ممارسة الدعوى الجنائية بالنسبة لهم"‪،2‬وهو مقرر في الترريع‬
‫ي‪3‬فيما يخص املخدرات واملؤثرات العقلية في املادة ‪ 02‬من املرسوم بقولها"إذا تبين لوكيل‬
‫الجزائر ا‬
‫الجمهورية أن شخصا استعمل املخدرات أو املؤثرات العقلية استعماال غير مرروع قد خضع للعالج‬
‫املزيل للتسمم أو املتابعة الطبية منذ تاريخ الوقائع املنس اوبة إليه‪،‬يقرر عدم ممارسة الدعوى العمومية‬
‫ضده بناء على التقرير الطبي الذي يقدمه املعني ويمكنه أيضا أن يأمر بفحص املعني من قبل طبيب‬
‫مختص"‪،‬فوضع القانون للنيابة مبدأ املالئمة في هذه الحالة وعزز ذلك بموجب املادة ‪ 03‬من نفس‬
‫املرسوم بقولها"عندما يتبين لوكيل الجمهوراية السيما من خالل عناصر امللف أن شخصا استعمل‬
‫املخدرات أو املؤثرات العقلية استعماال غير مرروع يجعل احتمال حالة اإلدمان قائما لديه يأمر‬
‫بفحصه من قبل طبيب مختص"‪ ،‬وتنص املادة ‪ 06‬منه أنه"عند نهاية العالج املزيل للتسمم تسلم‬
‫للمعني شهادة طبيبة تثبت أنه خضع للعالج املزيل للتسمم أو للمتابعة الطبيبة وترسل نسخة من هذه‬
‫الرهادة إلى وكيل الجمهورية املختص الذي يقرر عدم ممارسة الدعوى العمومية "‪ .4‬ا‬

‫األخذ بعين‬ ‫‪ 1‬في مجال ا‬


‫األحداث يعتبر صغر السن كمانع للمسؤولية ومن شأنه أن يفتح مجاال واسعا للنسابة في إعمال مبدأ املالئمة مع ا‬
‫االعتبار مصلحة الحدث مكتفية بتسليمه لوليه وتحذير القاصر من إعادة ارتكاب ا األفعال املجرمة ‪ .‬ا‬
‫‪2‬‬
‫;‪Gaston Stéfani, et Georges Levasseur; Droit pénal général et procédure pénale ; Tome 2 ;1996 Dalloz ;paris‬‬
‫‪p393.‬‬
‫‪ 3‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 229/07‬مؤرخ في ‪ 30‬جويلية ‪،2007‬جريدة رسمية صادرة بتاريخ ‪ 05‬أوت ‪،2007‬عدد ‪،49‬يحدد كيفيات تطبيق‬
‫املادة ‪ 06‬من القانون رقم ‪ 18/04‬املؤرخ في ‪ 25‬ديسمبر ‪ ،2004‬املتعلق بالوقاية من املخدرات واملؤثرات العقلية وقمع االستعمال واالتجار‬
‫غير املرروعين بها ‪ .‬ا‬
‫‪ 4‬بالرجوع إلى التطبيقات القضائية‪ ،‬نجد أن هذا االجراء غير مطبق من قبل وكالء الجمهورية وال نعرف السبب عن عدم تطبيق نص‬
‫قانوني ‪.‬‬

‫مجلة األبحاث القانونية والسياسية ‪ -‬العدد الثاني مارس ‪ - 2020‬كلية الحقوق والعلوم السياسية جامعة سطيف‪2‬‬
‫‪229‬‬
‫الباحث بوشليق كمال‬ ‫مبدأ املالئمة ودوره في ترشيد املتابعة الجزائية‬

‫ب‪ -‬األسباب القانونية ‪ :‬هي التي تتعلق بالقانون وهذه األسباب هي التي تكون في قانون العقوبات أو‬
‫قانون اإلجراءات الجزائية ‪ ،‬أي أن الفعل ال يحتمل وصف الجريمة وغير معاقبا عليه سواء في قانون‬
‫العقوبات أو القوانين املكملة مثل االنتحار ‪،‬أو وجود سبب من أسباب اإلباحة كحالة الدفاع الررعي أو‬
‫الدفاع الررعي املمتاز طبقا لنصوص املواد ‪ 39‬و ‪ 40‬من قانون العقوبات ‪،‬أو وجد مانع من موانع‬
‫العقاب كجرائم السرقات و النصب و خيانة األمانة أو إخفاء األشياء املسروقة بين األقارب والحواش ي‬
‫واألصهار لغاية الدرجة الرابعة إال بناء على شكوى طبقا لنص املواد ‪ 377،373،369‬من قانون‬
‫العقوبات‪،‬أو وجد مانع من موانع املسؤولية كاإلكراه أو صغر السن أو الجنون طبقا للمواد ‪49،48،47‬‬
‫كما أنه من األسباب القانونية هو قيود تحريك الدعوى العمومية سواء بالركوى أو اإلذن أو الطلب‬
‫طبقا للمواد ‪ 583 387، 377 373، 369 368، 339، 164، 110 109‬من نفس القانون ‪،‬أو تكون‬
‫الدعوى العمومية قد انقضت بأحد أسباب االنقضاء كالتقادم أو وفاة املتهم أو سبق الفصل فيه ــا‬
‫بحكم نهائي طبق ـ ــا للم ـ ـ ـ ـ ــواد ‪ 389،10،09،08،07،06‬من قانون اإلجراءات الجزائية ‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬الطبيعة القانونية لقرار الحفظ ا‬
‫يصدر قرار الحفظ من النيابة العامة باعتبارها جهة إدارية‪ ،‬ومن خالل إصدارها لهذا القرار تكون‬
‫مرحلة البحث والتحري قد انتهت‪ . 1‬ا‬
‫فهو يعتبر من اإلجراءات اإلدارية للنيابة العامة وليس إجراء قضائي‪ ،2‬كما ال يغير من طبيعة األمر أن‬
‫تكون النيابة العامة قد باشرت قبل صدوره إجراء من إجراءات االستدالل كما لو أحالت األوراق إلى‬
‫ضباط الررطة القضائية وهو ما أكده الفقه والقضاء املصري والفرنس ي ‪،‬واملررع الجزائري حدد‬
‫بصفة صريحة في املادة ‪ 36‬من قانونا اإلجراءات الجزائية بأنه قرار قابل للمراجعة وليس قابل‬
‫لالستئناف أو الطعن بقولها "‪...‬بمقرر قابال دائما للمراجعة "‪ .‬ا‬
‫رابعا‪ :‬اآلثار اإلجرائية لقرار الحفظ ا‬
‫يت ارتب على قرار الحفظ مجموعة من اآلثار القانونية تكمن فيما يلي ‪ :‬ا‬
‫‪ -‬ليس له حجية مطلقة أي يجوز التراجع عنه من قبل النيابة في أي وقت حالة ظهور أدلة جديدة‬
‫وال يحتج به في مواجهة النيابة العامة ‪،‬كما أن الراكي يجوز له في حالة الحفظ أن يرفع إدعاء مدني‬

‫‪ 1‬علي عبد القادر القهوجي‪ ،‬شرح قانون أصول املحاكمات الجزائية‪،‬دراسة مقارنة‪ ،‬الكتاب الثاني‪ ،‬منرورات الحلبي الحقوقية ‪،‬بيروت‪،‬‬
‫‪ ،2002‬ص ‪ .183‬ا‬
‫‪ 2‬علي شمالل‪ ،‬السلطة التقديرية للنيابة العامة في الدعوى العمومية ‪ ،‬دراسة مقارنة ‪ ،‬دار هومة‪ ،‬الجزائر‪،2009 ،‬ص ‪ .88‬ا‬

‫مجلة األبحاث القانونية والسياسية ‪ -‬العدد الثاني مارس ‪ - 2020‬كلية الحقوق والعلوم السياسية جامعة سطيف‪2‬‬
‫‪230‬‬
‫الباحث بوشليق كمال‬ ‫مبدأ املالئمة ودوره في ترشيد املتابعة الجزائية‬

‫أمام قاض ي التحقيق أو تكليف املتهم مباشرة بالحضور أمام املحكمة ‪،‬وال يمكن بأي حال من األحوال‬
‫الدفع بسبق الفصل في الدعوى العمومية‪ .‬ا‬
‫‪ -‬ال يجوز استعمال طرق الطعن فيه باعتباره قرار إداري قابل للمراجعة وهو ال يقبل تظلما أو‬
‫استئنافا من جانب الراكي إال أنه يقبل التظلم أمام جهة أعلى‪، 1‬وال يعني تقديم الركوى من املجني‬
‫عليه وجوب تحريك الدعوى العمومية بل لهذه األخيرة أن تأمر بحفظ امللف إذا توفرت أسبابه‬
‫السابقة ‪ .‬ا‬
‫‪ -‬ال يقطع التقادم إذ ال يعتد بقرار الحفظ فيما يقطع التقادم وال تنقض ي به الدعوى العمومية إال‬
‫بتقادم الواقعة اإلجرامية ‪ .‬ا‬
‫املحور الثاني‪ :‬سلطة املالءمة (التجنيح القضائي) ا‬
‫تثار مركلة في القضاء تترتب على االعتراف للنيابة العامة بسلطة املالئمة في تحريك الدعوى‬
‫الجنائية فإذا ما كان يجوز للنيابة العامة أن تمتنع عن إقامة الدعوى الجنائية في بعض الوقائع فهل‬
‫يستتبع ذلك جواز أن تقيمها تحت تكييف آخر وما هو أساس ذلك ؟ ا‬
‫سمح العرف القضائي للنيابة العامة بممارسة التجنيح ‪،‬وهو ما يعني أن تلجأ إلى إعادة تكييف‬
‫بعض الجنايات إلى جنح وتفقد الجناية تكييفها القانوني لتصبح جنحة ‪،‬وتقدم بهذا الوصف إلى‬
‫محكمة الجنح لتقض ي فيها بعقوبة الجنحة ‪ .‬ا‬
‫أوال‪ :‬مفهوم التجنيح ا‬
‫يقصد بالتجنيح أن تقوم النيابة العامة بسلطتها جهة متابعة وتملك مبدأ املالئمة والتصرف في‬
‫الدعوى العمومية ‪،‬ومن قبيل الصالحيات هو تحديد التكييف القانوني للواقعة اإلجرامية وإدخالها في‬
‫إحدى العائالت اإلجرامية ‪،‬وينطبق هذا الوصف على الجرائم ذات الوصف الجنائي طبقا لقانون‬
‫العقوبات ولكن النيابة تعطيها وصف الجنحة وتحيلها إما على قاض ي التحقيق للتحقيق فيها أو إحالتها‬
‫على محكمة الجنح وهو ممارسة قضائية ‪،‬ومثال ذلك هو قيام شخصين بسرقة محل تجاري ليال بعد‬
‫كسر قفل الباب فطبقا للقانون الوقائع ذات وصف جناية السرقة املوصوفة بتوافر ظرف أو ظرفين‬
‫طبقا لنص املادة ‪ 353‬قانون العقوبات بتوافر أربعة ظروف وهي التعدد والليل والكسر والعقوبة‬
‫املقررة في القانون هي السجن من ‪ 10‬إلى ‪ 20‬سنة وبغرامة من ‪ 1000000‬دج إلى ‪ 2000000‬دج‪ ،‬وعلى‬

‫‪ 1‬كامل سعيد‪ ،‬شرح قانون أصول املحاكمات الجزائية دراسة تحليلية تأصيلية مقارنة في القوانين ا األردنية واملصرية والسورية وغيرها‪ ،‬دار‬
‫الثقافة للنرر والتوزيع‪ ،‬عمان ا األردن ‪، 2005 ،‬دون طبعة ‪ ،‬ص ‪.192‬‬

‫مجلة األبحاث القانونية والسياسية ‪ -‬العدد الثاني مارس ‪ - 2020‬كلية الحقوق والعلوم السياسية جامعة سطيف‪2‬‬
‫‪231‬‬
‫الباحث بوشليق كمال‬ ‫مبدأ املالئمة ودوره في ترشيد املتابعة الجزائية‬

‫هذا قد تقوم النيابة بتكييف الوقائع إلى جنحة السرقة بالكسر أو التعدد أو السرقة بتوافر ظرف‬
‫الليل ومنه النيابة تقوم بإسقاط ظرف أو ظرفين من الجريمة ‪ .‬ا‬
‫لعل أهم االعتبارات إلتباع النيابة العامة هذه السياسة الجنائية في املتابعة تكمن في أن الجناية‬
‫اإلجراءات الجزائية‪،1‬كما أن قاض ي التحقيق ملزم‬
‫تتطلب تحقيقا وجوبيا حسب املادة ‪ 66‬قانون ا‬
‫بسماع األطراف واستجواب املتهم وإجراء خبرة عقلية عليه وإجراء املواجهة أو ندب الخبير وإجراء‬
‫البحث االجتماعي وإصدار أمر بإحالة مستندات القضية على النائب العام طبقا للمادة ‪ 166‬من ذات‬
‫القانونا ‪،‬والذي يقوم بجدولة القضية أمام غرفة االتهام التي تقوم بدراسة امللف وإصدار أمر بإحالة‬
‫املتهم على محكمة الجنايات االبتدائية‪2‬مع احتمال استئناف الحكم لدى محكمة الجنايات االستئنافية‬
‫والطعن بالنقض في قرارها لدى املحكمة العليا طبقا للمادة ‪ 495‬قانون اإلجراءات الجزائية ‪،‬وممكن‬
‫إعادته من املحكمة العليا إلى غرفة االتهام االستئنافية وجدولته والفصل فيه ‪،‬وكذا اإلجراءات املطولة‬
‫أمام محكمتي الجنايات كما سوف نرى الحقا ‪ .‬ا‬
‫كما أن التجنيح من شأنه أن يضمن عقوبة رادعة وتقليل التكلفة من إجراء الخبرات ومختلف‬
‫املصاريف أمام محكمة الجنايات ‪،‬ويضمن درجة ثانية للتقاض ي واالستفادة من رد االعتبار واملهلة أي‬
‫تقديم طلب بعد مض ي ثالث سنوات بدال من خمس سنوات في الجناية ‪،‬كما أن املتهم يستفيد من‬
‫العفو بسرعة ‪،‬إضافة إلى هذا فإن املتهم يمكن أن يستفيد من وقف التنفيذ حسب املادة ‪ 592‬من‬
‫قانون اإلجراءات الجزائية‪ ،‬ففي الجنايات ال يحق االستفادة من وقف التنفيذ كونه ال توجد مادة تجيز‬
‫ذلك ‪ .‬ا‬
‫بالرجوع إلى القانون سيما التعديل األخير لقانون العقوبات‪3‬فإننا نجد عدة جنايات تم تجنيحها وهي‬
‫طبقا لنص املادة ‪ 350‬مكرر جنحة السرقة والتي تتم بتوافر ظرف من الظروف التالية ‪ :‬ا‬

‫‪ 1‬معدلة بموجب القانون رقم ‪ 07/17‬املؤرخ في ‪ 27‬مارس ‪، 2017‬جريدة رسمية عدد ‪، 20‬صادرة بتاريخ ‪ 29‬مارس ‪، 2017‬املعدل بموجب‬
‫القانون رقم ‪، 10/19‬املؤرخ في ‪ 11‬ديسمبر ‪ ، 2019‬الجريدة الرسمية عدد ‪ ، 78‬صادرة بتاريخ ‪ 18‬ديسمبر ‪، 2019‬املتضمن قانون‬
‫اإلج ـ ـ ـ ـ ـراءات الجزائية ‪ .‬ا‬
‫ا‬
‫اإلجراءات الجزائية تم استحداث محكمة جنايات إبتدائية تكون أحكامها قابلة لالستئناف أمام محكمة‬ ‫‪ 2‬بموجب التعديل ا‬
‫األخير لقانون ا‬
‫فقرة ‪ 02‬من‬
‫الجنايات االستئنافية‪ ،‬ومن ثمة تم تجسيد فعال املبدأ الدستوري وهو حق التقاض ي على درجتين طبقا للمادة ‪ 160‬ا‬
‫الدستور الجزائري‪.‬‬
‫‪ 3‬أمر رقم ‪ 155/66‬مؤرخ في ‪ 08‬جوان ‪، 1966‬معدل ومتمم با األمر رقم ‪ 23/06‬املؤرخ في ‪ 20‬ديسمبر ‪، 2006‬معدل بموجب القانون رقم‬
‫‪ 01/14‬املؤرخ في ‪ 04‬فيفري ‪، 2014‬جريدة رسمية عدد ‪، 07‬معدل بموجب القانون رقم ‪ 19/15‬مؤرخ في ‪ 30‬ديسمبر ‪، 2015‬الجريدة‬
‫ا‬ ‫الرسمية عدد ‪ ، 71‬متضمن قانون العقوبات ‪.‬‬

‫مجلة األبحاث القانونية والسياسية ‪ -‬العدد الثاني مارس ‪ - 2020‬كلية الحقوق والعلوم السياسية جامعة سطيف‪2‬‬
‫‪232‬‬
‫الباحث بوشليق كمال‬ ‫مبدأ املالئمة ودوره في ترشيد املتابعة الجزائية‬

‫‪-‬إذا ارتكبت باستعمال العنف أو التهديد ‪ .‬ا‬


‫‪-‬إذا سهل ارتكابها بسبب ضعف الضحية الناتج عن سنها أو مرضها أو إعاقتها أو عجزها البدني أو‬
‫الذهني أو بسبب حالة الحمل سواء كانت هذه الظروف ظاهرة أو معلومة لدى الفاعل وقرر العقوبة‬
‫من سنتين إلى عرر سنوات والغرامة من ‪ 200000‬دج إلى ‪ 1000000‬دج ‪ .‬ا‬
‫هناك جناية السرقة املنصوص عليها في املادتين ‪ 352‬و ‪ 354‬من قانون العقوبات ‪ ،‬وهي السرقة‬
‫املرددة حسب املادة ‪ 352‬والسرقة املرتكبة في الطرق العمومية أو في إحدى وسائل النقل العام أو في‬
‫داخل نطاق السكك الحديدية واملحطات واملوانئ واملطارات وأرصفة الشحن أو التفريغ ‪،‬ويقرر القانون‬
‫العقوبة الحبس من خمس إلى عرر سنوات وبغرامة من ‪ 500000‬إلى ‪ 1000000‬دج وكان يعاقب على‬
‫ذات الفعل من قبل بوصف الجناية بالسجن من خمس إلى عرر سنوات‪ .‬ا‬
‫كما أن السرقة املرددة املنصوص عليها باملادة ‪ 354‬من نفس القانون هي السرقة بتوافر ظرف‬
‫الليل أو التعدد أو التسلق أو الكسر أو استعمال مداخل تحت األرض أو استعمال مفاتيح مصطنعة أو‬
‫كسر األختام ويعاقب الفاعل بالحبس من خمس إلى عر ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر سنوات وبغرامة من ‪ 500000‬إلى‬
‫‪ 1000000‬دج ‪،‬وكان يعاقب على الفعل من قبل بوصف الجناية بالسجن املؤقت من خمس إلى عرر‬
‫سنوات ‪ .‬ا‬
‫هناك حالة للتجنيح القضائي وهي السكوت عن بعض عناصر الركن املادي للجريمة التي تكون‬
‫وصف جناية ‪،‬ولكن بالنظر إلى ضآلة الضرر الواقع على الضحية فإنه يتم تجنيحها وتكييفها جنحة‬
‫ويحاكم املتهم أمام محكمة الجنح وليس محكمة الجنايات االبتدائية ‪،‬وهذه الحالة موجودة في نص‬
‫املادة ‪ 32‬من قانون العقوبات الواردة في الفصل الثالث بعنوان تعدد الجرائم‪1‬التي تنص على"يجب أن‬
‫يوصف الفعل الواحد الذي يحتمل عدة أوصاف بالوصف األشد من بينها ‪،‬أي أن الفعل الواحد الذي‬
‫يحتمل عدة تكييفات البد أن يوصف بالوصف األشد واالحتفاظ بوصفين متعارضين لواقعة واحدة‬
‫يركل تصريحا مزدوجا لالتهام وتناقض في األسباب ‪،‬وهو ما أكدته املحكمة العليا في قراراتها‪، 2‬ويالحظ‬
‫أن الوصف األشد حسب املادة السابقة فإنها تنطبق على العقوبات ذات الطابع الجزائي وليس ذات‬
‫‪1‬‬
‫يعتبر تعددا في الجرائم أن ترتكب في وقت واحد أو في أوقات متعددة عدة جرائم اليفصل بينها حكم نهائي ‪،‬والتعدد نوعان ‪،‬تعدد‬
‫صوري أي أن ال اواقعة الواحدة لها أكثر من وصف جزائي ومنه يوصف الفعل الواحد هذا بالوصف ا األشد للعقوبة املقررة قانونا ‪،‬وهناك‬
‫التعدد الحقيقي ويقصد به وجود عدة جرائم مرتكبة ومتعاقبة في الزمن او وقعت في وقت واحد واليفصل بينهما حكم نهائي‪ .‬ا‬
‫‪ 2‬املحكمة العليا ‪،‬الغرفة الجنائية ‪ ،‬قرار بتاريخ ‪ 11‬جوان ‪، 1981‬ملف رقم ‪، 40725‬املجلة القضائية لسنة ‪ ، 1985‬قرار بتاريخ ‪ 12‬أفريل‬
‫‪، 1988‬ملف رقم ‪، 51759‬املجلة القضائية لسنة ‪ ، 1993‬العدد ‪، 03‬ص ‪ .260‬ا‬

‫مجلة األبحاث القانونية والسياسية ‪ -‬العدد الثاني مارس ‪ - 2020‬كلية الحقوق والعلوم السياسية جامعة سطيف‪2‬‬
‫‪233‬‬
‫الباحث بوشليق كمال‬ ‫مبدأ املالئمة ودوره في ترشيد املتابعة الجزائية‬

‫الطابع الجبائي حسبما ما أكدته املحكمة العليا في إحدى قراراتها‪، 1‬ومثال التعدد في الجرائم جنحة‬
‫الفعل العلني املخل بالحياء حسب املادة ‪ 333‬فقرة ‪ 01‬من قانون العقوبات فالعقوبة هي الحبس من‬
‫شهرين إلى سنتين وبغرامة من ‪ 20000‬دج إلى ‪ 100000‬دج ‪،‬وهذه األفعال قد تكون قابلة للوصف أنها‬
‫جنحة تحريض قاصر على الفسق والدعارة حسب املادة ‪ 342‬من ذات القانون والعقوبة هي الحبس‬
‫من ‪ 05‬إلى ‪ 10‬سنوات وبغرامة من ‪ 20000‬دج إلى ‪ 100000‬دج ‪،‬ويمكن أن توصف على أنها جناية‬
‫الفعل املخل بالحياء ضد قاصر بالعنف والعقوبة هي السجن املؤقت من عررة إلى عررين سنة‬
‫حسب املادة ‪ 335‬فقرة ‪ 02‬قانون اإلجراءات الجزائية ‪ .‬ا‬
‫كما يكون التجنيح القضائي أيضا حالة املادة ‪ 336‬من قانون العقوبات كون أن من ارتكب جناية‬
‫هتك عرض يعاقب بالسجن املؤقت من خمس إلى عرر سنوات ‪،‬وإذا وقع هتك العرض ضد قاصرة لم‬
‫تكمل السادسة عرر فتكون العقوبة السجن املؤقت من عرر سنوات إلى عررين سنة‪،‬وبالتالي نظرا‬
‫لظرواف ومالبسات وآثار الجريمة قد يلجئون إلى السكوت واستبعاد عنصر العنف لتصبح الجريمة بدال‬
‫من جناية جنحة وتكون إحالتها أمام محكمة الجنح بدال من محكمة الجنايات‪ .‬ا‬
‫أما فيما يخص إسقاط الركن املعنوي للجريمة فتكون الجريمة جناية لكن يتم تكييفها جنحة‬
‫ومثالها جناية محا اولة القتل العمد طبقا للمواد ‪ 30‬و ‪ 254‬من قانون العقوبات ‪،‬ويعاقب عنها بالسجن‬
‫املؤبد فيتم إسقاط العمد وتكييفها على أساس جنحة الضرب والجرح العمدي طبقا للمواد ‪ 30‬و‪264‬‬
‫من ذات القانون ويعاقب عنها بالحبس من سنة إلى خمس سنوات‪ .‬ا‬
‫يترتب عن تجنيح الجنايات تنازع االختصاص لجهات القضاء الجزائي ويكون إما تنازع إيجابي أو‬
‫تنازع سلبي ‪،‬ويكون التنازع اإليجابي حالة أن نفس الواقعة تعرض على جهتين للتحقيق أو الحكم‬
‫وتتمسك كل منهما باالختصاص ‪،‬ومثال ذلك يتم تجنيح جناية ويصدر حكم عن قسم الجنح ثم تفصل‬
‫الغرفة الجزائية لذات املجلس لكن غرفة االتهام ترى أن الوقائع ذات وصف جناية وتصدر أمر اإلحالة‬
‫على محكمة الجنايات االبتدائية بينما التنازع السلبي يكون حالة تمسك كل جهة بعدم االختصاص‪،‬‬
‫ومثال ذلك الغرفة الجزائية تقض ي بعدم االختصاص النوعي كون القضية جناية وتقض ي غرفة االتهام‬
‫بعدم االختصاص كون القضية جنحة ‪ .‬ا‬

‫‪1‬‬
‫املحكمة العليا ‪،‬الغرفة الجنائية ‪ ،‬قرار بتاريخ ‪ 25‬فيفري ‪، 1996‬ملف رقم ‪، 352213‬املجلة القضائية لسنة ‪، 1989‬العدد ‪، 03‬‬
‫ص‪.162‬‬

‫مجلة األبحاث القانونية والسياسية ‪ -‬العدد الثاني مارس ‪ - 2020‬كلية الحقوق والعلوم السياسية جامعة سطيف‪2‬‬
‫‪234‬‬
‫الباحث بوشليق كمال‬ ‫مبدأ املالئمة ودوره في ترشيد املتابعة الجزائية‬

‫باملقابل فإن هناك قضاة ال يلجؤون إلى التجنيح القضائي ويطبقون النصوص القانونية كما هي ملا‬
‫تقوم النيابة بالتجنيح للجنايات ويصدون أمرا بعدم االختصاص النوعي طبقا للمادة ‪ 403‬من قانون‬
‫اإلجراءات الجزائية ‪،‬وفي هذه الحالة يحال امللف وجوبا على النيابة العامة للتصرف فيه وهذا هو‬
‫الرأي الذي نؤيده وموقفنا من هذه املسألة‪ .‬ا‬
‫ثانيا‪ :‬التفرقة بيـ ـن إجراء إعادة التكييف والتجنيح‬
‫قد تقوم النيابة بإعطاء وقائع ما تكييف معين إال أن جهة التحقيق أو الحكم تعيد التكييف‬
‫وإعطاء الوقائع الوصف القانوني الصحيح لها ‪،‬وقد يتم إعادة التكييف بالترديد في الوصف القانوني‬
‫كأن يتم التكييف من مخالفة إلى جنحة أو من جنحة إلى مخالفة ‪،‬أو إعادة التكييف من جنحة‬
‫الضرب والجرح العمدي طبقا للمادة ‪ 264‬من قانون العقوبات إلى جنحة الضرب والجرح العمدي‬
‫بالسالح األبيض طبقا للمادة ‪ 266‬من هذا القانون إذا ثبت وجود سالح أبيض استعمل في الضرب‬
‫‪،‬وعلى العكس من هذا تماما يكون إعادة التكييف بالتخفيف من الوصف الجزائي كأن يتم التكييف‬
‫من جنحة إلى مخالفة أو من جناية إلى جنحة ‪.‬‬
‫ويكون إعادة التكييف أيضا من نفس درجة الجريمة أي من جنحة إلى جنحة ومن جناية إلى جناية‬
‫أو من مخالفة إلى مخالفة‪ .‬ا‬
‫ثالثا‪ :‬مدى قانونية إجراء إعادة التكييف ا‬
‫بالرجوع إلى املواد ‪ 359 310، 306، 197، 196‬إلى ‪ 362‬و‪ 437 436‬من قانون اإلجراءات الجزائية‬
‫‪،‬فإن إجراء إعادة التكييف هو إجراء قانوني مسموح به في مختلف مراحل الدعوى العمومية ‪،‬والهدف‬
‫منه إعطاء الوصف القانوني الصحيح للوقائع وهو سلطة تقديرية للقاض ي حسب قرارات املحكمة‬
‫العليا وأن عدم ذكر أسباب إعادة التكييف يعد قصورا في التسبيب‪ .1‬ا‬
‫رابعا‪ :‬مدى قانونية التجنيح القضائي ا‬
‫سبق القول أنه يتم من قبل وكيل الجمهورية أو من طرف قاض ي التحقيق أو من طرف غرفة‬
‫االتهام ‪،‬ويالحظ أنه ال ت اوجد أي مادة قانونية تجيز التجنيح القضائي ‪،‬وبالتالي هو عمل غير قانوني كونه‬
‫يعطي الوقائع الوصف القانوني غير الصحيح لها وهذا رأي كثير من فقهاء القانونا‪، 2‬وعدم مرروعية‬

‫‪ 1‬املحكمة العليا ‪،‬الغرفة الجزائية ‪،‬قرار بتاريخ ‪ 21‬جانفي ‪، 1986‬ملف رقم ‪، 352213‬املجلة القضائية لسنة ‪، 1989‬العدد ‪ ، 03‬ص‬
‫‪ .266‬راجع‪ :‬محمد الفاضل ‪،‬الوجيز في أصول املحاكمات الجزائية‪ ،‬الطبعة الرابعة‪ ،‬الجزء ا األولا‪ ،‬مطبعة االحسان ‪، 1977 ،‬ص ‪ .571‬ا‬
‫‪2‬‬
‫; ‪Roger Merle ;Andre Vitu ;Traite de droit criminel .tom2 procédure pénal ;3eme édition; 1997 ; Cujas ; paris‬‬
‫‪n1068 ; p 690 ; /G Stefani ;Levasseur ; Bouloc ; procédures pénale ; 16eme éd ; précis ; Dalloz ; p 431 .‬‬

‫مجلة األبحاث القانونية والسياسية ‪ -‬العدد الثاني مارس ‪ - 2020‬كلية الحقوق والعلوم السياسية جامعة سطيف‪2‬‬
‫‪235‬‬
‫الباحث بوشليق كمال‬ ‫مبدأ املالئمة ودوره في ترشيد املتابعة الجزائية‬

‫التجنيح تأتي من مخالفته قواعد االختصاص الجزائي التي تتعلق بالنظام العام ‪،‬وبمقتضاها تختص‬
‫محكمة الجنايات االبتدائية بنظر الجنايات بينما محكمة الجنح تختص بالجنح فقط ‪،‬وبذلك إذا ما‬
‫رفع إلى محكمة الجنح جناية بوصف جنحة فاملحكمة ال تتقيد بهذا الوصف القانوني ويتعين عليها‬
‫إعادة التكييف القانوني السليم والحكم بعدم االختصاص سواء تلقائيا أو بناء على طلب املتهم أو‬
‫دفاع الضحية ‪ .‬ا‬
‫القضاء الجزائري حسب عديد القرارات ال يأخذ بالتجنيح القضائي إذا كان التكييف املعطى‬
‫مخالفا للقانون ‪،‬وهذا راجع ألن املحكمة العليا محكمة قانون وليس محكمة موضوع ‪،‬وقد نقضت‬
‫قرارا بإعادة تكييف الوقائع من جناية هتك عرض إلى فعل علني مخل بالحياء في إحدى قراراتها جاء‬
‫فيه‪"1‬أنه إذا كان املتهم معروفا بتعاطيه السحر تقدم إلى سكن الزوج بطلب من هذا األخير قصد‬
‫معالجته للتمكن من مباشرة زوجته العروس ليلة البناء واغتنم الفرصة ليتصل بها جنسيا ‪،‬فإن غرفة‬
‫االتهام بقضائها أن الوقائع ال تكون جناية هتك عرض وإنما جنحة فعل علني مخل بالحياء اعتمادا‬
‫على أن العالقة الجنسية قد تمت برضا الزوجة وموافقة زوجها بخالف الوقائع ودون توافر عناصر‬
‫هذه الجنحة فإنها بقضائها كما فعلت كان قرارها مروبا بالقصور في التسبيب "‪،‬وجاء في تسبيب قرار‬
‫غرفة االتهام هو"أن الزوج والزوجة راضيان بالفعل ويت اوفر عنصر الرضا والعلنية "‪ .‬ا‬
‫كما ورد قرار جاء فيه‪" 2‬أنه من املتفق عليه قانونا وقضاء أن الوقائع تكيف في إطارها القانوني‬
‫حسب ظروف ومالبسات ارتكابها فإن الحكم بخالف هذا املبدأ يعد خرقا للقانون ‪،‬وأن إعادة التكييف‬
‫للوقائع من جناية إلى جنحة على أساس الظروف االجتماعية للمتهمين ووجودهم بالخدمة ال يعد‬
‫تعليال قانونيا وال يعتبر من إعادة تكييف األفعال املنسوبة للمتهمين أي عامل أو ظرف شخص ي آخر‬
‫‪،‬وتتعلق الوقائع بأن مجموعة من األشخاص ارتكبوا سرقة مع توافر ظروف الترديد وأصبحت جناية‬
‫السرقة املوصوفة وأن قضاة الغرفة الجزائية قام اوا بإصدار قرار على اعتبار أنها جنحة بسبب ظروف‬
‫املتهمين الذين كانوا في حالة الخدمة الوطنية وهو ما رفضته املحكمة العليا "‪ .‬ا‬
‫ا‬
‫ا‬

‫‪ 1‬املحكمة العليا ‪،‬الغرفة الجنائية ‪،‬قرار بتاريخ ‪ 20‬نوفمبر ‪ ، 1984‬ملف رقم ‪، 40236‬املجلة القضائية لسنة ‪، 1990‬العدد ‪ ، 02‬ص‬
‫‪. 247‬‬
‫‪ 2‬املحكمة العليا ‪،‬الغرفة الجزائية ‪،‬قرار بتاريخ ‪ 13‬نوفمبر ‪،1984‬املجلة القضائية لسنة ‪، 1989‬العدد ‪، 03‬ص ‪.306‬‬

‫مجلة األبحاث القانونية والسياسية ‪ -‬العدد الثاني مارس ‪ - 2020‬كلية الحقوق والعلوم السياسية جامعة سطيف‪2‬‬
‫‪236‬‬
‫الباحث بوشليق كمال‬ ‫مبدأ املالئمة ودوره في ترشيد املتابعة الجزائية‬

‫من خالل ما سبق وحسب رأينا فالتجنيح تطبيق قضائي غير قانوني لألسباب التالية ‪ :‬ا‬
‫‪ -‬التجنيح يؤدي إلى املساس بمبدأ قواعد االختصاص في املواد الجزائية وهي من النظام العام والتي‬
‫يجوز التمسك بها في أي مرحلة ولو ألول مرة أمام املحكمة العليا ويؤدي إلى تنازع االختصاص‪ .‬ا‬
‫‪ -‬إ ن اإلفراط في استعمال هذه السياسة يؤدي إلى إفراغ بعض النصوص القانونية من محتواها‬
‫القانوني ‪،‬ومثال ذلك أن نيابات الجمهورية تفرط في تجنيح الجنح املوصوفة بعدة ظروف ‪،‬وإضافة إلى‬
‫هذا فإن اإلفراط في التجنيح يؤدي إلى أن القضاة يجتهدون في إيجاد األوصاف التي يجنحون بها بعض‬
‫الجنايات مما يؤدي إلى تطبيق النصوص القانونية في غير محلها وتكثر االستئنافات في األحكام من طرف‬
‫النيابة‪ ،‬والتجنيح ينقص من وظيفة الردع للعقوبة كون أن أي متهم متابع بجناية يتملكه الخوف على‬
‫عكس محكمة الجنح‪ .‬ا‬
‫‪ -‬إن مختلف نيابات الجمهورية غير متفقة على سياسة التجنيح فمثال سرقة بتوافر الظروف وقعت‬
‫في مدينة كبيرة مثل الجزائر العاصمة قد يتم تجنيحها على عكس نفس الوقائع ارتكبت في منطقة نائية‬
‫أو قليلة الكثافة السكانية مثل برار أو إليزي ‪،‬وهذا ما يخلق عدم املساواة في التقاض ي‪ .‬ا‬
‫‪ -‬إن التجنيح فيه مساس باملادة ‪ 27‬من قانون العقوبات التي تصنف الجريمة على أنها جناية أو‬
‫جنحة أو مخالفة اوسياسة التجنيح ال تعطي إحصاءا دقيقا عن الجريمة وطبيعتها‪ .‬ا‬
‫‪ -‬التجنيح يمكن أن يؤدي إلى متابعة القاض ي تأديبيا من أجل ارتكاب خطأ منهي كونه إجراء غير‬
‫قانوني ومنه ال توجد ضمانات عدم املتابعة التأديبية للقاض ي‪ .‬ا‬
‫‪ -‬إن املحاولة حسب املادة ‪ 30‬من قانون العقوبات في الجنحة معاقب عليها بنص عكس الجناية كل‬
‫املحاوالت معاقب عليها واملخالفة ال ي عاقب عنها إطالقا ‪،‬وعند تجنيح الجناية وكانت هناك محاولة في‬
‫الجناية ولكن غير معاقبا عليها في الجنحة بعد التكييف فإن املتهم يفلت من العقاب ‪ .‬ا‬
‫خاتم ـ ـة‪:‬‬
‫تأسيا ملا سبق فإن نظام املالئمة يؤدي إلى عدم العقاب ويجعل النيابة حرة في إقامة الدعوى‬
‫الجنائية أو عدم إقامتها ‪،‬إال أنه بجانب فائدة املالئمة املرتبطة بتطبيق السياسة الجنائية املختلفة فإن‬
‫سلطة تقدير املالئمة يمكن أن تكون مصدرا للتعسف وخاصة في القضايا السياسية ‪،‬كما أن اللجوء‬
‫الكثير لهذا اإلجراء أي الحفظ يؤدي إلى ترجي املتهمين النيابة إلى عدم إقامة الدعوى وأنه يؤدي إلى‬
‫اتخاذ قرارات تعسفية خصوص عند قلة الخبرة لدى عضو النيابة العامة ‪ .‬ا‬

‫مجلة األبحاث القانونية والسياسية ‪ -‬العدد الثاني مارس ‪ - 2020‬كلية الحقوق والعلوم السياسية جامعة سطيف‪2‬‬
‫‪237‬‬
‫الباحث بوشليق كمال‬ ‫مبدأ املالئمة ودوره في ترشيد املتابعة الجزائية‬

‫في الحقيقة لهذا اإلجراء فوائد كبيرة منها تخفيف القضايا على املحاكم والتحقيق واالهتمام أكثر‬
‫بالقضايا ذات األهمية خصوصا مع تطور أساليب ارتكاب الجريمة‪ .‬ا‬
‫إذن فالنيابة لديها نظام املالئمة في تحريك الدعوى العمومية من عدمها ‪،‬وبالتالي هي أمام الجريمة‬
‫واملذنب وأحدهما يجب أن يتغلب على اآلخر وأحدهما يمثل املاض ي واآلخر يمثل املستقبل ‪،‬واالهتمام‬
‫األول يجب أن يكون ليس بعقاب الجريمة ولكن إعادة املذنب إلى املجتمع واملالئمة هي التي تهدف إلى‬
‫تحقيق هذا الهدف‪ .‬ا‬
‫أ اوجد املررع الجزائري بنص القانون قرار الحفظ للقضية ووضع الرروط القانونية له حتى ال‬
‫تنحرف أو تتعسف النيابة العامة في ذلك ‪ ،‬كما أن القانون جعل قرار الحفظ هذا مؤقتا باعتباره قرارا‬
‫إداريا ال يكسب للمتهم حقا ألنه قرار ال حجية له في مواجهة مصدره و يجوز الرجوع عنه وإلغاءه في أي‬
‫وقت إذا ظهرت أدلة جديدة ‪،‬إضافة إلى هذا فإن القانون أعطى خيارا قانونيا آخر للراكي الذي تحفظ‬
‫قضيته كما سبق وأن وضحنا ‪،‬وهو اللجوء الى شكوى مصحوبة بادعاء مدني وفقا لنص املادة ‪ 72‬و‬
‫مايليها من قانون اإلجراءات الجزائية أو حق تكليف املتهم مباشرة بالحضور أمام محكمة الجنح وفقا‬
‫لنص املادة ‪ 337‬مكرر منه ‪ ،‬اويعد هذا رقابة على النيابة العامة في تصرفاتها لكي يتجنب املررع‬
‫األضرار التي تنجم على إهمال النيابة عن تحريك الدعوى العمومية وتفويت فرصة على املضرور من‬
‫الجريمة في إثبات مسؤولية مرتكبها‪ ،‬وهذا اإلجراء فيه حماية للمتضرر من الجريمة والذي قد ال يجد‬
‫اهتماما من النيابة العامة التي ال تراعي في تحريك الدعوى العمومية سوى اعتبارات الصالح العام‬
‫باعتبارها املمثلة له في الدعوى العمومية‪ .‬ا‬
‫إن نظام املالئمة ليس مضاد لنظام الررعية ‪،‬وأنه فعال يؤدي إلى ترشيد املتابعة الجزائية في بعض‬
‫الحاالت بالنظر إلى أن قرار الحفظ يكون بناء على أسباب قانونية وموضوعية ‪،‬وأن بعض القضايا‬
‫املتابعة فيها تكون غير ذي نتيجة ومن ثمة ضرورة ترشيد املتابعة عن طريق الحفظ ‪ .‬ا‬
‫نخلص إلى أن قرار الحفظ إجراء قانوني يخضع ملبادئ الررعية اإلجرائية ‪،‬بينما التجنيح القضائي‬
‫إجراء غير قضائي يهدم مبادئ الررعية اإلجرائية (ال إجراء إال بنص )‪ .‬ا‬
‫وتأسيسا على ماسبق جلي بنا تقديم مجموعة من االقتراحات تتمثل في ‪ :‬ا‬
‫‪ -‬ينبغي على املررع النص صراحة على تسبيب قرار الحفظ والنص على طرق الطعن أو التظلم‬
‫فيه‪ .‬ا‬
‫‪ -‬إدراج تركيلة أو نموذج معين لقرار الحفظ‪ .‬ا‬

‫مجلة األبحاث القانونية والسياسية ‪ -‬العدد الثاني مارس ‪ - 2020‬كلية الحقوق والعلوم السياسية جامعة سطيف‪2‬‬
‫‪238‬‬
‫الباحث بوشليق كمال‬ ‫مبدأ املالئمة ودوره في ترشيد املتابعة الجزائية‬

‫‪ -‬تبيان كيفية تبليغ قرار الحفظ والتظلم فيه‪ .‬ا‬


‫‪ -‬بيان موقفه من مسألة التجنيح إذ أن أغلب الجنايات تم تجنيحها ‪ .‬ا‬
‫‪ -‬النص على اإلجراء املتعلق بالحضور بناء على اعتراف مسبق بالذنب ‪ .‬ا‬
‫‪ -‬استحداث آليات أخرى تتيح للنيابة مالءمة املتابعة من عدمها ‪،‬والنص على إجراء الكفالة عند‬
‫املتابعة ‪ .‬ا‬
‫قائمة املصادر واملراجع‬
‫أ‪ -‬النصوص القانونية‬
‫‪ -1‬قانون رقم ‪ 01/16‬مؤرخ يف ‪ 06‬مارس ‪، 2016‬جريدة رمسية صادرة بتاريخ ‪ 07‬مارس ‪، 2016‬عدد‬
‫‪ 14‬معدل ومتمم للقانون رقم ‪ 08/19‬املؤرخ يف ‪ 15‬نوفمرب ‪، 2008‬ومعدل للقانون رقم ‪ 03/02‬املؤرخ يف‬
‫‪10‬أفريل ‪، 2002‬يتضمن التعديل الدستوري ‪.‬‬
‫‪ -2‬أمر رقم ‪ 155/66‬مؤرخ في ‪ 08‬جوان ‪، 1966‬معدل بموجب األمر رقم ‪، 22/06‬مؤرخ في ‪20‬‬
‫ديسمبر ‪ 2006‬معدل ومتمم بموجب األمر رقم ‪، 02/15‬مؤرخ في ‪ 23‬جويلية سنة ‪، 2015‬معدل‬
‫بموجب القانون رقم ‪ 07/17‬املؤرخ في ‪، 2017/03/27‬جريدة رسمية عدد ‪، 20‬صادرة بتاريخ ‪ 29‬مارس‬
‫‪ 2017‬معدل بموجب القانون رقم ‪ 10/19‬مؤرخ في ‪ 11‬ديسمبر ‪، 2019‬جريدة رسمية ‪،‬عدد ‪78‬‬
‫‪،‬مؤرخة في ‪ 18‬ديسمبر ‪ ، 2019‬يتضمن قانون اإلجراءات الجزائية ‪.‬‬
‫‪ -3‬أمر رقم ‪ 156/66‬مؤرخ في ‪ 08‬جوان ‪، 1966‬معدل ومتمم باألمر رقم ‪، 23/06‬املؤرخ في ‪20‬‬
‫ديسمبر ‪ 2006‬معدل بموجب القانون رقم ‪ 01/14‬املؤرخ في ‪ 04‬فيفري ‪، 2014‬جريدة رسمية عدد ‪07‬‬
‫‪،‬معدل بموجب القانون رقم ‪، 19/15‬مؤرخ في ‪ 30‬ديسمبر ‪، 2015‬جريدة رسمية ‪،‬عدد ‪ ، 71‬يتضمن‬
‫قانون العقوبات ‪ .‬ا‬
‫‪ -4‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 229/07‬مؤرخ في ‪ 30‬يوليو سنة ‪، 2007‬جريدة رسمية صادرة بتاريخ ‪05‬‬
‫أوت ‪ 2007‬عدد ‪، 49‬يحدد كيفيات تطبيق املادة ‪ 06‬من القانون رقم ‪ 18/04‬املؤرخ في ‪ 25‬ديسمبر‬
‫‪ 2004‬واملتعلق بالوقاية من املخدرات واملؤثرات العقلية وقمع االستعمال واالتجار غير املرروعين بها ‪.‬‬
‫ب‪ -‬املراج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـع باللغة العربية‬
‫‪ -1‬الكتب العامة‬
‫‪ -‬رؤوف عبيد ‪ ،‬مبادئ االجراءات الجنائية في القانون املصري ‪ ،‬الطبعة الثانية عرر‪ ،‬دار الجيل‬
‫للطباعة والنرر ‪،‬القاهرة‪ .،1989 ،‬ا‬
‫مجلة األبحاث القانونية والسياسية ‪ -‬العدد الثاني مارس ‪ - 2020‬كلية الحقوق والعلوم السياسية جامعة سطيف‪2‬‬
‫‪239‬‬
‫الباحث بوشليق كمال‬ ‫مبدأ املالئمة ودوره في ترشيد املتابعة الجزائية‬

‫ى كقيد على املتابعة الجزائية ‪ ،‬دراسة تحليلية مقارنة‪،‬‬


‫‪ -‬عبد الرحمان خلفي ‪ ،‬الحق في الركو ا‬
‫الطبعة األولى‪ ،‬منرورات حلبي الحقوقية ‪ ،‬بيروت ‪.2012 ،‬‬
‫‪ -‬علي جروة ‪ ،‬املوسوعة الجنائية في اإلجراءات الجزائية ‪ ،‬في املتابعة القضائية ‪ ،‬املجلد ا األو ال‪،‬‬
‫دائرة االيداع القانوني والدولي ‪ .2006 ،‬ا‬
‫‪ -‬علي شمالل ‪ ،‬السلطة التقديرية للنيابة العامة في الدعوى العمومية ‪،‬دراسة مقارنة ‪،‬دار هومة‬
‫الجزائر ‪. 2009 ،‬‬
‫‪ -‬علي عبد القادر القهوجي ‪ ،‬شرح قانون أصول املحاكمات الجزائية ‪،‬دراسة مقارنة ‪ ،‬الكتاب الثاني‪،‬‬
‫منرورات الحلبي الحقوقية ‪،‬بيروت ‪.2002 ،‬‬
‫‪ -‬كامل السعيد ‪ ،‬شرح قانون أصول املحاكمات الجزائية ‪ :‬دراسة تحليلية تأصيلية مقارنة في‬
‫القوانين األردنية واملصرية والسورية وغيرها‪ ،‬دار الثقافة للنرر والتوزيع ‪ ،‬عمان األردن ‪.2005 ،‬‬
‫‪ -‬محمد الفاضل ‪ ،‬الوجيز في أصول املحاكمات الجزائية ‪ ،‬الطبعة الرابعة‪ ،‬الجزء األولا‪ ،‬مطبعة‬
‫اإلحسان ‪،‬االسكندرية ‪ .1977 ،‬ا‬
‫‪ -2‬الكتب الصاصة‬
‫‪،‬اإلجراءات الجنائية أصال وتحليال ‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬منرأة املعارف‪ ،‬اإلسكندرية ‪،‬‬
‫‪ -‬رمسيس بهنام ا‬
‫‪ .1978‬ا‬
‫‪ -‬عبد الفتاح بيومي حجازي ‪ ،‬سلطة النيابة العامة في حفظ األوراق واألمر بأال وجه إلقامة الدعوى‬
‫الجنائية دراسة مقارنة ‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬اإلسكندرية ‪ . 2004 ،‬ا‬
‫‪ -‬عبد الفتاح مراد التصرف في التحقيق الجنائي وطرق الطعن فيه ‪ ،‬منرأة املعارف‪ ،‬اإلسكندرية‬
‫‪،‬دون سنة‪ .‬ا‬
‫‪ -‬فريجه محمد هرام و فريجه حسين‪ ،‬شرح قانون اإلجراءات الجزائية ‪ ،‬الضبطية القضائية‬
‫والنيابة العام ـ ـة والتحقيق وغرفة االتهام ‪ ،‬دار الخلدونية ‪ ،‬الجزائر ‪ . 2010 ،‬ا‬
‫‪ -3‬الرسائل الجامعية‬
‫ماجيستير ‪،‬كلية الحقوق‪،‬‬
‫ا‬ ‫‪ -‬مبروك حورية ‪" ،‬التصرف في الدعوى قبل وبعد التحقيق" ‪ ،‬رسالة‬
‫جامعة الجزائر ‪ . 2002 ،‬ا‬
‫‪ -‬محمد عبد الغريب ‪"،‬املركز القانوني للنيابة العامة ‪،‬دراسة مقارنة" ‪ ،‬أطروحة دكتوراه في الحقوقا‬
‫‪،‬جامعة القاهرة‪ .1979 ،‬ا‬

‫مجلة األبحاث القانونية والسياسية ‪ -‬العدد الثاني مارس ‪ - 2020‬كلية الحقوق والعلوم السياسية جامعة سطيف‪2‬‬
‫‪240‬‬
‫الباحث بوشليق كمال‬ ‫مبدأ املالئمة ودوره في ترشيد املتابعة الجزائية‬

‫ املجالت القضائية‬-4
‫املجلة القضائية لسنة‬،1984 ‫ نوفمبر‬13 ‫قرار بتاريخ‬، ‫الغرفة الجزائية‬، ‫ املحكمة العليا‬-
‫ ا‬. 03 ‫العدد‬،1989
‫املجلة‬، 352213 ‫ملف رقم‬،1986 ‫ جانفي‬21 ‫قرار بتاريخ‬، ‫الغرفة الجزائية‬، ‫املحكمة العليا‬-
‫ ا‬. 03 ‫العدد‬، 1989 ‫القضائية لسنة‬
‫املجلة‬، 40236 ‫ملف رقم‬، 1984 ‫ نوفمبر‬20 ‫قرار بتاريخ‬، ‫الغرفة الجنائية‬، ‫املحكمة العليا‬-
. 02 ‫العدد‬، 1990 ‫القضائية لسنة‬
‫املجلة‬، 40725 ‫ملف رقم‬، 1981 ‫ جوان‬11 ‫قرار بتاريخ‬، ‫الغرفة الجنائية‬، ‫ املحكمة العليا‬-
‫ ا‬. 1985 ‫القضائية لسنة‬
‫املجلة القضائية‬، 51759 ‫ملف رقم‬، 1988 ‫ أفريل‬12 ‫قرار بتاريخ‬، ‫الغرفة الجزائية‬، ‫املحكمة العليا‬-
.03 ‫العدد‬، 1993 ‫لسنة‬
‫املجلة‬،147237 ‫ملف رقم‬،1996 ‫ فيفري‬25 ‫قرار بتاريخ‬، ‫الغرفة الجنائية‬، ‫ املحكمة العليا‬-
. 01 ‫العدد‬، 1997 ‫القضائية لسنة‬
‫ املراجع باللغة الفرنسية‬-‫ج‬
1- Gaston Stéfani, et Georges Levasseur; Droit pénal général et procédure
pénale ; Tome 2 ; 1996 Dalloz ; paris .
2- Le Ministère public, agent non seulement de répression mais de prévention,
JCP 1957 ; n° 1343- La contribution du Ministère public dans la prévention
des infractions contre les personnes- in- la prévention des infractions contre la
vie humaine et l’intégrité de la personne ; p1er vol ; ouvrage public sous la
direction de Besson Ancel ; Paris .
3- Madeleine Lobe Fouda ; Procédure pénale ; panorama du droit ; 2007 .
4- Michèle Laure Rassat ; le ministère public entre son passé et son avenir ;
thèse de doctorat ; Droit ; Paris ; 1965 .
5- Roger Merle, André Vitu ; Traité de droit criminel. Tome 2, Procédure
pénale, 3ème édition 1997 .
6- Roland Maurice ; le ministère public en droit Français ; jcp 195

2‫ كلية الحقوق والعلوم السياسية جامعة سطيف‬- 2020 ‫ العدد الثاني مارس‬- ‫مجلة األبحاث القانونية والسياسية‬
241

You might also like