Fichier PDF Sans Nom

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 92

‫كلية الحقوق والعلوم السياسية بتونس‬

‫السنة الثالثة اجازة اساسية في القانون الخاص‬

‫السداسي الثاني‬
‫الدروس المسيرة‬

‫االجراءات الجزائية‬
‫الملف عدد ‪1‬‬
‫( تقديم عام ‪ -‬التنظيم القضائي ‪)-‬‬

‫االستاذ المشرف على الدرس‪ :‬محمد سعيد‬


‫المنسق‪ :‬محمود داوود يعقوب‬

‫المحاور‪:‬‬
‫تقديم عام (حصة) الدعاوى الناتجة عن الجريمة ( ‪ 3‬حصص)‬
‫النيابة العمومية (حصة) البحث األولي (حصة)‬
‫قاضي التحقيق (حصة) دائرة االتهام (حصة)‬
‫قضاة الحكم (حصتين)‬

‫السنة الجامعية‪2016- 2015 :‬‬


‫القضاء الجزائي الحكمي (رشد)‬

‫‪1‬‬
‫الطور االبتدائي‬

‫محاكم النا ية‪: 1‬‬ ‫المحاكم ا بتدائية‬


‫حسب الفصل ‪ 8‬من القانون أساسي عدد ‪ 53‬لسنة ‪ 2013‬مؤرخ في‬
‫لها اخ صاصي‬ ‫‪ 24‬ديسمبر ‪ 2013‬المتعلق بإرساء العدالة االنتقالية وتنظيمها فإنه‪:‬‬
‫في الجنح (تركي ة‬
‫ال ية)‪ .‬في ائم الشيك‬
‫ي جزائي‪ ،‬في‬ ‫"تحدث بأوامر دوائر قضائية متخصصة بالمحاكم االبتدائية المنتصبة‬ ‫ن رصيد البناء ن‬
‫ا المخالفات‬ ‫بمقار محاكم االستئناف تختص بالعدالة االنتقالية"‪ .‬تتعهد الدوائر‬ ‫المناف ة‬ ‫ر ة‬
‫المذكورة بالنظر في القضايا المتعلقة باالنتهاكات الجسيمة لحقوق‬
‫الجزائية احكا ها‬ ‫اإلنسان على معنى االتفاقيات الدولية المصادق عليها وعلى معنى‬
‫(قاض نفر )‬
‫هائية ت ل ال ي‬ ‫أحكام هذا القانون‪ ،‬كما تتعهد بالنظر في االنتهاكات المتعلقة بتزوير‬ ‫أما في الجنايات (إن‬
‫فط‬ ‫االنتخابات وبالفساد المالي واالعتداء على المال العام والدفع إلى‬ ‫ج ت ائر جنائية‪،‬‬
‫الهجرة االضطرارية ألسباب سياسية المحالة عليها من هيئة الحقيقة‬ ‫تركي ة خماسية)‪.‬‬
‫والكرامة‪.‬‬

‫الطور االستئنافي‬

‫المحكمة ا بتدائية بوصفها‬ ‫محاكم ا ستئناف‬


‫محكمة استئناف‬ ‫في الجنا ات (تركي ة خماسية)‬
‫ل ألحكام الصا ا ائيا ع حاكم الناحية‬ ‫في الجنح (تركي ة ال ية)‬
‫في ائرتها في ا الجنح‪ .‬ظر الفصل‬
‫هما ج‬ ‫ا‬ ‫ظر الفصل ‪207‬‬
‫‪ 207‬م ا ج‬
‫التعقيب‬

‫محكمة التعقيب‬
‫تنظر في جميع االحكام النهائية‬
‫الد ائ‬ ‫ت ا‬ ‫با‬ ‫ائ‬
‫المجتمعة‪:‬‬ ‫ائر‬ ‫ع ال مل ي‬ ‫عت‬
‫ا ي لنف‬ ‫ت ي‬
‫ل حي‬ ‫‪.‬‬ ‫ال‬ ‫‪ -‬زائي مد ي جار‬
‫ية‬ ‫اال ا ال ا‬ ‫ش ي ش ي قار ‪...‬‬

‫الة ال طأ البيّن‬

‫‪ - 1‬الفصل ‪ 123‬م ا ج‪:‬‬


‫‪1.000‬‬
‫القضاء الجزائي ا ستق ائي (رشد)‬

‫مرحلة البحث األولي‬


‫اﻟﻔﺼﻞ ‪ 10‬م ا ج‬
‫(الضابطة العدلية)‬
‫س ب ا ت ا الت ابي‬ ‫ش طة‬
‫الجنايات)تح يق‬
‫في قاضي‬ ‫درجتينع لية‬
‫علىج إ ا ة‬‫وجوبي م‬
‫التحقيق (ن ال حث‬
‫الممك ن ك‬
‫مرحلة‬

‫مرحلة التحقيق ( وجوبي على درجتين في الجنايات)‬

‫قاضي التحقيق‬
‫ال ح يق ج ي في كل الجنا ات ض الجنح‬
‫ه ط تح يق ا ائي في الجنا ات ال ي ج ان‬
‫ت رض على ائر االتهام‬

‫ائ ة ا هام‬
‫هي حكمة تح يق عليا في الجنا ات‬
‫حكمة اس ئناف ل را ات قاضي ال ح يق‬
‫لها سلطة ال يام أعمال اس رائية‬

‫محكمة التعقيب –لق ارات ائ ة ا هام ‪-‬‬


‫‪109‬‬ ‫‪120‬‬
‫‪258‬‬
‫‪259‬‬

‫مال ظة‪ :‬التنظيم المذكور ا اله ( كمي استق ائي) يشمل قضايا ا رهاب التي أ دث لها قطب قضائي م تص‬
‫الفصـل ‪ 38‬من ا لقانون أساسي عدد ‪ 26‬لسنة ‪ 2015‬مؤرخ في ‪ 7‬أوت ‪ 2015‬المتعلق بمكافحة اإلرهاب ومنع غسل األموال‪" :‬يبا شر مأمورو‬
‫الضابطة العدلية بدائرة المحكمة االبتدائية بتونس المكلفون بمعاينة الجرائم اإلرهابية وظائفهم بكامل تراب الجمهورية دون التقيد بقواعد‬
‫توزيع االختصاص الترابي‪ .‬ويباشر مأمورو الضابطة العدلية العسكرية وظائفهم المتعلقة بمعاينة الجرائم اإلرهابية‪.‬‬
‫الفصـل ‪ 40‬من نفس ا لقانون ‪ " :‬يحدث بدائرة محكمة االستئناف بتونس قطب قضائي لمكافح ة اإلرهاب يتعهد بالجرائم اإلرهابية المنصوص عليها‬
‫بهذا القانون وبالجرائم المرتبطة بها‪.‬‬
‫يتكون القطب القضائي لمكافحة اإلرهاب من ممثلين للنيابة العمومية وقضاة تحقيق وقضاة بدوائر االتهام وقضاة بالدوائر الجنائية والجناحية‬
‫بالطورين االبتدائي واالستئنافي‪ ،‬ويقع اختيارهم حسب تكوينهم وخبراتهم في القضايا المتعلقة بالجرائم اإلرهابية‪.‬‬
‫تنظيم النيابة العمومية في تونس و التسلسل اإلداري لها‬

‫زي العدل رئيس النيابة العمومية‬


‫الفصل ‪ 15‬من القانون عدد ‪ 29‬لسنة ‪ 1967‬مؤرخ في ‪ 14‬جويلية ‪ 1967‬المتعلق بنظام القضاة‬
‫والمجلس األعلى للقضاء والقانون األساسي للقضاة‪" :‬قضاة قلم االدّعاء العام خاضعون إلدارة ومراقبة‬
‫رؤسائهم المباشرين ولسلطة وزير العدل‪ .‬أمّا أثناء الجلسة فلهم حريّة الكالم"‪.‬‬
‫الفقرة الثانية من الفصل ‪ 115‬من الدستور‪" :‬النيابة العمومية جزء من القضاء العدلي‪ ،‬وتشملها‬
‫الضمانات المكفولة له بالدستور‪ .‬ويمارس قضاة النيابة العمومية مهامهم المقررة بالقانون وفي إطار‬
‫السياسة الجزائية للدولة طبق اإلجراءات التي يضبطها القانون"‪.‬‬

‫كيل الد لة العام ل ى حكمة ال ي‬


‫اع ه‬

‫حكمة االس ئناف‬ ‫(الم عي ال ام) ل ى‬ ‫الوكيل العام‬


‫اع ه‬
‫وهو مكلف بالسهر على تطبيق القانون الجنائي بكامل‬
‫المنطقة التابعة لمحكمة االستئناف‪ .‬وله سلطة على سائر‬
‫ممثلي النيابة العمومية التابعين لمحكمة االستئناف‬

‫اع ه ل ى المحكمة اال ائية ( الناحية)‬ ‫كيل الجمهورية‬


‫وكيل الجمهورية مكلف بمعاينة سائر الجرائم وتلقي ما يعلمه به الموظفون‬
‫العموميون أو أفراد الناس من الجرائم وقبول شكايات المعتدى عليهم‪.‬‬

‫الفصل ‪ 10‬م ا ج‪:‬‬


‫"يباشر وظائف الضابطة العدلية تحت إشراف المدعين العموميين لدى محاكم االستئناف‪،‬‬
‫كل في حدود منطقته‪ ،‬من سيأتي ذكرهم‪ )1 :‬وكالء الجمهورية ومساعدوهم‪ )2 ،‬حكام‬
‫النواحي‪ )3 ،‬محافظو الشرطة وضباطها ورؤساء مراكزها‪ )4 ،‬ضباط الحرس الوطني‬
‫وضباط صفه ورؤساء مراكزه‪ )5 ،‬مشائخ التراب‪(،‬العمد) ‪ )6‬أعوان اإلدارات الذين منحوا‬
‫بمقتضى قوانين خاصة السلطة الالزمة للبحث عن بعض الجرائم أو تحرير التقارير فيها‪)7 ،‬‬
‫حكام التحقيق في األحوال المبينة بهذا القانون‪.‬‬
‫لفصل ‪ 11‬م اج‪" :‬مأمورو الضابطة العدلية المشار إليهم باألعداد ‪ 2‬و‪ 3‬و‪ 4‬من الفصل ‪10‬‬
‫هم مساعدون لوكيل الجمهورية‪."...،‬‬
‫الكتـاب األول‬ ‫مجلة اإلجراءات الجزائية‬
‫في إقامة الدعوى العمومية ومباشرة التحقيق‬ ‫أحكام تمهيدية‬
‫الباب األول‬ ‫في الدعوى العمومية والدعوى المدنية‬
‫في الضابطة العدليـة‬ ‫الفصل ‪ 1‬يترتب على كل جريمة دعوى عمومية تهدف إلى تطبيق العقوبات ويترتب عليها أيضا في صورة‬
‫الفصل ‪ 9‬الضابطة العدلية مكلفة بمعاينة الجرائم وجمع أدلتها والبحث عن مرتكبيها وتقديمهم للمحاكم ما لم‬ ‫وقوع ضرر دعوى مدنية لجبر ذلك الضرر‪.‬‬
‫يصدر قرار في افتتاح بحث‪.‬‬ ‫الفصل ‪ 2‬إثارة الدعوى العمومية وممارستها من خصائص الحكام والموظفين الذين أناطها القانون بعهدتهم‪.‬‬
‫القسم األول‬ ‫ويمكن إثارة الدعوى المذكورة من طرف المتضرر حسب القواعد المبينة بهذا القانون‪.‬‬
‫الفصل ‪ 3‬فيما عدا الصور التي نص عليها القانون ال تتوقف إثارة الدعوى العمومية على وجود التشكي كما ال‬
‫في مأموري الضابطة العدلية‬
‫يوقفها وال يعلقها الرجوع في الشكاية أو في القيام بالحق الشخصي‪.‬‬
‫الفصل ‪ 10‬يباشر وظائف الضابطة العدلية تحت إشراف الوكيل العام للجمهورية والمدعين العموميين لدى‬
‫الفصل ‪ 4‬تنقضي الدعوى العمومية‪:‬‬
‫محاكم االستئناف‪ ،‬كل في حدود منطقته‪ ،‬من سيأتي ذكرهم‪:‬‬
‫‪ )1‬وكالء الجمهورية ومساعدوهم‪،‬‬ ‫أوال ‪ :‬بموت المتهم‪،‬‬
‫‪ )2‬حكام النواحي‪،‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬بمرور الزمن‪،‬‬
‫ثالثا ‪ :‬بالعفو العام‪،‬‬
‫‪ ) 3‬محافظو الشرطة وضباطها ورؤساء مراكزها‪،‬‬
‫رابعا ‪ :‬بنسخ النص الجزائي‪،‬‬
‫‪ ) 4‬ضباط الحرس الوطني وضباط صفه ورؤساء مراكزه‪،‬‬
‫خامسا ‪ :‬باتصال القضاء‪،‬‬
‫‪ )5‬مشائخ التراب‪،‬‬
‫سادسا ‪ :‬بالصلح إذا نص القانون على ذلك صراحة‪،‬‬
‫‪ )6‬أعوان اإلدارات الذين منحوا بمقتضى قوانين خاصة السلطة الالزمة للبحث عن بعض الجرائم أو تحرير‬
‫سابعا ‪ :‬بالرجوع في الشكاية إذا كانت شرطا الزما للتتبع‪ .‬والرجوع بالنسبة ألحد المتهمين يعد رجوعا بالنسبة‬
‫التقارير فيها‪،‬‬
‫‪ )7‬حكام التحقيق في األحوال المبينة بهذا القانون‪.‬‬ ‫للباقين‪.‬‬
‫الفصل ‪ 11‬مأمورو الضابطة العدلية المشار إليهم باألعداد ‪ 2‬و‪ 3‬و‪ 4‬من الفصل ‪ 10‬هم مساعدون لوكيل‬ ‫الفصل ‪ 5‬تسقط الدعوى العمومية فيما عدا الصور الخاصة التي نص عليها القانون بمرور عشرة أعوام كاملة‬
‫الجمهورية‪ ،‬ولهم في الجنايات وا لجنح المتلبس بها ما له من السلط وعليهم أن يعلموه حاال بما قاموا به من‬ ‫إذا كانت ناتجة عن جناية وبمرور ثالثة أعوام كاملة إذا كانت ناتجة عن جنحة وبمرور عام كامل إذا كانت ناتجة‬
‫عن مخالفة وذلك ابتداء من يوم وقوع الجريمة على شرط أن ال يقع في بحر تلك المدة أي عمل تحقيق أوتتبع‪.‬‬
‫األعمال‪ ،‬وليس لهم فيما عدا ذلك إجراء أي عمل من أعمال التحقيق ما لم يكونوا مأذونين بإجرائه بإذن كتابي‪.‬‬
‫ومدة السقوط يعلقها كل مانع قانوني أو مادي يحول دون ممارسة الدعوى العمومية ما عدا الموانع المترتبة‬
‫الفصل ‪ 12‬لحكام النواحي أن يجروا كل في حدود دائرته بأنفسهم أو بواسطة المأمورين اآلخرين المشار إليهم‬
‫عن إرادة المتهم‪.‬‬
‫باألعداد من ‪ 3‬إلى ‪ 6‬من الفصل ‪ 10‬كل فيما يخصه جميع أعمال البحث األولي‪ ،‬ولهم أن يوقفوا المظنون فيهم‬
‫وفي الصورة المعينة بالفصل ‪ 77‬ين تفع المتهم غير الموقوف بالسجن بجريان أجل سقوط الدعوى العمومية في‬
‫مؤقتا بالسجن بشرط تقديمهم فورا إلى أقرب محكمة‪.‬‬
‫ويتلقون زيادة على ذلك اإلعالم بالجنايات والجنح المرتكبة بالجهة المباشرين بها وظائفهم‪.‬‬ ‫مدة إيقاف تتبعه بسبب العته‪.‬‬
‫كما يعلمون وكيل الجمهورية بجميع الجنايات والجنح التي يرد لهم العلم بها حال مباشرتهم لوظائفهم ويوجهون‬ ‫الفصل ‪ 6‬إذا حصل في غضون آجال السقوط التي سبق تعدادها بالفصل المتقدم أعمال تحقيق أو تتبع ولم يصدر‬
‫إليه جميع ما يتعلق بها من إرشادات ومحاضر ووثائق‪.‬‬ ‫عقبها حكم فإن الدعوى العمومية الواقع قطعها ال تبتدئ مدة سقوطها إال من تاريخ آخر عمل‪ ،‬ويجري ذلك ولو‬
‫في حق من لم يشمله عمل التحقيق أو التتبع‪.‬‬
‫الفصل ‪ 13‬مكرر جديد (تنقيح فيفري ‪ 2016‬ويدخل حيز النفاذ بداية من غرة جوان ‪:)2016‬‬
‫الفصل ‪ 7‬الدعوى المدنية من حق كل من لحقه شخصيا ضرر نشأ مباشرة عن الجريمة‪.‬‬
‫في الحاالت التي تقتضيها ضرورة البحث وفي ماعدا ما وقع استثناؤه بنص خاص‪ ،‬ال يجوز لمأموري الضابطة‬
‫ويمكن القيام بها في آن واحد مع الدعوى العمومية أو بانفرادها لدى المحكمة المدنية‪ ،‬وفي هذه الصورة يتوقف‬
‫العدلية المبينين بالعددين ‪ 3‬و‪ 4‬من الفصل ‪ 10‬ولو في حالة التلبس بالجناية أو بالجنحة وال لمأموري الضابطة‬
‫النظر ف يها إلى أن يقضى بوجه بات في الدعوى العمومية التي وقعت إثارتها‪.‬‬
‫العدلية من أعوان الديوانة في نطاق ما تخوله لهم مجلة الديوانة االحتفاظ بذي الشبهة‪ ،‬إال بعد أن يأذن لهم‬
‫والطرف الذي سبق أن قام بدعواه لدى المحكمة المدنية المختصة ال يتسنى له القيام بها لدى المحكمة الزجرية‬
‫وكيل الجمهورية بذلك ‪ ،‬و لمدة ال تتجاوز ثمانية و أربعين ساعة ‪ ،‬و يتم اإلذن بأي وسيلة تترك أثرا كتابيا‪.‬‬
‫أما في المخالفات المتلبس بها فال يجوز االحتفاظ بذي الشبهة إال المدة الالزمة ألخذ أقواله على أن ال تتجاوز‬ ‫إال إذا تعهدت هذه المحكمة األخيرة من قبل النيابة العمومية قبل أن تصدر المحكمة المدنية حكما في األصل‪.‬‬
‫مدة االحتفاظ ‪ 24‬ساعة و بعد أن يأذن لهم وكيل الجمهورية بذلك بأي وسيلة تترك أثرا كتابيا‪.‬‬ ‫الفصل ‪ 8‬تسقط الدعوى المدنية بنفس الشروط واآلجال المقررة للدعوى العمومية الناتجة عن الجريمة التي‬
‫تولد عنها الضرر‪.‬‬
‫و على مأمور الضابطة العدلية بعد انقضاء المدة المذكورة عرض المحتفظ به مصحوبا بملف البحث على وكيل‬
‫وتخضع الدعوى المدنية فيما عدا ذلك لقواعد القانون المدني‪.‬‬
‫الجمهورية الذي يتوجّب عليه سماعه حينا‪.‬‬
‫ويمكن لوكيل الجمهورية التمديد كتابيا في أجل االحتفاظ مرة واحدة فقط لمدة أربعة وعشرين ساعة في مادة‬
‫الجنح و ثمانية و أربعين ساعة في مادة الجنايات‪ ،‬ويكون ذلك بمقتضى قرار معلل يتضمن األسانيد القانونية‬
‫والواقعية التي تبرره‪.‬‬
‫و إذا كانت الجريمة الواقع ألجلها االح تفاظ جناية و لم يختر ذو الشبهة محاميا و طلب ذلك وجب تعيين محام له‪.‬‬ ‫و على مأموري الضابطة العدلية عند اإلحتفاظ بذي الشبهة أن يعلموه بلغة يفهمها باإلجراء المتخذ ضدّه و سببه‬
‫و يتولى رئيس الفرع الجهوي للمحامين أو من ينوبه تعيين محام من ضمن قائمة استمرار معدة للغرض وينص‬ ‫و مدّته و قابليته طبق مدة التمديد في االحتفاظ المبينة بالفقرة الرابعة و تالوة ما يضمنه له القانون من طلب‬
‫على ذلك بالمحضر‪.‬‬ ‫عرضه على الفحص الطبي و حقه في إختيار محامي للحضور معه‪.‬‬
‫ويمكن لوكيل الجمهورية في القضايا اإلرهابية لضرورة البحث ان ال يسمح للمحامي بزيارة ذي الشبهة ومقابلته‬ ‫ويجب على مأمور الضابطة العدلية أن يعلم فورا أحد أصول أو فروع أو إخوة أو قرين ذي الشبهة أو من يعينه‬
‫وحضور سماعه أو مكافحته بغيره أو االطالع على أوراق الملف على أن ال تتجاوز مدة المنع ‪ 48‬ساعة من‬ ‫حسب اختياره أو عند االقتضاء السلط الديبلوماسية أو القنصلية إذا كان ذي الشبهة أجنبيا باإلجراء المتخذ ضده‬
‫تاريخ االحتفاظ‪.‬‬ ‫وبطلبه تكليف محام بأي وسيلة تترك أثرا كتابيا‪.‬‬
‫الفصل ‪ 13‬رابعا‪( :‬اضيف بموجب تنقيح فيفري ‪ 2016‬ويدخل حيز النفاذ بداية من غرة جوان ‪:)2016‬‬ ‫ويمكن للمحتفظ به أو لمحاميه أو ألحد األشخاص المذكورين بالفقرة السابقة أن يطلب من وكيل الجمهورية أو‬
‫لمحامي المحتفظ به زيارة منوبّه إذا طلب ذلك وله مقابلته على انفراد مرة واحدة طيلة مدة االحتفاظ ولمدة‬ ‫من مأموري الضابطة العدلية خالل مدة اإلحتفاظ أو عند إنقضائها إجراء فحص طبي على المحتفظ به‪.‬‬
‫نصف ساعة‪ .‬في صورة التمديد في أجل االحتفاظ يمكن للمحتفظ به أو محاميه طلب المقابلة مجددا وفقا لما ورد‬ ‫ويتعيّن في هذه الحالة تسخير طبيب للغرض إلجراء الفحص الطبي المطلوب حاال‪ .‬و يجب أن يتضمن المحضر‬
‫بالفقرة المتقدمة‪.‬‬ ‫الذي يحرره مأمور الضابطة العدلية التنصيصات التالية‪:‬‬
‫الفصل ‪ 13‬خامسا‪( :‬اضيف بموجب تنقيح فيفري ‪ 2016‬ويدخل حيز النفاذ بداية من غرة جوان ‪:)2016‬‬ ‫‪ - -‬هوية المحتفظ به و صفته و مهنته حسب بطاقة تعريفه أو وثيقة رسمية أخرى و في صورة التعذر حسب‬
‫يُمكَن المحامي من االطالع على إجراءات البحث قبل موعد السماع أو المكافحة بساعة دون أخذ نسخ منها‪ ،‬غير‬ ‫تصريحه‪،‬‬
‫أنه يسوغ له أخذ مالحظات لالحتفاظ بها‪.‬‬ ‫‪-‬موضوع الجريمة الواقع ألجلها االحتفاظ‪،‬‬
‫يحضر المحامي عملية سماع المحتفظ به ومكافحته بغيره وله تدوين مالحظاته في محضر السماع وفي كل‬ ‫‪ -‬إعالم ذي الشبهة باإلجراء المتخذ ضده وسببه ومدته وقابليته للتمديد و مدة ذلك‪،‬‬
‫النظائر والنسخ‪.‬‬ ‫‪ -‬إعالم ذي الشبهة بأنّ له أو ألفراد عائلته أو من يعينه الحقّ في إختيار محام للحضور معه‬
‫الفصل ‪ 13‬سادسا‪( :‬اضيف بموجب تنقيح فيفري ‪ 2016‬ويدخل حيز النفاذ بداية من غرة جوان ‪:)2016‬‬ ‫‪-‬تالوة ما يضمنه القانون للمحتفظ به‪،‬‬
‫لمحامي المحتفظ به أن يلقي أسئلة بعد انتهاء مأمور الضابطة العدلية من سماع ذي الشبهة أو مكافحته بغيره‬ ‫‪ -‬وقوع إعالم عائلة ذي الشبهة المحتفظ به أو من عينه من عدمه‪،‬‬
‫عند االقتضاء‪ .‬ولمحامي المحتفظ به بعد مقابلة منوبّه أو بعد االنتهاء من سماعه أو مكافحته بغيره عند‬ ‫‪ -‬طلب العرض على الفحص الطبي إن حصل من ذي الشبهة أو من محاميه أو من أحد المذكورين بالفقرة‬
‫االقتضاء تدوين مالحظاته الكتابية التي يمكن أن يضمن بها ما نشأ عن السماع والمكافحة من الوقائع وتضاف‬ ‫السابقة‪،‬‬
‫إلى إجراءات البحث‪ .‬كما له أن يقدم مالحظاته الكتابية صحبة ما لديه من مؤيدات عند االقتضاء مباشرة إلى‬ ‫‪-‬طلب اختيار محام إن حصل من ذي الشبهة أو من أحد المذكورين في الفقرة السابقة‪،‬‬
‫الباحث االبتدائي خالل أجل االحتفاظ‪.‬‬ ‫‪ -‬طلب إنابة محام إن لم يختر ذو الشبهة محاميا في حالة الجناية‪،‬‬
‫الفصل ‪ 13‬سابعا‪( :‬اضيف بموجب تنقيح فيفري ‪ 2016‬ويدخل حيز النفاذ بداية من غرة جوان ‪:)2016‬‬ ‫‪-‬تاريخ بداية االحتفاظ و نهايته يوما وساعة‪،‬‬
‫لذي الشبهة في غير حالة االحتفاظ به من طرف الضابطة العدلية سواء كان شخصا طبيعيا أو معنويا أن يختار‬ ‫‪-‬تاريخ بداية السماع و نهايته يوما و ساعة‪،‬‬
‫محاميا للحضور معه ساعة سماعه أو مكافحته بغيره‪.‬‬ ‫‪ -‬إمضاء مأمور الضابطة العدلية و المح تفظ به و إن امتنع هذا األخير أو كان غير قادر عليه ينص على ذلك و‬
‫وعلى مأمور الضابطة العدلية أن يعلم المشتبه به والمتضرر أو وليه أو حاضنه بأن له الحق في اختيار محام‬ ‫على السبب‪.‬‬
‫للحضور معه قبل سماعه أو مكافحته بغيره و ينص على ذلك بالمحضر ‪ .‬ويُمَ ًكنُ محام المتضرّر من االطالع‬ ‫‪ -‬إمضاء محامي المحتفظ به في صورة حضوره‪.‬‬
‫على إجراءات البحث ومن تدوين ملحوظاته ومن تقديم طلباته الكتابية صحبة ما لديه من مؤيدات عند االقتضاء‬ ‫وتبطل كلّ األعمال المخالفة لإلجراءات المشار إليها بهذا الفصل‪.‬‬
‫الفصل ‪ 14‬لحاكم التحقيق بوصفه مأمورا للضابطة العدلية أن يعاين كل جريمة ارتكبت بمحضره حال مباشرته‬ ‫و على مأموري الضابطة العدلية المنصوص عليهم بالفقرة األولى من هذا الفصل أن يمسكو ا بالمراكز التي يقع‬
‫لوظيفته أو اكتشفت أثناء عملية بحث قانوني‪.‬‬ ‫بها االحتفاظ سجال خاصا ترقم صفحاته وتمضى من وكيل الجمهورية أو أحد مساعديه وتدرج به وجوبا‬
‫لكن فيما عدا صورة الجناية المتلبس بها‪ ،‬ليس له أن يتعهد بالنازلة وال يمكنه تحقيق أي فعل بدون قرار في‬ ‫التنصيصات التالية‪:‬‬
‫ذلك من ممثل النيابة العمومية‪.‬‬ ‫‪ -‬هوية المحتفظ به طبقا للبيانات المنصوص عليها بالمحضر‪،‬‬
‫الفصل ‪ 15‬مشائخ التراب مكلفون في حدود مناطقهم الترابية بمعاينة الجنح والمخالفات المتعلقة باألمالك‬ ‫‪-‬موضوع الجريمة الواقع ألجلها االحتفاظ‪،‬‬
‫الريفية‪.‬‬ ‫‪-‬تاريخ إعالم العائلة أو من عينه المحتفظ به باإلجراء المتخذ يوما وساعة‪،‬‬
‫كما يتولون تحرير التقارير في الظروف التي وقعت فيها الجريمة وجمع أدلتها ويتتبعون األشياء المختلسة في‬ ‫‪ -‬طلب العرض على الفحص الطبي أو اختيار محام إن حصل سواء من المحتفظ به أو من أحد أفراد عائلته أو‬
‫األماكن التي نقلت إليها ويحجزونها‪.‬‬ ‫من عينه أو طلب إنابة محام إن لم يختر المحتفظ به محاميا للدفاع عنه في حالة الجناية‪.‬‬
‫غير أنه ال يسوغ لهم الدخول لمحالت السكنى وتوابعها ما لم يكونوا مصحوبين بأحد مأموري الضابطة العدلية‬ ‫و يتولى وكيل الجمهورية أو أحد مساعديه إجراء الرقابة الالزمة بصفة منتظمة على السجل المذكور وعلى‬
‫المعينين باإلعداد ‪ 2‬و‪ 3‬و‪ 4‬من الفصل ‪ 10‬وبدون أن يتجاوزوا حدود ما لهؤالء المأمورين من السلط فيما‬ ‫ظروف اإلحتفاظ وحالة المحتفظ به‪.‬‬
‫يخص تفتيش المساكن والتقرير الذي يحرر في ذلك يمضيه من حضر من المأمورين المذكورين‪.‬‬ ‫الفصل ‪ 13‬ثالثا‪( :‬اضيف بموجب تنقيح فيفري ‪ 2016‬ويدخل حيز النفاذ بداية من غرة جوان ‪:)2016‬‬
‫ويقبضون على كل من أدركوه حال تلبسه بجنحة أو جناية ويحضرونه أمام المحكمة أو أمام أحد المأمورين‬ ‫يمكن للمحتفظ به أو ألحد أصوله أو فروعه أو إخوته أو قرينه أو من يعينه حسب اختياره أو عند االقتضاء‬
‫المبينين أعاله‪.‬‬ ‫السلط الديبلوماسية أو القنصلية إذا كان المحتفظ به أجنبيا أن يطلب خالل مدة االحتفاظ إنابة محام يتولى‬
‫ومع ذلك يعرفون بجميع الجرائم التي حصل لهم العلم بها حال مباشرتهم لوظيفتهم‪.‬‬ ‫الحضور معه خالل سماعه أو مكافحته بغيره من قبل الباحث االبتدائي‪.‬‬
‫القسم الرابع‬ ‫وعليهم عند توجه الحاكم أو مأمور الضابطة العدلية على العين أن يعينوه على كشف الحقيقة‪.‬‬
‫في وظائف وكيل الجمهورية‬ ‫الفصل ‪ 16‬إذا حدث أن تعهد مأمور ون عديدون بقضية واحدة يقدم من رفعت إليه القضية أوال‪.‬‬
‫الفصل ‪ 25‬يمثل وكيل الجمهورية بنفسه أو بواسطة مساعديه النيابة العمومية لدى المحكمة االبتدائية‪.‬‬ ‫ولمأموري الضابطة العدلية المخول لهم بمقتضى الفصل ‪ 12‬تكليف المأمورين اآلخرين أن ينتزعوا أيضا‬
‫الفصل ‪ 26‬وكيل الجمهورية مكلف بمعاينة سائر الجرائم وتلقي ما يعلمه به الموظفون العموميون أو أفراد‬ ‫القضايا من أيدي من ذكر بقصد تعاطي األعمال فيها بأنفسهم‪.‬‬
‫الناس من الجرائم وقبول شكايات المعتدى عليهم‪.‬‬ ‫غير أنه يجب دائما على مأموري الضابطة العدلية التخلي عن القضية بمجرد ما يتولى األعمال فيها‬
‫وليس له فيما عدا الجنايات أو الجنح المتلبس بها أن يجري أعمال تحقيق‪ ،‬لكن يمكنه أن يجري بحثا أوليا على‬ ‫وكيل الجمهورية أو مساعده أو حاكم التحقيق‪ ،‬كما عليهم تسليم ذي الشبهة حاال إليهم مع التقارير المحررة‬
‫سبيل االسترشاد لجمع أدلة الجريمة‪ ،‬ويمكنه استنطاق المشبوه فيه بصفة إجمالية وتلقي التصريحات وتحرير‬ ‫واألشياء المحجوزة لكشف الحقيقة‪.‬‬
‫المحاضر فيها‪.‬‬ ‫الفصل ‪ 17‬لمأموري الضابطة العدلية كل في حدود نظره الحق في االستنجاد بأعوان القوة العامة‪.‬‬
‫ويمكنه حتى في الجنايات أو الجنح المتلبس بها تكليف أحد مأموري الضابطة العدلية ببعض األعمال التي هي‬ ‫الفصل ‪ 18‬الشكايات واإلعالمات االختيارية يمكن إنهاؤها مشافهة ألحد مأموري الضابطة العدلية الذي يجب‬
‫من اختصاصه‪.‬‬ ‫عليه تضمينها بمحضر يمضيه مع الشاكي أو المخبر‪ ،‬وإذا امتنع هذا األخير عن اإلمضاء أو كان غير قادر عليه‬
‫الفصل ‪ 27‬يتعهد بالتتبعات وكيل الجمهورية المنتصب بالمكان الذي ارتكبت فيه الجريمة أو بالمكان الذي به‬ ‫ينص على ذلك بالمحضر‪.‬‬
‫مقر المظنون فيه أو بالمكان الذي به محل إ قامته األخير أو بالمكان الذي عثر فيه عليه‪.‬‬ ‫وكذلك يمكن تحرير الشكايات كتابة وفي هذه الصورة يجب أن يمضيها المشتكون أو وكالؤهم أو نوابهم‬
‫الفصل ‪ 28‬على وكيل الجمهورية في صورة الجناية أن يعلم فورا الوكيل العام للجمهورية والمدعي العمومي‬ ‫الشرعيون‪.‬‬
‫المختص وأن يطلب حاال من حاكم التحقيق الذي بمنطقته إجراء بحث قانوني‪.‬‬ ‫وتضمن بالشكايات األفعال التي من شأنها أن تكون مبنى للتتبع‪ ،‬كما يذكر بها وسائل اإلثبات‪.‬‬
‫الفصل ‪ 29‬على سائر السلط والموظفين العموميين أن يخبروا وكيل الجمهورية بما اتصل بعلمهم من الجرائم‬ ‫الفصل ‪ 19‬الشكايات واإلعالمات والمحاضر توجه فورا من طرف مأموري الضابطة العدلية الذين تلقوها إلى‬
‫أثناء مباشرة وظائفهم وأن ينهوا إليه جميع اإلرشادات والمحاضر واألوراق المتعلقة بها‪.‬‬ ‫وكيل الجمهورية‪.‬‬
‫وال يسوغ بحال القيام عليهم باإلدعاء الباطل أو بالغرم بناء على اآلراء التي أوجب عليهم هذا الفصل إبداءها ما‬ ‫القسم الثاني‬
‫لم يثبت سوء نيتهم‪.‬‬ ‫في النيابة العمومية‬
‫الفصل ‪ 30‬وكيل الجمهورية يجتهد في تقرير مآل الشكايات واإلعالمات التي يتلقاها أو التي تنهى إليه‪.‬‬ ‫الفصل ‪ 20‬النيابة العمومية تثير الدعوى العمومية وتمارسها كما تطلب تطبيق القانون‪ ،‬وتتولى تنفيذ األحكام‪.‬‬
‫الفصل ‪ 31‬لوكيـل الجمهوريـة إزاء شكايـة لم تبلغ حد الكفاية من التعليل أو التبريـر أن يطلـب إجراء بحث‬ ‫الفصل ‪ 21‬على النيابة العمومية أن تقدم طلبات كتابية طبقا للتعليمات التي تعطى لها حسب الشروط الواردة‬
‫مؤقتا ضد مجهـول بواسطـة حاكم التحقيق إلى أن توجه تهم أو تصدر عند االقتضاء طلبات ضد شخص معين‪.‬‬ ‫بالفصل ‪ 23‬وتتولى بسط المالحظات الشفاهية بما تراه متماشيا مع مصلحة القضاء‪.‬‬
‫الفصل ‪ 32‬للشاكي بدون أن يكون ملزما بالقيام بالحق الشخصي استرجاع األشياء التي أخذت منه‪.‬‬ ‫القسم الثالث‬
‫في وظائف الوكيل العام للجمهورية والمدعين العموميين‬
‫القسم الخامس‬ ‫الفصل ‪ 22‬الوكيل العام للجمهورية مكلف تحت إشراف كاتب الدولة للعدل بالسهر على تطبيق القانون الجنائي‬
‫في الجنايات والجنح المتلبس بها‬ ‫بكامل تراب الجمهورية‪.‬‬
‫الفصل ‪ 33‬تكون الجناية أو الجنحة متلبسا بها‪:‬‬ ‫ويمكنه أن يمثل بنفسه النيابة العمومية لدى محاكم االستئناف وله سلطة على سائر ممثلي النيابة العمومية‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬إذا كانت مباشرة الفعل في الحال أو قريبة من الحال‪.‬‬ ‫كما له حق االستنجاد بالقوة العامة أثناء ممارسته لوظائفه‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬إذا طارد الجمهور ذا الشبهة صائحا وراءه أو وجد هذا األخير حامال ألمتعة أو وجدت به آثار أو عالمات‬ ‫وفي صورة حدوث مانع ينوب عن الوكيل العام للجمهورية مدع عمومي يعينه كاتب الدولة للعدل‪.‬‬
‫تدل على احتمال إدانته‪ ،‬بشرط وقوع ذلك في زمن قريب جدا من زمن وقوع الفعلة‪.‬‬ ‫الفصل ‪ 23‬لكاتب الدولة للعدل أن يبلغ إلى الوكيل العام للجمهورية الجرائم التي يحصل له العلم بها وأن يأذنه‬
‫وتشبه الجناية أو الجنحة المتلبس بها كل جناية أو جن حة اقترفت بمحل سكنى استنجد صاحبه بأحد مأموري‬ ‫بإجراء التتبعات سواء بنفسه أو بواسطة من يكلفه أو بأن يقدم إلى المحكمة المختصة الملحوظات الكتابية التي‬
‫الضابطة العدلية لمعاينتها ولو لم يحصل ارتكابها في الظروف المبينة بالفقرة السابقة‪.‬‬ ‫يرى كاتب الدولة للعدل من المناسب تقديمها‪.‬‬
‫الفصل ‪ 34‬لوكيل الجمهورية في جميع صور الجنايات أو الجنح المتلبس بها مع سلطة التتبع جميع ما‬ ‫الفصل ‪ 24‬يمثل المدعي ا لعمومي بنفسه أو بواسطة مساعديه النيابة العمومية لدى محكمة االستئناف‪.‬‬
‫لحاكم التحقيق من السلط‪.‬‬ ‫وهو مكلف بالسهر على تطبيق القانون الجنائي بكامل المنطقة التابعة لمحكمة االستئناف‪.‬‬
‫الفصل ‪ 35‬لحاكـم التحقيق في دائرته أن يجري رأسا وبنفسه في صورة الجناية المتلبس بها جميع األعمال‬ ‫وله سلطة على سائر ممثلي النيابة العمومية التابعين لمحكمة االستئناف‪.‬‬
‫المخولة لوكالء الجمهورية طبق القانون زيادة على ما له من الوظائف الخاصة به ويجب عليه إعالم‬ ‫كما له حق االستنجاد مباشرة بالقوة الع امة أثناء ممارسته لوظائفه‪.‬‬
‫وكيل الجمهورية حاال‪.‬‬
‫وله بالخصوص أن يسمع الشهود بدون سابقية استدعاء وأن يلقي القبض بمجرد إذن شفاهي على ذي الشبهة‬
‫الذي كان حاضرا ثم إنه يأمر بنفسه بتنفيذ قراراته‪.‬‬
‫وبعد الفراغ من ذلك يبعث بتقاريره إلى ممثل النيابة العمومية الذي يقرر في شأنها ما يراه صالحا‪.‬‬
‫ويرفع االستئناف أمام محكمة االستئناف التي تبت فيه حسب الصيغ المقررة للمحكمة االبتدائية‪.‬‬ ‫القسم السادس‬
‫ويمكن الطعن في قرار محكمة االستئناف بالتعقيب كما هو الشأن في المادة الجزائية‪.‬‬ ‫في القيام بالحق الشخصي‬
‫الفصل ‪ 46‬في صورة الحكم بترك السبيل يسوغ للمحكمة أن تحكم على القائم بالحق الشخصي الذي قام مباشرة‬ ‫الفصل ‪ 36‬حفظ القضية من طرف وكيل الجمهورية ال يمنع المتضرر من إثارة الدعوى العمومية على‬
‫على المظنون فيه بخطية قدرها خمسـون دينارا بدون أن يمنع ذلك من تتبعه عند االقتضاء ألجل اإلدعاء الباطل‪.‬‬ ‫مسؤوليته الشخصية وفي هذه الصورة يمكنه عن طريق القيام بالحق الشخصي إما طلب إحالة القضية‬
‫على التحقيق أو القيام مباشرة لدى المحكمة‪.‬‬
‫الباب الثاني‬ ‫الفصل ‪ 37‬الدعوى المدنية التي يراد تتبعها في آن واحد مع الدعوى العمومية حسبما اقتضاه الفصل ‪ 7‬من هذا‬
‫القانون يمكن القيام بها سواء أثناء نشر القضية لدى حاكم التحقيق أو لدى المحكمة المتعهدة بالقضية‪.‬‬
‫في التحقيق‬ ‫فقرة ‪( 2‬اضيفت بموجب تنقيح فيفري ‪ 2016‬ويدخل حيز النفاذ بداية من غرة جوان ‪:)2016‬‬
‫القسم األول‬ ‫للجمعيات القيام بالحق الشخصي فيما يتعلق بأفعال تدخل في اطار موضوعها وأهدافها المنصوص عليها في‬
‫في حكام التحقيق‬
‫الفصل ‪ 47‬التحقيق وجوبي في مادة الجنايات‪ ،‬أما في مادة الجنح والمخالفات فهو اختياري ما لم ينص القانون‬ ‫نظامها األساسي‪.‬‬
‫على خالف ذلك‪.‬‬ ‫الفصل ‪ 38‬تنظر المحكمة المتعهدة بالقضية أو حاكم التحقيق في قبول مطلب القيام بالحق الشخصي وعند‬
‫الفصل ‪ 48‬يقوم بوظائف التحقيق حاكم معين بأمر‪ ،‬وعند الضرورة يعين مؤقتا أحد الحكام بقرار للقيام‬ ‫االقتضاء يقرران عدم قبوله‪.‬‬
‫بالوظائف المذكورة أو إلجراء البحث في قضايا معينة‪.‬‬ ‫وعدم قبول المطلب يمكن أن يثار من طرف ممثل النيابة العمومية أو المتهم أو المسؤول مدنيا أو كل قائم آخر‬
‫وفي حال غياب صاحب الوظيف أو عند تعذر الحضور عليه مؤقتا فإنه يعوض في القضايا المتأكدة بأحد قضاة‬ ‫بالحق الشخصي‪.‬‬
‫المحكمة يعينه الرئيس‪.‬‬ ‫وتضم المحكمة المتعهدة النزاع إلى األصل وتبت فيهما بحكم واحد لكن إذا كان التتبع على مسؤولية القائم‬
‫الفصل ‪ 49‬إذا كان بالمحكمة عدة حكام تحقيق فإن وكيل الجمهورية يعين لكل قضية الحاكم المكلف بالبحث‬ ‫بالحق الشخصي فإن المحكمة تصدر حكمها في النزاع حاال‪.‬‬
‫فيها‪.‬‬ ‫ويبت حاكم التحقيق بقرار بعد أن يطلع ممثل النيابة العمومية على الملف‪ .‬وهذا القرار قابل لالستئناف لدى‬
‫الفصل ‪ 50‬حاكم التحقيق مكلف بالتحقيق في القضايا الجزائية والبحث بدون توان عن الحقيقة ومعاينة جميع‬ ‫دائرة االتهام قبل مضي أربعة أيام من تاريخ االطالع بالنسبة لوكيل الجمهورية ومن تاريخ اإلعالم بالنسبة لمن‬
‫األمور التي يمكن أن تستند عليها المحكمة لتأييد حكمها‪.‬‬ ‫عداه‪.‬‬
‫وليس له أن يشارك في الحكم في القضايا التي باشر البحث فيها‪.‬‬ ‫الفصل ‪ 39‬يقع القيام بالحق الشخصي بمقتضى مطلب كتابي ممضى من الشاكي أو من نائبه ويقدم بحسب‬
‫الفصل ‪ 51‬تعهد القضية بصفة ال رجوع فيها لحاكم التحقيق بمقتضى قرار في إجراء البحث‪ .‬ويلزمه تحقيق‬ ‫األحوال إلى وكيل الجمهورية أو حاكم التحقيق أو المحكمة المتعهدة بالقضية‪.‬‬
‫األفعال المبينة به وال يتولى بحث غيرها من األفعال الجديدة التي أنتجتها عملية التحقيق إال إذا كانت ظروفا‬ ‫وهذا المطلب معفى من تأمين المصاريف‪ ،‬غير أنه في الصورة المقررة بالفصل ‪ 36‬يجب على الشاكي أن يؤمن‬
‫مشددة للجريمة المحالة عليه‪.‬‬ ‫المبلغ الذي يظهر ضروريا لتسديد مصاريف النازلة وإال سقط حقه في القيام‪ .‬ويتولى تعيين هذا المبلغ‪ ،‬بحسب‬
‫الفصل ‪ 52‬تعهد القضية لحاكم التحقيق المنتصب بمكان ارتكاب الجريمة أو بالمكان الذي به مقر ذي الشبهة أو‬ ‫األحوال‪ ،‬رئيس المحكمة أو حاكم التحقيق‪.‬‬
‫بالمكان الذي به محل إقامته األخير أو بالمكان الذي وجد فيه‪.‬‬ ‫الفصل ‪ 40‬على القائم بالحق الشخصي أن يختار لنفسه مقرا بمركز المحكمة المتعهدة بالقضية وإن لم يفعل فال‬
‫وإذا كانت الجريمة من أنظار محكمة استثنائية فإن حاكم التحقيق يجر ي في شأنها أعمال التحقيق المتأكدة‬ ‫حق له في االحتجاج بعدم تبليغه األوراق التي يوجب القانون إبالغه إياها‪.‬‬
‫وبمجرد إتمام ذلك يقرر التخلي عنها‪.‬‬ ‫الفصل ‪ 41‬القائم بالحق الشخصي الذي يرجع صراحة في قيامه خالل الثماني واألربعين ساعة من وقت القيام ال‬
‫الفصل ‪ 53‬يتولى حاكم التحقيق بمساعدة كاتبه سماع الشهود واستنطاق ذي الشبهة وإجراء المعاينات بمحل‬ ‫يكون ملزما بالمصاريف من تاريخ رجوعه‪ ،‬وال يمكن بعد الرجوع إال القيام لدى المحكمة المدنية‪.‬‬
‫الواقعة والتفتيش بالمنازل وحجز األشياء الصالحة لكشف الحقيقة‪.‬‬ ‫الفصل ‪ 42‬ال يسوغ للمتضرر القيام بالحق الشخصي ألول مرة لدى محكمة االستئناف‪.‬‬
‫ويأمر بإجراء االختبارات ويتمم جميع األعمال المؤدية إلى إظهار البراهين المثبتة أو النافية للتهمة‪.‬‬ ‫الفصل ‪ 43‬الطرف الذي قام بالحق الشخصي ال يسوغ سماعه بوصفه شاهدا‪.‬‬
‫ويمضي حاكم التحقيق مع كاتبه والمستنطق بكل صحيفة من محاضره‪.‬‬ ‫الفصل ‪ 44‬يحجر نشر كل خبر يتعلق بالقيام بالحق الشخصي الواقع طبق الفصل ‪ 36‬وذلك قبل البت في القضية‬
‫وال تجوز الكتابة بين األسطر وأما المشطبات والمخرجات فيصادق عليها ويمضيها حاكم التحقيق وكاتبه‬ ‫ومن يخالف ذلك يعاقب بخطية قدرها مائة دينار‪.‬‬
‫والمستنطق‪.‬‬ ‫الفصل ‪ 45‬إذا صدر قرار بالحفظ إثر قيام بالحق الشخصي جاز للمتهم أن يطلب تعويض الضرر الحاصل له من‬
‫والمشطبات والمخرجات التي لم تقع المصادقة عليها تعتبر الغية كما تعتبر الغية الكتابة بين األسطر‪.‬‬ ‫جراء إثارة الدعوى العمومية بدون أن يمنع ذلك من التتبعات الجزائية عند االقتضاء ألجل اإلدعاء الباطل‪.‬‬
‫الفصل ‪ 54‬لحاكم التحقيق أن يجري بنفسه أو بواسطة مأموري الضابطة العدلية المبينين بالعددين ‪ 3‬و‪4‬‬ ‫ويقدم مطلب الغرم في ظرف ثالثة أشهر ابتداء من اليوم الذي أصبح فيه قرار ا لحفظ باتا إلى المحكمة االبتدائية‬
‫من الفصل ‪ 10‬بحثا عن شخصية المظنون فيهم‪ ،‬وعن حالتهم المادية والعائلية واالجتماعية‪.‬‬ ‫المنتصبة للقضاء في المادة الجناحية وتختص بالنظر فيه المحكمة الواقع بدائرتها بحث القضية‪.‬‬
‫كما يمكن له أن يأذن بإجراء فحص طبي نفساني على المتهم‪.‬‬ ‫وتنظر المحكمة في الطلب بحجرة الشورى بعد سماع ما للخصوم أو محاميهم وممثل النيابة العمومية من‬
‫الفصل ‪ 55‬لوكيل الجمهورية أن يطلب من حاكم التحقيق في قرار افتتاح البحث وفي كل طور من‬ ‫الملحوظات‪ .‬وتصدر حكمها بجلسة علنية‪ .‬وللمحكمة في صورة القضاء بالغرم أن تأذن بنشر الحكم كال أو بعضا‬
‫أطوار التحقيق بمقتضى قرار تكميلي إجراء األعمال التي يراها الزمة لكشف الحقيقة‪.‬‬ ‫بجريدة أو عدة جرائد يعينها الحكم ويكون ذلك على نفقة المحكوم عليه‪ ،‬وتعين بالحكم مصاريف النشر‪.‬‬
‫واالعتراض عند االقتضاء وكذلك االستئناف يخضعان لصيغ وآجال القانون العام في المادة الجناحية‪.‬‬
‫ومن يحضر من تلقاء نفسه ألداء الشهادة يمكن سماعه بدون توقف على سابقية استدعاء ويقع التنصيص على‬ ‫ولهذا الغرض يمكنه أن يطلب االطالع ع لى سائر أوراق القضية على أن يرجعها إلى حاكم التحقيق في ظرف‬
‫ذلك بمحضر البحث‪.‬‬ ‫ثمان وأربعين ساعة‪.‬‬
‫الفصل ‪ 61‬كل شخص استدعي بوصفه شاهدا ملزم بالحضور وأداء اليمين واإلدالء بشهادته مع مراعاة أحكام‬ ‫وإذا تراءى لحاكم التحقيق أن ال ضرورة إلجراء األعمال المطلوبة منه فيجب عليه أن يصدر في ظرف ثالثة أيام‬
‫المجلة الجنائية المتعلقة بسر المهنة‪.‬‬ ‫من تاريخ طلبات وكيل الجمهورية قرارا معلال‪ .‬وهذا القرار يقبل االستئناف لدى دائرة االتهام قبل مضي أربعة‬
‫وإذا لم يحضر الشاهد بعد استدعائه فإنه يسوغ لحاكم التحقيق بعد أخذ رأي وكيل الجمهورية أن يسلط عليه‬ ‫أيام من تاريخ االطالع عليه‪.‬‬
‫خطية تتراوح بين عشرة دنانير وعشرين دينارا فإذا حضر الشاهد بعد ذلك وأبدى أعذارا مقبولة جاز‬ ‫الفصل ‪ 56‬يتوجه حاكم التحقيق من تلقاء نفسه أو بطلب من وكيل الجمهورية إلى مكان اقتراف الجريمة أو إلى‬
‫لحاكم التحقيق أن يعفيه من الخطية بعد أخذ رأي وكيل الجمهورية‪.‬‬ ‫مقر المظنون فيه أو إلى غيره من األماكن التي يظن وجود أشياء فيها مفيدة لكشف الحقيقة‪.‬‬
‫وإذا لم يحضر الشاهد بعد استدعائه مرة ثانية جاز إصدار بطاقة جلب في شأنه‪.‬‬ ‫وعند توجهه إلى مكان اقتراف الجريمة من تلقاء نفسه يجب عليه إعالم وكيل الجمهورية وإن لم يحضر هذا‬
‫ويمكن بعد أخذ رأي وكيل الجمهورية تسليط خطية تتراوح بين عشرة دنانير وعشرين دينارا على الشاهد الذي‬ ‫األخير فإنه يجري األعمال الالزمة بدون توقف على حضوره‪.‬‬
‫حضر وامتنع من أداء اليمين أو من اإلدالء بشهادته‪.‬‬ ‫ويقع نقل ذي الشبهة إلى محل التوجه إن ظهر لزوم ذلك‪.‬‬
‫والحكم بالخطية على الشاهد عمال بالفقرات السابقة ال يقبل االستئناف‪.‬‬ ‫الفصل ‪ ( 57‬جديد) (تنقيح فيفري ‪ 2016‬ويدخل حيز النفاذ بداية من غرة جوان ‪:)2016‬‬
‫الفصل ‪ 62‬إذا تعذر على الشاهد الحضور تسمع شهادته في محله‪.‬‬ ‫إذا تعذر على قاضي التحقيق إجراء بعض األبحاث بنفسه أمكن له أن ينيب قضاة التحقيق المنتصبين في غير‬
‫الفصل ‪ 63‬لحاكم التحقيق أن يسمع على سبيل االسترشاد بدون أداء اليمين‪:‬‬ ‫دائرته أو مأموري الضابطة العدلية المنتصبين في دائرتها وخارجها كل فيما يخصه بإجراء االعمال التي هي‬
‫أوال ‪ :‬القائم بالحق الشخصي‪،‬‬ ‫خصائص وظيفته ما عدا إصدار البطاقات القضائية ويصدر في ذلك قرار ا يوجهه إلى وكيل الجمهورية بقصد‬
‫ثانيا ‪ :‬األشخاص الـذين ال يمكن ق بول شهـادتهـم تطبيقـا لقواعد مجلة المرافعات المدنية والتجارية‪،‬‬ ‫تنفيذه‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬األشخاص المحجر عليهم أداء الشهادة لدى المحاكم بمقتضى القانون أو بمقتضى حكم‪،‬‬ ‫وال يمكنه ان ينيب أحد مأموري الضابطة العدلية إال بعد استنطاقه للمظنون فيه باستثناء حاالت التلبس التي‬
‫رابعا ‪ :‬األشخاص الذين أخبروا من تلقاء أنفسهم بالجريمة وبمرتكبها وكان إخبارهم يستحقون عنه جعال وكانوا‬ ‫يكون فيها مأمورو الضابطة العدلية مؤهلين لسماع المتهم وإجراء بقية األعمال المعينة بنص اإلنابة و عليهم‬
‫غير ملزمين به بمقتضى وظيفتهم‪.‬‬ ‫احترام مقتضيات الفصول ‪ 13‬مكرر و ‪ 13‬ثالثا و ‪ 13‬رابعا و ‪ 13‬خامسا و ‪ 13‬سادسا‪.‬‬
‫الفصل ‪ 64‬على الشاهد أن يحلف قبل أداء الشهادة على أن يقول الحق كل الحق وأال ينطق بسواه ويقع إنذاره‬ ‫و إذا اقتضى تنفيذ اإلنابة سماع المظنون فيه بحالة سراح تنطبق أحكام الفصول ‪ 13‬مكرر و‪13‬ثالثا و ‪13‬‬
‫بأنه إذا شهد زورا استهدف للتتبع طبقا ألحكام المجلة الجنائية‪.‬‬ ‫خامسا و ‪ 13‬سادسا مع مراعاة ما يلي‪:‬‬
‫وإذا ظهر للحاكم أن الشاهد غيّر الحقيقة يحرر في ذلك محضرا يحيله على وكيل الجمهورية‪.‬‬ ‫إذا كانت التهمة جناية و لم يختر ذو الشبهة محاميا و طلب تعيين محام له يتولى هذا التعيين رئيس الفرع‬
‫الفصل ‪ 65‬يشهد الشهود فرادى وبدون حضور ذي الشبهة ويؤدون شهادتهم بدون استعانة بأي كتب ويطلب‬ ‫الجهوي للمحامين أو من ينوبه من ضمن قائمة استمرار معدة للغرض و ينص على ذلك بالمحضر‪.‬‬
‫منهم بيان حالتهم المدنية وهل يوجد بينهم وبين أحد الخصوم وجه من أوجه التجريح‪.‬‬ ‫ويمكن للقاضي التحقيق لضرورة البحث في القضايا اإلرهابية اال يسمح للمحامي بزيارة ذي الشبهة ومقابلته‬
‫ولحاكم التحقيق عند االنتهاء من سماع الشهود أن يلقي أسئلة عليهم وأن يكافح بعضهم ببعض أو بذي الشبهة‬ ‫وحضور سماعه أو مكافحته بغيره أو االطالع على أوراق الملف أمام الباحث المناب لمدة ال تتجاوز ‪ 48‬ساعة‬
‫وأن يجري بمساعدتهم سائر األعمال لكشف الحقيقة‪.‬‬ ‫من تاريخ االحتفاظ مالم يتخذ وكيل الجمهورية قرارا سابقا في هذا المنع‬
‫وتضمن الشهادات بمحاضر تتلى على الحاضرين الذين يمضونها مع الحاكم والكاتب‪.‬‬ ‫و للمحامي أن يقدم مالحظاته الكتابية صحبة ما له من مؤيدات عند االقتضاء مباشرة إلى قاضي التحقيق خالل‬
‫وإذا امتنع الشاهد عن اإلمضاء أو كان غير قادر عليه ينص على ذلك بالمحضر‪.‬‬ ‫أجل االحتفاظ أو بعد انقضائه‪.‬‬
‫الفصل ‪ 66‬إذا كان ذو الشبهة أو الشهود ال يتكلمون ا للغة العربية يعين حاكم التحقيق مترجما‪.‬‬ ‫و ال يعفي ذلك قاضي التحقيق من إتمام موجبات الفصل ‪ 69‬من هذه المجلة إن لم يسبق له القيام بذلك‪.‬‬
‫وإذا كان الشاهد أو ذو الشبهة أصما أو أبكما فإن األسئلة تعرض عليه كتابة ويجيب عنها كتابة‪.‬‬ ‫و ال يمكن لقاضي الناحية أن يكلف بقية مأموري الضابطة العدلية بما أسند إليه من إنابات ما لم يؤذن له بذلك‬
‫وإذا كان يجهل الكتابة عين له مترجم ممن يكون قادرا أو متعودا على التحادث معه‪.‬‬ ‫صراحة من قاضي التحقيق‪.‬‬
‫والمترجم‪ ،‬إن لم يكن محلفا‪ ،‬يؤدي اليمين على أن يترجم بكامل الصدق ويضمن بالمحضر اسمه ولقبه وعمره‬ ‫و إذا لزم لتنفيذ اإلنابة سماع المتضرر تطبق أحكام الفصل ‪ 13‬سابعا‪.‬‬
‫وحرفته ومقره ويمضي بالمحضر بوصفه شاهدا‪.‬‬ ‫الفصل ‪ 58‬لحاكم التحقيق أن يتوجه صحبة كاتبه كلما اقتضت ذلك ضرورة البحث إلى مناطق المحاكم المجاورة‬
‫الفصل ‪ 67‬يقدر وكيل الجمهورية التعويضات التي يطلبها الشاهد بسبب حضوره ألداء الشهادة‪.‬‬ ‫للمحكمة التي يباشر فيها وظائفه إلجراء أعمال استقرائية على أن يعلم بتوجهه سلفا وكيل الجمهورية التابع له‬
‫مكان التوجه‪ ،‬ويضمن بمحضر البحث أسباب التوجه‪.‬‬
‫القسم الثالث‬ ‫كما يجب عليـه أن يعلـم بتوجهـه وكيـل الجمهوريـة المنتصـب بالمحكمـة التابع لها‪ ،‬وإن لم يحضـر هذا األخير‬
‫في ذي الشبهة‬ ‫فإنه يجري األعمال الالزمة بدون توقف على حضوره‪.‬‬
‫الفصل ‪ 68‬إذا كان ذو الشبهة بحالة سراح يستدعى كتابة الستنطاقه‪ .‬واالستدعاء يتم بالطريقة اإلدارية أو‬
‫بواسطة العدل المنفذ وهو يحتوي على ما يلي‪ :‬أوال ‪ :‬اسم ذي الشبهة ولقبه وحرفته وعنوانه‪ .‬ثانيا ‪ :‬مكان‬ ‫القسم الثاني‬
‫الحضور وتاريخه وساعته‪ .‬ثالثا ‪ :‬نوع التهمة‪.‬‬ ‫في سماع الشهود‬
‫الفصل ‪ 59‬لحاكم التحقيق أن يسمع كل من يرى فائدة في شهادته‪.‬‬
‫الفصل ‪ 60‬يقع استدعاء الشهود بالطريقة اإلدارية أو بواسطة العدل المنفذ‪.‬‬
‫الفصل ‪ 77‬إذا اعترى ذا الشبهة عته بعد ارتكاب الجريمة يؤخر عرضه للمحاكمة أو يؤخر الحكم عليه‪.‬‬ ‫الفصل ‪ 69‬يثبت حاكم التحقيق هوية ذي الشبهة عند حضوره ألول مرة ويعرفه باألفعال المنسوبة إليه‬
‫ويمكن إبقاء أو وضع ذي الشبهة تحت اإليداع في السجن‪.‬‬ ‫والنصوص القانونية المنطبقة عليها ويتلقى جوابه بعد أن ينبهه بأن له الحق في أال يجيب إال بمحضر محام‬
‫يختاره وينص على هذا التنبيه بالمحضر‪.‬‬
‫القسم الرابع‬ ‫فإذا رفض ذو الشبهة اختيار محام أو لم يحضر المحامي بعد استدعائه كما يجب تجري األعمال بدون توقف‬
‫في البطاقات القضائية‬ ‫على حضوره‪.‬‬
‫الفصل ‪ 78‬إذا لم يحضر ذو الشبهة أو كان في حالة من األحوال المبينة بالفصل ‪ 85‬جاز لحاكم التحقيق أن‬ ‫وإذا كانت التهمة في جناية ولم ينتخب ذو الشبهة محاميا وطلب تعيين من يدافع عنه وجب تعيين محام له‪.‬‬
‫يصدر ضده بطاقة جلب‪ .‬وهذه البطاقة تكون مؤرخة وممضاة ومختومة ويذكر فيها ما يميز ذا الشبهة أتم تمييز‪،‬‬ ‫ويتولى هذا التعيين رئيس المحكمة وينص على ذلك بالمحضر‪.‬‬
‫مع بيان موضوع التهمة والنصوص القانونية التي تنطبق عليها كما يضمن بها اإلذن لكل عون من أعوان القوة‬ ‫ولحاكم التحقيق بدون مراعاة الفقرات المتقدمة أن يجري في الحين استنطاقا أو مكافحات إذا كان هناك تأكد‬
‫العامة بإلقاء القبض عليه وجلبه أمام حاكم التحقيق‪.‬‬ ‫ناتج عن حالة شاهد في خطر الموت أو عن وجود آثار على وشك الزوال أو إذا توجه على العين في حالة‬
‫وإذا لم يتيسر العثور على ذي الشبهة تعرض بطاقة الجلب على محرك أو شيخ مكان إقامته ليضع عليها عالمة‬ ‫التلبس بالجريمة‪.‬‬
‫اطالعه‪.‬‬ ‫ويجب أن يتيح االستنطاق لذي الشبهة فرصة إبعاد التهمة عنه أو االعتراف بها‪.‬‬
‫فقرة ‪( 3‬اضيفت بموجب تنقيح فيفري ‪ 2016‬ويدخل حيز النفاذ بداية من غرة جوان ‪:)2016‬‬ ‫وإذا أبدى أدلة تنفي عنه التهمة فيبحث عن صحتها في أقرب وقت‪.‬‬
‫إذا لزم لتنفيذ بطاقة الجلب أن يحتفظ مأمور الضابطة العدلية بذي الشبهة وجب عليه تقديمه حاال إلى قاضي‬ ‫وإقرار ذي الشبهة ال يغني حاكم التحقيق عن البحث عن براهين أخرى‪.‬‬
‫التحقيق وفي أقصى الحاالت في أجل ال يتجاوز ‪ 48‬ساعة وال يمكن لمأمور الضابطة العدلية في هذه الحالة‬ ‫الفصل ‪ 70‬يرخص للمظنون فيه الموقوف االتصال في أي وقت من األوقات بمحاميه بمجرد الحضور األول‪.‬‬
‫القيام بأي عمل من أعمال البحث األولي عدا تحرير محضر في إدراج هوية من صدرت في حقه بطاقة الجلب‬ ‫ولحاكم التحقيق أن يمنع بقرار معلل غير قابل لالستئناف االتصال بالمظنون فيه الموقوف مدة عشرة أيام‪ ،‬وهذا‬
‫وعليه احترام مقتضيات الفصل ‪ 13‬مكرر من هذه المجلة فيما يخص الفحص الطبي وإدراج الهوية بالسجل‬ ‫المنع يمكن تجديده لكن لمدة عشرة أيام أخرى فحسب‪.‬‬
‫ومقتضيات الفصل ‪ 13‬رابعا فيما يتعلق بحقه في زيارة محاميه‪.‬‬ ‫وال ينسحب هذا المنع مطلقا على محامي المظنون فيه‪.‬‬
‫الفصل ‪ 79‬على حاكم التحقيق في صورة إحضار ذي الشبهة بمقتضى بطاقة جلب أن يستنطقه في أجل ال‬ ‫الفصل ‪ 71‬يحال ذو الشبهة على مصلحة القيس بقصد تحقيق هويته والبحث عن سوابقه‪.‬‬
‫يتجاوز ثالثة أيام من تاريخ إيداعه بالسجن‪.‬‬ ‫الفصل ‪ 72‬يبتدئ حاكم التحقيق باستنطاق ذوي الشبهة فرادى ثم يكافحهم ببعضهم أو بالشهود عند االقتضاء‬
‫وبانقضاء هذا األجل يقدم كبير حراس السجن ذا الشبهة إلى وكيل الجمهورية الذي يطلب من‬ ‫ويضمن األسئلة واألجوبة وما نشأ عن االستنطاق من الحوادث بمحضر يحرره في الحال‪ ،‬وهذا المحضر يتلى‬
‫حاكم التحقيق مباشرة استنطاقه حاال‪.‬‬ ‫على ذي الشبهة ثم يمضيه حاكم التحقيق وكاتبه والمستنطق وعند االقتضاء المحامي والمترجم وكل صحيفة‬
‫وفي صورة ما إذا امتنـع حاكم التحقيق عن مباشرة االستنطاق أو تعذر عليه ذلك يتولى االستنطاق رئيس‬ ‫منه تكون ذات عدد وممضى عليه ا‪.‬‬
‫المحكمة أو الحاكم الذي يعينه وإذا لم يقع هذا االستنطاق يأمر وكيل الجمهورية باإلفراج حاال عن ذي الشبهة‪.‬‬ ‫وإن امتنع ذو الشبهة عن اإلمضاء أو كان غير قادر عليه ينبه على ذلك مع بيان السبب‪.‬‬
‫الفصل ‪ 80‬لحاكم التحقيق بعد استنطاق ذي الشبهة أن يصدر بطاقة إيداع في السجن بعد أخذ رأي‬ ‫وال يستنطق ذو الشبهة إال بمحضر محاميه ما لم يعدل عن ذلك صراحة أو يتخلف المحامي رغم استدعائه كما‬
‫وكيل الجمهورية وذلك إذا كانت الفعلة تستوجب عقابا بالسجن أو عقابا أشد‪.‬‬ ‫يجب قبل تاريخ االستنطاق بأربع وعشرين ساعة على األقل‪.‬‬
‫وإذا كان قرار حاكم التحقيق مخالفـا لطلبات وكيل الجمهورية جاز لهذا األخير أن يطعـن فيه بطريقة االستئناف‬ ‫ويمكن المحامي من االطالع على إجراءات التحقيق قبل تاريخ كل استنطاق بيوم‪.‬‬
‫لدى دائـرة االتهام قبل مضي أربعة أيام من تاريخ اطالعه على ذلك القرار الذي يتحتم إنهاؤه إليه فورا‪.‬‬ ‫وليـس له حـق التكلـم إال بعد أن يأذن الحاكم بذلك وعند االمتناع عن إعطاء هذا اإلذن ينبه على ذلك بالمحضر‬
‫الفصل ‪ 81‬بطاقة اإليداع يحررها حاكم التحقيق ويؤرخها ويمضيها ويختمها ويذكر بها في وضوح اسم وصفة‬ ‫كما ينبه به أيضا على تصريحات المحامي‪.‬‬
‫هذا الحاكم واسم ذي الشبهة وعمره التقريبي وحرفته ومكان والدته ومحل إقامته وموضوع التهمة مع بيان‬ ‫وللحاكم أن يقدر ما إذا كان من المناسب إجراء األعمال التكميلية التي تطلب منه بقصد الكشف عن الحقيقة‪.‬‬
‫النص القانوني المنطبق‪ ،‬وتتضمن األمر الصادر من ا لحاكم إلى كبير حراس السجن بقبول المتهم واعتقاله‪.‬‬ ‫الفصل ‪ 73‬لوكيل الجمهورية أن يحضر عملية استنطاق المتهم ومكافحته بغيره‪.‬‬
‫ويعلم ذو الشبهة بها ثم يقع تنفيذها حاال‪.‬‬ ‫وليس له الحق في الكالم إال بعد أن يستأذن من حاكم التحقيق‪ .‬وإن امتنع هذا األخير من إعطاء اإلذن ينص على‬
‫ولحامل بطاقة اإليداع الحق ‪:‬‬ ‫ذلك بالمحضر‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬في االستنجاد بالقوة العامة‪،‬‬ ‫الفصل ‪ 74‬إذا امتنع ذو الشبهة عن الجواب أو أظهر عيوبا تمنعه وليست فيه فإن حاكم التحقيق ينذره‬
‫ثانيا ‪ :‬في إجراء التفتيش طبق أحكام القانون للعثور على ذي الشبهة في كل مكان يغلب على الظن وجوده فيه‪.‬‬ ‫بأن البحث في القضية ال يتوقف على جوابه وينص على هذا اإلنذار بالتقرير‪.‬‬
‫ويحرر في التفتيش محضر‪.‬‬ ‫الفصل ‪ 75‬إذا تمسك وكيل الجمهورية أو المظنون فيه أو المسؤول مدنيا أو القائم بالحق الشخصي بخروج‬
‫الفصل ‪ 82‬المأمور المكلف بتنفيذ بطاقة اإليداع يسلم المظنون فيه لكبير حراس السجن الذي يعطيه وصال في‬ ‫القضية عن أنظار حاكم التحقيق يبت هذا األ خير في ذلك والقرار الذي يصدره في رفض هذا الطلب يمكن الطعن‬
‫االعتراف بالتبليغ والذي يسلم في ظرف أربع وعشرين ساعة لحاكم التحقيق جذر بطاقة اإليداع بعد أن يؤرخه‬ ‫فيه باالستئناف لدى دائرة االتهام في ظرف أربعة أيام من تاريخ االطالع بالنسبة لوكيل الجمهورية‪ ،‬ومن تاريخ‬
‫ويمضيه‪.‬‬ ‫اإلعالم بالنسبة لمن عداه‪.‬‬
‫الفصل ‪( 83‬نقح بالقانون عدد ‪ 70‬لسنة ‪ 1987‬المؤرخ في ‪ 26‬نوفمبر ‪ .)1987‬عدم مراعاة الصيغ القانونية‬ ‫واالستئناف ال يحول دون مواصلة البحث‪.‬‬
‫في تحرير البطاقات القضائية ال يترتب عنه بطالنها إال أن ذلك يوجب المؤاخذة التأديبية والغرم عند االقتضاء‪.‬‬ ‫الفصل ‪ 76‬يعرض حاكم التحقيق على ذي الشبهة األشياء المحجوزة ليصرح هل أنه يعترف بها وليالحظ بشأنها‬
‫ما يراه مفيدا‪.‬‬
‫ويجب على الوكيل العام جلب الملف وتقديم طلباته الكتابية المعللة في بحر ثمانية أيام‪ ،‬وعلى الدائرة أن تبت فيه‬ ‫ويكون البت في كل نزاع يتعلق بموضوع البطاقة أو بمدى مساسها بالحرية الفردية من اختصاص القضاء‬
‫في ظرف ثمانية أيام من تاريخ اتصالها بالملف‪.‬‬ ‫العدلي وحده‪.‬‬
‫ومطلب اإلفراج المقدم من المظنون فيه أو محاميه ال يمكن تجديده في كل األحوال إال بانقضاء شهر من تاريخ‬ ‫القسم الخامس‬
‫رفض المطلب السابق ما لم تظهر أسباب جديدة‪.‬‬ ‫في اإليقاف التحفظي‬
‫الفصل ‪ 88‬القرار القاضي باإلفراج المؤقت عن المظنون فيه ال يمنع حاكم التحقيق أو المحكمة المنشورة لديها‬ ‫الفصل‪ 84‬اإليقاف التحفظي وسيلة استثنائية ويجب عند اتخاذها مراعاة القواعد اآلتية‪.‬‬
‫القضية من إصدار بطاقة إيداع جديدة ضده إن دعت الحاجة إلى ذلك بسبب عدم حضوره بعد استدعائه كما يجب‬ ‫الفصل ‪ 85‬ـ (نقح بالقانون عدد ‪ 114‬لسنة ‪ 1993‬المؤرخ في ‪ 22‬نوفمبر ‪ .)1993‬يمكن إيقاف المظنون فيه‬
‫أو بسبب ظهور ظروف جديدة وخطيرة‪.‬‬ ‫إيقافا تحفظيا في الجنايات والجنح المتلبس بها‪ ،‬وكذلك كلما ظهرت قرائن قوية تستلزم اإليقاف باعتباره وسيلة‬
‫لكن إذا كان اإلفراج المؤقت ممنوحا من دائرة االتهام بعد نقضها لقرار حاكم التحقيق فال يجوز لهذا األخير أن‬ ‫أمن يتالفى بها اقتراف جرائم جديدة أو ضمانا لتنفيذ العقوبة أو طريقة توفر سالمة سير البحث‪.‬‬
‫يصدر بطاقة إيداع جديدة إال بعد صدور قرار من تلك الدائرة في ا لموافقة على ذلك بعد سماع ممثل النيابة‬ ‫واإليقاف التحفظي في الحاالت المنصوص عليها بالفقرة السابقة ال يجوز أن يتجاوز الستة أشهر‪.‬‬
‫العمومية‪.‬‬ ‫وإذا اقتضت مصلحة البحث إبقاء المظنون فيه بحالة إيقاف‪ ،‬يمكن لقاضي التحقيق بعد أخذ رأي‬
‫الفصل ‪ 89‬يحصل الضمان إما بتأمين مبلغ من المال أو شيكات مشهود باعتمادها أو سندات مضمونة من‬ ‫وكيل الجمهورية وبمقتضى قرار معلل‪ ،‬تمديد فترة اإليقافبالنسبة إلى الجنحة مرة واحدة ال تزيد مدتها على ثالثة‬
‫الدولة وإما بالتزام شخص مليء بإحضار ذي الشبهة في جميع عمليات التحقيق أو بدفع المبلغ الذي عينه‬ ‫أشهر وبالنسبة إلى الجناية مرتين ال تزيد مدة كل واحدة على أربعة أشهر‪.‬‬
‫الحاكم لصندوق الدولة عند عدم اإلحضار‪.‬‬ ‫والقرار القاضي بما ذكر قابل لالستئناف‪.‬‬
‫والقرار الذي يصدر في اإلفراج المؤقت يتضمن تعيين نوع الضمان الذي ينبغي أن يعطى وعند االقتضاء مبلغه‪.‬‬ ‫ويتحتم اإلفراج بضمان أو بدونه بعد االستنطاق بخمسة أيام لفائدة المظنون فيه الذي له مقر معين بالتراب‬
‫الفصل ‪ 90‬يكفل الضمان‪ :‬أوال ‪ :‬إحضار ذي الشبهة لجميع عمليات التحقيق ولتنفيذ الحكم‪ ،‬ثانيا ‪ :‬دفع ما سيذكر‬ ‫التونسي ولم يسبق الحكم عليه بأكثر من ثالثة أشهر سجنا إذا كان أقصى العقاب المقرر قانونا ال يتجاوز العام‬
‫على الترتيب التالي ‪ :‬أ ـ المصاريف التي صرفها صندوق الدولة‪ ،‬ب ـ المصاريف التي دفعها معجال القائم‬ ‫سجنا‪.‬‬
‫بالحق الشخصي‪ ،‬ج ـ الخطايا‪.‬‬ ‫القسم السادس‬
‫ويضبط قرار اإلفراج المؤقت المبلغ الراجع لكل قسم من قسمي الضمان‪.‬‬ ‫في اإلفراج المؤقت‬
‫الفصل ‪ 91‬إذا لم يحضر ذو الشبهة لجميع عمليات التحقيق ولتنفيذ الحكم عليه وكان عدم حضوره بدون عذر‬ ‫الفصل ‪( 86‬نقح بالقانون عدد ‪ 70‬لسنة ‪ 1987‬المؤرخ في ‪ 26‬نوفمبر ‪.)1987‬‬
‫شرعي مقبول فإن الجزء األول من الضمان يصير من حقوق الدولة‪.‬‬ ‫لقاضي التحقيق وفي كل األحوال وفي غير الصورة المبينة بالفصل ‪ 85‬التي يتحتم فيها اإلفراج أن يأذن من‬
‫غير أنه في صورة حفظ القضية أو صدور الحكم فيها بالبراءة يجوز التنصيص بالقرار أو الحكم على إرجاع مال‬ ‫تلقاء نفسه باإلفراج مؤقتا عن المظنون فيه بضمان أو بدونه وذلك بعد أخذ رأي وكيل الجمهورية‪.‬‬
‫الضمان للمظنون فيه أو للغير‪.‬‬ ‫واإلفراج المؤقت يمكن أن يأذن به قاضي التحقيق في أي وقت بناء على طلب وكيل الجمهورية أو المظنون فيه‬
‫وفي صورة الحكم على المظنون فيه يخصص الجزء الثاني من الضمان المحجوز لتسديد المصاريف و الخطية‬ ‫نفسه أو محاميه مع مراعاة القيود الواردة بالفقرة السابقة‪.‬‬
‫بحسب الترتيب المبين بالفصل السابق وما زاد على ذلك يرجع‪.‬‬ ‫وال يفرج مؤقتا عن المظنون فيه إال بعد أن يتعهد لقاضي التحقيق باحترام التدابير التي قد يفرضها عليه كليا أو‬
‫الفصل ‪ 92‬اإلفراج المؤقت يمكن طلبه في كل طور من أطوار القضية من المحكمة المتعهدة بها‪.‬‬ ‫جزئيا وهي التالية‪ )1 :‬اتخاذ مقر له بدائرة المحكمة‪ )2 ،‬عدم مغادرة حدود ترابية يحددها القاضي إال بشروط‬
‫وفيما عدا ذلك من األحوال يمكن طلبه من دائرة االتهام‪.‬‬ ‫معينة‪ )3 ،‬منعه من الظهور في أماكن معينة‪ )4 ،‬إعالمه لقاضي التحقيق بتنقالته ألماكن معينة‪ )5 ،‬التزامه‬
‫والنظر فيه يقع بحجرة الشورى بناء على مجرد مطلب بعد أخذ رأي ممثل النيابة العمومية‪.‬‬ ‫بالحضور لديه كلما دعاه لذلك واالستجا بة لالستدعاءات الموجهة له من السلط فيما له مساس بالتتبع الجاري‬
‫ضده‪.‬‬
‫القسم السابع‬ ‫ويجب البـت فـي مطلـب اإلفراج فـي ظرف أربعـة أيـام مـن تاريـخ تقديمـه‪.‬‬
‫في التفتيش‬ ‫(ألغيت فقرة أخيرة من هذا الفصل بمقتضى القانون عدد ‪ 114‬لسنة ‪ 1993‬المؤرخ في ‪ 22‬نوفمبر ‪.)1993‬‬
‫الفصل ‪ 93‬يجري التفتيش في جميع األماكن التي قد توجد بها أشياء يساعد اكتشافها على إظهار الحقيقة‪.‬‬ ‫الفصل ‪( 87‬نقح بالقانون عدد ‪ 114‬لسنة ‪ 1993‬المؤرخ في ‪ 22‬نوفمبر ‪ .)1993‬القرار الصادر عن‬
‫الفصل ‪ 94‬تفتيش محالت السكنى من خصائص حاكم التحقيق دون سواه‪.‬‬ ‫قاضي التحقيق في اإلفراج المؤقت أو رفضه أو في تعديل أو رفع قرار التدبير يقبل االستئناف لدى دائرة االتهام‬
‫على أنه يمكن أن يباشر التفتيش بمحالت السكنى‪ :‬أوال ـ مأمورو الضابطة العدلية في صورة الجناية أو الجنحة‬ ‫من طرف وكياللجمهورية والمظنون فيه أو محاميه قبل مضي أربعة أيام من تاريخ االطالع بالنسبة‬
‫المتلبس بها وطبقا للشروط المقررة بهذا القانون‪ ،‬ثانيا ـ مأمورو الضابطة العدلية المبينون باألعداد ‪ 2‬إلى ‪4‬‬ ‫لوكيل الجمهورية ومن تاريخ اإلعالم بالنسبة لمن عداه كما يقبل االستئناف من الوكيل العام في ظرف العشرة‬
‫من الفصل ‪ 10‬والمكلفون بمقتضى إنابة من حاكم التحقيق‪ ،‬ثالثا ـ موظفو اإلدارة وأعوانها المرخص لهم ذلك‬ ‫أيام الموالية لصدور القرار‪.‬‬
‫بمقتضى نص خاص‪.‬‬ ‫واستئناف وكيل الجمهورية يحول دون تنفيذ قرار اإلفراج أو التدبير‪.‬‬
‫الفصل ‪ 95‬ال يمكن إجراء التفتيش بمحالت السكنى وتوابعها قبل الساعة السادسة صباحا وبعد الساعة الثامنة‬ ‫أما استئناف الوكيل العام فال يحول دون تنفيذ ذلك القرار‪.‬‬
‫مساء ما عدا في صورة الجناية أو الجنحـة المتلبـس بها أو إذا اقتضى الحـال الدخـول لمحـل سكنى ولـو بغيـر‬ ‫وفي صورة االستئناف يوجه قاضي التحقيق في الحال ملف القضية إلى دائرة االتهام‪.‬‬
‫طلـب مـن صاحبـه بقصـد إلقاء القبض علـى ذي الشبهـة أو علـى مسجـون فار‪.‬‬ ‫ويجب على دائرة االتهام البت في مطلب االستئناف في أجل أقصاه ثمانية أيام من تاريخ اتصالها بالملف‪.‬‬
‫الفصل ‪ 96‬علـى حاكـم التحقيـق أو مأمـور الضابطـة العدليـة أن يصطحب معه عند مباشرة التفتيش بمحالت‬ ‫لكن في صورة عدم البت في مطلب اإلفراج من طرف قاضي التحقيق في األجل المذكور بالفصل ‪ 86‬فللمظنون‬
‫السكنى امرأة أمينة إن كان ذلك الزما‪.‬‬ ‫فيه أو محاميه أو وكيل الجمهورية أن يقدم المطلب مباشرة إلى دائرة االتهام‪.‬‬
‫وذلك بقرار غير قابل لالستئناف وقابل للتنفيذ حسب الصيغ الواردة بمجلة المرافعات المدنية والتجارية ومن‬ ‫وإذا ظهر عدم إمكان حضور المظنون فيه أو عدم الفائدة من حضوره وقت التفتيش فإن حاكم التحقيق يحضر‬
‫الممكن أن تنالهم عالوة على ذلك عقوبات تأديبية‪.‬‬ ‫للعملية شاهدين من سكان المحل وإن لم يتيسر ذلك فينتخبهما من األجوار ويلزم إمضاؤهما بالتقرير‪.‬‬
‫وعلى الخبراء أن يقوموا بمأموريتهم باتصال مع حاكم التحقيق وأن يحيطوه علما بتطور عمليات االختبار وأن‬
‫يمكنوه من كل ما يجعله قادرا في أي وقت من األوقات على اتخاذ الوسائل الالزمة‪.‬‬ ‫القسم الثامن‬
‫الفصل ‪ 103‬عند انتهاء عمليات االختبار يحرر الخبراء تقريرا يتضمن وصفا لتلك العمليات وكذلك نتائجها‪،‬‬ ‫في الحجز‬
‫وعليهم أن يشهدوا بأنهم تولوا شخصيا إتمام العمليات التي عهدت إليهم وأن يمضوا تقريرهم‪.‬‬ ‫الفصل ‪ 97‬على حاكم التحقيق أن يبحث عن األوراق واألشياء التي من شأنها اإلعانة على كشف الحقيقة وأن‬
‫وإذا اختلف الخبراء في الرأي أو كانت لهم احترازات يريدون إبداءها في خالصة مشتركة‪ ،‬فعلى كل واحد منهم‬ ‫يحجزها‪.‬‬
‫أن يبين رأيه واحترازاته مع التعليل‪.‬‬ ‫وتحرر قائمة في المحجوز بمحضر ذي الشبهة أو من وجد عنده ذلك المحجوز إن أمكن ويحرر تقرير في‬
‫الحجز‪.‬‬
‫القسم العاشر‬ ‫واألشياء المحجوزة توضع بحسب األحوال في ظرف أو ملف مختومين أو تكتب عليها ورقة مع بيان تاريخ‬
‫في ختم التحقيق‬ ‫الحجز وعدد القضية‪.‬‬
‫الفصل ‪ 104‬بعد انتهاء األعمال في القضية يحيل حاكم التحقيق الملف على وكيل الجمهورية الذي يجب عليه أن‬ ‫وفي غير الجناية أو الجنحة المت لبس بها ال يكون لمأموري الضابطة العدلية ما لحاكم التحقيق من الحق في‬
‫يقدم في غضون ثمانية أيام طلبات كتابية ترمي إما إلى إحالة القضية على المحكمة المختصة أو إلى حفظها أو‬ ‫إجراء ما ذكر إال في حالة ما إذا كان هناك خطر ملم‪.‬‬
‫إلى زيادة البحث فيها أو التخلي عنها لعدم أهلية النظر‪.‬‬ ‫الفصل ‪ 98‬إذا كان المحجوز مما يخشى تلفه أو كان حفظه يستلزم مصاريف ذات بال جاز لحاكم التحقيق بعد‬
‫وبمجرد ما يقدم وكيل الجمهورية طلباته يصدر حاكم التحقيق قرارا في شأن جميع المتهمين وفي كل ما نسب‬ ‫أخذ رأي وكيل الجمهورية وإعالم المحجوز عنه أن يأذن ببيعه بالمزاد العمومي بمجرد ما تسمح بذلك‬
‫إليهم من التهم وفي كل ما أبداه وكياللجمهورية من الطلبات‪.‬‬ ‫مقتضيات البحث‪ .‬ولمن يثبت استحقاقه لذلك المحجوز القيام بطلب الثمن في األجل المسطر بالفصل ‪.100‬‬
‫ويتضمن القرار اسم المظنون فيه ولقبه وعمره ومكان والدته ومسكنه وحرفته وملخص الدعوى والوصف‬ ‫الفصل ‪ 99‬لحاكم التحقيق أن يأذن بحجز كل ما كان من قبيل المراسالت وغيرها من األشياء المبعوث بها إن‬
‫القانوني للفعلة وأسباب وجود أو عدم وجود أدلة كافية على الفعلة المذكورة ورأي حاكم التحقيق‪.‬‬ ‫رأى في ذلك فائدة لكشف الحقيقة‪.‬‬
‫الفصل ‪ 105‬إذا رأى حاكم التحقيق أن القضية ليست من أنظاره يصدر قرارا في التخلي عنها ويوجه حينئذ‬ ‫ولوكيل الجمهورية ولو في غير صورة الجناية أو الجنحة المتلبس بها أن يصدر قرارا في التفتيش على‬
‫وكيل الجمهورية ملف القضية مع المحجوز إلى المحكمة المختصة ويجعل على ذمتها ذا الشبهة على الحالة‬ ‫المكاتبات الموجهة لذي الشبهة أو الصادرة عنه وفي حجزها ويجب عليه أن ال يطلع عليها ما لم يكن هناك‬
‫التي كان عليها‪.‬‬ ‫خطر ملم‪.‬‬
‫الفصل ‪( 106‬نقح بالقانون عدد ‪ 114‬لسنة ‪ 1993‬المؤرخ في ‪ 22‬نوفمبر ‪ .)1993‬إذا رأى‬ ‫الفصل ‪ 100‬لكل شخص يدعي استحقاق أشياء موضوعة تحت يد العدالة أن يطلب ترجيعها من حاكم التحقيق‪،‬‬
‫قاضي التحقيق أن الدعوى العمومية غير مقبولة أو أن األفعال ال تشكل جريمة أو أن الحجج القائمة على‬ ‫وعند امتناع هذا األخير فمن دائرة االتهام‪.‬‬
‫المظنون فيه غير كافية‪ ،‬فإنه يصدر قرار ا بأن ال وجه للتتبع‪ ،‬ويأمر باإلفراج عن المظنون فيه إن كان موقوفا‪،‬‬ ‫ويبت كل منهما بناء على مجرد طلب‪.‬‬
‫ويبت في المحجوز‪.‬‬ ‫وكل محجوز لم يطلبه صاحبه في مدة ثالثة أعوام من تاريخ قرار الحفظ أو صدور الحكم يصير من حقوق‬
‫ويظل قاضي التحقيق ذا نظر للبت في المحجوز بعد صدور القرار القاضي بأن ال وجه للتتبع‪.‬‬ ‫الدولة‪.‬‬
‫وإذا رأى قاضي التحقيق أن األفعال تشكل جنحة ال تستوجب عقابا بالسجن أو مخالفة‪ ،‬فإنه يحيل المظنون فيه‬
‫على القاضي المختص ويأذن باإلفراج عنه إن كان موقوفا‪.‬‬ ‫القسم التاسع‬
‫وإذا رأى أن األفعال تشكل جنحة تستوجب عقابا بالسجن فإنه يحيل المظنون فيه على قاضي الناحية أو المحكمة‬ ‫في االختبارات‬
‫الجناحية بحسب األحوال‪.‬‬ ‫الفصل ‪ 101‬لحاكم التحقيق أن يكلف عند االقتضاء خبيرا أو عدة خبراء بإجراء بعض اختبارات ذات صبغة فنية‬
‫والقرار القاضي باإلحالة ينهي مفعول وسيلة اإليقاف التحفظي أو قرار التدبير‪.‬‬ ‫يضبطها لهم‪.‬‬
‫لكن لقاضي التحقيق بمقتضى قرار مستقل ومعلل أن يبقي المظنون فيه تحت مفعول بطاقة اإليداع أو‬ ‫وفيما عدا صورة التأكد يعلم بذلك وكيل الجمهورية والقائم بالحق الشخصي وذا الشبهة ويكون لهم حق‬
‫قرار التدبير إلى تاريخ مثوله أمام المحكمة ما لم تر خالف ذلك‪.‬‬ ‫المعارضة في انتخاب من ذكر قبل مضي أربعة أيام محتجين بما لهم من القوادح وللحاكم أن يبت في ذلك بقرار‬
‫الفصل ‪( 107‬نقح بالقانون عدد ‪ 114‬لسنة ‪ 1993‬المؤرخ في ‪ 22‬نوفمبر ‪ .)1993‬إذا رأى‬ ‫ال يقبل االستئناف‪.‬‬
‫قاضي التحقيق أن األفعال تشك ل جناية فإنه يقرر إحالة المظنون فيه على دائرة االتهام مع بيان وقائع القضية‬ ‫ولمحامي المظنون فيه أن يطلب االطالع على الملف قبل مضي ثمان وأربعين ساعة من تاريخ اإلعالم‪.‬‬
‫وقائمة في المحجوزات‪.‬‬ ‫الفصل ‪ 102‬كل قرار في تكليف خبراء يحدد األجل الذي ينبغي لهم أن يقوموا فيه بمأموريتهم‪.‬‬
‫ويستمر مفعول بطاقة اإليداع أو قرار التدبير إلى أن تبت دائرة االتهام في القضية ما لم ير‬ ‫ويجوز التمديد في األجل بطلب من الخبراء وبقرار معلل يصدره حاكم التحقيق الذي عينهم إن اقتضت ذلك‬
‫قاضي التحقيق خالف ذلك‪.‬‬ ‫أسباب خاصة‪.‬‬
‫الفصل ‪ 108‬يتولى وكيل الجمهورية تنفيذ القرارات التي يصدرها حاكم التحقيق‪.‬‬ ‫وإذا لم يقدم الخبراء تقريرهم في األجل المسمى جاز تعويضهم فورا‪ ،‬وعليهم أن يقدموا نتيجة األبحاث التي‬
‫الفصل ‪ 109‬قرارات حاكم التحقيق تحال فورا على وكيل الجمهورية لالطالع عليها وله حق استئنافها في جميع‬ ‫توصلوا إليها‪ ،‬كما عليهم أن يرجعوا األشياء واألوراق والوثائق التي سلمت إليهم بقصد تنفيذ مأموريتهم وذلك‬
‫األحوال في ظرف أربعة أيام من تاريخها‪.‬‬ ‫في خالل أجل قدره ثمان وأربعون ساعة‪ ،‬ويمكن كذلك جبرهم على ترجيع كل أو بعض المصاريف المسبقة لهم‬
‫ولنواب المظنون فيه والقائم بالحق الشخصي حق االطالع على أوراق القضية كما لهم حق تقديم طلبات كتابية‪.‬‬ ‫ويعلم القائم بالحق الشخصي بالقرارات في ظرف ثمان وأربعين ساعة وله حق استئناف ما كان منها مجحفا‬
‫الفصل ‪ 115‬تنطبق أحكام الفصل المتقدم على القضايا المحالة على دائرة االتهام بموجب استئناف أو إحالة من‬ ‫بحقو قه المدنية قبل مضي أربعة أيام من تاريخ اإلعالم‪.‬‬
‫محكمة أخرى‪.‬‬ ‫وقرار اإلحالة على دائرة االتهام يعلم به المظنون فيه ويكون له حق استئنافه في األجل نفسه‪.‬‬
‫الفصل ‪ 116‬إذا رأت دائرة االتهام أن الفعلة ليست بجريمة أو أنه لم تقم على المظنون فيه أدلة كافية تصدر‬ ‫الفصل ‪ 110‬يرفع طلب االستئناف كتابة أو مشافهة إلى كاتب التحقيق‪ .‬وإذا كان المستأنف موقوفا فإن كبير‬
‫قرارها بأن ال وجه للتتبع وتأذن باإلفراج عن المظنون فيه الموقوف وتبت في شأن ترجيع األشياء المحجوزة‪.‬‬ ‫حراس السجن يتلقى طلب االستئناف ويحيله فورا على كاتب التحقيق‪.‬‬
‫وتظل دائرة االتهام ذات نظر للبت في ترجيع األشياء المحجوزة الذي قد يطلب منها بعد صدور قرار الحفظ‪.‬‬ ‫والنظر في مطلب االستئناف من خصائص دائرة االتهام‪.‬‬
‫وإذا كانت هناك قرائن كافية على اتجاه التهمة تحيل الدائرة المذكورة المتهم على المحكمة المختصة مع تقرير‬ ‫وفي صورة استئناف وكيل الجمهورية فإن المظنون فيه الموقوف يبقى بالسجن إلى أن يقع البت في ذلك‬
‫ما تراه بالنسبة لكل من المظنون فيهم المحال ين عليها في شأن جميع أوجه التهمة التي أنتجتها اإلجراءات‪.‬‬ ‫االستئناف وفي كل الصور إلى انقضاء أجل االستئناف ما لم يصادق وكيل الجمهورية على السراح حاال‪.‬‬
‫وللدائرة الحق أيضا عند االقتضاء في اإلذن بإجراء بحث تكميلي بواسطة أحد مستشاريها أو بواسطة‬ ‫وتنظر الدائرة المذكورة في موضوع االستئناف وما تقرره في هذا الشأن ينفذ حاال‪.‬‬
‫حاكم التحقيق‪.‬‬ ‫الفصل ‪ 111‬في جميع صور اإلحالة سواء على حاكم الناحية أو على المحكمة الجناحية يجب على‬
‫ولها الحق كذلك في اإلذن بإجراء تتبع جديد أو في البحث بنفسها أو بواسطة عن أمور لم يقع إجراء تحقيق في‬ ‫وكيل الجمهورية أن يوجه في أجل أقصاه أربعة أيام إلى كتابة المحكمة المختصة جميع‬
‫شأنها وذلك بعد سماع ممثل النيابة العمومية‪.‬‬ ‫أوراق التحقيق والمحجوز‪.‬‬
‫الفصل ‪ 117‬يجوز دائما لدائرة االتهام أن تصدر بطاقة إيداع ضد المظنون فيه كما يجوز لها أن تأذن باإلفراج‬ ‫وعليه أن يأمر باستدعاء المظنون فيه إلى أقرب جلسة ممكنة‪.‬‬
‫عن المظنون فيه الموقوف بعد سماع ممثل النيابة العمومية‪.‬‬ ‫(ألغيت فقرة أخيرة من هذا الفصل بمقتضى القانون عدد ‪ 114‬لسنة ‪ 1993‬المؤرخ في ‪ 22‬نوفمبر ‪.)1993‬‬
‫الفصل ‪ 118‬إذا رأت دائرة االتهام أن األفعال تتألف منه ا جنحة أو مخالفة فإنها تقرر إحالة القضية على‬
‫المحكمة الجناحية أو محكمة الناحية‪.‬‬
‫الفصل ‪ 119‬إذا كانت األفعال المنسوبة إلى المتهمين من قبيل الجنايات‪ ،‬فإن الدائرة المذكورة تقرر إحالة‬ ‫الباب الثالث‬
‫القضية على الدائرة الجنائية‪.‬‬ ‫في دائرة االتهام‬
‫ويتضمن قرار اإلحالة عرضا مفصال للوقائع موضوع التتبع مع بيان وصفها القانوني‪ ،‬وإال كان باطال‪.‬‬ ‫الفصل ‪ 112‬تشتمل كل محكمة استئناف على دائرة اتهام على األقل‪ .‬وتتألف دائرة االتهام من رئيس دائرة‬
‫ويمكن الخصوم من االطالع على القرار مع أوراق اإلجراءات‪.‬‬ ‫ومن مستشارين وعند التعذر يمكن تعويض الرئيس بمستشار لدى محكمة االستئناف والمستشارين بحاكمين من‬
‫الفصل ‪ 120‬يقع اإلعالم بقـرارات دائرة االتهام طبق أحكـام الفصـل ‪.109‬‬ ‫المحكمة االبتدائية‪.‬‬
‫ويمكن الطعن فيها بالتعقيب حسب الشروط المقررة بالفصل ‪ 258‬وما بعده من هذا القانون‪.‬‬ ‫وتجتمع دائرة االتهام بطلب من المدعي العمومي كلما كان االجتماع الزما‪.‬‬
‫الفصل ‪ 113‬يباشر وظائف قلم االدعاء العمومي بدائرة االتهام المدعي العمومي أو أحد مساعديه‪.‬‬
‫الفصل ‪ 114‬على المدعي العمومي لدى محكمة االستئناف إذا أحيلت عليه القضية طبق الشروط الواردة بالفقرة‬
‫الثانية من الفصل ‪ 107‬أن ينهيها في ظرف عشرة أيام إلى دائرة االته ام مصحوبة بطلباته‪ .‬وهذه الدائرة تبت‬
‫فيها في األسبوع الموالي ليوم اتصالها بها بمحضر المدعي العمومي وبدون حضور الخصوم‪.‬‬
‫منهجية التعليق على قرار تعقيبي‬

‫‪I‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪1‬‬

‫‪2‬‬

‫‪3‬‬

‫‪171‬‬

‫‪1‬‬
II

1
2

1
2

2
3

3
2
3
4

4
‫‪ 4‬ﻣﻜﺮر‬
‫‪5‬‬
‫جدول توضيحي وتبسيطي لكيفية تلخيص اإلجراءات ومواقف األطراف عند التعليق على قرار‬

‫موقف المحكمة‬ ‫الطرف الثاني‬ ‫الطرف األول‬ ‫مراحل التقاضي‬

‫االبتدائي‬

‫االستئناف‬

‫‪874‬‬

‫‪1‬‬
‫‪874 874‬‬ ‫‪I‬‬

‫‪2‬‬ ‫التعقيب‬
‫‪II‬‬ ‫‪874‬‬
‫منهجيــــــة اإلستشـــــــارة القانونيــــــة‬

‫‪ - .I‬المرحلة األولى‪ :‬الفهم واالستيعاب‪:‬‬

‫‪1‬‬

‫‪2‬‬

‫لالستشارات من النوع األول‬

‫‪-1-‬‬
‫النتيجة (الحل‬ ‫موقف القانون من‬ ‫السؤال القانوني‬ ‫المشاكل التي‬ ‫المستشير‬
‫الممكن)‬ ‫السؤال المطروح‬ ‫الذي تطرحه تلك‬ ‫تعرض لها‬
‫المشاكل‬

‫االستشارة من النوع الثاني‬

‫النتيجة (الحل‬ ‫موقف القانون من السؤال‬ ‫الوقائع الخاصة به‬ ‫السؤال‬


‫الممكن)‬ ‫المطروح‬

‫‪-2-‬‬
‫مالحظة‪1‬‬

‫مالحظة‪2‬‬
‫فالفرض‬

‫و الحكم‬

‫‪ – .II‬المرحلة الثانية‪ :‬تحرير اإلجابة عن االستشارة‬

‫‪1‬‬

‫‪-3-‬‬
‫‪2‬‬

‫أ _ المقدمة‪:‬‬

‫‪1‬‬

‫‪2‬‬

‫‪3‬‬

‫‪-4-‬‬
‫‪4‬‬

‫‪IV III II I‬‬

‫ب – اإلجابة عن األسئلة (الجوهر)‪:‬‬

‫‪11‬‬

‫‪-5-‬‬
‫‪12‬‬

‫‪13‬‬

‫ج‪ -‬الخاتمة‪:‬‬

‫‪-6-‬‬
‫كلية الحقوق والعلوم السياسية بتونس‬

‫السنة الثالثة اجازة اساسية في القانون الخاص‬

‫السداسي الثاني‬

‫الدروس المسيرة‬

‫االجراءات الجزائية‬
‫الملف عدد ‪2‬‬
‫( الدعاوى الناتجة عن الجريمة)‬

‫االستاذ المشرف على الدرس‪ :‬محمد سعيد‬


‫المنسق‪ :‬محمود داوود يعقوب‬

‫المحاور‪:‬‬
‫تقديم عام (حصة) الدعاوى الناتجة عن الجريمة ( ‪ 3‬حصص)‬
‫النيابة العمومية (حصة) البحث األولي (حصة)‬
‫قاضي التحقيق (حصة) دائرة االتهام (حصة)‬
‫قضاة الحكم (حصتين)‬

‫السنة الجامعية‪2016- 2015 :‬‬


‫ﺍﻟﻌﺩل‬ ‫‪١٣٩٢‬‬

‫ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﻲ‬


‫ﺒﻘﻠﻡ ﺍﻟﻘﺎﻀﻲ ﺍﻟﺩﻜﺘﻭﺭ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻠﻁﻴﻑ ﺍﻟﺤﺴﻴﻨﻲ‬

‫ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﺘﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﺨﻼل ﺒﺄﻤﻥ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﺍﺴﺘﻘﺭﺍﺭﻩ‪ ،‬ﻤﻤﺎ ﻴﺩﻓﻌﻪ ﺍﻹﻗﺘﺼﺎﺹ ﻤﻥ ﻤﺭﺘﻜﺒﻬـﺎ‬
‫ﺒﻤﻼﺤﻘﺘﻪ ﻭﺇﻨﺯﺍل ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺔ ﺒﻪ ﻷﻥ ﻟﻪ ﻤﺼﻠﺤﺔ ﺃﻜﻴﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻹﻗﺘﺼﺎﺹ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺠﺭﻡ ﻟﻴﻜـﻭﻥ ﻋﺒـﺭﺓ‬
‫ﻟﻐﻴﺭﻩ ﻭﺭﺍﺩﻋﹰﺎ‪ .‬ﻤﻥ ﻫﻨﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﺤﻕ ﺍﻟﻌﺎﻡ‪.‬‬
‫ﻻ ﺃﻥ ﺃﺜﺭ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻗﺩ ﻻ ﻴﻘﺘﺼﺭ‪ ،‬ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺎﻟﺏ‪ ،‬ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺨﻼل ﺒﺄﻤﻥ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﺇﺴﺘﻘﺭﺍﺭﻩ‪ ،‬ﺒـل‬
‫ﺇﹼ‬
‫ﻴﻤﺘﺩ ﻟﻴﻠﺤﻕ ﻀﺭﺭﹰﺍ ﺒﺎﻷﻓﺭﺍﺩ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺘﺴﺘﻘل ﻤﺼﻠﺤﺘﻬﻡ ﻋﻥ ﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ‪ ،‬ﻭﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻷﺨﻴﺭ‬
‫ﻴﻜﺘﻔﻲ ﺒﺈﻨﺯﺍل ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻤﺘﻀﺭﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ﻴﺘﻁﻠﻊ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﺼﻭل ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌـﻭﻴﺽ‬
‫ﻋﻤﺎ ﻴﺼﻴﺒﻪ ﻤﻥ ﻀﺭﺭ‪ ،‬ﻤﻥ ﻫﻨﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﺤﻕ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺭﻤﻲ ﻟﻠﺘﻌﻭﻴﺽ ﻋﻤﺎ ﻴﺼﻴﺏ‬
‫ﺍﻟﻔﺭﺩ ﻤﻥ ﺠﺭﺍﺀ ﺍﻟﺠﺭﻡ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﻲ‪.‬‬
‫ﻭﻴﺘﻭﺯﻉ ﺍﻟﻀﺭﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻔﻬﻭﻡ ﺍﻟﻤﻌﺎﺼﺭ ﺒﻴﻥ ﻀﺭﺭ ﺃﺩﺒﻲ ﺃﻭ ﻤﻌﻨﻭﻱ‪ ،‬ﻭﻀﺭﺭ ﻤﺎﺩ‪‬ﻱ‪.‬‬
‫ﻓﺎﻟﻀﺭﺭ ﺍﻟﻤﻌﻨﻭﻱ ﺃﻭ ﺃﻻﹼﺩﺒﻲ ﻫﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻤﺱ ﺴﻤﻌﺔ ﺍﻟﺸﺨﺹ ﻭﻜﺭﺍﻤﺘﻪ‪ ،‬ﺃﻭﻤﻜﺎﻨﺘﻪ ﻭﺇﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﻓﻲ‬
‫ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ‪.‬‬
‫ﺃﻤﺎ ﺍﻟﻀﺭﺭ ﺍﻟﻤﺎﺩﻱ ﻓﻬﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﺜﺭﻭﺓ ﺍﻟﺸﺨﺹ ﺒﺠﻤﻴﻊ ﻋﻨﺎﺼﺭﻫﺎ ﺃﻭ ﻋﻠﻰ ﺠﺴﺩﻩ‪.‬‬
‫ﻭﻗﺩ ﻴﻨﺘﺞ ﻋﻥ ﺍﻟﻔﻌل ﺍﻟﺠﺭﻤﻲ ﺍﻟﻭﺍﺤﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﻋﻴﻨﻪ ﻀﺭﺭ ﺃﺩﺒﻲ ﻭﻀﺭﺭ ﻤﺎﺩﻱ‪ ،‬ﻜﺎﻥ ﻴﻀﺭﺏ‬
‫ﺸﺨﺹ ﻓﻲ ﻤﺤل ﻋﺎﻡ ﻓﻴﺘﻌﻁل ﻋﻥ ﺍﻟﻌﻤل ﻓﻔﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ‪ ،‬ﻴﺤﻕ ﻟﻪ ﺍﻟﻤﻁﺎﻟﺒﺔ ﺒﺎﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﻋﻤﺎ ﻟﺤﻘﻪ‬
‫ﻤﻥ ﻀﺭﺭ ﻤﺎﺩﻱ ﺒﺈﻨﻘﻁﺎﻋﻪ ﻋﻥ ﺍﻟﻌﻤل ﻭﺒﻤﺎ ﺃﻨﻔﻘﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻼﺝ‪ ،‬ﻜﻤﺎ ﻴﻤﻜﻨﻪ ﺃﻥ ﻴﻁﺎﻟﺏ ﺒﺎﻟﺘﻌﻭﻴﺽ‬
‫ﻋﻥ ﺍﻟﻀﺭﺭ ﺍﻷّﺩﺒﻲ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻟﻺﻋﺘﺩﺍﺀ ﺘﺄﺜﻴﺭ ﻜﺒﻴﺭ ﻋﻠﻰ ﻤﻜﺎﻨﺘﻪ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﺒﻪ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﻋﻤﻠﻪ‪.‬‬
‫ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ‪ ١٣٤‬ﻤﻭﺠﺒﺎﺕ ﻭﻋﻘﻭﺩ ﺘﻀﻴﻑ ﻨﻭﻋﹰﺎ ﺜﺎﻟﺜﹰﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻀﺭﺭ‪ ،‬ﻫﻭ ﺍﻟﻀﺭﺭ "ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻁﺎﺒﻊ‬
‫ﺍﻟﻌﺎﻁﻔﻲ"‪ ،‬ﺇﺫ ﺃﺨﺫﺕ ﺒﻌﻴﻥ ﺍﻹﻋﺘﺒﺎﺭ ﻋﺎﻤل ﺍﻟﻤﺤﺒﺔ ﻓﻲ ﺤﺎل ﻭﺠﺩ ﻤﺎ ﻴﺒﺭﺭﻩ ﻜﺼﻠﺔ ﺍﻟﻘﺭﺒـﻰ ﻭﻟﻘـﺩ‬
‫ﺘﺒﻨﺘﻪ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻤﺤﺎﻜﻡ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ)‪.(١‬‬
‫ﻓﻘﺩ ﻗﻀﻲ" ﺘﺭﻯ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺘﻤﺸﻴﹰﺎ ﻤﻊ ﻏﺎﻟﺒﻴﺔ ﺍﻹﺠﺘﻬﺎﺩ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﺘﺒﻨﻲ ﻤﺒﺩﺃ ﻭﺠﻭﺏ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﻋﻠﻰ‬
‫ﺍﻷﻗﺎﺭﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﹼﻻﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻠﻡ ﺒﻬﻡ ﺒﺴﺒﺏ ﺇﺼﺎﺒﺔ ﻗﺭﺒﻴﻬﻡ ‘ﺇﺼﺎﺒﺔ ﺒﻠﻴﻐﺔ ﺤﺘﻰ ﻭﻟﻡ ﻟﻡ ﻴﺅﺩ ﺫﻟﻙ ﺇﻟـﻰ‬
‫)‪(٢‬‬
‫ﺍﻟﻭﻓﺎﺓ‬
‫ﻭﻗﻀﻲ "ﺍﻋﺘﺒﺭﺕ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺃﻨﻪ ﻴﺤﻕ ﻟﻠﻭﺍﻟﺩﻴﻥ ﺍﻟﻤﻁﺎﻟﺒﺔ ﺒﺘﻌﻭﻴﺽ ﻤﻌﻨﻭﻱ ﻋﻥ ﺍﻟﺤـﺎﺩﺙ ﺍﻟـﺫﻱ‬
‫ﺃﺼﺎﺏ ﻭﻟﺩﻫﺎ ﺤﺘﻰ ﻭﻟﻭ ﻟﻡ ﻴﺅﺩ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺤﺎﺩﺙ ﺇﻟﻰ ﻭﻓﺎﺘﻪ ﺇﻨﻤﺎ ﻓﻘﻁ ﺇﻟﻰ ﺘﺸﻭﻴﻪ ﺠﺴﺩﻱ‪ ،‬ﻤﺴﺘﻨﺩﺓ ﺒﺫﻟﻙ‬
‫ﺇﻟﻰ ﺃﻻﹼﺠﺘﻬﺎﺩ ﻭﺍﻟﻌﻠﻡ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻴﻴﻥ‪ ،‬ﻓﺄﻻﹼﺠﺘﻬﺎﺩ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﻓﻲ ﻓﺭﻨﺴﺎ ﻟﻡ ﻴﻌﺩ ﻴﻔﺭ‪‬ﻕ ﻓﻲ ﺤـﻕ ﺍﻟﺘﻌـﻭﻴﺽ‬
‫")‪(٣‬‬
‫ﺍﻟﻤﻌﻨﻭﻱ ﻷﻗﺎﺭﺏ ﺍﻟﻤﺘﻀﺭﺭ ﺍﻟﺸﺭﻋﻴﻴﻥ ﺒﻴﻥ ﻭﻓﺎﺘﻪ ﺃﻭ ﺒﻘﺎﺌﻪ ﻋﻠﻰ ﻗﻴﺩ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ‬

‫)‪ (١‬ﺤﻜﻡ ﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻹﺴﺘﺌﻨﺎﻑ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ ﻓﻲ ‪ ٢٥‬ﺤﺯﻴﺭﺍﻥ ‪ – ١٩٦٢‬ﻨﺸﺭﺓ ‪.٤٦١/٦٢‬‬


‫)‪ (٢‬ﻗﺭﺍﺭ ﺭﻗﻡ ‪ ٦٣‬ﻓﻲ ‪ ١٨‬ﺤﺯﻴﺭﺍﻥ ‪ – ١٩٦٣‬ﻨﺸﺭﺓ ‪.٤٨/٦٣‬‬
‫‪Cass. civ. 22 oct. 1946. D. 1947. P. 48.‬‬ ‫)‪(٣‬‬
‫‪١٣٩٣‬‬ ‫ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ‬

‫ﻭﻟﻜﻲ ﻴﺴﺘﺤﻕ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﻋﻥ ﺍﻟﻀﺭﺭ‪ ،‬ﻤﻬﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻨﻭﻋﻪ‪ ،‬ﻻ ﺒﺩ ﻤﻥ ﺃﻥ ﺘﺘﻭﻓﺭ ﻓﻴـﻪ ﺍﻟـﺸﺭﻭﻁ‬
‫ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ‪:‬‬
‫ﺃ‪ -‬ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻀﺭﺭ ﺸﺨﺼﻴﹰﺎ‪ :‬ﻭﻫﺫﺍ ﺍﻟﺸﺭﻁ ﺘﻔﺭﻀﻪ ﺍﻟﻘﺎﻋﺩﺓ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺍﻟﻘﺎﺌﻠﺔ ﺃﻥ ﻻ ﺩﻋﻭﻯ ﺤﻴﺙ‬
‫ﻻ ﻤﺼﻠﺤﺔ‪.‬ﺒﻨﺎ ‪‬ﺀ ﻋﻠﻴﻪ ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﻟﻠﻭﻜﻴل ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ ﺒﺈﺴﻤﻪ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﺃﺼﺎﺒﻪ‬
‫ﺱ‬
‫ﻤﻥ ﺍﻟﺠﺭﻡ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﻲ ﻀﺭﺭ ﻤﺴﺘﻘل‪.‬ﺇﻻ ﺃﻨﻪ ﻴﻤﻜﻥ ﻟﻠﺯﻭﺝ ﺃﻥ ﻴﻘﻴﻡ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴـﺔ ﺇﺫﺍ ﻤ‪‬ـ ‪‬‬
‫ﺸﺭﻑ ﺯﻭﺠﺘﻪ ﺒﺎﻷﺴﺘﻨﺎﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻀﺭﺭ ﺃﻻﹼﺩﺒﻲ‪.‬‬
‫ﺘﻁﺒﻴﻘﹸﺎ ﻟﻤﺎ ﺘﻘﺩﻡ ﻗﻀﻲ‪:‬‬
‫"ﻓﻲ ﺤﺎل ﻋﺩﻡ ﻭﻓﺎﺓ ﺍﻟﻤﺘﻀﺭﺭ‪ ،‬ﻴﻌﻭﺩ ﻟﻪ ﻭﺤﺩﻩ ﺤﻕ ﺍﻟﻤﻁﺎﻟﺒﺔ ﺒﺎﻷﻀﺭﺍﺭ ﺍﻟﻤﺎﺩﻴﺔ ﺍﻟﺘـﻲ ﺴـﺒﺒﻬﺎ‬
‫)‪. (١‬‬
‫ﺍﻟﺤﺎﺩﺙ ﻭﻻ ﻴﺤﻕ ﻟﺫﻭﻴﻪ ﺍﻟﻤﻁﺎﻟﺒﺔ ﺒﺎﻷﻀﺭﺍﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﺤﻘﺕ ﺒﺸﺨﺹ ﺍﻟﻤﺘﻀﺭﺭ ﻨﻔﺴﻪ ﺃﻭ ﻨﺘﺠﺕ ﻟﻪ "‬
‫ﺏ‪ -‬ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻀﺭﺭ ﻤﺒﺎﺸﺭﹰﺍ‪ :‬ﻫﺫﺍ ﻫﻭ ﺍﻷﺼل‪،‬ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ‪ ١٣٤‬ﻤﻭﺠﺒﺎﺕ ﻭﻋﻘﻭﺩ ﻨـﺼﺕ‬
‫ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ ﻴﻤﻜﻥ ﻟﻠﻘﺎﻀﻲ ﺃﻥ ﻴﻨﻁﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻀﺭﺍﺭ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ﺸﺭﻁ ﺃﻥ ﺘﻜـﻭﻥ ﻤﺘـﺼﻠﺔ‬
‫ﺍﺘﺼﺎﻻ ﻭﺍﻀﺤﹰﺎ ﺒﺎﻟﺠﺭﻡ ﺃﻭ ﺸﺒﻪ ﺍﻟﺠﺭﻡ‪،‬ﺇﻻ ﺃﻥ ﺇﻹﺠﺘﻬﺎﺩ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻲ ﻴﻤﻨﻊ ﺍﻷﺨﺫ ﺒﺎﻟﻀﺭﺭ ﻏﻴـﺭ‬
‫ﺍﻟﻤﺒﺎﺸﺭ‪.‬‬
‫ﻭﻴﺠﺏ ﻋﺩﻡ ﺍﻟﺨﻠﻁ ﺒﻴﻥ ﻤﺒﺩﺃ" ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﺴﺒﺒﻴﺔ" ﻤﺎ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻭﺍﻟـﻀﺭﺭ‪ ،‬ﻭﻤﺒـﺩﺃ" ﺍﻟﻌﻼﻗـﺔ‬
‫ﺍﻟﻤﺒﺎﺸﺭﺓ" ﺒﻴﻨﻬﻤﺎ‪.‬‬
‫ﺒﻤﻌﻨﻰ ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﻴﺜﺒﺕ ﺩﺍﺌﻤﹰﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻀﺭﺭ ﺍﻟﻤﻁﺎﻟﺏ ﺒﻪ ﻨﺎﺘﺞ ﻋﻥ ﺠﺭﻡ ﺠﺯﺍﺌﻲ‪ ،‬ﺤﺘـﻰ ﺇﻥ ﻗﺒﻠﻨـﺎ‬
‫ﺒﺎﻟﻁﺭﻴﻘﺔ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﻤﺒﺎﺸﺭﺓ)‪.(٢‬‬
‫ﻓﻘﺩ ﻗﻀﻲ‪ :‬ﺃﻥ ﺍﻟﻀﺭﺭ ﺍﻟﻤﺎﺩﻱ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﺩﺍﺭ ﻤﻁﺎﻟﺒﺔ ﻗﻀﺎﺌﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﻘﺎﻤـﺔ‬
‫ﺘﺒﻌﹰﺎ ﻟﻠﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻫﻭ ﺍﻟﻀﺭﺭ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻭﺍﻟﺤﺎﻟﻲ ﻭﺍﻟﻤﺒﺎﺸﺭ ﻤﻊ ﻤﺭﺍﻋﺎﺓ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ‪ ١٣٤‬ﻡ‪.‬ﻉ‪".‬‬
‫ﺃﻀﺎﻑ ﺃﻻﹼﺠﺘﻬﺎﺩ ﺸﺭﻁﹰﺎ ﻫﻭ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻀﺭﺭ ﻤﺴﺒﺒﹰﺎ ﻋﻥ ﺍﻟﺠﺭﻡ‪.‬‬
‫ﻭﻗﻀﻲ ﺃﻴﻀﹰﺎ‪" :‬ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﻲ ﻴﺨﺘﺹ ﺒﺄﻀﺭﺍﺭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﺍﻟﻤﺎﺩﻴﺔ ﺇﻟـﻰ ﺠﺎﻨـﺏ ﺃﻻﹼﻀـﺭﺍﺭ‬
‫ﺍﻟﺠﺴﺩﻴﺔ ﺒﺸﺭﻁ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﺃﻻﹼﻀﺭﺍﺭ ﺃﻻﹼﻭﻟﻰ ﻤﺴﺒﺒﺔ ﻋﻥ ﻤﺨﺎﻟﻔﺔ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺴﻴﺭ"‪.‬‬
‫ﻭﻤﻥ ﺍﻟﻤﻼﺤﻅ ﺃﻨﻪ ﻻ ﻴﻭﺠﺩ ﻨﺹ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻤﻤﺎﺜل ﻟﻠﻨﺹ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻲ‪:‬‬
‫‪Article.16.al 1er C.P.P: "La victime d'un délit de blessures involontaires est‬‬
‫‪autorisée à réclamer devant la juridiction répressive, outre la réparation du‬‬
‫‪préjudice corporel, celle du dommage matériel causé par le même fait même si‬‬
‫‪aucune contravention commise génératrice des dégâts matériels, n'a été retenue par‬‬
‫‪le titre de la poursuite".‬‬
‫ﻗﺩ ﻴﻔﺴﺭ ﺍﻟﻤﻭﻗﻑ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻲ ﻜﻭﻥ ﺤﻭﺍﺩﺙ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺍﺕ ﻤﻔﺘﺭﻀﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﺩﺍﺌﻤـﹰﺎ ﻤﺨﺎﻟﻔـﺎﺕ ﻟﻠﻘـﺎﻨﻭﻥ‬
‫ﺍﻟﺴﻴﺭ‪.‬‬
‫ﻼ‪ :‬ﻨﺼﺕ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ‪ ١٣٤‬ﻤﻭﺠﺒﺎﺕ ﻭﻋﻘـﻭﺩ ﻓـﻲ ﻓﻘﺭﺘﻬـﺎ‬ ‫ﺝ‪ -‬ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻀﺭﺭ ﺤﺎﻻ ﺃﻭ ﻤﺤﺘﻤ ﹰ‬
‫ﺍﻟﺭﺍﺒﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ ﻓﻲ ﺍﻷﺼل ﺘﺩﺨل ﺍﻷّﻀﺭﺍﺭ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ﻭﺤـﺩﻫﺎ ﻓـﻲ ﺤـﺴﺎﺏ ﺍﻟﺘﻌـﻭﻴﺽ‪،‬‬
‫ﻭﺃﻀﺎﻓﺕ ﺒﺄﻨﻪ ﻴﺠﻭﺯ ﻟﻠﻘﺎﻀﻲ ﺒﻭﺠﻪ ﺍﻹﺴﺘﺜﻨﺎﺀ ﺃﻥ ﻴﻨﻅﺭ ﺒﻌﻴﻥ ﺍﻹّﻋﺘﺒـﺎﺭ ﺇﻟـﻰ ﺍﻷﻀـﺭﺍﺭ‬
‫ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻭﻗﻭﻋﻬﺎ ﻤﺅﻜﺩﹰﺍ ﻤﻥ ﺠﻬﺔ ‪ ,‬ﻭﻜﺎﻥ ﻟﺩﻴﻪ ﻤﻥ ﺠﻬﺔ ﺃﺨﺭﻯ ﺍﻟﻭﺴﺎﺌل ﺍﻟﻼﺯﻤـﺔ‬
‫ﻟﺘﻘﺩﻴﺭ ﻗﻴﻤﺘﻬﺎ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ‪.‬‬

‫)‪ (١‬ﻴﺭﺍﺠﻊ ﺇﺴﺘﻨﺌﺎﻑ ﻤﺩﻨﻲ ﻓﻲ ‪ ٢٥‬ﺤﺯﻴﺭﺍﻥ ‪ – ١٩٦٢‬ﻨﺸﺭﺓ ‪.٢٦١/٦٢‬‬


‫)‪ (٢‬ﺍﻟﻘﺎﻀﻲ ﺍﻟﻤﻨﻔﺭﺩ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺘﻥ – ﻗﺭﺍﺭ ﺇﻋﺩﺍﺩﻱ ﻓﻲ ‪ ٧‬ﻜﺎﻨﻭﻥ ﺃﻻﹼﻭل ‪ -١٩٨٢‬ﺍﻟﻌﺩل ‪ -٨٧‬ﻋﺩﺩ ‪.١١٩/١‬‬
‫ﺍﻟﻌﺩل‬ ‫‪١٣٩٤‬‬

‫ﺩ‪ -‬ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺴﺘﻨﺩ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﻀﺭﺭ ﻤﺸﺭﻭﻋﺔ ﺃﻱ ﻤﺤﻤﻴﺔ ﻗﺎﻨﻭﻨﹰﺎ‪:‬‬
‫ﻻ ﺒﺩ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﻤﺴﺎﻭﻴﹰﺎ ﻟﻠﻀﺭﺭ ﺍﻟﻼﺤﻕ ﺒﺎﻟﻤﺘﻀﺭﺭ ﺃﻭ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ‪ .‬ﻓﺎﻟﻤﺎﺩﺓ ‪ ١٣٤‬ﻡ‪.‬ﻉ‪.‬‬
‫ﻨﺼﺕ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ " ﺍﻟﻌﻭﺽ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺠﺏ ﻟﻠﻤﺘﻀﺭﺭ ﻤﻥ ﺠﺭﻡ ﺃﻭ ﺸﺒﻪ ﺠﺭﻡ‪ ،‬ﻴﺠـﺏ ﺃﻥ ﻴﻜـﻭﻥ ﻓـﻲ‬
‫ﻻ ﻟﻠﻀﺭﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﺤل ﺒﻪ‪.‬‬ ‫ﺍﻷﺴﺎﺱ ﻤﻌﺎﺩ ﹰ‬
‫ﻭﺍﻟﻀﺭﺭ ﺍﻷّﺩﺒﻲ ﻴﻌﺘﺩ ﺒﻪ ﻜﻤﺎ ﻴﻌﺘﺩ ﺒﺎﻟﻀﺭﺭ ﺍﻟﻤﺎﺩﻱ‪ ،‬ﻭﺍﻟﻘﺎﻀﻲ ﻴﻤﻜﻨﻪ ﺃﻥ ﻴﻨﻅﺭ ﺒﻌﻴﻥ ﺍﻹّﻋﺘﺒﺎﺭ‬
‫ﺇﻟﻰ ﺸﺄﻥ ﺍﻟﻤﺤﺒﺔ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻤﺎ ﻴﺒﺭﺭﻫﺎ ﻤﻥ ﺼﻠﺔ ﺍﻟﻘﺭﺒﻰ ﺍﻟﺸﺭﻋﻴﺔ ﺃﻭ ﺼﻠﺔ ﺍﻟﺭﺤﻡ"‬
‫ﻟﻜﻥ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻤﻨﺸﺄ ﺍﻟﻀﺭﺭ ﺍﻹّﺨﻼل ﺒﺎﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻨﻅﻤﻬﺎ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻤﺩﻨﻲ ﻜﻤـﺎ ﻓـﻲ ﺤﺎﻟـﺔ‬
‫ﺍﻟﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﺎﻗﺩﻴﺔ ﺃﻭ ﺇﺤﺩﻯ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺭﺴﻴﻬﺎ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻤﺩﻨﻲ ﺃﻭ ﺩﻭﻥ ﺤﺎﺠﺔ ﺇﻟـﻰ ﺇﺜﺒـﺎﺕ‬
‫ﺍﻟﺨﻁﺄ ﻜﻤﺎ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﺠﻤﺔ ﻋﻥ ﺤﺭﺍﺴﺔ ﺍﻟﺠﻭﺍﻤﺩ ﻓﻌﻠﻰ ﺍﻟﻤﺘﻀﺭﺭ ﺃﻥ ﻴﺴﻠﻙ ﺍﻟﻁﺭﻴـﻕ‬
‫ﺍﻟﻤﺩﻨﻲ ﻭﻴﻘﻴﻡ ﺩﻋﻭﺍﻩ ﻟﻠﻤﻁﺎﻟﺒﺔ ﺒﺤﻘﻪ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﻤﺩﻨﻲ ﻭﻓﻕ ﻤﺎ ﺃﻋﻁﺘﻪ ﻟﻪ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟـﺴﺎﺒﻌﺔ ﻤـﻥ‬
‫ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺃﺼﻭل ﺍﻟﻤﺤﺎﻜﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ ﻤﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﻫﻲ ﺍﻟﺤﻕ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻌﻭﺩ ﻟﻜل ﺫﻱ ﻤﻁﻠﺏ ﺒﺄﻥ ﻴﺘﻘﺩﻡ‬
‫ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻟﻠﺤﻜﻡ ﻟﻪ ﺒﻤﻭﻀﻭﻋﻪ‪.‬‬
‫ﺃﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻤﺼﺩﺭﻩ ﺠﺭﻡ ﺠﺯﺍﺌﻲ ﻓﻠﻠﻤﺘﻀﺭﺭ ﺍﻹﺨﺘﻴﺎﺭ ﺒﻴﻥ ﻤﺭﺠﻌﻴﻥ ﺤﺩﺩﺘﻬﻤﺎ ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ﺍﻷﺨﻴـﺭﺓ‬
‫ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺴﺎﺩﺴﺔ ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺃﺼﻭل ﺍﻟﻤﺤﺎﻜﻤﺎﺕ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﻴﺔ‪:‬‬
‫ﺇﻤﺎ ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﺤﻕ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﺘﺒﻌﹰﺎ ﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﺤﻕ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻲ ﺍﻟﻤﻘﺎﻤﺔ ﻟﺩﻴﻪ‬
‫ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ‪.‬‬
‫ﻭﺇﻤﺎ ﺇﻗﺎﻤﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺤﺩﺓ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﻤﺩﻨﻲ‪.‬‬
‫ﻟﺫﻟﻙ ﻓﺈﻥ ﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ ﺘﺴﺘﺩﻋﻲ ﻤﻨﺎ ﻤﻌﺭﻓﺔ ﺍﻟﺨﺼﻭﻡ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ‬
‫)ﺍﻟﻔﺼل ﺃﻻﹼﻭل(‪ ،‬ﻭﻜﻴﻔﻴﺔ ﺍﺴﺘﻌﻤﺎﻟﻬﺎ )ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ(‪.‬‬

‫ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻷﻭل‬
‫ﺍﻟﺨﺼﻭﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ‬

‫ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ‪ :‬ﻤﻥ ﻟﻪ ﺤﻕ ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ؟‬


‫ﻨﺼﺕ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺨﺎﻤﺴﺔ ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺃﺼﻭل ﺍﻟﻤﺤﺎﻜﻤﺎﺕ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﺤﻕ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ‬
‫ﺒﺎﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﻋﻥ ﺍﻟﻀﺭﺭ ﺍﻟﻨﺎﺘﺞ ﻋﻥ ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ ﻫﻲ ﺤﻕ ﻟﻜل ﻤﺘﻀﺭﺭ‪.‬‬
‫ﻭﻨﺼﺕ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ‪ ٢٧٩‬ﻤﻭﺠﺒﺎﺕ ﻭﻋﻘﻭﺩ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻭﺠﺒﺎﺕ ﺘﻨﺘﻘل ﺒﺎﻟﻭﻓﺎﺓ ﺃﻭ ﺒﻴﻥ ﺍﻷّﺤﻴﺎﺀ‪.‬‬
‫ﻜﻤﺎ ﻨﺼﺕ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ‪ ٢٧٦‬ﻤﻭﺠﺒﺎﺕ ﻭﻋﻘﻭﺩ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ ﻴﺤﻕ ﻟﻠﺩﺍﺌﻨﻴﻥ ﺃﻥ ﻴﺴﺘﻌﻤﻠﻭﺍ ﺒﺈﺴﻡ ﻤـﺩﻴﻭﻨﻬﻡ‬
‫ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﻭﺃﻥ ﻴﻘﻴﻤﻭﺍ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﺩﻋﺎﻭﻯ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ ﺒﻪ ﻤﺎﺨﻼ ﺍﻟﺤﻘـﻭﻕ ﻭﺍﻟـﺩﻋﺎﻭﻯ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘـﺔ‬
‫ﺒﺸﺨﺼﻪ‪.‬‬
‫ﻴﺘﺒﻴﻥ ﻤﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻨﺼﻭﺹ ﺃﻥ ﻤﻥ ﻟﻪ ﺍﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ ﻫﻡ‪:‬‬

‫ﺍﻟﻨﺒﺫﺓ ﺃﻻﹼﻭﻟﻰ‪ :‬ﺍﻟﻤﺘﻀﺭﺭ‪:‬‬


‫ﻭﻓﻘﹰﺎ ﻟﻠﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺨﺎﻤﺴﺔ ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺃﺼﻭل ﺍﻟﻤﺤﺎﻜﻤﺎﺕ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﻴﺔ ﻓﺈﻥ ﺩﻋـﻭﻯ ﺍﻟﺤـﻕ ﺍﻟﺸﺨـﺼﻲ‬
‫ﺒﺎﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﻋﻥ ﺍﻟﻀﺭﺭ ﺍﻟﻨﺎﺘﺞ ﻋﻥ ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ ﺤﻕ ﻟﻜل ﻤﺘﻀﺭﺭ ﻭﻗﺩ ﻓﺼﻠﺕ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻁﺭﻴﻘﺔ‬
‫ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺘﻡ ﻓﻴﻬﺎ ﺘﻘﺩﻴﻡ ﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﺤﻕ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﻲ‪:‬‬
‫‪١٣٩٥‬‬ ‫ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ‬

‫‪ -‬ﻓﺈﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻔﻌل ﺍﻟﺠﺭﻤﻲ ﻤﻥ ﻨﻭﻉ ﺍﻟﺠﻨﺎﻴﺔ ﻜﺎﻥ ﻟﻠﻤﺘﻀﺭﺭ ﺃﻥ ﻴﺘﺨﺫ ﺼﻔﺔ ﺍﻹّﺩﻋﺎﺀ ﺍﻟﺸﺨـﺼﻲ‬
‫ﺃﻤﺎﻡ ﻗﺎﻀﻲ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﺍﻷﻭل‪ ،‬ﻭﻟﻪ ﺃﻨﻪ ﻴﻨﻀﻡ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺃﻤﺎﻡ ﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﺠﻨﺎﻴﺎﺕ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺃﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻔﻌل ﻤﻥ ﻨﻭﻉ ﺍﻟﺠﻨﺤﺔ‪ ،‬ﻓﻠﻠﻤﺘﻀﺭﺭ ﺃﻥ ﻴﺘﻘﺩﻡ ﺒﺩﻋﻭﺍﻩ ﺃﻤﺎﻡ ﻗﺎﻀﻲ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﺃﻷﻭل‬
‫ﺃﻭ ﻤﺒﺎﺸﺭ ﹰﺓ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻀﻲ ﺍﻟﻤﻨﻔﺭﺩ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﻲ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻭﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻤﻥ ﻨﻭﻉ ﺍﻟﻤﺨﺎﻟﻔﺔ ﻓﻠﻪ ﺃﻥ ﻴﻘﻴﻡ ﺩﻋﻭﺍﻩ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻀﻲ ﺍﻟﻤﻨﻔﺭﺩ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﻲ‪.‬‬
‫ﻭﻟﻴﺱ ﻤﻥ ﺍﻟﻀﺭﻭﺭﻱ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﺩﻋﻲ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻤﻤﻥ ﻭﻗﻌﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻤﺒﺎﺸـﺭﺓ‪ ،‬ﺒـل‬
‫ﻴﻜﻔﻲ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻀﺭﺭ ﺍﻟﻨﺎﺘﺞ ﻋﻨﻬﺎ ﻗﺩ ﻁﺎﻟﻪ‪ :‬ﻓﺈﺫﺍ ﺤﺼل ﺇﻋﺘﺩﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﺸﺨﺹ ﻭﺃﺩﻯ ﺫﻟـﻙ ﺇﻟـﻰ‬
‫ﺘﻌﻁﻴﻠﻪ ﻋﻥ ﺍﻟﻌﻤل ﺤﻕ ﻟﻤﻥ ﻴﻌﻴﻠﻬﻡ ﻤﻥ ﺃﻓﺭﺍﺩ ﻋﺎﺌﻠﺘﻪ‪ ،‬ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺘﻀﺭﺭﻭﺍ ﻤﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻌﻁﻴل‪ ،‬ﺃﻥ ﻴﻘﻴﻤﻭﺍ‬
‫ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ ﺒﺼﻔﺘﻬﻡ ﻤﺘﻀﺭﺭﻴﻥ ﻁﻠﺒﹰﺎ ﻟﻠﺘﻌﻭﻴﺽ ﻋﻤﺎ ﺃﺼﺎﺒﻬﻡ‪ ،‬ﻭﻟﻬﻡ ﺃﻥ ﻴﺩﻋﻭﺍ ﺃﻴـﻀﹰﺎ ﺒﻤـﺎ‬
‫ﺃﺼﺎﺒﻬﻡ ﻤﻥ ﻀﺭﺭ ﻤﻌﻨﻭﻱ ﻨﺎﺠﻡ ﻋﻥ ﺍﻷﻟﻡ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﻟﺤﻘﺘﻪ ﺒﻬﻡ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ‪.‬‬
‫ﻤﻥ ﻨﺎﺤﻴﺔ ﺃﺨﺭﻯ‪ ،‬ﺘﻌﺘﺒﺭ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ ﻤﻠﻜﹰﺎ ﻟﻠﻤﺘﻀﺭﺭ ﻴﺘﺼﺭﻑ ﺒﻬﺎ ﻜﻤﺎ ﻴﺸﺎﺀ ﻓﻠﻪ ﺃﻥ ﻴﺘﻨﺎﺯل‬
‫ﻋﻨﻬﺎ ﺃﻭ ﻴﻬﻤﻠﻬﺎ ﺒﻌﺩ ﺇﻗﺎﻤﺘﻬﺎ‪ .‬ﻜﻤﺎ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻴﺼﺎﻟﺢ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻭ ﺃﻥ ﻴﻨﻘل ﺤﻘﻭﻗﻪ ﻓﻴﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺭﻩ‪ .‬ﻏﻴﺭ ﺃﻥ‬
‫ﺘﺼﺭﻓﻪ ﺒﺩﻋﻭﺍﻩ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻻ ﻴﻘﻴﺩ ﺍﻟﻨﻴﺎﺒﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻤﻜﻨﻬﺎ ﺘﺤﺭﻴﻙ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻤﺎ ﻟﻡ ﻴﻜـﻥ‬
‫ﺍﻹﺩﻋﺎﺀ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﺸﺭﻁﹰﺎ ﻟﻤﺒﺎﺸﺭﺘﻬﺎ‪.‬‬
‫ﻭﻟﻜﻥ ﻫل ﻴﺤﻕ ﻟﻤﻥ ﺘﻨﺎﺯل ﻟﻪ ﺍﻟﻤﺘﻀﺭﺭ ﻋﻥ ﺤﻘﻪ ﺒﺎﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﺃﻥ ﻴﻘﻴﻡ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﻤﺤـﺎﻜﻡ‬
‫ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﻴﺔ؟‬
‫ﺍﻹّﺠﺘﻬﺎﺩ ﻟﻡ ﻴﻌﻁﻪ ﻤﺜل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺤﻕ ﻷﻥ ﺭﻓﻊ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺒﺎﻟﺼﻭﺭﺓ ﺍﻟﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ﻴﺅﺩﻱ ﺇﻟـﻰ ﺘﺤﺭﻴـﻙ‬
‫ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ‪ ،‬ﻭﻫﺫﺍ ﺤﻕ ﺇﺴﺘﺜﻨﺎﺌﻲ ﺃﻋﻁﺎﻩ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻟﻠﻤﺘﻀﺭﺭ ﺒﺎﻟﺫﺍﺕ ﻜﻲ ﻴﺘﻼﻓﻰ ﺇﻫﻤﺎل ﺍﻟﻨﻴﺎﺒـﺔ‬
‫ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ‪.‬‬
‫ﻭﻻ ﻴﺼﺢ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺤﻕ ﻤﻭﻀﻊ ﺘﻌﺎﻗﺩ ﻭﻻ ﺸﺄﻥ ﻟﻠﺸﺨﺹ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ ﺒﻪ‪ ،‬ﻓﺤﻕ ﻫﺫﺍ ﺍﻷﺨﻴـﺭ‬
‫ﻤﺴﺘﻤﺩ ﻤﻥ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﺘﻨﺎﺯل ﻭﻟﻴﺱ ﻤﻥ ﺍﻟﻀﺭﺭ ﺒﺎﻟﺫﺍﺕ‪ .‬ﻭﻗﺩ ﺨﺎﻟﻑ "ﻏﺎﺭﻭ" ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺭﺃﻱ ﻤﻌﺘﺒﺭﹰﺍ ﺃﻥ ﺤﻕ‬
‫ﺍﻟﻤﺘﻀﺭﺭ ﺒﺎﻟﺨﻴﺎﺭ ﻴﻨﺘﻘل ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﺨﺹ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ‪ ،‬ﺇﺫ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻴﺨﻭﻟﻪ ﺤﻕ ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴـﺔ‬
‫ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺨﺘﺎﺭ‪.‬‬
‫ﻓﻼ ﻴﺠﻭﺯ ﻟﺸﺭﻜﺔ ﺍﻟﻀﻤﺎﻥ ﺃﻥ ﺘﻘﻴﻡ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﻲ ﻜﺤﺎﻟﹼﺔ ﻤﺤـل ﻤـﻥ‬
‫ﺩﻓﻌﺕ ﻟﻪ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ‪ ،‬ﻷﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺤﻠﻭل ﺠﺎﺌﺯ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﻤﺩﻨﻲ ﻭﻻ ﻤﺤل ﻟـﻪ ﺃﻤـﺎﻡ ﺍﻟﻘـﻀﺎﺀ‬
‫)‪.(١‬‬
‫ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﻲ‬

‫ﺍﻟﻨﺒﺫﺓ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ‪ :‬ﺩﺍﺌﻨﻭ ﺍﻟﻤﺘﻀﺭﺭ‬


‫ﻭﻓﻘﹰﺎ ﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ‪ ٢٦٨‬ﻤﻭﺠﺒﺎﺕ ﻭﻋﻘﻭﺩ ﻟﻠﺩﺍﺌﻥ ﺤﻕ ﺍﺭﺘﻬﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﻤﻼﻙ ﺍﻟﻤﺩﻴﻭﻥ‪ ،‬ﻓﺈﺫﺍ ﺃﻫﻤل‬
‫ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺩﻴﻭﻥ ﺍﻟﻤﻁﺎﻟﺒﺔ ﺒﺎﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﺠﺎﺯ ﻟﻠﺩﺍﺌﻥ ﺃﻥ ﻴﺴﺘﻌﻤل ﺒﺈﺴﻡ ﻤﺩﻴﻭﻨﻪ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﻌﺎﺌﺩﺓ ﻟﻪ ﻟﻠﻤﻁﺎﻟﺒﺔ‬
‫ﺒﺎﻟﻌﻁل ﻭﺍﻟﻀﺭﺭ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻭﺍﻗﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﻤﺎﻟﻪ‪.‬‬
‫ﺃﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻨﺕ ﺘﺘﻨﺎﻭﻟﻪ ﻓﻲ ﺸﺨﺼﻪ ﺃﻭ ﺴﻼﻤﺘﻪ ﻓﻴﻨﻅﺭ ﺇﻟﻰ ﻨﻭﻉ ﺍﻟﻀﺭﺭ‪:‬‬
‫‪ -‬ﻓﺈﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻀﺭﺭ ﻤﺎﺩﻴﹰﺎ ﺒﺤﺘﹰﺎ ﺤﻕ ﻟﻠﺩﺍﺌﻥ ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ ﺒﺈﺴﻡ ﺍﻟﻤﺩﻴﻥ ﺍﻟﻤﺘﻀﺭﺭ‪ ،‬ﻭﻫﺫﺍ‬
‫ﻤﺎ ﻴﺴﻤﻰ‬
‫"ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﻐﻴﺭ ﺍﻟﻤﺒﺎﺸﺭﺓ"‬

‫)‪ (١‬ﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﺴﺘﺌﻨﺎﻑ ﺍﻟﺠﻨﺢ ﻓﻲ ﺠﺒل ﻟﺒﻨﺎﻥ‪ -‬ﻗﺭﺍﺭ ﺭﻗﻡ ‪ ١٠٣‬ﺘﺎﺭﻴﺦ ‪ ٦‬ﺁﺫﺍﺭ ‪ .١٩٩٦‬ﺍﻟﻤﺼﻨﻑ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻀﺎﻴﺎ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﻴﺔ ﻋﻔﻴﻑ‬
‫ﺸﻤﺱ ﺍﻟﺩﻴﻥ‪ -‬ﺴﻨﺔ ‪ ،١٩٩٦‬ﺹ ‪.٢٥١‬‬
‫ﺍﻟﻌﺩل‬ ‫‪١٣٩٦‬‬

‫ﻹﻋﺘﺒـﺎﺭ‬‫‪ -‬ﻭﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻀﺭﺭ ﺃﺩﺒﻴﹰﺎ ﻤﺤﻀﹰﺎ ﻨﺎﺸﺌًﺄ ﻋﻥ ﺍﻟﻤـﺴﺎﺱ ﺒﺎﻟـﺸﺭﻑ ﺃﻭ ﺍﻟـﺴﻤﻌﺔ ﺃﻭ ﺍ ّ‬
‫ﺇﻨﺤﺼﺭﺕ ﺍﻟﻤﻁﺎﻟﺒﺔ ﺒﺎﻟﻤﺘﻀﺭﺭ ﻨﻔﺴﻪ‪ ،‬ﻭﻫﺫﺍ ﻤﺎ ﻋﻨﺘﻪ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ‪ ٢٧٦‬ﻤﻭﺠﺒﺎﺕ ﻭﻋﻘﻭﺩ ﺒﻌﺒﺎﺭﺓ‪ ":‬ﻤـﺎ‬
‫ﺨﻠﻰ ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﻭﺍﻟﺩﻋﺎﻭﻯ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﺸﺨﺼﻪ ﺩﻭﻥ ﺴﻭﺍﻩ"‬
‫ﻭﻴﺭﻯ ﺍﻟﺒﻌﺽ ﺃﻨﻪ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺩﺍﺌﻥ ﻴﻌﻭل ﻋﻠﻰ ﻋﻤل ﺍﻟﻤﺩﻴﻥ‪ ،‬ﻭﺃﺼﻴﺏ ﻫـﺫﺍ ﺍﻷﺨﻴـﺭ ﺒـﻀﺭﺭ‬
‫ﺠﺴﺩﻱ ﺃﻗﻌﺩﻩ ﻋﻥ ﺍﻟﻌﻤل‪ ،‬ﺠﺎﺯ ﻟﻪ ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ ﺒﺈﺴﻤﻪ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ‪ ،‬ﻭﻴﺩﺨل ﻫـﺫﺍ ﻀـﻤﻥ‬
‫ﻨﻁﺎﻕ "ﺍﻟﻀﺭﺭ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﻤﺒﺎﺸﺭ"‪ ،‬ﺇﻨﻤﺎ ﻓﻘﻁ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﻤﺩﻨﻲ‪.‬‬

‫ﺍﻟﻨﺒﺫﺓ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ‪ :‬ﻭﺭﺜﺔ ﺍﻟﻤﺘﻀﺭﺭ‬


‫ﺘﻨﺘﻘل ﺍﻟﻤﻭﺠﺒﺎﺕ ﺒﺎﻟﻭﻓﺎﺓ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ‪ ٢٧٩‬ﻡ‪.‬ﻉ‪ .‬ﻓﺈﺫﺍ ﺘﻭﻓﻲ ﺍﻟﻤﺘﻀﺭﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﺠﺭﻡ ﺇﻨﺘﻘﻠﺕ ﺤﻘﻭﻗـﻪ ﺃﻱ‬
‫ﺍﻟﻤﻭﺠﺒﺎﺕ ﻓﻲ ﺫﻤﺔ ﻤﻥ ﺃﻭﻗﻊ ﺍﻟﻀﺭﺭ ﺇﻟﻰ ﻭﺭﺜﺘﻪ‪.‬‬
‫ﺇﺫﺍ ﺃﺩﺕ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﺇﻟﻰ ﻭﻓﺎﺓ ﺍﻟﻤﺠﻨﻲ ﻋﻠﻴﻪ‪ ،‬ﻓﺈﻨﻪ ﻴﻨﺸﺄ ﻋﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻭﻓﺎﺓ ﺘﻌﻭﻴـﻀﺎﹰ‪ ،‬ﻭﻟﻠﻭﺭﺜـﺔ ﺃﻥ‬
‫ﻴﻘﻴﻤﻭﺍ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﻟﻠﻤﻁﺎﻟﺒﺔ ﺒﻪ‪ ،‬ﻭﻟﻜﻥ ﻟﻴﺱ ﻟﻬﻡ ﺍﻟﻤﻁﺎﻟﺒﺔ ﺒﺎﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﻋﻥ ﻤﺠﺭﺩ ﺍﻟﻭﻓﺎﺓ ﻷﻥ ﺍﻟﺤﻕ ﻟـﻡ‬
‫ﻴﺘﻭﻟﺩ ﻟﻠﻤﺘﻭﻓﻲ ﻤﻥ ﺠﺭﺍﺀ ﺍﻟﻭﻓﺎﺓ ﺒﺎﻟﺫﺍﺕ ﺒل ﻴﺘﻭﻟﺩ ﻟﻤﻥ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﻟﻪ ﺫﻤـﺔ ﻤﺎﻟﻴـﺔ‪ ،‬ﻭﻟـﻴﺱ‬
‫ﻟﻠﻤﺘﻭﻓﻲ ﺫﻤﺔ ﻤﺎﻟﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻻ ﻴﻜﻭﻥ ﻟﻠﻭﺭﺜﺔ ﺃﻥ ﻴﺘﺫﺭﻋﻭﺍ ﺒﺄﻥ ﺍﻟﻭﻓﺎﺓ ﺃﻨﺸﺄﺕ ﻟﻤﻭﺭﺜﻬﻡ ﺤﻕ ﻭﺭﺜﻭﻩ‬
‫ﻋﻨﻪ‪.‬‬
‫ﻟﻜﻥ ﻴﺒﻘﻰ ﻟﻠﻭﺭﺜﺔ ﺍﻟﻤﻁﺎﻟﺒﺔ ﺒﺎﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﻋﻥ ﺍﻟﻀﺭﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﺼﺎﺏ ﻤﻭﺭﺜﻬﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺘﺭﺓ ﺍﻟﻭﺍﻗﻌﺔ ﺒﻴﻥ‬
‫ﺍﻟﺠﺭﻡ ﻭﺍﻟﻭﻓﺎﺓ‪ ،‬ﻜﺎﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﺠﻨﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﻗﺩ ﻋﺎﻨﻰ ﺁﻻﻤﹰﺎ ﻨﻔﺴﻴﺔً’ ﻭﺠـﺴﺩﻴﺔ ﻭﺘﻜﺒـﺩ ﻤـﺼﺎﺭﻴﻑ‬
‫ﻤﻌﺎﻟﺠﺘﻪ‪ ،‬ﺒﺎﻹﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻀﺭﺍﺭ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺼﺎﺒﺘﻬﻡ‪.‬‬
‫ﻓﻘﺩ ﻗﻀﻲ‪" :‬ﻀﺭﺭ ﺍﻟﻤﻭﺕ ﻻ ﻴﻨﺸﺄ ﻟﻠﻀﺤﻴﺔ ﻭﻻ ﻴﻨﺘﻘل ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻭﺭﺜﺔ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻭﺠﻪ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺘﻭﺠﺏ ﻋﻨـﻪ‬
‫ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﻟﻸﻫل ﻫﻭ ﺍﻟﻀﺭﺭ ﺍﻟﻤﻌﻨﻭﻱ‪ ،‬ﻭﻴﺘﻤﺜل ﺒﺎﻷﻟﻡ ﻭﺍﻟﺤﺴﺭﺓ ﻋﻠـﻰ ﻭﻓـﺎﺓ ﻭﻟـﺩﻫﻤﺎ ﺍﻟـﺸﺎﺏ‬
‫ﻭﺍﻟﻀﺭﺭ ﺍﻟﻤﺎﺩﻱ ﻋﻥ ﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻴﻤﺩﻫﻤﺎ ﺒﻪ)‪".(١‬‬
‫ﺃﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﺘﻌﺭﺽ ﺃﺤﺩ ﻟﻠﻤﻴﺕ ﺒﻌﺩ ﻭﻓﺎﺘﻪ ﺒﺎﻟﻘﺩﺡ ﻭﺍﻟﺫﻡ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﺭ ﻓﻘﺩ ﺃﺠﺎﺯﺕ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ‪ ٥٨٦‬ﻋﻘﻭﺒﺎﺕ‬
‫ﻷﻗﺭﺒﺎﺌﻪ ﺤﺘﻰ ﺍﻟﺩﺭﺠﺔ ﺍﻟﺭﺍﺒﻌﺔ ﺩﻭﻥ ﺴﻭﺍﻫﻡ ﺍﺘﺨﺎﺫ ﺼﻔﺔ ﺍﻹّﺩﻋﺎﺀ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﺒﺤﻕ ﺍﻟﻔﺎﻋل‪ ،‬ﻫﺫﺍ ﻤﻊ‬
‫ﺍﻹﺤﺘﻔﺎﻅ ﺒﺤﻕ ﻜل ﻗﺭﻴﺏ ﺃﻭ ﻭﺭﻴﺙ ﺘﻀﺭﺭ ﺸﺨﺼﻴﹰﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ‪.‬‬
‫ﻫﺫﺍ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﺘﻀﺭﺭ ﺸﺨﺼﹰﺎ ﻁﺒﻴﻌﻴﺎﹰ‪ ،‬ﺃﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﺘﻀﺭﺭﺸﺨﺼﹰﺎ ﻤﻌﻨﻭﻴﹰﺎ ﻜﺸﺭﻜﺔ ﺃﻭ ﺠﻤﻴﻌﺔ‬
‫ﺃﻭ ﻨﻘﺎﺒﺔ ﻓﻠﻜل ﻤﻨﻬﺎ ﺍﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﻲ ﻟﻠﻤﻁﺎﻟﺒﺔ ﺒـﺎﻟﺘﻌﻭﻴﺽ‬
‫ﻋﻤﺎ ﻟﺤﻘﻬﺎ ﻤﻥ ﻀﺭﺭ‪ ،‬ﺇﺫ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺨﺎﻤﺴﺔ ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺃﺼﻭل ﺍﻟﻤﺤﺎﻜﻤﺎﺕ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﻴﺔ ﺃﻋﻁﺕ ﻫﺫﺍ‬
‫ﺍﻟﺤﻕ ﻟﻜل ﻤﺘﻀﺭﺭ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻓﻠﻠﺸﺭﻜﺔ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﻤﺘﻊ ﺒﺎﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﻨﻭﻴﺔ ﻭﺍﻟﻜﻴﺎﻥ ﺍﻟﻤﺎﻟﻲ ﺍﻟﻤـﺴﺘﻘل ﺃﻥ‬
‫ﺘﻘﻴﻡ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ ﻟﻠﻤﻁﺎﻟﺒﺔ ﺒﺎﻟﻌﻁل ﻭﺍﻟﻀﺭﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﺼﺎﺒﻬﺎ ﻤﻥ ﺠﺭﺍﺀ ﺠﺭﻡ ﺠﺯﺍﺌـﻲ‪ ،‬ﻭﺘﻘـﺩﻡ‬
‫ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺒﺈﺴﻤﻬﺎ ﻤﻤﺜﻠ ‪‬ﻪ ﺒﻤﻤﺜﻠﻬﺎ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻲ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻭﻟﻠﻨﻘﺎﺒﺎﺕ ﺍﻟﻤﻬﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺘﺭﻑ ﺒﻬﺎ ﻓﻲ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻌﻤل ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻨﻲ‪ ،‬ﺃﻥ ﺘﺘﻘـﺩﻡ ﺒﺎﻟـﺩﻋﺎﻭﻯ ﻤﻁﺎﻟﺒـﺔ‬
‫ﺒﺎﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﻋﻥ ﺍﻟﻀﺭﺭ ﺍﻟﻼﺤﻕ ﺒﻬﺎ ﻤﻥ ﺠﺭﺍﺀ ﺠﺭﻡ ﺠﺯﺍﺌﻲ ﺸﺭﻁ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻀﺭﺭ ﻤﺎﺴـﹰﺎ‬
‫ﺒﺎﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻤﺸﺘﺭﻜﺔ ﻷﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﻨﻘﺎﺒﺔ‪.‬‬
‫ﻼ‪ :‬ﻴﺤﻕ ﻟﻨﻘﺎﺒﺔ ﺍﻟﻤﺤﺭﺭﻴﻥ ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺒﺈﺴﻤﻬﺎ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﻲ ﻀـﺩ ﺃﻱ‬ ‫ﻤﺜ ﹰ‬
‫ﻤﻌﺘ ٍﺩ ﻋﻠﻰ ﻤﺤﺭﺭ ﺃﻭ ﺼﺤﺎﻓﻲ ﺒﺴﺒﺏ ﻤﻬﻨﺘﻪ‪.‬‬

‫)‪ (١‬ﻤﺤﻜﻤﺔ ﺠﻨﺎﻴﺎﺕ ﺠﺒل ﻟﺒﻨﺎﻥ – ﺍﻟﻘﺭﺍﺭ ﺭﻗﻡ ‪ ٣‬ﻓﻲ ‪ ٨‬ﺘﺸﺭﻴﻥ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ‪ – ١٩٨٧‬ﺍﻟﻌﺩل ‪.٢١٩/٨٧‬‬
‫‪١٣٩٧‬‬ ‫ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ‬

‫ﻫﻨﺎﻙ ﺍﺴﺘﺜﻨﺎﺀ ﺃﻴﻀﹰﺎ ﻨﺹ ﻋﻠﻴﻪ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﻤﻬﻨﺔ ﺍﻟﻤﺤﺎﻤﺎﺓ‪ ،‬ﻭﻫﻭ ﻴﻌﻁﻲ ﻨﻘﺎﺒـﺔ ﺍﻟﻤﺤـﺎﻤﻴﻥ ﺍﻟﺤـﻕ‬
‫ﺒﺈﻻﺩﻋﺎﺀ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺩﺨل ﻓﻴﻤﺎ ﻟﻭ ﻭﻗﻊ ﺍﻟﺠﺭﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﺤﺩ ﺃﻋﻀﺎﺌﻬﺎ ﻤﻥ ﻏﻴﺭ ﺃﻥ ﻴﻤﺘﺩ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺫﺍﺘﻴﹰﺎ‪ ،‬ﺃﻱ ﺤﺘﻰ‬
‫ﻭﻟﻭ ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﻟﻪ ﻋﻼﻗﺔ ﺒﺎﻟﻤﻬﻨﺔ‪.‬‬
‫ﻭﻻ ﺒﺩ ﻫﻨﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺫﻜﻴﺭ ﺒﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻤﺤﺎﻤﺎﺓ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﺴﻨﺔ ‪ ١٩٧٠‬ﻭﺍﻟﻤﻌﺩل ﺃﻜﺜﺭﻤﻥ ﻤـﺭﺓ‪ ،‬ﻜـﺎﻥ‬
‫ﺁﺨﺭﻫﺎ ﺒﺎﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ‪ ٤٢‬ﻓﻲ ‪ ،١٩٩١/٢/١٩‬ﻭﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻕ ﺒﻤﻼﺤﻘﺔ ﺍﻟﻤﺤﺎﻤﻲ ﺴﻭﺍﺀ ﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻨﺎﺘﺠﺔ ﻋـﻥ‬
‫ﺍﻟﻤﻬﻨﺔ ﺃﻭ ﺨﺎﺭﺠﻬﺎ‪ .‬ﺇﺫ ﻴﺠﺏ ﺇﺒﻼﻍ ﺍﻟﻨﻘﻴﺏ ﺒﺎﻟﺭﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﻹﺩﻋﺎﺀ ﻭﺃﺨﺫ ﺍﻹﺫﻥ ﺒﺎﻟﻤﻼﺤﻘﺔ ﻓﻲ ﻤﻬﻠـﺔ‬
‫ﺸﻬﺭ‪ ،‬ﻭﻗﺭﺍﺭ ﺍﻟﻨﻘﻴﺏ ﻫﺫﺍ ﻗﺎﺒل ﻟﻺﺴﺘﺌﻨﺎﻑ‪.‬‬
‫ﻟﻴﺱ ﻟﻠﻤﺅﺴﺴﺔ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻴﺔ ﺃﻥ ﺘﻘﺩﻡ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺒﺈﺴﻤﻬﺎ ﻟﻌﺩﻡ ﺘﻤﺘﻌﻬـﺎ ﺒﺎﻟﺸﺨـﺼﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﻨﻭﻴـﺔ‪ ،‬ﻷﻥ‬
‫)‪(١‬‬
‫ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺔ ﺘﻌﺘﺒﺭ ﻋﻨﺼﺭﹰﺍ ﻤﻥ ﻋﻨﺎﺼﺭ ﺍﻟﺫﻤﺔ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﻟﺼﺎﺤﺒﻬﺎ‬
‫ﻟﻠﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﺃﻥ ﺘﻘﻴﻡ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﻟﻠﻤﻁﺎﻟﺒﺔ ﺒﺎﻟﻌﻁل ﻭﺍﻟﻀﺭﺭ ﺸﺭﻁ ﺃﻥ ﺘﺜﺒﺕ ﺃﻥ ﺍﻟﻀﺭﺭ ﻟﺤـﻕ ﺒﻬـﺎ‬
‫ﻤﺒﺎﺸﺭﺓﹰ‪ ،‬ﻭﻻ ﻴﺸﻤل ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻀﺭﺭ ﺍﻟﻼﺤﻕ ﺒﺎﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺃﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻤﺱ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﻯﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻨﺸﺌﺕ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ‬
‫ﻤﻥ ﺃﺠل ﺤﻤﺎﻴﺘﻬﺎ ﺃﻭ ﺍﻟﺩﻓﺎﻉ ﻋﻨﻬﺎ ﻷﻥ ﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﺤﻕ ﺍﻟﻨﻴﺎﺒﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻭﺤﺩﻫﺎ‪.‬‬
‫ﻼ‪ :‬ﺠﻤﻌﻴﺔ ﺤﻤﺎﻴﺔ ﺍﻷﺨﻼﻕ ﻟﻴﺱ ﻟﻬﺎ ﺃﻥ ﺘﺩﻋﻲ ﻤﺒﺎﺸﺭ ﹰﺓ ﻀﺩ ﻤﻥ ﺘـﺼﺭﻑ ﻀـﺩ ﺍﻷﺨـﻼﻕ‬ ‫ﻤﺜ ﹰ‬
‫)‪(٢‬‬
‫ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ‪.‬‬
‫ﻓﻘﺩ ﻗﻀﻲ‪" :‬ﻋﻨﺩﻤﺎ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻀﺭﺭ ﻭﺍﻗﻌﹰﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻤﺜل ﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺒﺎﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤـﺼﺭﻓﻴﺔ‬
‫ﻭﺒﺙ ﺍﻟﺸﺎﺌﻌﺎﺕ ﺒﻬﺩﻑ ﺍﻟﻨﻴل ﻤﻥ ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ﻭﺯﻋﺯﻋﺔ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﺒﻪ ﻭﻓﻘﹰﺎ ﻟﻠﻤﺎﺩﺓ ‪ ٣١٩‬ﻋﻘﻭﺒﺎﺕ‪،‬‬
‫ﻻ ﻴﺤﻕ ﻟﻸﻓﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻴﺩﻋﻭﺍ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﻲ ﺒﺎﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﻋﻥ ﺇﻨﺨﻔﺎﺽ ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻟﻨﻘـﺩ ﻭﺇﺭﺘﻔـﺎﻉ‬
‫ﻼ ﻟﻠﺘﻘﺩﻴﺭ ﻭﻜﺎﻨﺕ ﻋﻨﺎﺼﺭ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤـﺔ ﻤﺘـﻭﻓﺭﺓ ﻓـﻲ‬ ‫ﺃﻻﹼﺴﻌﺎﺭ‪ ،‬ﺤﺘﻰ ﻭﻟﻭ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻀﺭﺭ ﻤﺤﻘﻘﹰﺎ ﻭﻗﺎﺒ ﹰ‬
‫ﺃﻻﹼﻓﻌﺎل ﻋﻠﻰ ﻓﺭﺩ ﺒﺫﺍﺘﻪ ﺃﻭ ﻋﻠﻰ ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﺒﻌﻴﻨﻬﺎ ﻭﻏﻴﺭ ﻨﺎﺸﻰﺀ ﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ﻋﻥ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ‪ ،‬ﻷﻥ ﺤـﻕ‬
‫ﺍﻹﺩﻋﺎﺀ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﻴﻌﻭﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﻴﺎﺒﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺒﻭﺼﻔﻬﺎ ﻤﻤﺜﻠﺔ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﺘﺘﻭﻟﻰ ﺍﻟﺩﻓﺎﻉ ﻋﻨﻪ"‬
‫ﻭﻓﻲ ﻜل ﺤﺎل‪ ،‬ﺴﻭﺍﺀ ﺃﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﺩﻋﻲ ﺸﺨﺼﹰﺎ ﻁﺒﻴﻌﻴﹰﺎ ﺃﻡ ﻤﻌﻨﻭﻴﹰﺎ ﻻ ﺒﺩ ﺃﻥ ﺘﻜـﻭﻥ ﻟـﻪ ﺍﻷﻫﻠﻴـﺔ‬
‫ﻟﻺﺩﻋﺎﺀ‪.‬‬
‫ﻭﻭﻓﻘﹰﺎ ﻟﻠﻤﺎﺩﺓ ‪ ١٣‬ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺃﺼﻭل ﺍﻟﻤﺤﺎﻜﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﻓﻲ ﻜل ﻤﺭﺤﻠـﺔ ﻤـﻥ‬
‫ﻤﺭﺍﺤل ﺍﻟﻤﺤﺎﻜﻤﺔ‪ ،‬ﺃﻥ ﺘﺘﺤﻘﻕ ﻤﻥ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻘﺎﻀﻲ ﻭﻤﻥ ﺼﺤﺔ ﺘﻤﺜﻴل ﻓﺎﻗﺩﻱ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ‪.‬‬
‫ﻼ ﺒﺎﻟﻤﺎﺩﺓ ‪ ١٢‬ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻋﻴﻨﻪ ﻴﺭﺠﻊ ﻓﻲ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﺘﻘﺎﻀﻲ‪.‬‬ ‫ﻭﻋﻤ ﹰ‬
‫ﻭﺴﻭﺍﺀ ﻗﺩﻤﺕ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺃﻤﺎﻡ ﻗﺎﻀﻲ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﺃﻡ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻀﻲ ﺍﻟﻤﻨﻔﺭﺩ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﻘـﺩﻡ‬
‫ﺃﻤﺎﻤﻪ ﻴﻘﺭﺭ ﺘﻜﻠﻴﻑ ﻤﻘﺩﻤﻬﺎ ﺒﺩﻓﻊ ﺴﻠﻔﺔ ﻤﻌﺠﻠﺔ ﺘﺘﻀﻤﻥ ﺍﻟﺭﺴﻭﻡ ﻭﺍﻟﻨﻔﻘﺎﺕ ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻻ ﺘﺯﻴﺩ‬
‫ﻋﻥ ﻭﺍﺤﺩ ﺒﺎﻟﻤﺌﺔ ﻤﻥ ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻟﻤﺩﻋﻰ ﺒﻪ‪ ،‬ﻭﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﺩﻋﻲ ﺃﺠﻨﺒﻴﹰﺎ ﻴﻜﻠﻑ ﺒﺘﻘـﺩﻴﻡ ﻜﻔﺎﻟـﺔ ﻨﻘﺩﻴـﺔ ﺍﻭ‬
‫ﻋﻘﺎﺭﻴﺔ ﺇﺫﺍ ﻗﺩﻤﺕ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻤﺎ ﻗﺎﻀﻲ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﻭﺃﻴﻀﹰﺎ ﻴﻤﻜـﻥ ﺃﻥ ﺘﻜـﻭﻥ ﻤـﺼﺭﻓﻴﺔ ﺇﺫﺍ ﻗـﺩﻤﺕ‬
‫ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻀﻲ ﺍﻟﻤﻨﻔﺭﺩ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﻲ‪.‬‬
‫ﻭﻟﻜﻥ ﻴﻌﻔﻰ ﺍﻟﻤﺩﻋﻲ ﻤﻥ ﺘﻘﺩﻴﻡ ﺍﻟﺴﻠﻔﺔ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﺩﻋﻰ ﺒﻪ ﻤﻥ ﻨﻭﻉ ﺍﻟﺠﻨﺎﻴﺔ‪ ،‬ﻜﻤﺎ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻴﻌﻔﻰ‬
‫ﺍﻟﻤﺩﻋﻲ ﻤﻥ ﺩﻓﻊ ﺍﻟﺴﻠﻔﺔ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻭﻀﻌﻪ ﺍﻟﻤﺎﻟﻲ ﻻ ﻴﻤﻜﻨﻪ ﻤﻥ ﺩﻓﻌﻬﺎ ﺸﺭﻁ ﺃﻥ ﻴﺜﺒﺕ ﻓﻘـﺭ ﺤﺎﻟـﻪ‬
‫ﺒﻤﻭﺠﺏ ﺇﻓﺎﺩﺓ ﺼﺎﺩﺭﺓ ﻋﻥ ﻤﺨﺘﺎﺭ ﺍﻟﻤﺤﻠﺔ ﺃﻭ ﻋﻥ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ‪.‬‬
‫ﻭﻴﻤﻜﻥ ﺇﻋﻔﺎﺀ ﺍﻷﺠﻨﺒﻲ ﻤﻥ ﺘﻘﺩﻡ ﺍﻟﻜﻔﺎﻟﺔ ﺒﻘﺭﺍﺭ ﻤﻌﻠل‪.‬‬

‫)‪ (١‬ﺍﻟﻬﻴﺌﺔ ﺍﻹﺘﻬﺎﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺠﺒل ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ ‪ ١٧‬ﺘﺸﺭﻴﻥ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ‪ ١٩٩٨‬ﻏﻴﺭ ﻤﻨﺸﻭﺭ‪.‬‬
‫)‪ (٢‬ﺍﻟﻬﻴﺌﺔ ﺍﻹﺘﻬﺎﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺒﻴﺭﻭﺕ – ﻗﺭﺍﺭ ‪ ٩٥‬ﻓﻲ ‪١٤‬ﻨﻴﺴﺎﻥ ‪ -١٩٨٨‬ﺍﻟﻌﺩل ‪ – ٨٩‬ﻋﺩﺩ ‪.٢١٦/١‬‬
‫ﺍﻟﻌﺩل‬ ‫‪١٣٩٨‬‬

‫ﺘﺠﺩﺭ ﺍﻹﺸﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺘﻘﺩﻡ ﻤﻥ ﻗﺒل ﺍﻟﺸﺨﺹ ﺍﻟﻤﻔﻠﺱ ﺒﻭﺍﺴﻁﺔ ﻭﻜﻴل ﺍﻟﺘﻔﻠﻴﺴﺔ‪ ،‬ﻭﻤـﻥ‬
‫ﻗﺒل ﻤﻤﺜل ﺍﻟﺸﺭﻜﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﻘﺎﺒﺔ‪.‬‬

‫ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ‪ :‬ﺒﻭﺠﻪ ﻤﻥ ﺘﻘﺎﻡ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ؟‬


‫ﻼ ﺒﺎﻟﻤﺎﺩﺓ ‪ ٢١٢‬ﻭﻤﺎ ﻴﻠﻴﻬﺎ ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺎﺕ‪ ،‬ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺘﻘـﺎﻡ ﺒﻭﺠـﻪ ﻓﺎﻋـل‬
‫ﻋﻤ ﹰ‬
‫ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻭﺸﺭﻜﺎﺌﻪ ﻭﺍﻟﻤﺘﺩﺨﻠﻴﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﺍﻟﻤﺤﺭﻀﻴﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ‪.‬‬
‫ﺍﻤﺎ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ ﺘﺭﻤﻰ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻁﺎﻟﺒﺔ ﺒﺎﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﻋﻥ ﺍﻟﻀﺭﺭ ﺍﻟﻨﺎﺌﺘﺞ ﻋﻥ ﺍﻟﻔﻌل ﺍﻟﺠﺭﻤـﻲ‬
‫ﻓﺈﻨﻬﺎ ﺘﻘﺎﻡ ﺒﻭﺠﻪ ﻫﺅﻻﺀ ﺠﻤﻴﻌﺎﹰ‪ ،‬ﺍﻱ ﺍﻟﻔﺎﻋل ﻭﺍﻟﺸﺭﻴﻙ ﻭﺍﻟﻤﺘﺩﺨل ﻭﺍﻟﻤﺤﺭﺽ ﺒﺎﻹﻀﺎﻓﺔ ﺍﻟﻰ ﺁﺨﺭﻴﻥ‬
‫ﺤﺩﺩﻫﻡ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻭﻫﻡ ﺍﻟﻤﺴﺅﻭل ﺒﺎﻟﻤﺎل ﻭﺍﻟﻭﺭﻴﺙ ﻭﺍﻟﻀﺎﻤﻥ ﻭﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﻤﻌﻨﻭﻴﺔ‪.‬‬

‫ﺍﻟﻨﺒﺫﺓ ﺃﻻﹼﻭﻟﻰ‪ :‬ﺍﻟﻔﺎﻋل ﺃﻭ ﺍﻟﺸﺭﻴﻙ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺘﺩﺨل ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺤﺭﺽ‪:‬‬


‫ﻼ ﺒﺎﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺴﺎﺩﺴﺔ ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺃﺼﻭل ﺍﻟﻤﺤﺎﻜﻤﺎﺕ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﻴﺔ ﻴﺠﻭﺯ ﺇﻗﺎﻤـﺔ ﺩﻋـﻭﻯ ﺍﻟﺤـﻕ‬ ‫ﻋﻤ ﹰ‬
‫ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﺘﺒﻌﹰﺎ ﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﺤﻕ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻲ ﺍﻟﻤﻘﺎﻤﺔ ﻟﺩﻴﻪ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ‪.‬‬
‫ﻼ ﺃﻭ ﻤﺘـﺩﺨﻼﹰ‪ ،‬ﻓﺈﻨـﻪ ﻴـﺴﺄل‬
‫ﻭﻁﺎﻟﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺠﺎﻨﻲ ﻴﺴﺄل ﻋﻥ ﻓﻌﻠﻪ ﺠﺯﺍﺌﻴﹰﺎ ﺴﻭﺍﺀ ﺃﻜـﺎﻥ ﻓـﺎﻋ ﹰ‬
‫ﻤﺩﻨﻴﹰﺎ ﻋﻥ ﺍﻟﻀﺭﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﻟﺤﻘﻪ ﺒﺎﻟﻐﻴﺭ ﺘﻁﺒﻴﻘﹰﺎ ﻟﻠﻤﺒﺩﹰﺍ ﺍﻟﻤﻘﺭﺭ ﺒﺄﻥ ﻜل ﻋﻤل ﻴـﻨﺠﻡ ﻋﻨـﻪ ﻀـﺭﺭ‬
‫ﻏﻴﺭ ﻤﺸﺭﻭﻉ ﺒﺎﻟﻐﻴﺭ ﻴﻠﺯﻡ ﻓﺎﻋﻠﻪ ﺒﺎﻟﺘﻌﻭﻴﺽ‪ ،‬ﻭﺍﻟﻤﺴﻭﺅﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ ﺘﺸﻤل ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤـﺸﺘﺭﻜﻴﻥ ﻓـﻲ‬
‫ﺍﻟﺠﺭﻡ‪.‬‬

‫ﺍﻟﻨﺒﺫﺓ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ‪ :‬ﺍﻟﻤﺴﺅﻭل ﺒﺎﻟﻤﺎل‪:‬‬


‫ﻻ ﻴﺴﺄل ﻓﻴﻬـﺎ ﻋـﻥ‬
‫ﻻ ﻋﻥ ﺃﻋﻤﺎﻟﻪ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ‪ ،‬ﺇﻻ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﺤﻭﺍ ﹼ‬ ‫ﺍﻷﺼل ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺭﺀ ﻻ ﻴﺴﺄل ﺇ ﹼ‬
‫ﺃﻋﻤﺎل ﺃﺸﺨﺎﺹ ﺘﺭﺒﻁﻪ ﺒﻬﻡ ﺭﻭﺍﺒﻁ ﻤﻌﻴﻨﺔ ﻓﻴﺴﺄل ﻋﻨﻬﻡ ﻤﺩﻨﻴﹰﺎ‪.‬‬
‫ﻭﺍﻟﻤﺴﺅﻭل ﺒﺎﻟﻤﺎل ﻫﻭ ﺍﻟﺸﺨﺹ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻭﺠﺏ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺒﺎﻟﺘﻀﺎﻤﻥ ﻤﻊ ﺸﺨﺹ ﺁﺨﺭ ﺘﺭﺒﻁﻪ‬
‫ﺒﻪ ﺭﺍﺒﻁﺔ ﻤﻌﻴﻨﺔ ﻜﺎﻟﻭﻻﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺒﻌﻴﺔ‪ ،‬ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﻋﻥ ﻀﺭﺭ ﺃﻭﻗﻌﻪ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺸﺨﺹ ﺒﺎﻟﻐﻴﺭ ﺴﻭﺍﺀ ﺃﻜﺎﻥ‬
‫ﻨﺘﻴﺠﺔ ﺠﺭﻡ ﻤﺩﻨﻲ ﺃﻡ ﺠﺯﺍﺌﻲ‪.‬‬
‫ﻭﻗﺩ ﻗﻀﻲ‪" :‬ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺤﺎﻜﻡ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﻴﺔ ﺘﻜﻭﻥ ﺼﺎﻟﺤﺔ ﻟﺴﻤﺎﻉ ﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﻀﺎﺕ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺒﻭﺠـﻪ‬
‫‪.‬‬
‫ﺍﻟﺸﺭﻜﺔ ﻜﻤﺴﻭﺅﻟﺔ ﺒﺎﻟﻤﺎل ﺤﺘﻰ ﻭﻟﻭ ﻟﻡ ﺘﺩﻥ ﻓﻲ ﻤﻀﺒﻁﺔ ﺍﻹﺘﻬﺎﻡ"‬
‫ﺇﻥ ﺍﻟﻤﻭﺍﺩ ‪١٢٥‬ﻭ ‪١٢٦‬ﻭ‪١٢٧‬ﻭ‪ ١٢٨‬ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻤﻭﺠﺒﺎﺕ ﻭﺍﻟﻌﻘﻭﺩ‪ ،‬ﺤﺩﺩﺕ ﺍﻷﺸﺨﺎﺹ ﺍﻟـﺫﻴﻥ‬
‫ﻴﻌﺘﺒﺭﻭﻥ ﻤﺴﻭﺅﻟﻴﻥ ﺒﺎﻟﻤﺎل ﻋﻠﻰ ﻭﺠﻪ ﺍﻟﺤﺼﺭ ﻭﻫﻡ‪:‬‬
‫ﺃ‪ -‬ﺍﻷﺼﻭل ﻭﺍﻷﻭﺼﻴﺎﺀ ﻤﺴﺅﻭﻟﻭﻥ ﻋﻥ ﻜل ﻋﻤل ﻏﻴﺭ ﻤﺒﺎﺡ ﻴﺄﺘﻴﻪ ﺃﻻﹼﻭﻻﺩ ﺍﻟﻘـﺼﺭ ﺍﻟﻤﻘﻴﻤـﻭﻥ‬
‫ﻤﻌﻬﻡ‪.‬‬
‫ﺏ‪ -‬ﺍﻟﻤﻌﻠﻤﻭﻥ ﻭﺃﺭﺒﺎﺏ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﺎﺕ ﻤﺴﺅﻭﻟﻭﻥ ﻋﻥ ﺍﻷﻋﻤﺎل ﻏﻴﺭ ﺍﻟﻤﺒﺎﺤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺄﺘﻴﻬﺎ ﺍﻟﻁﻠﺒﺔ ﺃﻭ‬
‫ﺍﻟﻤﺘﺩﺭﺠﻭﻥ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻴﻭﻥ ﻓﻲ ﺃﺜﻨﺎﺀ ﻭﺠﻭﺩﻫﻡ ﺘﺤﺕ ﻤﺭﺍﻗﺒﺘﻬﻡ‪.‬‬
‫ﺝ‪ -‬ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺘﺘﺤﻤل ﺍﻟﺘﺒﻌﺔ ﻋﻥ ﺍﻟﻤﻌﻠﻤﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺩﺍﺭﺱ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ‪.‬‬
‫"ﺍﻟﻤﻌﻠﻡ ﻤﺴﺅﻭل ﻋﻥ ﺍﻟﻔﻌل ﺍﻟﻀﺎﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺄﺘﻴﻪ ﺘﻠﻤﻴﺫﻩ ﻤﺎ ﻟﻡ ﻴﺜﺒﺕ ﺃﻨﻪ ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﺒﻭﺴﻌﻪ ﺃﻥ ﻴﻤﻨـﻊ‬
‫ﺤﺼﻭﻟﻪ‪ ،‬ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻡ ﺍﻟﺭﺴﻤﻲ ﺘﻠﺤﻕ ﺍﻟﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ‪ ،‬ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻹﺨﺘﺼﺎﺹ ﻴﻌﻭﺩ ﺇﻟﻰ ﻤﺠﻠـﺱ‬
‫ﺍﻟﺸﻭﺭﻯ‪.‬‬
‫‪١٣٩٩‬‬ ‫ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ‬

‫ﻤﻥ ﻨﺎﺤﻴﺔ ﺃﺨﺭﻯ ﺇﻥ ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﻠﻡ ﻗﺎﺌﻤﺔ ﻋﻠﻰ "ﺨﻁﺄ ﻓﻲ ﺍﻟﺭﻗﺎﺒﺔ" ﻓﻼ ﺘﺘﺭﺘﺏ ﻋﻠﻴـﻪ ﺴـﻭﻯ‬
‫ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﻤﺩﻨﻴﺔ ﺇﺫ ﻴﺴﻤﻰ ﺍﻟﻤﺴﺅﻭل ﺒﺎﻟﻤﺎل)‪."(١‬‬
‫ﺩ‪ -‬ﺍﻟﺴﻴﺩ ﻭﺍﻟﻭﻟﻲ ﻤﺴﺅﻭﻻﻥ ﻋﻥ ﺍﻷﻋﻤﺎل ﻏﻴﺭ ﺍﻟﻤﺒﺎﺤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺄﺘﻴﻬﺎ ﺍﻟﺨﺎﺩﻡ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻭﻟﻰ ﻓﻲ ﺃﺜﻨﺎﺀ‬
‫ﺍﻟﻌﻤل ﺃﻭ ﺒﺴﺒﺏ ﺍﻟﻌﻤل ﺍﻟﺫﻱ ﺍﺴﺘﺨﺩﻤﺎﻫﻤﺎ ﻓﻴﻪ ﻭﺇﻥ ﻜﺎﻨﺎ ﻏﻴﺭ ﺤﺭﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﺨﺘﻴﺎﺭﻫﻤـﺎ‪ ،‬ﺒـﺸﺭﻁ ﺃﻥ‬
‫ﻴﻜﻭﻥ ﻟﻬﻤﺎ ﺴﻠﻁﺔ ﻓﻌﻠﻴﺔ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺭﺍﻗﺒﺔ ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﺓ‪.‬‬
‫ﺇﻥ ﺍﻟﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﻤﻔﺘﺭﻀﺔ ﺒﺼﻭﺭﺓ ﻗﺎﻁﻌﺔ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻸﺼﻭل ﻭﺍﻷﻭﺼﻴﺎﺀ ﻭﺃﺭﺒﺎﺏ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﺎﺕ‪ ،‬ﺒل‬
‫ﻗﺎﺌﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﺭﻴﻨﺔ ﺍﻹﻫﻤﺎل ﻓﻲ ﺍﻟﺭﻗﺎﺒﺔ‪ ،‬ﻭﺘﻘﺒل ﺒﻴﻨﺔ ﺍﻟﻌﻜﺱ‪ ،‬ﺃﻤﺎ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺴﻴﺩ ﻭﺍﻟﻭﻟﻲ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻘـﺎﻨﻭﻥ‬
‫ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻨﻲ ﻻ ﻴﻘﺒل ﺒﻴﻨﺔ ﺍﻟﻌﻜﺱ‪ ،‬ﻓﻴﺴﺄﻟﻭﻥ ﻋﻥ ﺍﻟﻀﺭﺭ ﺒﻤﺠﺭﺩ ﺇﺭﺘﻜﺎﺏ ﺍﻟﺘﺎﺒﻊ ﻟﻬﻡ ﺠﺭﻤﹰﺎ ﺍﺜﻨﺎﺀ ﺍﻟﻌﻤل‬
‫)‪(٢‬‬
‫ﺃﻭ ﺒﺴﺒﺒﻪ ﺃﻭ ﻓﻲ ﻭﻗﺕ ﻜﺎﻥ ﻟﻬﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺴﻠﻁﺔ ﻓﻌﻠﻴﺔ‬

‫ﺍﻟﻨﺒﺫﺓ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ‪ :‬ﻭﺭﺜﺔ ﺍﻟﻔﺎﻋل‬


‫ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ‪ ٤٣٦‬ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺃﺼﻭل ﺍﻟﻤﺤﺎﻜﻤﺎﺕ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﻴﺔ ﺍﻟﻘﺩﻴﻡ ﻜﺎﻨﺕ ﺘﻨﺹ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ ﻓﻲ ﺤـﺎل‬
‫ﻭﻓﺎﺓ ﺍﻟﻤﺩﻋﻰ ﻋﻠﻴﻪ‬
‫ﺃﻤﻜﻥ ﻟﻠﻤﺘﻀﺭﺭ ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻭﺭﺜﺔ ﺍﻟﻤﺘﻭﻓﻲ ﻟﺩﻯ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ‪.‬‬
‫ﻼ ﺒﺎﻟﻤﺒﺎﺩﻯﺀ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ‬‫ﻟﻜﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩ ﻟﻡ ﻴﺘﻀﻤﻥ ﻤﺎ ﻴﻔﻴﺩ ﺇﻤﻜﺎﻨﻴﺔ ﻤﻼﺤﻘﺔ ﺍﻟﻭﺭﺜﺔ ﺇﻻ ﺃﻨﻪ ﻋﻤ ﹰ‬
‫ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ‪ ،‬ﻭﺒﻤﺎ ﻨﺼﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ‪ ٢٧٩‬ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻤﻭﺠﺒﺎﺕ ﻭﺍﻟﻌﻘﻭﺩ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻤﻭﺠﺒﺎﺕ ﺘﻨﺘﻔل ﺒﺎﻟﻭﻓﺎﺓ‪،‬‬
‫ﻭﻴﺒﻘﻰ ﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺒﺈﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﺩﻋﻲ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻤﺘﺎﺒﻌﺔ ﺩﻋﻭﺍﻩ ﺒﻭﺠﻪ ﺍﻟﻭﺭﺜﺔ‪:‬‬
‫‪ -‬ﻓﺈﻥ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻗﺩ ﺃﻗﻴﻤﺕ ﻭﻟﻡ ﺘﺒﺩﺃ ﻓﻴﻬﺎ ﺇﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻤﺤﺎﻜﻤﺔ ﺃﻱ ﺃﻨﻬﺎ ﻻ ﺘﺯﺍل ﻓﻲ‬
‫ﻤﺭﺤﻠﺔ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺘﺴﻘﻁ ﺒﻭﻓﺎﺓ ﺍﻟﻤﺩﻋﻰ ﻋﻠﻴﻪ‪ ،‬ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺘﻀﺭﺭ ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺩﻋﻭﺍﻩ‬
‫ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﻤﺩﻨﻲ ﺒﻭﺠﻪ ﺍﻟﻭﺭﺜﺔ‪.‬‬
‫ﻼ ﺒﺎﻟﻤـﺎﺩﺓ‬‫‪ -‬ﺃﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻤﻘﺎﻤﺔ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﻭﺘﻭﻓﻲ ﺍﻟﻤﺩﻋﻰ ﻋﻠﻴـﻪ ﻓﻌﻤـ ﹰ‬
‫ﺍﻟﻌﺎﺸﺭﺓ ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺃﺼﻭل ﺍﻟﻤﺤﺎﻜﻤﺎﺕ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﻴﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩ‪ ،‬ﻭﺨﻼﻓﹰﺎ ﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻘﺩﻴﻡ‪ ،‬ﺘﺘﺎﺒﻊ‬
‫ﺍﻟﻤﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﻴﺔ ﺍﻟﻭﺍﻀﻌﺔ ﻴﺩﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﻓﻲ ﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﺤﻕ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ‪.‬‬
‫ﻭﻟﻜﻥ ﻻ ﻴﺴﺄل ﺍﻟﻭﺭﺜﺔ ﻋﻥ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﺍﻟﻤﺘﺭﺘﺏ ﻋﻠﻰ ﻤﻭﺭﺜﻬﻡ ﺍﻟﻤﺩﻋﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺇﻻ ﻓﻲ ﺤﺩﻭﺩ ﻤـﺎ‬
‫ﻭﺭﺜﻭﻩ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺘﻤﺘﺩ ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺘﻬﻡ ﺇﻟﻰ ﺃﻤﻭﺍﻟﻬﻡ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ‪.‬‬

‫ﺍﻟﻨﺒﺫﺓ ﺍﻟﺭﺍﺒﻌﺔ‪ :‬ﺍﻟﻀﺎﻤﻥ‪:‬‬


‫ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺃﺼﻭل ﺍﻟﻤﺤﺎﻜﻤﺎﺕ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﻴﺔ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ﻴﻨﺹ ﻋﻠﻰ ﺠﻭﺍﺯ ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟـﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴـﺔ‬
‫ﻻ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﻭﺍﻹﺠﺘﻬﺎﺩ ﺇﺫ‬
‫ﺒﻭﺠﻪ ﺍﻟﻀﺎﻤﻥ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﻲ‪ ،‬ﻭﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻜﺎﻨﺕ ﻗﺩ ﺃﺜﺎﺭﺕ ﺠﺩ ﹰ‬
‫ﻗﺒل ﺍﻟﺒﻌﺽ ﺒﺫﻟﻙ ﻭﺭﻓﻀﻪ ﺍﻟﺒﻌﺽ ﺍﻵﺨﺭ‪.‬‬
‫ﺇﻻ ﺃﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺃﺼﻭل ﺍﻟﻤﺤﺎﻜﻤﺎﺕ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﻴﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩ ﻨﺹ ﺼﺭﺍﺤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺩﻴﺩ ﻤﻥ ﻤﻭﺍﺩﻩ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ‬
‫ﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﺤﻕ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﺘﻘﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻀﺎﻤﻥ‪.‬‬
‫ﻓﻘﺩ ﻨﺼﺕ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ‪ ١٩١‬ﻤﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ ﺒﻌﺩ ﺇﻜﺘﻤﺎل ﻤﺎ ﻴﺭﺍﻩ ﺍﻟﻘﺎﻀﻲ ﺍﻟﻤﻨﻔﺭﺩ ﻀـﺭﻭﺭﻴﹰﺎ ﻟﺘـﺄﻤﻴﻥ‬
‫ﻗﻨﺎﻋﺘﻪ ﻴﺴﺘﻤﻊ ﺇﻟﻰ ﻤﻁﺎﻟﺏ ﺍﻟﻤﺩﻋﻲ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﺃﻭ ﺇﻟﻰ ﻤﺭﺍﻓﻌﺔ ﻭﻜﻴﻠﻪ ﺜﻡ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤـﺴﺅﻭل ﺒﺎﻟﻤـﺎل‬
‫ﻭﺍﻟﻀﺎﻤﻥ ﺇﻥ ﻭﺠﺩ‪.‬‬

‫)‪ (١‬ﻗﺭﺍﺭ ﺭﻗﻡ ‪ ٣٠٦‬ﻓﻲ ‪ ٢٠‬ﻨﻴﺴﺎﻥ ‪ – ١٩٥٥‬ﻤﺠﻠﺱ ﺍﻟﺸﻭﺭﻯ – ﻨﺸﺭﺓ ﻗﻀﺎﺌﻴﺔ ‪.٣٧٠/٥٥‬‬
‫)‪ (٢‬ﻗﺭﺍﺭ ﻤﺠﻠﺱ ﺍﻟﺸﻭﺭﻯ ﻓﻲ ‪ ٢٠‬ﺃﻴﺎﺭ ‪ ١٩٦٦‬ﻨﺸﺭﺓ ﻗﻀﺎﺌﻴﺔ ‪.٤٧٩ /٦٦‬‬
‫ﺍﻟﻌﺩل‬ ‫‪١٤٠٠‬‬

‫ﻜﻤﺎ ﻨﺼﺕ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ‪ ٢٠٩‬ﻤﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ ﻟﻠﻤﺴﺅﻭل ﺒﺎﻟﻤﺎل ﺃﻭ ﺍﻟﻀﺎﻤﻥ ﺃﻥ ﻴﺴﺘﺄﻨﻑ ﺍﻟﺤﻜـﻡ ﺍﻟـﺫﻱ‬
‫ﺃﻟﺯﻤﻪ‪ ،‬ﺒﺎﻟﺘﻀﺎﻤﻥ ﻤﻊ ﺍﻟﻤﺩﻋﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻤﻘﻀﻰ ﺒﺈﺩﺍﻨﺘﻪ‪ ،‬ﺒﺎﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺩﻋﻲ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ‪ ،‬ﻭﻟﻪ ﺃﻥ‬
‫ﻴﺴﺘﺄﻨﻑ ﻭﺤﺩﻩ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﻭﻟﻭ ﺭﻀﺦ ﻟﻪ ﺍﻟﻤﺩﻋﻰ ﻋﻠﻴﻪ‪ ،‬ﻓﻴﺴﺘﻔﻴﺩ ﻋﻨﺩﻫﺎ ﻭﺤﺩﻩ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺘﺎﺌﺞ‪.‬‬
‫ﻤﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻨﺼﻭﺹ ﻴﺘﺒﺩﻯ ﺼﺭﺍﺤ ﹰﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﻀﺎﻤﻥ ﺃﺼﺒﺢ ﻓﺭﻴﻘـﹰﺎ ﺃﺼـﻠﻴﹰﺎ ﻓـﻲ ﺩﻋـﻭﻯ ﺍﻟﺤـﻕ‬
‫ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ‪ ،‬ﻭﻴﻤﻜﻥ ﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻤﺩﺍﻋﺎﺘﻪ ﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ﻤﻊ ﺍﻟﻤﺩﻋﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﻟﻤﻁﺎﻟﺒﺘﻪ ﺒﺎﻟﻌﻁل ﻭﺍﻟﻀﺭﺭ ﺒﺎﻟﺘﻜﺎﻓل‬
‫ﻭﺍﻟﺘﻀﺎﻤﻥ ﻓﻲ ﻤﺎ ﺒﻴﻨﻬﻤﺎ‪.‬‬

‫ﺍﻟﻨﺒﺫﺓ ﺍﻟﺨﺎﻤﺴﺔ‪ :‬ﺍﻷﺸﺨﺎﺹ ﺍﻟﻤﻌﻨﻭﻴﻭﻥ‬


‫ﺇﻥ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ‪ ٢١٠‬ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺎﺕ ﻨﺼﺕ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﻤﻌﻨﻭﻴﺔ ﻤﺴﺅﻭﻟﺔ ﺠﺯﺍﺌﻴـﹰﺎ ﻋـﻥ‬
‫ﺃﻋﻤﺎل ﻤﺩﻴﺭﻴﻬﺎ ﻭﺃﻋﻀﺎﺀ ﺇﺩﺍﺭﺘﻬﺎ ﻭﻤﻤﺜﻠﻴﻬﺎ ﻭﻋﻤﺎﻟﻬﺎ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﻴﺄﺘﻭﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﻋﻤﺎل ﺒﺈﺴـﻡ ﺍﻟﻬﻴﺌـﺎﺕ‬
‫ﺍﻟﻤﺫﻜﻭﺭﺓ ﺃﻭ ﺒﺈﺤﺩﻯ ﻭﺴﺎﺌﻠﻬﺎ‪.‬‬
‫ﻭﺒﻤﺎ ﺃﻥ ﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﺤﻕ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﺘﻘﺎﻡ ﺘﺒﻌﹰﺎ ﻟﻠﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ‪ ،‬ﺒﻭﺠﻪ ﻤﻥ ﻫﻭ ﻤﺴﺅﻭل ﺠﺯﺍﺌﻴﺎﹰ‪ ،‬ﻓﺈﻨﻪ‬
‫ﻴﻤﻜﻥ ﻟﻠﻤﺘﻀﺭﺭ ﺃﻥ ﻴﻁﺎﻟﺏ ﺍﻷﺸﺨﺎﺹ ﺍﻟﻤﻌﻨﻭﻴﻴﻥ ﺒﺎﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﻋﻥ ﺍﻟﻀﺭﺭ ﺍﻟﻨﺎﺸﻰﺀ ﻋـﻥ ﺠـﺭﻡ‬
‫ﺠﺯﺍﺌﻲ ﻤﺘﻰ ﺘﻭﻓﺭﺕ ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺘﻬﻡ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﻴﺔ‪.‬‬
‫ﻼ ﺍﻟﻤﺨﺎﻟﻔﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻘﻭﻡ ﺒﻬﺎ ﻤﺩﻴﺭ ﻓﺭﻋﻪ ﻭﺘﺤﻘﻘﺕ ﻤﻨﻬﺎ ﻭﺘﻐﺎﻀﺕ‬ ‫ﻓﺈﺫﺍ ﻟﻤﺴﺕ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﻤﺼﺭﻑ‪ ،‬ﻤﺜ ﹰ‬
‫ﻋﻨﻬﺎ ﻭﻟﻡ ﺘﺘﺨﺫ ﺒﺤﻘﻪ ﺍﻹﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺭﺍﺩﻋﺔ ﺤﺘﻰ ﺘﻤﻜﻥ ﻤﻥ ﺍﺨﺘﻼﺱ ﺃﻤﻭﺍل ﺍﻟﻌﺩﻴﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﺯﺒﺎﺌﻥ ﺍﻟﺫﻴﻥ‬
‫ﺨﺴﺭﻭﺍ ﺃﻤﻭﺍﻟﻬﻡ ﺒﻔﻌل ﺇﻫﻤﺎل ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﺭﻜﺯﻴﺔ‪ ،‬ﻓﺈﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺘﻜﻭﻥ ﻤﺴﻭﺅﻟﺔ ﻋﻥ ﺃﻋﻤﺎل ﻫـﺫﺍ‬
‫)‪.(١‬‬
‫ﺍﻟﻤﺩﻴﺭ ﻭﻴﻠﺯﻡ ﺍﻟﻤﺼﺭﻑ ﺒﺎﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺯﺒﺎﺌﻥ ﺒﻤﺎ ﻓﻘﺩﻭﻩ ﻤﻥ ﺃﻤﻭﺍﻟﻬﻡ‬
‫ﻭﻓﻲ ﻗﺭﺍﺭ ﺼﺎﺩﺭ ﻋﻥ ﻤﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺯ ﺤﺩﺩﺕ ﺍﻟﺸﺭﻁﻴﻥ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﻴﻥ ﻟﻜﻲ ﺘﺴﺄل ﺍﻟﻬﻴﺌﺔ ﺍﻟﻤﻌﻨﻭﻴـﺔ‬
‫ﺠﺯﺍﺌﻴﹰﺎ‪.‬‬
‫ﺃ‪ -‬ﺼﻔﺔ ﺍﻟﻔﺎﻋل‪ :‬ﺒﺤﻴﺙ ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﺩﻴﺭﹰﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﻴﺌﺔ ﺍﻟﻤﻌﻨﻭﻴﺔ ﺃﻭ ﻋﻀﻭﹰﺍ ﻓﻲ ﺇﺩﺍﺭﺘﻬـﺎ ﺃﻭ‬
‫ﻼ ﻤﻥ ﻋﻤﺎﻟﻬﺎ‪.‬‬ ‫ﻼ ﻟﻬﺎ ﺃﻭ ﻋﺎﻤ ﹰ‬
‫ﻤﻤﺜ ﹰ‬
‫ﺏ‪ -‬ﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻔﻌل‪ ،‬ﺒﺤﻴﺙ ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﻴﺅﺘﻰ ﺒﺈﺴﻡ ﺍﻟﻬﻴﺌﺔ ﺍﻟﻤﻌﻨﻭﻴﺔ ﺃﻭ ﺒﺈﺤﺩﻯ ﻭﺴﺎﺌﻠﻬﺎ‪.‬‬
‫ﻼ‬
‫ﻭﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻷﺴﺎﺱ ﻗﻀﺕ ﺒﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﻤﺩﻴﺭ ﺍﻟﻤﺼﺭﻑ ﺍﻟﺫﻱ ﺍﺨﺘﻠﺱ ﺃﻤﻭﺍل ﺃﺤﺩ ﺍﻟﺯﺒﺎﺌﻥ ﻤﺴﺘﻐ ﹰ‬
‫)‪.(٢‬‬
‫ﺘﺴﻠﻴﻡ ﺍﻟﺯﺒﻭﻥ ﻟﻪ ﺍﻟﺸﻴﻜﺎﺕ ﻭﺍﻷﻤﻭﺍل ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺼﺭﻑ ﻷﻴﺩﺍﻋﻬﺎ ﻓﻲ ﺤﺴﺎﺒﺎﺘﻪ‬
‫ﻻ ﻀﺩ ﺍﻟﻤﺩﻋﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻭ ﺍﻟﻤـﺴﺅﻭل‬ ‫ﺘﺠﺩﺭ ﺍﻹﺸﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺃﻨﻪ ﻟﻜﻲ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻹﺩﻋﺎﺀ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻤﻘﺒﻭ ﹰ‬
‫ﻼ ﻟﻠﺘﻘﺎﻀﻲ ﻭﻓﻘﹰﺎ ﻟﻘﻭﺍﻋﺩ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺒﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ﻻ‬ ‫ﺒﺎﻟﻤﺎل ﺃﻭ ﺍﻟﻭﺍﺭﺙ‪ ،‬ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺃﻫ ﹰ‬
‫ﻻ ﺒﺸﺨﺹ ﻤﻤﺜﻠﻪ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻲ ﻜﺎﻟﻭﺼﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﻭﻟﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﻘﻴﻡ‪ ،‬ﻭﺇﺫﺍ ﻟـﻡ‬ ‫ﺘﻘﺎﻡ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﻋﻠﻰ ﻓﺎﻗﺩ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺇ ﹼ‬
‫ﻴﻜﻥ ﻫﻨﺎﻟﻙ ﻭﻟﻲ ﺃﻭ ﻭﺼﻲ‪ ،‬ﺃﻭ ﻜﺎﻥ ﻤﻭﺠﻭﺩﹰﺍ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻏﻴـﺭ ﻤﻠـﻲﺀ ﻓﺎﻟﻤـﺎﺩﺓ ‪ ١٣٩‬ﻤـﻥ ﻗـﺎﻨﻭﻥ‬
‫ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺎﺕ ﺘﻘﺭﺭ ﻟﻠﻘﺎﻀﻲ ﺘﻘﺩﻴﺭ ﺍﻟﻌﻁل ﻭﺍﻟﻀﺭﺭ ﻤﺭﺍﻋﻴﹰﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻔـﺭﻴﻘﻴﻥ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﻨﺤـﻭ‬
‫ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ‪:‬‬
‫"ﺍﻟﻤﺠﻨﻭﻥ ﻭﺍﻟﻘﺎﺼﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﺍﺭﺘﻜﺏ ﺠﺭﻴﻤﺔ ﺩﻭﻥ ﺘﻤﻴﻴﺯ ﻻ ﻴﻠﺯﻤﺎﻥ ﺒﺎﻟﻌﻁل ﻭﺍﻟـﻀﺭﺭ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﻟـﻡ‬
‫ﻴﻜﻥ ﺜﻤﺔ ﺸﺨﺹ ﺘﻘﻊ ﻋﻠﻴﻪ ﺘﺒﻌﺔ ﻋﻤﻠﻬﻤﺎ‪ ،‬ﺃﻭ ﻜﺎﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺸﺨﺹ ﻏﻴﺭ ﺫﻱ ﻤﻼﺀﺓ ﻓﻴﻘﺩﺭ ﺍﻟﻘﺎﻀـﻲ‬
‫ﺍﻟﻌﻁل ﻭﺍﻟﻀﺭﺭ ﻤﺭﺍﻋﻴﹰﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻔﺭﻴﻘﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ‪ ١٢٢‬ﻓﻘﺭﺘﻬﺎ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻋﻠﻰ‬
‫ﺃﻨﻪ ﺇﺫﺍ ﺼﺩﺭﺕ ﺃﻻﹼﻀﺭﺍﺭ ﻋﻥ ﺸﺨﺹ ﻏﻴﺭ ﻤﻤﻴﺯ ﻭﻟﻡ ﻴﺴﺘﻁﻊ ﺍﻟﻤﺘﻀﺭﺭ ﺍﻟﺤﺼﻭل ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ‬

‫)‪ (١‬ﺇﺴﺘﺌﻨﺎﻑ ﺍﻟﺒﻘﺎﻉ ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ ‪ ٣‬ﺁﺫﺍﺭ‪ – ١٩٩٧‬ﺍﻟﻤﺼﻨﻑ ﺍﻟﺴﻨﻭﻱ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﻲ ـ ﻋﻔﻴﻑ ﺸﻤﺱ ﺍﻟﺩﻴﻥ ـ ﺴﻨﺔ ‪ ،١٩٩٧‬ﺹ ‪-١٢‬‬
‫‪.١٣‬‬
‫)‪ (٢‬ﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺯ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ – ﺭﻗﻡ ‪ – ٩٦/٨٢‬ﺍﻟﻤﺼﻨﻑ ﺍﻟﺴﻨﻭﻱ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﻲ – ﻋﻔﻴﻑ ﺸﻤﺱ ﺍﻟﺩﻴﻥ – ﺴﻨﺔ ‪ -١٩٩٦‬ﺹ ‪.٣٩‬‬
‫‪١٤٠١‬‬ ‫ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ‬

‫ﻤﻤﻥ ﺃﻨﻴﻁ ﺒﻪ ﺃﻤﺭ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻅﺔ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﺸﺨﺹ‪ ،‬ﻋﻨﺩﻫﺎ ﻴﺤﻕ ﻟﻠﻘﺎﻀﻲ ﺃﻥ ﻴﺤﻜـﻡ ﻋﻠـﻰ ﻓﺎﻋـل‬
‫ﺍﻟﻀﺭﺭ ﺒﺘﻌﻭﻴﺽ ﻋﺎﺩل ﻤﻊ ﻤﺭﺍﻋﺎﺓ ﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻔﺭﻴﻘﻴﻥ‪.‬‬

‫ﺍﻟﻨﺒﺫﺓ ﺍﻟﺴﺎﺩﺴﺔ‪ :‬ﺍﻗﺘﺼﺎﺭ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺤﺎﻟﺔ ﻭﺠﻭﺩ ﺠﺭﻡ ﺠﺯﺍﺌﻲ‪:‬‬
‫ﺇﺫﺍ ﺤﺼل ﻀﺭﺭ ﻭﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﻗﺩ ﻭﻗﻊ ﺨﻁﺄ ﺃﻭ ﻓﻌل ﺠﺯﺍﺌﻲ ﻓﻼ ﻴﻤﻜﻥ ﻟﻠﻤﺘﻀﺭﺭ ﺇﻗﺎﻤـﺔ ﺩﻋـﻭﺍﻩ‬
‫ﻟﻠﻤﻁﺎﻟﺒﺔ ﺒﺎﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﻲ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﺸﺌﺔ ﻋﻥ ﺍﻟﺠﻭﺍﻤﺩ ﻭﺍﻟﻤﻨﺼﻭﺹ ﻋﻨﻬـﺎ‬
‫ﻼ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺘﺤﻤل ﺤﺎﺭﺱ ﺍﻟﺠﻭﺍﻤﺩ ﺍﻟﻤﻨﻘﻭﻟﺔ ﻭﻏﻴﺭ‬
‫ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ‪ ١٣١‬ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻤﻭﺠﺒﺎﺕ ﻭﺍﻟﻌﻘﻭﺩ ﻤﺜ ﹰ‬
‫ﺍﻟﻤﻨﻘﻭﻟﺔ ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻀﺭﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﺤﺩﺜﻪ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺠﻭﺍﻤﺩ ﺤﺘﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﺍﻟﺫﻱ ﻻ ﺘﻜﻭﻥ ﻓﻴـﻪ ﺘﺤـﺕ‬
‫ﺇﺩﺍﺭﺘﻪ ﻭﻤﺭﺍﻗﺒﺘﻪ ﺍﻟﻔﻌﻠﻴﺔ‪ ،‬ﻫﻲ ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ﻤﺒﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻤﺒﺩﺃ ﺍﻟﺤﺭﺍﺴﺔ ﻭﺘﺭﺘﺏ ﺍﻟﺘﻌـﻭﻴﺽ‬
‫ﺒﻤﺠﺭﺩ ﺤﺼﻭل ﺍﻟﻀﺭﺭ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺘﺴﺘﻨﺩ ﺇﻟﻰ ﺠﺭﻡ ﺃﻭ ﺨﻁﺄ ﺇﺭﺘﻜﺒﻪ ﺍﻟﺤﺎﺭﺱ‪ ،‬ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻤـﺴﺅﻭﻟﻴﺔ‬
‫ﺍﻟﺘﻌﺎﻗﺩﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﺭﺘﺏ ﻋﻥ ﻤﺨﺎﻟﻔﺔ ﺒﻨﻭﺩ ﻋﻘﺩ ﺒﻴﻥ ﻁﺭﻓﻴﻥ ﺃﻭ ﺃﻜﺜﺭ ﻻ ﺘﺅﺩﻱ ﺇﻟـﻰ ﺃﻴـﺔ ﻤـﺴﺅﻭﻟﻴﺔ‬
‫ﺠﺯﺍﺌﻴﺔ‪.‬‬
‫ﻭﻟﻴﺱ ﻟﻠﻤﺘﻀﺭﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﻤﻤﺎﺜﻠﺔ ﺴﻭﻯ ﺃﻥ ﻴﺘﻭﺴل ﺍﻟﻤﺭﺍﺠﻌـﺔ ﺃﻤـﺎﻡ ﺍﻟﻘـﻀﺎﺀ ﺍﻟﻤـﺩﻨﻲ‬
‫ﻟﻠﻭﺼﻭل ﺇﻟﻰ ﻤﻁﺎﻟﺒﻪ‪.‬‬

‫ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺜﺄﻨﻲ‬
‫ﺍﺴﺘﻌﻤﺎل ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ‬

‫ﺃﻤﺎﻡ ﻤﻥ ﺘﻘﺎﻡ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ ؟‬


‫ﻨﺼﺕ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺴﺎﺩﺴﺔ ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺃﺼﻭل ﺍﻟﻤﺤﺎﻜﻤﺎﺕ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ " ﻴﺠﻭﺯ ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺩﻋـﻭﻯ‬
‫ﺍﻟﺤﻕ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﺘﺒﻌﹰﺎ ﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﺤﻕ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻲ ﺍﻟﻤﻘﺎﻤﺔ ﻟﺩﻴﻪ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﻜﻤـﺎ‬
‫ﻴﺠﻭﺯ ﺇﻗﺎﻤﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺤِﺩﺓ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﻤﺩﻨﻲ"‬
‫ﻭﺒﺫﻟﻙ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩ‪ ،‬ﻋﻠﻰ ﻏﺭﺍﺭ ﺍﻟﻘـﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟـﺴﺎﺒﻕ ﻗـﺩ ﺇﻋﺘﻤـﺩ " ﻤﺒـﺩﺃ ﺍﻟﺨﻴـﺎﺭ"‬
‫ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﻤﺩﻋﻲ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻭﻤﻌﻨﺎﻩ ﺃﻥ ﻟﻠﻤﺘﻀﺭﺭ ﺤﻕ ﺍﻟﺨﻴﺎﺭ ﻤﺎ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻤﺤﺎﻜﻡ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﻴـﺔ ﻭﺍﻟﻤﺤـﺎﻜﻡ‬
‫ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ‪.‬‬
‫ﻓﺈﺫﺍ ﺃﻗﺎﻡ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﻤﺭﺠـﻊ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌـﻲ ﺠـﺭﺕ ﺍﻟﻤﺤﺎﻜﻤـﺔ ﺒﻬﻤـﺎ ﻤﻌـﹰﺎ )ﺃﻱ ﺍﻟـﺩﻋﻭﻯ‬
‫ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻭﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ(‪ ،‬ﺃﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﺃﻗﺎﻤﻬﺎ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﻤﺩﻨﻲ ﻓﺈﻥ ﻤﺎ ﻴﺼﺩﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﻴﺔ‬
‫ﻤﻥ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﻴﻜﻭﻥ ﻟﻪ ﺇﻨﻌﻜﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ‪ ،‬ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﻟﻜل ﻤﻨﻬﻤﺎ ﺸﺭﻭﻁ ﺇﻨﻘـﻀﺎﺀ ﺨﺎﺼـﺔ‬
‫ﺒﻬﺎ‪.‬‬

‫ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ﺃﻻﹼﻭﻟﻰ‪ :‬ﻟﻠﻤﺩﻋﻲ ﺃﻥ ﻴﺨﺘﺎﺭ ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺩﻨﻲ‪:‬‬


‫ﻜﻤﺎ ﻭﺴﺒﻕ ﺫﻜﺭﻩ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺴﺎﺩﺴﺔ ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺃﺼﻭل ﺍﻟﻤﺤﺎﻜﻤﺎﺕ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﻴﺔ ﺘﺭﻜﺕ ﻟﻠﻤﺩﻋﻲ ﺃﻥ‬
‫ﻴﺨﺘﺎﺭ ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺭﻴﺩ ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺩﻋﻭﺍﻩ ﺃﻤﺎﻤﻪ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺩﻨﻲ‪ ،‬ﻭﻫﺫﺍ ﻤﺎ ﻴﻌﺭﻑ ﺒﻤﺒﺩﹰﺍ ﺍﻟﺨﻴـﺎﺭ‬
‫ﻭﻟﻬﺫﺍ ﺍﻷﻤﺭ ﺤﺴﻨﺎﺘﻪ‪:‬‬
‫ﺃ‪ -‬ﺇﻥ ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﻲ ﻴﺤﺭﻙ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻓﻲ ﺤﺎل ﺘﻘـﺎﻋﺱ‬
‫ﺍﻟﻨﻴﺎﺒﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ‪.‬‬
‫ﺏ‪ -‬ﺇﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺒﺩﹰﺍ ﻴﻌﻔﻰ ﺍﻟﻤﺘﻀﺭﺭ ﻤﻥ ﺠﺭﻡ ﺠﺯﺍﺌﻲ ﻤﻥ ﺇﺸﻜﺎﻻﺕ ﻗﻭﺍﻋﺩ ﺍﻹﺜﺒﺎﺕ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ‪.‬‬
‫ﺍﻟﻌﺩل‬ ‫‪١٤٠٢‬‬

‫ﺝ‪ -‬ﻤﻥ ﺤﺴﻥ ﺴﻴﺭ ﺍﻟﻌﺩﺍﻟﺔ ﺃﻥ ﻴﻨﻅﺭ ﺒﺎﻟﺩﻋﻭﻴﻴﻥ ﻤﺭﺠﻊ ﻭﺍﺤﺩ‪ ،‬ﻭﺃﻥ ﺘﻌﺭﺽ ﺃﻤـﺎﻡ ﺃﻭﺠﻬﻬﻤـﺎ‬
‫ﺠﻤﻴﻌﹰﺎ ﻻ ﺴﻴﻤﺎ ﺍﻟﻭﻗﺎﺌﻊ ﺍﻟﺘﻲ ﻨﺠﻡ ﺒﺴﺒﺒﻬﺎ ﺍﻟﺠﺭﻡ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﻲ ﻭﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﻓﻲ ﺁﻥ ﻭﺍﺤﺩ‪.‬‬
‫ﺇﻻ ﺃﻥ ﻤﺒﺩﹰﺍ ﺍﻟﺨﻴﺎﺭ ﻫﺫﺍ ﻟﻴﺱ ﻤﻁﻠﻘﹰﺎ‪ ،‬ﻓﺈﺫﺍ ﺍﺨﺘﺎﺭ ﺍﻟﻤﺩﻋﻲ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺩﻋﻭﺍﻩ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﻘـﻀﺎﺀ‬
‫ﺍﻟﻤﺩﻨﻲ ﻓﻼ ﻴﺠﻭﺯ ﻟﻪ ﺍﻟﻌﺩﻭل ﻋﻨﻬﺎ ﻭﺇﻗﺎﻤﺘﻬﺎ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﻲ ﻭﻴﻜﻭﻥ ﺍﺨﺘﻴﺎﺭﻩ ﻗﺩ ﻭﻗﻊ ﻨﻬﺎﺌﻴﹰﺎ‬
‫ﻭﻟﻜﻥ ﻴﺒﻘﻰ ﻟﻪ ﺍﻟﻌﺩﻭل ﻋﻥ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﻤﺩﻨﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﻲ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﻨﻴﺎﺒﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤـﺔ ﻗـﺩ‬
‫ﻻ ﺘﻜـﻭﻥ ﺍﻟـﺩﻋﻭﻯ‬ ‫ﺤﺭﻜﺕ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺒﺈﺩﻋﺎﺀ ﻻﺤﻕ ﻹﺩﻋﺎﺌﻪ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﻤﺩﻨﻲ ﺸـﺭﻁ ﺃ ﹼ‬
‫ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻗﺩ ﻓﹸﺼﻠﺕ ﺒﻤﻭﺠﺏ ﻗﺭﺍﺭ ﻨﻬﺎﺌﻲ‪ ،‬ﻭﻴﻌﺘﺒﺭ ﻋﺩﻭﻟﻪ ﻋﻥ ﺩﻋﻭﺍﻩ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﻤﺩﻨﻲ ﺭﺠﻭﻋـﹰﺎ‬
‫ﻋﻨﻬﺎ ﺃﻤﺎﻤﻪ‪ .‬ﺃﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﺃﻗﺎﻡ ﺩﻋﻭﺍﻩ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﻲ ﻓﻠﻪ ﺃﻥ ﻴﻌﺩل ﻋﻨﻪ ﻭﻴﻌـﻭﺩ ﻟﻴﻘﻴﻤﻬـﺎ ﺃﻤـﺎﻡ‬
‫ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﻤﺩﻨﻲ‪ ،‬ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺩﻋﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﻻ ﻴﺘﻀﺭﺭ ﻤﻥ ﺍﻹﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻁﺒﻕ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﻤﺩﻨﻲ‬
‫ﻷﻨﻬﺎ ﺃﺨﻔﻑ ﻭﻁﺄﺓ ﻤﻥ ﺍﻹﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻤﻁﺒﻘﺔ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﻲ‪.‬‬
‫ﻭﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﺩﻋﻲ ﻗﺩ ﺤﺭﻙ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ‪ ،‬ﺒﺈﺩﻋﺎﺌﻪ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌـﻲ‪ ،‬ﻓـﺈﻥ‬
‫ﺭﺠﻭﻋﻪ ﻋﻥ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﻲ ﻟﻴﻌﻭﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﻤﺩﻨﻲ‪ ،‬ﻻ ﻴـﺅﺩﻱ ﺇﻟـﻰ‬
‫ﺍﺴﻘﺎﻁ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺘﺒﻌﹰﺎ ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻟﺭﺠﻭﻉ‪ ،‬ﻷﻥ ﺍﻟﻤﺩﻋﻲ ﻻ ﻴﻜﻭﻥ ﺒﺫﻟﻙ ﻗﺩ ﺃﺴﻘﻁ ﺩﻋﻭﺍﻩ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ‬
‫ﺒل ﻋﻤﺩ ﺇﻟﻰ ﻨﻘﻠﻬﺎ ﻤﻥ ﻤﺭﺠﻊ ﺇﻟﻰ ﺁﺨﺭ‪.‬‬
‫ﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻤل ﺒﻘﺎﻋﺩﺓ ﻋﺩﻡ ﺠﻭﺍﺯ ﺍﻟﻌﺩﻭل ﻋﻥ ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﻤﺩﻨﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﻲ‪ ،‬ﺒﺈﺴـﺘﺜﻨﺎﺀ‬ ‫ﺇﹼ‬
‫ﺤﺎﻟﺔ ﺘﺤﺭﻴﻙ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻤﻥ ﻗﺒل ﺍﻟﻨﻴﺎﺒﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ‪ ،‬ﻻ ﻴﺘﻡ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﺩﻋﻭﻴﺎﻥ ﻤﺒﻨﻴﺘﻴﻥ ﻋﻠـﻰ‬
‫ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻭﺍﻗﻌﺔ ﻭﺍﻟﺴﺒﺏ ﻭﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﻭﺒﻴﻥ ﺍﻷﺸﺨﺎﺹ ﺃﻨﻔﺴﻬﻡ‪ ،‬ﺃﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﺍﺨﺘﻠﻔﺕ ﺃﺭﻜﺎﻥ ﺍﻟﺩﻋﻭﻴﻴﻥ ﻓﻼ‬
‫ﻤﻭﺠﺏ ﻟﻠﺘﻘﻴﺩ ﺒﻬﺫﻩ ﺍﻟﻘﺎﻋﺩﺓ‪ ،‬ﻓﻘﺩ ﺃﺠﺎﺯﺕ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺴﺎﺒﻌﺔ ﺃﺼﻭل ﺠﺯﺍﺌﻴﺔ ﻟﻠﻤﺘﻀﺭﺭﻤﻥ ﺠﺭﻡ ﺠﺯﺍﺌﻲ‬
‫ﺃﻥ ﻴﻨﻀﻡ ﻟﻠﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺃﻤﺎﻡ ﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﺠﻨﺎﻴﺎﺕ‪.‬‬
‫ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻤل ﺒﻬﺫﻩ ﺍﻟﻘﺎﻋﺩﺓ ﻻ ﻴﺘﻡ ﺃﻴﻀﹰﺎ ﻭﻴﺒﻘﻰ ﻟﻠﻤﺩﻋﻲ ﺃﻥ ﻴﻌﺩل ﻋﻥ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﻤـﺩﻨﻲ ﺇﻟـﻰ‬
‫ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﻲ‪:‬‬
‫ﺃ‪ -‬ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﺩﻋﻲ ﻗﺩ ﺃﻗﺎﻡ ﺩﻋﻭﺍﻩ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻤﺩﻨﻲ ﻏﻴﺭ ﺼﺎﻟﺢ ﺃﻭ ﺃﻨﻪ ﻟﻡ ﻴـﺘﻡ ﺍﻟﻤﻌـﺎﻤﻼﺕ‬
‫ﺍﻟﻼﺯﻤﺔ ﻟﻭﻀﻊ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺒﻴﻥ ﻴﺩﻱ ﺍﻟﻘﺎﻀﻲ ﺍﻟﻤﺩﻨﻲ ﺍﻟﻤﺨﺘﺹ ﺃﻱ ﺃﻨﻪ ﻟﻡ ﻴﺼﺒﺢ ﺒﻌﺩ ﻁﺭﻓـﹰﺎ‬
‫ﻓﻴﻬﺎ‪.‬‬
‫ﺏ‪ -‬ﻟﻪ ﺃﻥ ﻴﻌﺘﻤﺩ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻋﻨﺼﺭﹰﺍ ﻤﻥ ﻋﻨﺎﺼﺭ ﺍﻟﻀﺭﺭ ﻟﻡ ﻴﻌﺘﻤﺩﻩ ﻓﻲ ﺩﻋﻭﺍﻩ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻜـﻭﻥ‬
‫ﻗﺩ ﺃﻗﺎﻤﻬﺎ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﻤﺩﻨﻲ‪.‬‬
‫ﺝ‪ -‬ﺇﺫﺍ ﻅﻬﺭ‪ ،‬ﺒﻌﺩ ﺇﻗﺎﻤﺘﻪ ﻟﻠﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﻴﺔ‪ ،‬ﻭﻗﺎﺌﻊ ﺃﻭ ﻋﻭﺍﻤل ﻟﻡ ﺘﻜﻥ ﻤﻌﺭﻭﻓﺔ ﻤﻨﻪ‪ ،‬ﻤﻥ ﺸﺄﻨﻬﺎ‬
‫ﺃﻥ ﺘﻀﻔﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻌل ﺍﻟﺼﻔﺔ ﺍﻟﺠﺭﻤﻴﺔ‪ ،‬ﻓﺈﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻋﺘﻘﺩ ﺃﻥ ﺍﻟﻀﺭﺭ ﻗﺩ ﻨﺸﺄ ﻋﻠـﻰ ﺃﺴـﺎﺱ‬
‫ﻼ ﻤﻘﺼﻭﺩﹰﺍ ﻴـﺸﻜل ﺒﻅﺭﻓـﻪ‬ ‫ﺤﺭﺍﺴﺔ ﺍﻟﺠﻭﺍﻤﺩ ﺜﻡ ﺘﺒﻴﻥ ﻟﻪ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺩﻋﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﻜﺎﻥ ﻗﺩ ﺃﺘﻰ ﻋﻤ ﹰ‬
‫ﺠﺭﻤﹰﺎ ﺠﺯﺍﺌﻴﹰﺎ ﻓﻠﻪ ﻋﻨﺩ ﺫﻟﻙ ﺃﻥ ﻴﻌﺩل ﻋﻥ ﺍﻟﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﻤﺩﻨﻲ ﻟﻴﻘـﺩﻡ ﺩﻋـﻭﺍﻩ ﺃﻤـﺎﻡ ﺍﻟﻤﺭﺠـﻊ‬
‫ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﻲ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻭﻜﻤﺎ ﻭﺴﺒﻕ ﻭﺫﻜﺭﻨﺎ ﻓﻠﻪ ﺃﻥ ﻴﻌﺩل ﻋﻥ ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﻤﺩﻨﻲ ﻭﻴﻘﻴﻡ ﺩﻋﻭﺍﻩ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌـﻲ‬
‫ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻗﺩ ﺠﺭﻯ ﺘﺤﺭﻴﻜﻬﺎ ﻤﻥ ﻗﺒل ﺍﻟﻨﻴﺎﺒﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ ﻻﺤﻕ ﻹﺩﻋﺎﺌـﻪ ﺃﻤـﺎﻡ‬
‫ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﻤﺩﻨﻲ )ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ‪ ٨‬ﺃ‪.‬ﻡ‪.‬ﺝ‪.(.‬‬

‫ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ‪ :‬ﺍﻹﺩﻋﺎﺀ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﻲ‪:‬‬


‫ﺒﻤﻘﺘﻀﻰ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﺎﺴﻌﺔ ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺃﺼﻭل ﺍﻟﻤﺤﺎﻜﻤﺎﺕ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﻴﺔ ﺘﻘﺎﻡ ﺍﻟـﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﻌﺎﻤـﺔ ﺃﻤـﺎﻡ‬
‫ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻭﻗﻌﺕ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻀﻤﻥ ﻨﻁﺎﻕ ﺩﺍﺌﺭﺘﻪ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺎﺒﻊ ﻟﻪ ﻤﺤل ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﻤﺩﻋﻰ ﻋﻠﻴﻪ‬
‫ﺃﻭ ﻤﺤل ﺇﻟﻘﺎﺀ ﺍﻟﻘﺒﺽ ﻋﻠﻴﻪ‪.‬‬
‫‪١٤٠٣‬‬ ‫ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ‬

‫ﻭﺒﻤﺎ ﺃﻥ ﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﺤﻕ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﺘﻘﺎﻡ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﻲ ﺘﺒﻌﹰﺎ ﻟﻠﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺃﻭ ﺃﻨﻬﺎ ﺘﺤﺭﻙ‬
‫ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﻓﺈﻨﻬﺎ ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﺘﻘﺎﻡ ﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻭﻗﻌﺕ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻀﻤﻥ ﻨﻁﺎﻕ‬
‫ﺩﺍﺌﺭﺘﻪ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺎﺒﻊ ﻟﻪ ﻤﺤل ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﻤﺩﻋﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻭ ﻤﺤل ﺇﻟﻘﺎﺀ ﺍﻟﻘﺒﺽ ﻋﻠﻴﻪ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻔﻌل ﺍﻟﺠﺭﻤﻲ ﻤﻥ ﻨﻭﻉ ﺍﻟﺠﻨﺎﻴﺔ ﻓﻠﻴﺱ ﻟﻠﻤﺘﻀﺭﺭ ﺃﻥ ﻴﺘﺨﺫ ﺼﻔﺔ ﺍﻹّﺩﻋﺎﺀ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ‬
‫ﻻ ﺃﻤﺎﻡ ﻗﺎﻀﻲ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﺍﻷﻭل‪ ،‬ﻭﻻ ﻴﺘﺭﺘﺏ ﻋﻠﻴﻪ ﺩﻓﻊ ﺃﻱ ﺴﻠﻔﺔ ﻤﺎﻟﻴﺔ‪.‬‬ ‫ﺇﹼ‬
‫ﺃﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻔﻌل ﻤﻥ ﻨﻭﻉ ﺍﻟﺠﻨﺤﺔ ﻓﻠﻠﻤﺘﻀﺭﺭ ﺃﻥ ﻴﻘﺩﻡ ﺩﻋﻭﺍﻩ ﺃﻤﺎﻡ ﻗﺎﻀﻲ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻕ‪ ،‬ﻭﻓﻲ ﻫﺫﻩ‬
‫ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺘﺴﺠل ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﻓﻲ ﻗﻠﻡ ﻗﺎﻀﻲ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﺍﻷﻭل ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻘﺭﺭ ﺘﻜﻠﻴﻑ ﺍﻟﻤﺩﻋﻲ ﺩﻓﻊ ﺴﻠﻔﺔ ﻤﻌﺠﻠﺔ‬
‫ﺘﺘﻀﻤﻥ ﺍﻟﺭﺴﻭﻡ ﻭﺍﻟﻨﻔﻘﺎﺕ ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻻ ﺘﺯﻴﺩ ﻋﻥ ﻭﺍﺤﺩ ﺒﺎﻟﻤﺌﺔ ﻤﻥ ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻟﻤﺩﻋﻰ ﺒﻪ‪.‬‬
‫ﻭﻴﻤﻜﻥ ﺍﻋﻔﺎﺅﻩ ﻤﻥ ﺩﻓﻊ ﺍﻟﺴﻠﻔﺔ ﻭﻟﻭ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻔﻌل ﺠﻨﺤﺔ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻭﻀﻌﻪ ﺍﻟﻤﺎﻟﻲ ﻻ ﻴﻤﻜﻨﻪ ﻤﻥ ﺫﻟﻙ‪.‬‬
‫ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺎﻜﻲ ﺍﺘﺨﺈﺫ ﺼﻔﺔ ﺍﻹﺩﻋﺎﺀ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ‪.‬‬
‫ﻓﺈﺫﺍ ﺩﻓﻊ ﻤﺎ ﻜﻠﻑ ﻭﺍﺘﺨﺫ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺼﻔﺔ ﻓﺈﻥ ﺫﻟﻙ ﻴﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺘﺤﺭﻴﻙ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻭﻴﺘﻡ ﺍﻟﺴﻴﺭ ﻓﻲ‬
‫ﺩﻋﻭﺍﻩ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺘﺒﻌﹰﺎ ﻟﻬﺎ‪.‬‬
‫ﻭﺇﻻ ﻓﺈﻥ ﺩﻋﻭﺍﻩ ﺘﻌﺩ ﺒﻤﺜﺎﺒﺔ ﺇﺨﺒﺎﺭ ﻴﺤﻴﻠﻬﺎ ﻗﺎﻀﻲ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺎﺌﺏ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻴﺘﺨﺫ ﻤﻭﻗﻔـﹰﺎ ﻤـﻥ‬
‫ﺘﺤﺭﻴﻙ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ‪.‬‬
‫ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺩﻋﻲ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﺃﻥ ﻴﺘﺨﺫ ﻤﺤل ﺇﻗﺎﻤﺔ ﻤﺨﺘﺎﺭ ﻀﻤﻥ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﻠﺩﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻘـﻊ ﻓﻴﻬـﺎ‬
‫ﺩﺍﺌﺭﺓ ﻗﺎﻀﻲ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﻤﺎ ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺃﻱ ﻤﻨﻬﻤﺎ ﻤﺤل ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺤﻘﻴﻘﻲ ﻴﺒﻴﻨﻪ ﻓﻲ ﺩﻋﻭﺍﻩ ﻟﻜﻲ ﺘﺒﻠـﻎ‬
‫ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻷﻭﺭﺍﻕ ﻭﺍﻟﻤﺫﻜﺭﺍﺕ‪ ،‬ﻭﺇﺫﺍ ﻟﻡ ﻴﻔﻌل ﻓﻼ ﻴﺠﻭﺯ ﻟﻪ ﺍﻹّﻋﺘﺭﺍﺽ ﻋﻠﻰ ﻋﺩﻡ ﺘﺒﻠﻴﻐﻪ ﺇﻴﺎﻫﺎ‪ ،‬ﻭﻋﻠﻴـﻪ‬
‫ﺃﻥ ﻴﺒﻠﻎ ﻗﺎﻀﻲ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﺒﻜل ﺘﺒﺩﻴل ﻓﻲ ﻤﺤل ﺇﻗﺎﻤﺘﻪ ﻭﺇﻻ ﺍﻋﺘﺒﺭ ﺘﺒﻠﻴﻐﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟـﻭﺍﺭﺩ ﻓـﻲ‬
‫ﺍﻟﻤﻠﻑ ﺼﺤﻴﺤﹰﺎ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺒﺈﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﺩﻋﻲ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﺃﻥ ﻴﺘﻘﺩﻡ ﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ﺒﺩﻋﻭﺍﻩ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻀﻲ ﺍﻟﻤﻨﻔﺭﺩ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻔﻌل ﻤﻥ‬
‫ﻨﻭﻉ ﺍﻟﺠﻨﺤﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺨﺎﻟﻔﺔ‪.‬‬
‫ﺘﻘﺩﻡ ﺍﻟﺸﻜﻭﻯ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻀﻲ ﺍﻟﻤﻨﻔﺭﺩ ﺍﻟﺠﺯﺌﻲ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﻀﻤﻥ ﻨﻁﺎﻕ ﺩﺍﺌﺭﺘﻪ ﻤﻜﺎﻥ ﻭﻗـﻭﻉ ﺍﻟﺠـﺭﻡ‬
‫ﺃﻭﻤﺤل ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﻤﺩﻋﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻭ ﻤﻜﺎﻥ ﺇﻟﻘﺎﺀ ﺍﻟﻘﺒﺽ ﻋﻠﻴﻪ‪.‬‬
‫ﺘﺴﺠل ﺍﻟﺸﻜﻭﻯ ﻓﻲ ﻗﻠﻡ ﺍﻟﻘﺎﻀﻲ ﺍﻟﻤﻨﻔﺭﺩ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻜﻠﻑ ﻤﻘﺩﻤﻬﺎ ﺒﺩﻓﻊ ﺴﻠﻔﺔ ﻤﻌﺠﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﻏﺭﺍﺭ ﻤـﺎ‬
‫ﻫﻭ ﻤﻌﻤﻭل ﺒﻪ ﺃﻤﺎﻡ ﻗﺎﻀﻲ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﻭﻴﻤﻜﻥ ﺍﻋﻔﺎﺅﻩ ﻤﻨﻬﺎ ﻭﻓﻘﹰﺎ ﻟﻤﺎ ﺫﻜﺭﻨﺎﻩ ﺁﻨﻔﹰﺎ‪.‬‬
‫ﻭﺇﺫﺍ ﻟﻡ ﺘﺘﻭﻓﺭ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺸﺭﻭﻁ ﻓﺘﻌﺩ ﺍﻟﺸﻜﻭﻯ ﺒﻤﺜﺎﺒﺔ ﺇﺨﺒﺎﺭ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺎﻀﻲ ﻓﻲ ﻫـﺫ ﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟـﺔ ﺃﻥ‬
‫ﻴﻘﺭﺭ ﺇﺤﺎﻟﺘﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺎﺌﺏ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻴﺘﺨﺫ ﻤﻭﻗﻔﹰﺎ ﻤﻥ ﺘﺤﺭﻴﻙ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ‪.‬‬
‫ﻭﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺍﻟﺴﻴﺭ ﺒﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﺤﻕ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺇﺫﺍ ﺇﻤﺘﻨﻌﺕ ﺍﻟﻨﻴﺎﺒﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻋﻥ ﺍﻹﺩﻋﺎﺀ‪ ،‬ﺃﻤـﺎ ﺇﺫﺍ ﻗـﺭﺭﺕ‬
‫ﺫﻟﻙ ﻓﻠﻠﻤﺘﻀﺭﺭ ﺃﻥ ﻴﻁﺎﻟﺏ ﺒﺤﻘﻭﻗﻪ ﺘﺒﻌﹰﺎ ﻟﺘﺤﺭﻴﻜﻬﺎ ﻟﻠﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ‪.‬‬
‫ﻭﻓﻲ ﻤﻁﻠﻕ ﺍﻷّﺤﻭﺍل ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﻴﺘﺨﺫ ﺍﻟﻤﺩﻋﻲ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻤﻘﺎﻤﹰﺎ ﻤﺨﺘﺎﺭﹰﺍ ﻟﻪ ﻀﻤﻥ ﻨﻁﺎﻕ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨـﺔ‬
‫ﺃﻭ ﺍﻟﺒﻠﺩﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻘﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﻤﺭﻜﺯ ﺍﻟﻤﻤﺤﻜﻤﺔ ﻭﺃﻥ ﻴﺒﻠﻎ ﺍﻟﻤﻤﺤﻜﻤﺔ ﺨﻁﻴﹰﺎ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﻤﻘﺎﻡ‪.‬‬

‫ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ‪ :‬ﻗﺎﻋﺩﺓ ﺍﻟﺠﺯﺍﺀ ﻴﻌﻘل ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ‬


‫ﻼ ﺒﺎﻟﻔﻘﺭﺓ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺜﺎﻤﻨﺔ ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺃﺼﻭل ﺍﻟﻤﺤﺎﻜﻤﺎﺕ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﻴﺔ ﻴﺠـﺏ‪ :‬ﻋﻠـﻰ‬
‫ﻋﻤ ﹰ‬
‫ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﻤﺩﻨﻲ ﺃﻥ ﻴﺘﻭﻗﻑ ﻋﻥ ﺍﻟﻨﻁﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺘﻔﺼل‪ ،‬ﺒﺤﻜﻡ ﻤﺒﺭﻡ‪ ،‬ﺩﻋـﻭﻯ‬
‫ﺍﻟﺤﻕ ﺍﻟﻌﺎﻡ‪.‬‬
‫ﺍﻟﻌﺩل‬ ‫‪١٤٠٤‬‬

‫ﻜﻤﺎ ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ‪ ٢٥‬ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻱ ﺒﺄﻥ ﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﺤﻕ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﺘﻘﺎﻡ ﺃﻤـﺎﻡ‬
‫ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺔ ﻭﻴﺘﻭﻗﻑ ﺼﺩﻭﺭ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﺒﻬﺎ ﺤﺘﻰ ﻓﺼل ﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﺤﻕ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻨﻬﺎﺌﻴﹰﺎ‪.‬‬
‫ﻭﻫﺫﻩ ﺍﻟﻘﺎﻋﺩﺓ ﺘﻌﺭﻑ ﺒﺄﻥ ﺍﻟﺠﺯﺍﺀ ﻴﻌﻘل ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ‪ ،‬ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﺔ ﻟﻤﺒﺩﺃ ﺘﺒﻌﻴﺔ ﺍﻟـﺩﻋﻭﻯ‬
‫ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ ﻟﻠﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ‪.‬‬
‫ﺇﻥ ﺍﻟﻐﺎﻴﺔ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﻤﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻘﺎﻋﺩﺓ ﻫﻲ ﻤﻨﻊ ﺘﻨﺎﻗﺽ ﺍﻷّﺤﻜﺎﻡ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻭﻗﺎﺌﻊ ﺫﺍﺘﻬﺎ ﻭﺍﻟﺤـﺅﻭل‬
‫ﺩﻭﻥ ﺘﺄﺜﺭ ﺍﻟﻘﺎﻀﻲ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﻲ ﺒﻤﻭﻗﻑ ﺍﻟﻘﺎﻀﻲ ﺍﻟﻤﺩﻨﻲ‪ ،‬ﻟﺫﺍ ﺃﻋﻁﻲ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﻲ ﻗـﻭﺓ ﺍﻟﻘـﻀﻴﺔ‬
‫ﺍﻟﻤﺤﻜﻭﻡ ﺒﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﻤﺩﻨﻲ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﺴﺎﺌل ﺍﻟﻤـﺸﺘﺭﻜﺔ ﺒـﻴﻥ ﺍﻟـﺩﻋﻭﻴﻴﻥ )ﺍﻟﻤـﺎﺩﺓ ‪٣٠٤‬‬
‫ﻤﺤﺎﻜﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ(‪.‬‬
‫ﻭﻟﺘﻁﺒﻴﻕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻘﺎﻋﺩﺓ ﻻ ﺒﺩ ﻤﻥ ﺘﻭﻓﺭ ﺍﻟﺸﺭﻭﻁ ﺍﻵّﺘﻴﺔ‪:‬‬
‫ﻼ ﺒﺎﻹﺩﻋﺎﺀ ﺃﻤﺎﻡ ﻗﺎﻀﻲ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﺃﻭ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﻤﻤﺤﻜﻤﺔ‪،‬‬ ‫ﺃ‪ -‬ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻗﺩ ﺃﻗﻴﻤﺕ ﻓﻌ ﹰ‬
‫ﻭﻻ ﻴﻜﻔﻲ ﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺘﻘﺩﻴﻡ ﺸﻜﻭﻯ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺎﺌﺏ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺃﻭ ﺇﺨﺒﺎﺭ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻴﻘﺘﺭﻨﺎ ﺒﺈﺩﻋﺎﺌﻪ‪.‬‬
‫ﺏ‪ -‬ﺃﻥ ﺘﺴﺘﻨﺩ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺇﻟﻰ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻭﻗﺎﺌﻊ ﺍﻟﺠﺭﻤﻴـﺔ‪ ،‬ﺃﻱ ﺃﻥ ﺘﻜـﻭﻥ‬
‫ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ ﻤﺭﺘﻜﺯﺓ ﻋﻠﻰ ﻀﺭﺭ ﻨﺎﺸﻰﺀ ﻋﻥ ﻓﻌل ﺠﺭﻤﻲ ﻤﻌﻴﻥ ﻭﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﺍﻟـﺩﻋﻭﻯ‬
‫ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻤﺴﺘﻨﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻌل ﺫﺍﺘﻪ ﻜﺄﺴﺎﺱ ﻟﻠﺘﻬﻤﺔ‪ ،‬ﺒﻜﻠﻤﺔ ﻤﺨﺘﺼﺭﺓ‪ ،‬ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺒﻴﻥ ﺍﻟـﺩﻋﻭﻴﻴﻥ‬
‫)‪(١‬‬
‫ﻭﺤﺩﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻌل ﺍﻹﺠﺭﺍﻤﻲ ﺃﻱ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻟﻠﺩﻋﻭﻴﻴﻥ ﻤﻨﺸﺄ ﻭﺍﺤﺩ ﻫﻭ ﺍﻟﻭﺍﻗﻌﺔ ﺍﻟﺠﺭﻤﻴﺔ ﺫﺍﺘﻬﺎ‬
‫"ﻻ ﺠﺯﺍﺀ ﻴﻌﻘل ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﺒﻴﻥ ﺩﻋﻭﻯ ﺠﺯﺍﺌﻴﺔ ﻀﺩ ﻤﺠﻬﻭل ﻹﻜﺘﺸﺎﻑ ﺴﺎﺭﻕ ﺍﻟﻤﺤل ﻭﺍﻟـﺩﻋﻭﻯ‬
‫)‪(٢‬‬
‫ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ ﻹﻟﺯﺍﻡ ﺍﻟﻀﺎﻤﻥ ﺒﺎﻟﻀﻤﺎﻥ ﻹﺨﺘﻼﻑ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﻭﺍﻟﻤﻨﺸﺄ"‬
‫ﺝ‪ -‬ﺍﻹﺠﺘﻬﺎﺩ ﻜﺎﻥ ﻴﻌﺘﺒﺭ ﺃﻥ ﻤﻥ ﺸﺭﻭﻁ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻘﺎﻋﺩﺓ ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺒﺤﻕ ﺸﺨﺹ ﻤﻌﻴﻥ‪،‬‬
‫ﺇﻻ ﺃﻥ ﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺯ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻴﺔ ﻋﺩﻟﺕ ﻋﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻹّﺘﺠﺎﻩ ﻭﺍﻋﺘﻤﺩﺕ ﺍﻟﺭﺃﻱ ﺍﻟﻘﺎﺌل ﺒـﻀﺭﻭﺭﺓ‬
‫ﺘﻭﻗﻑ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ ﻜﻠﻤﺎ ﺤﺭﻜﺕ ﺩﻋﻭﻯ ﻋﺎﻤﺔ ﻤﺒﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻨﻔﺱ ﺍﻷﻓﻌـﺎل ﺤﺘـﻰ ﻭﻟـﻭ‬
‫)‪.(٣‬‬
‫ﻭﺠﻬﺕ ﻀﺩ ﻤﺠﻬﻭل‬
‫ﺇﺫﺍ ﻗﻀﻰ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﻲ ﺒﺎﻹﺩﺍﻨﺔ ﺃﻭ ﺒﺎﻟﺒﺭﺍﺀﺓ ﺒﻌﺩ ﺃﻥ ﻓﺼل ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻗﺎﺌﻊ ﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻟﺩﻋﻭﻴﻴﻥ ﻓﺈﻥ‬
‫ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺎﻀﻲ ﺍﻟﻤﺩﻨﻲ ﺃﻥ ﻴﺭﺘﺒﻁ ﺒﺎﻟﺤﻜﻡ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﻲ‪.‬‬
‫ﺃﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﻗﻀﻰ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﻲ ﺒﺭﻓﻊ ﺍﻟﺘﺒﻌﺔ ﻋﻥ ﺍﻟﻤﺩﻋﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﻤﻘﺘﺼﺭﹰﺍ ﻋﻠﻰ ﺒﺤﺙ ﺍﻟﻔﻌـل ﻤـﻥ‬
‫ﻨﺎﺤﻴﺔ ﺍﻟﺘﺠﺭﻴﻡ ﻤﻥ ﻏﻴﺭ ﻨﻔﻲ ﻭﻗﻭﻋﻪ ﻓﺈﻨﻪ ﻻ ﻴﺤﻭل ﺩﻭﻥ ﻤﻼﺤﻘﺔ ﺍﻟﻤﺩﻋﻰ ﻋﻠﻴـﻪ ﺃﻤـﺎﻡ ﺍﻟﻘـﻀﺎﺀ‬
‫ﺍﻟﻤﺩﻨﻲ ﺒﺎﻟﺘﻌﻭﻴﺽ )ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ‪ ٣٠٥‬ﺃﺼﻭل ﺍﻟﻤﺤﺎﻜﻤﺎﺕ ﻤﺩﻨﻴﺔ(‪.‬‬
‫ﻭﺃﺨﻴﺭﹰﺍ ﻻ ﺒﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﻭل ﺒﺄﻥ ﻗﺎﻋﺩﺓ "ﺍﻟﺠﺯﺍﺀ ﻴﻌﻘل ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ" ﺘﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻡ‪ .‬ﻤﻤﺎ ﻴﻌﻨـﻲ ﺃﻥ‬
‫ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺎﻀﻲ ﺍﻟﻤﺩﻨﻲ ﺍﻟﺘﻘﻴﺩ ﺒﻬﺎ ﻋﻔﻭﹰﺍ ﻭﺇﻥ ﺘﻨﺎﺯل ﻋﻨﻬﺎ ﺃﺤﺩ ﺍﻟﻔﺭﻗﺎﺀ‪ ،‬ﺇﻻ ﺃﻨﻪ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻗـﺩ ﻓـﺼل‬
‫ﻨﻬﺎﺌﻴﹰﺎ ﺒﺎﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ ﻭﻤﻥ ﺜﻡ ﺃﻗﻴﻤﺕ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ‪ ،‬ﻓﺈﻗﺎﻤﺘﻬﺎ ﻻ ﺘﻭﺠﺏ ﺇﻴﻘﺎﻑ ﺘﻨﻔﻴـﺫ ﺍﻟﺤﻜـﻡ‬
‫ﺍﻟﻤﺩﻨﻲ‪.‬‬

‫)‪ (١‬ﻡ‪ .‬ﺘﺤﻜﻴﻤﻲ ‪ ٢٩‬ﺁﺫﺍﺭ ‪ – ١٩٦٧‬ﻨﺸﺭﺓ ‪٥١١/٦٧‬‬


‫‪ -‬ﻫﻴﺌﺔ ﺍﺘﻬﺎﻤﻴﺔ ﺠﺒل ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻓﻲ ‪ ٢٠‬ﺤﺯﻴﺭﺍﻥ ‪ -١٩٧٢‬ﺍﻟﻌﺩل ‪٣٥٢/٧٢‬‬
‫‪ -‬ﻤﻨﻔﺭﺩ ﺠﺯﺍﺌﻲ ﺍﻟﻤﺘﻥ ﻓﻲ ‪ ٤‬ﺘﺸﺭﻴﻥ ﺃﻻﹼﻭل‪ –١٩٧٢‬ﺍﻟﻌﺩل ‪٤٨٣/٧٤‬‬
‫‪ -‬ﺍﻟﺠﺯﺍﺀ ﻴﻌﻘل ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ‪ -‬ﺍﻟﻌﺩل ‪ ٨٥‬ﻋﺩﺩ ‪ -٣‬ﺇﺠﺘﻬﺎﺩ ‪٣٦٣‬‬
‫‪ -‬ﻡ‪.‬ﺘﻤﻴﻴﺯ ﻤﺩﻨﻴﺔ‪ -‬ﻍ‪ -١‬ﻗﺭﺍﺭ ‪ ٦٤‬ﻓﻲ ‪ ٧‬ﻜﺎﻨﻭﻥ ﺃﻻﹼﻭل ‪ – ١٩٧٢‬ﺍﻟﻌﺩل ‪١٧٤ /٧٣‬‬
‫)‪ (٢‬ﻡ‪.‬ﺍ‪.‬ﺱ‪ .‬ﺠﺒل ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ ‪ -٥٤‬ﻗﺭﺍﺭ ‪ ٢٨‬ﻓﻲ ‪ ١٧‬ﻜﺎﻨﻭﻥ ﺃﻻﹼﻭل ‪ -١٩٨٣‬ﺍﻟﻌﺩل ‪ ٨٥‬ﻋﺩﺩ ‪.٣٦٠/٢‬‬
‫)‪ (٣‬ﺘﻤﻴﻴﺯ ﻤﺩﻨﻲ ﻓﺭﻨﺴﻲ ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ ‪ -٢٢‬ﺘﺸﺭﻴﻥ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ‪ –١٩٥٧‬ﻤﺠﻠﺔ ﺃﻻﹼﺍﺴﺒﻭﻉ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻲ ﻟﺴﻨﺔ ‪.١٠٤٣٩ -٢-١٩٨٥‬‬
‫‪١٤٠٥‬‬ ‫ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ‬

‫ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ﺍﻟﺭﺍﺒﻌﺔ‪ :‬ﻤﻀﻤﻭﻥ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﺒﻨﺘﻴﺠﺔ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ‪:‬‬


‫ﺫﻜﺭﻨﺎ ﺒﺄﻥ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﻲ ﺘﺭﻤﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﻋﻥ ﺍﻟﻤﺘـﻀﺭﺭ ﻋﻤـﺎ‬
‫ﺃﺼﺎﺒﻪ‪:‬‬
‫ـ ﻭﻗﺩ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻀﺭﺭ ﻤﺎﺩﻴﹰﺎ ﺃﻭ ﻤﻌﻨﻭﻴﹰﺎ ﻭﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﻋﻠﻴﻪ ﻗﺩ ﻴﻜﻭﻥ ﻋﻴﻨﹰﺎ ﺇﺫﺍ ﺫﻟﻙ ﻤﻤﻜﻨﹰﺎ )ﻜﻤﺎ ﻓﻲ‬
‫ﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻤﻌﺘﺩﻱ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﺎﺭ ﺒﺈﺯﺍﻟﺔ ﺍﻟﺘﻌﺩﻱ ﺃﻭ ﺒﺈﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﻤﺴﺭﻭﻕ( ﻭﻫﻭ ﻤﺎ ﺘﺴﻤﻴﻪ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ‪١٣٠‬‬
‫ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺎﺕ ﺍﻟﺭﺩ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻋﺭﻓﺘﻪ ﺒﺄﻨﻪ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻥ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﺤﺎل ﺇﻟﻰ ﻤﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﻗﺒل‬
‫ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ‪ ،‬ﻭﻜﻠﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺭﺩ ﻤﻤﻜﻨﹰﺎ ﻭﺠﺏ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﺒﻪ ﻋﻔﻭﹰﺍ‪ ،‬ﻭﻗﺩ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﺭﺩ ﺒﺈﺒﻁﺎل ﻋﻘﺩ ﻭﺇﺯﺍﻟﺔ ﻤﺎ‬
‫ﻨﺘﺞ ﺃﻭ ﺇﻗﻔﺎل ﻤﺤل ﻤﺨﺎﻟﻑ‪ .‬ﻭﻗﺩ ﻴﺠﺭﻱ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﻋﻥ ﺍﻟﻀﺭﺭ ﺒﺎﻟﻨﻘﻭﺩ‪ ،‬ﺃﻭ ﻋﻴﻨﹰﺎ ﻭﺒﺎﻟﻨﻘﻭﺩ ﻤﻌﹰﺎ‪.‬‬
‫ﻼ ﺒﺎﻟﻤﺎﺩﺓ ‪ ٩٩٧‬ﻤﻥ‬ ‫ﻻ ﻟﻠﻀﺭﺭ‪ .‬ﻭﻋﻤ ﹰ‬ ‫ﺇﻻ ﺃﻨﻪ ﻓﻲ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻷﺤﻭﺍل ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﻤﻌﺎﺩ ﹰ‬
‫ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺃﺼﻭل ﺍﻟﻤﺤﺎﻜﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ ﻴﺠﻭﺯ ﻟﻠﺩﺍﺌﻥ ﺃﻥ ﻴﻁﻠﺏ ﺤﺒﺱ ﺍﻟﻤﺤﻜﻭﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺒﺎﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﺒﺴﺒﺏ‬
‫ﺠﺭﻡ ﺠﺯﺍﺌﻲ ﺃﻭ ﺠﺭﻡ ﻤﺩﻨﻲ ﻭﺒﺎﻟﻨﻔﻘﺎﺕ ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﺩﻋﻭﻯ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ‪.‬‬
‫ﻭﺒﻤﻘﺘﻀﻰ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ‪ ٩٩٩‬ﺃﺼﻭل ﻤﺩﻨﻴﺔ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻘﺭﺍﺭ ﺒﺎﻟﺤﺒﺱ ﻴﺼﺩﺭ ﻋﻥ ﺍﻟﻨﻴﺎﺒﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻭﻗﺩ ﺤﺩﺩﺕ‬
‫ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ‪ ١٠٠٠‬ﺃ‪.‬ﻡ‪.‬ﻡ‪ ،‬ﺘﻜﻭﻥ ﻤﺩﺓ ﺍﻟﺤﺒﺱ ﺒﻨﺴﺒﺔ ﻴﻭﻡ ﻋﻥ ﻜل ﻋﺸﺭﻴﻥ ﺃﻟﻑ ﻟﻴﺭﺓ ﻟﺒﻨﺎﻨﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺩﻴﻥ‬
‫ﻭﻟﻭﺍﺤﻘﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻻ ﻴﺘﻌﺩﻯ ﺃﻗﺼﺎﻫﺎ ﺴﺘﺔ ﺃﺸﻬﺭ‪ ،‬ﻭﻗﺩ ﺭﻓﻌﺕ ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ﺇﻟﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻘﺩﺍﺭ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ‬
‫ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺭﺴﻭﻡ ‪ ٣٨٠٠‬ﺘﺎﺭﻴﺦ ‪.٢٠٠٠/٠٩/٠٦‬‬
‫ﺇﻥ ﺍﻟﺤﺒﺱ ﻴﻌﺘﺒﺭ ﻭﺴﻴﻠﺔ ﻤﻥ ﻭﺴﺎﺌل ﺍﻟﻀﻐﻁ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺤﻜﻭﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﻟﻴﺩﻓﻊ ﻤﺎ ﺤﻜﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺒﻪ ﻤﻥ‬
‫ﺘﻌﻭﻴﺽ‪.‬‬
‫ﺇﻻ ﺃﻥ ﺘﻨﻔﻴﺫ ﺍﻟﺤﺒﺱ ﻻ ﻴﺴﻘﻁ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﺒل ﻴﺒﻘﻴﻪ ﻗﺎﺌﻤﹰﺎ )ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ‪ ١٠٠٨‬ﻤﺤﺎﻜﻤﺎﺕ ﻤﺩﻨﻴﺔ(‪.‬‬
‫ﻼ ﺒﺎﻟﻤﺎﺩﺓ ‪ ٢٠٢‬ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺃﺼﻭل ﺍﻟﻤﺤﺎﻜﻤﺎﺕ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﻴﺔ ﻴﻤﻜﻥ ﻟﻠﻘﺎﻀﻲ ﺍﻟﻤﻨﻔﺭﺩ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﻲ‬ ‫ﻭﻋﻤ ﹰ‬
‫ﻼ‬
‫ﺃﻥ ﻴﺠﻌل ﻗﺴﻤﹰﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﺍﻟﻤﺤﻜﻭﻡ ﺒﻪ ﻟﻠﻤﺩﻋﻲ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻤﻌﺠل ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺫ ﻭﻟﻭ ﻜﺎﻥ ﺤﻜﻤﻪ ﻗﺎﺒ ﹰ‬
‫ﻟﻺﺴﺘﺌﻨﺎﻑ‪.‬‬
‫ﻭﻭﻓﻘﹰﺎ ﻟﻠﻤﺎﺩﺓ ‪ ٢٨٩‬ﺃ‪.‬ﻡ‪.‬ﺝ ﻓﺈﻨﻪ ﻴﺤﻕ ﻟﻠﻤﺩﻋﻲ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﺃﻥ ﻴﺴﺘﺼﺩﺭ ﻤﻥ ﻗﺎﻀﻲ ﺍﻷﻤﻭﺭ‬
‫ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﺠﻠﺔ ﺒﻭﺠﻪ ﺍﻟﻘﻴﻡ ﺍﻟﻤﻌﻴ‪‬ﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺘﻬﻡ ﺍﻟﻔﺎﺭ ﻤﻥ ﻭﺠﻪ ﺍﻟﻌﺩﺍﻟﺔ‪ ،‬ﻗﺭﺍﺭﹰﺍ ﻴﻤﻨﺤﻪ ﻓﻴﻪ ﺴﻠﻔﺔ ﻤﺅﻗﺘﺔ‬
‫ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﻀﺎﺕ ﺍﻟﻤﺤﻜﻭﻡ ﻟﻪ ﺒﻬﺎ‪ .‬ﻭﻴﻨﻔﺫ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﺭﺍﺭ ﺒﻭﺍﺴﻁﺔ ﺩﺍﺌﺭﺓ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺫ ﻋﻠﻰ ﺃﻤﻭﺍل ﺍﻟﻤﺤﻜﻭﻡ‬
‫ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺜﺎﻴﺘﺔ ﻭﺍﻟﻤﻨﻘﻭﻟﺔ‪.‬‬
‫ـ ﻭﺇﺫﺍ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻤﻘﺘﺭﻓﺔ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺍﻻﻀﻁﺭﺍﺭ ﻓﺈﻨﻬﺎ ﺘﻠﺯﻡ ﻤﺩﻨﻴﹰﺎ ﻤﻥ ﺤﺼﻠﺕ ﻟﻤﻨﻔﻌﺘﻪ ﺒﻘﺩﺭ‬
‫ﺍﻟﻀﺭﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﺍﺘﹶﻘﺎﻩ )ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ‪ ١٤٠‬ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺎﺕ(‪.‬‬
‫ـ ﻭﻴﻠﺯﻡ ﻓﺎﻋل ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ـ ﺍﻟﺫﻱ ﺍﺴﺘﻔﺎﺩ ﻤﻥ ﺃﺤﺩ ﺃﺴﺒﺎﺏ ﺍﻹﻋﻔﺎﺀ ـ ﺒﺎﻹﻟﺯﺍﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ )ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ‬
‫‪ ١٣٨‬ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺎﺕ(‪.‬‬
‫ـ ﻴﺤﻜﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺩﻋﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺒﺎﻟﻨﻔﻘﺎﺕ ﺇﺫﺍ ﺼﺩﺭ ﺤﻜﻡ ﺒﺤﻘﻪ ﻭﺇﻥ ﻤﻨﺢ ﻭﻗﻑ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺫ‪ ،‬ﻭﺇﺫﺍ ﺘﻌﺩﺩ‬
‫ﺍﻟﻤﺩﻋﻰ ﻋﻠﻴﻬﻡ ﻴﺘﺤﻤل ﺍﻟﻨﻔﻘﺎﺕ ﻤﻥ ﺤﻜﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﻤﻨﻬﻡ‪ ،‬ﻭﺇﺫﺍ ﺃﻗﻴﻤﺕ ﺒﺤﻕ ﺍﻟﻤﺩﻋﻰ ﻋﻠﻴﻬﻡ ﺩﻋﺎﻭﻯ‬
‫ﻤﺘﻔﺭﻗﺔ ﻤﻥ ﺃﺠل ﺠﺭﻴﻤﺔ ﻭﺍﺤﺩﺓ ﺒﺼﻭﺭﺓ ﻤﺘﺘﺎﺒﻌﺔ ﻤﻨﻔﺼﻠﺔ ﺘﺤﻤل ﻜل ﻤﻨﻬﻡ ﻨﻔﻘﺎﺕ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﻤﻘﺎﻤﺔ‬
‫ﻋﻠﻴﻪ‪.‬‬
‫ﺃﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﺒﺭﻯﺀ ﺍﻟﻤﺩﻋﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻭ ﺃﻭﻗﻔﺕ ﺍﻟﺘﻌﻘﺒﺎﺕ ﺒﺤﻘﻪ ﺃﻭ ﺃﺒﻁل ﺍﻻﺩﻋﺎﺀ ﻟﺴﺒﺏ ﻤﻥ ﺍﻷﺴﺒﺎﺏ ﺃﻭ‬
‫ﺤﻜﻡ ﺒﺈﺴﻘﺎﻁ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻓﻴﻌﻔﻰ ﺍﻟﻤﺩﻋﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﻔﻘﺎﺕ‪.‬‬
‫ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻴﺤﻜﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺩﻋﻲ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﺒﺎﻟﻨﻔﻘﺎﺕ ﺇﺫﺍ ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﻤﺤﻘﹰﺎ ﻓﻲ ﺩﻋﻭﺍﻩ‪ ،‬ﺇﻻ ﺃﻨﻪ ﻴﻤﻜﻥ‬
‫ﺍﻋﻔﺎﺅﻩ ﻤﻨﻬﺎ ﻜﻠﻴﹰﺎ ﺃﻭ ﺠﺯﺌﻴﹰﺎ‪ ،‬ﻭﻟﻭ ﺘﻘﺭﺭ ﻤﻨﻊ ﻤﺤﺎﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﺩﻋﻰ ﻋﻠﻴﻪ‪ ،‬ﺇﺫﺍ ﺘﺒﻴﻥ ﺃﻨﻪ ﻟﻡ ﻴﺴﻰﺀ ﺍﺴﺘﻌﻤﺎل‬
‫ﺤﻘﻪ )ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ‪ ٦٧‬ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺃﺼﻭل ﺍﻟﻤﺤﺎﻜﻤﺎﺕ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﻴﺔ(‪.‬‬
‫ﺍﻟﻌﺩل‬ ‫‪١٤٠٦‬‬

‫ﻭﻟﻠﺸﺎﻜﻲ ﺃﻥ ﻴﺭﺠﻊ ﻋﻥ ﺩﻋﻭﺍﻩ‪ ،‬ﻭﺇﺫﺍ ﻓﻌل ﺫﻟﻙ ﻓﻲ ﺨﻼل ﻴﻭﻤﻲ ﻋﻤل ﻤﻥ ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺸﻜﻭﺍﻩ ﻓﻼ‬
‫ﻴﻠﺯﻡ ﺒﺎﻟﻨﻔﻘﺎﺕ ﺍﻟﻼﺤﻘﺔ ﻟﺭﺠﻭﻋﻪ )ﺍﻟﻤﺎﺩﺘﺎﻥ ‪ ٦٨‬ﻭ ‪ ١٥٥‬ﺃﺼﻭل ﺠﺯﺍﺌﻴﺔ(‪.‬‬
‫ـ ﻻ ﻴﺤﻜﻡ ﺒﺎﻟﻨﻔﻘﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻴﺎﺒﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻭﺇﻥ ﺘﺒﻴﻥ ﺃﻨﻬﺎ ﻏﻴﺭ ﻤﺤﻘﺔ ﻓﻲ ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﻭﻻ ﻋﻠﻰ‬
‫ﺍﻟﺸﺎﻜﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻟﻡ ﻴﺘﺨﺫ ﺼﻔﺔ ﺍﻻﺩﻋﺎﺀ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ‪.‬‬
‫ـ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺃﺤﺩ ﺃﻁﺭﺍﻑ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﻗﺩ ﺘﺴﺒﺏ ﺒﻨﻔﻘﺎﺕ ﻟﻡ ﺘﻔﺩ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺒﺸﻲﺀ ﻴﺘﺤﻤﻠﻬﺎ ﺩﻭﻥ ﺴﻭﺍﻩ‬
‫ﻭﻥ ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﺨﺎﺴﺭﹰﺍ‪.‬‬
‫ﺇﻥ ﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﺠﻨﺎﻴﺎﺕ ﺘﺤﻜﻡ ﺒﺭﺴﻭﻡ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﻭﻨﻔﻘﺎﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺩﻋﻲ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻋﻨﺩ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﺒﺈﻋﻼﻥ‬
‫ﺒﺭﺍﺀﺓ ﺍﻟﻤﺘﻬﻡ ﺃﻭ ﺒﻜﻑ ﺍﻟﺘﻌﻘﺒﺎﺕ ﻋﻨﻪ ﻭﻴﻤﻜﻨﻬﺎ ﺍﻋﻔﺎﺅﻩ ﻤﻨﻬﺎ ﻜﻠﻴﹰﺎ ﺃﻭ ﺠﺯﺌﻴﹰﺎ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺤﺴﻥ ﺍﻟﻨﻴﺔ‬
‫ﻭﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﻨﻴﺎﺒﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺤﺭﻜﺕ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ‪.‬‬
‫ﺃﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﺤﺭﻙ ﺍﻟﻤﺩﻋﻲ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﺤﻕ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺒﺸﻜﻭﺍﻩ ﺍﻟﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺘﺨﺫ ﻓﻴﻬﺎ ﺼﻔﺔ‬
‫ﺍﻻﺩﻋﺎﺀ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻓﻼ ﻴﺠﻭﺯ ﺍﻋﻔﺎﺅﻩ ﻤﻨﻬﺎ‪ ،‬ﻓﺈﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻗﺩ ﻋﺠل ﻤﻊ ﺍﺩﻋﺎﺌﻪ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻤﺒﻠﻐﹰﺎ ﻤﻥ‬
‫ﺍﻟﻤﺎل‪ ،‬ﻓﻴﺭﺩ ﻟﻪ ﺍﻟﻤﺎل ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺯﻴﺩ ﻋﻥ ﺭﺴﻭﻡ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﻭﻨﻔﻘﺎﺘﻬﺎ‪.‬‬
‫ﻼ ﻨﺸﺭ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﻲ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻟﻠﻤﺩﻋﻲ ﻤﺼﻠﺤ ﹰﺔ ﻓﻲ‬ ‫ـ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﺃﻴﻀﹰﺎ ﺸﺎﻤ ﹰ‬
‫ﺍﻟﻨﺸﺭ ﻭﻫﻭ ﻤﺎ ﻨﺼﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ‪ ١٣٥‬ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺎﺕ‪.‬‬
‫ﻴﺘﻡ ﺍﻟﻨﺸﺭ ﻓﻲ ﺠﺭﻴﺩﺓ ﺃﻭ ﻋﺩﺓ ﺠﺭﺍﺌﺩ ﻤﺤﻠﻴﺔ‪ ،‬ﻭﻓﻕ ﻤﺎ ﺘﻘﺭﺭﻩ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ‪ ،‬ﻋﻠﻰ ﻨﻔﻘﺔ ﺍﻟﻤﺤﻜﻭﻡ ﻋﻠﻴﻪ‪،‬‬
‫ﻭﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻴﻨﺸﺭ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﺒﺭﻤﺘﻪ ﺃﻭ ﺨﻼﺼ ﹰﺔ ﻋﻨﻪ‪.‬‬
‫ﻤﻥ ﻨﺎﺤﻴﺔ ﺃﺨﺭﻯ‪ ،‬ﻴﻤﻜﻥ ﻟﻠﻅﻨﻴﻴﻥ ﺍﻥ ﻴﻁﻠﺏ ﻨﺸﺭ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﺍﻟﻘﺎﻀﻲ ﺒﺒﺭﺍﺀﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﻨﻔﻘﺔ ﺍﻟﻤﺩﻋﻲ‬
‫ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﺍﺫﺍ ﺘﺒﻴﻥ ﺍﻨﻪ ﺘﺠﺎﻭﺯ ﻓﻲ ﺩﻋﻭﺍﻩ‪.‬‬
‫ﻜﻤﺎ ﺍﻥ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ‪ ٣٢‬ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻤﻁﺒﻭﻋﺎﺕ ﻨﺼﺕ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻟﻠﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺼﺩﺭﺕ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﺃﻥ‬
‫ﺘﻘﺭﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﺫﺍﺘﻪ ﻨﺸﺭﻩ ﻤﺠﺎﻨﹰﺎ ﻭﺒﻜﺎﻤﻠﻪ ﺃﻭ ﻨﺸﺭ ﺨﻼﺼﺔ ﻋﻨﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺩﺩ ﺍﻷﻭل ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺼﺩﺭ ﺒﻌﺩ‬
‫ﺒﺘﻠﻴﻎ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺫﺍﺘﻪ ﺍﻟﺫﻱ ﻨﺸﺭ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻤﻘﺎل ﺍﻟﻤﺸﻜﻭ ﻤﻨﻪ ﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﻭﺍﻷﺤﺭﻑ‬
‫ﺫﺍﺘﻬﺎ‪.‬‬

‫™™™‬

‫اﻟﺘﻤﺮﻳﻦ ‪: 1‬‬
‫ﻋﻠﻖ ﻋﲆ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻲﻧ ﻣﻦ ﻣﺠﻠﺔ اﻻﺟﺮاءات اﻟﺠﺰاﺋﻴﺔ‬

‫اﻟﺘﻤﺮﻳﻦ ‪: 2‬‬
‫أﺟﺐ ﻋﻦ اﻻﺳﺘﺸﺎرة اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ‪:‬‬
(,.j..::IWI . jWl·..,-.
cJ.J-l • ~I WI
j 6L.....'1·0.)Lt.1 ~- '1
L.il~
• ................................. • 1 l "1'0
I..I"..P.'. Ju ..,-
. j '0.)I..!.:i....l

Ü\.S - ~Î
1~ ~~I. J . . .J. ~I
4...J~ J . üJL
J. tb ~
,:'·'1 ~JA
',( (.5".'1 "0""
~ .~," 0~1
.. ~~

,... I_~-
~ ~ (.5" ~ ~
, .. 1 . i o~' "w)l.ê" .JC ~I w ...F
. \t111t. U..JA. ,L· ~
(JA..
~
..
~
..

~I..»I.J ~ (..S';.~,JI.J ~L.tll t~ ~ '~.Jj ~~.J .J~ f'tA JLa F.


~L. .J..r
1 __i ~I I.j ~I 4...J.. .J~
-- -- '1 ~ ~I
...J.. (.5"'1 ~I ~Î t.a ')\JI üWt5..JI
...J.J

.~14...JUS
. .. f' ~

ù1J~ ~Iîic. ~ ~..;Ll J! "~I.lll" .JC~I "o~" ~I ~.Jj ù\.s I.Sft Î ~ L>-a.J
~1jj1 ~ J!.J ~ ~.l;l I)~I 4..l ~ ~~I L>-a ~~ wy= L>-a ~~I

.~~ 4 1A;; JI 4 A'''' JI u-ll ~bl.J 0~1 ~ ~I


~ 1997/07/17 f'~ ~)~I ~I ù i "o~" 0~1 ~ ~ ~ Lac. 0.J~.J

.4 1A;';" JI ~~I
..
t - - '1 lai ~bl....
ü .~ f' ~.J 4...Jlb...J
....

. .J~UI.JQbJI .J l.i
UC . ~.
...r ~.J
"'-J~".ll.JI
. .J.J.J. .. .... o~ o~
~ ~ .. ',( _. ~
~ .. •.~.J1

Y~WI ~L::JI

~.J Y"o~" o~1 ~.Jj ~ 0.l.iia..JI U~ ~ ~ 0'; JI 4 AS .... JI ~La :~~ 1

Y~~I Aj~ ~lh.JI Aj ~

~I ~lyJI ~ La .J Y"o~" o~1 ~I U~ ~ ~ 0''; JI 4 AS .... JI ~ La :t.jJt.:i 1

Y~ ~I~I ~ .J.J~ ~ ~I ~ ~ ~
‫كلية الحقوق والعلوم السياسية بتونس‬

‫السنة الثالثة اجازة اساسية في القانون الخاص‬

‫السداسي الثاني‬

‫الدروس المسيرة‬

‫االجراءات الجزائية‬
‫الملف عدد ‪3‬‬
‫(النيابة العمومية)‬

‫االستاذ المشرف على الدرس‪ :‬محمد سعيد‬


‫المنسق‪ :‬محمود داوود يعقوب‬

‫المحاور‪:‬‬
‫تقديم عام (حصة) الدعاوى الناتجة عن الجريمة ( ‪ 3‬حصص)‬
‫النيابة العمومية (حصة) البحث األولي (حصة)‬
‫قاضي التحقيق (حصة) دائرة االتهام (حصة)‬
‫قضاة الحكم (حصتين)‬

‫السنة الجامعية‪2016- 2015 :‬‬


‫‪1‬‬

‫ﻣﺪى إﻧﻔﺮاد اﻟﻨﯿﺎﺑﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ ﺑﺎﻟﺘﺘﺒﻊ اﻟﺠﺰاﺋﻲ‬

‫ﺗُﻌﺘﺒﺮ اﻟﺠﺮﯾﻤﺔ ﺑﻤﻔﮭﻮﻣﮭﺎ اﻟﺘﻘﻠﯿﺪي ﺗﻌﺪّﯾﺎً ﻋﻠﻰ ﻛﺎﻣﻞ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺈنَ ﺳﻠﻄﺔ اﻟﺘﺘﺒﻊ ﻋﮭﺪت إﻟﻰ اﻟﺪوﻟﺔ ﺑﻮﺻﻔﮭﺎ‬
‫اﻟﻤﻤﺜﻞ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ واﻟﻨﺎﺋﺐ ﻋﻨﮫ‪ ،‬ﻣﻤﺜﻠﮫ ﺑﺎﻟﻨﯿﺎﺑﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ ﻣﺒﺪﺋﯿﺎً‪ ،‬وﯾﺘﺮﺗّﺐ ﻋﻦ اﻟﺠﺮﯾﻤﺔ دﻋﻮى ﻋﻤﻮﻣﯿﺔ ﺗﮭﺪف إﻟﻰ ﺗﻄﺒﯿﻖ‬
‫اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت )اﻟﻔﺼﻞ ‪1‬ﻣﺠﻠﺔ اﻻﺟﺮاءات اﻟﺠﺰاﺋﯿﺔ( ﯾﺜﯿﺮھﺎ وﯾﻤﺎرﺳﮭﺎ اﻟﺤﻜّﺎم واﻟﻤﻮﻇﻔﯿﻦ اﻟﺬﯾﻦ أﻧﺎﻃﮭﺎ اﻟﻘﺎﻧﻮن ﺑﻌﮭﺪﺗﮭﻢ )اﻟﻔﺼﻞ‬
‫‪ 2‬م‪ ،‬أ‪،‬ج(‪.‬‬
‫وﻟﻘﺪ ﻣﺮّ اﻟﺘﺘﺒﻊ اﻟﺠﺰاﺋﻲ ﺑﻤﺮاﺣﻞ ﺗﺎرﯾﺨﯿﺔ ﻣﺘﻌﺪدة ‪ ،‬إﻻ أنّ ھﺬه اﻟﺪﻋﻮى ﺧﺮﺟﺖ ﻋﻦ ﻗﻮاﻋﺪھﺎ اﻟﺘﻘﻠﯿﺪﯾﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺎﻗﺐ‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺼﺮّﻓﺎت اﻟﻤﻨﺎﻓﯿﺔ ﻟﻸﺧﻼق‪ ،‬ﻓﺄﺻﺒﺤﺖ اﻟﻘﺎﻋﺪة اﻟﺠﺰاﺋﯿﺔ اﻟﺤﺪﯾﺜﺔ ﺗﻌﺎﻗﺐ ﻋﻠﻰ ﻋﺪم ﻃﺎﻋﺔ اﻟﺪوﻟﺔ‪ ،‬وﺗﺤﻘﯿﻖ ﻣﺼﻠﺤﺘﮭﺎ‬
‫اﻟﻤﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺎﻟﺘﻄﻮر اﻻﻗﺘﺼﺎدي اﻟﺤﺎﺻﻞ وﻣﺎ راﻓﻘﮫ ﻣﻦ أﻧﺸﻄﺔ ﻣﻌﻘﺪة ﻣﻤّﺎ أدّت إﻟﻰ دﺧﻮل اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺠﺰاﺋﻲ ﻛﺄﺣﺪ أﺳﻠﻮب‬
‫ﺗﻨﻈﯿﻢ ھﺬا اﻟﻨﺸﺎط وﻟﻘﺪ أﺛّﺮ ھﺬا اﻟﺘﺪﺧﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻮاﻋﺪ اﻟﺘﻘﻠﯿﺪﯾﺔ‪ ،‬وﻛﺎن ﻟﮫ اﻧﻌﻜﺎﺳﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺘﺒﻊ اﻟﺠﺰاﺋﻲ‪.‬‬
‫وﻟﻘﺪ ﻋﺮف اﻟﺘﺘﺒﻊ اﻟﺠﺰاﺋﻲ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺘﻮﻧﺴﻲ ﻣﺮاﺣﻞ ﺗﺎرﯾﺨﯿﺔ ﻣﺘﻌﺪدة ‪ ،‬ﻓﺄوّل ﻗﺎﻧﻮن ﺟﺎء ﺑﺎﻟﺘﺘﺒﻊ اﻟﺠﺰاﺋﯿﮭﻮ ﻗﺎﻧﻮن‬
‫ﺗﺤﻘﯿﻖ اﻟﺠﻨﺎﯾﺎت اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ اﻟﺼﺎدر ﻋﺎم ‪ . 1808‬وﺑﻤﻮﺟﺐ دﺳﺘﻮر ﻋﮭﺪ اﻷﻣﺎن اﻟﺼﺎدر ﯾﻮم ‪) 1861-4-26‬واﻟﺬي أوﻗﻒ‬
‫اﻟﻌﻤﻞ ﺑﮫ ﺳﻨﺔ ‪ (1864‬ﻓﻘﺪ ﺗﺄﺳﺴﺖ ﻣﺤﺎﻛﻢ ﻋﺪﻟﯿﺔ ﻋﺼﺮﯾﺔ‪ ،‬واﻛﺘﻤﻞ اﻟﺠﮭﺎز اﻟﻌﺪﻟﻲ ﺑﺎﻷﻣﺮ اﻟﻤﺆرخ ﻓﻲ ‪ 28‬ﺟﺎﻧﻔﻲ ﺳﻨﺔ‬
‫‪ 1862‬اﻟﻤﻨﺸﻮر ﺑﺎﻟﺮاﺋﺪ اﻟﺮﺳﻤﻲ ﻋﺪد ‪ 5‬اﻟﻤﺆرخ ﻓﻲ ‪ 4‬ﻓﯿﻔﺮي ﺳﻨﺔ ‪ 1862‬واﻟﺬي أوﺟﺪ ﺗﺸﺮﯾﻊ دﻋﺎوى اﻟﺤﻘﻮق اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ‬
‫وأﺳﻨﺪ ﺗﺤﺮﯾﻜﮭﺎ واﻟﺴﯿﺮ ﺑﮭﺎ ﻟﻮﻛﻼء ﯾﺪﻋﻮن )وﻛﻼء اﻟﺤﻘﻮق اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ(‪.‬‬
‫ﻟﻜﻦ اﻟﻤﺸﺮّع ﻟﻢ ﯾﻌﻂ ﺗﻌﺮﯾﻔﺎً دﻗﯿﻘﺎً ﻟﻠﺪﻋﻮى اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ‪ ،‬واﻛﺘﻔﻰ ﺑﺎﻟﻔﺼﻞ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻤﺠﻠّﺔ اﻟﻤﺬﻛﻮرة ﺑﺄﻧّﮫ "ﯾﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻰ‬
‫ﻛﻞ ﺟﺮﯾﻤﺔ دﻋﻮى ﻋﻤﻮﻣﯿﺔ ﺗﮭﺪف إﻟﻰ ﺗﻄﺒﯿﻖ اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت‪."...‬‬
‫ﻓﺎﻟﻤﺒﺪأ اﻟﻌﺎم ھﻮ أن اﻟﻨﯿﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ھﻲ ﺻﺎﺣﺒﺔ اﻟﺴﻠﻄﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﺘﺒﻊ اﻟﺠﺰاﺋﻲ )اﻟﻔﺼﻞ ‪ 20‬ﻣﺠﻠﺔ اﻻﺟﺮاءات اﻟﺠﺰاﺋﯿﺔ(‬
‫وﻣﻨﺬ ارﺗﻜﺎب اﻟﺠﺮﯾﻤﺔ ﯾﺒﺪأ ﻗﯿﺎم اﻟﺘﺘﺒﻊ اﻟﺠﺰاﺋﯿﻮﺗﻨﻔﺮد اﻟﻨﯿﺎﺑﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ ﻣﺒﺪﺋﯿﺎً دون ﻏﯿﺮھﺎ ﺑﺎﺗّﺨﺎذ ﻣﺎ ﯾﻠﺰم ﻣﻦ إﺟﺮاءات ﻹﺛﺒﺎت‬
‫وﻗﻮع اﻟﺠﺮﯾﻤﺔ‪ ،‬ﯾﺴﺎﻋﺪھﺎ ﻓﻲ ذﻟﻚ ﺟﮭﺎز ﻣﺘﺨﺼﺺ وھﻢ أﻋﻮان اﻟﻀﺎﺑﻄﺔ اﻟﻌﺪﻟﯿﺔ اﻟﻌﺎدﯾﺔ‪ ،‬اﻟﺬﯾﻦ ﯾﻘﻮﻣﻮن ﺑﺎﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ اﻟﺠﺮاﺋﻢ‬
‫وﻣﻌﺎﯾﻨﺘﮭﺎ ﺑﻜﺎﻓﺔ اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ اﻟﺘﻲ ﺧﻮﻟﺘﮭﺎ ﻟﮭﻢ ﻣﺠﻠﺔ اﻹﺟﺮاءات اﻟﺠﺰاﺋﯿﺔ إﻟﻰ أن ﺗﺼﻞ ﻟﻠﻨﻄﻖ ﺑﺎﻟﺤﻜﻢ‪.‬إﻻ أن ﻋﺪﯾﺪ اﻻﻋﺘﺒﺎرات‬
‫أﺛﺮت ﻋﻠﻰ أﺣﻜﺎم اﻹﺟﺮاءات اﻟﺘﻲ ﺻﺎر ﻟﮭﺎ ﺧﺼﻮﺻﯿﺔ ﻧﺘﯿﺠﺔ وﺟﻮد اﻟﻨﺸﺎط اﻹﻗﺘﺼﺎدي ‪ ،‬ﻓﺄﺻﺒﺢ ﻟﻺدارات ﻋﻼﻗﺔ وﺛﯿﻘﺔ‬
‫ﺑﺎﻟﻤﯿﺪان اﻻﻗﺘﺼﺎدي‪ ،‬وﻟﮭﺎ ﻣﻜﺎﻧﺘﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﺪﻋﻮى اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ‪ ،‬ﻓﺄﻋﻮاﻧﮭﺎ اﻹدارﯾﻮن ھﻢ اﻟﺬﯾﻦ ﯾﻘﻮﻣﻮن ﻓﻲ ﻏﺎﻟﺐ اﻟﺠﺮاﺋﻢ‬
‫اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ ﺑﺎﻟﺒﺤﺚ ﻋﻨﮭﺎ وﻣﻌﺎﯾﻨﺘﮭﺎ ﻣﺴﺘﻨﺪﯾﻦ ﻋﻠﻰ وﺳﺎﺋﻞ ﺗﻔﻮق ﻣﺎھﻮ ﻣﺨﻮّل ﻟﻠﻀﺎﺑﻄﺔ اﻟﻌﺪﻟﯿﺔ اﻟﻌﺎدﯾﺔ‪ ،‬ﻓﺘﺼﺒﺢ اﻹدارة ﻓﻲ‬
‫ﻣﺮﻛﺰ ﯾﺘﯿﺢ ﻟﮭﺎ ﺗﻘﺪﯾﺮ ﻣﺎ ﺳﺘﻘﺮره اﺳﺘﻨﺎداً إﻟﻰ اﻟﻤﺤﺎﺿﺮ اﻟﺘﻲ ﺣﺮّرھﺎ أﻋﻮاﻧﮭﺎ‪.‬‬
‫وﯾﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺗﺒﺮز اﻹﺷﻜﺎﻟﯿﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﯿﺔ ﻓﻲ ﻣﺪى إﻧﻔﺮاد اﻟﻨﯿﺎﺑﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ ﺑﺎﻟﺘﺘﺒﻊ اﻟﺠﺰاﺋﻲ؟‬
‫إن إﺛﺎرة اﻟﺘﺘﺒﻊ اﻟﺠﺰاﺋﻲ ھﻮ اﻹﻧﻄﻼق ﻣﻦ ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﺴﻜﻮن ﻓﻲ اﻟﺪﻋﻮى اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ إﻟﻰ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺗﺼﺒﺢ ﻓﯿﮭﺎ ﻗﺎﺋﻤﺔ‬
‫اﻟﺬات وﯾﺘﻌﮭﺪھﺎ ھﯿﻜﻞ ﻗﻀﺎﺋﻲ ﻣﺨﺘﺺ‪ ،‬ھﻮ اﻟﻨﯿﺎﺑﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﻟﮭﺎ ﺳﻠﻄﺔ اﻟﻘﯿﺎم ﺑﺎﻟﺘﺘﺒﻊ اﻟﺠﺰاﺋﻲ )اﻟﻤﺒﺤﺚ اﻷول ( ‪ .‬إﻻ‬
‫أن اﻟﻤﺸﺮّع اﺗّﺠﮫ إﻟﻰ ﻣﻼﺋﻤﺔ اﻟﻨﻈﺎم اﻹﺟﺮاﺋﻲ وﺗﻤﯿﯿﺰه ﻟﯿﺴﺎﯾﺮ اﻟﻤﯿﺪان اﻻﻗﺘﺼﺎدي‪ ،‬وﻟﮭﺬا اﻟﺘﻤﯿﯿﺰ ﻣﺒﺮراﺗﮫ‪ ،‬ﻓﮭﻮ ﺑﺎﻋﺚ ﻋﻠﻰ‬
‫اﻹﺳﺮاع وﺗﻔﺎدي اﻟﺒﻂء اﻟﺬي ﯾﻼزم اﻹﺟﺮاءات اﻟﻌﺎدﯾﺔ‪ ،‬رﻏﻢ أن ﻟﻠﻨﯿﺎﺑﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ اﻟﺴﻠﻄﺔ ﻓﻲ إﺛﺎرة اﻟﺘﺘﺒﻊ اﻟﺠﺰاﺋﻲ )اﻟﻤﺒﺤﺚ‬
‫اﻟﺜﺎﻧﻲ ( ‪.‬‬
‫ﻣﺒﺤﺚ أول ‪ :‬ﺳﻠﻄﺔ اﻟﻨﯿﺎﺑﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﯿﺎم ﺑﺎﻟﺘﺘﺒﻊ اﻟﺠﺰاﺋﻲ‪:‬‬
‫اﻟﻨﯿﺎﺑﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ ھﻲ ﺳﻠﻄﺔ ﻗﻀﺎﺋﯿﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻣﺤﺪﺛﺔ ﻟﺪى ﺑﻌﺾ اﻟﺪواﺋﺮ اﻟﻘﻀﺎﺋﯿﺔ ﺗﺘﻤﺜﻞ اﻟﮭﯿﺌﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ‪ ،‬وﺑﺎﺳﻤﮭﺎ‬
‫ﺗﺸﯿﺮ إﻟﻰ اﻟﻘﻮاﻧﯿﻦ اﻟﺘﻲ ﯾﺠﺐ ﺗﻄﺒﯿﻘﮭﺎ ﻋﻨﺪ إﺻﺪار اﻷﺣﻜﺎم واﻟﺘﻲ ﺗﮭﻢ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻌﺎم وﺗﺘﻮﻟﻰ ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻷﺣﻜﺎم‪.‬‬
‫وﻓﯿﻤﺎ ﯾﺘﻌﻠﻖ ﺑﺈﺛﺎرة اﻟﺪﻋﻮى اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ‪ ،‬وﻣﺪى ﺳﻠﻄﺔ اﻟﻨﯿﺎﺑﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ ﻓﻲ اﺗﺨﺎذ اﻹﺟﺮاء اﻟﻤﺆدي إﻟﻰ ھﺬه اﻹﺛﺎرة‪،‬‬
‫ﻓﺈﻧّﮫ ﯾﻮﺟﺪ ﻧﻈﺎﻣﯿﻦ ﯾﻤﺜﻼن اﺗﺠﺎھﯿﻦ ﻣﺨﺘﻠﻔﯿﻦ وھﻤﺎ ﻣﺒﺪأ ﺷﺮﻋﯿﺔ اﻟﺘﺘﺒﻊ وﻣﺒﺪأ ﺗﻘﺪﯾﺮ ﺟﺪوى اﻟﺘﺘﺒﻊ‪.‬‬
‫وﻗﺪ ﺗﺒﻨّﻰ اﻟﻤﺸﺮّع اﻟﺘﻮﻧﺴﻲ ﻣﺒﺪأ ﺗﻘﺪﯾﺮ ﺟﺪوى اﻟﺘﺘﺒﻊ ﺻﻠﺐ اﻟﻔﺼﻞ ‪ 30‬ﻣﺠﻠﺔ اﻹﺟﺮاءات اﻟﺠﺰاﺋﯿﺔ ﺣﯿﺚ إﻗﺘﻀﻰ‪" :‬‬
‫وﻛﯿﻞ اﻟﺠﻤﮭﻮرﯾﺔ ﯾﺠﺘﮭﺪ ﻓﻲ ﺗﻘﺮﯾﺮ ﻣﺂل اﻟﺸﻜﺎﯾﺎت واﻹﻋﻼﻣﺎت اﻟﺘﻲ ﯾﺘﻠﻘﺎھﺎ أو اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺘﮭﻲ إﻟﯿﮫ‪ ".‬وھﻮ ﻣﺎ أﯾّﺪﺗﮫ ﻣﺤﻜﻤﺔ‬
‫اﻟﺘﻌﻘﯿﺐ اﻟﺘﻮﻧﺴﯿﺔ اﻟﺘﻲ اﻋﺘﺒﺮت ﻓﻲ ﻗﺮار ﻟﮭﺎ‪" :‬أنّ ﻟﻠﻨﯿﺎﺑﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ ﺳﻠﻄﺔ ﺗﻘﺪﯾﺮﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﻼﺋﻤﺔ وﺗﻜﯿﯿﻒ اﻟﺘﺘﺒﻌﺎت واﺧﺘﯿﺎر‬
‫اﻟﻮﻗﺖ اﻟﻤﻨﺎﺳﺐ ﻹﺛﺎرة اﻟﺘﺘﺒﻊ اﻟﺠﺰاﺋﻲ وأﺧﺬ اﻟﻘﺮار اﻟﺬي ﺗﺮاه ﺻﺎﻟﺤﺎً ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻣﺎ ﺗﻮﻓﺮ ﻟﺪﯾﮭﺎ ﻣﻦ أدﻟﺔ وإرﺷﺎدات‪...‬‬
‫وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻓﺈنّ ﺑﻌﺾ اﻟﻨﺼﻮص اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﯿﺔ اﺑﻘﺖ ﻋﻠﻰ ﺟﺪوى اﻟﺘﺘﺒﻊ ﻟﻠﻨﯿﺎﺑﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ )أ( وﻓﻲ ﺣﺎﻻت اﺧﺮى وﻗﻊ‬
‫اﻹﻧﺘﻘﺎص ﻣﻦ ﺟﺪوى اﻟﺘﺘﺒﻊ ﻣﻦ اﻟﻨﯿﺎﺑﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ )ب(‪.‬‬

‫أ – إﻧﻔﺮاد ﻛﻠﻲ ﻟﻠﻨﯿﺎﺑﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ ﺑﺠﺪوى اﻟﺘﺘﺒﻊ ‪:‬‬

‫إﺛﺎرة اﻟﺘﺘﺒﻊ اﻟﺠﺰاﺋﻲ ﻣﻨﻮط ﺑﻌﮭﺪة اﻟﻨﯿﺎﺑﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ ﺣﺴﺐ اﻟﻔﺼﻞ ‪ 20‬ﻣﺠﻠﺔ اﻹﺟﺮاءات اﻟﺠﺰاﺋﯿﺔ وﺗﺒﺮز ﻣﻌﺎﻟﻢ ھﺬه‬
‫اﻟﻮﻇﯿﻔﺔ ﻓﻲ ﻋﺪﯾﺪ اﻟﻔﺼﻮل اﻷﺧﺮى ﻟﺬات اﻟﻤﺠﻠﺔ وإﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ذﻟﻚ‪ ،‬ﻣﺎ ورد ﺑﻨﺼﻮص اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺠﺰاﺋﻲ اﻻﻗﺘﺼﺎدي‪ ،‬اﻟﺘﻲ‬
‫أﻧﺎﻃﺖ ﻟﻠﻨﯿﺎﺑﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ ﺳﻠﻄﺔ اﻹﺛﺎرة اﻟﻤﺒﺎﺷﺮة ﻟﻠﺪﻋﻮى اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ‪.‬‬
‫ﻓﻔﻲ ﺧﺼﻮص ﺟﺮﯾﻤﺔ إﺧﺘﻼس أﻣﻮال ﻋﻤﻮﻣﯿﺔ وﺣﺴﺐ أﺣﻜﺎم ﻣﺠﻠﺔ واﻟﻤﺤﺎﺳﺒﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ واﻟﻤﺠﻠﺔ اﻟﺠﺰاﺋﯿﺔ وﻣﺎ ﺟﺎء‬
‫ﺑﺎﻟﻔﺼﻞ ‪ 17‬ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن ﻋﺪد ‪ 8‬ﻟﺴﻨﺔ ‪ 1968-8-3‬واﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺘﻨﻈﯿﻢ داﺋﺮة اﻟﻤﺤﺎﺳﺒﺎت اﻟﺬي ﻧﺺّ ﻋﻠﻰ أﻧّﮫ‪" :‬إذا ﻋﺜﺮت‬
‫‪2‬‬

‫اﻟﺪاﺋﺮة أﺛﻨﺎء ﻓﺤﺺ اﻟﺤﺴﺎﺑﺎت ﻋﻠﻰ ﻣﺨﺎﻟﻔﺎت ﺗﻮﺻﻒ ﺑﻜﻮﻧﮭﺎ ﺟﻨﺎﯾﺔ أو ﺟﻨﺤﺔ ﯾﻘﻊ ﺗﺒﻠﯿﻐﮭﺎ إﻟﻰ ﻣﻤﺜﻞ اﻟﻨﯿﺎﺑﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ ﻗﺼﺪ‬
‫ﺗﺘﺒﻊ ﻣﺮﺗﻜﺒﮭﺎ أﻣﺎم اﻟﻤﺤﺎﻛﻢ ذات اﻟﻨﻈﺮ‪"...‬‬
‫ﻣﻀﺎف إﻟﻰ ﻣﺎ ﺳﺒﻖ‪ ،‬ﻣﺎ ﺗﻌﺮﺿﺖ ﻟﮫ اﻟﻤﺠﻠﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ ﺑﺎﻟﻔﺼﻠﯿﻦ ‪ 169 ،86‬ﻋﻠﻰ ﻋﻘﻮﺑﺎت ﻟﻤﺴﯿّﺮي اﻟﺸﺮﻛﺎت اﻟﺬﯾﻦ‬
‫ﯾﺴﺘﻌﻤﻠﻮن ﻣﻜﺎﺳﺐ اﻟﺸﺮﻛﺔ أو ﺳﻤﻌﺘﮭﺎ‪ ،‬أو ﻣﺎ ﻟﮭﻢ ﻣﻦ ﺳﻠﻄﺎت ﻓﯿﮭﺎ ﺧﻼﻓﺎ ﻟﻤﺼﻠﺤﺘﮭﺎ ﺑﻘﺼﺪ ﺟﻨﻲ ﻓﻮاﺋﺪ ﺷﺨﺼﯿﺔ ﻟﮭﻢ‪ ،‬إﺿﺎﻓﺔ‬
‫إﻟﻰ ﻋﻘﻮﺑﺎت أﺧﺮى ﺗﻀﻤﻦ ﺣﺴﻦ اﻟﺘﺼﺮف‪ ،‬وھﻲ ﺗﻨﻄﺒﻖ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺼﺮف ﻓﻲ أﻣﻮال ﻋﻤﻮﻣﯿﺔ‪.‬‬
‫وﯾﺒﻘﻰ ﻟﻠﻨﯿﺎﺑﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ ﻛﺬﻟﻚ ﺳﻠﻄﺔ إﺛﺎرة اﻟﺘﺘﺒﻊ اﻟﺠﺰاﺋﻲ ﻓﻲ ﻣﺎدة اﻟﺸﻐﻞ ﺣﯿﺚ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺤﻀﺮ اﻟﺬي ﯾﺘﻘﺪم ﺑﮫ‬
‫ﻣﺘﻔﻘﺪ اﻟﺸﻐﻞ‪ ،‬دون إﻧﻘﺎص ﻣﻦ ﻗﯿﻤﺔ ﻣﺒﺪأ ﻣﻼﺋﻤﺔ اﻟﺘﺘﺒﻊ‪ ،‬ﻓﻼ ﯾﻤﻜﻦ أن ﺗﺜﺎر اﻟﺘﺘﺒﻊ اﻟﺠﺰاﺋﯿﺘﻠﻘﺎﺋﯿﺎ‪ ،‬أي ﺑﻤﺠﺮد إرﺳﺎل ﻣﺤﻀﺮ‬
‫ﻣﺘﻔﻘﺪ اﻟﺸﻐﻞ إﻟﻰ وﻛﯿﻞ اﻟﺠﻤﮭﻮرﯾﺔ واﻟﺬي ﯾﻤﻜﻨﮫ ﺣﻔﻆ اﻟﻤﺤﻀﺮ دون ﺗﻌﻠﯿﻞ ودون أن ﯾﻜﻮن ﻟﻘﺮاره ھﺬا ﺣﺠﯿﺔ اﻷﻣﺮ اﻟﻤﻘﻀﻲ‬
‫ﺣﯿﺚ ﯾﻤﻜﻨﮫ اﻟﺮﺟﻮع ﻓﻲ ﻗﺮاره‪ ،‬وﻓﺘﺢ اﻟﻤﻠﻒ ﻣﻦ ﺟﺪﯾﺪ ﻣﺎدام اﺟﻞ اﻟﺴﻘﻮط ﻟﻢ ﯾﻜﺘﻤﻞ دون أن ﯾﻄﺎﻟﺐ ﺑﺎﻟﺘﻌﻠﯿﻞ ﻓﻲ ﻗﺮاره‬
‫اﻟﺠﺪﯾﺪ‪ ،‬وﺑﻌﺪ أن ﯾﺘﺄﻣﻞ وﻛﯿﻞ اﻟﺠﻤﮭﻮرﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺤﻀﺮ وﻣﺪى ﻣﻼﺋﻤﺘﮫ ﻓﺈﻣّﺎ أن ﯾﻘﻮم ﺑﺎﻟﺘﻜﻠﯿﻒ اﻟﻤﺒﺎﺷﺮ‪ ،‬وإﻣّﺎ أن ﯾﻘﻊ ﺗﻮﺟﯿﮫ‬
‫اﻟﻤﻠﻒ إﻟﻰ ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺘﺤﻘﯿﻖ‪.‬‬
‫وﻓﻲ ﻣﯿﺪان اﻟﻤﺨﺪرات‪ ،‬ﻧﺠﺪ أنّ ﺟﺮﯾﻤﺔ اﻟﺘﺒﯿﯿﺾ ﻓﻲ ﻣﺎدة اﻟﻤﺨﺪرات واﻟﺘﻲ ﯾﻤﻜﻦ اﻋﺘﺒﺎرھﺎ ﺟﺮﯾﻤﺔ ﻣﺰدوﺟﺔ ﻓﮭﻲ‬
‫ﻣﻦ ﻧﺎﺣﯿﺔ ﺟﺮﯾﻤﺔ ﺣﻖ ﻋﺎم‪ ،‬ﺗﺨﻀﻊ ﻓﻲ ﺟﺎﻧﺐ ﻣﻨﮭﺎ إﻟﻰ اﻟﻘﻮاﻋﺪ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧﻮن اﻟﺠﺰاﺋﻲ اﻟﺘﻘﻠﯿﺪي وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﯾﻔﺘﺮض ﺑﺄﻧّﮭﺎ ﻻ‬
‫ﺗﻤﺘﺜﻞ ﻷي ﺧﺼﻮﺻﯿﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﻹﺟﺮاءات واﻟﺘﺘﺒﻊ‪ .‬وﻣﻦ ﻧﺎﺣﯿﺔ أﺧﺮى ھﻲ ﺟﺮﯾﻤﺔ اﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ ﺗﺪﺧﻞ ﺗﺤﺖ ﻃﺎﺋﻠﺔ ﻗﺎﻧﻮن‬
‫اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت اﻹﻗﺘﺼﺎدي ‪ ،‬ﻓﮭﻲ ﺗﻤﺲ ﺑﺎﻟﻨﻈﺎم اﻟﻌﺎم اﻻﻗﺘﺼﺎدي اﻟﻘﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﺒﺪأ اﺳﺘﻘﺮار اﻟﻤﻌﺎﻣﻼت‪.‬‬
‫وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ‪ ،‬وﻣﻦ أﺟﻞ إﺛﺎرة اﻟﺪﻋﻮى اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ‪ ،‬ﯾﻘﻮم أﻋﻮان اﻟﺒﺤﺚ واﻟﻤﻌﺎﯾﻨﺔ ﺑﺈﻋﻼم اﻟﻨﯿﺎﺑﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ ﻓﻲ ﺷﻜﻞ ﺗﻘﺎرﯾﺮ‬
‫ﺗﺘﻀﻤﻦ اﻹﻋﻼم ﻋﻦ اﻟﺠﺮﯾﻤﺔ‪ ،‬وﺗﺨﺘﺺ أﯾﻀﺎ اﻟﻨﯿﺎﺑﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ ﺑﺎﻟﺒﺖ ﻓﻲ اﻟﻤﺤﺎﺿﺮ اﻟﻤﺤﺮرة ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﺸﺮﻃﺔ أو اﻟﺤﺮس‬
‫اﻟﺪﯾﻮان‪ ،‬وﺗﻌﻄﻲ اﻟﺘﺮاﺧﯿﺺ ﻓﻲ إﺟﺮاء اﻟﺘﻔﺘﯿﺶ وﺗﺤﯿﻞ اﻟﻤﺠﺮم ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺠﻠﺲ اﻟﺠﻨﺎﺣﻲ‪.‬‬
‫وأﻣّﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى ﺟﺮاﺋﻢ اﻟﺸﺮﻛﺎت اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ‪ ،‬ﻓﻼ ﺗﻮﺟﺪ أي ﺧﺼﻮﺻﯿﺔ وﺗﺒﻘﻰ اﻟﻨﯿﺎﺑﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ ﺻﺎﺣﺒﺔ اﻻﺧﺘﺼﺎص‬
‫اﻟﻤﻄﻠﻖ واﻹﺿﺎﻓﺔ اﻟﻮﺣﯿﺪة ھﻲ ﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ ﺟﺮاﺋﻢ ﺳﯿﺮ اﻟﺸﺮﻛﺎت إذ أوﺟﺐ اﻟﻔﺼﻞ ‪ 85‬ﻓﻲ ﻓﻘﺮﺗﮫ اﻟﺨﺎﻣﺴﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﺠﻠﺔ‬
‫اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﻮاﻗﺐ اﻟﺤﺴﺎﺑﺎت إﻋﻼم اﻟﻨﯿﺎﺑﺔ ﺑﺎﻟﺠﺮاﺋﻢ اﻟﺘﻲ ﺑﻠﻎ ﻟﮫ اﻟﻌﻠﻢ ﺑﮭﺎ‪ ،‬وﯾﻜﻮن ذﻟﻚ ﺑﺘﺤﺮﯾﺮ ﺗﻘﺮﯾﺮ ﻣﻦ ﻃﺮف اﻟﻤﺮاﻗﺐ‬
‫ﻋﻨﺪ اﻧﺘﮭﺎء ﻛﻞ ﺳﻨﺔ ﻣﺎﻟﯿﺔ ﯾﻀﻤﻨﮫ ﻣﺎ اﻛﺘﺸﻔﺘﮫ ﻣﻦ ﺟﺮاﺋﻢ وﯾﻜﻮن ذﻟﻚ ﺑﻄﺮﯾﻘﺔ ﺟﻠﯿﺔ وواﺿﺤﺔ ﺑﻌﺪ ﺗﺤﻠﯿﻞ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﺤﺴﺎﺑﯿﺔ‬
‫واﻟﺘﻤﻌﻦ ﻓﯿﮭﺎ ﻗﺼﺪ ﺗﻤﻜﯿﻦ اﻟﻨﯿﺎﺑﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ ﻣﻦ اﻹﻃﻼع ﺑﺴﮭﻮﻟﺔ وﺳﺮﻋﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺠﺮاﺋﻢ واﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﻀﺮورﯾﺔ ﻹﺛﺎرة‬
‫اﻟﺪﻋﻮى اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ‪.‬‬
‫وﻟﻜﻦ ﯾﺒﻘﻰ ﻟﻮﻛﯿﻞ اﻟﺠﻤﮭﻮرﯾﺔ أن ﯾﺠﺘﮭﺪ ﻓﻲ ھﺬه اﻟﺤﺎﻟﺔ وﺣﺴﺐ أﺣﻜﺎم اﻟﻔﺼﻞ )‪ 30‬م‪.‬أ‪..‬ج( ﻓﻲ ﺗﻘﺮﯾﺮ ﻣﺂل‬
‫اﻟﺸﻜﺎﯾﺎت واﻹﻋﻼﻣﺎت اﻟﺘﻲ ﯾﺘﻠﻘﺎھﺎ‪ ،‬ﻓﮭﻞ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﮫ ﺣﻔﻆ اﻟﻘﻀﯿﺔ؟ أم ھﻞ ھﻮ ﻣﻠﺰم ﺑﺈﺣﺎﻟﺔ اﻟﻤﺤﻀﺮ إﻟﻰ اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ اﻟﻤﺨﺘﺼﺔ؟‬
‫ﻣﺒﺪﺋﯿﺎ ﻻ ﺷﻲء ﯾﻤﻨﻊ وﻛﯿﻞ اﻟﺠﻤﮭﻮرﯾﺔ ﻣﻦ ﺣﻔﻆ اﻟﻘﻀﯿﺔ‪ ،‬وﻟﯿﺴﺖ ھﻨﺎك أي إﺷﺎرة إﻟﻰ إﻟﺰاﻣﯿﺔ اﻹﺛﺎرة‪ ،‬ﻏﯿﺮ أنّ ھﺬه‬
‫اﻟﺼﻮرة ﻗﺪ ﻻ ﺗﺠﺪ ﻧﻔﺲ اﻻﺳﺘﻘﺮار‪ ،‬ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻜﻮن اﻹدارة ﺗﺸﺎرك ﻓﻲ ﺗﻘﺪﯾﺮ ﺟﺪوى اﻟﺘﺘﺒﻊ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺈنّ اﻟﻨﯿﺎﺑﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ ﻟﻢ‬
‫ﺗﻌﺪ ﺗﺤﺘﻜﺮ ﺟﺪوى اﻟﺘﺘﺒﻊ اﻟﺘﻲ أﺻﺒﺤﺖ ﻣﻨﻘﻮﺻﺔ‪.‬‬
‫ب إﻧﻔﺮاد ﻧﺴﺒﻲ ﻟﻠﻨﯿﺎﺑﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ ﺑﺠﺪوى اﻟﺘﺘﺒﻊ ‪:‬‬
‫ﻟﻘﺪ أﻧﻘﺺ اﻟﻤﺸﺮع ﻣﻦ ﺻﻼﺣﯿﺔ اﻟﻨﯿﺎﺑﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ ﻓﻲ ﺗﻘﺪﯾﺮ ﺟﺪوى اﻟﺘﺘﺒﻊ ﺑﺄن ﻣﻨﺢ ﺑﻌﺾ اﻹدارات ھﺬه اﻟﺼﻼﺣﯿﺔ‬
‫ﻓﻘﻂ‪ .‬وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻧﺘﺞ ﻋﻦ ھﺬا أنّ اﻟﻨﯿﺎﺑﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ ﺗﻨﺘﻈﺮ ﻣﺎ ﺳﺘﺤﯿﻠﮫ اﻹدارات ﻣﻦ أﺟﻞ ﺗﺘﺒﻊ ﺑﻌﺾ اﻟﺠﺮاﺋﻢ اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ‪.‬‬
‫ﻓﺒﻌﺪ أن ﻛﺎن ﻗﺎﻧﻮن ‪ 1970-5-19‬اﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺰﺟﺮ اﻟﻤﺨﺎﻟﻔﺎت اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ ﯾﺨﻮل ﻟﻮزﯾﺮ اﻻﻗﺘﺼﺎد ﺑﺴﻠﻄﺔ ﺣﻔﻆ‬
‫اﻟﻘﻀﯿﺔ أو إﺑﺮام اﻟﺼﻠﺢ ﻣﻊ اﻟﻤﺨﺎﻟﻒ أو إﺣﺎﻟﺔ اﻟﻤﻠﻒ ﻟﻮﻛﯿﻞ اﻟﺠﻤﮭﻮرﯾﺔ ﻣﻦ اﺟﻞ اﻟﺘﺘﺒﻊ اﻟﻌﺪﻟﻲ‪ ،‬ﻓﺈنّ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ واﻷﺳﻌﺎر‬
‫اﻟﺬي أﻟﻐﻰ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺴﺎﺑﻖ ﺳﺤﺐ ﺳﻠﻄﺔ ﺣﻔﻆ اﻟﻘﻀﯿﺔ ﻣﻦ وزﯾﺮ اﻻﻗﺘﺼﺎد وﻋﺮف ھﺬا اﻟﻘﺎﻧﻮن إﺟﺮاءات ﻣﺨﺎﻟﻔﺔ‪.‬‬
‫ﻓﻌﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى ﺗﺘﺒﻊ اﻟﻤﺨﺎﻟﻔﺎت اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻓﺈنّ ﻟﻤﺠﻠﺲ اﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ إذا ﺗﺒﯿﻦ ﻟﮫ أنّ اﻟﻤﻤﺎرﺳﺎت اﻟﻤﺨﺎﻟﻔﺔ ﻟﻠﻔﺼﻞ‬
‫)‪ 5‬ﺟﺪﯾﺪ( ﻏﯿﺮ ﻣﺒﺮرة ﺑﻤﺎ ورد ﺑﺎﻟﻔﺼﻞ )‪ 6‬ﺟﺪﯾﺪ( واﻛﺘﺸﻒ أﺛﻨﺎء ﻧﻈﺮه ﻓﻲ اﻟﺪﻋﺎوي إﺳﮭﺎم ﺷﺨﺺ ﻓﻲ اﻹﺧﻼل ﺑﺎﻟﻤﻮاﻧﻊ‬
‫اﻟﻤﻨﺼﻮص ﻋﻠﯿﮭﺎ ﺑﺎﻟﻔﺼﻞ )‪ 5‬ﺟﺪﯾﺪ( ﻓﺈﻧّﮭﺎ ﺗﺤﯿﻞ اﻟﻤﻠﻒ ﻋﻠﻰ وﻛﯿﻞ اﻟﺠﻤﮭﻮرﯾﺔ ﻗﺼﺪ اﻟﻘﯿﺎم ﺑﺎﻟﺘﺘﺒﻌﺎت اﻟﺠﺰاﺋﯿﺔ ﻃﺒﻖ اﻟﻔﺼﻞ‬
‫‪ 36‬ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ واﻷﺳﻌﺎر‪ .‬وﺑﺬﻟﻚ ﻓﺈنّ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﯾﻘﺪر ﺟﺪوى اﻟﺘﺘﺒﻊ‪ ،‬وﺑﻌﺪھﺎ ﯾﺤﯿﻞ أو ﻻ ﯾﺤﯿﻞ ﻟﻠﻨﯿﺎﺑﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ‬
‫ﻣﻦ أﺟﻞ إﺛﺎرة اﻟﺘﺘﺒﻊ ‪.‬‬
‫إنّ ﻧﺼﻮص ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ واﻷﺳﻌﺎر ﻏﺎﻣﻀﺔ ﻧﻮﻋﺎ ‪ .‬وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻓﺈﻧّﮫ ﯾﺒﺪو أنّ اﻟﻤﺸﺮّع ﯾﺘﺠﮫ إﻟﻰ ﻣﻨﺢ اﺧﺘﺼﺎص‬
‫ﻣﺎﻧﻊ ﻟﻤﺠﻠﺲ اﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻓﻲ ﻧﻈﺮ اﻟﺪﻋﺎوي اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻤﻤﺎرﺳﺎت اﻟﻤﺨﻠّﺔ ﺑﺎﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ‪ ،‬ﻣﻊ وﻗﻒ ﺳﻠﻄﺎت اﻟﻨﯿﺎﺑﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ ﻓﻲ ﺗﻘﺪﯾﺮ‬
‫ﺟﺪوى اﻟﺘﺘﺒﻊ ﻓﻘﻂ‪ ،‬ﻓﻤﺠﻠﺲ اﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﯾﻘﺮر ﺗﺘﺒﻊ ھﺬه اﻟﻤﻤﺎرﺳﺎت‪ ،‬ﺛﻢ ﯾﺤﯿﻠﮭﺎ ﻟﻠﻨﯿﺎﺑﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ‪ ،‬وذﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻔﺼﻞ ‪ 36‬ﻣﻦ‬
‫ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ واﻷﺳﻌﺎر‪ ،‬اﻟﺬي ﻧﺺّ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﺎب اﻹﺧﻼل ﺑﺎﻟﻤﻮاﻧﻊ اﻟﻤﻨﺼﻮص ﻋﻠﯿﮭﺎ ﺑﺎﻟﻔﺼﻠﯿﻦ ‪ 5‬و‪ ،6‬وﻣﺮاﻋﺎة أﺣﻜﺎم‬
‫اﻟﻔﺼﻞ ‪ 8‬اﻟﺬي ﯾﻤﻨﺢ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻹدارﯾﺔ ﺳﻠﻄﺔ ﺗﻘﺪﯾﺮ ﻣﺨﺎﻟﻔﺔ اﻟﻤﻤﺎرﺳﺎت ﻟﻠﻘﺎﻧﻮن ﻣﻦ ﻋﺪﻣﮭﺎ وﺑﻌﺪ إﺳﺘﯿﻔﺎء اﻹﺟﺮاءات اﻟﺘﻲ ﻧﺺّ‬
‫ﻋﻠﯿﮭﺎ اﻟﻔﺼﻞ ‪ 20‬ﻓﻘﺮة ‪ 3‬اﻟﺬي ﯾﺠﯿﺰ ﻟﻤﺠﻠﺲ اﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ إﺣﺎﻟﺔ أو ﻋﺪم إﺣﺎﻟﺔ ﻣﻠﻒ اﻟﻘﻀﯿﺔ ﻟﻮﻛﯿﻞ اﻟﺠﻤﮭﻮرﯾﺔ‪ .‬وھﺬا ﻣﺎ ﯾﻔﺮﺿﮫ‬
‫ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت اﻹﻗﺘﺼﺎدي ﺑﺎﻟﺴﻌﻲ إﻟﻰ اﻟﺼﻠﺢ‪ ،‬ﻓﻼ ﻏﺮاﺑﺔ أن ﯾﻜﻮن ﻟﻤﺠﻠﺲ اﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﺗﻘﺪﯾﺮ ﺟﺪوى اﻟﺘﺘﺒﻊ ﺛﻢ اﻹﺣﺎﻟﺔ ﻟﻠﻨﯿﺎﺑﺔ‬
‫اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﻋﻠﻰ ﺿﻮﺋﮭﺎ ﺗﻘﺮر ﻣﺂل اﻟﺪﻋﻮى اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ‪.‬‬
‫وﺑﮭﺬا ﯾﺘﻀﺢ أنّ اﻟﻤﺸﺮّع وﻗﻒ ﻓﻲ وﺳﻂ اﻟﻄﺮﯾﻖ ﻓﻲ ﻣﺎدﺗﻲ اﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ واﻷﺳﻌﺎر وﺣﻤﺎﯾﺔ اﻟﻤﺴﺘﮭﻠﻚ وﻋﺪﯾﺪ ﻧﺼﻮص‬
‫ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت اﻹﻗﺘﺼﺎدي ‪ ،‬ﻓﻼ ھﻮ ﻣﻨﺢ اﺧﺘﺼﺎص ﻣﻄﻠﻖ ﻟﻠﻨﯿﺎﺑﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ ﻓﻲ إﺛﺎرة اﻟﺘﺘﺒﻊ اﻟﺠﺰاﺋﻲ ﻋﻦ ﺟﺮاﺋﻢ ھﺬه‬
‫‪3‬‬

‫اﻟﻤﻮاد‪ ،‬وﻻ ھﻮ ﻧﻈﻢ ﺑﺸﻜﻞ دﻗﯿﻖ ﻣﺎ أوﺟﺪه ﻣﻦ ﻧﻈﺎم ﻣﺰدوج ﺑﯿﻦ اﻟﻨﯿﺎﺑﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ واﻹدارة‪ ،‬وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻓﺈﻧّﮫ ﯾﺒﻘﻰ ﻟﻠﻨﯿﺎﺑﺔ‬
‫اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ ﺳﻠﻄﺘﮭﺎ اﻟﻤﻄﻠﻘﺔ ﻓﻲ ﺷﺄن إﺛﺎرة اﻟﺪﻋﻮى اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ ﺣﺘﻰ وﻟﻮ وﻗﻊ اﻻﻧﺘﻘﺎص ﻣﻦ ﺗﻘﺪﯾﺮھﺎ ﻟﺠﺪوى اﻟﺘﺘﺒﻊ‪ ،‬وﻣﻨﺤﮫ‬
‫ﻟﺒﻌﺾ اﻹدارات ﻓﺈﻧّﮫ ﺑﻤﺠﺮد اﻹﺣﺎﻟﺔ ﻟﻠﻨﯿﺎﺑﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ ﻓﺈﻧّﮭﺎ ﺗﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻮع اﻹﺛﺎرة‪ ،‬وأﻧّﮫ ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﺎ ﺗﺜﯿﺮھﺎ ﻷن اﻹدارة‬
‫ﻗﺎﻣﺖ ﺑﺘﺤﺮﯾﺮ اﻟﻤﺤﻀﺮ وﺗﺄﻛﺪت ﻣﻦ وﺟﻮد اﻟﻤﺨﺎﻟﻔﺔ وأﺛﺒﺘﺘﮭﺎ‪ ،‬ﻓﻼ ﯾﻤﻜﻦ ﺗﺼﻮر ﻋﺪم اﻹﺛﺎرة وإن ﻛﺎن ﺣﻘﺎ ﻓﺮﺿﺘﮫ ﻣﺠﻠﺔ‬
‫اﻹﺟﺮاءات اﻟﺠﺰاﺋﯿﺔ ﻟﻠﻨﯿﺎﺑﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ‪،‬‬
‫ﻓﺎﻟﻨﯿﺎﺑﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ ﺗﺜﯿﺮ اﻟﺪﻋﻮى اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ‪ ،‬ﺑﻮﺻﻔﮭﺎ ﻧﺎﺋﺒﺔ ﻋﻦ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ وأﻣﯿﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺼﺎﻟﺢ دﻋﻮاه‪ ،‬وﯾﺒﻘﻰ ﻟﮭﺎ ﺗﻘﺪﯾﺮ‬
‫ﻣﺼﻠﺤﺔ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻓﻲ اﻹﺛﺎرة ﻣﻦ ﻋﺪﻣﮭﺎ‪ ،‬ﻟﻜﻦ ھﻨﺎك ﺣﺎﻻت وﺿﻊ ﻓﯿﮭﺎ اﻟﻤﺸﺮع ﻗﯿﻮد ﻋﻠﻰ ﺳﻠﻄﺔ اﻟﻨﯿﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ إﺛﺎرة‬
‫اﻟﺪﻋﻮى‪.‬وﯾﺘﻔﻖ اﻟﻔﻘﮫ ﻋﻠﻰ أن ھﺬه اﻟﻘﯿﻮد ﺗﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ اﻟﺸﻜﻮى واﻟﻄﻠﺐ واﻹذن‪ ،‬وﺗﺘﺴﻢ ھﺬه اﻟﻘﯿﻮد ﺑﺄﻧﮭﺎ ذات ﻃﺒﯿﻌﺔ إﺟﺮاﺋﯿﺔ‬
‫ﺗﻨﻌﻜﺲ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺘﺒﻊ اﻟﺠﺰاﺋﯿﻮﺣﺪھﺎ‪ ،‬وھﻲ ﻛﺬﻟﻚ ذات ﻃﺒﯿﻌﺔ اﺳﺘﺜﻨﺎﺋﯿﺔ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻻ ﯾﺠﻮز اﻟﺘﻮﺳﻊ ﻓﯿﮭﺎ ﻋﻦ ﻃﺮﯾﻖ اﻟﻘﯿﺎس‪ ،‬وھﻲ‬
‫ﻛﺬﻟﻚ ﻗﯿﻮد ﻋﺎرﺿﺔ ذات آﺛﺎر ﺳﺎﻟﺒﺔ ﻻ ﻣﻮﺟﺒﺔ‪ ،‬ﺑﻤﻌﻨﻰ أﻧﮭﺎ إذا ﺗﺨﻠﻔﺖ اﻣﺘﻨﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﯿﺎﺑﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ أن ﺗﺜﯿﺮ اﻟﺪﻋﻮى‪ ،‬ﻋﻠﻰ‬
‫إﻋﺘﺒﺎر أن ﻟﮭﺎ ﺳﻠﻄﺔ ﻣﻨﻘﻮﺻﺔ ﻓﻲ إﺛﺎرة اﻟﺘﺘﺒﻊ اﻟﺠﺰاﺋﻲ ‪.‬‬

‫اﻟﻤﺒﺤﺚ اﻟﺜﺎﻧﻲ‪ :‬ﺳﻠﻄﺔ ﻣﻨﻘﻮﺻﺔ ﻟﻠﻨﯿﺎﺑﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ ﻓﻲ إﺛﺎرة اﻟﺘﺘﺒﻊ اﻟﺠﺰاﺋﻲ‪:‬‬


‫اﻟﻘﺎﻋﺪة ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺠﺰاﺋﻲ ھﻮ أﻧّﮫ ﻻ ﻋﻘﻮﺑﺔ ﺑﻐﯿﺮ دﻋﻮى ﻋﻤﻮﻣﯿﺔ ﻓﻼ ﺑﺪ ﻣﻦ رﻓﻌﮭﺎ أﻣﺎم اﻟﻘﻀﺎء ﻟﻤﻌﺎﻗﺒﺔ اﻟﻤﺠﺮم‬
‫واﻷﺻﻞ أنّ اﻟﺘﺘﺒﻊ اﻟﺠﺰاﺋﯿﺘﺜﯿﺮھﺎ اﻟﻨﯿﺎﺑﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ‪ ،‬ﺣﺴﺒﻤﺎ ﻧﺺّ ﻋﻠﯿﮫ اﻟﻔﺼﻞ ‪ 20‬ﻣﺠﻠﺔ اﻹﺟﺮاءات اﻟﺠﺰاﺋﯿﺔ ﺑﺄنّ‪":‬اﻟﻨﯿﺎﺑﺔ‬
‫اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ ﺗﺜﯿﺮ اﻟﺘﺘﺒﻊ اﻟﺠﺰاﺋﯿﻮﺗﻤﺎرﺳﮭﺎ ﻛﻤﺎ ﺗﻄﻠﺐ ﺗﻄﺒﯿﻖ اﻟﻘﺎﻧﻮن وﺗﺘﻮﻟﻰ ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻷﺣﻜﺎم"‪ .‬ﺑﺈﻋﺘﺒﺎرھﺎ اﻟﺴﻠﻂ اﻷﺻﻠﯿﺔ ﻹﺛﺎرة‬
‫اﻟﺘﺘﺒﻊ اﻟﺠﺰاﺋﻲ )أ( ﻏﯿﺮ أنّ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﺠﻠﺔ اﻹﺟﺮاءات اﻟﺠﺰاﺋﯿﺔ أﺷﺎر إﻟﻰ اﻟﻨﯿﺎﺑﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ وﻛﺬﻟﻚ اﻟﻤﻮﻇﻔﻮن‪ ،‬وھﻤﺎ‬
‫ﺟﮭﺘﯿﻦ ﻟﮭﻤﺎ ﻣﺒﺎﺷﺮة ﻣﺤﺪودة ﻓﻲ اﻟﺘﺘﺒﻊ اﻟﺠﺰاﺋﻲ‪:‬‬
‫)ب( ‪.‬‬
‫أ ـ اﻟﺴﻠﻂ اﻷﺻﻠﯿﺔ ﻹﺛﺎرة اﻟﺘﺘﺒﻊ اﻟﺠﺰاﺋﻲ ‪:‬‬
‫ﻟﻘﺪ ﻋﺪدّ اﻟﻔﺼﻞ ‪ 10‬ﻣﺠﻠﺔ اﻹﺟﺮاءات اﻟﺠﺰاﺋﯿﺔ ﻣﻦ "ﯾﺒﺎﺷﺮ وﻇﺎﺋﻒ اﻟﻀﺎﺑﻄﺔ اﻟﻌﺪﻟﯿﺔ ﺗﺤﺖ إﺷﺮاف اﻟﻮﻛﯿﻞ اﻟﻌﺎم‬
‫ﻟﻠﺠﻤﮭﻮرﯾﺔ واﻟﻤﺪﻋﯿﻦ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﯿﻦ ﻟﺪى ﻣﺤﺎﻛﻢ اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف ﻛﻞ ﻓﻲ ﺣﺪود ﻣﻨﻄﻘﺘﮫ‪ ،‬ﯾُﻌﺮف ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻤﺒﺪأ اﻟﻌﺎم أنّ إرادة‬
‫اﻟﻤﺸﺮّع اﻧﺼﺮﻓﺖ ﺻﺮﯾﺤﺔ إﻟﻰ ﺗﺨﺼﯿﺺ اﻟﻨﯿﺎﺑﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ ﺑﺤﻖ إﺛﺎرة اﻟﺪﻋﻮى اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ‪ ،‬وھﻲ اﻟﻤﺘﻜﻔﻠﺔ أﺻﻼً ﺑﺎﻟﺠﺮاﺋﻢ‬
‫اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ اﻟﺘﻘﻠﯿﺪﯾﺔ وﺟﻤﯿﻊ ﺟﺮاﺋﻢ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻌﺎم‪ .‬ﻓﺘﻌﻠﻢ ﺑﮭﺎ إﻣّﺎ ﻋﻠﻰ أﺛﺮ ﻣﻌﺎﯾﻨﺘﮭﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ أﻋﻮان اﻟﻀﺎﺑﻄﺔ اﻟﻌﺪﻟﯿﺔ أو ﻋﻠﻰ أﺛﺮ‬
‫ﺗﻘﺪﯾﻢ ﺷﻜﻮى‪.‬‬

‫ﻏﯿﺮ أنّ اﻟﻤﺸﺮّع أﺑﻘﻲ اﻟﻨﯿﺎﺑﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ ﻛﻄﺮف أﺻﻠﻲ ﻓﻲ إﺛﺎرة اﻟﺘﺘﺒﻊ اﻟﺠﺰاﺋﻲ ﻓﻲ ﻋﺪﯾﺪ اﻟﺠﺮاﺋﻢ اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ ‪ ،‬ﻓﻠﻘﺪ‬
‫ﺣﺪّد اﻟﻤﺸﺮّع ﻓﻲ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺑﻌﺾ اﻟﻨﺼﻮص اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﯿﺔ ﻣﻦ ھﻲ اﻹدارات اﻟﺘﻲ ﺗﺜﯿﺮ اﻟﺘﺘﺒﻊ اﻟﺠﺰاﺋﻲ وﺣﺼﺮھﺎ ﻓﻲ ﻣﯿﺎدﯾﻦ‬
‫ﻣﻌﯿﻨﺔ ‪.‬‬
‫وإن أﺻﺒﺢ ﻟﻺدارات ﺳﻠﻄﺔ إﺛﺎرة اﻟﺪﻋﻮى اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ‪ ،‬ﻓﻘﺪ أﺻﺒﺤﺖ أﯾﻀﺎ ﺗﻨﻔﺮد ﺑﺴﻠﻄﺔ ﺗﻘﺪﯾﺮ ﺟﺪوى‬
‫اﻟﺘﺘﺒﻌﻮﯾﻘﺼﺪﺑﮫ اﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﻣﺂل اﻟﺸﻜﺎﯾﺎت واﻹﻋﻼﻣﺎت وذﻟﻚ ﺗﻨﻔﺮد ﺗﺘﺒﻌﮭﺎ أو ﺣﻔﻈﮭﺎ‪ ،‬واﻟﺮاﺟﻊ أﺻﻼ ﻟﻠﻨﯿﺎﺑﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ وﻟﻜﻦ‬
‫ﺗﻤﺎﺷﯿﺎ ﻣﻊ اﻟﺨﺼﻮﺻﯿﺎت اﻟﺘﻲ أﻗﺮّھﺎ اﻟﻤﺸﺮّع ﻓﻘﺪ ﻣﻨﺤﺖ اﻹدارات ھﺬه اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺎول ﺣﺴﺐ ﻣﺼﺎﻟﺤﮭﺎ ﻣﻦ اﻟﻠﺠﻮء‪،‬‬
‫إﻟﻰ أﺣﺪ اﻟﺨﯿﺎرﯾﻦ إﻣّﺎ إﺑﺮام اﻟﺼﻠﺢ ﻣﻊ اﻟﻤﺘﮭﻢ‪ ،‬أو إﺛﺎرة اﻟﺘﺘﺒﻊ اﻟﺠﺰاﺋﻲ‪ .‬وﻟﻘﺪ أﺷﺎر اﻟﻤﺸﺮّع ﺑﻮﺿﻮح إﻟﻰ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﻤﺒﺎﺷﺮة‬
‫ﻹدارة اﻟﺠﺒﺎﯾﺔ ﻓﻲ إﺛﺎرة اﻟﺘﺘﺒﻊ اﻟﺠﺰاﺋﻲ‪ .‬ﺑﯿﻨﻤﺎ ﺗﻤﻠﻚ ﻛﻞ ﻣﻦ اﻹدارة اﻟﺼﺮﻓﯿﺔ اﻟﺒﻨﻜﯿﺔ ﺳﻠﻄﺔ ﻣﺒﺎﺷﺮة ﻣﺤﺪودة ﻓﻲ إﺛﺎرﺗﮭﺎ ‪.‬‬
‫ﺗﺘﻤﺘﻊ إدارة اﻟﺠﺒﺎﯾﺔ ﺑﺴﻠﻄﺔ ﻏﯿﺮ ﻣﺤﺪودة ﻓﻲ ﺗﻘﺪﯾﺮ ﺟﺪوى اﻟﺘﺘﺒﻊ‪ ،‬وﻓﻲ ھﺬه اﻟﺤﺎﻟﺔ ﺗﺼﺒﺢ اﻹدارة ھﻲ ﺻﺎﺣﺒﺔ‬
‫اﻻﺧﺘﺼﺎص اﻟﻤﺒﺪﺋﻲ واﻟﻤﻄﻠﻖ ﻓﻲ ھﺬا اﻟﺘﻘﺮﯾﺮ‪ ،‬وھﻲ ﺧﺼﻮﺻﯿﺔ ﻣﻐﺎﯾﺮة ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻷﺣﻜﺎم ﻣﺠﻠﺔ اﻹﺟﺮاءات اﻟﺠﺰاﺋﯿﺔ‪ .‬وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ‬
‫ﯾﻤﻜﻦ ﻹدارة اﻟﺠﺒﺎﯾﺔ )ﻛﺎﻟﻨﯿﺎﺑﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ( ان ﺗﺤﯿﻞ اﻟﻤﻈﻨﻮن ﻓﯿﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ اﻟﻤﺨﺘﺼﺔ ﻣﺒﺎﺷﺮة أو ان ﺗﺤﻔﻆ اﻟﻘﻀﯿﺔ‪،‬‬
‫ﻣﻀﺎف إﻟﯿﮫ ﻣﺎ ﻻ ﺗﻤﻠﻜﮫ )اﻟﻨﯿﺎﺑﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ(‪ ،‬وھﻮ إﻧﮫ ﺑﺈﻣﻜﺎن إدارة اﻟﺠﺒﺎﯾﺔ اﻟﺘﻨﺎزل ﻋﻦ اﻟﺪﻋﻮى ﺑﺄن ﺗﺒﺮم ﺻﻠﺤﺎً ﻣﻊ اﻟﻤﺨﺎﻟﻒ‬
‫وﺑﺬﻟﻚ أﺻﺒﺤﺖ إدارة اﻟﺠﺒﺎﯾﺔ ﺗﺘﻤﺘﻊ ﺑﺴﻠﻄﺔ ﻣﺒﺎﺷﺮة ﻓﻲ إﺛﺎرة اﻟﺘﺘﺒﻊ اﻟﺠﺰاﺋﻲ وذﻟﻚ دون اﻟﻤﺮور ﻣﻄﻠﻘﺎ ﻋﻠﻰ ﺟﮭﺎز اﻟﻨﯿﺎﺑﺔ‬
‫اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ وھﻮ ﻣﺎ أﻛﺪه اﻟﻔﺼﻞ ‪ 94‬ﻣﻦ ﻣﺠﻠﺔ اﻟﻀﺮﯾﺒﺔ اﻟﺬي ﺟﺎء ﻧﺎﺻﺎً ﻋﻠﻰ أن‪":‬وزﯾﺮ اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ أو ﻣﻦ ﯾﻨﻮﺑﮫ ﯾﻘﻮم ﺑﺈﺛﺎرة‬
‫اﻟﺘﺘﺒﻊ اﻟﺠﺰاﺋﻲ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﺨﺎﻟﻔﺎت اﻟﻤﻨﺼﻮص ﻋﻠﯿﮭﺎ ﺑﺎﻟﻔﺼﻮل ‪ 81‬و‪ 82‬و‪ ...83‬وﯾﻄﻠﺐ ﻧﺎﺋﺐ اﻹدارة ﺷﻔﺎھﯿﺎ او ﻛﺘﺎﺑﯿﺎ‬
‫ﻋﻨﺪ ﺣﻀﻮره ﺑﺎﻟﺠﻠﺴﺔ‪ ...‬ﺗﻄﺒﯿﻖ اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت اﻟﻤﻨﺼﻮص ﻟﻌﯿﮭﺎ ﺑﮭﺬه اﻟﻤﺠﻠﺔ‪."...‬‬
‫وﻣﺎ ﯾﻤﻜﻦ ﻣﻼﺣﻈﺘﮫ ﻣﻦ ﻗﺮاءة ھﺬا اﻟﻔﺼﻞ أﻧّّﮫ ﯾﺘﻤﺎﺷﻰ ﻣﻊ ﻣﺎ ﺟﺎء ﺑﺎﻟﻔﺼﻞ ‪ 20‬ﻣﺠﻠﺔ اﻹﺟﺮاءات اﻟﺠﺰاﺋﯿﺔ‪ ،‬وﻛﺄنّ‬
‫اﻟﻤﺸﺮّع أراد ﻣﻦ إدارة اﻟﺠﺒﺎﯾﺔ‪ ،‬ان ﺗﻜﻮن ﻧﯿﺎﺑﺔ اﻟﺸﺆون اﻟﺠﺒﺎﺋﯿﺔ‪.‬‬
‫ﻓﻤﻦ ﻣﻜﺎﺳﺐ اﻟﻤﺪﻧﯿﺔ اﻟﺤﺪﯾﺜﺔ اﻧﺘﺸﺎر ﻣﺒﺪأ اﻟﺘﺨﺼﺺ ﻓﻲ ﺷﺘﻰ اﻟﻤﯿﺎدﯾﻦ وأﻣﺜﻠﺔ ذﻟﻚ واﺿﺤﺔ أﯾﻀﺎً ﻓﻲ ﻋﻤﻞ اﻟﻨﯿﺎﺑﺔ‬
‫اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻘﺪ اﻧﺸﺌﺖ ﻋﺪة ﻧﯿﺎﺑﺎت ﻣﺘﺨﺼﺼﺔ ﻓﻲ ﻣﺴﺎﺋﻞ ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ‪ .‬ﻛﻤﺎ ھﻮ اﻟﺤﺎل ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧﻮن‬
‫اﻟﻤﺼﺮي ﺣﯿﺚ ﺧﺼﺼﺖ ﻧﯿﺎﺑﺔ ﻟﻠﺸﺆون اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ واﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ وﻛﺬﻟﻚ ﻧﯿﺎﺑﺔ ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ اﻟﺘﮭﺮب ﻣﻦ اﻟﻀﺮاﺋﺐ اﻟﺘﻲ أﻧﺸﺌﺖ‬
‫ﺑﻤﻜﺘﺐ اﻟﻨﺎﺋﺐ اﻟﻌﺎم‪ ،‬ﺑﺎﻟﻘﺮار رﻗﻢ ‪ 13496‬اﻟﺼﺎدر ﻣﻦ وزﯾﺮ اﻟﻌﺪل ﻓﻲ ‪ .1979-10-30‬وﺗﺨﺘﺺ اﻟﻨﯿﺎﺑﺔ اﻟﻤﺬﻛﻮرة‬
‫ﺑﺎﻟﺘﺼﺮف ﻓﻲ ﺟﻤﯿﻊ أﻧﺤﺎء اﻟﺠﻤﮭﻮرﯾﺔ ﺿﺪ اﻟﺠﺮاﺋﻢ اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﻘﻮاﻧﯿﻦ اﻟﻀﺮاﺋﺐ وﺗﺒﺪأ أھﻤﯿﺔ ﻓﻜﺮة ﺗﺨﺼﺺ اﻟﻨﯿﺎﺑﺎت ﻓﻲ أن‬
‫ﺑﻌﺾ اﻟﺠﺮاﺋﻢ ﺗﺘﻄﻠﺐ ﺑﻄﺒﯿﻌﺘﮭﺎ دارﯾﺔ وﺧﺒﺮة ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﺤﻘﻖ ﺣﺘﻰ ﯾﻤﻜﻦ إﺛﺒﺎت ﻣﻌﺎﻟﻤﮭﺎ واﻟﺘﺤﻘﻖ ﻣﻦ ﻣﺴﺆوﻟﯿﺔ اﻟﻤﺘﮭﻢ‬
‫‪4‬‬

‫ﻓﯿﮭﺎ‪ ،‬وﻻ ﺷﻚ أنّ اﻟﺘﺨﺼﺺ ﯾﻜﻔﻞ ﻟﻌﻀﻮ اﻟﻨﯿﺎﺑﺔ ذﻟﻚ اﻟﻘﺪر اﻟﻼزم ﻣﻦ اﻟﺪراﯾﺔ واﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺎﺋﻞ اﻟﺘﻲ ﯾﺨﺘﺺ ﻓﯿﮭﺎ ﺑﻤﺎ‬
‫ﯾﺴﺎﻋﺪه ﻋﻠﻰ ﺗﺄدﯾﺔ ﻋﻤﻠﮫ ﻋﻠﻰ وﺟﮫ ﯾﺘﻔﻖ ﻣﻊ ﻣﻘﺘﻀﯿﺎت اﻟﻤﺼﻠﺤﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ .‬وإن ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ اﻟﻤﻘﺎﺑﻞ ﺗﺘﻤﺘﻊ اﻹدارة اﻟﺼﺮﻓﯿﺔ‬
‫واﻟﺒﻨﻜﯿﺔ ﻛﺬﻟﻚ ﺑﮭﺬا اﻟﺤﻖّ إﻻ أﻧّﮭﺎ ﺗﻤﻠﻚ ﺳﻠﻄﺔ ﻣﺒﺎﺷﺮة ﻣﺤﺪودة ﻓﻲ إﺛﺎرة اﻟﺘﺘﺒﻊ اﻟﺠﺰاﺋﻲ‪.‬‬

‫ب ‪ -‬اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﻤﺒﺎﺷﺮة اﻟﻤﺤﺪودة ﻓﻲ اﻟﺘﺘﺒﻊ اﻟﺠﺰاﺋﻲ‪:‬‬


‫اﻹدارة اﻟﺼﺮﻓﯿﺔ واﻟﺒﻨﻜﯿﺔ ﻟﮭﻤﺎ ﺳﻠﻄﺔ ﻣﺒﺎﺷﺮة ﻣﺤﺪودة ﻹﺛﺎرة اﻟﺘﺘﺒﻊ اﻟﺠﺰاﺋﻲ‪ ،‬ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻘﯿﺪ اﻹﺟﺮاﺋﻲ أو ﺷﺮط‬
‫إﺛﺎرة اﻟﺪﻋﻮى اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ‪ .‬ﻓﺎﻟﻤﺸﺮّع ﻓﻲ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت اﻹﻗﺘﺼﺎدي ﻓﻲ ھﺬا اﻟﺨﺼﻮص ﻧﺺّ ﻋﻠﻰ ﺿﺮورة ﺻﺪور ﺷﻜﻮى‬
‫ﻋﻨﮭﺎ‪ ،‬ﺣﺘﻰ ﺗﺘﻤﻜﻦ اﻟﻨﯿﺎﺑﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ ﻣﻦ إﺛﺎرة اﻟﺪﻋﻮى اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ‪ ،‬ﺑﺎﻋﺘﺒﺎر أنّ اﻟﺸﻜﻮى ﺗﻤﺜﻞ أوﻟﻰ ﺧﻄﻮات اﻟﺘﺘﺒﻊ‪.‬‬
‫ورﻏﻢ وﺿﻮح اﻟﻔﺼﻞ ‪ 29‬ﻣﻦ ﻣﺠﻠﺔ اﻟﺼﺮف واﻟﺘﺠﺎرة اﻟﺨﺎرﺟﯿﺔ‪":‬أﻧّﮫ ﻻ ﯾﻤﺎرس اﻟﺘﺘﺒﻊ ﻓﻲ ﺣﻖ ﺗﺮاﺗﯿﺐ اﻟﺼﺮف‬
‫إﻻ ﻋﻦ ﻃﺮﯾﻖ ﺷﻜﻮى ﻣﻦ وزارة اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ أو ﻣﻤﺜﻞ ﻟﮭﺎ ﻣﺆھﻞ ﻟﮭﺬا اﻟﻐﺮض" وﻛﺬﻟﻚ ﻣﺎ ﻧﺺّ ﻟﻌﯿﮫ اﻟﻔﺼﻞ ‪ 24‬ﻣﻦ ﻧﻔﺲ‬
‫اﻟﻤﺠﻠﺔ "ﺗﺤﺎل ﻣﺤﺎﺿﺮ اﻟﻤﻌﺎﯾﻨﺔ إﻟﻰ وزارة اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺮﻓﻊ اﻷﻣﺮ ﻟﻠﻨﯿﺎﺑﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ إذ رأت ذﻟﻚ ﺻﺎﻟﺤﺎ"‪ .‬إﻻ أنّ اﻵراء‬
‫اﻟﻤﻘﺪﻣﺔ ﺣﻮل ﻣﻠﻜﯿﺔ إﺛﺎرة اﻟﺘﺘﺒﻊ اﻟﺠﺰاﺋﻲ ﻓﻲ اﻟﻤﺎدة اﻟﺼﺮﻓﯿﺔ اﺧﺘﻠﻔﺖ وﺗﺒﺎﯾﻨﺖ‪ ،‬وھﻲ ‪:‬‬
‫أوﻻ ‪ -‬اﻟﺮأي اﻷول‪ :‬ﺑﺄنّ اﻹدارة ﺗﻤﻠﻚ إﺛﺎرة اﻟﺘﺘﺒﻊ ‪) ،‬وھﻮ رأي ﻗﺪﯾﻢ ﻧﺺّ ﻋﻠﯿﮫ اﻟﻔﺼﻞ ‪ 127‬ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻷﺳﺎﺳﻲ‬
‫اﻟﺼﺎدر ﻓﻲ اﻷﻣﺮ اﻟﻤﺆرخ ﻓﻲ ‪ 1884-10-3‬اﻟﺬي ﺑﻤﻘﺘﻀﺎه أﺳﻨﺪ ﻟﻺدارات اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ ﺣﻖ إﺛﺎرة اﻟﺪﻋﻮى اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ‪.‬‬
‫وﺑﺮر أﺻﺤﺎب ھﺬا اﻟﺮأي اﺗﺠﺎھﮭﻢ ﺑﻤﺎ ورد ﻓﻲ اﻟﻔﺼﻞ ‪ 2‬ﻣﺠﻠﺔ اﻹﺟﺮاءات اﻟﺠﺰاﺋﯿﺔ‪ ،‬وﻛﺬﻟﻚ اﻟﻔﺼﻮل ‪ 24‬و ‪30‬‬
‫م‪.‬ص‪ ،‬واﻧﻄﻼﻗﺎ ﻣﻦ ھﺬه اﻟﻔﺼﻮل ﻓﺈنّ اﻹدارة اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ ﺗﻤﻠﻚ ﺳﻠﻄﺔ ﺗﻘﺪﯾﺮﯾﺔ ﻣﻄﻠﻘﺔ ﻣﻦ ﺣﯿﺚ ﺗﻮﺟﯿﮫ اﻟﺘﮭﻤﺔ وإﺣﺎﻟﺔ اﻟﻘﻀﯿﺔ‬
‫إﻟﻰ اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ دون ﺗﻘﯿﺪ ﺑﻮﺟﻮب ﻋﺮض اﻟﻤﻮﺿﻮع ﻋﻠﻰ اﻟﻨﯿﺎﺑﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ‪ ،‬ﻣﻤﺎ ﯾﺠﻌﻠﮭﺎ ﺗﺘﻤﺘﻊ ﺑﺎﺧﺘﺼﺎص أﺻﻠﻲ ﻓﻲ‬
‫اﻟﻤﻮﺿﻮع‪ 1‬وﯾﻌﺰزه ﻣﺎ ورد ﺑﺎﻟﻔﺼﻞ ‪ 31‬ﻣﺠﻠﺔ اﻟﺼﺮف اﻟﺬي ﯾﺴﻤﺢ ﻟﻺدارة اﻟﺼﺮﻓﯿﺔ اﻟﺘﺪﺧﻞ ﻋﻦ ﻃﺮﯾﻖ اﻟﺼﻠﺢ وﻣﺤﻮ‬
‫إﻣﻜﺎﻧﯿﺔ اﻟﺘﺘﺒﻊ ﻣﻦ ﻃﺮف أي ﺳﻠﻄﺔ ﺣﺘﻰ إن ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻨﯿﺎﺑﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ ﻧﻔﺴﮭﺎ وھﻮ ﻣﺎ ﯾﻌﺎرﺿﮫ أﺻﺤﺎب اﻟﺮأي اﻟﺜﺎﻧﻲ‪.‬‬
‫ﺛﺎﻧﯿﺎ – اﻟﺮأي اﻟﺜﺎﻧﻲ‪ :‬اﻟﻨﯿﺎﺑﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ ھﻲ اﻟﻤﺨﺘﺼﺔ ﺑﺈﺛﺎرة اﻟﺘﺘﺒﻊ اﻟﺠﺰاﺋﻲ ﻓﻲ اﻟﻤﺎدة اﻟﺼﺮﻓﯿﺔ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻔﺼﻞ ‪ 29‬ﻣﻦ‬
‫ﻣﺠﻠﺔ اﻟﺼﺮف اﻗﺘﻀﻰ ‪ ":‬أﻧّﮫ ﻻ ﯾﻤﻜﻦ ﻣﻤﺎرﺳﺔ ﺗﺘﺒﻊ اﻟﺠﺮاﺋﻢ ﻓﻲ ﺣﻖ ﺗﺮاﺗﯿﺐ اﻟﺼﺮف إﻻ ﺗﺒﻌﺎ ﻟﺸﻜﻮى ﻣﻦ وزﯾﺮ اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ أو‬
‫ﻣﻦ ﻣﻤﺜﻠﮫ اﻟﻤﺆھﻞ ﻟﮭﺬا اﻟﻐﺮض"‪ ،‬وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺈنّ اﻹدارة اﻟﺼﺮﻓﯿﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﯾﻜﻮن ﻣﺠﻨﯿﺎ ﻋﻠﯿﮭﺎ‪ ،‬ﯾﺼﺪر ﻋﻨﮭﺎ اﻟﺘﺸﻜﻲ اﻟﺬي‬
‫ﯾﻤﺜﻞ أوﻟﻲ ﺧﻄﻮات اﻟﺘﺘﺒﻊ‪ ،‬وﺑﺎﻋﺘﺒﺎر أنّ اﻟﻨﯿﺎﺑﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ ھﻲ اﻟﻄﺮف اﻟﻤﺆھﻞ وﺣﺪھﺎ ﻟﺘﻠﻘﻲ اﻟﺸﻜﺎﯾﺎت ﺣﺴﺒﻤﺎ ﻧﺺّ ﻋﻠﯿﮫ‬
‫اﻟﻔﺼﻞ ‪ 30‬ﻣﺠﻠﺔ اﻹﺟﺮاءات اﻟﺠﺰاﺋﯿﺔ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺗﺴﺘﻌﯿﺪ ﺳﻠﻄﺘﮭﺎ ﻓﻲ إﺛﺎرة اﻟﺘﺘﺒﻊ اﻟﺠﺰاﺋﻲ اﻟﺼﺮﻓﯿﺔ اﻧﻄﻼﻗﺎ ﻣﻦ اﻟﻔﺼﻞ‬
‫‪ 29‬ﻣﻦ اﻟﻤﺠﻠﺔ اﻟﺼﺮﻓﯿﺔ‪ ،‬وﺧﺼﻮﺻﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﯾﺘﻜﻮن ﻣﻦ ﻓﻌﻞ واﺣﺪ ﻣﺰدوﺟﺔ )ﺻﺮﻓﯿﺔ ودﯾﻮاﻧﯿﺔ(‪.‬‬
‫وﻟﻜﻦ وإن ﻛﺎن اﻟﻔﺼﻞ ‪ 29‬ﻣﺠﻠﺔ اﻟﺼﺮف ﯾﺴﻤﺢ ﻟﻠﻨﯿﺎﺑﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ ﺑﺈﺛﺎرة اﻟﺪﻋﻮى اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ‪ ،‬إﻻ أﻧّﮫ ﻓﻲ اﻟﻤﻘﺎﺑﻞ‬
‫أﺟﺎز اﻟﻔﺼﻞ ‪30‬ﻣﺠﻠﺔ اﻟﺼﺮف ﻟﻺدارة ﻋﺮض اﻟﻘﻀﯿﺔ ﻣﺒﺎﺷﺮة أﻣﺎم اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ اﻟﻤﺨﺘﺼﺔ‪ ،‬أي دون اﻟﻤﺮور ﻋﺒﺮ اﻟﻨﯿﺎﺑﺔ‬
‫اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ‪ ،‬وﻛﺄن ھﺬا ﯾﻮﺣﻲ ﺑﻮﺟﻮد ﺗﻨﺎﻗﺾ ﺑﯿﻦ اﻟﻔﺼﻠﯿﻦ ‪ 29‬و ‪ 30‬ﻣﺠﻠﺔ اﻟﺼﺮف اﻷﻣﺮ اﻟﺬي وﻗﻊ إﯾﻀﺎﺣﮫ ﻓﻲ اﻟﺮأي‬
‫اﻟﺜﺎﻟﺚ‪.‬‬
‫ﺛﺎﻟﺜﺎ – اﻟﺮأي اﻟﺜﺎﻟﺚ‪ :‬ازدواﺟﯿﺔ ﻣﻠﻜﯿﺔ إﺛﺎرة اﻟﺪﻋﻮى اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ‪ ،‬ﻟﻺدارة اﻟﺼﺮﻓﯿﺔ واﻟﻨﯿﺎﺑﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﯿﻦ ﻓﮭﻲ ﻟﯿﺴﺖ‬
‫ﺣﻜﺮاً ﻋﻠﻰ إﺣﺪاھﻤﺎ‪ .‬وھﻮ ﻣﺎ ﻧﺺ ﻋﻠﯿﮫ اﻟﻔﺼﻞ ‪ 2‬ﻣﺠﻠﺔ اﻹﺟﺮاءات اﻟﺠﺰاﺋﯿﺔ اﻟﺬي أﺷﺎر إﻟﻰ اﻟﻨﯿﺎﺑﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ واﻟﻤﻮﻇﻔﯿﻦ‪،‬‬
‫ﻓﻜﻼ اﻟﺠﮭﺘﯿﻦ ﯾﺘﻤﺘﻊ ﺑﺎﺧﺘﺼﺎص أﺻﻠﻲ ﻓﻲ إﺛﺎرة اﻟﺪﻋﻮى اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ‪ .‬ﻓﺈذا ﻣﺎ ﺗﻌﻠﻖ اﻷﻣﺮ ﺑﺠﺮﯾﻤﺔ ﺻﺮﻓﯿﺔ ﻣﺤﻀﺔ‪ ،‬ﻓﺈنّ‬
‫اﻟﻐﺪارة اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ ﺗﺘﻮﻟﻰ ﺗﻘﺪﯾﺮ ﺟﺪوى اﻟﺘﺘﺒﻊ دون ﻣﺸﺎرﻛﺔ اﻟﻨﯿﺎﺑﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ‪ ،‬أﻣﺎّ إذا ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺠﺮﯾﻤﺔ ﻣﺰدوﺟﺔ ﺗﺤﺘﻤﻞ ﻣﺆاﺧﺬة‬
‫ﺻﺮﻓﯿﺔ وأﺧﺮى دﯾﻮاﻧﯿﺔ أو ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧﻮن اﻟﻌﺎم‪ ،‬ﻓﺈنّ ﻣﻌﺎﯾﻨﺘﮭﺎ وﺗﺘﺒﻌﮭﺎ وزﺟﺮھﺎ ﯾﻜﻮن ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻠﻘﺎﻧﻮن اﻟﺪﯾﻮاﻧﻲ‪ ،‬أو ﻃﺒﻘﺎ‬
‫ﻟﻺﺟﺮاءات اﻟﻤﻨﺼﻮص ﻋﻠﯿﮭﺎ ﺑﺎﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺬي وﻗﻊ ﺧﺮﻗﮫ‪ ،...‬ﺣﺴﺒﻤﺎ ﻧﺺّ ﻋﻠﯿﮫ اﻟﻔﺼﻞ ‪ 34‬ﻣﺠﻠﺔ اﻟﺼﺮف‪.‬‬
‫وﺗﺒﻘﻰ اﻟﺠﺮﯾﻤﺔ اﻟﺼﺮﻓﯿﺔ اﻟﻤﺤﻀﺔ ﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟﻮزارة اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻤﺘﻠﻚ ﺳﻠﻄﺔ ﻣﺒﺎﺷﺮة اﺗﺠﺎھﮭﺎ‪ ،‬ﻓﺈﻣّﺎ أن ﺗﻘﺮر‬
‫اﻟﻤﺼﺎﻟﺤﺔ‪ ،‬او ﺗﺼﺪر ﺷﻜﻮى ﻓﻘﻂ‪ ،‬وﻻ ﯾﻤﻜﻦ أن ﺗﺴﺎﯾﺮ اﻹﺛﺎرة اﻟﺘﻲ ﺗﺨﺘﺺ ﺑﮭﺎ اﻟﻨﯿﺎﺑﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ‪ .‬وﻓﻲ ﺧﺼﻮص اﻹدارة‬
‫اﻟﺒﻨﻜﯿﺔ ﻓﻘﺪ ﺟﺎء اﻟﻔﺼﻞ ‪) 27‬ﺟﺪﯾﺪ( ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن ﻋﺪد ‪ 25‬ﻟﺴﻨﺔ ‪ 1994‬اﻟﺼﺎدر ﻓﻲ ‪ 1994-2-7‬اﻟﻤﻨﻈﻢ ﻟﻤﮭﻨﺔ اﻟﺒﻨﻮك ﺑﺄنّ‪:‬‬
‫"ﺗﺘﺒﻊ اﻟﻤﺨﺎﻟﻔﺎت ﻟﻠﺘﺸﺮﯾﻊ واﻟﺘﺮاﺗﯿﺐ اﻟﻤﺼﺮﻓﯿﺔ ﯾﻘﻊ ﺑﻤﺒﺎدرة ﻣﻦ ﻣﺤﺎﻓﻆ اﻟﺒﻨﻚ اﻟﻤﺮﻛﺰي اﻟﺘﻮﻧﺴﻲ"‪.‬‬

‫اﳌﻮﺿﻮع‪:‬‬
‫اﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺔ اﻟﻨﻴﺎﺑﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‬
‫كلية الحقوق والعلوم السياسية بتونس‬

‫السنة الثالثة اجازة اساسية في القانون الخاص‬

‫السداسي الثاني‬

‫الدروس المسيرة‬

‫االجراءات الجزائية‬
‫الملف عدد ‪4‬‬
‫(البحث األولي)‬

‫االستاذ المشرف على الدرس‪ :‬محمد سعيد‬


‫المنسق‪ :‬محمود داوود يعقوب‬

‫المحاور‪:‬‬
‫تقديم عام (حصة) الدعاوى الناتجة عن الجريمة ( ‪ 3‬حصص)‬
‫النيابة العمومية (حصة) البحث األولي (حصة)‬
‫قاضي التحقيق (حصة) دائرة االتهام (حصة)‬
‫قضاة الحكم (حصتين)‬

‫السنة الجامعية‪2016- 2015 :‬‬


‫الهيئة الوطنية للمحامين بتونس‬
‫محاضرة ختم التمرين‬ ‫‪-***-‬‬
‫الفرع الجهوي للمحامين بتونس‬

‫األستاذة المحاضرة‪:‬‬
‫النظام القانوني لحضور المحامي مع المظنون فيه‬ ‫فاتن اله ّمامي‬
‫أمام باحث البداية‪-‬دراسة مقارنة مع القانون الفرنسي‬ ‫‪----******----‬‬
‫‪1023‬‬

‫من المسلمات ان المنظومة القانونية عامة‪ ،‬والجزائية خاصة هي المرآة التي نرى من‬
‫خاللها واقع احترام الحقوق والحريات لشعب ما‪ .‬فمن االطالع على هذه النصوص‬
‫وتطبيقاتها يمكننا تقييم بلد ما بأنّه ذو نظام ديمقراطي أو دكتاتوري تعسفي‪.‬‬
‫محرار ذلك مدى علوية مبدأ البراءة وضماناته ومستوى احترام اإلجراءات الجزائية‬
‫والحريات الفردية لألشخاص في عالقة مع الدولة وأجهزتها‪ .‬يمكن في هذا اإلطار اعتبار‬
‫ما أحدثه المش ّرع بموجب تنقيح الفصل ‪ 75‬من م إج بإضافة فقرة ثانية يوم ‪ 75‬مارس‬
‫‪ 7005‬خطوة نحو "أنسنة المنظومة الجزائية ومزيد تفعيل ح ّق الدفاع‪ ...‬وتدعيم شفافية‬
‫‪1‬‬
‫األبحاث‪"...‬‬
‫ذلك أ ّن الح ّق في محام هو جزء ال يتجزأ من الح ّق في الدفاع عن النفس عبر المساندة‬
‫النفسية و القانونية لألشخاص في مواجهة أجهزة السلطة‪" .‬فحقوق الدفاع تساهم في احترام‬
‫الكرامة البشرية " ‪L’ensemble des droits de la défense participe d’ailleurs‬‬
‫‪"au respect de la dignité humaine 2‬‬

‫هذه الكرامة التي ثار من أجلها الشعب التونسي للمطالبة بمزيد من الحريات العامة والفردية‬
‫و التعامل معه باحترام لحقوقه في ظل قانون و دستور عادل و إجراءات ال تجعل منه‬
‫الطرف المستضعف في مواجهة سلطة مستبدة ال تعطيه فرصة للدفاع عن نفسه مهما كان‬
‫بشاعة ما ارتكبه فضال عن م ّجرد االشتباه إن تونس ما بعد الثورة ‪ 71‬جانفي ‪ 7077‬ثورة‬
‫الجرية و الكرامة‪ ،‬و التي كان لرجال المحاماة الدور الهام و الصوت العالي ال أظنّها تكتفي‬
‫بهذا الفتات من الحريات و النزر القليل من الضمانات ألشخاص مثلوا أمام الضابطة العدلية‬
‫عوض قاضي التحقيق بفعل إنابة و على أساس مجرد الشبهة و الشكّ ‪.‬‬
‫فدور المحامي في هذه المرحلة يجب ان يكتسي أهمية خاصة في الموازنة بين حرية‬
‫المظنون فيه الفردية و بين حق المجتمع في كشف الجرائم بكل الوسائل المشروعة‪.‬‬

‫‪ 1‬المنصف زغاب‪ :‬الطابع االنساني للمنظمة الجزائية ضمانات المتهم في القانون عدد ‪"،7002 57‬األخيار القانونيّة عدد‬
‫‪ 707/701‬جانفي ‪ 7077‬ص‪00‬‬
‫‪2‬‬
‫» ‪Dorveaux « Dignité de victime et dignité du délinquant l’apport de la loi du 2 Février 7997‬‬
‫‪p938‬‬
‫‪1‬‬
‫و هو ما أقره القانون الفرنسي منذ سنة ‪ 7990‬و بدون اشتراط اإلنابة العدلية و في ك ّل‬
‫حاالت البحث االبتدائي حيث أصبح يالزم ك ّل مراحل االحتفاظ كضمانة إضافية بموجب‬
‫قانون ‪ 71‬أفريل ‪ 7077‬الخاص بإعادة تنظيم االحتفاظ‪la réforme de la garde à " .3‬‬
‫‪ " vue‬و ال يظن أحد أن ذلك تحقق دون جدل و تدافع فكري و حقوقي في المجتمع‬
‫الفرنسي في نقاش تقليدي بين المحافظين المتخوفين من اإلفراط في الحقوق والمشبوهين‬
‫المتهمين على حساب حماية المجتمع من الجريمة‪ .‬حيث يرى أصحاب هذا الرأي أ ّن ذلك ال‬
‫يتم دون التجاوز عن بعض الحقوق الفردية حسب المثل الفرنسي‪:‬‬
‫» ‪4« on ne peut pas faire une omlette sans casser des œufs‬‬

‫ويحذّرون من عواقب تجريد سلطات البحث والتتبع شيئا فشيئا من وسائل مقاومة الجريمة‬
‫وكشفها‪ .‬حتى أن أحدهم كتب في هلع ا ّن المجرمين سيصبحون اسياد الموقف و ما على‬
‫وزراء الداخلية و العدل ّإال إغالق أبوابهم و اللّجوء للبطالة‪les malfaiteurs " 5:‬‬
‫‪seront les maitres tans disque les ministres de l'intérieur et de la‬‬
‫‪ "justice auraient déjà mis les clés sous la porte‬فإقحام المحامي إلى مراكز‬
‫الشرطة في هذه المرحلة المبكّرة سيعطل عمل الباحث و يضعف وسائله القائمة اساسا على‬
‫السرعة و السريّة‪ .‬و في المقابل سيقوى مركز المشبوه فيهم و يعطيهم سندا نفسيا و قانونيا‬
‫لإلنكار و الصمت‪ .‬السيما و أن الباحث لن يوجه لهم سوى بعض االستفسارات العامة دون‬
‫أي اتهام فإذا ما تعمقت قناعته بتورطهم يتوقف دوره و يبدأ دور قاضي التحقيق و يصبح‬
‫لحضور المحامي معنى‪ 6.‬هنا يبرز تناقض هذه الحجج الرافضة لرقابة المحامي لعمل‬
‫الباحث‪ .‬فليس المظ نون فيه بأقل حاجة للدفاع من المتهم و المحال عن المحاكمة‪ .‬ففي كثير‬
‫مرة في حياته مما يعمق احساسه‬ ‫من االحوال يكون الشخص في موضع الشبهة ألول ّ‬
‫بالرهبة و الضعف امام سلطة الباحث‪ 7.‬و لو كان بريئا مما يربك موقفه و يؤثر على‬
‫إجاباته‪ 8‬إضافة إلى ان الواقع العملي يثبت ان أغلب القضايا تبدأ على أيدي الشرطة العدلية‬
‫و نتائج أبحاثهم لها تأثير كبير على قرار قاضي التحقيق بإحالة المتهم على المحاكمة من‬
‫عدمه‪.‬‬

‫‪ 3‬مجلة اإلجراءات الجزائية الفرنسية ‪ :‬الفصل ‪ 30-0-7‬إلى ‪30-1-7‬‬


‫‪4‬عبارة أصبحت تداول كثيرا في الوسط السياسي الفرنسي خاصة في قضايا اإلرهاب و الجريمة المنظمة بإجراءات‬
‫صارمة و لو على حساب االستنقاص من بعض الحقوق و الحريات الفردية‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪Louis.Lambert « le formulaire des officiers de la police judiciaire ed° 1985 p181‬‬

‫‪ 6‬قرار تعقيبي جزائي صادر في ‪ 77‬ماي ‪ " 7939‬إ ّن حضور المحامي لالستنطاق الذي يجريه عون الضابطة العدلية‬
‫غير واجب قانونا اذ ال صفة لهذا العون في توجيه التهمة و المحامي ال يحضر ّإال عندما يو ّجه لمنوبه قاضي التحقيق‬
‫التهمة " مجلة القضاء و التشريع ‪ 7950‬ص‪59‬‬
‫‪7‬‬
‫‪« Le barreau face aux problèmes actuels de la justice : travaux congrès de l’association‬‬
‫‪national des avocats » Toulouse Mai 1969 p 16-17‬‬

‫‪2‬‬
‫ق للمظنون فيه‪:‬‬
‫‪ -2‬إختيار المحامي ح ّ‬
‫المبدأ أ ّن الشخص يختار ممثل الدفاع الذي يريده‪ .‬هذا المبدأ ينطبق على مرحلة اإلشتباه‬
‫نوب‪ .‬فللشخص المشبوه فيه فور علمه بحقّه في انتداب محام يقف بجانبه أن‬ ‫أمام الباحث الم ّ‬
‫يستفيد من هذا الدعم القانوني فيحدد إسم المحامي الذي يشاء توكيله‪ .‬و يطلب اإلتصال به‬
‫فيوفر له المأمور المناب ذلك‪.‬‬
‫أ ّما على مستوى التطبيق فإن ّ‬
‫حق اإلختيار قد تواجهه عد ّة عراقيل تطبيقية تجعل منه حقا‬
‫نسبيا‪ .‬فسرعة هذه اإلجراءات و ضيق الوقت أحيانا قد تمنع المحامي المختار من التفرغ‬
‫المشرع التونسي‬
‫ّ‬ ‫للحضور في الوقت المناسب أو قد يصعب اإلتصال به و هنا لم يوجد‬
‫حلوال بديلة لإلستفادة من هذا الحق واقعيا و رفع العراقيل الحائلة دون ذلك‪ .‬و سارع برفع‬
‫الكلفة على مأمور الضابطة العدلية بمجرد محاولة أو محاوالت اإلتصال و إن كانت عقيمة‬
‫النتائج‪ .‬أ ّما نظيره الفرنسي وعلى غرار أغلب التّشريعات األجنبيّة في إقرار الحق في‬
‫اختيار لسان الد ّفاع أحاط هذا االختيار بحزمة من الحلول لما قد يعترضه من إشكاالت ‪،‬‬
‫فاألصل أ ّن الشّخص المحتفظ به له أن يختار محاميه بصفة شخصيّة فيعطي اسمه وعنوانه‬
‫وأي معلومة يمكن االستدالل بها عليه وعندها على مأمور الشرطة العدليّة أو من ينوبه‬
‫االتّصال بالمحامي المرغوب توكيله‪.‬‬
‫غير أن المشتبه به له آليّة أخرى لضمان حقّه في الد ّفاع وهي آلية التّسخير إذا تعذّر التّعيين‪.‬‬
‫‪Si la personne « n’est pas en mesure d’en designer un ou si l’avocat‬‬
‫‪choisi ne peut être contacté, elle peut demander qu’il lui en soit‬‬
‫» ‪commis un d’office par le bâtonnier‬إذا طالب المظنون فيه أن يعيّن له محاميا‬
‫عبر وسيلة ‪31‬التّسخير ألنّه ال يعرف محام ليختاره أو بسبب استحالة االتصال بالمحامي‬

‫‪30‬‬
‫‪François Saint Pierre Le Guide de la défense pénale 7eme ed° Guide Dallez p79‬‬
‫‪31‬‬
‫‪CA Montpellier, 5 octobre 2000 Jurais Data n°22000-128178 Cas crim, 28 Avril 2004 Jurais Data n° 2004-‬‬
‫‪023709, Bull crin.‬‬
‫‪12‬‬
‫شرطة القضائيّة» ‪ُ « opj‬ملزم باالتّصال ب"المحامي‬
‫المرغوب في توكيله فإ ّن مأمور ال ّ‬
‫المن ّوب"» ‪ « Avocat de permanence‬أو بـ "عميد المحامين"» ‪« le bâtonnier‬‬
‫بك ّل الوسائل ودون آجال‪.‬‬
‫وهذا اإلعالم هو مسؤوليّة شخصيّة له وال ينوبه فيها أحد‪ :‬الفصل ‪ 30-1‬م اج ف‪ .‬كل ما‬
‫يؤكد عليه الفصل استعمال كل الوسائل الممكنة لديه »‪ «par tous les moyens‬للتّأكد من‬
‫قيامه بما ينبغي إلبالغ الهيئة برغبة المحتفظ به في تسخير محام له‪ .‬وليس عليه ضمان‬
‫الحضور الفعلي للمحامي المس ّخر من الهيئة بعد االتصال بها وإعالمها‪ ،‬أو حدوث التّواصل‬
‫الفعلي بينه وبين موكّله‪ .‬وال تتوقّف باقي اجراءات البحث على حضور المحامي في‬
‫الهيئة"‬ ‫"مجلس‬ ‫ملعب‬ ‫إلى‬ ‫الكرة‬ ‫تنتقل‬ ‫فهنا‬ ‫الموعد‪.‬‬
‫» ‪ « conseils de l’ordre‬لضمان هذا الح ّق لجميع من يحتاجه بالتّنظيم المحكم لخدَمات‬
‫‪32‬‬
‫المناوبة» ‪« services de permanence‬وهو ليس باألمر اليسير‪.‬‬

‫‪ -3‬التّنازل عن هذه الحماية ال يكون إال صريحا ‪:‬‬

‫الحق في انتداب محام هو ح ّق وليس إلزاما‪ .‬فالقانون يوجب على الضّابط المن َّوب أن يسأل‬
‫المحتفظ به إذا كان يرغب في توكيل محام ويمكن لهذا األخير أن يجيب باإليجاب أو النّفي‪.‬‬
‫المشرع‪" :‬مالم يعدل‬
‫ّ‬ ‫غير أ ّن التخلّي عن هذا الح ّق يجب أن يكون واضحا وصريحا‪ .‬لقول‬
‫المضنون فيه عن اختياره وصراحة " أي أن يعبّر بشكل دقيق ال لبس فيه عن عدم رغبته‬
‫‪33‬‬
‫في ممارسة هذا الح ّق بعد أن قام مأمور الضّابطة العدليّة بواجبه القانوني بإعالمه به‪.‬‬
‫صة بالمظنون فيه لثقته المطلقة في براءته وقدرته على اثباتها‬ ‫قد يعود التّنازل إلى أسباب خا ّ‬
‫بنفسه أو سوء تقدير منه للخطورة المحتملة لمرحلة االشتباه التي قد تحدد مصير القضيّة‬
‫وتخوفا من المصاريف الماديّة‪...‬‬
‫ّ‬ ‫ايجابا أو سلبا أو الجهل بأهميّة ح ّق الد ّفاع‬

‫ولئن اكتفى المشرع الت ّونسي في حمايته من الت ّ ّ‬


‫سرع في االستغناء وما قد ينتج عنه بأن‬
‫فرض التّأكّد من رغبته بشكل صريح ث ّم ألزم الضّابط الباحث بالتّنصيص على اعالمه‬
‫صريح‪.‬‬
‫وعلى عدوله ال ّ‬

‫‪32‬‬
‫نظر لحداثة "نظام مناوبة المحامين" الزال يعاني من عد ّة نقص في االمكانيات والتّنظيم‪Jean Danet : Défendre .‬‬
‫‪(pour une défense pénale critique) 2ème ed° Dalloz 2004 p 156/157‬‬

‫‪La régularité d’une garde à vue de la lumière du Droit Européen. Droit pénal 7070 étude‬‬
‫‪33‬‬

‫‪25.‬‬
‫‪13‬‬
‫المشرع الفرنسي أحاط هذا التّنازل بضمانات اضافيّة‪ .34‬فالعدول يمكن أن يكون‬‫ّ‬ ‫فإ ّن‬
‫ظرفيّا‪ ،‬فإذا ما تراجع المظنون فيه عن استغناءه وعاد يطالب بحقّه في توكيل محام وجب‬
‫على الضّابطة العدليّة تمتيعه بهذا الح ّق‪ .‬أي إعطاءه فرصة للتّراجع عن تنازله ‪« Une‬‬
‫‪. forme de renonciation à renonciation »35‬‬

‫كما أ ّن القانون ‪ 71‬أفريل ‪ 7077‬أضاف فقرة شديدة األهميّة في ترشيد األشخاص بأهميّة‬
‫صت الفقرة المضافة للفصل التّمهيدي لمجلّة اإلجراءات‬‫التّمسّك بحقّهم في الد ّفاع حيث ن ّ‬
‫الجزائيّة ‪":‬في الماد ّة الجنائيّة والجزائيّة ال يمكن الحكم على أي شخص إستنادا فقط على‬
‫‪36‬‬
‫مجرد تصريحاته التي أدلى بها دون أن يتصل بمحاميه و دون مساندته له "‪.‬‬
‫الهدف من هذا المبدأ العام هو حماية االشخاص م ّما قد يدلوا به من تصريحات دون تقدير‬
‫عواقبها بفضل وجود الخبرة القانونية لرجل القانوني أو المحامي بجانبهم‪ .‬غير أ ّن التسرع‬
‫صي مما‬‫في التنازل عن الح ّق في الدفاع يحرم الشخص المتنازل عن التمسك بهذا المبدأ للتف ّ‬
‫صرح به‪ 37.‬فهذه الحماية االضافية من المشرع ال تشمل العدول اإلختياري بل تحمي‬
‫أوالئك الذين رغبوا في توكيل محام لكن عقبات خارج عن إرادتهم حالت دون التمتع بهذا‬
‫الح ّق‪.‬‬
‫و في ك ّل األحوال يؤدي تمسك الشخص بالعدول عما له من حق في الدفاع بواسطة محام‬
‫إلى مواصلة الباحث لباقي اإلجراءات و مراحل البحث دون وجود محام و بصورة شرعية‬
‫ال تؤثر على قانونية االجراءات‪.‬‬
‫‪ -4‬آلية إعالم المحامي ودعوته للسماع‪:‬‬
‫إذا اختار الشخص محاميه الذي يرغب في توكيله للحضور معه أمام الباحث المن َّوب فما‬
‫عليه ّ‬
‫إال إعطاء إسمه و عنوانه أو رقم هاتفه أو أي شيء يستدل به عليه للباحث المن َّوب‪.‬‬
‫و على هذا األخير االتصال به " فورا " حسب االلزام القانوني المنصوص عليه في الفصل‬
‫‪ 75‬م إج‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫المرجع السّابق ص ‪Martine Herzog Evans/ Gildes Roussel « procédure pénale » 719‬‬
‫‪35‬‬
‫‪Cour d’appel Agen 18 Fév 2010 Juris Data (n° 2010003487).‬‬
‫‪ 36‬المرجع السابق ‪La garde a vue après la reforme p84‬‬
‫‪ 37‬المرجع السابق ‪CEDH,23 fév 2010 N°27503/04 : Yolds C/Turquie‬‬

‫‪14‬‬
‫وقد أحسن المشرع بالتنصيص على " الفورية " ألنها تصب في جوهر هذه الضمانة‬
‫القانونيّة‪ .‬فالهدف من حضور المحامي هو دعم المضنون فيه بكسر حاجز الخوف والعزلة‬
‫عنه‪ 38‬وذلك يتم إذا تأكد من ِع ّْلم المحامي الذي عينه‪ ،‬بوضعيته ودعوته للحضور‪.‬‬
‫ث ّم إ ّن سرعة االجراءات و قصر مدة االحتفاظ و كثرة الحاالت التي قد تعرض على الباحث‬
‫نوب قد ترمي بهذا الح ّق في غياهب النسيان أو التهاون اذا لم يلزمه المشرع بالفورية‪.39‬‬
‫الم َّ‬
‫وفي ذلك أيضا احترام لعمل المحامي و مواعيده التي تعتمد على العلم المسبق بالتواريخ‬
‫المدعو لها حتى يلتزم بالحضور في الوقت و ال يترك شخصا إستنجد به لوحده في ظرف‬
‫هو في أمس الحاجة لرجل الدفاع‪.‬‬
‫قلنا أ ّن القانون الفرنسي يسمح للشخص بتعيين محاميه بشكل شخصي و له أيضا أن يطلب‬
‫تسخير محام له(سواء ألنه ال يعرف محاميا معينا أو لعدم التحصل على المحامي‬
‫المختار)‪ .40‬و في هذه الحالة فإن مأمور الشرطة القضائية مطالب بأن يتصل بالعميد أو‬
‫المنو ب‪ ،‬حيث أن أغلب فروع نقابة المحامين توفر اليوم نظام مناوبة في فرنسا‬
‫ّ‬ ‫بالمحامي‬
‫في ك ّل ساعة من اليوم‪.‬‬
‫مع ذلك تتخلل هذا النظام الكثير من الصعوبات التطبيقية و النقص في االمكانيات البشرية‬
‫خاصة في المناطق البعيدة عن المدن الزاخرة بمكاتب المحامين و ال سيما في الحاالت‬
‫‪41‬‬
‫العاجلة و الطارئة التي تستوجب حضور المحامي في وقت وجيز‪.‬‬
‫غير أن فقه القضاء التونسي و الفرنسي أجمعوا على أن واجب االعالم هو واجب " بذل‬
‫عناية " ال " تحقيق النتيجة " فالباحث الذي اتصل لعدة مرات بالمحامي " المختار " أو "‬
‫المناوب " لكن لم يتمكن من التحصل عليه‪ .‬أو أجاب لكن لم يحضر يكون قد أبرأ ذ ّمته‬
‫القانونية من هذا االلتزام و يمكنه ان يباشر بحثه و سماعه‪.‬‬
‫أ ّما عن وسائل االتصال فقد عممها القانون الفرنسي بالقول » ‪« par tous les moyens‬‬
‫لضمان استعمال الشرطة العدلية ألحداث الوسائل المستجدة التي بحوزتهم‪ ،‬و لم يستثن‬

‫‪Christine Courrégé" (00 avocat témoignent) ; le dossier noir de l’instruction (les droit de la‬‬
‫‪38‬‬

‫‪defence )" p103 ed° Odile Jacob 2006‬‬


‫‪39‬عبد القادر بوليلة المرجع السابق ص ‪09‬‬
‫‪ 40‬يقع تعويض "المحامي المناوب" عن اتعابه حسب جدول محدد مسبقا‪Des barèmes précis :‬بالنّظر الى ساعات‬
‫شخص محاميه فيتكفّل بأتعابه وله أيضا طلب المساعدة القضائيّة‪Aide :‬‬
‫العمل التي استغرقتها هذه الخدمة‪ .‬ا ّما إذا عيّن ال ّ‬
‫‪Juridictionnelle‬‬

‫‪41‬‬
‫(المرجع السابق) ‪Jacque Leroy , La Garde à vue après le reforce p 86‬‬
‫‪15‬‬
‫االتصال بالعائلة مثال للقيام بذلك أو بالقنصلية لألشخاص األجانب ليساعدوا المظنون فيه‬
‫‪42‬‬
‫على اإلستفادة من حقّه في الد ّفاع‪.‬‬
‫أما المشرع التونسي فقد سكت عن ذكر الوسائل‪ .‬وفي ظل هذا السّكوت الذي يجب تفسيره‬
‫لصالح المظنون فيه‪ ،‬يجب على الباحث المن َّوب بذل الجهد واستعمال (ك ّل الوسائل) الماديّة‬
‫والبشريّة المتاحة له إلعالم المحامي بحاجة المظنون فيه له‪ .‬وألزمه القانون بالتّنصيص‬
‫يدون أيضا نتيجة محاوالته وما استعمله من وسائل‬ ‫على ذلك بالمحضر ومن المنطقي أن ّ‬
‫للتبليغ‪.‬‬
‫تجدر اإلشارة إلى أ ّن إعالم المحامي في القانون الت ّونسي جمع بين اإلخبار‬
‫سماع‪ ،‬وبالتّالي فالباحث المن َّوب ملزم‬
‫بالحالة» ‪« L’information‬والد ّعوة إلى موعد ال ّ‬
‫مستحب منه ال واجب‬
‫ّ‬ ‫باتّصال واحد بالمحامي وهو الد ّعوة للسّماع‪ .‬وما زاد عن ذلك فهو‬
‫عليه‪.‬‬
‫المشرع الفرنسي الذي أوجب اإلعالم باالحتفاظ والتّمديد فيه‪ ،‬أ ّما الد ّعوة‬‫ّ‬ ‫على خالف‬
‫للسّماعات فيقوم بها مو ّكله إذا شاء‪ ،‬ويطلب من محاميه مرافقته لمواعيد السّماع‪.‬‬

‫المخولة للمحامي للدّفاع عن المظنون‬


‫ّ‬ ‫المبحث الثّاني‪ :‬وسائل الدّفاع‬
‫فيه‪:‬‬
‫يعط المحامي مجاالت واسعة للتّدخل في هذه الوضعيّة‬
‫ِ‬ ‫المشرع لم‬
‫ّ‬ ‫يمكن القول بدءا أ ّن‬
‫اإلجرائية وليست له وسائل عد ّة للتّأثير الفعلي على مجرى البحث والسّماع أمام الباحث‬
‫نوب لصالح موكّله المشتبه به‪.‬‬‫الم َّ‬
‫(أوال) ويحضر سماع المظنون فيه (ثانيا)‪ .‬غير ّ‬
‫أن‬ ‫فهو فقط يطّلع على محضر البحث ّ‬
‫المشرع وفّر له فرصة رقابة غير مباشرة على إجراءات الباحث المن َّوب من خالل إلزاميّة‬
‫ّ‬
‫التّنصيص عليها‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬رقابة غير مباشرة للمحامي‪:‬‬


‫تكررت كلمة التنصيص في الفقرة الجديدة للفصل ‪ 75‬م إج بمناسبة إلزام الضابط المن َّوب‬ ‫ّ‬
‫بإعالم المظنون فيه بالح ّق في اختيار محام ث ّم بمناسبة إلزامه بإعالم المحامي فورا بهذا‬
‫صريح من المشتبه فيه عن حقّه‪.‬‬
‫االختيار وأخيرا التّنصيص على العدول ال ّ‬

‫‪42‬‬
‫‪Marine Hergoz –Evans / Gilds Roussel procedure pénale p246 3eme ed° Vuibert 2012‬‬
‫‪16‬‬
‫وهذا التّنصيص بالغ األهميّة الطالع المحامي على شرعيّة االجراءات‪.‬‬
‫ضابطة العدليّة في ّأول عالقة لها مع حضور المحامين في‬
‫فالمشرع لم يشأ الضّغط على ال ّ‬
‫ّ‬
‫مقرات عملهم بأن يسمح للمحامي بالحضور جسديّا لمراقبة ك ّل أعمال أعوان الضّابطة‬ ‫ّ‬
‫العدليّة بمقتضى اإلنابات العدليّة‪.‬‬
‫نوب التّنصيص على بعض اإلجراءات اإللزاميّة‬ ‫غير أنّه من الضّروري أن يقوم الباحث الم َّ‬
‫من دونها يتهاوى الح ّق في محام للمظنون فيه‪ .‬فال بد ّ أن يتض ّمن محضر البحث اسم وضفة‬
‫محرره‪ ،‬وتاريخ تحرير المحضر والهويّة الكاملة للمظنون فيه وحضور المحامي أو تخلّفه‪.‬‬‫ّ‬
‫وهذا اإللزام لم يُستحدث لهذه الضّمانة الجديدة بل إ ّن عمل الضّابطة العدليّة قائم في جزء‬
‫السجالت و المحاضر و تدوين ك ّل اإلجراءات فيها‪ .‬فمحاضر‬ ‫ّ‬ ‫كبير من اثباته على مسك‬
‫صة لصيقة بالجانب القانوني والحقوقي من أعمال الضّابطة اضافة إلى أعمالهم‬ ‫االحتفاظ خا ّ‬
‫اإلداريّة‪ .‬وهي محاضر تتعلّق بالتّعامل مع األشخاص وبإجراءات الكشف عن الجريمة‬
‫صة لألفراد ‪ .‬ومن مصلحة الجميع تدوين‬ ‫ومرتكبيها م ّما له عالقة بالحريّات العا ّمة والخا ّ‬
‫مدى قيامهم بما يفرضه عليهم القانون من أعمال وسلوكات تضمن احترامهم لتلك الحريّات‬
‫وإخالء مسؤوليّاتهم من أي اهمال أو تقصير‪43.‬بل أصبح النّقاش قائم في العالم عن محدوديّة‬
‫صوت‪.‬‬ ‫صورة وال ّ‬
‫هذه المحاضر في محيط أصبح محكوما بال ّ‬
‫صوت لطرحها‪،‬‬ ‫فهذه المحاضر ال تكتشف كيفيّة طرح األسئلة واألجواء النّفسيّة ونبرات ال ّ‬
‫وال ظروف إجابة المشتبه به عنها‪ .44‬حتّى إ ّن عد ّة تشريعات دوليّة بدأت ّ‬
‫تدون إجراء سماع‬
‫صورة"‪ "Enregistrement audiovisuel‬هذه المحاضر‬ ‫صوت وال ّ‬ ‫المشبوه فيهم بال ّ‬
‫مقرات البحث والتتبع بفرنسا فبعد‬‫المرئيّة والمسموعة بدأت تجد طريقها شيئا فشيئا في ّ‬
‫صر ضحايا االعتداءات الجنسيّة بقانون ‪ 75‬جوان ‪( 7992‬الفصل‬ ‫إقرارها في سماع الق ّ‬
‫صر ضحايا‬‫‪ 770-703‬م اج ف) سرعان ما ع ّممها قانون ‪ 77‬جوان ‪ 7000‬على سماع الق ّ‬
‫كانوا أم مذنبين وتوسّع إقرار التّسجيل في ّ‬
‫مقرات البحث بالنّسبة للمشتبه فيهم ُّ‬
‫الرشد بفضل‬
‫قانون ‪ 7‬مارس ‪ .7005‬هذا التّسجيل يراه البعض مزيدا من الشّفافي ّة وحماية للباحث‬
‫‪45‬‬
‫والمظنون فيه‪.‬‬
‫المشرع الفرنسي يُح ّمل‬
‫ّ‬ ‫وفي انتظار مزيد تنظيم هذه الوسيلة اإلضافيّة الحديثة لالثبات فإ ّن‬
‫عون الشّرطة القضائيّة مسؤوليّة تدوين محاضر االحتفاظ بك ّل دقّة تحت طائلة الطّعن‬
‫ببطالنها‪.‬‬
‫‪ 43‬وليد المالكي‪ :‬الحماية القانونيّة للحريّة الذّاتيّة ص ‪(079‬المرجع السابق)‬
‫‪ 44‬المرجع السابق ص ‪Martine Herzog _ Evans/ Gulds Roussel 777‬‬

‫‪45‬‬
‫‪Cass crim, 3 Avril 2007 pourvoi n° 06-87-264‬‬
‫‪17‬‬
‫بذكر التّواريخ واالجراءات وبياناته الشّخصيّة وبيانات المظنون فيه وال تخرج اجراءات‬
‫استدعاء وحضور المحامي عن هذه القواعد العا ّمة ث ُ ّم اإلمضاء عليها و إعطاءها للمظنون‬
‫فيه إلمضائه مع حقّه في رفض اإلمضاء‪.‬‬
‫صص الفصل ‪ 75‬م إج محضر البحث ببيانات‬ ‫عدا تكراره لوجوب التّنصيص لم يخ ّ‬
‫وشروط إلزاميّة يبطل من دونها إجراء اإلعالم ودعوة المحامي للسّماع‪ .‬ولم يرتّب عقوبات‬
‫على اإلخالل أو التّقصير في التّنصيص‪.‬‬
‫ومع ذلك تبقى هذه المحاضر ذات حجيّة عالية أمام المحاكم رغم أ ّن حجمها محدود محدودة‬
‫وال يخشى الضّابط عند اإلهمال أو التّقصير فيها سوى عقوبة تأديبيّة عن إخالله بواجب‬
‫تطورت القضيّة إلى‬‫مهني في أقصى الحاالت‪ .‬أو اثارتها أمام المحكمة من قبل المحامي إذا ّ‬
‫يهز الثّقة في ظروف اتّهام موكّله‪ .‬فكما قال األستاذ رضا خماخم(‪ )1‬تبقى‬ ‫محاكمة‪ .‬علّه ّ‬
‫يدونها أعوان الضّابطة العدليّة كمحاضرهم خاضعة لوسائل اثبات قويّة لكن‬ ‫األعمال التي ّ‬
‫ينص عليه الفصل‪" 771 .‬المحاضر‬ ‫ّ‬ ‫يمكن دعمها بوسائل اثبات أقوى منها‪ .‬وهو أيضا ما‬
‫والتّقارير التي يحررها عون الضّابطة العدليّة أو‪ ......‬يكون معتمدة إلى أن يثبت ما يخالفها‬
‫‪ ....‬واثبات ما يخالف تلك المحاضر والتّقارير تكون بالكتابة أو بشهادة الشّهود"‪ ،‬وبالتالي‬
‫فإ ّن المحامي يمكنه الطّعن في محاضر الضّابطة العدليّة بالبطالن لمخالفتها مقتضيات‬
‫نص عليه القانون‪ ،‬ومن ذلك عدم‬ ‫ّ‬ ‫الفصل (‪ )799‬إلهمال المحضر لشرط جوهري‬
‫التّنصيص فيه صراحة على ح ّق المظنون فيه في حضور المحامي أو إهمال التّنصيص‬
‫بنص الفقرة‬
‫ّ‬ ‫على إعالم المحامي وحضوره أو تخلّفه بما أ ّن هذه التّنصيصات واجبة قانونا‬
‫الجديدة للفصل ‪.4675‬‬

‫أما على مستوى التّطبيق فإ ّن المحاكم تعتمد ّ‬


‫بقوة على تلك المحاضر وال يبقى للمظنون فيه‬
‫إال محاولة الطّعن بزور ما ورد في المحاضر وذلك يستوجب تقديم وسائل اثبات‬ ‫ومحاميه ّ‬
‫الزور بأدلّة كتابيّة وشهادة شهود على عكس ما ورد فيها‪ .‬وهذه أيضا صعوبة أخرى‬ ‫هذا ّ‬
‫فمن أين للمظنون فيه وثائق مكتوبة أو شاهد على ذلك ّ‬
‫الزور إن ُوجد‪.‬‬
‫ق اإل ّ‬
‫طالع على إجراءات البحث‪:‬‬ ‫الفقرة الثانية‪ :‬ح ّ‬
‫طالع على إجراءات‬ ‫المشرع بمقتضى تنقيح ‪ 7005‬للفصل ‪ 75‬م اج للمحامي اال ّ‬ ‫ّ‬ ‫ر ّخص‬
‫مقر البحث بموجب اإلنابة العدليّة‪ ،‬م ّما‬‫البحث قبل موعد السّماع‪ .‬وهذا االطّالع بت ّم في ّ‬
‫لمقر االحتفاظ بموكّله‪.‬‬
‫ّ‬ ‫يفترض تو ّجه المحامي‬

‫‪46‬عبد القادر بو ليلة المرجع السابق ص ‪70‬‬


‫‪18‬‬
‫وكما سبق وذكرنا فإ ّن المشّرع التونسي ربط بين إعالم المحامي ودعوته للسّماع‪ ،‬م ّما يعني‬
‫مرة واحدة لحضور السّماع ويطّلع بمناسبة هذا الحضور وقبل الشّروع‬ ‫أنّه عمليّا يحضر ّ‬
‫سماع على محضر البحث‪.‬‬ ‫في ال ّ‬
‫المشرع بمرونة مع ظروف الضّابطة العدليّة ولم يفرض عليها وقتا محد ّدا ألسبقيّة‬
‫ّ‬ ‫تعامل‬
‫هذا االطّالع عن موعد السّماع فقد يكون ساعات قبله أو سويعات‪.‬‬
‫مجرد اطّالع سريع‬
‫ّ‬ ‫وقد ال يحتاج المحامي ألكثر من ذلك ألنه لن يعد ّ دفاعه أو طلبات بل‬
‫على شرعيّة االجراءات‪.‬‬
‫المشرع أهميّة ازدادت مع‬‫ّ‬ ‫أ ّما عن حضور المحامي في القانون الفرنسي وتوقيته فقد أواله‬
‫اصالحات ‪ 7077‬لمنظومة االحتفاظ فبعد أن كان المحامي يتّصل بموكّله المشبه فيه ‪70‬‬
‫األول و ‪ 03‬ساعة بعد قرار التّمديد فيه بالنّسبة للقانون العا ّم (عدا‬
‫ساعة بعد بداية االحتفاظ ّ‬
‫حاالت االرهاب والجريمة المنظّمة وتجارة المخد ّرات)‪ 47‬أصبح اآلن ومنذ قانون ‪ 77‬جوان‬
‫‪ 7000‬يحضر منذ بداية االحتفاظ ث ّم منذ بداية التّمديد فيه‪ .‬ويحضر ك ّل السّماعات التي‬
‫يطلب منه موكّله حضورها معه‪ .‬وخالل هذا االتّصال يتحد ّث مع موكّله لمد ّة ال تتجاوز ‪00‬‬
‫دقيقة ويتّفق معه على الحضور للسّماع والمكافحة وكذلك في بداية التّمديد والسماعات ف‬
‫‪ 30-1‬و ‪ 30-1-7‬م اج ف‪.‬‬

‫مقر االحتفاظ أو أي‬‫صال بين المحامي ومو ّكله في كنف السريّة ويكون ذلك في ّ‬ ‫يكون االت ّ‬
‫صصة لذلك أو حين نقل المحتفظ به إذا توفّرت الخلوة مع المحامي‪ .‬واألصل أن‬ ‫غرفة مخ ّ‬
‫المشرع‬
‫ّ‬ ‫ينص القانون على ذلك صراحة ‪ .‬غير أ ّن‬
‫‪48‬‬
‫ّ‬ ‫يت ّم بلغة يفهمها المشبوه فيه وان لم‬
‫الفرنسي الزال متمسّكا بالمحافظة على سريّة محاضر األبحاث في هذه المرحلة االبتدائية‬
‫إال بمعرفة سبب االحتفاظ بموكّله والجرم المشكوك في ارتكابه‬ ‫وال يُسمح للمحامي ّ‬
‫وتاريخه‪ .‬وبفضل قانون ‪ 71‬أفريل ‪ 7077‬يمكنه أن يطلب االطّالع على قرار التّحفّظ وما‬
‫‪49‬‬
‫يتبعه من حقوق‪( ،‬الشّهادة الطبيّة ‪.)...‬‬

‫‪47‬‬
‫‪Jean Danet : « Défendre » (pour une défense pénale critique) 2ème ed° Dalloz 2004:‬‬

‫يسمح القانون في ماد ّة االرهاب وتجارة المخد ّرات بتأجيل حضور المحامي إلى ‪ 57‬ساعة إذا دعت الضّرورة القصوى‬
‫سرية األبحاث وحفظ األدلّة ث ّم تمديده إلى ‪ 57‬ساعة‪.‬‬
‫للحفاظ على ّ‬

‫‪48‬غير أ ّن أحكام قضائيّة أ ّكدت على إجباريّة حضور مترجم في حال عدم فهم المشبوه فيه للغة الفرنسيّة بل ّ‬
‫وقررت بطالن‬
‫االجراءات لخلل شكلي أساسي‪: CA Grenoble, 5 Juillet 1994 : Juris Data n° 1994-045899‬‬
‫‪TGIA Aix en Provence 22 Décembre 1993 D1994 Jurisprudence p 566 Jacques Leroy‬‬
‫‪ 49‬المرجع السّابق ص ‪90‬‬
‫‪19‬‬
‫وال يسمح له بنسخ محاضر السّماع او الحديث مع أي كان عن موضوع القضيّة وما اطّلع‬
‫عليه منها شفاهيّا من ضابط الشّرطة العدليّة أو من وثائق االحتفاظ‪ .‬ويمكنه أن ّ‬
‫يدون‬
‫صة » ‪« Prendre notes‬الفصل‪ 30-1-7‬م اج ف ويقد ّم مالحظاته‬ ‫مالحظاته الخا ّ‬
‫مقر البحث ‪.‬‬
‫مكتوبة الى وكيل الجمهوريّة مع ترك نسخة في ّ‬
‫المشرع الفرنسي‬
‫ّ‬ ‫طالع للمحامي إلى أبعد من‬‫حق ا ّ‬
‫المشرع التّونسي قد ذهب في ّ‬
‫ّ‬ ‫وهنا يبدو‬
‫حيث قال بإمكان اطّالعه على محضر البحث كامال‪.‬و تجدر اإلشارة الى أن استعمال الفقرة‬
‫المضافة لعبارة "يمكنه االطّالع" يعني أ ّن الباحث المن َّوب غير مطالب بتمكين المحامي من‬
‫المحضر تلقائيّا لالطّالع عليه تحت طائلة اإلخالل القانوني بل إذا شاء المحامي االطّالع‬
‫فعليه المبادرة بطلب المحضر وعلى المأمور المناب واجب تمكينه من ذلك‪ .‬وتنطبق هذه‬
‫المالحظة على القانون الفرنسي أيضا‪.‬‬

‫إ ّن اجراء االطالع لمحامي المشبوه فيه في القانون التّونسي أعطى ّ‬


‫قوة لهذه الضّمانة مقارنة‬
‫بما هو مسموح به في عد ّة تشريعات عربيّة أو غربيّة‪ .‬وهو مفاجئ بالنّظر إلى تباينه مع‬
‫ّ‬
‫الحق في‬ ‫عدم السّماح للتخابر أو االتّصال بين المحامي وموكّله المظنون فيه‪ .‬وكذلك غياب‬
‫المشرع التّونسي ثقته في رجل المحاماة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الحضور اإليجابي من ّأول البحث‪ .‬أثبت‬
‫فبفضل االطّالع بالذّات يقف المحامي التّونسي في وضع متقد ّم عن المحامي الفرنسي الذي‬
‫المشرع وبتأييد من المجلس الد ّستوري باالطّالع على ك ّل وثائق القضيّة وال‬
‫ّ‬ ‫ال يسمح له‬
‫محاضر البحث‪« L’avocat n’a pas encore accès au dossier »50‬‬

‫وقد احت ّج عديد الحقوقيين ورجال الد ّفاع في فرنسا على نقص الثّقة هذا بعدم إطّالع‬
‫المحامي على ك ّل ما بحوزة ضابط الشّرطة الباحث وكالهما ملتزم بالسّر المهني‪ .‬صحيح‬
‫لتورط المحامي مع موكّله في الجريمة المنظّمة أو الهروب من‬ ‫ّ‬ ‫أ ّن حاالت نادرة حصلت‬
‫سجن لكنّها حاالت نادرة ال يقاس عليها‪ .‬واألشهر األخيرة في فرنسا تثبت أ ّن تنزيه أعوان‬ ‫ال ّ‬
‫تورط رئيس مركز شرطة وأعوانه في ابتزاز‬ ‫الشّرطة عن إمكانيّة هذا االنزالق (قضيّة ّ‬
‫مومسات وأخرى في تسريبات حول سير البحث لعصابة مخد ّرات بمقابل‬ ‫ِ‬ ‫مجموعة‬
‫ي‪ .51).....‬هذه األمثلة الشّاذة‬
‫ماد ّ‬
‫‪-(les affaires où les avocats se seraient rendus complices de‬‬
‫‪délinquance organisé ne sont aucunement significatives)-‬‬

‫ال يجب أن تفسد عالقة الثّقة والتّكامل بين الباحث والمحامي وتضيع بذلك بعض حقوق‬
‫المظنون فيهم‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫‪Martine Herzog –Evans /Gilds Roussel : procedure pénale 3 ème ed° Vuibert- Aout 2012‬‬
‫‪51‬‬
‫المرجع السابق ص ‪Jean Danet , Défendre… 17‬‬
‫‪20‬‬
‫الفقرة الثالثة‪ :‬حضور المحامي لسماع المظنون فيه‪:‬‬
‫يرى البعض أ ّن للفصل ‪ 75‬م اج الجديد باستعماله مصطلح "سماعه" ساهم في ارساء حد ّا‬
‫المخول للشرطة العدليّة في مرحلة البحث وبين "االستنطاق" القائم‬ ‫ّ‬ ‫سماع‬‫فاصال بين فعل ال ّ‬
‫‪52‬‬
‫على التحاور بموجب األسئلة الد ّقيقة والمل ّحة من قاضي التّحقيق وجواب المتّهم عليها‪.‬‬
‫سماع" فهو مصدر من كلمة سمع أو استمع له أي االنصات وقلّة التّعليق‪ ،‬أو السؤال‬ ‫أ ّما "ال ّ‬
‫أي ترك اآلخر يذكر ما يعرفه وما يريد قوله حول الموضوع‪.‬‬
‫ّ‬
‫إال أ ّن التّطبيق يؤ ّكد صعوبة التّمييز بين اإلجراءين‪ ،‬فالباحث المن َّوب ال يترك المظنون فيه‬
‫يعرفه عن القضيّة‪ ،‬بل يطرح عليه بعض األسئلة‬ ‫في شبه سرد فردي» ‪ِ « monologue‬لما ّ‬
‫في صلب موضوع القضيّة‪ ،‬المه ّم أن ال يكون فحوى وطريقة طرحها توحي للشخص بأنّه‬
‫يختص به إال ّ رجل قضاء‪ 53.‬وبسياج من‬ ‫ّ‬ ‫ألن ذلك عمل تحقيقي ال‬‫متّهم يقع استنطاقه‪ّ .‬‬
‫الضّمانات للمتهم المستنطق‪ .‬ويرى البعض أ ّن الباحث المناب عليه طرح أسئلة عا ّمة ع ّما‬
‫يعرفه الشّخص عن موضوع الجريمة وما يمكن أن يدلي به من احتمال عالقته بها‬
‫دون مناقشة المضنون فيه في التّفاصيل أو محاججته بتناقضاته أو "مواجهته باألدلّة القائمة‬
‫ضد ّه"‬
‫أ ّما في التشريع الفرنسي فالسّماع» ‪ « Audition‬هو اإلجراء الذي يقوم بموجبه ضابط‬
‫ويدون كل األسئلة‬
‫ّ‬ ‫الشّرطة القضائيّة بتوجيه أسئلة للمظنون فيه ث ّم يترك له حريّة االجابة‪.‬‬
‫صمت‬ ‫واالجابات عليها في محضر‪ .‬ويمكن للمشتبه به اختيار أي استراتيجيّة بالجواب أو ال ّ‬
‫أو النّفي أو حتّى الكذب مع ما يترتّب ذلك من عواقب على مصداقيّته وعلى باقي‬
‫‪54‬‬
‫االجراءات وفي أخر السّماع له أن يمضي على المحضر أو رفض االمضاء‪.‬‬
‫سماع بمجيء المحامي في الموعد الذي دعاه له الباحث المن َّوب لك ّن أي‬ ‫األصل أن يبدأ ال ّ‬
‫تأخير أو غياب منه يرفع المسؤوليّة عن الباحث المناب في انجاز سماعه وباقي االجراءات‬
‫المشرع الفرنسي لظروف عمل المحامي فمنحه مد ّة ساعتين من‬ ‫ّ‬ ‫دون ممث ّل الد ّفاع‪ .‬تف ّهم‬
‫سماع ينتظره فيها عون الشّرطة» ‪« Délai de carence‬خالل‬ ‫مهاتفة الباحث له ودعوته لل ّ‬
‫هذه المد ّة ال يمكن له أن يسأل المظنون فيه أي سؤال جوهري عدا بعض الشّكليّات المتعلّقة‬
‫سماع في الجوهر أحضر المحامي‬ ‫ساعتين له أن يمارس ال ّ‬
‫وبمجرد مرور ال ّ‬
‫ّ‬ ‫بالهويّة(‪.55)73‬‬
‫أم لم يحضر‪ :‬الفصل ‪ .30-1-7‬غير أ ّن حضور المحامي المتأ ّخر ال يحرمه أيضا من‬

‫‪ 52‬سنية الجريدي‪ :‬الضّمانات القانونيّة للمتّهم ‪ :‬مجلّة القضاء والتّشريع ص ‪705‬‬


‫‪ 53‬وقد أ ّكد وزير العدل وحقوق االنسان خالل مناقشة هذا المشروع على هذا المعنى‪" :‬المسألة هي سماع وهي ليست حتّى‬
‫استنطاق أل ّن االستنطاق يفترض توجيه التّهمة فهي سماع حول ظروف التّهمة" ‪.‬‬
‫‪54‬المرجع السابق ص ‪Jean Danet Defendre 17‬‬
‫‪55‬‬
‫‪Marine Herzog-Evans/Gilds Roussel p 250‬‬
‫‪21‬‬
‫مواكبة سماع مو ّكله‪ .‬فإذا حضر له أن يجلس لإلستماع الى مابقي من االجراء‪ ،‬بل يمكن‬
‫لموكّله أن يطلب قطع السّماع للتواصل للحظات مع محاميه وإلطالع هذا األخير على‬
‫الوثائق‪ .‬ومن دون هذا المطلب من المحتفظ به يتواصل السّماع بحضور المحامي دون‬
‫‪56‬‬
‫انقطاعه تلقائيّا‪.‬‬
‫المشرع التّونسي فلم ينظّم توقيت حضور المحامي‪ ،‬وال المد ّة الفاصلة بين إعالمه بموعد‬
‫ّ‬ ‫أ ّما‬
‫السّماع ودعوته له وبين حضوره الفعلي في إطار سياسة المرونة التي أعطاها للباحث‬
‫يتحول حماية الحريّة الفرديّة والح ّق في الد ّفاع إلى عائق يع ّ‬
‫طل حماية‬ ‫ّ‬ ‫تخوفا من أن‬
‫المن َّوب ّ‬
‫المجتمع عبر أجهزة تتبّع وبحث الجرائم المتعديّة عليه‪.‬‬
‫سماع على مراقبة إجراءاته والتّأكّد من شرعيّتها بعد ان‬‫ب دور المحامي خالل هذا ال ّ‬ ‫وي ّْن َ‬
‫ص ّ‬
‫إطّلع على قانونيّة االجراءات السّابقة له‪.‬‬
‫كأن يتأ ّكد من صفة العون المباشر للسّماع وتطابقها مع صفة العون الذي أنابه قاضي‬
‫التّحقيق وباشر االنابة في القضيّة موضوع السّماع‪ .‬وباقي شكليّات ال ّ‬
‫سماع من تاريخ بدايته‬
‫سماع‪.‬‬‫ونهايته‪ .‬وشكليّات محضر ال ّ‬
‫شكليّات‪ ،‬كالتّأ ّكد من أ ّن من يباشر البحث هو ضابط عدلي‬ ‫صغيرة لمراقبة ال ّ‬‫البوابة ال ّ‬
‫هذه ّ‬
‫مجرد عون شرطة مثال‪ ،‬وتواريخ السّماع ومد ّته تفتح للمحامي ال َف ِطن فرصة للمراقبة‬ ‫ّ‬ ‫وليس‬
‫الحقوقيّة لظروف هذا السّماع بحيث ال يدوم لوقت طويل يُرهق المظنون فيه ويضغط على‬
‫يستشف‬
‫ّ‬ ‫نفسيّته لدفعه لالعتراف‪ 57‬ومن خالل طبيعة االسئلة المطروحة واألجوبة عليها‬
‫طبيعة العالقة بين الباحث المناب وموكّله المظنون فيه هل هي قائمة على فلسفة االشتباه أم‬
‫ي‪.‬‬
‫صريح أو الخف ّ‬‫االتّهام ال ّ‬
‫المشرع يوسع دوره في مرحلة البحث اإلبتدائي وأساسا في‬‫ّ‬ ‫أ ّما المحامي الفرنسي فما َفتئ‬
‫يخول له استفساره عن مطابقة‬ ‫ّ‬ ‫حاالت االحتفاظ‪ .‬فإلى جانب تواصله مع مو ّكله الذي‬
‫االجراءات والمعامالت المكتوبة في الوثائق للواقع‪ .‬إذ يمكنه أن يرفع مالحظاته المكتوبة‬
‫مقر البحث لالحتجاج ع ّما يراه مخالفا‬
‫فورا لوكيل الجمهوريّة بعد أن يترك نسخة في ّ‬
‫للشرعيّة االجرائيّة أو الحقوقيّة بمناسبة اتصاالته مع موكّله يتباطأ لالتّصال بالمحامي‬
‫المن ّوب‪.‬‬
‫و أثناء السّماع يمكن للمحامي أن يطرح بعض األسئلة غير أ ّن ضابط الشرطة العدليّة يمكنه‬
‫تمس بحسن سير البحث ‪« De nature à nuire au‬‬ ‫ّ‬ ‫رفضها اذا كانت‬
‫» ‪bon déroulement de l’enquête‬فإذا رفض الباحث تدوينها في محضر السّماع‬
‫الرفض ويمكن للمحامي كتابة مالحظاته واألسئلة التي ُرفضت له في وثيقة‬
‫عليه تدوين هذا ّ‬
‫منفردة تضاف إلى المحضر‪.‬‬
‫‪ 56‬المرجع السابق وجهت انتقادات لهذا ال ّ‬
‫شرط فالمضنون فيه قد يهرب من اشتراط قطع السّماع لصالحه و كان األجدر‬
‫ي‪.‬‬
‫اقرار قطع السّماع للحظات تلقائ ّ‬
‫‪57‬عبد القادر بوليلة ‪ :‬المرجع السابق ص ‪702‬‬
‫‪22‬‬

‫اﳌﻮﺿﻮع‪ :‬اﻻﺣﺘﻔﺎظ‬
‫كلية الحقوق والعلوم السياسية بتونس‬

‫السنة الثالثة اجازة اساسية في القانون الخاص‬

‫السداسي الثاني‬

‫الدروس المسيرة‬

‫االجراءات الجزائية‬
‫الملف عدد ‪5‬‬
‫(قاضي التحقيق)‬

‫االستاذ المشرف على الدرس‪ :‬محمد سعيد‬


‫المنسق‪ :‬محمود داوود يعقوب‬

‫المحاور‪:‬‬
‫تقديم عام (حصة) الدعاوى الناتجة عن الجريمة ( ‪ 3‬حصص)‬
‫النيابة العمومية (حصة) البحث األولي (حصة)‬
‫قاضي التحقيق (حصة) دائرة االتهام (حصة)‬
‫قضاة الحكم (حصتين)‬

‫السنة الجامعية‪2016- 2015 :‬‬


‫‪1‬‬

‫استقاللية التتبع عن التحقيق في المادة‬


‫الجزائية‬
‫مذكرة لنيل شهادة املاجستري يف احلقوق اختصاص‪ :‬قانون جنائي‬

‫تحت إشراف األستاذ‪:‬‬ ‫أعــدتها ودافعت عنها‪:‬‬


‫البشير بن مبروك‬ ‫اعتماد حمادي‬
‫‪2012‬‬ ‫‪2011‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬استقاللية قضاء التحقيق جتاه النيابة العمومية‬

‫المبحث األول‪ :‬االستقاللية الهيكلية‬

‫الفقرة األولى‪ :‬هيكل التحقيق‬

‫‪48‬‬

‫‪48‬‬

‫‪1‬‬
‫‪187‬‬ ‫‪1960‬‬
‫‪2‬‬
‫‪50‬‬
‫‪2‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬دائرة االتهام‬

‫‪30‬‬
‫‪157‬‬ ‫‪98‬‬ ‫‪95‬‬ ‫‪1921‬‬ ‫‪1921‬‬
‫‪162‬‬
‫‪1968‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪1968‬‬ ‫‪23‬‬

‫‪260 259‬‬ ‫‪120‬‬ ‫‪112‬‬

‫‪9‬‬
‫‪84‬‬ ‫‪1995‬‬

‫‪38‬‬

‫‪1‬‬
‫‪68‬‬
‫‪2‬‬
‫‪32‬‬ ‫‪2000‬‬
‫‪3‬‬
‫‪34‬‬ ‫‪1995‬‬
‫‪4‬‬
‫‪112‬‬
‫‪3‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬االستقاللية الوظيفية‬

‫الفقرة األولى‪ :‬استقاللية على مستوى األعمال التحقيقية‬

‫‪50‬‬

‫‪53‬‬

‫أ ‪ -‬االستنطاق‬

‫‪1‬‬
‫‪70‬‬
‫‪2‬‬
‫‪BOUZAT (P), La loyauté dans la recherche des preuves, in mélanges Huguency, éd. Pédone, 1996, p. 176.‬‬
‫‪4‬‬

‫ب ‪ -‬سماع الشهود ‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪1997 05 01‬‬
‫‪2‬‬
‫‪2001‬‬ ‫‪15‬‬
‫‪3‬‬
‫‪52‬‬ ‫‪1982‬‬
‫‪4‬‬
‫‪27‬‬ ‫‪1983‬‬
‫‪5‬‬
‫‪275‬‬ ‫‪1999‬‬
‫‪6‬‬
‫‪40‬‬
‫‪5‬‬

‫‪64‬‬

‫‪64‬‬
‫‪63‬‬

‫ج‪ .‬االختبارات‬

‫‪4‬‬

‫‪101‬‬

‫‪1‬‬
‫‪66‬‬
‫‪2‬‬
‫‪64‬‬
‫‪3‬‬
‫‪61‬‬
‫‪4‬‬
‫‪48‬‬
‫‪5‬‬
‫‪101‬‬
‫‪6‬‬

‫‪1963 11 19‬‬

‫د‪ .‬المعاينة والتفتيش والحجز‬


‫‪56‬‬

‫‪3‬‬

‫‪1‬‬
‫‪2‬‬
‫‪103‬‬
‫‪3‬‬
‫‪57‬‬
‫‪4‬‬
‫‪79‬‬
‫‪5‬‬
‫‪100‬‬
‫‪7‬‬
‫‪94‬‬

‫‪91‬‬

‫‪96‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬استقاللية األعمال القضائية لقاضي التحقيق‬

‫أ ‪ -‬استقاللية خالل مرحلة سير البحث‬

‫‪1‬‬
‫‪295‬‬
‫‪2‬‬
‫‪290‬‬ ‫‪1972‬‬
‫‪3‬‬
‫‪66‬‬
8

Beccaria

98 78
Merle et Vitu

(Mandat
(Mandat d’arrêt) (Mandat d’amener) de comparution)
(Mandat de dépôt)

1
LAKHOUA (M-H), La loyauté dans la recherche de la preuve en matière pénale, Thèse, Paris, 1973, p. 10.
2
BECCARIA, Traité des délits et des peines, cité par PRADEL (J), Le juge d’instruction, op.cit, p. 87.
3
MERLE (R) et VITU (A), op.cit, p. 413.
‫‪9‬‬

‫‪3‬‬

‫‪80‬‬

‫ب ‪ -‬استقاللية في مرحلة تحديد مآل البحث‬

‫أوال‪ :‬قرار رفض التحقيق‬


‫‪38‬‬

‫‪52‬‬

‫‪1‬‬
‫‪52‬‬
‫‪2‬‬
‫‪85‬‬ ‫‪84‬‬
‫‪10‬‬

‫ثانيا‪ :‬قرار ختم التحقيق‬

‫‪106‬‬

‫‪106‬‬
‫‪4‬‬
‫‪106‬‬

‫‪121‬‬

‫‪182‬‬ ‫‪104‬‬

‫‪1‬‬
‫‪2010 10 07‬‬ ‫‪65474‬‬
‫‪2‬‬
‫‪56‬‬ ‫‪1989‬‬
‫‪3‬‬
‫‪1999‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪83677‬‬
‫‪4‬‬
‫‪57‬‬
‫‪11‬‬

‫اﳌﻮﺿﻮع‪:‬‬
‫اﻋﺎﻤل ﻗﺎﴈ اﻟﺘﺤﻘﻴﻖ‬

‫‪1‬‬
‫‪56‬‬
‫كلية الحقوق والعلوم السياسية بتونس‬

‫السنة الثالثة اجازة اساسية في القانون الخاص‬

‫السداسي الثاني‬

‫الدروس المسيرة‬

‫االجراءات الجزائية‬
‫الملف عدد ‪6‬‬
‫(دائرة االتهام)‬

‫االستاذ المشرف على الدرس‪ :‬محمد سعيد‬


‫المنسق‪ :‬محمود داوود يعقوب‬

‫المحاور‪:‬‬
‫تقديم عام (حصة) الدعاوى الناتجة عن الجريمة ( ‪ 3‬حصص)‬
‫النيابة العمومية (حصة) البحث األولي (حصة)‬
‫قاضي التحقيق (حصة) دائرة االتهام (حصة)‬
‫قضاة الحكم (حصتين)‬

‫السنة الجامعية‪2016- 2015 :‬‬


‫اﳌﻮﺿﻮع‪:‬‬
‫داﺋﺮة اﻻﺗﻬﺎم ﻟﺪى ﻣﺤﻜﻤﺔ اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف ﺑﺘﻮﻧﺲ‬
‫كلية الحقوق والعلوم السياسية بتونس‬

‫السنة الثالثة اجازة اساسية في القانون الخاص‬

‫السداسي الثاني‬

‫الدروس المسيرة‬

‫االجراءات الجزائية‬
‫الملف عدد ‪7‬‬
‫( قضاة الحكم)‬

‫االستاذ المشرف على الدرس‪ :‬محمد سعيد‬


‫المنسق‪ :‬محمود داوود يعقوب‬

‫المحاور‪:‬‬
‫تقديم عام (حصة) الدعاوى الناتجة عن الجريمة ( ‪ 3‬حصص)‬
‫النيابة العمومية (حصة) البحث األولي (حصة)‬
‫قاضي التحقيق (حصة) دائرة االتهام (حصة)‬
‫قضاة الحكم (حصتين)‬

‫السنة الجامعية‪2016- 2015 :‬‬


‫ﻣﺠﻠﺔ اﻻﺟﺮاءات اﻟﺠﺰاﺋﻴﺔ‬

  
   

  
  
V1 27  '() 1989 & 23 % C, JC ) U 122 /01
# >) ))> ;8 $ /  51 @3)> * Q'! Q H))'1 KA -.(1989
.B -$W o)1  G0 1$) B
< -$W C0! o)1  1$) ))> ;8 $ /  51 n'1 KA
.+)'  $ o)1  /  -dU) B B -$U yT m )!
)'14 )! < -$W o)1  m ()> - 8 $ 51 H)T)U KA
.-dW +)'  4 B
1980 /*< 3  '() 1980 & 15 % C, JC ) 123 /01
: )50  u' H)T)U / )5)3 -J)' [)J u' -.(
o)1  m -dU B ) o)1  m G0! 1$) )' ;) n'1 / : ;3<
/ -5)'S 4 -TD -50 m - u' Q>  (1.000) +)' KB )*+0>!
.0 %  Y XdU C8 Q a1 -'8
.I)W V3 Qg > u' ) CO 0'4B /  n'1 / :  =
/*< 17  '() 2000 & 43 % C, JC ) 124 /01
! )'! @)[ )! )'S 4) n'1 5)4 / )50  -50 m - u' -.(2000
.-J)' /j) +)u3B
 G+)D -T3L $ )J" &8 / e)'w 4 -! )TA )5)3 u'
.)50 )  /J' G)g

39
D9C ).H))'1 / )50  -5)'8 G5 ) 08 /  -50 m - u' )[
(2010 *  26  '() 2010 & 41 % C, >> C1
&8! R C' ;  m  +A &8 / ()> 00< -.125 /01
.u'
*  26  '() 2010 & 41 % C, JC ) 126 /01
)  n'1 / e)'w 4m Yd )5)3 e)'w 4m -! u' -.(2010
-5)'1 G50 e` ! )  H))'1 / -50 m - e` !
.-50 m
'() 2000 & 43 % C NO-C, R<) 1283 127 $01
.(2000 /*< 17 
2005 3< 15  '() 2005 & 85 % C, JC ) 129 /01
>! C ^ @) -! B ) + /  -1 -! -1 / u' -.(
08 ^ @) -! B W" C !)O #! C ^ @) B C @'u
.C
.)  @B -g>) mB H0 /  - Q
-$3  \ ) -1$! G5)` B -'T4 0j B ! Q -1 + iO
( ) -50 C !)O B /$5 Z>! @ #R $! G05)T )` @ G87! B
.)4+, B M' @)! -! @ u') -D U - @X /$3 
'  `< 0JB  0 &!  )gB -D U! - Z* @
Q @)[ /$3  ( ) -'T$ 4+B B G5)d d * iO -!0>  G>T)
.C @'u )' !
: -d ! 51 0 -.130 /01
.0J |%      1! I)UpB G0 !  Q ! : ;3<
Q )'  -T U! -'!B -'!oB /  I)UpB G0 !  Q ! :  =
.' y)T ->)4
C  )! Q D !1 0 0 G+A /   Q ! : >=
Q ) ! -3), B ) ), B )*o)13O #$  B fWB 58 ()+
.()> ! /DT 

40
/ 51 r) + G+A / )g  H8, g @i,  -.131 /01
g  iO ) -)< J" ! )*% / B 0>  #DT) -'  J"
.&  0J M eu
; $ H)8+0 -T U! [) u') -8+ -d  )" 3)[ iO
Q" - @ -1 h / u') ) ! -TA B -1 k3
.-8+
YJ ) /  -) 51 )$B ! 0J $ ! )" 3)[ iO 
)JB QO H)T  @0 fW" / u' YJ ) G+[ 51 f0JO / u'
.129 #DT
-1 ! 55 #DT) G+ G+D / )g )g  H8, j   
.-5)'1
#5)$ / /30 @3)> 0 Y `  @B [) o1 -.132 /01
@c @B rcp Q hi -5M8 -g )' B +)S /  -30 -R D Hi -"
J +0A QO cu' #8L ) ;8 mO )30! ) u' YJ [) h 
.hi e\W @3)>  >  )! -" -L$ / H)
)   -`) 1! )'! 0D> @B l iO -" -L$ # > m
@'u B /DU< Y) 5)> #8B (g .&  Q p) ! I)W  L
 #8" hi Qg>3 iO .-D U - Q -L$ | !   C
.&  K3L $ #T
.@)D B K' #  ! )L Y  3)[ iO -1 / u' K m
22  '() 1993 & 114 % C, IE<) (H! 132 /01
 )" =T3 #8" 008 ! C  J ! &   m -.(1993 7
.Ws /33) KA 

  
   
.[) 5)4  -[ <! ()  * )JB -.133 /01

41
  
,F )5C 
)! T' 0 -d4 B -+, ->d) @ )0 4m -.134 /01
.hi e\W Q @3)> V' 
5)> B -! -)' #S! ! ;d )0 4m C8 -.135 /01
.hi / Y )33) ) G+O #[ B /DU< Y)
Y d' /33)> V' &  C8B ! & #T @) )0 4m g 
.C
-TA -$1 P+) -)4 @)! G0  - @) g  )[
.0*)p B )30! m7$! B @)[ ) ! Q0 $
4 C g /DU< Y) 5)> ! ;d )0 4m C8 @)[ iO
.+) U B /A" Z>! C J C > W" *
@B Q hi Q G\ C Vc' @B ;c1 0c*)< QcO Cc8 )0 4m
.)33) C ;) )*M B G)< B ! k)' !m B +cccg 0
  )0 4m C8   #8" @ @B ;1 -.136 /01
.#" Q )B - \ -$1) +g
.)!  \ #8" @ -+1 ( b+)W )'`) Q0 $ @)[ iO
. 1$ _J  [ -d4 Q0 $ e C @'u -.137 /01
.)0 4m ) \ -'! -$1 -g> HWL iO -.138 /01
B C!)W B C[ B C$T3 Q0 $ QO )0 4m $ -.139 /01
.M! @ @B r< C! )'[)4 @ 
C$ ! Z08 ! &' ! B I)Up" m7* ! 0JB €  01  @X
^ /'` _ B -`< M[! =5+ B @) Pp B } QO $
.Q0 $ -!)O #! C50
€ ) K 4 Z+1 B Zu' )0 4m #AL   -.140 /01
.€  P+) C TA

42
Q V' C +) % @)[ B )g!,  &' ! @O Q0 $ C /g
-g>) G0  - -) [ QO + C8 €  C /g )[ hi
.)T! QO ;) CTg

   
, G(  H)  
;8 $ -'8 B -)'8 #8B ! C  & C @'u Q -.141 /01
.-$1) )DUp g @B 1$) ()>
 /  +D #[ / 1$) ()> ;8 $ m /  n'1 / C'
)5 ~$ .)!)! C' ;' @B /DU< Y) 5)> ! Gp) ! C )d! )
.G05) hi / HB+ @O )DUp Z+g @iL @B -
+D / C 5)3 g  B )33) C5)0 4 0 C @'u g  iO
- Gp)  hi Q K  m @B - o)8 Z\B -3)S G>T) -' 
  )J B :)DUp )0 4m CR   iO ))% )J C +0D @B
.)DUp )0 4m CR iO )+gJ
3iB iO mO )!)! C' ;' @B J" #[ / /DU< Y) 5)>
.)DUp Z+g -
.)!)! C' ;' @B J" #[ / C )30! 7$ )!B
H))'1 / u' )!0' -50 m - )!B -8 ) -3) 4m
 )!)!     iX .e)'w 4m - -5)'1 G50 )!B h[
& 41 % C, D9C ) .C' k)0 !) 0JB C$T3 )> ! =5
.(2010 *  26 '() 2010
7 26  '() 1987 & 70 % C, JC ) 142 /01
C3Lp / +0D @B - Z0j f1 &  ! )DT    iO -.(1987
@) 5m  C 4)! &j hi Q G)o @iL @B k0O -)d B ;8 -)d
-+1 /4 05) -4 Z*   -! -)' H) ` Q )'
.  -!)O #! ) /  -m M[ Y @\O ) + -$3 
@) 5m  )j  @\, 0 C 4)! / H)D  ! C  )!
.)33) \`) @ -m M[ Y ) /4 05)

43
C+   -) Z* / C 3iB /  - !  @) 5m &
.Q" G>T) )O +)< ->d =T'
m)J C>d' $ @B ;8 -)d Qg >   +)gJO G+A / - Q
C0O P+) ! )B - \ Z)DB #8B /T hi + @O )5)gB 0JB -d4 B
-+1 #[ QO   )8 1$ 0! 0> #8" * )g>3) 1$
.m)J C' b,) @iL #T  @O C3Lp / + i)U - ! ;d ^
.))%   Q  J" ;$ G+)D -)d  T' 0 G+A /
.-$1) )u' {T H) 0 =5 -.143 /01
HB+ iO mO DU -! -)' #S! g -' H) @
4 )*8O -! -)' #S! ;` Q )' B )$T3 )> ! -
.-$1 g hi Q V' y\W„ G)! B ) )u' Q -u)!
./DU< Y) )5)   j)J @)[ @O /[)< k)$ B0 
n1  C8B 0>  U < Q f)' :-g> y+B | 
.)g m 0' )>! &$ )  
< Q | )g m 0' )30! 7$ C @'u Yd' $
.) -)' B -  - S Go1 )p" DU
.=5 Y`  mO -w4" )>O !) m DU  m
.-!o\ H)) f1
.)! -d4 B C$T' C)l! 0> /DU< Y) 5)>
@'u C) ` 0>  =5 Y`  -w4B -! -)' #S! />
. YJ )30! 7$ C
.)30! 7$ C @'u (' - Qd ) U /
.e)[ C8 j -g> @B -   )!0' - =5  U
W7 G+D Z* / / v 8X )5)gB 0JB K @B -
.Q$! #8B QO - ->
k)4 / G05) f ! #[ )$T3 )> ! - &$ -.144 /01
.C)p

44
/>  d @B C @'u /DU< Y) 5)> -! -)' #S
.)p kj! @) < hwB -*  !M *p G)p
.\! )J +0D Cg+ G+A / ;d * -*)8 +0> -
-R 5)4B Q G)' 0  U < &j -.145 /01
g - f0 ))  )p " mO )'! @8U m  -DDU!
* ! 66 QO 64 ! DT ) 8B /  -T) hi '! Q>  DU
.j)  @Lp / # )! 0 )! @3)>
H)  U @B QO )p B 0 -$1 -)> > @B  ;1
.bU) I)W @iO  +0D  )! -'
.C)< Ws 0*)p -L  C @i, B 8W ;` o1
VUp k)4 ^+g ! ) u /  Hm) &8 / -.146 /01
- =5+ QO hi / -)3O C8 @B -g>) G0  - @X e!
.e)>, #! ! - > -50 m
g!  &! e k)$ ) 0JB K @B - =5 ~$
.hi /
< )! ) S )!0' -$1  C @'u )O  -.147 /01
C )+gJ   +0D ^  C R! / - 4  $ -
.- ;)[ C
@0 - )O o)8 (1  C @'u &' ! iO -.148 /01
.)+gJ -) Z* /    C!\[ Q K
! +0 ) g! -$1 )' B - ;)[ + -.149 /01
&+B el / | )+>! - KL Q -A)W C V' H)
C )g!, C k\`\ -! -)' #S! -$1 =5+ Q -)4 <
.-g> K! QO e)g 

    
, 'K; I?J 
V'  )! H) , #5)4 ! -4 -L 51 H) O  -.150 /01
.V)U C308 ;$J [) /g> :hi e\W Q @3)>

45
.  # 4 }   C3X :-1 >  iO
)' B !0 ‚1J Q mO CJ /'  @B [)  m -.151 /01
.DU &8 g )Tp C!)!B ) )'   -
.Yd [) ) 8m &gU H) , #5)4 5)4 #S! +, -.152 /01
@X :/DUp YJ 8 Q K  -1 8 @)[ iO -.153 /01
.Y h -A)U H) , #5)4 0  [)
B -0 -d)g +!L! )*+ /  +)>  j) -.154 /01
H)T)U n'1 -')! -d4 @3)> O 0'4B  @" B @Tl
) @3)> V3 /  +D 0 ) hi )T)U )! S @B QO G0 ! @
.hi e\W Q
.< G)< B -) ) @ +)>  B j) h K)U )! H) O
+! -< -8 ! @)[ iO mO -1[ 0  m g -.155 /01
/ CTl Cp) ! )' B )DUp Z0*)p B C4 )! Z+! C j @3)> Y `
.CA)D W ! G)!
H+0A )3B iO -`) < H)D B C)  B   B 0
2011 & 106 % B @,  > C1 IE<) .Z[, B ;  -1 3
(2011 , -F< 22  '()
) d k QO G0 ! +)> kj! @ /   -.156 /01
#DT) G+ H8ƒ )> ` +M) d &> :-A)U 3> )u' +M)
.hi e\W Q @3)> V'  )! Z0 )! 284
)JL # ^1 C3X +) W 8O M - HB+ iO -.157 /01
.Z0 )! 101 #DT
.Z0 )! 134 #DT )JB Y ` < Q0 $ -.158 /01
.)g> [)! f0 67 61 DT )JB Y d' -.159 /01
-$1) )4  63 #DT) O +)< I)Up" -.160 /01
-)' #S! hi / |+)  )!  7 @B @0 )p 4m # 4 Q
.  B -!

46
/)' ) nD  0 0*)p @B H) )' B   iO -.161 /01
#S! k)4 0 K 0*)< ]) * / g! + =5) ->>
.m)J C   -! -)'

   
D 2 

1989 & 23 % C L! 3 /01 NO-C, JC ) 162 /01


.HA" - %L )J" +0D -.(1989 V1 27  '()
HAB -c+B - %L @  -> 1$ B # >) G+)D )J" 
.#" Q
CB+ ^0  :-!0B L )50 ! ) +s =5 &1 -.163 /01
.WB
)g3m) @!M! -!0B #" ) B [) @X B+ ! S[B @ iO
.)*x0O & +? 0JB QO
.-  O @3)> Y ` -j)T ;> ) - aD -.164 /01
.-'! - >! -$8 QO ) nD  W7 @B -J)'1 G) / ) ~$ 
.-! -$1) C!)   G\ -5)'1 G) / ;1
}+)< m /) [  B ) Q>  mB ;1 -4 -j)T @ -.165 /01
/ -5m + - %" #D )!0' - gJ  ) % )
.-j)T / [+)p  ) )g C0' $! 
-' -$1 ) nD  0 mO -5)' ) R A -5\ Z* /$  m
.)*g!B  ) &8 )*g
) nD  -$1 +g dW /A &3) ) 0JB Q + iO
.) -> g ) nD  &> C3X  -5m )g!O -j)T 0
M Y  &3) ; $ @)[ B  -5m ;R  [)   iO )!B
.-g> / &  G)O -j)T #J ;1 C3X C TA

47
B - -$1 4 -j)T 0 ) nD  & iO -.166 /01
#8B (B / 168 #DT H) 8! Y `  -AB -U$3  ;8 )*0
.Z+0A P+) ! )B G< #8" * o)1  m @B /R ' )J #[ Q
*0JB Q + iO  +0AB  ) -U$' /g @B ;1
Q ) V' '! /> ! e` ! )*x)g!O &> ) nD  0 )g!,
.+ hi
:  =T' Qg> -.167 /01
:&8  / : ;3<
! C #A) +g  1 /! /DU< Y) 5)> ;d! / :  =
.-1
5)> n' @B R ;d! / m)J  ) $   @O - 
B | m  u' &d> T'  #)  -  -!% /DU< Y)
.e)'w 4m
Y) 5)> 0j C     ! 0> R ;d! / : >=
.&  ! C #A) +g 00$ /DU<
: J # [ @B ;1 -.168 /01
-! -)' #S! ) )4B  H+0AB /  - : ;3<
: P+) -$1) gJ  - ;)[
:-0 >4 *>!  J )>B   )4B :  =
:-  kj! : >=
:G )  G+A /  -33)> - H0' $ : ,(
& -8M ID' G ) B ()>) /j)>  V3 : &!?
:)> d
.K+)D -TD : @@
- +0D fWB -! V5)DW ! -1 @B l iO -.169 /01
.-! -)' #S! QO )+B /' )*+)u3B  -g> bU )J
b,) @iL B C @'u 0j k0O -)d )g m 0' +0D @B )
.C30 B @)g ) 7! C'

48
% )3B B -8 )'! KL  m -T @B - HB+ iO -.170 /01
.C 4 }   )3X   QO ) $3  m C3B B - )
f0 / u'  - QU  /DU< Y) 5) })'* @)[ iO
.)*0> 0 K+)D C # -DU<
.()>) )J +0D )3X -8 )'! @  -T @B - HB+ iO
@3)> )*  -T -33) -TD -5)'1 - H0 iO -.171 /01
 ()> q$ )3X -T)U! B -'8 1! )3B H) ! ) ng -)'8
.-DU< f0 / )g m 0'
:-'8 @3)> )*  -T -33) -TD -J)'1 - H0 iO
)g m 0'  ()> q$ )3X :-T)U! 1! )3B H) ! ) ng
.-DU< f0 /
)  - @X -'1 -d ! -T)U! -T 3)[ iO -.172 /01
.C1! / e)'w 4\ \) @ 0J 
B 1$) C J a4 -) C @'u @)[ iO -.173 /01
/  T' ) 1$ -> Y  ) @iL @B - o)8 -dU 1$)
.e)'w 4m B | \ G)! @0
bT -dU) B T'  #8L &! 1$) B # $ }   G+A /
.e)'w 4\ G)! @0 m)J C @'u 
u' Hi - /g> 1 -! QO #A  0 0' -.174 /01
B )!0X B )8  B Go1 )p" )TD 4) -1 kj! vJ !
.) 4\ -)A % )*D 

   
N( M?)C  L D 2 
\  #8" / g    VU< C '  € iO -.175 /01
.)+gJ   )J +0D Z+gJ Q [) K 
~ 0 %+ ))% C  g  -33) -TD   /0 4 iO
. H+0AB /  - ;)[ Zm  /)R ) \, )DUp CO )0 4m

49

You might also like