Professional Documents
Culture Documents
Fichier PDF Sans Nom
Fichier PDF Sans Nom
Fichier PDF Sans Nom
السداسي الثاني
الدروس المسيرة
االجراءات الجزائية
الملف عدد 1
( تقديم عام -التنظيم القضائي )-
المحاور:
تقديم عام (حصة) الدعاوى الناتجة عن الجريمة ( 3حصص)
النيابة العمومية (حصة) البحث األولي (حصة)
قاضي التحقيق (حصة) دائرة االتهام (حصة)
قضاة الحكم (حصتين)
1
الطور االبتدائي
الطور االستئنافي
محكمة التعقيب
تنظر في جميع االحكام النهائية
الد ائ ت ا با ائ
المجتمعة: ائر ع ال مل ي عت
ا ي لنف ت ي
ل حي . ال -زائي مد ي جار
ية اال ا ال ا ش ي ش ي قار ...
الة ال طأ البيّن
قاضي التحقيق
ال ح يق ج ي في كل الجنا ات ض الجنح
ه ط تح يق ا ائي في الجنا ات ال ي ج ان
ت رض على ائر االتهام
ائ ة ا هام
هي حكمة تح يق عليا في الجنا ات
حكمة اس ئناف ل را ات قاضي ال ح يق
لها سلطة ال يام أعمال اس رائية
مال ظة :التنظيم المذكور ا اله ( كمي استق ائي) يشمل قضايا ا رهاب التي أ دث لها قطب قضائي م تص
الفصـل 38من ا لقانون أساسي عدد 26لسنة 2015مؤرخ في 7أوت 2015المتعلق بمكافحة اإلرهاب ومنع غسل األموال" :يبا شر مأمورو
الضابطة العدلية بدائرة المحكمة االبتدائية بتونس المكلفون بمعاينة الجرائم اإلرهابية وظائفهم بكامل تراب الجمهورية دون التقيد بقواعد
توزيع االختصاص الترابي .ويباشر مأمورو الضابطة العدلية العسكرية وظائفهم المتعلقة بمعاينة الجرائم اإلرهابية.
الفصـل 40من نفس ا لقانون " :يحدث بدائرة محكمة االستئناف بتونس قطب قضائي لمكافح ة اإلرهاب يتعهد بالجرائم اإلرهابية المنصوص عليها
بهذا القانون وبالجرائم المرتبطة بها.
يتكون القطب القضائي لمكافحة اإلرهاب من ممثلين للنيابة العمومية وقضاة تحقيق وقضاة بدوائر االتهام وقضاة بالدوائر الجنائية والجناحية
بالطورين االبتدائي واالستئنافي ،ويقع اختيارهم حسب تكوينهم وخبراتهم في القضايا المتعلقة بالجرائم اإلرهابية.
تنظيم النيابة العمومية في تونس و التسلسل اإلداري لها
I
1
2
3
171
1
II
1
2
1
2
2
3
3
2
3
4
4
4ﻣﻜﺮر
5
جدول توضيحي وتبسيطي لكيفية تلخيص اإلجراءات ومواقف األطراف عند التعليق على قرار
االبتدائي
االستئناف
874
1
874 874 I
2 التعقيب
II 874
منهجيــــــة اإلستشـــــــارة القانونيــــــة
1
2
-1-
النتيجة (الحل موقف القانون من السؤال القانوني المشاكل التي المستشير
الممكن) السؤال المطروح الذي تطرحه تلك تعرض لها
المشاكل
-2-
مالحظة1
مالحظة2
فالفرض
و الحكم
1
-3-
2
أ _ المقدمة:
1
2
3
-4-
4
11
-5-
12
13
ج -الخاتمة:
-6-
كلية الحقوق والعلوم السياسية بتونس
السداسي الثاني
الدروس المسيرة
االجراءات الجزائية
الملف عدد 2
( الدعاوى الناتجة عن الجريمة)
المحاور:
تقديم عام (حصة) الدعاوى الناتجة عن الجريمة ( 3حصص)
النيابة العمومية (حصة) البحث األولي (حصة)
قاضي التحقيق (حصة) دائرة االتهام (حصة)
قضاة الحكم (حصتين)
ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﺘﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﺨﻼل ﺒﺄﻤﻥ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﺍﺴﺘﻘﺭﺍﺭﻩ ،ﻤﻤﺎ ﻴﺩﻓﻌﻪ ﺍﻹﻗﺘﺼﺎﺹ ﻤﻥ ﻤﺭﺘﻜﺒﻬـﺎ
ﺒﻤﻼﺤﻘﺘﻪ ﻭﺇﻨﺯﺍل ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺔ ﺒﻪ ﻷﻥ ﻟﻪ ﻤﺼﻠﺤﺔ ﺃﻜﻴﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻹﻗﺘﺼﺎﺹ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺠﺭﻡ ﻟﻴﻜـﻭﻥ ﻋﺒـﺭﺓ
ﻟﻐﻴﺭﻩ ﻭﺭﺍﺩﻋﹰﺎ .ﻤﻥ ﻫﻨﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﺤﻕ ﺍﻟﻌﺎﻡ.
ﻻ ﺃﻥ ﺃﺜﺭ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻗﺩ ﻻ ﻴﻘﺘﺼﺭ ،ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺎﻟﺏ ،ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺨﻼل ﺒﺄﻤﻥ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﺇﺴﺘﻘﺭﺍﺭﻩ ،ﺒـل
ﺇﹼ
ﻴﻤﺘﺩ ﻟﻴﻠﺤﻕ ﻀﺭﺭﹰﺍ ﺒﺎﻷﻓﺭﺍﺩ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺘﺴﺘﻘل ﻤﺼﻠﺤﺘﻬﻡ ﻋﻥ ﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ،ﻭﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻷﺨﻴﺭ
ﻴﻜﺘﻔﻲ ﺒﺈﻨﺯﺍل ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻤﺘﻀﺭﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ﻴﺘﻁﻠﻊ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﺼﻭل ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌـﻭﻴﺽ
ﻋﻤﺎ ﻴﺼﻴﺒﻪ ﻤﻥ ﻀﺭﺭ ،ﻤﻥ ﻫﻨﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﺤﻕ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺭﻤﻲ ﻟﻠﺘﻌﻭﻴﺽ ﻋﻤﺎ ﻴﺼﻴﺏ
ﺍﻟﻔﺭﺩ ﻤﻥ ﺠﺭﺍﺀ ﺍﻟﺠﺭﻡ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﻲ.
ﻭﻴﺘﻭﺯﻉ ﺍﻟﻀﺭﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻔﻬﻭﻡ ﺍﻟﻤﻌﺎﺼﺭ ﺒﻴﻥ ﻀﺭﺭ ﺃﺩﺒﻲ ﺃﻭ ﻤﻌﻨﻭﻱ ،ﻭﻀﺭﺭ ﻤﺎﺩﻱ.
ﻓﺎﻟﻀﺭﺭ ﺍﻟﻤﻌﻨﻭﻱ ﺃﻭ ﺃﻻﹼﺩﺒﻲ ﻫﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻤﺱ ﺴﻤﻌﺔ ﺍﻟﺸﺨﺹ ﻭﻜﺭﺍﻤﺘﻪ ،ﺃﻭﻤﻜﺎﻨﺘﻪ ﻭﺇﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﻓﻲ
ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ.
ﺃﻤﺎ ﺍﻟﻀﺭﺭ ﺍﻟﻤﺎﺩﻱ ﻓﻬﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﺜﺭﻭﺓ ﺍﻟﺸﺨﺹ ﺒﺠﻤﻴﻊ ﻋﻨﺎﺼﺭﻫﺎ ﺃﻭ ﻋﻠﻰ ﺠﺴﺩﻩ.
ﻭﻗﺩ ﻴﻨﺘﺞ ﻋﻥ ﺍﻟﻔﻌل ﺍﻟﺠﺭﻤﻲ ﺍﻟﻭﺍﺤﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﻋﻴﻨﻪ ﻀﺭﺭ ﺃﺩﺒﻲ ﻭﻀﺭﺭ ﻤﺎﺩﻱ ،ﻜﺎﻥ ﻴﻀﺭﺏ
ﺸﺨﺹ ﻓﻲ ﻤﺤل ﻋﺎﻡ ﻓﻴﺘﻌﻁل ﻋﻥ ﺍﻟﻌﻤل ﻓﻔﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ،ﻴﺤﻕ ﻟﻪ ﺍﻟﻤﻁﺎﻟﺒﺔ ﺒﺎﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﻋﻤﺎ ﻟﺤﻘﻪ
ﻤﻥ ﻀﺭﺭ ﻤﺎﺩﻱ ﺒﺈﻨﻘﻁﺎﻋﻪ ﻋﻥ ﺍﻟﻌﻤل ﻭﺒﻤﺎ ﺃﻨﻔﻘﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻼﺝ ،ﻜﻤﺎ ﻴﻤﻜﻨﻪ ﺃﻥ ﻴﻁﺎﻟﺏ ﺒﺎﻟﺘﻌﻭﻴﺽ
ﻋﻥ ﺍﻟﻀﺭﺭ ﺍﻷّﺩﺒﻲ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻟﻺﻋﺘﺩﺍﺀ ﺘﺄﺜﻴﺭ ﻜﺒﻴﺭ ﻋﻠﻰ ﻤﻜﺎﻨﺘﻪ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﺒﻪ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﻋﻤﻠﻪ.
ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ١٣٤ﻤﻭﺠﺒﺎﺕ ﻭﻋﻘﻭﺩ ﺘﻀﻴﻑ ﻨﻭﻋﹰﺎ ﺜﺎﻟﺜﹰﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻀﺭﺭ ،ﻫﻭ ﺍﻟﻀﺭﺭ "ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻁﺎﺒﻊ
ﺍﻟﻌﺎﻁﻔﻲ" ،ﺇﺫ ﺃﺨﺫﺕ ﺒﻌﻴﻥ ﺍﻹﻋﺘﺒﺎﺭ ﻋﺎﻤل ﺍﻟﻤﺤﺒﺔ ﻓﻲ ﺤﺎل ﻭﺠﺩ ﻤﺎ ﻴﺒﺭﺭﻩ ﻜﺼﻠﺔ ﺍﻟﻘﺭﺒـﻰ ﻭﻟﻘـﺩ
ﺘﺒﻨﺘﻪ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻤﺤﺎﻜﻡ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ).(١
ﻓﻘﺩ ﻗﻀﻲ" ﺘﺭﻯ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺘﻤﺸﻴﹰﺎ ﻤﻊ ﻏﺎﻟﺒﻴﺔ ﺍﻹﺠﺘﻬﺎﺩ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﺘﺒﻨﻲ ﻤﺒﺩﺃ ﻭﺠﻭﺏ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﻋﻠﻰ
ﺍﻷﻗﺎﺭﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﹼﻻﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻠﻡ ﺒﻬﻡ ﺒﺴﺒﺏ ﺇﺼﺎﺒﺔ ﻗﺭﺒﻴﻬﻡ ‘ﺇﺼﺎﺒﺔ ﺒﻠﻴﻐﺔ ﺤﺘﻰ ﻭﻟﻡ ﻟﻡ ﻴﺅﺩ ﺫﻟﻙ ﺇﻟـﻰ
)(٢
ﺍﻟﻭﻓﺎﺓ
ﻭﻗﻀﻲ "ﺍﻋﺘﺒﺭﺕ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺃﻨﻪ ﻴﺤﻕ ﻟﻠﻭﺍﻟﺩﻴﻥ ﺍﻟﻤﻁﺎﻟﺒﺔ ﺒﺘﻌﻭﻴﺽ ﻤﻌﻨﻭﻱ ﻋﻥ ﺍﻟﺤـﺎﺩﺙ ﺍﻟـﺫﻱ
ﺃﺼﺎﺏ ﻭﻟﺩﻫﺎ ﺤﺘﻰ ﻭﻟﻭ ﻟﻡ ﻴﺅﺩ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺤﺎﺩﺙ ﺇﻟﻰ ﻭﻓﺎﺘﻪ ﺇﻨﻤﺎ ﻓﻘﻁ ﺇﻟﻰ ﺘﺸﻭﻴﻪ ﺠﺴﺩﻱ ،ﻤﺴﺘﻨﺩﺓ ﺒﺫﻟﻙ
ﺇﻟﻰ ﺃﻻﹼﺠﺘﻬﺎﺩ ﻭﺍﻟﻌﻠﻡ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻴﻴﻥ ،ﻓﺄﻻﹼﺠﺘﻬﺎﺩ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﻓﻲ ﻓﺭﻨﺴﺎ ﻟﻡ ﻴﻌﺩ ﻴﻔﺭﻕ ﻓﻲ ﺤـﻕ ﺍﻟﺘﻌـﻭﻴﺽ
")(٣
ﺍﻟﻤﻌﻨﻭﻱ ﻷﻗﺎﺭﺏ ﺍﻟﻤﺘﻀﺭﺭ ﺍﻟﺸﺭﻋﻴﻴﻥ ﺒﻴﻥ ﻭﻓﺎﺘﻪ ﺃﻭ ﺒﻘﺎﺌﻪ ﻋﻠﻰ ﻗﻴﺩ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ
ﻭﻟﻜﻲ ﻴﺴﺘﺤﻕ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﻋﻥ ﺍﻟﻀﺭﺭ ،ﻤﻬﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻨﻭﻋﻪ ،ﻻ ﺒﺩ ﻤﻥ ﺃﻥ ﺘﺘﻭﻓﺭ ﻓﻴـﻪ ﺍﻟـﺸﺭﻭﻁ
ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ:
ﺃ -ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻀﺭﺭ ﺸﺨﺼﻴﹰﺎ :ﻭﻫﺫﺍ ﺍﻟﺸﺭﻁ ﺘﻔﺭﻀﻪ ﺍﻟﻘﺎﻋﺩﺓ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺍﻟﻘﺎﺌﻠﺔ ﺃﻥ ﻻ ﺩﻋﻭﻯ ﺤﻴﺙ
ﻻ ﻤﺼﻠﺤﺔ.ﺒﻨﺎ ﺀ ﻋﻠﻴﻪ ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﻟﻠﻭﻜﻴل ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ ﺒﺈﺴﻤﻪ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﺃﺼﺎﺒﻪ
ﺱ
ﻤﻥ ﺍﻟﺠﺭﻡ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﻲ ﻀﺭﺭ ﻤﺴﺘﻘل.ﺇﻻ ﺃﻨﻪ ﻴﻤﻜﻥ ﻟﻠﺯﻭﺝ ﺃﻥ ﻴﻘﻴﻡ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴـﺔ ﺇﺫﺍ ﻤـ
ﺸﺭﻑ ﺯﻭﺠﺘﻪ ﺒﺎﻷﺴﺘﻨﺎﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻀﺭﺭ ﺃﻻﹼﺩﺒﻲ.
ﺘﻁﺒﻴﻘﹸﺎ ﻟﻤﺎ ﺘﻘﺩﻡ ﻗﻀﻲ:
"ﻓﻲ ﺤﺎل ﻋﺩﻡ ﻭﻓﺎﺓ ﺍﻟﻤﺘﻀﺭﺭ ،ﻴﻌﻭﺩ ﻟﻪ ﻭﺤﺩﻩ ﺤﻕ ﺍﻟﻤﻁﺎﻟﺒﺔ ﺒﺎﻷﻀﺭﺍﺭ ﺍﻟﻤﺎﺩﻴﺔ ﺍﻟﺘـﻲ ﺴـﺒﺒﻬﺎ
). (١
ﺍﻟﺤﺎﺩﺙ ﻭﻻ ﻴﺤﻕ ﻟﺫﻭﻴﻪ ﺍﻟﻤﻁﺎﻟﺒﺔ ﺒﺎﻷﻀﺭﺍﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﺤﻘﺕ ﺒﺸﺨﺹ ﺍﻟﻤﺘﻀﺭﺭ ﻨﻔﺴﻪ ﺃﻭ ﻨﺘﺠﺕ ﻟﻪ "
ﺏ -ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻀﺭﺭ ﻤﺒﺎﺸﺭﹰﺍ :ﻫﺫﺍ ﻫﻭ ﺍﻷﺼل،ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ١٣٤ﻤﻭﺠﺒﺎﺕ ﻭﻋﻘﻭﺩ ﻨـﺼﺕ
ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ ﻴﻤﻜﻥ ﻟﻠﻘﺎﻀﻲ ﺃﻥ ﻴﻨﻁﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻀﺭﺍﺭ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ﺸﺭﻁ ﺃﻥ ﺘﻜـﻭﻥ ﻤﺘـﺼﻠﺔ
ﺍﺘﺼﺎﻻ ﻭﺍﻀﺤﹰﺎ ﺒﺎﻟﺠﺭﻡ ﺃﻭ ﺸﺒﻪ ﺍﻟﺠﺭﻡ،ﺇﻻ ﺃﻥ ﺇﻹﺠﺘﻬﺎﺩ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻲ ﻴﻤﻨﻊ ﺍﻷﺨﺫ ﺒﺎﻟﻀﺭﺭ ﻏﻴـﺭ
ﺍﻟﻤﺒﺎﺸﺭ.
ﻭﻴﺠﺏ ﻋﺩﻡ ﺍﻟﺨﻠﻁ ﺒﻴﻥ ﻤﺒﺩﺃ" ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﺴﺒﺒﻴﺔ" ﻤﺎ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻭﺍﻟـﻀﺭﺭ ،ﻭﻤﺒـﺩﺃ" ﺍﻟﻌﻼﻗـﺔ
ﺍﻟﻤﺒﺎﺸﺭﺓ" ﺒﻴﻨﻬﻤﺎ.
ﺒﻤﻌﻨﻰ ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﻴﺜﺒﺕ ﺩﺍﺌﻤﹰﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻀﺭﺭ ﺍﻟﻤﻁﺎﻟﺏ ﺒﻪ ﻨﺎﺘﺞ ﻋﻥ ﺠﺭﻡ ﺠﺯﺍﺌﻲ ،ﺤﺘـﻰ ﺇﻥ ﻗﺒﻠﻨـﺎ
ﺒﺎﻟﻁﺭﻴﻘﺔ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﻤﺒﺎﺸﺭﺓ).(٢
ﻓﻘﺩ ﻗﻀﻲ :ﺃﻥ ﺍﻟﻀﺭﺭ ﺍﻟﻤﺎﺩﻱ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﺩﺍﺭ ﻤﻁﺎﻟﺒﺔ ﻗﻀﺎﺌﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﻘﺎﻤـﺔ
ﺘﺒﻌﹰﺎ ﻟﻠﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻫﻭ ﺍﻟﻀﺭﺭ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻭﺍﻟﺤﺎﻟﻲ ﻭﺍﻟﻤﺒﺎﺸﺭ ﻤﻊ ﻤﺭﺍﻋﺎﺓ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ١٣٤ﻡ.ﻉ".
ﺃﻀﺎﻑ ﺃﻻﹼﺠﺘﻬﺎﺩ ﺸﺭﻁﹰﺎ ﻫﻭ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻀﺭﺭ ﻤﺴﺒﺒﹰﺎ ﻋﻥ ﺍﻟﺠﺭﻡ.
ﻭﻗﻀﻲ ﺃﻴﻀﹰﺎ" :ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﻲ ﻴﺨﺘﺹ ﺒﺄﻀﺭﺍﺭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﺍﻟﻤﺎﺩﻴﺔ ﺇﻟـﻰ ﺠﺎﻨـﺏ ﺃﻻﹼﻀـﺭﺍﺭ
ﺍﻟﺠﺴﺩﻴﺔ ﺒﺸﺭﻁ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﺃﻻﹼﻀﺭﺍﺭ ﺃﻻﹼﻭﻟﻰ ﻤﺴﺒﺒﺔ ﻋﻥ ﻤﺨﺎﻟﻔﺔ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺴﻴﺭ".
ﻭﻤﻥ ﺍﻟﻤﻼﺤﻅ ﺃﻨﻪ ﻻ ﻴﻭﺠﺩ ﻨﺹ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻤﻤﺎﺜل ﻟﻠﻨﺹ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻲ:
Article.16.al 1er C.P.P: "La victime d'un délit de blessures involontaires est
autorisée à réclamer devant la juridiction répressive, outre la réparation du
préjudice corporel, celle du dommage matériel causé par le même fait même si
aucune contravention commise génératrice des dégâts matériels, n'a été retenue par
le titre de la poursuite".
ﻗﺩ ﻴﻔﺴﺭ ﺍﻟﻤﻭﻗﻑ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻲ ﻜﻭﻥ ﺤﻭﺍﺩﺙ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺍﺕ ﻤﻔﺘﺭﻀﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﺩﺍﺌﻤـﹰﺎ ﻤﺨﺎﻟﻔـﺎﺕ ﻟﻠﻘـﺎﻨﻭﻥ
ﺍﻟﺴﻴﺭ.
ﻼ :ﻨﺼﺕ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ١٣٤ﻤﻭﺠﺒﺎﺕ ﻭﻋﻘـﻭﺩ ﻓـﻲ ﻓﻘﺭﺘﻬـﺎ ﺝ -ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻀﺭﺭ ﺤﺎﻻ ﺃﻭ ﻤﺤﺘﻤ ﹰ
ﺍﻟﺭﺍﺒﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ ﻓﻲ ﺍﻷﺼل ﺘﺩﺨل ﺍﻷّﻀﺭﺍﺭ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ﻭﺤـﺩﻫﺎ ﻓـﻲ ﺤـﺴﺎﺏ ﺍﻟﺘﻌـﻭﻴﺽ،
ﻭﺃﻀﺎﻓﺕ ﺒﺄﻨﻪ ﻴﺠﻭﺯ ﻟﻠﻘﺎﻀﻲ ﺒﻭﺠﻪ ﺍﻹﺴﺘﺜﻨﺎﺀ ﺃﻥ ﻴﻨﻅﺭ ﺒﻌﻴﻥ ﺍﻹّﻋﺘﺒـﺎﺭ ﺇﻟـﻰ ﺍﻷﻀـﺭﺍﺭ
ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻭﻗﻭﻋﻬﺎ ﻤﺅﻜﺩﹰﺍ ﻤﻥ ﺠﻬﺔ ,ﻭﻜﺎﻥ ﻟﺩﻴﻪ ﻤﻥ ﺠﻬﺔ ﺃﺨﺭﻯ ﺍﻟﻭﺴﺎﺌل ﺍﻟﻼﺯﻤـﺔ
ﻟﺘﻘﺩﻴﺭ ﻗﻴﻤﺘﻬﺎ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ.
ﺩ -ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺴﺘﻨﺩ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﻀﺭﺭ ﻤﺸﺭﻭﻋﺔ ﺃﻱ ﻤﺤﻤﻴﺔ ﻗﺎﻨﻭﻨﹰﺎ:
ﻻ ﺒﺩ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﻤﺴﺎﻭﻴﹰﺎ ﻟﻠﻀﺭﺭ ﺍﻟﻼﺤﻕ ﺒﺎﻟﻤﺘﻀﺭﺭ ﺃﻭ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ .ﻓﺎﻟﻤﺎﺩﺓ ١٣٤ﻡ.ﻉ.
ﻨﺼﺕ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ " ﺍﻟﻌﻭﺽ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺠﺏ ﻟﻠﻤﺘﻀﺭﺭ ﻤﻥ ﺠﺭﻡ ﺃﻭ ﺸﺒﻪ ﺠﺭﻡ ،ﻴﺠـﺏ ﺃﻥ ﻴﻜـﻭﻥ ﻓـﻲ
ﻻ ﻟﻠﻀﺭﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﺤل ﺒﻪ. ﺍﻷﺴﺎﺱ ﻤﻌﺎﺩ ﹰ
ﻭﺍﻟﻀﺭﺭ ﺍﻷّﺩﺒﻲ ﻴﻌﺘﺩ ﺒﻪ ﻜﻤﺎ ﻴﻌﺘﺩ ﺒﺎﻟﻀﺭﺭ ﺍﻟﻤﺎﺩﻱ ،ﻭﺍﻟﻘﺎﻀﻲ ﻴﻤﻜﻨﻪ ﺃﻥ ﻴﻨﻅﺭ ﺒﻌﻴﻥ ﺍﻹّﻋﺘﺒﺎﺭ
ﺇﻟﻰ ﺸﺄﻥ ﺍﻟﻤﺤﺒﺔ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻤﺎ ﻴﺒﺭﺭﻫﺎ ﻤﻥ ﺼﻠﺔ ﺍﻟﻘﺭﺒﻰ ﺍﻟﺸﺭﻋﻴﺔ ﺃﻭ ﺼﻠﺔ ﺍﻟﺭﺤﻡ"
ﻟﻜﻥ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻤﻨﺸﺄ ﺍﻟﻀﺭﺭ ﺍﻹّﺨﻼل ﺒﺎﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻨﻅﻤﻬﺎ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻤﺩﻨﻲ ﻜﻤـﺎ ﻓـﻲ ﺤﺎﻟـﺔ
ﺍﻟﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﺎﻗﺩﻴﺔ ﺃﻭ ﺇﺤﺩﻯ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺭﺴﻴﻬﺎ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻤﺩﻨﻲ ﺃﻭ ﺩﻭﻥ ﺤﺎﺠﺔ ﺇﻟـﻰ ﺇﺜﺒـﺎﺕ
ﺍﻟﺨﻁﺄ ﻜﻤﺎ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﺠﻤﺔ ﻋﻥ ﺤﺭﺍﺴﺔ ﺍﻟﺠﻭﺍﻤﺩ ﻓﻌﻠﻰ ﺍﻟﻤﺘﻀﺭﺭ ﺃﻥ ﻴﺴﻠﻙ ﺍﻟﻁﺭﻴـﻕ
ﺍﻟﻤﺩﻨﻲ ﻭﻴﻘﻴﻡ ﺩﻋﻭﺍﻩ ﻟﻠﻤﻁﺎﻟﺒﺔ ﺒﺤﻘﻪ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﻤﺩﻨﻲ ﻭﻓﻕ ﻤﺎ ﺃﻋﻁﺘﻪ ﻟﻪ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟـﺴﺎﺒﻌﺔ ﻤـﻥ
ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺃﺼﻭل ﺍﻟﻤﺤﺎﻜﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ ﻤﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﻫﻲ ﺍﻟﺤﻕ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻌﻭﺩ ﻟﻜل ﺫﻱ ﻤﻁﻠﺏ ﺒﺄﻥ ﻴﺘﻘﺩﻡ
ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻟﻠﺤﻜﻡ ﻟﻪ ﺒﻤﻭﻀﻭﻋﻪ.
ﺃﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻤﺼﺩﺭﻩ ﺠﺭﻡ ﺠﺯﺍﺌﻲ ﻓﻠﻠﻤﺘﻀﺭﺭ ﺍﻹﺨﺘﻴﺎﺭ ﺒﻴﻥ ﻤﺭﺠﻌﻴﻥ ﺤﺩﺩﺘﻬﻤﺎ ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ﺍﻷﺨﻴـﺭﺓ
ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺴﺎﺩﺴﺔ ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺃﺼﻭل ﺍﻟﻤﺤﺎﻜﻤﺎﺕ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﻴﺔ:
ﺇﻤﺎ ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﺤﻕ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﺘﺒﻌﹰﺎ ﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﺤﻕ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻲ ﺍﻟﻤﻘﺎﻤﺔ ﻟﺩﻴﻪ
ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ.
ﻭﺇﻤﺎ ﺇﻗﺎﻤﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺤﺩﺓ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﻤﺩﻨﻲ.
ﻟﺫﻟﻙ ﻓﺈﻥ ﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ ﺘﺴﺘﺩﻋﻲ ﻤﻨﺎ ﻤﻌﺭﻓﺔ ﺍﻟﺨﺼﻭﻡ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ
)ﺍﻟﻔﺼل ﺃﻻﹼﻭل( ،ﻭﻜﻴﻔﻴﺔ ﺍﺴﺘﻌﻤﺎﻟﻬﺎ )ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ(.
ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻷﻭل
ﺍﻟﺨﺼﻭﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ
-ﻓﺈﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻔﻌل ﺍﻟﺠﺭﻤﻲ ﻤﻥ ﻨﻭﻉ ﺍﻟﺠﻨﺎﻴﺔ ﻜﺎﻥ ﻟﻠﻤﺘﻀﺭﺭ ﺃﻥ ﻴﺘﺨﺫ ﺼﻔﺔ ﺍﻹّﺩﻋﺎﺀ ﺍﻟﺸﺨـﺼﻲ
ﺃﻤﺎﻡ ﻗﺎﻀﻲ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﺍﻷﻭل ،ﻭﻟﻪ ﺃﻨﻪ ﻴﻨﻀﻡ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺃﻤﺎﻡ ﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﺠﻨﺎﻴﺎﺕ.
-ﺃﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻔﻌل ﻤﻥ ﻨﻭﻉ ﺍﻟﺠﻨﺤﺔ ،ﻓﻠﻠﻤﺘﻀﺭﺭ ﺃﻥ ﻴﺘﻘﺩﻡ ﺒﺩﻋﻭﺍﻩ ﺃﻤﺎﻡ ﻗﺎﻀﻲ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﺃﻷﻭل
ﺃﻭ ﻤﺒﺎﺸﺭ ﹰﺓ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻀﻲ ﺍﻟﻤﻨﻔﺭﺩ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﻲ.
-ﻭﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻤﻥ ﻨﻭﻉ ﺍﻟﻤﺨﺎﻟﻔﺔ ﻓﻠﻪ ﺃﻥ ﻴﻘﻴﻡ ﺩﻋﻭﺍﻩ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻀﻲ ﺍﻟﻤﻨﻔﺭﺩ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﻲ.
ﻭﻟﻴﺱ ﻤﻥ ﺍﻟﻀﺭﻭﺭﻱ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﺩﻋﻲ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻤﻤﻥ ﻭﻗﻌﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻤﺒﺎﺸـﺭﺓ ،ﺒـل
ﻴﻜﻔﻲ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻀﺭﺭ ﺍﻟﻨﺎﺘﺞ ﻋﻨﻬﺎ ﻗﺩ ﻁﺎﻟﻪ :ﻓﺈﺫﺍ ﺤﺼل ﺇﻋﺘﺩﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﺸﺨﺹ ﻭﺃﺩﻯ ﺫﻟـﻙ ﺇﻟـﻰ
ﺘﻌﻁﻴﻠﻪ ﻋﻥ ﺍﻟﻌﻤل ﺤﻕ ﻟﻤﻥ ﻴﻌﻴﻠﻬﻡ ﻤﻥ ﺃﻓﺭﺍﺩ ﻋﺎﺌﻠﺘﻪ ،ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺘﻀﺭﺭﻭﺍ ﻤﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻌﻁﻴل ،ﺃﻥ ﻴﻘﻴﻤﻭﺍ
ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ ﺒﺼﻔﺘﻬﻡ ﻤﺘﻀﺭﺭﻴﻥ ﻁﻠﺒﹰﺎ ﻟﻠﺘﻌﻭﻴﺽ ﻋﻤﺎ ﺃﺼﺎﺒﻬﻡ ،ﻭﻟﻬﻡ ﺃﻥ ﻴﺩﻋﻭﺍ ﺃﻴـﻀﹰﺎ ﺒﻤـﺎ
ﺃﺼﺎﺒﻬﻡ ﻤﻥ ﻀﺭﺭ ﻤﻌﻨﻭﻱ ﻨﺎﺠﻡ ﻋﻥ ﺍﻷﻟﻡ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﻟﺤﻘﺘﻪ ﺒﻬﻡ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ.
ﻤﻥ ﻨﺎﺤﻴﺔ ﺃﺨﺭﻯ ،ﺘﻌﺘﺒﺭ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ ﻤﻠﻜﹰﺎ ﻟﻠﻤﺘﻀﺭﺭ ﻴﺘﺼﺭﻑ ﺒﻬﺎ ﻜﻤﺎ ﻴﺸﺎﺀ ﻓﻠﻪ ﺃﻥ ﻴﺘﻨﺎﺯل
ﻋﻨﻬﺎ ﺃﻭ ﻴﻬﻤﻠﻬﺎ ﺒﻌﺩ ﺇﻗﺎﻤﺘﻬﺎ .ﻜﻤﺎ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻴﺼﺎﻟﺢ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻭ ﺃﻥ ﻴﻨﻘل ﺤﻘﻭﻗﻪ ﻓﻴﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺭﻩ .ﻏﻴﺭ ﺃﻥ
ﺘﺼﺭﻓﻪ ﺒﺩﻋﻭﺍﻩ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻻ ﻴﻘﻴﺩ ﺍﻟﻨﻴﺎﺒﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻤﻜﻨﻬﺎ ﺘﺤﺭﻴﻙ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻤﺎ ﻟﻡ ﻴﻜـﻥ
ﺍﻹﺩﻋﺎﺀ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﺸﺭﻁﹰﺎ ﻟﻤﺒﺎﺸﺭﺘﻬﺎ.
ﻭﻟﻜﻥ ﻫل ﻴﺤﻕ ﻟﻤﻥ ﺘﻨﺎﺯل ﻟﻪ ﺍﻟﻤﺘﻀﺭﺭ ﻋﻥ ﺤﻘﻪ ﺒﺎﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﺃﻥ ﻴﻘﻴﻡ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﻤﺤـﺎﻜﻡ
ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﻴﺔ؟
ﺍﻹّﺠﺘﻬﺎﺩ ﻟﻡ ﻴﻌﻁﻪ ﻤﺜل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺤﻕ ﻷﻥ ﺭﻓﻊ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺒﺎﻟﺼﻭﺭﺓ ﺍﻟﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ﻴﺅﺩﻱ ﺇﻟـﻰ ﺘﺤﺭﻴـﻙ
ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ،ﻭﻫﺫﺍ ﺤﻕ ﺇﺴﺘﺜﻨﺎﺌﻲ ﺃﻋﻁﺎﻩ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻟﻠﻤﺘﻀﺭﺭ ﺒﺎﻟﺫﺍﺕ ﻜﻲ ﻴﺘﻼﻓﻰ ﺇﻫﻤﺎل ﺍﻟﻨﻴﺎﺒـﺔ
ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ.
ﻭﻻ ﻴﺼﺢ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺤﻕ ﻤﻭﻀﻊ ﺘﻌﺎﻗﺩ ﻭﻻ ﺸﺄﻥ ﻟﻠﺸﺨﺹ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ ﺒﻪ ،ﻓﺤﻕ ﻫﺫﺍ ﺍﻷﺨﻴـﺭ
ﻤﺴﺘﻤﺩ ﻤﻥ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﺘﻨﺎﺯل ﻭﻟﻴﺱ ﻤﻥ ﺍﻟﻀﺭﺭ ﺒﺎﻟﺫﺍﺕ .ﻭﻗﺩ ﺨﺎﻟﻑ "ﻏﺎﺭﻭ" ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺭﺃﻱ ﻤﻌﺘﺒﺭﹰﺍ ﺃﻥ ﺤﻕ
ﺍﻟﻤﺘﻀﺭﺭ ﺒﺎﻟﺨﻴﺎﺭ ﻴﻨﺘﻘل ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﺨﺹ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ ،ﺇﺫ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻴﺨﻭﻟﻪ ﺤﻕ ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴـﺔ
ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺨﺘﺎﺭ.
ﻓﻼ ﻴﺠﻭﺯ ﻟﺸﺭﻜﺔ ﺍﻟﻀﻤﺎﻥ ﺃﻥ ﺘﻘﻴﻡ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﻲ ﻜﺤﺎﻟﹼﺔ ﻤﺤـل ﻤـﻥ
ﺩﻓﻌﺕ ﻟﻪ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ،ﻷﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺤﻠﻭل ﺠﺎﺌﺯ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﻤﺩﻨﻲ ﻭﻻ ﻤﺤل ﻟـﻪ ﺃﻤـﺎﻡ ﺍﻟﻘـﻀﺎﺀ
).(١
ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﻲ
) (١ﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﺴﺘﺌﻨﺎﻑ ﺍﻟﺠﻨﺢ ﻓﻲ ﺠﺒل ﻟﺒﻨﺎﻥ -ﻗﺭﺍﺭ ﺭﻗﻡ ١٠٣ﺘﺎﺭﻴﺦ ٦ﺁﺫﺍﺭ .١٩٩٦ﺍﻟﻤﺼﻨﻑ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻀﺎﻴﺎ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﻴﺔ ﻋﻔﻴﻑ
ﺸﻤﺱ ﺍﻟﺩﻴﻥ -ﺴﻨﺔ ،١٩٩٦ﺹ .٢٥١
ﺍﻟﻌﺩل ١٣٩٦
ﻹﻋﺘﺒـﺎﺭ -ﻭﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻀﺭﺭ ﺃﺩﺒﻴﹰﺎ ﻤﺤﻀﹰﺎ ﻨﺎﺸﺌًﺄ ﻋﻥ ﺍﻟﻤـﺴﺎﺱ ﺒﺎﻟـﺸﺭﻑ ﺃﻭ ﺍﻟـﺴﻤﻌﺔ ﺃﻭ ﺍ ّ
ﺇﻨﺤﺼﺭﺕ ﺍﻟﻤﻁﺎﻟﺒﺔ ﺒﺎﻟﻤﺘﻀﺭﺭ ﻨﻔﺴﻪ ،ﻭﻫﺫﺍ ﻤﺎ ﻋﻨﺘﻪ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ٢٧٦ﻤﻭﺠﺒﺎﺕ ﻭﻋﻘﻭﺩ ﺒﻌﺒﺎﺭﺓ ":ﻤـﺎ
ﺨﻠﻰ ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﻭﺍﻟﺩﻋﺎﻭﻯ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﺸﺨﺼﻪ ﺩﻭﻥ ﺴﻭﺍﻩ"
ﻭﻴﺭﻯ ﺍﻟﺒﻌﺽ ﺃﻨﻪ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺩﺍﺌﻥ ﻴﻌﻭل ﻋﻠﻰ ﻋﻤل ﺍﻟﻤﺩﻴﻥ ،ﻭﺃﺼﻴﺏ ﻫـﺫﺍ ﺍﻷﺨﻴـﺭ ﺒـﻀﺭﺭ
ﺠﺴﺩﻱ ﺃﻗﻌﺩﻩ ﻋﻥ ﺍﻟﻌﻤل ،ﺠﺎﺯ ﻟﻪ ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ ﺒﺈﺴﻤﻪ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ،ﻭﻴﺩﺨل ﻫـﺫﺍ ﻀـﻤﻥ
ﻨﻁﺎﻕ "ﺍﻟﻀﺭﺭ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﻤﺒﺎﺸﺭ" ،ﺇﻨﻤﺎ ﻓﻘﻁ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﻤﺩﻨﻲ.
) (١ﻤﺤﻜﻤﺔ ﺠﻨﺎﻴﺎﺕ ﺠﺒل ﻟﺒﻨﺎﻥ – ﺍﻟﻘﺭﺍﺭ ﺭﻗﻡ ٣ﻓﻲ ٨ﺘﺸﺭﻴﻥ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ – ١٩٨٧ﺍﻟﻌﺩل .٢١٩/٨٧
١٣٩٧ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ
ﻫﻨﺎﻙ ﺍﺴﺘﺜﻨﺎﺀ ﺃﻴﻀﹰﺎ ﻨﺹ ﻋﻠﻴﻪ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﻤﻬﻨﺔ ﺍﻟﻤﺤﺎﻤﺎﺓ ،ﻭﻫﻭ ﻴﻌﻁﻲ ﻨﻘﺎﺒـﺔ ﺍﻟﻤﺤـﺎﻤﻴﻥ ﺍﻟﺤـﻕ
ﺒﺈﻻﺩﻋﺎﺀ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺩﺨل ﻓﻴﻤﺎ ﻟﻭ ﻭﻗﻊ ﺍﻟﺠﺭﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﺤﺩ ﺃﻋﻀﺎﺌﻬﺎ ﻤﻥ ﻏﻴﺭ ﺃﻥ ﻴﻤﺘﺩ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺫﺍﺘﻴﹰﺎ ،ﺃﻱ ﺤﺘﻰ
ﻭﻟﻭ ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﻟﻪ ﻋﻼﻗﺔ ﺒﺎﻟﻤﻬﻨﺔ.
ﻭﻻ ﺒﺩ ﻫﻨﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺫﻜﻴﺭ ﺒﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻤﺤﺎﻤﺎﺓ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﺴﻨﺔ ١٩٧٠ﻭﺍﻟﻤﻌﺩل ﺃﻜﺜﺭﻤﻥ ﻤـﺭﺓ ،ﻜـﺎﻥ
ﺁﺨﺭﻫﺎ ﺒﺎﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ٤٢ﻓﻲ ،١٩٩١/٢/١٩ﻭﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻕ ﺒﻤﻼﺤﻘﺔ ﺍﻟﻤﺤﺎﻤﻲ ﺴﻭﺍﺀ ﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻨﺎﺘﺠﺔ ﻋـﻥ
ﺍﻟﻤﻬﻨﺔ ﺃﻭ ﺨﺎﺭﺠﻬﺎ .ﺇﺫ ﻴﺠﺏ ﺇﺒﻼﻍ ﺍﻟﻨﻘﻴﺏ ﺒﺎﻟﺭﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﻹﺩﻋﺎﺀ ﻭﺃﺨﺫ ﺍﻹﺫﻥ ﺒﺎﻟﻤﻼﺤﻘﺔ ﻓﻲ ﻤﻬﻠـﺔ
ﺸﻬﺭ ،ﻭﻗﺭﺍﺭ ﺍﻟﻨﻘﻴﺏ ﻫﺫﺍ ﻗﺎﺒل ﻟﻺﺴﺘﺌﻨﺎﻑ.
ﻟﻴﺱ ﻟﻠﻤﺅﺴﺴﺔ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻴﺔ ﺃﻥ ﺘﻘﺩﻡ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺒﺈﺴﻤﻬﺎ ﻟﻌﺩﻡ ﺘﻤﺘﻌﻬـﺎ ﺒﺎﻟﺸﺨـﺼﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﻨﻭﻴـﺔ ،ﻷﻥ
)(١
ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺔ ﺘﻌﺘﺒﺭ ﻋﻨﺼﺭﹰﺍ ﻤﻥ ﻋﻨﺎﺼﺭ ﺍﻟﺫﻤﺔ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﻟﺼﺎﺤﺒﻬﺎ
ﻟﻠﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﺃﻥ ﺘﻘﻴﻡ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﻟﻠﻤﻁﺎﻟﺒﺔ ﺒﺎﻟﻌﻁل ﻭﺍﻟﻀﺭﺭ ﺸﺭﻁ ﺃﻥ ﺘﺜﺒﺕ ﺃﻥ ﺍﻟﻀﺭﺭ ﻟﺤـﻕ ﺒﻬـﺎ
ﻤﺒﺎﺸﺭﺓﹰ ،ﻭﻻ ﻴﺸﻤل ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻀﺭﺭ ﺍﻟﻼﺤﻕ ﺒﺎﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺃﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻤﺱ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﻯﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻨﺸﺌﺕ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ
ﻤﻥ ﺃﺠل ﺤﻤﺎﻴﺘﻬﺎ ﺃﻭ ﺍﻟﺩﻓﺎﻉ ﻋﻨﻬﺎ ﻷﻥ ﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﺤﻕ ﺍﻟﻨﻴﺎﺒﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻭﺤﺩﻫﺎ.
ﻼ :ﺠﻤﻌﻴﺔ ﺤﻤﺎﻴﺔ ﺍﻷﺨﻼﻕ ﻟﻴﺱ ﻟﻬﺎ ﺃﻥ ﺘﺩﻋﻲ ﻤﺒﺎﺸﺭ ﹰﺓ ﻀﺩ ﻤﻥ ﺘـﺼﺭﻑ ﻀـﺩ ﺍﻷﺨـﻼﻕ ﻤﺜ ﹰ
)(٢
ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ .
ﻓﻘﺩ ﻗﻀﻲ" :ﻋﻨﺩﻤﺎ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻀﺭﺭ ﻭﺍﻗﻌﹰﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻤﺜل ﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺒﺎﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤـﺼﺭﻓﻴﺔ
ﻭﺒﺙ ﺍﻟﺸﺎﺌﻌﺎﺕ ﺒﻬﺩﻑ ﺍﻟﻨﻴل ﻤﻥ ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ﻭﺯﻋﺯﻋﺔ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﺒﻪ ﻭﻓﻘﹰﺎ ﻟﻠﻤﺎﺩﺓ ٣١٩ﻋﻘﻭﺒﺎﺕ،
ﻻ ﻴﺤﻕ ﻟﻸﻓﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻴﺩﻋﻭﺍ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﻲ ﺒﺎﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﻋﻥ ﺇﻨﺨﻔﺎﺽ ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻟﻨﻘـﺩ ﻭﺇﺭﺘﻔـﺎﻉ
ﻼ ﻟﻠﺘﻘﺩﻴﺭ ﻭﻜﺎﻨﺕ ﻋﻨﺎﺼﺭ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤـﺔ ﻤﺘـﻭﻓﺭﺓ ﻓـﻲ ﺃﻻﹼﺴﻌﺎﺭ ،ﺤﺘﻰ ﻭﻟﻭ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻀﺭﺭ ﻤﺤﻘﻘﹰﺎ ﻭﻗﺎﺒ ﹰ
ﺃﻻﹼﻓﻌﺎل ﻋﻠﻰ ﻓﺭﺩ ﺒﺫﺍﺘﻪ ﺃﻭ ﻋﻠﻰ ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﺒﻌﻴﻨﻬﺎ ﻭﻏﻴﺭ ﻨﺎﺸﻰﺀ ﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ﻋﻥ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ،ﻷﻥ ﺤـﻕ
ﺍﻹﺩﻋﺎﺀ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﻴﻌﻭﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﻴﺎﺒﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺒﻭﺼﻔﻬﺎ ﻤﻤﺜﻠﺔ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﺘﺘﻭﻟﻰ ﺍﻟﺩﻓﺎﻉ ﻋﻨﻪ"
ﻭﻓﻲ ﻜل ﺤﺎل ،ﺴﻭﺍﺀ ﺃﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﺩﻋﻲ ﺸﺨﺼﹰﺎ ﻁﺒﻴﻌﻴﹰﺎ ﺃﻡ ﻤﻌﻨﻭﻴﹰﺎ ﻻ ﺒﺩ ﺃﻥ ﺘﻜـﻭﻥ ﻟـﻪ ﺍﻷﻫﻠﻴـﺔ
ﻟﻺﺩﻋﺎﺀ.
ﻭﻭﻓﻘﹰﺎ ﻟﻠﻤﺎﺩﺓ ١٣ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺃﺼﻭل ﺍﻟﻤﺤﺎﻜﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﻓﻲ ﻜل ﻤﺭﺤﻠـﺔ ﻤـﻥ
ﻤﺭﺍﺤل ﺍﻟﻤﺤﺎﻜﻤﺔ ،ﺃﻥ ﺘﺘﺤﻘﻕ ﻤﻥ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻘﺎﻀﻲ ﻭﻤﻥ ﺼﺤﺔ ﺘﻤﺜﻴل ﻓﺎﻗﺩﻱ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ.
ﻼ ﺒﺎﻟﻤﺎﺩﺓ ١٢ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻋﻴﻨﻪ ﻴﺭﺠﻊ ﻓﻲ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﺘﻘﺎﻀﻲ. ﻭﻋﻤ ﹰ
ﻭﺴﻭﺍﺀ ﻗﺩﻤﺕ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺃﻤﺎﻡ ﻗﺎﻀﻲ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﺃﻡ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻀﻲ ﺍﻟﻤﻨﻔﺭﺩ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﻘـﺩﻡ
ﺃﻤﺎﻤﻪ ﻴﻘﺭﺭ ﺘﻜﻠﻴﻑ ﻤﻘﺩﻤﻬﺎ ﺒﺩﻓﻊ ﺴﻠﻔﺔ ﻤﻌﺠﻠﺔ ﺘﺘﻀﻤﻥ ﺍﻟﺭﺴﻭﻡ ﻭﺍﻟﻨﻔﻘﺎﺕ ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻻ ﺘﺯﻴﺩ
ﻋﻥ ﻭﺍﺤﺩ ﺒﺎﻟﻤﺌﺔ ﻤﻥ ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻟﻤﺩﻋﻰ ﺒﻪ ،ﻭﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﺩﻋﻲ ﺃﺠﻨﺒﻴﹰﺎ ﻴﻜﻠﻑ ﺒﺘﻘـﺩﻴﻡ ﻜﻔﺎﻟـﺔ ﻨﻘﺩﻴـﺔ ﺍﻭ
ﻋﻘﺎﺭﻴﺔ ﺇﺫﺍ ﻗﺩﻤﺕ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻤﺎ ﻗﺎﻀﻲ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﻭﺃﻴﻀﹰﺎ ﻴﻤﻜـﻥ ﺃﻥ ﺘﻜـﻭﻥ ﻤـﺼﺭﻓﻴﺔ ﺇﺫﺍ ﻗـﺩﻤﺕ
ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻀﻲ ﺍﻟﻤﻨﻔﺭﺩ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﻲ.
ﻭﻟﻜﻥ ﻴﻌﻔﻰ ﺍﻟﻤﺩﻋﻲ ﻤﻥ ﺘﻘﺩﻴﻡ ﺍﻟﺴﻠﻔﺔ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﺩﻋﻰ ﺒﻪ ﻤﻥ ﻨﻭﻉ ﺍﻟﺠﻨﺎﻴﺔ ،ﻜﻤﺎ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻴﻌﻔﻰ
ﺍﻟﻤﺩﻋﻲ ﻤﻥ ﺩﻓﻊ ﺍﻟﺴﻠﻔﺔ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻭﻀﻌﻪ ﺍﻟﻤﺎﻟﻲ ﻻ ﻴﻤﻜﻨﻪ ﻤﻥ ﺩﻓﻌﻬﺎ ﺸﺭﻁ ﺃﻥ ﻴﺜﺒﺕ ﻓﻘـﺭ ﺤﺎﻟـﻪ
ﺒﻤﻭﺠﺏ ﺇﻓﺎﺩﺓ ﺼﺎﺩﺭﺓ ﻋﻥ ﻤﺨﺘﺎﺭ ﺍﻟﻤﺤﻠﺔ ﺃﻭ ﻋﻥ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ.
ﻭﻴﻤﻜﻥ ﺇﻋﻔﺎﺀ ﺍﻷﺠﻨﺒﻲ ﻤﻥ ﺘﻘﺩﻡ ﺍﻟﻜﻔﺎﻟﺔ ﺒﻘﺭﺍﺭ ﻤﻌﻠل.
) (١ﺍﻟﻬﻴﺌﺔ ﺍﻹﺘﻬﺎﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺠﺒل ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ ١٧ﺘﺸﺭﻴﻥ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ١٩٩٨ﻏﻴﺭ ﻤﻨﺸﻭﺭ.
) (٢ﺍﻟﻬﻴﺌﺔ ﺍﻹﺘﻬﺎﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺒﻴﺭﻭﺕ – ﻗﺭﺍﺭ ٩٥ﻓﻲ ١٤ﻨﻴﺴﺎﻥ -١٩٨٨ﺍﻟﻌﺩل – ٨٩ﻋﺩﺩ .٢١٦/١
ﺍﻟﻌﺩل ١٣٩٨
ﺘﺠﺩﺭ ﺍﻹﺸﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺘﻘﺩﻡ ﻤﻥ ﻗﺒل ﺍﻟﺸﺨﺹ ﺍﻟﻤﻔﻠﺱ ﺒﻭﺍﺴﻁﺔ ﻭﻜﻴل ﺍﻟﺘﻔﻠﻴﺴﺔ ،ﻭﻤـﻥ
ﻗﺒل ﻤﻤﺜل ﺍﻟﺸﺭﻜﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﻘﺎﺒﺔ.
ﻤﻥ ﻨﺎﺤﻴﺔ ﺃﺨﺭﻯ ﺇﻥ ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﻠﻡ ﻗﺎﺌﻤﺔ ﻋﻠﻰ "ﺨﻁﺄ ﻓﻲ ﺍﻟﺭﻗﺎﺒﺔ" ﻓﻼ ﺘﺘﺭﺘﺏ ﻋﻠﻴـﻪ ﺴـﻭﻯ
ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﻤﺩﻨﻴﺔ ﺇﺫ ﻴﺴﻤﻰ ﺍﻟﻤﺴﺅﻭل ﺒﺎﻟﻤﺎل)."(١
ﺩ -ﺍﻟﺴﻴﺩ ﻭﺍﻟﻭﻟﻲ ﻤﺴﺅﻭﻻﻥ ﻋﻥ ﺍﻷﻋﻤﺎل ﻏﻴﺭ ﺍﻟﻤﺒﺎﺤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺄﺘﻴﻬﺎ ﺍﻟﺨﺎﺩﻡ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻭﻟﻰ ﻓﻲ ﺃﺜﻨﺎﺀ
ﺍﻟﻌﻤل ﺃﻭ ﺒﺴﺒﺏ ﺍﻟﻌﻤل ﺍﻟﺫﻱ ﺍﺴﺘﺨﺩﻤﺎﻫﻤﺎ ﻓﻴﻪ ﻭﺇﻥ ﻜﺎﻨﺎ ﻏﻴﺭ ﺤﺭﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﺨﺘﻴﺎﺭﻫﻤـﺎ ،ﺒـﺸﺭﻁ ﺃﻥ
ﻴﻜﻭﻥ ﻟﻬﻤﺎ ﺴﻠﻁﺔ ﻓﻌﻠﻴﺔ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺭﺍﻗﺒﺔ ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﺓ.
ﺇﻥ ﺍﻟﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﻤﻔﺘﺭﻀﺔ ﺒﺼﻭﺭﺓ ﻗﺎﻁﻌﺔ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻸﺼﻭل ﻭﺍﻷﻭﺼﻴﺎﺀ ﻭﺃﺭﺒﺎﺏ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﺎﺕ ،ﺒل
ﻗﺎﺌﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﺭﻴﻨﺔ ﺍﻹﻫﻤﺎل ﻓﻲ ﺍﻟﺭﻗﺎﺒﺔ ،ﻭﺘﻘﺒل ﺒﻴﻨﺔ ﺍﻟﻌﻜﺱ ،ﺃﻤﺎ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺴﻴﺩ ﻭﺍﻟﻭﻟﻲ ،ﻓﺎﻟﻘـﺎﻨﻭﻥ
ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻨﻲ ﻻ ﻴﻘﺒل ﺒﻴﻨﺔ ﺍﻟﻌﻜﺱ ،ﻓﻴﺴﺄﻟﻭﻥ ﻋﻥ ﺍﻟﻀﺭﺭ ﺒﻤﺠﺭﺩ ﺇﺭﺘﻜﺎﺏ ﺍﻟﺘﺎﺒﻊ ﻟﻬﻡ ﺠﺭﻤﹰﺎ ﺍﺜﻨﺎﺀ ﺍﻟﻌﻤل
)(٢
ﺃﻭ ﺒﺴﺒﺒﻪ ﺃﻭ ﻓﻲ ﻭﻗﺕ ﻜﺎﻥ ﻟﻬﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺴﻠﻁﺔ ﻓﻌﻠﻴﺔ
) (١ﻗﺭﺍﺭ ﺭﻗﻡ ٣٠٦ﻓﻲ ٢٠ﻨﻴﺴﺎﻥ – ١٩٥٥ﻤﺠﻠﺱ ﺍﻟﺸﻭﺭﻯ – ﻨﺸﺭﺓ ﻗﻀﺎﺌﻴﺔ .٣٧٠/٥٥
) (٢ﻗﺭﺍﺭ ﻤﺠﻠﺱ ﺍﻟﺸﻭﺭﻯ ﻓﻲ ٢٠ﺃﻴﺎﺭ ١٩٦٦ﻨﺸﺭﺓ ﻗﻀﺎﺌﻴﺔ .٤٧٩ /٦٦
ﺍﻟﻌﺩل ١٤٠٠
ﻜﻤﺎ ﻨﺼﺕ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ٢٠٩ﻤﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ ﻟﻠﻤﺴﺅﻭل ﺒﺎﻟﻤﺎل ﺃﻭ ﺍﻟﻀﺎﻤﻥ ﺃﻥ ﻴﺴﺘﺄﻨﻑ ﺍﻟﺤﻜـﻡ ﺍﻟـﺫﻱ
ﺃﻟﺯﻤﻪ ،ﺒﺎﻟﺘﻀﺎﻤﻥ ﻤﻊ ﺍﻟﻤﺩﻋﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻤﻘﻀﻰ ﺒﺈﺩﺍﻨﺘﻪ ،ﺒﺎﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺩﻋﻲ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ،ﻭﻟﻪ ﺃﻥ
ﻴﺴﺘﺄﻨﻑ ﻭﺤﺩﻩ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﻭﻟﻭ ﺭﻀﺦ ﻟﻪ ﺍﻟﻤﺩﻋﻰ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻓﻴﺴﺘﻔﻴﺩ ﻋﻨﺩﻫﺎ ﻭﺤﺩﻩ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺘﺎﺌﺞ.
ﻤﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻨﺼﻭﺹ ﻴﺘﺒﺩﻯ ﺼﺭﺍﺤ ﹰﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﻀﺎﻤﻥ ﺃﺼﺒﺢ ﻓﺭﻴﻘـﹰﺎ ﺃﺼـﻠﻴﹰﺎ ﻓـﻲ ﺩﻋـﻭﻯ ﺍﻟﺤـﻕ
ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ،ﻭﻴﻤﻜﻥ ﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻤﺩﺍﻋﺎﺘﻪ ﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ﻤﻊ ﺍﻟﻤﺩﻋﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﻟﻤﻁﺎﻟﺒﺘﻪ ﺒﺎﻟﻌﻁل ﻭﺍﻟﻀﺭﺭ ﺒﺎﻟﺘﻜﺎﻓل
ﻭﺍﻟﺘﻀﺎﻤﻥ ﻓﻲ ﻤﺎ ﺒﻴﻨﻬﻤﺎ.
) (١ﺇﺴﺘﺌﻨﺎﻑ ﺍﻟﺒﻘﺎﻉ ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ ٣ﺁﺫﺍﺭ – ١٩٩٧ﺍﻟﻤﺼﻨﻑ ﺍﻟﺴﻨﻭﻱ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﻲ ـ ﻋﻔﻴﻑ ﺸﻤﺱ ﺍﻟﺩﻴﻥ ـ ﺴﻨﺔ ،١٩٩٧ﺹ -١٢
.١٣
) (٢ﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺯ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ – ﺭﻗﻡ – ٩٦/٨٢ﺍﻟﻤﺼﻨﻑ ﺍﻟﺴﻨﻭﻱ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﻲ – ﻋﻔﻴﻑ ﺸﻤﺱ ﺍﻟﺩﻴﻥ – ﺴﻨﺔ -١٩٩٦ﺹ .٣٩
١٤٠١ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ
ﻤﻤﻥ ﺃﻨﻴﻁ ﺒﻪ ﺃﻤﺭ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻅﺔ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﺸﺨﺹ ،ﻋﻨﺩﻫﺎ ﻴﺤﻕ ﻟﻠﻘﺎﻀﻲ ﺃﻥ ﻴﺤﻜـﻡ ﻋﻠـﻰ ﻓﺎﻋـل
ﺍﻟﻀﺭﺭ ﺒﺘﻌﻭﻴﺽ ﻋﺎﺩل ﻤﻊ ﻤﺭﺍﻋﺎﺓ ﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻔﺭﻴﻘﻴﻥ.
ﺍﻟﻨﺒﺫﺓ ﺍﻟﺴﺎﺩﺴﺔ :ﺍﻗﺘﺼﺎﺭ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺤﺎﻟﺔ ﻭﺠﻭﺩ ﺠﺭﻡ ﺠﺯﺍﺌﻲ:
ﺇﺫﺍ ﺤﺼل ﻀﺭﺭ ﻭﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﻗﺩ ﻭﻗﻊ ﺨﻁﺄ ﺃﻭ ﻓﻌل ﺠﺯﺍﺌﻲ ﻓﻼ ﻴﻤﻜﻥ ﻟﻠﻤﺘﻀﺭﺭ ﺇﻗﺎﻤـﺔ ﺩﻋـﻭﺍﻩ
ﻟﻠﻤﻁﺎﻟﺒﺔ ﺒﺎﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﻲ ،ﻓﺎﻟﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﺸﺌﺔ ﻋﻥ ﺍﻟﺠﻭﺍﻤﺩ ﻭﺍﻟﻤﻨﺼﻭﺹ ﻋﻨﻬـﺎ
ﻼ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺘﺤﻤل ﺤﺎﺭﺱ ﺍﻟﺠﻭﺍﻤﺩ ﺍﻟﻤﻨﻘﻭﻟﺔ ﻭﻏﻴﺭ
ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ١٣١ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻤﻭﺠﺒﺎﺕ ﻭﺍﻟﻌﻘﻭﺩ ﻤﺜ ﹰ
ﺍﻟﻤﻨﻘﻭﻟﺔ ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻀﺭﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﺤﺩﺜﻪ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺠﻭﺍﻤﺩ ﺤﺘﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﺍﻟﺫﻱ ﻻ ﺘﻜﻭﻥ ﻓﻴـﻪ ﺘﺤـﺕ
ﺇﺩﺍﺭﺘﻪ ﻭﻤﺭﺍﻗﺒﺘﻪ ﺍﻟﻔﻌﻠﻴﺔ ،ﻫﻲ ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ﻤﺒﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻤﺒﺩﺃ ﺍﻟﺤﺭﺍﺴﺔ ﻭﺘﺭﺘﺏ ﺍﻟﺘﻌـﻭﻴﺽ
ﺒﻤﺠﺭﺩ ﺤﺼﻭل ﺍﻟﻀﺭﺭ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺘﺴﺘﻨﺩ ﺇﻟﻰ ﺠﺭﻡ ﺃﻭ ﺨﻁﺄ ﺇﺭﺘﻜﺒﻪ ﺍﻟﺤﺎﺭﺱ ،ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻤـﺴﺅﻭﻟﻴﺔ
ﺍﻟﺘﻌﺎﻗﺩﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﺭﺘﺏ ﻋﻥ ﻤﺨﺎﻟﻔﺔ ﺒﻨﻭﺩ ﻋﻘﺩ ﺒﻴﻥ ﻁﺭﻓﻴﻥ ﺃﻭ ﺃﻜﺜﺭ ﻻ ﺘﺅﺩﻱ ﺇﻟـﻰ ﺃﻴـﺔ ﻤـﺴﺅﻭﻟﻴﺔ
ﺠﺯﺍﺌﻴﺔ.
ﻭﻟﻴﺱ ﻟﻠﻤﺘﻀﺭﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﻤﻤﺎﺜﻠﺔ ﺴﻭﻯ ﺃﻥ ﻴﺘﻭﺴل ﺍﻟﻤﺭﺍﺠﻌـﺔ ﺃﻤـﺎﻡ ﺍﻟﻘـﻀﺎﺀ ﺍﻟﻤـﺩﻨﻲ
ﻟﻠﻭﺼﻭل ﺇﻟﻰ ﻤﻁﺎﻟﺒﻪ.
ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺜﺄﻨﻲ
ﺍﺴﺘﻌﻤﺎل ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ
ﺝ -ﻤﻥ ﺤﺴﻥ ﺴﻴﺭ ﺍﻟﻌﺩﺍﻟﺔ ﺃﻥ ﻴﻨﻅﺭ ﺒﺎﻟﺩﻋﻭﻴﻴﻥ ﻤﺭﺠﻊ ﻭﺍﺤﺩ ،ﻭﺃﻥ ﺘﻌﺭﺽ ﺃﻤـﺎﻡ ﺃﻭﺠﻬﻬﻤـﺎ
ﺠﻤﻴﻌﹰﺎ ﻻ ﺴﻴﻤﺎ ﺍﻟﻭﻗﺎﺌﻊ ﺍﻟﺘﻲ ﻨﺠﻡ ﺒﺴﺒﺒﻬﺎ ﺍﻟﺠﺭﻡ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﻲ ﻭﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﻓﻲ ﺁﻥ ﻭﺍﺤﺩ.
ﺇﻻ ﺃﻥ ﻤﺒﺩﹰﺍ ﺍﻟﺨﻴﺎﺭ ﻫﺫﺍ ﻟﻴﺱ ﻤﻁﻠﻘﹰﺎ ،ﻓﺈﺫﺍ ﺍﺨﺘﺎﺭ ﺍﻟﻤﺩﻋﻲ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺩﻋﻭﺍﻩ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﻘـﻀﺎﺀ
ﺍﻟﻤﺩﻨﻲ ﻓﻼ ﻴﺠﻭﺯ ﻟﻪ ﺍﻟﻌﺩﻭل ﻋﻨﻬﺎ ﻭﺇﻗﺎﻤﺘﻬﺎ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﻲ ﻭﻴﻜﻭﻥ ﺍﺨﺘﻴﺎﺭﻩ ﻗﺩ ﻭﻗﻊ ﻨﻬﺎﺌﻴﹰﺎ
ﻭﻟﻜﻥ ﻴﺒﻘﻰ ﻟﻪ ﺍﻟﻌﺩﻭل ﻋﻥ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﻤﺩﻨﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﻲ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﻨﻴﺎﺒﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤـﺔ ﻗـﺩ
ﻻ ﺘﻜـﻭﻥ ﺍﻟـﺩﻋﻭﻯ ﺤﺭﻜﺕ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺒﺈﺩﻋﺎﺀ ﻻﺤﻕ ﻹﺩﻋﺎﺌﻪ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﻤﺩﻨﻲ ﺸـﺭﻁ ﺃ ﹼ
ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻗﺩ ﻓﹸﺼﻠﺕ ﺒﻤﻭﺠﺏ ﻗﺭﺍﺭ ﻨﻬﺎﺌﻲ ،ﻭﻴﻌﺘﺒﺭ ﻋﺩﻭﻟﻪ ﻋﻥ ﺩﻋﻭﺍﻩ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﻤﺩﻨﻲ ﺭﺠﻭﻋـﹰﺎ
ﻋﻨﻬﺎ ﺃﻤﺎﻤﻪ .ﺃﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﺃﻗﺎﻡ ﺩﻋﻭﺍﻩ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﻲ ﻓﻠﻪ ﺃﻥ ﻴﻌﺩل ﻋﻨﻪ ﻭﻴﻌـﻭﺩ ﻟﻴﻘﻴﻤﻬـﺎ ﺃﻤـﺎﻡ
ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﻤﺩﻨﻲ ،ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺩﻋﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﻻ ﻴﺘﻀﺭﺭ ﻤﻥ ﺍﻹﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻁﺒﻕ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﻤﺩﻨﻲ
ﻷﻨﻬﺎ ﺃﺨﻔﻑ ﻭﻁﺄﺓ ﻤﻥ ﺍﻹﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻤﻁﺒﻘﺔ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﻲ.
ﻭﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﺩﻋﻲ ﻗﺩ ﺤﺭﻙ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ،ﺒﺈﺩﻋﺎﺌﻪ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌـﻲ ،ﻓـﺈﻥ
ﺭﺠﻭﻋﻪ ﻋﻥ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﻲ ﻟﻴﻌﻭﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﻤﺩﻨﻲ ،ﻻ ﻴـﺅﺩﻱ ﺇﻟـﻰ
ﺍﺴﻘﺎﻁ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺘﺒﻌﹰﺎ ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻟﺭﺠﻭﻉ ،ﻷﻥ ﺍﻟﻤﺩﻋﻲ ﻻ ﻴﻜﻭﻥ ﺒﺫﻟﻙ ﻗﺩ ﺃﺴﻘﻁ ﺩﻋﻭﺍﻩ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ
ﺒل ﻋﻤﺩ ﺇﻟﻰ ﻨﻘﻠﻬﺎ ﻤﻥ ﻤﺭﺠﻊ ﺇﻟﻰ ﺁﺨﺭ.
ﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻤل ﺒﻘﺎﻋﺩﺓ ﻋﺩﻡ ﺠﻭﺍﺯ ﺍﻟﻌﺩﻭل ﻋﻥ ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﻤﺩﻨﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﻲ ،ﺒﺈﺴـﺘﺜﻨﺎﺀ ﺇﹼ
ﺤﺎﻟﺔ ﺘﺤﺭﻴﻙ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻤﻥ ﻗﺒل ﺍﻟﻨﻴﺎﺒﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ،ﻻ ﻴﺘﻡ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﺩﻋﻭﻴﺎﻥ ﻤﺒﻨﻴﺘﻴﻥ ﻋﻠـﻰ
ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻭﺍﻗﻌﺔ ﻭﺍﻟﺴﺒﺏ ﻭﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﻭﺒﻴﻥ ﺍﻷﺸﺨﺎﺹ ﺃﻨﻔﺴﻬﻡ ،ﺃﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﺍﺨﺘﻠﻔﺕ ﺃﺭﻜﺎﻥ ﺍﻟﺩﻋﻭﻴﻴﻥ ﻓﻼ
ﻤﻭﺠﺏ ﻟﻠﺘﻘﻴﺩ ﺒﻬﺫﻩ ﺍﻟﻘﺎﻋﺩﺓ ،ﻓﻘﺩ ﺃﺠﺎﺯﺕ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺴﺎﺒﻌﺔ ﺃﺼﻭل ﺠﺯﺍﺌﻴﺔ ﻟﻠﻤﺘﻀﺭﺭﻤﻥ ﺠﺭﻡ ﺠﺯﺍﺌﻲ
ﺃﻥ ﻴﻨﻀﻡ ﻟﻠﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺃﻤﺎﻡ ﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﺠﻨﺎﻴﺎﺕ.
ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻤل ﺒﻬﺫﻩ ﺍﻟﻘﺎﻋﺩﺓ ﻻ ﻴﺘﻡ ﺃﻴﻀﹰﺎ ﻭﻴﺒﻘﻰ ﻟﻠﻤﺩﻋﻲ ﺃﻥ ﻴﻌﺩل ﻋﻥ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﻤـﺩﻨﻲ ﺇﻟـﻰ
ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﻲ:
ﺃ -ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﺩﻋﻲ ﻗﺩ ﺃﻗﺎﻡ ﺩﻋﻭﺍﻩ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻤﺩﻨﻲ ﻏﻴﺭ ﺼﺎﻟﺢ ﺃﻭ ﺃﻨﻪ ﻟﻡ ﻴـﺘﻡ ﺍﻟﻤﻌـﺎﻤﻼﺕ
ﺍﻟﻼﺯﻤﺔ ﻟﻭﻀﻊ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺒﻴﻥ ﻴﺩﻱ ﺍﻟﻘﺎﻀﻲ ﺍﻟﻤﺩﻨﻲ ﺍﻟﻤﺨﺘﺹ ﺃﻱ ﺃﻨﻪ ﻟﻡ ﻴﺼﺒﺢ ﺒﻌﺩ ﻁﺭﻓـﹰﺎ
ﻓﻴﻬﺎ.
ﺏ -ﻟﻪ ﺃﻥ ﻴﻌﺘﻤﺩ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻋﻨﺼﺭﹰﺍ ﻤﻥ ﻋﻨﺎﺼﺭ ﺍﻟﻀﺭﺭ ﻟﻡ ﻴﻌﺘﻤﺩﻩ ﻓﻲ ﺩﻋﻭﺍﻩ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻜـﻭﻥ
ﻗﺩ ﺃﻗﺎﻤﻬﺎ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﻤﺩﻨﻲ.
ﺝ -ﺇﺫﺍ ﻅﻬﺭ ،ﺒﻌﺩ ﺇﻗﺎﻤﺘﻪ ﻟﻠﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﻴﺔ ،ﻭﻗﺎﺌﻊ ﺃﻭ ﻋﻭﺍﻤل ﻟﻡ ﺘﻜﻥ ﻤﻌﺭﻭﻓﺔ ﻤﻨﻪ ،ﻤﻥ ﺸﺄﻨﻬﺎ
ﺃﻥ ﺘﻀﻔﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻌل ﺍﻟﺼﻔﺔ ﺍﻟﺠﺭﻤﻴﺔ ،ﻓﺈﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻋﺘﻘﺩ ﺃﻥ ﺍﻟﻀﺭﺭ ﻗﺩ ﻨﺸﺄ ﻋﻠـﻰ ﺃﺴـﺎﺱ
ﻼ ﻤﻘﺼﻭﺩﹰﺍ ﻴـﺸﻜل ﺒﻅﺭﻓـﻪ ﺤﺭﺍﺴﺔ ﺍﻟﺠﻭﺍﻤﺩ ﺜﻡ ﺘﺒﻴﻥ ﻟﻪ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺩﻋﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﻜﺎﻥ ﻗﺩ ﺃﺘﻰ ﻋﻤ ﹰ
ﺠﺭﻤﹰﺎ ﺠﺯﺍﺌﻴﹰﺎ ﻓﻠﻪ ﻋﻨﺩ ﺫﻟﻙ ﺃﻥ ﻴﻌﺩل ﻋﻥ ﺍﻟﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﻤﺩﻨﻲ ﻟﻴﻘـﺩﻡ ﺩﻋـﻭﺍﻩ ﺃﻤـﺎﻡ ﺍﻟﻤﺭﺠـﻊ
ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﻲ.
-ﻭﻜﻤﺎ ﻭﺴﺒﻕ ﻭﺫﻜﺭﻨﺎ ﻓﻠﻪ ﺃﻥ ﻴﻌﺩل ﻋﻥ ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﻤﺩﻨﻲ ﻭﻴﻘﻴﻡ ﺩﻋﻭﺍﻩ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌـﻲ
ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻗﺩ ﺠﺭﻯ ﺘﺤﺭﻴﻜﻬﺎ ﻤﻥ ﻗﺒل ﺍﻟﻨﻴﺎﺒﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ ﻻﺤﻕ ﻹﺩﻋﺎﺌـﻪ ﺃﻤـﺎﻡ
ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﻤﺩﻨﻲ )ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ٨ﺃ.ﻡ.ﺝ.(.
ﻭﺒﻤﺎ ﺃﻥ ﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﺤﻕ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﺘﻘﺎﻡ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﻲ ﺘﺒﻌﹰﺎ ﻟﻠﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺃﻭ ﺃﻨﻬﺎ ﺘﺤﺭﻙ
ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﻓﺈﻨﻬﺎ ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﺘﻘﺎﻡ ﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻭﻗﻌﺕ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻀﻤﻥ ﻨﻁﺎﻕ
ﺩﺍﺌﺭﺘﻪ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺎﺒﻊ ﻟﻪ ﻤﺤل ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﻤﺩﻋﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻭ ﻤﺤل ﺇﻟﻘﺎﺀ ﺍﻟﻘﺒﺽ ﻋﻠﻴﻪ.
-ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻔﻌل ﺍﻟﺠﺭﻤﻲ ﻤﻥ ﻨﻭﻉ ﺍﻟﺠﻨﺎﻴﺔ ﻓﻠﻴﺱ ﻟﻠﻤﺘﻀﺭﺭ ﺃﻥ ﻴﺘﺨﺫ ﺼﻔﺔ ﺍﻹّﺩﻋﺎﺀ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ
ﻻ ﺃﻤﺎﻡ ﻗﺎﻀﻲ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﺍﻷﻭل ،ﻭﻻ ﻴﺘﺭﺘﺏ ﻋﻠﻴﻪ ﺩﻓﻊ ﺃﻱ ﺴﻠﻔﺔ ﻤﺎﻟﻴﺔ. ﺇﹼ
ﺃﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻔﻌل ﻤﻥ ﻨﻭﻉ ﺍﻟﺠﻨﺤﺔ ﻓﻠﻠﻤﺘﻀﺭﺭ ﺃﻥ ﻴﻘﺩﻡ ﺩﻋﻭﺍﻩ ﺃﻤﺎﻡ ﻗﺎﻀﻲ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ،ﻭﻓﻲ ﻫﺫﻩ
ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺘﺴﺠل ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﻓﻲ ﻗﻠﻡ ﻗﺎﻀﻲ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﺍﻷﻭل ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻘﺭﺭ ﺘﻜﻠﻴﻑ ﺍﻟﻤﺩﻋﻲ ﺩﻓﻊ ﺴﻠﻔﺔ ﻤﻌﺠﻠﺔ
ﺘﺘﻀﻤﻥ ﺍﻟﺭﺴﻭﻡ ﻭﺍﻟﻨﻔﻘﺎﺕ ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻻ ﺘﺯﻴﺩ ﻋﻥ ﻭﺍﺤﺩ ﺒﺎﻟﻤﺌﺔ ﻤﻥ ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻟﻤﺩﻋﻰ ﺒﻪ.
ﻭﻴﻤﻜﻥ ﺍﻋﻔﺎﺅﻩ ﻤﻥ ﺩﻓﻊ ﺍﻟﺴﻠﻔﺔ ﻭﻟﻭ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻔﻌل ﺠﻨﺤﺔ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻭﻀﻌﻪ ﺍﻟﻤﺎﻟﻲ ﻻ ﻴﻤﻜﻨﻪ ﻤﻥ ﺫﻟﻙ.
ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺎﻜﻲ ﺍﺘﺨﺈﺫ ﺼﻔﺔ ﺍﻹﺩﻋﺎﺀ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ.
ﻓﺈﺫﺍ ﺩﻓﻊ ﻤﺎ ﻜﻠﻑ ﻭﺍﺘﺨﺫ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺼﻔﺔ ﻓﺈﻥ ﺫﻟﻙ ﻴﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺘﺤﺭﻴﻙ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻭﻴﺘﻡ ﺍﻟﺴﻴﺭ ﻓﻲ
ﺩﻋﻭﺍﻩ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺘﺒﻌﹰﺎ ﻟﻬﺎ.
ﻭﺇﻻ ﻓﺈﻥ ﺩﻋﻭﺍﻩ ﺘﻌﺩ ﺒﻤﺜﺎﺒﺔ ﺇﺨﺒﺎﺭ ﻴﺤﻴﻠﻬﺎ ﻗﺎﻀﻲ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺎﺌﺏ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻴﺘﺨﺫ ﻤﻭﻗﻔـﹰﺎ ﻤـﻥ
ﺘﺤﺭﻴﻙ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ.
ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺩﻋﻲ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﺃﻥ ﻴﺘﺨﺫ ﻤﺤل ﺇﻗﺎﻤﺔ ﻤﺨﺘﺎﺭ ﻀﻤﻥ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﻠﺩﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻘـﻊ ﻓﻴﻬـﺎ
ﺩﺍﺌﺭﺓ ﻗﺎﻀﻲ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﻤﺎ ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺃﻱ ﻤﻨﻬﻤﺎ ﻤﺤل ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺤﻘﻴﻘﻲ ﻴﺒﻴﻨﻪ ﻓﻲ ﺩﻋﻭﺍﻩ ﻟﻜﻲ ﺘﺒﻠـﻎ
ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻷﻭﺭﺍﻕ ﻭﺍﻟﻤﺫﻜﺭﺍﺕ ،ﻭﺇﺫﺍ ﻟﻡ ﻴﻔﻌل ﻓﻼ ﻴﺠﻭﺯ ﻟﻪ ﺍﻹّﻋﺘﺭﺍﺽ ﻋﻠﻰ ﻋﺩﻡ ﺘﺒﻠﻴﻐﻪ ﺇﻴﺎﻫﺎ ،ﻭﻋﻠﻴـﻪ
ﺃﻥ ﻴﺒﻠﻎ ﻗﺎﻀﻲ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﺒﻜل ﺘﺒﺩﻴل ﻓﻲ ﻤﺤل ﺇﻗﺎﻤﺘﻪ ﻭﺇﻻ ﺍﻋﺘﺒﺭ ﺘﺒﻠﻴﻐﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟـﻭﺍﺭﺩ ﻓـﻲ
ﺍﻟﻤﻠﻑ ﺼﺤﻴﺤﹰﺎ.
-ﺒﺈﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﺩﻋﻲ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﺃﻥ ﻴﺘﻘﺩﻡ ﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ﺒﺩﻋﻭﺍﻩ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻀﻲ ﺍﻟﻤﻨﻔﺭﺩ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻔﻌل ﻤﻥ
ﻨﻭﻉ ﺍﻟﺠﻨﺤﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺨﺎﻟﻔﺔ.
ﺘﻘﺩﻡ ﺍﻟﺸﻜﻭﻯ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻀﻲ ﺍﻟﻤﻨﻔﺭﺩ ﺍﻟﺠﺯﺌﻲ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﻀﻤﻥ ﻨﻁﺎﻕ ﺩﺍﺌﺭﺘﻪ ﻤﻜﺎﻥ ﻭﻗـﻭﻉ ﺍﻟﺠـﺭﻡ
ﺃﻭﻤﺤل ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﻤﺩﻋﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻭ ﻤﻜﺎﻥ ﺇﻟﻘﺎﺀ ﺍﻟﻘﺒﺽ ﻋﻠﻴﻪ.
ﺘﺴﺠل ﺍﻟﺸﻜﻭﻯ ﻓﻲ ﻗﻠﻡ ﺍﻟﻘﺎﻀﻲ ﺍﻟﻤﻨﻔﺭﺩ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻜﻠﻑ ﻤﻘﺩﻤﻬﺎ ﺒﺩﻓﻊ ﺴﻠﻔﺔ ﻤﻌﺠﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﻏﺭﺍﺭ ﻤـﺎ
ﻫﻭ ﻤﻌﻤﻭل ﺒﻪ ﺃﻤﺎﻡ ﻗﺎﻀﻲ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﻭﻴﻤﻜﻥ ﺍﻋﻔﺎﺅﻩ ﻤﻨﻬﺎ ﻭﻓﻘﹰﺎ ﻟﻤﺎ ﺫﻜﺭﻨﺎﻩ ﺁﻨﻔﹰﺎ.
ﻭﺇﺫﺍ ﻟﻡ ﺘﺘﻭﻓﺭ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺸﺭﻭﻁ ﻓﺘﻌﺩ ﺍﻟﺸﻜﻭﻯ ﺒﻤﺜﺎﺒﺔ ﺇﺨﺒﺎﺭ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺎﻀﻲ ﻓﻲ ﻫـﺫ ﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟـﺔ ﺃﻥ
ﻴﻘﺭﺭ ﺇﺤﺎﻟﺘﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺎﺌﺏ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻴﺘﺨﺫ ﻤﻭﻗﻔﹰﺎ ﻤﻥ ﺘﺤﺭﻴﻙ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ.
ﻭﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺍﻟﺴﻴﺭ ﺒﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﺤﻕ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺇﺫﺍ ﺇﻤﺘﻨﻌﺕ ﺍﻟﻨﻴﺎﺒﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻋﻥ ﺍﻹﺩﻋﺎﺀ ،ﺃﻤـﺎ ﺇﺫﺍ ﻗـﺭﺭﺕ
ﺫﻟﻙ ﻓﻠﻠﻤﺘﻀﺭﺭ ﺃﻥ ﻴﻁﺎﻟﺏ ﺒﺤﻘﻭﻗﻪ ﺘﺒﻌﹰﺎ ﻟﺘﺤﺭﻴﻜﻬﺎ ﻟﻠﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ.
ﻭﻓﻲ ﻤﻁﻠﻕ ﺍﻷّﺤﻭﺍل ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﻴﺘﺨﺫ ﺍﻟﻤﺩﻋﻲ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻤﻘﺎﻤﹰﺎ ﻤﺨﺘﺎﺭﹰﺍ ﻟﻪ ﻀﻤﻥ ﻨﻁﺎﻕ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨـﺔ
ﺃﻭ ﺍﻟﺒﻠﺩﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻘﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﻤﺭﻜﺯ ﺍﻟﻤﻤﺤﻜﻤﺔ ﻭﺃﻥ ﻴﺒﻠﻎ ﺍﻟﻤﻤﺤﻜﻤﺔ ﺨﻁﻴﹰﺎ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﻤﻘﺎﻡ.
ﻜﻤﺎ ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ٢٥ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻱ ﺒﺄﻥ ﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﺤﻕ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﺘﻘﺎﻡ ﺃﻤـﺎﻡ
ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺔ ﻭﻴﺘﻭﻗﻑ ﺼﺩﻭﺭ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﺒﻬﺎ ﺤﺘﻰ ﻓﺼل ﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﺤﻕ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻨﻬﺎﺌﻴﹰﺎ.
ﻭﻫﺫﻩ ﺍﻟﻘﺎﻋﺩﺓ ﺘﻌﺭﻑ ﺒﺄﻥ ﺍﻟﺠﺯﺍﺀ ﻴﻌﻘل ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ،ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﺔ ﻟﻤﺒﺩﺃ ﺘﺒﻌﻴﺔ ﺍﻟـﺩﻋﻭﻯ
ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ ﻟﻠﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ.
ﺇﻥ ﺍﻟﻐﺎﻴﺔ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﻤﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻘﺎﻋﺩﺓ ﻫﻲ ﻤﻨﻊ ﺘﻨﺎﻗﺽ ﺍﻷّﺤﻜﺎﻡ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻭﻗﺎﺌﻊ ﺫﺍﺘﻬﺎ ﻭﺍﻟﺤـﺅﻭل
ﺩﻭﻥ ﺘﺄﺜﺭ ﺍﻟﻘﺎﻀﻲ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﻲ ﺒﻤﻭﻗﻑ ﺍﻟﻘﺎﻀﻲ ﺍﻟﻤﺩﻨﻲ ،ﻟﺫﺍ ﺃﻋﻁﻲ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﻲ ﻗـﻭﺓ ﺍﻟﻘـﻀﻴﺔ
ﺍﻟﻤﺤﻜﻭﻡ ﺒﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﻤﺩﻨﻲ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﺴﺎﺌل ﺍﻟﻤـﺸﺘﺭﻜﺔ ﺒـﻴﻥ ﺍﻟـﺩﻋﻭﻴﻴﻥ )ﺍﻟﻤـﺎﺩﺓ ٣٠٤
ﻤﺤﺎﻜﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ(.
ﻭﻟﺘﻁﺒﻴﻕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻘﺎﻋﺩﺓ ﻻ ﺒﺩ ﻤﻥ ﺘﻭﻓﺭ ﺍﻟﺸﺭﻭﻁ ﺍﻵّﺘﻴﺔ:
ﻼ ﺒﺎﻹﺩﻋﺎﺀ ﺃﻤﺎﻡ ﻗﺎﻀﻲ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﺃﻭ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﻤﻤﺤﻜﻤﺔ، ﺃ -ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻗﺩ ﺃﻗﻴﻤﺕ ﻓﻌ ﹰ
ﻭﻻ ﻴﻜﻔﻲ ﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺘﻘﺩﻴﻡ ﺸﻜﻭﻯ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺎﺌﺏ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺃﻭ ﺇﺨﺒﺎﺭ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻴﻘﺘﺭﻨﺎ ﺒﺈﺩﻋﺎﺌﻪ.
ﺏ -ﺃﻥ ﺘﺴﺘﻨﺩ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺇﻟﻰ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻭﻗﺎﺌﻊ ﺍﻟﺠﺭﻤﻴـﺔ ،ﺃﻱ ﺃﻥ ﺘﻜـﻭﻥ
ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ ﻤﺭﺘﻜﺯﺓ ﻋﻠﻰ ﻀﺭﺭ ﻨﺎﺸﻰﺀ ﻋﻥ ﻓﻌل ﺠﺭﻤﻲ ﻤﻌﻴﻥ ﻭﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﺍﻟـﺩﻋﻭﻯ
ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻤﺴﺘﻨﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻌل ﺫﺍﺘﻪ ﻜﺄﺴﺎﺱ ﻟﻠﺘﻬﻤﺔ ،ﺒﻜﻠﻤﺔ ﻤﺨﺘﺼﺭﺓ ،ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺒﻴﻥ ﺍﻟـﺩﻋﻭﻴﻴﻥ
)(١
ﻭﺤﺩﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻌل ﺍﻹﺠﺭﺍﻤﻲ ﺃﻱ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻟﻠﺩﻋﻭﻴﻴﻥ ﻤﻨﺸﺄ ﻭﺍﺤﺩ ﻫﻭ ﺍﻟﻭﺍﻗﻌﺔ ﺍﻟﺠﺭﻤﻴﺔ ﺫﺍﺘﻬﺎ
"ﻻ ﺠﺯﺍﺀ ﻴﻌﻘل ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﺒﻴﻥ ﺩﻋﻭﻯ ﺠﺯﺍﺌﻴﺔ ﻀﺩ ﻤﺠﻬﻭل ﻹﻜﺘﺸﺎﻑ ﺴﺎﺭﻕ ﺍﻟﻤﺤل ﻭﺍﻟـﺩﻋﻭﻯ
)(٢
ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ ﻹﻟﺯﺍﻡ ﺍﻟﻀﺎﻤﻥ ﺒﺎﻟﻀﻤﺎﻥ ﻹﺨﺘﻼﻑ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﻭﺍﻟﻤﻨﺸﺄ"
ﺝ -ﺍﻹﺠﺘﻬﺎﺩ ﻜﺎﻥ ﻴﻌﺘﺒﺭ ﺃﻥ ﻤﻥ ﺸﺭﻭﻁ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻘﺎﻋﺩﺓ ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺒﺤﻕ ﺸﺨﺹ ﻤﻌﻴﻥ،
ﺇﻻ ﺃﻥ ﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺯ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻴﺔ ﻋﺩﻟﺕ ﻋﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻹّﺘﺠﺎﻩ ﻭﺍﻋﺘﻤﺩﺕ ﺍﻟﺭﺃﻱ ﺍﻟﻘﺎﺌل ﺒـﻀﺭﻭﺭﺓ
ﺘﻭﻗﻑ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ ﻜﻠﻤﺎ ﺤﺭﻜﺕ ﺩﻋﻭﻯ ﻋﺎﻤﺔ ﻤﺒﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻨﻔﺱ ﺍﻷﻓﻌـﺎل ﺤﺘـﻰ ﻭﻟـﻭ
).(٣
ﻭﺠﻬﺕ ﻀﺩ ﻤﺠﻬﻭل
ﺇﺫﺍ ﻗﻀﻰ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﻲ ﺒﺎﻹﺩﺍﻨﺔ ﺃﻭ ﺒﺎﻟﺒﺭﺍﺀﺓ ﺒﻌﺩ ﺃﻥ ﻓﺼل ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻗﺎﺌﻊ ﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻟﺩﻋﻭﻴﻴﻥ ﻓﺈﻥ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺎﻀﻲ ﺍﻟﻤﺩﻨﻲ ﺃﻥ ﻴﺭﺘﺒﻁ ﺒﺎﻟﺤﻜﻡ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﻲ.
ﺃﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﻗﻀﻰ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﻲ ﺒﺭﻓﻊ ﺍﻟﺘﺒﻌﺔ ﻋﻥ ﺍﻟﻤﺩﻋﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﻤﻘﺘﺼﺭﹰﺍ ﻋﻠﻰ ﺒﺤﺙ ﺍﻟﻔﻌـل ﻤـﻥ
ﻨﺎﺤﻴﺔ ﺍﻟﺘﺠﺭﻴﻡ ﻤﻥ ﻏﻴﺭ ﻨﻔﻲ ﻭﻗﻭﻋﻪ ﻓﺈﻨﻪ ﻻ ﻴﺤﻭل ﺩﻭﻥ ﻤﻼﺤﻘﺔ ﺍﻟﻤﺩﻋﻰ ﻋﻠﻴـﻪ ﺃﻤـﺎﻡ ﺍﻟﻘـﻀﺎﺀ
ﺍﻟﻤﺩﻨﻲ ﺒﺎﻟﺘﻌﻭﻴﺽ )ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ٣٠٥ﺃﺼﻭل ﺍﻟﻤﺤﺎﻜﻤﺎﺕ ﻤﺩﻨﻴﺔ(.
ﻭﺃﺨﻴﺭﹰﺍ ﻻ ﺒﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﻭل ﺒﺄﻥ ﻗﺎﻋﺩﺓ "ﺍﻟﺠﺯﺍﺀ ﻴﻌﻘل ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ" ﺘﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻡ .ﻤﻤﺎ ﻴﻌﻨـﻲ ﺃﻥ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺎﻀﻲ ﺍﻟﻤﺩﻨﻲ ﺍﻟﺘﻘﻴﺩ ﺒﻬﺎ ﻋﻔﻭﹰﺍ ﻭﺇﻥ ﺘﻨﺎﺯل ﻋﻨﻬﺎ ﺃﺤﺩ ﺍﻟﻔﺭﻗﺎﺀ ،ﺇﻻ ﺃﻨﻪ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻗـﺩ ﻓـﺼل
ﻨﻬﺎﺌﻴﹰﺎ ﺒﺎﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ ﻭﻤﻥ ﺜﻡ ﺃﻗﻴﻤﺕ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ،ﻓﺈﻗﺎﻤﺘﻬﺎ ﻻ ﺘﻭﺠﺏ ﺇﻴﻘﺎﻑ ﺘﻨﻔﻴـﺫ ﺍﻟﺤﻜـﻡ
ﺍﻟﻤﺩﻨﻲ.
ﻭﻟﻠﺸﺎﻜﻲ ﺃﻥ ﻴﺭﺠﻊ ﻋﻥ ﺩﻋﻭﺍﻩ ،ﻭﺇﺫﺍ ﻓﻌل ﺫﻟﻙ ﻓﻲ ﺨﻼل ﻴﻭﻤﻲ ﻋﻤل ﻤﻥ ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺸﻜﻭﺍﻩ ﻓﻼ
ﻴﻠﺯﻡ ﺒﺎﻟﻨﻔﻘﺎﺕ ﺍﻟﻼﺤﻘﺔ ﻟﺭﺠﻭﻋﻪ )ﺍﻟﻤﺎﺩﺘﺎﻥ ٦٨ﻭ ١٥٥ﺃﺼﻭل ﺠﺯﺍﺌﻴﺔ(.
ـ ﻻ ﻴﺤﻜﻡ ﺒﺎﻟﻨﻔﻘﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻴﺎﺒﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻭﺇﻥ ﺘﺒﻴﻥ ﺃﻨﻬﺎ ﻏﻴﺭ ﻤﺤﻘﺔ ﻓﻲ ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﻭﻻ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺸﺎﻜﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻟﻡ ﻴﺘﺨﺫ ﺼﻔﺔ ﺍﻻﺩﻋﺎﺀ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ.
ـ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺃﺤﺩ ﺃﻁﺭﺍﻑ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﻗﺩ ﺘﺴﺒﺏ ﺒﻨﻔﻘﺎﺕ ﻟﻡ ﺘﻔﺩ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺒﺸﻲﺀ ﻴﺘﺤﻤﻠﻬﺎ ﺩﻭﻥ ﺴﻭﺍﻩ
ﻭﻥ ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﺨﺎﺴﺭﹰﺍ.
ﺇﻥ ﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﺠﻨﺎﻴﺎﺕ ﺘﺤﻜﻡ ﺒﺭﺴﻭﻡ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﻭﻨﻔﻘﺎﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺩﻋﻲ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻋﻨﺩ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﺒﺈﻋﻼﻥ
ﺒﺭﺍﺀﺓ ﺍﻟﻤﺘﻬﻡ ﺃﻭ ﺒﻜﻑ ﺍﻟﺘﻌﻘﺒﺎﺕ ﻋﻨﻪ ﻭﻴﻤﻜﻨﻬﺎ ﺍﻋﻔﺎﺅﻩ ﻤﻨﻬﺎ ﻜﻠﻴﹰﺎ ﺃﻭ ﺠﺯﺌﻴﹰﺎ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺤﺴﻥ ﺍﻟﻨﻴﺔ
ﻭﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﻨﻴﺎﺒﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺤﺭﻜﺕ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ.
ﺃﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﺤﺭﻙ ﺍﻟﻤﺩﻋﻲ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﺤﻕ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺒﺸﻜﻭﺍﻩ ﺍﻟﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺘﺨﺫ ﻓﻴﻬﺎ ﺼﻔﺔ
ﺍﻻﺩﻋﺎﺀ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻓﻼ ﻴﺠﻭﺯ ﺍﻋﻔﺎﺅﻩ ﻤﻨﻬﺎ ،ﻓﺈﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻗﺩ ﻋﺠل ﻤﻊ ﺍﺩﻋﺎﺌﻪ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻤﺒﻠﻐﹰﺎ ﻤﻥ
ﺍﻟﻤﺎل ،ﻓﻴﺭﺩ ﻟﻪ ﺍﻟﻤﺎل ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺯﻴﺩ ﻋﻥ ﺭﺴﻭﻡ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﻭﻨﻔﻘﺎﺘﻬﺎ.
ﻼ ﻨﺸﺭ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﻲ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻟﻠﻤﺩﻋﻲ ﻤﺼﻠﺤ ﹰﺔ ﻓﻲ ـ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﺃﻴﻀﹰﺎ ﺸﺎﻤ ﹰ
ﺍﻟﻨﺸﺭ ﻭﻫﻭ ﻤﺎ ﻨﺼﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ١٣٥ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺎﺕ.
ﻴﺘﻡ ﺍﻟﻨﺸﺭ ﻓﻲ ﺠﺭﻴﺩﺓ ﺃﻭ ﻋﺩﺓ ﺠﺭﺍﺌﺩ ﻤﺤﻠﻴﺔ ،ﻭﻓﻕ ﻤﺎ ﺘﻘﺭﺭﻩ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ،ﻋﻠﻰ ﻨﻔﻘﺔ ﺍﻟﻤﺤﻜﻭﻡ ﻋﻠﻴﻪ،
ﻭﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻴﻨﺸﺭ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﺒﺭﻤﺘﻪ ﺃﻭ ﺨﻼﺼ ﹰﺔ ﻋﻨﻪ.
ﻤﻥ ﻨﺎﺤﻴﺔ ﺃﺨﺭﻯ ،ﻴﻤﻜﻥ ﻟﻠﻅﻨﻴﻴﻥ ﺍﻥ ﻴﻁﻠﺏ ﻨﺸﺭ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﺍﻟﻘﺎﻀﻲ ﺒﺒﺭﺍﺀﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﻨﻔﻘﺔ ﺍﻟﻤﺩﻋﻲ
ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﺍﺫﺍ ﺘﺒﻴﻥ ﺍﻨﻪ ﺘﺠﺎﻭﺯ ﻓﻲ ﺩﻋﻭﺍﻩ.
ﻜﻤﺎ ﺍﻥ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ٣٢ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻤﻁﺒﻭﻋﺎﺕ ﻨﺼﺕ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻟﻠﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺼﺩﺭﺕ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﺃﻥ
ﺘﻘﺭﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﺫﺍﺘﻪ ﻨﺸﺭﻩ ﻤﺠﺎﻨﹰﺎ ﻭﺒﻜﺎﻤﻠﻪ ﺃﻭ ﻨﺸﺭ ﺨﻼﺼﺔ ﻋﻨﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺩﺩ ﺍﻷﻭل ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺼﺩﺭ ﺒﻌﺩ
ﺒﺘﻠﻴﻎ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺫﺍﺘﻪ ﺍﻟﺫﻱ ﻨﺸﺭ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻤﻘﺎل ﺍﻟﻤﺸﻜﻭ ﻤﻨﻪ ﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﻭﺍﻷﺤﺭﻑ
ﺫﺍﺘﻬﺎ.
اﻟﺘﻤﺮﻳﻦ : 1
ﻋﻠﻖ ﻋﲆ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻲﻧ ﻣﻦ ﻣﺠﻠﺔ اﻻﺟﺮاءات اﻟﺠﺰاﺋﻴﺔ
اﻟﺘﻤﺮﻳﻦ : 2
أﺟﺐ ﻋﻦ اﻻﺳﺘﺸﺎرة اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ:
(,.j..::IWI . jWl·..,-.
cJ.J-l • ~I WI
j 6L.....'1·0.)Lt.1 ~- '1
L.il~
• ................................. • 1 l "1'0
I..I"..P.'. Ju ..,-
. j '0.)I..!.:i....l
Ü\.S - ~Î
1~ ~~I. J . . .J. ~I
4...J~ J . üJL
J. tb ~
,:'·'1 ~JA
',( (.5".'1 "0""
~ .~," 0~1
.. ~~
,... I_~-
~ ~ (.5" ~ ~
, .. 1 . i o~' "w)l.ê" .JC ~I w ...F
. \t111t. U..JA. ,L· ~
(JA..
~
..
~
..
.~14...JUS
. .. f' ~
ù1J~ ~Iîic. ~ ~..;Ll J! "~I.lll" .JC~I "o~" ~I ~.Jj ù\.s I.Sft Î ~ L>-a.J
~1jj1 ~ J!.J ~ ~.l;l I)~I 4..l ~ ~~I L>-a ~~ wy= L>-a ~~I
.4 1A;';" JI ~~I
..
t - - '1 lai ~bl....
ü .~ f' ~.J 4...Jlb...J
....
. .J~UI.JQbJI .J l.i
UC . ~.
...r ~.J
"'-J~".ll.JI
. .J.J.J. .. .... o~ o~
~ ~ .. ',( _. ~
~ .. •.~.J1
Y~WI ~L::JI
Y~ ~I~I ~ .J.J~ ~ ~I ~ ~ ~
كلية الحقوق والعلوم السياسية بتونس
السداسي الثاني
الدروس المسيرة
االجراءات الجزائية
الملف عدد 3
(النيابة العمومية)
المحاور:
تقديم عام (حصة) الدعاوى الناتجة عن الجريمة ( 3حصص)
النيابة العمومية (حصة) البحث األولي (حصة)
قاضي التحقيق (حصة) دائرة االتهام (حصة)
قضاة الحكم (حصتين)
ﺗُﻌﺘﺒﺮ اﻟﺠﺮﯾﻤﺔ ﺑﻤﻔﮭﻮﻣﮭﺎ اﻟﺘﻘﻠﯿﺪي ﺗﻌﺪّﯾﺎً ﻋﻠﻰ ﻛﺎﻣﻞ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ،وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺈنَ ﺳﻠﻄﺔ اﻟﺘﺘﺒﻊ ﻋﮭﺪت إﻟﻰ اﻟﺪوﻟﺔ ﺑﻮﺻﻔﮭﺎ
اﻟﻤﻤﺜﻞ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ واﻟﻨﺎﺋﺐ ﻋﻨﮫ ،ﻣﻤﺜﻠﮫ ﺑﺎﻟﻨﯿﺎﺑﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ ﻣﺒﺪﺋﯿﺎً ،وﯾﺘﺮﺗّﺐ ﻋﻦ اﻟﺠﺮﯾﻤﺔ دﻋﻮى ﻋﻤﻮﻣﯿﺔ ﺗﮭﺪف إﻟﻰ ﺗﻄﺒﯿﻖ
اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت )اﻟﻔﺼﻞ 1ﻣﺠﻠﺔ اﻻﺟﺮاءات اﻟﺠﺰاﺋﯿﺔ( ﯾﺜﯿﺮھﺎ وﯾﻤﺎرﺳﮭﺎ اﻟﺤﻜّﺎم واﻟﻤﻮﻇﻔﯿﻦ اﻟﺬﯾﻦ أﻧﺎﻃﮭﺎ اﻟﻘﺎﻧﻮن ﺑﻌﮭﺪﺗﮭﻢ )اﻟﻔﺼﻞ
2م ،أ،ج(.
وﻟﻘﺪ ﻣﺮّ اﻟﺘﺘﺒﻊ اﻟﺠﺰاﺋﻲ ﺑﻤﺮاﺣﻞ ﺗﺎرﯾﺨﯿﺔ ﻣﺘﻌﺪدة ،إﻻ أنّ ھﺬه اﻟﺪﻋﻮى ﺧﺮﺟﺖ ﻋﻦ ﻗﻮاﻋﺪھﺎ اﻟﺘﻘﻠﯿﺪﯾﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺎﻗﺐ
ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺼﺮّﻓﺎت اﻟﻤﻨﺎﻓﯿﺔ ﻟﻸﺧﻼق ،ﻓﺄﺻﺒﺤﺖ اﻟﻘﺎﻋﺪة اﻟﺠﺰاﺋﯿﺔ اﻟﺤﺪﯾﺜﺔ ﺗﻌﺎﻗﺐ ﻋﻠﻰ ﻋﺪم ﻃﺎﻋﺔ اﻟﺪوﻟﺔ ،وﺗﺤﻘﯿﻖ ﻣﺼﻠﺤﺘﮭﺎ
اﻟﻤﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺎﻟﺘﻄﻮر اﻻﻗﺘﺼﺎدي اﻟﺤﺎﺻﻞ وﻣﺎ راﻓﻘﮫ ﻣﻦ أﻧﺸﻄﺔ ﻣﻌﻘﺪة ﻣﻤّﺎ أدّت إﻟﻰ دﺧﻮل اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺠﺰاﺋﻲ ﻛﺄﺣﺪ أﺳﻠﻮب
ﺗﻨﻈﯿﻢ ھﺬا اﻟﻨﺸﺎط وﻟﻘﺪ أﺛّﺮ ھﺬا اﻟﺘﺪﺧﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻮاﻋﺪ اﻟﺘﻘﻠﯿﺪﯾﺔ ،وﻛﺎن ﻟﮫ اﻧﻌﻜﺎﺳﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺘﺒﻊ اﻟﺠﺰاﺋﻲ.
وﻟﻘﺪ ﻋﺮف اﻟﺘﺘﺒﻊ اﻟﺠﺰاﺋﻲ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺘﻮﻧﺴﻲ ﻣﺮاﺣﻞ ﺗﺎرﯾﺨﯿﺔ ﻣﺘﻌﺪدة ،ﻓﺄوّل ﻗﺎﻧﻮن ﺟﺎء ﺑﺎﻟﺘﺘﺒﻊ اﻟﺠﺰاﺋﯿﮭﻮ ﻗﺎﻧﻮن
ﺗﺤﻘﯿﻖ اﻟﺠﻨﺎﯾﺎت اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ اﻟﺼﺎدر ﻋﺎم . 1808وﺑﻤﻮﺟﺐ دﺳﺘﻮر ﻋﮭﺪ اﻷﻣﺎن اﻟﺼﺎدر ﯾﻮم ) 1861-4-26واﻟﺬي أوﻗﻒ
اﻟﻌﻤﻞ ﺑﮫ ﺳﻨﺔ (1864ﻓﻘﺪ ﺗﺄﺳﺴﺖ ﻣﺤﺎﻛﻢ ﻋﺪﻟﯿﺔ ﻋﺼﺮﯾﺔ ،واﻛﺘﻤﻞ اﻟﺠﮭﺎز اﻟﻌﺪﻟﻲ ﺑﺎﻷﻣﺮ اﻟﻤﺆرخ ﻓﻲ 28ﺟﺎﻧﻔﻲ ﺳﻨﺔ
1862اﻟﻤﻨﺸﻮر ﺑﺎﻟﺮاﺋﺪ اﻟﺮﺳﻤﻲ ﻋﺪد 5اﻟﻤﺆرخ ﻓﻲ 4ﻓﯿﻔﺮي ﺳﻨﺔ 1862واﻟﺬي أوﺟﺪ ﺗﺸﺮﯾﻊ دﻋﺎوى اﻟﺤﻘﻮق اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ
وأﺳﻨﺪ ﺗﺤﺮﯾﻜﮭﺎ واﻟﺴﯿﺮ ﺑﮭﺎ ﻟﻮﻛﻼء ﯾﺪﻋﻮن )وﻛﻼء اﻟﺤﻘﻮق اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ(.
ﻟﻜﻦ اﻟﻤﺸﺮّع ﻟﻢ ﯾﻌﻂ ﺗﻌﺮﯾﻔﺎً دﻗﯿﻘﺎً ﻟﻠﺪﻋﻮى اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ ،واﻛﺘﻔﻰ ﺑﺎﻟﻔﺼﻞ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻤﺠﻠّﺔ اﻟﻤﺬﻛﻮرة ﺑﺄﻧّﮫ "ﯾﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻰ
ﻛﻞ ﺟﺮﯾﻤﺔ دﻋﻮى ﻋﻤﻮﻣﯿﺔ ﺗﮭﺪف إﻟﻰ ﺗﻄﺒﯿﻖ اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت."...
ﻓﺎﻟﻤﺒﺪأ اﻟﻌﺎم ھﻮ أن اﻟﻨﯿﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ھﻲ ﺻﺎﺣﺒﺔ اﻟﺴﻠﻄﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﺘﺒﻊ اﻟﺠﺰاﺋﻲ )اﻟﻔﺼﻞ 20ﻣﺠﻠﺔ اﻻﺟﺮاءات اﻟﺠﺰاﺋﯿﺔ(
وﻣﻨﺬ ارﺗﻜﺎب اﻟﺠﺮﯾﻤﺔ ﯾﺒﺪأ ﻗﯿﺎم اﻟﺘﺘﺒﻊ اﻟﺠﺰاﺋﯿﻮﺗﻨﻔﺮد اﻟﻨﯿﺎﺑﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ ﻣﺒﺪﺋﯿﺎً دون ﻏﯿﺮھﺎ ﺑﺎﺗّﺨﺎذ ﻣﺎ ﯾﻠﺰم ﻣﻦ إﺟﺮاءات ﻹﺛﺒﺎت
وﻗﻮع اﻟﺠﺮﯾﻤﺔ ،ﯾﺴﺎﻋﺪھﺎ ﻓﻲ ذﻟﻚ ﺟﮭﺎز ﻣﺘﺨﺼﺺ وھﻢ أﻋﻮان اﻟﻀﺎﺑﻄﺔ اﻟﻌﺪﻟﯿﺔ اﻟﻌﺎدﯾﺔ ،اﻟﺬﯾﻦ ﯾﻘﻮﻣﻮن ﺑﺎﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ اﻟﺠﺮاﺋﻢ
وﻣﻌﺎﯾﻨﺘﮭﺎ ﺑﻜﺎﻓﺔ اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ اﻟﺘﻲ ﺧﻮﻟﺘﮭﺎ ﻟﮭﻢ ﻣﺠﻠﺔ اﻹﺟﺮاءات اﻟﺠﺰاﺋﯿﺔ إﻟﻰ أن ﺗﺼﻞ ﻟﻠﻨﻄﻖ ﺑﺎﻟﺤﻜﻢ.إﻻ أن ﻋﺪﯾﺪ اﻻﻋﺘﺒﺎرات
أﺛﺮت ﻋﻠﻰ أﺣﻜﺎم اﻹﺟﺮاءات اﻟﺘﻲ ﺻﺎر ﻟﮭﺎ ﺧﺼﻮﺻﯿﺔ ﻧﺘﯿﺠﺔ وﺟﻮد اﻟﻨﺸﺎط اﻹﻗﺘﺼﺎدي ،ﻓﺄﺻﺒﺢ ﻟﻺدارات ﻋﻼﻗﺔ وﺛﯿﻘﺔ
ﺑﺎﻟﻤﯿﺪان اﻻﻗﺘﺼﺎدي ،وﻟﮭﺎ ﻣﻜﺎﻧﺘﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﺪﻋﻮى اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ ،ﻓﺄﻋﻮاﻧﮭﺎ اﻹدارﯾﻮن ھﻢ اﻟﺬﯾﻦ ﯾﻘﻮﻣﻮن ﻓﻲ ﻏﺎﻟﺐ اﻟﺠﺮاﺋﻢ
اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ ﺑﺎﻟﺒﺤﺚ ﻋﻨﮭﺎ وﻣﻌﺎﯾﻨﺘﮭﺎ ﻣﺴﺘﻨﺪﯾﻦ ﻋﻠﻰ وﺳﺎﺋﻞ ﺗﻔﻮق ﻣﺎھﻮ ﻣﺨﻮّل ﻟﻠﻀﺎﺑﻄﺔ اﻟﻌﺪﻟﯿﺔ اﻟﻌﺎدﯾﺔ ،ﻓﺘﺼﺒﺢ اﻹدارة ﻓﻲ
ﻣﺮﻛﺰ ﯾﺘﯿﺢ ﻟﮭﺎ ﺗﻘﺪﯾﺮ ﻣﺎ ﺳﺘﻘﺮره اﺳﺘﻨﺎداً إﻟﻰ اﻟﻤﺤﺎﺿﺮ اﻟﺘﻲ ﺣﺮّرھﺎ أﻋﻮاﻧﮭﺎ.
وﯾﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺗﺒﺮز اﻹﺷﻜﺎﻟﯿﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﯿﺔ ﻓﻲ ﻣﺪى إﻧﻔﺮاد اﻟﻨﯿﺎﺑﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ ﺑﺎﻟﺘﺘﺒﻊ اﻟﺠﺰاﺋﻲ؟
إن إﺛﺎرة اﻟﺘﺘﺒﻊ اﻟﺠﺰاﺋﻲ ھﻮ اﻹﻧﻄﻼق ﻣﻦ ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﺴﻜﻮن ﻓﻲ اﻟﺪﻋﻮى اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ إﻟﻰ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺗﺼﺒﺢ ﻓﯿﮭﺎ ﻗﺎﺋﻤﺔ
اﻟﺬات وﯾﺘﻌﮭﺪھﺎ ھﯿﻜﻞ ﻗﻀﺎﺋﻲ ﻣﺨﺘﺺ ،ھﻮ اﻟﻨﯿﺎﺑﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﻟﮭﺎ ﺳﻠﻄﺔ اﻟﻘﯿﺎم ﺑﺎﻟﺘﺘﺒﻊ اﻟﺠﺰاﺋﻲ )اﻟﻤﺒﺤﺚ اﻷول ( .إﻻ
أن اﻟﻤﺸﺮّع اﺗّﺠﮫ إﻟﻰ ﻣﻼﺋﻤﺔ اﻟﻨﻈﺎم اﻹﺟﺮاﺋﻲ وﺗﻤﯿﯿﺰه ﻟﯿﺴﺎﯾﺮ اﻟﻤﯿﺪان اﻻﻗﺘﺼﺎدي ،وﻟﮭﺬا اﻟﺘﻤﯿﯿﺰ ﻣﺒﺮراﺗﮫ ،ﻓﮭﻮ ﺑﺎﻋﺚ ﻋﻠﻰ
اﻹﺳﺮاع وﺗﻔﺎدي اﻟﺒﻂء اﻟﺬي ﯾﻼزم اﻹﺟﺮاءات اﻟﻌﺎدﯾﺔ ،رﻏﻢ أن ﻟﻠﻨﯿﺎﺑﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ اﻟﺴﻠﻄﺔ ﻓﻲ إﺛﺎرة اﻟﺘﺘﺒﻊ اﻟﺠﺰاﺋﻲ )اﻟﻤﺒﺤﺚ
اﻟﺜﺎﻧﻲ ( .
ﻣﺒﺤﺚ أول :ﺳﻠﻄﺔ اﻟﻨﯿﺎﺑﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﯿﺎم ﺑﺎﻟﺘﺘﺒﻊ اﻟﺠﺰاﺋﻲ:
اﻟﻨﯿﺎﺑﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ ھﻲ ﺳﻠﻄﺔ ﻗﻀﺎﺋﯿﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻣﺤﺪﺛﺔ ﻟﺪى ﺑﻌﺾ اﻟﺪواﺋﺮ اﻟﻘﻀﺎﺋﯿﺔ ﺗﺘﻤﺜﻞ اﻟﮭﯿﺌﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ،وﺑﺎﺳﻤﮭﺎ
ﺗﺸﯿﺮ إﻟﻰ اﻟﻘﻮاﻧﯿﻦ اﻟﺘﻲ ﯾﺠﺐ ﺗﻄﺒﯿﻘﮭﺎ ﻋﻨﺪ إﺻﺪار اﻷﺣﻜﺎم واﻟﺘﻲ ﺗﮭﻢ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻌﺎم وﺗﺘﻮﻟﻰ ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻷﺣﻜﺎم.
وﻓﯿﻤﺎ ﯾﺘﻌﻠﻖ ﺑﺈﺛﺎرة اﻟﺪﻋﻮى اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ ،وﻣﺪى ﺳﻠﻄﺔ اﻟﻨﯿﺎﺑﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ ﻓﻲ اﺗﺨﺎذ اﻹﺟﺮاء اﻟﻤﺆدي إﻟﻰ ھﺬه اﻹﺛﺎرة،
ﻓﺈﻧّﮫ ﯾﻮﺟﺪ ﻧﻈﺎﻣﯿﻦ ﯾﻤﺜﻼن اﺗﺠﺎھﯿﻦ ﻣﺨﺘﻠﻔﯿﻦ وھﻤﺎ ﻣﺒﺪأ ﺷﺮﻋﯿﺔ اﻟﺘﺘﺒﻊ وﻣﺒﺪأ ﺗﻘﺪﯾﺮ ﺟﺪوى اﻟﺘﺘﺒﻊ.
وﻗﺪ ﺗﺒﻨّﻰ اﻟﻤﺸﺮّع اﻟﺘﻮﻧﺴﻲ ﻣﺒﺪأ ﺗﻘﺪﯾﺮ ﺟﺪوى اﻟﺘﺘﺒﻊ ﺻﻠﺐ اﻟﻔﺼﻞ 30ﻣﺠﻠﺔ اﻹﺟﺮاءات اﻟﺠﺰاﺋﯿﺔ ﺣﯿﺚ إﻗﺘﻀﻰ" :
وﻛﯿﻞ اﻟﺠﻤﮭﻮرﯾﺔ ﯾﺠﺘﮭﺪ ﻓﻲ ﺗﻘﺮﯾﺮ ﻣﺂل اﻟﺸﻜﺎﯾﺎت واﻹﻋﻼﻣﺎت اﻟﺘﻲ ﯾﺘﻠﻘﺎھﺎ أو اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺘﮭﻲ إﻟﯿﮫ ".وھﻮ ﻣﺎ أﯾّﺪﺗﮫ ﻣﺤﻜﻤﺔ
اﻟﺘﻌﻘﯿﺐ اﻟﺘﻮﻧﺴﯿﺔ اﻟﺘﻲ اﻋﺘﺒﺮت ﻓﻲ ﻗﺮار ﻟﮭﺎ" :أنّ ﻟﻠﻨﯿﺎﺑﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ ﺳﻠﻄﺔ ﺗﻘﺪﯾﺮﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﻼﺋﻤﺔ وﺗﻜﯿﯿﻒ اﻟﺘﺘﺒﻌﺎت واﺧﺘﯿﺎر
اﻟﻮﻗﺖ اﻟﻤﻨﺎﺳﺐ ﻹﺛﺎرة اﻟﺘﺘﺒﻊ اﻟﺠﺰاﺋﻲ وأﺧﺬ اﻟﻘﺮار اﻟﺬي ﺗﺮاه ﺻﺎﻟﺤﺎً ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻣﺎ ﺗﻮﻓﺮ ﻟﺪﯾﮭﺎ ﻣﻦ أدﻟﺔ وإرﺷﺎدات...
وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻓﺈنّ ﺑﻌﺾ اﻟﻨﺼﻮص اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﯿﺔ اﺑﻘﺖ ﻋﻠﻰ ﺟﺪوى اﻟﺘﺘﺒﻊ ﻟﻠﻨﯿﺎﺑﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ )أ( وﻓﻲ ﺣﺎﻻت اﺧﺮى وﻗﻊ
اﻹﻧﺘﻘﺎص ﻣﻦ ﺟﺪوى اﻟﺘﺘﺒﻊ ﻣﻦ اﻟﻨﯿﺎﺑﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ )ب(.
إﺛﺎرة اﻟﺘﺘﺒﻊ اﻟﺠﺰاﺋﻲ ﻣﻨﻮط ﺑﻌﮭﺪة اﻟﻨﯿﺎﺑﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ ﺣﺴﺐ اﻟﻔﺼﻞ 20ﻣﺠﻠﺔ اﻹﺟﺮاءات اﻟﺠﺰاﺋﯿﺔ وﺗﺒﺮز ﻣﻌﺎﻟﻢ ھﺬه
اﻟﻮﻇﯿﻔﺔ ﻓﻲ ﻋﺪﯾﺪ اﻟﻔﺼﻮل اﻷﺧﺮى ﻟﺬات اﻟﻤﺠﻠﺔ وإﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ذﻟﻚ ،ﻣﺎ ورد ﺑﻨﺼﻮص اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺠﺰاﺋﻲ اﻻﻗﺘﺼﺎدي ،اﻟﺘﻲ
أﻧﺎﻃﺖ ﻟﻠﻨﯿﺎﺑﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ ﺳﻠﻄﺔ اﻹﺛﺎرة اﻟﻤﺒﺎﺷﺮة ﻟﻠﺪﻋﻮى اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ.
ﻓﻔﻲ ﺧﺼﻮص ﺟﺮﯾﻤﺔ إﺧﺘﻼس أﻣﻮال ﻋﻤﻮﻣﯿﺔ وﺣﺴﺐ أﺣﻜﺎم ﻣﺠﻠﺔ واﻟﻤﺤﺎﺳﺒﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ واﻟﻤﺠﻠﺔ اﻟﺠﺰاﺋﯿﺔ وﻣﺎ ﺟﺎء
ﺑﺎﻟﻔﺼﻞ 17ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن ﻋﺪد 8ﻟﺴﻨﺔ 1968-8-3واﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺘﻨﻈﯿﻢ داﺋﺮة اﻟﻤﺤﺎﺳﺒﺎت اﻟﺬي ﻧﺺّ ﻋﻠﻰ أﻧّﮫ" :إذا ﻋﺜﺮت
2
اﻟﺪاﺋﺮة أﺛﻨﺎء ﻓﺤﺺ اﻟﺤﺴﺎﺑﺎت ﻋﻠﻰ ﻣﺨﺎﻟﻔﺎت ﺗﻮﺻﻒ ﺑﻜﻮﻧﮭﺎ ﺟﻨﺎﯾﺔ أو ﺟﻨﺤﺔ ﯾﻘﻊ ﺗﺒﻠﯿﻐﮭﺎ إﻟﻰ ﻣﻤﺜﻞ اﻟﻨﯿﺎﺑﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ ﻗﺼﺪ
ﺗﺘﺒﻊ ﻣﺮﺗﻜﺒﮭﺎ أﻣﺎم اﻟﻤﺤﺎﻛﻢ ذات اﻟﻨﻈﺮ"...
ﻣﻀﺎف إﻟﻰ ﻣﺎ ﺳﺒﻖ ،ﻣﺎ ﺗﻌﺮﺿﺖ ﻟﮫ اﻟﻤﺠﻠﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ ﺑﺎﻟﻔﺼﻠﯿﻦ 169 ،86ﻋﻠﻰ ﻋﻘﻮﺑﺎت ﻟﻤﺴﯿّﺮي اﻟﺸﺮﻛﺎت اﻟﺬﯾﻦ
ﯾﺴﺘﻌﻤﻠﻮن ﻣﻜﺎﺳﺐ اﻟﺸﺮﻛﺔ أو ﺳﻤﻌﺘﮭﺎ ،أو ﻣﺎ ﻟﮭﻢ ﻣﻦ ﺳﻠﻄﺎت ﻓﯿﮭﺎ ﺧﻼﻓﺎ ﻟﻤﺼﻠﺤﺘﮭﺎ ﺑﻘﺼﺪ ﺟﻨﻲ ﻓﻮاﺋﺪ ﺷﺨﺼﯿﺔ ﻟﮭﻢ ،إﺿﺎﻓﺔ
إﻟﻰ ﻋﻘﻮﺑﺎت أﺧﺮى ﺗﻀﻤﻦ ﺣﺴﻦ اﻟﺘﺼﺮف ،وھﻲ ﺗﻨﻄﺒﻖ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺼﺮف ﻓﻲ أﻣﻮال ﻋﻤﻮﻣﯿﺔ.
وﯾﺒﻘﻰ ﻟﻠﻨﯿﺎﺑﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ ﻛﺬﻟﻚ ﺳﻠﻄﺔ إﺛﺎرة اﻟﺘﺘﺒﻊ اﻟﺠﺰاﺋﻲ ﻓﻲ ﻣﺎدة اﻟﺸﻐﻞ ﺣﯿﺚ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺤﻀﺮ اﻟﺬي ﯾﺘﻘﺪم ﺑﮫ
ﻣﺘﻔﻘﺪ اﻟﺸﻐﻞ ،دون إﻧﻘﺎص ﻣﻦ ﻗﯿﻤﺔ ﻣﺒﺪأ ﻣﻼﺋﻤﺔ اﻟﺘﺘﺒﻊ ،ﻓﻼ ﯾﻤﻜﻦ أن ﺗﺜﺎر اﻟﺘﺘﺒﻊ اﻟﺠﺰاﺋﯿﺘﻠﻘﺎﺋﯿﺎ ،أي ﺑﻤﺠﺮد إرﺳﺎل ﻣﺤﻀﺮ
ﻣﺘﻔﻘﺪ اﻟﺸﻐﻞ إﻟﻰ وﻛﯿﻞ اﻟﺠﻤﮭﻮرﯾﺔ واﻟﺬي ﯾﻤﻜﻨﮫ ﺣﻔﻆ اﻟﻤﺤﻀﺮ دون ﺗﻌﻠﯿﻞ ودون أن ﯾﻜﻮن ﻟﻘﺮاره ھﺬا ﺣﺠﯿﺔ اﻷﻣﺮ اﻟﻤﻘﻀﻲ
ﺣﯿﺚ ﯾﻤﻜﻨﮫ اﻟﺮﺟﻮع ﻓﻲ ﻗﺮاره ،وﻓﺘﺢ اﻟﻤﻠﻒ ﻣﻦ ﺟﺪﯾﺪ ﻣﺎدام اﺟﻞ اﻟﺴﻘﻮط ﻟﻢ ﯾﻜﺘﻤﻞ دون أن ﯾﻄﺎﻟﺐ ﺑﺎﻟﺘﻌﻠﯿﻞ ﻓﻲ ﻗﺮاره
اﻟﺠﺪﯾﺪ ،وﺑﻌﺪ أن ﯾﺘﺄﻣﻞ وﻛﯿﻞ اﻟﺠﻤﮭﻮرﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺤﻀﺮ وﻣﺪى ﻣﻼﺋﻤﺘﮫ ﻓﺈﻣّﺎ أن ﯾﻘﻮم ﺑﺎﻟﺘﻜﻠﯿﻒ اﻟﻤﺒﺎﺷﺮ ،وإﻣّﺎ أن ﯾﻘﻊ ﺗﻮﺟﯿﮫ
اﻟﻤﻠﻒ إﻟﻰ ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺘﺤﻘﯿﻖ.
وﻓﻲ ﻣﯿﺪان اﻟﻤﺨﺪرات ،ﻧﺠﺪ أنّ ﺟﺮﯾﻤﺔ اﻟﺘﺒﯿﯿﺾ ﻓﻲ ﻣﺎدة اﻟﻤﺨﺪرات واﻟﺘﻲ ﯾﻤﻜﻦ اﻋﺘﺒﺎرھﺎ ﺟﺮﯾﻤﺔ ﻣﺰدوﺟﺔ ﻓﮭﻲ
ﻣﻦ ﻧﺎﺣﯿﺔ ﺟﺮﯾﻤﺔ ﺣﻖ ﻋﺎم ،ﺗﺨﻀﻊ ﻓﻲ ﺟﺎﻧﺐ ﻣﻨﮭﺎ إﻟﻰ اﻟﻘﻮاﻋﺪ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧﻮن اﻟﺠﺰاﺋﻲ اﻟﺘﻘﻠﯿﺪي وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﯾﻔﺘﺮض ﺑﺄﻧّﮭﺎ ﻻ
ﺗﻤﺘﺜﻞ ﻷي ﺧﺼﻮﺻﯿﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﻹﺟﺮاءات واﻟﺘﺘﺒﻊ .وﻣﻦ ﻧﺎﺣﯿﺔ أﺧﺮى ھﻲ ﺟﺮﯾﻤﺔ اﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ ﺗﺪﺧﻞ ﺗﺤﺖ ﻃﺎﺋﻠﺔ ﻗﺎﻧﻮن
اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت اﻹﻗﺘﺼﺎدي ،ﻓﮭﻲ ﺗﻤﺲ ﺑﺎﻟﻨﻈﺎم اﻟﻌﺎم اﻻﻗﺘﺼﺎدي اﻟﻘﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﺒﺪأ اﺳﺘﻘﺮار اﻟﻤﻌﺎﻣﻼت.
وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ،وﻣﻦ أﺟﻞ إﺛﺎرة اﻟﺪﻋﻮى اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ ،ﯾﻘﻮم أﻋﻮان اﻟﺒﺤﺚ واﻟﻤﻌﺎﯾﻨﺔ ﺑﺈﻋﻼم اﻟﻨﯿﺎﺑﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ ﻓﻲ ﺷﻜﻞ ﺗﻘﺎرﯾﺮ
ﺗﺘﻀﻤﻦ اﻹﻋﻼم ﻋﻦ اﻟﺠﺮﯾﻤﺔ ،وﺗﺨﺘﺺ أﯾﻀﺎ اﻟﻨﯿﺎﺑﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ ﺑﺎﻟﺒﺖ ﻓﻲ اﻟﻤﺤﺎﺿﺮ اﻟﻤﺤﺮرة ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﺸﺮﻃﺔ أو اﻟﺤﺮس
اﻟﺪﯾﻮان ،وﺗﻌﻄﻲ اﻟﺘﺮاﺧﯿﺺ ﻓﻲ إﺟﺮاء اﻟﺘﻔﺘﯿﺶ وﺗﺤﯿﻞ اﻟﻤﺠﺮم ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺠﻠﺲ اﻟﺠﻨﺎﺣﻲ.
وأﻣّﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى ﺟﺮاﺋﻢ اﻟﺸﺮﻛﺎت اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ ،ﻓﻼ ﺗﻮﺟﺪ أي ﺧﺼﻮﺻﯿﺔ وﺗﺒﻘﻰ اﻟﻨﯿﺎﺑﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ ﺻﺎﺣﺒﺔ اﻻﺧﺘﺼﺎص
اﻟﻤﻄﻠﻖ واﻹﺿﺎﻓﺔ اﻟﻮﺣﯿﺪة ھﻲ ﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ ﺟﺮاﺋﻢ ﺳﯿﺮ اﻟﺸﺮﻛﺎت إذ أوﺟﺐ اﻟﻔﺼﻞ 85ﻓﻲ ﻓﻘﺮﺗﮫ اﻟﺨﺎﻣﺴﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﺠﻠﺔ
اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﻮاﻗﺐ اﻟﺤﺴﺎﺑﺎت إﻋﻼم اﻟﻨﯿﺎﺑﺔ ﺑﺎﻟﺠﺮاﺋﻢ اﻟﺘﻲ ﺑﻠﻎ ﻟﮫ اﻟﻌﻠﻢ ﺑﮭﺎ ،وﯾﻜﻮن ذﻟﻚ ﺑﺘﺤﺮﯾﺮ ﺗﻘﺮﯾﺮ ﻣﻦ ﻃﺮف اﻟﻤﺮاﻗﺐ
ﻋﻨﺪ اﻧﺘﮭﺎء ﻛﻞ ﺳﻨﺔ ﻣﺎﻟﯿﺔ ﯾﻀﻤﻨﮫ ﻣﺎ اﻛﺘﺸﻔﺘﮫ ﻣﻦ ﺟﺮاﺋﻢ وﯾﻜﻮن ذﻟﻚ ﺑﻄﺮﯾﻘﺔ ﺟﻠﯿﺔ وواﺿﺤﺔ ﺑﻌﺪ ﺗﺤﻠﯿﻞ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﺤﺴﺎﺑﯿﺔ
واﻟﺘﻤﻌﻦ ﻓﯿﮭﺎ ﻗﺼﺪ ﺗﻤﻜﯿﻦ اﻟﻨﯿﺎﺑﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ ﻣﻦ اﻹﻃﻼع ﺑﺴﮭﻮﻟﺔ وﺳﺮﻋﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺠﺮاﺋﻢ واﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﻀﺮورﯾﺔ ﻹﺛﺎرة
اﻟﺪﻋﻮى اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ.
وﻟﻜﻦ ﯾﺒﻘﻰ ﻟﻮﻛﯿﻞ اﻟﺠﻤﮭﻮرﯾﺔ أن ﯾﺠﺘﮭﺪ ﻓﻲ ھﺬه اﻟﺤﺎﻟﺔ وﺣﺴﺐ أﺣﻜﺎم اﻟﻔﺼﻞ ) 30م.أ..ج( ﻓﻲ ﺗﻘﺮﯾﺮ ﻣﺂل
اﻟﺸﻜﺎﯾﺎت واﻹﻋﻼﻣﺎت اﻟﺘﻲ ﯾﺘﻠﻘﺎھﺎ ،ﻓﮭﻞ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﮫ ﺣﻔﻆ اﻟﻘﻀﯿﺔ؟ أم ھﻞ ھﻮ ﻣﻠﺰم ﺑﺈﺣﺎﻟﺔ اﻟﻤﺤﻀﺮ إﻟﻰ اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ اﻟﻤﺨﺘﺼﺔ؟
ﻣﺒﺪﺋﯿﺎ ﻻ ﺷﻲء ﯾﻤﻨﻊ وﻛﯿﻞ اﻟﺠﻤﮭﻮرﯾﺔ ﻣﻦ ﺣﻔﻆ اﻟﻘﻀﯿﺔ ،وﻟﯿﺴﺖ ھﻨﺎك أي إﺷﺎرة إﻟﻰ إﻟﺰاﻣﯿﺔ اﻹﺛﺎرة ،ﻏﯿﺮ أنّ ھﺬه
اﻟﺼﻮرة ﻗﺪ ﻻ ﺗﺠﺪ ﻧﻔﺲ اﻻﺳﺘﻘﺮار ،ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻜﻮن اﻹدارة ﺗﺸﺎرك ﻓﻲ ﺗﻘﺪﯾﺮ ﺟﺪوى اﻟﺘﺘﺒﻊ ،وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺈنّ اﻟﻨﯿﺎﺑﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ ﻟﻢ
ﺗﻌﺪ ﺗﺤﺘﻜﺮ ﺟﺪوى اﻟﺘﺘﺒﻊ اﻟﺘﻲ أﺻﺒﺤﺖ ﻣﻨﻘﻮﺻﺔ.
ب إﻧﻔﺮاد ﻧﺴﺒﻲ ﻟﻠﻨﯿﺎﺑﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ ﺑﺠﺪوى اﻟﺘﺘﺒﻊ :
ﻟﻘﺪ أﻧﻘﺺ اﻟﻤﺸﺮع ﻣﻦ ﺻﻼﺣﯿﺔ اﻟﻨﯿﺎﺑﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ ﻓﻲ ﺗﻘﺪﯾﺮ ﺟﺪوى اﻟﺘﺘﺒﻊ ﺑﺄن ﻣﻨﺢ ﺑﻌﺾ اﻹدارات ھﺬه اﻟﺼﻼﺣﯿﺔ
ﻓﻘﻂ .وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻧﺘﺞ ﻋﻦ ھﺬا أنّ اﻟﻨﯿﺎﺑﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ ﺗﻨﺘﻈﺮ ﻣﺎ ﺳﺘﺤﯿﻠﮫ اﻹدارات ﻣﻦ أﺟﻞ ﺗﺘﺒﻊ ﺑﻌﺾ اﻟﺠﺮاﺋﻢ اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ.
ﻓﺒﻌﺪ أن ﻛﺎن ﻗﺎﻧﻮن 1970-5-19اﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺰﺟﺮ اﻟﻤﺨﺎﻟﻔﺎت اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ ﯾﺨﻮل ﻟﻮزﯾﺮ اﻻﻗﺘﺼﺎد ﺑﺴﻠﻄﺔ ﺣﻔﻆ
اﻟﻘﻀﯿﺔ أو إﺑﺮام اﻟﺼﻠﺢ ﻣﻊ اﻟﻤﺨﺎﻟﻒ أو إﺣﺎﻟﺔ اﻟﻤﻠﻒ ﻟﻮﻛﯿﻞ اﻟﺠﻤﮭﻮرﯾﺔ ﻣﻦ اﺟﻞ اﻟﺘﺘﺒﻊ اﻟﻌﺪﻟﻲ ،ﻓﺈنّ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ واﻷﺳﻌﺎر
اﻟﺬي أﻟﻐﻰ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺴﺎﺑﻖ ﺳﺤﺐ ﺳﻠﻄﺔ ﺣﻔﻆ اﻟﻘﻀﯿﺔ ﻣﻦ وزﯾﺮ اﻻﻗﺘﺼﺎد وﻋﺮف ھﺬا اﻟﻘﺎﻧﻮن إﺟﺮاءات ﻣﺨﺎﻟﻔﺔ.
ﻓﻌﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى ﺗﺘﺒﻊ اﻟﻤﺨﺎﻟﻔﺎت اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻓﺈنّ ﻟﻤﺠﻠﺲ اﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ إذا ﺗﺒﯿﻦ ﻟﮫ أنّ اﻟﻤﻤﺎرﺳﺎت اﻟﻤﺨﺎﻟﻔﺔ ﻟﻠﻔﺼﻞ
) 5ﺟﺪﯾﺪ( ﻏﯿﺮ ﻣﺒﺮرة ﺑﻤﺎ ورد ﺑﺎﻟﻔﺼﻞ ) 6ﺟﺪﯾﺪ( واﻛﺘﺸﻒ أﺛﻨﺎء ﻧﻈﺮه ﻓﻲ اﻟﺪﻋﺎوي إﺳﮭﺎم ﺷﺨﺺ ﻓﻲ اﻹﺧﻼل ﺑﺎﻟﻤﻮاﻧﻊ
اﻟﻤﻨﺼﻮص ﻋﻠﯿﮭﺎ ﺑﺎﻟﻔﺼﻞ ) 5ﺟﺪﯾﺪ( ﻓﺈﻧّﮭﺎ ﺗﺤﯿﻞ اﻟﻤﻠﻒ ﻋﻠﻰ وﻛﯿﻞ اﻟﺠﻤﮭﻮرﯾﺔ ﻗﺼﺪ اﻟﻘﯿﺎم ﺑﺎﻟﺘﺘﺒﻌﺎت اﻟﺠﺰاﺋﯿﺔ ﻃﺒﻖ اﻟﻔﺼﻞ
36ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ واﻷﺳﻌﺎر .وﺑﺬﻟﻚ ﻓﺈنّ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﯾﻘﺪر ﺟﺪوى اﻟﺘﺘﺒﻊ ،وﺑﻌﺪھﺎ ﯾﺤﯿﻞ أو ﻻ ﯾﺤﯿﻞ ﻟﻠﻨﯿﺎﺑﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ
ﻣﻦ أﺟﻞ إﺛﺎرة اﻟﺘﺘﺒﻊ .
إنّ ﻧﺼﻮص ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ واﻷﺳﻌﺎر ﻏﺎﻣﻀﺔ ﻧﻮﻋﺎ .وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻓﺈﻧّﮫ ﯾﺒﺪو أنّ اﻟﻤﺸﺮّع ﯾﺘﺠﮫ إﻟﻰ ﻣﻨﺢ اﺧﺘﺼﺎص
ﻣﺎﻧﻊ ﻟﻤﺠﻠﺲ اﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻓﻲ ﻧﻈﺮ اﻟﺪﻋﺎوي اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻤﻤﺎرﺳﺎت اﻟﻤﺨﻠّﺔ ﺑﺎﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ،ﻣﻊ وﻗﻒ ﺳﻠﻄﺎت اﻟﻨﯿﺎﺑﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ ﻓﻲ ﺗﻘﺪﯾﺮ
ﺟﺪوى اﻟﺘﺘﺒﻊ ﻓﻘﻂ ،ﻓﻤﺠﻠﺲ اﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﯾﻘﺮر ﺗﺘﺒﻊ ھﺬه اﻟﻤﻤﺎرﺳﺎت ،ﺛﻢ ﯾﺤﯿﻠﮭﺎ ﻟﻠﻨﯿﺎﺑﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ ،وذﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻔﺼﻞ 36ﻣﻦ
ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ واﻷﺳﻌﺎر ،اﻟﺬي ﻧﺺّ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﺎب اﻹﺧﻼل ﺑﺎﻟﻤﻮاﻧﻊ اﻟﻤﻨﺼﻮص ﻋﻠﯿﮭﺎ ﺑﺎﻟﻔﺼﻠﯿﻦ 5و ،6وﻣﺮاﻋﺎة أﺣﻜﺎم
اﻟﻔﺼﻞ 8اﻟﺬي ﯾﻤﻨﺢ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻹدارﯾﺔ ﺳﻠﻄﺔ ﺗﻘﺪﯾﺮ ﻣﺨﺎﻟﻔﺔ اﻟﻤﻤﺎرﺳﺎت ﻟﻠﻘﺎﻧﻮن ﻣﻦ ﻋﺪﻣﮭﺎ وﺑﻌﺪ إﺳﺘﯿﻔﺎء اﻹﺟﺮاءات اﻟﺘﻲ ﻧﺺّ
ﻋﻠﯿﮭﺎ اﻟﻔﺼﻞ 20ﻓﻘﺮة 3اﻟﺬي ﯾﺠﯿﺰ ﻟﻤﺠﻠﺲ اﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ إﺣﺎﻟﺔ أو ﻋﺪم إﺣﺎﻟﺔ ﻣﻠﻒ اﻟﻘﻀﯿﺔ ﻟﻮﻛﯿﻞ اﻟﺠﻤﮭﻮرﯾﺔ .وھﺬا ﻣﺎ ﯾﻔﺮﺿﮫ
ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت اﻹﻗﺘﺼﺎدي ﺑﺎﻟﺴﻌﻲ إﻟﻰ اﻟﺼﻠﺢ ،ﻓﻼ ﻏﺮاﺑﺔ أن ﯾﻜﻮن ﻟﻤﺠﻠﺲ اﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﺗﻘﺪﯾﺮ ﺟﺪوى اﻟﺘﺘﺒﻊ ﺛﻢ اﻹﺣﺎﻟﺔ ﻟﻠﻨﯿﺎﺑﺔ
اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﻋﻠﻰ ﺿﻮﺋﮭﺎ ﺗﻘﺮر ﻣﺂل اﻟﺪﻋﻮى اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ.
وﺑﮭﺬا ﯾﺘﻀﺢ أنّ اﻟﻤﺸﺮّع وﻗﻒ ﻓﻲ وﺳﻂ اﻟﻄﺮﯾﻖ ﻓﻲ ﻣﺎدﺗﻲ اﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ واﻷﺳﻌﺎر وﺣﻤﺎﯾﺔ اﻟﻤﺴﺘﮭﻠﻚ وﻋﺪﯾﺪ ﻧﺼﻮص
ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت اﻹﻗﺘﺼﺎدي ،ﻓﻼ ھﻮ ﻣﻨﺢ اﺧﺘﺼﺎص ﻣﻄﻠﻖ ﻟﻠﻨﯿﺎﺑﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ ﻓﻲ إﺛﺎرة اﻟﺘﺘﺒﻊ اﻟﺠﺰاﺋﻲ ﻋﻦ ﺟﺮاﺋﻢ ھﺬه
3
اﻟﻤﻮاد ،وﻻ ھﻮ ﻧﻈﻢ ﺑﺸﻜﻞ دﻗﯿﻖ ﻣﺎ أوﺟﺪه ﻣﻦ ﻧﻈﺎم ﻣﺰدوج ﺑﯿﻦ اﻟﻨﯿﺎﺑﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ واﻹدارة ،وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻓﺈﻧّﮫ ﯾﺒﻘﻰ ﻟﻠﻨﯿﺎﺑﺔ
اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ ﺳﻠﻄﺘﮭﺎ اﻟﻤﻄﻠﻘﺔ ﻓﻲ ﺷﺄن إﺛﺎرة اﻟﺪﻋﻮى اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ ﺣﺘﻰ وﻟﻮ وﻗﻊ اﻻﻧﺘﻘﺎص ﻣﻦ ﺗﻘﺪﯾﺮھﺎ ﻟﺠﺪوى اﻟﺘﺘﺒﻊ ،وﻣﻨﺤﮫ
ﻟﺒﻌﺾ اﻹدارات ﻓﺈﻧّﮫ ﺑﻤﺠﺮد اﻹﺣﺎﻟﺔ ﻟﻠﻨﯿﺎﺑﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ ﻓﺈﻧّﮭﺎ ﺗﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻮع اﻹﺛﺎرة ،وأﻧّﮫ ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﺎ ﺗﺜﯿﺮھﺎ ﻷن اﻹدارة
ﻗﺎﻣﺖ ﺑﺘﺤﺮﯾﺮ اﻟﻤﺤﻀﺮ وﺗﺄﻛﺪت ﻣﻦ وﺟﻮد اﻟﻤﺨﺎﻟﻔﺔ وأﺛﺒﺘﺘﮭﺎ ،ﻓﻼ ﯾﻤﻜﻦ ﺗﺼﻮر ﻋﺪم اﻹﺛﺎرة وإن ﻛﺎن ﺣﻘﺎ ﻓﺮﺿﺘﮫ ﻣﺠﻠﺔ
اﻹﺟﺮاءات اﻟﺠﺰاﺋﯿﺔ ﻟﻠﻨﯿﺎﺑﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ،
ﻓﺎﻟﻨﯿﺎﺑﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ ﺗﺜﯿﺮ اﻟﺪﻋﻮى اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ ،ﺑﻮﺻﻔﮭﺎ ﻧﺎﺋﺒﺔ ﻋﻦ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ وأﻣﯿﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺼﺎﻟﺢ دﻋﻮاه ،وﯾﺒﻘﻰ ﻟﮭﺎ ﺗﻘﺪﯾﺮ
ﻣﺼﻠﺤﺔ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻓﻲ اﻹﺛﺎرة ﻣﻦ ﻋﺪﻣﮭﺎ ،ﻟﻜﻦ ھﻨﺎك ﺣﺎﻻت وﺿﻊ ﻓﯿﮭﺎ اﻟﻤﺸﺮع ﻗﯿﻮد ﻋﻠﻰ ﺳﻠﻄﺔ اﻟﻨﯿﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ إﺛﺎرة
اﻟﺪﻋﻮى.وﯾﺘﻔﻖ اﻟﻔﻘﮫ ﻋﻠﻰ أن ھﺬه اﻟﻘﯿﻮد ﺗﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ اﻟﺸﻜﻮى واﻟﻄﻠﺐ واﻹذن ،وﺗﺘﺴﻢ ھﺬه اﻟﻘﯿﻮد ﺑﺄﻧﮭﺎ ذات ﻃﺒﯿﻌﺔ إﺟﺮاﺋﯿﺔ
ﺗﻨﻌﻜﺲ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺘﺒﻊ اﻟﺠﺰاﺋﯿﻮﺣﺪھﺎ ،وھﻲ ﻛﺬﻟﻚ ذات ﻃﺒﯿﻌﺔ اﺳﺘﺜﻨﺎﺋﯿﺔ ،وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻻ ﯾﺠﻮز اﻟﺘﻮﺳﻊ ﻓﯿﮭﺎ ﻋﻦ ﻃﺮﯾﻖ اﻟﻘﯿﺎس ،وھﻲ
ﻛﺬﻟﻚ ﻗﯿﻮد ﻋﺎرﺿﺔ ذات آﺛﺎر ﺳﺎﻟﺒﺔ ﻻ ﻣﻮﺟﺒﺔ ،ﺑﻤﻌﻨﻰ أﻧﮭﺎ إذا ﺗﺨﻠﻔﺖ اﻣﺘﻨﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﯿﺎﺑﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ أن ﺗﺜﯿﺮ اﻟﺪﻋﻮى ،ﻋﻠﻰ
إﻋﺘﺒﺎر أن ﻟﮭﺎ ﺳﻠﻄﺔ ﻣﻨﻘﻮﺻﺔ ﻓﻲ إﺛﺎرة اﻟﺘﺘﺒﻊ اﻟﺠﺰاﺋﻲ .
ﻏﯿﺮ أنّ اﻟﻤﺸﺮّع أﺑﻘﻲ اﻟﻨﯿﺎﺑﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ ﻛﻄﺮف أﺻﻠﻲ ﻓﻲ إﺛﺎرة اﻟﺘﺘﺒﻊ اﻟﺠﺰاﺋﻲ ﻓﻲ ﻋﺪﯾﺪ اﻟﺠﺮاﺋﻢ اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ ،ﻓﻠﻘﺪ
ﺣﺪّد اﻟﻤﺸﺮّع ﻓﻲ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺑﻌﺾ اﻟﻨﺼﻮص اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﯿﺔ ﻣﻦ ھﻲ اﻹدارات اﻟﺘﻲ ﺗﺜﯿﺮ اﻟﺘﺘﺒﻊ اﻟﺠﺰاﺋﻲ وﺣﺼﺮھﺎ ﻓﻲ ﻣﯿﺎدﯾﻦ
ﻣﻌﯿﻨﺔ .
وإن أﺻﺒﺢ ﻟﻺدارات ﺳﻠﻄﺔ إﺛﺎرة اﻟﺪﻋﻮى اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ ،ﻓﻘﺪ أﺻﺒﺤﺖ أﯾﻀﺎ ﺗﻨﻔﺮد ﺑﺴﻠﻄﺔ ﺗﻘﺪﯾﺮ ﺟﺪوى
اﻟﺘﺘﺒﻌﻮﯾﻘﺼﺪﺑﮫ اﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﻣﺂل اﻟﺸﻜﺎﯾﺎت واﻹﻋﻼﻣﺎت وذﻟﻚ ﺗﻨﻔﺮد ﺗﺘﺒﻌﮭﺎ أو ﺣﻔﻈﮭﺎ ،واﻟﺮاﺟﻊ أﺻﻼ ﻟﻠﻨﯿﺎﺑﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ وﻟﻜﻦ
ﺗﻤﺎﺷﯿﺎ ﻣﻊ اﻟﺨﺼﻮﺻﯿﺎت اﻟﺘﻲ أﻗﺮّھﺎ اﻟﻤﺸﺮّع ﻓﻘﺪ ﻣﻨﺤﺖ اﻹدارات ھﺬه اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺎول ﺣﺴﺐ ﻣﺼﺎﻟﺤﮭﺎ ﻣﻦ اﻟﻠﺠﻮء،
إﻟﻰ أﺣﺪ اﻟﺨﯿﺎرﯾﻦ إﻣّﺎ إﺑﺮام اﻟﺼﻠﺢ ﻣﻊ اﻟﻤﺘﮭﻢ ،أو إﺛﺎرة اﻟﺘﺘﺒﻊ اﻟﺠﺰاﺋﻲ .وﻟﻘﺪ أﺷﺎر اﻟﻤﺸﺮّع ﺑﻮﺿﻮح إﻟﻰ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﻤﺒﺎﺷﺮة
ﻹدارة اﻟﺠﺒﺎﯾﺔ ﻓﻲ إﺛﺎرة اﻟﺘﺘﺒﻊ اﻟﺠﺰاﺋﻲ .ﺑﯿﻨﻤﺎ ﺗﻤﻠﻚ ﻛﻞ ﻣﻦ اﻹدارة اﻟﺼﺮﻓﯿﺔ اﻟﺒﻨﻜﯿﺔ ﺳﻠﻄﺔ ﻣﺒﺎﺷﺮة ﻣﺤﺪودة ﻓﻲ إﺛﺎرﺗﮭﺎ .
ﺗﺘﻤﺘﻊ إدارة اﻟﺠﺒﺎﯾﺔ ﺑﺴﻠﻄﺔ ﻏﯿﺮ ﻣﺤﺪودة ﻓﻲ ﺗﻘﺪﯾﺮ ﺟﺪوى اﻟﺘﺘﺒﻊ ،وﻓﻲ ھﺬه اﻟﺤﺎﻟﺔ ﺗﺼﺒﺢ اﻹدارة ھﻲ ﺻﺎﺣﺒﺔ
اﻻﺧﺘﺼﺎص اﻟﻤﺒﺪﺋﻲ واﻟﻤﻄﻠﻖ ﻓﻲ ھﺬا اﻟﺘﻘﺮﯾﺮ ،وھﻲ ﺧﺼﻮﺻﯿﺔ ﻣﻐﺎﯾﺮة ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻷﺣﻜﺎم ﻣﺠﻠﺔ اﻹﺟﺮاءات اﻟﺠﺰاﺋﯿﺔ .وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ
ﯾﻤﻜﻦ ﻹدارة اﻟﺠﺒﺎﯾﺔ )ﻛﺎﻟﻨﯿﺎﺑﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ( ان ﺗﺤﯿﻞ اﻟﻤﻈﻨﻮن ﻓﯿﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ اﻟﻤﺨﺘﺼﺔ ﻣﺒﺎﺷﺮة أو ان ﺗﺤﻔﻆ اﻟﻘﻀﯿﺔ،
ﻣﻀﺎف إﻟﯿﮫ ﻣﺎ ﻻ ﺗﻤﻠﻜﮫ )اﻟﻨﯿﺎﺑﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ( ،وھﻮ إﻧﮫ ﺑﺈﻣﻜﺎن إدارة اﻟﺠﺒﺎﯾﺔ اﻟﺘﻨﺎزل ﻋﻦ اﻟﺪﻋﻮى ﺑﺄن ﺗﺒﺮم ﺻﻠﺤﺎً ﻣﻊ اﻟﻤﺨﺎﻟﻒ
وﺑﺬﻟﻚ أﺻﺒﺤﺖ إدارة اﻟﺠﺒﺎﯾﺔ ﺗﺘﻤﺘﻊ ﺑﺴﻠﻄﺔ ﻣﺒﺎﺷﺮة ﻓﻲ إﺛﺎرة اﻟﺘﺘﺒﻊ اﻟﺠﺰاﺋﻲ وذﻟﻚ دون اﻟﻤﺮور ﻣﻄﻠﻘﺎ ﻋﻠﻰ ﺟﮭﺎز اﻟﻨﯿﺎﺑﺔ
اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ وھﻮ ﻣﺎ أﻛﺪه اﻟﻔﺼﻞ 94ﻣﻦ ﻣﺠﻠﺔ اﻟﻀﺮﯾﺒﺔ اﻟﺬي ﺟﺎء ﻧﺎﺻﺎً ﻋﻠﻰ أن":وزﯾﺮ اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ أو ﻣﻦ ﯾﻨﻮﺑﮫ ﯾﻘﻮم ﺑﺈﺛﺎرة
اﻟﺘﺘﺒﻊ اﻟﺠﺰاﺋﻲ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﺨﺎﻟﻔﺎت اﻟﻤﻨﺼﻮص ﻋﻠﯿﮭﺎ ﺑﺎﻟﻔﺼﻮل 81و 82و ...83وﯾﻄﻠﺐ ﻧﺎﺋﺐ اﻹدارة ﺷﻔﺎھﯿﺎ او ﻛﺘﺎﺑﯿﺎ
ﻋﻨﺪ ﺣﻀﻮره ﺑﺎﻟﺠﻠﺴﺔ ...ﺗﻄﺒﯿﻖ اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت اﻟﻤﻨﺼﻮص ﻟﻌﯿﮭﺎ ﺑﮭﺬه اﻟﻤﺠﻠﺔ."...
وﻣﺎ ﯾﻤﻜﻦ ﻣﻼﺣﻈﺘﮫ ﻣﻦ ﻗﺮاءة ھﺬا اﻟﻔﺼﻞ أﻧّّﮫ ﯾﺘﻤﺎﺷﻰ ﻣﻊ ﻣﺎ ﺟﺎء ﺑﺎﻟﻔﺼﻞ 20ﻣﺠﻠﺔ اﻹﺟﺮاءات اﻟﺠﺰاﺋﯿﺔ ،وﻛﺄنّ
اﻟﻤﺸﺮّع أراد ﻣﻦ إدارة اﻟﺠﺒﺎﯾﺔ ،ان ﺗﻜﻮن ﻧﯿﺎﺑﺔ اﻟﺸﺆون اﻟﺠﺒﺎﺋﯿﺔ.
ﻓﻤﻦ ﻣﻜﺎﺳﺐ اﻟﻤﺪﻧﯿﺔ اﻟﺤﺪﯾﺜﺔ اﻧﺘﺸﺎر ﻣﺒﺪأ اﻟﺘﺨﺼﺺ ﻓﻲ ﺷﺘﻰ اﻟﻤﯿﺎدﯾﻦ وأﻣﺜﻠﺔ ذﻟﻚ واﺿﺤﺔ أﯾﻀﺎً ﻓﻲ ﻋﻤﻞ اﻟﻨﯿﺎﺑﺔ
اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻘﺪ اﻧﺸﺌﺖ ﻋﺪة ﻧﯿﺎﺑﺎت ﻣﺘﺨﺼﺼﺔ ﻓﻲ ﻣﺴﺎﺋﻞ ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ .ﻛﻤﺎ ھﻮ اﻟﺤﺎل ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧﻮن
اﻟﻤﺼﺮي ﺣﯿﺚ ﺧﺼﺼﺖ ﻧﯿﺎﺑﺔ ﻟﻠﺸﺆون اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ واﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ وﻛﺬﻟﻚ ﻧﯿﺎﺑﺔ ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ اﻟﺘﮭﺮب ﻣﻦ اﻟﻀﺮاﺋﺐ اﻟﺘﻲ أﻧﺸﺌﺖ
ﺑﻤﻜﺘﺐ اﻟﻨﺎﺋﺐ اﻟﻌﺎم ،ﺑﺎﻟﻘﺮار رﻗﻢ 13496اﻟﺼﺎدر ﻣﻦ وزﯾﺮ اﻟﻌﺪل ﻓﻲ .1979-10-30وﺗﺨﺘﺺ اﻟﻨﯿﺎﺑﺔ اﻟﻤﺬﻛﻮرة
ﺑﺎﻟﺘﺼﺮف ﻓﻲ ﺟﻤﯿﻊ أﻧﺤﺎء اﻟﺠﻤﮭﻮرﯾﺔ ﺿﺪ اﻟﺠﺮاﺋﻢ اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﻘﻮاﻧﯿﻦ اﻟﻀﺮاﺋﺐ وﺗﺒﺪأ أھﻤﯿﺔ ﻓﻜﺮة ﺗﺨﺼﺺ اﻟﻨﯿﺎﺑﺎت ﻓﻲ أن
ﺑﻌﺾ اﻟﺠﺮاﺋﻢ ﺗﺘﻄﻠﺐ ﺑﻄﺒﯿﻌﺘﮭﺎ دارﯾﺔ وﺧﺒﺮة ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﺤﻘﻖ ﺣﺘﻰ ﯾﻤﻜﻦ إﺛﺒﺎت ﻣﻌﺎﻟﻤﮭﺎ واﻟﺘﺤﻘﻖ ﻣﻦ ﻣﺴﺆوﻟﯿﺔ اﻟﻤﺘﮭﻢ
4
ﻓﯿﮭﺎ ،وﻻ ﺷﻚ أنّ اﻟﺘﺨﺼﺺ ﯾﻜﻔﻞ ﻟﻌﻀﻮ اﻟﻨﯿﺎﺑﺔ ذﻟﻚ اﻟﻘﺪر اﻟﻼزم ﻣﻦ اﻟﺪراﯾﺔ واﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺎﺋﻞ اﻟﺘﻲ ﯾﺨﺘﺺ ﻓﯿﮭﺎ ﺑﻤﺎ
ﯾﺴﺎﻋﺪه ﻋﻠﻰ ﺗﺄدﯾﺔ ﻋﻤﻠﮫ ﻋﻠﻰ وﺟﮫ ﯾﺘﻔﻖ ﻣﻊ ﻣﻘﺘﻀﯿﺎت اﻟﻤﺼﻠﺤﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ .وإن ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ اﻟﻤﻘﺎﺑﻞ ﺗﺘﻤﺘﻊ اﻹدارة اﻟﺼﺮﻓﯿﺔ
واﻟﺒﻨﻜﯿﺔ ﻛﺬﻟﻚ ﺑﮭﺬا اﻟﺤﻖّ إﻻ أﻧّﮭﺎ ﺗﻤﻠﻚ ﺳﻠﻄﺔ ﻣﺒﺎﺷﺮة ﻣﺤﺪودة ﻓﻲ إﺛﺎرة اﻟﺘﺘﺒﻊ اﻟﺠﺰاﺋﻲ.
اﳌﻮﺿﻮع:
اﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺔ اﻟﻨﻴﺎﺑﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ
كلية الحقوق والعلوم السياسية بتونس
السداسي الثاني
الدروس المسيرة
االجراءات الجزائية
الملف عدد 4
(البحث األولي)
المحاور:
تقديم عام (حصة) الدعاوى الناتجة عن الجريمة ( 3حصص)
النيابة العمومية (حصة) البحث األولي (حصة)
قاضي التحقيق (حصة) دائرة االتهام (حصة)
قضاة الحكم (حصتين)
األستاذة المحاضرة:
النظام القانوني لحضور المحامي مع المظنون فيه فاتن اله ّمامي
أمام باحث البداية-دراسة مقارنة مع القانون الفرنسي ----******----
1023
من المسلمات ان المنظومة القانونية عامة ،والجزائية خاصة هي المرآة التي نرى من
خاللها واقع احترام الحقوق والحريات لشعب ما .فمن االطالع على هذه النصوص
وتطبيقاتها يمكننا تقييم بلد ما بأنّه ذو نظام ديمقراطي أو دكتاتوري تعسفي.
محرار ذلك مدى علوية مبدأ البراءة وضماناته ومستوى احترام اإلجراءات الجزائية
والحريات الفردية لألشخاص في عالقة مع الدولة وأجهزتها .يمكن في هذا اإلطار اعتبار
ما أحدثه المش ّرع بموجب تنقيح الفصل 75من م إج بإضافة فقرة ثانية يوم 75مارس
7005خطوة نحو "أنسنة المنظومة الجزائية ومزيد تفعيل ح ّق الدفاع ...وتدعيم شفافية
1
األبحاث"...
ذلك أ ّن الح ّق في محام هو جزء ال يتجزأ من الح ّق في الدفاع عن النفس عبر المساندة
النفسية و القانونية لألشخاص في مواجهة أجهزة السلطة" .فحقوق الدفاع تساهم في احترام
الكرامة البشرية " L’ensemble des droits de la défense participe d’ailleurs
"au respect de la dignité humaine 2
هذه الكرامة التي ثار من أجلها الشعب التونسي للمطالبة بمزيد من الحريات العامة والفردية
و التعامل معه باحترام لحقوقه في ظل قانون و دستور عادل و إجراءات ال تجعل منه
الطرف المستضعف في مواجهة سلطة مستبدة ال تعطيه فرصة للدفاع عن نفسه مهما كان
بشاعة ما ارتكبه فضال عن م ّجرد االشتباه إن تونس ما بعد الثورة 71جانفي 7077ثورة
الجرية و الكرامة ،و التي كان لرجال المحاماة الدور الهام و الصوت العالي ال أظنّها تكتفي
بهذا الفتات من الحريات و النزر القليل من الضمانات ألشخاص مثلوا أمام الضابطة العدلية
عوض قاضي التحقيق بفعل إنابة و على أساس مجرد الشبهة و الشكّ .
فدور المحامي في هذه المرحلة يجب ان يكتسي أهمية خاصة في الموازنة بين حرية
المظنون فيه الفردية و بين حق المجتمع في كشف الجرائم بكل الوسائل المشروعة.
1المنصف زغاب :الطابع االنساني للمنظمة الجزائية ضمانات المتهم في القانون عدد "،7002 57األخيار القانونيّة عدد
707/701جانفي 7077ص00
2
» Dorveaux « Dignité de victime et dignité du délinquant l’apport de la loi du 2 Février 7997
p938
1
و هو ما أقره القانون الفرنسي منذ سنة 7990و بدون اشتراط اإلنابة العدلية و في ك ّل
حاالت البحث االبتدائي حيث أصبح يالزم ك ّل مراحل االحتفاظ كضمانة إضافية بموجب
قانون 71أفريل 7077الخاص بإعادة تنظيم االحتفاظla réforme de la garde à " .3
" vueو ال يظن أحد أن ذلك تحقق دون جدل و تدافع فكري و حقوقي في المجتمع
الفرنسي في نقاش تقليدي بين المحافظين المتخوفين من اإلفراط في الحقوق والمشبوهين
المتهمين على حساب حماية المجتمع من الجريمة .حيث يرى أصحاب هذا الرأي أ ّن ذلك ال
يتم دون التجاوز عن بعض الحقوق الفردية حسب المثل الفرنسي:
» 4« on ne peut pas faire une omlette sans casser des œufs
ويحذّرون من عواقب تجريد سلطات البحث والتتبع شيئا فشيئا من وسائل مقاومة الجريمة
وكشفها .حتى أن أحدهم كتب في هلع ا ّن المجرمين سيصبحون اسياد الموقف و ما على
وزراء الداخلية و العدل ّإال إغالق أبوابهم و اللّجوء للبطالةles malfaiteurs " 5:
seront les maitres tans disque les ministres de l'intérieur et de la
"justice auraient déjà mis les clés sous la porteفإقحام المحامي إلى مراكز
الشرطة في هذه المرحلة المبكّرة سيعطل عمل الباحث و يضعف وسائله القائمة اساسا على
السرعة و السريّة .و في المقابل سيقوى مركز المشبوه فيهم و يعطيهم سندا نفسيا و قانونيا
لإلنكار و الصمت .السيما و أن الباحث لن يوجه لهم سوى بعض االستفسارات العامة دون
أي اتهام فإذا ما تعمقت قناعته بتورطهم يتوقف دوره و يبدأ دور قاضي التحقيق و يصبح
لحضور المحامي معنى 6.هنا يبرز تناقض هذه الحجج الرافضة لرقابة المحامي لعمل
الباحث .فليس المظ نون فيه بأقل حاجة للدفاع من المتهم و المحال عن المحاكمة .ففي كثير
مرة في حياته مما يعمق احساسه من االحوال يكون الشخص في موضع الشبهة ألول ّ
بالرهبة و الضعف امام سلطة الباحث 7.و لو كان بريئا مما يربك موقفه و يؤثر على
إجاباته 8إضافة إلى ان الواقع العملي يثبت ان أغلب القضايا تبدأ على أيدي الشرطة العدلية
و نتائج أبحاثهم لها تأثير كبير على قرار قاضي التحقيق بإحالة المتهم على المحاكمة من
عدمه.
6قرار تعقيبي جزائي صادر في 77ماي " 7939إ ّن حضور المحامي لالستنطاق الذي يجريه عون الضابطة العدلية
غير واجب قانونا اذ ال صفة لهذا العون في توجيه التهمة و المحامي ال يحضر ّإال عندما يو ّجه لمنوبه قاضي التحقيق
التهمة " مجلة القضاء و التشريع 7950ص59
7
« Le barreau face aux problèmes actuels de la justice : travaux congrès de l’association
national des avocats » Toulouse Mai 1969 p 16-17
2
ق للمظنون فيه:
-2إختيار المحامي ح ّ
المبدأ أ ّن الشخص يختار ممثل الدفاع الذي يريده .هذا المبدأ ينطبق على مرحلة اإلشتباه
نوب .فللشخص المشبوه فيه فور علمه بحقّه في انتداب محام يقف بجانبه أن أمام الباحث الم ّ
يستفيد من هذا الدعم القانوني فيحدد إسم المحامي الذي يشاء توكيله .و يطلب اإلتصال به
فيوفر له المأمور المناب ذلك.
أ ّما على مستوى التطبيق فإن ّ
حق اإلختيار قد تواجهه عد ّة عراقيل تطبيقية تجعل منه حقا
نسبيا .فسرعة هذه اإلجراءات و ضيق الوقت أحيانا قد تمنع المحامي المختار من التفرغ
المشرع التونسي
ّ للحضور في الوقت المناسب أو قد يصعب اإلتصال به و هنا لم يوجد
حلوال بديلة لإلستفادة من هذا الحق واقعيا و رفع العراقيل الحائلة دون ذلك .و سارع برفع
الكلفة على مأمور الضابطة العدلية بمجرد محاولة أو محاوالت اإلتصال و إن كانت عقيمة
النتائج .أ ّما نظيره الفرنسي وعلى غرار أغلب التّشريعات األجنبيّة في إقرار الحق في
اختيار لسان الد ّفاع أحاط هذا االختيار بحزمة من الحلول لما قد يعترضه من إشكاالت ،
فاألصل أ ّن الشّخص المحتفظ به له أن يختار محاميه بصفة شخصيّة فيعطي اسمه وعنوانه
وأي معلومة يمكن االستدالل بها عليه وعندها على مأمور الشرطة العدليّة أو من ينوبه
االتّصال بالمحامي المرغوب توكيله.
غير أن المشتبه به له آليّة أخرى لضمان حقّه في الد ّفاع وهي آلية التّسخير إذا تعذّر التّعيين.
Si la personne « n’est pas en mesure d’en designer un ou si l’avocat
choisi ne peut être contacté, elle peut demander qu’il lui en soit
» commis un d’office par le bâtonnierإذا طالب المظنون فيه أن يعيّن له محاميا
عبر وسيلة 31التّسخير ألنّه ال يعرف محام ليختاره أو بسبب استحالة االتصال بالمحامي
30
François Saint Pierre Le Guide de la défense pénale 7eme ed° Guide Dallez p79
31
CA Montpellier, 5 octobre 2000 Jurais Data n°22000-128178 Cas crim, 28 Avril 2004 Jurais Data n° 2004-
023709, Bull crin.
12
شرطة القضائيّة» ُ « opjملزم باالتّصال ب"المحامي
المرغوب في توكيله فإ ّن مأمور ال ّ
المن ّوب"» « Avocat de permanenceأو بـ "عميد المحامين"» « le bâtonnier
بك ّل الوسائل ودون آجال.
وهذا اإلعالم هو مسؤوليّة شخصيّة له وال ينوبه فيها أحد :الفصل 30-1م اج ف .كل ما
يؤكد عليه الفصل استعمال كل الوسائل الممكنة لديه » «par tous les moyensللتّأكد من
قيامه بما ينبغي إلبالغ الهيئة برغبة المحتفظ به في تسخير محام له .وليس عليه ضمان
الحضور الفعلي للمحامي المس ّخر من الهيئة بعد االتصال بها وإعالمها ،أو حدوث التّواصل
الفعلي بينه وبين موكّله .وال تتوقّف باقي اجراءات البحث على حضور المحامي في
الهيئة" "مجلس ملعب إلى الكرة تنتقل فهنا الموعد.
» « conseils de l’ordreلضمان هذا الح ّق لجميع من يحتاجه بالتّنظيم المحكم لخدَمات
32
المناوبة» « services de permanenceوهو ليس باألمر اليسير.
الحق في انتداب محام هو ح ّق وليس إلزاما .فالقانون يوجب على الضّابط المن َّوب أن يسأل
المحتفظ به إذا كان يرغب في توكيل محام ويمكن لهذا األخير أن يجيب باإليجاب أو النّفي.
المشرع" :مالم يعدل
ّ غير أ ّن التخلّي عن هذا الح ّق يجب أن يكون واضحا وصريحا .لقول
المضنون فيه عن اختياره وصراحة " أي أن يعبّر بشكل دقيق ال لبس فيه عن عدم رغبته
33
في ممارسة هذا الح ّق بعد أن قام مأمور الضّابطة العدليّة بواجبه القانوني بإعالمه به.
صة بالمظنون فيه لثقته المطلقة في براءته وقدرته على اثباتها قد يعود التّنازل إلى أسباب خا ّ
بنفسه أو سوء تقدير منه للخطورة المحتملة لمرحلة االشتباه التي قد تحدد مصير القضيّة
وتخوفا من المصاريف الماديّة...
ّ ايجابا أو سلبا أو الجهل بأهميّة ح ّق الد ّفاع
32
نظر لحداثة "نظام مناوبة المحامين" الزال يعاني من عد ّة نقص في االمكانيات والتّنظيمJean Danet : Défendre .
(pour une défense pénale critique) 2ème ed° Dalloz 2004 p 156/157
La régularité d’une garde à vue de la lumière du Droit Européen. Droit pénal 7070 étude
33
25.
13
المشرع الفرنسي أحاط هذا التّنازل بضمانات اضافيّة .34فالعدول يمكن أن يكونّ فإ ّن
ظرفيّا ،فإذا ما تراجع المظنون فيه عن استغناءه وعاد يطالب بحقّه في توكيل محام وجب
على الضّابطة العدليّة تمتيعه بهذا الح ّق .أي إعطاءه فرصة للتّراجع عن تنازله « Une
. forme de renonciation à renonciation »35
كما أ ّن القانون 71أفريل 7077أضاف فقرة شديدة األهميّة في ترشيد األشخاص بأهميّة
صت الفقرة المضافة للفصل التّمهيدي لمجلّة اإلجراءاتالتّمسّك بحقّهم في الد ّفاع حيث ن ّ
الجزائيّة ":في الماد ّة الجنائيّة والجزائيّة ال يمكن الحكم على أي شخص إستنادا فقط على
36
مجرد تصريحاته التي أدلى بها دون أن يتصل بمحاميه و دون مساندته له ".
الهدف من هذا المبدأ العام هو حماية االشخاص م ّما قد يدلوا به من تصريحات دون تقدير
عواقبها بفضل وجود الخبرة القانونية لرجل القانوني أو المحامي بجانبهم .غير أ ّن التسرع
صي ممافي التنازل عن الح ّق في الدفاع يحرم الشخص المتنازل عن التمسك بهذا المبدأ للتف ّ
صرح به 37.فهذه الحماية االضافية من المشرع ال تشمل العدول اإلختياري بل تحمي
أوالئك الذين رغبوا في توكيل محام لكن عقبات خارج عن إرادتهم حالت دون التمتع بهذا
الح ّق.
و في ك ّل األحوال يؤدي تمسك الشخص بالعدول عما له من حق في الدفاع بواسطة محام
إلى مواصلة الباحث لباقي اإلجراءات و مراحل البحث دون وجود محام و بصورة شرعية
ال تؤثر على قانونية االجراءات.
-4آلية إعالم المحامي ودعوته للسماع:
إذا اختار الشخص محاميه الذي يرغب في توكيله للحضور معه أمام الباحث المن َّوب فما
عليه ّ
إال إعطاء إسمه و عنوانه أو رقم هاتفه أو أي شيء يستدل به عليه للباحث المن َّوب.
و على هذا األخير االتصال به " فورا " حسب االلزام القانوني المنصوص عليه في الفصل
75م إج.
34
المرجع السّابق ص Martine Herzog Evans/ Gildes Roussel « procédure pénale » 719
35
Cour d’appel Agen 18 Fév 2010 Juris Data (n° 2010003487).
36المرجع السابق La garde a vue après la reforme p84
37المرجع السابق CEDH,23 fév 2010 N°27503/04 : Yolds C/Turquie
14
وقد أحسن المشرع بالتنصيص على " الفورية " ألنها تصب في جوهر هذه الضمانة
القانونيّة .فالهدف من حضور المحامي هو دعم المضنون فيه بكسر حاجز الخوف والعزلة
عنه 38وذلك يتم إذا تأكد من ِع ّْلم المحامي الذي عينه ،بوضعيته ودعوته للحضور.
ث ّم إ ّن سرعة االجراءات و قصر مدة االحتفاظ و كثرة الحاالت التي قد تعرض على الباحث
نوب قد ترمي بهذا الح ّق في غياهب النسيان أو التهاون اذا لم يلزمه المشرع بالفورية.39
الم َّ
وفي ذلك أيضا احترام لعمل المحامي و مواعيده التي تعتمد على العلم المسبق بالتواريخ
المدعو لها حتى يلتزم بالحضور في الوقت و ال يترك شخصا إستنجد به لوحده في ظرف
هو في أمس الحاجة لرجل الدفاع.
قلنا أ ّن القانون الفرنسي يسمح للشخص بتعيين محاميه بشكل شخصي و له أيضا أن يطلب
تسخير محام له(سواء ألنه ال يعرف محاميا معينا أو لعدم التحصل على المحامي
المختار) .40و في هذه الحالة فإن مأمور الشرطة القضائية مطالب بأن يتصل بالعميد أو
المنو ب ،حيث أن أغلب فروع نقابة المحامين توفر اليوم نظام مناوبة في فرنسا
ّ بالمحامي
في ك ّل ساعة من اليوم.
مع ذلك تتخلل هذا النظام الكثير من الصعوبات التطبيقية و النقص في االمكانيات البشرية
خاصة في المناطق البعيدة عن المدن الزاخرة بمكاتب المحامين و ال سيما في الحاالت
41
العاجلة و الطارئة التي تستوجب حضور المحامي في وقت وجيز.
غير أن فقه القضاء التونسي و الفرنسي أجمعوا على أن واجب االعالم هو واجب " بذل
عناية " ال " تحقيق النتيجة " فالباحث الذي اتصل لعدة مرات بالمحامي " المختار " أو "
المناوب " لكن لم يتمكن من التحصل عليه .أو أجاب لكن لم يحضر يكون قد أبرأ ذ ّمته
القانونية من هذا االلتزام و يمكنه ان يباشر بحثه و سماعه.
أ ّما عن وسائل االتصال فقد عممها القانون الفرنسي بالقول » « par tous les moyens
لضمان استعمال الشرطة العدلية ألحداث الوسائل المستجدة التي بحوزتهم ،و لم يستثن
Christine Courrégé" (00 avocat témoignent) ; le dossier noir de l’instruction (les droit de la
38
41
(المرجع السابق) Jacque Leroy , La Garde à vue après le reforce p 86
15
االتصال بالعائلة مثال للقيام بذلك أو بالقنصلية لألشخاص األجانب ليساعدوا المظنون فيه
42
على اإلستفادة من حقّه في الد ّفاع.
أما المشرع التونسي فقد سكت عن ذكر الوسائل .وفي ظل هذا السّكوت الذي يجب تفسيره
لصالح المظنون فيه ،يجب على الباحث المن َّوب بذل الجهد واستعمال (ك ّل الوسائل) الماديّة
والبشريّة المتاحة له إلعالم المحامي بحاجة المظنون فيه له .وألزمه القانون بالتّنصيص
يدون أيضا نتيجة محاوالته وما استعمله من وسائل على ذلك بالمحضر ومن المنطقي أن ّ
للتبليغ.
تجدر اإلشارة إلى أ ّن إعالم المحامي في القانون الت ّونسي جمع بين اإلخبار
سماع ،وبالتّالي فالباحث المن َّوب ملزم
بالحالة» « L’informationوالد ّعوة إلى موعد ال ّ
مستحب منه ال واجب
ّ باتّصال واحد بالمحامي وهو الد ّعوة للسّماع .وما زاد عن ذلك فهو
عليه.
المشرع الفرنسي الذي أوجب اإلعالم باالحتفاظ والتّمديد فيه ،أ ّما الد ّعوةّ على خالف
للسّماعات فيقوم بها مو ّكله إذا شاء ،ويطلب من محاميه مرافقته لمواعيد السّماع.
42
Marine Hergoz –Evans / Gilds Roussel procedure pénale p246 3eme ed° Vuibert 2012
16
وهذا التّنصيص بالغ األهميّة الطالع المحامي على شرعيّة االجراءات.
ضابطة العدليّة في ّأول عالقة لها مع حضور المحامين في
فالمشرع لم يشأ الضّغط على ال ّ
ّ
مقرات عملهم بأن يسمح للمحامي بالحضور جسديّا لمراقبة ك ّل أعمال أعوان الضّابطة ّ
العدليّة بمقتضى اإلنابات العدليّة.
نوب التّنصيص على بعض اإلجراءات اإللزاميّة غير أنّه من الضّروري أن يقوم الباحث الم َّ
من دونها يتهاوى الح ّق في محام للمظنون فيه .فال بد ّ أن يتض ّمن محضر البحث اسم وضفة
محرره ،وتاريخ تحرير المحضر والهويّة الكاملة للمظنون فيه وحضور المحامي أو تخلّفه.ّ
وهذا اإللزام لم يُستحدث لهذه الضّمانة الجديدة بل إ ّن عمل الضّابطة العدليّة قائم في جزء
السجالت و المحاضر و تدوين ك ّل اإلجراءات فيها .فمحاضر ّ كبير من اثباته على مسك
صة لصيقة بالجانب القانوني والحقوقي من أعمال الضّابطة اضافة إلى أعمالهم االحتفاظ خا ّ
اإلداريّة .وهي محاضر تتعلّق بالتّعامل مع األشخاص وبإجراءات الكشف عن الجريمة
صة لألفراد .ومن مصلحة الجميع تدوين ومرتكبيها م ّما له عالقة بالحريّات العا ّمة والخا ّ
مدى قيامهم بما يفرضه عليهم القانون من أعمال وسلوكات تضمن احترامهم لتلك الحريّات
وإخالء مسؤوليّاتهم من أي اهمال أو تقصير43.بل أصبح النّقاش قائم في العالم عن محدوديّة
صوت. صورة وال ّ
هذه المحاضر في محيط أصبح محكوما بال ّ
صوت لطرحها، فهذه المحاضر ال تكتشف كيفيّة طرح األسئلة واألجواء النّفسيّة ونبرات ال ّ
وال ظروف إجابة المشتبه به عنها .44حتّى إ ّن عد ّة تشريعات دوليّة بدأت ّ
تدون إجراء سماع
صورة" "Enregistrement audiovisuelهذه المحاضر صوت وال ّ المشبوه فيهم بال ّ
مقرات البحث والتتبع بفرنسا فبعدالمرئيّة والمسموعة بدأت تجد طريقها شيئا فشيئا في ّ
صر ضحايا االعتداءات الجنسيّة بقانون 75جوان ( 7992الفصل إقرارها في سماع الق ّ
صر ضحايا 770-703م اج ف) سرعان ما ع ّممها قانون 77جوان 7000على سماع الق ّ
كانوا أم مذنبين وتوسّع إقرار التّسجيل في ّ
مقرات البحث بالنّسبة للمشتبه فيهم ُّ
الرشد بفضل
قانون 7مارس .7005هذا التّسجيل يراه البعض مزيدا من الشّفافي ّة وحماية للباحث
45
والمظنون فيه.
المشرع الفرنسي يُح ّمل
ّ وفي انتظار مزيد تنظيم هذه الوسيلة اإلضافيّة الحديثة لالثبات فإ ّن
عون الشّرطة القضائيّة مسؤوليّة تدوين محاضر االحتفاظ بك ّل دقّة تحت طائلة الطّعن
ببطالنها.
43وليد المالكي :الحماية القانونيّة للحريّة الذّاتيّة ص (079المرجع السابق)
44المرجع السابق ص Martine Herzog _ Evans/ Gulds Roussel 777
45
Cass crim, 3 Avril 2007 pourvoi n° 06-87-264
17
بذكر التّواريخ واالجراءات وبياناته الشّخصيّة وبيانات المظنون فيه وال تخرج اجراءات
استدعاء وحضور المحامي عن هذه القواعد العا ّمة ث ُ ّم اإلمضاء عليها و إعطاءها للمظنون
فيه إلمضائه مع حقّه في رفض اإلمضاء.
صص الفصل 75م إج محضر البحث ببيانات عدا تكراره لوجوب التّنصيص لم يخ ّ
وشروط إلزاميّة يبطل من دونها إجراء اإلعالم ودعوة المحامي للسّماع .ولم يرتّب عقوبات
على اإلخالل أو التّقصير في التّنصيص.
ومع ذلك تبقى هذه المحاضر ذات حجيّة عالية أمام المحاكم رغم أ ّن حجمها محدود محدودة
وال يخشى الضّابط عند اإلهمال أو التّقصير فيها سوى عقوبة تأديبيّة عن إخالله بواجب
تطورت القضيّة إلىمهني في أقصى الحاالت .أو اثارتها أمام المحكمة من قبل المحامي إذا ّ
يهز الثّقة في ظروف اتّهام موكّله .فكما قال األستاذ رضا خماخم( )1تبقى محاكمة .علّه ّ
يدونها أعوان الضّابطة العدليّة كمحاضرهم خاضعة لوسائل اثبات قويّة لكن األعمال التي ّ
ينص عليه الفصل" 771 .المحاضر ّ يمكن دعمها بوسائل اثبات أقوى منها .وهو أيضا ما
والتّقارير التي يحررها عون الضّابطة العدليّة أو ......يكون معتمدة إلى أن يثبت ما يخالفها
....واثبات ما يخالف تلك المحاضر والتّقارير تكون بالكتابة أو بشهادة الشّهود" ،وبالتالي
فإ ّن المحامي يمكنه الطّعن في محاضر الضّابطة العدليّة بالبطالن لمخالفتها مقتضيات
نص عليه القانون ،ومن ذلك عدم ّ الفصل ( )799إلهمال المحضر لشرط جوهري
التّنصيص فيه صراحة على ح ّق المظنون فيه في حضور المحامي أو إهمال التّنصيص
بنص الفقرة
ّ على إعالم المحامي وحضوره أو تخلّفه بما أ ّن هذه التّنصيصات واجبة قانونا
الجديدة للفصل .4675
مقر االحتفاظ أو أيصال بين المحامي ومو ّكله في كنف السريّة ويكون ذلك في ّ يكون االت ّ
صصة لذلك أو حين نقل المحتفظ به إذا توفّرت الخلوة مع المحامي .واألصل أن غرفة مخ ّ
المشرع
ّ ينص القانون على ذلك صراحة .غير أ ّن
48
ّ يت ّم بلغة يفهمها المشبوه فيه وان لم
الفرنسي الزال متمسّكا بالمحافظة على سريّة محاضر األبحاث في هذه المرحلة االبتدائية
إال بمعرفة سبب االحتفاظ بموكّله والجرم المشكوك في ارتكابه وال يُسمح للمحامي ّ
وتاريخه .وبفضل قانون 71أفريل 7077يمكنه أن يطلب االطّالع على قرار التّحفّظ وما
49
يتبعه من حقوق( ،الشّهادة الطبيّة .)...
47
Jean Danet : « Défendre » (pour une défense pénale critique) 2ème ed° Dalloz 2004:
يسمح القانون في ماد ّة االرهاب وتجارة المخد ّرات بتأجيل حضور المحامي إلى 57ساعة إذا دعت الضّرورة القصوى
سرية األبحاث وحفظ األدلّة ث ّم تمديده إلى 57ساعة.
للحفاظ على ّ
48غير أ ّن أحكام قضائيّة أ ّكدت على إجباريّة حضور مترجم في حال عدم فهم المشبوه فيه للغة الفرنسيّة بل ّ
وقررت بطالن
االجراءات لخلل شكلي أساسي: CA Grenoble, 5 Juillet 1994 : Juris Data n° 1994-045899
TGIA Aix en Provence 22 Décembre 1993 D1994 Jurisprudence p 566 Jacques Leroy
49المرجع السّابق ص 90
19
وال يسمح له بنسخ محاضر السّماع او الحديث مع أي كان عن موضوع القضيّة وما اطّلع
عليه منها شفاهيّا من ضابط الشّرطة العدليّة أو من وثائق االحتفاظ .ويمكنه أن ّ
يدون
صة » « Prendre notesالفصل 30-1-7م اج ف ويقد ّم مالحظاته مالحظاته الخا ّ
مقر البحث .
مكتوبة الى وكيل الجمهوريّة مع ترك نسخة في ّ
المشرع الفرنسي
ّ طالع للمحامي إلى أبعد منحق ا ّ
المشرع التّونسي قد ذهب في ّ
ّ وهنا يبدو
حيث قال بإمكان اطّالعه على محضر البحث كامال.و تجدر اإلشارة الى أن استعمال الفقرة
المضافة لعبارة "يمكنه االطّالع" يعني أ ّن الباحث المن َّوب غير مطالب بتمكين المحامي من
المحضر تلقائيّا لالطّالع عليه تحت طائلة اإلخالل القانوني بل إذا شاء المحامي االطّالع
فعليه المبادرة بطلب المحضر وعلى المأمور المناب واجب تمكينه من ذلك .وتنطبق هذه
المالحظة على القانون الفرنسي أيضا.
وقد احت ّج عديد الحقوقيين ورجال الد ّفاع في فرنسا على نقص الثّقة هذا بعدم إطّالع
المحامي على ك ّل ما بحوزة ضابط الشّرطة الباحث وكالهما ملتزم بالسّر المهني .صحيح
لتورط المحامي مع موكّله في الجريمة المنظّمة أو الهروب من ّ أ ّن حاالت نادرة حصلت
سجن لكنّها حاالت نادرة ال يقاس عليها .واألشهر األخيرة في فرنسا تثبت أ ّن تنزيه أعوان ال ّ
تورط رئيس مركز شرطة وأعوانه في ابتزاز الشّرطة عن إمكانيّة هذا االنزالق (قضيّة ّ
مومسات وأخرى في تسريبات حول سير البحث لعصابة مخد ّرات بمقابل ِ مجموعة
ي .51).....هذه األمثلة الشّاذة
ماد ّ
-(les affaires où les avocats se seraient rendus complices de
délinquance organisé ne sont aucunement significatives)-
ال يجب أن تفسد عالقة الثّقة والتّكامل بين الباحث والمحامي وتضيع بذلك بعض حقوق
المظنون فيهم.
50
Martine Herzog –Evans /Gilds Roussel : procedure pénale 3 ème ed° Vuibert- Aout 2012
51
المرجع السابق ص Jean Danet , Défendre… 17
20
الفقرة الثالثة :حضور المحامي لسماع المظنون فيه:
يرى البعض أ ّن للفصل 75م اج الجديد باستعماله مصطلح "سماعه" ساهم في ارساء حد ّا
المخول للشرطة العدليّة في مرحلة البحث وبين "االستنطاق" القائم ّ سماعفاصال بين فعل ال ّ
52
على التحاور بموجب األسئلة الد ّقيقة والمل ّحة من قاضي التّحقيق وجواب المتّهم عليها.
سماع" فهو مصدر من كلمة سمع أو استمع له أي االنصات وقلّة التّعليق ،أو السؤال أ ّما "ال ّ
أي ترك اآلخر يذكر ما يعرفه وما يريد قوله حول الموضوع.
ّ
إال أ ّن التّطبيق يؤ ّكد صعوبة التّمييز بين اإلجراءين ،فالباحث المن َّوب ال يترك المظنون فيه
يعرفه عن القضيّة ،بل يطرح عليه بعض األسئلة في شبه سرد فردي» ِ « monologueلما ّ
في صلب موضوع القضيّة ،المه ّم أن ال يكون فحوى وطريقة طرحها توحي للشخص بأنّه
يختص به إال ّ رجل قضاء 53.وبسياج من ّ ألن ذلك عمل تحقيقي المتّهم يقع استنطاقهّ .
الضّمانات للمتهم المستنطق .ويرى البعض أ ّن الباحث المناب عليه طرح أسئلة عا ّمة ع ّما
يعرفه الشّخص عن موضوع الجريمة وما يمكن أن يدلي به من احتمال عالقته بها
دون مناقشة المضنون فيه في التّفاصيل أو محاججته بتناقضاته أو "مواجهته باألدلّة القائمة
ضد ّه"
أ ّما في التشريع الفرنسي فالسّماع» « Auditionهو اإلجراء الذي يقوم بموجبه ضابط
ويدون كل األسئلة
ّ الشّرطة القضائيّة بتوجيه أسئلة للمظنون فيه ث ّم يترك له حريّة االجابة.
صمت واالجابات عليها في محضر .ويمكن للمشتبه به اختيار أي استراتيجيّة بالجواب أو ال ّ
أو النّفي أو حتّى الكذب مع ما يترتّب ذلك من عواقب على مصداقيّته وعلى باقي
54
االجراءات وفي أخر السّماع له أن يمضي على المحضر أو رفض االمضاء.
سماع بمجيء المحامي في الموعد الذي دعاه له الباحث المن َّوب لك ّن أي األصل أن يبدأ ال ّ
تأخير أو غياب منه يرفع المسؤوليّة عن الباحث المناب في انجاز سماعه وباقي االجراءات
المشرع الفرنسي لظروف عمل المحامي فمنحه مد ّة ساعتين من ّ دون ممث ّل الد ّفاع .تف ّهم
سماع ينتظره فيها عون الشّرطة» « Délai de carenceخالل مهاتفة الباحث له ودعوته لل ّ
هذه المد ّة ال يمكن له أن يسأل المظنون فيه أي سؤال جوهري عدا بعض الشّكليّات المتعلّقة
سماع في الجوهر أحضر المحامي ساعتين له أن يمارس ال ّ
وبمجرد مرور ال ّ
ّ بالهويّة(.55)73
أم لم يحضر :الفصل .30-1-7غير أ ّن حضور المحامي المتأ ّخر ال يحرمه أيضا من
اﳌﻮﺿﻮع :اﻻﺣﺘﻔﺎظ
كلية الحقوق والعلوم السياسية بتونس
السداسي الثاني
الدروس المسيرة
االجراءات الجزائية
الملف عدد 5
(قاضي التحقيق)
المحاور:
تقديم عام (حصة) الدعاوى الناتجة عن الجريمة ( 3حصص)
النيابة العمومية (حصة) البحث األولي (حصة)
قاضي التحقيق (حصة) دائرة االتهام (حصة)
قضاة الحكم (حصتين)
48
48
1
187 1960
2
50
2
30
157 98 95 1921 1921
162
1968 24 1968 23
9
84 1995
38
1
68
2
32 2000
3
34 1995
4
112
3
50
53
أ -االستنطاق
1
70
2
BOUZAT (P), La loyauté dans la recherche des preuves, in mélanges Huguency, éd. Pédone, 1996, p. 176.
4
1
1997 05 01
2
2001 15
3
52 1982
4
27 1983
5
275 1999
6
40
5
64
64
63
ج .االختبارات
4
101
1
66
2
64
3
61
4
48
5
101
6
1963 11 19
3
1
2
103
3
57
4
79
5
100
7
94
91
96
1
295
2
290 1972
3
66
8
Beccaria
98 78
Merle et Vitu
(Mandat
(Mandat d’arrêt) (Mandat d’amener) de comparution)
(Mandat de dépôt)
1
LAKHOUA (M-H), La loyauté dans la recherche de la preuve en matière pénale, Thèse, Paris, 1973, p. 10.
2
BECCARIA, Traité des délits et des peines, cité par PRADEL (J), Le juge d’instruction, op.cit, p. 87.
3
MERLE (R) et VITU (A), op.cit, p. 413.
9
3
80
52
1
52
2
85 84
10
106
106
4
106
121
182 104
1
2010 10 07 65474
2
56 1989
3
1999 16 83677
4
57
11
اﳌﻮﺿﻮع:
اﻋﺎﻤل ﻗﺎﴈ اﻟﺘﺤﻘﻴﻖ
1
56
كلية الحقوق والعلوم السياسية بتونس
السداسي الثاني
الدروس المسيرة
االجراءات الجزائية
الملف عدد 6
(دائرة االتهام)
المحاور:
تقديم عام (حصة) الدعاوى الناتجة عن الجريمة ( 3حصص)
النيابة العمومية (حصة) البحث األولي (حصة)
قاضي التحقيق (حصة) دائرة االتهام (حصة)
قضاة الحكم (حصتين)
السداسي الثاني
الدروس المسيرة
االجراءات الجزائية
الملف عدد 7
( قضاة الحكم)
المحاور:
تقديم عام (حصة) الدعاوى الناتجة عن الجريمة ( 3حصص)
النيابة العمومية (حصة) البحث األولي (حصة)
قاضي التحقيق (حصة) دائرة االتهام (حصة)
قضاة الحكم (حصتين)
V1 27 '() 1989 & 23 % C, JC ) U 122 /01
# >) ))> ;8 $ / 51 @3)> * Q'! Q H))'1 KA -.(1989
.B -$W o)1 G0 1$) B
< -$W C0! o)1 1$) ))> ;8 $ / 51 n'1 KA
.+)' $ o)1 / -dU) B B -$U yT m )!
)'14 )! < -$W o)1 m ()> - 8 $ 51 H)T)U KA
.-dW +)' 4 B
1980 /*< 3 '() 1980 & 15 % C, JC ) 123 /01
: )50 u' H)T)U / )5)3 -J)' [)J u' -.(
o)1 m -dU B ) o)1 m G0! 1$) )' ;) n'1 / : ;3<
/ -5)'S 4 -TD -50 m - u' Q> (1.000) +)' KB )*+0>!
.0 % Y XdU C8 Q a1 -'8
.I)W V3 Qg > u' ) CO 0'4B / n'1 / : =
/*< 17 '() 2000 & 43 % C, JC ) 124 /01
! )'! @)[ )! )'S 4) n'1 5)4 / )50 -50 m - u' -.(2000
.-J)' /j) +)u3B
G+)D -T3L $ )J" &8 / e)'w 4 -! )TA )5)3 u'
.)50 ) /J' G)g
39
D9C ).H))'1 / )50 -5)'8 G5 ) 08 / -50 m - u' )[
(2010 * 26 '() 2010 & 41 % C, >> C1
&8! R C' ; m +A &8 / ()> 00< -.125 /01
.u'
* 26 '() 2010 & 41 % C, JC ) 126 /01
) n'1 / e)'w 4m Yd )5)3 e)'w 4m -! u' -.(2010
-5)'1 G50 e` ! ) H))'1 / -50 m - e` !
.-50 m
'() 2000 & 43 % C NO-C, R<) 1283 127 $01
.(2000 /*< 17
2005 3< 15 '() 2005 & 85 % C, JC ) 129 /01
>! C ^ @) -! B ) + / -1 -! -1 / u' -.(
08 ^ @) -! B W" C !)O #! C ^ @) B C @'u
.C
.) @B -g>) mB H0 / - Q
-$3 \ ) -1$! G5)` B -'T4 0j B ! Q -1 + iO
( ) -50 C !)O B /$5 Z>! @ #R $! G05)T )` @ G87! B
.)4+, B M' @)! -! @ u') -D U - @X /$3
' `< 0JB 0 &! )gB -D U! - Z* @
Q @)[ /$3 ( ) -'T$ 4+B B G5)d d * iO -!0> G>T)
.C @'u )' !
: -d ! 51 0 -.130 /01
.0J |% 1! I)UpB G0 ! Q ! : ;3<
Q )' -T U! -'!B -'!oB / I)UpB G0 ! Q ! : =
.' y)T ->)4
C )! Q D !1 0 0 G+A / Q ! : >=
Q ) ! -3), B ) ), B )*o)13O #$ B fWB 58 ()+
.()> ! /DT
40
/ 51 r) + G+A / )g H8, g @i, -.131 /01
g iO ) -)< J" ! )*% / B 0> #DT) -' J"
.& 0J M eu
; $ H)8+0 -T U! [) u') -8+ -d )" 3)[ iO
Q" - @ -1 h / u') ) ! -TA B -1 k3
.-8+
YJ ) / -) 51 )$B ! 0J $ ! )" 3)[ iO
)JB QO H)T @0 fW" / u' YJ ) G+[ 51 f0JO / u'
.129 #DT
-1 ! 55 #DT) G+ G+D / )g )g H8, j
.-5)'1
#5)$ / /30 @3)> 0 Y ` @B [) o1 -.132 /01
@c @B rcp Q hi -5M8 -g )' B +)S / -30 -R D Hi -"
J +0A QO cu' #8L ) ;8 mO )30! ) u' YJ [) h
.hi e\W @3)> > )! -" -L$ / H)
) -`) 1! )'! 0D> @B l iO -" -L$ # > m
@'u B /DU< Y) 5)> #8B (g .& Q p) ! I)W L
#8" hi Qg>3 iO .-D U - Q -L$ | ! C
.& K3L $ #T
.@)D B K' # ! )L Y 3)[ iO -1 / u' K m
22 '() 1993 & 114 % C, IE<) (H! 132 /01
)" =T3 #8" 008 ! C J ! & m -.(1993 7
.Ws /33) KA
.[) 5)4 -[ <! () * )JB -.133 /01
41
,F )5C
)! T' 0 -d4 B -+, ->d) @ )0 4m -.134 /01
.hi e\W Q @3)> V'
5)> B -! -)' #S! ! ;d )0 4m C8 -.135 /01
.hi / Y )33) ) G+O #[ B /DU< Y)
Y d' /33)> V' & C8B ! & #T @) )0 4m g
.C
-TA -$1 P+) -)4 @)! G0 - @) g )[
.0*)p B )30! m7$! B @)[ ) ! Q0 $
4 C g /DU< Y) 5)> ! ;d )0 4m C8 @)[ iO
.+) U B /A" Z>! C J C > W" *
@B Q hi Q G\ C Vc' @B ;c1 0c*)< QcO Cc8 )0 4m
.)33) C ;) )*M B G)< B ! k)' !m B +cccg 0
)0 4m C8 #8" @ @B ;1 -.136 /01
.#" Q )B - \ -$1) +g
.)! \ #8" @ -+1 ( b+)W )'`) Q0 $ @)[ iO
. 1$ _J [ -d4 Q0 $ e C @'u -.137 /01
.)0 4m ) \ -'! -$1 -g> HWL iO -.138 /01
B C!)W B C[ B C$T3 Q0 $ QO )0 4m $ -.139 /01
.M! @ @B r< C! )'[)4 @
C$ ! Z08 ! &' ! B I)Up" m7* ! 0JB 01 @X
^ /'` _ B -`< M[! =5+ B @) Pp B } QO $
.Q0 $ -!)O #! C50
) K 4 Z+1 B Zu' )0 4m #AL -.140 /01
. P+) C TA
42
Q V' C +) % @)[ B )g!, &' ! @O Q0 $ C /g
-g>) G0 - -) [ QO + C8 C /g )[ hi
.)T! QO ;) CTg
, G( H)
;8 $ -'8 B -)'8 #8B ! C & C @'u Q -.141 /01
.-$1) )DUp g @B 1$) ()>
/ +D #[ / 1$) ()> ;8 $ m / n'1 / C'
)5 ~$ .)!)! C' ;' @B /DU< Y) 5)> ! Gp) ! C )d! )
.G05) hi / HB+ @O )DUp Z+g @iL @B -
+D / C 5)3 g B )33) C5)0 4 0 C @'u g iO
- Gp) hi Q K m @B - o)8 Z\B -3)S G>T) -'
)J B :)DUp )0 4m CR iO ))% )J C +0D @B
.)DUp )0 4m CR iO )+gJ
3iB iO mO )!)! C' ;' @B J" #[ / /DU< Y) 5)>
.)DUp Z+g -
.)!)! C' ;' @B J" #[ / C )30! 7$ )!B
H))'1 / u' )!0' -50 m - )!B -8 ) -3) 4m
)!)! iX .e)'w 4m - -5)'1 G50 )!B h[
& 41 % C, D9C ) .C' k)0 !) 0JB C$T3 )> ! =5
.(2010 * 26 '() 2010
7 26 '() 1987 & 70 % C, JC ) 142 /01
C3Lp / +0D @B - Z0j f1 & ! )DT iO -.(1987
@) 5m C 4)! &j hi Q G)o @iL @B k0O -)d B ;8 -)d
-+1 /4 05) -4 Z* -! -)' H) ` Q )'
. -!)O #! ) / -m M[ Y @\O ) + -$3
@) 5m )j @\, 0 C 4)! / H)D ! C )!
.)33) \`) @ -m M[ Y ) /4 05)
43
C+ -) Z* / C 3iB / - ! @) 5m &
.Q" G>T) )O +)< ->d =T'
m)J C>d' $ @B ;8 -)d Qg > +)gJO G+A / - Q
C0O P+) ! )B - \ Z)DB #8B /T hi + @O )5)gB 0JB -d4 B
-+1 #[ QO )8 1$ 0! 0> #8" * )g>3) 1$
.m)J C' b,) @iL #T @O C3Lp / + i)U - ! ;d ^
.))% Q J" ;$ G+)D -)d T' 0 G+A /
.-$1) )u' {T H) 0 =5 -.143 /01
HB+ iO mO DU -! -)' #S! g -' H) @
4 )*8O -! -)' #S! ;` Q )' B )$T3 )> ! -
.-$1 g hi Q V' y\W G)! B ) )u' Q -u)!
./DU< Y) )5) j)J @)[ @O /[)< k)$ B0
n1 C8B 0> U < Q f)' :-g> y+B |
.)g m 0' )>! &$ )
< Q | )g m 0' )30! 7$ C @'u Yd' $
.) -)' B - - S Go1 )p" DU
.=5 Y` mO -w4" )>O !) m DU m
.-!o\ H)) f1
.)! -d4 B C$T' C)l! 0> /DU< Y) 5)>
@'u C) ` 0> =5 Y` -w4B -! -)' #S! />
. YJ )30! 7$ C
.)30! 7$ C @'u (' - Qd ) U /
.e)[ C8 j -g> @B - )!0' - =5 U
W7 G+D Z* / / v 8X )5)gB 0JB K @B -
.Q$! #8B QO - ->
k)4 / G05) f ! #[ )$T3 )> ! - &$ -.144 /01
.C)p
44
/> d @B C @'u /DU< Y) 5)> -! -)' #S
.)p kj! @) < hwB -* !M *p G)p
.\! )J +0D Cg+ G+A / ;d * -*)8 +0> -
-R 5)4B Q G)' 0 U < &j -.145 /01
g - f0 )) )p " mO )'! @8U m -DDU!
* ! 66 QO 64 ! DT ) 8B / -T) hi '! Q> DU
.j) @Lp / # )! 0 )! @3)>
H) U @B QO )p B 0 -$1 -)> > @B ;1
.bU) I)W @iO +0D )! -'
.C)< Ws 0*)p -L C @i, B 8W ;` o1
VUp k)4 ^+g ! ) u / Hm) &8 / -.146 /01
- =5+ QO hi / -)3O C8 @B -g>) G0 - @X e!
.e)>, #! ! - > -50 m
g! &! e k)$ ) 0JB K @B - =5 ~$
.hi /
< )! ) S )!0' -$1 C @'u )O -.147 /01
C )+gJ +0D ^ C R! / - 4 $ -
.- ;)[ C
@0 - )O o)8 (1 C @'u &' ! iO -.148 /01
.)+gJ -) Z* / C!\[ Q K
! +0 ) g! -$1 )' B - ;)[ + -.149 /01
&+B el / | )+>! - KL Q -A)W C V' H)
C )g!, C k\`\ -! -)' #S! -$1 =5+ Q -)4 <
.-g> K! QO e)g
, 'K; I?J
V' )! H) , #5)4 ! -4 -L 51 H) O -.150 /01
.V)U C308 ;$J [) /g> :hi e\W Q @3)>
45
. # 4 } C3X :-1 > iO
)' B !0 1J Q mO CJ /' @B [) m -.151 /01
.DU &8 g )Tp C!)!B ) )' -
.Yd [) ) 8m &gU H) , #5)4 5)4 #S! +, -.152 /01
@X :/DUp YJ 8 Q K -1 8 @)[ iO -.153 /01
.Y h -A)U H) , #5)4 0 [)
B -0 -d)g +!L! )*+ / +)> j) -.154 /01
H)T)U n'1 -')! -d4 @3)> O 0'4B @" B @Tl
) @3)> V3 / +D 0 ) hi )T)U )! S @B QO G0 ! @
.hi e\W Q
.< G)< B -) ) @ +)> B j) h K)U )! H) O
+! -< -8 ! @)[ iO mO -1[ 0 m g -.155 /01
/ CTl Cp) ! )' B )DUp Z0*)p B C4 )! Z+! C j @3)> Y `
.CA)D W ! G)!
H+0A )3B iO -`) < H)D B C) B B 0
2011 & 106 % B @, > C1 IE<) .Z[, B ; -1 3
(2011 , -F< 22 '()
) d k QO G0 ! +)> kj! @ / -.156 /01
#DT) G+ H8 )> ` +M) d &> :-A)U 3> )u' +M)
.hi e\W Q @3)> V' )! Z0 )! 284
)JL # ^1 C3X +) W 8O M - HB+ iO -.157 /01
.Z0 )! 101 #DT
.Z0 )! 134 #DT )JB Y ` < Q0 $ -.158 /01
.)g> [)! f0 67 61 DT )JB Y d' -.159 /01
-$1) )4 63 #DT) O +)< I)Up" -.160 /01
-)' #S! hi / |+) )! 7 @B @0 )p 4m # 4 Q
. B -!
46
/)' ) nD 0 0*)p @B H) )' B iO -.161 /01
#S! k)4 0 K 0*)< ]) * / g! + =5) ->>
.m)J C -! -)'
D 2
47
B - -$1 4 -j)T 0 ) nD & iO -.166 /01
#8B (B / 168 #DT H) 8! Y ` -AB -U$3 ;8 )*0
.Z+0A P+) ! )B G< #8" * o)1 m @B /R ' )J #[ Q
*0JB Q + iO +0AB ) -U$' /g @B ;1
Q ) V' '! /> ! e` ! )*x)g!O &> ) nD 0 )g!,
.+ hi
: =T' Qg> -.167 /01
:&8 / : ;3<
! C #A) +g 1 /! /DU< Y) 5)> ;d! / : =
.-1
5)> n' @B R ;d! / m)J ) $ @O -
B | m u' &d> T' #) - -!% /DU< Y)
.e)'w 4m
Y) 5)> 0j C ! 0> R ;d! / : >=
.& ! C #A) +g 00$ /DU<
: J # [ @B ;1 -.168 /01
-! -)' #S! ) )4B H+0AB / - : ;3<
: P+) -$1) gJ - ;)[
:-0 >4 *>! J )>B )4B : =
:- kj! : >=
:G ) G+A / -33)> - H0' $ : ,(
& -8M ID' G ) B ()>) /j)> V3 : &!?
:)> d
.K+)D -TD : @@
- +0D fWB -! V5)DW ! -1 @B l iO -.169 /01
.-! -)' #S! QO )+B /' )*+)u3B -g> bU )J
b,) @iL B C @'u 0j k0O -)d )g m 0' +0D @B )
.C30 B @)g ) 7! C'
48
% )3B B -8 )'! KL m -T @B - HB+ iO -.170 /01
.C 4 } )3X QO ) $3 m C3B B - )
f0 / u' - QU /DU< Y) 5) })'* @)[ iO
.)*0> 0 K+)D C # -DU<
.()>) )J +0D )3X -8 )'! @ -T @B - HB+ iO
@3)> )* -T -33) -TD -5)'1 - H0 iO -.171 /01
()> q$ )3X -T)U! B -'8 1! )3B H) ! ) ng -)'8
.-DU< f0 / )g m 0'
:-'8 @3)> )* -T -33) -TD -J)'1 - H0 iO
)g m 0' ()> q$ )3X :-T)U! 1! )3B H) ! ) ng
.-DU< f0 /
) - @X -'1 -d ! -T)U! -T 3)[ iO -.172 /01
.C1! / e)'w 4\ \) @ 0J
B 1$) C J a4 -) C @'u @)[ iO -.173 /01
/ T' ) 1$ -> Y ) @iL @B - o)8 -dU 1$)
.e)'w 4m B | \ G)! @0
bT -dU) B T' #8L &! 1$) B # $ } G+A /
.e)'w 4\ G)! @0 m)J C @'u
u' Hi - /g> 1 -! QO #A 0 0' -.174 /01
B )!0X B )8 B Go1 )p" )TD 4) -1 kj! vJ !
.) 4\ -)A % )*D
N( M?)C L D 2
\ #8" / g VU< C ' iO -.175 /01
.)+gJ )J +0D Z+gJ Q [) K
~ 0 %+ ))% C g -33) -TD /0 4 iO
. H+0AB / - ;)[ Zm /)R ) \, )DUp CO )0 4m
49