Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 41

‫د‪ .

‬علي عبد الظاهر علي عبد اللطيف‬

‫فراقية ابن زريق البغدادي على ضوء المنهج النفسي‬


‫دكتور ‪ /‬علي عبد الظاهر علي عبد اللطيف‬
‫مستخلص الدراسة‬
‫تتناول دراستنا فراقية ابن زريق‪ ،‬ذلك الشاعر البغدادي الطموح الذي قضى نحبة إثر‬
‫مغامرة لتوفير سبل العيش الكريم له ولزوجه‪ ،‬فلم يلق إال اإلحباطات التي أودت بحياته‬
‫كمدا‪ ،‬رأيتها مادة خصبة جدا للدراسات النفسية؛ فهي وليدة معاناة نفسية‬
‫حيث مات ً‬
‫صدرت عن ذات شاعرة حساسة‪ ،‬وعن خبايا ال َّ‬
‫تتكشف إال من خالل دراسة نفسية واعية‪،‬‬
‫لنص أدبي رائع ‪.‬‬

‫عبَّر ابن زريق البغدادي في قصيدته اليتيمة بإخالص عما يعتمل في نفسه من مشاعر‬
‫واآلم‪ ،‬وأخذ يرسم لنا بكلماته ما عاناه من عسر الحال وتجربته مع محبوبته‪ ،‬فأبان لنا‬
‫خبرته وفهمه للحياة والناس ‪.‬‬
‫الحظنا أن القصيدة قد شاع فيها صراع داخلي تماوج ما بين الشدة والهدوء‬
‫والتأزم بين مكونات النفس اإلنسانية (األنا) و(الهو) و(األنا العليا)‪ ،‬كما ظهرت لنا بعض‬
‫خبايا الالشعور‪ ،‬حيث برزت غرائز عدة‪ ،‬حاول الشاعر إخفاءها واستطعنا الوصول إليها‬
‫من خالل معطياتها‪ ،‬كما تبين لنا سيطرة (األنا) على كثير من أبياتها‪ ،‬وشاعت في‬
‫القصيدة ظاهرة (جلد الذات) كإفراز إلحساسه الشديد بالندم‪ ،‬وكذا لمسنا تأكيد الشاعر‬
‫عملية التواصل الروحي والمشاركة الوجدانية في األحاسيس واألفكار بينه وبين محبوبته‪،‬‬
‫والكثير من اللمحات اإلنسانية والظواهر النفسية التي برزت مؤذنة بقرب النهاية الحتمية‪.‬‬
‫الكلمات المفتاحية‪ :‬فاريا ‪ -‬ابن زريق ‪ -‬منهج نفسي ‪ -‬شعراء قصيدة واحدة ‪ -‬اكتئاب ‪-‬‬
‫فاقد الوعي ‪ -‬صراع‬

‫العدد الرابع والعشرون (اجلزء الثالث) ‪2018‬‬ ‫))‬ ‫جملة كلية الرتبية‪ -‬جامعة عني مشس‪15‬‬
‫فراقية ابن زريق البغدادي على ضوء المنهج النفسي‬

(Farqiah ofI Ibn Zureiq al-Baghdadi depending


on the psychological approach)
Dr, Ali Abdelzaher Ali Abdellatif

Abstract
Our stud deal with, Farqiah Ibn Zureik, the ambitious
Baghdadi poet, who died after an adventure to provide a decent
livelihood for him and his wife, was not only the frustrations that
led to his life where he died as a whole, I saw a very fertile material
for psychological studies is the result of psychological suffering
issued by the same sensitive poet and hidden Unfolds only through a
conscious psychological study, to a wonderful literary text.
In his poem, Ibn Zureiq al-Baghdadi sincerely expressed his
feelings and feelings in his own words. He began to draw in his
words the hardships he experienced and his experience with his
beloved, and gave us his experience and understanding of life and
people.
We have noticed that the poem has become an internal
conflict between the intensity and the calmness and tension between
the components of the human soul (ego) , (Id) and (the Supreme
Ego), and also appeared to us some of the hidden feelings, where
emerged several instincts tried to hide the poet and we were able to
access it through its data , As evidenced by the control of the ego on
many of its verses, and the poem is a phenomenon of (self-
flagellation) as a secret to its deep sense of remorse, as well as the
poet's confirmation of the process of spiritual communication and
emotional participation in the feelings and ideas between him and
his beloved, and a lot of human glimpses and psychological
phenomena that emerged A reminder of the inevitable end .

Key words : Farakia - Ibn Zureik - Psychological approach - poets


one poem - depression - unconscious - conflict

2018 )‫العدد الرابع والعشرون (اجلزء الثالث‬ )) 16‫ جامعة عني مشس‬-‫جملة كلية الرتبية‬
‫د‪ .‬علي عبد الظاهر علي عبد اللطيف‬

‫فراقية ابن زريق البغدادي على ضوء المنهج النفسي‬

‫دكتور ‪ /‬علي عبد الظاهر علي عبد اللطيف‬

‫مقدمة‬
‫وج ددد الم ددنهج النفس ددي لد ارس ددة األدب س ددبيله إل ددى النق ددد األدب ددي انطالق داً م ددن أن ال ددنص‬
‫األدب ددي نت دداج معان دداة نفس ددية وتجرب ددة وجداني ددة فري دددة‪ ،‬ف ددنحن ح ددين نتعام ددل م ددع قص دديدة م ددن‬
‫منطددق المددنهج النفسددي فإننددا نتعامددل مددع نددص أدبددي عميددق المعدداني‪ ،‬ثددري الدددالالت غنددي‬
‫بالظواهر النفسية‪ ،‬يكشف عن مكنونات الذات اإلنسانية بمعانيها العميقة‪.‬‬
‫ول ددئن ك ددان هن ددا م ددن نق دداد ومفك ددري العص ددور الحديث ددة م ددن ي ددرون أن للش ددعر جواند د‬
‫در م ددن ص ددفات‬ ‫مس ددتترًة ال يفس ددرها إال الموهب ددة والعبقري ددة ف ددإن الد ارس ددات النفس ددية كش ددفت كثي د ًا‬
‫اء م ددا‬
‫العبقريددة بواس ددطة البحددوي التجريبي ددة المتمثلددة ف ددي المقدداييس واالختب ددارات النفسددية س دو ً‬
‫يتعلق بالعباقرة أو الذكاء‪ ،‬على أساس أنه مكون من مكونات العبقرية في اإلبداع (‪)1‬‬
‫أن هنددا تفدداعالً وتجاوب داً بددين الددنص األدبددي وعلددم الددنفس؛ ذلددك َّ‬
‫أن نظريددة‬ ‫دك َّ‬
‫وال شد َّ‬
‫كل منهما المعرفددة لرخددرح‪ ،‬وحيددث َّ‬
‫إن الو ددع‬ ‫التحليل النفسي ونظرية النص األدبي "تقدم ٌّ‬
‫الوا ددح والحدددود‬ ‫الحقيقي للمحلل النفسي يصبح داخل النص ولدديس خارجدده فد َّ‬
‫دإن التعددار‬
‫الصارمة بين األدب والتحليل النفسي تتالشى" (‪. )2‬‬
‫أيضا‪،‬‬
‫فلم تعد دراسة األدب من حق الناقد األدبي وحده‪ ،‬بل من حق علم النفس ً‬
‫اما على النقد األدبي أن يوسع دائرة بحثه في وجه المنافس الجديد (علم النفس)‬
‫فكان لز ً‬
‫الذي أخذ على عاتقه اإلجابة عن تساؤالت عديدة لم يعرها النقاد أهمية من قبل ‪)3( .‬‬
‫وفي عصرنا الحديث وجدنا النقاد قد تعاملوا مع معطيات علم النفس في دراسة‬
‫النصوص وشخصية المبدع األدبي‪ ،‬فهنا العقاد الذي لم يتوان عن التصريح برأيه قائالً‬
‫‪ ":‬إن مدرسة التحليل النفسي هي أقرب المدارس إلى الرأي الذي ندين به في نقد األدب‬
‫ونقد التراجم ‪ ،‬ونقد الدعوات الفكرية جمعاء" (‪ )4‬مؤكداً إيمانه القاطع‪ ،‬ودون إخفاء‬

‫العدد الرابع والعشرون (اجلزء الثالث) ‪2018‬‬ ‫))‬ ‫جملة كلية الرتبية‪ -‬جامعة عني مشس‪17‬‬
‫فراقية ابن زريق البغدادي على ضوء المنهج النفسي‬

‫لتحمسه الزائد في أنه ‪ " :‬إذا لم يكن من ِّبد من تفضيل إحدح مدارس النقد على سائر‬
‫مدارسه الجامعة‪ ،‬فمدرسة النقد السيكولوجي‪ ،‬أو النفساني أحقها جميعاً بالتفضيل في رأيي‬
‫وفي ذوقي؛ ألنها المدرسة التي نستغني بها عن غيرها‪ ،‬وال نفقد شيئاً من جوهر الفن أو‬
‫الفنان المنقود" ‪)5( .‬‬
‫والمتتبع لنشأة االتجاه النفسي في النقد سيجد أن لدددينا اراء عدددة حددول هددذه النشددأة فددي‬
‫النقد األدبي الحديث عندددنا‪ ،‬نهددا مددا ذكدره مصددطفى سددويت فددي مقدمددة كتابدده األسددس الفنيددة‬
‫فددي اإلبددداع األدبددي ) فددي الشددعر خاصددة‪ ،‬حيددث يرجددع نشددأة هددذا االتجدداه إلددى األسددتاذ أمددين‬
‫الخولي فيقرر أن " األستاذ أمددين الخددولي هددو أول مددن دعددا فددي مصددر إلددى قيددام الد ارسددات‬
‫النفسية لردب ‪)6( .‬‬

‫وبالنظر في تجربة مصطفى سويت في كتابة ( األسس النفسية لإلبداع الفني) ‪،‬‬
‫فإننا نجده من أهم التجارب والبحوي النقدية التي أخذت بمنهج التحليل النفسي‪ ،‬حيث‬
‫رسم من خاللها اتجاهاته المناهجية والمعايير التي تقيم وزناً مؤث اًر للعوامل الخارجية عبر‬
‫تحديد اإلطار المرجعي لقيمة الفنان وإبداعه األدبي وهي من العالمات الهامة البارزة التي‬
‫أتت بعد ريادة العقاد لهذا المنهج‪ ،‬مع األخذ في االعتبار أن تجربة مصطفى سويت‬
‫ليست تجربة نقدية ‪ ،‬فهو رائد من رواد علم النفس‪ ،‬إنما هي تجربة تبحث في كيفية إبداع‬
‫الشاعر دون أن ننسى تجربة محدمد النويهي فدي كتدابه (نفسدية أبي نواس) (‪. )7‬‬

‫ومنها أيضاً ما كتبه عز الدين إسماعيل في كتابه (التفسير النفسي لردب) (‪ )8‬وما‬
‫تناوله مصري حنورة في كتابه (األسس النفسية لإلبداع الفني في المسرحية) (‪ )9‬الذي‬
‫يعد امتدادا لمصطفى سويت ‪.‬‬
‫ويمكن تصنيف الدراسات النقدية األدبية التي تتخذ من نتائج األبحاي النفسية أسسا‬
‫تصدر عنها إلى مجموعتين ‪:‬‬

‫العدد الرابع والعشرون (اجلزء الثالث) ‪2018‬‬ ‫))‬ ‫جملة كلية الرتبية‪ -‬جامعة عني مشس‪18‬‬
‫د‪ .‬علي عبد الظاهر علي عبد اللطيف‬

‫المجموعة األولى ‪ :‬وأعني بها تلك الدراسات التي تتميز بطابع تطبيقي‪ ،‬وذلك‬
‫عندما يعمد الناقد إلى محاولة تطبيق نظرية نفسية ما في عمل نقدي‪ ،‬سواء درس‬
‫شخصية شاعر ما من الشعراء‪ ،‬أو قام بتفسير ظاهرة فنية ما في شعره طبقا تلك‬
‫النظرية‪ ،‬وذلك مثل (أبو نواس) للعقاد ‪ ،‬وكذلك (نفسية أبي نواس) للدكتور محمد‬
‫النويهي‪ ،‬ودراسة العقاد لد (التصغير في شعر المتنبي) وتناول طه حسين لسخرية المعري‬
‫في كتابه (مع أبي العالء في سجنه) وتنا ُقض أبي العالء الفكري في (رأي في أبي‬
‫في مقدمة القصيدة‬ ‫العالء) ألمين الخولي ‪ ،‬وكذلك تفسير عز الدين إسماعيل للنسي‬
‫الجاهلية‪ ،‬وكثير ن تفسيراته للنصوص‪ ،‬وإثبات الدكتور محمد غنيمي هالل حقيقة وجود‬
‫قيس في دراسته (الحياة العاطفية) وغيرها ‪.‬‬
‫اما المجموعة الثانية فتتسم بطابع تحليلي وهي وإن صدر النقاد فيها عن أسس‬
‫نفسية إال أنهم ال يعمدون إلى التطبيق‪ ،‬ويتضح االتجاه النفسي تلقائيا في تحليلهم نتيجة‬
‫رصيد نفسي لديهم في هذا المجال مثل بعض دراسات غالي شكري النقدية كما في‬
‫(قصيدتا ن ومرحلتان) وغير ذلك كثير من دراسات طه حسين التي يستفيد منها من ثقافته‬
‫النفسية وبعض نقدات الدكتور مندور ورجاء النقاش في (أدباء معاصرون) (‪)10‬‬

‫وتأسيساً على ما تقدم‪ ،‬فيحاول هذا البحث تسليط الضوء على إحدح الفرائد الشعرية‬
‫نعدها وغيرنا من عيون الشعر العربي‪ ،‬أال وهي (فراقية (أوعينية أوهائية) ابن زريق‬
‫التي ُّ‬
‫من منطلق دراسة نقدية تتَّبع المنهج النفسي ‪.‬‬

‫في حقيقة األمر هالتني القصيدة حين قرأتها للمرة األولى‪ ،‬ودفعني الفضول العلمي‬
‫ساعيا‬
‫ً‬ ‫إلى إعادة قراءتها من خالل دراسة تكشف عما حوته من دالالت وخبرات نفسية‬
‫أن تكون تلك الدراسة في مستوح ثراء روعة الكلمات ومكنون دخائلها‪ ،‬فوجدتني‬ ‫إلى ْ‬
‫أنساق انسيا ًقا إلى المنهج النقدي النفسي ‪ .‬فقد رأيت قصيدةً رائع ًة تموج باألحاسيس‬

‫العدد الرابع والعشرون (اجلزء الثالث) ‪2018‬‬ ‫))‬ ‫جملة كلية الرتبية‪ -‬جامعة عني مشس‪19‬‬
‫فراقية ابن زريق البغدادي على ضوء المنهج النفسي‬

‫اع‪ ،‬فكل كلماتها صدح النفعال داخلي‪،‬‬


‫الراقية‪ ،‬وتفيض عذوبتها من خالل نشاط نفسي و ٍ‬
‫النفسي ‪.‬‬ ‫أحدا يتصدح لها بالدراسة أو التحليل وهو يغفل الجان‬
‫أن ً‬‫وال أتخيل َّ‬

‫كما أنني رأيتها مادة خصبة جدًا للدراسات النفسية؛ فهي وليدة معاناة نفسية صدرت‬
‫عن ذات شاعرة حساسة‪ ،‬وعن خبايا ال َّ‬
‫تتكشف إال من خالل دراسة نفسية واعية‪ ،‬لنص‬
‫أدبي رائع بكل المقاييس األدبية التي كتبت له الخلود‪ ،‬وهذا ما تحاول دراستنا الوصول‬
‫مستخلصا‬
‫ً‬ ‫مستخدما المنهج الوصفي بوصف ما ترمي إليه األبيات‪ ،‬والمنهج النفسي‬
‫ً‬ ‫إليه‪،‬‬
‫معتمدا على نظريات التحليل النفسي التي و عها فرويد‪ ،‬في‬
‫ً‬ ‫الظواهر النفسية بالقصيدة‬
‫صدد هذه الظواهر‪ ،‬في محاولة إليجاد تفسير نفسي لمرامي الشاعر‪ ،‬وتجربته اإلبداعية‬
‫انطال ًقا من رؤية علماء النفس لها ‪.‬‬

‫ومن نافل القول َّ‬


‫إن هنا عوامل عدة كتبت الخلود لتلك القصيدة‪ ،‬يأتي على رأسها‬
‫تلك النهاية الدراماتيكية لكاتبها‪ ،‬ذلك الفنان المبدع الذي أجاد إخراج مشاعره بقوة ومهارة‬
‫تثيران اإلعجاب‪ ،‬في اخر لحظات حياته‪َّ ،‬‬
‫وكأنه يحكي سيرة ذاتية استخلصها فيما يشبه‬
‫أن القصة التي‬ ‫فضال عن َّ‬
‫ً‬ ‫(فضفضة) إنسانية خرجت على قلمه لتسجل أبياتًا رائع ًة‪،‬‬
‫دارت حول القصيدة‪ ،‬تحمل خالصة ما كتبه شاعرنا في رائعته‪ ،‬وكذا صدقها الفني الناتج‬
‫عن صدق التعبير عن المعاناة النفسية التي مر بها ‪.‬‬

‫تمهيد‬

‫ُع ِّرفت هذه القصيدة بواحدة شاعر بغداد المعدم‪ ،‬علي بن ُزريق البغدادي‪)11( ،‬‬
‫وقد ذكر له عمر فروخ اسمين قائال ‪َّ ":‬‬
‫إن ابن زريق له اسمان ‪ :‬األول الحسن بن زريق‬
‫البغدادي‪ ،‬والثاني هو علي بن زريق البغدادي"‪ )12( ،‬وجاء في معجم المؤلفين إنه ‪" :‬‬
‫توفي‬
‫َّ‬ ‫أبو الحسن علي بن زريق البغدادي‪ ،‬شاعر‪ ،‬كات ‪ ،‬انتقل إلى األندلس‪ ،‬وقيل انه‬
‫فيها سنة (‪ 420‬ه ‪ 1029 /‬م) وقد عرف بقصيدته العينية‪)15( "،‬وغالبية المصادر‬

‫العدد الرابع والعشرون (اجلزء الثالث) ‪2018‬‬ ‫))‬ ‫جملة كلية الرتبية‪ -‬جامعة عني مشس‪20‬‬
‫د‪ .‬علي عبد الظاهر علي عبد اللطيف‬

‫يما فلم‬
‫عيشا كر ً‬
‫ذكرت أن ابن زريق البغدادي تزوج ابنة عمه‪ ،‬وكان يريد أن يوفر لها وله ً‬
‫يجد الظروف مواتية في بغداد ‪" .‬وقيل إنه هام بفتاة وأراد الزواج منها‪ ،‬وحال فقره دون‬
‫وتقرب إليه‬
‫ذلك‪( ،‬وذكرت غالبية المصادر أنها زوجته) فقصد أبا عبد الرحمن األندلسي َّ‬
‫بنسبه‪ ،‬فأراد أبو عبد الرحمن أن يبلوه ويختبره فأعطاه شيئاً نز اًر‪ ،‬فقال البغدادي ‪َّ :‬‬
‫"إنا هلل‬
‫و َّإنا إليه راجعون‪ ،‬سلكت البراري والبحار والمهامه والقفار إلى هذا الرجل فأعطاني هذا‬
‫فيها قصيدته‪.‬‬ ‫اعتل ومات‪ ،‬ووجدوا عند رأسه رقعة كت‬
‫العطاء النزر" ‪ ،‬فانكسرت نفسه و َّ‬
‫(‪)16‬‬

‫أما من ناحية البناء الفني فقد بنيت واحدة ابن زريق على مو وعات عدة هي‪:‬‬
‫العتاب الممزوج بالغزل العذري والشكوح والحكمة‪ ،‬إال َّ‬
‫أن مو وعها األساس كان‬
‫الشكوح‪)17( .‬‬

‫لشاعر ونسبة القصيدة إليه‬


‫ذكر المستشرق كارل بروكلمان أن أبا الحسن علي بن زريق البغدادي كان‬
‫كاتبا ببغداد في حدود سنة ‪420‬ﻫ‪1029/‬م‪ .‬ثم رحل إلى أبي عبد الرحمن األندلسي يرجو‬
‫ً‬
‫نزر شق ذلك عليه‪ ،‬وحز في نفسه‪ ،‬فاعتل ومات‪ ،‬وقال قبل‬
‫العطاء‪ ،‬فلما أعطاه عطاء ًا‬
‫موته عينيته المشهورة في وصف حاله وشكوح أيامه‪ ،‬ونزوحه عن داره‪ .‬و ذكر بروكلمان‬
‫أن مخطوطة العينية في أربعين بيتًا موجودة في برلين‪ .‬كما حدد تاريخ وفاته بأنها سنة‬
‫‪ 420‬هد في تاريخ أدبه العربي(‪. )18‬‬

‫العدد الرابع والعشرون (اجلزء الثالث) ‪2018‬‬ ‫))‬ ‫جملة كلية الرتبية‪ -‬جامعة عني مشس‪21‬‬
‫فراقية ابن زريق البغدادي على ضوء المنهج النفسي‬

‫وقد ذكر الصفدي(ت ‪ 764‬هد) في ( الوافي بالوفيات ) عن شاعرنا‪ ،‬وقصيدته ‪:‬‬


‫البغدادي‪ ،‬له القصيدة التي مدح بها العميد أبا نصر وزير‬ ‫"علي بن زريق‪ ،‬الكات‬
‫طغرلبك التي قال فيها أبو عبد هللا الحميدي‪ :‬قال لي أبو محمد علي بن أحمد ابن حزم‪:‬‬
‫يقال ‪ :‬من تختم بالعقيق‪ ،‬وق أر ألبي عمرو وتفقه للشافعي‪ ،‬وحفظ قصيدة ابن زريق‪ ،‬فقد‬
‫استكمل الظرف"(‪ )19‬ويقصد بالقصيدة المذكورة فراقيته الشهيرة‪.‬‬

‫وقلة شهرة قائلها الذي لم يعرف له إال هذه‬ ‫وقصيدة بهذه الروعة ال تتناس‬
‫القصيدة‪ ،‬ما جعل البعض يشكك في نسبتها إليه‪ ،‬وقد تنوعت اآلراء المشككة في نسبة‬
‫غيرها‪ ،‬حيث لم يؤثر عنه فيما‬ ‫مرجعه أن ابن زريق لم يكت‬ ‫القصيدة إليه‪ ،‬ولعل السب‬
‫عداها إال شذرات من أبيات بسيطة ال ترقى إلى أن تضعه في مكانة تليق بواحدته‬
‫الفريدة‪ ،‬وتكهنوا أن تكون لغيره كأن تكون لفقيه رفض الكشف عن شخصيته أو لشاعر‬
‫كبير أخفى نفسه وأن ابن زريق شخصية عنقائية الوجود وأن القصيدة قالها عدة شعراء‬
‫(‪ )20‬وأيا كانت التشكيكات فهي لن تؤثر على روعة القصيدة وعلو رصيدها الفني من‬
‫اإلبداع األدبي‪ ،‬فعمق المأساة التي عاشها شاعرنا قد أفرزت لنا رائعته الفريدة‪ ،‬فال‬
‫نستبعد أن يكون شاعرنا نبغ كما نبغ الذبياني‪ ،‬فأصابت قصيدته ما أصابت من منزلة‬
‫رفيعة ‪.‬‬

‫ياع‬ ‫كمدا على‬


‫والموازنة بين اآلراء ال يحسمها رأي قاطع‪ ،‬فما كان ليعتل ويموت ً‬
‫شعره وصغر المكافأة مقارنة بقصيدته إال إذا كان واثقا من روعة شعره وقيمة قصيدة‬
‫المدح التي مدح بها أبا عبد الرحمن األندلسي‪( ،‬رغم أن القصيدة لم ترد في أي مصدر‬
‫مغمور خامل الذكر‬
‫ًا‬ ‫من المصادر) وعلو مكانته بين قومه في بغداد‪ ،‬فهذا ينفي كونه‬
‫فضال عن (سيمترية) القصيدة بأسلوب واحد من بديتها لنهايتها‬
‫ً‬ ‫خلدته قصيدة واحدة‪،‬‬
‫فقيها مجهوًال أخفى نفسه‬ ‫ينفي َّ‬
‫أن هنا أكثر من واحد قد أ اف عليها‪ ،‬وإذا كان قائلها ً‬

‫العدد الرابع والعشرون (اجلزء الثالث) ‪2018‬‬ ‫))‬ ‫جملة كلية الرتبية‪ -‬جامعة عني مشس‪22‬‬
‫د‪ .‬علي عبد الظاهر علي عبد اللطيف‬

‫اقعا أمامنا في أكثر من‬


‫المجهول مادام المعلوم و ً‬ ‫فلماذا أخفاها ؟ ومن هو؟ ولماذا نفتر‬
‫رواية ؟ !‬
‫فكلها اجتهادات‪ ،‬ولو انطلقنا وراء تفنيد كل رواية الستغرق األمر بحوثًا طويلة ال‬
‫مجال لها في دراستنا‪ ،‬وسيكون المنطلق من الرواية التي اعتمدها َّ‬
‫النقاد و ٌّ‬
‫الشراح من أنه‬
‫مضطر إلى تحييد‬
‫ًا‬ ‫قالها قبيل وفاته مباشرة‪ ،‬ومات وهي بين يديه‪ ،‬ويجد الباحث نفسه‬
‫العناصر المحيطة بالقصيدة وأهمها نسبة القصيدة لقائلها‪ ،‬فمن نافل القول َّ‬
‫إن القصيدة‬
‫ستفقد سحرها ورومانسيتها لدح التوقف بإزاء عالمات االستفهام التي تحيط بشخصية‬
‫رورتان ال غنى عنهما؛ إل اءة النص بما‬ ‫قائلها‪ .‬رغم أن المقدمة والتمهيد السابقين‬
‫َّنا‬ ‫يكشف عن الظروف المحيطة بالقصيدة‪ ،‬وسواء أعطاه الممدوح ماالً نز اًر ليختبره أو‬
‫من ما نحيده‪ ،‬وهذا مما ال مفر منه؛ ألننا لو سرنا وراء هذه‬ ‫عليه بالمال‪ ،‬فهذا أيضا‬
‫العناصر ألعيانا البحث ولخرجنا عن مو وعنا الرئيس وهو التحليل النفسي للقصيدة‪،‬‬
‫جراها ونختصم‪ ،‬فآثرنا‬ ‫وعلى ٍ‬
‫كل فقد نام نومته األبدية ملء جفونه عن شواردها‪ ،‬لنسهر َّ‬
‫أن يكون التعامل معها كنص أدبي نتاج معاناة شاعر عبقري ‪.‬‬

‫العدد الرابع والعشرون (اجلزء الثالث) ‪2018‬‬ ‫))‬ ‫جملة كلية الرتبية‪ -‬جامعة عني مشس‪23‬‬
‫فراقية ابن زريق البغدادي على ضوء المنهج النفسي‬

‫القصيدة‬
‫سميت هذه القصيدة بد (القصيدة اليتيمة)؛ َّ‬
‫ألن ناظمها لم ينظم في حياته غيرها‪،‬‬
‫فهي القصيدة الوحيدة التي وصلت إلينا ‪ ،‬وبد (الفراقية) ؛ َّ‬
‫ألن مو وعها الفراق والبعد عن‬
‫محبوبته‪ ،‬وبد (العينية)‪َّ ،‬‬
‫ألن رويَّها عين المضمومة‪ ،‬والهاء هي وصل وحركة الهاء هي‬
‫‪ .‬ومنهم من أسماها (أم الغرائ )؛ ألنها ليست من نظمه‪،‬‬ ‫الخروج في علم العرو‬
‫ولكنها من شعر الجن‪ ،‬قالوها وهم يعايشون حياته‪ ،‬وكتبوها ثم و عوها في رقعة تحت‬
‫رأسه عند موته (‪ )21‬ولعل ذلك يشير إلى أن الحكاية والقصيدة أصبحتا من التراي‬
‫الشعبي المتناقل مشافهة بين الناس‪ ،‬وما يدعم رأينا هذا أن الجواري كن يتغنين بها في‬
‫مجالس األمراء والطرب‪ )22( ،‬باإل افة إلى تبديل بعض الكلمات في القصيدة دون‬
‫المساس بموسيقاها العذبة‪.‬‬
‫اختار لها بحر البسيط "وهو وزن كثير المقاطع‪ ،‬يص ُّ فيه الشاعر من أشجانه ما‬
‫المركبة‪َّ ،‬‬
‫يتألف من ثماني‬ ‫َّ‬ ‫يتنفس عنه أحزانه وجزعه " (‪ )23‬والبحر البسيط من البحور‬
‫تفعيالت‪ ،‬من خالل التكرار المتناوب بين تفعيلتي (مستفعلن) الطويلة و(فاعلن) القصيرة‪،‬‬
‫فضالً عن الموسيقى الداخلية والقافية يظهر الجمال الموسيقي في القصيدة كما في قوله‬
‫‪:‬‬
‫فضيقت بخطوب الدهر أ لعه‬ ‫يحمله‬ ‫مضطلعا بالخط‬
‫ً‬ ‫قد كان‬
‫(مستفعلن) (فعلن) (مستفعلن) (فعلن)‬ ‫(مستفعلن) (فعلن) (مستفعلن) (فعلن)‬
‫فقد استخدم البسيط مخبون العرو ة والضرب‪ ،‬وربما كانت الحال النفسية للشاعر‬
‫قد دعته إلى اختيار البحر البسيط المخبون‪ ،‬إذ يرح عز الدين إسماعيل َّ‬
‫"أن الشعراء‬
‫ِّ‬
‫يعبرون عن حال الحزن باألوزان الطويلة " (‪)24‬‬
‫الدكتور عز الدين إسماعيل في كتابه التفسير النفسي لردب إلى الخليل‬ ‫وقد نس‬
‫؛ حيث ذكر أن‬ ‫أنه الحظ أن بعض األوزان الشعرية أخص من بعض ببعض األغ ار‬
‫بعض األوزان " يتفق وحالة الحزن ‪ ،‬وبعضها يتفق وحالة البهجة ‪ ،‬وما إلى ذلك من‬
‫أحوال نفسية ‪ .‬وعلى هذا فالشاعر حين يعبر عن نفسه من خالل الوزن المعين ‪ ،‬إنما‬
‫العدد الرابع والعشرون (اجلزء الثالث) ‪2018‬‬ ‫))‬ ‫جملة كلية الرتبية‪ -‬جامعة عني مشس‪24‬‬
‫د‪ .‬علي عبد الظاهر علي عبد اللطيف‬

‫يختار لنفسه أكثر األشكال الطبيعية تناسبا مع حالته الشعرية ‪ ،‬وعندئذ يمكن أن يقال ‪:‬‬
‫إن الوزن ‪ ،‬رغم أنه صورة مجردة ‪ ،‬يحمل داللة شعورية عامة مبهمة ‪ ،‬ويتر للكلمات‬
‫بعد ذلك تحديد هذه الداللة " (‪)25‬‬
‫ولو طبقنا نظرية الخليل لوجدنا أن شاعرنا قد لجأ إلى بحر البسيط بوصفه مال ًذا‬
‫موظفا تفعيالته كأنات يعزف بها على قيثارة أحزانه‪ ،‬فعلى‬
‫ً‬ ‫يبث من خالله لواعجه واالمه‪،‬‬
‫الرغم من أن واحدة ابن زريق بنيت على عدة مو وعات منها العتاب الممزوج بالغزل‬
‫العذري واالعتذار والحكمة‪ ،‬فمو وعها األساس هو الشكوح‪.‬‬
‫والقصيدة تخلو من الكلمات الصعبة‪ ،‬وهي غزلية‪ ،‬رقيقة‪ ،‬لطيفة‪ ،‬تحمل عواطف‬
‫أن أصبحت من عيون الشعر العربي‪ ،‬وأن يعدها فاروق‬ ‫جياشة وصادقة‪ ،‬فال عج‬
‫في الشعر العربي‪ )26( ،‬وتتميز بالوحدة‬ ‫شوشة واحدة من أجمل عشرين قصيدة ح‬
‫العضوية إلى حد كبير؛ فهي تسير في خيط شعوري واحد من أولها حتى اخرها‪ ،‬كما‬
‫تتسلسل في خيط فكرح واحد ما ِّ‬
‫يسهل عملية التحليل النفسي ‪ .‬وأبياتها ‪:‬‬

‫يسمع ُه‬ ‫حقا ولكن ليس‬ ‫قد ِّ‬


‫قلت ًّ‬ ‫ولع ُه‬
‫ُ‬ ‫ال تعذليه فإن العذل ُي ُ‬ ‫‪-1‬‬
‫ينفع ُه‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫جاوزت في ل ْو ِّمه حًّدا أ ر به‬
‫حيث قد ْرت أن اللوم ُ‬
‫من ُ‬ ‫‪-2‬‬
‫وجع ُه‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫من عذله فهو ُمضنى القل ُم ُ‬ ‫تأنيبه بدالً‬ ‫فاستعملي الرفق في‬ ‫‪-3‬‬
‫لع ُه‬ ‫ِّ‬ ‫بخ ِّ‬ ‫ضطلعا بالخط ِّ يحمله‬
‫الدهر أ ُ‬ ‫طوب‬ ‫عت ُ‬
‫ضل ْ‬‫فُ‬ ‫ً‬ ‫قد كان ُم‬ ‫‪-4‬‬
‫كل يوم ما ُيرو ُع ُه‬ ‫من النوح َّ‬ ‫يكفيه من لوعة التفنيد أن له’‬ ‫‪-5‬‬
‫يجمع ُه‬
‫ُ‬ ‫أي إلى سفر بالبين‬ ‫رٌ‬ ‫ما اب من ٍ‬
‫سفر إال وأزعجه‬ ‫‪-6‬‬
‫ِّ‬
‫يودع ُه‬
‫ُ‬ ‫كدحا وكم ممن‬ ‫للرزق ً‬ ‫‪ -7‬تأبى المطال إال أن تجشمه‬
‫ِّ‬
‫بفضاء هللا يذرُع ُه‬ ‫ُموك ٌل‬ ‫‪ -8‬كأنما هو من ِّح ٍل ومر ٍ‬
‫تحل‬ ‫ُ‬
‫ولو إلى السند أ حى وهو مربعه‬ ‫ِّ‬
‫الرحيل غنى‬ ‫‪ -9‬إذا الزمان أراه في‬
‫ً‬
‫تقطع ُه‬
‫ُ‬ ‫ِّ‬
‫اإلنسان‬ ‫رزًقا وال دع ُة‬ ‫‪ -10‬وما مجاهدةُ اإلنسان واصل ًة‬
‫يخلق هللاُ من خْل ٍق ُيضي ُع ُه‬
‫ِّ‬ ‫لم‬ ‫هم‬ ‫ِّ‬
‫‪ -11‬قد وزع هللاُ بين الخلق رزق ُ‬
‫العدد الرابع والعشرون (اجلزء الثالث) ‪2018‬‬ ‫))‬ ‫جملة كلية الرتبية‪ -‬جامعة عني مشس‪25‬‬
‫فراقية ابن زريق البغدادي على ضوء المنهج النفسي‬

‫ِّ‬
‫مسترزًقا وسوح الغايات تُْق ُ‬
‫نع ُه‬ ‫حرصا فلست ترح‬ ‫لكنهم ُكلُفوا ً‬ ‫‪-12‬‬
‫اق قد ُق ِّسم ْت ب ِّغي أال إن ب ْغي المرِّء يصرُع ُه‬
‫الحرص في الرز ِّق واألرز ُ‬ ‫ُ‬ ‫و‬ ‫‪-13‬‬
‫ٌ‬
‫مع ُه‬
‫ط ُ‬ ‫حيث ُي ْ‬
‫إرثًا ويمنعه من ُ‬ ‫يمنع ُه‬
‫حيث ُ‬ ‫الدهر يعطي الفتى من ُ‬ ‫و ُ‬ ‫‪-14‬‬
‫ِّ‬
‫بالكرِّخ من فلك األزر ِّار م ُ‬
‫طلع ُه‬ ‫قمر‬
‫استودعُ هللا في بغداد لي ًا‬ ‫‪-15‬‬
‫ُودع ُه‬ ‫ِّ‬
‫صفو الحياة وأني ال أ ُ‬ ‫ودعتُ ُه وب ُِّودي لو ُيود ُعني‬ ‫‪-16‬‬
‫حال ال تُشف ُع ُه‬ ‫وللضرورة ٌ‬ ‫‪ -17‬كم قد تشفع بي أن ال أفارقه‬
‫أدمع ُه‬ ‫ِّ‬
‫مستهالت و ُ‬ ‫ٌ‬ ‫وأدمعي‬ ‫الرحيل ُ حى‬
‫ً‬
‫‪ -18‬وكم تشبث بي يوم‬
‫عنه ِّبُفرقِّت ِّه لكن أُرِّق ُع ُه‬ ‫الصبر ُمنخر ٌق‬
‫ِّ‬ ‫ثوب‬ ‫ِّ‬
‫‪ -19‬ال أ ْكذ ُب هللا ُ‬
‫وجرمي ال ُيوِّس ُع ُه‬ ‫بالبين عني ُ‬ ‫ِّ‬ ‫‪ -20‬إني أوسع ُعذري في جنايته‬
‫يخلع ُه‬
‫الملك ُ‬ ‫يسوس ُ‬‫ُ‬ ‫وكل من ال‬ ‫ُ‬ ‫لكا فلم أُحسن سياست ُه‬
‫زقت ُم ً‬
‫ُر ُ‬ ‫‪-21‬‬
‫ُش ْك ٍر عليه فإن هللا ينزُع ُه‬ ‫النعيم بال‬
‫ِّ‬ ‫البسا ثوب‬
‫ومن غدا ً‬ ‫ْ‬ ‫‪-22‬‬
‫كأسا أُجرعُ منها ما أجرُع ُه‬ ‫اعتضت من ِّ‬
‫وجه ِّخلي بعد ُفرقته‬ ‫‪-23‬‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫أدفع ُه‬ ‫كم ٍ‬
‫لست ُ‬ ‫الذن ُ وهللا ذنبي ُ‬ ‫قلت له‬‫قائل لي ( ُذقت البين) ُ‬ ‫‪-24‬‬
‫اتبع ُه‬
‫شد ُ‬ ‫الر ُ‬
‫لو أنني يوم بان ُّ‬ ‫أجمع ُه‬
‫ُ‬ ‫الرشد‬
‫ُ‬ ‫‪ -25‬أال أقمت فكان‬
‫بحسرٍة منه في قلبي تُقط ُع ُه‬ ‫ألقطع أيامي وأُنفدها‬
‫ُ‬ ‫‪ -26‬إني‬
‫أهجع ُه‬ ‫لست‬ ‫ٍ‬ ‫‪ -27‬بمن إذا هجع النو ُام ِّب ُّت له‬
‫ُ‬ ‫بلوعة منه ليلي ُ‬
‫ضجع ُه‬ ‫يطمئن له ُمذ ِّب ْن ُت م‬ ‫ال‬ ‫مضجع وكذا‬ ‫ِّ‬
‫يطمئ ُن لجنبي‬ ‫‪ -28‬ال‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬
‫تفجع ُه‬
‫به وال أن بي األيام ً‬ ‫كنت أحس ُ أن الدهر يفجعني‬ ‫ما ُ‬ ‫‪-29‬‬
‫وتمنع ُه‬ ‫عسراء تمنعني حظي‬ ‫حتى جرح البين فيما بيننا ٍ‬
‫بيد‬ ‫‪-30‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫كنت من ري ِّ دهري جازًعا فرًقا فلم أو َّق الذي قد ُ‬
‫كنت أجزُع ُه‬ ‫قد ُ‬ ‫‪-31‬‬
‫بع ُه‬ ‫اثاره وعفت ُم ْذ ِّب ُ‬
‫نت أر ُ‬ ‫ِّ‬
‫العيش الذي درست‬ ‫باهللِّ يا منزل‬ ‫‪-32‬‬
‫رجع ُه‬
‫ته تُ ُ‬‫أم الليالي التي أمض ُ‬ ‫معيد فيك لذتنا‬
‫الزمان ٌ‬
‫ُ‬ ‫‪ -33‬هل‬
‫غيث على مغنا يمرُع ُه‬‫وجاد ٌ‬ ‫‪ -34‬في ذمة هللاِّ م ْن أصبحت منزله‬
‫ٍ‬
‫صدق ال أُ ي ُع ُه‬ ‫عهد‬
‫كما له ُ‬ ‫‪ -35‬من عنده لي عهد ال ُيضيعه‬
‫العدد الرابع والعشرون (اجلزء الثالث) ‪2018‬‬ ‫))‬ ‫جملة كلية الرتبية‪ -‬جامعة عني مشس‪26‬‬
‫د‪ .‬علي عبد الظاهر علي عبد اللطيف‬

‫جرح على قلبه ذكري ُيص ِّد ُع ُه‬ ‫‪ -36‬وم ْن ُيصدعُ قلبي ذكره وإذا‬
‫حال ُيمِّت ُع ُه‬
‫به وال بي في ٍ‬ ‫‪ -37‬ألصبرَّن لدهر ال يمتعني‬
‫أوسع ُه‬
‫ُ‬ ‫يق األمر إن فكرت‬
‫فأ ُ‬ ‫علما بأن اصطباري ُمعق ٌ ً‬
‫فرجا‬ ‫ً‬ ‫‪-38‬‬
‫وتجمع ُه‬
‫ُ‬ ‫يوما‬
‫جسمي ستجمعني ً‬ ‫‪ -39‬عسى الليالي التي أ نت ُبفرقتنا‬
‫يصنع ُه (‪)27‬‬
‫ُ‬ ‫فما الذي في قضاء هللا‬ ‫‪ -40‬وإن تغل أحد منا منيته‬

‫شخصية الشاعر‬
‫قصيدته وهو في حال نفسية مزرية تتضح‬ ‫ال يختلف اثنان على أن الشاعر كت‬
‫في كل كلمة من كلماته وتنضح بعاطفة األسى الناتج عن م اررة جاءت كإفراز طبيعي‬
‫لمأساة تمثلت في تحطم اآلمال على صخرة الواقع‪ ،‬أما عن شخصية الشاعر فمن خالل‬
‫القصيدة تتضح شخصيته الحائرة المترعة بالحزن الشديد‪ ،‬التي قابلت من الصدمات ما‬
‫مر بها‪ ،‬ولم تقو عليها عزيمته التي‬
‫وكمدا؛ نظ ار لقسوة الظروف التي َّ‬
‫ً‬ ‫أنهى حياته حزًنا‬
‫قابلت اإلحباط تلو اآلخر‪ ،‬وقاومت الرغبة الشديدة في أنس الحبيبة ليحمل كل أسلحته‬
‫ليقاوم و ًعا مر ًيرا‪ ،‬محاول ًة لتغيير واقع بئيس ما جعل الحزن يتسرب إلى نسيج نفسه‪،‬‬
‫تسرب إلى نسيج وجوده اإلنساني‪ ،‬وثيمة الحزن التي طغت على القصيدة جاءت‬ ‫كما َّ‬
‫نتاج عجز الشاعر عن إشباع دوافع النفسية واالنفعالية‪ ،‬حيث حالت دون ذلك كثير من‬
‫منيعا لمواجهة تلك الدوافع والنزعات المشروعة ‪.‬‬
‫سدا ً‬‫الظروف التي وقفت ً‬
‫كذلك يمكننا أن تستشف الكثير من صفات الشاعر التي برزت من خالل األبيات‪،‬‬
‫وأرح أن من أهمها هي صفة التدين‪ ،‬تلك الصفة التي جعلته يتقبل قضاء هللا فلم ِّ‬
‫يبد‬
‫اعت ار ا ولم ِّ‬
‫يلق بالالئمة إال على نفسه‪ ،‬ويبدو أنه مستسلم تماما لقضاء هللا فيه ويبدو‬
‫هذا االستسالم في ‪:‬‬

‫يذرُع ُه‬ ‫ِّ‬


‫بفضاء األر‬ ‫ُموك ٌل‬ ‫كأنما هو من ِّح ٍل ومر ٍ‬
‫تحل‬ ‫ُ‬

‫يخلق هللاُ من خْل ٍق ُيضي ُع ُه‬


‫ِّ‬ ‫لم‬ ‫هم‬ ‫ِّ‬
‫قد وزع هللاُ بين الخلق رزق ُ‬
‫العدد الرابع والعشرون (اجلزء الثالث) ‪2018‬‬ ‫))‬ ‫جملة كلية الرتبية‪ -‬جامعة عني مشس‪27‬‬
‫فراقية ابن زريق البغدادي على ضوء المنهج النفسي‬

‫وتجمع ُه‬
‫ُ‬ ‫يوما‬
‫جسمي ستجمعني ً‬ ‫عسى الليالي التي أ نت ُبفرقتنا‬

‫فما الذي بقضاء هللا نصنعه‬ ‫وإن تغل أحد من منيته‬

‫كما أنه قد ذكر لفظ الجاللة عشر مرات في أبياته األربعين هو ما يعني أنه ذكر‬
‫الفظ في ربع أبياته وهذه نسبة ليست قليلة‪ ،‬إن دلت على شيء فإنها تشير إلى روح‬
‫التدين لديه ‪ ،‬فلم يذكر لفظ الجاللة إال بالتقديس واالستسالم لقضائه سبحانه جل وعال‬
‫وء المنهج النفسي نجد أنه من األهمية بمكان‬ ‫‪.‬وحين نتطرق إلى دراسة القصيدة على‬
‫أن نعرج إلى ما استخدمه الشاعر من وسائل التأثير النفسي التي نفذت إلى وجدان‬
‫القصيدة والتي نراها في ‪:‬‬ ‫المتلقي من خالل استع ار‬

‫‪ -‬استخدام أسلوب الحوار الفني الذي يكشف عن الفكرة من خالل تجاذب أطراف‬
‫الحديث ‪.‬‬
‫‪ -‬استخدام أسلوب القصة والحكاية بسرد مأساته مع زوجته في إطار قصصي به‬
‫الشخوص (هو وزوجه) والزمان (الضحى) والمكان (الكرخ‪ ،‬فلك األزرار‪ ،‬غربته) والحدي‬
‫مفارقته محبوبته وتشب ثها به وخيبة أمله في غربته ‪ .‬في مشهر حسي حركي كلقطة‬
‫سينمائية لمشهد مؤلم ‪.‬‬
‫‪ -‬كما يبدو لنا عمق تأثير تلك القصيدة في المتلقي من خالل الصدق الفني‪ ،‬ذلك‬
‫صدقه في‬
‫ُ‬ ‫الصدق الذي يتبلور في صدق الشاعر في تعامله مع مو وعها‪ ،‬وكذلك‬
‫عر أفكاره وصدقه في التعبير عن مشاعره وصدق العاطفة التي كانت نتاج مأساة‬
‫حقيقية محورها األسى وتفرع عنها الندم واالعتذار والحزن والقلق والشوق عبر عنها‬
‫بكلمات موحية بكل معاني األلم‪ ،.‬فقد حاول الشاعر أن يصور لنا االمه وعشقه‬
‫لمحبوبته‪ ،‬مبر ازً حالته العاطفية ومشاعره الوجدانية من خالل الكلمات‪ ،‬فالصدق ال يعني‬
‫النقل الحرفي للواقع المادي‪ ،‬بل هو التعبير عن حقيقة االنفعال الذي ينفعل به اإلنسان‬

‫العدد الرابع والعشرون (اجلزء الثالث) ‪2018‬‬ ‫))‬ ‫جملة كلية الرتبية‪ -‬جامعة عني مشس‪28‬‬
‫د‪ .‬علي عبد الظاهر علي عبد اللطيف‬

‫أمام هذا الواقع في تجربته الحيوية‪ ،‬ألن الفن هو الحقيقة اإلنسانية مصورة من خالل‬
‫نفسية الفنان‪.‬‬

‫‪ -‬استخدام أقوح أسالي التوكيد وهي عن طريق القسم سواء كان صر ً‬


‫يحا أم غير‬
‫صرح بأداة القسم أم لم ِّ‬
‫يصرح‪ ،‬وذلك في ‪:‬‬ ‫اء َّ‬
‫صريح ‪،‬سو ً‬

‫يش ‪ِّ -‬في ِّذ َّم ِّة َللاِّ ِّمن أصبحت منزل ُه ‪ -‬أل ِّ‬
‫صبرَّن على دهر ال‬ ‫ِّباَللِّ يا م ِّ‬
‫نزل الع ِّ‬
‫ألقطع أيامي وأُنفدها ‪.‬‬ ‫بر ُمنخر ٌق ‪ .‬إني‬ ‫ثوب الص ِّ‬ ‫ِّ ِّ‬
‫ُ‬ ‫ذب َللا ُ‬
‫ُيمت ُعني ‪ -‬ال أ ُك ُ‬

‫منها أبياته مثل‪:‬‬ ‫‪ -‬سالمة األفكار عن طريق الحكم التي‬

‫تقطع ُه‬
‫ُ‬ ‫رزقاً وال دعة اإلنسان‬ ‫وما مجاهدة اإلنسان توصله‬
‫يضيع ُه‬
‫ُ‬ ‫لم يخلق هللا مخلوقا‬ ‫وهللا قسم بين الخلق رزقهم‬
‫شكر اإلله فعنه هللا ينزُع ُه‬ ‫ومن غدا البساً ثوب النعيم بال‬
‫يخلع ُه‬
‫وكل من ال يسوس الملك ُ‬ ‫‪............‬‬

‫‪ -‬قوة التأثير عن طريق استخدام قافية العين المنتهية بالهاء المضمومة وكأن كل‬
‫بيت اهة صارخة كدفقة شعورية تحمل االمه وأودعها ما يعتمل في نفسه من مشاعر‬
‫فاقت احتماله‪.‬‬

‫وهذه الوسائل استخدمها الشاعر (شعوريا أو الشعورياً) بحرفية فنان مبدع يعرف‬
‫كيف تنفذ كلماته إلى المتلقي بأيسر السبل‪ ،‬فجاءت كلماته نابضة بهذه األحاسيس‬
‫مشبعة بظواهر نفسية نتاج معاناته‪ ،‬وهذه الظواهر كما رأيناها هي ‪:‬‬
‫االستهالل وصراع (األنا) و(الهو) و(األنا) األعلى‬
‫افتتح شاعرنا قصيدته بغزل ممزوج بعتاب الحبيبة‪ ،‬وفي حقيقة األمر يحار العقل‬
‫في تمييز الطرف الثاني في الحوار ! فهل يحاور نفسه‪ ،‬أم يحاور محبوبته؟ أنفسه هي‬

‫العدد الرابع والعشرون (اجلزء الثالث) ‪2018‬‬ ‫))‬ ‫جملة كلية الرتبية‪ -‬جامعة عني مشس‪29‬‬
‫فراقية ابن زريق البغدادي على ضوء المنهج النفسي‬

‫عنها ‪ ،‬أم زوجته محبوبته هي التي تلومه؟ في‬ ‫التي تلومه على أفعاله التي لم تر‬
‫حوار مفتعل‪ ،‬بأسلوب مشوق يجعل النفس تتلهف إلى معرفة ما دار بينهما من كالم من‬
‫وعد هذا‬
‫فعمد إلى إثارة أسماع المتلقي بهذا العتاب‪ُ ،‬‬ ‫خالل هذا العتاب الرقيق‪، ،‬‬
‫فقال في مطلعها ‪:‬‬ ‫االفتتاح مفتاح ًا للحدي الشعري‪،‬‬
‫قد ق ِّ‬
‫لت حقاً ول ِّكن ليس يسم ُع ُه‬ ‫ال تعذِّليه فِّإ َّن العذل ُي ِّ‬
‫ول ُع ُه‬
‫ثم يقول ‪:‬‬
‫ِّم د دن حيد ددث ق د د ِّ‬
‫درت أ َّن النصد ددح ينف ُع د د ُه‬ ‫زت ِّف د دي نصد ددحه ح د دداً أ د د َّرب ِّ‬
‫ِّه‬ ‫جد دداو ِّ‬
‫ِّمد دن عس د ِّ‬
‫دفه ف ُهد دو ُمض ددنى القلد د ِّ ُموج ُعد د ُه‬ ‫الرف ددق ِّفد دي تِّأِّنيِّبد د ِّه بد ددالً‬
‫عملِّي ِّ‬ ‫فاس ددت ِّ‬
‫وب الب د د د ددين أ د د د دلُ ُع ُه‬ ‫ط د د د د ِّ‬
‫ض د د د ديَّقت ِّب ُخ ُ‬ ‫ق د د د دد ك د د د ددان مضد د د ددطلعاً ِّبالخط د د د د ِّ ي ِّ‬
‫فُ‬
‫حملُ د د د د ُه‬ ‫ُ‬
‫ِّمد د دن الن د د دوح ُكد د د َّل ي د د دو ٍم مد د ددا ُيرو ُع د د د ُه‬ ‫كفيد د د ِّده ِّمد د دن لوع د د دة التشد د ددتيت أ َّن ل د د د ُه‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ي ِّ‬
‫زم يزم ُعد د د د ُه‬‫أي ِّإل د د ددى سد د د دف ٍر ِّب د د دالع ِّ‬
‫رُ‬ ‫م د د ددا اب ِّم د د دن سد د د دف ٍر ِّإال وأزعج د د د ُه‬
‫داء َللاِّ يذرُعد د د د د ُه‬
‫موَّكد د د د د ٍل ِّبفض د د د د ِّ‬
‫ُ‬ ‫كأَّنم د د د ددا ُهد د د د دو ِّفد د د د دي ِّحد د د د د ِّل و ُمرتح د د د د ٍدل‬

‫ِّإلى السند أ حى و ُهو مر ُ‬


‫بع ُه‬ ‫يل ِّغنى‬ ‫ِّإذا الزمان أراه في الر ِّح ِّ‬
‫ُ‬
‫ً‬
‫اقتصر الشاعر على هذه االفتتاحية المباشرة التي نفذ بها إلى الغر مباشرة دون‬
‫أن يستهلها بمقدمة غزلية أو خمرية أو طللية‪ ،‬فهذه اخر قصيدة يكتبها في حياته‬
‫القصيرة‪ ،‬ويبدو أنه يشعر بهذا الشعور (كما يحدي عادة لمن يتوفى) والوقت ال يسعفه‬
‫لمقدمات لغر ه الذي يلح عليه بالكتابة‪ ،‬وهو التسجيل األدبي لمعاناته النفسية ‪.‬‬
‫الشخصية البشرية‬ ‫من خالل األبيات تتضح شخصية الشاعر ومعاناته بين جوان‬
‫‪ ،‬تلك التقسيمة التي اعتمدها فرويد عالم النفس الشهير للشخصية اإلنسانية‪ ،‬حيث تعتمد‬
‫النظرة التحليلية للشخصية عند فرويد على ركائز ثالي هي ‪( :‬الهو) (‪ .)28‬و(األنا)‬
‫(‪ )29‬و(األنا) األعلى (‪)30‬‬
‫وقددد أو ددحها الق دران فددي ثالثددة أنفددس ‪ :‬فددالنفس األمددارة هددي (الهددو) والددنفس اللوامددة‬
‫هددي (األنددا) العليددا والددنفس المطمئنددة هددي (األنددا) حددين توفددق بددين رغبددات (الهددو) و(األنددا)‬
‫ميره الذي يؤنبه على تر محبوبته والسفر للمجهول ‪.‬‬ ‫العليا (‪.)31‬وتتمثل في‬
‫العدد الرابع والعشرون (اجلزء الثالث) ‪2018‬‬ ‫))‬ ‫جملة كلية الرتبية‪ -‬جامعة عني مشس‪30‬‬
‫د‪ .‬علي عبد الظاهر علي عبد اللطيف‬

‫قصيدته بالنهي لتلك (األنا) العليا؛ ففيه ما يكفيه من األسى‬ ‫استهل شاعرنا‬
‫َّ‬
‫والحزن‪ ،‬وهو نهي ُمب َّرر بما يليه من تعليل لرفض العذل (اللوم) الذي تلقيه تلك (األنا‬
‫العليا) الذي بلغ تأثيره على الشاعر باشتعال النيران في قلبه‪ ،‬رغم اعترافه المسبق َّ‬
‫بأنها‬
‫على حق‪ ،‬و َّأنه هو المخطئ ‪.‬‬
‫وهذا النصح لم ِّ‬
‫يؤت ثماره؛ لتجاوزه الحد الذي َّأدح إلى الضد‪ ،‬فأ َّر به النصح‪ ،‬ثم‬
‫تعاود (هو )الشاعر استعطاف (األنا العليا) أن تترفق معه؛ فقلبه ال يتحمل التأني‬
‫يوميا بما يروعه ‪.‬‬
‫واللوم؛ ألن أحزانه ومعاناته تتجدد ً‬
‫وتعاود (األنا) عملية استبطان النفس (واالستبطان يعني مالحظة النفس واستع ار‬
‫مباشر يصف انشغال الفرد بذاته وقلقه عليها) (‪)32‬‬‫ًا‬ ‫األحداي الما ية استع ار ا‬
‫فالذات اإلنسانية بطبيعتها "تسعى إلى التوازن النفسي والتكامل مع اآلخرين‪ ،‬فإنها حين‬
‫تصطدم بواقع مناقض لرغائبها يحول دون إشباع دوافعها تجنح إلى الرفض والتمرد‬
‫واالنطواء واالغتراب عن المجتمع‪ ،‬تتضح لدح الفرد في صورة ا طرابات نفسية‬
‫جانبا‬ ‫وسلوكية‪ ،‬ولدح الشاعر في صورة معاناة شعرية ذاتية َّ‬
‫لكنها‪ ،‬بحكم أدبيتها تأخذ ً‬
‫عاما‪ ،‬للتعبير عن أزمة الشاعر النفسية في إطار تجربة وجودية شاملة قادرة‬
‫فنيا أو رمزًيا ً‬
‫ً‬
‫على استكشاف العالم وإدراكه وإعادة صياغته من جديد‪ ،‬وفق رؤيا تكشف عن خفايا‬
‫بأن سيرة‬ ‫ألن سيرة الشعراء تكمن في أغوار شعرهم‪ ،‬هذا إذا َّ‬
‫سلمنا أوًال َّ‬ ‫الذات والعالم؛ َّ‬
‫حق عن هذا‬ ‫وثانيا َّ‬
‫ألن الشعر تعبير ٌّ‬ ‫ً‬ ‫اإلنسان هي حوار مع ذاته ومع الواقع التاريخي‪،‬‬
‫الحوار" (‪.)33‬‬
‫جراء جريانه وراء الحسابات المنطقية‬
‫ما حدي له من فواجع َّ‬ ‫نجد شاعرنا يستعر‬
‫الحائط‪ ،‬فقد عانى الفقر‬ ‫لد (األنا) ارًبا بالعاطفة والنزعات النفسية لد (الهو) عر‬
‫إن يسمع بمكان فيه شبح الرزق إال وقد‬
‫تنقال في أر هللا‪ ،‬وما ْ‬‫الشديد الذي جعله م ً‬
‫أصبح هنا ‪ ،‬يرجو العيش الكريم ‪ .‬فتتوالى الشكاوح مما حدي له‪ ،‬وهو َّ‬
‫يقر بأنه هو‬
‫جراء الطموح الالمتناهي‪ .‬لرنا الطموحة‬
‫في تلك المعاناة المزدوجة له ولزوجته َّ‬ ‫المتسب‬

‫العدد الرابع والعشرون (اجلزء الثالث) ‪2018‬‬ ‫))‬ ‫جملة كلية الرتبية‪ -‬جامعة عني مشس‪31‬‬
‫فراقية ابن زريق البغدادي على ضوء المنهج النفسي‬

‫ميره (األنا‬ ‫التي تحاول التوفيق بين رغبات (الهو) في الحصول على المال وتوجيهات‬
‫األعلى) ‪.‬‬
‫فعلى عكس المعهود من أن (األنا) األعلى (الضمير) ِّ‬
‫توجه (األنا) و(الهو)‬
‫وتعنفهما ‪ ،‬وجدنا الد (أنا) عند الشاعر تعنف الد( أنا األعلى) بداخله‪ ،‬ملقيا باللوم عليها‬
‫الذي َّأدح به إلى حال من األلم والتوتر النفسي‬ ‫بحديث يضح باأللم واالعتراف بالذن‬
‫الشديدين‪ ،‬حيث أوصاله إلى تلك الحال النفسية من االكتئاب الشديد‪ ،‬فاالكتئاب "يعمل‬
‫على تغذية المشاعر السلبية والشعور بقلة الحيلة أمام القضاء والقدر والخوف من‬
‫المستقبل‪ ،‬وتغييرات الحياة‪ )34( " ،‬وهذا االكتئاب النفسي كما يصفه علماء النفس يمكن‬
‫أن يصف "حالة مزاجية‪ ،‬وال يصف بالضرورة حالة مر ية أو عر اً‪ ،‬أو مجموعة‬
‫متشابكة‪ ،‬فالظواهر التي يحتويها ا طراب االكتئاب ما هي إال مزيج من‬ ‫أع ار‬
‫النفسية األخرح‪ ،‬هذه اال طرابات‬ ‫اال طرابات الفسيولوجية‪ ،‬وبعض األع ار‬
‫الفيسيولوجية والنفسية باإل افة إلى أنماط أخرح من السلو المعتاد وغير المدر قد‬
‫يؤديان بالمريض إلى حالة من الحزن المتكرر" (‪.)35‬‬
‫ومن خالل رؤية علماء النفس لالكتئاب نجده يصف حالة شاعرنا‪ ،‬وهو على وعي‬
‫تام بأسباب ذلك االكتئاب بدليل اعترافه بالخطأ في حق نفسه وزوجه‪ ،‬وهو أنه لم يستمع‬
‫جانبا ما‬
‫تنحية العاطفة ً‬ ‫مستجيبا لنداء الحسابات المنطقية التي تتطل‬
‫ً‬ ‫إلى نداء العاطفة‪،‬‬
‫َّأدح به إلى تلك الحال النفسية ‪.‬‬
‫ثنائية الشعور والالشعور‬
‫ثم نراه يقول ‪:‬‬
‫يودع ُه‬
‫ُ‬ ‫للرزق كداً وكم ممن‬ ‫المطامع إال أن تُجشمه‬ ‫ُ‬ ‫تأبى‬
‫نسان تقط ُع ُه‬ ‫اإل ِّ‬ ‫رزقاً وال دع ُة ِّ‬ ‫وصُل ُه‬ ‫نسان ت ِّ‬
‫اإل ِّ‬‫وما مجاهدةُ ِّ‬
‫ُ‬
‫ِّ‬ ‫ٍ‬ ‫ِّ‬
‫لم يخلُق َللاُ من خلق ُيضي ُع ُه‬ ‫ِّ‬
‫قد وزع َللاُ بين الخلق رزق ُه ُم‬ ‫َّ‬
‫ِّ‬ ‫ِّحرصاً فلست ترح‬ ‫ل ِّكَّن ُهم ُكلُِّفوا‬
‫رزقاً وِّسوح الغايات تُ ُ‬
‫قن ُع ُه‬ ‫ُمست ِّ‬
‫ب ِّغي أال ِّإ َّن بغي المرِّء يصرُع ُه‬ ‫اق قد ُق ِّسمت‬ ‫الرز ِّق واألرز ِّ‬
‫رص في ِّ‬ ‫ِّ‬
‫والح ُ‬
‫ُ‬
‫العدد الرابع والعشرون (اجلزء الثالث) ‪2018‬‬ ‫))‬ ‫جملة كلية الرتبية‪ -‬جامعة عني مشس‪32‬‬
‫د‪ .‬علي عبد الظاهر علي عبد اللطيف‬

‫طم ُع ُه‬ ‫ِّإرثاً ويمنعه ِّمن ح ِّ‬


‫يث ي ِّ‬ ‫والدهر ي ِّ‬
‫عطي الفتى ِّمن ح ُ‬
‫يث يمن ُعه‬
‫ُ‬ ‫ُُ‬ ‫ُ ُ‬

‫يبرز خالصة تجاربه في حياته القصيرة بحكم رائعة تدور حول الطمع الذي يودي‬
‫بصاحبه رغم أن كثرة الرزق ال ترتبط بالنشاط والمهارة والكسل في تحصله‪ ،‬و َّ‬
‫أن هللا‬
‫قسم األرزاق على الجميع بالتساوي‪ ،‬وما قالهم ليتعذبوا بالفقر‪َّ ،‬‬
‫ولكنها الطبيعة‬ ‫سبحانه َّ‬
‫البشرية التي تأبى إال المزيد الذي يودي بصاحبه إلى هلكته‪ ،‬فالدهر يمنح اإلنسان من‬
‫حيث ال يتوقع ويمنعه من حيث يطمع ‪.‬‬
‫ويتفق سير الشاعر ونظرية (هرم ماسلو) لتوزيع الحاجات اإلنسانية‪ ،‬تلك التي رتبها‬
‫الحاجات األساسية (الضرورية)‪ ،‬مثل‪:‬‬ ‫(ماسلو) في صورة هرمية بسيطة‪ ،‬فهنا‬
‫الحاجات الفسيولوجية كالحاجة إلى الطعام والنوم‪ ،‬وغيرها تليها حاجدات النمدو‪ :‬وتشمل‬
‫الحاجة إلى المعرفة‪ ،‬والحاجة إلى الجمال ‪ ،‬والحاجة إلى تقدير الذات‪ .‬وفي مستويات‬
‫الحاجة األولى‪ ،‬وال‬ ‫هذه الحاجات‪ ،‬ال يشعر الفرد بالحاجة الثانية حتى تتحقق مطال‬
‫يشعر بالحاجة الثالثة حتى يشبع الحاجة الثانية‪ ،‬وهكذا بالنسبة للحاجات األخرح (‪. )35‬‬
‫فالشاعر جعل الحاجات األساسية في المقام األول‪ ،‬حيث جعل لها األولوية في‬
‫اإلشباع؛ ألن بدونها لن يستطيع إشباع بقية الحاجات والطموحات التي يسعى إليها‪.‬‬
‫وصوال إلى تحقيق الذات‪ ،‬ومن ثم تقدير الذات وهي قمة هرم (ماسلو)‪ ،‬وهو ما عبَّر عنه‬
‫بعيدا عن محبوبته‬
‫في أبياته السابقة‪ ،‬مبدياً تألمه من السير وراء الحاجات الضرورية ً‬
‫التي حرم منها بسب طموحاته‪.‬‬
‫بالطبع قد سار الشاعر وراء تلك الحاجات مستجيبا لدوافع المنطق دون معرفته‬
‫بطبيعة الحال بماسلو وهرمه الذي جاء بعده بقرون ‪.‬‬
‫وتتجلى أزمة الشاعر النفسية في ذلك الصراع بين طموحاته وحبه محبوبته؛ ألنه‬
‫يوقن أن تحقيق الطموحات ربما يجعل من قربه من حبيبته أكثر ‪ ،‬أو أنه لحبه لها وولعه‬
‫بها يتمنى أن تعيش في أمن وسعادة مادية‪ ،‬فجمع بين المادي والمعنوي‪.‬‬

‫العدد الرابع والعشرون (اجلزء الثالث) ‪2018‬‬ ‫))‬ ‫جملة كلية الرتبية‪ -‬جامعة عني مشس‪33‬‬
‫فراقية ابن زريق البغدادي على ضوء المنهج النفسي‬

‫مؤخر في نهاية حياته‪ ،‬وكشفت الغشاوة علي‬


‫ًا‬ ‫على أن هذه األمور قد َّ‬
‫تكشفت له‬
‫عينيه‪ ،‬لتتضح له كثير من الحقائق من خالل نشاط العقل الواعي أدر خاللها جميع‬
‫أخطائه‪ ،‬ورغم أن ما قاله يم ثل قمة الوعي إال أن الالشعور أو (الالوعي) هو المتحكم‬
‫في حديثه هنا‪ ،‬فهو ال يقيس ِّحكمه بما حدي له بقدر ما وجدناه يعطي حكمه لمن سيأتي‬
‫بعده‪ ،‬فهو اآلن في انتظار الموت‪ ،‬والموت هو الهاجس المسيطر على القصيدة‪ ،‬فقد رأح‬
‫اقت‬ ‫الحياة بمنظار أوسع من منظار تجاربه الخاصة الضيقة‪ ،‬فكلما اتسعت الرؤية‬
‫العبارة‪ ،‬وما يؤكد رؤيتي لتحكم (الالوعي) هنا تتابع األفعال اآلتية في متوالية أفقية ‪:‬‬
‫(يودعه ‪ -‬تقطعه ‪ -‬يضيعه ‪( -‬نفي) تقنعه – يصرعه ‪ -‬يطمعه ) فكلها أساب‬
‫ونتائج للموت‪ ،‬ويقفز إلى األذهان قوله تعالى ‪:‬‬
‫ٍ‬
‫" َّلق ْد ُكنت ِّفي غْفلة ِّم ْن َٰهذا فكشْفنا عنك ِّغطاء فبص ُر اْلي ْوم ح ِّد ٌ‬
‫يد " (ق‪)22 :‬‬
‫وال أستبعد أن تكون اآلية السابقة هي المحر الذهني من خالل مخزون محفوظ‬
‫وشف عن حقيقة الحياة قبل‬
‫َّ‬ ‫خرج بالوعي ليعبر عن تلك العبارات‪ ،‬فقد َّ‬
‫تكشف بصره‬
‫متأخر في لحظة فارقة بين حياة عينية‪ ،‬وحياة غيبية‪ ،‬هي‬ ‫ًا‬ ‫الموت‪ ،‬ولرسف أدركها‬
‫الحقيقة األزلية‪ ،‬وال أستبعد كذلك أنه انطلق ال شعورًيا من قوله تعالى ‪... "" :‬ما من دابة‬
‫إال على هللا رزقها ‪( " ..‬هود ‪)56 :‬‬ ‫في األر‬
‫وكذا من حديث الرسول صلى هللا عليه وسلم‪" :‬والذي نفس محمد بيده لن تموت‬
‫وال يحملنكم استبطاء الرزق على‬ ‫نفس قبل أن تستكمل رزقها فاتقوا هللا وأجملوا في الطل‬
‫أن تطلب وه في غير طاعة هللا فما عند هللا ال يؤخذ إال بطاعته‪ .‬رفعت األقالم وجفت‬
‫الصحف" (‪ )36‬حين قال ‪:‬‬
‫لم يخلُق َللاُ ِّمن خ ٍ‬
‫لق ُيضِّي ُع ُه‬ ‫قد وَّزع َللاُ بين الخ ِّ‬
‫لق رزق ُه ُم‬
‫تناص مع الحديث السابق في المعنى‪ ،‬حيث يستودع دنيا لم يدر‬ ‫َّ‬ ‫فالشاعر هنا قد‬
‫متأخر ‪.‬‬
‫ًا‬ ‫حقيقتها إال‬
‫ثم يقول ‪:‬‬
‫ِّبالكرِّخ ِّمن فل ِّك األزرار مطل ُع ُه‬ ‫ِّاست ِّ‬
‫ودعُ َللا ِّفي بغداد لِّي قم ًار‬
‫العدد الرابع والعشرون (اجلزء الثالث) ‪2018‬‬ ‫))‬ ‫جملة كلية الرتبية‪ -‬جامعة عني مشس‪34‬‬
‫د‪ .‬علي عبد الظاهر علي عبد اللطيف‬

‫ودع ُه‬ ‫ِّ‬ ‫وَّدعتُ ُه و ُبودي لو ُيوِّد ُعِّني‬


‫صفو الحياة وأني ال أ ُ‬

‫أيضا هي الكبت الغريزي‬ ‫ونالحظ هنا َّ‬


‫أن شدة االشتياق لمحبوبته أبرزت لنا ظاهرة نفسية ً‬
‫الجنسي المترس في الالشعور؛ فهو يستودع هللا في بغداد زوجته الجميلة التي وصف‬
‫مكانها بالكرخ وبالتحديد في فلك األزرار‪ ،‬وهنا تبرز أسئلة مهمة ‪:‬‬
‫لمدداذا وصددف موقعهددا بددالكرخ بددأن مكانهددا يقددع فددي فلددك األزرار؟ لِّ دم ألددزم نفسدده بهد ذا‬
‫التحديددد ؟ أمددا يكفيدده بغددداد ؟ ثددم أال يكفيدده التحديددد أكثددر أنهددا فددي الكددرخ ليددذكر أنهددا تسددكن‬
‫فلك األزرار ‪ ..‬؟‬

‫الظن عندي أن يكون هذا التحديد له مستويان ‪:‬‬ ‫وأغل‬

‫‪ -‬على مستوح الوعي ‪ :‬قلقه وخوفه من الموت في الغربة كشخص غير معروف‬
‫كامال حتى يسهل وصول خبر وفاته إلى أهل بيته ‪.‬‬
‫دفعاه إلى ذكر عنوانه ً‬
‫‪ -‬على مستوح الالوعي ‪ :‬ال أستبعد انه يلمح (ال شعوريا) إلى االشتياق الحسي‬
‫الجنسي الذي ال يشبعه اال اللقاء الجنسي ب د (فك اإلزار) والذي يقترب من عبارة (فلك‬
‫األزرار) الوارد بالقصيدة‪.‬‬

‫وما يؤكد نظرتي هذه أنه اختار (المضجع) فددي أبيد ات تاليددة إللحدداح مشددهد اللقدداء‬
‫الحميمددي واألنددس بمحبوبتدده‪ ،‬فشددوقه إلددى إشددباع الغري دزة الحسددية جعلدده يختددار تلددك العبددارة‬

‫دون سواها‪ ،‬فهو ليس ً‬


‫ملزما في قصدديدته بتحديددد مكددان محبوبتدده وزوجتدده حتددى يصددل إلددى‬
‫ذلك الد (مضجع)‪.‬‬
‫ضجع ُه‬ ‫يطمئن له ُمذ ِّب ْن ُت م‬ ‫ال‬ ‫مضجع وكذا‬ ‫ِّ‬
‫يطمئ ُن لجنبي‬ ‫ال‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬
‫ومن المعروف أن الالشعور مجموعددة الحدوادي الدنفدسددية الدتددي ال ندشعددر بدهددا‬
‫وتد د ددؤثر فد د ددي س د ددلوكنا‪ ،‬كال د دددوافع الغريزي د ددة‪ ،‬والدذكدريد د ددات الدمدندسديد د ددة‪ ،‬واألحد د ددالم‪ ،‬والدرغدبد د ددات‬
‫الدمدكدبدوتد ددة‪ .‬الت ددي ل ددم ي ددتم إش ددباعها نظد د ار لتعار ددها م ددع مب دددأ الواق ددع‪ ،‬ف ددالغرائز تكب ددت ف ددي‬

‫العدد الرابع والعشرون (اجلزء الثالث) ‪2018‬‬ ‫))‬ ‫جملة كلية الرتبية‪ -‬جامعة عني مشس‪35‬‬
‫فراقية ابن زريق البغدادي على ضوء المنهج النفسي‬

‫كم ددا يق ددول المث ددل‬ ‫الالش ددعور وال تخ ددرج إال ع ددن طري ددق األح ددالم أو فلت ددات اللس ددان (‪)37‬‬
‫ينزلق به اللسان " ‪.‬‬ ‫العربي ‪" :‬ما يطفح به القل‬

‫وقد رأح فرويد أن وظيفة ذلك الد (كبت) عند المبدع ‪ " :‬منع النزعات النفسية من‬
‫السير في طريقها الطبيعي واإلبداع عملية تفاعلية قوامها االحتكا المباشر اإليجابي بين‬
‫الفرد والجماعة‪ ،‬فهو ال يتم في فراغ بل يندفع المبدع بنشاط غايته خفض حاالت التوتر‬
‫التي تنتابه وإعادة التوازن ‪ ،‬ومع انغماس المبدع في العمل يتزايد التوتر الدافع‪ ،‬وهذا‬
‫النشاط الذي تحركه الدوافع وتؤججه العاطفة يبقي نشاطا عقليا تنتج عنه صورة جديدة" ‪.‬‬
‫(‪ ) 38‬وهو ما حدي نتيجة إلحاح االشتياق لزوجته ‪ ،‬وما يدعم رأيي هنا أن شاعرنا يعاود‬
‫تأكيد تلك الفكرة بقوله ‪:‬‬

‫تُق ِّط ُع ُه‬ ‫ق ِّلبي‬ ‫ِّفي‬ ‫نه‬ ‫ِّ‬


‫ِّبحسرٍة م ُ‬ ‫وأنفُقها‬ ‫أي ِّ‬
‫امي‬ ‫ِّإني ألقط ُع‬
‫ٍ ِّ‬ ‫النو ُام ِّب ُّت‬
‫أهج ُع ُه‬ ‫ست‬‫نه ليلى ل ُ‬ ‫بلوعة م ُ‬ ‫ل ُه‬ ‫ِّبمن ِّإذا هجع ُ‬
‫ِّ‬ ‫ئن لِّجنبي مضج ُع وكذا‬ ‫ال ي ِّ‬
‫ال يطمئ ُّن ل ُه ُمذ ِّب ُ‬
‫نت مضج ُع ُه‬ ‫طم ُّ‬

‫فالعالقات اإلنسانية الوجدانية المتراكمة في العقل الباطن‪ ،‬أو الواعية بعقلها الظاهر قد‬
‫تغربل الغرائز الجنسية‪ ،‬وتخمدها إلى حين؛ ألن الغريزة الجنسية تحتاج إلى زمن زٍاه ‪،‬‬
‫خال من الهموم و األكدار‪ ،‬فتبقى المشاعر اإلنسانية الراقية على السطح‪ ،‬لكن‬‫صاف ‪ٍ ،‬‬‫ٍ‬
‫يظل أثر الغرائز طويال في نفس اإلنسان‪ ،‬ال يستطيع التصريح بها واإلعالن عنها‪،‬‬
‫فنالحظ معاودة إلحاحه على االشتياق الحسي بذكر معاناة المضجع (مرتين) كإحساس‬
‫غير معلن بالحرمان الغريزي الذي يتمنى أن تشاركه محبوبته إياه‪ ،‬فال يطمئن له‬
‫مضجع‪ ،‬وكذلك محبوبته ال يطمئن لها بدونه مضجع ‪ ،‬في صورة صرخة ألم بتلك‬
‫ِّ‬
‫يصرح به‪ ،‬وهوما يبرز لنا ظاهرة نفسية تسمى (التعويض)‬ ‫المعاناة التي ال يجرؤ أن‬
‫وذلك بأن يستعيض المرء عن مظاهر الرغبة أو الميل الغريزي الذي ا طر إلى كتمانه‬
‫وإخفائه في طيات نفسه بآخر أسلم عاقبة ويتفق مع عرف المجتمع ويرتبط بهذا المبدأ‬

‫العدد الرابع والعشرون (اجلزء الثالث) ‪2018‬‬ ‫))‬ ‫جملة كلية الرتبية‪ -‬جامعة عني مشس‪36‬‬
‫د‪ .‬علي عبد الظاهر علي عبد اللطيف‬

‫بأن يحول اإلنسان طاقة غرائزه وميوله‬ ‫في الفن ظاهرة نفسية تسمى (التسامي) وذ‬
‫الفطرية من مظاهرها الو عية الضارة بالمجتمع إلى أشكال عالية سامية يقرها المجتمع‬
‫ويضعها في مرتبة أعلى منها (‪)39‬‬

‫فتحايل على الكلمات في الالشعور بما يؤدي المعنى الذي ال يفضح دوافع اشتياقه؛‬
‫فما كان له أن يكشف سره مع زوجه محبوبته ‪.‬‬

‫سيطرة (األنا) و ُّ‬


‫تأزم الصراع النفسي‬
‫وبدءا من البيت الرابع عشر وحتى البيت السابع والثالثين نطالع سرداً لقصة فراق‬
‫ً‬
‫مؤلم بين عاشقين ‪ .‬ومن المالحظ في هذا السرد اعتماده على مير المتكلم ما يعكس‬
‫حديث (األنا) وهي المكون الثاني للنفس اإلنسانية‪ ،‬وقد ذكرنا انفا أن (األنا) تحاول‬
‫التوفيق بين رغبات الد (هو) (الرغبات الغريزية) وتعليمات (األنا) األعلى (الضمير) ‪.‬‬

‫ويمثل قمة هذا الصراع قول الشاعر ‪:‬‬

‫حال ال تُشف ُع ُه‬


‫وللضرورة ٌ‬ ‫أن ال أفارقه‬ ‫كم ْقد َّ‬
‫تشفع بي ْ‬

‫دم ُع ُه‬ ‫ِّ ٍ‬ ‫وأ ِّ‬ ‫وكم تشبَّث بي يوم الر ِّ‬
‫دمعي ُمستهالت وأ ُ‬
‫ُ‬ ‫حيل ُ حى‬
‫ً‬
‫ويرح علماء النفس أن الصراع ‪ " :‬حالة انفعالية سيئة لدح الفرد تنشأ عن‬
‫لصاحبه حالة من‬ ‫وجود دافعين متناقضين ومتساويي الشدة في ان واحد مما يسب‬
‫عجزه عن الوصول لحل أو صعوبة اتخاذ القرار بتفضيل‬ ‫التوتر والتردد والحيرة بسب‬
‫أحد الدافعين على اآلخر" (‪.)40‬‬
‫دافعين متناقضين ‪ :‬بين‬ ‫وانطالقا من رؤية علماء النفس نلحظ أن الشاعر يغال‬
‫محبوبته والتمتع بقربها‪ ،‬وبين السعي إلى تغيير الواقع المؤلم المتمثل‬ ‫المكوي إلى جان‬
‫له‬ ‫في فقره الذي حتَّم عليه السفر بعيداً عن محبوبته‪ ،‬وهما متساويان في الشدة ‪،‬ما َّ‬
‫سب‬

‫العدد الرابع والعشرون (اجلزء الثالث) ‪2018‬‬ ‫))‬ ‫جملة كلية الرتبية‪ -‬جامعة عني مشس‪37‬‬
‫فراقية ابن زريق البغدادي على ضوء المنهج النفسي‬

‫عجزه عن الوصول لحل واتخاذ القرار بتفضيل أحد‬ ‫حال ًة من التوتر والحيرة بسب‬
‫الدافعين على اآلخر‪ ،‬صارع الشاعر رغبات (الهو) في الحصول على الرزق بأي وسيلة‪،‬‬
‫ميره (األنا العليا) الذي يأبى أن يطاوع رغبات‬ ‫محبوبته وبين‬ ‫وكذلك المكوي بجان‬
‫(الهو)‪ ،‬فضميره يتطلع إلى حياة كريمة لها وإلى التسامي فوق الرغبات الغريزية‪ ،‬حتى‬
‫ولو كانت مشروعة (في حال كانت المحبوبة زوجته) أو غير مشروعة (لو لم تكن‬
‫لعي مثلث الشخصية‪،‬‬ ‫زوجته)‪ ،‬فكان على (األنا) أن تتدخل متخذة سبيل الوساطة بين‬
‫طلبا للرزق‪ ،‬فهو طريق مشروع وفي الوقت نفسه سبيل إشباع‬ ‫فالتمست سبيل الرحيل ً‬
‫شهوة المال‪ ،‬وهذا الصراع الذي حسمته وساطة (األنا) بين (الهو) و(األنا) األعلى زاد من‬
‫معاناة الشاعر وأرهقه وندم على تلك الوساطة حيث َّ‬
‫تمنى أال تكون قد حدثت‪ ،‬وأن يكون‬
‫المادية التي هي من‬ ‫(الهو) سيد الموقف الذي يلخص في الصراع النفسي بين المطال‬
‫واجبات الشاعر ومفارقته محبوبته‪.‬‬
‫ثم يصرح شاعرنا ‪:‬‬
‫ودع ُه‬ ‫ِّ‬ ‫وَّدعتُ ُده وب ُدودي لو ُيوِّد ُع ِّدني‬
‫صف ُدو الحيداة وأندي ال أ ُ‬
‫فقد كبت رغبة (الهو) في التمتع بأنس محبوبته بوداعها‪َّ ،‬‬
‫وتمنى أن يفقد (راحة النفس)‬
‫(متعة (األنا) األعلى) (صفو الحياة) وأال يكون قد كبت رغبة (الهو)‪.‬‬
‫جلد الذات‬
‫جراء ما حدي له وندمه على تر‬ ‫يقال ‪ -‬كما ذكرنا انفا ‪َّ -‬إنه مات ً‬
‫كمدا؛ َّ‬
‫بغداد‪ ،‬وأرح أن ندمه الشديد أوقعه في صراع مع (األنا) األعلى التي َّ‬
‫حملها كل مصائبه‬
‫لضغطها على (الهو)‪ ،‬ما أنشأ لدينا معاناة جديدة أسموها بجلد الذات أو (الماذوخية) ‪،‬‬
‫تجاه سلوكهم‪ ،‬ما يؤدي بهم إلى إخفاء سلوكهم‬ ‫(‪ )41‬ومن يعانون هذا يشعرون بالذن‬
‫عن اآلخرين‪ ..‬والشخص الذي يؤذي نفسه ال يسعى عادة إلى إنهاء حياته الخاصة‪ ،‬مع‬
‫عدم استبعاد السلو االنتحاري‪ ،‬بل هذا اقترح بأن يستخدم إيذاء النفس كآلية مساعدة‬
‫لتخفيف االمه أو عدم الراحة النفسية (‪. )42‬‬

‫العدد الرابع والعشرون (اجلزء الثالث) ‪2018‬‬ ‫))‬ ‫جملة كلية الرتبية‪ -‬جامعة عني مشس‪38‬‬
‫د‪ .‬علي عبد الظاهر علي عبد اللطيف‬

‫وها هي االحباطات تتوالى تترح‪ ،‬وقد انتهت باعتالله‪ ،‬وهو اآلن في انتظار‬
‫ِّ‬
‫فيصرح بأنه يستحق أن يجني‬ ‫وتقض مضجعه‬
‫ُّ‬ ‫الموت‪ ،‬وشاعرنا تطارده عقدة الذن ‪،‬‬
‫غرس ما اقترفت يداه‪ ،‬وتتضح مظاهر جلد الذات في قوله ‪:‬‬
‫الدهر أ لُ ُع ُه‬ ‫ِّ‬ ‫ط ِّ‬
‫وب‬ ‫ضيَّقت ِّب ُخ ُ‬ ‫قد كان مضطلعاً ِّبالخط ِّ ي ِّ‬
‫فُ‬ ‫حملُ ُه‬ ‫ُ‬
‫ِّ‬ ‫شت ِّ‬ ‫ِّ‬
‫يه ِّمن لوعة الت ِّ‬ ‫كف ِّ‬
‫وقوله ‪ :‬ي ِّ‬
‫من النوح ُك َّل يو ٍم ما ُي ُ‬
‫روع ُه‬ ‫يت أ َّن ل ُه‬
‫ِّبالبي ِّدن ِّعن ُده و ُجرمي ال ُيوِّسد ُدع ُه‬ ‫وأيضاً ‪ِّ :‬إني أوِّس ُع ُعدذري ِّفي جنايِّت ِّه‬
‫كأساً أج َّرعُ ِّمندها ما أج َّرُعد ُده‬ ‫جه ِّخلي بعد ُفرقِّت ِّه‬ ‫و‪:‬اعتضت ِّمن و ِّ‬
‫ُ‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫دت أدف ُعد د د ُه‬ ‫ال د ددذن ُ وَللا ذنب د ددي لس د د ُ‬ ‫دت لد د د ُه‬
‫دت البد د دين ُقل د د ُ‬ ‫كد د دم قائد د د ٍل لِّد د دي ُذق د د ُ‬ ‫و‪:‬‬
‫درة ِّمن د ُده ِّفد دي قلد د ِّدبي تُق ِّطد د ُدع ُه‬‫ِّبحس د ٍ‬ ‫دامي و ِّ‬
‫أنف ُند ددها‬ ‫ِّإند ددي ألقطد دع أيد د ِّ‬
‫ُ‬ ‫و‪:‬‬
‫ٍ ِّ‬
‫دت أهج ُعد د د د ُه‬ ‫ِّبلوعد د د دة من د د د ُده ليل د د ددى لس د د د ُ‬ ‫ِّبمد د د دن ِّإذا هجد د د دع النُد د د دو ُام ِّبد د د د ُّت لد د د د ُده‬ ‫و‪:‬‬
‫ِّ‬ ‫ئن لِّجنبي مضج ُع وكذا‬ ‫ال ي ِّ‬
‫نت مضج ُع ُه‬ ‫ال يطمئ ُّن ل ُه ُمذ ِّب ُ‬ ‫طم ُّ‬ ‫و‪:‬‬
‫قددد ص د َّ ش دداعرنا ج ددام غض ددبه عل ددى ذاتدده‪ ،‬فق ددام يجل دددها بقس ددوة ش ددديدة وبكلم ددات‬
‫قاسية ‪:‬‬
‫يقت أ لعه – جرمي ‪ -‬أجرع – البين ‪ -‬ذنبي – ال يطمئن‬ ‫لوعة – نوح‪-‬‬
‫وكأنه ينتقم من تلك الددذات التددي أوصددلته إلددى الفشددل فددي تحقيددق حلددم الثدراء وحلددم‬
‫تحقيق حياة أفضل له ولزوجته الحبيبة ‪.‬‬
‫التواصل الروحي والمشاركة الوجدانية‬
‫يؤكد الشاعر في غير مناسبة َّ‬
‫أن محبوبته تشعر بما يشعر به‪ ،‬وتعاني معاناته‬
‫التامة‪ ،‬وأرح أن هذا اليقين يتأتَّى من‬
‫نفسها‪ ،‬وهو على يقين بهذا يصل إلى حد القناعة َّ‬
‫احدا‪ ،‬يشعر بشعور واحد‪،‬‬
‫خالل قوة العاطفة التي يشعر بها ابن زريق‪ ،‬فقلباهما أصبح و ً‬
‫ويتأثر بالمؤثرات الخارجية‪ ،‬والداخلية نفسها‪ ،‬كما تتضح تلك الثقة من خالل اللغة نفسها‪،‬‬
‫أي لفظة من ألفاظ توحي بالشك أو الظن‪ ،‬ويتضح ذلك‬ ‫واللهجة التقريرية‪ ،‬فليس هنا‬
‫في قوله ‪:‬‬

‫العدد الرابع والعشرون (اجلزء الثالث) ‪2018‬‬ ‫))‬ ‫جملة كلية الرتبية‪ -‬جامعة عني مشس‪39‬‬
‫فراقية ابن زريق البغدادي على ضوء المنهج النفسي‬
‫ِّ‬ ‫ئن لِّجنبد د ددي مضد د ددج ُع وك د د دذا‬‫ال يط ِّم د د د ُّ‬
‫دت مضد د ددج ُع ُه‬ ‫ال يطم د د دئ ُّن ل د د د ُه ُم د د دذ ِّبند د د ُ‬
‫ِّبد د د د د ِّه وال أ َّن ِّبد د د د دي األيد د د د دام تفج ُعد د د د د ُه‬ ‫دت أحسد د د د د ُ أ َّن ال د د د دددهر يفج ُعِّند د د د دي‬
‫م د د د ددا ُكن د د د د ُ‬
‫وقوله ‪:‬‬
‫كما له عهد ِّ‬ ‫ِّ‬
‫دق ال أُ ِّي ُع ُه‬
‫ص ٍ‬ ‫ُ ُ‬ ‫هد ال ُيضي ُع ُه‬‫من عندهُ لِّي ع ُ‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫على ق ِّلبه ذكري ُيصد ُع ُه‬ ‫ومن ُيص ِّدعُ قلبي ِّذكرهُ وإِّذا جرح‬
‫إلى ِّ‬
‫الحد الذي جعله يقسم في البيت األخير بقسم محذوف جاء بجوابه‪ ،‬وعطف عليه‬
‫بمشاركتها له ‪:‬‬
‫حال ُيمِّت ُع ُه‬
‫وال ِّبي ِّفي ٍ‬ ‫صبرَّن على دهر ال ُيمِّت ُعِّني ِّب ِّه‬
‫أل ِّ‬
‫ولو نظرنا إلى تلك المشاركة الوجدانية فهو يراها تشاطره ما يأتي ‪:‬‬
‫‪ -‬معاناة المضجع باألرق‬
‫‪ -‬فجيعة كل منهما باآلخر‬
‫‪ -‬الحفاظ على العهد‬
‫بذكر كل طرف لآلخر‬ ‫‪ -‬تصدع القل‬
‫وال أجد ما تشار به شاعرنا ومحبوبته يبتعد عن مفهوم المشاركة الوجدانيددة مددن‬
‫منظددور علمدداء الددنفس‪ ،‬حيددث يددرون أن المشدداركة الوجدانيددة هددي ‪" :‬األلفددة والمحبددة والرغبددة‬
‫في تقديم المساعدة لآلخرين‪ ،‬ومشاركتهم مشاعرهم واالهتمام بهددم والشددعور بهددم وبحاجدداتهم‬
‫وإظهار التقدير واالحترام لهم" (‪. )43‬‬
‫ويرح علماء النفس َّ‬
‫أن المشاركة الوجدانية لها أبعاد ثالثة ‪:‬‬

‫ِّ‬
‫المكون االنفعالي ‪ :‬وهو ميل الفرد للشعور بالمشاركة الوجدانية لآلخرين ‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫العدد الرابع والعشرون (اجلزء الثالث) ‪2018‬‬ ‫))‬ ‫جملة كلية الرتبية‪ -‬جامعة عني مشس‪40‬‬
‫د‪ .‬علي عبد الظاهر علي عبد اللطيف‬

‫ويتمثددل هددذا المكد ِّدون عنددد شدداعرنا فددي معاندداة المضددجع بدداألرق وفجيعددة كددل منهمددا بدداآلخر‬
‫بذكر كل طرف لآلخر ‪.‬‬ ‫وكذلك تصدع القل‬

‫ِّ‬
‫المكون المعرفي ‪ :‬وهو القدرة على تحديد وفهم اآلخرين ويتمثل عند شاعرنا في حفاظ‬ ‫‪-‬‬
‫كل منهما على عهد اآلخر‪.‬‬
‫ِّ‬
‫المكون األخالقي ‪ :‬وهو الدافعية للبحث عن األفضل واألحسن لدح اآلخرين (‪. )44‬‬ ‫‪-‬‬
‫ويتمثل في القصيدة كلها من خالل مقاومته للواقع‪ ،‬ومحاولة تغييره وسفره؛ ليوفر لها وله‬
‫عيشا كريماً‪.‬‬
‫ً‬

‫صرح به‬
‫ومن خالل الرؤية النفسية للمشاركة النفسية وأبعادها نجدها قد تحققت فيما َّ‬
‫الشاعر‪ ،‬فالمكون االنفعالي يتضح ً‬
‫جليا في اهتمامه وجدانيا بمحبوبته‪ ،‬حيث يشعر‬
‫وتصدع قلبيهما‪ ،‬كما تحقق المكون المعرفي‬
‫ُّ‬ ‫بشعورها من األرق والوحشة والوحدة بدونه‬
‫من خالل معرفته بحفاظها على عهده‪ ،‬ويظهر لنا المكون األخالقي في األساس من‬
‫خروجه من بغداد للبحث عن األفضل لها وله ‪.‬‬ ‫سب‬
‫وبهذا فقد تحققت أبعاد المشاركة الوجدانية للشاعر مع محبوبته ‪.‬‬
‫اإلحساس بقرب النهاية مع استجداء اللقاء‬
‫يستحلف شاعرنا منزل حبيبته باهلل أن يجيبه على سؤاله الذي يحمل التمني في‬
‫طياته أن تعود لذتهما بالقرب واألنس ببعضهما بعضا‪:‬‬

‫نت أرُب ُع ُه‬ ‫يش َّالذي درست‬


‫اثارهُ وعفت ُمذ ِّب ُ‬
‫ُ‬ ‫نزل الع ِّ‬ ‫ِّباَللِّ يا م ِّ‬
‫ِّ‬
‫ته تُرج ُع ُه‬ ‫َّ‬ ‫ِّ‬
‫أم الليالي التي أمض ُ‬ ‫مان م ِّع ُيد ِّفيك ل َّذتُنا‬
‫هل الز ُ‬
‫ليقفز السؤال المغلف بأمنيات غالية فيستخدم (هل) االستفهامية التي تحمل أحالما جميلة‬
‫بلقاء محب في علم الغي أودعه الشاعر خالصة أفكاره التائهة التي حاول أن يلم‬ ‫ٍ‬

‫العدد الرابع والعشرون (اجلزء الثالث) ‪2018‬‬ ‫))‬ ‫جملة كلية الرتبية‪ -‬جامعة عني مشس‪41‬‬
‫فراقية ابن زريق البغدادي على ضوء المنهج النفسي‬

‫شتاتها فجاءت في ذلك السؤال الوجودي بالنسبة لروحه الحالمة المتلهفة التي تتحرق‬
‫شوقاً لتحقيق أمل يعني الحياة بالنسبة للشاعر ‪.‬‬

‫سويا‪ ،‬حيث تبرز‬ ‫فيتحسر على ذلك البيت الذي مهما ً‬ ‫َّ‬ ‫ثم يأتيه شعور الموت‬
‫النبرة الجنائزية حين خاط منزل العيش الدافئ مع محبوبته قائالً ‪:‬‬
‫مرُع ُه‪.‬‬ ‫يث على مغنا ُي ِّ‬ ‫وجاد غ ٌ‬ ‫ِّفي ِّذ َّم ِّة َللاِّ ِّمن أصبحت منزل ُه‬
‫كما له عهد ِّ‬ ‫ِّ‬
‫دق ال أُ ِّي ُع ُه‬ ‫ص ٍ‬ ‫ُ ُ‬ ‫من عندهُ لِّي ع ُ‬
‫هد ال ُيضي ُع ُه‬
‫على ق ِّلب ِّه ِّذكري ُيص ِّد ُع ُه‬ ‫ومن ُيص ِّدعُ قلبي ِّذكرهُ وِّإذا جرح‬

‫و َّ‬
‫كأن الشاعر هنا يرثي نفسه؛ فالبيت الذي يرثيه بعبارة (في ذمة هللا) يمثل‬
‫كمدا‪ ،‬ثم يؤكد المشاركة الوجدانية سابقة‬ ‫في الحقيقة حياته التي تركها ليموت في غربته ً‬
‫الذكر بقوله ‪:‬‬
‫حال ُيمِّت ُع ُه‬
‫وال ِّبي ِّفي ٍ‬ ‫صبرَّن على دهر ال ُيمِّت ُعِّني ِّب ِّه‬
‫أل ِّ‬
‫ثم يحدوه األمل من خالل تصاعد وارتفاع روح األمل مرة أخرح‪ ،‬وال أراني‬
‫الصواب حين أرح أن ذلك من منطلق أن اإلنسان حين يقبل على الموت ويصل‬ ‫أجان‬
‫لمرحلة اليأس وقرب الوفاة تعتل صحته ثم يرتفع المستوح الصحي فجأة لوقت قليل‪،‬‬
‫يعقبه الموت‪ ،‬ما يطلق عليه العوام (حالوة الروح) وذلك مما نشاهده ونلمسه من خالل‬
‫واقعنا المعاش‪ ،‬وذلك حين قال ‪:‬‬
‫مر ِّإن ف َّكرت أوس ُع ُه‬
‫فأ ي ُق األ ِّ‬ ‫صطباري م ِّ‬
‫عق ُ فرجاً‬ ‫ِّعلماً ِّبأ َّن ِّا ِّ‬
‫ُ‬
‫حيث جاءه إحساس الفرج والمعافاة الجسدية فيعاوده األمل في العودة مرة أخرح رغم‬
‫إحساسه الدفين بشبح الموت فيتمنى أن تجمعهما الليالي ‪:‬‬
‫جسمي ستجم ُعِّني يوماً وتجم ُع ُه‬ ‫عسى الليالي َّالتي أ نت ِّبُفرقتنا‬

‫العدد الرابع والعشرون (اجلزء الثالث) ‪2018‬‬ ‫))‬ ‫جملة كلية الرتبية‪ -‬جامعة عني مشس‪42‬‬
‫د‪ .‬علي عبد الظاهر علي عبد اللطيف‬

‫وفي ختام القصيدة يصف ابن زريق‪ ،‬في تعبير صاف مؤثر ونسيج شعري‬
‫محكم‪ ،‬واقع حاله في الغربة‪ ،‬بين األسى واللوعة‪ ،‬واأللم والندم‪ ،‬وهنا ينفسح المجال‬
‫بالدموع‬ ‫للتأمل وينطلق اللسان بالحكمة التي انضجتها التجربة‪ ،‬ويشرق القل‬
‫حيث يستسلم في النهاية للقدر المحتوم بعبارة مفعمة باإليمان باهلل والتسليم‬
‫لقضائه‪ ،‬وأرح أن خاتمة القصيدة بهذا البيت جاءت قبيل وفاته بوقت قصير ً‬
‫جدا ‪ ،‬حيث‬
‫الشعور شبه اليقيني بالموت واالستسالم والر ا بقضاء هللا ‪:‬‬

‫ضاء َللاِّ يصن ُع ُه‬


‫فما َّالذي ِّبق ِّ‬ ‫وإِّن تُ ِّغ ُّل أحداً ِّمنا منيَّت ُه‬
‫وهذا التماوج في األحاسيس ما بين الرجاء واليأس‪ ،‬ثم األمل يعقبه استسالم‬
‫شاعرا‪ ،‬من‬
‫ً‬ ‫يبرز لنا حالة ما قبل الموت التي عاشها الشاعر‪ ،‬والتي تخصه وحده بوصفه‬
‫خالل تجربة فريدة من نوعها لم تتحقق لكل المبدعين ‪.‬‬
‫ذلك التماوج الذي يسير وفق نبرة إيقاعية تعلو تارًة وتنخفض أخرح حس‬
‫الحال النفسية التي يمر بها شاعرنا ‪ ،‬فعند األمل تعلو هذه النبرة في حين تنخفض حدتها‬
‫عند االستسالم لتصل إلى ما يشبه الهمس المشوب باألنين ‪.‬‬

‫وأخي ًار‪..‬‬
‫الظواهر النفسية بالقصيدة تتبدح لنا الظاهرة الرئيسة التي‬ ‫من خالل استع ار‬
‫تفرع عنها كل ما سبق أال وهي اإلحباط‪ ،‬واإلحباط كما يراه الفالسفة وعلماء النفس هو‬
‫تحقيق المرِّء رغب ًة ِّمن رغ ِّ‬
‫باته‪ ،‬سواء أكان لهذه الرغبة ما يبررها أم ال‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫الحيلولة ُدون‬
‫رب من الحسرة وخيبة األمل(‪ )45‬وهو ما تعبر به القصيدة أصدق‬ ‫ذلك‬ ‫ويصاح‬
‫تعبير‪ ،‬فما كانت كلماتها إال نتاج الحيلولة دون تحقيق امال وطموحات الشاعر‪ ،‬وما‬
‫أفرزته تلك التجربة المريرة من حسرة وخيبة أمل أصابت قائلها فمات كمداً ‪.‬‬

‫العدد الرابع والعشرون (اجلزء الثالث) ‪2018‬‬ ‫))‬ ‫جملة كلية الرتبية‪ -‬جامعة عني مشس‪43‬‬
‫فراقية ابن زريق البغدادي على ضوء المنهج النفسي‬

‫الخاتمة‬
‫خرج البحث بنتائج عدة نجملها فيما يأتي ‪:‬‬

‫أن األدب نتاج معاناة نفسية‪ ،‬و َّ‬


‫أن عملية اإلبداع األدبي ال‬ ‫ظهر لنا من خالل البحث َّ‬
‫تنفصل عن علم ال نفس؛ فقد تآزرت كل الظواهر اللغوية والبالغية في إبراز معاناة‬
‫الشاعر النفسية وبلورة الحالة النفسية الفريدة لشخص يوشك على الموت تجسدت كل‬
‫أحالمه وطموحاته في الشيء ‪.‬‬

‫شكك بعض الباحثين في وجود الشاعر ابن زريق وفي نسبة القصيدة إليه‪ ،‬رد الباحث‬
‫على بعضها بما توافر لديه من معطيات ‪.‬‬

‫لها الخلود لما يربو عن األلف عام فما هي إال‬ ‫توافر للقصيدة من عوامل اإلبداع ما كت‬
‫وجد سبيله ممهدا إلى‬ ‫شاعر مرهف وما خرج من الق‬ ‫دفقة شعورية خرجت من قل‬
‫القلوب‪ ،‬فلم يقتصر تأثيرها النفسي على الشاعر بل على المتلقي الذي شاركه االمه‬
‫ومعاناته‪ ،‬فال يجد نفسه إال وقد تر لعاطفته العنان مواساة لشاعر وشفقة عليه‪.‬‬

‫العدد الرابع والعشرون (اجلزء الثالث) ‪2018‬‬ ‫))‬ ‫جملة كلية الرتبية‪ -‬جامعة عني مشس‪44‬‬
‫د‪ .‬علي عبد الظاهر علي عبد اللطيف‬

‫من وسائل التأثير النفسي التي نفذت إلى وجدان المتلقي استخدام الحوار والمشاهد‬
‫منها‬ ‫القسم والصدق الفني‪ ،‬وسالمة األفكار عن طريق الحكم التي‬ ‫التمثيلية وأسالي‬
‫أبياته واستخدام قافية العين المضمومة المنتهية بالهاء‪.‬‬

‫الحظنا أن من أهم صفات الشاعر التي برزت من خالل األبيات صفة التدين‪ ،‬تلك‬
‫الصفة التي جعلته يتقبل قضاء هللا فلم يبد اعت ار ا ولم يلق بالالئمة إال على نفسه‪،‬‬
‫تماما لقضاء هللا ‪.‬‬
‫وجعلته مستسلماً ً‬

‫وجدنا القصيدة قد حفلت بالعديد من الظواهر النفسية والحاالت اإلنسانية‪ ،‬التي عمقت‬
‫تأثيرها في المتلقي‪ ،‬ثرية باإليحاءات النفسية والدالئل السيكولوجية‪ ،‬وفيها استبطان للنفس‬
‫البشرية التي عانت في سبيل تغيير الواقع وصارعت في سبيل توفير رغبات (الهو)‬
‫و(األنا) وإر اء (األنا العليا) (الضمير)‪.‬‬

‫الحظنا أنه افتت حها بصراع (األنا) و(الهو) و(األنا العليا)‪ ،‬كما ظهرت لنا‬
‫تفسير لها من‬
‫ًا‬ ‫ثنائية الشعور والالشعور وبروز غرائز حاول الشاعر إخفاءها وقد و عنا‬
‫خالل معطياتها التي أفرزتها‪ ،‬وأهمها الغريزة الجنسية التي واراها الشاعر من خالل عملية‬
‫تعويض باأللفاظ كي يتسامى بها عن تلك الرغبات ‪.‬‬

‫كما تبيَّن لنا سيطرة (األنا) و ُّ‬


‫تأزم الصراع النفسي في أبيات أبرزت ذلك الصراع‪ ،‬و بدا‬
‫لنا بروز ظاهرة (جلد الذات) سبَّبه اإلحساس الشديد بالندم‪ ،‬كما لمسنا تأكيد الشاعر‬
‫عملية التواصل الروحي والمشاركة الوجدانية في األحاسيس واألفكار بينه وبين محبوبته‪،‬‬
‫واستنتجنا اإلحساس بقرب النهاية مع استجداء اللقاء‪ ،‬وكذلك تماوج أحاسيس الموت‬
‫وخلخلة الروح بالجسد قبل فراقهما النهائي ‪.‬‬

‫العدد الرابع والعشرون (اجلزء الثالث) ‪2018‬‬ ‫))‬ ‫جملة كلية الرتبية‪ -‬جامعة عني مشس‪45‬‬
‫فراقية ابن زريق البغدادي على ضوء المنهج النفسي‬

‫له‬ ‫تدور كل الظواهر النفسية في القصيدة في فلك واحد محوره اإلحباط الذي تعر‬
‫كمدا ‪.‬‬
‫الشاعر هو الذي أصابه بكل معاناته النفسية فمات ً‬

‫العدد الرابع والعشرون (اجلزء الثالث) ‪2018‬‬ ‫))‬ ‫جملة كلية الرتبية‪ -‬جامعة عني مشس‪46‬‬
‫د‪ .‬علي عبد الظاهر علي عبد اللطيف‬

‫الهوامش‬
‫سعد أبو الر ا ‪ :‬نحو منهج نفسي في نقددد الشددعر‪ ،‬الهيئددة العامددة المصدرية للكتدداب‪ ،‬المكتبددة الثقافيددة (‪ )388‬ص‬ ‫‪)1‬‬
‫‪28‬‬
‫‪ ) 2‬ينظددر‪ :‬عب ددد القددادر في دددوح‪ :،‬االتج دداه النفسددي ف ددي نقددد الش ددعر العرب ددي ‪ ،‬دمشددق ‪ :‬منش ددورات اتحدداد الكت دداب الع ددرب‪،‬‬
‫‪1994‬م ‪ ،‬ص ‪. 48‬‬
‫‪ ) 3‬أحمددد حيدددوش‪ :‬االتجدداه النفسددي فددي النقددد العربددي الحددديث‪ ،‬بددن عكنددون‪ ،‬الج ازئددر ‪(:‬دي دوان المطبوعددات الجامعيددة‪،‬‬
‫د‪.‬ت)‪ ،‬ص ‪12‬‬
‫األدبية االجتماعية ‪ ،‬بيروت‪ :‬المكتبة العصرية ‪)،1965 ،‬‬ ‫‪ )4‬انظر ‪ :‬عباس محمود العقاد‪ :‬دراسات في المذاه‬
‫‪ -5‬العقاد ‪" :‬النقد السيكولوجي " جريدة األخبار المصرية‪ 1961 / 4/ 5 ،‬م ‪.‬‬
‫‪ )6.‬مصطفى سويت ‪ :‬األسس النفسية لإلبداع الفني‪ ،‬القاهرة ‪ :‬دار المعارف‪1967 ،‬‬
‫‪.‬‬
‫‪ ) 7‬محمد النويهي‪ :‬نفسية أبي نواس‪ ،‬القاهرة‪ :‬مكتبة الخانجي للنشر والتوزيع‪1970 ،‬م‪.‬‬
‫‪ ) 7‬سددعد أبددو الر ددا ‪ :‬نحددو مددنهج نفسددي فددي نقددد اشددعر الهيئددة العامددة للكتدداب ‪ 1984‬المكتبددة الثقافيددة ‪ 388‬ص ‪44‬‬
‫وما بعدها‬
‫‪ )8‬عز الدين إسماعيل‪ :‬التفسير النفسي لردب‪ ،‬بيروت ‪:‬دار العود‪ ،‬دار الثقافة ‪( ،‬د‪.‬ت)‬
‫‪ )9‬مصري حنورة ‪ :‬األسس النفسية لإلبداع الفني في المسرحية‪ ،‬الهيئة العامة للكتاب ‪1979‬‬
‫‪ )10‬سعد أبو الر ا ‪ :‬نحو منهج نفسي في نقد الشعر‪ ،‬الهيئة العامددة المصدرية للكتدداب‪ ،‬المكتبددة الثقافيددة (‪ )388‬ص‬
‫‪44‬‬
‫‪ )11‬ل د د د د د د د د د د ددم أج د د د د د د د د د د ددد م د د د د د د د د د د ددن ب د د د د د د د د د د ددين كت د د د د د د د د د د د األع د د د د د د د د د د ددالم س د د د د د د د د د د ددوح ترجمت د د د د د د د د د د دده المقتض د د د د د د د د د د ددبة ف د د د د د د د د د د ددي ‪:‬‬
‫‪ ،‬صالح الدين خليل بن أيبك الصفدي‪ :‬الوافي بالوفيات‪ ،‬تح ‪ :‬أحمد األرندداؤوط‪ ،‬وتركددي مصددطفى‪،‬ج‪ 21‬بيددروت‪ :‬دار‬
‫احيد د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د دداء الت د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د دراي العربد د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د ددي‪2000 ،‬م ‪ ،‬ص‪77 - 76‬‬
‫وكذلك ‪ ، :‬محمد بن حسين بن عبد الصددمد الحددارثي العدداملي‪ :‬الكشددكول‪ ،‬تددح ‪:‬محمددد عبددد الكدريم النمددري‪ ،‬ج‪1‬بيددروت‬
‫العلميددة‪1418، ،‬هد د ‪1998-‬م ‪ ،‬ص ‪.94-93‬وأيضددا‪ :‬ابددن خلكددان‪ ،‬أبددو العبدداس شددمس الدددين أحمددد بددن‬ ‫‪ :‬دار الكتد‬
‫‪ :‬إحس ددان عب دداس‪ ،‬ج‪،5‬بي ددروت ‪ :‬دار‬ ‫محم ددد ب ددن إب دراهيم ب ددن أب ددي بك ددر‪ :‬وفي ددات األعي ددان وأنب دداء أبن دداء الزم ددان ت ددح‬
‫ص د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د د ددادر‪1994،‬م ‪ ،‬ص ‪.338‬‬
‫و ثمددة مددن اكتفددى بددذكر ابددن زريددق دون اسددمه كددامال ‪ ،‬انظددر‪ ، :‬ابددن فضددل هللا العمددري‪ :‬مسددالك األبصددار فددي ممالددك‬
‫العلميددة‪2010 ،‬م‪ ،‬ص ‪532‬‬ ‫األمصددار‪ ،‬تددح‪ :‬كامددل سددلمان الجبددوري ومهدددي الددنجم‪ ،‬ج‪،10‬ط‪،1‬بيددروت‪ :‬دار الكت د‬
‫وجابر قميحة‪ ،‬القصيدة العينية‪..‬الفراقية ‪..‬اليتيمة‪..‬البن زريق‪ ،‬رابطة أدباء الشام بتاريخ ‪ 3‬أيلول ‪ ،2005‬ص‪3‬‬
‫كما أنه البن زريددق أرجددوزة فددي األخددالق ترجمهددا المستشددرق ديلددس لرلمانيددة‪ .‬ارجددع‪ :‬كددارل بروكلمددان ‪ :‬تدداريخ األدب‬
‫العربي‪ ،‬ترجمة ‪:‬عبد الحليم النجار ورمضان عبد التواب‪ ،‬ج‪،2‬ط‪ ،2‬القاهرة‪ :‬دار المعارف ‪1977 ،‬م ص ‪.67-66‬‬
‫‪ )12‬عمر فروخ‪ :‬األدب العربي‪،‬ج‪ ،3‬ط‪ ، 3‬بيروت ‪ :‬دار التراي العربي‪1995 ،‬م‪ ،‬ص‪50‬‬

‫العدد الرابع والعشرون (اجلزء الثالث) ‪2018‬‬ ‫))‬ ‫جملة كلية الرتبية‪ -‬جامعة عني مشس‪47‬‬
‫فراقية ابن زريق البغدادي على ضوء المنهج النفسي‬
‫‪( 13‬ينظر ‪ :‬عمر ر ا كحالة‪ :‬معجم المؤلفين‪ ،‬ج‪7‬بيروت‪:‬دار إحياء التراي العربي‪( ،‬د‪ .‬ت) ‪ ،‬ص‪95‬‬
‫‪ ، )14‬أبددو محمددد جعفددر بددن احمددد بددن الحسددين القددارل السراج‪:‬مصددارع العشدداق‪ ،‬ج‪ ،1‬ط‪ ،3‬بيددروت ‪ :‬دار صددادر ‪،‬‬
‫‪2007‬م ص ‪23‬‬
‫‪ )15‬انظ ددر ‪ :‬الص ددفدي ‪:‬الد دوافي بالوفي ددات‪ 76-77/21 .،‬وك ددذلك ‪ :‬الع دداملي‪ :‬الكش ددكول‪ ،‬ج‪ ،1‬ص ‪.94-93‬وأيضد ددا‪:‬‬
‫ابن خلكان‪ ،‬وفيات األعيان‪ ، ،‬ج‪ ،5‬ص ‪338‬‬
‫‪ )16‬انظر هامش رقم ‪12‬وتاريخ األدب العربددي‪ ،‬ج‪ ،2‬ص ‪.67-66‬و تدداريخ األدب العربددي ‪ ، :‬الملحددق ‪ 133/ 1‬و‬
‫وابن حزم ‪ ،‬أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد‪ :‬طوق الحمامددة فددي األلفددة‬ ‫الصفدي‪ :‬الوافي بالوفيات‪396 / 6 ،‬‬
‫واألالف‪ ،‬تح‪ :‬إحسان عباس‪ ،‬ط‪ ، 2،‬بيروت ‪ :‬المؤسسة العربية للدراسات والنشر ‪ 1987 ،‬م ‪ ،‬ص ‪.201-200‬‬
‫(‪ )17‬انظددر ‪ :‬نعمددان مدداهر الكنعدداني‪ :‬شددعراء الواحدددة‪ ،‬ط‪ ، 2‬بغددداد‪ ،‬منشددورات مكتبددة النقدداء ‪1985 ،‬م ص‪- 93‬‬
‫‪94‬‬
‫‪ )18‬جدددير بالددذكر أن البددن زريددق أرجددوزة فددي األخددالق ترجمهددا المستشددرق ديلددس لرلمانيددة‪ .‬تدداريخ األدب العربددي ‪،‬‬
‫ج‪ ،2‬ص ‪.67‬‬
‫‪ )19‬الوافي بالوفيات ‪78 – 77 / 21‬‬
‫‪ )20‬انظر ‪ :‬نعمان ماهر الكنعاني ‪ :‬شعراء الواحدة ص ‪ 93‬وما بعدها‬
‫‪ ) 21‬تاريخ األدب العربي ‪ ، :‬الملحق ‪133/ 1‬‬
‫‪ ) 22‬أبو حيان التوحيدي‪ ،‬علي بن محمد بن العباس‪ :‬اإلمتاع والمؤانسة ‪،‬ج‪ ،1‬بيروت‪ :‬المكتبددة العصدرية‪ 1424 ،‬هد د‬
‫‪ ،‬ص ‪123‬‬
‫‪ )23‬إبراهيم أنيس ‪ :‬موسيقى الشعر ‪ ،‬ط‪ ، 4‬القاهرة ‪ :‬مكتبة األنجلو المصرية ‪1972‬م ‪ ،‬ص ‪177‬‬
‫‪ )24‬عز الدين إسماعيل‪ :‬التفسير النفسي لردب‪ ،‬بيروت ‪:‬دار العود‪ ،‬دار الثقافة ‪( ،‬د‪.‬ت) ص ‪77‬‬
‫‪ )25‬عز الدين إسماعيل ‪ :‬التفسير النفسي لردب ص ‪58‬‬
‫ف ددي الش ددعر العرب ددي‪ ،‬الق دداهرة‪ :‬دار غريد د ‪2003 ،‬م ‪ ،‬ص ‪-163‬‬ ‫‪ )26‬ف دداروق شوش ددة ‪ :‬أحل ددى عشد درين قص دديدة حد د‬
‫‪.165‬‬
‫‪ )27‬القصدديدة و‪/‬أو شددذرات منهددا تجدددها لدددح‪ ، :‬عبددد الوهدداب بددن علددي السددبكي‪ :‬طبقددات الشددافعية الكبددرح‪ ،‬ط‪ ،2‬دار‬
‫هجددر للطباعددة والنشددر والتوزيددع‪1413 ،‬هد د ‪،‬ومصددارع العشدداق‪ ،‬ج‪ ،1‬ص ‪ ،5-4‬و ال دوافي بالوفيددات‪ ،‬ج‪ ،6‬ص‪،396‬‬
‫و الكش ددكول‪ ،‬ج‪ ،1‬ص ‪ .94-93‬ومس ددالك األبص ددار ف ددي ممال ددك األمص ددار‪ ،‬ج‪ ،10‬ص ‪ 533-532‬وأحل ددى عشد درين‬
‫في األدب العربي‪ ،‬دار الشروق‪ ،1991 ،‬ص ‪.171-165‬‬ ‫قصيدة ح‬
‫‪( )28‬الهو)‪ :‬وهو " مخزون الغرائز‪ ،‬الذي يحاول خفض التوتر أو إزالتدده باإلشددباع وفددق مبدددأ اللددذة‪ ،‬والتددوتر يددنجم عددن‬
‫طريقة االستثارة الخارجية أو الداخلية"‪.‬‬
‫انظددر ‪ :‬جماعددة مددن أسدداتذة التربيددة الحديثددة وعلددم الددنفس‪ :‬علددم الددنفس وأثدره فددي حياتنددا الحديثددة‪ ،‬ت‪ :‬ميخائيددل البيطددار‪،‬‬
‫بيروت ‪ :‬منشورات مكتبة الحياة‪1974 ،‬م ‪ 1974‬ص‪74‬‬

‫العدد الرابع والعشرون (اجلزء الثالث) ‪2018‬‬ ‫))‬ ‫جملة كلية الرتبية‪ -‬جامعة عني مشس‪48‬‬
‫د‪ .‬علي عبد الظاهر علي عبد اللطيف‬

‫‪( ) 29‬األنا)‪ :‬وتلك (األنا) هي التددي تقددوم بتفكيرنددا المنطقددي "والمتيقظددة لمددا يجددري حولدده‪ ،‬وهددي الددذات الواعيددة والواقددع‬
‫المحكوم بالعادات والقوانين‪ ،‬انظر ‪ :‬علم النفس وأثره في حياتنا‪ ،‬ص‪75‬‬
‫‪( )30‬األن ددا) العلي ددا‪" :‬وه ددي ال ددذات العلي ددا الت ددي تع ددرف (بالض ددمير) وه ددي ذل ددك الص ددوت الخفي ددف ال ددذي يظه ددر لن ددا الح ددق‬
‫والباطل‪..‬‬
‫انظر ‪ :‬علم النفس وأثره في حياتنا‪ ،‬ص‪75‬‬
‫الجددامعي الحددديث ‪ 2004 ،‬م‬ ‫‪ )31‬عزت عبد العظيم الطويل‪ :‬في النفس والقدران الكدريم ‪ ،‬ط ‪ ،3‬اإلسددكندرية ‪:‬المكتد‬
‫‪،‬ص ‪35‬‬
‫مدبولي‪ 1978 ،‬م‪ ،‬ص ‪405‬‬ ‫‪ )32‬عبد المنعم‪ ،‬الحفني‪ :‬موسوعة علم النفس والتحليل النفسي ‪ ،‬القاهرة‪ :‬مكت‬
‫الجامعية للطباعة والنشر‪ 1982 ،‬م ص ‪51‬‬ ‫‪ )33‬ساسين عساف ‪ :‬الصورة الشعرية‪ ،‬ط‪،1‬بيروت‪ :‬دار الكت‬
‫‪ )34‬صمويل تامر بشرح‪ :‬االكتئاب والعالج بالواقع‪ ،‬القاهرة‪ :‬مكتبة االنجلو المصرية‪2007 ،‬م ‪ ،‬ص‪54‬‬
‫عالجدده‪ ،‬الكويددت‪ :‬دار المعرفددة‪،‬‬ ‫‪ )35‬عبد د السددتار إب دراهيم‪ :‬االكتئدداب – ا ددطراب العصددر الحددديث‪ -‬فهمدده وأسددالي‬
‫‪1998‬م‬
‫‪ )36‬أبددو القاسددم الطب ارنددي‪ :‬المعجددم الكبيددر‪،‬تح ‪ :‬حمدددي بددن عبددد المجيددد السددلفي‪ ،‬ط‪ ، 2‬القدداهرة‪ :‬مكتبددة ابددن تيميددة ‪،‬‬
‫‪ :‬دار الص ددميعي ‪،‬‬ ‫ويش ددمل القطع ددة الت ددي نش ددرها الحق ددا المحق ددق الش دديخ حم دددي الس ددلفي مد د ن المجل ددد ‪ 13‬ط‪ 1‬الري ددا‬
‫‪ 1415‬هد ‪ 1994 -‬م‪،‬‬
‫‪ )37‬إسماعيل الملحم‪ :‬التجربددة اإلبداعيددة فددي د ارسددة سدديكولوجية االتصددال واإلبددداع ‪ ،‬منشددورات اتحدداد الكتدداب العددرب‪،‬‬
‫‪ 2003‬م ص ‪ 29‬و ‪( 30‬بتصرف)‬
‫‪ ) 38‬عثمان علي أمين‪ :‬في الصحة النفسية‪ ،‬الخمس‪ :‬الدار العلمية‪ 2004 ،‬م ص ‪18‬‬
‫‪ )39‬أمددين مرسددي قنددديل ‪ :‬أصددول علددم الددنفس وأث دره فددي التربيددة والتعلدديم ط‪ 4‬لجنددة التددأليف والنشددر والترجمددة‪ ،‬القدداهرة‬
‫د‪.‬ت ص ‪67‬‬
‫مدبولي‪ 1978 ،‬م‪ ،‬ص ‪405‬‬ ‫‪ )40‬الحفني عبد المنعم ‪ :‬موسوعة علم النفس والتحليل النفسي ‪ ،‬القاهرة‪ :‬مكت‬
‫النفسددية‪ ،‬فهددو شددعور سددلبي‬ ‫‪ )41‬ولجلد الذات أسماء منها‪ :‬تحقير الذات‪ ،‬وإذالل الذات‪ ،‬كما أندده مددن أخطددر األمد ار‬
‫يتنامى غالبا في أوقات الهزائم‪َّ ،‬‬
‫تتجلى فيه أعلددى نسددبة للسددلبيَّة المتناميددة جددرَّاء اإلحباطددات الناتجددة عددن الهدزائم النفسدديَّة‬ ‫ً‬
‫كمددا أن المازوخيددة اسددم مددأخوذ مددن اسددم روائددي نمسدداوي ( ‪ 1836‬د ‪ ) 1895‬اسددمه ( ليوبددورد ساشددر مددازوخ ) ‪ ،‬وذلددك‬
‫ألن معظددم شخصدديات الروائيددة تسددتمتع بدداأللم الجسدددي الددذي يوجدده إلدديهم ‪ ،‬فضددال عددن اإلهانددات والتعددذي ‪ ،‬انظددر ‪:‬‬
‫طه‪ ،‬فرج عبد القادر واخرون ‪ :‬معجم علم النفس والتحليل النفسي‪ ،‬بيرق‪ :‬دار النهضة العربية‪ (،‬د‪.‬ت)‬
‫‪ )42‬حسن النجار‪ :‬جلد الذات ‪ ،‬شبكة األلوكة ‪http://www.alukah.net/social/0/30647‬‬
‫ددوء بع ددض التغي درات"‬ ‫‪ )43‬أحمددد الطري ددا‪ ،‬وف ددالح الم ددولى‪" :،‬المش دداركة الوجداني ددة ل دددح طلب ددة المرحل ددة اإلعدادي ددة ف ددي‬
‫مجلة العلوم التربوية والنفسية ‪ 2012 88‬ص ‪28‬‬
‫‪ )44‬السيد منصور‪ :‬التقمص الوجداني وعالقته بكل من اإليثار والعفو‪ ،‬مجلة دراسات عربيددة فددي التربيددة وعلددم الددنفس‬
‫‪ 2011 )3(5‬ص ‪346 -345‬‬

‫العدد الرابع والعشرون (اجلزء الثالث) ‪2018‬‬ ‫))‬ ‫جملة كلية الرتبية‪ -‬جامعة عني مشس‪49‬‬
‫فراقية ابن زريق البغدادي على ضوء المنهج النفسي‬
‫المعجددم الفلس ددفي ‪ ،‬القدداهرة‪ ،‬جمهوريددة مص ددر العربيددة‪ :‬الهيئددة العامد ة لشددؤون المط ددابع‬ ‫‪ )45‬مجمددع اللغددة العربي ددة ‪:‬‬
‫األميرية‪1983 ،‬م ‪ 1403 -‬هد‪ ،‬صفحة ‪3‬‬

‫العدد الرابع والعشرون (اجلزء الثالث) ‪2018‬‬ ‫))‬ ‫جملة كلية الرتبية‪ -‬جامعة عني مشس‪50‬‬
‫د‪ .‬علي عبد الظاهر علي عبد اللطيف‬

‫قائمة المراجع‬
‫القران الكريم‬
‫الكت‬
‫إبراهيم أنيس ‪ :‬موسيقى الشعر ‪ ،‬ط‪ ، 4‬القاهرة ‪ ،‬مكتبة األنجلو المصرية ‪1972‬م‬ ‫•‬
‫ابدن حدزم ‪ ،‬أبدو محمدد علدي بدن أحمدد بدن سدعيد‪ :‬طدوق الحمامدة فدي األلفدة واألالف‪ ،‬تدح‪ :‬إحسدان‬ ‫•‬
‫عباس‪ ،‬ط‪ ، 2،‬بيروت ‪ ،‬المؤسسة العربية للدراسات والنشر ‪ 1987 ،‬م‬
‫ابددن خلكددان‪ ،‬أبددو العبدداس شددمس الدددين أحمددد بددن محمددد بددن إبدراهيم بددن أبددي بكددر‪ :‬وفيددات األعيددان‬ ‫•‬
‫وأنباء أبناء الزمان تح ‪ :‬إحسان عباس‪ ،‬بيروت ‪ ،‬دار صادر‪1994،‬م‬
‫ابن فضل هللا العمري‪ :‬مسالك األبصار في ممالك األمصار‪ ،‬تح‪ :‬كامدل سدلمان الجبدوري ومهددي‬ ‫•‬
‫العلمية‪2010 ،‬م‬ ‫النجم‪، ،‬ط‪ ،1‬بيروت‪ ،‬دار الكت‬
‫أبدو القاسدم الطب ارندي‪ :‬المعجدم الكبيدر‪،‬تح ‪ :‬حمددي بدن عبدد المجيدد السدلفي‪ ،‬ط‪ ، 2‬القداهرة‪ :‬مكتبدة‬ ‫•‬
‫ابن تيمية ‪ ،‬ويشمل القطعة التدي نشدرها الحقدا المحقدق الشديخ حمددي السدلفي مدن المجلدد ‪ 13‬ط‪1‬‬
‫الريا‪ ،‬دار الصميعي ‪ 1415 ،‬هد ‪ 1994 -‬م‬
‫أبو حيان التوحيدي‪ ،‬علي بن محمدد بدن العبداس‪ :‬اإلمتداع والمؤانسدة ‪ ،‬بيدروت‪ ،‬المكتبدة العصدرية‪،‬‬ ‫•‬
‫‪ 1424‬هد ‪،‬‬
‫أبددو محمددد جعفددر بددن احمددد بددن الحسددين القددارل الس دراج‪ :‬مصددارع العشدداق‪ ، ،‬ط‪ ،3‬بيددروت ‪ ،‬دار‬ ‫•‬
‫صادر ‪2007 ،‬م‬
‫أحمد حيدوش‪ :‬االتجاه النفسي في النقد العربي الحديث‪ ،‬بن عكنون‪ ،‬الجزائر ‪(،‬ديوان المطبوعات‬ ‫•‬
‫الجامعية‪ ،‬د‪.‬ت)‬
‫إسددماعيل الملحددم‪ :‬التجربددة اإلبداعيددة فددي د ارسددة سدديكولوجية االتصددال واإلبددداع ‪ ،‬منشددورات اتحدداد‬ ‫•‬
‫الكتاب العرب‪ 2003 ،‬م‬
‫أم ددين مرس ددي قن ددديل ‪ :‬أص ددول عل ددم ال ددنفس وأثد دره ف ددي التربي ددة والتعل دديم ط‪ 4‬لجن ددة الت ددأليف والنش ددر‬ ‫•‬
‫والترجمة‪ ،‬القاهرة د‪.‬ت‬
‫ج ماعة من أساتذة التربية الحديثة وعلم النفس‪ :‬علم النفس وأثره فدي حياتندا الحديثدة‪ ،‬ت‪ :‬ميخائيدل‬ ‫•‬
‫البيطار‪ ،‬بيروت ‪ ،‬منشورات مكتبة الحياة‪1974 ،‬م ‪1974‬‬

‫العدد الرابع والعشرون (اجلزء الثالث) ‪2018‬‬ ‫))‬ ‫جملة كلية الرتبية‪ -‬جامعة عني مشس‪51‬‬
‫فراقية ابن زريق البغدادي على ضوء المنهج النفسي‬

‫مدبولي‪ 1978 ،‬م‬ ‫الحفني عبد المنعم ‪ :‬موسوعة علم النفس والتحليل النفسي ‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مكت‬ ‫•‬
‫الجامعيدة للطباعدة والنشدر‪1982 ،‬‬ ‫ساسين عساف ‪ :‬الصورة الشدعرية‪ ،‬ط‪ ،1‬بيدروت‪ :‬دار الكتد‬ ‫•‬
‫م‬
‫سعد أبو الر ا ‪ :‬نحو منهج نفسي في نقدد الشدعر‪ ،‬القداهرة‪ ،‬الهيئدة العامدة للكتداب ‪ 1984‬المكتبدة‬ ‫•‬
‫الثقافية ‪388‬‬
‫س ددعد أب ددو الر ددا ‪ :‬نح ددو م ددنهج نفس ددي ف ددي نق ددد الش ددعر‪ ،‬الهيئ ددة العام ددة المص درية للكت دداب‪ ،‬المكتب ددة‬ ‫•‬
‫الثقافية (‪)388‬‬
‫سددعد أبددو الر ددا ‪ :‬نحددو مددنهج نفسددي فددي نقددد الشددعر‪ ،‬القدداهرة‪ ،‬الهيئددة العامددة المص درية للكتدداب‪،‬‬ ‫•‬
‫المكتبة الثقافية (‪)388‬‬
‫السدديد منصددور‪ :‬الددتقمص الوجددداني وعالقتدده بكددل مددن اإليثددار والعفددو‪ ،‬مجلددة د ارسددات عربيددة فددي‬ ‫•‬
‫التربية وعلم النفس ‪2011 )3(5‬‬
‫ص د ددالح ال د دددين خلي د ددل ب د ددن أيب د ددك الص د ددفدي‪ :‬ال د دوافي بالوفي د ددات‪ ،‬ت د ددح ‪ :‬أحم د ددد األرن د دداؤوط‪ ،‬وترك د ددي‬ ‫•‬
‫مصطفى‪،‬ج‪ 21‬بيروت‪ ،‬دار احياء التراي العربي‪2000 ،‬م‬
‫صمويل تامر بشرح‪ :‬االكتئاب والعالج بالواقع‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مكتبة االنجلو المصرية‪2007 ،‬م‬ ‫•‬
‫طه‪ ،‬فرج عبد القادر واخرون ‪ :‬معجم علم النفس والتحليل النفسي‪ ،‬بيدرق‪ ،‬دار النهضدة العربيدة‪(،‬‬ ‫•‬
‫د‪.‬ت)‬
‫العداملي محمدد بدن حسدين بدن عبدد الصدمد الحدارثي‪ :‬الكشدكول‪ ،‬تدح ‪:‬محمدد عبدد الكدريم النمدري‪،‬‬ ‫•‬
‫العلمية‪1418، ،‬هد ‪1998-‬م‬ ‫بيروت ‪ ،‬دار الكت‬
‫األدبيددة االجتماعيددة ‪ ،‬بيددروت‪ ،‬المكتبددة العص درية ‪،‬‬ ‫عبدداس محمددود العقدداد‪ :‬د ارسددات فددي المددذاه‬ ‫•‬
‫‪،1965‬‬
‫عالجه‪ ،‬الكويت‪ ،‬دار‬ ‫عبد الستار إبراهيم‪ :‬االكتئاب – ا طراب العصر الحديث‪ -‬فهمه وأسالي‬ ‫•‬
‫المعرفة‪1998 ،‬م‬
‫عبددد القددادر فيدددوح‪ :،‬االتجدداه النفسددي فددي نقددد الشددعر العربددي ‪ ،‬دمشددق ‪ ،‬منشددورات اتحدداد الكتدداب‬ ‫•‬
‫العرب‪1994 ،‬م‬
‫مدبولي‪1978 ،‬م‬ ‫عبد المنعم‪ ،‬الحفني‪ :‬موسوعة علم النفس والتحليل النفسي ‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مكت‬ ‫•‬

‫العدد الرابع والعشرون (اجلزء الثالث) ‪2018‬‬ ‫))‬ ‫جملة كلية الرتبية‪ -‬جامعة عني مشس‪52‬‬
‫د‪ .‬علي عبد الظاهر علي عبد اللطيف‬

‫عبد الوهاب بن علي السبكي‪ :‬طبقات الشافعية الكبرح‪ ،‬ط‪ ،2‬دار هجر للطباعة والنشر والتوزيع‪،‬‬ ‫•‬
‫‪1413‬هد‬
‫عثمان علي أمين‪ :‬في الصحة النفسية‪ ،‬الخمس‪ ،‬الدار العلمية‪ 2004 ،‬م‬ ‫•‬
‫عز الدين إسماعيل‪ :‬التفسير النفسي لردب‪ ،‬بيروت ‪ ،‬دار العود‪ ،‬دار الثقافة ‪( ،‬د‪.‬ت)‬ ‫•‬
‫عز الدين إسماعيل‪ :‬التفسير النفسي لردب‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار العود‪ ،‬دار الثقافة ‪( ،‬د‪.‬ت)‬ ‫•‬
‫الج ددامعي‬ ‫ع ددزت عب ددد العظ دديم الطوي ددل‪ :‬ف ددي ال ددنفس والق دران الك دريم ‪ ،‬ط ‪ ،3‬اإلس ددكندرية ‪ ،‬المكت د‬ ‫•‬
‫الحديث ‪ 2004 ،‬م‬
‫عمر ر ا كحالة‪ :‬معجم المؤلفين‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار إحياء التراي العربي‪( ،‬د‪ .‬ت)‬ ‫•‬
‫عمر فروخ‪ :‬األدب العربي‪ ،‬ط‪ ، 3‬بيروت‪ ،‬دار التراي العربي‪1995 ،‬م‬ ‫•‬
‫في الشعر العربي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دار غري ‪2003 ،‬م‬ ‫فاروق شوشة ‪ :‬أحلى عشرين قصيدة ح‬ ‫•‬
‫كارل بروكلمان ‪ :‬تاريخ األدب العربدي‪ ،‬ترجمدة ‪:‬عبدد الحلديم النجدار ورمضدان عبدد التدواب‪ ،‬ط‪،2‬‬ ‫•‬
‫القاهرة‪ ،‬دار المعارف ‪1977 ،‬م‬
‫مجمع اللغدة العربيدة ‪ :‬المعجدم الفلسدفي ‪ ،‬القداهرة‪ ،‬جمهوريدة مصدر العربيدة‪ :‬الهيئدة العامدة لشدؤون‬ ‫•‬
‫المطابع األميرية‪1983 ،‬م ‪ 1403 -‬هد‬
‫محمد النويهي‪ :‬نفسية أبي نواس‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مكتبة الخانجي للنشر والتوزيع‪1970 ،‬م‪.‬‬ ‫•‬
‫مصري حنورة ‪ :‬األسس النفسية لإلبداع الفني في المسرحية‪ ،‬الهيئة العامة للكتاب ‪1979‬‬ ‫•‬
‫مصطفى سويت ‪ :‬األسس النفسية لإلبداع الفني‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬دار المعارف‪1967 ،‬‬ ‫•‬
‫نعمان ماهر الكنعاني‪ :‬شعراء الواحدة‪ ،‬ط‪ ، 2‬بغداد‪ ،‬منشورات مكتبة النقاء ‪1985 ،‬م‬ ‫•‬
‫البحوي والدوريات والصحف‬
‫دوء بعدض‬ ‫أحمد الطريا‪ ،‬وفالح المولى‪" :،‬المشاركة الوجدانية لدح طلبة المرحلدة اإلعداديدة فدي‬ ‫•‬
‫التغيرات" مجلة العلوم التربوية والنفسية ‪88‬‬
‫جددابر قميحددة‪" :‬القصدديدة العينية‪..‬الفراقيددة ‪..‬اليتيمددة‪..‬البن زريددق" ‪ ،‬رابطددة أدبدداء الشددام‪ ،‬بت دداريخ ‪3‬‬ ‫•‬
‫أيلول ‪2005‬‬
‫السدديد منصددور‪" :‬الددتقمص الوجددداني وعالقتدده بكددل مددن اإليثددار والعفددو" مجلددة د ارسددات عربيددة فددي‬ ‫•‬
‫التربية وعلم النفس‪ ،‬العدد ‪ 2011 )3(5‬م ‪.‬‬
‫العقاد ‪" :‬النقد السيكولوجي " جريدة األخبار المصرية‪ 1961 / 4/ 5 ،‬م ‪.‬‬ ‫•‬
‫العدد الرابع والعشرون (اجلزء الثالث) ‪2018‬‬ ‫))‬ ‫جملة كلية الرتبية‪ -‬جامعة عني مشس‪53‬‬
‫فراقية ابن زريق البغدادي على ضوء المنهج النفسي‬

‫مراجع اإلنترنت‬
‫النجار‪ ،‬حسن‪ :‬جلد الذات ‪ ،‬شبكة األلوكة ‪http://www.alukah.net/social/0/30647‬‬

‫العدد الرابع والعشرون (اجلزء الثالث) ‪2018‬‬ ‫))‬ ‫جملة كلية الرتبية‪ -‬جامعة عني مشس‪54‬‬
‫د‪ .‬علي عبد الظاهر علي عبد اللطيف‬

‫العدد الرابع والعشرون (اجلزء الثالث) ‪2018‬‬ ‫))‬ ‫جملة كلية الرتبية‪ -‬جامعة عني مشس‪55‬‬

You might also like