Professional Documents
Culture Documents
حركة المفكرين الحنفاء
حركة المفكرين الحنفاء
ع ش ْ ة لِ َ
م ُْ م ُ
عا َّ
ط ال َ
و ُ
خطُ ْ
ال ُ
ة املفكرين ح َركَ ِ
َ
ح َنفَا ِء
ال ُ
صدر عن مجلس التأسيس
لحركة املفكرين الحنفاء
احلنَ فَ ِاء اخل ُط ْو ُط ال َع َّ
ام ُة ِل َ ْش ُر ْو ِع َح َر َك ِة املفكرين ُ ُ
2021
احل َن َف ِاء
َح َر َك ِة املفكرين ُ
ِ
الر َشاد﴾ (غافر)38
ِ
﴿يا َق ْو ِم ا َّتبِ ُع ِ
ون َأ ْهدك ُْم َسبِ َ
يل َّ َ
َان َحن ِ ْي َفًا ُّم ْس ِل َمًا َو َما
ود َّيًا َوالَ ن َْص َرانِ َّيًاَ ،و َلكِ ْن ك َ
اهيم يه ِِ
َان إِ ْب َر ُ َ ُ
﴿ما ك َ
َ
ِ ِ
ن﴾ (آل عمران )67 َان م َن ا ْل ُم ْشرِك ْي َك َ
َان ِم َن ا ْل ُم ْشرِكِ ْي َن﴾
يم َحن ِ ْي َفًا َو َما ك َ ِ ِ
﴿ ُق ْل َصدَ َق ال ّل ُه َفا َّتبِ ُعو ْا م َّل َة إِ ْب َراه َ
(آل عمران)95
َّاس إِنَّا َخ َل ْقنَاك ُْم ِم ْن َذ َكرٍ َو ُأن َثى َو َج َع ْلنَاك ُْم ُش ُع ْو َبًا
﴿يا َأ ُّي َها الن ُ
َ
ِ ِ ِ ِ ِ
يم َخبِ ٌير﴾ َو َق َبائ َل ل َت َع َار ُفوا ،إِ َّن َأك َْر َمك ُْم عندَ اهلل َأ ْت َقاك ُْم ،إِ َّن اهللَ َعل ٌ
(الحجرات )13 /
فهرس املواضيع
مقدمة8 ..........................................................................
مفهوم الحنيف االجتماعي12 ...................................................
مفهوم النهضوي12 ...............................................................
شرح شعار المشروع الثقافي التنويري 14 .......................................
شرح أهداف المشروع
(تعايش سلمي ،تفاعل إيجابي ،نهضة ثقافية تنويرية) 15 .......................
تعريف داللة الملل الثالث :الحنيفية واليهودية والنصرانية 19 .................
المنهج الحنيف موافق للفطرة20 ...........................................
صفة مناهج األرض كلها21 ..................................................
- 1الحنفاء 21 ...............................................................
- 2اليهود 22 ...............................................................
- 3النصارى 22 ............................................................
مفهوم كلمة «العرب» بين الفطرة والقومية 24 ..................................
مفهوم الرجال و مفهوم النساء30 ...............................................
أمثلة على اختالف مفهوم الكلمات إذا اختلف مبناها32 .......................
الخطوط العامة لفكر المشروع الثقافي46 .....................................
- 1دعوة المشروع46 .......................................................
- 2موقف الحنفاء من العنف واإلرهاب 47 ................................
- 3موقف الحنفاء من الدين48 ...........................................
- 4موقف الحنفاء من الدولة50 ...........................................
- 5موقف الحنفاء من الثقافة االجتماعية 52 ............................
6
ح َنفَا ِء ح َركَ ِ
ة املفكرين ال ُ ع َ
و ِ
ش ْ ة لِ َ
م ُْ م ُ
عا َّ و ُ
ط ال َ خطُ ْ
ال ُ
7
ح َنفَا ِء ح َركَ ِ
ة املفكرين ال ُ ع َ
و ِ
ش ْ ة لِ َ
م ُْ م ُ
عا َّ و ُ
ط ال َ خطُ ْ
ال ُ
مقدمة
8
ح َنفَا ِء ح َركَ ِ
ة املفكرين ال ُ ع َ
و ِ
ش ْ ة لِ َ
م ُْ م ُ
عا َّ و ُ
ط ال َ خطُ ْ
ال ُ
أس ْسنا حركة المفكرين الحنفاء لتحمل مشروعًا من أجل ذلك َّ
ثقافيًا تنويريًا رائد ًا ،لنا و لألجيال القادمة.
وذلك لِنُنَ َّق َي مفهوم اإلسالم من رواسب الجاهلية التي علقت به،
9
ح َنفَا ِء ح َركَ ِ
ة املفكرين ال ُ ع َ
و ِ
ش ْ ة لِ َ
م ُْ م ُ
عا َّ و ُ
ط ال َ خطُ ْ
ال ُ
فصل
طول و ُم َّ
ووضعنا بعض المفاهيم يف هذا الكتاب بشكل ُم َّ
كلمة (عربي) العالقة لها بمفهوم القومية ،وإنما تدل على قيام الشيء واستمراره وفق قوانينه محافظًا 1
على الطهارة والنقاء دون تدخل اإلنسان بصنعته .ومن هذا الوجه نزل النص القرآين عربي اللسان
والحكم والمنهج .وسيأيت الحقًا شرح مفهوم كلمة العرب.
10
ح َنفَا ِء ح َركَ ِ
ة املفكرين ال ُ ع َ
و ِ
ش ْ ة لِ َ
م ُْ م ُ
عا َّ و ُ
ط ال َ خطُ ْ
ال ُ
11
ح َنفَا ِء ح َركَ ِ
ة املفكرين ال ُ ع َ
و ِ
ش ْ ة لِ َ
م ُْ م ُ
عا َّ و ُ
ط ال َ خطُ ْ
ال ُ
مفهوم النهضوي:
إن مفهوم النهضة هو القيام بعملية انبعاث كامل لألمر المعني
بالنهضة ،وهذه العملية ينبغي أن تكون شاملة لكل مقومات
المجتمع ،ألن المجتمع ال ينهض ببعض منه ،بل البد أن
تتضافر كل قوى وفعاليات المجتمع مع بعضها البعض وتتعاضد
وتتكاتف حتى ينهض المجتمع بأكمله نهضة قوية بناءة رشيدة.
12
ح َنفَا ِء ح َركَ ِ
ة املفكرين ال ُ ع َ
و ِ
ش ْ ة لِ َ
م ُْ م ُ
عا َّ و ُ
ط ال َ خطُ ْ
ال ُ
13
ح َنفَا ِء ح َركَ ِ
ة املفكرين ال ُ ع َ
و ِ
ش ْ ة لِ َ
م ُْ م ُ
عا َّ و ُ
ط ال َ خطُ ْ
ال ُ
إن العلم وحده يستطيع أن يصنع البناء والعمران ،بل بالعلم هبط
اإلنسان على سطح القمر وسافر إلى المريخ ،لكنه عجز عن
صنع اإلنسان الصالح ،ألن اإلنسان تصنعه القيم واألخالق ،وهو
ُيك ّيف سلوكه حسب المفاهيم التي يعتنقها ويؤمن هبا .فهي عملية
ذاتية تفاعلية ،وهذا اإلنسان الصالح ال يمكن أن يؤدي دوره يف
ال بواسطة العلم واالنتماء للوطن ،ومن الحياة ويقوم بعمراهنا ،إ ّ
هذا الوجه ،كان البد للقيم واألخالق من أن ينضم إليها العلم
ليصيرا مع بعضهما ركنين متتا ّمين متكاملين للنهضة باإلنسان
كمجتمع على أرض الوطن.
14
ح َنفَا ِء ح َركَ ِ
ة املفكرين ال ُ ع َ
و ِ
ش ْ ة لِ َ
م ُْ م ُ
عا َّ و ُ
ط ال َ خطُ ْ
ال ُ
ً
أوال :تعايش.
إن كلمة تعايش تدل يف ذاهتا على وجود عالقة مع آخر على وجه
من الوجوه ،وإذا درسنا هذه العالقة التعايشية يف الواقع نجد أهنا
على ثالثة أوجه:
15
ح َنفَا ِء ح َركَ ِ
ة املفكرين ال ُ ع َ
و ِ
ش ْ ة لِ َ
م ُْ م ُ
عا َّ و ُ
ط ال َ خطُ ْ
ال ُ
16
ح َنفَا ِء ح َركَ ِ
ة املفكرين ال ُ ع َ
و ِ
ش ْ ة لِ َ
م ُْ م ُ
عا َّ و ُ
ط ال َ خطُ ْ
ال ُ
ب -تعايش سلبي :هو عالقة بين اثنين دون وجود منفعة متبادلة
بينهما ،وال وجود للعداوة أيضًا ،فهما يعيشان يف الظروف نفسها،
ويف المكان ذاته ،دون أن يفكر أحدهما باآلخر ،وقد ال يشعر
بوجوده أصالً ،كاألسماك الصغيرة التي ترافق األسماك الكبيرة
يف بحثها عن الطعام دون أن يكون بينهما أي منفعة متبادلة.
وهذه العالقة قائمة على منفعة متبادلة ،لكنها غير عادلة من
الناحية األخالقية واالجتماعية .إهنا عالقة السيد بعبده ،وهي
عالقة تسلطية استغاللية برغماتية فاسدة تتناىف مع مكانة اإلنسان
وتحط من كرامته.
17
ح َنفَا ِء ح َركَ ِ
ة املفكرين ال ُ ع َ
و ِ
ش ْ ة لِ َ
م ُْ م ُ
عا َّ و ُ
ط ال َ خطُ ْ
ال ُ
18
ح َنفَا ِء ح َركَ ِ
ة املفكرين ال ُ ع َ
و ِ
ش ْ ة لِ َ
م ُْ م ُ
عا َّ و ُ
ط ال َ خطُ ْ
ال ُ
19
ح َنفَا ِء ح َركَ ِ
ة املفكرين ال ُ ع َ
و ِ
ش ْ ة لِ َ
م ُْ م ُ
عا َّ و ُ
ط ال َ خطُ ْ
ال ُ
20
ح َنفَا ِء ح َركَ ِ
ة املفكرين ال ُ ع َ
و ِ
ش ْ ة لِ َ
م ُْ م ُ
عا َّ و ُ
ط ال َ خطُ ْ
ال ُ
- 1الحنفاء:
• يف اللسان العربي :الحنفاء مفردها حنيف ،والحنيف من حنف:
وهي تدل على الحركة المتنقلة ذات اليمين وذات الشمال بتوازن
دون آفة أو علة.
وحنيف مثل شهيد التي جمعها شهداء ،صفة مشبهة باسم فاعل،
وجمعها حنفاء ،وهي الزمة غير متعدية ،وهي ملة وليست دينًا.
21
ح َنفَا ِء ح َركَ ِ
ة املفكرين ال ُ ع َ
و ِ
ش ْ ة لِ َ
م ُْ م ُ
عا َّ و ُ
ط ال َ خطُ ْ
ال ُ
- 2اليهود:
• يف اللسان العربي :اليهود مفردها َي ُه ْو ِد ٌي .وهي من َه َو َد ،وتدل
على األرجحة الخفيفة المنضمة مكان َّيًا بامتداد ،منتهية بدفع
شديد.
- 3النصارى:
• يف اللسان العربي :النصارى جمع ن َْص َرانِي ،وهي من ن َٓص َر َ
ان، ٍّ
ان ،وال عالقة لها بكلمة أنصار التي َح ٌال الز ٌم مثل َس ْك َر َ
ان َو َم ْر َض َ
مفردها نصير ،وال بكلمة ناصرين التي مفردها ناصر ،كما ال
عالقة لها بمدينة الناصرة ،وتدل على سرت وحركة محددة مكررة
بامتداد الزمان والمكان منتهية بسرت.
22
ح َنفَا ِء ح َركَ ِ
ة املفكرين ال ُ ع َ
و ِ
ش ْ ة لِ َ
م ُْ م ُ
عا َّ و ُ
ط ال َ خطُ ْ
ال ُ
23
ح َنفَا ِء ح َركَ ِ
ة املفكرين ال ُ ع َ
و ِ
ش ْ ة لِ َ
م ُْ م ُ
عا َّ و ُ
ط ال َ خطُ ْ
ال ُ
لقد تم إطالق لفظ «عرب» على أمة بعينها ،والتصقت هبا كتسمية
واصطالح قومي ،واستمر انتشار هذا االسم والمصطلح القومي
على حساب تقلص داللة لفظ «عرب» إلى أن تم زحزحة هذا
المفهوم العربي الفطري وإزالته إلى صالح االسم والمصطلح
القومي ،و من جراء ذلك أخذ االسم والمصطلح العربي ،صفة
األمة التي احتكرته لنفسها ،فإن هنضت هذه األمة صار مصطلح
(العرب) يدل على النهضة ،وإن هبطت صار يدل على التخلف
واالنحطاط!
24
ح َنفَا ِء ح َركَ ِ
ة املفكرين ال ُ ع َ
و ِ
ش ْ ة لِ َ
م ُْ م ُ
عا َّ و ُ
ط ال َ خطُ ْ
ال ُ
25
ح َنفَا ِء ح َركَ ِ
ة املفكرين ال ُ ع َ
و ِ
ش ْ ة لِ َ
م ُْ م ُ
عا َّ و ُ
ط ال َ خطُ ْ
ال ُ
نتيجة إلعادة ترتيب وتكرار نظام معين تجتمع كامنة ومستقرة بعد
غياب.
26
ح َنفَا ِء ح َركَ ِ
ة املفكرين ال ُ ع َ
و ِ
ش ْ ة لِ َ
م ُْ م ُ
عا َّ و ُ
ط ال َ خطُ ْ
ال ُ
مثل:
.1الحكم العربي:
﴿وك ََذل ِ َك َأ َنز ْلنَا ُه ُحكْمًا َع َربِ ّيًا َو َلئِ ِن ا ّت َب ْع َت َأ ْه َوا َء ُهم َب ْعدَ َما
َ
اق﴾ (الرعد)37/ َجآ َء َك مِ َن ا ْل ِع ْل ِم َما َل َك مِ َن ال ّل ِه مِن َولِي َو َ
ال َو ٍ
ّ
.2القرءان العربي:
27
ح َنفَا ِء ح َركَ ِ
ة املفكرين ال ُ ع َ
و ِ
ش ْ ة لِ َ
م ُْ م ُ
عا َّ و ُ
ط ال َ خطُ ْ
ال ُ
عالقته باألصالة ِ
والقدم والفطرة وعدم تدخل الصنعة فيه
زيادة أو نقصانًا.
28
ح َنفَا ِء ح َركَ ِ
ة املفكرين ال ُ ع َ
و ِ
ش ْ ة لِ َ
م ُْ م ُ
عا َّ و ُ
ط ال َ خطُ ْ
ال ُ
كلمة أعرابي من الفعل الرباعي أعرب ،ودخول همزة اإلزالة عليه عكست داللة الفعل الثالثي عرب، 3
ونفت داللتها عن اإلنسان.
29
ح َنفَا ِء ح َركَ ِ
ة املفكرين ال ُ ع َ
و ِ
ش ْ ة لِ َ
م ُْ م ُ
عا َّ و ُ
ط ال َ خطُ ْ
ال ُ
القرآن كالم اهلل الذي نزل بلسان عربي مبين ،والفرق بين كالم
الم َت َك ِّل َمين ،فالنص القرآين له
اهلل ،وكالم الناس كالفرق بين ُ
صفاته وقواعده الخاصة التي بموجبها تتم دراسته وفهمه.
(سنَّةٌَ ،ح ِد ْي ٌث)َ ( ،أ َرا َدَ ،شا َء)( ،ن ََز َلَ ،ه َب َط)، ( َق َعدَ َ ،ج َل َس)ُ ،
(والِدٌ ؛ َأ ٌب) …الخ ف)َ ، ( َب َش ٌر ،إِن َْس ٌ
ان)َ ( ،قا َمَ ،و َق َ
30
ح َنفَا ِء ح َركَ ِ
ة املفكرين ال ُ ع َ
و ِ
ش ْ ة لِ َ
م ُْ م ُ
عا َّ و ُ
ط ال َ خطُ ْ
ال ُ
لنرى أمثلة على ذلك يف الواقع كي نضع يدنا على المفهوم الثابت،
والمعنى المتحرك.
َاب) :اسم للشيء الذي يتم فيه جمع األمر المتجانس ،وال ِ
(كت ٌ
ُيشرتط أن يكون ماديًا مثل الكتب الورقية المعروفة ،بل يمكن
أن يكون معنويًا مثل إتمام عقد النكاح بين طرفين.
31
ح َنفَا ِء ح َركَ ِ
ة املفكرين ال ُ ع َ
و ِ
ش ْ ة لِ َ
م ُْ م ُ
عا َّ و ُ
ط ال َ خطُ ْ
ال ُ
(م ْك َت َبةٌ) :كلمة تدل على الشيء الذي يضم ويحتوي على
َ
مجموعة من الكتب.
(كَتِ ْي َبةٌ) :كلمة تدل على مجموعة من الناس اجتمعوا على أمر
معين.
(م ْكت ٌ
َب) :كلمة تدل على مكان يحتوي على أدوات لصنع شيء، َ
أو إدارته ،مثل مكتب محاماة أو مكتب تجاري.
32
ح َنفَا ِء ح َركَ ِ
ة املفكرين ال ُ ع َ
و ِ
ش ْ ة لِ َ
م ُْ م ُ
عا َّ و ُ
ط ال َ خطُ ْ
ال ُ
( َأ ٌب) :كلمة تدل على الجهة التي تقوم بالرتبية والعناية بالشيء.
(و َلدٌ ) :هو الذي خرج من شيء آخر فيكون هذا األخير والد ًا له.
َ
﴿و َوالِ ٍد َو َما َو َلدَ ﴾(البلد )3 /
َ
(اِ ْب ٌن) :هو الذي تم صنعه وصياغته أو تربيته وتنميته بشكل معين،
فيكون الذي صنعه وصاغه ورباه ونماه َأ َبًا َل ُه َأ ْو ُأ َّمًا.
33
ح َنفَا ِء ح َركَ ِ
ة املفكرين ال ُ ع َ
و ِ
ش ْ ة لِ َ
م ُْ م ُ
عا َّ و ُ
ط ال َ خطُ ْ
ال ُ
فهل أنتم مجرد َوالِ ِديِ َن ألوالدكم ،أم مارستم صفة األبوة على
أوالدكم فصرتم لهم آباء ،وصاروا لكم أبناء؟
فكم من وجود ولد يتيم رغم حياة والده! فهو يتيم لكون والده ال
يمارس صفة األبوة عليه! ألن ا ْل ُيت َْم هو فقدان لألب الوالد.
34
ح َنفَا ِء ح َركَ ِ
ة املفكرين ال ُ ع َ
و ِ
ش ْ ة لِ َ
م ُْ م ُ
عا َّ و ُ
ط ال َ خطُ ْ
ال ُ
واحد ،ويمكن أن تكون والد ًة فقط ،ويكون للولد أ ٌّم أخرى ،مثل
أن تكون خالته أو عمته ،أو امرأة أخرى أشرفت على تربيته أو
العناية به كاألم المرضعة ،أو المعلمة التي تقوم بتدريسه وتعليمه
وتثقيفه.
كلمة ( َذك ٌَر) تدل على دفع فعل بشكل شديد ملتصق مع ضغط
خفيف منته بتكرار ،وظهر هذا المفهوم بالوظيفة الجنسية التي
يقوم هبا هذا الكائن َف ُس ِّمي َذك ََر ًا سواء أكان عاقالً أم هبيمة ،وهي
تسمية نَوعية ووظيفية فاعلة ليس إ َّ
ال.
كلمة ُ
(أ ْن َثى) تدل على ظهور خفيف متوقف وسرت واختباء مدفوع
بشكل ملتصق خفيف منته بإثارة وامتداد زماين ومكاين معًا.
35
ح َنفَا ِء ح َركَ ِ
ة املفكرين ال ُ ع َ
و ِ
ش ْ ة لِ َ
م ُْ م ُ
عا َّ و ُ
ط ال َ خطُ ْ
ال ُ
36
ح َنفَا ِء ح َركَ ِ
ة املفكرين ال ُ ع َ
و ِ
ش ْ ة لِ َ
م ُْ م ُ
عا َّ و ُ
ط ال َ خطُ ْ
ال ُ
﴿واهللُ َخ َل َق ك َُّل َدا َّب ٍة ِمن َّماء َف ِمن ُْهم َّمن َي ْم ِشي َع َلى َب ْطن ِ ِه َو ِمن ُْهم َّمن
َ
َي ْم ِشي َع َلى ِر ْج َل ْي ِن﴾ (النور)45
ويقال لإلنسان (ذكر ًا كان أو أنثى) َر ُجل ،إذا كان يف شؤون حياته
يعتمد على نفسه ،فاألنثى العاملة والمنتجة هي رجل يف معيشتها،
(الر ُج َلةُ) يف لسان العرب .و ال تنسوا أن النحلة األنثى
ويقال لها َّ
هي العاملة يف الخلية وهي التي تنتج العسل ،بينما النحلة الذكر
وظيفتها اللقاح فقط ،وكالهما البد منهما.
إذ ًا فكلمة (رجل) ال عالقة لها بنوع اإلنسان ذكر ًا كان أو أنثى،
وإنما عالقتها بالوعي والفاعلية االقتصادية لكل منهما.
37
ح َنفَا ِء ح َركَ ِ
ة املفكرين ال ُ ع َ
و ِ
ش ْ ة لِ َ
م ُْ م ُ
عا َّ و ُ
ط ال َ خطُ ْ
ال ُ
(ر ُج ٍل)
لنرى استخدام القرءان لكلمة َ
أتت كلمة (رجل) بمعنى الذكور البالغين الراشدين العاملين:
لو كان القصد هو إتيان الذكور فقط ألتت كلمة ( ُذك ُْو ٌر) أو
(ر َج ٌال) أفادت الذكور األوالد الذكور ،لكن مجيء كلمة ِ
البالغين العاملين ،وخرج من مفهومها اإلناث البالغات بداللة
مجيء كلمة (نساء) التي دلت على المتأخرين من نوع اإلناث
البالغات حسب السياق المتعلق بالممارسة الجنسية.
38
ح َنفَا ِء ح َركَ ِ
ة املفكرين ال ُ ع َ
و ِ
ش ْ ة لِ َ
م ُْ م ُ
عا َّ و ُ
ط ال َ خطُ ْ
ال ُ
ين ِمنِ ِ
ُوك ِر َجاالً َو َع َلى ك ُِّل َضامرٍ َي ْأت َ ﴿و َأ ِّذن فِي الن ِ
َّاس بِا ْل َح ِّج َي ْأت َ َ
يق﴾ (الحج )27 ك ُِّل َف ٍّج َع ِم ٍ
إن ِخ ْفت ُْم َفرِ َجاالً َأ ْو ُر ْك َبانًاَ ،فإِ َذا َأ ِمنت ُْم َفا ْذك ُُروا ال ّل َه ك ََما َع َّل َمكُم
﴿ َف ْ
َّما َل ْم َتكُونُو ْا َت ْع َل ُم َ
ون﴾ (البقرة )239 /
إذ ًا كلمة َ
(ر ُجلٍ) لها صورتين يف االستخدام:
َّرجل وصف حال فعل اإلنسان سواءأما فعل َر َجل فهو من الت ُّ
أكان ذكر ًا أو أنثى إذا اعتمد يف سيره على قدميه واسم الفاعل
راجل وجمعه راجلون.
إن كلمة النساء جمع ،ومفردها نسيء ،وهي تدل على التأخر أو
اإلضافة.
39
ح َنفَا ِء ح َركَ ِ
ة املفكرين ال ُ ع َ
و ِ
ش ْ ة لِ َ
م ُْ م ُ
عا َّ و ُ
ط ال َ خطُ ْ
ال ُ
وذلك إذا كانوا مظنة الحمل .وتم استخدام كلمة (نساء) جمع
لكلمة (امرأة) لتحقق صفة التأخر فيها غالبًا أثناء الحروب
واألخطار ،وعدم السعي يف الحياة لتأمين لقمة العيش لألسرة
بسبب طبيعتها الوظيفية األنثوية من حيث الوالدة والضعف
الجسمي ،وصلتها المباشرة مع أوالدها ،وأهمية وجودها يف
األسرة كأم تمارس اإلشراف والرتبية على األوالد ،فالواقع
المعيشي هو الذي وضع المرأة يف بيتها لتمارس دورها العظيم،
وتحفظ البيت (العالقات) من أن ينهار ،وترجع إلى الخط الثاين
لتمد األول بالمعونة ،فهي مركز إمداد أسري ومجتمعي.
إذ ًا؛ كلمة المرأة ُجمعت بكلمة النساء من غير جنسها ،لكوهنا
أحد عناصر داللة كلمة النساء يف الواقع ،وذلك ليس انتقاصًا
منها ومن مكانتها ،وإنما هو تعبير عن أهميتها ،وأيضًا لحمايتها
من مصاعب المعيشة وأهوالها ،وإقدام الرجل الذكر إلى اقتحام
األهوال والمصاعب تضحية وحبًا منه لها ،فهي والدته ،وأخته،
وابنته ،وزوجته ،وخالته وعمته…الخ.
فكلمة نساء جمع لكلمة نسيء أصالً ،وهي صفة ال عالقة لها
بالنوع اإلنساين ذكر ًا أو أنثى ،وإنما عالقتها بفعل التأخر لكل
منهما.
40
ح َنفَا ِء ح َركَ ِ
ة املفكرين ال ُ ع َ
و ِ
ش ْ ة لِ َ
م ُْ م ُ
عا َّ و ُ
ط ال َ خطُ ْ
ال ُ
41
ح َنفَا ِء ح َركَ ِ
ة املفكرين ال ُ ع َ
و ِ
ش ْ ة لِ َ
م ُْ م ُ
عا َّ و ُ
ط ال َ خطُ ْ
ال ُ
ولو أهنم أرجعوا داللة كلمة (نساء) لمفردها (نسيء) لوصلوا إلى
الصواب وعرفوا تفسيرها دون أن يتدخلوا يف بنية النص القرآين
قصًا ولصقًا ،تدليسًا وتلبيسًا ،تحريفًا وتحوير ًا.
يف هناية المطاف وصلنا إلى دراسة النص المعني بالدراسة ،والبد
من استحضار كل المعطيات التي ذكرهتا آنفًا.
42
ح َنفَا ِء ح َركَ ِ
ة املفكرين ال ُ ع َ
و ِ
ش ْ ة لِ َ
م ُْ م ُ
عا َّ و ُ
ط ال َ خطُ ْ
ال ُ
43
ح َنفَا ِء ح َركَ ِ
ة املفكرين ال ُ ع َ
و ِ
ش ْ ة لِ َ
م ُْ م ُ
عا َّ و ُ
ط ال َ خطُ ْ
ال ُ
والقوامة من َق َوم وقام ويقوم قيامًا ،وهي غير وقف التي تدل
44
ح َنفَا ِء ح َركَ ِ
ة املفكرين ال ُ ع َ
و ِ
ش ْ ة لِ َ
م ُْ م ُ
عا َّ و ُ
ط ال َ خطُ ْ
ال ُ
على تسكين الحركة وانقطاعها على الحد األدنى .بينما قام تدل
على حمل األمر وانجازه بوعي مستمر ،والمسؤولية والعناية
مقام متحرك بين الذكور واإلناث َو ْف َق اكتساهبما له ،وهو مقام
مسؤولية ،وليس مقام تشريف أو ٍ
تعال على اآلخر أبد ًا.
45
ح َنفَا ِء ح َركَ ِ
ة املفكرين ال ُ ع َ
و ِ
ش ْ ة لِ َ
م ُْ م ُ
عا َّ و ُ
ط ال َ خطُ ْ
ال ُ
- 1دعوة المشروع:
هي دعوة ثقافية اجتماعية تسعى إلى النهوض بالمجتمع من أ.
خالل العلم والمعرفة واألخالق والقيم والشعور باالنتماء
الوطني.
ب .هي دعوة إنسانية اجتماعية هنضوية ،وليست دينية ،أو عرقية،
أو طائفية ،وال هتدف للوصول إلى السلطة ودفة الحكم.
46
ح َنفَا ِء ح َركَ ِ
ة املفكرين ال ُ ع َ
و ِ
ش ْ ة لِ َ
م ُْ م ُ
عا َّ و ُ
ط ال َ خطُ ْ
ال ُ
47
ح َنفَا ِء ح َركَ ِ
ة املفكرين ال ُ ع َ
و ِ
ش ْ ة لِ َ
م ُْ م ُ
عا َّ و ُ
ط ال َ خطُ ْ
ال ُ
ب .اإلسالم دين اهلل ،وهو للناس جميعًا ،بدأ بنوح ،واستمر
إلى النبي إبراهيم الذي دشن الملة الحنيفية ،وتابع بموسى
ال ببعث محمد -صلوات اهلل عليهم وعيسى ،وانتهى إكما ً
كمالً وجام ًعا لما سبق ،وليس
جميعًا ،-وقد نزل القرءان ُم ِّ
إقصائيًا رغم وجود نسخ لبعض األحكام الجزئية العينية
48
ح َنفَا ِء ح َركَ ِ
ة املفكرين ال ُ ع َ
و ِ
ش ْ ة لِ َ
م ُْ م ُ
عا َّ و ُ
ط ال َ خطُ ْ
ال ُ
49
ح َنفَا ِء ح َركَ ِ
ة املفكرين ال ُ ع َ
و ِ
ش ْ ة لِ َ
م ُْ م ُ
عا َّ و ُ
ط ال َ خطُ ْ
ال ُ
باهلل واليوم اآلخر وعمل صالحًا فلهم أجرهم عند ربهم وال
خوف عليهم وال هم يحزنون) (البقرة )62 /
ذ .السنة تعني الطريقة وهي مصدر عملي تابع لحكم تعبدي
نزل حكمه يف القرءان.
ب .ينظر الحنيف إلى عالقة الدين بالدولة ،على أهنا عالقة
جدلية يؤثر كل منهما يف اآلخر ،وهي غير قائمة على الدمج،
وال على الفصل ،وإنما على االنسجام والتكامل ،فالدين
ُم ّكون ثقايف إنساين للمجتمع ،فهو موجود قبل الدولة ،ومع
الدولة وسيستمر بعد موت الدولة ،فهو يؤسس للمجتمع
50
ح َنفَا ِء ح َركَ ِ
ة املفكرين ال ُ ع َ
و ِ
ش ْ ة لِ َ
م ُْ م ُ
عا َّ و ُ
ط ال َ خطُ ْ
ال ُ
ت .ينظر الحنيف إلى الدين؛ بوصفه حقالً ثقافيًا بإمكان الناس
التفاعل معه ،كما يرى أن النظام للمجتمع ضرورة وهي
أيضًا عليها أن تتسم بالتفاعلية والتشاركية ،والدولة تمثل
المجتمع ،والسلطة أداة حماية وعناية للدولة والشعب.
ح .ينظر الحنفاء إلى مفهوم الحاكمية على أنه ينقسم إلى نوعين:
51
ح َنفَا ِء ح َركَ ِ
ة املفكرين ال ُ ع َ
و ِ
ش ْ ة لِ َ
م ُْ م ُ
عا َّ و ُ
ط ال َ خطُ ْ
ال ُ
ب .يدعو الحنيف إلى حفظ الحريات العامةَ ،وفق رؤية علمية
اجتماعية منضبطة بالثابت والمتغير الثقايف.
52
ح َنفَا ِء ح َركَ ِ
ة املفكرين ال ُ ع َ
و ِ
ش ْ ة لِ َ
م ُْ م ُ
عا َّ و ُ
ط ال َ خطُ ْ
ال ُ
53
ح َنفَا ِء ح َركَ ِ
ة املفكرين ال ُ ع َ
و ِ
ش ْ ة لِ َ
م ُْ م ُ
عا َّ و ُ
ط ال َ خطُ ْ
ال ُ
54
ح َنفَا ِء ح َركَ ِ
ة املفكرين ال ُ ع َ
و ِ
ش ْ ة لِ َ
م ُْ م ُ
عا َّ و ُ
ط ال َ خطُ ْ
ال ُ
مع العلم أن مفهوم أهل بيت النبوة غير موجود يف القرءان ،وبالتالي ليس لهم أي امتيازات قط، 4
اهلِ َّي ِة ْاألُو َلى
ومفهوم النص القرءاين المتعلق بأهل البيت ﴿و َقر َن فِي بيوتِ ُكن و َال َتبرجن َتبرج ا ْلج ِ
َّ َ َ َّ ْ َ َ ُّ َ َ ُُ َ ْ
تو َأقِمن الص َال َة وآتِين الزَّ كَا َة و َأطِعن اهلل ورسو َله إِنَّما ي ِريدُ اهلل لِي ْذ ِهب عَن ُكم الرجس َأ ْه َل ا ْلبي ِ
َْ ُ ِّ ْ َ ُ ُ َ َ ْ َ َ ََ ُ ُ َ ُ َ َ َ ْ َ َّ
َو ُي َط ِّه َرك ُْم َت ْط ِهير ًا﴾األحزاب ،33المقصد به المسلمين فهم أهل البيت يف القرءان بدليل مجيء كلمة
(عنكم) بصيغة المذكر ويقصد هبا الجميع ذكور ًا وإناثًا .والبيت هو اإلسالم و الكعبة.راجع كتاب
(تحرير العقل من النقل) لألستاذ سامر إسالمبولي
55
ح َنفَا ِء ح َركَ ِ
ة املفكرين ال ُ ع َ
و ِ
ش ْ ة لِ َ
م ُْ م ُ
عا َّ و ُ
ط ال َ خطُ ْ
ال ُ
56
ح َنفَا ِء ح َركَ ِ
ة املفكرين ال ُ ع َ
و ِ
ش ْ ة لِ َ
م ُْ م ُ
عا َّ و ُ
ط ال َ خطُ ْ
ال ُ
ث .ال يدعو الحنفاء إلى استالم السلطة التنفيذية ،وإنما يسعون
إلى أن ُتقاد و ُتق ّيد السلطة التنفيذية بالدستور والقانون.
ج .يدعو الحنفاء إلى أن تكون حركة الدولة قائمة على العلم،
والسالم ،والعدل ،واإلنسانية؛ والمشاركة والحرية ،وهتدف
إلى النهضة بشعوهبا.
57
ح َنفَا ِء ح َركَ ِ
ة املفكرين ال ُ ع َ
و ِ
ش ْ ة لِ َ
م ُْ م ُ
عا َّ و ُ
ط ال َ خطُ ْ
ال ُ
58
ح َنفَا ِء ح َركَ ِ
ة املفكرين ال ُ ع َ
و ِ
ش ْ ة لِ َ
م ُْ م ُ
عا َّ و ُ
ط ال َ خطُ ْ
ال ُ
س .يدعو الحنفاء إلى أن تكون العالقة بين ُقوى المجتمع ككل،
من مؤسسات،أو مراكز ،أو أحزاب ،أو جماعات...الخ،
قائمة على السلم والتعاون وترفد بعضها بعضًا لتحقيق
النهضة بالمجتمع،ال عرب الصراع والتناحر وإزاحة اآلخر
وتصفيته.
ش .يدعو الحنفاء إلى إعطاء األولوية يف ميزانية الدولة إلى التنمية
االجتماعية والثقافية والعلمية وعمران البالد والنهضة
بالعباد.
59
ح َنفَا ِء ح َركَ ِ
ة املفكرين ال ُ ع َ
و ِ
ش ْ ة لِ َ
م ُْ م ُ
عا َّ و ُ
ط ال َ خطُ ْ
ال ُ
كون وحامل ب .ينظر الحنفاء إلى اللسان العربي بأنه لسان ُم ّ
لثقافة المجتمعات العربية واإلسالمية ،لذا ينبغي أن يكون
اللسان العربي هو اللسان الرسمي للدولة والتعليم؛ علمًا
وثقافة وإعالمًا كما يف المجتمعات ذات الثقافة اإلسالمية
مع وجود ألسنة أخرى.
60
ح َنفَا ِء ح َركَ ِ
ة املفكرين ال ُ ع َ
و ِ
ش ْ ة لِ َ
م ُْ م ُ
عا َّ و ُ
ط ال َ خطُ ْ
ال ُ
أمن البيت ،و ُت َحل مشاكلهم كما ُتحل المشاكل بين األخوة
يف البيت الواحد ،دون المساس بأثاثه ومقوماته وموارده،
ويكون ذلك على الحد األدنى من التعايش السلمي،
واالنتماء الوطني مع العمل على الرقي بذلك.
61
ح َنفَا ِء ح َركَ ِ
ة املفكرين ال ُ ع َ
و ِ
ش ْ ة لِ َ
م ُْ م ُ
عا َّ و ُ
ط ال َ خطُ ْ
ال ُ
62
ح َنفَا ِء ح َركَ ِ
ة املفكرين ال ُ ع َ
و ِ
ش ْ ة لِ َ
م ُْ م ُ
عا َّ و ُ
ط ال َ خطُ ْ
ال ُ
أنظر :كتاب (اليهودية انغالق فكري وإرهاب اجتماعي) لألستاذ سامر إسالمبولي. 5
63
ح َنفَا ِء ح َركَ ِ
ة املفكرين ال ُ ع َ
و ِ
ش ْ ة لِ َ
م ُْ م ُ
عا َّ و ُ
ط ال َ خطُ ْ
ال ُ
64
ح َنفَا ِء ح َركَ ِ
ة املفكرين ال ُ ع َ
و ِ
ش ْ ة لِ َ
م ُْ م ُ
عا َّ و ُ
ط ال َ خطُ ْ
ال ُ
فعل مكسورة العين ،وليس على وزن مف َعل مثل مسجد التي على وزن م ِ
ِ كلمة مساجد جمع لكلمة 6
َ
معمل ومصنع ،...وهذا يدل على اختالف داللة كل من الوزنين .فالمسجد يف القرءان ويف اللسان
العربي ليس مكانًا للتعبد فقط مثل المعبد ،وإنما هو مكان تسجيد األشياء فيه من خالل اكتشاف
القوانين التي تحكمها ،فالمسجد هو كل مركز للبحوث العلمية بشقيها اآلفاق واألنفس.
65
ح َنفَا ِء ح َركَ ِ
ة املفكرين ال ُ ع َ
و ِ
ش ْ ة لِ َ
م ُْ م ُ
عا َّ و ُ
ط ال َ خطُ ْ
ال ُ
ث .يسعى الحنيف إليجاد شعوب راشدة ،حتى ينبثق منها قادة
راشدون.
66
ح َنفَا ِء ح َركَ ِ
ة املفكرين ال ُ ع َ
و ِ
ش ْ ة لِ َ
م ُْ م ُ
عا َّ و ُ
ط ال َ خطُ ْ
ال ُ
67
ح َنفَا ِء ح َركَ ِ
ة املفكرين ال ُ ع َ
و ِ
ش ْ ة لِ َ
م ُْ م ُ
عا َّ و ُ
ط ال َ خطُ ْ
ال ُ
68
ح َنفَا ِء ح َركَ ِ
ة املفكرين ال ُ ع َ
و ِ
ش ْ ة لِ َ
م ُْ م ُ
عا َّ و ُ
ط ال َ خطُ ْ
ال ُ
ونسا ًء وأطفا ً
ال وشيوخًا ،مسلمين ،مسيحيين ،وبقروا بطون
النساء الحوامل وبرتوا رؤوس الرجال.
69
ح َنفَا ِء ح َركَ ِ
ة املفكرين ال ُ ع َ
و ِ
ش ْ ة لِ َ
م ُْ م ُ
عا َّ و ُ
ط ال َ خطُ ْ
ال ُ
70
ح َنفَا ِء ح َركَ ِ
ة املفكرين ال ُ ع َ
و ِ
ش ْ ة لِ َ
م ُْ م ُ
عا َّ و ُ
ط ال َ خطُ ْ
ال ُ
71
ح َنفَا ِء ح َركَ ِ
ة املفكرين ال ُ ع َ
و ِ
ش ْ ة لِ َ
م ُْ م ُ
عا َّ و ُ
ط ال َ خطُ ْ
ال ُ
72
ح َنفَا ِء ح َركَ ِ
ة املفكرين ال ُ ع َ
و ِ
ش ْ ة لِ َ
م ُْ م ُ
عا َّ و ُ
ط ال َ خطُ ْ
ال ُ
73
ح َنفَا ِء ح َركَ ِ
ة املفكرين ال ُ ع َ
و ِ
ش ْ ة لِ َ
م ُْ م ُ
عا َّ و ُ
ط ال َ خطُ ْ
ال ُ
74
ح َنفَا ِء ح َركَ ِ
ة املفكرين ال ُ ع َ
و ِ
ش ْ ة لِ َ
م ُْ م ُ
عا َّ و ُ
ط ال َ خطُ ْ
ال ُ
الر ْشدُ ِم َن ا ْلغ َِّي( ﴾...البقرة )256 / ﴿الَ إِك َْرا َه فِي الدِّ ِ
ين َقد َّت َب َّي َن ُّ
﴿و ُق ِل ا ْل َح ُّق ِمن َّر ِّبك ُْم َف َمن َشاء َف ْل ُي ْؤ ِمن َو َمن َشاء َف ْل َي ْك ُف ْر إِنَّا
َ
ِ ِِ
ين نَار ًا( ﴾..الكهف )29 / َأ ْعتَدْ نَا لل َّظالم َ
75
ح َنفَا ِء ح َركَ ِ
ة املفكرين ال ُ ع َ
و ِ
ش ْ ة لِ َ
م ُْ م ُ
عا َّ و ُ
ط ال َ خطُ ْ
ال ُ
ون بِ ِه اط ا ْلخَ ْي ِل ت ُْر ِه ُب َ﴿و َأ ِعدُّ و ْا َلهم ما اس َت َطعتُم من ُقو ٍة و ِمن رب ِ
ِّ َ ُ َّ ْ ْ ِّ َّ َ َ
ين ِمن ُدونِ ِه ْم الَ َت ْع َل ُمون َُه ُم ال ّل ُه َي ْع َل ُم ُه ْم آخرِ ََعدْ َّو ال ّل ِه َو َعدُ َّوك ُْم َو َ
ون﴾ ف إِ َل ْيك ُْم َو َأنت ُْم الَ ُت ْظ َل ُم َ يل ال ّل ِه ُي َو َّ
ُنف ُقو ْا ِمن َش ْي ٍء فِي َسبِ ِ وما ت ِ
ََ
ِ ِ ِ
يعالسم ُ اجن َْح َل َها َوت ََوك َّْل َع َلى ال ّله إِ َّن ُه ُه َو َّ ﴿وإِن َجن َُحو ْا ل َّ
لس ْل ِم َف ْ َ
ِ
يم﴾(األنفال )61-60 / ا ْل َعل ُ
يأمر المشرع المؤمنين أن يمتلكوا القوة ويعدوهنا وفق زماهنم
وتطورهم بما يضمن لهم إرهاب عدو اهلل وعدوهم ،ويف حال
للسلم خوفًا من القوة ألن السالم ليس ثقافة أصيلة يف
جنح العدو َّ
76
ح َنفَا ِء ح َركَ ِ
ة املفكرين ال ُ ع َ
و ِ
ش ْ ة لِ َ
م ُْ م ُ
عا َّ و ُ
ط ال َ خطُ ْ
ال ُ
إن جنح العدو للسلم نتيجة الخوف من القوة اجنح للقوة وحافظ
للس ْلم ألن السالم ليس ثقافة أصيلة
عليها ليستمر جنوح العدو َّ
يف وجدان العدو ،بل هو خيار ومناورة سياسية ،وإن شعر أنكم
جنحتم للسلم والدعة والرخاء مال عليكم ميلة واحدة وغدر بكم
وضرب كل المواثيق والعهود بعرض الحائط ألن الغدر والمكر
والحرب والتدمير والقتل من طبيعته وهذه ثقافته التي يخفيها
عنكم ،فاجنحوا للقوة دائمًا حتى ُتكرهوا العدو على الجنوح
للسلم ولكي ال يعتدي عليكم.
وأي دعوة للسالم ثقافة دون قوة هي دعوة هوائية يف فراغ ،وأي
سلطة تتبنى السالم دون حاضنة اجتماعية لها سوف تفشل سريعًا
وتجهض القوة بقوة مثلها ،بل البد من االثنين معًا والعالقة
جدلية بينهما واألصل هو السالم الثقايف يف المجتمع ومنه تنبثق
دولة السالم.
ظن معظم الباحثين أن ضمير (لها) يرجع للسلم كونه أقرب مذكور قبل الضمير حسب عادهتم 7
يف الكالم فيما بينهم ،واضطروا أن يعدوا كلمة (السلم) ُتذكر و ُتؤنث حتى يربروا فعلهم المشين،
والصواب أن الضمير يف كلمة (لها) يرجع لكلمة القوة يف النص السابق ،وال يوجد قاعدة يف عائدية
الضمائر إال الواقع ومعنى النص والسياق وممكن يرجع الضمير لقبل جملتين أو أكثر أو ألول الكالم.
77
ح َنفَا ِء ح َركَ ِ
ة املفكرين ال ُ ع َ
و ِ
ش ْ ة لِ َ
م ُْ م ُ
عا َّ و ُ
ط ال َ خطُ ْ
ال ُ
78
ح َنفَا ِء ح َركَ ِ
ة املفكرين ال ُ ع َ
و ِ
ش ْ ة لِ َ
م ُْ م ُ
عا َّ و ُ
ط ال َ خطُ ْ
ال ُ
َّاس إِنَّا َخ َل ْقنَاكُم ِّمن َذ َكرٍ َو ُأن َثى َو َج َع ْلنَاك ُْم ُش ُعوبًا
﴿يا َأ ُّي َها الن ُ َ
ِ ِ ِ ِ ِ
َو َق َبائ َل ل َت َع َار ُفوا إِ َّن َأك َْر َمك ُْم عندَ اهلل َأ ْت َقاك ُْم إِ َّن اهللَ َعل ٌ
يم َخبِ ٌير﴾
(الحجرات،)13/
ج ِد ا ْل َح َرا ِم َأن َآن َق ْو ٍم َأن َصدُّ وك ُْم َع ِن ا ْل َم ْس ِ ﴿والَ َي ْجرِ َم َّنك ُْم َشن ُ َ
َت ْعتَدُ و ْا َو َت َع َاونُو ْا َع َلى ا ْل ِّبر َوال َّت ْق َوى َوالَ َت َع َاونُو ْا َع َلى ِ
اإل ْث ِم َوا ْل ُعدْ َو ِ
ان
اب﴾ (المائدة.)2/ َوا َّت ُقو ْا ال ّل َه إِ َّن ال ّل َه َش ِديدُ ا ْل ِع َق ِ
ين ُي َقاتِ ُلو َنك ُْم َوالَ َت ْعتَدُ و ْا إِ َّن ال ّل َه الَ ﴿و َقاتِ ُلو ْا فِي سبِ ِ ِ ِ
يل ال ّله ا َّلذ َ َ َ
ِ ِ
ين﴾(البقرة ،)190 ب ا ْل ُم ْعتَد َ
ُيح ِّ
79
ح َنفَا ِء ح َركَ ِ
ة املفكرين ال ُ ع َ
و ِ
ش ْ ة لِ َ
م ُْ م ُ
عا َّ و ُ
ط ال َ خطُ ْ
ال ُ
حق لنا شرعًا وقانونًا وعرفًا ومنطقًا عند كل العقالء ،يف كافة
المجتمعات اإلنسانية.
80
ح َنفَا ِء ح َركَ ِ
ة املفكرين ال ُ ع َ
و ِ
ش ْ ة لِ َ
م ُْ م ُ
عا َّ و ُ
ط ال َ خطُ ْ
ال ُ
اإلرهـاب
إيدز العصر
مدخل
َم ّيز هذا العصر بأنه عصر المعلوماتية ،واالنفتاح العالمي؛ حتى
صار العالم كأنه قرية واحدة ،وهذا الجانب اإليجابي رافقته
أعراض سلبية ،أهمها وأخطرها عولمة اإلرهاب وسرعة انتشاره
من مجتمع إلى آخر ،كانتشار النار يف الهشيم.
81
ح َنفَا ِء ح َركَ ِ
ة املفكرين ال ُ ع َ
و ِ
ش ْ ة لِ َ
م ُْ م ُ
عا َّ و ُ
ط ال َ خطُ ْ
ال ُ
بدين ،أو فكر ،ألن الدين يقوم على المحبة ،والسالم ،والعدل،
والتعايش ،والتعارف اقرأ قوله تعالى:
َّاس إِنَّا َخ َل ْقنَاكُم ِّمن َذ َكرٍ َو ُأن َثى َو َج َع ْلنَاك ُْم ُش ُعوبًا
﴿يا َأ ُّي َها الن ُ َ
ِ ِ ِ ِ ِ
َو َق َبائ َل ل َت َع َار ُفوا إِ َّن َأك َْر َمك ُْم عندَ اهلل َأ ْت َقاك ُْم إِ َّن اهللَ َعل ٌ
يم َخبِ ٌير﴾
(الحجرات)13 /
=الحقيقية وراء األعمال ،فالحرب بين الناس ليست دينية قط ،وإنما هي اقتصادية أو سياسية أو
اجتماعية ،وبالتالي ينبغي رفع شعار محاربة الظلم واالستبداد واالستعباد ،...ومن أجل ذلك ُش ِّرع
القتال يف اإلسالم لتحقيق العدل واألمن والسالم وممارسة الحريات تحت راية :ال إكراه يف الدين قد
تبين الرشد من الغي ومن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر.
82
ح َنفَا ِء ح َركَ ِ
ة املفكرين ال ُ ع َ
و ِ
ش ْ ة لِ َ
م ُْ م ُ
عا َّ و ُ
ط ال َ خطُ ْ
ال ُ
اهلل،
رهب َالحظ؛ أن عمل الرهبة يصدر من واحد ،فاإلنسان َي ُ
83
ح َنفَا ِء ح َركَ ِ
ة املفكرين ال ُ ع َ
و ِ
ش ْ ة لِ َ
م ُْ م ُ
عا َّ و ُ
ط ال َ خطُ ْ
ال ُ
ب اإلنسان. ِ
اهلل ُيره ُ
وليس ُ
إذ ًا فعل (رهب) الجذر الثالثي صدر منه
رهبونَ ،ت َ
رهبون) رهبَ ،ي َ
فعل ( َي ُ
والمصدر (رهبة)
واسم الفاعل (راهب)،
رهب) من قام بممارسة الرهبة يف نفسه على أرض وفاعل ( َي َ
الواقع بحرية تامة.
ومن فعل (رهب)
بُ ،يرهبُ ،يرهبونُ ،ترهبون)،
(أره َ
ظهر الفعل الرباعي المزيد َ
والمصدر (إرهاب)
واسم الفاعل ( ُمرهب).
انظر على سبيل المثال قولنا :أفسد زيدٌ عمر ًا ،وقولنا :أفسد زيدٌ
الطعام؟
الذي قام بعملية اإلفساد يف الجملتين هو زيد ،ومحل الفساد
هما عمرو والطعام ،هذا هو المستوى النحوي األول للفهم
والدراسة،
أما المستوى الثاين األرقى فهو أنه يوجد فرق بين فساد ٍ
عمر،
وفساد الطعام يف واقع الحال ،من حيث أن عمر ًا كائن له إرادة
84
ح َنفَا ِء ح َركَ ِ
ة املفكرين ال ُ ع َ
و ِ
ش ْ ة لِ َ
م ُْ م ُ
عا َّ و ُ
ط ال َ خطُ ْ
ال ُ
وداللة (الرهبة) غير (الهيبة) التي تدل على نفي ممارسة سلوك
نحو جهة معينة نتيجة االحرتام والتقدير والتعظيم لها ،وبالتالي ال
بَره ُ
ينتج عنها الخوف ،بينما الخوف الزم لفعل الرهبة ،فنحن ن َ
اهلل ،وال هنابه ،والرهبة أعم من الهيبة ،واهلل ال يمارس فعل الرهبة
َ
رهب) ،وال على غيره ( ُيرهب). ال يف نفسه ( َي َ
(يرهب) يف الواقع ظهر بصورتين:
وفعل ُ
األولى :رهبة إعدادَ ،تمنع اآلخرين من ممارسة العدوان والظلم
85
ح َنفَا ِء ح َركَ ِ
ة املفكرين ال ُ ع َ
و ِ
ش ْ ة لِ َ
م ُْ م ُ
عا َّ و ُ
ط ال َ خطُ ْ
ال ُ
من تلقاء أنفسهم دون قهر ،فهم فاعلو إعداد فقط ،وتصدر الرهبة
من اآلخر فاعل لها بإرادته بصورة حرة.
86
ح َنفَا ِء ح َركَ ِ
ة املفكرين ال ُ ع َ
و ِ
ش ْ ة لِ َ
م ُْ م ُ
عا َّ و ُ
ط ال َ خطُ ْ
ال ُ
اط ا ْلخَ ْي ِل اقرأ قوله تعالى ﴿و َأ ِعدُّ و ْا َلهم ما اس َت َطعتُم من ُقو ٍة و ِمن رب ِ
ُ َّ ْ ْ ِّ َّ َ ِّ َ َ
ين ِمن ُدونِ ِه ْم الَ َت ْع َل ُمون َُه ُم ال ّل ُه ون بِ ِه َعدْ َّو ال ّل ِه َو َعدُ َّوك ُْم َو َ
آخرِ َ ت ُْر ِه ُب َ
ف إِ َل ْيك ُْم َو َأنت ُْم الَ يل ال ّل ِه ُي َو َّ
ُنف ُقو ْا ِمن َش ْي ٍء فِي َسبِ ِ يع َلمهم وما ت ِ
َْ ُُ ْ ََ
اجن َْح َل َها َوت ََوك َّْل َع َلى ال ّل ِه إِ َّن ُه ُه َو ِ
ون َوإِن َجن َُحو ْا ل َّ
لس ْل ِم َف ْ ُت ْظ َل ُم َ
ِ ِ
يم﴾(األنفال )61 -60 يع ا ْل َعل ُالسم ُ َّ
فاإلنسان المؤمن ال ُيجرب أحد ًا على الرهبة ،وإنما يجعله أن يختار
من نفسه موقف الرهبة َوفق ُمعطيات الواقع المادية والثقافية،
فالرهبة حصلت من داخل اإلنسان نفسه ،وهذا العمل من المؤمن
87
ح َنفَا ِء ح َركَ ِ
ة املفكرين ال ُ ع َ
و ِ
ش ْ ة لِ َ
م ُْ م ُ
عا َّ و ُ
ط ال َ خطُ ْ
ال ُ
ُموجه إلى عدو اهلل ،ومفهوم اهلل؛ يمثل يف الواقع السالم والحق،
وهما اسمين من أسمائه ،بمعنى؛ عدو السالم والحق ،فينبغي
على المؤمن أن يجعل عدو اهلل يتخذ -ذاتيًا -موقف الرهبة من
قوة الحق ،ومن كان عدو ًا هلل (السالم والحق) فهو عدو للشعوب
اآلمنة ضرورة.
ومثل ذلك مثل مفهوم القتال تمامًا ،فاهلل تعالى أمرنا أن نقاتل
المعتدين؛ بل ونقتلهم ،فقال تعالى:
ِ
وه ْم
ث َو َجدت ُُّم ُ ين َح ْي ُانس َل َخ األَ ْش ُه ُر ا ْل ُح ُر ُم َفا ْق ُت ُلو ْا ا ْل ُم ْشرِك َ ﴿ َفإِ َذا َ
وه ْم َوا ْق ُعدُ و ْا َل ُه ْم ك َُّل َم ْر َص ٍد َفإِن تَا ُبو ْا َو َأ َق ُامو ْا اح ُص ُر ُ وه ْم َو ْ َو ُخ ُذ ُ
ِ
يم﴾التوبة5 ور َّرح ٌ الصالَ َة َوآت َُو ْا ال َّزكَا َة َفخَ ُّلو ْا َسبِي َل ُه ْم إِ َّن ال ّل َه َغ ُف ٌ
َّ
ون َأن َي ْأ َمنُوك ُْم َو َي ْأ َمنُو ْا َق ْو َم ُه ْم ك َُّل َما ين ُيرِيدُ َ آخرِ َ ون ََجدُ َ ﴿ست ِ َ
ِ ِ ِِ ِ
ُر ُّد َو ْا إِ َلى ا ْلفتْنة ُأ ْرك ُسو ْا فيِ َها َفإِن َّل ْم َي ْعت َِز ُلوك ُْم َو ُي ْل ُقو ْا إِ َل ْيك ُُم َّ
الس َل َم
وه ْم َو ُأ ْو َلـئِك ُْم
ث ثق ْفت ُُم ُ
وي ُك ُّفو ْا َأي ِديهم َفخُ ُذوهم وا ْق ُت ُلوهم حي ُ ِ ِ
ُ ْ َْ ُ ْ َ ََ َ ْ َُ ْ
َج َع ْلنَا َلك ُْم َع َل ْي ِه ْم ُس ْل َطانًا ُّمبِينًا﴾(النساء .)91/
88
ح َنفَا ِء ح َركَ ِ
ة املفكرين ال ُ ع َ
و ِ
ش ْ ة لِ َ
م ُْ م ُ
عا َّ و ُ
ط ال َ خطُ ْ
ال ُ
89
ح َنفَا ِء ح َركَ ِ
ة املفكرين ال ُ ع َ
و ِ
ش ْ ة لِ َ
م ُْ م ُ
عا َّ و ُ
ط ال َ خطُ ْ
ال ُ
90
ح َنفَا ِء ح َركَ ِ
ة املفكرين ال ُ ع َ
و ِ
ش ْ ة لِ َ
م ُْ م ُ
عا َّ و ُ
ط ال َ خطُ ْ
ال ُ
أ -اإلرهاب:
مفهوم سلبي وهو أن ُتجرب الناس على فعل الرهبة نتيجة بث
الرعب يف نفوسهم ،وخشيتهم من القتل والعنف؛ ظلمًا وعدوانًا،
ويجربهم على تقليص حركتهم إلى الحد األدنى َوفق ما ُيملي
عليهم اإلرهابي ،وصفة اإلرهاب الزمة لألعداء المجرمين.
ب -الجهاد:
مفهوم إيجابي و هو بذل الجهد والصرب لتحقيق أمر إيجابي على
صعيد النفس ،أو المجتمع للنهضة.
91
ح َنفَا ِء ح َركَ ِ
ة املفكرين ال ُ ع َ
و ِ
ش ْ ة لِ َ
م ُْ م ُ
عا َّ و ُ
ط ال َ خطُ ْ
ال ُ
ب َع َل ْيك ُُم ا ْل ِقت َُال َو ُه َو ك ُْر ٌه َّلك ُْم﴾(البقرة )216 / ِ
﴿كُت َ
92
ح َنفَا ِء ح َركَ ِ
ة املفكرين ال ُ ع َ
و ِ
ش ْ ة لِ َ
م ُْ م ُ
عا َّ و ُ
ط ال َ خطُ ْ
ال ُ
ت -القتال:
مفهوم حيادي من فعل قتل وله داللة مادية وأخرى معنوية ،وهو
يدل على تقليص فاعلية الشيء وقوته للحد األدنى ،وقد يصل
إلى توقيف الفاعلية كليًا ،والقتال يدل على ممارسة الفعل بين
طرفين ،ويأخذ حكمه من الدافع للقتال والباعث له.
َان
﴿و َما ك َ واإلنسان المؤمن ليس من صفاته ممارسة القتل أبد ًاَ ،
حض لِ ُم ْؤ ِم ٍن َأن َي ْقت َُل ُم ْؤ ِمنًا إِالَّ َخ َطئًا﴾ (النساء ،)92 /والقرآن ّ
ب َع َل ْيك ُُم ا ْل ِقت َُال َو ُه َو ك ُْر ٌه ِ
على القتال ،وليس على القتل﴿،كُت َ
َّلك ُْم﴾ (البقرة ،)216 /بمعنى أن المجتمع المؤمن إن تعرض
للعدوان والظلم والقهر ينبغي عليه أن يدافع عن نفسه ،ويرد
العدوان من خالل مشاركته بعملية القتال ُمكره ،ال أن يختار
جانب المقتول ،أو المضروب.
ب َع َل ْيك ُُم ا ْل ِقت َُال َو ُه َو ك ُْر ٌه َّلك ُْم﴾ الواقع هو الذي فرض القتال ِ
﴿كُت َ
علينا ،ونحن كارهون له ،ولم يكن لنا خيار يف ذلك ،واآليات التي
93
ح َنفَا ِء ح َركَ ِ
ة املفكرين ال ُ ع َ
و ِ
ش ْ ة لِ َ
م ُْ م ُ
عا َّ و ُ
ط ال َ خطُ ْ
ال ُ
ين ُي َقاتِ ُلو َنك ُْم َوالَ انظر قوله تعالى﴿ :و َقاتِ ُلو ْا فِي سبِ ِ ِ ِ
يل ال ّله ا َّلذ َ َ َ
حب ا ْلمعت َِدين﴾ ﴿وا ْق ُت ُلوهم حي ُ ِ ِ
ث َثق ْفت ُُم ُ
وه ْم ُ ْ َْ َ َت ْعتَدُ و ْا إِ َّن ال ّل َه الَ ُي ِّ ُ ْ َ
ث َأ ْخ َر ُجوك ُْم َوا ْل ِف ْتنَ ُة َأ َشدُّ ِم َن ا ْل َقت ِْل َوالَ وهم ِّم ْن َح ْي ُ َو َأ ْخرِ ُج ُ
ج ِد ا ْل َح َرا ِم َحتَّى ُي َقاتِ ُلوك ُْم فِ ِيه َفإِن َقا َت ُلوك ُْموه ْم ِعندَ ا ْل َم ْس ِ ِ
ُت َقات ُل ُ
ِ وه ْم ك ََذلِ َ
ين﴾ (البقرة)191 -190 ك َجزَاء ا ْلكَافرِ َ َفا ْق ُت ُل ُ
94
ح َنفَا ِء ح َركَ ِ
ة املفكرين ال ُ ع َ
و ِ
ش ْ ة لِ َ
م ُْ م ُ
عا َّ و ُ
ط ال َ خطُ ْ
ال ُ
المعتدَ ى عليه يحرص على أن يدفع عن نفسه األذى فقط ،وال ُ
يهدف إيقاع األذى بأخيه ،وإنما يحرص على حياة أخيه؛ مثل
صر على عدم ال َقبول بالمشاركة
حرصه على حياته تمامًا ،فهو َي ُّ
يف القتال.
مفهوم القتال ،الذي يصير الطرفان فيه حريصان على قتل بعضهما
البعض ،وبالتالي صارا كالهما قاتلين ُحكمًا ،وكالهما قد حققا
داللة كلمة (القتال)(.القاتل والمقتول يف النار).
95
ح َنفَا ِء ح َركَ ِ
ة املفكرين ال ُ ع َ
و ِ
ش ْ ة لِ َ
م ُْ م ُ
عا َّ و ُ
ط ال َ خطُ ْ
ال ُ
ً
خطأ؛ ال عمد ًا ،وبذلك األذى نتيجة الدفاع عن النفس يكون
انتفى القتال ،وصار اعتداء من طرف واحد.
لذا ينبغي:
96
ح َنفَا ِء ح َركَ ِ
ة املفكرين ال ُ ع َ
و ِ
ش ْ ة لِ َ
م ُْ م ُ
عا َّ و ُ
ط ال َ خطُ ْ
ال ُ
مع العلم أن الحرب ال يوجد فيها رابح قط ،فهي تدمير وخسارة
للطرفين بنسب متفاوتة ،فالحرب دمار وانحطاط وخراب.
97
ح َنفَا ِء ح َركَ ِ
ة املفكرين ال ُ ع َ
و ِ
ش ْ ة لِ َ
م ُْ م ُ
عا َّ و ُ
ط ال َ خطُ ْ
ال ُ
ين ا ْق َت َت ُلوا َف َأ ْص ِل ُحوا َب ْين َُه َما َفإِن َبغ ْ ِِ ﴿وإِن َطائِ َفت ِ ِ
َت َان م َن ا ْل ُم ْؤمن َ َ
إِ ْحدَ ُاه َما َع َلى ْاألُ ْخ َرى َف َقاتِ ُلوا ا َّلتِي َت ْب ِغي َحتَّى ت َِفي َء إِ َلى َأ ْمرِ اهلل ِ َفإِن
ِ ِ ِ ِ ِ
ين﴾ ب ا ْل ُم ْقسط َ اءت َف َأ ْصل ُحوا َب ْين َُه َما بِا ْل َعدْ ِل َو َأ ْقس ُطوا إِ َّن اهللَ ُيح ُّ
َف ْ
(الحجرات )9 /
98
ح َنفَا ِء ح َركَ ِ
ة املفكرين ال ُ ع َ
و ِ
ش ْ ة لِ َ
م ُْ م ُ
عا َّ و ُ
ط ال َ خطُ ْ
ال ُ
فإن بغت طائفة على األخرى ورفضت الصلح ،أو أخ ّلت به بعد
حصوله؛ ينبغي على الدولة التدخل وردع الطائفة الباغية وإن
﴿حتَّى احتاج األمر إلى قتالها بالحد األدنى لرجوعها إلى السلمَ ،
ت َِفي َء إِ َلى َأ ْمرِ اهلل ِ َفإِن َف ْ
اءت َف َأ ْص ِل ُحوا َب ْين َُه َما بِا ْل َعدْ ِل َو َأ ْق ِس ُطوا إِ َّن
ِ ِ ِ
ين﴾ (الحجرات .)9 / ب ا ْل ُم ْقسط َ اهللَ ُيح ُّ
ث -المقاومة:
مفهوم حيادي وهي تدل على وقوع ضغط أو شدة على شيء
تجربه كرد فعل على رفض هذا الضغط ،والمحافظة على صفاته،
99
ح َنفَا ِء ح َركَ ِ
ة املفكرين ال ُ ع َ
و ِ
ش ْ ة لِ َ
م ُْ م ُ
عا َّ و ُ
ط ال َ خطُ ْ
ال ُ
100
ح َنفَا ِء ح َركَ ِ
ة املفكرين ال ُ ع َ
و ِ
ش ْ ة لِ َ
م ُْ م ُ
عا َّ و ُ
ط ال َ خطُ ْ
ال ُ
وإن كان الضغط من فرد مثله (مواطن) ،فله أن يقاوم ذلك الضغط
حسب ما يدفع عن نفسه األذى بالوسائل القانونية ،و بشرط أن
101
ح َنفَا ِء ح َركَ ِ
ة املفكرين ال ُ ع َ
و ِ
ش ْ ة لِ َ
م ُْ م ُ
عا َّ و ُ
ط ال َ خطُ ْ
ال ُ
يحافظ على حياة اآلخر ،وأن ال يشاركه يف َقبول القتال أبد ًا.
الخـالصة
اإلرهاب :مفهوم سلبي فاسد ،و هو أعمال تخريبية على صعيد
اإلنسان ،والمجتمع ،والبيئة ينتج عنه زهق الحياة أو الخوف
والرعب يف النفوس ،وتدمير الممتلكات،وسلب الثروات.
العنف :مفهوم فاسد ،وهو توجيه سلوك سلبي إلى نفس اآلخر
يدفعه إلى رد انفعالي سلبي.
102
ح َنفَا ِء ح َركَ ِ
ة املفكرين ال ُ ع َ
و ِ
ش ْ ة لِ َ
م ُْ م ُ
عا َّ و ُ
ط ال َ خطُ ْ
ال ُ
103
ح َنفَا ِء ح َركَ ِ
ة املفكرين ال ُ ع َ
و ِ
ش ْ ة لِ َ
م ُْ م ُ
عا َّ و ُ
ط ال َ خطُ ْ
ال ُ
ُ
املسن َمن بادر باإلحسان للناس
والبيئة صنع ًا وحماية
104
ونهدف من هذا المشروع الثقايف الحنيف إلى ما يلي:
• عرض اإلسالم كدين اهلل تعالى ،من خالل رسالته المتمثلة بالقرءان ،الذي
نزل بلسان عربي مبين ،ومحوره األساسي هو اإلنسان والحياة والكون،
واإلعراض عن االنتماءات والتكتالت والمذاهب والطوائف والفرق التي
نشأت نشأة تاريخية (سنة ،شيعة ،معتزلة ،صوفية ،سلفية...،الخ) أو نشأت
يف عصرنا الراهن بغية الوصول إلى السلطة والرتبع على عرشها مثل تنظيمات
(اإلخوان ،التحرير ،الجهاد ،القاعدة...الخ) أو االتجاهات التي نشأت نشأة
انفعالية يف المجتمعات اإلسالمية من (شيوعية ،ووجودية ،ورأسمالية وال
دينية...الخ) نتيجة لتخلف المسلمين ،وتأخرهم عن اللحوق بقافلة الركب
الحضاري.
وذلك لِنُنَ َّق َي مفهوم اإلسالم من رواسب الجاهلية التي علقت به ،ابتداء
من الفهم السلفي الزمكاين ،ومرور ًا بالفهم القومي ،أو أي مفهوم يرفض
التعايش مع اآلخر ،وغير ذلك من صور االستبداد ،واالستعباد الثقايف،
وانتهاء باإلرهاب ،كونه إيدز العصر الحالي ،لنصل إلى تأسيس فهم إسالمي
«عربي» حنيف معاصر يدل على َت َط ُّلعاتنا ،و اسمه المنهج العربي الحنيف
لفهم اإلسالم ،والنهضة بالمجتمع ،ونضيف للتاريخ هذه المدرسة الحنيفية
الرائدة.
احل َن َف ِاء
َح َر َك ِة املفكرين ُ
ﺣﺮﻛﺔ اﻟﻤﻔﻜﺮﻳﻦ اﻟﺤﻨﻔﺎء