مآل رهن الصفقة العمومية في مرحلة الوقاية الخارجية من مساطر صعوبات المقاولة

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 23

‫ﻣﺂﻝ ﺭﻫﻦ ﺍﻟﺼﻔﻘﺔ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﻮﻗﺎﻳﺔ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ ﻣﻦ ﻣﺴﺎﻃﺮ ﺻﻌﻮﺑﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﻌﻨﻮﺍﻥ‪:‬‬

‫ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻟﺔ‬

‫"مآل رهن الصفقة العمومية يف مرحلة الوقاية اخلارجية‬


‫ﻣﻠﻔﺎﺕ ﺍﻷﺑﺤﺎﺙ ﻓﻲ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﻭﺍﻟﺘﺴﻴﻴﺮ‬ ‫ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ‪:‬‬
‫ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻷﻭﻝ ‪ -‬ﻛﻠﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻭﺍﻹﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ‪ -‬ﻣﺮﻛﺰ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﻨﺎﺷﺮ‪:‬‬
‫ﻭﺍﻟﺒﺤﻮﺙ ﺍﻻﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬
‫منﻣﻨﻴﺮمساطر صعوبات املقاولة"‬
‫ﺃﻗﻀﺎﺽ‪،‬‬ ‫ﺍﻟﻤؤﻟﻒ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ‪:‬‬
‫ﻉ‪4‬‬ ‫ﺍﻟﻤﺠﻠﺪ‪/‬ﺍﻟﻌﺪﺩ‪:‬‬
‫ﻧﻌﻢ‬ ‫ﻣﺤﻜﻤﺔ‪:‬‬
‫‪2015‬‬ ‫ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻱ‪:‬‬
‫ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ‬ ‫ﺍﻟﺸﻬﺮ‪:‬‬
‫‪87 - 107‬‬ ‫ﺍﻟﺼﻔﺤﺎﺕ‪:‬‬
‫‪10.12816/0030987‬‬ ‫‪:DOI‬‬
‫‪737236‬‬ ‫ﺭﻗﻢ ‪:MD‬‬
‫منري أقضاض‬ ‫ﺑﺤﻮﺙ ﻭﻣﻘﺎﻻﺕ‬ ‫ﻧﻮﻉ ﺍﻟﻤﺤﺘﻮﻯ‪:‬‬
‫‪Arabic‬‬ ‫ﺍﻟﻠﻐﺔ‪:‬‬
‫طالب ابحث يف سلك الدكتوراه‪ ،‬القانون اخلاص‬
‫‪IslamicInfo, EcoLink‬‬ ‫ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ‪:‬‬
‫جامعة حممد األول‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية – وجدة‬
‫ﺍﻟﻤؤﺳﺴﺎﺕ ﺍﻹﺋﺘﻤﺎﻧﻴﺔ ‪ ،‬ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻟﺔ ‪ ،‬ﺍﻟﺼﻔﻘﺎﺕ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ‪ ،‬ﺍﻟﺮﻫﻦ ‪ ،‬ﺍﻟﺠﻮﺍﻧﺐ ﺍﻹﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ‪،‬‬ ‫ﻣﻮﺍﺿﻴﻊ‪:‬‬
‫ﺍﻟﺠﻮﺍﻧﺐ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ‬
‫مركز دراسات يف الدكتوراه يف القانون واالقتصاد والتدبري‪ ،‬ختصص العقود والعقار‬
‫‪http://search.mandumah.com/Record/737236‬‬ ‫ﺭﺍﺑﻂ‪:‬‬
‫خمرب البحث يف األنظمة املدنية واملهنية‬
‫‪Mounirkoudad8@gmail.com‬‬
‫‪Tel: 0661128189-0636983414‬‬

‫© ‪ 2023‬ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪ .‬ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪.‬‬


‫ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻣﺘﺎﺣﺔ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ ﻣﻊ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ‪ ،‬ﻋﻠﻤﺎ ﺃﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪ .‬ﻳﻤﻜﻨﻚ ﺗﺤﻤﻴﻞ ﺃﻭ ﻃﺒﺎﻋﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻟﻼﺳﺘﺨﺪﺍﻡ‬
‫ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻓﻘﻂ‪ ،‬ﻭﻳﻤﻨﻊ ﺍﻟﻨﺴﺦ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺤﻮﻳﻞ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻋﺒﺮ ﺃﻱ ﻭﺳﻴﻠﺔ )ﻣﺜﻞ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺍﻻﻧﺘﺮﻧﺖ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﺮﻳﺪ ﺍﻻﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻲ( ﺩﻭﻥ ﺗﺼﺮﻳﺢ ﺧﻄﻲ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﺃﻭ‬
‫ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪.‬‬
‫ﻟﻺﺳﺘﺸﻬﺎﺩ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻗﻢ ﺑﻨﺴﺦ ﺍﻟﺒﻴﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﺣﺴﺐ ﺇﺳﻠﻮﺏ ﺍﻹﺳﺘﺸﻬﺎﺩ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ‪:‬‬

‫ﺇﺳﻠﻮﺏ ‪APA‬‬
‫"مآل رهن الصفقة العمومية يف مرحلة الوقاية اخلارجية‬
‫ﺃﻗﻀﺎﺽ‪ ،‬ﻣﻨﻴﺮ‪ .(2015) .‬ﻣﺂﻝ ﺭﻫﻦ ﺍﻟﺼﻔﻘﺔ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﻮﻗﺎﻳﺔ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ ﻣﻦ ﻣﺴﺎﻃﺮ ﺻﻌﻮﺑﺎﺕ‬
‫ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻟﺔ‪.‬ﻣﻠﻔﺎﺕ ﺍﻷﺑﺤﺎﺙ ﻓﻲ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﻭﺍﻟﺘﺴﻴﻴﺮ‪ ،‬ﻉ‪ .107 - 87 ،4‬ﻣﺴﺘﺮﺟﻊ ﻣﻦ‬
‫‪http://search.mandumah.com/Record/737236‬‬
‫من مساطر صعوبات املقاولة"‬ ‫ﺇﺳﻠﻮﺏ ‪MLA‬‬
‫ﺃﻗﻀﺎﺽ‪ ،‬ﻣﻨﻴﺮ‪" .‬ﻣﺂﻝ ﺭﻫﻦ ﺍﻟﺼﻔﻘﺔ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﻮﻗﺎﻳﺔ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ ﻣﻦ ﻣﺴﺎﻃﺮ ﺻﻌﻮﺑﺎﺕ‬
‫ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻟﺔ‪".‬ﻣﻠﻔﺎﺕ ﺍﻷﺑﺤﺎﺙ ﻓﻲ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﻭﺍﻟﺘﺴﻴﻴﺮﻉ‪ .107 - 87 :(2015) 4‬ﻣﺴﺘﺮﺟﻊ ﻣﻦ‬
‫‪http://search.mandumah.com/Record/737236‬‬

‫منري أقضاض‬
‫طالب ابحث يف سلك الدكتوراه‪ ،‬القانون اخلاص‬
‫جامعة حممد األول‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية – وجدة‬
‫مركز دراسات يف الدكتوراه يف القانون واالقتصاد والتدبري‪ ،‬ختصص العقود والعقار‬
‫خمرب البحث يف األنظمة املدنية واملهنية‬
‫‪Mounirkoudad8@gmail.com‬‬
‫‪Tel: 0661128189-0636983414‬‬

‫© ‪ 2023‬ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪ .‬ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪.‬‬


‫ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻣﺘﺎﺣﺔ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ ﻣﻊ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ‪ ،‬ﻋﻠﻤﺎ ﺃﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪ .‬ﻳﻤﻜﻨﻚ ﺗﺤﻤﻴﻞ ﺃﻭ ﻃﺒﺎﻋﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻟﻼﺳﺘﺨﺪﺍﻡ‬
‫ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻓﻘﻂ‪ ،‬ﻭﻳﻤﻨﻊ ﺍﻟﻨﺴﺦ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺤﻮﻳﻞ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻋﺒﺮ ﺃﻱ ﻭﺳﻴﻠﺔ )ﻣﺜﻞ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺍﻻﻧﺘﺮﻧﺖ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﺮﻳﺪ ﺍﻻﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻲ( ﺩﻭﻥ ﺗﺼﺮﻳﺢ ﺧﻄﻲ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﺃﻭ‬
‫ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪.‬‬
‫"مآل رهن الصفقة العمومية يف مرحلة الوقاية اخلارجية‬

‫من مساطر صعوبات املقاولة"‬

‫منري أقضاض‬
‫طالب ابحث يف سلك الدكتوراه‪ ،‬القانون اخلاص‬
‫جامعة حممد األول‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية – وجدة‬
‫مركز دراسات يف الدكتوراه يف القانون واالقتصاد والتدبري‪ ،‬ختصص العقود والعقار‬
‫خمرب البحث يف األنظمة املدنية واملهنية‬
‫‪Mounirkoudad8@gmail.com‬‬
‫‪Tel: 0661128189-0636983414‬‬
‫منري أقضاض‬ ‫‪88‬‬

‫امللخص‪:‬‬
‫مآل رهن الصفقة العمومية يف مرحلة الوقاية اخلارجية من مساطر صعوابت املقاولة‬
‫هتدف هذه الدراسة إىل حماولة إبراز مكانة ودور املؤسسة االئتمانية الدائنة املرهتنة يف عقد رهن الصفقة‬
‫العمومية يف الوضع اجلديد احملكوم بضرورة انقاد املقاولة صاحبة الصفقة املرهونة التقيد يعترب تنفيذ هذه األخرية‬
‫وسيلة من وسائل الوقاية اخلارجية من صعوابهتا من أجل إنقاذ املقاولة املدينة الراهنة واحليلولة دون الوصول إىل‬
‫مرحلة إصدار حكم بفتخ مسطرة التسوية القضائية‬
‫الكلمات املفتاحية‪ :‬الرهن‪ ،‬الصفقات العمومية‪ ،‬املؤسسة االئتمانية‪ .‬املقاولة‪ ،‬الوقاية‪ ،‬املعاجلة‪ .‬صعوابت‬
‫املقاولة‪ ،‬القيود القانونية واالقتصادية‪.‬‬
‫‪Résumé : Le sort de nantissement des marchés publics dans la‬‬
‫‪procedure de prévention des difficultés d’entreprise.‬‬
‫‪L’objectif de cette étude est de tenter d’étudier la place et le rôle de‬‬
‫‪l’établissement financière entant que bénéficiaire du contrat de nantissementdes‬‬
‫‪marchés publics dans la nouvelle situation jugée par l’obligation de sauver‬‬
‫‪l’entrepriseendifficultépour qui l’exécution de dit contrat peut être moyen de‬‬
‫‪prévention des difficultés d’entreprise pour ne pas atteindre l’étape du jugement‬‬
‫‪d’ouverture de règlement des difficultés d’entreprise‬‬
‫‪Mots Clés : Nantissement ; marchés publics ; institution financière‬‬
‫‪entreprise ;prévention ; règlement ; difficultés d’entreprise ; limites juridiques et‬‬
‫‪économiques.‬‬
‫املقدمة‪:‬‬
‫من املفروض يف املرشح لنيل الصفقة العمومية توفره على املؤهالت املالية والتقنية الالزمة للقيام بتنفيذها‬
‫املستوتات‪ ،‬إذ أن‬ ‫طبقا لكناش التحمالت‪ .‬فتطابق متطلبات اإلجناز مع اإلمكانيات الذاتية جيب أن حيتم بع‬
‫مقاولة من احلجم الصغري ال ميكنها أن تقوم أبشغال تفوق بكثري قدراهتا الذاتية وخصوصا املادية والتقنية‪ .‬إال أن‬
‫احلال ال يسعف كثريا من أصحاب الصفقات العمومية يف إجناز هذه األخرية إال مبساعدة مالية قد حيصلون عليها‬
‫من طرف اإلدارة أو البنوك أو أية جهة أخرى‪ ،‬سواء عن طريق التمويل اإلداري أو البنكي أو بواسطة الصندوق‬
‫املغريب للصفقات (‪ )1‬مقابل ضماانت أمهها رهن الصفقة العمومية (‪ ،)2‬وذلك لتشجيع صاحب الصفقة علي أداء‬

‫(‪ )1‬عبد العايل مسري "الصفقات العمومية والتنمية"‪ ،‬مطبعة املعارف اجلديدة – الرابط‪ ،‬الطبعة األوىل ‪ 0202‬الصفحة ‪.66‬‬
‫(‪ )2‬هذا الرهن خاضع لظهريري ‪ 0492/2/02‬املتعلريق بريرهن الصريفقة العموميرية‪ ،‬منشريور ابجلريريدة الرمسيرية بترياريخ ‪ ،0492/24/01‬ص ‪ 0264‬الريذي م‬
‫تعديلريريب بظهريريري ‪ ،0460/02/04‬منشريريور ابجلري ريدة الرمسيريرية عريريدد ‪ ،0400‬بتريرياريخ ‪ ،0460/00/4‬ص‪ ،0716‬كمريريا م نسريرينب مريرين طريريرف القريريانون‬

‫ملفات األحباث يف االقتصاد والتسيري العدد الرابع اجلزء الثاين‪ :‬شتنرب ‪2015‬‬
‫"مآل رهن الصفقة العمومية يف مرحلة الوقاية اخلارجية من مساطر صعوابت املقاولة"‬ ‫‪88‬‬

‫التزاماتب بعناية ودقة حتقيقا للجودة املطلوبة‪ .‬فهو يرصد صفقتب لضمان التزام لدى مؤسسة أو عدة مؤسسات‬
‫ائتمان قصد االستفادة من متويل هذه الصفقة‪ ،‬وخيول للمؤسسات املذكورة حق استداد أموااها من مبلغ هذه‬
‫الدائنني اآلخرين (‪ .)3‬حيت أن توفر اجلودة يف تنفيذ الصفقات العمومية رهني بتوفري‬ ‫الصفقة ابألفضلية علي بع‬
‫متويل جيد للصفقات العمومية‪.‬‬
‫إال أن املقاولة صاحبة الصفقة‪ ،‬اعتبارا لكوهنا مقاولة جتارية (‪ ،)4‬قد تعرضها مشاكل وصعوابت إبمكاهنا أن‬
‫هتدد وجودها القانوين إن مل تستدرك وتقوم مبعاجلة صعوابهتا‪ ،‬من خالل إجياد احللول مع دائنيها بشكل يكفل اها‬
‫اخلروج من وضعيتها احلرجة لكي ال تصل إىل حدود التوقف عن األداء‪ .‬فأي إضراب أو خلل يف تسيري الشركة‬
‫من قبيل التوقف عن أداء أجور العاملني مثال ومطالبة ابقي الدائنني ابألداء خاصة الذين يتوفرون علي رهن علي‬
‫األصل التجاري للشركة قد حيول دون تنفيذ الصفقة (‪ .)5‬مما قد ينجم عنب فسخ الصفقة لعدم التنفيذ وابلتايل‬
‫انعدام األداء من طرف صاحب املشروع وضياع حمل الدين املرهون‪ ،‬إال إذا وجدت وسائل بديلة للوقاية أو معاجلة‬
‫هذه الصعوابت‪ .‬فاملقاولة ملزمة أن تقوم بنفسها‪ ،‬عن طريق الوقاية الداخلية من الصعوابت‪ ،‬بتصحيح ما من شأنب‬
‫أن خيلبا استمرارية استغالاها وإال م ذلك عن طريق الوقاية اخلارجية بتدخل من رئيس احملكمة‪ ،‬لكي ال تصل إىل‬
‫مرحلة مساطر معاجلة صعوابت املقاولة (‪ .)6‬فإذا فشلت الوقاية الداخلية من خالل عدم جناح تدخالت األجهزة‬
‫الداخلية للمقاولة‪ ،‬أو عدم استطاعة رئيس املقاولة وجملس اإلدارة إجياد مصادر مالية جديدة متكن من مواصلة‬
‫النشاط اإلنتاجي أو اخلدمايت للمقاولة‪ ،‬تنتقل إىل مرحلة أخرى من الوقاية اليت تكون خارجية تتسم بكون‬
‫األطراف الفاعلة يف تسيريها واملسامهة يف حتقيق أهدافها ال تنتهي إىل األجهزة الداخلية للمقاولة‪ ،‬وال تربطها هبا‬
‫أية مسلحة مشتكة (‪ .)7‬وتعترب مسطرة الوقاية اخلارجية وليدة مدونة التجارة اجلديدة (م‪ .‬ت‪ )8().‬حبيث يهدف‬

‫اجلديريد ‪ 01-000‬حريول رهريرين الصريفقات العموميريرية كمريا صريادق عليريب الربملريريان بغرفتيريب والريريذي سرييدخل حيريز التنفيريذ الالالريرية أشريهر بعريريد نشريره يف اجلريريدة‬
‫الرمسية كما توضحب املادة ‪ 07‬منب‪.‬‬
‫(‪ )3‬كما هو موضح يف املادة ‪ 0‬من القانون اجلديد ‪ 01-000‬املتعلق برهن الصفقات العمومية‪.‬‬
‫(‪ )4‬يفهريريم ذلريريك مريرين خريريالل الشريريروط الواجريريب توفرهريريا يف املرش ريح لنيريريل الصريريفقة العموميريرية املنص ريوص عليهريريا يف املريريادة ‪ 07‬ومريريا بعريريدها مريرين املرسريريوم اجلديريريد‬
‫للصفقات العمومية رقم ‪ 0-00-194‬بتاريخ ‪ 02‬مارس ‪ 0201‬ج‪ .‬ر عدد ‪ 6092‬بتاريخ ‪ 9‬أبريل ‪.0201‬‬
‫(‪ )5‬أمحد شكري السباعي" الوسيط يف مساطر الوقاية من الصعوابت اليت تعتض املقاولة ومساطر معاجلها دراسة معمقة يف قانون التجارة املغريب اجلديد‬
‫والقانون املقارن اجلزء األول يف النظرية العامة واألهداف ومساطر الوقاية من الصعوابت‪ ،‬مطبعة املعارف اجلديدة الرابط الطبعة الثانية ‪ ،0222‬ص‪.‬‬
‫‪.019‬‬
‫(‪ )6‬منصوص على شروط تطبيق مساطر الوقاية اخلارجية يف املادتني ‪ 776‬و‪ 772‬من مدونة التجارة‪.‬‬
‫(‪ )7‬يوسف أفريل" الرهن الرمسي العقاري ضمانة بنكية للدائن املرهتن"‪ ،‬مطبعة النجاح اجلديدة‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬الطبعة األوىل ‪ ،0200‬ص‪.106‬‬
‫(‪ )8‬أمحد شكري السباعي" الوسيط يف مساطر الوقاية من الصعوابت اليت تعتض املقاولة ومساطر معاجلها دراسة معمقة يف قانون التجارة الغريريب اجلديريد‬
‫والقانون املقارن" اجلزء األول‪ ،‬م‪.‬س‪ ،.‬ص‪.000‬‬
‫منري أقضاض‬ ‫‪89‬‬

‫من خالاها إجراء تسوية ودية مع دائين املقاولة قصد العمل على اخلروج هبا من الوضعية االقتصادية واملالية اليت‬
‫تعشيها وال تستطيع مواجهتها إبمكاانهتا اخلاصة (‪.)9‬‬
‫ومن بني الوسائل اليت ميكن من خالاها الوقاية من صعوابت املقاولة إنشاء رهن مبين على ضمان توفره‬
‫الصفقة العمومية نفسها‪.‬‬
‫فإذا كانت مدونة التجارة منعت تقييد الرهون الرمسية والرهن واالمتيازات بعد احلكم بفتح املسطرة(‪.)10‬‬
‫وذلك من أجل محاية ذمة املقاول بعد احلكم من التغريات العشوائية اليت غالبا ما يكتنفها الغش والتواطؤ‪-‬‬
‫إخفاؤها قبل احلكم وشهرها بعد احلكم‪ -‬ومحاية للدائنني العاديني خاصة من املفاجآت الضارة حبقوقهم وحقوق‬
‫األغيار (‪ .)11‬فإن ظهري رهن الصفقة العمومية والقانون اجلديد ‪ 01-000‬حول رهن الصفقات العمومية (‪ )12‬مل‬
‫يشريا صراحة إىل مآل رهن الصفقة العمومية يف حالة صعوابت املقاولة رغم إجياز مرسوم الصفقات العمومية‬
‫إمكانية املشاركة يف طلب العروض وابلتايل احلصول علي صفقة عمومية من طرف مرشح لنيل الصفقة يف حالة‬
‫تسوية قضائية (‪ )13‬مع ورود إمكانية إنشاء رهن علي الصفقة العمومية‪ .‬كما أن مرسوم الصفقات العمومية اجلديد‬
‫أشار إىل األشناص املوجودين يف حالة تسوية قضائية بعد اإلذن من طرف السلطة القضائية املنتصة دون حتديد‬
‫الصفة املعنية من ااهيئة القضائية املكلفة ابلتدخل من رئيس احملكمة أو القاضي املنتدب للتخيص إبجراء بع‬
‫(‪)14‬‬
‫أو التخيص بتقدمي رهن‬ ‫التصرفات كالتخيص أبداء دين سابق علي حكم التسوية القضائية لفك الرهن‬
‫رمسي أو رهن حيازي (‪ )15‬أو السنديك‪ .‬مما جيعلنا نفهم أن هذا اإلذن قد يصدر يف أي مرحلة من مراحل الوقاية‬

‫(‪ )9‬حمم ريريد لفروج ريريي" ص ريريعوابت املقاول ريرية واملس رياطر القض ريريائية الكفيل ريرية مبعاجله ريريا"‪ ،‬مطبع ريرية النج ريرياح اجلدي ريريدة‪ ،‬ال ريريدار البيض ريرياء‪ ،‬الطبع ريرية األوىل فرباي ريرير ‪،0222‬‬
‫ص‪.001‬‬
‫(‪ )10‬حيريرياة حجريريي" نظريريام الضريريماانت وقريريانون صريريعوابت املقاولريرية‪ ،‬دواسريرية مقارنريرية‪ ،‬دار السريريالم للطباعريرية والنشريرير والتوزيريريع‪ ،‬ال ريرابط‪ ،‬الطبعريرية األوىل ‪،0200‬‬
‫ص‪ .47‬املادة ‪ 666‬من مدونة التجارة املغربية "ال ميكن تقييد الرهون الرمسية وال الرهن وال االمتيازات بعد احلكم بفتح املسطرة"‪.‬‬
‫(‪ )11‬أمحريريد شريريكري السريريباعي "الوسريرييط يف مسريرياطر الوقايريرية مريرين الصريريعوابت الريرييت تع ريتض املقاولريرية ومسريرياطر معاجلهريريا دراسريرية معمقريرية يف قريريانون التجريريارة املغ ريريب‬
‫اجلديد واملقارن" اجلزء الثاين يف مسرياطر املعاجلرية حكريم فريتح مسريطرة املعاجلرية والتسريوية القضريائية مطبعرية املعريارف اجلديريدة الريرابط الطبعرية األوىل ‪0222‬‬
‫ص ‪.070‬‬
‫(‪ )12‬القريريانون اجلديريريد ‪ 01-000‬الريريذي سينسريريخ ظهريريري ‪ 02‬غشريريت ‪ 0492‬حريريول وهريرين الصريريفقات العموميريرية كمريريا صريريادق عليريريب الربملريريان بغرفتيريريب والريريذي‬
‫سيدخل حيز التنفيذ ‪ 1‬أشهر بعد نشره يف اجلريدة الرمسية كما توضحب املادة ‪ 07‬منب‪.‬‬
‫(‪ )13‬املريريادة ‪ 09‬مريرين املرسريريوم اجلديريريد للصريفقات العموميريرية رقريريم ‪ 0-00-194‬بتريرياريخ ‪ 02‬مريريارس ‪ 0201‬منشريريور يف اجلريريريدة الرمسيريرية حتريت عريدد ‪6092‬‬
‫بتاريخ ‪ 01‬من مجادى األوىل ‪ 0919‬املوافق ل ري ‪ 9‬أبريل ‪.0201‬‬
‫(‪ )14‬عبد احلق بوكبيش "استمرار نشاط املقاولة اخلاضعة للتسوية القضائية" مكتبة دار السالم للطباعرية والنشرير والتوزيريع الطبعرية األوىل ‪ 0221‬ص ‪-60‬‬
‫‪.69-61-60‬‬
‫(‪ )15‬عبد احلق بوكبيش م ‪.‬س‪ .‬ص ‪.66-67‬‬

‫ملفات األحباث يف االقتصاد والتسيري العدد الرابع اجلزء الثاين‪ :‬شتنرب ‪2015‬‬
‫"مآل رهن الصفقة العمومية يف مرحلة الوقاية اخلارجية من مساطر صعوابت املقاولة"‬ ‫‪89‬‬

‫ومعاجلة صعوابت املقاولة‪ ،‬اليت ختتلف يف كل مرحلة عن األخرى من حيث املتدخلون خاصة يف جهة السلطة‬
‫القضائية‪ .‬إال أن ما جتب اإلشارة إليب هو أن املؤسسة االئتمانية الدائنة املرهتنة جتد نفسها يف وضعية جديدة‬
‫حتكمها إمكانية انقاد املقاولة املدينة الراهنة املتعثرة من أجل محاية دينها املرتبط أساسا حبسن تنفيذ الصفقة‬
‫العمومية املرهونة‪ .‬مما سينتج عنب خروج مسطرة رهن الصفقة العمومية عن املسطرة العادية املعمول هبا يف ظهري‬
‫رهن الصفقات العمومية‪.‬‬
‫ففي حبثنا هذا ارأتينا التطرق إيل حتليل حالة من بني هذه احلاالت‪ ،‬املنصوص عليها يف الفقرة األخرية من‬
‫املادة ‪ 777‬من مدونة التجارة (م‪ .‬ت‪ ).‬اليت أشارت إيل إمكانية رئيس احملكمة يف إطار الوقاية اخلارجية‪ ،‬بعد‬
‫صدور األمر القاضي ابلوقف املؤقت لإلجراءات‪ ،‬أبن يرخص مبنح رهن رمسي أو رهن (‪ .)16‬فما هي مكانة ودور‬
‫املؤسسة االئتمانية الدائنة املرهتنة يف عقد رهن الصفقة العمومية يف الوضع اجلديد احملكوم بضرورة إنقاذ املقاولة‬
‫صاحبة الصفقة املرهونة التقيد يعترب تنفيذها من وسائل إنقاذها من خالل الوقاية من صعوابهتا واحليلولة دون‬
‫الوصول إىل مرحلة إصدار حكم بفتح مسطرة التسوية القضائية الذي يوقف كل الدعاوى القضائية الرامية إىل‬
‫احلكم على املدين من أجل ديون نشأت قبل صدور احلكم املذكور عمال مبقتضيات املادة ‪ 671‬من (م‪.‬‬
‫ت‪ .)17().‬وكذلك دورها بعد ترخيص رئيس احملكمة مبنح رهن علي الصفقة العمومية كأحد احللول اليت يراها‬
‫رئيس احملكمة كفيلة ابلوقاية من صعوابت املقاولة صاحبة الصفقة؟‪.‬‬
‫وبناءا على ما سبق‪ ،‬ومن أجل حماولة توضيح هذه اإلشكالية العملية‪ .‬ارأتينا يف حبثنا املتواضع هذا أن‬
‫نتطرق إىل بيان مكانة املؤسسة االئتمانية الدائنة املرهتنة يف مساطر الوقاية اخلارجية من صعوبة املقاولة من خالل‬
‫التطرق إيل القيود القانونية اليت تفرض على املؤسسة االئتمانية املستفيدة من رهن الصفقة العمومية يف مرحلة‬
‫الوقاية اخلارجية من صعوابت املقاولة ((املبحث األول)‪ .‬مث بعده التطرق إىل القيود االقتصادية اجلديدة اليت تفرض‬
‫نفسها على املؤسسة االئتمانية املستفيدة من رهن الصفقة العمومية يف مرحلة الوقاية اخلارجية من صعوابت املقاولة‬
‫(املبحث الثاين)‬

‫(‪ )16‬املادة ‪ ...."777‬أو منح رهن رمسي أو رهن ما مل يصدر ترخيص من رئيس احملكمة‪.".....‬‬
‫(‪ )17‬قرار حمكمة االستئناف التجارية بفاس رقم ‪ 0272‬الصادر بتاريخ ‪ 0220/02/22‬ملف عدد ‪.20/0217‬‬
‫منري أقضاض‬ ‫‪89‬‬

‫املبحث األول‪ :‬القيود القانونية املفروضة على املؤسسة االئتمانية املستفيدة من رهن‬

‫الصفقة العمومية يف مرحلة الوقاية اخلارجية من صعوبات املقاولة‬


‫إن عدم القدرة على سداد الديون املستحقة عند احللول أو التوقف عن الدفع التقليدي مبا يف ذلك الديون‬
‫النامجة عن االلتزامات املربمة يف إطار االتفاق الودي املنصوص عليب يف املادة ‪ 776‬من مدونة التجارة يعترب شرطا‬
‫جوهرتا ومركزي التطبيق مساطر معاجلة صعوابت املقاولة‪ .‬لذا‪ ،‬فاملؤسسة االئتمانية‪ ،‬بصفها دائنا مرهتنا وحائزا‬
‫للدين الناجم عن تنفيذ الصفقة العمومية لصاحبها الشركة الراهنة اليت تعرف صعوابت اقتصادية قد تدفع هبا إىل‬
‫التصفية القضائية‪ ،‬تبادر إيل املشاركة يف إجياد حلول لتجاوز أزمة املقاولة مدينتها من خالل مبادرات تقوم اعوجاج‬
‫مسارها من خالل مبادرات تكون داخلية أو خارجية يف إطار الوقاية اخلارجية من صعوابت اليت قد تنسف‬
‫(‪)18‬‬
‫خمافة عدم قدرة املقاولة صاحبة الصفقة عن االستمرار يف تنفيذ الصفقة‪ ،‬وابلتايل ضياع الدين‬ ‫بوجودها‬
‫املرهون الناتج أساسا على حسن تنفيذ الصفقة العمومية خاصة مع املبدأ القضائي الذي يعترب أن أموال الصفقات‬
‫العمومية ال تعترب أمواال خاصة ابملقاولة املكلفة إبجناز املشروع‪ ،‬بل هي مرصودة إلجناز الصفقة‪ ،‬وأن ما يقبل‬
‫احلجز منها هو املبلغ املعترب كأرابح صافية للمقاولة بعد إهناء أشغااها (‪ .)19‬فأي مساس يف التسيري العادي للشركة‬
‫صاحبة الصفقة سيؤالر فعليا علي تنفيذ الصفقة‪ ،‬وهذا من شأنب أن يقلل من فرص التنفيذ اجليد للصفقة وابلتايل‬
‫ضياع حقوق املؤسسة االئتمانية بضياع الصفقة املرهونة‪ .‬لذا فمن مصلحة املؤسسة االئتمانية‪ ،‬من أجل محاية‬
‫حقها‪ ،‬أن تساهم يف جناح مسطرة الوقاية اخلارجية من صعوابت املقاولة الراهنة من خالل املسامهة يف تصحيح‬
‫الوضعية االقتصادية واملالية للمقاولة املدينة الراهنة (‪ .)20‬إال أن هذه املؤسسة جتد نفسها بدورها يف صلب جمموعة‬
‫من القيود القانونية املفروضة من املشرع من أجل الوصول إىل اتفاق من شأنب احليلولة دون سلوك مسطرة معاجلة‬
‫صعوبة املقاولة‪ .‬وهذه القيود نوعان‪ :‬قيود مسطرية (املطلب األول)‪ ،‬وأخر مبوضوعية (املطلب الثاين) وهو ما‬
‫سنحاول التطرق إليب يف املطلبني املواليني‪.‬‬

‫(‪ )18‬أمحد شكري السباعي‪ -‬اجلزء األول‪ .‬م‪ .‬س‪ ،.‬ص‪.011‬‬


‫(‪ )19‬قرار حمكمة االستئناف التجارية مبراكش رقم ‪ 72‬بتاريخ ‪ 0224-20-01‬ملف عدد ‪ 917-0222‬منشور يف املوقع اإللكتوين للمحكمة‪.‬‬
‫(‪ )20‬أمحد شكري السباعي‪...‬ج‪ ،0 .‬م‪ .‬س‪ ،.‬ص‪.011‬‬

‫ملفات األحباث يف االقتصاد والتسيري العدد الرابع اجلزء الثاين‪ :‬شتنرب ‪2015‬‬
‫"مآل رهن الصفقة العمومية يف مرحلة الوقاية اخلارجية من مساطر صعوابت املقاولة"‬ ‫‪89‬‬

‫املطلب األول‪ :‬القيود الشكلية املفروضة على املؤسسة االئتمانية الدائنة املرتهنة يف الوقاية‬

‫اخلارجية من صعوبات املقاولة‬


‫إن أهلية املؤسسة االئتمانية يف فتح مسطرة الوقاية اخلارجية من صعوابت املقاولة من خالل دعوى هتم فتح‬
‫مسطرة املعاجلة (‪ .)21‬تبقى حمدودة حيت لو كان فتحها ضرورتا حلماية الدين املرهون‪ .‬فمسطرة الوقاية اخلارجية‬
‫ختضع للسلطة التقديرية لرئيس احملكمة الذي ميلك احلق يف حتريكها أو عدم حتريكها(‪ .)22‬ففتح هذه املسطرة‬
‫يكون يف غالب األحيان من طرفب إما تلقائيا (‪ )23‬بناءا على ما يتبني لب من كل عقد أو واليقة أو إجراء يظهرون‬
‫أن الشركة صاحب الصفقة تواجب صعوابت من شأهنا أن ختل ابستمرارية استغالاها قصد النظر يف اإلجراءات‬
‫(‪)25‬‬
‫يعرض فيب وضعيتب املالية واالقتصادية‬ ‫الكفيلة بتصحيح الوضعية (‪ ،)24‬أو بناءا علي طلب رئيس املقاولة‬
‫واالجتماعية واحلاجيات التمويلية وكذا وسائل مواجهتها‪ .‬أو بناءا على إخبار من طرف مراقب احلساابت بعد‬
‫عدم تداول اجلمعية العامة يف الوقائع اليت من شأهنا اإلخالل ابستمرارية استغالل الشركة صاحبة الصفقة‪ .‬أو إذا‬
‫لوحظ أن االستمرارية ما زالت خمتلة رغم القرار املتنذ من طرف اجلمعية العامة (‪ .)26‬أو بطلب من النيابة العامة‬
‫اليت يبقى من حقها اإلدالء مبستنتجاهتا الكتابية ابعتبار أن مساطر صعوابت املقاولة تعترب من النظام العام وأن‬
‫املادة ‪ 4‬من املسطرة املدنية أوجبت أن تبلغ إىل النهابة العامة القضاتا املتعلقة ابلنظام العام (‪ ،)27‬السيما يف حالة‬
‫عدم تنفيذ االلتزامات املالية املربمة يف إطار االتفاق الودي املنصوص عليب أعاله (‪.)28‬‬
‫كما أن حق طلب فتح إجراء التسوية الودية يرجع إىل رئيس املقاولة وحده فقط دون غريه‪ ،‬حيث ال يسوغ‬
‫للدائن أو رئيس احملكمة أو حيت النيابة العامة أن يقوموا بفتحها دون طلبب (‪.)29‬‬
‫كما أن املدين الراهن صاحب الصفقة أصبح يف الواقع العملي مطالبا أبداء ديون حل أجلها للدائنني أخرين‬
‫غري املؤسسة االئتمانية والذين ميكن أن تكون اهم ضماانت قوية مبنية على وجود املقاولة نفسها من قبيل رهن‬
‫األصل التجاري وما ينجم عن ذلك من سلبيات يف حالة مطالبة ابألداء من طرف دائنني آخرين غري املؤسسة‬

‫(‪ )21‬أمحد شكري السباعي‪...‬ج‪ ،0‬م‪ .‬س‪ ،.‬ص ‪.019‬‬


‫(‪ )22‬أمحد شكري السباعي‪ ....‬ج‪ ،0.‬م‪ .‬س‪ ،.‬ص ‪.001‬‬
‫(‪ )23‬يوسف أفريل "الرهن الرمسي العقاري ضمانة بنكية للدائن املرهتن"‪ ،‬م‪ .‬س‪ ،.‬ص‪.110-112‬‬
‫(‪ )24‬الفقرة األوىل من املادة ‪ 792‬من مدونة التجارة‪.‬‬
‫(‪ )25‬كما تنص على ذلك الفقرة األخرية من املادة ‪ 772‬من مدونة التجارة‪.‬‬
‫(‪ )26‬كما تنص على ذلك املادة ‪ 791‬من مدونة التجارة ‪.‬‬
‫(‪ )27‬إدريس بن شقرون رئيس احملكمة التجارة بوجدة سابقا" القاضي وصعوابت املقاولة" جملة القصر‪ ،‬العدد الرابع‪ ،‬يناير ‪ ،0221‬ص ‪.64‬‬
‫(‪ )28‬كما تنص على ذلك املادة ‪ 761‬من مدونة التجارة‪.‬‬
‫(‪ )29‬أمحد شكري السباعي‪ ....‬ج‪ 0 .‬م‪ .‬س‪ ،.‬ص‪.076‬‬
‫منري أقضاض‬ ‫‪89‬‬

‫االئتمانية من خالل مقال افتتاحي للدعوى (‪ )30‬كيف ما كانت طبيعة دينب الذي قد يعترب من مسببات سلوك‬
‫مسطرة معاجلة صعوبة املقاولة‪ ،‬خاصة أن االجتهاد القضائي أقر صراحة أبن وجود ضمانة رهنية علي القرض ليس‬
‫من شأنب منع الدائن من املطالبة بدينب (‪.)31‬‬
‫فاملؤسسة االئتمانية يبقى دورها جد حمدود يف فتح هذه املسطرة‪ ،‬حيث تتدخل بشكل غري مباشر يف‬
‫مساعدة رئيس احملكمة من خالل إعداد تقرير عن الوضعية االقتصادية واملالية لصاحب الصفقة املدين الراهن من‬
‫خالل تزويد اخلبري املعني من طرفب ابملعلومات الضرورية‪ ،‬على الرغم من أي مقتضيات تشريعية خمالفة‪ ،‬من شأهنا‬
‫أن تعطي صورة حقيقية عن الوضعية االقتصادية واملالية للمقاولة صاحبة الصفقة (‪ )32‬بعد استدعاء رئيس املقاولة‬
‫إيل مكتبب لتلقي شروحاتب‪ .‬فهنا جيب على املؤسسة االئتمانية أن تعطي صورة حقيقية عن الوضع املايل‬
‫واالقتصادي للشركة صاحبة الصفقة من أجل تنوير رئيس احملكمة يف اختاذ القرار السليم الذي من شأنب معاجلة‬
‫صعوابت املقاولة صاحبة الصفقة املرهونة‪ ،‬وإال حتملت املسؤولية عن ضياع ليها املرهون يف حالة تصفية الشركة‬
‫وفسخ الصفقة اليت تربط صاحب الصفقة وصاحب املشروع‪ .‬فهي أقرب ما يكون ملعرفة الوضعية االقتصادية‬
‫واملالية للمقاولة صاحبة الصفقة املتعثرة‪ ،‬لكوهنا يف غالب األحيان بنكب الذي يكون ملزما – كما هو جار العمل‬
‫بب ‪-‬مبراقبة إنفاق املدين الراهن للدين موضوع الرهن يف غري الوجهة احملددة يف العقد‪ ،‬حيث يبقى من حقب مراقبة‬
‫سلوك الزبون من خالل بنود العقد اليت ختولب حق إجراء فحص دوري حلساابت زبونب واالطالع على مجيع‬
‫املستندات اليت من شأهنا أن متكنب من ذلك وطلب املعلومات التكميلية اليت تفيد هذا الفحص وكذا حق وقف‬
‫االعتماد أو إهنائب (‪ ،)33‬وإال طرحت مسألة مسؤولية البنك مانح االعتماد يف حالة االخالل هبذا االلتزام الذي‬
‫شكل ضررا للزبون املدين الراهن وللغري إن اقتضى األمر كما هو احلال مع عدم تنفيذ البنك لتعليمات أحد زبنائب‬
‫بكل أمانة والذي يستوجب مسؤوليتب (‪.)34‬‬

‫(‪ )30‬إدريس بن شقرون رئيس‪ ،‬م‪ .‬س‪ ،.‬ص ‪.62‬‬


‫(‪ )31‬ق ريرار حمكمريرية االسريريتئناف التجاري رية مب ريراكش ع ريدد ‪ 012‬يف ملريريف ع ريدد ‪ 261-0222‬بتريرياريخ ‪ 0224-20-04‬لصريرياش شريريركة اسريريتغالل امل ريوانئ‪.‬‬
‫منشور يف املوقع اإللكتوين للمحكمة ‪http://www.cacmarrakech.nia/liypotlieque.asp‬‬
‫(‪ )32‬احممريريد لفروجريريي" صريريعوابت املقاولريرية واملسريرياطر القضريريائية الكفيلريرية مبعاجلته ريا"‪ ،‬م‪ .‬س‪ ،.‬ص‪007 .‬؛ أمحريريد شريريكري الس ريباعي‪...‬ج‪ ،0 .‬م‪ .‬س‪ ،.‬ص‪.‬‬
‫‪062‬؛ كما تنص علي ذلك أيضا الفقرة األخرية من املادة ‪ 770‬من مدونة التجارة‪.‬‬
‫(‪ )33‬حممد لفروجي" العقود البنكية بني مدونة التجارة والقانون البكي‪ ،‬دراسة حتليلية نقديرية يف ضريوء القريانون املغريريب والقريانون املقريارن واالجتهرياد القضريائي‬
‫ونشرات غرفة التجارة الدولية"‪ ،‬مطبعة النجاح اجلديدة ‪ -‬الدار البيضاء‪ ،‬الطبعة الثانية ‪-‬يناير ‪ ،0220‬الصفحة ‪.900‬‬
‫(‪ )34‬قرار حمكمة االستئناف التجارية مبراكش عدد ‪ 179‬بتاريخ ‪ ،0221 -29-07‬ملف عدد ‪.0220-090‬‬
‫"منشور يف موقع االلكتوين للمحكمة ‪http://www.cacmarrakech.ma/Jurispr1.asp?id=11‬‬

‫ملفات األحباث يف االقتصاد والتسيري العدد الرابع اجلزء الثاين‪ :‬شتنرب ‪2015‬‬
‫"مآل رهن الصفقة العمومية يف مرحلة الوقاية اخلارجية من مساطر صعوابت املقاولة"‬ ‫‪89‬‬

‫فاملؤسسة االئتمانية يدخل من بني التزاماهتما بصفتها الدائنة املرهتنة يف الرهن احليازي‪ ،‬بذل العناية الضرورية‬
‫حلماية الدين املرهون (‪ ،)35‬خاصة إذا م تعيينها من بني املراقبني (‪ .)36‬فهي تضمن هالك الدين املرهون وتعيبب إذا‬
‫حصل بفعلها أو خبطئها أو بفعل أو خطأ األشناص الذين تسأل عنهم (‪.)37‬‬
‫وإذا تبني لرئيس احملكمة أن الصعوابت قابلة للتذليل بفضل تدخل أحد األغيار‪ ،‬عينب رئيس احملكمة بصفة‬
‫وكيل خاص وكلفب مبهمة وحدد اها أجال إلجنازها (‪ .)38‬كما إذا تبني لرئيس احملكمة أن اقتاحات رئيس املقاولة من‬
‫شأهنا أن تسهل تصحيح وضعية املقاولة (‪ ،)39‬فتح إجراء التسوية الودية وعني مصاحلا ملدة ال تتجاوز الالالة أشهر‬
‫قابلة للتمديد شهرا على األكثر بطلب من هذا األخري (‪ .)40‬وقد يكون هذا املصاش هو املؤسسة االئتمانية نفسها‬
‫اليت يبقى من دورها احلفاظ على استمرارية املقاولة املدينة اها‪ ،‬وذلك من خالل البحث عن التسوية الودية بني‬
‫املقاولة ومجيع الدائنني إن تطابقت املصاش وإما بني املقاولة والدائنني الرئيسيني فقط إن تعارضت وتباينت املصاش‬
‫(‪ .)41‬خاصة إذا كان التوقف عن األداء من طرف املقاولة صاحبة الصفقة املدينة الراهنة قد يؤدي هبا إيل تصفية‬
‫املقاولة‪ ،‬مما قد ينتج عنب القضاء علي أي إمكانية تنفيذ الصفقة وابلتايل فقدان أي حق يف األداء من طرف‬
‫صاحب املشروع‪ ،‬خاصة مع وجود ضماانت تفوق ضمان رهن الصفقة العمومية قوة‪ ،‬وأن أي تصفية يف حق‬
‫صاحب الصفقة لن خيدم املصاش املالية للمؤسسة االئتمانية (‪ .)42‬لذا فمن مصلحة املؤسسة االئتمانية يف بع‬
‫احلاالت أن تنجح مهمة املصاش يف تسهيل سري الشركة والعمل على إبرام اتفاق مع الدائنني اآلخرين خاصة ذوي‬

‫(‪ )35‬كما تنص على ذلك املادة ‪ 0029‬من(ق‪.‬ل‪.‬ع)‪.‬‬


‫(‪ )36‬أمحد شكري السباعي‪ ....‬ج‪ ،0 .‬م‪ .‬س‪ ،.‬ص‪.019 .‬‬
‫(‪ )37‬مأمون الكزبري "التحفيظ العقاري واحلقوق العينية األصلية والتبعية يف ضوء التشريع املغريريب" اجلريزء الثرياين الطبعرية الثانيرية ‪ 0421‬شريركة ااهريالل العربيرية‬
‫لطباعة والنشر الصفحة ‪120‬؛ كما تنص على ذلك أيضا املادة ‪ 0000‬من (ق‪.‬ل‪.‬ع‪.).‬‬
‫(‪ )38‬احممد لفروجي" صعوابت املقاولة واملساطر القضائية الكفيلة مبعاجلتها"‪ ،‬م‪ .‬س‪ ،.‬ص‪.001‬‬
‫(‪ )39‬أمحد شكري السباعي‪....‬ج‪ ،0 .‬ص‪.011 .‬‬
‫(‪ )40‬احمم ريريد لفروجري ريي "صري ريعوابت املقاول ريرية واملس ريرياطر القضري ريائية الكفيل ريرية مبعاجلته ريريا"‪ ،‬م‪.‬س‪ ،.‬ص‪007‬؛ أمح ريريد ش ريريكري السري ريباعي‪ ...‬ج‪ .0 .‬م‪.‬س‪ ،.‬ص‪.‬‬
‫‪.061‬‬
‫(‪ )41‬أمحد شكري السباعي‪....‬ج‪ ،0 .‬ص‪.011 .‬‬
‫(‪ )42‬املادة ‪ 2‬من ظهري رهن الصفقات العمومية كما م نسنها من طرف املريادة ‪ 01‬مرين القريانون اجلديريد ‪ 01-000‬يتمتريع املسريتفيد مرين الريرهن ابمتيرياز‬
‫علري ريى ال ريريديون املس ريريتحقة مبوج ريريب الص ريريفقة املرهون ريرية‪ .‬وال يس ريريبق ه ريريذا االمتي ريرياز يف الرتب ريرية إال االمتي ريريازات التالي ريرية‪ :‬امتي ريرياز ص ريوائر القض ريرياء‪ ،‬امتي ريرياز العم ريريال‬
‫واملستندمني يف حالة تسوية املشغل أو تصفيتب قضائيا ألداء األجريور والتعويضريات الواجبرية علريى هريذا األخريري طبقريا ملدونرية الشريغل‪ ،‬االمتيرياز املنصريوص‬
‫عليب يف املادة ‪ 942‬من قانون املسطرة املدنية‪ ،‬االمتيازات املنولة للنزينة قصد حتصيل الضرائب والرسوم"‪.‬‬
‫منري أقضاض‬ ‫‪89‬‬

‫األحيان‪ ،‬منقذا ليس فقط لصاحب‬ ‫الضماانت‪ .‬فالوقاية اخلارجية من صعوابت املقاولة ميكن اعتبارها‪ ،‬يف بع‬
‫الصفقة الذي يعرف صعوابت املقاولة‪ ،‬بل حىت للمؤسسة االئتمانية نفسها (‪.)43‬‬
‫إال أن ما جتب اإلشارة إليب هو أن جناح مهمة املصاش قد ترتبط بفرض جمموعة من القيود املوضوعية على‬
‫جوانبب يف النقطة املوالية‪.‬‬ ‫دائين املقاولة الراهنة‪ ،‬وهو ما سوف حناول توضيح بع‬
‫املطلب الثاني‪ :‬القيود املوضوعية املفروضة على املؤسسة االئتمانية الدائنة املرتهنة يف‬

‫املعاجلة اخلارجية لصعوبات املقاولة‬


‫إن مرحلة الوقاية اخلارجية قد تدفع برئيس احملكمة إىل اختاذ إجراءات من شأهنا املس ولو جزئيا يف الضمانة‬
‫العينية املبنية على رهن الصفقة العمومية اليت ختول املؤسسة االئتمانية حق االمتياز يف األداء واحلجز بناءا علي حق‬
‫احلبس واحليازة اليت تنبثق عليها (‪ .)44‬حيث إذا ارأتى املصاش أن الوقف املؤقت لإلجراءات من شأنب تسهيل إبرام‬
‫اتفاق‪ ،‬أمكنب أن يعرض األمر علي رئيس احملكمة‪ ،‬وميكن اهذا األخري بعد االستماع لرأي الدائنني الرئيسيني‪ ،‬أن‬
‫يصدر أمرا حيدد مدة الوقف يف أجل ال يتعدى مدة قيام املصاش مبهمتب (‪ .)45‬وعند إبرام اتفاق مع مجيع الدائنني‪،‬‬
‫يصادق عليب رئيس احملكمة ويودع لدى كتابة الضبط‪.‬‬
‫فاملؤسسة االئتمانية علي غرار ابيف الدائنني ختضع بقوة القانون ألمر الوقف املؤقت لإلجراءات الصادر عن‬
‫رئيس احملكمة والذي من شأنب تسهيل إبرام اتفاق‪ .‬يوقف هذا األمر ومينع كل دعوى قضائية يقيمها مجيع الدائنني‬
‫ذوو دين سابق لألمر املشار إليب تكون غايتها‪ :‬احلكم على املدين بسداد مبلغ مايل؛ فسخ عقد لعدم سداد مبلغ‬
‫مايل‪ .‬يوقف هذا األمر ومينع كل طريقة للتنفيذ يقيمها هؤالء الدائنون سواء بشأن املنقوالت أو العقارات‪ .‬توقف‬
‫تبعا لذلك اآلجال احملددة حتت طائلة سقوط احلقوق أو فسنها‪ .‬مينع األمر القاضي ابلوقف املؤقت لإلجراءات‪،‬‬
‫حتت طائلة البطالن‪ ،‬السداد الكامل أو اجلزئي ألي دين سابق اهذا األمر‪ ،‬أو األداء للضامنني الذين يوفون بديون‬
‫املؤسسة سابقا وكذا القيام بتصرف خارج عن التسيري العادي للمقاولة‪ .‬حيت أنب مينع منحأي أنواع الرهومنا مل‬
‫يصدر ترخيص من رئيس احملكمة (‪ .)46‬مما جيعل من مكانة املؤسسة االئتمانية الدائنة املرهتنة تتأالر بشكل واضح‬

‫(‪ )43‬أمحد شكري السباعي‪....‬ج‪ ،0 .‬ص‪.010‬‬


‫(‪ )44‬حياة حجي" نظام الضماانت وقانون صعوابت املقاولة‪ ،‬دراسرية مقارنرية"‪ ،‬دار السريالم للطباعرية والنشرير والتوزيريع‪ ،‬الريرابط‪ ،‬الطبعرية األوىل ‪ ،0200‬ص‬
‫‪.02‬‬
‫(‪ )45‬احممريريد لفروج ريي صريريعوابت املقاولريرية واملسريرياطر القضريريائية الكفيلريرية مبعاجلتهريريا م‪ .‬س‪ ،.‬ص‪007‬؛ أيضريريا كمريريا تريرينص علريريي ذلريريك املريريادة ‪ 777‬مريرين مدونريرية‬
‫التجارة‪.‬‬
‫(‪ )46‬احممريد لفروجريي" صريعوابت املقاولريرية واملسريرياطر القضريائية الكفيلرية مبعاجلتهريريا"‪ ،‬م‪ .‬س‪ ،.‬ص‪007‬؛ أمحريريد شريريكري السريريباعي‪....‬ج‪ ،0 .‬م‪ .‬س‪ ،.‬ص مريرين‬
‫‪ 011‬إىل ص‪016 .‬؛ وأغلب هذه القيود منصوص عليها يف املادة ‪ 777‬من مدونة التجارة‪.‬‬

‫ملفات األحباث يف االقتصاد والتسيري العدد الرابع اجلزء الثاين‪ :‬شتنرب ‪2015‬‬
‫"مآل رهن الصفقة العمومية يف مرحلة الوقاية اخلارجية من مساطر صعوابت املقاولة"‬ ‫‪89‬‬

‫من خالل الزيغ عن املسطرة العادية لتحقيق الدين املرهون‪ ،‬حيث جتد نفسها جمربة على التقيد مبقتضيات الوقف‬
‫املؤقت لإلجراءات من أجل معاجلة صعوابت صاحب الصفقة املدين الراهن‪.‬‬
‫كما أن االستثناء الذي أشارت إليب الفقرة األخرية من املادة ‪ 777‬من مدونة التجارة حول إمكانية رئيس‬
‫احملكمة‪ ،‬يف إطار الوقاية اخلارجية وذلك بعد صدور األمر القاضي ابلوقف املؤقت لإلجراءات‪ ،‬مبنح رهن (‪،)47‬‬
‫يطرح حالة جديدة تكمن يف إنشاء رهن علي الصفقة العمومية بعد إذن رئيس احملكمة من أجل تذليل الصعوابت‬
‫اليت سقطت فيها املقاولة صاحبة الصفقة املرهونة‪ .‬فهذه اإلمكانية قد تشكل خطرا مستقبليا عليها إذا مل تقم‬
‫ابلدراسات الضرورية من خالل واجب التحري عن مدى جدارة الزبون ابالئتمان البنكي (‪ ،)48‬وتفادي كل ما من‬
‫شأنب أن يبطل قيام الضمان على الصفقة العمومية من خالل احلرص علي تفادي نشوء الدين يف فتة الريبة واليت‬
‫تبتدئ من اتريخ التوقف عن الدفع ولغاية حكم فتح املسطرة‪ ،‬تضاف إليها مدة سابقة على التوقف ابلنسبة‬
‫العقود (‪ )49‬والذي جيب أن ال يتجاوز‪ ،‬يف مجيع األحوال‪ ،‬مثانية عشر شهرا قبل فتح املسطرة (‪.)50‬‬ ‫لبع‬
‫وجيب أن ال تتالعب املؤسسة االئتمانية من خالل إنشاء الرهن كضمانة على دين انشئ قبال‪ ،‬حيث ميكن‬
‫للمحكمة أن تبطل كل عقد مبقابل أو كل أداء أو كل أتسيس لضمان أو كفالة إذا قام بب املدين بعد اتريخ‬
‫التوقف عن الدفع (‪ .)51‬ولإلشارة فإن املنع يطبق حيت على ملحقا تعقد الصفقة النامجني عن تغيري يف بنود‬
‫الصفقة بني صاحب املشروع وصاحب الصفقة الذي سبق وأن قام برهنها‪ .‬وال يطبق هذا املنع على الديون النامجة‬
‫عن عقد العمل (‪.)52‬‬
‫وابلتايل‪ ،‬وبناءا على هذه القيود املوضوعية‪ ،‬فان مكانة املؤسسة االئتمانية الدائنة املرهتنة تتأالر بشكل واضح‬
‫من خالل الزيغ عن املسطرة العادية لتحقيق الدين املرهون‪ .‬مما ميكن اعتباره نوعا من احليف االقتصادي اليت‬
‫الصعوابت أو أن اخللل يف املساطر العادية‬ ‫يفرض على املؤسسة االئتمانية‪ ،‬خاصة إذا كانت بدورها تعاين بع‬
‫املشاكل االقتصادية‪ .‬مما ميكن اعتبارها قيودا اقتصادية أخرى تفرض على املؤسسة‬ ‫املعمول هبا قد يشكل اها بع‬
‫االئتمانية الدائنة املرهتنة بسبب سلوك مسطرة الوقاية اخلارجية من صعوابت املقاولة‪ .‬وسنحاول توضيح جزء من‬
‫هذا التأالري يف النقطة املوالية‪.‬‬

‫(‪ )47‬كما هو منصوص عليب يف املادة ‪ 777‬من مدونة التجارة‪.‬‬


‫(‪ )48‬احممد لفروجي" العقود البنكية بني مدونة التجارة والقانون البنكي" م‪ .‬س‪ ،.‬ص ‪.907‬‬
‫(‪ )49‬كما تنص على ذلك املادة ‪ 614‬من مدونة التجارة‪.‬‬
‫(‪ )50‬كما هو منصوص عليب يف الفقرة األوىل من املادة ‪ 622‬من مدونة التجارة‪.‬‬
‫(‪ )51‬انظر املادة ‪ 620‬من مدونة التجارة‪.‬‬
‫(‪ )52‬كما هو منصوص عليب يف املادة ‪ 777‬من مدونة التجارة‪.‬‬
‫منري أقضاض‬ ‫‪88‬‬

‫املبحث الثاني‪ :‬القيود االقتصادية املفروضة على املؤسسة االئتمانية املستفيدة من رهن‬

‫الصفقة العمومية يف مرحلة الوقاية اخلارجية من صعوبات املقاولة‬


‫إن ما جتب اإلشارة إليب هو أن مرحلة الوقاية من الصعوابت ال ميكن أن تشكل مشكال قد يصل إىل‬
‫التوقف عن األداء‪ .‬وبذلك ميكن أن تكون املقاولة صاحبة الصفقة املدينة الراهنة يف هذه املرحلة غري مهددة‬
‫ابإلفالس والتصفية‪ .‬فصحيح أن مكانة رهن الصفقة العمومية يف مرحلة الوقاية اخلارجية من صعوبة املقاولة ال‬
‫ميكن اعتبارها خطرا قد هتدد العالقة التعاقدية اليت جتمع صاحب الصفقة مع املؤسسة االئتمانية‪ .‬فالصعوابت اليت‬
‫تربر فتح إجراء التسوية الودية تقع يف الوسط بني تلك الصعوابت البسيطة والعابرة وتلك الصعوابت األخرى‬
‫املتمثلة يف التوقف عن الدفع (‪ .)53‬إال أن مسطرة حتقيق الدين املنصوص عليها يف ظهري رهن الصفقات العمومية‬
‫والقانون اجلديد ‪ 01-000‬تزيغ عن املسطرة العادية لألداء بعد تنفيذ الصفقة العمومية املرهونة لديها‪ .‬مما يطرح‬
‫أرصدهتا املالية يف انتظار مآل ما سوف‬ ‫املشاكل االقتصادية للمؤسسة االئتمانية من قبيل وقف ومجود بع‬ ‫بع‬
‫تنتج عنب الوقاية اخلارجية من صعوابت املقاولة‪ .‬لذلك فاملؤسسة االئتمانية الدائنة املرهتنة تبحث عن الوسائل اليت‬
‫متكنها من محاية دينها الناجم عن تنفيذ الصفقة العمومية يف ظل الوضع اجلديد احملكوم بضرورة القانونية‬
‫واالقتصادية اليت تفرض معاجلة صعوبة املقاولة صاحبة الصفقة‪ .‬فما مدى فعالية احلماية املقررة للمؤسسة االئتمانية‬
‫بصفتها دائنا مرهتنا يرجع دينها إىل ما قبل فتح مسطرة الوقاية ومعاجلة صعوبة املقاولة من خالل قانون صعوابت‬
‫املقاولة الذي يهدف ابألساس إىل محاية املقاولة وابلتايل النسيج االقتصادي الوطين؟ تساؤالت تستلزم اإلجابة‬
‫عنها التطرق إىل اآلاثر اليت تنتج عن القيود االقتصادية اجلديدة اليت تفرض نفسها على املؤسسة االئتمانية‬
‫املستفيدة من رهن الصفقة العمومية من خالل سلوك مساطر الوقاية اخلارجية‪ .‬حيث سنحاول توضيح اآلاثر‬
‫االقتصادية اآلنية على املؤسسة االئتمانية الناجتة عن الوقاية اخلارجية من صعوابت املقاولة (املطلب األول)‪ ،‬مث‬
‫بعده اآلاثر االقتصادية البعدية النامجة عن فشل املعاجلة اخلارجية لصعوابت املقاولة (املطلب الثاين)‬
‫املطلب األول‪ :‬اآلثار االقتصادية اآلنية على املؤسسة االئتمانية الناجتة عن الوقاية اخلارجية‬

‫من صعوبات املقاولة‬


‫إن مكانة رهن الصفقة العمومية يف مرحلة الوقاية اخلارجية من صعوبة املقاولة ال ميكن اعتبارها خطرا قد‬
‫هتدد العالقة التعاقدية اليت جتمع صاحب الصفقة املدين الراهن مع املؤسسة االئتمانية الدائنة املرهتنة من خالل‬
‫عقد رهن الصفقة العمومية‪ .‬فما ميكن اعتباره مغريا أساسيا يف وضعية رهن الصفقة العمومية هو ما يقع من أتالري‬

‫(‪ )53‬يوسف أفريل "الرهن الرمسي العقاري ضمانة بنكية للدائن املرهتن"‪ ،‬مطبعة النجاح اجلديدة‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬الطبعة األوىل ‪ ،0200‬ص‪.102‬‬

‫ملفات األحباث يف االقتصاد والتسيري العدد الرابع اجلزء الثاين‪ :‬شتنرب ‪2015‬‬
‫"مآل رهن الصفقة العمومية يف مرحلة الوقاية اخلارجية من مساطر صعوابت املقاولة"‬ ‫‪88‬‬

‫فعلى على هذا الرهن بعد فتح مسطرة معاجلة صعوبة املقاولة‪ .‬فطيلة مسطرة الوقاية اخلارجية من صعوابت املقاولة‪،‬‬
‫جتد املؤسسة االئتمانية نفسها يف مكانة غري تلك اليت توقعتها من أجل حصواها علي األداء الذي تتوقعب مبجرد‬
‫انتهاء تنفيذ الصفقة العمومية‪.‬‬
‫وبناءا على ذلك‪ ،‬ميكن القول إن املؤسسة االئتمانية تعاملت مع املقاولة صاحبة الصفقة وهي ال تعاين من‬
‫صعوابت‪ ،‬وال ختضع ألي مسطرة من مساطر املعاجلة الشيء الذي يفسر إخضاع املؤسسة االئتمانية كدائنة نشأ‬
‫دينها قبل حكم فتح مسطرة معاجلة صعوابت املقاولة لقيود تقلص من حقوقها‪ ،‬على عكس الدائنني الذين‬
‫نشأت ديوهنم بعد احلكم بفتح مسطرة التسوية القضائية (‪ .)54‬فتجد نفسها تسلك مسطرة استثنائية من أجل‬
‫حصواها على األداء‪ ،‬حيث تتحول من مؤسسة توفر التمويل من أجل تنفيذ الصفقة العمومية وختدم تنمية‬
‫صاحب الصفقة من خالل عائدات تنفيذ هذه الصفقة إىل منقذ جمرب لصاحب الصفقة من اإلفالس والتصفية‬
‫القضائية‪ .‬فتصبح ملزمة ابإلمتثال للوقف املؤقت لإلجراءات اليت أيمر هبا رئيس احملكمة بعد االستماع لرأي‬
‫الدائنني الرئيسيني‪ ،‬والذي من شأنب تسهيل إبرام اتفاق‪ .‬وإال أصبحت بعده ملزمة بوقف املتابعات الفردية (‪ )55‬مع‬
‫وقف سرتان الفوائد (‪ ،)56‬بل أبعد من ذلك متنع حىت من احلصول على دين سابق عن صدور حكم معاجلة‬
‫اآلخر‪ ،‬مما قد‬ ‫صعوابت املقاولة تفادتا لتسابق الدائنني السابقني للحكم وجتنبا حملاابة بعضهم على حساب البع‬
‫يستزف أصول املقاولة صاحبة الصفقة ويؤدي إيل تدمري التصفية العادلة بني الدائنني حسب خمتلف طوائفهم‬
‫ومراتبهم (‪ .)57‬بل أكثر من ذلك فإن إمكانية تعيني املؤسسة االئتمانية الدائنة املرهتنة كمصاش‪ ،‬قد تكون هي اليت‬
‫تقتح على رئيس احملكمة وقف اإلجراءات حيث يصدر هذا األخري أمرا حيدد مدة الوقف يف أجل ال يتعدى مدة‬
‫قيام املصاش مبهمتب إن كان ذلك خيدم مصلحتها‪.‬‬
‫فاملؤسسة االئتمانية جتد نفسها ملزمة أيضا ابالستمرار يف تنفيذ العقد من طرفها (‪ .)58‬حيث جتد هذه‬
‫املؤسسة نفسها مقيدة أما مصالحيات السنديك املتمثلة يف احلق ابملطالبة بتنفيذ العقود اجلارية‪ ،‬حيث جيب عليها‬

‫(‪ )54‬أمحريريد شريريكري السريريباعي" الوسريرييط يف مسريرياطر الوقايريرية مريرين الص ريعوابت الريرييت تعريريرض املقاولريرية ومسريرياطر معاجلهريريا دراسريرية معمقريرية يف قريريانون التجريريارة املغ ريريب‬
‫اجلديريريد والقريريانون املقريريارن" اجلريريزء الثالريريث يف التص ريفية القض ريائية والقواعريريد املش ريتكة ب ريني مسريريطريت التسريريوية القض ريائية والتص ريفية القض ريائية‪ ،‬مطبعريرية املعريريارف‬
‫اجلديدة الرابط الطبعة األوىل ‪ 0222‬الصفحة ‪.010‬‬
‫(‪ )55‬أمحد شكري السباعي‪...،‬ج‪ ،1 .‬م‪ .‬س‪ ،‬ص‪.011‬‬
‫(‪ )56‬أمحد شكري السباعي‪ ،‬م‪ .‬س‪ ،‬ص ‪.090‬‬
‫(‪ )57‬أمحد شكري السباعي‪ ،‬م‪ .‬س‪ ،‬ص ‪.091‬‬
‫(‪ )58‬عبد احلق بوكبيش "استمرار نشاط املقاولة اخلاضعة للتسوية القضائية"‪ ،‬مكتبة دار السالم للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الريرابط‪ ،‬الطبعرية األويل ‪،0221‬‬
‫ص‪010‬؛‬
‫منري أقضاض‬ ‫‪999‬‬

‫ككل املتعاقدين مع املقاولة الوفاء ابلتزاماهتا وال حيق اها التمسك ابلدفع بضرورة تنفيذ املقاولة لاللتزام املقابل أو‬
‫ممارسة حق احلبس (‪ .)59‬بل أبعد من ذلك فإن املؤسسة االئتمانية ال ميكنها حىن جتميد حساب الشركة صاحبة‬
‫الصفقة كما سار عليب االجتهاد القضائي (‪.)60‬‬
‫وميكن أن نستنلص من ذلك أن املؤسسة االئتمانية ملزمة ابالستمرار يف تنفيذ العقود اجلارية بعد احلكم‬
‫بفتح مسطرة معاجلة صعوابت املقاولة بناء على األمر بوقف اإلجراءات بنفس الطريقة اليت يطلب هبا السنديك‬
‫املعين‪ ،‬إال أن األجهزة املتدخلة يف املعاجلة اخلارجية لصعوابت صاحب الصفقة املدين الراهن ختتلف عن مرحلة‬
‫التسوية القضائية‪ .‬فاملعاجلة اخلارجية تكتفي إبدخال الدائنني الذين من بينهم املؤسسة االئتمانية الدائنة املرهتنة‬
‫وإعطائهم قوة اقتاحية ألقوى الدائنني من أجل محاية مصاحلهم يف حالة التصفية القضائية ‪.‬‬
‫املطلب الثاني‪ :‬اآلثار االقتصادية البعدية النامجة عن فشل املعاجلة اخلارجية لصعوبات‬

‫املقاولة‬
‫إن عدم تنفيذ ما م االتفاق عليب يف االتفاق الودي وزتادة تدهور الوضعية االقتصادية للمقاولة صاحبة‬
‫الصفقة العمومية املرهونة‪ ،‬يدفع مبسطرة معاجلة صعوابت املقاولة إىل مرحلة جديدة من إجياد احللول من أجل إنقاذ‬
‫هذه املقاولة‪ .‬ففشل مرحلة الوقاية اخلارجية من خالل عدم تنفيذ االتفاق الودي‪ ،‬تدفع املؤسسة االئتمانية ومعها‬
‫ابقي الدائنني إىل دخول مرحلة أخرى من مراحل معاجلة صعوابت املقاولة‪ .‬حيث تعترب فتة إعداد احلل مرحلة‬
‫مالحظة وتشنيص وانتظار‪ ،‬وتسمي فتة تشنيص ومالحظة لقيام األطراف املتدخلة بدراسة مجيع املعطيات‬
‫القانونية واالقتصادية واالجتماعية للمقاولة من أجل إجياد أفضل احللول املمكنة‪ ،‬وتسمي فتة انتظار‪ ،‬ابلنسبة‬
‫للدائنني الذين نشأت ديوهنم قبل صدور احلكم القاضي بفتح املسطرة وذلك بسبب عدم حتديد أصول وخصوم‬
‫املقاولة (صاحبة الصفقة) بشكل هنائي (‪ ،)61‬وكذلك الضطرار الدائنني فيها النتظار القرار الذي ستتنذه احملكمة‬
‫والذي سيحدد مصري املقاولة وابلتايل مصري ديوهنم‪ .‬ونظرا ألن هذه الفتة متكن احملكمة من إجياد احلل املناسب‬
‫لوضعية املقاولة صاحبة الصفقة املرهونة‪ ،‬فإن املشرع عمل على إيالء أمهية للمقاولة املدينة وتوفري احلماية الالزمة‬

‫(‪ )59‬بناءا على مقتضيات املادة ‪ 711‬من مدونة التجارة‪.‬‬


‫(‪ )60‬قرار حمكمة االستئناف التجارية بفاس رقم ‪ 4‬تس الصادر بتاريخ ‪ 22-7-0220‬يف ملريف عريدد ‪ ،20-21‬حيريث اعتريرب القريرار أبن املقاولرية ومرين‬
‫خالاها السنديك تتمتع ابلصفة واملصلحة لتقدمي الدعوى احلالية ما دام أن احلساب الذي م جتميده مرين طريرف البنريك املسريتأنف قريد م فتحريب مبناسريبة‬
‫فريريتح مسريريطرة التسريريوية القضريريائية يف حريريق شريريركة أن ابشريريا وابسريريم السريرينديك‪ ،‬وأن منريرياط الريريدعوى ال يتعلريريق مبناقشريرية مضريريمون عقريريد الريريرهن علريريى الص ريفقة‬
‫العموميريرية املربمريرية مريريع إدارة الريريدفاع الريريوطين‪ ،‬وب ريريذلك فالريريدعوى احلاليريرية قريريد قريريدمت وبوشريريرت مم ريرين لريريب الصريريفقة واملص ريلحة‪ .‬منشريريور يف املوقريريع اإللك ريتوين‬
‫للمحكمة‪.‬‬
‫(‪ )61‬حممد لفروجي "صعوابت املقاولة واملساطر القضائية الكفيلة مبعاجلتها"‪ ، ،‬م‪ .‬س‪ ،‬ص ‪.176‬‬

‫ملفات األحباث يف االقتصاد والتسيري العدد الرابع اجلزء الثاين‪ :‬شتنرب ‪2015‬‬
‫"مآل رهن الصفقة العمومية يف مرحلة الوقاية اخلارجية من مساطر صعوابت املقاولة"‬ ‫‪999‬‬

‫اها على حساب املراكز املرتبطة هبا‪ ،‬مما يؤالر سلبا على مصري ضمانة املؤسسة االئتمانية الدائنة املرهتنة ابعتبارها‬
‫تواجب عوائق تقتضيها طبيعة املرحلة (‪.)62‬‬
‫ففتة إعداد احلل تبتدئ بعمل السنديك على إعداد تقرير حول التوازن املايل واالقتصادي واالجتماعي‬
‫للمقاولة حتت إشراف القاضي املنتدب خالل مدة أربعة أشهر قابلة للتجديد مرة واحدة (‪ .)63‬وعلى ضوء ذلك‪،‬‬
‫حتدد احملكمة التجارية املصري املالئم لوضعية املقاولة‪ ،‬والذي قد يكون هو التسوية القضائية اليت قد أتخذ شكل‬
‫خمطط لالستمرارية أو حمفظ للتفويت إما كليا أو جزئيا ألحد األغيار‪ ،‬وإما وضعها يف حالة التصفية القضائية إذا‬
‫كان وضعها خمتال بشكل ال رجعة فيب‪.‬‬
‫فإذا كانت املقاولة غري خمتلة بشكل ال رجعة فيب غري متوقفة عن ممارسة نشاطها وأهنا ال زالت تؤدي أجور‬
‫(‪)64‬‬
‫لكون املقاولة‬ ‫مستندميها وأن الديون املصرح هبا غري حقيقية فإن احملكمة ال تقضي ابلتصفية القضائية‬
‫مازالت تتوفر علي مقومات االستمرارية وأن تدخل السنديك خالل فتة املالحظة من خالل مبادرات من أجل‬
‫إجياد حلول إلنقاذها قد تعاجل صعوابهتا وتذللها بشكل يرجعها ملزاولة أنشطها االعتيادية واملسامهة يف ازدهار‬
‫االقتصاد الوطين وحتقيق الغاية وااهدف من وراء سن نظام املساطر اجلماعية من خالل محاية املقاولة ودائنيها‬
‫ومحاية مناصب الشغل ومحاية االقتصاد الوطين وأن احلكم ابلتصفية القضائية قبل البحث عن احللول املمكنة‬
‫إلنقاذ املقاولة فيب هدر لغاية املشرع (‪.)65‬‬
‫وخالل هذه الفتة تتأالر وضعية املؤسسة االئتمانية بشكل واضح من خالل انتظار مآل دينها املرتبط أساسا‬
‫بتنفيذ الصفقة العمومية املرهونة‪ ،‬ملا اها من أتالري علي هذه الضمانة العينية (‪ .)66‬حيث تتعرض جملموعة من القيود‬
‫اليت تنبين عليها استمرارية وجود دينها‪ ،‬تبتدئ إبلزامية التصريح ابلدين وسلوك مسطرة خاصة للتصريح ابلدين‪،‬‬
‫وخضوعها ملسطرة حتقيق الديون أيضا‪.‬‬

‫(‪ )62‬يوسف أفريل "الرهن الرمسي العقاري ضمانة بنكية للدائن املرهتن"‪ ،‬مطبعة النجاح اجلديدة‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬الطبعة األوىل ‪ ،0200‬ص‪.190‬‬
‫(‪ )63‬حممد لفروجي‪ ،‬م‪ .‬س‪ ،‬ص ‪.072‬‬
‫(‪ )64‬املادة ‪ 762‬من مدونة التجارة‪.‬‬
‫(‪ )65‬كما أشار إىل ذلك قرار حمكمة االستئناف التجارية ملراكش عدد ‪ 700‬بتاريخ ‪ 2‬ماي ‪ 00221‬ملف عدد ‪ 0226 -0062‬منشور يف املوقريع‬
‫اإللكتوين للمحكمة‪.‬‬
‫(‪ )66‬حياة حجي "نظام الضماانت وقانون صعوابت املقاولة‪ ،‬دراسة مقارنة"‪ ،‬دار السالم للطباعة والنشر والتوزيريع‪ ،‬الريرابط‪ ،‬الطبعرية األوىل ‪ ،0200‬ص‪.‬‬
‫‪.02‬‬
‫منري أقضاض‬ ‫‪999‬‬

‫حيث تقوم ابلتصريح بدينها لدى السنديك بعد قيام هذا األخري إبشعارها ألهنا تعترب من الدائنني احلاملني‬
‫للضماانت اليت م شهرها (‪ ،)67‬وخالفا للدائنني العاديني‪ .‬حيث تشعر من طرف السنديك وإن اقتضى احلال يف‬
‫موطنها املنتار بضرورة التصريح بديوهنا (‪ .)68‬وقد أكد على ذلك االجتهاد القضائي أيضا يف قرار حملكمة‬
‫االستئناف التجارية مبراكش (‪ .)69‬فجميع الدائنني الناشئة ديوهنم قبل افتتاح مسطرة التسوية خيضعون إلجراء‬
‫التصريح ابلديون‪ ،‬سواء كانت ديوهنم مدنية أو جتارية وسواءا كانت ديوهنم هاتب عادية أو حتظى ابمتياز أو رهن‬
‫(‪ .)70‬وبناءا عليب‪ ،‬فباستثناء األجراء أي الدائنني اللذين نشأت ديوهنم عن عالقة شغلت ربطهم برئيس املقاولة‬
‫اخلاضعة ملسطرة معاجلة صعوابت املقاولة (‪ ،)71‬والذين توخي املشرع من استغنائهم محايتهم لكوهنم غالبا ما‬
‫يعتربون الطرف الضعيف يف العالقة التعاقدية املبنية على الشغل‪ .‬فمدونة التجارة ألزمت مجيع الدائنني الناشئة‬
‫ديوهنم قبل افتتاح املسطرة ابلتصريح هبا (‪ ،)72‬وال ميكن اعتبار أن االلتزام امللقى علي عاتق املدين ابلتصريح بدائنيب‬
‫(‪)73‬‬
‫مبثابة إعفاء للمؤسسة االئتمانية من التصريح بدينها‬ ‫بناءا على مقتضيات املادة ‪ 624‬من مدونة التجارة‬
‫(‪.)74‬‬
‫فالتصريح ميكن السنديك من إعداد خمطط تسوية املقاولة اخلاضعة ملسطرة املعاجلة‪ ،‬حيث يقوم بتحديد‬
‫خصوم شركة صاحب الصفقة املدين الراهن إما بناءا علي الديون اليت يتم التصريح هبا لب أو بناءا علي قائمة هذه‬

‫(‪ )67‬رهن الصفقات العمومية يدخل يف نطاق الضماانت العينية لكونب أحريد أشريكال الريرهن احليريازي املرينظم مرين طريرف القريانون اجلديريد ‪ 01-000‬حريول‬
‫رهن الصفقات العمومية ومواد قانون االلتزامات والعقود (املواد ‪ 0029‬إىل ‪ )0012‬واملواد مدونة التجارة (‪ 111‬إىل ‪.)179‬‬
‫(‪ )68‬حممد لفروجي "صعوابت املقاولة واملساطر القضائية الكفيلة مبعاجلتها"‪، ،‬م‪ .‬س‪ ،‬ص‪174‬؛ وتتمثل هذه الفئة يف الدائنني احلاصريلني علريى ضريماانت‬
‫أو عقد ائتمان إجياري م شهرمها وذلك ما ميكن فهمب من املادة ‪ 626‬من مدونة التجارة‪.‬‬
‫(‪ )69‬قرار حمكمة االستئناف التجارية مبراكش عدد ‪ 166‬صادر بتاريخ ‪ .0220/02/07‬امللف رقم ‪ ،0222/764‬بني املستأنف شركة كولف مواد‬
‫البناء يف شنص ممثلها القانوين واملستأنف عليب الشركة العامة املغربية لألبناك‪ .‬حيث اعتمد على احليثيات التالية" حيث جاء يف أحد قرارتب‪:‬‬
‫«حيث إن الدائنني احلاملني لضماانت يشعرون شنصيا ابلتصريح بديوهنم طبقا للفصل ‪ 626‬من مدونة التجارة وال يواجهون ابلسقوط إذا مل‬
‫يشعروا بذلك طبقا للفصل ‪ 642‬من نفس القانون ويف النازلة فالشركة العامة املغربية لألبناك حتمل ضماانت رهنية على عقارات املستأنفة وعلى‬
‫األصل التجاري اململوك اها ولذلك فإن التصريح ابلنسبة اها يكون شهرين من اتريخ إشعارها ال من اتريخ النشر ابجلريدة ما مل مير أجل السنة‬
‫املنصوص عليب يف الفقرة الثالثة من الفصل ‪ 642‬وابلنظر إىل أن اتريخ إشعار املستأنف عليها هو ‪ 0222/02/09‬واتريخ التصريح ابلدين هو‬
‫‪ 0222/00/20‬واتريخ نشر احلكم هو ‪ 0222/24/02‬لذلك فإن التصريح ابلدين جاء داخل األجل خالفا ملا تتمسك بب املستأنفة‬
‫والسنديك»‪.‬‬
‫منشور يف املوقع اإللكتوين للمحكمة ‪http://www.cacmarrakech.ma/consul_fond 1.asp‬‬
‫(‪ )70‬أمحد شكري السباعي‪...‬ج‪ ،1 .‬م‪ .‬س‪ ،‬ص ‪.044‬‬
‫(‪ )71‬حممد لفروجي "صعوابت املقاولة واملساطر القضائية الكفيلة مبعاجلتها"‪، ،‬م‪ .‬س‪ ،‬ص ‪.172‬‬
‫(‪ )72‬كما تنص على ذلك املادة ‪ 626‬من مدونة التجارة‪.‬‬
‫(‪ )73‬كما تنص على ذلك املادة ‪ 624‬من مدونة التجارة‪.‬‬
‫(‪ )74‬حممد لفروجي أيضا‪ ،‬م‪ .‬س‪ ،‬ص ‪.162‬‬

‫ملفات األحباث يف االقتصاد والتسيري العدد الرابع اجلزء الثاين‪ :‬شتنرب ‪2015‬‬
‫"مآل رهن الصفقة العمومية يف مرحلة الوقاية اخلارجية من مساطر صعوابت املقاولة"‬ ‫‪999‬‬

‫الديون اليت قد يتسلمها من صاحب الصفقة املدين كما أشارت إىل ذلك مدونة التجارة‪ .‬فالتصريح ابلديون‬
‫يستهدف أساسا عملية حتديد خصوم صاحب الصفقة املدين الراهن لتسهيل مرحلة حتقيق الديون‪ .‬وبذلك يعترب‬
‫التصريح ابلدين يف مسطرة معاجلة صعوبة املقاولة اخلطوة األوىل اليت تعلن بواسطتها املؤسسة االئتمانية عن‬
‫وجودها وعن مركزها القانوين‪ ،‬حيث تقوم وفق مسطرة خاصة‪ ،‬ابلتبليغ عن مبلغ دينها وعن طبيعتب وكذا ملحقاتب‬
‫إن وجدت‪ ،‬وذلك خالل آجال حمددة ال ينبغي جتاوزها وإال سقط الدين‪ ،‬ما مل يقم برفع دعوى السقوط إذا‬
‫توافرت شروطها‪.‬‬
‫وجتدر اإلشارة أن نقطة بداية سرتان أجل التصريح ابلديون للدائنني احلاملني الضماانت من قبيل الرهن‬
‫علي الصفقات العمومية يشكل يف حد ذاتب إشكاال‪ ،‬وذلك من أجل معرفة نقطة سرتان التصريح هل جيب‬
‫اعتماد اتريخ صدور احلكم أو اتريخ التوصل ابإلشعار املوجب إليهم من السنديك (‪ .)75‬كما أن ما جتب اإلشارة‬
‫إليب هو عدم حتديد املشرع املغريب لشكل التصريح وهو ما قد يعين ترك احلرية للدائن يف التصريح ابلطريقة اليت‬
‫يراها مناسبة‪ ،‬إال أن مصلحة الدائن تقتضي أن يتنذ التصريح شكال كتابيا‪ .‬ويستفاد ذلك من البياانت اليت‬
‫تطلب املشرع إدراجها واليت ال ميكن إيرادها إال إذا كان التصريح مكتواب‪ .‬ولقد حدد االجتهاد القضائي الفرنسي‬
‫الطبيعة القانونية للتصريح ابلديون قبل صدور قانون ‪ 07‬يناير ‪ 0427‬معتربا يف أتويلب أن هذا التصريح يعد مبثابة‬
‫طلب قضائي يوجب عن طريق السنديك إىل القاضي املنتدب يروم أداء الدين املصرح بب أتويل مل يفتقد أتييد الفقب‬
‫خاصة ديلبيك وجرمان (بعد ربريورويلو) اللذين يدعوان جهر أو صراحة إىل التمسك هبذا التأويل على أن يكون‬
‫من أالره قطع التقادم(‪ .)76‬فاالجتهاد القضائي الفرنسي يرى أن التصريح ابلدين يوجب إىل السنديك قبل انقضاء‬
‫األجل القانوين‪ ،‬كما أن التاريخ املعترب قانوان هو اتريخ اإلرسال ال اتريخ الوصول (‪ .)77‬نفس التأويل تبناه‬
‫االجتهاد القضائي املغريب من خالل ما يفهم يف إطار تطرقب إىل ما خيص انطالق أجل التصريح ابلديون عامة من‬
‫طرف الدائنني من بينهم املؤسسة االئتمانية‪ ،‬حيث اعترب أبن العربة يف انطالق أجل التصريح ابلديون هي لتاريخ‬
‫التأشرية عليب بصندوق احملكمة وليس بتاريخ توصل السنديك بب اعتبارا علي أن التصريح ابلدين ال خيرج عن نطاق‬
‫كونب طلبا قضائيا (‪.)78‬‬

‫(‪ )75‬حممد لفروجي صعوابت املقاولة واملساطر القضائية الكفيلة مبعاجلتها"‪، ،‬م‪ .‬س‪ ،‬ص ‪.174‬‬
‫(‪ )76‬أمحد شكري السباعي‪....‬ج‪ ،1 .‬م‪ .‬س‪ ،.‬ص ‪.022‬‬
‫(‪ )77‬قرار حمكمة النق الفرنسية الصادر بتاريخ ‪ 02‬يناير ‪ ،0441‬أورده عمر أزوكار "التصريح ابلديون على ضوء مائة قرار حملكمة الرينق الفرنسريية"‪،‬‬
‫جريدة األحداث املغربية‪ ،‬الصادرة بتاريخ ‪ 07‬شتنرب ‪ .0222‬ص‪.2‬‬
‫(‪ )78‬قرار استئنافية التجارية ملراكش عدد ‪ 621‬بتاريخ ‪ 29-26-0222‬ملف عدد ‪ ،0624-0221‬منشريور يف املوقريع االلكريتوين للمحكمرية الريذي‬
‫ينص على أن على الدائنني الذين يعود دينهم إىل ما قبل حكم فتح املسطرة أن يوجهريوا تصريرحيهم بريديوهنم إىل السرينديك ولرييس هنرياك مريا مينريع مرين أن‬
‫منري أقضاض‬ ‫‪999‬‬

‫وبعد التصريح ابلديون من طرف املؤسسة االئتمانية فهي ختضع أيضا بعده إىل مسطرة حتقيق الديون اليت‬
‫متكن من استبعاد مجيع الديون اليت قدمت علي سبيل االحتياط‪ ،‬خرقا للقواعد اخلاصة بنظام التصريح‪ ،‬أو خارج‬
‫اآلجال القانونية‪ ،‬وابلتايل وضع قائمة ابلديون املقبولة وقائمة للديون املرفوضة‪ .‬مما يقوي من حظوظ املؤسسة‬
‫االئتمانية يف حالة وجود ضماانت تفوق ضماانهتا‪ ،‬خاصة إذا اتضح أن منتوج األصول ستستهلكب ابلكامل‬
‫املصاريف القضائية واملثقلة ابمتياز‪ ،‬ما مل يتعلق األمر بشنص معنوي‪ ،‬حيث يتم يف هذه احلالة حتميل املسريين‬
‫القانونيني أو الفعليني مأجورين كانوا أم ال‪ ،‬كال أو بعضا من ديون املقاولة املدينة الراهنة طبقا للمادة ‪ 129‬من‬
‫مدونة التجارة‪.‬‬
‫ونظرا ألمهية عملية حتقيق الديون واآلاثر املرتبة عنها ‪-‬سواء ابلنسبة للمقاولة أو ابلنسبة للدائنني‪ -‬فقد عمل‬
‫املشرع املغريب علي إشراك جمموعة من األطراف فيها‪ ،‬حيث أوكل هذه املهمة يف مرحلة أوىل للسنديك ابعتباره‬
‫الشنص املؤهل إلعداد تقرير حول التوازن املايل واالقتصادي واالجتماعي‪ ،‬وذلك مبساعدة املراقبني ابعتبارهم‬
‫ممثلني عن الدائنني الذين ميكن أن تكون بينهم املؤسسة االئتمانية الدائنة املرهتنة‪ ،‬كل هذا يتم حتت مراقبة القاضي‬
‫املنتدب الذي تبقى لب وحده صالحية اختاذ القرار يف مرحلة اثنية على أن يبقى للدائن املرهتن أي املؤسسة‬
‫االئتمانية حق الطعن فيب حسب ما تنص عليب املادة ‪ 641‬من م‪.‬ت (‪.)79‬‬
‫خامتة‪:‬‬
‫إن اضطرار املؤسسة االئتمانية الدائنة املرهتنة النتظار القرار الذي ستتنذه احملكمة والذي سيحدد مصري‬
‫املقاولة وابلتايل مصري ديوهنا املبين أساسا على التقرير الذي يقوم بب السنديك حول التوازن املايل واالقتصادي‬
‫واالجتماعي للمقاولة حتت إشراف القاضي املنتدب خالل مدة أربعة أشهر قابلة للتجديد مرة واحدة‪ ،‬واليت على‬
‫ضوئب حتدد احملكمة التجارية املصري املالئم لوضعية املقاولة‪ ،‬الذي قد يكون هو التسوية القضائية الذي قد أيخذ‬
‫شكل خمطط لالستمرارية أو حمفظ للتفويت إما كليا أو جزئيا ألحد األغيار‪ ،‬وإما وضعها يف حالة التصفية‬

‫يريريتم توجيريريب التصريريح ابلريريدين عريريرب كتابريرية الضريبط الريرييت تبقريريى يف األحريوال هريي حمريريل املنريريابرة للريريدائن واملقاولريرية والسريرينديك وكافريرية أجهريريزة املسريريطرة الريرييت تكمريريل‬
‫بعضها البع ‪ ،‬هذا من جهة ومن جهة أخرى فإن التصريح ابلدين ال خيرج عن نطاق كونب طلبا قضائيا يبقي لتاريخ التأشري عليب بصندوق احملكمرية‬
‫األالريرير القريريانوين يف احتسريرياب اآلجريريال منهريا أجريريل التصريريح ابلريريدين ومريريادام أن املسريريتأنفة قامريريت ابلتصريريح ابلريريدين بتريرياريخ ‪ 0227/24/01‬وصريل عريريدد‬
‫‪ 16109‬حسب أتشرية الصريندوق املوضريوعة علريى بيريان تصريريح بريدين وقامريت بتوجيريب هريذا التصريريح برينفس اليريوم إىل السرينديك علريى عنوانريب بريورززات‬
‫حسب ورقة اإلرسال عن بريد أمانة الذي اقتح قبول الدين يف حدود املبلغ املصرح بب كما هو اثبت ابقتاحات السرينديك ابلتصريريح ومريادام أن نشرير‬
‫احلكم بفتح املسطرة كان بتاريخ ‪ 0227/22/21‬فإن التصريريح ابلريدين يكريون داخريل األجريل القريانوين خالفريا ملريا جرياء يف األمرير املسريتأنف وأنريب يتعريني‬
‫حتقيق دين املستأنفة وهو األمر الذي يتطلب إرجاع امللف إىل القاضي املنتدب للبت فيب طبقا للقانون بعد إلغاء األمر املستأنف‪.‬‬
‫(‪ )79‬كما تنص على ذلك املادة ‪ 641‬من مدونة التجارة‪.‬‬

‫ملفات األحباث يف االقتصاد والتسيري العدد الرابع اجلزء الثاين‪ :‬شتنرب ‪2015‬‬
‫"مآل رهن الصفقة العمومية يف مرحلة الوقاية اخلارجية من مساطر صعوابت املقاولة"‬ ‫‪999‬‬

‫القضائية إذا كان وضعها خمتال بشكل ال رجعة فيب‪ .‬فإن اتريخ إنشاء رهن الصفقة العمومية يلعب دورا مهما يف‬
‫حتديد مدى قوة هذا الدين يف مساطر معاجلة صعوابت املقاولة‪ .‬حيث أن اعتبار رهن الصفقة العمومية دينا قائما‬
‫قبل صدور حكم التسوية القضائية‪ ،‬أي أنب خضع إلزاما إيل مبدأ إنقاذ املقاولة صاحبة الصفقة املدينة الراهنة‬
‫لصفقة العمومية‪ .‬وابلتايل خيضع جملموعة من القيود كما سبق وأن متت وضحيب‪ .‬فان األمر خيتلف بقبول املؤسسة‬
‫االئتمانية ابملشاركة يف انقاد املقاولة اليت تعرف صعوابت أدت هبا إىل سلوك مسطرة معاجلة صعوابت املقاولة‬
‫بقبواها بتمويل املقاولة مقابل رهن الصفقة من طرف مقاولة يف وضعية صعبة قد تكون حصلت عليها بعد اإلذن‬
‫املنصوص عليب يف املرسوم اجلديد للصفقات العمومية احملكوم بضرورة استمرارية املقاولة‪ .‬حىت ولو مل يكن هذا‬
‫القبول ابلتمويل مقابل ضمانة الرهن املبين على الصفقة العمومية جماان ودون احلصول علي ضماانت بتحقيق أداء‬
‫الدين من طرف صاحب الصفقة الراهن‪ .‬حيث يتم ختصيصها ابمتياز بسبب دينها الذي نشأ بعد احلكم ابلتسوية‬
‫القضائية من أجل تشجيعها علي املسامهة يف إنقاذ املقاولة املدينة الراهنة املتعثرة وهذا ما سوف حناول أن نبينب يف‬
‫مقال آخر‪.‬‬
‫املراجع‪:‬‬
‫النصوص القانونية‪:‬‬
‫‪ -‬ظهري ‪ 0492/2/02‬املتعلق برهن الصفقة العمومية‪ ،‬منشور ابجلريدة الرمسية بتاريخ ‪،0492/24/01‬‬
‫ص ‪ 0264‬الذي م تعديلب بظهري ‪ ،0460/02/04‬منشور ابجلريدة الرمسية عدد ‪ ،0400‬بتاريخ‬
‫‪ ،0460/00/4‬ص ‪ 0716‬كما م نسنب من طرف القانون اجلديد ‪ 01-000‬حول رهن‬
‫الصفقات العمومية كما صادق عليب الربملان بغرفتيب والذي سيدخل حيز التنفيذ ‪ 1‬أشهر بعد نشره يف‬
‫اجلريدة الرمسية كما توضحب املادة ‪ 07‬منب‪.‬‬
‫‪ -‬القانون اجلديد ‪ 01-000‬الذي سينسخ ظهري ‪ 02‬غشت ‪ 0492‬حول رهن الصفقات العمومية كما‬
‫صادق عليب الربملان بغرفتيب والذي سيدخل حيز التنفيذ ‪ 1‬أشهر بعد نشره يف اجلريدة الرمسية كما توضحب‬
‫املادة ‪ 07‬منب‪.‬‬
‫‪ -‬املرسوم اجلديد للصفقات العمومية رقم ‪ 0-00-194‬بتاريخ ‪ 02‬مارس ‪ 0201‬ج‪ .‬ر عدد ‪6092‬‬
‫بتاريخ ‪ 9‬أبريل ‪.0201‬‬
‫‪ -‬مدونة التجارة‬
‫‪ -‬ظهري العقود وااللتزامات‬
‫منري أقضاض‬ ‫‪999‬‬

‫االجتهادات القضائية‬
‫‪ -‬قرار حمكمة االستئناف التجارية بفاس رقم '‪ '0272‬الصادر بتاريخ ‪ 0220/02/22‬ملف عدد‬
‫‪.20/0217‬‬
‫‪ -‬قرار حمكمة االستئناف التجارية مبراكش رقم ‪ 72‬بتاريخ ‪ 0224-20-01‬ملف عدد ‪- 0222‬‬
‫‪ 917‬منشور يف املوقع اإللكتوين للمحكمة‪.‬‬
‫‪ -‬قرار حمكمة االستئناف التجارية مبراكش عدد ‪ 012‬يف ملف عدد ‪ 261-0222‬بتاريخ ‪-20-04‬‬
‫‪.0224‬‬
‫‪ -‬قرار حمكمة االستئناف التجارية مبراكش عدد ‪ 179‬بتاريخ ‪ ،0221-29-07‬ملف عدد ‪-090‬‬
‫للمحكمة‬ ‫االلكتوين‬ ‫موقع‬ ‫يف‬ ‫منشور‬ ‫‪" 0220‬‬
‫‪http://www.cacmarrakech.ma/Jurispr 1.asp/id=11‬‬
‫‪ -‬قرار حمكمة االستئناف التجارية بفاس رقم ‪4‬تس الصادر بتاريخ ‪ 22-7-0220‬يف ملف عدد ‪-21‬‬
‫‪ 20‬منشور يف املوقع اإللكتوين للمحكمة‪.‬‬
‫‪ -‬قرار حمكمة االستئناف التجارية مبراكش عدد ‪ 621‬بتاريخ ‪ 29-26-0222‬ملف عدد ‪-0221‬‬
‫‪ 0624‬منشور يف املوقع اإللكتوين للمحكمة‪.‬‬
‫الكتب الفقهية‬
‫‪ -‬عبد العايل مسري الصفقات العمومية والتنمية"‪ ،‬مطبعة املعارف اجلديدة ‪ -‬الرابط‪ ،‬الطبعة األوىل ‪.0202‬‬
‫‪ -‬أمحد شكري السباعي الوسيط يف مساطر الوقاية من الصعوابت اليت تعتض املقاولة ومساطر معاجلتها‬
‫دراسة معمقة يف قانون التجارة املغريب اجلديد والقانون املقارن"‪:‬‬
‫‪ ‬اجلزء األول يف النظرية العامة واألهداف ومساطر الوقاية من الصعوابت‪ ،‬مطبعة املعارف اجلديدة الرابط‬
‫الطبعة الثانية ‪.0222‬‬
‫‪ ‬اجلزء الثاين يف مساطر املعاجلة حكهم فتح مسطرة املعاجلة والتسوية القضائية مطبعة املعارف اجلديدة‬
‫الرابط الطبعة األوىل ‪.0222‬‬
‫‪ ‬اجلزء الثالث يف التصفية القضائية والقواعد املشتكة بني مسطريت التسوية القضائية والتصفية القضائية‪ ،‬دار‬
‫نشر املعرفة‪ ،‬الطبعة األوىل ‪.0222‬‬

‫ملفات األحباث يف االقتصاد والتسيري العدد الرابع اجلزء الثاين‪ :‬شتنرب ‪2015‬‬
‫"مآل رهن الصفقة العمومية يف مرحلة الوقاية اخلارجية من مساطر صعوابت املقاولة"‬ ‫‪999‬‬

‫‪ -‬يوسف أفريل "الرهن الرمسي العقاري ضمانة بنكية للدائن املرهتن"‪ ،‬مطبعة النجاح اجلديدة‪ ،‬الدار البيضاء‪،‬‬
‫الطبعة األوىل ‪.0200‬‬
‫‪ -‬حياة حجي "نظام الضماانت وقانون صعوابت املقاولة‪ ،‬دراسة مقارنة"‪ ،‬دار السالم للطباعة والنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬الرابط‪ ،‬الطبعة األوىل ‪.0200‬‬
‫‪ -‬عبد احلق بوكبيش "استمرار نشاط املقاولة اخلاضعة للتسوية القضائية" مكتبة دار السالم للطباعة والنشر‬
‫والتوزيع الطبعة األوىل ‪.0221‬‬
‫‪ -‬إدريس بن شقرون رئيس احملكمة التجارية بوجدة سابقا "القاضي وصعوابت املقاولة"‪ ،‬جملة القصر‪ ،‬العدد‬
‫الرابع يناير ‪.0221‬‬
‫‪ -‬احممد لفروجي "صعوابت املقاولة واملساطر القضائية الكفيلة مبعاجلتها"‪ ،‬مطبعة النجاح اجلديدة‪ ،‬الدار‬
‫البيضاء‪ ،‬الطبعة األوىل فرباير ‪.0222‬‬
‫‪ -‬احممد لفروجي "العقود البنكية بني مدونة التجارة والقانون البنكي‪ ،‬دراسة حتليلية نقدية يف ضوء القانون‬
‫املغريب والقانون املقارن واالجتهاد القضائي ونشرات غرفة التجارة الدولية"‪ ،‬مطبعة النجاح اجلديدة –‬
‫الدار البيضاء‪ ،‬الطبعة الثانية ‪-‬يناير ‪.0220‬‬
‫‪ -‬مأمون الكزبري "التحفيظ العقاري واحلقوق العينية األصلية والتبعية يف ضوء التشريع املغريب"‪ ،‬شركة ااهالل‬
‫العربية لطباعة والنشر‪ ،‬اجلزء الثاين‪ ،‬الطبعة الثانية ‪.0421‬‬

‫)‪Powered by TCPDF (www.tcpdf.org‬‬

You might also like