Professional Documents
Culture Documents
علاقات الشغل الفردية
علاقات الشغل الفردية
2
والمالحظ أن المشرع قصر مفهوم األجير على الشخص الطبيعي دون الشخص المعنوي
رغبة منه في الحفاظ على مزايا القانون االجتماعي لهذا األخير دون الشخص المعنوي غير
المحدد.
*المشغل :أو المؤاجر أو المستخدم هو كل شخص ذاتي أو اعتباري يشغل عامال أو عماال
مقابل أجر .ويخضعهم لسلطته وإشرافه ،وهو أما أن يكون شخصا طبيعيا أو اعتباريا عاما
(كالدولة والبلديات والجماعات المحلية) أو خاصا كالشركة والجمعية وال تأثير لتغييره على
استمرار عقد الشغل بل يظل العقد ساريا مع المشغل الجديد.
3
ونقيض هذه الخاصية العقد الملزم لجانب واحد أو العقد الذي ال ينشئ إال التزامات في
جانب واحد وهكذا يكون أحد الطرفين دائنا ال مدنيا والطرف اآلخر مدينا ال دائنا (عقد
الصدقة).
- 4عقد معاوضة.
يعرف الفقيه بوتيه عقد المعارضة بأنه " ذلك العقد الذي تكون فيه فائدة ومنفعة
متبادلة لكل من الطرفين".
وفي نظرنا يمكن أن يعرف عقد المعاوضة بأنه العقد الذي يأخذ فيه كل من المتعاقدين
مقابال لما أعطاه .وهو نقيض عقد التبرع الذي ال يأخذ فيه المتعاقد مقابال لما أعطاه وال يعطي
المتعاقد اآلخر مقابال لما أخذه.
- 5عقد زمني .
العقد الزمني أو عقد المدة هو الذي يكون عنصر الزمن جوهريا فيه بحيث يكون هو
المقياس الذي يحدد به محل العقد.
ففي عقد الشغل مثال فإن األداء الرئيسي فيه هو قيام األجير بالعمل لحساب المشغل
ويتم تحديد مقدار الخدمات التي يؤديها األجير بالزمن (الساعة -اليوم -األسبوع -الشهر )...
فالزمن إذن عنصر جوهري في العقد.
ونقيض العقد الزمني هو العقد الفوري والذي ال يكون الزمن عنصرا جوهريا أي بمعنى
أدق أن تنفيذ االلتزامات الناتجة عنه ال تحتاج إلى الزمن بحسب األصل (كعقد البيع مثال).
- 6عقد يقوم على االعتبار الشخصي.
ويستفاد ذلك ضمنيا من مقتضيات الفصل 374من ق.ل.ع الذي ينص على أنه "ال يجوز
ألجير الخدمة أو العمل أن يعهد بتنفيذ مهمته إلى شخص آخر إذا ظهر من طبيعة الخدمة أو
العمل أو من اتفاق الطرفين أن للمشغل مصلحة في أن يؤدي األجير بنفسه التزامه".
وهذا الطابع الشخصي ليس من النظام العام بل يمكن االتفاق على مخالفته بين األجير
والمشغل كان ينيب األجير ابنه للقيام بالعمل نيابة عنه متى وافق المشغل على ذلك أما إذا لم
يوافق فإن األجير يظل ملتزما بأداء العمل بنفسه.
ومن آثار الطابع الشخصي اللتزام األجير أن عقد العمل ينتهي بوفاة األجير وال يحق
للمشغل إلزام ورثته بالحلول محله ألداء ما التزم به أصلهم.
4
عقد اإلذعان هو الذي ينعقد دون مساومة وال مناقشة بين الطرفين بل يقوم أحد طرفيه
بإمالء شروطه ويقبلها الطرف اآلخر دون أن يكون له حق مناقشتها أو تعديلها (االحتكارات:
الماء-الكهرباء-النقل-الهاتف) .
وإذا كانت أغلب عقود العمل هي عقود قريبة من عقود اإلذعان فإن ثمة جانبا منها يخرج
عن هذا اإلطار كعقود عمل األطر العليا والتي غالبا ما تشارك في وضع بنود العقد ومناقشة
محتواه.
ويمكن أن نعتبر بأن البنود المنظمة لعقد الشغل والمضمنة في مدونة الشغل واالتفاقيات
الجماعية واألنظمة الداخلية نعتبر ذات طبيعة اذعانية بالنسبة لطرفي عقد الشغل (األجير +
والمشغل) معا.
رابعا :تمييز عقد الشغل الفردي عن غيره من العقود المشابهة.
لتجنب أي خلط أو التباس يمكننا تمييز عقد الشغل عن مجموعة من العقود المشابهة.
- 1تمييز عقد الشغل الفردي عن عقد المقاولة.
عرف المشرع المغربي عقد المقاولة في الفصل 327من ق.ل.ع بأنه عقد يلتزم
بمقتضاه أحد الطرفين بصنع شيء معين في مقابل أجر يلتزم الطرف اآلخر بدفعه له.
والمالحظ أن عقد الشغل وعقد المقاولة يشتركان في محل العقد إال وهو أداء العمل إال
أنهما يختلفان في أمور جوهرية أهمها :
-إن عقد الشغل يخضع أساسا لمقتضيات مدونة الشغل أما عقد المقاولة فيخضع لـ
ق.ل.ع.
-إن األجير يعتبر تابعا للمشغل وهذا األخير مسؤول عنه في إطار مسؤولية المتبوع عن
أعمال التابع على عكس المقاول أو الصانع الذي يعتبر مستقال وغير تابع للمشغل ويتحمل
مسؤولية شخصية عن أخطائه.
-ولتمييز عقد الشغل عن عقد المقاولة اعتمد الفقه عدة معايير منها ما وقع اإلجماع
عليه ومنها ما اعتبر نشازا وتم استبعاده.
المعايير المستبعدة
*معيار كيفية أداء األجر :حسب أصحاب هذا المعيار فإن عقد الشغل يؤدي فيه األجر
بحسب الزمن (الساعة ،اليوم) أما عقد المقاولة بحسب العمل المنجز .وهذا المعيار معيب
ألننا نجد عماال كثر تؤدى أجورهم بحسب العمل الذي أنجزوه (األجر بالقطعة )..تم انه من
غير المقبول أن تؤثر مسألة ثانوية ( كيفية أداء األجر) في تكييف عقد الشغل مما أدى بغالبية
الفقه إلى هجر هذا المعيار.
*معيار اختالف شخص المتعاقد اآلخر :فبحسب هذا االتجاه فإن األجير يؤدي عمله
لمصلحة شخص معين أما المقاول فهو يصدر إيجابا موجها للجمهور (كالناقل –أو المورد.)..
5
* المعيار الصحيح :عالقة التبعية وقد أخذ به جمهور الفقه فحيث تتوافر عالقة
التبعية والخضوع و اإلشراف والتوجيه نكون إزاء عقد العمل وحيث ال تتوافر هذه العالقة
ويكون المقاول حرا مستقال كان العقد عقد مقاولة و القضاء المغربي أخذ بمعيار التبعية للتمييز
بين العقدين.
- 2تمييز عقد الشغل عن عقد الشركة.
عرف المشرع في الفصل 102من ق ل ع عقد الشركة :بأنها عقد بمقتضاه يضع
شخصان أو أكثر أموالهم أو عملهم أو هما معا لتكون مشتركة بينهم بقصد تقسيم الربــح الذي
قد ينشأ عنها".
وسبب الخلط الذي يقع هو أن الشريك قد ال يشارك إال بعمله كما أن األجير قد تكون
أجرته عبارة عن نسبة مئوية من األرباح ،إال أن التمييز مع ذلك يظل قائما ألن الشريك يتحمل
المسؤولية عن ديون الشركة كما يحظى باألرباح في حين أن األجير ال يتحمل أية مسؤولية عن
الخسارة وال يسأل عن ديون الشركة.
و المعيار الدقيق للتمييز بين العقدين هو معيار التبعية القانونية أي سلطة اإلشراف
والتوجيه وإصدار األوامر والتي تكون متوفرة في عقد العمل دون عقد الشركة.
- 3تمييز عقد الشغل عن عقد الوكالة.
عقد الوكالة بحسب الفصل 031من ق ل ع هو "عقد بمقتضاه يكلف شخص شخصا
آخر بإجراء عمل مشروع لحسابه" فعقد الشغل والوكالة معا لهما محل مشترك هو إجراء عمل
لحساب الغير" إال أنهما يختلفان جوهريا في عدة مسائل :منها.
إن عقد العمل يخضع لمدونة الشغل في حين يخضع عقد الوكالة لمقتضيات ق.ل.ع
ولبعض القوانين الخاصة ( قانون المحاماة إذا كان الوكيل محاميا).
إن الوكالة تكون بدون أجر في الغالب أما عقد الشغل فال يتصور قيامه بدون األجر.
إن إنهاء عقد الوكالة يكون بإرادة منفردة للموكل أما إنهاء عقد الشغل فيقتضي سلوك
مسطرة خاصة حماية لحقوق األجراء.
إن معيار التمييز بين عقد الوكالة وعقد الشغل هو معيار التبعية القانونية بما يمنحه من
سلطة اإلشراف والتوجيه للمشغل على األجراء.
- 4تمييز عقد الشغل عن عقد اإليجار.
غالبا ما يثور الخلط بين عقد الشغل و عقد اإليجار وذلك في الحاالت اآلتية :
أ-سائقو سيارات األجرة غير المالكين لها هل يعتبرون إجراء عند مالكيها أو مكترين
لها؟! في البداية اعتبر الفقه والقضاء سائق سيارة األجرة مكتريا و بالتالي ال تربطه بمالك
السيارة أية عالقة عمل ،مما أدى إلى حرمان هذه الفئة من مزايا القانون االجتماعي ،أما في
6
المغرب فإن المشرع أخضع سائقي سيارات األجرة غير المالكين لها لمقتضيات قانون 20-22
بشأن حوادث الشغل.
والمعيار السليم لتمييز العقدين هو وجود عالقة التبعية وحده وليس الخضوع لظهير
حوادث الشغل.
ب-بوابو العمارات.
هل العقد الذي يبرم بين بوابي العمارات ومالكيها والذي يخوله حق السكن تابع لعقد
العمل أم أنه عقد كراء مستقل يخضع لظهير الكراء ؟ .فإذا كان عقدا تابعا لعقد العمل فهو
ينقضي بمجرد إنهاء عقد العمل أما إذا كان عقد كراء فإن البواب يصير متمتعا بالحماية القانونية
التي يوفرها تشري ــع الكراء.
ظهير حوادث الشغل يخضع لنطاقه بوابي العمارات وكذا ظهير 2132المتعلق بالضمان
االجتماعي يخضع البواب كذلك ألحكامه.
وجاء ظهير 0أكتوبر 2133المتعلق بتعهد البنايات وتخصيص مساكن للبوابين بها حيث
نص صراحة على أن البواب هو أجير يخضع في عالقته بمالك العمارة (أو مالكها في نظام
الملكية المشتركة) لمقتضيات مدونة الشغل.
بقي أن نشير إلى أن السكن هو امتياز عيني يمنح للبواب وينتهي عادة بانتهاء عقد الشغل
ما لم يكن البواب قد أبرم عقد كراء مستقل عن عقد العمل.
7
- 6تمييز عقد الشغل الفردي عن عقد البيع .
عندما كان النظر إلى العمل على أساس أنه سلعة كان ثمة خلط بين عقد الشغل الذي
يتضمن تقديم هذا العمل (السلعة) مقابل (األجر) وبين عقد البيع الذي يتضمن نقل ملكية
الشيء المبيع إلى الغير .إال أن الفقه الحديث هجر اعتبار العمل سلعة كما أن التشريعات
المقارنة أصبحت تنص صراحة على أن العمل ال يعتبر بحال من األحوال سلعة مما أصبح معه
الخلط غير وارد .جاء في ديباجة مدونة الشغل "بأن العمل ليس بضاعة واألجير ليس أداة من
أدوات اإلنتاج".
أوال :أنواع عقد الشغل الفردي وأهم عناصره.
يمكن أن يتخذ عقد الشغل أنواعا متعددة منها :
-1عقد التدريب المهني.
هو العقد الذي يتعاقد بمقتضاه الشخص مع مشغل قصد تعلم مهنة أو صناعة معينة.
وقد يحصل المتدرب على أجر أو يشتغل بدونه وفي بعض الحاالت قد يؤدي هو مقابال
لتدريبه.
وقد اختلف الفقه بصدد تكييف طبيعة العالقة التي تربط المتدرب بمدربه وما إذا كانت
عالقة شغل أم ال؟ والراجح عندهم أنها عالقة تعلم للحرفة أو الصنعة وليست عالقة شغل وإن
كانت القوانين المنظمة للتكوين المهني تنص على استفادة المتدربين من مجموعة من
االمتيازات التي يخولها تشري ــع الشغل .وإجماال فإن عقد التدريب المهني يرتب أثارا على طرفيه:
-فالمتدرب يخضع ألوامر وتعليمات مدربة ويلتزم بحضور الدروس النظرية والتطبيقية.
-أداء العمل الذي يطلب منه بإخالص ومسؤولية.
-كما يلتزم بالحفاظ على أسرار الشغل التي اطلع عليها عند مدربه.
-أما المدرب فيتحمل مسؤولية األضرار التي يلحقها المتدرب بالغير.
-تدريب المتدرب وتلقينه أصول الحرفة والصنعة.
-بعد انتهاء التدريب (سنتين) ال بد للمدرب إن أراد االستمرار في تشغيل
المتدرب من منحه على األقل الحد األدنى لألجر.
-2عقد الشغل تحت التجربة واالختبار.
أجاز المشرع المغربي كغيره من التشريعات المقارنة لطرفي عقد الشغل قبل إبرام العقد
النهائي المرور بفترة تجربة أو اختبار يتم خاللها التعرف على بعضهما .وخالل فترة التجربة أو
االختبار يمكن ألي من الطرفين إنهاء عقد الشغل بإرادته دون إعالم وال تعويض.
غير أنه إذا قضى األجير أسبوعا في الشغل على األقل فال يمكن إنهاء فترة االختبار إال بعد
منحه أحد أجلي األخطار التاليين ما لم يرتكب خطأ جسيما :
8
-يومين قبل اإلنهاء إذا كان ممن يتقاضون أجورهم باليوم أو األسبوع أو الخمسة عشر
يوما.
-ثمانية أيام قبل اإلنهاء إذا كان من فئة األجراء الذين يتقاضون أجورهم بالشهر.
-إ ذا فصل األجير من عمله بعد انتهاء فترة التجربة ودون أن يصدر عنه خطأ جسيم فله
حق االستفادة من أجل إخطار ال يمكن أن تقل مدته عن ثمانية أيام.
-هذا وتحدد فترة االختبار بالنسبة للعقود غير محددة المدة كما يلي ( :المادة 21 :من
م.ش).
-ثالثة أشهر بالنسبة لألطر العليا.
-شهر ونصف بالنسبة للمستخدمين
-خمسة عشر يوما بالنسبة للعمال
-ويمكن تجديد فترة االختبار مرة واحدة
-أما العقود المحددة المدة فتحدد فترة االختبار بها في :
+يوما واحدا عن كل أسبوع شغل على أن ال تتعدى أسبوعين بالنسبة للعقود المبرمة
لمدة
تقل عن ستة أشهر
+شهرا واحدا بالنسبة للعقود المبرمة لمدة تفوق ستة أشهر.
-ومدة االختبار ليست من النظام العام بمعنى أنه يمكن دائما االتفاق على اإلنقاص منها
(دون الزيادة فيها) بمقتضى اتفاقية جماعية أو نظام داخلي...
-وبانتهاء فترة التجربة إما أن يصير العقد نهائيا محدد المدة أو غير محدد المدة .وإما أن
يتم إنهاؤه لتعود األمور إلى بدايتها .مع اإلشارة إلى أن الحق في اإلنهاء كغيره من الحقوق يجب
أن يكون مبررا وغير متعسف فيه.
9
كما يمكن لطرفي العقد االتفاق على إنهائه قبل انتهاء مدته إال أنه ال يجوز ألي منها إنهاؤه
بإرادته المنفردة قبل حلول أجله تحت طائلة مسؤوليته العقدية (وأساس هذه المسؤولية هو
اإلخالل بشرط المدة المضمن بالعقد) المادة 77من مدونة الشغل.
-4عقد الشغل غير محدد المدة.
وهو العقد الذي ال يقترن بأجل معين أو بإنجاز عمل محدد أو هو العقد الذي أبرم لمدة
محددة ولكنه استمر في السريان بعد انتهائها فتحول إلى عقد عمل غير محدد المدة.
وعقد الشغل غير محدد المدة ينتهي بإرادة الطرفين أو باإلرادة المنفردة ألحدهما بشرط
توجيه إشعار للطرف اآلخر داخل أجل معقول يحدد قانونا لتمكينه من تدبير أموره وعدم
مفاجأته باإلنهاء كما يجب أن تكون ممارسة الحق في اإلنهاء غير متعسف فيها تحت طائلة
المسؤولية والتعويض.
ثانيا :أهم عناصر عقد الشغل الفردي.
تتلخص أهم عناصر عقد الشغل الفردي في ثالثة عناصر أساسية هي أداء العمل ،أداء
األجر و عالقة التبعية.
-1أداء العمل :عنصر أساسي من عناصر عقد الشغل والتزام يقع على عاتق األجير نؤجل
الكالم عنه إلى حينه.
-2أداء األجر :عنصر جوهري من عناصر عقد الشغل والتزام أساسي يقع على عاتق
المشغل نرجئ الحديث عنه إلى حينه.
-3عالقة التبعية :التبعية هي سلطة اإلشراف والتوجيه وإصدار األوامر من المشغل
تجاه أجرائه أو هي الرابطة القانونية الناشئة عن عقد الشغل التي تربط شخص األجير بأوامر
وتعليمات وأشراف المشغل وهي التي تخول لهذا األخير سلطة تأديبية ،وهي أساس التمييز بين
عقد الشغل وغيره من العقود المشابهة وهي إما تبعية قانونية أو اقتصادية (األجر) أو فنية أو
إدارية.
-ويمكن إثبات وجود التبعية بمختلف وسائل اإلثبات الممكنة ألنها مجرد واقعة مادية
يستقل قاضي الموضوع بتقديرها دون رقابة عليه في ذلك من طرف محكمة النقض.
والتبعي ة تكون أساسا في مكان العمل وفي حدود إنجاز العمل المتفق عليه وال تمتد إلى
خارج أماكن العمل .أو إلى الحياة الشخصية للعامل كما أن سلطة إصدار األوامر المخولة
للمشغل مقيدة بمراعاة القوانين والنظم أما عند مخالفتها فإن األجير يكون في حل من كل
خضوع لهذه األوامر.
أنواع التبعية.
-التبعية الفنية :وفي إطارها يخضع األجير لتوجيه وإشراف كامل أو شبه كامل للمشغل :
وهذا النوع من التبعية يقتضي اإللمام الكامل للمشغل بموضوع العمل (نجار –خياط).
10
-التبعية اإلدارية :ويكتفي فيها صاحب العمل بإدارة العمل وتنظيمه وتقسيم العمل بين
األجراء ويمكن أن يعمد إلى المراقبة بين الفنية واألخرى أو أن يكلف من يراقب األجراء نيابة
عنه.
-التبعية االقتصادية أو تبعية األجر :وهي ال تتضمن سلطة اإلشراف والتوجيه وإصدار
األوامر ولكنها تتضمن سلطة من نوع آخر وهي سلطة األجر خاصة بالنسبة للفئات التي تعتمد
على هذا العنصر اعتمادا كليا في معيشتها.
واعتماد م عيار التبعية االقتصادية يهدف أساسا إلى توسيع دائرة الفئات العمالية
المشمولة بمقتضيات مدونة الشغل (الفئات البسيطة) والتي تعتبر في أمس الحاجة للحماية.
أوال :األهلية.
هي صالحية الشخص ألن تثبت له حقوق أو عليه وألن يباشر بنفسه األعمال القانونية
والقضائية المتعلقة بهذه الحقوق أو هي صالحية الشخص لإللزام وااللتزام.
-1المالحظ أن المشرع المغرب ي استلزم الكتابة كوسيلة إثبات ال شرط انعقاد في بعض عقود الشغل الخاصة .كعقود الممثلين التجاريين والوكالء والوسطاء
في الصناعة (المواد )08-97وعقود المقاولة (المادة )08من مدونة الشغل وعقود األجراء األجانب (المواد من 618وما يليها).
11
وهي تختلف بحسب طرفي عقد الشغل فاألجير ال بد أن يكون شخصا ذاتيا طبيعيا أي
كائنا حيا في حين أن المشغل يستوي فيه أن يكون شخصا ذاتيا أو معنويا ( شركة )...ألن العقد
المبرم مع الشخص المعنوي يتعلق بذمته المالية المستقلة عن ذمة أعضائه.
واألهلية نوعان :أهلية الوجوب وأهلية األداء :
-وأهلية الوجوب هي صالحية الشخص (أجير أو مشغل) ألن تثبت له حقوق وتقرر عليه
التزامات .وهي (األهلية) تثبت لألجير كشخص ذاتي بمجرد والدته أما المشغل فتثبت له
بحسب ما إذا كان شخصا ذاتيا (بمجرد والدته) أو معنويا (بمجرد استكمال إجراءات تأسيسه).
-وأهلية األداء هي صالحية الشخص الستعمال الحق على نحو يعتد به قانونا والذي
يهمنا بالنسبة لعقد الشغل الفردي هي أهلية األداء باعتبارها صالحية الشخص لمباشرة
التصرفات والحقوق والتحمل بااللتزامات على نحو يعتد به قانونا .وهي تثبت لألجير الحدث
ببلوغه السن القانونية المسموح له فيها باالشتغال (سن خمسة عشر سنة كاملة المادة 217
من مدونة الشغل) إال أنه يجب التمييز هنا بين حالتين :
+حالة األجير الحدث الذي لم يبلغ سن خمسة عشر سنة كاملة :حيث يكون العقد
المبرم من طرفه باطال بقوة القانون ألن المادة 217من مدونة الشغل حدد ت سن خمسة
عشر سنة كسن أدنى للقبول في الشغل هذا المقتضى من النظام العام ال يمكن االتفاق على
اإلنقاص منه ألنه مقرر لمصلحة الحدث ولو بموافقة نائبه الشرعي (األب +األم +الوصي).
+حالة األجير الحدث الذي بلغ سن خمسة عشرة سنة كاملة ولم يبلغ سن ثماني عشرة
سنة حيث يمنع تشغيله ممثال أو مشخصا في العروض العمومية المقدمة من قبل المقاوالت
التي حددت الئحتها بنص تنظيمي ،دون إذن مكتوب يسلمه مسبقا العون المكلف بتفتيش
الشغل بخصوص كل حدث على حدة وذلك بعد استشارة ولي أمره كما يمنع تكليفه بأداء ألعاب
خطرة أو القيام بحركات بهلوانية أو إلتوائية أو أن يعهد إليه بأشغال تشكل خطرا على حياته أو
صحته أو أخالقه (المادة 213من مدونة الشغل).
-أما بالنسبة للمرأة المتزوجة فبالرجوع إلى الفصل 324من ق.ل.ع نجده ينص على أنه
ليس للمرأة المتزوجة أن تؤجر خدماتها للرضاعة أو لغيرها إال بإذن زوجها.
وللزوج الحق في فسخ اإلجارة التي تعقدها زوجته بغير إقراره.
وباستقراء هذا النص يمكننا إبداء المالحظات اآلتية :
-إن هذا المقتضى التشريعي يرجع إلى سنة 2127وهو مأخوذ عن التشري ــع الفرنسي
لسنة ( 2081مدونة نابليون).
-أنه يتضمن تقييدا لحرية المرأة المتزوجة في ولوج ميدان الشغل حيث يشترط موافقة
الزوج.
-أنه يتطلب إقرار الزوج لهذا الشغل تحت طائلة فسخه.
12
-إن حق الزوج في فسخ عقد شغل زوجته يمكن أن يقوم متى تم إبرام عقد الشغل بعد
الزواج إما إذا تزوج الشخص بامرأة أجيرة فال مجال لتطبيق مقتضيات هذا الفصل.
ثانيا :الرضا.
هو تحرك اإلرادة إلى شيء معين وتعلقها به ،واإلرادة عمل نفسي ينعقد به العزم على
شيء معين يظهر في عمل خارجي ملموس و في عقد الشغل الفردي يظهر الرضا في تبادل
طرفي العقد (األجير والمشغل) لإليجاب والقبول على شروط العقد وموضوعه إعماال لمبدأ
سلطان اإلرادة.
وإذا كان هذا هو األصل أو المبدأ العام الذي يحكم الرضا في عقود الشغل الخاضعة لقانون
االلتزامات والعقود فإن العقود الخاضعة لمدونة الشغل تعرف تراجعا لسلطان اإلرادة في إبرام
العقد بفعل التدخل التشريعي المتزايد.
مما يدل على أن حرية المتعاقدين في عقود الشغل الخاضعة لمدونة الشغل تكاد تنعدم
في التراضي على شروط يكون فيها انتقاص من الحدود الدنيا لحقوق األجراء والتي تقررها مواد
هذه المدونة.
-بل إن نفس الحكم يسري على مخالفة مقتضيات االتفاقية الجماعية للشغل حيث يقع
باطال كل شرط مخالف لبنودها يتم تضمينه بعقد شغل فردي ما لم يكن هذا الشرط أكثر فائدة
لألجير.
-وما دامت اإلرادة في عقود الشغل الخاضعة لمدونة الشغل مقيدة بمراعاة حقوق
األجراء وعدم تضمين العقد شروطا غير صالحة لهم فإن السؤال الذي يثار يتعلق بوصف هذه
الشروط ومدى اعتبارها صالحة أم غير صالحة لألجير ؟؟
فقد يتضمن العقد شروطا في صالحه وأخرى سيئة له؟ كما قد يكون الشرط الواحد في
جزء منه صالحا لألجير وفي الجزء اآلخر مضرا به؛ والجواب على هذه األسئلة يكمن في أن كل
شرط ينظر إليه على حدة فما كان صالحا أبقى عليه وما كان مضرا تم استبعاده.
أما بالنسبة للشرط الواحد الصالح من وجه والسيء من وجه آخر فينظر إليه وما إذا كان
من الممكن تجزئته فيحتفظ بالجزء الصالح ويستبعد الجزء المضر باألجير.
أما إذا لم تكن تجزئته ممكنة فينظر إلى نتيجة تطبيقه وما إذا كان في صالح األجير أم أن
نتيجة تطبيق القانون أو بنود اتفاقية جماعية هي األصلح .فيرجع إلى المآل ال إلى الشرط في
حد ذاته وتكييف الشرط ومدى صالحيته من اختصاص قاضي الموضوع الذي يستقل بالنظر
إليه موضوعيا وليس من اختصاص نظر األطراف (األجير والمشغل).
13
مثال :زيادة ساعات العمل هو في نظر األجير شرط جيد ألنه يمثل أجرا إضافيا ولكنه في
نظر المشرع ليس كذلك ألنه يحرم األجير من وقت خاص لقضاء مآربه ويؤدي إلى ضرب
األهداف التي يتوخاها المشرع من وراء فرض حد أقصى لساعات الشغل).
ورغم انتكاص مبدأ سلطان اإلرادة وتراجعه في ميدان عقود الشغل إال أن هذه العقود ال
زالت تلعب فيها اإلرادة دورا أساسيا مما يجب معه التمسك بالصفة العقدية لها رغم القيود
الكثيرة التي ترد على اإلرادة.
* عيوب الرضا.
هي الغلط واإلكراه والتدليس والغبن وهي التي تشوب الرضا فتجعله معيبا .والرضا
المعيب هو رضا موجود ولكنه رضا صدر عن شخص غير حر في رضائه أو على غير بينة من
أمره.
ونتولى بحث هذه العيوب كما يلي :
-2الغلط :نص الفصل 71من ق.ل.ع على أنه يكون قابال لإلبطال الرضا الصادر عن
غلط.
وأضاف الفصل 18من ق ل ع بأن الغلط في القانون يخول إبطال االلتزام
-إذا كان هو السبب الوحيد أو األساسي.
-إذا أمكن العذر عنه.
وجاء في الفصل 12بأن الغلط يخول اإلبطال إذا وقع في ذات الشيء أو في نوعه أو في
صفة فيه كانت هي السبب الدافع إلى الرضى.
كما نص الفصل 12من ق.ل.ع على أن الغلط الواقع على شخص أحد المتعاقدين أو على
صفته ال يخول الفسخ إال إذا كان هذا الشخص أو هذه الصفة أحد األسباب الدافعة إلى صدور
الرضى من المتعاقد اآلخر.
و الغلط حالة تقوم بالنفس تحمل على توهم غير الواقع وهو عيب من عيوب اإلرادة ألنه
يجعلها تتجه على غير هدى وقد كان يتغير اتجاهها لو أن صاحبها كان على بينة من األمر ،ومن
هنا كان للغلط أثره في صحة عقد الشغل.
وعلى هذا األساس يكون عقد الشغل قابال لإلبطال إذا شاب رضا طرفيه أو أحدهما غلط
جوهري يبلغ حدا من الخطورة بحيث كان يمتنع المتعاقد عن إبرام العقد لو لم يقع في هذا
الغلط وأكثر الحاالت انتشارا للغلط في ميدان الشغل أن يقع في ذات المتعاقد أو في صفة من
صفاته إذا كانت تلك الذات أو الصفة هي السبب الرئيسي في التعاقد في لمؤاجرة الذي يتعاقد
مع أجير على أساس العمل لديه في الصباغة ثم يتضح بأنه مختص في البناء يخول الحق في
إبطال العقد والغلط يخول اإلبطال كذلك إذا ظهر أن ثمة غلط في الصفة (شواهد مزورة).
14
-2اإلكراه :نص المشرع المغربي في الفصل 14من ق.ل.ع على أن اإلكراه إجبار يباشر
من غير أن يسمح به القانون يحمل بواسطته شخص شخصا آخر على أن يعمل عمال بدون
رضاه.
ونص الفصل 13على أن اإلكراه ال يخول إبطال االلتزام أال :
-2إذا كان هو السبب الدافع إليه.
-2إذا قام على وقائع من طبيعتها أن تحدث لمن وقعت عليه إما ألما جسيما واضطرابا
نفسيا ،أو الخوف من تعريض نفسه أو شرفه أو أمواله لضرر كبير ،مع مراعاة السن والذكورة
واألنوثة وحالة األشخاص ودرجة تأثرهم.
ونص الفصل 10من ق.ل.ع على أن الخوف الناتج عن التهديد بالمطالبة القضائية أو عن
اإلجراءات القانونية األخرى ال يخول األبطال إال إذا استغلت حالة المتعاقد المهدد بحيث تنزع
منه فوائد مفرطة ،أو غير مستحقة وذلك ما لم يكن التهديد مصحوبا بوقائع تكون اإلكراه
بالمعنى الذي يقتضيه الفصل السابق.
ونص الفصل 11من ق.ل.ع على أن اإلكراه يخول إبطال االلتزام وان لم يباشره المتعاقد
الذي وقع االتفاق لمنفعته.
وجاء في الفصل 08منه على أن اإلكراه يخول اإلبطال ولو وقع على شخص يرتبط عن
قرب مع المتعاقد بعالقة دم.
ونص الفصل 02منه على أن الخوف الناشئ عن االحترام ال يخول اإلبطال إال إذا انضمت
إليه تهديدات جسيمة أو أفعال مادية.
فاإلكراه إذن ضغط تتأثر به إرادة الشخص فيندفع إلى التعاقد واإلكراه وإن كان يفسد
الرضا إال أنه ال يعدمه ،فالمكره إرادته موجودة ولو انتزعت منه هذه اإلرادة رهبة ألنه في الواقع
خير بين أن يريد أو أن يقع به المكروه الذي يخشاه فاختار أخف الضررين وأراد إال أن اإلرادة
التي صدرت منه معيبة ألنها لم تكن حرة ومختارة.
وفي الواقع العملي فإنه من الناذر جدا أن يقع األجير أو المشغل تحت ضغط إكراه مادي.
إال أن التساؤل الذي يطرح يتعلق بالحالة التي يكون فيها األجير بحاجة ملحة إلى الشغل
للحصول على قوته وقوت عياله فهل تعتبر الحاجة والفقر ظرفا مكرها يعيب رضا األجير
بشروط العقد المجحفة أم ال تعتبر كذلك؟؟
يرى الفقه الفرنسي بأن الحاجة تعتبر ظرفا يتحقق به معنى اإلكراه إذا كانت تمثل خطرا
جسيما يهدد األجير أو أسرته ،إال أنهم يؤكدون على أن إثبات ذلك أمر عسير ألن المشرع
يتدخل باستمرار لفرض حد أدنى لألجر وتنظيم مختلف تفاصيل عقد الشغل واعتبار قواعدها
آمرة .وهو بذلك (المشرع) ال يترك مجاال لتحقق هذا اإلكراه على األجير.
15
ويرى جانب من الفقه المغربي (محمد سعيد بناني) بأنه ال يجب التوسع كثيرا في مفهوم
اإلكراه المعنوي ألن االعتماد على الحاجة أو العوز االقتصادي واعتباره إكراها معنويا يخول
إبطال العقد سينتج عنه عدم استقرار عقود الشغل.
-3التدليس :نص المشرع المغربي في الفصل 02من ق.ل.ع على أن التدليس يخول
األبطال إذا كان ما لجأ إليه من الحيل أو الكمتان أحد المتعاقدين أو نائبه أو شخص آخر يعمل
بالتواطؤ معه قد بلغت في طبيعتها حدا بحيث لوالها لما تعاقد الطرف اآلخر ،ويكون للتدليس
الذي يباشره الغير نفس الحكم إذا كان الطرف الذي يستفيد منه عالما به.
وجاء في الفصل " : 07التدليس الذي يقع على توابع االلتزام من غير أن يدفع إلى التحمل
به ال يمنح إال الحق في التعويض".
فالتدليس إذن هو استعمال أحد المتعاقدين طرقا احتيالية لتضليل المتعاقد اآلخر تضليال
يحمله على التعاقد .أو هو كذب مصحوب بطرق احتيالية يقصد بها تدعيم هذا الكذب بقصد
إخفاء الحقيقة عن المتعاقد.
ويتحقق التدليس في ميدان الشغل بأن يدلي األجير بشواهد علمية أو عملية مزورة تثبت
أقدميته أو تكوينه ،أو تكون لشخص آخر يحمل نفس االسم بغرض التدليس على المشغل من
أجل الحصول على عمل أفضل أو أجر مرتفع مما يجعل إرادته معيبة والعقد قابل لألبطال
لمصلحته.
ونفس الحكم ينطبق إذا كان التدليس صادرا من الغير بشرط أن يثبت المشغل الذي وقع
ضحية تدليس مثال أن المتعاقد اآلخر (األجير) كان يعلم أو كان من المفروض علمه بهذا
التدليس (فصل 02من ق.ل.ع).
-4الغبن :هو عدم التعادل بين ما يعطيه المتعاقد وما يأخذه فقد يكون مغبونا إذا أعطى
أكثر مما أخذ وقد يكون غابنا إذا أخذ أكثر مما أعطى.
ونص الفصل 04من ق.ل.ع على أنه ":يعتبر غبنا كل فرق يزيد على الثلث بين الثمن
المذكور في العقد والقيمة الحقيقية للشيء".
وجاء في الفصل 00من ق.ل.ع بأن الغبن ال يخول اإلبطال إال إذا نتج عن تدليس الطرف
اآلخر أو نائبه أو الشخص الذي تعامل من أجله.
ومن خالل ما سبق يمكننا استخالص المالحظات اآلتية :
-أن الغبن ال يتصور إال في عقود المعاوضة (وعقد الشغل عقد معاوضة) ألن عقود
التبرع يعطي فيها أحد المتعاقدين وال يأخذ ولذلك فال مجال للحديث فيها عن عدم التعادل
بين األخذ والعطاء.
-إن الغبن يقدر وقت تمام العقد :بمعنى أن قيمة ما يعطيه العاقد وقيمة ما يأخذه إنما
تعتبران في هذا الوقت ،فإذا تغيرت القيم بعد ذلك فال عبرة بهذا التغيير وال محل إلثارة الغبن.
16
-من الصعب االحتراز من وقوع الغبن في عقود المعاوضة ألنه ينذر أن يكون ما يأخذه
أحد المتعاقدين متعادال مع ما يعطيه فيها لذلك قسم فقهاء الشريعة اإلسالمية الغبن إلى غبن
يسير وغبن فاحش واعتبروا اليسير متسامحا فيه لكثرة وقوعه أما الفاحش أو الجسيم فال
تسامح فيه.
وفي ميدان الشغل وبعد التدخل التشريعي المتزايد لم يعد للغبن محل كبير لالعتبار ألن
النصوص التشريعية تكلفت بحماية حقوق األجراء والمشغلين وجعلت مخالفتها مستوجبة
لتطبيق جزاءات إال أنه يمكن أن تحدث حاالت يستغل فيها المشغل طيش األجير ورعونته
فيحمله على العمل في خدمته ألداء مهمة محفوفة بالمخاطر وال تكون هذه المهمة في
خطورتها متعادلة البتة مع األجر الذي يحصل عليه األجير.
ثالثا :المحل.
نص الفصل 03من ق.ل.ع على أن األشياء واألفعال والحقوق المعنوية الداخلة في دائرة
التعامل تصلح وحدها ألن تكون محال لاللتزام ،ويدخل في دائرة التعامل جميع األشياء التي ال
يحرم القانون صراحة التعامل بشأنها.
ونص الفصل 01من ق.ل.ع على أن االلتزام الذي يكون محله شيئا أو عمال مستحيال إما
بحسب طبيعته أو بحكم القانون يعد باطال.
والمحل في عقد الشغل محالن أحدهما يتمثل في أداء األجر من طرف المشغل ووضع
العمل رهن إشارة األجير .وثانيهما يكمن في أداء العمل المطلوب من األجير .والمالحظ أن محل
عقد الشغل ما هو إال تعبير عن االلتزامات المتبادلة لطرفيه (والتي سنفصل فيها الكالم الحقا)
إال أنه بالرجوع للفصول 03إلى 42من ق.ل.ع نالحظ أن محل العقد يجب أن يكون مشروعا
وممكنا ومعينا أو قابال للتعيين وغير مخالف للنظام العام واآلداب الحميدة.
رابعا :السبب.
هو الغرض المباشر الذي يقصد الملتزم الوصول إليه من وراء التزامه ويقارن رجال القانون
بين المحل والسبب بأن المحل هو جواب من يسأل بماذا التزم المدين؟ أما السبب فهو جواب
من يسأل لماذا التزم المدين؟
وبالرجوع إلى الفصل 42من ق.ل.ع نجده ينص على أن االلتزام الذي ال سبب له أو
المبني على سبب غير مشروع يعد كأن لم يكن (معدوما).
ويكون السبب غير مشروع إذا كان مخالفا لألخالق الحميدة أو للنظام العام أو للقانون.
فالتزام المشغل بأداء أجر أجير يعهد إليه بتعليم أو أداء أعمال السحر والشعوذة أو القيام
بأعمال مخالفة للقانون أو لألخالق الحميدة أو النظام العام أو أعمال تكون مستحيلة .يعد
التزاما باطال ألن سببه غير مشروع (الفصل 321ق.ل.ع).
الفقرة الثانية :الشروط الشكلية إلبرام عقد الشغل الفردي.
17
-األصل أن عقد الشغل الفردي هو عقد رضائي يكفي النعقاده توافر اإليجاب والقبول
(الرضى) وان يكون طرفاه أهال إلبرامه وأن يكون له محل ممكن ومشروع ومعين أو قابل
للتعيين وأن يكون له سبب مشروع وحقيقي غير مخالف للنظام العام واآلداب والقانون
واألخالق الحميدة.
إال أن هذا األصل يرد عليه استثناء يتعلق بعقود شغل األجراء األجانب بالمغرب حيث
استلزم المشرع باإلضافة إلى األركان السابقة شرطا آخر أساسي يتمثل في نظام التأشيرة التي
تمنح من طرف وزارة الشغل وعليه فإن عقود شغل األجراء األجانب ال بد النعقادها من احترام
هذه الشكلية (التأشيرة) تحت طائلة البطالن إذ أن التأشيرة ليست وسيلة إثبات بل هي شرط
انعقاد ووجود لعقد الشغل.
وهو ما سار عليه االجتهاد القضائي المغربي المتواتر فقد جاء في قرار صادر عن محكمة
النقض بتاري ــخ 27أبريل 2137في الملف عدد ( 70020بأن عقد الشغل ال يشترط في إبرامه
أي شكل زائد على ثبوت رضا الطرفين في حالة ما إذا كان األجير مغربيا) وبإعمال مفهوم
المخالفة فإن األجير األجنبي يلزم النعقاد عقد شغله شروط أخرى (التأشيرة) باإلضافة إلى
مقتضيات أخرى سبق تناولها عند الحديث عن قيود إبرام عقد الشغل.
18
قد تفرض االعتبارات الوطنية أو المصلحة العامة على المشرع التدخل للحد من حرية
التعاقد على الشغل ،سواء تعلق األمر بالحد من عمل األجـانـب بالمغرب أو بتنظيم هجرة اليد
العاملة الوطنية إلى الخارج.
19
-كل عقد غير مؤشر عليه من طرف وزارة الشغل واإلدماج المهني يعد باطال ويلزم صاحبه
بمغادرة التراب المغربي داخل األجل المحدد له قانونا.
-يلزم كل أجير أجنبي استقر بالمغرب التوفر على رخصة اإلقامة.
ثانيا :قيود عمل األجراء المغاربة بالخارج.
حماية لحقوق األجراء المغاربة الذين يرغبون في االشتغال بالخارج وضمانا للمساواة بينهم
وبين مواطني دول االستقبال عمل المغرب على إبرام العديد من االتفاقيات الثنائية مع عدة
دول صديقة (فرنسا -اسبانيا -إيطاليا -بلجيكا) وغيرها حاول تضمينها عدة شروط وامتيازات
لألجراء المغاربة .
وباستقراء أهم هذه االتفاقيات والبنود المنصوص عليها في مدونة الشغل يمكننا إبراز أهم
القواعد اآلتية :
-إن األجير المغربي حتى يتسنى له العمل بالخارج ال بد له من الحصول على عقد شغل
مؤشر عليه من قبل المصالح المختصة لدى الدولة األجنبية المستقبلية ومن قبل السلطة
الحكومية المغربية المكلفة بالشغل (وزارة الشغل واإلدماج المهني).
-يجب أن تكون الشروط المضمنة بعقد الشغل مطابقة (إن لم تكن أفضل) لمضمون
االتفاقيات الثنائية المتعلقة باليد األجيرة والموقعة مع الدولة المستقبلة للعامل المغربي.
-باإلضافة إلى عقد الشغل يجب أن يتوفر األجير المغربي على جواز السفر وشهادة طبية
ال يتعدى تاري ــخ تسليمها شهرا واحدا صادرة عن طبيب تابع لوزارة الصحة العمومية تثبت
قدرته على ممارسة العمل المنوط به وعدم إصابته بأمراض معدية .وإجراءه لمختلف
التلقيحات الضرورية ضدها.
-ويجب عليه أيضا لمغادرة التراب الوطني أن يتوفر على جميع الوثائق التي تفرضها
القوانين واألنظمة الجاري بها العمل في بلد االستقبال والتي تعتبر ضمن اإلجراءات الخاصة
بهذا البلد.
-يجب على المشغل الذي يغادر التراب المغربي برفقة خادم منزلي لمدة أقصاها ستة
أشهر أن يحرر تعهدا مكتوبا وفق نموذج خاص تصدره وزارة الشغل واإلدماج المهني بمقتضى
نص تنظيمي يضمنه التزامه بتحمل نفقات إرجاع األجير إلى وطنه كما يتحمل عند االقتضاء
مصاريف التطبيب في حالة إصابته بمرض أو تعرضه لحادثة شغل.
ويتعين وضع نظير لهذا التعهد لدى وزارة الشغل واإلدماج المهني بقصد االحتفاظ به.
-هذا باإلضافة إلى ا لقيود الواردة على اشتغال بعض فئات المستخدمين (األطر العليا
للدولة والتي كانت لها مناصب ذات حساسية) لدى الدول والحكومات األجنبية حفاظا على
أسرار الدولة المغربية ومصالحها العليا.
الفقرة الثانية :قيود تقوم على اعتبارات إنسانية.
20
اقتضت االعتبارات اإلنسانية فرض مجموعة من القيود حماية لبعض الفئات ذات
الحساسية (األحداث +النساء +المعاقين) ضمانا لحقوقها وحماية لها من غلو مبدأ حرية
التعاقد على إطالقه.
21
-ويعتبر شغال ليليا في النشاطات الفالحية كل عمل يؤدي فيما بين الساعة الثامنة ليال
والخامسة صباحا.
يجب أن تتاح لألحداث فترة راحة بعد كل يومين من الشغل الليلي ال تقل عن 22ساعة
متوالية.
يمنع تشغيل األحداث دون سن ثماني عشر سنة في المقالع واألشغال الباطنية التي تؤدي
في أغوار المناجم.
-يمنع تشغيل األحداث دون سن ثماني عشرة سنة في أشغال تعيق نموهم (حمل األثقال)
سواء كانت هذه األشغال على سطح األرض أو في جوفها.
-يمنع تشغيل األحداث دون سن ثماني عشرة سنة في األشغال التي تشكل مخاطر بالغة
لهم أو تفوق قدرتهم أو قد يترتب عنها ما قد يدخل باآلداب.
هذا ويمكن مخالفة األحكام المتعلقة بتشغيل األحداث ليال إذا حتمت الضرورة ذلك (كان
يكون النشاط متواصال أو موسميا أو أن يكون الشغل فيها متعلقا بمواد سريعة التلف) أو عند
الحصول على ترخيص استثنائي بذلك من مفتش الشغل في غير الحاالت المشار إليها أعاله.
كما يمكن االستفادة من هذا االستثناء (وتشغيل األحداث دون سن السادسة عشر سنة
ليال) إذا اقتضت ضرورة اتقاء حوادث وشيكة الوقوع أو تنظيم عمليات نجدة أو إصالح خسائر
لم تكن متوقعة شريطة أخبار مفتش الشغل بذلك واحترام األجل المحدد له في ليلة واحدة
فقط وأن ال يكون الحدث معاقا.
-3جزاء مخالفة أحكام القيود المتعلقة بتشغيل األحداث.
رتب المشرع المغربي في مدونة الشغل عدة جزاءات على مخالفة المشغلين للقواعد
واألحكام المنظمة لتشغيل األحداث وحمايتهم.
وذلك في المواد 208و 202و 233و 230و 207من مدونة الشغل.
والمالحظ على هذه الجزاءات أنها في معظمها جزاءات تقتصر على الغرامات النقدية كما
أن مقدار هذه الغرامات رغم بعض التحسن في مبلغه فهو هزيل وال يزال مشجعا لبعض
المشغلون على خرق مقتضيات قانون الشغل أكثر منه رادع لهم.
ثانيا :قيود تشغيل النساء األجيرات.
المبدأ أن النساء شقائق الرجال في األحكام إذ ال تمييز في شأن حرية الشغل وحرية التعاقد
عليه بين الذكور واإلناث إال أن ثمة بعض األشغال التي ال تناسب وطبيعة تكوين المرأة وقدرتها
البدنية كما أن هناك أشغاال أخرى تتعارض مع الضوابط األخالقية المرعية.
وحماية لهن من مخاطر مبدأ حرية التعاقد تدخل المشرع لوضع ضوابط اشتغالهن
وحظر مجموعة من األنشطة عليهن كما ألزم المشغلون بأوقات معينة وبقواعد خاصة.
-1منع تشغيل النساء في بضع األشغال.
22
تطبيقا لمقتضيات المادة 231من مدونة الشغل يمنع تشغيل النساء في المقالع
(األحجار-الرمال) وفي جميع األشغال الجوفية التي تؤدي في أغوار المناجم.
كما يمنع تشغيل النساء في األشغال التي تشكل مخاطر بالغة عليهن أو تفوق قدرتهن أو
قد ينجم عنها ما قد يخل باآلداب واألخالق العامة.
ويمنع كذلك تشغيل النساء في أعمال الجر والدفع لألثقال سواء تعلق األمر بعربات ثالثية
أو رباعية العجالت -وعند مخالفة هذه األحكام رتب المشرع جزءا جنائيا يتمثل في الغرامة (من
788درهم إلى 088درهم) عن كل مخالفة.
23
-4حماية المرأة األجيرة العتبارات تتعلق بدورها في األسرة والمجتمع.
بالنظر لألدوار الكبيرة التي تلعبها المرأة داخل المجتمع باعتبارها أما وزوجة وربة أسرة فقد
خصها المشرع في مدونة الشغل ببعض المزايا تثمينا لهذا الدور واعترافا منه بأهميته.
وباستقراء األحكام الواردة في المواد 202و 240من مدونة الشغل .يمكننا استنباط المبادئ
اآلتية :
-عند ثبوت حمل األجيرة بمقتضى شهادة طبية يحق لها االستفادة من عطلة والدة مدتها
أربعة عشرة أسبوعا ما لم تكن ثمة مقتضيات أفضل في عقد الشغل الفردي أو االتفاقية
الجماعية أو النظام الداخلي للمؤسسة.
-يمنع تشغيل النساء خالل األسابيع السبعة التي تلي الوضع مباشرة.
-يجب على المشغل العمل على تخفيف الشغل الذي تقوم به المرأة الحامل خالل
األسابيع األخيرة قبل الوضع .وعقب الوالدة.
-إذا وضعت األجيرة حملها قبل أوانه أخبرت المشغل بذلك بمقتضى رسالة مضمونة مع
اإلشعار بالتوصل وأخبرته بالتاري ــخ الذي تنوي فيه االلتحاق بالشغل.
-يمكن لألجيرة الحامل أن توقف عقد شغلها لمدة أربعة عشر أسبوعا قبل الوضع وبعده.
-إذا نتج عن الوضع حالة مرضية تجعل من الضروري إطالة فترة توقف العقد أمكن
لألجيرة أن تزيد من عطلة الوالدة مدة استمرار تلك الحالة المرضية على أن ال تتعدى فترة
التوقيف ثم انية أسابيع قبل تاري ــخ توقع الوضع وأربعة عشر أسبوعا بعد تاري ــخ الوضع (أي
بزيادة ثمانية أسابيع).
-يمكن لألجيرة المرضع أن تستفيد من عطلة خاصة لتربية مولودها شريطة إخبار
المشغل بذلك على أن ال تتجاوز مدتها تسعين يوما.
-ويمكنها باتفاق مع المشغل االستفادة من إجازة غير مدفوعة األجر لمدة سنة كاملة
لتربية مولودها.
-تستفيد األجيرة من الحقوق المكتسبة لها خالل فترة توقف عقد شغلها.
ويمكن لألم األجيرة التراجع عن قرار استئناف الشغل وال يجب عليها سوى توجيه إشعار
بذلك إلى المشغل قبل انتهاء فترة توقف عقدها ب خمس عشرة يوما على األقل بواسطة
رسالة مضمونة مع اإلشعار بالتوصل.
-ال يمكن للمشغل إنهاء عقد شغل األجيرة في الحاالت اآلتية :
-إذا تبت حملها بمقتضى شهادة طبية وطيلة الحمل.
-خالل مدة 21أسبوعا التي تلي الوضع.
-أثناء فترة توقف العقد بسبب نشوء حالة مرضية ناتجة عن الحمل أو الوضع .ومثبتة
بواسطة شهادة طبية.
24
وقد رتب المشرع المغربي جزاء جنائيا عن عدم احترام هذه المقتضيات ويتمثل في
الغرامة من 28.888درهم إلى 28.888درهم.
-يحق لألم األجيرة أن تتمتع يوميا على مدى اثنى عشر شهرا من تاري ــخ استئنافها للشغل
إثر الوضع باستراحة خاصة يؤدى عنها األجر باعتبارها وقتا من أوقات الشغل مدتها نصف
ساعة صباحا ونصف ساعة ظهرا لكي ترضع وليدها خالل أوقات الشغل ويجب أن تكون هذه
الساعة مستقلة عن فترات الراحة المعمول بها في المقاولة.
-ويمكنها االستفادة من هذه الساعة في أي وقت من أوقات الشغل وذلك باتفاق مع
المشغل.
-يلزم كل مشغل يشغل ما ال يقل عن 08امرأة بتجهيز غرفة خاصة للرضاعة داخل
المقاولة متوفرة على مستلزمات الصحة والسالمة.
-وقد رتب الشرع المغربي جزاء جنائيا عن عدم احترام هذه المقتضيات يتمثل في عقوبة
الغرامة من 2888درهم إلى 0888درهم.
ثالثا :القيود الخاصة بتشغيل المعاقين وحمايتهم.
أخذا بالمبادئ الكبرى الواردة في ديباجة قانون مدونة الشغل والتي تنص على حق كل
شخص في شغل يناسب حالته الصحية ،واعتبارا للعدد الكبير من األشخاص المعاقين الذين
يلجون عالم الشغل أفردت مدونة الشغل نصوصا خاصة بتنظيم عمل األشخاص المعاقين
وقواعد لضمان حمايتهم .وباستقراء مختلف هذه األحكام يمكننا إبراز المبادئ اآلتية:
أ-يعتبر معاقا كل شخص أصبح غير قادر على االعتماد على نفسه في مزاولة عمله أو
القيام بعمل آخر أو االستمرار فيه أو نقصت قدرته على ذلك نتيجة لقصور عضوي أو عقلي أو
حسي أو نتيجة عجز خلقي مند الوالدة.
25
وتفاديا لمثل هذه العواقب عملت جل التشريعات المقارنة على الحد من سلطان إرادة
صاحب العمل وتقييدها وذلك بإفراد تنظيم خاص لمدة الشغل ولمختلف العطل القانونية التي
ترد عليها.
الفقرة األولى :مدة الشغل العادية.
كان من نتائج الثورة الصناعية إن ازدادت الحاجة إلى اليد العاملة بكثرة مما دفع
بالمشغلين إلى االستفادة من مبدأ حرية التعاقد ،حيث أعملوا سلطان إرادتهم في تحديد
شروط العمل ومدته مما أضر بالفئات العمالية التي كانت تشتغل لساعات طويلة وفي ظروف
مزرية.
ونتيجة لتطور وعي هذه الفئات وانتظامها وتكتلها في إطار نقابات عمالية طالبت
بتحسين شروط الشغل والحد من مدته.
وتم إصدار العديد من التوصيات توجت بإقرار منظمة العمل الدولية ألول اتفاقية تحدد
مدة الشغل في ثمان وأربعون ساعة أسبوعيا وثمان ساعات من العمل يوميا وذلك بتاري ــخ 21
أكتوبر .2121
وفي المغرب كان أول تنظيم لمدة الشغل بمقتضى ظهير 27يوليوز 2124حيث حدد
ساعات العمل في عشر ساعات يوميا.
ونتيجة لصعود الجبهة الشعبية للحكم بفرنسا سنة 2174والتي كانت ذات توجهات
اشتراكية نقابية وتأثير ذلك على األوضاع بالمغرب تم تعديل هذا الظهير بآخر صادر في 20
يونيو 2174حصر مدة الشغل في ثماني وأربعين ساعة أسبوعيا وذلك انسجاما مع مقتضى
االتفاقية الدولية لمنظمة العمل.
ويبرر الفقه القانوني عادة تحديد مدة الشغل باعتبارات اجتماعية واقتصادية.
ذلك أن العمل لساعات طويلة ولشهور وسنوات متعاقبة يجعل األجير سجين عمله وغير
مستفيد من وقته لتنمية قدراته والتمتع بالقسط المعقول من الراحة ولتلبية حاجيات أسرته
من الرعاية واإلشراف المباشر.
إال أن هذه االعتبارات االجتماعية التي فرضت الحد من ساعات العمل اليومية
واألسبوعية ال يجب أن تؤدي إلى ضرب القد رة االقتصادية لألجير باإلنقاص من أجره مقابل
تخفيض مدة اشتغاله.
وهو المقتضى الذي نصت عليه جل التشريعات المقارنة صراحة فقد جاء في المادة 201
من مدونة الشغل على أنه :
"تحدد في النشاطات غير الفالحية مدة الشغل العادية المقررة لألجراء في 2222
ساعة في السنة أو أرب ع وأربعون ساعة في األسبوع يمكن توزي ع المدة السنوية اإلجمالية
26
للشغل على السنة حسب حاجيات المقاولة شريطة أال تتجاوز مدة العمل العادية عشر
ساعات في اليوم مع مراعاة االستنادات المشار إليها في المواد .112-111-121
تحدد مدة الشغل العادية في النشاطات الفالحية في 2416ساعة في السنة ،وتجزأ
على فترات حسب المتطلبات الضرورية للمزروعات وفق مدد يومية تتولى السلطة
الحكومية المختصة تحديدها بعد استشارة المنظمات المهنية للمشغلين والمنظمات
النقابية لألجراء األكثر تمثيال.
ال يترتب أي تخفيض من األجر عند تقليص مدة الشغل في القطاعات غير الفالحية
من 2416إلى 2222ساعة وفي القطاع الفالحي من 2711إلى 2416ساعة في السنة".
وباستقراء هذه المادة يمكننا إبراز األحكام اآلتية :
-إن تحديد مدة الشغل بمقتضى المدونة الجديدة يعتبر أكثر تقدما مقارنة بظهير 2174
ألن هذه المدونة قلصت ساعات الشغل في القطاعات غير الفالحية من 2114إلى 2200
ساعة سنويا ومن ثماني وأربعون ساعة أسبوعيا إلى أربــع وأربعون ساعة فقط.
وقلصتها القطاعات الفالحية من 2388ساعة سنويا إلى 2114ساعة فقط .وتركت أمر
توزي ــع هذه الساعات على األيام للنصوص التنظيمية التي تصدرها الوزارة المكلفة بالشغل بعد
استشارة المنظمات المهنية للمشغلين والمنظمات النقابية األكثر تمثيال لألجراء على أن ال
تتجاوز في كل األحوال عشر ساعات يوميا.
-إن تنظيم ساعات العمل في القطاعات غير الفالحية يسري على كل المقاوالت الصناعية
والتجارية والمؤسسات العمومية وأصحاب المهن الحرة والموثقين والسماسرة وشركات التأمين
والجمعيات وغيرها...
-ال يدخل في حساب الثماني ساعات المفروضة كحد أقصى للساعات التي يمكن تشغيل
األجير فيها الوقت الذي يستغرقه األجير في التنقل لمكان العمل مهما كان بعيدا وال الوقت
الذي يستغرقه األجير في ارتداء مالبس العمل عند ابتدائه أو خلعها وارتداء مالبسه العادية عند
انتهائه وال الوقت المخصص بين ساعات الشغل للراحة وتناول الطعام.
-يجب على المشغل أن يمنح لألجراء فترة للراحة ولتناول الطعام ال تقل عن ساعة وأن ال
يشتغل األجير ألكثر من خمس ساعات متوالية.
27
وذلك كلما اقتضت ضرورات المقاولة ذلك .إال أن هذه االستثناءات ال يجب التوسع في
تفسيرها حماية لألجراء وضمانا لحقوقهم المقررة بمقتضى مدونة الشغل.
أوال :أهم حاالت الرفع من مدة الشغل العادية
إذا تطلب األمر القيام بأشغال مستعجلة تقتضي الضرورة إنجازها فورا من أجل اتقاء
أخطار وشيكة أو تنظيم تدابير نجده أو إصالح ما تلف من معدات المقاولة أو تجهيزاتها أو
بناياتها أو لتفادي فساد بعض المواد جاز تمديد مدة الشغل العادية باالستمرار في الشغل طيلة
يوم واحد ،ثم تمديدها بساعتين خالل األيام الثالثة التي تلي ذلك اليوم (المادة .)212
-إذا كان الشغل الذي يؤديه أجراء في مؤسسة ما شغال متقطعا أصال ،أو عندما تقتضي
الضرورة تأدية أشغال تحضيرية أو تكميلية ال غنى عنها للنشاط العام للمؤسسة ،مع استحالة
انجازها في حدود مدة الشغل العادة فإنه يمكن تمديد فترة شغل األجراء المخصصين لتنفيذ
تلك األشغال إلى ما بعد المدة العادية المذكورة على أال تتجاوز الفترة الممتدة اثنى عشرة ساعة
في اليوم كحد أقصى (المادة 218من مدونة الشغل) (إفراغ باخرة ،تنظيف أفران).
-يمكن للمشغل تعويض ساعات العمل الضائعة إما بسبب توقف جماعي للشغل
ألسباب عارضة أو لقوة قاهرة سواء أكان كليا أو جزئيا وذلك بعد استشارة مندوبي األجراء
والممثلين النقابيين عند وجودهم ويمنع في كل األحوال العمل ألكثر من ثالثين يوما في السنة
الستدراك الساعات الضائعة أو أن تفوق مدة التمديد ساعتين في اليوم وكذا أن تفوق مدة
الشغل اليومية عشر ساعات كما يمنع أن يتم التعويض خالل أيام الراحة األسبوعية للعمال إال
استثناء.
ثانيا :حاالت اإلنقاص من مدة الشغل العادية
-كما يمكن للمشغل بعد اخذ رأي مندوبي األجراء والممثلين النقابيين بالمقاولة عند
وجودهم أن يقلص من مدة الشغل ولفترة متصلة أو منفصلة ال تتجاوز ستين يوما في السنة
وذلك عند حدوث أزمة اقتصادية عابرة لمقاولته أو لظروف طارئة خارجة عن إرادته.
وإذا كان التقليص من مدة الشغل العادية تزيد مدته عن ستين يوما وجب االتفاق بين
المشغل ومندوبي األجراء والممثلين النقابيين بالمقاولة عند وجودهم حول الفترة التي
سيستغرقها هذا التقليص.
وفي حالة عدم حصول االتفاق فال يسمح بالتقليص من مدة الشغل العادية إال بإذن
يسلمه عامل العمالة أو اإلقليم في أجل أقصاه ستون يوما من تاري ــخ تقديم الطلب من طرف
المشغل إلى المندوب اإلقليمي المكلف بالشغل.
ويجب أن يكون طلب اإلذن مرفقا بجميع اإلثباتات وبمحضر المشاورات والتفاوض مع
ممثلي األجراء.
28
إذا تعلق األمر بأزمة اقتصادية يجب أن يكون الطلب مرفقا عالوة على الوثائق المشار إليها
أعاله بتقرير يتضمن األسباب االقتصادية التي تستدعي لتقليص (بيان حول الوضعية
االقتصادية والمالية للمقاولة)
ويجب أن يكون قرار األجير معلال بأسباب ألنه يمكن أن يكون محال للطعن من األطراف.
ثالثا :الساعات اإلضافية.
-تعتبر ساعات إضافية كل ساعات الشغل التي تتجاوز مدة الشغل المقررة عادة لعمل
األجير.
-وتعتبر في حكم ساعات الشغل اإلضافية بالنسبة للمقاوالت التي تقسم فيها 2200
ساعة شغل تقسيما غير متساو خالل السنة ساعات الشغل التي تتجاوز يوميا عشر ساعات
وتحسب ابتداء منها.
-وتعتبر في حكم ساعات الشغل اإلضافية في المجال الفالحي ،ساعات الشغل التي تنجز
سنويا ابتداء من الساعة 2201ساعة وتحسب ابتداء منها.
-وتعتبر أيضا في حكم ساعات الشغل اإلضافية كل ساعة شغل تنجز خالل األسبوع خارج
أوقات الشغل بالنسبة لألجير الذي لم يشتغل األسبوع بكامله إما بسبب فصله من الشغل أو
استقالته أو استفادته من العطلة السنوية المؤدى عنه أو تعرضه لحادثة شغل أو لمرض مهني أو
استفادته من يوم عيد مؤدى عنه األجر أو من يوم عطلة( .المواد )288-211-210-213من
مدونة الشغل.
وهدف المشرع من إقراره لهذه الساعات الزائدة عن مدة الشغل العادية هو تمكين
المشغل من مواجهة زيادة األشغال التي تقتضيها المصلحة الوطنية أو مصلحة المقاولة لكن
مع مراعاة الضوابط الصارمة التي وضعها المشرع حماية لإلجراء وتقييدا لحرية العمل ومن أهم
هذه الضوابط :
-أن تحديد الساعات اإلضافية مرهون بعدم تجاوز سقف عشر ساعات يوميا كأقصى مدة
شغل.
-أن األجراء ملزمون تحت طائلة ارتكاب خطأ جسيم موجب للطرد دون تعويض أو إخطار
بالقيام بالساعات اإلضافية المحددة طبقا للقانون.
-يجب أن تؤدي لألجير كيفما كانت طريقة أداء أجره زيادة نسبتها %20من األجرة عن
الساعات اإلضافية إذا قضاها فيما بين الساعة السادسة صباحا والتاسعة ليال في النشاطات
غير الفالحية وفيما بين الساعة الثامنة ليال والخامسة صباحا في النشاطات الفالحية (م.)282
ويؤدى التعويض عن الساعات اإلضافية دفعة واحدة مع األجر المستحق (م.)210.
29
تضاعف هذه التعويضات على التوالي بالنسبة للفترتين المشار إليهما أعاله إلى % 08
وإلى % 288إذا قضى األجير الساعات اإلضافية في اليوم المخصص لراحته األسبوعية ،حتى
ولو عوضت له فترة الراحة األسبوعية براحة تعويضية.
-يجب الحتساب التعويض عن الساعات اإلضافية اعتبار األجر وجميع توابعه .باستثناء
(التعويضات العائلية -الحلوان إال فيما يتعلق باألجراء الذين يتكون أجرهم من الحلوان
فحسب -المبالغ المستردة تغطية لمصاريف أو نفقات سبق أن تحملها األجير بسبب شغله
(التنقل مثال).
الفقرة الثالثة :جزاء خرق المقتضيات المنظمة لمدة الشغل.
رتب المشرع المغربي جزاءا جنائيا على مخالفة المشغلين للمقتضيات المتعلقة بتنظيم
مدة الشغل وذلك في المواد 287و 281من مدونة الشغل.
والمالحظ على هذا الجزاء انه ينحصر في مبلغ 788درهم إلى 088درهم.
وأن هذه الغرامة ال تتجاوز في حدها األقصى مبلغ 28.888درهم مما يشجع بعض
المشغلين على خرق مقتضيات قانون الشغل أكثر منها رادعه لهم على احترامه.
المطلب الثاني :مختلف العطل واإلجازات.
إذا كان تحديد حد أقصى لمدة الشغل اليومية أمرا جيدا ومهما لما فيه من حماية لإلجراء
فإنه ال تقل أهمية العطل المختلفة التي يستفيد منها األجراء وكذا اإلجازات والتغيبات
الخاصة التي يتمتعون بها وسنتناول خالل هذا المطلب وبإيجاز مختلف العطل القانونية
(الفقرة األولى) وكذا اإلجازات والتغيبات (الفقرة الثانية).
الفقرة األولى :العطل القانونية.
نظم المشرع في المواد 280إلى 241من مدونة الشغل مختلف العطل القانونية التي
يستفيد منها األجير وباستقراء هذه المواد يتضح بأن هذه العطل تتحدد كما يلي :
أوال :الراحة األسبوعية أو عطلة نهاية األسبوع.
كان من نتائج انتشار الفكر النقابي في صفوف األجراء وارتفاع مستوى وعيهم التعبير عن
جملة من المطالب االجتماعية أهما توفير فترة راحة أسبوعية بعد عناء الشغل وذلك لتمكين
األجراء من قضاء مآربــهم الخاصة واالهتمام بأسرهم وتجديد نشاطهم .وإدراكا من المشغلين
ألهمية هذه الراحة للعمال ولإلنتاج وبعد تدافع طويل تم اإلقرار بحق األجراء في التمتع بالراحة
األسبوعية .كما تم إبرام االتفاقية الدولية رقم 21الصادرة بتاري ــخ 20أكتوبر 2122عن منظمة
العمل الدولية بشأن تمتيع األجراء براحة أسبوعية ال تقل عن أربعة وعشرون ساعة متوالية.
وسيرا على هدي هذه االتفاقية نصت المادة 280من مدونة الشغل على أنه يجب تمتيع
األجراء براحة أسبوعية إلزامية تستغرق مدة أدناها أربعة وعشرين ساعة تحسب من منتصف
الليل إلى منتصف الليل.
30
ويجب إن توافق الراحة األسبوعية أيام الجمعة أو السبت أو األحد أو يوم السوق
األسبوعي كما يجب أن تمنح في نفس الوقت لكل األجراء المشتغلين في المؤسسة الواحدة.
(المادة .)284
وباستقراء هاتين المادتين يمكننا إبداء المالحظات اآلتية :
-إن المشرع أورد عبارة األجراء عامة ومطلقة ودون تحديد بالجنس أو السن أو الصفة
(مستخدم-عامل-إطار عالي) وهذا يفيد بأن المشرع أراد تمتيع جميع األجراء التابعين للمشغل
بهذه العطلة إذ ا لعبرة في تمتيع األجير بالراحة األسبوعية هي وجوده في حالة تبعية تجاه
المشغل.
-إن مدة األربــع والعشرون ساعة المحددة كفترة راحة أسبوعية تعتبر حدا أدنى ال يمكن
النزول عنه وهي من النظام العام ال يمكن االتفاق على اإلنقاص منها وإن كان االتفاق على
الزيادة في مدتها ممكنا ما دام ذلك في صالح األجير.
-إن المشرع قد توسع كثيرا في تبيان األيام التي يمكن أن تكون محال إلعطاء الراحة
األسبوعية وهو توسع غير مستحسن ألنه ال يمكن من توحيد فترة الراحة األسبوعية كما أنه قد
يدفع ببعض المشغلين إلى التحايل على األعوان المكلفين بتفتيش الشغل.
-إن استفادة األجراء من فترة الراحة األسبوعية ال يلزم المشغلون بإغالق محالتهم خالل
هذه الفترة بل يمكنهم فتحها واالستعانة بأفراد عائلتهم لتشغيلها.
-إن الفترة المحددة في أربعة وعشرين ساعة هي فترة مستمرة ال يمكن تجزئتها ألن في
ذلك ضربا للهدف والحكمة من إقرار هذه العطلة.
-رغم تعدد األيام المخصصة إلعطاء الراحة األسبوعية فإن المشرع ألزم المشغلين
بتحديد اليوم الخاص بمنح الراحة حتى يكون األجراء على علم مسبق به .وحتى يسهل عمل
مفتش الشغل لمراقبة مدى احترام المشغل لهذه الراحة.
*حاالت الخروج على منح الراحة األسبوعية بصفة عادية.
نصت المادة 283من مدونة الشغل على أنه يمكن للمؤسسات التي يقتضي نشاطها أن
تظل مفتوحة باستمرار للعموم أو التي قد يسبب توقف نشاطها ضررا للعموم أو التي قد يؤدي
أي توقف في نشاطها إلى خسائر نظرا لكون المواد األولية ،أو المواد التي هي في طور التصنيع
أو المحاصيل الفالحية التي يقوم عليها نشاطها معرضة بطبيعتها للتلف أو سريعة الفساد أن
تعطى إلجرائها كال أو بعضا الراحة األسبوعية بالتناوب فيما بينهم (وسائل النقل-اإلنارة-
المستشفيات).
كما يمكن لوزارة الشغل واإلدماج المهني وبعد استشارة المنظمات المهنية للمشغلين
والمنظمات النقابية لإلجراء األكثر تمثيال أن ترخص للمؤسسات التي تتقدم بطلب مبرر بأعمال
نظام التناوب في منح الراحة األسبوعية.
31
يمكن وقف الراحة األسبوعية واستئناف الشغل في الحاالت التي تبررها طبيعة نشاط
المؤسسة أو المواد المستعملة أو إنجاز أشغال استعجالية أو زيادة غير عادية في حجم الشغل
بشرط أخذ إذن مفتش الشغل بذلك.
يمكن تخفيض فترة الراحة األسبوعية إلى نصف يوم بالنسبة لألشخاص المكلفين بأشغال
الصيانة والتي يجب أن تنجز بالضرورة في يوم الراحة الجماعية لإلجراء وذلك لتفادي أي تأخير
من شأنه أن يعرقل مواصلة الشغل بشكل عادي.
ال يسري نظام وقف الراحة األسبوعية على األحداث دون سن ثماني عشرة سنة وال على النساء
دون سن العشرين وال على األجراء المعاقين .وذلك في األحوال المحددة بنص تنظمي.
يجب تعويض األجراء الذين تم وقف راحتهم األسبوعية أو تخفيضها براحة تعويضية
تعادل مدة الراحة األسبوعية وذلك خالل اجل ال يتجاوز ثالثين يوما.
رتب المشرع المغربي عن عدم احترام هذه المقتضيات جزءا جنائيا يتمثل في الغرامة من
788درهم إلى 088درهم وتتكرر الغرامات بتعدد المخالفات على أن ال يتجاوز مجموع
الغرامات مبلغ 28.888درهم.
ثانيا :الراحة أيام األعياد والعطل.
يقصد بأيام األعياد تلك األيام المحددة من طرف المشرع وذلك احتفاال بمناسبات دينية
أو وطنية أو مدنية وهي على سبيل الحصر.
وبالرجوع إلى المرسوم الصادر بتاري ــخ 1يناير 2100نجده يحدد قائمة األعياد المعتبرة
عطلة تؤدى عنها األجور في المؤسسات التجارية والصناعية والمهن الحرة واالستغالالت
الفالحية والغابوية وهو نفس المقتضى الذي نصت عليه المادة 223من مدونة الشغل
والمرسوم التطبيقي لها :وعليه فأيام األعياد والعطل هي :
22يناير ذكرى تقديم عريضة المطالبة باالستقالل -
2ماي عيد الشغل -
27ماي العيد الوطني -
21غشت ذكرى وادي الذهب -
4نوفمبر ذكرى المسيرة الخضراء -
20نوفمبر عيد االستقالل -
2شوال عيد الفطر -
28ذو الحجة عيد األضحى -
فاتح محرم السنة الهجرية الجديدة -
عيد المولد النبوي الشريف -
78يوليوز عيد العرش -
32
22غشت عيد الشباب -
ويجب عدم تشغيل األجراء خالل هذه األعياد وكل أجير يمتنع عن العمل خاللها ال يعتبر
مرتكبا ألي خطأ جسيم وإذا تم فصله بسبب هذا االمتناع اعتبر الفصل تعسفيا موجبا
للتعويض.
وإذا كانت القاعدة تنص على عدم االشتغال أيام األعياد المؤدى عنها فإن ثمة استثناء يرد
عليها يتعلق بالمؤسسات التي يكون فيها مواصلة الشغل أمرا ضروريا نظرا لطبيعة شغلها
(محالت بيع المواد الغذائية بالتقسيط-المطاعم-المقاهي )..أو المؤسسات التي تستعمل مواد
سريعة التلف إذا كانت ال تتبع نظام التناوب على الراحة األسبوعية.
ويتعين على المشغلين أن يؤدوا ألجرائهم الذين يشتغلون يوم العيد المؤدى عنه (أو يوم
العطلة الذي تقرر أن يكون مؤدى عنه) باإلضافة إلى األجر الذي يحصلون عليه على تعويض
إضافي على الشغل الذي قاموا به ويكون مقدار ذلك التعويض مساويا لمقدار ذلك األجر
(المادة 221و 224من مدونة الشغل)
وبذلك ينقلب يوم العيد من يوم للراحة إلى تعويض مالي مضاف إلى األجرة العادية ألن
المادة 227وما يليها نصت صراحة على عبارة يوم العيد المؤدى عنه.
يقصد بأيام العطل تلك األيام التي قد يسمح فيها بتعطيل العمل (يوم التصويت-زيارة
رئيس دولة )..وهي غير مؤدى عنها كقاعدة ما لم يتم إقرار األداء عنها.
هذا ويمكن بعد استشارة مندوبي األجراء أو الممثلين النقابيين بالمقاولة عند وجودهم
استدراك ساعات الشغل الضائعة بسبب يوم العطلة شرط أن يتم ذلك خالل الثالثين يوما
الموالية لتاري ــخ تلك العطلة وإال يباشر االستدراك في اليوم الذي يوافق الراحة األسبوعية لألجير
وأن ال يؤدي ذلك إلى تجاوز مدة الشغل (عشر ساعات في اليوم).
ويؤدى األجر عن الساعات المستدركة بنفس الشروط التي يؤدي بها عن ساعات الشغل
العادية.
هذا وقد رتب المشرع جزاء جنائيا على عدم احترام هذه المقتضيات يتمثل في الغرامة
(من 788إلى 088درهم) وتتكرر عقوبات الغرامة بتعدد األجراء الذين لم يراع في حقهم
تطبيق أحكام المقتضيات السابقة على أن ال يتجاوز مجموع الغرامات 28.888درهم.
ثالثا :العطلة السنوية المؤدى عنها.
إن العمل لفترة طويلة ولشهور متوالية يرهق األجير ويؤثر على صحته ونفسيته ،لذلك كان
لزاما توفير قسط من الراحة له يتمثل في أيام متوالية تمكنه من الخلود إلى الراحة و االبتعاد عن
أماكن العمل ومرافقة عائلته لالصطياف والنزهة.
وقد تم إقرار العطلة السنوية المؤدى عنها بمقتضى االتفاقية الدولية رقم 02الصادر
بتاري ــخ 21يونيو 2174من طرف منظمة العمل الدولية المنعقدة في دورتها العشرين.
33
وفي سنة 2173أصدر المشرع المغربي أول ظهير يتناول العطلة السنوية إال أنه يقصرها
على األجراء غير الفالحين.
ومعلوم أنه خالل هذه الفترة كان جل األجراء المغاربة يشتغلون في الميدان الفالحي (أكثر
من ) % 10مما يجعل هذا المقتضى التشريعي قاصرا على األجراء الفرنسيين واألجانب
بالمغرب دون نظرائهم المغاربة.
وبحصول المغرب على استقالله السياسي عرفت النصوص القانونية المتعلقة بالعطلة
السنوية المؤدى عنها تعديالت كبيرة حيث تم تمديد تطبيقها إلى األجراء في الميدان الفالحي
بمقتضى ظهير 1أبريل 2100والذي تم تغييره بظهير آخر هو ظهير 21أبريل 2137كما تم
توسيع نطاق المقاوالت المستفيدة من نظام العطلة السنوية بمقتضى مرسوم 21نونبر .2147
وهكذا أصبح ميدان تطبيق العطلة السنوية واسعا وشامال ألغلب األجراء المغاربة
وبصدور مدونة الشغل تم تجميع هذه المقتضيات القانونية وإعادة تنظيمها وذلك في
المواد 272إلى 240كما تم إلغاء ظهير 1يناير 2114المتعلق بالعطلة السنوية المؤدى عنها
باستثناء الفصول من 12إلى 11وإلغاء ظهير 21أبريل 2137المعتبر بمثابة قانون تحدد
بموجبه شروط تشغيل األجراء الفالحين وأداء أجورهم.
وباستقراء المقتضيات الجديدة يمكننا إبراز أهم األحكام اآلتية :
-1شروط االستفادة من العطلة السنوية المؤدى عنها.
يلزم الستفادة األجراء من العطلة السنوية توفر شرطين أساسيين هما :وجود عقد شغل
يخضع بموجبه األجير لتبعية المشغل و قضاء فترة معينة من الشغل الفعلي عند نفس
المشغل .وإذا كان الشرط األول ال يستوجب توضيحا فإن الشرط الثاني يقتضي بيان ما يلي :
-قضاء فترة معينة :نصت المادة 272من مدونة الشغل على أنه يستحق كل أجير قضى
ستة أشهر متصلة من الشغل في نفس المقاولة ولدى نفس المشغل عطلة سنوية مؤدى عنها
تحدد مدتها على النحو أدناه ما لم يتضمن عقد الشغل أو اتفاقية الشغل الجماعية أو النظام
الداخلي أو العرف مقتضيات أكثر فائدة
وهكذا فإن قضاء األجير لفترة ستة أشهر كحد أدنى يخوله االستفادة من عطلة سنوية
تحتسب على أساس يوم ونصف من أيام الشغل الفعلي عن كل شهر من الشغل (أي عشرة أيام
تتضمن تسعة أيام من العمل +يوم راحة).
ويقصد بأيام الشغل الفعلي األيام التي هي غير أيام الراحة األسبوعية وأيام األعياد المؤدى
عنها وأيام العطل التي يتعطل فيها الشغل في المؤسسة.
وعليه فإذا اشتغل األجير فترة ستة أشهر متصلة حتى ولو تم إيقاف عقد شغله خاللها
ألداء الخدمة العسكرية اإلجبارية أو تغييب بسبب مرض أو إصابة مثبتة بمقتضى شهادة طبية
معتبرة .أو كانت األجيرة خالل فترة عطلة الوالدة (المواد )204-201أو كان تغيب األجير خالل
34
فترة العجز المؤقت الناتج عن حادثة شغل أو مرض مهني أو كان التغيب بسبب زواجه أو زواج
أبناءه أو ربائبه أو في حالة وفاة زوجه أو أحد أبناءه أو أحفاده أو أصوله أو أحد إخوته .أو إجراء
عملية جراحية له أو ألحد مكفوليه (المواد ( 230 )231امتحان-تدريب-مباراة) أو بسبب حضور
أشغال المجالس الجماعية ولجانها (المادة .)233
فإنه يستفيد من عطلة سنوية مؤدى عنها ال يمكن أن تقل عن عشرة أيام تتضمن تسعة
أيام من الشغل الفعلي ويوم راحة.
أما إذا اشتغل لمدة إثنا عشرة شهرا فإنه يستحق عطلة سنوية مؤدى عنها ال يجب أن تقل
عن واحد وعشرون يوما متضمنة لـثماني عشرة يوما من أيام الشغل الفعلي وثالثة أيام راحة
(المجموع واحد وعشرون يوما) .
-هذا ويضاف إلى مدة العطلة السنوية المؤدى عنها يوم ونصف يوم من أيام الشغل
الفعلي عن كل فترة شغل كاملة مدتها خمس سنوات متصلة أو غير متصلة على أال تؤدي هذه
اإلضافة إلى رفع مجموع العطلة السنوية المؤدى عنها إلى أزيد من ثالثين يوما من أيام الشغل
الفعلي.
االشتغال عند نفس المشغل :وهذا الشرط منصوص عليه صراحة في المادة 272من
مدونة الشغل وهو شرط معقول ألنه يبرر إخالص األجير لمشغله.
إال أن تحقق هذا الشرط ال ينفيه تغير المركز القانوني للمشغل إما بسبب اإلرث أو البيع أو
اإلدماج أو تحويل المشروع أو تقديمه حصة في شركة بل إن األجير يظل محقا في االستفادة من
عطلته السنوية حتى مع تغيير المشغل ما دام المشغل الجديد قد استأنف نشاطه بنفس
المقاولة.
وكل إنهاء لعقود الشغل المستمرة مع األجراء من طرف المشغل الجديد يخول لهؤالء
الحق في االستفادة من العطلة السنوية التي بقيت في ذمة المشغل السابق.
-2طرق احتساب العطلة السنوية المؤدى عنها لألحداث.
نصت الفقرة األخيرة من المادة 272من مدونة الشغل على تحديد مدة العطلة السنوية
لإلجراء األحداث الذين ال يتجاوز سنهم ثماني عشرة سنة في :يومان من أيام الشغل الفعلي عن
كل شهر من الشغل.
والحكمة من وراء الزيادة في مدة العطلة السنوية بالنسبة لألحداث تكمن في أن هؤالء
عادة ما يمارسون في هذه السن أشغاال متعبة وال تتناسب مع بنيتهم الجسيمة والنفسية .كما
أنهم في أمس الحاجة إلى الراحة ألنهم في فترة نمو.
وهكذا فإذا اشتغل األجير الحدث لمدة ستة أشهر متصلة فهو يستحق عطلة سنوية
مؤدى عنها تتمثل في خمسة عشرة يوما متضمنة إلثنى عشرة يوما من أيام الشغل الفعلي
وثالثة أيام راحة.
35
-أما إذا اشتغل لمدة إثنا عشرة شهرا فهو يستحق عطلة سنوية مؤدى عنها تتمثل في
ثالثين يوما متضمنة (أربعة وعشرون يوما من أيام الشغل الفعلي وستة أيام راحة).
-3مؤيدات الحق في العطلة السنوية لألجير.
باإلضافة إلى الجزاء الجنائي المقرر في المادة 240من مدونة الشغل والمتمثل في عقوبة
الغرامة (من 788إلى 088درهم) عن عدم احترام المقتضيات المتعلقة بالعطلة السنوية
وتكرار هذه العقوبة بتعدد األجراء الذين لم تراع في حقهم تلك المقتضيات على أال يتجاوز
مجموع الغرامات 28.888درهم فإن تمة العديد من األحكام األخرى التي تهدف إلى حماية حق
األجراء في التمتع بالعطلة السنوية نذكر منها :
-أن المقتضيات المتعلقة بالعطلة السنوية نعتبر من النظام العام ال يجوز االتفاق على
مخالفتها ما لم تكن المخالفة لصالح األجير بالزيادة من مدتها (المادة .)272
-يعتبر كل اتفاق على التنازل المسبق عن الحق في العطلة السنوية المؤدى عنها أو على
التخلي عن التمتع بها باطال ولو كان ذلك التنازل أو التخلي مقابل تعويض (المادة 212من
مدونة الشغل).
-يمنع تشغيل األجراء خالل عطلتهم السنوية حتى خارج المؤسسة سواء تم هذا التشغيل
من طرف المشغل األصلي أو من طرف مشغل آخر متى علم هذا األخير بأن األجير في حالة
عطلة سنوية (المادة .)242
-يمنع على كل أجير أثناء استفادته من عطلته السنوية المؤدى عنها أن ينجز أشغاال
بمقابل خالل عطلته( .المادة .)247
والهدف من هذا المقتضى هو تحقيق الغاية من العطلة السنوية المتمثل في خلود األجير
إلى الراحة الستعادة نشاطه استعدادا الستئناف الشغل.
لكن يمكن لألجير أن يمارس أعماال لحسابه الخاص أو لحساب غيره إذا كانت بدون مقابل
دون أن يطاله المنع.
-يتقادم الحق في المطالبة بالعطلة السنوية بعد مرور سنة من استحقاقها وهي بذلك
تسقط عام بعد عام كقاعدة عامة .وال يجوز الجمع بين العطل السنوية أو ضمها إال بموجب
اتفاق مكتوب بين الطرفين (األجير والمشغل).
-يمكن تجزئة العطلة السنوية المؤدى عنها أو ضمها على مدى سنتين متتاليين باالتفاق.
غير أنه يمنع أن تؤدي تجزئة العطلة السنوية المؤدى عنها إلى تخفيض مدة العطلة التي
يقضيها األجير سنويا إلى أقل من إثنى عشر يوما من أيام الشغل الفعلي يتخللها يومان من أيام
الراحة األسبوعية.
-يجب أداء التعويض عن العطلة السنوية لألجير في أجل أقصاه اليوم الذي يسبق بداية
عطلة األجير المعني .ويجب أن يكون أداء التعويض مرفوقا بأداء األجر.
36
-يعتبر تعويض العطلة السنوية المؤدى عنها أو التعويض عند عدم التمتع بها سواء تم
ضم العطلتين السنويتين أم ال دينا ممتازا يستوفي باألولوية على سائر الديون الممتازة
المنصوص عليها في الفصل 2210من ق.ل.ع ،أي أنه يأتي من قبل دين مصروفات الجنازة.
-4فترة العطلة السنوية المؤدى عنها.
لم يعمد المشرع إلى تحديد فترة معينة لالستفادة من العطلة السنوية المؤدى عنها بل
ترك ذلك التفاق األطراف ولمقتضيات العرف.
إال أن تناقض مصالح األجراء الذين يفضلون قضاء عطلهم خالل أشهر معينة في السنة
(غالبا فصل الصيف) ووجود حاالت ال يمكن فيها للمشغلين إغالق مقاولتهم كليا دفع بالمشرع
إلى التدخل لوضع أحكام خاصة بتنظيم فترة تمتيع األجراء بالعطلة السنوية حيث نصت المادة
210من مدونة الشغل على أنه :
يتولى المشغل تحديد تواري ــخ العطلة السنوية بعد استشارة مندوبي األجراء والممثلين
النقابيين بالمقاولة عند وجودهم ويتم تحديد تواري ــخ مغادرة األجراء لشغلهم قصد قضاء
عطلهم السنوية المؤدى عنها بعد استشارة المعنيين باألمر ،مع مراعاة الحالة العائلية لألجراء
ومدة األقدمية في المقاولة.
غير أنه يمكن عند حصول اتفاق مع المعنيين باألمر إما تقديم تواري ــخ مغادرتهم قصد
قضاء عطلهم السنوية المؤدى عنها.
وفي هذه الحالة يجب على المشغل أن يقوم قبل مغادرة األجير بتعليق الملصق الخاص
بجدول العطل والسجل الخاص بتنظيم العطلة السنوية.
وإما تأخير تواري ــخ المغادرة ،وفي هذه الحالة يجب على المشغل أن يقوم في أجل أقصاه
اليوم الذي كان مقررا في البداية لمغادرة األجير لشغله قصد قضاء عطلته السنوية المؤدى عنها
بإدخال ما يلزم من تغيير على الملصق أو السجل.
ويجب على المشغل في الحالتين معا المشار إليهما أعاله إخبار مفتش الشغل بكل تغيير
وذلك بمقتضى رسالة مضمونة مع إشعار بالتوصل.
هذا ويجب على المشغل أن يطلع جميع األجراء المستحقين للعطلة السنوية المؤدى عنها
على جدول المغادرة وذلك خالل أجل 78يوما من تاري ــخ المغادرة .ما لم تنص اتفاقية جماعية
أو عقد شغل فردي أو نظام داخلي على مقتضيات أفضل لإلجراء كما يجب تعليق جدول
المغادرة في أماكن يرتادها األجراء (المكاتب – المستودعات – األوراش) (المادة 214من مدونة
الشغل).
كما يجب تضمين جدول المغادرة التغيرات الطارئة عليه (بالتقديم أو التأخير) وتثبيت
الكل بسجل خاص بالعطلة السنوية يوضع رهن إشارة مفتش الشغل واألجراء.
37
والغاية من هذه المقتضيات هي تفادي عنصر المفاجأة وترك الوقت الكافي لألجير لتدبير
أموره واختيار مكان قضاء عطلته واالستعداد لذلك حتى ال يقضي األيام األولى من العطلة في
االستعداد للسفر مما يحرمه من جزء من عطلة السنوية...
-5حاالت الخروج عن القاعدة العامة بشأن تحديد فترة العطلة السنوية المؤدى عنها.
قد تقوم اعتبارات تتعلق إما باألجير أو المشغل أو بطبيعة الشغل تفرض ضرورة الخروج
عن القواعد العامة بشأن تحديد فترة العطلة السنوية المؤدى عنها ويمكن إيراد أهم هذه
الحاالت كاآلتي :
-حالة اقتران العطلة السنوية المؤدى عنها باإلغالق الكلي أو الجزئي للمؤسسة حيث
يجب تمتيع جميع األجراء بتعويض عن العطلة السنوية المؤدى عنها يعادل مدة اإلغالق حتى
ولو تعلق األمر بأجراء لم يقضوا مدة الستة أشهر الالزمة لالستفادة من العطلة السنوية (أي أيا
كانت المدة التي قضوها في الشغل حتى تاري ــخ اإلغالق).
-في حالة وجود عدة مؤسسات ممارسة لنشاط واحد في نطاق الجماعة نفسها أو
العمالة أو اإلقليم فيمكن للسيد العامل بعد أخذ رأي المندوب اإلقليمي المكلف بالشغل أن يأمر
المؤسسات بإجراء تناوب فيما بينها تجنبا لحدوث تزامن في فترة إغالق المؤسسات لنشاطها
ألن ذلك قد يضر بمصلحة الجمهور وتحدد كيفية تنظيم هذا التناوب باتفاق المشغلين وعند
اختالفهم أو عند عدم موافقة األجير على مقترحهم بالتناوب يتولى هذا األخير تحديد فترة
العطلة السنوية المؤدى عنها لتلك المؤسسات (المادة .)210
تحدد في كل والية أو عمالة أو إقليم بقرار للسلطة الحكومية المكلفة بالشغل وبعد أخذ
رأي المنظمات المهنية للمشغلين والمنظمات النقابية لألجراء األكثر تمثيال الفترات التي ال
يمكن لألجراء الذين يشتغلون في االستغالالت الفالحية والغابوية وتوابعها االستفادة خاللها من
العطلة السنوية المؤدى عنها.
وغالبا ما تكون هذه الفترات متعلقة بمواسم الحرث أو الحصاد أو جني المحاصيل
الزراعية حيث يمكن أن يترتب عن مطالبة األجراء باالستفادة من العطلة السنوية المؤدى عنها
إلحاق الضرر بالمشغلين الذين يوجدون في وضعية جني المحاصيل والتي تتطلب التوفر على
يد عاملة في حالة شغل.
-يستحق األجير المنزلي الذي يقدم خدماته لمشغلين متعددين االستفادة من العطلة
السنوية وتحدد أجل بدء االستفادة منها من طرف أقدم مشغل له ويبلغ سائر المشغلين
اآلخرين بذلك (المادة 241من مدونة الشغل).
ويمنع على أي مشغل آخر أن يستفيد من خدمات األجير المنزلي خالل فترة عطلته.
-أما بالنسبة لألجير المصاب بحادثة شغل فيجب على المشغل أن يؤجل إعطاؤه العطلة
السنوية المؤدى عنها إلى أن تلتئم جراحه.
38
وال تحتسب المبالغ التي تؤدى على أساس التعويض اليومي لألجير نتيجة حادثة شغل أو
مرض مهني عند تحديد مقدار التعويض عن العطلة السنوية المؤدى عنها أو التعويض عن عدم
التمتع بها.
أما إذا انقطع األجير المصاب بحادثة بعد التئام جروحه عن الشغل بالمقاولة التي كان
يشتغل بها وقت إصابته بالحادثة فيجب على المشغل أن يؤدي له تعويضا عن عدم التمتع
بالعطلة السنوية المؤدى عنها في نفس الوقت الذي يحصل فيه على تعويضاته اليومية طبقا
لقانون 22 – 20بشأن حوادث الشغل.
وعند إنهاء عقد الشغل أو توقفه ألي سبب كان (ما لم يكن بسبب خطأ جسيم لألجير)
فإن هذا األخير يستحق التعويض على عطلته السنوية ألن هذا التعويض يتعلق بتنفيذ عقد
الشغل وليس بإنهائه.
39
-4اإلجازة بمناسبة الوالدة :نصت المادة 241من مدونة الشغل على حق كل أجير في
االستفادة من إجازة مدتها ثالثة أيام بمناسبة كل والدة ويسري نفس الحكم على األجير الذي
استلحق طفال بنسبه.
ومدة اإلجازة هاته يمكن أن تكون متصلة أو غير متصلة وذلك بحسب االتفاق بين
المشغل واألجير على أن تمنح وجوبا خالل مدة شهر من تاري ــخ الوالدة كأقصى أجل.
وإذا تزامن وقوع الوالدة مع الفترة التي يكون فيها األجير متمتعا بعطلته السنوية المؤدى
عنها أو كان في اإلجازة بسبب المرض أو بسبب حادثة أيا كان نوعها (حادثة شغل-حادثة طريق)
أضيفت إلى العطلة السنوية أو إجازة المرض أو الحادثة إجازة األيام الثالثة المذكورة.
وخروجا عن القاعدة العامة نصت المادة 238من مدونة الشغل على جعل هذه اإلجازة
مؤدى عنها حيث نصت على أن األجير يستحق خالل أيام إجازته الثالثة تعويضا مساويا لألجر
الذي كان سيتقاضاه لو بقي في شغله والحكمة من ذلك هي حاجة األجير الماسة لمثل هذا
التعويض خصوصا في مثل هذه المناسبات التي تفرض مصاريف إضافية.
ويؤدى هذا التعويض إلى األجير من طرف مشغله عند حلول موعد أداء األجر الذي يلي
مباشرة قيام األجير باإلدالء بالوثائق اإلدارية المثبتة لوقوع الوالدة والمسلمة من ضابط الحالة
المدنية.
على أن يسترجع المشغل هذا التعويض من الصندوق الوطني للضمان االجتماعي في
حدود السقف الخاص لمبلغ االشتراكات الشهرية المدفوعة إلى هذا الصندوق (المادة .)238
وال يجب الخلط هنا بين رخصة التغيب هاته الممنوحة لألب وبين رخصة التغيـب للوضـع
الممنوحة لألجيرة الحامل (أربــع عشرة أسبوعا).
ثانيا :اإلجازة للمرض.
ق ــد يتغي ــب األجي ــر ع ــن الش ــغل بس ــبب م ــرض أل ــم ب ــه ويتع ــين علي ــه أن يخب ــر مش ــغله ب ــذلك
خ ــالل ثم ــاني وأربع ــين س ــاعة الموالي ــة وأن يب ــرر ذل ــك م ــا ل ــم تح ــل ق ــوة ق ــاهرة دون ذل ــك .والق ــوة
القــاهرة هــي مســألة واقــع يمكــن إثباتهــا بكــل طــرق اإلثبــات الممكنــة ويســتقل قاضــي الموضــوع فــي
تقديرها دون رقابة عليـه فـي ذلـك مـن طـرف محكمـة الـنقض -وإذا اسـتمر غيـاب األجيـر ألكثـر مـن
أربعـة أيــام فيجــب عليــه إخبــار مشــغله بالمـدة المحتملــة لغيابــه واإلدالء بشــهادة طبيــة تبــرر ذلــك –
إال إذا تعذر عليه األمر.
ويحــق للمشــغل أن يعهــد علــى نفقتــه إلــى طبيــب يختــاره بنفســه بــأن يخضــع األجيــر لفحــص
طبــي مضــاد داخــل مــدة التغيــب المحــددة فــي الشــهادة الطبيــة المــدلى بهــا مــن قبــل األجيــر ويعتبــر
فــي حكــم المســتقيل كــل أجيــر يتغيــب ألكثــر مــن مائــة وثمــانون يومــا (ســتة أشــهر ) متواليــة بســبب
م ــرض غي ــر الم ــرض المهن ــي أو نتيج ــة حادث ــة غي ــر حادث ــة ش ــغل خ ــالل فت ــرة ث ــالث مائ ــة وخمس ــة
وستون يوما.
40
ونف ــس الحك ــم يس ــري إذا فق ــد األجي ــر قدرت ــه عل ــى االس ــتمرار ف ــي أداء الش ــغل حي ــث نص ــت
المــادة 237علــى عــدم أداء األجــر عــن الغيــاب بســبب مــرض غيــر المــرض المهنــي أو حادثــة غيــر
حادثـة شـغل مـا لــم يـنص علـى مقتضــى مخـالف فـي عقـد الشــغل الفـردي أو االتفاقيـة الجماعيــة
للشغل أو في النظام الداخلي للمؤسسة.
ثالثا :رخص أخرى للتغيب.
كمـ ــا يحـ ــق لألجيـ ــر االسـ ــتفادة مـ ــن رخـ ــص أخـ ـرى للتغيـ ــب وذلـ ـك الجتيـ ــاز امتحـ ــان أو القيـ ــام
بتـدريب رياضـي وطنــي أو للمشـاركة فـي مبــاراة رسـمية دوليـة أو وطنيــة أو بحضـور األجـراء األعضــاء
في المجالس الجماعية الجلسـات العامـة لهـذه المجـالس أو أشـغال اللجـان التابعـة لهـا والـذين هـم
أعضاء فيها وتعتبر هذه التغيبات غير مؤداة األجر ما لم ينص على خالف ذلك.
41
وإلـى جانـب المقتضـيات العامـة المضـمنة ب ق ل ع سـن المشـرع المغربـي ظهيـر 2يوليـوز
2120المتعلق بتنظـيم الشـغل والمغيـر بموجـب ظهــير 2يوليـوز .2113وظـل هـذا األخيـر سـاري
المفعــول إلــى أن تــم إق ـرار مدونــة الشــغل ،حيــث تولــت هــذه المدونــة إعــادة تنظــيم هــذا الموضــوع
فــي القســم الرابــع تحــت عنــوان حفــظ صــحة األج ـراء وســالمتهم وبــالرجوع إلــى أحكــام هــذا القســم
يمكننا تناول هذا الموضوع من خالل فقرتين كاآلتي :
الفقرة األولى :التدابير العامة بشأن حفظ صحة وسالمة األجراء وجزاءات خرقها.
أفــردت مدونــة الشــغل المــواد مــن 202إلــى 781منهــا لعــرض مختلــف التــدابير العامــة بشــأن
حفظ السالمة والصحة لألجـراء كمـا ضـمنتها جـزاءات عنـد مخالفـة مقتضـياتها .وبـالرجوع إلـى أهـم
األحكام المضمنة بهذه المواد يمكننا إيراد التدابير اآلتية :
-إلـ ـزام المشـ ــغل بالسـ ــهر علـ ــى نظافـ ــة أمـ ــاكن الشـ ــغل وتـ ــوفير كـ ــل شـ ــروط الوقايـ ــة الصـ ــحية
والس ــالمة لإلج ـراء (ك ــأجهزة الوقاي ــة م ــن الحرائ ــق +التدفئ ــة +التهوي ــة +الم ـراوح +الم ــاء الص ــالح
للشرب( )...م )202
-تسهيل عمل األشخاص المعاقين من خالل توفير الولوجيات (م .)202
-إلـزام المشــغلين بتــوفير وســائل الوقايــة لــآلالت إلــى تشــكل خطــر علــى األجـراء ،أو فــي أمــاكن
العمل التي تكتسي خطورة خاصة (كاآلبار +المناجم .)207
-منع استخدام المستحضـرات أو المـواد الخطـرة المنصـوص عليهـا بـنص تنظمـي وفـي حالـة
االس ــتثناء اإلش ــارة عل ــى ظه ــر غالفه ــا إل ــى أن ه ــذه الم ــواد خط ــرة وت ــوفير وس ــائل الوقاي ــة للعم ــال
(أقنعة – قبعة )...المادتين 200-203م.ش.
-إلـ ـزام األجـ ـراء باالمتنـ ـاع ع ــن اسـ ــتعمال اآلالت التـ ــي ال تتـ ــوفر عل ــى وسـ ــائل الوقايـ ــة أو عنـ ــد
تعطيل هذه الوسائل حالة وجودها.
-يمنع على أي مـؤاجر أن يكلـف أجيـرا باسـتعمال آلـة مـن غيـر أن تكـون وسـائلها الوقايـة التـي
جهزت بها مثبتة عليها في مكانها المناسب.
-إجبــار المشــغلين بعــرض إجـراءهم للفحــص الطبــي عنــد بدايــة اشــتغالهم وبكيفيــة دوريــة إذا
كانت أمكنة الشغل أو طبيعة الشغل تشكل خطرا على صحتهم (م 201م.)218
-يعتبــر عــدم امتثــال األج ـراء لتــدابير الحف ــاظ علــى الســالمة أو الصــحة خطــأ جســيما يخــول
المشـ ــغل فصـ ــله مـ ــن عملـ ــه بـ ــدون إخطـ ــار أو تعـ ــويض بشـ ــرط إطـ ــالع األج ـ ـراء علـ ــى تلـ ــك التـ ــدابير
وتعليقها في أماكن يرتادونها (م .)217
42
-وأفــرد المشــرع المغربــي ج ـزاء جنائيــا يتمثــل فــي الغرامــة مــن 2888إلــى 0888درهــم عنــد
مخالف ــة مقتض ــيات الم ــواد 202و 202و 201و 204وبالغرام ــة م ــن 28888دره ــم إل ــى 28888
درهم عند عدم التقيد بأحكام المواد 200-207و.218
وأرف ــق المش ــرع ه ــذه الج ـزاءات بمآي ــد آخ ــر حماي ــة لص ــحة األج ـراء وس ــالمتهم ويتمث ــل ف ــي
إمكاني ــة إص ــدار المحكم ــة لحكمه ــا باإلدان ــة مقرون ــا بقـ ـرار اإلغ ــالق المؤق ــت للمؤسس ــة حت ــى ي ــتم
احت ـرام المقتض ــيات المش ــار إليه ــا س ــابقا والت ــي كان ــت موض ــوع الخ ــرق وعن ــد انته ــاء أج ــل اإلغ ــالق
المؤقــت وعــدم قيــام المشــغل بتنفيــذ اإلصـالحات فــإن المحكمــة يمكنهــا أن تصــدر حكمــا بــاإلغالق
النهائي للمؤسسة تطبيقا لمقتضيات الفصلين 18و 721من القانون الجنائي (م .)788
تنص المادة 782مـن مدونـة الشـغل علـى وجـوب أداء أجـور األجـراء وتعويضـاتهم طيلـة مـدة
اإلغــالق المؤقــت ،وفــي حالــة الحكــم بــاإلغالق النهــائي وأدى ذلــك إلــى فصــل األج ـراء مــن شــغلهم
وجــب علــى المشــغل أن يــؤدي لهــم التعويضــات التــي يســتحقونها فــي حالــة إنهــاء عقــد الشــغل بمــا
في ذلك التعويض عن الضرر.
43
ويتولى إدارة هذه المصلحة رئيس ويتعين عليه أن يوجه تقريرا حول تنظيمها وسير عملها
وتدبيرها المالي إلى كل من العون المكلف بتفتيش الشغل وإلى الطبيب المكلف بتفتيش الشغل
وإلى مندوبي األجراء والممثلين النقابيين بالمقاولة عند وجودهم وكذا إلى مناديب السالمة إذا
تعلق األمر بالمقاوالت المعدنية التي تخضع للنظام المنجمي ،ويجب أن يكون هذا التقرير
مطابقا لنموذج خاص تصدره الوزارة المكلفة بالشغل.
هذا وتتحمل المقاولة مصاريف وصوائر تنظيم المصلحة الطبية المستقلة للشغل كما
تتكلف بأداء أجر طبيب الشغل الذي يشتغل لديها.
ويجب أن تستعين المصلحة الطبية المستقلة للشغل بمساعدين اجتماعيين أو ممرضين
حاصلين على إجازة الدولة في التمريض ومرخص لهم وفق الضوابط القانونية بمزاولة أشغال
المساعدة الطبية ويحدد عدد هؤالء المساعدين بموجب قرار تنظيمي للوزارة المكلفة بالشغل
اعتبارا لعدد األجراء المشتغلين بالمقاولة.
-2المصلحة الطبية المشتركة بين المقاوالت.
ويتم إحداثها لدى المقاوالت الصناعية والتجارية ومقاوالت الصناعة التقليدية
واالستغالالت الفالحية والغابوية وتوابعها التي تشغل أقل من خمسين أجيرا.
ويكون اختصاصها الترابي والمهني محال للموافقة والمصادقة من طرف كل من مفتش
الشغل والطبيب مفتش للشغل.
ويجب عليها أن تقبل عضوية أية مقاولة داخلة في نطاق اختصاصها ما لم ير المندوب
اإلقليمي للشغل خالف ذلك.
ويرأسها رئيس ويخضع لنفس االلتزامات التي عهد بها لرئيس المصلحة المستقلة للشغل.
كما أنها قد تستعين بمساعدين اجتماعيين أو ممرضين مجازين ومرخص لهم يتم تحديد
عددهم تبعا ألعداد األجراء المشتغلين لدى المقاوالت المحدثة لها وبمقتضى نصوص
تنظيمية.
* اختصاصات ومهام أطباء الشغل.
يعتبر طبيب الشغل المسؤول المباشر عن تنفيذ اإلجراءات والتدابير المتعلقة بحماية
صحة األجراء وضمان سالمتهم وألهميته ومكانته ،فقد خصته مدونة الشغل بعدة مواد تبرز
اختصاصاته والمجاالت المتعددة التي يتدخل فيها .واستنادا إلى تلك المواد يمكن إيراد أهم
اختصاصات طبيب الشغل كاآلتي :
-الممارسة الشخصية لمهامه وعدم إنابة الغير عنه (المادة .)781
-أداء مهامه باستقالل ونزاهة وحرية تجاه المشغل واألجراء وعدم مراعاة أي اعتبار إال
االعتبارات الخاصة بمهنته (المادة 721م.ش).
44
-إجراء فحوص طبية على األجراء قبل بداية تشغيلهم أو في أقصى اآلجال قبل انقضاء
فترة االختبار.
-وكذا على األجراء مرة في السنة بالنسبة للبالغين سن ثماني عشر سنة أو ما فوقها ومرة
كل ستة أشهر بالنسبة لمن تقل أعمارهم عن ثماني عشر سنة.
-إجراء فحوص على األجيرة الحامل ومن لها مولود دون الثانية والمعطوب والمعاق،
وذلك بصفة دورية (المادة .)723
-فتح ومسك ملفات طبية خاصة بإجراء المقاولة ،وتتبع حالتهم الصحية.
-مسك بطاقة خاصة بالمقاولة يتم تحيينها باستمرار تتضمن قائمة باألخطار واألمراض
المهنية إن وجدت وعدد األجراء المعرضين لها ،ويتم توجيه هذه القائمة إلى الطبيب مفتش
الشغل والعون المكلف بتفتيش الشغل ،ولجنة حفظ الصحة والسالمة.
-إجراء فحوص وقائية على األجراء للتأكد من مدى مالئمة مناصب الشغل المعهود إليهم
بها مع حالتهم الصحية.
مراقبة توفر شروط النظافة ومخاطر العدوى داخل أماكن الشغل وتنبيه األجراء إليها
وإخطار المشغل ومفتش الشغل بها.
وإلى جانب المهام الطبية الخالصة يؤدي طبيب الشغل دورا استشاريا واقتراحيا داخل
المقاولة ويتجلى ذلك في:
-إسداء النصح لإلدارة ورؤساء المصالح الطبية قصد الحرص على تطبيق التدابير اآلتية :
-تنبيه األجراء إلى الحوادث واألضرار التي تهدد صحتهم.
-تحسين ظروف الشغل وخاصة ما يتعلق بالبنايات والتجهيزات المستحدثة ومدى
مالئمة تقنيات الشغل للتكوين الجسمي لألجير والعمل على استبعاد المستحضرات المضرة
والخطيرة بصحة األجراء (المادة .)722
-إبداء الرأي فيما يتعلق بالتنظيم التقني للشغل وكذا المواد والمستحضرات الجديدة.
هذا ويجب على رئيس المؤسسة اطالعه على تركيبة تلك المنتجات مع التزام طبيب
الشغل بحفظ السر المهني.
45
-اقتراح تدابير فردية تخص بعض األجراء (كالنقل من شغل إلى آخر أو تحويل منصب
الشغل) متى كانت تلك التدابير تبررها اعتبارات تتعلق بسن األجير أو حالته الصحية أو قدرته
الجسمية على التحمل.
-التصري ــح لدى وزارة الصحة ولدى مفتش الشغل بكل مرض مهني يصل إلى عمله.
-هذا ويجب على رئيس المقاولة أن يسهل عمل طبيب الشغل ويقدم له كل المساعدات
الضرورية ألداء مهامه.
ويعد طبيب الشغل أجيرا خاضعا للتبعية اإلدارية واالقتصادية للمشغل دون التبعية الفنية.
46
وعموما كل ما يتعلق بحماية األجراء ووقايتهم من األمراض المهنية وحوادث الشغل وضمان
سالمتهم.
وهو مجلس يحدث لدى وزارة الشغل ويرأسه وزيرها أو من ينوب عنه ويتشكل من
ممثلين عن اإلدارة (وزارة الصحة ووزارة المالية ووزارة الشغل) وممثلين عن المنظمات المهنية
للمشغلين والمنظمات النقابية لإلجراء األكثر تمثيال.
هذا ويمكن للمجلس أن يشرك في أعماله كل شخص له كفاءة وخبرة معترف بها في
مجال تخصص المجلس.
47
ويتم تحد يد أعضاء هذا المجلس وطريقة تنظيمه وطريقة سير أعمال بموجب نص
تنظيمي.
ثانيا :لجنة السالمة وحفظ الصحة داخل المقاولة
ويتعين إحداثها لدى المقاوالت الصناعية والتجارية ومقاوالت الصناعة التقليدية
واالستغالالت الفالحية والغابوية وتوابعها التي تشغل خمسين أجيرا على األقل.
-1تكوين اللجنة :
وتتألف هذه اللجنة من :
_المشغل أو ينوب عنه رئيسا
_رئيس مصلحة السالمة ،وعند عدم وجوده مهندس أو إطار تقني يعمل بالمقاولة يعينه
المشغل لهذه المهمة.
_طبيب الشغل بالمقاولة.
_مندوبين اثنين لإلجراء يتم انتخابهما من قبل المندوبين المنتخبين
_ممثل أو ممثلين نقابيين لألجراء بالمقاولة عند وجودهما.
ويمكن للجنة أن تشرك في أشغالها كل شخص ينتمي إلى المقاولة يتوفر على الكفاءة
والخبرة في مجال الصحة والسالمة المهنية وخاصة رئيس مصلحة المستخدمين أو مدير
اإلنتاج بالمقاولة.
-2مهام اللجنة :وتتحدد مهام هذه اللجنة فيما يلي :
-استقصاء المخاطر المهنية التي تتهدد إجراء المقاولة.
-السهر على حسن تطبيق النصوص التشريعية والتنظيمية في مجال السالمة
وحفظ الصحة.
-الحرص على حسن استعمال األجهزة المعدة لوقاية األجراء من المخاطر
المهنية.
-الحفاظ على البيئة داخل المقاولة ومحيطها.
-اقتراح كل المبادرات التي تهم على الخصوص مناهج الشغل وطرقه وانتقاء
المعدات واختيار األدوات واآلالت الضرورية للشغل والمالئمة لضوابط
الصحة والسالمة.
-تقديم كل االقتراحات بشأن إعادة تأهيل المعاقين من أجراء المقاولة.
-إبداء الرأي حول سير المصالح الطبية للشغل.
-نشر الوعي داخل المقاولة بضرورة التوقي من المخاطر المهنية وتنميته روح
الحفاظ على السالمة داخل أماكن الشغل.
48
-3سير عمل اللجنة.
تعقد هذه اللجنة اجتماعاتها باستدعاء من رئيسها مرة كل ثالثة أشهر بشكل عادي وكلما
دعت الضرورة لذلك في األحوال االستثنائية.
كما أ نها ملزمة باالجتماع إثر كل حادث خطير أو كان من الممكن أن تتربت عنه مخاطر
لإلجراء.
ويجب أن تتم هذه االجتماعات في مكان مخصص لذلك داخل المقاولة وفي الوقت
المحدد للشغل ما أمكن ويعتبر الوقت المستغرق في االجتماعات وقت شغل فعلي مؤدى عنه
األجر لإلجراء.
-4آليات اشتغال اللجنة :
تتمثل آليات عمل اللجنة في التحقيقات التي تجريــها على إثر كل حادثة شغل أو مرض
مهني ويتخذ شكل تقارير محددة لظروف تلك الحوادث أو ألسباب المرض.
ويجب على طبيب الشغل توجيه نسخة من هذه التقارير إلى كل من مفتش الشغل وإلى
الطبيب المكلف بتفتيش الشغل وذلك خالل خمسة عشر يوما الموالية لوقوع حادثة الشغل أو
المعاينة المرض المهني.
كما يجب على هذه اللجنة وضع تقرير سنوي حول تطور مستوى المخاطر المهنية داخل
المقاولة .وتسطير البرنامج السنوي للوقاية من المخاطر المهنية.
49
الفقرة األولى :االلتزام بأداء الشغل.
يمثل االلتزام بأداء الشغل االلتزام الرئيسي الذي يقع على عاتق األجير حيث ال تعدو
االلتزامات األخرى أن تكون تابعة له وهذا األمر قررته صراحة مقتضيات الفصل 327من
ق.ل.ع وكذا بنود مدونة الشغل.
وأداء الشغل يجب أن يكون شخصيا أوال وبحسن نية وحسب قواعد المهنة ثانيا وإن
يبذل فيه األجير العناية الالزمة ثالثا وأن ينصب على ذات الشغل المتفق عليه وفي ظروف
الزمان والمكان الواردة في العقد رابعا.
أوال :أداء الشغل بصفة شخصية.
نصت مقضيات الفصل 327من ق.ل.ع على هذه الصفة في أداء الشغل صراحة حيث
جاء فيها "إجازة الخدمة أو العمل ،عقد يلتزم بمقتضاه أحد طرفيه بأن يقدم لآلخر خدماته
الشخصية ألجل محدد أو من أجل أداء عمل معين في نظير أجر يلتزم هذا األخير بدفعه له.
وهذا التنصيص التشريعي على صفة الشخصية في أداء األجير للشغل يبرره أن تلك
الصفة غالبا ما تكون محل اعتبار خاص في عقد الشغل من طرف المشغل.
ويترتب على هذا أن وفاء األجير بالتزامه المتمثل في أداء الشغل ال يتحقق إال إذا قام
األجير بنفسه بأدائه ودون أن يعهد به إلى الغير .ألنه من حق المشغل دائما أن يرفض هذه
النيابة ويتمسك باألداء الشخصي لألجير اللتزامه.
إال أن الطابع الشخصي اللتزام األجير بأداء الشغل ال يرتبط بالنظام العام ألنه يمكن دائما
االتفاق (بين األجير والمشغل) على مخالفته وإسناد مهمة التنفيذ لاللتزام إلى شخص آخر غير
األجير.
وهذا ما يستخلص صراحة من بنود الفصل 374من ق.ل.ع التي تنص على أنه "ال يجوز
ألجير الخدمة أو العمل أن يعهد بتنفيذ مهمته إلى شخص آخر إذا ظهر من طبيعة الخدمة أو
العمل أو من اتفاق الطرفين أن للمشغل مصلحة في أن يؤدي األجير بنفسه التزامه :
وبإعمال مفهوم المخالفة وتطبيقا ألحكام الفصل 274من ق.ل.ع فإنه يجوز دائما للمدين
(األجير في حالتنا) أن ينفذ االلتزام إما بنفسه وإما بواسطة شخص آخر ما لم يشترط في عقد
الشغل صراحة أن يتم التنفيذ شخصيا من طرف األجير إذ في هذه الحالة ال يجوز لألجير أن
ينيب عنه شخصا آخر ولو كان هذا الشخص أفضل منه في أدائه.
أو كانت طبيعة االلتزام أو صفة من صفات المدين محل اعتبار خاص عند إبرام عقد
الشغل.
ومن النتائج المترتبة على الطابع الشخصي ألداء األجير اللتزامه أن هذا االلتزام يسقط
بمجرد وفاة األجير وال يحق للمشغل إلزام ذوي حقوقه باالستمرار في تنفيذ التزام مورثهم ما لم
يتم االتفاق كذلك على خالف ذلك.
50
ثانيا :أداء الشغل بحسن نية ووفق القواعد المهنية.
يعتبر مبدأ حسن النية من المبادئ القانونية الهامة التي تحكم العقود وهو مبدأ أصيل
يجد أساسه في أحكام الشريعة اإلسالمية وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم (من غش
فليس منا) رواه اإلمام مسلم وأبو داود والترمذي) وكذا في القواعد العامة المضمنة في ق.ل.ع
بشأن االلتزام حيث نص الفصل 272منه على ان "كل تعهد يجب تنفيذه بحسن نية" وكمبدأ
في المادة 28من مدونة الشغل التي تنص على أن األجير مسؤول في إطار شغله عن فعله أو
إهماله أو تقصيره أو عدم احتياطه".
وهذا يقتضي من األجير أداء الشغل دون تدليس أو استعمال لطرق احتيالية (كالتخفيض
من اإلنتاج بصفة عمدية أو تضييع الوقت ألسباب مفتعلة أو التغيب بدون مبرر.)...
وال يكفي األجير أن ينفذ الشغل بحسن نية بل يلزمه أن يكون األداء مطابقا للقواعد
المهنية.
والمالحظ أن المشرع المغربي قد سوى بين األجير الذي ينفذ التزامه بشكل معيب عن
حسن نية وعدم إدراك وبين األجير الذي يدرك جيدا أصول القيام بالتزامه ولكنه يقصر في أدائه
وفق لها .إذ رتب في الحالتين معا مسؤوليتهما عن األضرار التي يسببانها للمؤاجر وذلك إعماال
لمقتضيات الفصل 373من ق.ل.ع التي تنص على أن " :من يلتزم بإنجاز عمل يسأل ليس
فقط عن فعله ولكن أيضا عن إهماله ورعونته وعدم مهارته وكل شرط مخالف لذلك يكون
عديم األثر.
51
والمالحظ أن مقتضيات قانون الشغل غالبا ما يمنح للمؤاجر استنادا إلى حق الملكية
والسلطة التنظيمية للعمل سلطة واسعة لتعديل محل العقد وتكليف األجير بأداء شغل غير
الشغل المتفق عليه متى اقتضت ذلك حالة الضرورة أو القوة القاهرة أو كان العمل الجديد ال
يختلف جوهريا عن الشغل محل التعاقد.
إال أن تغيير محل عقد الشغل إسنادا إلى حالة الضرورة أو القوة القاهرة يجب أن يكون
مؤقتا ومرهونا بقيام هذه الحاالت وال يجب التوسع فيه خارج الحدود واآلجال الالزمة
لتجاوزها.
كما ال ينبغي أن يؤدي استعمال المشغل لسلطته في تغيير محل عقد الشغل في األحوال
السابقة إلى االنتقاص من الحقوق المكتسبة لألجير أو اإلساءة إلى األجير أو مضايقته (بحكم
نشاطه النقابي مثال) .حيث يكون المشغل وقتئذ متعسفا في استعمال سلطته مما يعطي
األجير حق االمتناع عن القيام بالشغل الجديد الذي كلف به ودون أن يوصف ذلك االمتناع
بصفة الخطأ الجسم الذي يخول المشغل إمكانية إنهاء عقد شغله أو إخضاعه لسلطته
التأديبية.
الفقرة الثانية :االئتمار بأوامر المشغل.
يعتبر هذا االلتزام مظهرا جليا لعالقة التبعية والخضوع التي يخضع لها األجير تجاه مشغله
ومعيارا معتمدا لتمييز عقد الشغل عن غيره من األنظمة المشابهة.
فاألجير ملزم وفقا لهذا المعيار باحترام أوامر المشغل وتعليماته وتنفيذها تحت طائلة
ترتب مسؤوليته متى كانت هذه التعليمات صريحة وواضحة وغير مخالفة للنظام العام واآلداب
وكانت وثيقة الصلة بالشغل محل العقد إعماال لمقتضيات الفصل 370من ق.ل.ع الذي ينص
على أن األجير يسأل أيضا عن النتائج المترتبة عن عدم مراعاة التعليمات التي تلقاها إذا كانت
صريحة ولم يكن له مبرر خطير يدعوه لمخالفتها ،وإذا وجد هذا المبرر لزمه أن يخطر به
المشغل وان ينتظر تعليماته.
وبنود المادة 22من مدونة الشغل التي تقرر على أن يمتثل األجير ألوامر المشغل في
نطاق المقتضيات القانونية أو التنظيمية أو عقد الشغل أو اتفاقية الشغل الجماعية أو النظام
الداخلي.
يمتثل األجير أيضا للنصوص المنظمة ألخالقيات المهنة.
52
وينجم عن عدم احترام هذه التعليمات ارتكاب األجير لخطأ جسيم يمكن أن يترتب عنه
الفصل دون إعالم أو تعويض تطبيقا ألحكام المادة 71من مدونة المشغل الجديدة والتي تنص
على أنه :
تعتبر بمثابة أخطاء جسيمة يمكن أن تؤدي إلى الفصل األخطاء التالية المرتكبة من طرف
األجير.
-رفض إنجاز شغل من اختصاصه عمدا وبدون مبرر.
-عدم مراعاة التعليمات الالزم اتباعها لحفظ السالمة في الشغل وسالمة المؤسسة.
واألجير تنفيذا لهذا االلتزام ملزم باحترام تعليمات نواب المشغل أو وكالئه أو ممثلية
المفوضين في إدارة العمل واإلشراف عليه ،ما دامت تلك التعليمات مرتبطة بتنفيذ عقد الشغل
وفي نطاقه وحدوده.
الفقرة الثالثة :االلتزام بالمحافظة على األشياء التي سلمت له بمناسبة أداء المشغل
إلى جانب االلتزامات السابقة يتحمل األجير بالتزام المحافظة على األشياء والتجهيزات
المسلمة له من طرف المشغل ألداء عمله وعدم تعريضها للتلف أو التعييب أو التخريب تطبيقا
ألحكام الفصل 318من ق.ل.ع الذي ينص على أن " أجير الخدمة وأجير العمل اللذان ال
يقدمان إال العمل يلتزمان بالمحافظة على األشياء التي تسلم لهما ألداء ما يكلفان به من
الخدمة أو العمل ،ويجب عليهما رد هذه األشياء بعد أداء شغلهما ويضمنان هالكها أو
تعييبها الحاصل بخطئهما ،والمادة 22من مدونة الشغل التي تنص على أنه".
" يجب على األجير المحافظة على األشياء والوسائل المسلمة إليه للقيام بالشغل ،مع ردها
بعد انتهاء الشغل الذي كلف به.
يسأل األجير عن ضياع األشياء والوسائل السالفة الذكر أو تلفها إذا تبين للقاضي بما له من
سلطة تقديرية أن الضياع أو التلف ناتجان عن خطأ األجير ،كما لو نتج الضياع أو التلف عن
استعمال األشياء أو الوسائل في غير الشغل المعدة له أو خارج أوقات الشغل ال يسأل األجير
إذا كان التلف أو الضياع ناتجين عن حادث فجائي أو قوة قاهرة".
53
ومن قبيل الحادث الفجائي قابلية األشياء للكسر (كانكسار أكواب المشروبات أو صحون
تقديم الطعام من طرف النادل في المقهى أثناء تقديمها إلى الزبناء )...ففي مثل هذه الحاالت
وغيرها ال يسأل األجير عن الخطأ الصادر عنه ألنه مما يعد يسيرا وال دخل لإلرادة فيه.
أما إذا كان التلف أو التخريب عمديا ويقصد اإلضرار بالمشغل فإن مسؤولية األجير تكون
قائمة ومرتبة إلمكانية فصله بدون إخطار أو تعويض تطبيقا ألحكام المادة 71من مدونة الشغل
التي تنص على اعتباره خطأ جسيما يمكن أن يترتب عنه الفصل بقولها.
-إلحاق لضرر جسيم بالتجهيزات أو اآلالت أو المواد األولية عمدا أو نتيجة إهمال فادح.
-ارتكاب خطأ نشأت عنه خسارة مادية جسيمة للمشغل.
الفقرة الرابعة :االلتزام بالمحافظة على أسرار الشغل.
يعتبر هذا االلتزام من نتائج تطبيق مبدأ حسن النية في تنفيذ عقد الشغل ذلك أن األجير
غالبا ما يطلع بحكم شغله على أسرار خاصة وفي غاية األهمية مما يفرض عليه االلتزام
بالمحافظة عليها وعدم إذاعتها وإفشاءها ألن من شأن ذلك اإلضرار بالمشغل.
وهكذا فالخادم الذي يشتغل في منزل مثال ويطلع على أسرار العائلة ملزم بالحفاظ عليها
تحت طائلة ارتكاب خطأ جسيـم مؤدي إلى الفصـل دون إعـالم أو تعويض.
كما أن االشتغال بميدان صناعي أو تجاري يمكن األجير من اإلطالع على أسرار صنع المواد
وطرق تمويل التجارة وتحديد األثمان ويجعل ملما بطبيعة الزبناء مما يفرض عليه الحفاظ على
هذه األسرار وعدم إفشاءها للغير تجنبا للمنافسة غير المشروعة.
وقد رتب المشرع في مدونة الشغل (المادة )71على خرق هذا االلتزام قيام مسؤولية
األجير باعتباره مرتكبا لخطأ جسيم يمكن أن يؤدي إلى فصله بدون تعويض أو إعالم.
وإذا كان التزام األجير بالمحافظة على أسرار الشغل عاما خالل فترة سريان العقد بحيث
يمنع إفشاؤها للغير أو االستفادة الشخصية منها ،فإن هذا االلتزام ينحصر بعد انتهاء العقد في
عدم نشر هذه األسرار وتمكين الغير منها أما االستخدام الشخصي لها من طرف األجير فممكن،
ما لم تكن تلك األسرار متعلقة ببراءات اختراع مسجلة ومحمية قانونا.
54
الفقرة الخامسة :االلتزام بعدم المنافسة.
يعتبر هذا االلتزام تجسيدا لمبدأ حرية اإلرادة حيث يجوز للمشغل توقيا من منافسة أجيره
المطلع على أسرار شغله أن يضمن عقد الشغل شرطا بعدم المنافسة سواء أثناء تنفيذ عقد
الشغل أو بعد انتهاءه .كما أنه ليس هناك مانع في تضمين مثل هذا الشرط لبنود اتفاقية
جماعية للشغل.
إال أنه من الواضح أن إطالق العنان للمشغل في تضمين مثل هذا الشرط قد يؤدي إلى
هدر حرية العمل ويغل حرية األجير بحيث يظل ملتزما باالشتغال عند نفس المشغل طوال
حياته.
وتقييدا لهذا اإلطالق استقر الفقه والقضاء المقارن (الفرنسي والمصري والمغربي) على
اعتبار شروط عدم المنافسة باطلة إذا كانت عامة ومطلقة من حيث الزمان والمكان ،كما ساير
التشري ــع المغربي ذلك صراحة بنصه في الفصل 320من ق.ل.ع على أنه " :يبطل كل اتفاق
يلتزم بمقتضاه شخص بتقديم خدماته طوال حياته أو لمدة تبلغ من الطول حدا بحيث
يظل ملتزما حتى موته" وفي الفصل 281من ق.ل.ع الذي حدد الشرطين الواجب توفرهما
إلمكانية منع األجير من مباشرة حرفة معينة حيث نص على ضرورة تقييد المنع بفترة زمنية
محددة وبمنطقة جغرافية معينة.
إن تضمين العقد شرطا بعدم االشتغال لدى أي مؤاجر آخر وفي أي وقت كان وبالمغرب
كله يتضمن ضربا لحرية الشغل ويعتبر باطال بطالنا مطلقا لمخالفته ألحكام الفصل 323من
ق.ل.ع الذي ينص على أنه ال يسوغ للشخص أن يؤجر خدماته إال إلى أجل محدد أو ألداء عمل
معين ،أو لتنفيذه وإال وقع العقد باطال بطالنا مطلقا.
ويمكن أن نضيف إلى هذان الشرطان شرطا آخر يتمثل في أن المنع يجب أن يكون قاصرا
على ذات العمل الذي يمارسه المشغل دون سواه .وإن كان البعض يرى بأن المنع من المنافسة
يكون كذلك مشروعا حتى ولو كان منصرفا إلى عمل آخر مرتبط بالعمل أو النشاط األصلي
للمشغل طالما أن لهذا األخير مصلحة جدية ومشروعة في اشتراط منع المنافسة في شأنه.
وشرط النسبية هذا من ابتكار القضاء الفرنسي الذي حاول جاهدا التلطيف من شروط
عدم المنافسة حماية لألجراء باعتبارهم الطرف الضعيف وضمانا لحرية الشغل كحق أساسي
للعمال.
وقد سبق للقضاء المغربي أن أكد نفس المبدأ في قرار صادر عن محكمة النقض بتاري ــخ
22شتنبر 2108في الملف االجتماعي عدد 07007تحت رقم 7778منشور بمجلة قضاء
محكمة النقض العدد 23لسنة 2102ص 274 :جاء فيه "نعم حيث صح ما نعته الوسيلة
على القرار المطعون فيه ذلك أنه بمقتضى الفصل 22من العقد المبرم بين الطاعنة والمطلوب
في النقض يلتزم هذا األخير بإفادة الشركة بجميع نشاطه المهني ويمنع عليه إشاعة أي إيضاح
55
أو بيان عن سير الشركة أو الوسائل الخاصة المستعملة من طرفها أو استخدام هذه المعلومات
واألساليب لفائدة مصلحته الشخصية ولو حتى بعد انتهاء مدة العقد .وكل مخالفة لهذا االلتزام
تعتبر خطأ جسيما ال يبرر فحسب الفصل فورا بل يوجب عالوة على ذلك تعويض الضرر الناتج
عنه.
-وحيث أتبثت الطاعنة أن المطلوب في النقض أسس شركة مماثلة لها تهدف إلى تحقيق
نفس الهدف تحت اسم سيتكو .وذلك بواسطة نسخة من القانون األساسي للشركة المذكورة.
وحيث إن ما قام به المطلوب في النقض يشكل خرقا صريحا لما التزم في الفصل 22من
عقد العمل المبرم بينه وبين مشغلته شركة (لموسيت) كما يشكل خطأ جسيما يبرر طرده من
طرف الشركة المذكورة طبق نفس االلتزام".
وإجماال فإن مسؤولية األجير المخل بشرط عدم المنافسة هي مسؤولية عقدية أساسها
ذات الشرط المضمن بالعقد .وبقيامها يستحق المشغل تعويضا يستقيل قضاة الموضوع
بتقديره ما لم يكن منصوصا عليه في بنود العقد كبند جزافي إذ في هذه الحالة ينحصر دور
القاضي في مراقبة مدى عدالة هذا الجزاء وعدم مبالغته .مع إمكانية التخفيض منه حالة ثبوت
التعسف.
الفقرة السادسة :مصير اختراعات األجير.
نتيجة الرتفاع مستوى التكوين الفكري والمهني لبعض األجراء (وخاصة الشباب منهم)
طرح التساؤل عن مصير االختراعات التي يتوصلونها إليها أثناء تنفيذهم لعقد الشغل وما إذا
كانت خالصة لهم ؟ أم أنها ملك للمؤاجر الذي وفر األدوات والوسائل والظروف المناسبة
للوصول إلى ذلك االختراع؟ أم أن الحق في هذه االختراعات حق مشترك ومشاع بينهما ؟
وبالرجوع إلى بنود مدونة الشغل نجدها تلتزم الصمت بخصوص هذا الموضوع رغم
أهمية النزاعات التي أصبح يثيرها أمام المحاكم.
و باستقرائنا ألحكام الفقه والتشريعات المقارنة (الفرنسي-المصري) يمكننا التمييز بين
ثالثة أنواع من االختراعات العمالية كما يلي :
أوال :االختراعات الحرة.
يقصد باالختراعات الحرة تلك االختراعات التي يتوصل إليها األجير بجهده الشخصي
خارج أماكن العمل ودون االعتماد على األدوات والتجهيزات العائدة للمؤسسة ،أو هي
االختراعات التي يتوصل إليها األجير وتكون منقطعة الصلة تماما بالشغل الذي ينجزه لفائدة
المشغل.
وجلي أن مثل هذه االختراعات تكون ملكا خالصا لألجير يستفيد من الحقوق المادية
والمعنوية التي تنتجها دون أية مشاركة من المشغل في اقتسام فوائدها.
ثانيا :االختراعات المترتبة عن أداء الشغل أو اختراعات الخدمة .
56
وهي التي يتوصل إليها األجير أثناء إنجازه للشغل وباستعمال المختبرات والتجهيزات
والمواد التي توفرها المؤسسة.
وواضح أن المشغل في مثل هذه الحاالت يوفر الظروف والوسائل المؤدية إلى بلوغ
االبتكار أو االختراع إن لم يكن يقصده بالذات مما يجعله محقا في االستفادة ماليا.
غير أن تقرير أحقية المشغل المالية على هذه االختراعات ال يعني حرمان األجير المخترع
من تعويض عادل يقابل الجهد الذي أنفقه للوصول إلى هذا االختراع.
كما ال يفيد انتقال الحق المعنوي في االختراع إلى المشغل ألن هذا الحق يظل دائما وفي
كل األحوال حقا خالصا لألجير المخترع.
ثالثا :االختراعات المختلطة أو العرضية.
ومصير هذا النوع من االختراع مثار نزاع بين الفقه والقضاء والتشري ــع المقارن والغالب
عندهم اتجاهان األول يعتبره حقا خالصا لألجير ألنه نتاج جهده الشخصي وال دخل للمؤاجر
فيه والثاني يعتبره حقا مشتركا بين األجير المخترع والمشغل ما لم يتم النص على خالف ذلك
في عقد الشغل الفردي أو بموجب اتفاقيـة جمـاعيـة أو نظام داخلي.
57
وفي ميدان الشغل يكمن موضوع السلطة التأديبية للمؤاجر في المعاقبة على األخطاء
التأديبية للعمال التي تضر بالسير الحسن للمقاولة.
وهي بهذا التحديد ال تقوم إال للحفاظ على النظام داخل المقاولة ويجب أن تكون
العقوبات الناتجة عن ممارستها مالئمة لجسامة األخطاء المرتكبة وغير متعسف فيها.
والسلطة التأديبية موجودة في كل التكتالت والجماعات المنظمة بهدف ردع المخالفات
التي تسئ إلى سير الجماعة وفرض احترام قواعد وضوابط السلوك الالزمة لحياة تلك
الجماعات واستمرارها.
ثانيا :مصادر السلطة التأديبية للمؤاجر.
على خالف جل القواعد القانونية التي يعتبر القانون أهم مصادرها ،فإن مساهمة المشرع
في قيام قانون تأديبي متكامل تعتبر ضعيفة وغير ذات أهمية.
وتبقى األنظمة الداخلية للمقاوالت واالتفاقيات الجماعية الشغل أهم مصدر من مصادر
السلطة التأديبية للمؤاجر.
58
-2القانون.
اتسم القرن 20بغياب شبه كلي لدور المشرع في إقرار قانون تأديبي في ميدان الشغل،
وترجع أسباب ذلك إلى ضعف الفئات العمالية وعدم تكتلها وانتظامها.
وبحلول القرن 21ظهرت بوادر حركة نقابية عالمية عملت على إسماع صوت األجراء
لمراكز القرار وفرضت على المشرع ضرورة التدخل للحد من تعسفات المشغلون ووضع قيود
على ممارستهم للسلطة التأديبية.
وكان من نتائج التدخل في المغرب إقرار ظهير 20يوينو 2174والذي حد من حرية
المشغلين في اللجوء إلى العقوبات المالية ضد األجراء إال عند مخالفتهم للمقتضيات المتعلقة
بالمحافظة على الصحة والسالمة بالمقاولة.
كما تم حث المشغلين على وضع أنظمة داخلية للمقاوالت تحد من سلطان إرادتهم
وتنظم عالقات الشغل في إطار من التوازن بين حقوق والتزامات األجراء في مواجهة
المشغلون.
وبصدور مدونة الشغل تم تضمينها بعض المقتضيات القانونية التي تحد من سلطة
المشغل ين في توقيع الجزاءات التأديبية كما تم اإلقرار بحق األجراء في الدفاع عن أنفسهم
واالستعانة بمندوبي األجراء لمؤازرتهم قبل إيقاع أية عقوبة عليهم وتم التنصيص على الرقابة
اإلدارية (مفتش الشغل) والقضائية على مساطر التأديب داخل المقاولة تجنبا لكل تعسف أو
إساءة استعمال للسلطة التأديبية في غير موضعها ،وإجماال فإن مساهمة المشرع في المجال
التأديبي للمقاوالت ضعيفة وغير شاملة وال تمس بالسلطات الواسعة للمؤاجرين.
-2النظام الداخلي للمقاولة.
إن البحث في األنظمة الداخلية للمقاوالت هدفه معرفة إلى أي مدى كان لغياب المشرع
على الحقل التأديبي دافعا للمشغلين على إصدار أنظمة داخلية متكاملة تؤدي إلى وضع قانون
تأديبي مفصل يتضمن أنواع المخالفات وجزاءاتها والمساطر الواجب اتباعها من أجل توقيعها أو
استبعادها.
وبإلقاء نظرة على جل األنظمة الداخلية للمقاوالت يتضح جليا بأن هذه األنظمة صيغت
بطريقة عامة وغير واضحة وال تحدد بدقة الئحة لألخطاء المرتكبة من طرف األجراء وال
تصنيفها (بين أخطاء جسيمة ويسيرة) كما ال تضع ترتيبا للجزاءات بحسب كل مخالفة وال
مساطر لتوقيع هذه الجزاءات أو الستعادها ناهيك عن أن هذه األنظمة صادرة عن إرادة منفردة
للمشغل .ولم يتم التشاور في شأن وضعها مع مندوبي األجراء أو ممثليهم النقابيين إن وجدوا
مما يجعل محتواها مثار نزاعات دائمة مع المشغلين.
وأخيرا فإن عدد المقاوالت التي تشتغل وفق هذه األنظمة قليل جدا والغالب أن يتم
تعليق صورة من النظام النموذجي الصادر بتاري ــخ 27أكتوبر 2110وهو نظام من وضع
59
سلطات الحماية ليس هدفه حماية مصالح األجراء المغاربة كما أنه لم يعد معموال به بعد إلغاءه
من طرف مدونة الشغل.
-7اتفاقيات الشغل الجماعية.
هي عقد جماعي ينظم عالقات الشغل ويبرم بين ممثلي منظمة نقابية لألجراء األكثر
تمثيال أو عدة منظمات نقابية لألجراء األكثر تمثيال أو إتحاداتها من جهة وبين مشغل واحد أو
عدة مشغلين يتعاقدون بصفة شخصية أو ممثلي منتظمة مهنية للمشغلين أو عدة منظمات
مهنية للمشغلين األكثر تمثيال (المادة 281من مدونة الشغل) ويجب تحت طائلة البطالن أن
تكون اتفاقيات الشغل الجماعية مكتوبة.
يتضح من خالل هذا التعريف التشريعي أن اتفاقيات الشغل الجماعية تعنى بتنظيم
عالقات الشغل داخل المقاولة ومما يدخل في مفهوم عالقات الشغل تنظيم السلطة التأديبية
للمؤاجر ،ووضع الئحة بالمخالفات المرتكبة من طرف األجراء وكذا الجزاءات التي تلحقهم من
جراءها( .الميدان التأديبي).
والمالحظ أن االتفاقيات الجماعية بالمغرب على نذرتها لم تعط المجال التأديبي ما
يستحقه من عناية حيث بينت الدراسة أن موقعي االتفاقيات الجماعية للشغل عادة ما
يحاولون تجنب التعرض لمثل هذه المواضيع بتفصيل ليتركوا لألنظمة الداخلية في كل مؤسسة
– على حدة -أمر ضبطها وتنظيمها.
ولذلك يمكن القول بأن القانون التأديبي للمقاولة ال يمكن أن يتطور وينمو إال في نطاق
األنظمة الداخلية التي يجب أن تكون معبرة عن إرادة مشتركة لإلجراء والمشغلون وخاضعة
لرقابة فعالة من طرف اإلدارة والقضاء.
60
بالضرورة للخضوع ألوامر وتعليماته وعند مخالفتها قد يكون عرضة لتوقيع جزاءات تأديبية
عليه.
رابعا :نطاق تطبيق السلطة التأديبية للمؤاجر.
يراد بنطاق تطبيق السلطة التأديبية للمؤاجر بيان موضوعها 1ومن يمارسها 2والظروف
التي تمارس فيها 3والخاضعون لها أخيرا.
-1موضوع السلطة التأديبية.
ينحصر موضوع السلطة التأديبية في المعاقبة على األخطاء التي يرتكبها األجراء والتي
تمس بالسير الحسن للمؤسسة.
وال يشترط في الخطأ الموجب للتأديب ان يؤدي إلى األضرار بالغير بل يكفي أن يشكل
إخالال بمقتضيات النظام الداخلي (مثال :األجير الذي يدخن) في أماكن الشغل يعتبر مرتكبا
لخطأ موجب للعقاب حتى ولو لم يترتب عن هذا الفعل الخاطئ والمخالف للنظام الداخلي
ضرر للمؤاجر.
وعلى خالف الجزاءات التي تعتبر –مبدئيا-سهلة التجديد (اإلنذار-التوبيخ-التوقيف
المؤقت-الفصل )...فإن تحديد قائمة باألخطاء التي يمكن أن يرتكبها األجراء تبدو معقدة
لصعوبة تصور كل السلوكات الخاطئة التي قد يقترفها األجراء كما أن ما يوصف بسلوك خاطئ
بل جسيم في مقاولة ما (التدخين في مؤسسة لتعبئة قنينات الغاز) قد ال يعتبر كذلك في
مقاولة أخرى.
وكيفما كان الحال فإن األخطاء التي تصلح أن تكون محال ألعمال المشغل لسلطته
التأديبية يجب أن تكون وثيقة االرتباط بالشغل وتمس بالسير الحسن للمؤسسة .وال يتعلق
بالحياة الخاصة لألجير (كعدم اإلنفاق على زوجته أو عدم أداء مستحقات الكراء لمسكنه.)...
61
وكل مخالفة مخلة باآلداب وبوجه عام كل خطأ بما في ذلك األخطاء المهنية التي يرتكبها
األجير يترتب عليها عقوبات تأديبية.
وبتحليل هذا الفصل يتضح بأن المشرع لم يحدد بدقة الممارس للسلطة التأديبية حيث
تركها مشاعة بين الرئيس المباشر والمشغل ومساعديه.
وغير خاف ما لذلك من خطورة على حقوق األجراء ذلك أن ترك اتخاذ القرارات التأديبية
للرؤساء المباشرين (وهم في الغالب أشخاص ال يتوفرون على مستوى معرفي عال وال يملكون
المؤهالت الكافية إلدراك الغاية من العقوبة التأديبية) يجعل قراراتهم مطبوعة في أغلب األحيان
بروح االنتقام وتصفية الحسابات ال روح اإلصالح والتهذيب.
وبالرجوع إلى مدونة الشغل نجدها تحد قليال من هذا التوسع وذلك بتركيزها على المشغل
وحده دون مساعديه مثال المادة 73منها التي تنص " :يمكن للمشغل اتخاذ إحدى العقوبات
التأديبية في حق األجير الرتكابه خطأ غير جسيم".
والمادة 70منها التي تنص على أن :يتبع المشغل بشأن العقوبات التأديبية مبدأ التدري ــج
في العقوبة.)...
والمادة 47منها التي جاء فيها "يسلم مقرر العقوبات التأديبية الواردة في المادة 73أعاله
أو مقرر الفصل إلى األجير المعني باألمر يدا بيد مقابل وصل أو بواسطة رسالة مضمونة مع
إشعار بالتوصل داخل أجل ثماني وأربعين ساعة من تاري ــخ اتخاذ المقرر المذكور.
يقع على عاتق المشغل عبء إثبات وجود مبرر مقبول للفصل كما يقع عليه عبء اإلثبات
عندما يدعي مغادرة األجير لشغله.
وإن كان هذا التصنيف غير كاف خصوصا في الحاالت التي يتم فيها تفويض بعض
الصالحيات للرؤساء المباشرين األجراء أو مندوبــهم.
-3مكان وزمان ممارسة السلطة التأديبية.
إن تحديد زمان ومكان ممارسة السلطة التأديبية يرتبط ارتباطا باألساس الذي تنبني عليه
هذه السلطة والمتمثل في عالقة التبعية القانونية التي تربط األجير بالمشغل فحيتما وجدت
هذه العالقة تقوم سلطة المشغل في التأديب وحيثما انتفت زالت تلك السلطة.
واألصل أن األجير ال يؤاخذ إال على األفعال التي يرتكبها داخل المقاولة أو خارجها (متى
كان الشغل التابع الذي كلف بإنجازه يتم خارج أسوار المؤسسة) وخالل أوقات الشغل.
أما األفعال ومختلف أنواع السلوك التي يقترفها خارج مكان وزمان الشغل فال يسأل عنها
وال تعتبر أخطاء تأديبية موجبة للعقاب وإن كان العقاب عنها كخطأ مدني أو جنائي بحسب
األحوال وفي إطار القانون العام ممكنا.
62
فال يمكن للمؤاجر أن يصدر عقوبات تأديبية على األجير بسبب إهماله ألسرته أو تطليقه
لزوجة أو بسبب معتقداته السياسية أو انتماءاته النقابية.
63
األجير بنفسه وذلك خالل أجل ال يتجاوز ثمانية أيام ابتداء من اليوم الذي تبين فيه ارتكاب
الفعل المنسوب إلى األجير.
ويجب تحرير محضر بما راج خالل جلسة االستماع هاته من قبل إدارة المقاولة يوقعه
األجير والمشغل أو من ينوب عنه وتسلم نسخة منه إلى األجير( .المادة 42من م.ش).
ومعلوم أنه ما دام البحث والتقصي جاريا بشأن المخالفة فال يجوز وقف األجير نهائيا عن
الشغل بل يجب انتظار نتيجة البحث ألن األصل براءة الذمة.
إال أنه يجوز إيقاف األجير مؤقتا كإجراء احتياطي –ال كعقوبة تأديبية -إذا كانت المخالفة
المنسوبة إليه تتعلق باألمانة أو الشرف أو كان بقاءه في الشغل يشكل خطرا على المقاولة.
هذا ويجب أن يبلغ مقرر العقوبات التأديبية أو مقرر الفصل إلى األجير شخصيا (يدا بيد)
مقابل وصل أو بواسطة رسالة مضمونة مع اإلشعار بالتوصل داخل أجل ثماني وأربعين ساعة
من تاري ــخ اتخاذ القرار.
كما أناط المشرع في المادة 47من م.ش بالمشغل عبء اثبات وجود مسوغ مقبول
التخاذ القرار التأديبي بالفصل.
وتضمين المقرر الموجه أو المسلم لألجير بكل األسباب المبررة التخاذه وكذا تاري ــخ
االستماع إليه مرفوقا بمحضر جلسة االستماع.
كما يجب التنصيص على األجل المخول لألجير (تسعون يوما) لرفع دعوى الفصل أمام
المحكمة المختصة حتى يتمكن األجير من ممارسة حقه في التقاضي أمام المحكمة داخل
األجل تفاديا لسقوط حقه (المادة 40من مدونة الشغل)
ويسمي الفقه هذه الفئات باألجراء المحميين وهم ( :مناديب األجراء والممثلون النقابيون
وأطباء الشغل واألجيرة الحامل) .والذي استلزم المشرع إلى جانب احترام المقتضيات العامة
بشأن ممارسة الشغل لسلطته التأديبية ضرورة احترام إجراءات خاصة.
-2احترام اإلجراءات الشكلية الخاصة ببعض فئات األجراء.
إذا تعلق األمر بأحد مندوبي األجراء فإن المشرع احتاط كثيرا في شأن توقيع الجزاءات
التأديبية عليه حماية له من تعسف المشغل الذي يسعي في غالب األحيان إلى التخلص منه أو
توقيع جزاءات تعسفية أو انتقامية للحد من نشاطه داخل المقاولة ،فنص على جملة من
الضمانات نذكر منها :
-يجب أن يكون كل مقرر بنقل المندوب أو نائبه من مصلحة إلى أخرى داخل المقاولة أو
خارجها أو من شغل إلى آخر أو يرمي إلى إيقافه عن شغله أو فصله نهائيا عنه موضوع مقرر
يوافق عليه العون المكلف بتفتيش الشغل.
64
وهذه الحماية ال تنحصر على مندوب األجراء الممارس أو نائبه بل تمتد إلى المرشح لهذا
المنصب ابتداء من وضع اللوائح االنتخابية داخل المقاولة وتستمر مدة ثالثة أشهر من تاري ــخ
إعالن نتائج االنتخابات.
كما تشمل هذه الحماية قدماء مندوبي األجراء وذلك خالل أجل ستة أشهر من تاري ــخ
انتهاء انتدابهم إذا كانوا محل توقيع جزاءات تأديبية تهدف إلى نقلهم من مصلحة إلى أخرى أو
من شغل إلى آخر أو إلى توقيفهم أو إلى فصلهم عن شغلهم (المادة 100من م.ش).
وهذه الضمانات الشكلية تعتبر من النظام العام ال يمكن توقيع جزاءات على المندوبين
بدون مراعاتها وذلك تحت طائلة بطالن الجزاء المتخذ واعتبار العقوبة المطبقة بشأنه
تعسفية.
وهذا ما أكده القضاء المغربي ممثال في محكمة النقض في العديد من قراراته نذكر منها
القرار الصادر بتاري ــخ 21سبتمبر 2104والمنشور بمجلة القضاء والقانوني عدد 270ص :
272والذي جاء فيه "حيث أنه مما ال نزاع فيه أن المطلوب في النقض كان مندوبا للعمال
ساعة طرده وال يوجد من بين وثائق الملف ما يفيد أن الطاعنة قد أخبرت مفتش الشغل
باألجراء الذي تنوي اتخاذه ضد المطلوب في النقض ،ونتيجة لذلك فإن رسالة الفصل
الموجهة تعتبر الغية ،وبالتالي فإن فصله عن العمل بصفة نهائية يبقى غير مبني على
أساس ،ولم يكن من حق الطاعنة سوى إيقافه عن العمل مؤقتا وإخبار مفتش الشغل
وانتظار جوابه ومن ثم فإن قضاة االستئناف عندما اعتبروا الفصل تعسفيا قد طبقوا
مقتضيات الفصل 12المشار إليه أعاله تطبيقا سلميا ولم يكونوا في حاجة لمناقشة أسباب
الفصل ما دامت اإلجراءات الشكلية لم تحترم ."....
وباستقراء هذا القرار يتضح ما يلي :
-إن اإلجراءات الشكلية والضمانات المخولة للمندوبين هي من صميم النظام العام يثيرها
القاضي تلقائيا ولو لم يطلبها الخصوم ويتم البت في شأنها قبل كل دفع أو دفاع في الجوهر.
-إن رأي مفتش الشغل بالموافقة أو الرفض يظل رأيا استشاريا ال يلزم المشغل وتبقى
صالحية تقيم الجزاء التأديبي المتخذ بشأن مندوب األجراء من اختصاص القضاء عند وقوع
النزاع.
-إن الفصل ألسباب اقتصادية أو تقنية أو هيكلية يوجب اتباع مسطرة خاصة تم التنصيص
عليها في المواد من 44إلى 32من مدونة الشغل.
ويترتب عن عدم احترام هذه المسطرة اعتبار هذا الفصل تعسفيا موجبا للتعويض .جاء
في قرار صادر عن محكمة النقض بتاري ــخ 20فبراير 2107منشور بمجلة قضاء محكمة النقض
العدد 72ص 14أن "لكن حيث أن المحكمة بعد أن ثبت لها أن الفصل تم قبل الحصول
اإلذن من طرف السلطة المختصة بمنحه (األجير) استنتجت عن صواب ابن الفصل الواقع
65
على تلك الكيفية يعتبر طردا تعسفيا قضاء قرارها مبنيا على أساس قانوني سليم ولم تشطط
المحكمة في سلطتها مما تكون معه الوسيلة غير ذات أساس".
ثانيا :القيود الالحقة على ممارسة المشغل لسلطته التأديبية.
وتتمثل في الرقابة التي تفرضها المحاكم على الجزاءات والعقوبات التي يوقعها المشغل
على أجرائه بمناسبة ارتكابهم ألخطاء تأديبية وهذه الرقابة تم التنصيص عليها صراحة بمقتضى
المادة 12من مدونة الشغل والتي جاء في فقرتها األخيرة " تخضع لمراقبة السلطة القضائية
القرارات التي يتخذها المشغل في إطار ممارسة سلطته التأديبية".
وهي رقابة تشمل التثبت من وجود الخطأ وتحديد حجم خطورته أوال ومدى تالءم
العقوبة أو الجزاء الموقع مع جسامة الخطأ المرتكب ثانيا.
-1التثبت من وجود الخطأ و خطورته.
إن القضاء ملزم بالتحقق من وجود الخطأ المزعوم ومدى نسبته إلى األجير تم تكييف هذا
الخطأ وما إذا كان يعتبر جسيما طبقا للمادة 71من مدونة الشغل التي أوردت الئحة بأهم
األخطاء الجسيمة بنصها :
" تعتبر بمثابة أخطاء جسيمة يمكن أن تؤدي إلى الفصل األخطاء التالية المرتكبة من
طرف األجير :
-ارتكاب جنحة ماسة بالشرف أو األمانة أو اآلداب العامة صدر بشأنها حكم نهائي
وسالب للحرية.
-إفشاء سر مهني نتج عنه ضرر للمقاولة.
-ارتكاب األفعال التالية داخل المؤسسة أو أثناء الشغل.
-السرقة.
-خيانة األمانة.
-السكر العلني.
-تعاطي مادة مخدرة.
-االعتداء بالضرب.
-السب الفادح.
-رفض إنجاز شغل من اختصاصه عمدا وبدون مبرر.
-التغيب بدون مبرر ألكثر من أربعة أيام أو ثمانية أنصاف يوم خالل االثنى عشر شهرا.
-إلحاق ضرر جسيم بالتجهيزات أو اآلالت أو المواد األولية عمدا أو نتيجة إهمال فادح.
-ارتكاب خطأ نشأت عنه خسارة مادية جسيمة للمشغل.
-عدم مراعاة التعليمات الالزم اتباعها لحفظ السالمة في الشغل وسالمة المؤسسة
ترتبت عنها خسارة جسيمة.
66
-التحريض على الفساد.
-استعمال أي نوع من أنواع العنف واالعتداء البدني الموجه ضد أجير أو المشغل أو من
ينوب عنه لعرقلة سير المقاولة ويقوم مفتش الشغل في هذه الحالة بمعاينة عرقلة سير
المؤسسة وتحرير محضر بشأنها.
وهذا التعداد الوارد بهذه المادة رغم شمولية وإحاطته بجل األخطاء الممكن تصور وقوعها
داخل المقاولة فإنه يظل تعدادا واردا على سبيل المثال ال الحصر ويمكن دائما للمشغل أن
يصف أخطاء أخرى لم يرد ذكرها بهذه المادة بصفة الخطأ الجسيم إذا كانت تستجمع مقومات
الخطأ الجسيم.
ووقوفا بجانب األجير باعتباره الطرف الضعيف في عقد الشغل الفردي فإن القضاء غالبا
ما يحاول التخفيف من جسامة الخطأ الصادر عن األجير وإعادة تكييفه إلى خطأ يسير أو مجرد
خطأ عادي إما بسبب أقدميته حيث اعتبر القضاء في فرنسا بأن األجير الذي قضى مدة طويلة
في خدمة مشغله وكان حسن السلوك وعلي األخالق يعتبر خطأه كقاعدة و على الرغم من
جسامته مجرد خطأ عادي أو يسير ال يبرر طرده Cass. soc 12 janvier 1967 JC1967 IV
26 .
،Cass soc 30 janvier 1963 JC P 1963 IV 58أو بسبب حسن نيته كاألجير الذي يؤدي
أعماال لمنشأة منافسة اعتقادا منه بحسن نية أنها تتعاون مع المقاولة التي يشتغل بها (Cass
) soc 30 octobre 1962 D1969.49أو كان الخطأ المرتكب من طرف األجير بمثابة رد
فعل في مواجهة تعسف المشغل وعدم تأدبه معه (المادة 18من مدونة الشغل الجديدة).
- 2الرقابة القضائية حول المالئمة بين العقوبة والخطأ
إلى جانب الرقابة التي يمارسها القضاء بشأن وجود الخطأ وخطورته فهو يباشر دورا رقابيا
أيضا بشأن المالئمة بين الخطأ المرتكب فعال من طرف األجير والعقوبة التي يطبقها المشغل
عقابا له على هذا الخطأ.
والمالحظ بأن القضاء الفرنسي ممثال في محكمة النقض ذهب إلى أنه في حالة وجود
قائمة بالجزاءات المعينة لكل خطأ بالمقاولة فإن ال مجال ألعمال المشغل السلطة التقديرية في
توقيع هذا الجزاء دون إمكانية مراقبة ،أو مراجعة من طرف القضاء.
إال أن هذا االجتهاد -في نظرنا -ليس صائبا ألن محكمة النقض استندت فيه إلى فكرة
الشرط الجزائي وهذا االستناد ليس مقنعا ألن قائمة الجزاءات كالنظام الداخلي للمقاولة ال يقوم
على أساس تعاقدي أو رضائي بل يتم وضعها بإرادة منفردة من طرف المشغل.
بقي أن نشير إلى أن الفقه المصري يعارض مبدأ الرقابة القضائية على مدى تناسب الجزاء
مع خطورة الفعل المرتكب من طرف األجير .في حالة وجود الئحة للجزاءات محددة بشكل
دقيق وجامد وسنده في ذلك أن الالئحة تكون قد خضعت للمراقبة من طرف اإلدارة وتم
67
اعتمادها مما يفترض معه أن اإلدارة قد قامت بواجبها في مراقبة مدى تناسب الجزاء مع حجم
المخالفة.
إال أن هذا الفرض رهين بمدى قيام اإلدارة بتدقيق وفحص الئحة الجزاءات ومراقبة مدى
مالئمتها مع خطورة األفعال التي تعاقبها وهذا لما ال يتأتى حصوله في الواقع إذ تكاد تكون
الرقابة اإلدارية هنا مجرد رقابة شكلية.
وكيفما كان الحال فإن مراقبة اإلدارة لقوائم الجزاءات واعتمادها ال ينفي على توقيع هذه
الجزاءات من طرف المشتغل أنها مجرد ممارسة لحق أو سلطة تأديبية والحقوق كما هو معلوم
يتعين ممارستها في إطار مشروع ودون تعسف.
ولذلك فال مجال للحديث عن تفرقة بين حالة التحديد الجامد للجزاءات في القوائم
وحالة التحديد المرن لها .إذ في كلتا الحالتين يكون من حق القضاء ممارسة رقابته حول
المالئمة بين الخطأ والجزاء.
المطلب الثالث :التزامات المشغل.
يتحمل المشغل بالتزامات متعددة منها ما يتعلق بأداء األجر الذي يعتبر أهم التزام يقع
على عاتقه وهو عنصر أساسي في عقد الشغل ذاته وبانتفائه يفقد العقد أحد أركانه األساسية.
الفقرة األولى ومنها ما يتعلق بتنفيذ عقد الشغل الفقرة الثانية .
الفقرة األولى :االلتزام العام بأداء األجر.
يعتبر األجر عنصرا أساسيا في عقد الشغل والتزاما جوهريا يقع على عاتق المشغل لفائدة
األجير والذي يعتمد عليه اعتمادا شبه كلي لتلبية حاجياته وتوفير قوته وقوت عياله ،مما يجعله
في تبعية اقتصادية دائمة في مواجهة المشغل إلى جانب التبعية القانونية.
وقد كان تحديد األجر وتنظيمه متروكا لسلطان اإلرادة والتفاق األطراف (إعماال لمبدأ حرية
التعاقد) إال أن التجربة أظهرت بأن هذا التحديد كان دائما يراعي مصلحة المشغلين على حساب
مصالح األجراء مما نتج عنه عواقب وخيمة مست آثارها فئات واسعة من المجتمع (الفئات
العمالية) والتي كانت تشتغل لساعات طويلة في مقابل أجور زهيدة.
ولتفادي عواقب هذا الوضع تدخل المشرع في العديد من الدول وعمل على تحقيق نوع
من التوازن بين مصالح طرفي العقد المتعارضة.
وهكذا لم يعد األجر هو مقابل الشغل بل أضحى ذا طابع اجتماعي واقتصادي يراعى في
تحديده مصلحة األجراء وعائالتهم ومصلحة المقاولة واالقتصاد الوطني.
وسيرا على هذا النحو أعادت مدونة الشغل تنظيم هذا الموضوع في القسم الخامس من
الكتاب الثاني (المواد 710إلى .)711
وباستقراء األحكام المضمنة بهذه المواد يمكننا بحث هذا الموضوع من خالل أربعة محاور
كاآلتي :
68
أوال :مفهوم األجر وعناصره أو مكمالته.
-2مفهوم األجر.
يراد باألجر كل ما يدخل في ذمة األجير مقابل الشغل الذي ينجزه لفائدة المشغل تنفيذا
لعقد الشغل ،أو بعبارة أخرى هو ذلك المبلغ النقدي أو العيني الذي يدخل ذمة األجير مقابل
الشغل الذي يقوم به تنفيذا لعقد الشغل (الفصل 327من ق.ل.ع).
ومن خالل هذه التعاريف يتضح بأن ثمة عالقة وثيقة بين أداء األجر وانجاز الشغل فهما
محالن لعقد الشغل والتزامان يقعان على طرفيه بحيث يعتبر سبب التزام األجير بأداء الشغل
هو نفسه سبب التزام المشغل بأداء األجر.
إال أن هذا التعريف القانوني لألجر رغم دقته وصرامته فهو ال يتسع ليشمل كل االمتيازات
والمنافع التي يحصل عليها األجير (كالتعويضات العائلية وتعويضات المرض واإلصابة بحوادث
الشغل وتعويضات العطل المؤدى عنها) والتي ال تستند بالضرورة إلى عقد الشغل بل تقوم على
اعتبارات إنسانية واجتماعية ،رغم أن المبالغ المستحقة عنها تساهم بشكل كبير إلى جانب
األجر في توفير حاجيات األجير وأسرته.
هذا وقد عرفت االتفاقية الدولية رقم 10لسنة 2111الصادرة عن منظمة العمل الدولية
األجور بقولها " يقصد بكلمة األجور في هذه االتفاقية بصرف النظر عن طريق حسابها ما
يقدر نقدا من مرتب أو كسب وتحدد قيمته بالتراضي أو عن طريق القوانين أو اللوائح
القومية أو يستحق الدفع بموجب عقد خدمة – مكتوب أو غير مكتوب – أبرم بين صاحب
العمل واألجير نظير عمل أنجز ،أو يجري إنجازه أو نظير خدمات قدمت أو يجري تقديمها".
69
الئق أمام الزبناء تعتبر أداة من أدوات الشغل وليست مزية عينية تدخل في حساب األجر.
ويشترط العتبارها كذلك أن تتضمن معنى المقابل عن أداء الشغل وأن يكون المشغل ملزما
بإعطائها لألجير ال مجرد متبرع بها.
وهذا اإللزام إما أن يتحقق باالتفاق بين األجير والمشغل أو بموجب العـرف أو النظام
الداخلي.
ويترتب على اعتبار هذه المزايا العينية أجرا اعتمادها كأساس إلى جانب األجر النقدي عند
احتساب مجموعة من األداءات المستحقة لألجير (كعالوة األقدمية تطبيقا لمقتضيات 707
من مدونة الشغل التي نصت على أنه " :يراعي عند احتساب عالوة األقدمية األجر بمعناه
األساسي وتوابعه "...أو مقابل أجل اإلخطار (المادة 10من مدونة الشغل) أو مقابل التعويض
عن الفصل التعسفي تطبيقا للمادة 03من مدونة الشغل التي نصت على أنه "يعتمد في تقدير
التعويض عن الفصل من الشغل األجر بمعناه األساسي مع توابعه المبنية أدناه :
-1المكافآت والتعويضات المرتبطة بالشغل.
-2الفوائد العينية
-3العمولة والحلوان"
ومتى تبثث للمزايا العينية صفة األجر فإن المشغل يكون ملزما بها وال يجوز له حرمان
األجير منها بإرادته المنفردة أو اإلنقاص منها.
إال أن استحقاق هذه المزايا رهين بسريان عقد الشغل؛ أما عند توقفه لسبب ما (المادة 72
من مدونة الشغل) فإن األجير يحرم منها – مؤقتا – إلى حين استئناف عقد الشغل لسريانه ،ما
لم ينص القانون أو العقد أو النظام الداخلي للمؤسسة على خالف ذلك (كما في حالة اإلغالق
المؤقت للمقاالت كجزاء إداري أو قضائي حيث يكون المشغل ملزما بصرف المزايا العينية إلى
جانب األجر النقدي لألجراء المتوقفين عن الشغل نتيجة هذا اإلغالق الخارج عن إرادتهم.)...
أما ع ند انتهاء عقد الشغل فإن المزايا العينية كما األجر النقدي ينتهيان النتهاء أساسهما
المتمثل في عقد الشغل.
ب :المكافأة : la gratificationوهي المبلغ المالي الذي يؤديه المشغل لألجير تعبيرا له
عن رضاه عن الشغل الذي ينجزه أو عن انضباطه وحسن سلوكه ومثابرته في العمل أو عن
إتقانه وتحسين جودة المصنوعات التي ينتجها وقد تؤدي هذه المكافأة في بعض األحيان
بمناسبة حدث عائلي خاص باألجير (زواج أو ازدياد مولود.)...
والمالحظ أن المشرع لم يتطرق في مدونة الشغل إلى عنصر المكافأة ضمن عناصر األجر
ولم يعمد إلى تعريفها مما دفع بالفقه والقضاء إلى محاولة وضع ضوابط وأركان بتوفرها تصطبغ
المكافأة بصفة األجر وتعتبر عنصرا من عناصره .ويمكن إجمال هذه األركان في :
الركن المادي :ويتمثل في الديمومة والتحديد والعمومية.
70
ويقصد بالديمومة أن يكون أداء المكافأة مستمرا ومتكررا بدورية مضبوطة (كمرة في
السنة ،أو بمناسبة عيد معين )...وعنصر الدوام واالستمرار هو الذي يجعل األجير معتقدا
بأحقية في الحصول على هذه المكافأة واقتضاءها.
وال يشترط بلوغ عدد معين لتحقق عنصر االستمرار والتكرار بل إن مسألة التأكد من توفر
هذا العنصر أمر يستقل بتقديره قضاة الموضوع بمناسبة كل نزاع على حدة دون رقابة عليهم
في ذلك من طرف قضاة محكمة النقض.
-أما التحديد فيراد به أن تكون هذه المكافأة محددة في مبلغها وصنفها (كأداء قدر معين
من النقود أو منح سلع ومواد غذائية بمناسبة حلول شهر رمضان كل سنة.)...
وال ينفي عن المكافأة صفة التحديد أن يزاد في قدرها لكن اإلنقاص منه أو عدم أداءها
بكيفية دورية ومنتظمة هو الذي يؤدي إلى إضفاء صفة التذبذب عليها ويجعل األجير غير
معتقد بأحقيته في الحصول عليها كما يؤكد على حرية المشغل في أدائها لألجير أو حرمانه منها.
جاء في قرار صادر عن الغرفة االجتماعية لمحكمة االستئناف لمدينة الدار البيضاء تحت
عدد 04بتاري ــخ 27يناير 2101في الملف االجتماعي عدد .133/2107
"وحيث باالطالع على الخبرة تتأكد أسبقية منح األجير المكافأة عن سنوات -30-31-37
34وبمبالغ تصاعدية وهو أمر لم تنكره المشغلة مما يفيد قناعة أطراف العالقة الشغلية بأدائها
واعتبارها من مكمالت األجر ،وهي بالفعل تتولد إذن عن عرف قار بالمؤسسة يتمثل في شقيه
المادي من تحديد وديمومة والمعنوي من عدم امتناع الشركة سابقا عن هذا األداء إال عندما
غادر األجير العمل".
-أما عنصر العمومية فيتحقق بأداء المكافأة لكل األجراء أو الغالبية منهم على األقل ،أما
األداء الشخصي ألجراء معينين فال يضفي عليها صفة المكافأة ،وصفة العمومية هاته تجعل
المكافأة تعتمد على أساس موضوعي يهم كل األجراء ال على أساس شخصي خاص بأحدهم.
الركن المعنوي :ويكمن في إحساس األجراء بأن هذه المكافأة حق لهم والتزام يقع
على عاتق المشغل.
وبتحقق هذا الركن تتحول واقعة االعتياد على أداء المكافأة إلى عرف قار مؤداه ضرورة
اتباع المشغل لهذا السلوك.
ويمكن أن يتم التنصيص على هذا اإللزام في عقد الشغل الفردي أو بمقتضى اتفاقية
جماعية أو في النظام الداخلي للمقاولة.
ج -المشاركة في األرباح :قد يحدث أحيانا بغرض تحقيق معدالت مرتفعة لإلنتاج أو
الجودة أن يعمد المشغل إلى جعل أجر أجرائه عبارة عن نسبة من األرباح التي تحققها
المؤسسة.
71
وال يعتبر االشتراك في األرباح الذي يمنح لألجراء وحده كافيا إلضفاء صفة شريك عليهم،
ألن ما يحصلون عليه من أرباح يكون ناتجا عن أداء الشغل الذي كلفوا بإنجازه .كما أن تكييف
العالقة وإعطائها صفة عقد شركة يقتضى توافر شروط معينة أهمها :نية المشاركة واقتسام
األرباح والخسائر واستقالل كل شريك وهي عناصر ال تتوفر بالنسبة لهؤالء األجراء الذين ليست
لهم أية نية في المشاركة وال يتحملون خسائر المؤسسة كما يعدون تابعين لرئيس المؤسسة
ويخضعون لسلطته في اإلشراف والتوجيه وإصدار األوامر مما ينفي عنهم أية استقاللية.
هذا وغالبا ما تكون هذه النسبة من األرباح أجرا إضافيا إلى جانب األجر األصلي الثابت
وإن كان المشرع المغربي ال يرى مانعا في أن تكون هذه األرباح وحدها هي األجر الممنوح طبقا
لمقتضيات المادة 701من مدونة الشغل التي تنص على أنه " إذا كان األجير يتقاضى أجره
كله أو بعضه على أساس النسبة المئوية من األرباح".
وبالرجوع إلى الواقع العملي نالحظ بأن نسبة مشاركة األجراء في أرباح المؤسسات تظل
ضئيلة بالنظر للصعوبات والعراقيل المتمثلة في عدم رغبة المشغلين في اطالع األجراء على
النسب الحقيقية لألرباح التي تحققها المؤسسة باإلضافة إلى جنوح البعض إلخفاء هذه النسب
على األجراء ومصالح الضرائب معا.
ح :المنحة : la primeوهي عبارة عن مبلغ مالي يمنح لألجير العتبارات مختلفة
ومتنوعة وتكتسي طابع االستقرار ومن أنواع المنح التي دأبت بعض المؤسسات على منحها
لألجراء نذكر :
-منحة النقل :وهي التي تكون عبارة عن مبالغ مرجعة يتم صرفها لألجير كتعويض عن
تنقالت سابقة بمناسبة أداء الشغل وهي بهذا المعنى ليست من قبيل األجر ألنها ليست مقابل
جهد أو شغل وإنما هي مجرد تعويض عن نفقة أو خسارة.
-منحة المخاطر أو نوع الشغل :وهي تمنح لألجراء الذين يشتغلون في مهن خطرة أو في
أماكن مظلمة (مناجم – مقالع باطنية )...أو في ظروف بيئية مضرة بصحة األجراء.
-منحة الخزينة أو الصندوق :وهي تمنح عادة لألجراء الذين يكلفون بمسك الحسابات
المالية وصناديق األداء واالستخالص لبعض المؤسسات البنكية أو الفندقية أو المحالت
التجارية.
-منحة االنتاجية :وهي تمنح لبعض األجراء الذين يحققون نسبا مرتفعة في اإلنتاج أو
إنقاصا في التكاليف والخسائر (كالمنح التي تمنحها مؤسسات النقل لألجراء على اقتصاد الوقود
أو ضبط المواعيد أو تجنب حوادث السير أو المحافظة على تجهيزات الحافالت).
والقاعدة أن المنحة ليست إال تبرعا وعطاء يتفضل به المشغل على بعض أجراءه و هو حر
في منحها أو منعها وفي تحديد قدرها .وال تخضع لوصف األجر ما لم تكن مستندة إلى بند في
72
عقد الشغل الفردي أو اتفاقية الشغل الجماعية أو متضمنة في النظام الداخلي للمؤسسة أو
قائمة على أساس عرف قار اكتسبت معه صفة االعتياد واالعتقاد بإلزاميتها.
د -عالوة األقدمية :وهي عبارة عن مبلغ مالي يحصل عليه األجير يتناسب مع الفترة التي
قضاها في خدمة مشغله .تثمينا له على إخالصه وتفانيه في العمل وتحفيزا له على االستقرار
في الشغل.
والمالحظ أن المشرع المغربي غير من تسمية هذا العنصر من عناصر األجر من اسم
منحة (الوارد في كل من الفصل الثامن من النظام النموذجي الصادر بتاري ــخ 27أكتوبر 2110
والفصل السادس من ظهير 21يناير 2107المتعلق بحساب وأداء األجر ،والفصل 12من
ظهير 21أبريل 2137المتعلق بتحديد شروط تشغيل المأجورين في الميدان الفالحي وأداء
أجورهم) إلى تسمية عالوة (المواد 708ما يليها من مدونة الشغل) وهي تسمية تعرف انتشارا
وتداوال لدى الفقه والتشري ــع المصري.
وباستقراء هذه المواد يتضح بأن مجال تطبيق هذه العالوة واسع ويشمل كل األجراء
(عمال ومستخدمين) الذين يخضعون لعالقة شغل تابع ومأجور سواء أكانوا يشتغلون في
الميدان الفالحي أو الصناعي أو التجاري أو الحر وسواء أكانوا يتقاضون أجورهم بالشهر أو
األسبوع أو اليوم أو الساعة.
كما أن أحكام هذه العالوة تعد من النظام العام بحيث ال يمكن االتفاق على حرمان األجير
منها أو اإلنقاص من مبلغها المحدد وفقا للمادة 708من مدونة الشغل ،وإن كان االتفاق على
الزيادة في قدرها أو اإلنقاص من المدة الزمنية المتطلبة الستحقاقها أمرا ممكنا لما فيه من
مصلحة لألجراء متى تم التنصيص على ذلك بمقتضى عقد الشغل أو اتفاقية الشغل الجماعية
أو النظام الداخلي للمؤسسة.
طريقة احتساب عالوة األقدمية.
نصت المادة 708من مدونة الشغل على طريقة احتساب عالوة األقدمية بقولها يجب
أن يستفيد كل أجير ما لم يحتسب له األجر على أساس األقدمية بموجب بند من بنود عقد
الشغل أو نظام داخلي أو اتفاقية شغل جماعية من عالوة األقدمية تحدد نسبها على النحو
التالي :
%5من األجر المؤدى له بعد قضائه سنتين في الشغل.
%10من األجر المؤدى له بعد قضائه خمس سنوات في الشغل.
%15من األجر المؤدى له بعد قضائه اثني عشر سنة في الشغل.
%20من األجر المؤدى له بعد قضائه عشرين سنة في الشغل.
%25من األجر المؤدى له بعد قضائه خمس وعشرون سنة في الشغل.
وباستقراء هذه المادة يمكننا استنباط القواعد واألحكام اآلتية :
73
-إن هذا التحديد للنسب يعتبر حدا أدنى ال يجوز النزول عنه وكل اتفاق مخالف يعتبر
عديم األثر ما لم يكن متضمنا للزيادة في قدرها أو اإلنقاص من الفترة الزمنية المتطلبة
الستحقاقها.
-إن االشتغال لمدة تقل عن سنتين عند نفس المشغل ال تخول الحق في الحصول على
عالوة األقدمية.
-إن قضاء فترة سنتين كاملة تخول األجير حق االستفادة من عالوة أقدمية تقدر بنسبة
%5من األجرة الفعلية التي يحصل عليها وترتفع هذه النسبة إلى %25بقضائه في الشغل مدة
خمسة وعشرين سنة.
-إن استحقاق األجير لعالوة األقدمية يستلزم إلى جانب قضاء الفترة المحددة قانونا أن
يتم االشتغال عند نفس المشغل ألن هذه العالوة تعد مقابال إلخالص األجير وتفانيه وتشجيعا
له على االستقرار في شغله.
غير أن هذا المقتضى ليس من النظام العام ألنه يمكن دائما أن يتم االتفاق بين المشغلين
على منح عالوة األقدمية بناء على احتساب مجموع المدد التي قضاها األجير في الشغل داخل
مقاوالت متعددة.
-يمكن أ ن تكون فترات الشغل المشار إليها في المادة السابقة والتي على أساسها يتم
احتساب مبلغ عالوة األقدمية متصلة أو غير متصلة في نفس المؤسسة أو لدى نفس المشغل.
-إن فترة الشغل المعتبرة لمنح عالوة األقدمية ال يمكن أن تسقط من حسابها مختلف
فترات توقف عقد الشغل الواردة في المادة 72من مدونة الشغل (كالفترة الممنوحة لألجير
ألداء الخدمة العسكرية اإلجبارية أو التغيب الناتج عن المـرض أو اإلصابة التي يثبتها طبيب إثباتا
قانونيا أو إجازة الوضع المنصوص على أحكامها في المادتين 204-201أو فترة العجز المؤقت
الناتج عن حادثة شغل أو مرض مهني ،أو خالل فترات التغيب المنصوص عليها في المواد
233-230-231من مدونة الشغل ،أو خالل توقف عقد الشغل بسبب اإلضراب أو اإلغالق
القانوني المؤقت للمقاولة.
وكذا خالل فترة العطلة السنوية المؤدى عنها وخالل فترة االنقطاع المؤقت عن الشغل
بسبب توقف المقاولة كلي ا أو جزئيا بفعل قوة قاهرة (زلزال ،فيضان ،حرب) أو أثناء توقف التيار
الكهربائي أو تخفيض أو خصاص في الـمواد األوليـة أو خالل فترة اإلغالق المؤقت للمقاولة
بسبب قوة قاهرة أو بمقتضى حكم قضائي أو بموجب قرار إداري (المادة 702من مدونة
الشغل).
والمالحظ أن المشرع قد استعرض جل حاالت التوقف الممكنة والتي ال تأثير لها على
الفترة الالزمة لمنح عالوة األقدمية وذلك حماية لألجراء الذين يضطرون إلى التوقف عن الشغل
ألسباب خارجة عن إرادتهم.
74
-إن األجر المعتبر عند حساب عالوة األقدمية هو األجر بمعناه األساسي وكذا توابعه
والزيادات المستحقة عن الساعات اإلضافية.
-وال يدخل في حساب هذا األجر (مختلف التعويضات العائلية) .وكذا الحلوان ما لم
يتعلق األمر باألجراء الذين تقتصر أجورهم عليه.
-وكذا المكافآت التي تمنح إما على أقساط وإما دفعة واحدة في نهاية السنـة أو في نهاية
السنة المالية بما فيها المكافآت المقدرة على أساس نسبة مئوية من أرباح المقاولة أو من رقم
معامالتها.
-وكذا المساهمات في األرباح وكل تبرع يتسم بطابع االحتمال وال يمكن توقعه ما لم
يوجد ما يخالف ذلك في عقد الشغل أو اتفاقية للشغل الجماعية أو النظام الداخلي.
-وكذا مختلف التعويضات أو المنح التي تؤدى لألجراء والمتعلقة باسترداد مصاريف أو
نفقات سبق أن تحملها األجير بسبب شغله (تعويضات النقل مثـال )...أو تعويض عن المسؤولية
أو عن إنجازه ألشغال خطرة أو متعبة أو التعويض الممنوح لألجير عند حلوله بصفة مؤقتة محل
أجير آخر في منصب من فئة أعلى من فئته أو عند إنجازه لشغل مؤقت في منصب من
المناصب التي تتطلب شغال استثنائيا.
-إن احتساب عالوة األقدمية بعد مرور فترة خمس سنوات من الشغل يتم اعتمادا على
األجر الذي يتقاضاه األجير مضافا إليه عالوة األقدمية األولى ( )%0التي حصل عليها األجير بعد
مرور فترة سنتين من اشتغاله وهكذا.
إن احتساب عالوة األقدمية بالنسبة لألجراء الذين يتقاضون أجورهم على أساس نسبة
مئوية من األرباح أو على أساس العمولة أو المردودية أو القطعة يتم باالستناد إلى معدل األجر
الصافي الذي حصل عليه األجير خالل الثالثة أشهر السابقة لتاري ــخ استحقاق هذه العالوة.
هذا وتعتبر عالوة األقدمية عنصرا من عناصر األجر ويجب أداءها وفقا لنفس الشروط
التي يؤدي بها األجر (المادة .)700
ر-العمولة : La commissionعبارة عن مبلغ مالي يحصل عليه الوسيط أو الممثل
التجاري أو الصناعي مقابل الجهد الذي يبذله في الحصول على صفقات لحساب مشغله.
وهي إما أن تضاف إلى أجر تابت يتقاضاه األجير وأما أن تشكل أجره الوحيد (المادة 701م.ش).
والمالحظ أن المشرع المغربي قد تجاوز الجدل الفقهي القديم الذي كان يعتبر الوسطاء
والممثلين التجاريين والصناعيين وكالء ال أجراء وحسم األمر باعتبار هذه العالقة عالقة شغل
خاضعة لمقتضيات مدونة الشغل متى كانت عالقة التبعية متوفرة تطبيقا لمقتضيات المادة
31منها و التي نصت على أنه ":يعد عقد شغل كل عقد يكون التمثيل التجاري والصناعي
محال له أيا كان الوصف الذي أعطى له والمبرم بين الوكيل المتجول أو الممثل أو الوسيط
75
مهما كانت صفته وبين مشغله في الصناعة أو التجارة ،سواء نص العقد صراحة على ذلك أم
سكت عنه في األحوال التي يكون فيها الوكيل المتجول أو الممثل أو الوسيط.
-يعمل لحساب مشغل واحد أو عدة مشغلين.
-يمارس فعليا مهنته وحدها بصفة مستمرة.
-مرتبطا بمشغله بالتزامات تحدد طبيعة التمثيل التجاري أو الصناعي أو الخدمات أو
البضائع المعروضة للبيع أو للشراء والجهة التي يجب أن يمارس فيها نشاطه أو فئات الزبناء
التي كلف بالتعامل معها ونسبة األداءات المستحقة له.)...
والعمولة تستحق لألجير عند إتمام الصفقة أو بمجرد بذله مجهود ومساعي كانت السبب
في إبرامها حتى ولو انتهى عقد الشغل قبل إتمام هذا اإلبرام.
ز-الحلوان أو البوفوار : Le pour boireأو الوهبة أو البقشيش في التعبير المصري )
هو عبارة عن مبلغ مالي يحصل عليه األجير من الزبناء مباشرة أو بطريقة غير مباشرة عن طريق
المشغل الذي يتولى تحصيله منهم لحساب أجراءه.
واألصل أن الحلوان كان اختياريا في بداية ظهوره وال يلزم الزبون بتقديمه لألجير وإنما هو
محض تبرع يعبر من خالله الزبون عن رضاه عن الخدمة المقدمة له.
لكن مع استقرار الحلوان وانتشاره في بعض المؤسسات (وخاصة الفندقية-ودور السينما
والمقاهي والمطاعم) بدأ االعتقاد يسود بإلزاميته مما دفع بالمشغلون إلى إدخاله في االعتبار
عند تحديد أجور األجراء بل واقتطاعه أحيانا مباشرة من الزبناء مع اإلشارة إلى طبيعته في
فاتورة األداء.
ونتيجة لهذا التطور وحماية لحقوق األجراء من كل تحايل تدخل المشرع المغربي وخص
هذا العنصر من عناصر األجر بتنظيم خاص وذلك في الباب الثالث من القسم الخامس من
الكتاب الثاني المتعلق بشروط الشغل وأجر األجير.
وباستقراء المواد 702- 734المنظمة له يمكننا إيراد أهم األحكام اآلتية :
-يشترط العتبار الحلوان جزءا من األجر توفر شرطين أساسيين :
أولهما أن يستند إلى عرف قار وهذا األخير يستلزم توافر ركنين :
-ركن مادي :ويتمثل في تكرار أداء الحلوان واستقراره على نحو منتظم.
-ركن معنوي :يكمن في سيادة االعتقاد لدى الزبون بإلزاميته.
و ثانيهما أن يتم أخذه بعين االعتبار عند االتفاق على تحديد األجر.
و الحلوان إما أن يضاف إلى أجر ثابت ،وإما أن يتم االقتصار عليه وحده كأجر أساسي،
وفي هذه الحالة األخيرة إذا كان مقدار الحلوان دون الحد األدنى القانوني لألجر فيجب على
المشغل أن يؤدي القسط المكمل للحد األدنى القانوني لألجر ،وإذا لم تصل مجموع المبالغ
76
المحصلة من الزبناء برسم الحلوان إلى األجر المتفق عليه مع المشغل وجب على هذا األخير أن
يدفع لألجير القسط المكمل لهذا األجر (المادة 730م.ش).
إن المبالغ المحصلة برسم الحلوان سواء تم جمعها من طرف األجراء مباشرة أو من طرف
المشغل يجب أن تؤدى بكاملها إلى جميع األجراء الذي يشتغلون باتصال مباشر مع الزبناء
ويمنع على المشغل أن يحتفظ لنفسه بأي جزء من هذه المبالغ.
-الحلوان باعتباره عنصرا من عناصر األجر يخضع في أدائه وتوزيعه لنفس الشروط
المتعلقة بأداء األجور (المادة 733م.ش).
-إن المبالغ المحصلة برسم الحلوان تدخل في حساب مجموعة من األداءات المختلفة:
(كواجب االنخراط في الصندوق الوطني للضمان االجتماعي .ومبلغ التعويض عن الفصل
ومهلة االخطار (المادة 03م.ش والتعويض الممنوح لضحايا حوادث الشغل واألمراض المهنية
والتعويض عن العطلة السنوية المؤدى عنها).
ثانيا :الحد األدنى لألجر.
كان لسيادة المذهب الفردي الحر وإعطاء سلطان اإلرادة مجاال واسعا لتحديد شروط
العقد أوخم العواقب على األجراء وعلى أجورهم التي كانت تحدد استنادا إلى حرية إرادة
الطرفين و إلى قوانين السوق المبنية على منطق العرض والطلب.
وألن المشغلين كانوا في مركز قوي فإن هذا التحديد كان دائما في صالحهم ضدا على
مصالح عموم األجراء الذين كانوا يضطرون تحت ضغط الحاجة إلى لقمة العيش للقبول
بشروط العقد المجحفة وأجوره الهزيلة.
ونتيجة لعوامل متعددة (تزايد أعداد األجراء وتكثلهم وانتظامهم في نقابات عمالية ولجوء
هذه األخيرة إلى خوض اإلضرابات العامة وإلى المطالبة بتحسين شروط الشغل وظروفه،
وظهور المذهب االجتماعي المناهض لمذهب الحرية الفردية) وحفاظا على توازن العالقات
المصالح داخل المجتمعات الغربية ،ووقوفا بجانب الفئات العمالية المستغلة ،اتجهت جل
التشريعات المقارنة إلى التدخل للحد من الحرية الفردية في وضع شروط العقد وتحديد األجر
الذي يعتبر أهم عنصر من عناصره.
وهكذا برزت فكرة وضع حد أدنى لألجور يحفظ لألجير كرامته ويضمن له مستوى الئق
من العيش .كما تم ربط مبلغ األجور بمستوى األسعار ارتفاعا وانخفاضا باإلضافة إلى إقرار
مجموعة من االمتيازات والتعويضات المكملة لألجر.
وفي مغ رب ما قبل الحماية كان مبدأ سلطان اإلرادة هو السائد في وضع شروط العقد
وتحديد األجر ،وكانت القواعد واألحكام المطبقة تجد أصولها في كتب الفقه اإلسالمي عموما
ومذهب إمام المدينة ومحدثها األكبر مالك بن أنس بن عامر األصباحي أساسا.
77
ورغم دخول الحماية إلى المغرب وإصدارها لظهير 22غشت 2127وتضمينه لمجموعة
من الفصول والمقتضيات المتعلقة بإجارة الخدمة أو العمل فإن فكرة تحديد الحد األدنى لألجر
لم تر النور مما مكن المشغلون (وخاصة الفرنسيين األجانب) من إعمال سلطان إرادتهم في
تحديد األجور التي كانت هزيلة وال تكفي بالكاد لسد الرمق.
وبحلول سنة 2174ونتيجة لظروف األزمة االقتصادية العالمية لسنة 2121واالنهزامات
المتتالية لفرنسا وانهيار األوضاع االقتصادية واالجتماعية بالمغرب ،وصعود الجبهة الشعبية
ذات التوجهات اليسارية للحكم بفرنسا ،بادرت سلطات اإلقامة العامة الفرنسية بإصدار قانون
20يونيو 2174الذي ينص على تعيين حد أدنى لألجر اليومي في أربــع فرنكات في كل التراب
المغربي الخاضع للحماية الفرنسية ،وذلك في القطاعات التجارية والصناعية والمهن الحرة.
ونتيجة للضغوط التي مارسها المشغلون الفرنسيون واألجانب بالمغرب تم تعديل هذا
الظهير بموجب قرار صادر عن السكرتارية العامة بتاري ــخ 24أكتوبر ،2173يقضي بتقسيم
المغرب إلى ثالثة مناطق لكل منها حدها األدنى من األجر.
وقد تم تعديل هذا القرار بقرار آخر صادر بتاري ــخ 27يونيو 2170يقضي بإعادة التقسيم
مع إضافة منطقة رابعة.
كما ميز هذا القرار األخير بين األجر الممنوح للرجال و نظيره الذي تتقاضاه النساء.
وقد جاء تحديد األجر في هذه المناطق كاآلتي :
-2منطقة درعة الرجال 0فرنكات والنساء 7فرنكات في اليوم.
-2منطقة تافياللت واألطلس المتوسط :ورززات ،أكادير الرجال 5,20فرنكا والنساء
3,60فرنكا.
-7مراكش باستثناء منطقة ورزازات وأكادير والجديدة وآسفي الرجال 5,60 :فرنكا
والنساء 3,60فرنكا.
-1منطقة الدار البيضاء ،فاس ،مكناس وجدة الرباط والقنيطرة وتازة الرجال 4فرنكات
والنساء 1فرنكات في اليوم.
هذا وقد خضع هذا القرار لتعديالت متتالية وظل العمل ساريا به إلى أن صدر مرسوم 20
يناير 2132والذي وحد مبلغ الحد األدنى في كل التراب الوطني وألغى التميز القائم بين مناطق
المغرب.
وجدير ذكره أن فكرة الحد األدنى لألجر لم تكن تشمل المجال الفالحي الذي يعرف
تشغيل نسبة كبيرة من األجراء المغاربة ،ولم يتم إخضاع هذا المجال لهذا التحديد إال في سنة
( 2101أي قبل سنتين من حصول المغرب على استقالله السياسي) مما يدل على أن سلطات
الحماية لم تكن تستهدف بتنظيمها للحد األدنى لألجر حماية األجراء المغاربة أو ضمان حدود
78
دنيا ألجور "األهالي" بقدر ما كان هذا التحديد خاصا باألجراء الفرنسيين واألجانب المشتغلين
بالمغرب.
وبصدور مدونة الشغل تم تنظيم هذا الموضوع في المواد 704و 742منها ،حيث عرفت
المادة 700الحد األدنى لألجر بأنه القيمة الدنيا المستحقة لألجير والذي يضمن لألجراء ذوي
الدخل الضعيف قدره شرائية مناسبة لمسايرة تطور مستوى األسعار والمساهمة في التنمية
االقتصادية واالجتماعية وتطوير المقاولة.
واعتبرت المادة 748من م.ش المقتضيات المنظمة له من النظام العام ال يمكن االتفاق
على مخالفتها كما رتبت البطالن بقوة القانون لكل اتفاق سواء كان فرديا (بموجب عقد الشغل
الفردي) أو جماعيا (بموجب اتفاقية جماعية للشغل) يرمي إلى تخفيض األجر إلى ما دون الحد
األدنى المقرر قانونا.
كما أيدت المادة 742منها هذه القواعد بجزاءات جنائية يتعين تطبيقها حالة إخالل
المشغل بأحكام وقواعد الحد األدنى لألجر.
وإجماال فإن فكرة الحد األدنى لألجر أصبحت حقيقة تشريعية واقتصادية واجتماعية في
جل الدول المتقدمة ،كما غدت مطلبا ملحا وجوهريا للنقابات العمالية ،بهدف ضمان أجور
عادلة لألجراء تضمن لهم مستوى من المعيشة يحفظ كرامتهم ويقيهم تقلبات األسعار وغالء
المعيشة.
79
-2كيفية أداء األجر أو طريقته :
يقتضي توضيح هذه الكيفية بيان مكان أداء األجر وزمانه ودوريته.
أ -مكان أداء األجر :لم يعمد قانون مدونة الشغل إلى تحديد مكان خاص ألداء أجور
األجراء بل ترك أمر ذلك التحديد للمشغلين.
وبالرجوع إلى المادة 741من م.ش التي تنص على أنه يجب الشروع في عملية أداء األجور
ابت داء من الساعة المعلن عنها في الملصق المنصوص عليه في المادة 740أعاله وإتمامها بعد
الساعة التي حددت النتهاء شغل األجير بثالثين دقيقة على األكثر نستنتج بأن هذا األداء يجب
أن يتم في أماكن الشغل وأن ال يقع إجبار األجراء على التنقل لمسافات بعيدة للحصول على
أجورهم.
كما أن المشرع المغربي سبق له في الفقرة الثانية من الفصل 0من ظهير 21يناير
( 2107الملغى) أن منع صراحة أن يتم هذا األداء لألجور في محالت لبيع الخمور أو المشروبات
الكحولية ما لم يتعلق األمر بأجور ومستحقات أجراء هذه المحالت ذاتها.
ب :زمان أداء األجور :نصت المادة 740من مدونة الشغل على وجوب تعليق ملصق
متضمن ليوم وساعة أداء األجر أو األقساط المسبقة عند االقتضاء.
ويتعين أن يكون هذا الملصق مثبتا في مكان يرتاده األجراء ومكتوب بشكل واضح تسهل
قراءته.
كما ألزمت المادة 741من م.ش المشغلين على احترام الوقت المحدد في اإلعالن لبدء
عملية أداء األجور أو التسبيقات (عند االقتضاء) وأن يتم إنهاء هذا األداء بثالثين دقيقة على
األكثر بعد الساعة المحددة النتهاء الشغل داخل المقاولة ما لم يتعلق األمر بعمال المقاوالت
المنجمية أو أوراش البناء واألشغال العمومية أو المعامل التي تشتغل باستمرار أو المقاوالت التي
تشغل أعدادا كبيرة من األجزاء إذ يمكن في مثل هذه الحاالت ومثيالتها للمؤاجرين تمديد فترة
األداء ألكثر من نصف ساعة بعد انتهاء مدة الشغل العادية بإذن خاص من العون المكلف
بتفتيش الشغل هذا ويجب أن يتم األداء بشكل متواصل بالنسبة إلجراء المقاولة الواحدة ؛ كما
يمنع أداء أجور األجراء في يوم راحتهم ما لم يتعلق األمر بأجراء مقاوالت البناء أو األشغال
العمومية ،حيث أجاز المشرع ذلك األداء متى وافق يوم راحة األجراء يوم سوق أسبوعي شرط
أن تؤدى لهم هذه األجور قبل الساعة التاسعة صباحا (المادة 744من مدونة الشغل).
ج -دورية أداء األجور :بالنظر لألدوار االجتماعية واالقتصادية لألجر تدخل المشرع ي
المغربي للحد من حرية المشغلين في تحديد دوريته ،وسن مجموعة من القواعد القانونية
80
الملزمة في المواد 747و 741و 740من مدونة الشغل وباستقراء األحكام الواردة بهذه المواد
يمكننا التمييز بين مجالين :
دورية األداء في المجال الصناعي والتجاري والحر.
نصت المادة 747من مدونة الشغل على وجوب أداء أجور األجراء في القطاعات
الصناعية والتجارية والمهنية الحرة مرتين في الشهر ،على أن ال تفصل بينهما مدة أقصاها ستة
عشر يوما.
أما بالنسبة للمستخدمين بهذه القطاعات فتؤدى أجورهم مرة في الشهر على األقل على
أن ال تتجاوز المدة الفاصلة بين أداءين عدد أيام الشهر.
أما بالنسبة لعموالت الوكالء المتجولين والممثلين والوسطاء في التجارة والصناعة ،فقد
نصت المادة أعاله على وجوب أدائها مرة كل ثالثة أشهر على األقل.
وإذا تعلق األمر بإنجاز أشغال تتطلب مدة تزيد عن خمسة عشر يوما (كاألجراء الذين
يشتغلون على أساس القطعة أو الشغل المؤدى أو المردودية) فإن دورية أداء األجر تحدد
باالتفاق بين هؤالء األجراء وبين المشغلين ،شرط أن تؤدى لهم أقساط مسبقة كل خمسة عشر
يوما على أن يستوفوا كامل أجورهم خالل الخمسة عشر يوما الموالية ،إلنهائهم الشغل الذي
كلفوا بإنجازه وتسليمهم إياه للمؤاجر.
هذا ،ونصت المادة 740من مدونة الشغل على وجوب أداء أجور األجراء الذين يتقاضون
أجورهم على أساس الساعة أو اليوم خالل األربــع والعشرين ساعة الموالية لتاري ــخ فصلهم عن
الشغل أو خالل االثنين والسبعين ساعة الموالية لمغادرتهم للشغل تلقائيا.
81
خالفا للقاعدة المدنية التي تنص على أن إثبات االدعاء يقع على مدعيه وإبرازا لذاتيته
المستقلة ،عمل المشرع على قلب عبء إثبات أداء األجر ،حيث حمله للمؤاجر كما ألزمه
بوسائل خاصة لإلثبات ال يجوز له الخروج عنها إال استثناء.
أ -ورقة األداء :نصت الفقرة األولى من المادة 738من مدونة الشغل على أنه يجب على
كل مشغل أن يسلم إجراءه عند أداء أجورهم وثيقة إثبات تسمى "ورقة األداء" وأن يضمنها
وجوبا البيانات التي تحددها السلطة الحكومية المكلفة بالشغل.
وهذا المقتضى التشريعي عام وشامل من حيث التطبيق و يشمل (باستثناء موظفي
الدولة ومؤسساتها العمومية) كل المشغلين الذين يمارسون أنشطة تجارية أو صناعية أو مهنا
حرة.
والغاية من إعطاء األجراء ورقة األداء هي إطالعهم على كيفية حساب أجورهم كما أنها
وسيلة إثبات هامة بيد المشغل إلبراء ذمته في مواجهة األجراء.
ويجب أن تتضمن هذه الورقة جملة من البيانات الهامة كاسم المشغل وموطنه ونوع
العمل الذي يمارسه ورقم انخراطه في الصندوق الوطني للضمان االجتماعي وتاري ــخ التحاق
األجير بالشغل وعدد أيام أو ساعات الشغل التي احتسب على أساسها األجر ومختلف
التسبيقات أو االقتطاعات التي لحقت هذا األجر ،وكذا اإلشارة إلى عدد الساعات اإلضافية
ونسبة الزيادة المقررة قانونا عنها إن وجدت ،وتاري ــخ وقوع األداء مرفوقا بتوقيع المشغل واألجير
المعني باألمر.
غير أنه ال يعتبر تنازال من األجير عن حقه في األجر أو ملحقاته أو في المطالبة بها القبول
الصادر ع نه دون احتجاج عند توقيعه لورقة األداء حتى ولو كان ذلك التوقيع مرفوقا بعبارة
"قرئ وصودق عليه" ويمكنه دائما عند اكتشاف وجود خطأ مادي في الحساب أو عند عدم
احتساب مبالغ مالية مستحقة له أن يطالب بالحصول عليها ،وأن يثبت عكس ما تتضمنه ورقة
األداء (المادة 738من مدونة الشغل والفصل 310مكرر ثالث مرات من ق ل ع).
ب :دفتر األداء :إلى جانب بطاقة األداء التي يجب أن تسلم لألجير يتعين على المشغل
أن يمسك دفترا خاصا باألداء وفق نموذج تحدده الوزارة المكلفة بالشغل.
ويجب أن يكون هذا الدفتر مرقما ومرتبا ترتيبا تسلسليا ومؤشرا على صفحاته من طرف
العون المكلف بتفتيش الشغل دون كشط أو بياض أو بتر ألوراقه.
ويمكن لمفتش الشغل وكذا لمفتشي الصندوق الوطني للضمان االجتماعي طلب االطالع
على هذا الدفتر في كل وقت وحين.
هذا ويمكن بطلب من المشغل أو من ينوب عنه االستعاضة عن دفتر األداء واالعتماد
على أساليب حديثه (كوسائل المحاسبة الميكانوغرافية أو المعلوماتية أو أية وسيلة أخرى)
للمراقبة متى رآى العون المكلف بتفتيش الشغل أنها كفيلة بأن تقوم مقام دفتر األداء.
82
ويجب على المشغل االحتفاظ بهذا الدفتر وبمختلف الوسائل األخرى طيلة مدة سنتين
من تاري ــخ إقفال دفتر األداء أو من تاري ــخ اعتمادها.
وعند مخالفة هذه المقتضيات فقد رتب المشرع جزاء جنائيا يتمثل في الغرامة من 788
درهم إلى 088درهم عن كل مخالفة ،ويتعدد مبلغ هذه الغرامة بتكرار عدد المخالفات
المرتكبة في حق األجراء على أن ال يتجاوز مجموع الغرامات 28.888.88درهما.
ج -توصيل تصفية كل حساب :عادة ما يحرص المشغلون عند انتهاء عقد شغل أحد
أجرائهم (وسواء أكان هذا اإلنهاء مبررا أو تعسفيا أو صادرا عن اإلرادة الحرة لألجير) على تأمين
أنفسهم ضد المطالبات الالحقة التي قد تصدر عن األجير ،حيث يعمدون إلى الحصول على
توصيل بتصفية كل حساب.
وحماية لألجراء الذين يضطرون في الغالب إلى توقيع هذه التواصيل تدخل المشرع
المغربي بمقتضى المواد 37و 31و30و 34من مدونة الشغل ونص على جملة أحكام وشروط
ملزمة في التوصيل ال يمكن للمؤاجر مخالفتها وهكذا وبعد أن عرفت المادة 37هذا التوصيل
بأنه "هو الذي يسلمه األجير للمشغل عند إنهاء العقد ألي سبب كان وذلك قصد تصفية كل
األداءات اتجاهه " نصت المادة 31على جملة من الشروط والبيانات الواجب توفرها في
التوصيل تحت طائلة اعتباره باطال حيث استلزمت تضمينه :
-2المبلغ المدفوع بكامله قصد التصفية النهائية للحساب مع بيان مفصل لألداءات.
-2أجل سقوط الحق المحدد في ستين يوما (بدل ثالثين يوما الواردة في الفصل 754
من ق.ل.ع) مكتوبا بخط واضح تسهل قراءته .
-3اإلشارة إلى كون التوصيل محررا في نظيرين يسلم أحدهما لألجير.
يجب أن يكون توقيع األجير على التوصيل مسبوقا بعبارة "قرأت ووافقت " وإذا كان
األجير أميا فيجب أن يكون توصيل تصفية كل حساب موقعا بالعطف من قبل العون
المكلف بتفتيش الشغل في إطار الصلح المنصوص عليه في المادة 532من مدونة الشغل".
وهذا إجراء جيد ألن من شأنه حماية األجير األمي وضمان حقوقه.
هذا ويمكن لألجير أن يتراجع عن التوصيل الذي وقعه خالل أجل ستين يوما التالية
لتوقيعه إما برسالة مضمونة مع اإلشعار بالتوصل يبعث بـها إلـى المشغـل أو بمقتضى مقال
مرفوع أمام الغرفة االجتماعية للمحكمة االبتدائية.
وفي كلتا الحالتين يتعين عليه ليكون تراجعه صحيحا ومرتبا آلثاره القانونية أن يضمن
الرسالة الموجهة للمشغل أو المقال المقدم للمحكمة تفصيال بمختلف الحقوق التي ال يزال
يتمسك بها.
وكل توصيل يتم التراجع عنه خالل األجل القانوني يعد مجرد توصيل بسيط بالمبالغ
المضمنة به ويمكن تعديله أو إلغائه.
83
وحق الطعن في التوصيل مخول لألجير فقط ال يشاركه فيه المشغل إعماال لمقتضيات
الفصل 301المشار إليه أعاله ،وهذا ما أكده القضاء المغربي في قرار صادر عن الغرفة
االجتماعية لمحكمة االستئناف بالدار البيضاء عدد 78/21بتاري ــخ 23يناير 2107في الملفين
االجتماعيين عدد 02/030و 02/710جاء فيه :
"وحيث إن الخطأ الذي تشير إليه الشركة في كيفية حساب المبالغ المتقاضاة في
إطار التوصيل ال يمكن أن يعتد به أمام محكمة االستئناف بهذه الطريقة ألن الطعن في
التوصيل عن صافي كل حساب طبقا للفصل 754مكرر ثالث مرات من قانون االلتزامات
والعقود يحصر لفائدة األجير فقط وال يسمح بهذه اإلمكانية للمشغل إال طبقا للقواعد
العامة".
هذا ويعتبر باطال كل تنازل أو صلح يوقعه األجير طبقا لمقتضيات الفصل 2810من
ق.ل.ع يؤدي إلى حرمانه من الحصول على الحقوق المقررة له قانونا والناتجة عن تنفيذ عقد
الشغل أو إنهائه
-4تقادم دعاوى المطالبة باألجر :
نصت المادة 710من مدونة الشغل على أنه " :تتقادم بمرور سنتين كل الحقوق
الناتجة عن عقود الشغل الفردية وعن عقود التدريب من أجل اإلدماج المهني ،وعن عقود
التدرج المهني وعن الخالفات الفردية التي لها عالقة بهذه العقود أيا كانت طبيعة هذه
الحقوق ،وسواء أكانت ناتجة عن تنفيذ هذه العقود أو عن إنهاءها".
وهذا التقادم هو مجرد قرينة بسيطة على الوفاء باألجر يمكن دحضها بإقرار المشغل
بعدم األداء أو بنكوله عن أداء اليمين طبقا لمقتضيات الفصل 718من ق.ل ع.
84
والسؤال المطروح يتمثل في مدى إمكانية استفادة دائني األجير من هذه المقتضيات
والمطالبة بحجز مبلغ األجر المستحق لهذا األخير من المصدر ،أي بين يدي المشغل،
والتعرض على إعطائه لألجير ؟
إن تطبيق هذه المقتضيات على إطالقها سيحرم األجير ال محالة من أجره الذي يعد
المصدر األساسي لعيشه ،كما أن حرمان دائني األجير من إمكانية الحجز على أجره بين يدي
مشغله بصفة مطلقة سيعود بالضرر على األجير نفسه الذي لن يجد من يمنحه قروضا في
المستقبل.
وتجاوزا لهذا الوضع تدخل المشرع المغربي وأقر حال وسطا ال يحرم دائني األجير من
إمكانية إيقاع الحجز على نسبة من األجر ،كما يضمن لألجير اإلبقاء على أجزاء منه لسد
حاجياته.
وهكذا نصت المادة 703من مدونة الشغل على أنه " :يمكن إجراء الحجز على األجور
المستحقة ألي أجير مهما كان نوعها ومبلغها ،إذا كانت دينا له على مشغل واحد أو أكثر،
على أال يتجاوز الحجز النسب التالية من األجر السنوي.
-جزءا من عشرين جزءا من الحصة التي تقل عن أربعة أضعاف الحد األدنى القانوني
لألجر ،وتفوق ثمانية أضعاف الحد القانوني لألجر ،وتقل عن ثمانية أضعاف الحد األدنى
القانوني لألجر أو تعادل هذه النسبة.
-عشر الحصة التي تفوق أربعة أضعاف الحد األدنى القانوني لألجر ،وتقل عن ثمانية
أضعاف الحد األدنى القانوني لألجر أو تعادل هذه النسبة.
-خمس الحصة التي تفوق ثمانية أضعاف الحد األدنى القانوني لألجر وتقل عن اثني
عشر ضعفا للحد األدنى القانوني لألجر ،أو تعادل هذه النسبة.
-رب ع الحصة التي تفوق اثني عشر ضعفا للحد األدنى القانوني لألجر وتقل عن ستة
عشر ضعفا للحد األدنى القانوني كاألجر أو تعادل هذه النسبة.
-ثلث الحصة التي تفوق ستة عشر ضعفا للحد األدنى القانوني لألجر وتقل عن
عشرين ضعفا للحد األدنى القانوني لألجر أو تعادل هذه النسبة.
-ال حد بالنسبة للحصة من األجر السنوي التي تفوق عشرين ضعفا من الحد األدنى
القانوني لألجر.
واألجر الذي تحتسب على أساسه النسب العالية للحجز يشمل األجر األساسي مضافا إليه
جميع مكمالته وملحقاته"
غير أنه ال يدخل في حساب هذا األجر :
-مختلف التعويضات واإليرادات التي نص القانون على عدم جواز حجزها.
85
-المبالغ التي يتم استردادها تغطية لمصاريف أو لنفقات سبق أن تحملها األجير بسبب
شغله (مصاريف التنقل مثال.)...
-التعويض عن الوالدة.
-التعويض عن السكن.
-مختلف التعويضات العائلية.
-التعويضات التي يتم إقرارها بمقتضى عقد الشغل الفردي أو اتفاقية جماعية للشغل أو
النظام الداخلي أو التي يقضي بها العرف (كالتعويضات التي تمنح بمناسبة أعياد دينية أو
أحداث عائلية.)...
وإذا كان مبلغ الدين المترتب بذمة األجير عبارة عن نفقة لفائدة زوجته أو مطلقتـه أو أحد
فروعه أو أصوله .وكان واجب األداء شهريا فإنه يمكن استثناءا اقتطاع مبلغه بأكمله كل شهر من
حصة األجر غير القابلة للحجز ،سواء تم اتباع مسطرة حجز ما للمدين لدى الغير أو مسطرة
حوالة الدين.
كما يمكن عند االقتضاء إضافة حصة األجرة القابلة للحجز إلى ذلك االقتطاع ،إما ضمانا
للوفاء باالستحقاقات المتأخرة من النفقة مع المصاريف وإما أداء الديون مستحقة لدائنين
عاديين أو متعرضين.
ب -حماية األجر من المشغل :قد يلجأ األجير تحت ضغط الحاجة ،إلى طلب قروض
أو الحصول على سلفات من مشغله ،مما يجعله مدينا له.
فهل يحق للمشغل في هذه الحالة إعمال قواعد المقاصة المنصوص عليها في قانون
االلتزامات والعقود على إطالقها ؟ أم أن األمر مقيد بشروط ؟
نص الفصل 703من ش.م على أنه "تقع المقاصة إذا كان كل من الطرفين دائنا لآلخر
ومدينا له بصفة شخصية".
غير أن السماح للمؤاجر بإعمال هذا المقتضى على إطالقه في مواجهة مدينه (األجير)
السترداد مبلغ القرض أو السلفة سيؤدي ال محالة إلى اإلضرار باألجير وحرمانه من أجره الذي
يعتمد عليه اعتمادا كليا لتلبية حاجياته وحاجيات أسرته.
وتفاديا ألية نتائج عكسية تدخل المشرع المغربي بمقتضى المواد 700و 704من
مدونة الشغل وسمح للمؤاجر بإجراء مقاصة في حدود نسبة محددة من األجر ال يجوز له
تجاوزها.
حيث نصت المادة 704من ش.م على أنه "ال يمكن ألي مشغل قدم إلجرائه سلفة
مالية أن يسترد سلفته إال على شكل أقساط تقتطع من أجورهم تباعا ،بحيث ال يتجاوز
القسط المقتطع عشر ( )1/11األجر الذي حل أداؤه".
86
غير أنه يمكن للمؤاجر إجراء المقاصة بين ما عليه ألجيره من أجور وبين ما قد يكون على
هذا األجير من دين لفائدته ،مقابل ما مده به من أدوات أو معدات إنجاز الشغل ،أو مقابل
المواد واللوازم التي تسلمها األجير والتي توجد في عهدته أو مقابل المبالغ المدفوعة إليه مسبقا
لشراء تلك األدوات والمعدات والمواد واللوازم (المادة 700من مدونة الشغل).
هذا وينبغي تمييز القسط الذي يقتطعه المشغل على أساس المقاصة عن الجزء من األجر
القابل للحجز بين يدي المشغل لفائدة دائني األجير وكذا عن الجزء الذي تجوز فيه الحوالة.
وباإلضافة إلى مظاهر الحماية هاته تدخل المشرع للحد من سلطة المشغل في توقيع
الغرامات على األجير بمناسبة ارتكابه ألخطاء تأديبية أو من خالل مختلف أنواع الضغوطات
التي قد يلجأ إليها المشغل إلرغام أجراءه على اقتناء السلع والمواد التي تنتجها المؤسسات
التابعة له أو ألحد أفراد عائلته ،حيث نصت المادة 712من مدونة الشغل على أنه :
"يمنع على كل مشغل :
-أن يلحق بمؤسسة ،مقتصدية يبيع فيها ألجرائه أو ذوي هم بضائع أو سلعا أيا كان
نوعها ،سواء كان البيع مباشرا أو غير مباشر.
-أن يفرض على أجرائه إنفاق كل أو بعض أجورهم في المتاجر التي يشير عليهم
باالستبضاع منها.
-أن يتولى بنفسه األداء عن أجرائه لدى األشخاص الذين يتزود منهم هؤالء األجراء،
ما لم يتفق الطرفان كتابة على خالف ذلك.
-غير أنه يمكن الترخيص ،وفق الشروط التي تحددها النصوص التنظيمية ،بإنشاء
مقتصديات في األوراش واالستغالالت الفالحية أو المقاوالت الصناعية أو في المناجم أو
المقالع البعيدة عن مركز التموين إذا كان إنشاء تلك المقتصديات ضروريا للمعيشة اليومية
لألجراء".
وأضافت المادة 717من ش.م على أنه " :يمنع على كل مسؤول له نفوذ على األجراء،
أن يبيع بصفة مباشرة أو غير مباشرة ألجراء المقاولة التي يشتغل فيها ما اشتراه من مواد
أو سلع بن ية تحقيق الرب ح وإذا وقع نزاع حول ذلك ،فالبينة على البائع في إثبات عدم
حصوله على أي رب ح من مبيعاته.
ويجب في النشاطات الفالحية عندما يبيع المشغل ألجرائه محاصيل من منتوجه أن
يسعرها بتراضي الطرفين على أال يزيد السعر عن قيمة المحصول عند إنتاجه ،كما تحدده
النصوص القانونية والتنظيمية المتعلقة باألسعار".
وعند مخافة المشغل لهذه المقتضيات يتعرض لعقوبة جنائية تتمثل في الغرامة من
2.888درهم إلى 0.888درهم.
87
ج -حماية األجر في مواجهة دائني المشغل :قد تترتب ديون في ذمة المشغل مما يدفع
بأصحابها إلى إعمال مقتضيات الفصل 2212من قانون اإللتزامات والعقود التي تنص:
"أموال المدين ضمان عام لدائنيه ،ويوزع ثمنها عليه بنسبة دين كل واحد منهم ،ما لم
توجد بينهم أسباب قانونية لألولوية".
ومن األسباب القانونية لألولوية ولتفضيل بعض الديون على غيرها نذكر االمتياز.
واالمتياز كما عرفه المشرع في الفصل 2217من ق.ل.ع هو "حق أولوية يمنحها
القانون على أموال المدين نظرا لسبب الدين".
وخالفا للفصل 2210من ق.ل.ع الذي رتب أجور وتعويضات األجراء في المرتبة الرابعة
فإن مقتضيات المادة 702من مدونة الشغل كانت أكثر إنصافا لألجراء وأكثر حماية لهم ،إذ
رتبت تلك الحقوق في المرتبة األولى حين نصت على أنه :
"يستفيد األجراء خالفا لمقتضيات الفصل 1242من الظهير الشريف المكون من
ق.ل.ع من امتياز الرتبة األولى المقررة في الفصل المذكور قصد استيفاء ما لهم من أجور
وتعويضات في ذمة المشغل من جميع منقوالته.
ونفس الحكم يسري على التعويضات القانونية المترتبة عن الفصل التعسفي من
الشغل".
وهذا المنحى صائب بالنظر إلى األدوار االقتصادية واالجتماعية الهامة التي يلعبها األجر
بالنسبة لألجير واعتماد غالبية األجراء عليه لضمان عيشهم وكرامتهم.
د-تدابير أخرى لحماية األجر :نصت المادة 323من مدونة الشغل على استفادة
األجراء الذين يتم تشغيلهم من طرف مقاول أو من رست عليه صفقات إنجاز أشغال
عمومية من االمتياز الخاص المنصوص عليه في الفصل 411من قانون المسطرة المدنية
والذي يخولهم حق األولوية من المرتبة األولى بنصه على أنه :
" ال يكون لتحويل أو حجز المبالغ المستحقة للمقاولين أو من رسا عليهم مزاد أعمال
لها صفة األشغال العمومية أثر إال بعد استالم هذه األشغال وبعد اختصام جميع المبالغ
المستحقة لمن يأتي ذكرهم حسب الترتيب التالي.
أ-األجراء والمستخدمون من أجل أجورهم أو تعويض ا عن عطلة م ؤدى عنه ا أو تعويضا
مقابال لها بسبب تلك األشغال".
-ونصت المادة 701من مدونة الشغل على حق األجراء الذين يتم تشغيلهم من طرف
مقاول في البناء في إقامة دعوى مباشرة في مواجهة صاحب البناء وذلك في حدود المبالغ التي
تكون عليه للمقاول.
ويكون حق االمتياز هذا بنسبة دين كل واحد منهم (الفصل 308من ق.ل.ع).
الفقرة الثانية :االلتزامات الناتجة عن تنفيذ عقد الشغل.
88
إلى جانب االلتزام العام بأداء األجر يلتزم المشغل بالتزامات أخرى متعددة منها تقديم
الشغل المتفق عليه لألجراء وتهيئة مستلزماته أوال ومعاملتهم معاملة إنسانية الئقة ثانيا
وضمان الحقوق المقررة لهم قانونا ثالثا.
أوال :االلتزام بتقديم الشغل المتفق عليه لألجير وتهيئة مستلزماته.
يعتبر هذا اإللتزام من مقتضيات تنفيذ عقد الشغل بالنسبة للمؤاجر إذ يتعين عليه أن
يضع رهن إشارة األجراء الشغل المتفق عليه بموجب العقد والمواد واألدوات الالزمة إلنجازه
وأن يعد لهم المكان الذي سيتم فيه إنجازه.
وإذا تعلق األمر بأشغال تتطلب أكثر من أجير واحد (العمل الذي يتم إنجازه في إطار
سلسلة) فيجب على المشغل أن يوفر المعاونين والمساعدين لألجير.
إال أن السؤال المطروح يتعلق بمدى قدرة المشغل على تغيير موضوع الشغـل أو نوعـه أو
الشروط المتفق عليها ؟
األصل أن األجير ال يلزم إال بأداء الشغل المتفق عليه مع المشغل متى كان ذلك الشغل
محددا بشكل واضح ودقيق في العقد.
وحيث إن هذا التحديد غالبا ما يكون منتفيا فإنه يجوز للمؤاجر إعماال لسلطته التنظيمية
داخل المقاولة أن يعدل استثناءا من موضوع الشغل أو نوعه طالما أن هذا التعديل مما تقتضيه
مصلحة المقاولة وال يشوبه أي تعسف أو رغبة في االنتقام من األجير.
ثانيا :االلتزام بمعاملة األجراء معاملة إنسانية الئقة.
إن األجير هو إنسان قبل كل شيء ،يجب معاملته معاملة إنسانية الئقة تحفظ كرامته :
فال يجوز للمؤاجر تكليفه بأشغال ال يطيقها (إذ ال تكليف بمستحيل) كما يمنع عليه إهانتـه أو
سبه أو شتمه أو احتقاره أو االزدراء به أو توجيه عبارات نابية في حقه أو تعريضه للعنف أو
للتحرش الجنسي أو تحريضه على ممارسة الفساد ...إلى غير ذلك من التصرفات المشينة
والقادحة والتي اعتبرها مشرع مدونة الشغل في المادة 18بمثابة أخطاء جسيمة عند
صدورها من المشغل ورتب على مغادرة األجير بسببها لشغله اعتبار تلك المغادرة بمثابة طرد
تعسفي موجب للتعويض جاء في المادة المشار إليها أعاله أنه :
" يعد من األخطاء الجسيمة المرتكبة ضد األجير من طرف المشغل أو رئيس المقاول ة
أو المؤسسة ما يلي :
-السب الفادح
-استعمال أي نوع من أنواع العنف واالعتداء الموجه ضد األجير
-التحرش الجنسي
-التحريض على الفساد
89
وتعتبر مغادرة األجير لشغله بسبب أحد األخطاء الواردة في هذه المادة في حالة
ثبوت ارتكاب المشغل إلحداها بمثابة فصل تعسفي".
وقد ضرب لنا الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم أروع األمثلة في معاملة األجراء
إذ جاء في الصحيحين عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال " :خدمت النبي صلى الله
عليه وسلم عشر سنين (وفي رواية اإلمام أحمد في السفر والحضر) فما قال لي أف قط وال قال
لشيء صنعته لم صنعته ؟وال لشيء تركته لم تركته).
90