Professional Documents
Culture Documents
المسطرة الجنائية - المحاضرات الصوتية-نجاة الحافيظي-2020
المسطرة الجنائية - المحاضرات الصوتية-نجاة الحافيظي-2020
المسطرة الجنائية - المحاضرات الصوتية-نجاة الحافيظي-2020
املسطرة اجلنائية
1
ملخص املحاضرة 1
ملخص رقم1
نعلم أن قواعد املسطرة الجنائية دورها اﻷساس ي هو تبرير حق الدولة في ممارسة العقاب ،دور الدولة هنا تحقيق اﻷمن
واستقرار داخل املجتمع ،وبالتالي فهي ملزمة بالتوفيق بين مصالح متضاربة ،مصالح الجاني من جهة ومصالح املجني عليه
من جهة ،من جهة صاحب الحق ومن جهة أخرى مغتصب الحق ،لهذه الغاية وضعت الدولة .مقتضيات قانونية تجرم فيها
هذه السلوكيات التي تهدد اﻷمن واستقرار املجتمع ،ولهذا الغاية فرضت لها عقوبات تختلف باختلف وجسامة الفعل ولكن
ال يمكننا تطبيق العقوبات املخصصة لهذه اﻷفعال مالم تكن هناك إجراءات تحدد املسار الذي يجب قطعه ليتسنى ضبط
الجريمة ،والكشف عن فاعلها الحقيقي ثم إعطاء الحق للقضاء في توقيع الجزاء ،وبالتالي قواعد املسطرة الجنائية دورها
اﻷساس ي هو تنظيم قواعد استعمال الحق في العقاب من أجل تحقيق العدالة الجنائية عن طريق إقامة توازن بين
مصلحتين ،مصلحة املجتمع من جهة املتمثلة في توقيع العقاب ،ومصلحة الفرد من جهة أخرى واملتمثلة في توفير ضمانات
لحريته وتمكينه من إثبات براءته ﻷن اﻷصل هو البراءة.
بعد التطرق إلى التعريف والتي اختار من ضمنها قواعد املسطرة الجنائية هي القانون الذي ينظم الخصومة الجنائية
مند نشوء حق الدولة في العقاب حتى صدور الحكم وتنفيذه ووصوال إلى أن هذا ال يعفي ،بمعنى أنه بوجود القواعد التي
تجرم سلوكيات املاسة بأمن واستقرار املجتمع ،بمعنى ال يكفي وجود هذه القواعد املوضوعية بل يجب أن تكون هذه
القواعد املوضوعية مصحوبة بقواعد إجرائية هذه القواعد دورها اﻷساس ي هو نقل قانون الجنائي من سكوته لكي تحركه
عن طريق تطبيقه على الواقعة حتى يتسنى للدولة توقيع الجزاء املناسب.
بعد ذلك تطرقنا لقواعد العامة التي تؤطر املسطرة الجنائية والتي تضم قواعد مشتركة وأخرى خاصة.
القواعد املشتركة
ماهي قوانين التي تشترك مع املسطرة الجنائية؟
هناك:
-1القانون الجنائي:
نحن نعلم أن القانون الجنائي هو قانون قضائي ال يطبق إال بتحريك الدعوى العمومية عن طريق إجراءات الشكلية
ﻷنه حتى في الحالة التي يعترف فيها الجاني ال يمكن للدولة توقيع العقاب بل البد من اللجوء إلى القضاء عبر قواعد شكلية
متضمنة في قواعد املسطرة الجنائية.
2
-2علقة قانون املسطرة الجنائية باملسطرة املدنية:
سبق الوقوف على مسألة أساسية ،وذلك من خلل املقارنة بين قواعد املسطرة الجنائية وقواعد املسطرة املدنية هناك
اختلف من حيث املصلحة حيث تكون املصلحة عامة بالنسبة للدعوى العمومية ومصلحة الخاصة بالنسبة للدعوى
املدنية ،هناك مجموعة من النقط املتعلقة بهذه املسألة من ضمنها مثل أن النيابة العامة هي التي تحرك الدعوى العمومية
وأن املتضرر في الدعوى املدنية هو الذي يقوم برفع الدعوى إلى غير ذلك من النقط التي سبق التطرق إليها.
بالرغم من وجود هذا االختلف ،هناك من يرى أن قواعد املسطرة املدنية تعد أصل لقواعد املسطرة الجنائية ،حيث
يجب الرجوع لها في حالة وجود غموض أو نقص في املسطرة الجنائية.
القواعد الخاصة بالقواعد املسطرة الجنائية :نجد من بينها:
أ-مبدأ الشرعية:
نحن نعلم أن القانون الجنائي هو الذي يشكل لنا القواعد املوضوعية فمصدره مصدر واحد وهو النص املكتوب،
وبالتالي إذا كانت القواعد املوضوعية مصدرها الوحيد هو النص املكتوب فيسري ذلك اﻷمر على قواعد املسطرة الجنائية،
بمعنى أن مصدرها اﻷساس ي هو النص املكتوب مادام أن اﻷمر يتعلق بنص مكتوب فاﻷمر يستدعي أن يكون هذا النص في
صيغة واضحة ﻷن اﻷمر له ارتباط وثيق بحقوق وحريات اﻷفراد ،وﻷن الغموض ما يمكن أن يترتب عنه هو الوقوع في مسألة
الخطأ في تفسير هذا النص وقد يفتح الباب التحكم مما قد يمس بالعدالة .تطرقنا لنقطة أساسية ،ونحن نتحدث عن مبدأ
الشرعية أن يكون النص مكتوب وأن تتسم إجراءات املسطرة باملرونة لكن ال يجب أن تنقلب هذه السرعة إلى تسرع بمعنى
حينما نتحدث عن قواعد املسطرة الجنائية فهناك طريقة بمعنى مسار الذي تقطعه القواعد إجرائية تكون إلى حد ما سريعة
حتى ال يبقى البريء طويل في مركز االتهام.
وتجدر اإلشارة أن مبدأ الشرعية من خلله نميز بين القواعد املسطرية والكلية ،ﻷنه ال يطبق على نفس الدرجة والقوة
من حيث أنه عندما نتحدث نص نتحدث عن القياس والتفسير ،فبالنسبة للقواعد املوضوعية كما نعلم قانون الجنائي ال
يمكن أن نتحدث عن القياس أو تفسير لكن عندما نتحدث عن القواعد إجرائية فنجد أنها تجمع بين القواعد املوضوعية
وقواعد الشكلية وبالتالي يجب أثناء التفسير وأثناء االعتماد على التعامل مع النص الشكلي أو إجرائي يجب التميز بين الحالة
التي يكون فيها النص موضوعي وحالة التي يكون فيها هذا النص إجرائي.
ب -تطبيق قواعد املسطرة الجنائية من حيث الزمان.
نحن نعلم أن القواعد إجرائية تطبق بأثر فوري على الوقائع التي تتم في ظلها وال تمتد إلى وقائع السابقة وهذا ما نصت
عليها مقتضيات املادة 753من ق م ج "إذا وقع تغير اإلختصاص نتيجة تطبيق القانون الجديد ،ينقل امللف بقوة القانون،
3
وبدون أي إجراء الى هيئة التحقيق او الحكم التي أصبحت مختصة ".ونفس املقتض ى تناولته املادة" 755القرارات الصادرة
بعض دخول قواعد املسطرة الجنائية التنفيذ تبقى خاضعة من حيث الطعون وآجال إلى مقتضيات الواردة في قانون
الجديد".
هذا لتفسير اﻷثر الفوري واملباشر للقواعد اإلجرائية سبب استبعاد اﻷثر الرجعي لقواعد املسطرة الجنائية ﻷنها تحكم
اإلجراءات وال تحكم الجرائم ،بمعنى أن علقتها وطيدة بإجراءات وليس بالجرائم ،وبالتالي التاريخ الذي يأخذ بعين االعتبار
هو تاريخ اإلجراء وليس تاريخ ارتكاب الجريمة مع العلم أنه مركز قانوني واحد ال يتغير وينش ئ بمجرد ارتكابه لجريمة .ال ننس ى
الجدال القائم بين تداخل ما هو شكلي وما هو موضوعي بالنسبة لقواعد املسطرة الجنائية والتي أثارت جداال خاصة فيما
يتعلق بالتقادم.
-4علقة املسطرة الجنائية بالنظام العام.
بحيث نجد أن قواعد املسطرة الجنائية دورها اﻷساس ي أو أنها تعتبر آلية رد الفعل اإلجتماعي ضد الظاهرة اإلجرامية
وهذه اآللية تحتكرها الدولة بمفردها دون غيرها وتتولى صورة اعتماد على املحاكم كوسيلة لفصل في الجرائم بمعنى أن
املحاكم تعتمد عليها كوسيلة للفصل في الجرائم ،بحيث أنه نجد من ضمن مستجدات املسطرة الجنائية هناك الصلح
املنصوص عليه في الفصل 41هناك الصلح وتقيد املتابعة بصورة تقديم الشكاية حينما نتحدث عن تقديم شكلية ونتحدث
عن الصلح قد نعتقد أن هذه املقتضيات هي خروج عن النظام العام .ال تعني البتة تحرير قواعد املسطرة الجنائية من
النظام العام بل إن مرونة النظام العام هي التي فتحت املجال ملثل هذه املقتضيات هذا حينما نتحدث عن النظام العام أي
أنه قواعد املسطرة الجنائية من النظام العام.
-4الجزاء في القواعد املسطرة الجنائية.
فالجزاء في قواعد املسطرة الجنائية هو من طبيعة خاصة فعلى اعتبار الجزاء في قواعد املوضوعية يظل الجاني بسبب
خرقه لقاعدة املوضوعية فإن الجزاء في القواعد الشكلية يتضمن حماية في حالة خرق قاعدة شكلية وبالتالي هذا يعطى
ثلثة أنواع من الجزاء:
-البطلن.
-عدم القبول.
-السقوط الدعوى.
-1البطلن :يترتب عن خرق القاعدة اإلجرائية فهو ينصب على إجراءات وقد وقع الجدال في اﻷخذ به بشكل مطلق أو
بشكل نسبي ،هنا في كل حالة يتم فيها خرق قاعدة إجرائية ويتم اﻷخذ به بطريقة نسبية أنه ،بحيث تكون هذه القاعدة هامة
بمعنى متى يمكن اﻷخذ بهذا البطلن وأي نوع من البطلن هل البطلن نسبي أو بطلن مطلق؟
4
نجد املشرع الختيار بين هذين موضوعين نجد أنه يمزج بين رأيين مما ينتج عنه بطلن قانوني ينفرد به املشرع بحيث أنه
ال بطلن بغير نص وبطلن ذاتي يخضع لسلطة التقديرية للقاض ي أي تقدير القيمة القانونية للجراء عن طريق القاض ي لذا
نجد القواعد املسطرة الجنائية خاصة لنظرية البطلن مجموعة من املواد تصل عددها إلى 34مادة تتوزع في كافة مراحل
املحاكمة يعنى بداية من البحث التمهيدي إلى أن بتم صدور الحكم إلى أن تنتهي كل أسباب الطعن أو طرق الطعن واختزاله
كل هذه القواعد وكل هذه املواد في مقتضيات املادة 751بقولها “أن كل إجراء يأمر به القانون ولم يثبت إنجازه على الوجه
القانوني يعد كأن لم ينجز "،تراجع املشرع عن هذا الحصر وهذا التحديد باستعماله ملصطلح لم ينجز كما أمره به القانون
وتم تحديد حاالت البطلن لكن لم يحدد طبيعة هل هو بطلن مطلق أم نسبي وهذا اﻷمر ترك لقضاء من خلل وقوفه على
طبيعة املصلحة فإذا كانت املصلحة عامة نتحدث عن بطلن مطلق ،وإذا كانت مصلحة خاصة نتحدث عن بطلن نسبي
فالبطلن نتحدث عنه بعد أن تأخذ الدعوى العمومية مجراها.
امللخص :2تتمة ملا سبق ذكره
نتحدث عن البطلن وقلنا إن البطلن من الجزاءات على اعتبار أننا نعتقد أن الجزاء يوجد فقط بالقواعد املوضوعية،
بل يوجد جزاء حتى في قواعد املسطرة الجنائية.
فأين يتجلى هذا الجزاء في البطلن؟
البطلن يترتب عن خرق قاعدة إجرائية وأنه لم يتم الحسم فيه هل هو مطلق أم نسبي ولكن هذا اﻷمر يعود إلى تقدير
سلطة القاض ي على اعتبار أن اﻷخذ بعين االعتبار طبيعة املصلحة ،إذا كانت مصلحة عامة اعتبر بطلنا مطلقا وإذا كانت
مصلحة خاصة اعتبر بطلنا نسبيا .وامللحظ أن هذا الجزاء يكون في مرحلة تحريك الدعوى بمعنى أنه يمكن أن يقع البطلن
بسبب عدم احترام إجراء من اإلجراءات.
:2عدم القبول
انتقلنا اآلن إلى نوع ثان من الجزاء وهو عدم القبول ،وهو يترتب عن خرق إحدى شكليات الدعوى واملشرع هنا استعمل
مصطلح شكليات ولم يتحدث عن قيود املتابعة كما سوف نرى.
فما هي شكليات الدعوى؟
من ضمنها تقديم شكاية أو طلب إذن ،فهاته تعتبر شكليات لكن في نصوص معينة عبر عنها املشرع بقيود الدعوى.
فغياب هاته الشكلية تعد سببا من اﻷسباب التي يمكن أن يترتب عنها عدم القبول.
مثال :الدعوى املتعلقة بالخيانة الزوجية ال يمكن تحريكها بدون تقديم شكاية من املتضرر فإذا قام شخص غير متضرر
بتحريك هاته الدعوى فلن تقبل ﻷنها تنقصها شكلية من الشكليات التي هي تقديم شكاية أو بناء على شكاية.
5
وكذلك تجدر اإلشارة انه في هاته الحالة التي يكون فيها عدم القبول أن هذا اإلجراء يمكن أن يصحح كجزاء عن طريق
تقديم شكاية ،فإذا تم تقديم شكاية تم تصحيح اإلجراء ،في حين أنه بالنسبة إلجراء البطلن ال يمكن أن نأخذ بعين االعتبار
اإلجراء الذي تم استبعاده بسبب خرقه لقاعدة شكلية.
:3السقوط
يعني سقوط الحق ،هو جزاء إجرائي يترتب عنه الحرمان من مباشرة إجراء معين لغياب شروط إعماله.
مثال :عدم تقديم االستئناف في أجله يترتب عنه سقوط الحق فيه ،في هذه الحالة ال يمكن معاودة هذا اﻷمر على نفس
الحكم ،بمعنى لدينا حكم صدر حكم ابتدائي مع إمكانية االستئناف وأجل االستئناف هو 30يوما ،مرت 30يوما هذا
الشخص لم يتقدم باستئناف .هل له الحق في أن يتقدم به بعد انتهاء اآلجال؟ بالطبع ال ،ال يمكنه هذا اﻷمر وبالتالي يسقط
حقه في ممارسة هذا الحق.
التطور الذي عرفته املسطرة الجنائية منذ عهد الحماية إلى حين صدور قواعد املسطرة الجنائية في 2002ودخولها في
حيز التنفيذ في 2003وكل ما واكب هذا من مستجدات سواء على مستوى النصوص املوضوعية او على مستوى النصوص
الشكلية.
-الفصل اﻷول :الدعاوى الناشئة عن الجريمة
فنحن نعلم أن هناك دعويين دعوى عمومية من أجل توقيع الجزاء على الجاني ثم دعوى مدنية تابعة من أجل املطالبة
بالتعويض عن الضرر الذي تسببت فيه الجريمة وأول دعوى سنتكلم عنها هي:
-1الدعوى العمومية ،ومن الجهة املكلفة بها؟
نحن نعلم أن الدعوى العمومية هي الوسيلة املخولة للمجتمع من أجل اقتضاء حقه في توقيع الجزاء على املجرم وهي
تثار بسبب املجتمع.
_ماهي طبيعة هاته الدعوى؟
قلنا طبيعتها هي أوال جاءت من أجل إقرار سلطة الدولة في العقاب وبالتالي فالهدف من هاته الدعوى هو أن يتم الدفاع
عن املجتمع وحماية حقوقه ،فدورها اﻷساس ي إذن هو السعي في الكشف عن الحقيقة وإقرار حق الدولة في العقاب طبقا
ملا ورد في املادة 2من ق .م .ج هذا هو اﻷصل ،لكن هناك استثناءات ،هناك حاالت تباشر فيها الدعوى العمومية ليس من
أجل الدفاع عن املجتمع ولكن من أجل تحقيق أهداف أخرى مثال :يمكن أن يكون الهدف هو تكميل دعوى معينة ولكن
كيف؟
6
هناك ما يعرف بالدعاوى التكميلية كدعوى إلغاء التنفيذ حيث يجوز للنيابة العامة أن تطالب من املحكمة التي أصدرت
الحكم بوقف التنفيذ أن تطالب النيابة العامة من املحكمة إلغاء هذا اإليقاف كما في حالة صدور حكم بالسجن أو بالحبس
من أجل جناية أو جنحة عادية ال علقة لها بالجنحة اﻷولى خلل فترة اإليقاف (إيقاف التنفيذ) فبالتالي هناك الغاية من
الدعوى ليس الدفاع عن املجتمع ولكنها دعوى تكميلية.
-ماهي خاصية العمومية؟
أن الدولة هي التي تملك حق ممارسة وإقامة الدعوى لحماية سلطتها في العقاب بمعنى أنها هي التي تنفرد بهذا الحق ،هي
التي تملك هذا الحق وهذا الحق هو ممارسة الدعوى العمومية من خلل جهاز النيابة العامة بصفتها هيئة قضائية.
ولكن في بعض الحاالت قد تسمح للمتضرر بتحريكها ،ونجد أن صفة العمومية هي مرتبطة باﻷساس بصاحب الحق
وليس بصفة القائم به ،فتحريك الدعوى العمومية يكون نيابة عن الدولة وليس نيابة عن املتضرر .هذه خاصية من
خصائص الدعوى العمومية.
الخاصية الثانية :عدم القابلية للتنازل عن الدعوى العمومية
عندما ترفع الدعوى أمام القضاء فهي تصبح في حوزة القضاء بالتالي له وحده السلطة في التقرير أو تقرير الحكم الذي
يحقق مصلحة املجتمع ،من تم ال يمكن التنازل عنها بعد رفعها أمام القضاء أو وقفها او تعطيل سيرها إال ضمن اﻷحوال
التي نص عليها القانون.
_استثناءات واردة على هذا املبدأ :والتي تضمنها كل من قواعد املسطرة الجنائية وقواعد القانون الجنائي ثم قواعد
خاصة.
_بالنسبة للقواعد املسطرة الجنائية :نجد املادة 372وأن في الحالة التي يتنازل فيها املتضرر عن شكايته ليس هناك حق
للنيابة العامة في االستمرار في هاته الدعوى ،نفس اﻷمر عندما تكون خيانة زوجية وتنازل أحد الزوجين عن شكايته ترتب
عنه إيقاف الدعوى بل وحتى في الحالة التي يصدر فيها حكم تنفيذ العقوبة أو تنفيذ الحكم.
_وأما بالنسبة لنصوص خاصة :وهو ما تم النص عليه أو تتضمنه النصوص التي تخول لبعض اإلدارات تحريك الدعوى
كإدارة املياه والغابات وإدارة الجمارك وإدارة التبغ...
-وهناك استثناءات على هذا املبدأ بحيث نجد في ق .م .ج كما هو الحال في اشتراط الشكاية (إذا لم تكن هناك شكاية ال
يمكن تحريك الدعوى)
_كما هناك حالة ثانية وهو مقتضيات الفصل 492من ق .ج ان الخيانة الزوجية إذا تنازل املتضرر هنا تراجع عن
الدعوى.
7
_ثم حالة ثالثة وهي ما تتضمنه النصوص الخاصة.
هذا بالنسبة للخصائص التي تتميز بها قواعد املسطرة الجنائية.
الجهة التي تتولى تحريك الدعوى
قلنا أن الجهة املكلفة بهذا اﻷمر هم قضاة النيابة العامة كطرف أصلي فهو يمارسها بصفته قاضيا للنيابة العامة طبقا
ملقتضيات املادة 2من ق.م.ج وهذا ما أكدت عليه كذلك املادة < 36تتولى إقامة ممارسة الدعوى العمومية ومراقبتها وتطالب
بتطبيق القانون >فالنيابة العامة تتولى إقامة وممارسة وتتبع ومراقبة سير هاته الدعوى إلى غاية تنفيذ الحكم الصادر
بشأنها حيث قلنا أنها تعتبر طرفا أصليا في الخصومة الجنائية وخصما محايدا دوره اﻷساس ي الدفاع عن املصلحة العامة من
خلل مطالبته بتطبيق القانون سواء بالتماس البراءة أو اإلدانة.
*تنظيم النيابة العامة
حينما تحدثنا عن تنظيم النيابة العامة تحدثنا عن مما تتشكل ،ممن تتألف ،مثل تحدثنا عن القضاء الزجري العادي
يعني تشكيلتها أمام املحكمة االبتدائية ثم تشكيلتها أمام محكمة النقض
ثم تشكيلتها أمام محكمة االستئناف وكان من بين املستجدات التي جاءت بها قواعد املسطرة الجنائية في هذا اإلطار هو
القانون 33.17املتعلق بالنظام اﻷساس ي للقضاة املادة 25الذي بمقتضاه تم نقل اختصاصات السلطة الحكومية املكلفة
بالعدل إلى الوكيل العام للملك لدى محكمة النقض مخوال إياه بصفته رئيس النيابة العامة خولته بالطبع هذه الصفة
وبالتالي أصبح الوكيل العام للملك لدى محكمة النقض هو الذي يمارس سلطته على قضاة النيابة العامة التابعين له
بمختلف املحاكم طبقا ملقتضيات املادة ١من هذا القانون وطبقا للمادة ١كذلك فقرة ثانية نجد أنه تنص <يمارس قضاة
النيابة العامة مهامهم واختصاصاتهم املنصوص عليها في التشريعات الجاري بها العمل تحت سلطة وإشراف رئيس النيابة
العامة وتحت مراقبته وتبعا للرؤساء التسلسليين >.
وبالتالي انطلقا من املادتين 1و 2من ق 33.17 .نلحظ الخضوع الوجوبي للتسلسل الرئاس ي على مكونات النيابة العامة
كمؤسسة قضائية حسب درجة املحكمة.
مثال :الوكيل العام لدى محكمة االستئناف له سلطة اإلشراف واملراقبة في دائرة نفوذه على قضاة النيابة العامة بهاته
املحكمة وعلى وكلء امللك لدى املحاكم االبتدائية ،وهؤالء لهم سلطة على نوابهم في هذه املحاكم وطبقا للنظام التسلسلي
الرئاس ي ﻷعضاء النيابة يجب أن تكون التماسات ممثلة على اختلف درجاتهم ومكتوبة ومطابقة للتعليمات املعطاة من قبل
رؤسائهم طبقا ملقتضيات املادة 38من قواعد املسطرة الجنائية واملادة 2من ق 33.17 .ثم تحدثنا عن املحكمة العسكرية،
املحكمات االستثنائية.
مميزات النيابة العامة
8
:١مبدأ الوحدة
مبدأ الوحدة أوال تكرسه املادة 46من ق .املسطرة الجنائية ،ومعناه أن قضاة النيابة العامة يمكن لهم أن يتناوبوا في
حضور جلسة قضية واحدة بمعنى أن داخل الجلسة ممكن يكون أكثر من واحد يعني يناوبوا ليس في الحضور بمعنى أحدهم
ينوب عن اآلخر.
ويقصد بمبدأ الوحدة أن جميعهم يمثلون جهاز النيابة العامة ويعملون باسم هذا الجهاز خلفا لقضاة الحكم فكل
واحد منهم واحد منهم يستقل بعمله القضائي طبقا ملقتضيات املادة 297بقولها <إذا تعذر حضور قاض ي أو أكثر أثناء النظر
في القضية تعاد املناقشات من جديد>وليس هذا اﻷمر بالنسبة لقضاة النيابة العامة.
_وهناك استثناء وارد على هذه الوحدة وهو :املتعلق بحدود االختصاص املحلي والنوعي والوالئي
مثال :أنه ال يجوز لعضو النيابة العامة أمام املحكمة العادية اتخاذ إجراء أمام املحكمة االستثنائية نيابة عن أحد قضاة
النيابة العامة ،ملاذا؟ ﻷن هناك إشكال كما قلنا االختصاص املحلي والنوعي والوالئي .هذا هو االستثناء الذي يرد على مبدأ
الوحدة.
:2االستقللية
-ان جهاز النيابة العامة يستقل عن الخصوم :من خلل سلطة امللئمة ،معنى هذا ان الشخص حينما يتقدم بالشكاية
فليست هذه الشكاية هي التي يبنى عليها تحريك الدعوى البد من أن تتدخل سلطة امللئمة لدي النيابة العامة بمعنى أن
سلطة الوالية التي تخول لها تحريك او عدم تحريك الدعوى حسب ظروف وملبسات كل قضية على حدة.
-ثم إنها مستقلة عن املحكمة :فل يصح تشكيل املحكمة دون أن تكون النيابة ممثلة فيها وال يجوز لقاض ي الحكم أو
التحقيق أن يضع يده مباشرة على قضية ما دون أن تقام بها الدعوى من قبل النيابة العامة إال في الحاالت التي يجيز فيها
القانون ذلك طبقا ملقتضيات املادة 269وهذا اﻷمر يتعلق بما يتم ارتكابه أثناء الجلسات باستثناء قاض ي الحكم ال يمكن
أن يضع يده على دعوى معينة قبل أن تصدر ملمسات أو ملتمسات عن النيابة العامة .ثم أن املحكمة ال يمكنها توجيه
االنتقاد لقضاة النيابة العامة وال يمكنها كذلك أن توجه أي تنبيه.
-ثم إنها مستقلة عن اإلدارة :باعتبارها هيئة قضائية أعضاءها ينتمون للسلك القضائي وعلى اعتبار أن دورها اﻷساس ي
هو الدفاع عن املجتمع فأعضاءها كما سبق وقلنا غير مسؤولين مدنيا وال جزائيا عن أعمالهم حتى ولو ثبت عدم حقهم في
إقامة الدعوى العمومية وبالتالي ال يمكن للمتهم الذي ثبتت براءته متابعة النيابة العامة جنائيا ،وال يمكن تجريح قضاتها او
نزع صلحيتهم في ممارسة إجراء متعلق بالخصومة الجنائية.
صلحيات النيابة العامة:
9
-من صلحياتها هي تحريك الدعوى العمومية :فهي تتولى إقامة الدعوى العمومية كلما توفرت لها قرائن اإلثبات ولو
بسيطة وكلما توافرت لها وسائل تحريكها كما هو الحال في وجود شكاية أو وجود وشاية (هذه الوشاية أو الشكاية هي التي
تعتمد للقيام بالبحث التمهيدي.
إقامة الدعوى العمومية معناه :هو إحالتها على القضاء للفصل فيها إما باإلدانة أو بالبراءة ،بالطبع النيابة العامة ال
تنفرد بهذا اﻷمر بل يجوز في حاالت معينة تقديم او تحريك الدعوى للمتضرر واملوظفون املكلفون قانونا بهذا اﻷمر كما
صرحت الضرائب والجمارك ومديريات املياه والغابات.
تقام الدعوى هنا أو صورتها هي إحالة الجهة املكلفة بالبحث والتحقيق بعدها تتدخل النيابة العامة ملمارسة الدعوى
باستقلل عن الخصوم فبالتالي تبدي رأيها بشأن سير وإجراء قرارات القضاء بكل حياد مالم ينص القانون على خلفه وتقوم
بهذا بناء على سلطة امللئمة التي تملكها.
فقلنا إن النيابة العامة تملك حق ممارسة الدعوى يقصد بها هي تتبع الدعوى تقديم امللتمسات وحضور الجلسات
وتسلك كافة طرق الطعن بالتالي فهي تمارس إقامة وممارسة الدعوى في حين باقي اﻷطراف يحركون فقط الدعوى العمومية.
كما تتولى أي من بين مهامها مراقبة أعمال ضباط الشرطة القضائية عندما تصدر عنهم بصفتهم ضباط شرطة قضائية
طبقا ملقتضيات املواد 45-30-29من ق .م .ج.
النيابة العامة لها أن تطالب بتطبيق القانون طبقا ملقتضيات املادة < 49يتولى الوكيل العام للملك السهر على تطبيق
القانون الجنائي سواء باإلدانة أو البراءة>كما يمكنها كذلك تسخير القوة العمومية طبقا ملقتضيات املادة .49
*ماهي حدود صلحيات النيابة العامة؟ وماهي حدودها ملمارسة هذا الحق هل يجب بمجرد أن يصل إلى علمها ارتكاب
جريمة معينة أن تقوم بتحريك الدعوى أم أن هناك إجراءات معينة يجب القيام بها؟
-هنا نميز بين أسلوبين :أسلوب قانوني وأسلوب تقديري
أ-أسلوب قانوني :يقول يجب عليها تحريك الدعوى العمومية بمجرد علمها بارتكاب الجريمة سواء بواسطة محضر أو
تقرير أو شكاية أو وشاية حتى ولو كانت اﻷدلة غير كافية أو مشكوك في صحتها أو غير موجودة أصل وهذا باعتبار أن النيابة
العامة وجدت للدفاع عن املجتمع ضد الظاهرة اإلجرامية وليس الحكم على اﻷدلة .وهذا الحكم الذي يظل من اختصاص
املحكمة.
*إيجابيات وسلبيات هذا اﻷسلوب:
-إيجابياته :هو االلتزام باملتابعة بمجرد الوصول إلى علمها إلى وجود جريمة معينة.
-سلبياته :السلبي قد يفتح باب االنتقال.
10
ب :اﻷسلوب التقديري :يعني سلطة امللئمة ال يفرض عليها تحريك الدعوى او ال تلزم بتحريك الدعوى بمجرد أن يصل
إلى علمها وجود جريمة معينة بشتى الوسائل بل يجب عليها إعمال سلطة امللئمة والتقدير مع الصالح العام ،بمعنى أنه في
حالة تفاهة الجريمة رغم وجود اﻷدلة وعدم كفايتها هنا تتدخل بسلطتها امللئمة.
*إيجابيات أسلوب امللئمة :تتجلى في عدم املحاكمة واملتابعة إال بناء على أدلة التي تكون قوية إلى حد ما من أجل إسناد
التهمة.
*سلبياته :هناك من ينتقد هذا اﻷسلوب على اعتبار أنه قد يترتب عليه في حاالت معينة الحفظ ،حفظ امللف ،في حين
أن املنتقدين يؤسسون قولهم هذا أن دور النيابة العامة هو ليس دورها أن تحكم على اﻷدلة ﻷن اﻷحكام تتوالها املحكمة،
فبالتالي هذه املسألة املتعلقة بالحالة التي يكون فيها حفظ امللف توضح مجموعة من علمات االستفهام ﻷنها تقرر البراءة
مغلفة بقرار حفظ امللف ويتم ترك املتابعة .بالطبع هذا اﻷمر أي اﻷسلوب التقديري أخذ به املشرع املغربي ولكنه لكي يتفادى
مساوئه نجد أنه في حاالت معينة الحالة التي يصدر فيها القرار بحفظ امللف أو بترك القضية هنا قد يتم فيها املس بمصالح
املتضرر ،فلكيل يتم املس بمصالح املتضرر خول لهذا املتضرر إمكانية إقامة الدعوى العمومية بدل النيابة العامة مع
اإلشارة أنه يمكن للوكيل العام للملك لدى محكمة النقض أو الوكيل العام للملك لدى محكمة االستئناف التدخل
بتعليماته الستبعاد قرار الحفظ وإنجاز املتابعة.
وكما تجدر اإلشارة أن النيابة العامة ال يمكنها سحب الدعوى العمومية بعد تحريكها أمام املحكمة املختصة عن طريق
التخلي عن متابعتها ومراقبتها ﻷن سلطة امللئمة تخول لها تقرير املتابعة أو الترك ابتداء يعني في البداية بالتالي ليست لها
إمكانية التراجع عن هاته املتابعة بعد نشر الخصومة الجنائية امام القضاء .هذا فيما يتعلق باختصاصات النيابة العامة.
11
املحاضرة الثانية
الجزء األول:
غير محرر
الجزء الثا ين:
بعد أن تطرقنا ﻷساليب تحريك الدعوى العمومية ،ننتقل اآلن الى تدارس قيود املتابعة ،ماهي اﻷشياء التي تقف أو تحد
من ممارسة الدعوى العمومية؟ بمعنى سوف نتحدث عن قيود املتابعة؟
_ماذا يقصد بقيود املتابعة؟
يقصد بها أنها تشمل لنا حدود قانونية تقف عندها سلطة النيابة العامة ،يتعلق اﻷمر هنا باحترام قواعد االختصاص
وانتفاء أسباب املنع.
أوال :وجوب احترام قواعد االختصاص
نحن نعلم أن االختصاص هو مكاني ونوعي ،ماذا يقصد باالختصاص؟
يقصد به القواعد التي تتعلق باختصاص النيابة العامة والتي تفرض على ممتل الحق العام االلتزام بالقواعد التي تحدد
نطاق عمله نوعيا ومكانيا.
االختصاص املكاني
ا) اختصاص وكيل امللك.
نجد أن وكيل امللك يختص في حدود الرقعة الترابية التابعة لنفوذ املحكمة االبتدائية التي تعمل بها ،بحيث أنه يكون
مختص في اثارة املتابعة بالنسبة للجنح واملخالفات طبق ملقتضيات املادة ،39كما يعود االختصاص املحلي حسب املادة 44
إما لوكيل امللك في املكان الذي ارتكبت فيه الجريمة أو في مكان إقامة أحد اﻷشخاص املشتبه في مشاركته في ارتكاب الجريمة،
أو في مكان إلقاء القبض على أحد هؤالء اﻷشخاص ولو تم القبض عليه لسبب آخر.
ب) اختصاص الوكيل العام للملك.
طبق ملقتضيات املادة 48يكون مختصا في دائرة نفوذ محكمة االستئناف التابعة له بحيث يتولى إثارة املتابعات املتعلقة
بالجنايات التي تدخل في اختصاصه بمعنى أن هناك جنايات ال تدخل في اختصاصه ،حيث يمارس سلطته هاته على جميع
قضاة النيابة العامة التابعين لدائرة نفوذه ،وعلى ضباط الشرطة القضائية ،وعلى أعوان الشرطة القضائية ،وعلى املوظفين
القائمين بمهام الشرطة القضائية.
12
بالتالي ال يجوز للنيابة العامة مباشرة املتابعات التي اسندها القانون لجهات أخرى
االختصاص النوعي
تم تحديده بمقتض ى املواد من 264الى 268ويتعلق اﻷمر باملتابعات التالية:
املادة 265يتعلق اﻷمر بالجنايات أو الجنح املنسوبة لبعض القضاة أو املوظفين ،بالتالي فإذا كان الفعل منسوب
ملستشار جللة امللك أو عضو من أعضاء الحكومة أو كاتب الدولة أو نائب كاتب الدولة أو قاض ي بمحكمة النقض أو
املجلس اﻷعلى للحسابات أو عضو باملحكمة الدستورية أو الى والي أو عامل أو رئيس أول ملحكمة االستئناف عادية أو
متخصصة أو وكيل عام لديها ،تتمم املتابعات في هذه الحاالت بناء على ملتمس من الوكيل العام للملك بمحكمة النقض
يوجهه للغرفة الجنائية بهذه املحكمة ،التي تأمر بأن يجري التحقيق عضو أو أعضاء من هيئتها ،تتم املتابعة هنا بشأن
اﻷفعال التي يرتكبونها خارج مهامهم ،أما تلك املرتبطة بمهاهم فتخضع ملقتضيات الفصل 94من الدستور هذا فيما يتعلق
باملادة 265
املادة ،266هنا نتحدث عن االفعال املنسوبة الى قاض ي بمحكمة االستئناف بصفتها إما مستشارا أو نائب للوكيل العام
للملك أو رئيس محكمة ابتدائية عادية أو متخصصة أو وكيل امللك بها ،القاض ي باملجلس الجهوي للحسابات .يحيل الوكيل
العام للملك لدى محكمة النقض القضية بملتمس الى الغرفة الجنائية بها لتقرر ما إذا كان اﻷمر يقتض ي إجراء تحقيق،
فإذا كان اﻷمر كذلك يعني نعم ،يتم تعيين محكمة استئناف غير املحكمة التي يباشر فيها املعني باﻷمر مهامه ،حيث ينتدب
الرئيس اﻷول بها قاض ي للتحقيق أو مستشارا بها إلجراء البحث في الوقائع موضوع املتابعة ،وهنا نميز بين الجناية والجنحة،
إذا كان الفعل املرتكب جناية يصدر قاض ي التحقيق أو املستشار املكلف بالتحقيق اﻷمر بإحالة القضية الى غرفة الجنايات
بمحكمة االستئناف ،وإذا تعلق اﻷمر بجنحة يصدر أمرا باإلحالة على غرفة الجنح االستئنافية.
اآلن نتحدث عن املتابعات املخولة للوكيل العام للملك بمحكمة االستئناف ،ونميز بين نوعين من الشخصيات ،هناك
الشخصيات الواردة في املادة 267وتلك الواردة في املادة 268
ما يتعلق باملادة 267نعني قضاة املحكمة االبتدائية عادية أو متخصصة ،في هاته الحالة يحيل الوكيل العام للملك
بمحكمة االستئناف القضية بملتمس الى الرئيس اﻷول لهذه املحكمة ،له أن يقرر-الرئيس -ما إذا كان اﻷمر يقتض ي إجراء
بحث أو تحقيق في حالة اإليجاب يعهد قاض ي التحقيق أو مستشار بمحكمته بإجراء التحقيق ،يعني أن يقوم ببحث في
الوقائع موضوع املتابعة ،هذا فيما يتعلق بمقتضيات املادة .267
املادة ،268أن يتعلق اﻷمر بالباشا أو الخليفة أول للعامل أو رئيس دائرة أو قائد أو ضابط شرطة قضائية من غير
القضاة املشار إليهم في املواد السابقة بمن يتصفون بصفة ضابط شرطة ،حيث تتم املتابعات هنا عن الجنح والجنايات
املرتكبة أتناء مزاولتهم ملهامهم ،بخيت يعرض الوكيل العام للملك القضية على رئيس أول ملحكمة االستئناف الذي يقرر ما
13
إذا كان اﻷمر يقتض ي اجراء بحث ،في حالة اإليجاب يعين مستشارا للتحقيق بمحكمته ،املستشار املكلف بالتحقيق نميز هنا
بين جناية أو جنحة.
إذا كانت جناية فاملستشار املكلف بالتحقيق يصدر أمرا باإلحالة على الغرفة الجنائية.
إذا كان اﻷمر يتعلق بجنحة ،يحيل القضية الى املحكمة االبتدائية غير تلك التي يزاول بها املتهم مهامه بدائرتها.
إذا كان ضابط الشرطة القضائية يباشر وضيفته في مجموع التراب الوطني ،هنا يرجع االختصاص الى املادة .265
هذا فيما يتعلق بالقيود الواردة على املتابعة املتلقة باالختصاص.
ثانا :قيود املتابعة املرتبطة بقواعد املنع.
قواعد املنع املؤقتة
اﻷصل ،نحن نعلم أن النيابة العامة لها حق تحريك وإقامة الدعوى العمومية متى علمت بوجود جريمة بأي وسيلة
كانت .لكن هذا املبدأ ترد عليه بعض االستثناءات ،ما السبب فيها؟ يكون إما نظرا لطبيعة الجرائم املرتكبة أو بالنظر لصفة
مرتكبها ،بالتالي ال تحرك الدعوى إال بإزالة هذه القيود التي سبق وقلنا إنها تشكل حدود قانونية تمنع النيابة العامة من
ممارسة الدعوى العمومية ،من ضمن هاته القيود نجد ما يلي:
أ) وجوب تقديم شكاية أو طلب.
نحن نعلم أن هناك بعض الجرائم التي خول فيها املشرع للمجني عليه حق تقدير ملئمة اتخاد اإلجراءات االزمة بشأنها
هذا اﻷمر ال ينقص من أهمية الحق املعتدى عليه ،فهو ال ينفي العناصر املكونة للجريمة أو شروط العقاب ،بمعنى أن في
الحالة التي يخول فيها املشرع للمجني عليه -سلطة امللئمة -من أجل تحريك أم عدم تحريك الدعوى فهذا اﻷمر ال ينقص
من أهمية الحق املعتدى عليه وال ينفي العناصر املكونة للجريمة ،بمعنى أنه تضل له صفة الجريمة.
لكن السبب الذي جعل املشرع يخول هذا الحق للمجني عليه هو نظرا االعتبارات خاصة ،هاته االعتبارات يمكن إجمالها
فيما يلي ،كالحفاظ على سمعة اﻷسرة في حالة الخيانة الزوجية هنا مقتضيات الفصل ،491أو حماية االعتبار الشخص ي
في جنحة القدف عن طريق الصحافة هنا مقتضيات املادة 99من قانون الصحافة ،أو الحفاظ على الوئام العائلي في جريمة
إهمال اﻷسرة والطرد من بيت الزوجية هنا مقتضيات الفصل ،481أو طرد املستحق للنفقة ،هنا مثل ضرورة تقديم شكاية
بتبديد وتفويت أموال أحد الزوجين بسوء نية طبق ملقتضيات الفصل ،1-526اإلكراه على الزواج مقتضيات الفصل -503
1-2وهنا اتحدت عن قانون .103.13تم هناك السرقة بين اﻷقارب ،املال اململوك ﻷحد اﻷصول أو أحد اﻷقارب أو أحد
اﻷصهار ،في هذه الحالة ال يمكن تحريك الدعوى إال بشكاية من املتضرر طبق ملقتضيات الفصل .535
14
ثم هناك اعتبار آخر وهو الحفاظ على اﻷمانة في جريمة استعمال ناقلة بدون إذن صاحبها هنا مقتضيات الفصل522
من ق.ج ،هنا من يتقدم بالشكاية هو املتضرر ،تم هناك خيانة اﻷمانة مقتضيات الفصل 548الذي يحيل على الفصل
(.............. )12.35
كل هاته الحاالت التي تحدتنا عنها وكل هاته النصوص التي أوردناها ،كلها تلزم بتقديم شكاية ،إذا لم يتم تقديم شكاية
فل يمكن للنيابة العامة أن تحرك الدعوى.
تقدم الشكاية من قبل افراد -كل هاته الفصول التي سبق ذكرها تكون من قبل افراد -أو بعض الجهات الرسمية ،أو
ادارات عمومية ،حين نتحدث عن ادارات عمومية نتحدث عن طلب وليس شكاية.
مثل الشتم املوجهة الى رؤساء الدول أو وزراء الخارجية ،املمثلين الدبلوماسيون ،هنا تتم املتابعة بناء على طلب من
الجهات املعنية ،كإشارة أساسية هو أن دور الشكاية هو يشكل قيد ،لكن ما تلزم اإلشارة إليه هو أن الشكاية ينحصر دورها
في فتح باب املتابعة دون اإللزام بها ،معنى ذلك هو أن النيابة العامة تظل سلطة امللئمة قائمة لديها ،بمعنى اما أن تتابع واما
أال تتابع.
ب) لزوم توجيه إنذار
هنا نتحدث عن جرائم إهمال اﻷسرة ،نقول إنذار أو إعذار ،بحيث أنه بعد تقديم شكاية من الشخص املطرود من بيت
الزوجية أو املهمل أو املستحق للنفقة أو نائبه الشرعي ،في هذه الحالة حين يتم تقديم الشكاية من طرف أحد هؤالء يجب
أن يسبق املتابعة طبق ملقتضيات الفصل 481الفقرة 3من ق.ج ،يجب إعذار املحكوم عليه بالنفقة ليقوم بها عليه في ظرف
30يوما ،يعني شخص أهمل أسرته هنا نميز بين الطرد من بيت الزوجية أو اإلهمال أو يتعلق اﻷمر بنفقة.
اإلعذار ماذا نقصد به؟ هو أمر إلزامي ال يمكن للنيابة العامة أن تحرك الدعوى دون أن تقوم بإنذار أو إعذار املحكوم
عليه بالنفقة ،كأنها تعيد إخباره أو تبليغه بالنفقة وأنه ملزم بأدائها داخل أجل 30يوما ،فيما قبل كانت النصوص السابقة
تتحدث عن 15يوما اآلن نتحدث عن 30يوما.
قلت أن هذا اإلعذار هو أمر إلزامي يتخذ شكل استجواب يقوم به ضابط الشرطة القضائية بناء على تعليمات من
النيابة العامة ،في الحالة التي يكون فيها املهمل في حالة فرار أو ال نعرف عنوانه في هاته الحالة ما هو الدور الذي يقوم به
ضابط الشرطة القضائية ؟ ،هو أنه يسجل ذلك ويستغني عن االستجواب ،وهنا تطرح مجموعة من علمات االستفهام،
صحيح أننا قمنا بإجراء تغيير في الفصول املتعلقة بجريمة إهمال اﻷسرة ،قمنا بتغيير أو تمديد أجل سداد النفقة من 15
يوما الى 30يوما ،لكن لم يتم إجراء أي تعديل في الحالة التي يكون فيها املهمل في حالة فرار أو أننا ال نعلم عنوانه هنا تضل
مجموعة من علمات االستفهام ،ملاذا لم يتم تدخل املشرع بإجراء جديد ،هذا النوع الثاني من القيود.
ج) في حالة إجراء صلح أو مصالحة.
15
املشرع املغربي نص على مسطرة الصلح في املادة 41من ق.م.ج ،مقتضيات املادة (يمكن للمتضرر أو املشتكى به قبل
ً
إقامة الدعوى العمومية وكلما تعلق اﻷمر بجريمة يعاقب عليها بسنتين حبسا أو أقل أو بغرامة ال يتجاوز حدها اﻷقص ى
5.000درهم ،أن يطلب من وكيل امللك تضمين الصلح الحاصل بينهما في محضر).بمعنى هاته املادة تحدد لنا شروط إعمال
الصلح فهي تشكل لنا أحد بدائل الدعوى العمومية لكن الصلح الذي نتحدث عنه هنا ال يعتبر سببا من أسباب سقوط
الدعوى العمومية ،ملاذا ﻷننا نتحدث عن الصلح الذي يتم قبل إجراء الدعوى العمومية ،فإذا كان الصلح بعد تحريك
الدعوى العمومية يدخل في إطار اﻷسباب التي تترتب عنها سقوط الدعوى العمومية ،لكن على اعتبار أنه صلح وقع قبل
تحريك الدعوى العمومية فهو ال يسقط الدعوى العمومية بل يوقف الدعوى العمومية وال يسقطها.
نجد أن املشرع اعتمد هاته الوسيلة كحل ثالث ملعالجة الظاهرة اإلجرامية ،ﻷننا نتحدث عن شكاية وعن توجيه إنذار،
والصلح هو حل ثالث ،بحيث أنه يتم اللجوء أليه في بعض الجرائم التي ال تتسم بالخطورة من أجل التخفيف على املحاكم،
يخول هذا اإلجراء لوكيل امللك لدى املحكمة االبتدائية في بعض الجرائم متى توفرت الشروط وارتضاها وكيل امللك ،حيث
نجد أن املادة 41تضع موانع مؤقتة للمتابعة في الجنح التي تتحدد عقوبتها في سنتين أو أقل أو غرامة ال تتجاوز حدها اﻷقص ى
5000درهم ،وهنا نميز بين نوعين من الصلح ،الصلح بمبادرة من املشتكي املتضرر أو املشتكى به ،والصلح الذي يكون بمبادرة
من وكيل امللك،
_الصلح بمبادرة من املتضرر أو املشتكى به
حسب املادة 41يجوز للمتضرر أو املشتكى به أن يقدم لوكيل امللك طلبا من أجل تضمين الصلح الحاصل مع املتهم
بمحضر ،ماهي شروط هذا الصلح؟
نعود للمادة ،41أن يتعلق اﻷمر بجنحة معاقب عليها بسنتين حبسا أو أقل أو بغرامة ال يتجاوز حدها االقص ى
5000درهم كشرط أول.
ماهي شروط هذا الصلح:
نعود للمادة 41
الشرط اﻷول :أن يتعلق اﻷمر بجنحة معاقب عليها بسنتين حبسا أو أقل أو بغرامة ال يتجاوز حدها اﻷقص ى خمس آالف
درهم
الشرط الثاني :يجب على املتضرر أو املشتكى به أن يقدم طلب صريح لوكيل امللك يعبر فيه عن رغبته في إجراء الصلح،
ً
ويمكن أن يكون هذا الطلب ضمنيا ،متى يكون هذا الطلب ضمنيا؟ في الحالة التي يتقدم فيها املشتكي بتنازل مكتوب ،بمعنى
يكون صريحا إذا كان عبارة عن طلب يعبر فيه عن إجراء الصلح ،ويكون ضمنيا إذا اتخذ شكل تنازل مكتوب عن شكايته،
في هذه الحالة حين يتلقى وكيل امللك طلب صريح أو ضمني الذي قلت يتخذ شكل تنازل ،ما هو الدور الذي يقوم به؟ يقوم
بتدوين بنود الصلح في محضر بحضور اﻷطراف أو دفاعهم ﻷنه سوف يشعر وكيل امللك لهما أو دفاعهما ،يعني وكيل امللك
16
يقوم بتدوين بنود الصلح في محضر بحضور اﻷطراف أو دفاعهم ما لم يتنازل أحدهم عن حضور الدفاع بحيث أنه يتم
إشعار اﻷطراف أو دفاعهم بتاريخ الجلسة التي تعقدها غرفة املشورة مع توقيع املحضر من قبل اﻷطراف والنيابة العامة
ملاذا سوف يوقع اﻷطراف املحضر؟ ﻷنه يتم بحضورهم.
عند توفر هذه الشروط يحيل وكيل امللك محضر الصلح على رئيس املحكمة االبتدائية ،هذا اﻷخير يقوم بإصدار أمر
باملصادقة على محضر الصلح ،يكون هذا اﻷمر (أي املصادقة) بحضور كذلك ممثل النيابة العامة والطرفين أو دفاعهما.
(نتحدث هنا على الحضورية).
يتضمن اﻷمر الصادر باملصادقة .عمن يصدر اﻷمر باملصادقة؟ عن رئيس املحكمة االبتدائية .ماذا يتضمن هذا اﻷمر؟ أداء
الغرامة التي ال تتجاوز نصف الحد اﻷقص ى للغرامة املقررة قانونا وتحديد أجل لتنفيذ الصلح ،هذين هما اﻷمرين اللذين
يضمنان في اﻷمر الصادر باملصادقة ،هذا اﻷمر ال يقبل الطعن ملاذا؟ ﻷن الغاية منه وضع حد للنزاع خاصة وأنه يتم بحضور
الطرفين أو دفاعهما كما أنه ال يقبل ال اإللغاء وال التعديل بصريح املادة 41التي جعلته نهائيا وال يقبل الطعن ،هذا عن
الصلح الذي يكون بمبادرة من املتضرر
• أما الصلح الذي يكون بمبادرة من وكيل امللك فيتم في الحالة التي ال يحضر فيها املشتكي ويكتفي فيها بتوجيه تنازل
مكتوب وال يوجد مشتك باملرة ،هنا يمكن أن نميز ،نقطة أساسية اتضحت وهي أن في الصلح الذي يتم من طرف املتضرر
تحدثنا على طلب صريح وتحدثنا على ضمني
الطلب الصريح وهو طلب الصلح والضمني وهو التنازل ،نلحظ أنه بالنسبة للصلح بمبادرة من وكيل امللك يتم في الحالة
التي ال يحضر فيها املشتكي ولكن يكتفي بتوجيه تنازل ،بمعنى يكون فيها الطلب الضمني في الحالتين معا ،إذن يوجد الطلب
الذي هو تنازل وال يوجد مشتك باملرة ،في الحالتين معا يجوز للنيابة العامة في حالة التنازل املكتوب أو عدم وجود مشتكي
أن يقترح على املشتكى به أو املتهم صلحا يتمثل في أداء نصف الغرامة املقررة قانونا ،إصلح الضرر الناتج عن أفعاله إذا
كانت هذه اﻷفعال من اﻷفعال التي يجوز فيها الصلح ،إذا وافق املعني باﻷمر يدون املحضر ،تطبق اإلجراءات السابق اإلشارة
إليها بمعنى يصدر اﻷمر باملصادقة ويتم تحديد الغرامة ويتم تحديد أجل لتنفيذ الصلح،
هذا عن اإلجراءات التي يتم بها الصلح إما صلح بمبادرة من املتضرر أو صلح بمبادرة من وكيل امللك.
-ما هي اآلثار التي تترتب عن مسطرة الصلح؟
أكدت املادة 41أن مسطرة الصلح واﻷمر القضائي الصادر بشأنها ،وهذه إشارة سبق قولها ،أن هذا من بين اآلثار اﻷساسية
هو أنه يضع حدا مؤقتا للدعوى ملاذا هو حد مؤقت كما سبق القول ،ﻷنه يتم قبل تحريك الدعوى ،بالتالي فاﻷثر أنه يشكل
قيد مؤقتا وال يسقط الدعوى العمومية ملاذا قلنا انه مؤقت؟ ﻷن هناك مقتضيات يمكن لوكيل امللك أن يقوم بها ،قلت أنه
يمكن له في حالة عدم مصادقة على محضر صلح من طرف رئيس املحكمة االبتدائية أو من ينوب عنه أو إذا لم يتم تنفيذ
االلتزامات الناتجة عن الصلح داخل اﻷجل املحدد أو إذا ظهرت عناصر جديدة تمس الدعوى العمومية ما لم تكن هاته
اﻷخيرة قد تقادمت وإن كان أنه ،إضافة إلى التقادم يمكن أن يقع موت املتهم ،يمكن أن يقع عفو ،يمكن أن يقع إلغاء الصفة
17
الجرمية ،كل هذه اﻷسباب قد تحول دون إثارة املتابعة ،وكذلك نعلم أنها من سبب من أسباب سقوط الدعوى وعدم
ممارستها ،من ثم يتعين على رئيس املحكمة أو من ينوب عنه إشعار وكيل امللك فورا باﻷمر الصادر عنه بقبول أو رفض
املصادقة عن محضر الصلح ويعود لوكيل امللك الحق في التأكد من تنفيذ االلتزامات التي صادق عليه رئيس املحكمة أو من
ينوب عنه.
-سأعيد هذه النقطة للتوضيح :قلت اآلثار املترتبة عن مسطرة الصلح هو أنه سبب مؤقت يوقف ممارسة الدعوى
وتحريكها وال يسقطها ﻷنه يتم قبل تحريك الدعوى العمومية وملاذا قلنا إنه سبب مؤقت؟ ﻷنه يمكن لوكيل امللك في الحاالت
التالية:
في حالة عدم املصادقة على محضر الصلح من طرف رئيس املحكمة االبتدائية أو من ينوب عنه أو إذا لم تنفد االلتزامات
الناتجة عن الصلح داخل اﻷجل أو إذا ظهرت عناصر جديدة تمس الدعوى ما لم تكن هذه اﻷخيرة قد تقادمت
في هاته الحالة يتعين على رئيس املحكمة أو من ينوب عنه إشعار وكيل امللك فورا باﻷمر الصادر عنه بقبول أو رفض
املصادقة عن محضر الصلح ويعود لوكيل امللك الحق في التأكد من تنفيذ االلتزامات التي صادق عليها رئيس املحكمة أو من
ينوب عنه.
هذا فيما يتعلق بمسطرة الصلح التي تحدثنا عنها في إطار القيود املؤقتة الواردة عن تحريك الدعوى العمومية.
-يمكن أن نضيف نقطة أخرى ويتعلق اﻷمر باإلذن من جهة معينة.
اإلذن من جهة معينة يكون في حالة ملحقة برملاني ،هذا اﻷخير نحن نعلم أنه يتمتع بحصانة دستورية تجمع بين الحصانة
الدائمة والحصانة النسبية
-الحصانة الدائمة تتعلق بإمكانية إبداء رأيه وقيامه بالتصويت خلل مزاولته ملهامه والنسبية حيث يتم رفعها عنه بإذن
من املجلس الذي يشكل عضوا فيه حيث يتم تقديم في هذه الحالة طلب مكتوب من النيابة العامة (هنا نتحدث في الحالة
التي يكون فيها املتابع هو برملاني) بواسطة الجهاز املختص ،ﻷن فيما قبل كان الجهاز املختص هو وزير العدل ،بمعنى أن
يقدم طلب مكتوب من النيابة العامة لهذا املجلس الذي ينتمي إليه البرملاني ،يمكن تقديم الطلب من املجني عليه مباشرة،
وهنا يجوز للنيابة العامة االستمرار في البحث ،جمع اﻷدلة ،االستماع إلى اﻷشخاص ،إجراء ،كل ما تراه مفيدا ولو قبل
الحصول على اإلذن شريطة أن ال تمس تلك اإلجراءات بشخص وحرية وشرف البرملاني.
هنا ملن يعود االختصاص؟
يختص في هذا اﻷمر الوكيل العام للملك بمقتض ى قرار املجلس الدستوري الصادر في ،2004
يتم تسيير البحث التمهيدي أي إجراء البحث التمهيدي في مواجهة البرملاني بما في ذلك اإلشعار بالشكاية املوجهة ضده،
حضور إجراءات تفتيش منزل البرملاني ،توجيه طلب رفع الحصانة من الجهة املختصة
هذا فيما يتعلق بالقيود التي ترد في الحالة التي يكون فيها املتابع برملاني ،قلنا ما يعرف باإلذن من الجهة املختصة
18
-وهناك نوع آخر وهو ما يعرف باإلبلغ ويمكن الحديث هنا على الشكاية الرسمية
اإلبلغ تنص عليه مقتضيات املادة 708في فقرتها الثالثة بقولها << كل فعل له وصف جنحة في نظر القانون املغربي ارتكب
طرف مغربي يمكن املتابعة من أجله والحكم فيه باملغرب>> (هذا املبدأ يتعلق بمبدأ الشخصية)
خارج اململكة املغربية من ٍ
فحسب هذه الفقرة أي الثالثة أنه ال يمكن إجراء املتابعة إال بطلب من النيابة العامة بعد توصلها بشكاية من طرف املتضرر
أو بناء على إبلغ صادر من سلطات البلد الذي ارتكبت فيه الجنحة بمعنى أن اﻷمر يتعلق بفعل يشكل وصف الجناية في
القانون املغربي وهذا الفعل الذي يحوز وصف الجناية أرتكب خارج اململكة املغربية ،من ارتكبه؟ مرتكب هذا الفعل مغربي،
في هاته الحالة يمكن املتابعة من أجله والحكم في هذه القضية باملغرب ولكن للقيام بهذه اإلجراءات وهذه املتابعة البد أن
يتم التوصل بشكاية من املتضرر أو بناء على إبلغ صادر من سلطات البلد الذي ارتكبت فيه الجنحة
-هذا فيما يتعلق بالقيود املؤقتة التي ترد على تحريك الدعوى العمومية
-القيود الدائمة
قلنا إنه إضافة لوجوب احترام القواعد التي تسند االختصاص في املتابعة لجهات معينة كما سبق بيانه في املواد من 264إلى
،268يشمل املنع الدائم حاالت أخرى تتعلق بحصانة رئيس الدولة ،أعضاء السلك الدبلوماس ي ،العفو الصادر قبل تحريك
الدعوى العمومية.
أوال :حصانة رئيس الدولة نتحدث هنا عن مقتضيات الفصل < 46شخص امللك ال تنتهك حرمته وللملك واجب التوقير
واالحترام >
ثانيا :حصانة أعضاء السلك الدبلوماس ي .هنا نعود إلى قواعد القانون الدولي العام واﻷعراف الدولية ،حيث نجد أن رؤساء
الدول اﻷجنبية يتمتعون أثناء مرورهم وتواجدهم بإقليم الدولة بحصانة ،هذه الحصانة تسري عليهم وعلى أفراد أسرتهم،
كما يتمتع السفراء واملعتمدون الديبلوماسيون بهذه الحصانة وفقا التفاقية فيينا املتعلقة بتنظيم العلقات الدبلوماسية
املبرمة.
-هناك سؤال متعلق باملادة 708كل فعل له وسط جنحة في نظر القانون املغربي (هو الذي أتكلم عليه) ارتكب خارج
اململكة املغربية من طرف مغربي يمكن املتابعة من أجله والحكم فيه باملغرب:
الشرط اﻷول واﻷساس ي نتحدث هنا عن جنحة
الشرط اﻷساس ي هو أن تتوصل النيابة العامة بإبلغ صادر عن سلطات البلد الذي ارتكبت فيه الجنحة.
أكمل النقطة التي أتحدث عنها
تحدثت عن حصانة رئيس الدولة ،حصانة أعضاء السلك الدبلوماس ي بمعنى أنه ال يمكن متابعتهم ،وإذا تذكرتم ،فكل هؤالء
تم استثناءهم من تطبيق إقليمية النص
19
هناك سؤال من طالب ،هو "إنما املادة "707سأتأكد "كل فعل له وصف جناية" هذه املادة تتحدث عن الجناية ولكن
أنا أتحدث عن الجنحة بمعنى يمكن الحديث عن اإلثنين.
إذن هنا بالنسبة للجنحة ،املادة 708هي التي تحدثت عليها ،أما املادة 707تتحدث عن وصف جناية "كل فعل له وصف
جناية في نظر القانون املغربي ارتكب خارج اململكة املغربية من طرف مغربي ،يمكن املتابعة من أجله والحكم فيه غير أنه ال
يمكن أن يتابع ويحاكم إال إذا عاد إلى اﻷراض ي املغربية ولم يثبت أنه صدر في حقه في الخارج حكم اكتسب قوة الش يء املقض ي
به وأنه في حالة الحكم بإدانته ،قض ى العقوبة املحكوم بها عليه أو تقادمت أو حصل على عفو بشأنها" هذا ،ليس هو الذي
نتحدث عنه ،أنه في حالة ارتكاب جنحة ال يمكن إجراء املتابعة ،املادة التي تعنينا هي 708ﻷن الفقرة الثانية منها تقول:
"علوة على ذلك ،فإنه في حالة ارتكاب جنحة ضد شخص ،ال يمكن إجراء املتابعة إال بطلب من النيابة العامة بعد توصلها
بشكاية من الطرف املتضرر أو بناء على إبلغ صادر من سلطات البلد الذي ارتكبت فيه الجنحة" بمعنى ما يعنينا هو املادة
708هي التي تتحدث عن القيد الذي نتحدث عنه.
تتمة :قلت أن أعضاء السلك الدبلوم هم اآلخرين ،هؤالء يشكلون استثناء من مبدأ االقليمية،
ما هو مبدأ االقليمية :هو أن النص الجنائي يطبق على كل من يوجد بإقليم اململكة وكان من بين االستثناءات هؤالء الذين
نتحدث عنهم أو الذين يشكلون اآلن قيود دائمة للمتابعة.
ً
تحدثنا كذلك عن السفراء واملعتمدون الدبلوماسيون ،هم كذلك يتمتعون بهاته الحصانة وفقا التفاقية فيينا املتعلقة
بتنظيم العلقات الدبلوماسية املبرمة سنة ،1961يترتب عن هذه الحصانة اإلعفاء من الخضوع للقضاء الوطني ،بمعني
االستثناءات التي تسري على مبدأ إقليمية النص
ملاذا يعفون من الخضوع للقضاء الوطني؟ قصد تمكين الهيئات الدبلوماسية من ممارسة وظائفها.
هذا اإلعفاء هو إعفاء املمثل الديبلوماس ي فوق إقليم الدولة املعتمد لديها ،بمعنى إعفاؤه من املتابعة ،ال يعفي من إمكانية
متابعته من الدولة التي يحمل جنسيتها ملاذا؟ ﻷنه قام بفعل ألحق ضررا إلى غير ذلك.
في هذه الحالة يجوز للدولة التي ينتمي إليها الدبلوماس ي ،إما أن هذا الديبلوماس ي يتابع من الدولة التي يحمل جنسيتها أو
يمكن لهذه الدولة أن تتنازل صراحة للدولة املعتمد لديها عن الحصانة املقررة ملمثليها في هذه الحالة يجوز مقاضاته أمام
ً
محاكم هذه اﻷخيرة وهذا وفقا للفصل 32من اتفاقية فيينا
ثالثا :أعضاء الحكومة حسب الفصل 94من دستور " 2011أن أعضاء الحكومة مسؤولون جنائيا أمام محاكم اململكة
عما يرتكبون من جنايات وجنح أثناء ممارستهم ملهامهم" ونجد أن هذا الفصل أضاف أن القانون ينظم املسطرة املتعلقة
بهذه املسؤولية.
ً
الدستور السابق أوجد نصا تنظيميا ،دستور 2011لم يضع بعد هذه املسألة ،ونعود إلى الفصل 229الذي يرتب عقوبة
على خرق الحصانة القضائية مع مراعاة ما سبق اإلشارة إليه وقد سبق الحديث عن كيفية متابعة برملاني.
20
رابعا :املنع الناتج عن لعفو نحن نعلم أنه في حالة صدور العفو قبل تحريك الدعوى العمومية فهو يحول دون املتابعات
حسب مقتضيات الفصل 2من ظهير 1977املتعلق بالعفو
وسنعود للعفو حين نتحدث كذلك عن اﻷسباب التي تسقط الدعوى العمومية.
21
املحاضرة الثالثة:
الجزء اﻷول
في هذه الحصة سوف نتناول كمحور فرعي أسباب انقضاء الدعوى العمومية ،وسوف نميز بين اﻷسباب الخاصة وهي
التي يترتب عليها قرار الحفظ أو حفظ املتابعة ،أو قرار بعدم املتابعة ،ثم هناك أسباب مشتركة مع الدعوى العمومية.
)1اﻷسباب الخاصة
عمل بمبدأ امللءمة يجوز للنيابة العامة أن تقرر حفظ القضية طبقا ملقتضيات املادة 40بقولها " أو يأمر بحفظها
بمقرر" ،ثم مقتضيات املادة 49في فقرتها السادسة .فقرار الحفظ هو قرار ذو طبيعة إدارية ،يصدر عن النيابة العامة
بصفتها كسلطة بحث وتحري .فما هي الحاالت أو اﻷسباب التي يمكن أن تدفع النيابة العامة إلى إصدار قرارها بحفظ
املتابعة؟
نميز بين نوعين من اﻷسباب:
* االسباب القانونية
الحفظ يكون إما بسبب توفر سبب من أسباب التبرير او اإلباحة أو توفر مانع من موانع املسؤولية أو توفر أحد أسباب
سقوط الدعوى العمومية أو نظرا لعدم ارتفاع قيد من قيود املتابعة ،مثل :عدم تقديم الشكاية ،هذه أسباب قانونية قد
تدفع النيابة العامة إلى حفظ املتابعة.
* اﻷسباب املوضوعية
انعدام الحجج أو االدلة أو عدم كفايتها ،أو أن الوقائع التي يراد املتابعة بشأنها هي وقائع ال تكتسب الصبغة الجنائية
نظرا لتفاهة الفعل مثل ،أو اختلل ركن من أركان الجريمة ،أو كون املتهم مجهول أو موت املتابع قبل تحريك الدعوى
العمومية.
يتم قرار الحفظ دون املتابعة بمقتض ى مقرر إداري ال يقبل الطعن القضائي ،ملاذا ال يقبل الطعن القضائي؟
من خلل تسميته فاﻷمر يعني أنه ممكن أن نمارس تجاهه التظلم اإلداري وليس الطعن القضائي ﻷن صفته هو مقرر
قضائي (مجرد سهو ،الصحيح مقرر اداري) ،وهذا التظلم يتم حسب التسلسل اإلداري للنيابة العامة ،حيث يوجه للوكيل
العام للملك وللجهات املختصة ،وباعتباره تدبيرا إداريا وليس حكما قضائيا ،فهو ال يحوز حجية الش يء املقض ي به ،فهو قرار
مؤقت يمكن دائما التراجع عنه من أجل تعميق اﻷبحاث أو إثارة املتابعة من جديد لدى النيابة العامة حيث تقوم بحفظ
املتابعة ،فهي تحتفظ بحجج الوثائق قصد الرجوع إليها أو تحتفظ بها.
22
إذا ما تقرر إخراج القضية من جديد قلنا إنه في حاالت معينة يجوز للوكيل العام للملك لدى محكمة النقض أن يتدخل
من أجل إخراج امللف من قرار الحفظ ،في هذه النقطة قلنا ﻷنه قرار مؤقت يمكن دائما التراجع عنه من أجل تعميق أو إثارة
املتابعة في حاالت معينة ،لكن السؤال :هل يمكن أن يكون قرارا نهائيا؟؟
الجواب ،نعم إذا انصرم أجل التقادم دون أن يصدر اﻷمر بإخراج هذا امللف من الحفظ ،في الحالة التي يقرر فيها وكيل
امللك اتخاذ قرار الحفظ يقوم بتبليغه إلى املشتكى أو دفاعه مع تبيان اﻷسباب التي دعته التخاذه ليتمكن املعنى باﻷمر من
االتخاذ املناسب بشأن القرار كإحالة القضية مباشرة أمام هيئة الحكم ﻷن له الحق في إقامة الدعوى أو أن يقوم بإثارتها
أمام الجهة املختصة ،مثل عن طريق االدعاء املباشر .هذا فيما يتعلق بقرار الحفظ.
القرار الثاني دائما ضمن اﻷسباب الخاصة النقضاء املتابعة هناك قرار بعدم املتابعة الذي يصدر عن قاض ي التحقيق
إذا اتضح له عدم اتصاف الفعل بالصفة الجرمية أو رغم توفر الصفة الجرمية إال أن االدلة غير كافية ،وفي الحالة التي
يظل فيها الجاني مجهوال (مقتضيات املادة 216من م ج) يمكن أن يشمل هذا القرار بعض املتهمين دون غيرهم في حالة
تعددهم ويترتب عن هذا القرار عدم إمكانية متابعة املتهم من أجل نفس الفصل ،وبالتالي يتعذر التحقيق بشأنه .قرار عدم
املتابعة يمكن أن يكون كليا أو جزئيا ،في كلتا الحالتين يجب أن يتضمن هوية الشخص َ
املتابع .هذا فيما يتعلق باﻷسباب
الخاصة.
)2اﻷسباب املشتركة مع الدعوى العمومية:
هنا سنتحدث عن مقتضيات املادة " 4تسقط الدعوى العمومية بموت الشخص املتابع ،وبالتقادم ،وبالعفو الشامل،
وبنسخ املقتضيات الجنائية التي تجرم الفعل وبصدور مقرر اكتسب قوة الش يء املقض ي به ،وتسقط بالصلح عندما ينص
القانون صراحة على ذلك ،وتسقط أيضا بتنازل املشتكي عن شكايته إذا كانت الشكاية شرطا ضروريا للمتابعة ما لم ينص
القانون على خلف ذلك ".
سوف نتحدث عن كل مقتض ى على حدة ،نبدأ باملقتض ى اﻷول وهو:
+موت املتهم:
نحن نعلم أن املسؤولية الجنائية هي مسؤولية شخصية وهنا نجد الفصل 132من القانون الجنائي ينص" كل شخص
سليم قادر على التمييز يكون مسؤوال شخصيا " ،هنا يتحدث لنا عن شخصية املسؤولية الجنائية بالتالي في حالة موت املتابع
قبل إقامة الدعوى العمومية يقض ي بحفظ امللف ،وهذا اﻷثر ال ينصرف إلى غيره من املساهمين واملشاركين نظرا لشخصية
املسؤولية الجنائية ،في الحالة التي تقام فيها الدعوى العمومية بعد وفاة املتهم هنا يجب على املحكمة أن تصرح بعد القبول،
وإذا وقعت الوفاة بعد إحالة الدعوى على املحكمة أو على قاض ي التحقيق فالنتيجة هو التصريح بسقوط الدعوى وهذا
التصريح ال يعتبر فصل هو فقط إعلن عن إنهاء إجراءات املتابعة ،بمعنى حينما نتحدث عن موت املتهم نميز بين حاالت
23
ثلث ،املادة 4تتحدث عن كون الدعوى العمومية تسقط بموت الشخص املتابع فقط ال نفصل هل قبل أم بعد أم أثناء
تحريك الدعوى العمومية بالتالي ال نتحدث عن سقوط الدعوى إال في الحالة التي تقع فيها الوفاة بعد إحالة الدعوى على
املحكمة أو على قاض ي التحقيق ﻷنه إذا توفي املتابع قبل إقامة الدعوى يتم حفظ امللف ،وإذا أقيمت الدعوى بعد وفاته هنا
يجب على املحكمة أن تصرح بعدم القبول ﻷنه ليس هناك متابع ،فالحالة التي تتحقق فيها سقوط الدعوى هي الحالة التي
تقع فيها الوفاة بعد إحالة الدعوى على املحكمة أو قاض ي التحقيق ،فهنا تصرح املحكمة بسقوط الدعوى وقلنا أن هذا
التصريح ليس فصل بل هو إعلن عن إنهاء إجراءات املتابعة.
املقتض ى الثاني الذي يسقط الدعوى العمومية هو:
+التقادم:
ويقصد به مرور الزمن ومض ى املدة التي حددها القانون ملمارسة الحق ،أي أن الحق في متابعة شخص معين محدد في
إطار زمني ،وإذا لم يقم هذا الشخص باملتابعة في الحيز الزمني الذي حدده املشرع يسقط حققه في ممارسة الحق.
اختلفت اآلراء حول أساس التقادم فهناك من يقول أن مبررات هذا التقادم ترجع ﻷسس نفسية تتمثل في كون الجاني
يظل هاربا مضطربا ومترقبا طيلة مدة التقادم ،وكأن في هذا الترقب تكفير عن جريمته ،وهناك من يقول أن السبب في اﻷخذ
بالتقادم أو تحديد مدة إلثارة الدعوى راجع إلى إهمال املجتمع للمطالبة بحقه في العقاب مما يترتب عنه ضياع هذا الحق،
وبالتالي الدائن إذا أهمل املطالبة بدينه فليست الدولة من تتحمل املسؤولية بل هو الذي يتحملها ،ثم أن مرور املدة قد
يترتب عنها ضياع اﻷدلة أو اندثارها ،وهناك من يقول أن السبب في وضع مدد تنتهي بها إمكانية املتابعة هو خلق نوع من
االستقرار القانوني الذي يقتض ي أن يعرف كل فرد ما له وما عليه وبالتالي ال يظل سيف العدالة مسلطا على الفرد إلى اﻷبد،
وهناك من يقول أن أساسه الدفاع االجتماعي على اعتبار أنه إذا كان الدور اﻷساس ي أو الهدف من العقوبة هو الردع ،فإن
هذا الردع يترتب عنه في الحالة التي ال تقام فيها الدعوى بسبب الضرر الناتج عن الجريمة داخل الحيز الزمني الذي حدده
املشرع هنا لن يتحقق الردع.
سؤال :إذا توفي أثناء تطبيق العقوبة عليه هل يتم وقف نفاذ العقوبة؟؟ هنا املوت توقف تلك العقوبة ،تنقض ي العقوبة
بموت املتهم .كل هذه اﻷسس تشكل تبرير منطقي للسبب الذي جعل املشرع يأخذ بالتقادم.
* شروط التقادم:
أ) يجب أن تنقض ي املدة املحددة قانونا:
املشرع حدد هذه املدة في صياغتها الجديدة بعد التعديلت التي جاءت في أكتوبر 2011في قواعد املسطرة الجنائية.
املادة 5تنص على ما يلي " تتقادم الدعوى العمومية ما لم تنص قوانين خاصة على خلف ذلك بمرور:
خمس عشرة سنة ميلدية كاملة تبتدئ من يوم ارتكاب الجناية؛
24
أربع سنوات ميلدية كاملة تبتدئ من يوم ارتكاب الجنحة؛
سنة ميلدية كاملة تبتدئ من يوم ارتكاب املخالفة.
غير أنه إذا كان الضحية قاصرا أو تعرض العتداء جرمي ارتكبه في حقه أحد أصوله أو من له عليه رعاية أو كفالة أو
سلطة ،فإن أمد التقادم يبدأ في السريان من جديد لنفس املدة ابتداء من تاريخ بلوغ الضحية سن الرشد املدني" .
هذه اآلجال التي تكلم عنها املشرع تشكل قاعدة عامة يستثنى منها بعض املقتضيات الخاصة التي تحدد فيها مدد قصيرة،
وهنا نتكلم عن املادة 101من القانون املتعلق بالصحافة والنشر قانون رقم 88.13الصادر في غشت 2016حيث حدد مدة
التقادم في ستة أشهر بالنسبة الجرائم التي يتضمن هذا القانون ،ويستثنى من مبدأ التقادم بعض الجرائم التي نصت
اتفاقيات دولية على عدم تقدمها وصادقت عليها العديد من الدول ،وسنجد هذا املقتض ى قد أشار إليه املشرع في املادة " 5
ال تتقادم الدعوى العمومية الناشئة عن الجرائم التي ينص على عدم تقادمها القانون أو اتفاقية دولية صادقت عليها اململكة
املغربية وتم نشرها بالجريدة الرسمية ".بمعنى أن هناك جرائم ال تتقادم تنص عليها اتفاقية يصادق عليها املغرب مثل
االتفاقية املتعلقة بجرائم الحرب والجرائم املرتكبة ضد اإلنسانية وجرائم االبادة والجرائم العرقية ،هذه الجرائم ال تعرف
التقادم ،فإذا انصرمت املدة التي حددها املشرع دون أن تبادر النيابة العامة أو الجهة املخول لها حق ممارسة وإقامة
الدعوى العمومية فالدعوى تسقط بمض ي املدة وتمنع بعد ذلك من ممارستها ويصرح القضاء بسقوطها ،ويجب اإلشارة إلى
أن مدد التقادم هي من اآلجال الكاملة ال يدخل في احتسابها اليوم اﻷول واالخير ،يحسب أمد التقادم من يوم ارتكاب الجريمة
ال من يوم العلم بها ما لم يوجد نص يقض ي بخلف ذلك ،نقصد بهذا اﻷمر وقت تمام الجريمة وتحقق جميع أركانها وشروطها
املحددة قانونا حيث يبدأ السريان من اليوم التالي إلتمام الجريمة ،تحديد يوم ارتكاب الجريمة يعتبر من اﻷمور املوضوعية
التي تدخل في سلطة قاض ي املوضوع وال رقابة عليه من محكمة النقص ويجب على القاض ي التذكير بهذا التاريخ ويحدده في
الحكم إذا قض ى بالتقادم.
ب) يجب أال يطرأ سبب من أسباب انقطاع التقادم:
حسب املادة 6من قانون املسطرة الجنائية أسباب انقطاع التقادم هي إجراءات املتابعة أو التحقيق الذي قد يكون
إعدادي او تكميلي هي إجراءات تؤذي إلى قطع التقادم ،مثل كاالستماع للشهود أو انتداب خبراء ،فحينما نتحدث عن اإلجراء
القاطع يقصد به أنه يتم اعتبار الزمن الذي مر من ارتكاب الفعل املجرم كان لم يكن ،يتم قطعه وإزالته ،فمثل :لو ارتكب
شخص جنحة ومر من اليوم املوالي الرتكابها سنة وطرأ سبب من أساب قطع التقادم (إجراءات املتابعة او التحقيق) فالسنة
ال تحتسب ويبدأ احتساب االربع سنوات من تاريخ آخر إجراء انقطع به أمد التقادم ،فإذا تحقق سبب االنقطاع بالنسبة
ﻷحد املتهمين فإنه يسري كذلك على باقي املتهمين ولو أنه لم يطبق بالنسبة لهم ،فهنا ال نتكلم عن مبدأ الشخصية ﻷنه يسري
على باقي اﻷشخاص.
ج) عدم توقف التقادم:
25
يقصد به تعطيل سريان مدته بصفة مؤقتة إلى حين أن يرتفع سبب التوقف ،بعد ارتفاع التوقف وجب إدخال املدة
التي كانت قبل حدوث التوقف لتكميل املدة الباقية كما حددها القانون ،وهنا نعود للفقرة املتعلقة بالضحية " غير أنه إذا
كان الضحية قاصر وتعرض العتداء جرمي ارتكبه في حقه أحد اصوله او من له عليه رعاية أو كفالة أو سلطة فإن أمد
التقادم يبدأ في السريان من جديد بنفس املدة ابتداء َن تاريخ بلوغ الضحية سن الرشد املدني" .هنا نتحدث عن سبب من
اﻷسباب التي أوقفت التقادم وهو أن الضحية كان قاصرا ،والشرط أن يكون قد تعرض العتداء جرمي ارتكبه في حقه أحد
اصوله أو من له رعاية او كفالة او سلطة ويبدأ سريان التقادم من جديد بنفس املدة إذا كان جناية 15سنة أو جنحة 4
سنوات ابتداء من بلوغ سن الرشد املدني.
سؤال :ملاذا تحدث املشرع عن سن الرشد املدني؟؟
ربما ﻷنه فيما قبل كان هناك تمييز بين سن الرشد املدني وسن الرشد الجنائي واآلن لم يعد مطروح هذا اﻷمر.
قلت إنه حينما يرتفع السبب الذي يترتب عنه وقف الزمن إلى حين أن يبلغ الضحية سن الرشد القانوني ،ما هي اآلثار
املترتبة عن التقادم؟
على اعتبار أن التقادم من النظام العام فإنه يتمسك به املتهم في سائر مراحل املسطرة ،كما أن على املحكمة إثارته
تلقائيا وأن تصرح بسقوط الدعوى ،هنا نميز بين حاالت معينة ،إذا اكتملت مدة التقادم خلل ممارسة الدعوى العمومية
وقبل صدور الحكم البات فيها ،مثل وصلنا ملرحلة االستئناف ،يترتب عن هذا اﻷمر سقوط الدعوى العمومية إذا اكتملت
املدة قبل إقامة الدعوى العمومية ،جاز حفظ القضية ،وإذا أقيمت الدعوى رغم اكتمال التقادم حكمت املحكمة بعدم
القبول ،إذا تقادمت الدعوى العمومية قبل ممارستها ترفع الدعوى املدنية أمام القضاء املختص املادة ،14هنا ننتقل للتكلم
عن مصير الدعوى املدنية التابعة ،إذا رفعت الدعوى املدنية بالتبعية مع الدعوى العمومية وكانت املحكمة الزجرية تنظر
فيهما معا وتقرر سقوط الدعوى العمومية بسبب التقادم يظل القضاء الزجري مختصا للبت في الدعوى املدنية التابعة
وفقا ملقتضيات املادة .12
الجزء الثاني:
تذكير :تكلمنا فيما سبق عن سببين أولين:
السبب اﻷول :موت املتهم وميزنا بين ثلث حاالت.
السبب الثاني :التقادم ،وميزنا بين مجموعة من الحاالت.
ننتقل إلى سبب آخر وفقا ملقتضيات املادة ،4ويتعلق اﻷمر بالعفو الشامل كسبب ثالث.
حسب الفصل 71من الدستور ،يختص القانون به (اي بالعفو الشامل) ،وبالتالي فهو يصدر عن السلطة التشريعية
وفقا ملا جاء في الفصل 51من القانون الجنائي "ال يكون إال بنص تشريعي صريح ،مما يترتب عنه إذا صدر العفو الشامل،
26
إزالة الصفة الجرمية عن الفعل أو االفعال التي ارتكبت بأثر رجعي ينسحب إلى املاض ي" بمعنى العفو الشامل يترتب عنه
إزالة الصفة الجرمية عن ارتكاب الفعل وسريانه يكون بأثر رجعي.
وقد أورد املشرع العفو الشامل في الفصل ،49ضمن أسباب انقضاء العقوبات أو االعفاء منها أو إيقافها.
بينما تعتبره املادة 4سببا من أسباب سقوط الدعوى العمومية ،بمعنى أنه إذا أردنا املقارنة بين الفصل 49واملادة ،4
نجد أن الفصل 49يتحدث عن آثار العفو الشامل بعد تحريك الدعوى وصدور الحكم ،ﻷننا نتحدث عن العقوبة ،لكون
أثر العفو الشامل الذي يترتب في هذه الحالة يكون بعد صدور الحكم ،فإذا صدر بعد صدور الحكم يترتب عنه انقضاء
العقوبة أو اإلعفاء منها أو إيقافها ،في حين نجد أن املادة 4من قانون املسطرة الجنائية ،تعتبره سببا من أسباب سقوط
الدعوى العمومية.
ما هي اﻷثار التي تترتب عن صدور العفو الشامل؟
_إذا صدر العفو الشامل قبل إقامة الدعوى ،فإنه ال حق للنيابة العامة في تحريكها وفقا ملقتضيات الفصل 2من ظهير
8أكتوبر .1977
_ إذا صدر أثناء مواصلة إجراءات الدعوى يعتبر سببا من أسباب سقوطها.
_إذا صدر العفو الشامل بعد صدور الحكم البات ،فاملقرر الصادر بمنحه ،يحدد نطاق العفو.
توضيح:
إذا صدر العفو الشامل قبل تحريك الدعوى فأنه ال يمكن تحريكها ،أما إذا صدر أثناء مواصلة إجراءات الدعوى هنا
نتحدث عن سقوط الدعوى العمومية املشار إليه في املادة ،4أما في الحالة التي يصدر فيها العفو الشامل بعد صدور الحكم
البات ،فإن النتيجة هي أن املقرر الصادر بمنح العفو الشامل يجب ان يحدد نطاقه (أي نطاق العفو الشامل).
هل هذا النطاق هو استبدال العقوبة؟ أم هل هو اإلعفاء منها كليا أو جزئيا؟
وبالتالي نتحدث هنا عن مسألة اإللغاء الكلي أو الجزئي آلثار الحكم بالعقوبة ،هنا نتحدث عن مقتضيات الفصول من49
إلى (53تنبيه :ضرورة مراجعة هاته الفصول).
هذا بالنسبة للعفو الشامل ،ننتقل للحديث عن العفو الخاص.
العفو الخاص :هو حق دستوري مخول لجللة امللك ،وفقا ملقتض ى الفصل 58من دستور ،2011بقوله "يمارس امللك
حق العفو ،"..هذا الحق في ظل قانون 6فبراير 1958املنظم للعفو الخاص ،كان يعتبر سببا من أسباب انقضاء العقوبة،
هذا االمر جعل ظهير 10فبراير 1959املتعلق بقواعد املسطرة الجنائية ،يقتصر في الفصل 3على ذكر العفو الشامل فقط،
أي أن املشرع في الظهير الذي صدر سنة 1959لم يتكلم عن العفو الخاص ،تكلم فقط عن العفو الشامل وجعله سببا من
27
أسباب سقوط الدعوى العمومية ،وذلك ﻷن العفو الخاص كان يعتبر من أسباب انقضاء العقوبة ،لهذا لم تشر له املسطرة
الجنائية التي صدرت سنة ،1959وعلى إثر التغيير الذي سيعرفه تعديل ظهير 6فبراير 1958املنظم للعفو الخاص،
بمقتض ى ظهير أكتوبر ،1977أصبح كذلك العفو الخاص يعتبر سببا من أسباب سقوط الدعوى العمومية.
وهكذا أصبح العفو الشامل والعفو الخاص يعتبران من أسباب سقوط الدعوى العمومية ،ومانعان من موانع املتابعة.
ملحظة :بالرجوع إلى املادة 4نجدها تتحدث عن العفو الشامل ،وال تتحدث عن العفو الخاص ،فربما املشرع في التعديل
الذي جاء سنة ،2002والذي خرج لحيز التنفيذ سنة 2003املتعلق بقواعد املسطرة الجنائية ،لم ينتبه إلى التعديل ،الذي
جاء به ظهير 1977املتعلق بالعفو الخاص ،لكي يعتبره كذلك سببا من أسباب سقوط الدعوى العمومية شأنه شأن العفو
الشامل.
تنبيه (اﻷستاذة لن تتحدث عن مسطرة الحصول على هذا العفو ،مع مطالبتها بالرجوع الى املطبوع للضطلع عليه).
السبب الرابع :صدور حكم مكتسب لقوة الش يء املقض ي به.
نعلم أن الدعوى العمومية تنقض ي إذا تم الفصل فيها بحكم حائز لقوة الش يء املقض ي به ،ﻷن الهدف من الدعوى
العمومية هو الحكم ،فبمجرد صدور الحكم تنتهي الدعوى ،وبالتالي فصدور حكم أو مقرر مكتسب لقوة الش يء املقض ي
به ،مفاده أنه ال يمكن طرح تلك القضية مرة أخرى على القضاء ولو كان للفعل أكثر من وصف ،وهذا ما أشارت له املادة ،4
واعتبرت أن الدعوى العمومية تسقط بصدور مقرر اكتسب قوة الش يء املقض ي به ،ونجد أن هذا املقتض ى يجد أساسه في
فكرة االستقرار القانوني واطمئنان اﻷفراد على مراكزهم القانونية املكتسبة بوجه سليم.
مثال :شخص تمت متابعته في قضية معينة وصدر في حقه حكم معين ،فنشك في نزاهة املحكمة ،أو نشك في نزاهة
القاض ي ،أو في اإلجراءات ،وبالتالي املشرع وضع حدا لهذا اﻷمر ،واعتبره سببا من أسباب سقوط الدعوى.
ماهي شروط إعمال هذا املقتض ى؟
كي يكون للمقرر الحائز لقوة الش يء املقض ي أو لكي يعتبر سببا من أسباب سقوط الدعوى العمومية ،يجب أن تتوفر
الشروط اﻷتية:
_1أن يكون هذا الحكم أو املقرر قد فصل في نفس موضوع الدعوى ،واملقصود بموضوع الدعوى هو اسناد التهمة
للمتهم أو تبرئته.
_2وحدة السبب ،بين الدعوى املحكوم فيها بمقرر حائز لقوة الش يء املقض ي به والدعوى املراد إثارتها.
_3أن يكون الحكم حائزا لقوة الش يء املقض ي به ،أي أنه غير قابل للطعن ،مستنفذ لكل طرق الطعن ،إما الطعن
بالتعرض أو االستئناف وإما النقض.
28
ملاذا استنفذ كل طرق الطعن؟
استنفذها إما ﻷنه هو كذلك بطبيعته ،أو بسبب فوات آجالها.
_4أن يكون الحكم قطعي ،أي حاسم في موضوع النزاع ،مما يحول دون عرضه على القضاء من جديد.
خلصة :هذا كل ما يتعلق بشروط تطبيق املقتض ى املتعلق بصدور مقرر مكتسب لقوة الش يء املقض ي به.
ملحظة :سقوط الدعوى في هاته الحالة ،يقتصر فقط على الجانب الزجري دون املدني ،بمعنى انه ال يمنع من رفع
الدعوى املدنية املستقلة أمام القضاء املدني.
في الحالة التي يكون القضاء الزجري هو من يتولى النظر في انقضاء الدعوى املدنية التابعة ،والدعوى الجنائية ،وكان
القضاء الزجري قد قض ى بسقوط الدعوى العمومية ،فإنه يظل مستمرا ويظل مختصا للنظر في الدعوى املدنية التابعة.
املقتض ى الخامس :نسخ املقتضيات الجنائية التي تجرم الفعل.
نسخ املقتضيات معناه إلغاء الصفة الجرمية عن الفعل ،فإذا تم هذا اإللغاء ،أصبح فعل مباحا ليس فعل مجرما ،وهذا
ما يشير إليه الفصل 5من القانون الجنائي بقوله "ال يسوغ مؤاخذة أحد على فعل لم يعد يعتبر جريمة بمقتض ى قانون
صدر بعد ارتكابه ،فإن كان قد صدر حكم بدون إدانة ،فإن العقوبات املحكوم بها أصلية ،كانت أو اضافية ،يجعل حدا
لتنفيذها ".
بمعنى انه إذا ألغيت الصفة الجرمية ،قبل تحريك الدعوى العمومية ،يتعذر تحريك الدعوى ﻷن الفعل لم يعد مجرما،
ونحن نعلم أن هناك مبدأ أساس ي يقوم على أساسه القانون الجنائي ،هو "ال جريمة وال عقوبة إال بنص".
الحالة الثانية :هي إذا حصل اإللغاء خلل ممارسة الدعوى ،بمعنى أن الدعوى العمومية سارية ،ثم صدر نص يلغي
الصفة الجرمية عن هذا الفعل ،يصرح القضاء بسقوط الدعوى العمومية.
تنبيه( :يجدر التمييز بين الحاالت).
فاملادة 4تعطي اﻷسباب التي يترتب عنها سقوط الدعوى العمومية بشكل عام ،ونحن نقوم بتحديد ماهي الحالة هل هي:
قبل؛ أثناء؛ أو بعد؛ ومتى يتحقق سقوط الدعوى.
تنبيه( :املرجو الرجوع إلى املطبوع لكون اﻷستاذة تفصلت أكثر في الحاالت للثلث :قبل ،أثناء ،بعد).
متى يتحقق سقوط الدعوى العمومية؟
حين تكون اإلجابة هي موت املتهم ،فاإلجابة خاطئة ،لكونها لم تحدد الحالة ،هل املوت كان قبل تحريك الدعوى ،أو أثناء
ممارستها أو بعدها.
29
موت املتهم هو سبب من أسباب سقوط الدعوى العمومية ،طبقا ملقتضيات املادة .4
حينما نتكلم عن نسخ املقتضيات ،نميز بين الحاالت الثلث ،هل تمت نسخها قبل تحريك الدعوى ،أو اثناء ممارسة
الدعوى ،أو بعدها.
املقتض ى الخامس :الصلح
تذكير :سبق أن تحدثنا عن الصلح في املادة 41عند تطرقنا ﻷساليب تحريك الدعوى العمومية ،وتكلمنا عن قيود
املتابعة ،وقلنا إن الصلح يعتبر قيدا من قيودها ،وبالتالي ال يعتبر سببا من أسباب سقوط الدعوى العمومية ،فالصلح الذي
نتكلم عنه اآلن هو الصلح الذي نص عليه املشرع في املادة ،4وليس املنصوص عليه في املادة .41
الصلح الذي نص عليه املشرع في املادة ،4هو سبب من أسباب سقوط الدعوى العمومية ،أما الصلح الذي نص عليه
في املادة ،41هو سبب مؤقت لوقف الدعوى العمومية ،وليس سببا لسقوطها.
بمعنى أن الصلح في املادة 41يمكن من رفع الدعوى من جديد ،أما الصلح في املادة ،4فيتكلم املشرع عن سقوط الدعوى
العمومية ،وبالتالي الشخص ال يمكنه فيما بعد رفع الدعوى.
بالرجوع إلى املادة 4نجدها تنص على أنه "وتسقط بالصلح عندما ينص القانون صراحة على ذلك" بمعنى بمقتض ى
نص ،فنجد أن هناك حاالت يسمح فيها باملصالحة مع بعض املتهمين ،في غالب اﻷحيان تكون جهة إدارية ،وهنا نتكلم عن
الجمارك ،في هذه الحاالت يترتب عن الصلح سقوط الدعوى العمومية ،إذا تم التصالح خلل ممارستها وقبل صدور الحكم
النهائي ،ﻷنه إذا كانت الدعوى لم تمارس وتم الصلح ،هنا النيابة العامة تقرر الحفظ بين الصلح الذي نتحدث عنه ،والصلح
املنصوص عليه في املادة .4
املقتض ى السادس :سحب الشكاية
تذكير :عند حديثنا عن قيود املتابعة ،اعتبرنا أنه في حاالت معينة املشرع جعل تحريك الدعوى العمومية بين يدي
املتضرر أو الضحية .وقلنا في الحصة السابقة ،ماهي اﻷسباب التي جعلت املشرع يتخذ هذا املقتض ى وال يتدخل؟ وأعطينا
مثال إهمال اﻷسرة ،الخيانة الزوجية ،السرقة بين اﻷقارب...
عند الحديث عن الشكاية في الحالة التي تكون فيها املتابعة مقترنة بالشكاية ،بمعنى أن النيابة العامة ال يمكنها القيام
باملتابعة ،إال إذا توصلت بالشكاية.
نجد أن املشرع جعلها من اﻷسباب التي يترتب عنها سقوط الدعوى العمومية ،بمعنى أن كل دعوى ال يمكن تحريكها إال
بعد أن تتلقى النيابة العامة شكاية ،ففي الحالة التي يتم سحب هاته الشكاية ،يترتب سقوط الدعوى العمومية ،فإذا تقدم
املتضرر بشكاية ثم قام بسحبها ،هنا يتم وضع حد ملمارسة الدعوى العمومية ،وتكون سببا في سقوطها.
30
هنا نتكلم عن مقتضيات الفصل 492املتعلق بالخيانة الزوجية ،وهناك مقتضيات تحدثنا عنها فيما سبق.
في حالة الخيانة الزوجية ،سحب الشكاية يضع حدا آلثار الحكم باملؤاخذة الصادر ضد الزوج.
كإشارة :التنازل هو حق شخص ي عن الشكاية ،يباشره صاحبه بنفسه أو من ينوب عنه ،يمكن أن يكون مكتوبا ويمكن
أن يكون شفويا ،ال يستفيد منه إال من تقرر ملصلحته.
هناك إضافات جاء بها املشرع ،ربط فيها املتابعة بتقديم شكاية ،هناك املقتضيات الواردة في قانون مناهضة العنف
ضد النساء ،قانون .13_103
وهي حاالت متعددة ال يجوز فيها رفع الدعوى إال بشكاية من املتضرر ،مثال_ :املطرود من بيت الزوجية ،املهمل
االمتناع عن اإلرجاع لبيت الزوجية الفصل ،1_481
إكراه املسحوب بالعنف من أجل الزواج ،الفصل ،1_2_503كذلك الفصل ،1_526هاته مقتضيات تتعلق باﻷسباب
التي يترتب عنها سقوط الدعوى العمومية.
خلصة :تم التركيز في هذه املحاضرة على املادة ،4وقلنا إن املشرع تحدث بشكل عام عن أسباب سقوط العمومية ،لكن
البد من التمييز بين الزمن والوقت الذي يتوفر فيه هذا السبب.
31
املحاضرة الرابعة:
الجزء اﻷول:
بعد ان تقدمنا سابقا بالحديث عن اساليب تحريك الدعوى العمومية ،ثم اﻷساليب او القيود التي ترد على املتابعة ،بعد
ذلك تحدثنا عن أسباب سقوط الدعوى العمومية ،اليوم سوف نتحدث عن الحاالت التي يمكن فيها توقيف الدعوى
العمومية.
-1ايقاف الدعوى العمومية.
فبالرجوع للمادة 4من قواعد املسطرة الجنائية نجدها تتحدث ان أسباب سقوط الدعوى العمومية كما سبق شرحه في
الحصة املاضية ،ثم اضاف في املادة 372من ق م ج نظاما استحدث نظاما يترتب عنه توقف الدعوى العمومية مؤقتا .هل
تنقض ي؟ ال .هل تسقط؟ ال .توقف الدعوى العمومية ،وبالرجوع للمادة 372من ق م ج نجد انها تضع شروطا إلمكانية القول
بوقف سير الدعوى العمومية املطروحة اصل على املحكمة.
*ماهي هاته الشروط؟؟
الشرط اﻷول :أن يتعلق االمر بجنحة معاقبة بسنتين حبسا او اقل او غرامة ال يتجاوز حدها اﻷقص ى 5000درهم ،وامللحظ
أن هذه الشروط هي التي نص عليها املشرع فيما يتعلق باملادة 41التي تنص عن الصلح او التصالح.
الشرط الثاني :ان يكون هناك تنازل من الطرف املتضرر من الفعل املجرم عن شكايته ،بمعنى ان املتضرر تنازل عن شكايته
وال يشترط ان تكون الشكاية ضرورية ،هنا ال نتحدث عن الحالة التي تكون فيها الشكاية قيد من قيود املتابعة ،يعني نتحدث
عن الحالة العادية التي يحرك فيها شخص دعواه بناء على شكاية عادية ،كما أنه ال يشترط في هاته الشكاية أن تكون
مصحوبة باالدعاء املدني بالتالي فهذا الصلح او التنازل من املتضرر قد يكون ناتج عن الصلح او ناتج عن صفح او تسامح،
وقد يكون له اسباب أخرى االصل .وما يجب أن نتحدث عنه نتأكد ونؤكد عليه هو عدم اشتراط اقتران التنازل بالصلح اي
يكفي التنازل فقط ،وال يلزم كذلك املتضرر بتبرير سبب تنازله عن شكايته ،كما انه ال يشترط اجراء الصلح املنصوص عليه
في املادة ،41حين نتحدث عن ال يشترط عليه اجراء الصلح املنصوص في املادة ،41فهنا يحيلنا االمر على انه ال يشترط فيه
في هذه الحالة ان نكون قد قمنا باإلجراءات السابقة التحدث عنها في املادة 41فيما يتعلق مسألة مصادقة رئيس املحكمة
مسألة التزام حضور طرفي الدفاع الى غير ذلك ،هذه االمور غير متطلبة في هاته النقطة ﻷننا نتحدث هنا عن مقتضيات
املادة 372الن 372تتحدث فقط عن التنازل ،وال تتحدث عن ما سبق الحديث عنه في املادة 41
32
الشرط الثالث :يجب ان يحصل التنازل في وقت ال تزال الدعوى العمومية جارية معناه لم يتم الفصل بحكم بات ،ولكن
تجدر اإلشارة انه رغم اشتراط املشرع عدم صدور حكم نهائي فيجب كذلك اال تكون هاته الدعوى يتوفر فيها سبب من
اسباب سقوط الدعوى التي سبق الحديث عنها في املادة 4في هذه الحالة حين تتوفر هاته الشروط (الشرط االول؛ جنحة
معاقبة عليها بالحبس او غرامة مالية الشرط الثاني؛ ان يتعلق االمر بوجود تنازل الشرط الثالث؛ اال يكون قد صدر بشأنها
حكم نهائي) حين تتوفر هذه الشروط الثلث ماذا يجب بعد ذلك؟؟
2مواصلة سير الدعوى العمومية.
الحالة اﻷولى يجب على النيابة العامة ان تتقدم بملتمس للمحكمة يرمي التفاق سير الدعوى العمومية ،بمعنى هذا على
ماذا يحيلنا؟ يحيلنا على انه ال يجوز للمحكمة ان تتولى بنفسها سير الدعوى العمومية ،او بمجرد ان يصلنا النزاع من
املتضرر بشكايته ،ملاذا هذا االمر؟ ملاذا هذا القيد؟ ملاذا هذا الشرط؟
الغاية هو منح فرصة للنيابة العامة باعتبارها الطرف املدعي التأكد من الشروط القانونية التي تسمح بوقف سير الدعوى
العمومية ،ماهي هاته الشروط؟ هي التي سبق الحديث عنها واملشار لها بتفصيل في املادة 372فبتوفر هاته الشروط يمكن
للمحكمة أن تأمر بوقف سير الدعوى العمومية ،وقرار الوقف هذا هو تجميد اإلجراءات ومقيد مؤقت على مواصلة الدعوى
العمومية ،بمعنى انها ليس سببا لسقوط الدعوى العمومية.
الحالة الثانية نتحدث عن التوقف وهناك الجانب املعاكس وهو املواصلة اما قد يتعلق االمر بتوقف الدعوى او مواصلة
الدعوى هذا املقتض ى تنص عليه نفس املادة هي املادة 372في الفقرة الثانية «يمكن مواصلة الدعوى العمومية بطلب من
النيابة العامة إذا ظهرت عناصر جديدة تمس الدعوى العمومية مالم تكن قد سقطت بالتقادم او بسبب آخر»
*فلمواصلة سير الدعوى العمومية يشترط ما يلي.
الشرط اﻷول :البد من ظهور عناصر جديدة تمس الدعوى العمومية ،كأن يتضح أن الجريمة محل املتابعة يعاقب عليها
مثل بأكثر من سنتين الن نحن نتحدث من شروط ايقاف الدعوى العمومية ان يتعلق االمر بجنحة عقوبتها معاقب عليها
بسنتين او اقل او غرامة مالية ال يتجاوز حدها اﻷقص ى 5000درهم ،بمعنى إذا تغير هذا الشرط هنا يتغير ظهور عناصر
جديدة أو في الحالة التي يتقادم فيها الضرر يترتب عنها تغيير وصف الجريمة مثل كأن يتعلق االمر بالضرب والجرح فإذا به
وقف سير الدعوى على االمر يترتب عنه عاهة مستديمة او موت املجني عليه ،دائما نجد سلطة امللئمة حاضرة للنيابة
العامة ،يعود للنيابة العامة وحدها تقدير العناصر التي يمكن معها مواصلة الدعوى العمومية ،هذا يعني أنه إذا ظهرت
عناصر جديدة تتعلق بالدعوى املدنية هل يجوز ان نتحدث عن املواصلة؟ ال فل أثر لها على مواصلة الدعوى العمومية كأن
يظهر مثل متضرر جديد او يغير املطالب بالحق املدني في مقدار التعويض الذي يطالب بهذين املثاليين ال يسريان عما تنص
عليه الفقرة الثانية من مقتضيات املادة .372
33
الشرط الثاني؛ عدم سقوط الدعوى العمومية بالتقادم او بسبب آخر ملواصلة الدعوى العمومية شروط هذه الدعوى
الزالت قابلة للممارسة فإذا سقطت بأحد اسباب سقوط الدعوى فإنه يتعذر اتخاذ االمر او اتخاذ القرار باملواصلة .حتى لو
ظهرت عناصر جديدة وسقطت الدعوى ﻷسباب سقوطها فل يمكن املطالبة بمواصلتها.
الشرط الثالث :ان ال تتم مواصلة الدعوى اال بناء على طلب من النيابة العامة وهو نفس االمر الذي قامت به اثناء املطالبة
بسير الدعوى العمومية ،بمعنى ان وجود النيابة العامة هو وجود مستمر على اعتبارها تمثل املجتمع فل تتم مواصلة
الدعوى اال بناء على طلب من النيابة العامة باعتبارها الطرف املدعي وبالنظر ملسؤوليتها فيما يتعلق بممارسة الدعوى
العمومية فهي املؤهلة لطرح القضية من جديد على انظار املحكمة من خلل ما تتوصل اليه من معلومات وما ترصده من
عناصر جديدة ،فمواصلة الدعوى العمومية اذن يتوقف على طلب من النيابة العامة .هذا فيما يتعلق بإجراءات وقف او
توقف الدعوى العمومية وما هي االجراءات والشروط اللزمة في مواصلة الدعوى العمومية.
املبحث الثاني :من هي االطراف والجهات اﻷخرى التي لها الحق في اقامة الدعوى العمومية.
اوال :اقامة الدعوى من قبل املتضرر.
سبق القول ان الطرف الرئيس ي في تحريك الدعوى العمومية هو النيابة العامة ،لكن املشرع خول ﻷطراف أخرى ان تقوم
بتحريك هذه الدعوى من بينهم املتضرر وهذا استنادا ملقتضيات املادة 3في فقرتها ا لثالثة بحيث ان حق اقامة الدعوى
العمومية في كافة الجرائم دون ممارستها منحته استنادا املتضرر حق اقامة الدعوى ﻷننا نحن حينما نتحدث عن النيابة
العامة نقول اقامة وممارسة الدعوى لكن حينما نتحدث عن أطراف أخرى نقول اقامة الدعوى بالتالي كيف يمكن املتضرر
اقامة الدعوى العمومية؟؟
له الحق في اقامة الدعوى بوسيلتين اما بواسطة استدعاء املطالب بالحق املدني للمتهم امام محاكم الحكم واما عن طريق
تقديم شكوى من املتضرر الى قاض ي التحقيق يطلب فيها التعويض من مرتكب الجريمة التي تضرر منها ،بالتالي فل يمكنه
اقامة الدعوى العمومية عن طريق االدعاء املدني في مواجهة حدث إذا كان املدعي عليه حدث فل يمكن للمطالب بالحق
املدني ان يوجه هاته الدعوى ضد حدث ولكن يمكنه أن ينظم للدعوى العمومية التي تقيمها النيابة العامة واملطالب بالحق
املدني في مواجهة حدث عن طريق ادخال املسؤول عنه مدنيا ،نفس االمر بالنسبة للجمعيات ال يمكنها اقامة الدعوى
العمومية نيابة عن املتضرر يمكنها االنضمام كطرف مدني للدعوى العمومية التي يقيمها املتضرر او النيابة العامة .تجدر
االشارة ان هناك بعض الحاالت التي تكون خللها النيابة العامة مؤهلة وحدها ملمارسة املتابعة وهي الحالة التي يخول فيها
القانون للدارات الحق في املتابعة ،بحيث ان هاته املتابعة تتم بناء على شكاية سابقة تتقدم بها االدارة املعنية وهنا نستشهد
باملادة 463من ق م ج في فقرتها الثانية « في حالة ارتكاب جريمة يخول القانون فيها إلدارة عمومية الحق في متابعة مرتكبها
فالنيابة العامة مؤهلة وحدها ملمارسة هذه املتابعة استنادا إلى شكاية سبق تقديمها إلدارات التي يهمها االمر» هنا ال نخول
املتضرر ان يقوم بها يبقى االمر مخول فقط للنيابة العامة.
34
قلنا الجهات اﻷخرى التي لها الحق في تحريك الدعوى العمومية اي اقامة الدعوى العمومية هناك املتضرر ثم هناك.
ثانيا :املوظفون املكلفون بإقامتها بمجموعة من االدارات.
هنا نستشهد بمقتضيات املادة 3التي تتضمن قاعدة عامة مفادها «يمكن اقامة الدعوى العمومية من طرف بعض
اﻷشخاص املوظفون خارج اسلك النيابة العامة وهذا ما جاء في املادة 384في الفقرة الثالثة «ترفع هذه الدعاوى باستدعاء
يسلم له أحد اعوان االدارة بذلك قانونا إذا كان هناك نص خاص يسمح لهذه االدارة بتحريك الدعوى العمومية» هنا
نتحدث عن ادارة الجمارك واملندوبية السامية للمياه والغابات.
1ادارة الجمارك؛ بحيث برجوعنا الى ف 249من ق م ج ومدونة الضرائب غير املباشرة نجد ان الدعوى العمومية يمكن
تحريكها من قبل النيابة العامة والوزير املكلف باملالية او مدير ادارة الجمارك او أحد ممثليه املؤهلين ،كما يتعلق اﻷمر
بالجنح الجمركية املنصوص عليها في الفصل 279مكرر مرتي والفصل 281فيما يتعلق بالجنح
بالنسبة للمخالفات املحددة في الفصول ،294،297،299 ،285 .من نفس املدونة ال يمكن تحريك الدعوى ا ال بمبادرة من
وزير املالية او مدير ادارة الجمارك او أحد ممثليه املؤهلين لذلك ،هذا كمثال للحاالت التي يخول فيها املشرع إلدارات معنية
بإقامة وتحريك الدعوى العمومية.
2القضايا املتعلقة باملياه والغابات :هنا نعود ملقتضيات ظهير 1917املتعلق بحفظ الغابات واستغللها حيث يخول ﻷعوان
املندوبية السامية للمياه والغابات حق متابعة مرتكبي املخالفات الغابوية وتوجيه االستدعاء إليهم ،كما منح هذا الظهير
ﻷعوان هذه االدارة حق ممارسة الدعوى العمومية واستعمال طرق الطعن إضافة ﻷقامتها نجد ان هنا دور هؤالء االعوان
هو نفس الدور الذي تقوم به النيابة العامة ،بمعنى نلحظ ان املشرع خولها امكانية بمقتض ى ظهير 1917للمندوبية السامية
للمياه والغابات في شخص اعوانها الحق في اقامة وممارسة الدعوى بناء على ماذا استنتجنا هذا االمر ؟؟
ﻷننا نتحدث عن استعمال طرق الطعن وحين نتحدث عن استعمال طرق الطعن فهذا يحيلنا على الختصاصات املخولة
لنيابة العامة بشكل عام ،النيابة العامة ملاذا نقول انها تتولى اقامة وممارسة الدعوى العمومية؟ ﻷنها تواصل النظر في
الدعوى منذ ان تتلقى الشكاية الى حين صدور الحكم ،هذا فيما يتعلق باملندوبية السامية للمياه والغابات .مثال؛ على
املخالفات التي تقع في الغابات كقطع االشجار ،الصيد في غير اﻷوقات املرخص فيها بذلك ،فهذه تعتبر مخالفات قد تحرك
بشأنها الدعوى العمومية من طرف اعوان هاته االدارة.
3القضايا املتعلقة بالصيد البري :هذه القضايا نجد ان ظهير 1923املتعلق بمراقبة الصيد البري خول او اوكل املندوبية
السامية للمياه والغابات املتابعة عن هذه املخالفات وهذه املخالفات بالطبع يحددها كذلك هذا الظهير من طبيعة هذه
املخالفات الصيد في اوقات غير مسموح بها.
35
يمكن ان تكون مجموعة من املخالفات او الجنح تقع من طرف اشخاص مثل عندما نتحدث عن ادارة الجمارك هناك
التهريب وحينما نتحدث عن الغابات هناك حرق الغابة ،حين نتحدث عن الصيد البري هناك الصيد في اوقات غير مسموح
بها فهذه املخالفات لزجرها نجد أن املشرع خول لهاته االدارة في شخص أعوانها وفي شخص موظفيها أن يقوموا بتحريك
الدعوى العمومية باستثناء املندوبية السامية للمياه والغابات نجد املشرع خول لها امتياز هو ان لها اقامة وممارسة الدعوى
العمومية ،ثم هناك جهات أخرى اسند لها القانون مهمة اثارة املتابعات او االحالة على الجهة املختصة هنا نحيل على املواد
من 357الى 361بحيث يمكن لرئيس هيئة الحكم اتخاذ اإلجراءات الضرورية املتعلقة بأفعال معينة يتم ارتكابها خلل
الجلسات امثلة في املواد املشار لها من 357الى 361هنا نتحدث عن الجهة املتعلقة بالحكم في القضايا نتحدث عن املحكمة
إذا عدنا الى املادة 357نجد أن العنوان الرئيس ي هو الضوضاء في الجلسة واالخلل بنظامها بمعنى أن م من 357و 358الى
تتحدث عما يمكن أن يقع اثناء جلسة الحكم ،يمكن اثناء جلسة الحكم ان يقوم احد الحاضرين او عدة أشخاص منهم
ويعبرون علنية عن مشاعرهم مما قد يترتب عنه احداث اضطراب او التحريض على ضوضاء بوسيلة من الوسائل داخل
القاعة في هاته الحالة يأمر رئيس الهيئة بطردهم إضافة إلى انه يمكن ان يتعرضوا الى متابعات عمل بما سوف يرد باملواد
من 359الى 361بمعنى املتابعة بناء على ماذا؟ طبيعة الفعل الذي قام به هل قام بجناية ام جنحة ام مخالفة هذا هو ما
سوف نجده في املواد املشار اليها ،اذن م 357تتحدث عن الضوضاء التي يمكن أن يقوم بها أحد االشخاص الحاضرين
للجلسة م 358تتحدث عن الحالة التي يثير فيها االضطراب املتهم ان الضوضاء احدثها املتهم في هاته الحالة ،ما هو االجراء
الذي يقوم به رئيس املحكمة؟
يقوم بطرده من الجلسة وتتابع املناقشات في غيبته فإذا كان معتقل ينقل على الفور إلى املؤسسة السجنية ،ويتعين على
كاتب الضبط عند االقتضاء لن ينقل عقب الجلسة إلى هذه املؤسسة ينقل املحضر ويتلو عليه محضر املناقشات
وملتمسات النيابة العامة وكذلك اﻷحكام والقرارات التمهيدية الصادرة منذ طرده ،هذا في الحالة عند االقتضاء ان ينقل
عقب الجلسة إلى هذه املؤسسة كاتب الضبط.
الحالة الثالثة إذا كان املتهم عير معتقل يحتفظ به تحت حراسة القوة العمومية يعني يبقى رهن اشارة املحكمة إلى غاية
انتهاء املناقشات ثم يتم اعادته إلى الجلسة حيث يصدر الحكم او القرار بحضوره ،تكون القرارات الصادرة ضمن الشروط
املقررة في هاته املادة حضورية.
املادة 359تشير لنا في الحالة التي ترتكب أثناء الجلسة جريمة ،وصف املخالفة في هذه الحالة رئيس املحكمة يأمر بتحضير
تحرير محضر في شأنها يستوجب مرتكبها ويستمع للشهود .الهيئة القضائية تطبق حاالت العقوبات املقررة في القانون بناء
على ملتمسات النيابة العامة وال يمكن الطعن في هذا الحكم بأي وسيلة من وسائل الطعن.
املادة :369إذا كانت الجريمة املرتكبة وصف جنحة طبقة عليها نفس اإلجراءات املقررة في املادة 361وهذه االخيرة تقول
«الهيئة القضائية تأمر بتحرير محضر بالوقائع وتحيل فور مرتكب بواسطة القوة العمومية الفصل إلى املستندات وإلى
36
النيابة العامة املختصة ،التهمة املوجهة سواء كانت جناية أو جنحة هنا تتدخل النيابة العامة ،حتى إذا الحظنا في املخالفة
قلنا ان الهيئة القضائية تطبق حال العقوبات املقررة في القانون بناء على ملتمسات النيابة العامة بمعنى ممثل املجتمع دائما
حاضر يتدخل في كل وقت وحين .هذا بالنسبة للجهات ،يضاف إلى ذلك ما سبق االشارة اليه في اختصاص الغرفة الجنائية
ملحكمة النقض ورؤساء االولين ملحاكم االستئناف بالنسبة لبعض الجرائم املنسوبة لبعض اصناف القضاة واملوظفين،
سبق ان تحدثنا عنها في املواد من 264إلى 268هنا نتحدث عن املدعي في الدعوى العمومية تحدثنا عن املدعي الذي هو طرف
أصلي (النيابة العامة) ثم املدعي (املتضرر)
• اآلن نتحدث عن املدعى عليه في الدعوى العمومية.
طبقا ملقتضيات م 3من ق م ج تمارس الدعوى العمومية ضد الفاعل االصلي (كل شخص يعتبر مسؤوال جنائيا عن جريمة
ولو لم ينفدها بنفسه ولو لم تتحقق فيه وصف مساهم او مشارك ).من هو املساهم؟؟ (هو من ارتكب عمل من أعمال
تنفيذ الجريمة مقتضيات الفصل ).128املشارك (هو الذي لم يساهم في التنفيذ املاذي ولكن قام بأحد اﻷعمال املضمنة في
الفصل 129االمر بالتحريض بالوسائل إلى غير ذلك)...
ماذا يشترط في املدعى عليه؟؟؟
يشترط فيه ان يكون شخصا معروفا ملاذا .ﻷنه ال يجوز رفع الدعوى العمومية ضد مجهول في الحالة التي يتم فيها رفع الدعوى
ضد مجهول ،ماهي النتائج؟ اما حفظ امللف او عدم املتابعة
يشترط في املدعى عليه ان يكون على قيد الحياة وان يكون معروف الهوية ملاذا ؟ ،ﻷن موت املتهم يعتبر سببا من أسباب
سقوط الدعوى العمومية ولكن يجوز ان نرفع ضد الشخص املعنوي الذي يحكم عليه بعقوبات مآليه او تدابير وقائية.
يجب تعين املدعى عليه في الدعوى العمومية عن طريق بيان اسمه الشخص ي والعائلي مهنته محل إقامته محل االزدياد،
هذه البيانات بجب ذكرها في الحكم البات طبقا ملقتضيات املادة .345
في حالة االخلل بذكر هذه البيانات هنا جزاء وهنا مقتضيات املادة 370يمكن االكتفاء بتعين املتهم بمميزاته الشخصية
والجسدية ،ﻷنه يمكن الشخص ان يتعرض لسرقة او لفعل معين أضر به ولكن يجهل الفاعل اسمه ،محل سكناه إلى غير
ذلك هنا نرجع إلى املواصفات ،ماهي امللمح ماهي املميزات إلى غير ذلك ،والجهات املعنية تقوم بالعمل الذي يجب عليها القيام
به.
بناء على مبدأ شخصية العقوبة ال يجوز اقامة الدعوى العمومية على غير مرتكب الجريمة بالتالي ال يمكن أن نقيم الدعوى
ضد ورثة الجاني الذين ال يأخذون عما ارتكبه مورثهم وال ترفع كذلك ضد املسؤول عن الحقوق املدنية ،يدخل ضمن املدعى
عليه الفاعل املعنوي.
37
من هو الفاعل املعنوي :هو الذي لم يقم بتنفيذ الجريمة بنفسه وال تتحقق فيه ال شروط املساهمة وال املشاركة مثل كرب
الحيوانات املسؤول جنائيا عن ماسيته التي يعثر عليها في مناطق ممنوعة من الرعي .هل سنعاقب هذه الحيوانات؟؟ ال نعاقب
من يمتلك هذه الحيوانات.
في الحالة التي يكون فيها املدعى عليه قاض ي او موظف عمومي او عون او مأمور سلطة او قوة عمومية تبلغ اقامة الدعوى
العمومية إلى الوكيل القضائي للملك ،من هو هذا الوكيل القضائي للملك؟؟
هو مصلحة تابعة لوزارة املالية اناط بها القانون حق تمثيل الدولة امام القضاء للدفاع عن حقوقها.
هذا فيما يتعلق بالعناصر التالية :ارتكاب فعل يشكل جريمة التي لديها وصف مخالفة ،جناية جنحة قد تحرك او تمارس
بشأنها دعوتين دعوى عمومية ودعوى مدنية تابعة ،تحدثنا عن الدعوى العمومية قلنا من هو الطرف االصلي ،من هي
الجهات املخول لها اقامة الدعوى ،تحدثنا عمن هو املدعى عليه في الدعوى العمومية ،اآلن ننتقل إلى الحديث عن صنف
ثاني من الدعاوى وهو الدعوى املدنية التابعة..
الجزء الثاني:
غير متوفر
38
املحاضرة الخامسة:
الجزء اﻷول:
العنصر الثاني في الدعوى املدنية التابعة ،هو الضرر الناتج عن الجريمة ،بمعناه انه يجب ان يترتب عن الجريمة موضوع
ً ً
املتابعة الجنائية ضرر خاص ويجب ان يلحق هذا الضرر مباشرة حق الشخص وهذا الحق بالطبع يجب ان يكون مشروعا،
ضمن هذه الحقوق هناك الحق في الحياة ،الحق في املال ،الحق في الشرف ... ،هذا ما أكدت عليه صراحة املادة 2من قانون
املسطرة الجنائية والتي تتفق كذلك مع الفصل 77من قانون االلتزامات والعقود "كل فعل يرتكبه االنسان عن بينة واختيار
ً
من غير ان يسمح به القانون فاحدث ضررا ماديا او معنويا للغير يلزم مرتكبه بالتعويض إذا تبث ان ذلك الفعل هو السبب
املباشر للضرر" ،الضرر الناتج عن الجريمة من خلل هذه املقتضيات التي تحدثنا عنها هو شرط أساس ي لقبول االدعاء
املدني امام القضاء الزجري سواء رفعت الدعوى امام القضاء املدني او القضاء الجنائي ،فالضرر بالتالي هو تلك املصلحة
التي تم املساس بها ،والتي تبرر دعوى التعويض ،فقد تكون هذه املصلحة مآليه وقد تكون جسمية ومن اجل بيان اهميه
الضرر كشرط للمطالبة بالتعويض ،نعود للمادة 365التي تؤكد على بيان مختلف انواع الضرر التي قبل القضاء التعويض
عنها في حاله مطالبة الطرف املدني بالتعويض ،عن الضرر الحاصل بسبب الجريمة ،بالتالي فالضرر الذي يعتد به ،هو
الضرر الخاص اما الضرر العام فاملقصود به هو الضرر الذي يصيب املجتمع ،في مصلحة عامة في االمن واالستقرار ما هو
مفترض في كل جريمة ،وعلى اساسه تنبني الدعوى العمومية ،وغالب ما يتم دمج الضرر العام بالضرر الخاص في كل جريمة
(باستثناء بعض الجرائم التي يترتب عنها ضرر عام دون الضرر الخاص مثل جريمة التسول وجريمة حمل السلح بدون
رخصه )...وبالتالي فكل ضرر خاص افترض معه وجود ضرر عام ،لكن العكس غير صحيح حيث ال نفترض في كل ضرر عام
وجود ضرر خاص،
فما هي الشروط الواجب توفرها في هذا الضرر الذي نريد التعويض عنه؟
هذه الشروط نجدها مضمنه بالفصل 108من القانون الجنائي حيث نص على ان التعويضات املدنية املحكوم بها ،يجب
ان تحقق للمتضرر تعويضا كامل عن الضرر الشخص ي والحال واملحقق ،الذي اصابه مباشره من الجريمة ،وبالتالي من
ً ً
خلل هذا الفصل تتضح شروط هذا الضرر ،ان يكون شخصيا وحاال غير محتمل وان يكون مباشرا وان يكون محققا.
اوال يجب ان يكون شخصيا :اي ان يطال مصلحة شخصية للمتضرر اي ان يكون املدعي املدني هو من تضرر اي هو املجني
عليه وصاحب الصفة في املطالبة بالتعويض ،سو ًاء ان كان شخصا طبيعيا او اعتباريا ويلحق به خلفه العام وخلفه الخاص،
ثانيا ان يمس الضرر مصلحه مشروعه للمضرور :اي ان يكون الحق موضوع عن االدعاء حقا يحميه القانون ،فالحق غير
املشروع ال تقبل فيه دعوى التعويض ،وهو الذي يخالف اآلداب العامة والقانون وبالرجوع الى الفصل 72من ظهير
39
االلتزامات والعقود نجد انه يجيز استرداد االشياء املدفوعة بسبب غير مشروع ،وهذه اإلجازة مقصوره على املسؤولية املدنية
دون املسؤولية الجنائية ،وبالتالي نجد القضاء الزجرية يطبق عقوبة مصادره تبقى للفصلين 49 42من القانون الجنائي،
واملصادرة تطال االشياء الضارة واملحضورة( ،الكحوليات املخدرات)...
ً
ثالثا ان يكون الضرر محققا :اي ان تكون نتيجة واضحة ،ظاهره وملموسة فالضرر الذي يعتد به لقبول الدعوى املدنية
التابعة ،هو الضرر الذي ثبت حصوله فعل او الذي سيقع في املستقبل ،وبالتالي فكل ضرر احتمالي ال تقبل به الدعوى،
املدنية التابعة،
معنى ضرر احتمالي اي ضرر مشكوك في امكانيه وقوعه مستقبل ،قد يقع هذا الضرر أو ال يقع ،واملتضرر له ان يطالب
بالتعويض عن الضرر املحقق الذي تفاقم فيه ما بعد الضرر املستقبلي ،وهنا يتم اعمال السلطة التقديرية للقاض ي ،فهو
الذي يمتلك عناصر تقدير هذه االضرار ،سواء بالنسبة للعجز الدائم والعجز املؤقت ،ويمكن ان يخلف املتضرر ورثته إذا
توفي قبل الحصول على هذا التعويض،
فما هي انواع هذا الضرر؟
قسمت املادة 7من قواعد املسطرة الجنائية ،الضرر الى ثلث انواع هناك ضرر جسماني وهناك ضرر معنوي وهناك ضرر
مادي
الضرر الجسماني وهو الذي يترتب عنه الحاق االذى بالجسم ،بجسد االنسان فينجم عن ايذاء عمدي ،او غير ع عمدي،
وقد يكون من بين االضرار الجسمانية فقدان الحياة في جريمة القتل العمد او الخطأ ،االعطاب والجروح الناتجة عن جريمتي
الضرب او االيذاء ،التي تلحق الحواس كسمع والبصر او فقدان عضو او بثره،
اما الضرر املادي materialفيصيب حقا ماليا ،او ينصب على اموال عقاريه او منقولة ،مثاله انتزاع عقار من حيازة الغير
حيث نحتكم الى الفصل 570من القانون الجنائي ،ويدخل في عداد الضرر املادي جرائم النصب واالحتيال خيانة اﻷمانة
السرقة ،اصدار شيك بدون رصيد الزور... ،
اما الضرر املعنوي فهو كل ما يمس الشرف واالعتبار والسمعة ،العرض والكرامة ،...ومن صور الضرر املعنوي ،السب،
القذف،
التعويض عن هذا الضرر يتمثل في ترضية ماليه ،تؤدى للمجني عليه،
-تكلمنا عن عنصرين إلثاره الدعوى املدنية التابعة ،العنصر االول هو الخطأ والعنصر الثاني هو الضرر وقد تحدثنا عن
شروطه،
وكي تكتمل اركان املسؤولية البد ان نتحدث عن العلقة السببية ،بين الجريمة املرتكبة والضرر الذي وقع وبالتالي فهذه
العلقة السببية عنصر ضروري في املسؤولية املدنية ،طبقا للفصل 72من ق ل ع
40
نفس االمر اكدت عليه املادة 7من قواعد املسطرة الجنائية ،يرجع الحق في اقامه دعوه مدنيه للتعويض عن الضرر الناتج
عن جناية أو جنحة او مخالفه ،لكل من تعرض شخصيا لضرر جسماني او مادي او معنوي ،تسببت فيه الجريمة مباشره،
ونجد هذه املواد تشير الى مصطلح سبب ،بالتالي اختصاص القضاء الزجري للنظر في الدعوى املدنية التابعة مشروط
بحدوث الضرر الذي تسببت فيه الجريمة مباشره وهي نفس السببية املطلوبة في مجال املسؤولية التقصيرية ،والتمييز
االساس ي بالنسبة للسببية في الدعوى املدنية التابعة هي ان هذه السببية هي ان يترتب الضر ر عن الجريمة موضوع الدعوى
العمومية،
موضوع الدعوى املدنية التابعة
كما نعلم في موضوع الدعوى العمومية هو توقيع الجزاء ،موضوع الدعوى املدنية التابعة هو تعويض املتضرر ،عن الضرر
الذي يلحقه جراء هذه الجريمة ،وبالتالي فاملوضوع االساس ي للدعوى املدنية التابعة هو التعويض ،وهناك تعويض باملفهوم
الواسع وتعويض باملفهوم الضيق.
املقصود بالتعويض باملفهوم الواسع كل ما لحق املضرور من خسارة وما فاته من ربح وكسب وما تحمله من مصاريف بسبب
الجريمة ويدخل ضمنه املصاريف املقابل املالي للضرر رد االشياء املنتزعة من صاحبها ثم نشر الحكم
ويقصد بالرد حسب الفصل 206من القانون الجنائي اعاده االشياء او املبالغ او اﻷمتعة املنقولة املوضوع تحت يد العدالة
الى اصحاب الحق فيها ويمكن للمحكمة ان تحكم بالرد وان لم يطلبه صاحب الشأن وحسب املادة 366فان للمحكمة ان
تبث عند االقتداء في رد االشياء املوضوعة تحت يد العدالة الى من له الحق فيها او برد ثمنها إذا خشيت فسادها ،وقد اكدت
املادة السابقة في الفقرة الرابعة منها في احقيه املحكمة برد االشياء ما لم تكن خطيره او الزمه بسير الدعوى او قابله
للمصادرة مع التزام امللك اعاده ما يصلح منها كأدوات اقناع امام املحكمة التي قد تعرض عليها القضية من جديد إذا قررت
ذلك...
وكيف يتم هذا الرد يجب تقديم طلب من املعني باﻷمر حسب مقتضيات القانون الجنائي ويتعلق االمر باملبالغ املتحصل
من بيع االشياء واﻷمتعة املنقولة التي كان له الحق في استردادها عينيا ،في حين يجب على النيابة العامة في شخص وكيل
امللك او الوكيل العام للملك ان يأمر باتخاذ اي اجراء تحفظي لحماية الحيازة وارجاع الحالة الى ما كانت عليه شريطه عرض
االمر على املحكمة او هيئه التحقيق التي رفعت اليها القضية في ظرف ثلث أيام.
اآلن ننتقل للحديث عن املصاريف ،من اجل الحصول على تعويض عن اضرار التي لحقت املتضرر يلزم املطالب بالحق
املدني بأداء مصاريف ورسوم قضائية بحيث يطالب بالسراب هذه املصاريف فيما بعد ،وتدخل املصاريف في الذمة املالية
لرفع الدعوى اما انها ستعود لذمته املالية او انه سيخسرها هذه املصاريف.
الجزء الثاني:
41
املصاريف:
يقع عبئها على املدعي في حاالت معينة ،غير انه يمكن إعفاءه من أدائها
•إذا كان حسن النية ،بمعنى انتفاء سوء النية عند تحريك الدعوى ،طبعا البد من إثبات حسن النية ،وبهذا الشأن نعود
ملقتضيات املادة 367من قواعد املسطرة الجنائية
• في الحالة التي يتم الحكم فيها ببعض الطلبات فقط ،هنا املحكمة تحدد مبلغ املصاريف التي يعفى منها املحكوم عليه،
بمعنى أن هناك عملية حسابية يتم القيام بها والتي من خللها تحدد قيمة هذه املصاريف التي يجب أن تدخل صندوق
املحكمة وأيضا املصاريف التي يمكن أن يعفى منها املحكوم عليه ،وهذا اﻷمر اﻷخير ﻷنه تم الحكم ببعض الطلبات.
العنصر الثالث ونحن نتحدث عن املعنى الواسع للتعويض هو
.3نشر الحكم وتعليقه:
يدخل في إطار التعويض ،ويعتبر كتعويض معنوي ،ونشر الحكم يعتبر من العقوبات اإلضافية التي يعود للمحكمة الحكم
بها ،أي أن املحكمة هي التي تحكم بها طبقا ملقتضيات الفصل 36من القانون الجنائي ،على اعتبار أنه يمكن للمحكمة أن
تقرر بأن يكون كليا أو جزئيا في صحيفة أو عدة صحف ويجوز أن تأمر بتعليق الحكم في أماكن تحددها هي ،مع اإلشارة أن
مدة التعليق ال يمكن أن تتجاوز شهر واحد ،الشخص املدان هو من يتحمل صائر النشر( ،الصبورة التي توجد باملحكمة
وتحتوي على أحكام معينة مثل على الشركات إلى غير ذلك ،وهنا بشروط معينة ،سنعطي عليها أمثلة .أن هذا املكان يجب ان
يؤدى عليه!!!!!!!) قلنا إن الشخص املدان هو الذي يتحمل صائر النشر الذي تقدره املحكمة بحكم سلطتها
وهنا يتعلق اﻷمر كأمثلة على هذه املسألة التي يكون فيها نشر الحكم
جريمة انتحال الوظائف واﻷلقاب واﻷسماء أو استعمالها .هنا نتحدث عن الفصل 388من القانون الجنائي
ثم هناك الشخص املدان من أجل وشاية كاذبة (هنا أيضا نقوم بنشر الحكم الصادر ضده ،وهذا طبقا ملقتضيات الفصل
445من القانون الجنائي)
فاﻷصل هو أن النشر يعتبر عقوبة إضافية .غايته اﻷساسية هي التشهير بالجاني وال يدخل في موضوع الدعوى املدنية
التابعة .حين تكون الغاية منه جبر خاطر املتضرر وتعويضه معنويا بما لحقه من اعتداء ،وهذا ما أشار له الفصل 578من
القانون الجنائي خاصة عندما يتعلق اﻷمر بجرائم امللكية اﻷدبية وجرائم امللكية الفنية
املطلب الثاني :املفهوم الضيق للتعويض
التعويض هو املقابل العيني أي املالي أو النقدي الذي يطالب به املدعي املدني عما لحقه مباشرة من ضرر ناتج عن الجريمة،
ال يدخل في هذا املعنى (أي التعويض في معناه الضيق) ما سبق ذكره من رد ومصاريف ونشر باعتبارهما أمور متفرعة عن
42
الدعوى املدنية وليست ناتجة عن الجريمة بمعنى ما سنتحدث عنه من تعويض هو الذي يرتبط مباشرة بالدعوى املدنية
التابعة فاملحكمة تحكم به تلقائيا دون طلب الرد واملصاريف والنشر.
املطالبة بالتعويض يعتبر من الشروط الشكلية لقبول الدعوى املدنية أمام قضاء الحكم ،فاملطالب بالحق املدني ملزم
بتحديد مقدار ونوعية التعويض الذي يريده ،والقضاء الزجري في هذه الحالة أثناء بته في املطالب املدنية ال يتقيد بسقف
معين ،فهو ملزم بالبت في دعوى التعويض أيا كان مقداره بصرف النظر عن قواعد االختصاص النوعي املنظمة في قواعد
املسطرة املدنية.
علما أنه فيما يتعلق بالدعوى املدنية بالنسبة للقضايا املتعلقة بالتعويض هناك اختصاص.
واختصاص املحاكم محدد في مبالغ معينة لذينا فوق 3أالف درهم وأقل من 3أالف درهم و 3أالف درهم إلى غير ذلك ،هذا
املقتض ى ال يسري على القضاء الزجري ،فالشخص حينما يطالب بالتعويض كيفما كان هذا التعويض فالقضاء الزجري
يبت فيه بدون أن يخضع للقواعد التي تسري على الدعوى املدنية أمام قاض ي التحقيق حينما يتعلق اﻷمر بأن املدعي يرفع
أو يتقدم بالدعوى أمام قاض ي التحقيق فيكتفي املتضرر بأن ينصب نفسه مطالبا بالحق املدني فقط ،مع تقديم مذكرة
باملبلغ الذي يريده أمام هيئة الحكم ،هنا نتحدث عن مقتضيات املادة .349تقدير التعويض من اختصاص قاض ي املوضوع
وهو الذي يحدد نوعه ومبلغه في حدود الطلبات .يراعا في هذا اﻷمر نوعية الضرر وجسامته وجوانبه املادية واملعنوية ،مع
اﻷحد بعين االعتبار ما فات املتضرر من كسب وما لحقه من خسارة .وطبعا يرد على السلطة التقديرية للقاض ي استثناءات
تحد من سلطته حينما يتعلق اﻷمر بحوادث السير وحوادث الشغل اللتان لهما مقتضيات خاصة ،في غير هذه املسائل
املتعلقة بحوادث الشغل وحوادث السير نجد بأن القاض ي له سلطة تقديرية في حدود ما تحدثنا عنه ،نوع الضرر ،الجسامة،
الجوانب املادية واملعنوية ،تحديد ما فاته من كسب وما لحقه من خسارة إلى غير ذلك من املقتضيات التي تحدثنا عنها ،كما
يمكن لألفراد تحديد هذا التعويض باتفاق فيما بينهم حينما نعود ملوضوع قاض ي املوضوع فهو حر في تقريره ،غير ملزم ببيان
اﻷسباب املعتمدة في هذا التقدير في حين أن محكمة الدرجة الثانية هي ملزمة عند الطعن باالستئناف بتعليل ما تقض ي به
من تعديل للتعويضات مثل (كأن تحكم املحكمة االبتدائية بتعويض معين غير أنه حينما وقع طعن في الحكم أمام محكمة
االستئناف تم تعديل هذا التعويض ،هنا املحكمة االبتدائية ال تبرر ملاذا حكمة بهذا التعويض لكن محكمة االستئناف تبرر
ملاذا قامة بتعديل هذه التعويضات.
وهنا نقوم بإعمال أحكام املسؤولية التقصيرية املقررة في ظ.ل.ع ،وهي التي تطبق في مجال املسؤولية عن التعويض الذي
يبث فيه القضاء الزجري ،طبعا يجب على جميع املحكوم عليهم من أجل جناية ،أو جنحة (يعني نفس الجناية أو الجنحة أو
املخالفة) بالتضامن فيما بينهم ،كيف يقدر القاض ي التعويض الواجب للمتضرر عن الضرر الناتج عن الجريمة.
فتقدير التعويض هو من اختصاص قاض ي املوضوع وهو الذي يحدد نوعه ويحدد املبلغ في حدود الطلبات (الطلب يحدد
لنا ما أراده املتضرر) القاض ي أثناء تقديره بسلطته التقديرية يراعي نوعية الضرر يراعي جسامة الضرر ،يراعي جوانب مادية
43
ومعنوية ويأخذ بعين االعتبار ما فات هذا املتضرر من كسب وما لحقه من خسارة ،شخص مثل تعرض إلداء عمدي وهذا
اإلداء العمدي ترتب عنه فقد عضو هذا الشخص مثل أو لم يعد يبصر أو لم يعد قادرا على املش ي بقدميه ،فالتعويض
يكون بناء على حجم الضرر وجسامة الضرر الذي لحق هذا الشخص ،وقلنا بأنه يلزم جميع املحكوم عليهم من أجل نفس
الجناية أو الجنحة أو املخالفة ،بالتضامن فيما بينهم فيما يخص التعويضات املدنية والصوائر ،إال إذا نص الحكم على
خلف ذلك.
ويجب أن نعلم أن التضامن ليس من القواعد اﻷمرة وهي التي ال يجوز االتفاق على مخالفتها وبالتالي بما أنه ليس من القواعد
اﻷمرة فإنه يجوز للمحكمة أن تقض ي بخلفه ،بمعنى أنه يمكن أال تسمح بالتضامن ولكن هذا التضامن يكون إلزامي في
جريمة التواطؤ وفي حالة تعدد املسؤولية عن الضرر دون إمكانية تحديد النسبة( .مثل لدينا مجموعة من اﻷشخاص
ساهموا في وقوع ضرر معين وال ندري ما هي النسبة .هنا يكون التضامن إلزامي) هذا التضامن يسري طبقا ملقتضيات الفصل
109على الجرائم العمدية والغير عمدية ويكون دائما بين املحكوم عليهم بصرف النظر عن صفتهم .مساهم أم مشارك
وبصرف النظر عن وصف ونوع الجريمة ،هذا بخصوص الدعوى املدنية التابعة.
املبحث الثالث :أطراف الدعوى املدنية التابعة
علما بأن كل دعوى تتضمن مدعي ومدعى عليه
•املدعي هو املتضرر طالب التعويض
• املدعى عليه هو مرتكب الجريمة أو من يقوم مقامه (املساهم أو املشارك ،الورثة ،املسؤول عن الحقوق املدنية)
املطلب اﻷول :الطرف املدعي
وهو من يطالب بتعويض الضرر الذي لحقه من الجريمة بالرجوع للمادة 7التي تنص على أنه (يرجع الحق في إقامة الدعوى
املدنية للتعويض عن الضرر الناتج عن جناية أو جنحة أو مخالفة لكل من تعرض شخصيا لضرر جسماني أو مادي أو
معنوي تسببت فيه الجريمة( ،نلحظ بأن هذه العناصر التي تحدثنا عنها سابقا نجدها كلها في املادة 7التي تتحدث عن الحق
في إقامة الدعوى املدنية للتعويض لكل من تضرر شخصيا)
[سؤال أحد الطلبة :هل سلطة القاض ي في تقدير هذا الضرر مقيدة
الجواب :هناك سلطة تقديرية وليست مقيدة على اعتبار أنه تكون مقيدة فيما يتعلق بحوادث الشغل وحوادث السير<< ،
لذينا ُسلم يحتوي على اﻷضرار ونسبة التعويض املقابلة لكل ضرر على حدة>> ،أما خارج حوادث الشغل وحوادث السير
فهناك سلطة تقديرية ملدى جسامة الضرر الذي لحق باملتضرر].
قلنا بأن شخص نتيجة جريمة فقد عيناه أو أصبح عاجزا عن املش ي في إطار جريمة عادية ممكن أن تعطي هذه النتائج.
44
ونعود للقاض ي الذي يقدر حجم هذا التعويض ونسبته.
املادة 7تحدد لنا بأن الضرر يجب أن يكون شخصيا وأن يكون إما الضرر جسماني أو مادي أو معنوي وتحدثنا عن العلقة
السببية.
¤الشروط الواجب توفرها في املدعي:
-1أهلية التقاض ي:
بالنسبة لهذا اﻷخير ،نجد أن هناك أشخاص معنوية عامة (الدولة ،البلديات ،املؤسسات املعترف لها بالشخصية املعنوية)،
وأشخاص معنوية خاصة (الشركات ،النقابات ،الجمعيات ،املعترف بها بحق التقاض ي)
ممثل الشخص املعنوي هو الذي يتولى رفع الدعاوى بالنيابة عنها
-2املصلحة أو صفة االدعاء (:سؤال طالبة ،هناك غموض في مسألة تقييد القضاء الزجري أثناء بته في املطالب املدنية)
توفر هذا الشرط يعني أن صاحب الحق في التعويض هو الذي له الحق في املطالبة بالتعويض وهو من تضرر شخصيا
وبصفة مباشرة هذا ما تم ذكره في املادة ،7بمعني أن يكون لكل من تعرض شخصيا ،أي هو الذي تعرض للضرر يعني املحني
عليه أو من ينوب عنه أو ممثله القانوني
صفة االدعاء يقصد بها أن ادعاءه يجب أن يقترن بمصلحة ،واملصلحة تتجلى في الفائدة العملية التي تعود على املدعي والتي
يتوخاها من الحكم له وفقا ملطالبه نتحدث عن صفة االدعاء ومصلحة املدعي ،وهو اﻷمر الذي سبق التطرق إليه في الدعوى
املدنية العادية التي تسري أمام القضاء املدني هذه الشروط كلها نتحدث عنها في الدعوى املدنية يعني نتحدث عن اﻷهلية
واملصلحة والسبب ،قلنا صفة االدعاء أي من له املصلحة وهذه اﻷخيرة يشترط فيها أن تكون مشروعة وعدم التعارض مع
45
القانون واﻷخلق واآلداب العامة ،قلنا أن املصلحة يقصد بها الفائدة العملية التي تعود على املدعي والتي يتوخاها من الحكم
له وفق مطالبه مثل لذينا مطالبه من أجل االنتقام ،هذه ال توجد فيها مصلحة ،ولن يحكم له بهذا اﻷمر أي وقف مطالبه،
يجب توفر الصفة واملصلحة واﻷهلية
بمعنى ما نتحدث عنه في الدعوى املدنية التابعة
ملاذا نطرح هذه اﻷسئلة وملاذا نشترط هذه الشروط
ﻷننا نتحدث عن كون جزء من هذه الدعوى مدني يتمثل في التعويض ،والجزء الثاني هو جزء زجري ،ونعني بهذا الجزء
الزجري الربط أن هذا التعويض هو رهين ومقترن بالجريمة غير ثابتة في حقه ،ال يمكن في هذه الحالة أن نطالبه بالتعويض،
إذا كان بريئا ال نطالبه بهذا التعويض ،وبالتالي فهذا الربط بين الدعوى املدنية والدعوى املدنية التابعة هو الذي جعلنا
نتحدث عن الصفة واملصلحة واﻷهلية
بالنسبة للشخص املعنوي نجد بأن املادة 7خولت للدولة والجماعات املحلية صفة املدعي املدني باطنها تحول لها هذه
الصفة فقط الحق في مطالبة مرتكب الجريمة برد املبالغ التي يطلب منه دفعها للموظفين ودوي الحقوق.
بمعنى أن املحكمة حكمة على أحد املوظفين مثل أو على دوي حقوقه ،هنا نعطي مثال من أجل توضيح املسألة مثل لدينا في
املسؤولية ،نتحدث هنا عن مؤسسة التأمين التي تأدي لنا هذه املبالغ ولكن هذه املبالغ ال تؤديها من عندها طبعا تؤديها من
املبالغ التي سبق وأن أخدتها أو أداها املؤمن لديها ،هذا مثال من أجل فهم رد املبالغ
نفس املادة سمحت للجمعيات بأن تكون طرف مدنيا بشروط وهي:
- 1أن تكون هذه الجمعية معترف لها بصفة املنفعة العامة.
-2يجب أن تكون مؤسسة بصفة قانونية مند أربع سنوات على اﻷقل قبل ارتكاب الفعل املجرم
-3أن تتولى النيابة العامة أو املطالب بالحق املدني تحريك الدعوى ،والغاية من هذا الشرط هي منع الجمعيات من إثارة
الدعوى املدنية عن طريق االدعاء املباشر ،وجعل الحق مقصورا على النيابة العامة أو املطالب بالحق املدني لهذا
فالجمعيات ال يمكن أن نتصورها إال بصفتها طرفا منظما أو متدخل في الدعوى
-4يجب أن تكون هذه الجريمة التي تطالب من خللها الجمعية بأن تنظم للدعوى املتعلقة بها ،لها علقة بمجال اهتمامها
املنصوص عليه في قانونها اﻷساس ي وفي هذا تأكيد بضرورة توفر شرط املصلحة املشروعة وهو اﻷمر الذي يعطي للجمعية
الحق بأن تقاض ي من ألحق بها ضررا.
سؤال متعلق بالصفة في حالة انتقال الحق في التقاض ي إما للخلف العام أو للخلف الخاص عن طريق الحوالة أو الحلول
46
بمعنى أننا هنا سنتحدث عن انتقال الحق في املطالبة بالتعويض للورثة ،نحن نعلم بأنه يحق للوارث (يعني توفى املدعي) الذي
لحقه ضرر شخص ي مباشر من الجريمة التي تعرض لها مورثه ،املطالبة بتعويض ضرره املادي أو املعنوي وفقا للمادة 7
حيث يتحقق الضرر بموت املورث الذي يمكن أن يكون هو املعيل ،وأن يكون هناك ضرر نفس ي نتيجة وفات هذا املعيل
مطالبة الوارث بالتعويض هو ليس عما أصابه من ضرر مباشر أو شخص ي ،فاملطالبة هنا ال تكون عما أصاب الوارث ،ﻷن
الصفة التي تجعله طرف في الدعوى هو ما أصاب مورثه من ضرر
هنا إذا ألحقت الجريم ة ضررا باملجني عليه فنصب نفسه مدعيا مدنيا أمام القضاء الجنائي ثم توفى قبل النطق بالحكم،
ومن املسلم به أن الورثة لهم الحق في مواصلة الدعوى ،إتمام الدعوى ،يعني سبق أن كانت رائجة أمام القضاء
حق الورثة هنا سينصب فقط على تعويض عما أصاب مورثهم رافع الدعوى أمام املحكمة ،ال بتعويض ما أصابهم هم
شخصيا ،بمعنى ما سيحصلون عليه من تعويض هو بناء عما تقدم به املورث من طلبات لكن قد يواجه هؤالء الورثة
باﻷخطاء التي ارتكبها هذا املورث واملطالبة باﻷخذ بعين االعتبار متى تدخل هذه اﻷخطاء في إحداث الضرر وبالتالي هنا ممكن
أن يكون هناك تجزئة في املسؤولية بين الجاني واملجني عليه.
اﻷصل أن لهم الحق في متابعة الدعوى وسيؤخذ بعين االعتبار أنه في حاالت معينة قد تكون املسؤولية مشتركة بين الجاني
واملجني عليه وهذا اﻷمر يأخذ بعين االعتبار
-الفرضية الثانية (اﻷستاذة قالت الحالة :)2هو أن املورث ملا يرفع الدعوى وهو على قيد الحياة .هنا يوجد مجموعة من
الحاالت حسب طبيعة الضرر هل هو ضرر مادي أم ضرر معنوي.
•انتقال الحق في التقاض ي للخلف العام:
إذا كان ضررا مادي واملورث لم يرفع الدعوى خلل حياته ينتقل الحق للورثة على اعتبار أنه ال يتصل بالشخص املورث
إذا كان الضرر معنوي فهو لصيق بصاحبه بمعنى أن الضرر املادي غير لصيق بصاحبه ،فمن أصيب في نفسيته هو املورث،
هذا الضرر املعنوي ال ينتقل إلى الورثة فإذا لم يطالب به صاحبه وهو على قيد الحياة فهذا يعتبر من قبيل الصفح والتنازل
إال أن هناك توجه فقهي يميز بين نوعين من الضرر املعنوي ،بين الضرر الذي يمس السلمة البدنية أو حق امللكية وغيرها
من الحقوق التي يمكن أن تقدر ماديا ،في هذه الحالة ينتقل الحق فيها إلى الورثة وبين الحالة التي يلحق فيها هذا الضرر
الشرف واالعتبار ،اعتبار املجني عليه فهو لصيق بصاحبه ال ينتقل للورثة لكن إذا مسهم فيمكن املطالبة بالتعويض عنه
47
•انتقال الحق في التقاض ي إلى الخلف الخاص:
(الحظنا أن املقصود بالخلف العام هم الورثة .الخلف الخاص هو مثل املشتري الذي يعتبر خلفا خاص للبائع)
الخلف الخاص هو من يخلف غيره في جزء من ذمته املالية ،ويحصل ذلك في إحدى الفرضيتين ،حوالة الحق وفرضية
الحلول
+حوالة الحق في املطالبة بالتعويض ،اختلفت اآلراء حول هذه النقطة ،حول جواز تحويل الحق في املطالبة بالتعويض إلى
الغير والسماح له بممارسة الدعوى املدنية أمام القضاء الجنائي
هناك من يرى إمكانية تخويل املحال له حق ممارسة الدعوى املدنية التابعة وهناك من يرى عدم جواز هذه الحوالة أو
املحاولة أو تحويل هذا الحق ،ﻷنه حسب هذا الرأي فإن هذا اﻷمر قد يؤدي إلى تحريك الدعوى ونحن نعلم بأن الدعوى
العمومية من أجل تحريكها فهي شخصية ومباشرة فيما يتعلق بالجريمة.
+انتقال الحق عن طريق دعوى الحلول محل املتضرر من الجريمة (مثال التأمين)
يتحقق الحلول عندما يؤدي أجنبي عن الجريمة إلى املتضرر منها مباشرة مبلغ التعويض عن الضرر الذي لحقه (هذا تعريف)
عندما يؤدي اﻷجنبي عن الجريمة إلى املتضرر منها مباشرة مبلغ التعويض عن الضرر الذي لحقه ويرجع عن املتسبب في
الضرر.
يحصل الحلول نتيجة سببين
-1نتيجة اتفاق وهذا أمر نادر في الحصول
48
املحاضرة السادسة
الجزء اﻷول:
في إطار تتمة محاضرات قواعد املسطرة الجنائية ،تحدثنا عن أساس الدعوى املدنية التابعة وأركانها اﻷساسية املتمثلة في
الخطأ والضرر والعلقة السببية .فاملقصود بالخطأ هنا هو الجريمة املرتكبة الضرر هو ما يترتب عن هذه الجريمة أما
العلقة السببية فهي العلقة بين الخطأ والضرر.
وقلنا إن الضرر يجب أن تتوفر فيه شروط من ضمنها أن يكون شخصيا وأن يمس بمصلحة مشروعة وأن يكون حقيقيا،
وتحدثنا عن أنواع الضرر طبقا ملقتضيات املادة 7من ق.م.ج ،حيث يجب أن يكون الضرر جسمانيا ،ماديا أو معنويا .ثم
تحدثنا عن موضوع الدعوى املدن ية التابعة والذي يتجسد أساسا في التعويض .وذكرنا املعنى الواسع للتعويض واملعنى
الضيق.
املعنى الواسع :يتضمن مسألة الرد ،أي رد اﻷشياء املنتزعة من صاحبها .وما يقصد به حسب الفصل 106هي إعادة اﻷشياء
أو املبالغ أو اﻷمتعة املنقولة املوضوعة تحت يد أصحاب الحق فيها ،ويمكن للمحكمة أن تحكم بالرد ولو لم يطلبه صاحب
الشأن ،بمعنى أن مقتضيات الفصل 106تتحدث عن الرد الذي تقوم به املحكمة ،وفي مقتضيات أخرى يشير لها الفصل
،107ويتعلق اﻷمر باملبالغ املتحصلة من بيع اﻷشياء أو اﻷمتعة املنقولة التي كان له الحق في استردادها عينا ،اﻷشياء واﻷمتعة
املنقولة التي تحصل عليها بواسطة ما نتج عن الجريمة ،فبالنسبة لهذين املوضوعين نجد أن الرد فيهما مقترن بضرورة تقديم
طلب بهذا الشأن للمحكمة.
ثم تحدثنا عن املصاريف باعتبارها تدخل في إطار الرسوم واملبالغ التي تؤدى للمحكمة أثناء رفع الدعوى أمامها ،فمن بين
اﻷشياء التي تفصل فيها املحكمة هي هذه املصاريف ،وميزنا بين الحاالت التي تحكم فيها بكل الطلبات والحاالت التي يتم فيها
رفض الطلبات وكذا الحاالت التي يحكم فيها ببعض الطلبات .كما تحدثنا عن نشر الحكم وتعليقه وقلنا إنه يدخل في إطار
ما يعرف بالترضية خاصة عندما يتعلق اﻷمر بالضرر املعنوي ،فنشر الحكم يدخل في إطار ترضية املجني عليه.
املعنى الضيق :وهو املقابل العيني أو النقدي الذي يطالب به املدعي املدني عما لحقه مباشرة من ضرر ناتج عن الجريمة،
فحينما نتحدث عن املقابل العين ي فإننا نتحدث عن مبلغ التعويض ،وهذا اﻷخير له مقتضيات وإجراءات خاصة به في ما
يتعلق بالدعوى املدنية التابعة ،ﻷن املطالبة بالتعويض يستلزم توفر شروط شكلية لقبول دعوى املتضرر ،وأنه يبت فيها
القضاء الزجري ،خاصة في الحالة التي ترفع الدعوى املدنية التابعة أمامه ،فمسطرته الخاصة تتجلى في أن مسألة تقديره
من اختصاص قاض ي املوضوع حيث يحدد نوعه ومبلغه في حدود الطلبات ،وتراعى في هذه الطلبات نوع الضرر وجسامته
وجوانبه املادية واملعنوية واﻷخذ بعين االعتبار ما فات املتضرر من كسب وما لحقه من خسارة ،فالسلطة التقديرية تكون
49
بناء على ما ذكرناه اآلن ،غير أنه في ترد عليها بعض االستثناءات كما هو الحال بالنسبة لحوادث الشغل وحوادث السير .كما
أنه يمكن لألفراد تحديد م بلغ التعويض باتفاق بينهم ،وقاض ي املوضوع له كامل الحرية في تقديره وغير ملزم ببيان اﻷسباب
التي اعتمدها في هذا التقرير ،في حين أن محكمة االستئناف عندما تقض ي بتعديل التعويضات تكون ملزمة بالتعليل.
ثم بعد ذلك تحدثنا عن اﻷطراف ،واﻷهلية والشروط الواجب توفرها في طالب التعويض ،وتحدثنا عن أهلية التقاض ي
واملصلحة ،وميزنا بين الحالة التي يكون فيها املدعي شخصا طبيعيا والحالة التي يكون فيها شخصا معنويا ،ثم تطرقنا للحديث
عن الحالة التي تنتقل فيها صفة التقاض ي إلى الخلف العام أو الخلف الخاص وأخيرا توقفنا عند الطرف املدعى عليه.
الطرف املدعى عليه :املقصود به الطرف الذي نرفع ضده الدعوى ،فهي ترفع في مواجهة مرتكب الجريمة سواء كان الفاعل
أصلي أو مساهم أو مشارك وضد ورثة هؤالء وضد املسؤول عن الحقوق املدنية.
ما تجدر اإلشارة إليه هو أن املشرع تحدث عن هؤالء اﻷشخاص وأغفل الحديث عن ورثة املسؤول عن الحقوق املدنية ،وقد
أوجب املشرع إدخال بعض اﻷشخاص في الدعوى كشركة التأمين والوكيل القضائي للمملكة.
مرتكب الجريمة :هو الذي ينفذها بنفسه بحيث تتوفر له كافة أركانها ،ويعتبر املسؤول اﻷول ،إلى جانبه نتحدث عن املساهم
ونعود ملقتضيات الفصل .128واملشارك هو من قام بأحد اﻷعمال املنصوص عليها في الفصل ،129ثم أجاز املشرع للمتضرر
من جريمة ارتكبها حدث ،مطالبته بالتعويض شريطة إدخال ممثله القانوني طبقا للمادتين 464و 465ق.م.ج .واملدعي املدني
ليس له الحق في تحريك الدعوى العمومية في مواجهة الحدث ،ونجد أن هذا اﻷمر جعله املشرع مقتصرا على النيابة العامة
طبقا للمادة ،463فإذا تدخل املتضرر من الجريمة كمطالب بالحق املدني وكانت القضية تهم رشداء وأحداث ،ففي هذه
الحالة وجب فصل قضية هؤالء في شقها الجنائي لتكوين ملف خاص يحال على قاض ي اﻷحداث للنظر في الدعوى العمومية
املوجهة ضدهم .وتبقى املطالب املدنية املوجهة ضدهم من اختصاص الهيئة الزجرية التي تحاكم الرشداء دون حضور
اﻷحداث للمناقشات.
ويمكن أن يؤجل البث في الدعوى املدنية إلى أن يتم البث نهائيا في حق اﻷحداث حسب املادة .465
ورثة املتهم :إذا توفي املتهم وكانت املحكمة الزجرية تنظر في الدعويين معا العمومية واملدنية ،جاز للمطالب بالحق املدني
مواصلة الدعوى في مواجهة الورثة ،ﻷن سقوط الدعوى العمومية بموت املتهم ال يحول دون بقاء الدعوى املدنية التابعة
من اختصاص القضاء الزجري حسب املادة 12ق.م.ج وتتم مقاضاة الورثة بإدخالهم في الدعوى.
لكن إذا توفي املتهم قبل رفع الدعوى أو خللها ولم يبادر املطالب بالحق املدني إلى إقامة الدعوى املدنية خلل حياته تسقط
الدعوى العمومية ويظل للمتضرر فقط حق رفع الدعوى املدنية أمام القضاء املدني املختص في مواجهة الورثة ،يسأل هؤالء
في حدود ما انتقل إليهم من التركة دون أن يلزم أحد بدفع ديونها من ماله الخاص .ففي الحالة التي تحكم فيها املحكمة بمبلغ
يتجاوز الذمة املالية للمتهم ،فهنا ال يتحمل أي شخص من ذويه نيابة عنه ،بل يؤدى املبلغ من املال الذي يشكل الذمة املالية
50
للمتهم فقط .وعليه ترفع الدعوى ضد املصفي باعتباره يمثل التركة أو في مواجهة جميع الورثة .فمسؤولية املورث شخصية
تنحصر في حدود ذمته املالية حسب الفصل 105ق.ل.ع.
املسؤول املدني :أكدت املادة 8ق.م.ج أن املسؤولية املدنية أمام املحاكم الجنائية تقام في مواجهة املسؤول عن الحقوق
املدنية ،واملسؤول الذي يعتبر متضمنا مع املتهم .في حين أن تعويض الضرر الناتج عن خطأ الجاني يطبق بشأنه الفصل 85
ق.ل.ع واملادتين 7و 8من ق.م.ج
عدد الفصل 85ق.ل.ع اﻷشخاص الذين يدخلون في حكم املسؤول املدني :اﻷب فاﻷم بعد موته ،واملخدومون ،وأرباب
الحرف ،كما يسأل اﻷب واﻷم وغيرهما من اﻷقارب واﻷزواج عن اﻷضرار التي يحدثها املجانين وغيرهم من مختلي العقل إذا
كانوا يسكنون معهم ولو كانوا بالغين سن الرشد .وترتبط مسؤولية هؤالء بالخطأ الجنائي الذي يرتكبه املتهم ويحدث الضرر
والذي على أساسه يتم إدخالهم في الدعوى املدنية التابعة ،تنتج مسؤوليتهم عن الخطأ الذي ارتكبه املتهم وليس عن أخطائهم
الشخصية ،وبالتالي ال تقوم مسؤولية هؤالء إال إذا تبثث إدانة املتهم عن الجريمة محل املتابعة الجنائية ،وهنا تنحصر
مسؤولية املسؤول املدني في حدود الدعوى املدنية املرتبطة بالعدوى العمومية ،يدخل بصفته مسؤوال عن التعويض.
ورثة املسؤول املدني :املادة 8من ق.م.ج جاءت صريحة واكتفت باإلشارة إلى ورثة الفاعل اﻷصلي واملشارك واملساهم عند
تعدادها لألشخاص الذين توجه ضدهم املطالب املدنية دون اإلشارة إلى ورثة املسؤول املدني.
يمكن تفسير هذا املقتض ى من خلل اتجاهين:
اﻷول :يرى أن استبعاد املشرع لورثة املسؤول املدني يتماش ى مع التفسير الحرفي للمادة 8من ق.م.ج.
الثاني :يرى إمكانية إدخالهم عند وفاته وال فرق بينهم وبين ورثة املتهم استنادا للمادة 105ق.ل.ع وهذا االتجاه صائب ﻷنه
سكوت املادة 8من ق.م.ج ال يحول دون تطبيق الفصل 105من ق.ل.ع إال إذا كان املسؤول املدني من أشخاص القانون
العام (الدولة ،املرافق العامة املتمتعة بالشخصية املعنوية ،الجماعات الترابية) فل يجوز املطالبة بالتعويض أمام املحاكم
الزجرية إال إذا كان الضرر تسببت فيه وسيلة من وسائل النقل اململوكة للدولة بغض النظر عما إذا كان السائق موظفا
عموميا أم ال.
هناك مقتضيات متعلقة بحالة مقاضاة الشخص املعنوي العام أمام القضاء الجنائي بحيث أنه في هذه الحالة يجب تقديم
املطالب املدنية في مواجهته وفق ترتيب معين بحيث أن املطالب املدنية تقدم في شخص من يمثله ،وهذا ماورد في املادة .515
مثال :الدولة في شخص الوزير اﻷول وله تكليف املختص عند االقتضاء ،فاملطالبة ستكون للدولة ضد من رفع الدعوى فيتم
تقديم املطالب في شخص الوزير اﻷول وله أن يكلف شخصا آخر مختص عند االقتضاء
الخزينة العامة في شخص الخازن العام
املؤسسة العمومية في شخص ممثلها القانوني
51
الجماعات املحلية في شخص العامل بالنسبة للعماالت وفي شخص رئيس املجلس القروي أو البلدي بالنسبة للجماعات
إشعار الوكيل القضائي للمملكة ،وهنا نعود ملقتضيات املادة 351ق.م.ج التي تنص على أنه " إذا أقيمت الدعوى املدنية
ضد قاض ي أو موظف عمومي أو عون تابع للسلطة أو القوة العمومية وتبين احتمال قيام مسؤولية الدولة عن أعمال تابعها
فإنه يتعين على املحكمة إشعار الوكيل القضائي للمملكة وفقا للشكل املنصوص عليه في الفصول 37و 38و 39من ق.م.ج.
واملادة 3من ق.م.ج أقرت نفس اﻷمر في الفقرة اﻷخيرة بقولها "إذا أقيمت الدعوى العمومية في حق قاض ي أو موظف عمومي
أو عون أو مأمور سلطة أو قوة عمومية فتبلغ إقامتها إلى الوكيل القضائي للمملكة".
ُ
وتلزم املادة 37النيابة العامة بإشعار الوكيل القضائي وإشعار اإلدارة التي ينتمي لها املوظف .ونفس اﻷمر تنص عليه املادة
95في فقرتها اﻷخيرة وهي إشعار قاض ي التحقيق الوكيل القضائي بالعدوى التي يقيمها املطالب بالحق املدني .والغاية من
هذا اإلشعار هم تمكين الوكيل القضائي للدولة من تقديم الطلبات الهادفة للدفاع عن املصالح املالية للدولة وتتبع القضايا
التي يمكن أن تؤدي إلى الحكم على الدولة بأداء مبالغ مآليه .فمهمتها إذن هي رصد هذه القضايا للتعرف على مقدار النفقات
التي يمكن أن تتحملها الخزينة عند إحلل الدولة محل املوظف املتسبب في الضرر.
في الحالة التي يكون فيها مرتكب الحادث مؤمنا عن مسؤوليته املدنية ،وجب على املتضرر إدخال شركة التأمين في الدعوى
املدنية التابعة لتحل محل املؤمن له في أداء التعويض استنادا لعقد التأمين ،واإلدخال هنا يكون إلزاميا يتحمله املؤمن
واملؤمن له.
انقضاء الدعوى املدنية التابعة:
-1التقادم:
من بين اﻷسباب التي تنقض ي بها هي التقادم ،وهذا ما نجد الفصل 106ينص عليه "إن دعوى التعويض من جراء جريمة أو
شبه جريمة تتقدم بمض ي خمس سنوات تبتدئ من الوقت الذي يبلغ فيه إلى علم الفريق املتضرر ومن هو مسؤول عنه،
وتتقادم في جميع اﻷحوال بمض ي 20سنة تبتدئ من وقت حدوث الضرر" بمعنى أن التقادم فيما يتعلق بالدعوى املدنية
التابعة له أمدين:
أمد قصير يتمثل في 5سنوات ،تبتدئ من اليوم املوالي لليوم الذي يبلغ إلى علم املتضرر وكذا منذ العلم باملسؤول عن الضرر.
أمد طويل يتحدد في 20سنة تبتدئ من اليوم املوالي لحدوث الضرر (أثر الجريمة) مثل عاهة.
ما تجدر اإلشارة إليه هو أن التقادم ليس من متعلقات النظام العام ،ومعنى هذا أن املحكمة ال تثيره من تلقاء نفسها بل
يتمسك به صاحب املصلحة ويطالب بإعماله ،فإذا طالب بإعماله قضت املحكمة بسقوط الدعوى ،إذا لم يفعل امتنعت
املحكمة على التصريح بقيامه ورفضت الدعوى تبعا لذلك.
52
أسباب وقف وقطع التقادم :فهناك أسباب توقف التقادم ملدة وبعد ذلك نقوم بتتمة احتساب املدة ،وأسباب تقطع
التقادم ،فحين تتوفر يتم اقتطاع تلك املدة من اﻷجل املحدد قانونا .أسباب الوقف تكون لها علقة بالدائن وتتجلى في الحالة
التي يكون مرتبطا بالذين بعلقة زوجية أو بنوة أو أمومة أو والية شرعية ،وكذلك يوقف لفائدة القاصرين وفاقدي اﻷهلية
ولفائدة املفقود أو الغائب.
أسباب القطع هي إقرار املدين بالذين صراحة أو ضمنا ،ومطالبة الدائن ملدينه بحقه.
:2أسباب أخرى
أ-ترك الدعوى املدنية :تشير املادة 13لهذا اﻷمر بقولها " يمكن للطرف املتضرر أن يتخلى عن دعواه أو يصالح بشأنها أو
يتنازل عنها دون أن يترتب عن ذلك انقطاع سير الدعوى العمومية أو توقفها" فهذه اإلجراءات تعني فقط الدعوى املدنية
التابعة ،بحيث ال تدخل في نفس املعنى الذي تشير له املادة 4املتعلقة بأسباب سقوط الدعوى العمومية.
الجزء الثاني:
الدعوى املدنية التابعة ،ال تتضمن او ال تشير او ال تدخل في نفس املعنى الذي تشير له املادة 4واملتعلق بأسباب سقوط
الدعوى العمومية .إذن هنا نتحدث عن انقضاء الدعوى املدنية التابعة ،وبالتالي هناك املصالحة كسبب من اﻷسباب التي
يترتب عنها انقضاء الدعوى املدنية ،ما معناه إنهاء النزاع بطرق ودية ،ويعتد فقط بتلك التي تقع بعد إقامة الدعوى (بمعنى
أن تتم املصالحة بعد إقامة الدعوى).
ثم هناك التنازل ما يقصد به هو أنه نوع من اإلبراء ،بالتالي هو قد يكون طواعية عن الدعوى املعروضة أمام القضاء
الجنائي ،وهو جائز خلل مراحل التقاض ي الى غاية إغلق باب املرافعة ،وحينما نتحدث عن باب املرافعات بمعنى أنه يمكن
القيام به في أي مرحلة من هاته املراحل إلى حين إغلق باب املرافعات ،حينما نتحدث عن إغلق باب املرافعات بمعنى قام
قضاء الحكم بكل ما من شأنه ان يقوم به وهو في انتظار املرحلة اﻷخيرة التي هي إصدار الحكم او القرار ،ثم ان هذا التنازل
يمكن ان يكون صريحا أو ضمنيا.
ماهي األثاراملترتبة عنه؟
هي أنه ينهي الدعوى املدنية التابعة دون الدعوى العمومية إال في حالة ضرورة توفر الشكاية ،وهذه الشكاية هنا تعتبر قيدا
من قيود املتابعة كما سبق قوله ،قد يترتب عنه استثناء وقف سير الدعوى العمومية طبقا ملقتضيات املادة 372وهنا نحيل
على املادة 41من ق.م.ج .للشارة فهذا التنازل ال يحول دون الحكم على صاحبه بالصوائر املؤداة قبل التنازل ،يعني انه
يكون ملزما بأداء الصوائر ويعفى فقط من التي أداها بعد التنازل ،بمعنى قبل التنازل يؤدي بعض املصاريف ،وبعد التنازل
يلزمه ان يؤدي مصاريف ،إذن فاملصاريف املؤدات سابقا تبقى أما ما يجب أن تؤدى من بعد التنازل يعفى منها ،ويمنع إثارة
53
الدعوى مرة أخرى في نفس القضية ،بمعنى أن التنازل هو إنهاء ﻷن فيه إبراء ،واالبراء له اثاره ( واإلبراء قد سبق دراسته
كسبب من أسباب انقضاء االلتزام ).
ثم هناك النوع الثالث من اﻷسباب التي تشكل لنا تركا للدعوى وهو التخلي ،الذي هو صورة من صور التنازل ،لكن هو تنازل
ضمني معناه إهمال املدعي متابعة إجراءات الدعوى عن طريق مثل :عدم حضور الجلسات ،وهذا ما أشار إليه املشرع في
املادة 13دون أن يبين شكله أو أن يقوم بالتعريف به ،فقد تكلم لنا عن التخلي لكن لم يبين لنا ال الشكل الذي يمكن أن
يتخذه وال أن يعطي تعريفا مخصصا لهذا اﻷمر.
نعود دائما لنؤكد أن أسباب انقضاء الدعوى املدنية التابعة ،تكلمنا على التقادم ،وعلى اﻷسباب اﻷخرى التي من بينها ترك
الدعوى التي تتجسد في ثلث صور :املصالحة ،التنازل ،التخلي طبقا ملقتضيات املادة 13من ق.م.ج.
ثم هناك جزء أو شطر آخر واملتعلق بالحكم الحائزلقوة الش يء املقض ي به فهو سبب النقضاء الدعوى سواء صدر عن
القاض ي الجنائي في الدعوى املدنية التابعة أو عن القاض ي املدني في الدعوى املدنية اﻷصلية ،الحكم ،فبمجرد أن يصدر
هذا الحكم تنقض ي به الدعوى املدنية التابعة ،ويشترط فيه- :أن يفصل في جوهر الطلبات- .أن يفصل في موضوع
التعويض طبقا للفصل 451من ظهير االلتزامات والعقود.
الدفع به ما هو؟
الحكم الحائز لقوة الش يء املقض ي به ،الدفع به ليس من النظام العام ال يثيره القاض ي من تلقاء نفسه بل يجب أن يتمسك
به صاحب املصلحة وفقا ملقتضيات الفصل .452هذا كل ما يتعلق بالدعوى املدنية التابعة.
واآلن بعد أن تعرفنا على الدعوى العمومية ثم على الدعوى املدنية التابعة ،ننتقل الى الحديث عن السلطات املكلفة
بالتحري عن الجرائم والتثبت من ارتكابها (من هي؟) .وكملحظة هو أننا تحدثنا عن املوضوع اﻷساس ي وهو الدعوى
العمومية وتحدثنا عن الدعوى التي يمكن ان تشكل جزءا من الدعوى العمومية التي هي الدعوى املدنية التابعة والتي تكون
تابعة للدعوى املدنية .بالتالي فقد عرفنا املوضوع العام ثم اآلن ننتقل الى التعريف باﻷشخاص الذي من شأن اﻷعمال التي
يقومون بها أن نصل إلى ما تحدثنا عنه وهو الدعوى املدنية التابعة والدعوى العمومية.
من هي السلطات املكلفة بالتحري عن الجرائم والتثبت بها؟
ال يمكن الحديث ال على دعوى مدنية تابعة وال عن دعوى عمومية إذا لم يتم التحري عن وجود هاته الجرائم ولم يتم التثبت
من ارتكاب هاته الجرائم ،وهنا ننتقل للحديث عن البحث التمهيدي ،بحيث يشكل البحث التمهيدي مرحلة هامة بالنسبة
لحقوق املشتبه فيه ،بالنظر لحق الدولة في العقاب ،وهذا البحث التمهيدي يشكل مرحلة أولية إلبراز الحقيقة والتمهيد
للمحاكمة.
54
من يتولى البحث التمهيدي؟
تتواله الشرطة القضائية املشار لها في القسم املعنون بالقسم الثاني من الكتاب االول كعنوان "التحري عن الجرائم
ومعاينتها" ،لم يتم وضع تعريف خاص به ونجد أن املشرع اكتفى بتحديد محتوياته أثناء حديثه عن مهام ضباط الشرطة
القضائية في املادة 18ق .م .ج ،والتثبت من وقوع الجريمة يتم عن طريق جمع اﻷدلة عنها والبحث عن مرتكبيها ،عرفه البعض
بأنه "مجموع التحريات التي يقوم بها رجال الشرطة القضائية للتأكد من وقوع الجريمة وجمع اﻷدلة عنها وعن اﻷشخاص
املشتبه في نسبة الجريمة لهم ،وبالتالي يشكل مرحلة سابقة عن التحقيق واملحاكمة" ،هذا التعريف لم يشر لطبيعة البحث
التمهيدي التي قد تساعد في تمييزه عن ما قد يبدو مشابها له كالتحقيق اإلعدادي أو النهائي .كما عرفه البعض اآلخر بكونه
هو" مجموع التحريات التي يقوم بها ضباط الشرطة القضائية والتي يكون الغاية منها التأكد من حدوث الجريمة وجمع اﻷدلة
والبحث عن مرتكبيها".
>--من خلل هاذين التعريفين فالبحث التمهيدي له معنى واسع وهو العنوان الذي ضمن في قواعد املسطرة الجنائية
"إجراءات البحث" ،وله معنى ضيق ينحصر في التحريات التي يقوم بها ضابط الشرطة القضائية خارج حالة التلبس ،فهو
إذن مرحلة أولية تسبق التحقيق اإلعدادي واملحاكمة ،فما هي طبيعته؟ وما هي خصائصه؟
طبيعة البحث التمهيدي :تبرز من خلل خصائصه مقارنة مع ما قد يتشابه أو يشابهه فهو يلتبس بالتحقيق اإلعدادي
الذي قد يشابهه لحد ما ،هذا التحقيق اإلعدادي هو في اﻷصل موكول لقاض ي التحقيق ولضابط الشرطة القضائية في
حالة اإلنابة القضائية .وبالتالي إن هذا التحقيق اإلعدادي الذي يقوم به قاض ي التحقيق وضابط الشرطة القضائية في حالة
اإلنابة القضائية ،يعتبر مرحلة قضائية يقوم خللها قاض ي التحقيق بإجراءات وتحريات لتمحيص اﻷدلة .يعني اﻷدلة تكون
بين يديه ال يبحث عن اﻷدلة .أما البحث التمهيدي فنتحدث عن جمع اﻷدلة ،وأمام قضاء التحقيق نتحدث عن تمحيص
اﻷدلة ،اﻷدلة بين يديه يقوم بتمحيصها ،فهو مرحلة وسطى بين البحث التمهيدي واملحاكمة فهنا نتحدث عن التحقيق ،في
حين أن البحث التمهيدي هو مرحلة غير قضائية يقوم به ضابط الشرطة القضائية ،هو فقط مرحلة تمهيدية للجراءات
اللحقة ،أهم ما يتميز به هو السرية والكتابة والتفتيش الذي يستند عليه ،فاملشرع أكد على سرية البحث التمهيدي في
املادة 15/1ويؤكد على كثمان السر املنهي في املادة ،15/2والكتابة تتجلى في كونه أوجب ضرورة تدوين أبحاث الشرطة في
محاضر وهاته املحاضر تكون مصحوبة بوثائق ومستندات متعلقة بها ،مع وضع اﻷشياء املحجوزة رهن إشارة وكيل امللك أو
الوكيل العام للملك وتوجيه تلك املحاضر عند االنتهاء منها إلى النيابة العامة لتقرر بشأنها إما املتابعة أو الحفض ،بمعنى أن
في مرحلة البحث التمهيدي يتم إنجاز محاضر من طرف ضباط الشرطة القضائية .
هل يبثون في تلك املحاضر؟
الجواب ،ال يبثون ،إذ يتم إحالتها على النيابة العامة هي التي لها أن تقرر إما املتابعة وإما الحفظ ،بحيث تشكل املحاضر
الوعاء الكتابي الذي يجسد مختلف أعمال ضباط الشرطة القضائية.
55
مصطلح املحضر ،يعرف ب Procès verbalظهر في القرن 15بفرنسا حيث كان اﻷعوان ،كما يسمى ب Procès verbalﻷن
اﻷعوان املكلفون بالبحث الجنائي آن ذاك كانوا ال يحسنون ال القراءة وال الكتابة فكانوا يعتمدون على ذاكرتهم عوض الكتابة
فيقومون بسرد نتائج أبحاثهم ومعايناتهم شفويا أمام القضاة ،ورغم اندثار هذا العرض الشفوي وحلول الكتابة محله ظل
مصطلحا مستعمل حتى وقتنا الحاضر.
عرفت املادة 24من قواعد املسطرة الجنائية املحضر بكونه " وثيقة مكتوبة يحررها ضابط الشرطة القضائية أثناء ممارسته
ملهامه ويضمنها ما عاينه أو ما تلقاه من تصريحات أو ما قام به من عمليات ترجع الختصاصه" ،بمعنى انطلقا من هذه املادة،
فكل اﻷعمال التي يقوم بها ضابط الشرطة القضائية يجب أن يتم تدوينها كتابيا ،وحين يتم تدوينها ،الوثيقة التي تدون فيها
تسمى محضرا ،هذا التعريف لم يشر إلى أن إنجاز هذا املحضر يكون تحت إشراف قضائي تمثله النيابة العامة ،لدى جاء
في تعريف بعض الفقه بكونه "وثيقة مكتوبة من طرف ضابط شرطة قضائية أو عون مؤهل بمقتض ى قانون ملعاينة تنفيذ
عمل من أعمال البحث الذي يدخل اختصاصه تحت مراقبة السلطات القضائية".
واآلن سوف نميز بين مصطلح محضر وتقرير:
التقرير هو وسيلة إخبار كتابي أو شفوي يتواله ضابط الشرطة القضائية أو أحد أعوانها ويتم توجيهه الى سلطة إدارية أو
قضائية ،قصد إشعارها بوقائع بلغت إلى علمه أو قام بمعاينتها أو إلبداء طلب أو ملحظة أو لتحليل وضعية.
في حين أن املحضر يعد وسيلة قانونية إلثبات اﻷبحاث والتحريات املتعلقة بالجريمة وال يمكن إنجازه سوى من طرف ضابط
الشرطة القضائية وال يمكن أن يكون إال مكتوبا ،وهو مقيد بشروط شكلية خاصة تجعل منه وثيقة رسمية صالحة في
اإلثبات ،بينما التقرير ال يخضع لهذه الشكلية مع العلم أن التقرير قد يكون من مرفقات مسطرة البحث ،بحيث يتم تحريره
أثناء سريانها بقصد نقل خبر معين إلى الجهة القضائية أو التماس طلبات منها مثل :طلب تنصت هاتفي أو طلب االستماع
إلى أحد اﻷشخاص باستعمال تقنية حجب الهوية من أجل حماية الشهود واملبلغين .في الغالب تكون املحاضر املنجزة من
طرف ضباط الشرطة القضائية مرفقة بتقرير مصاحب يسمى بالتقرير الجامع "تلخص فيه" .ويتم تحليل اﻷفعال املدونة
في املسطرة بحيث تعطي للقاض ي نظرة سريعة حول القضية ،بينما محاضر الدرك تكون مصحوبة ومرفقة بتقارير اإلحالة،
ويشكل الوثيقة اﻷولى في املسطرة املتعلقة بالتوجيه دون أن تؤثر على مضمونها متى فقدت أو لم توجد ،بمعنى تلك الوثائق
ال يكون لها تأثير ،وهي تقنية ال يستعملها رجال الشرطة إال في قضايا بسيطة وغير معقدة ،وفي هذا اﻷمر نجد أن املشرع
استعمل في بعض القوانين الخاصة مصطلح تقارير وقصد بها محاضر شرطة قضائية ،مثل الظهير املتعلق باملحافظة على
الغابات واستغللها الصادر في ،1917والقانون املتعلق بالصيد في املياه اإلقليمية الصادر في 1922استعمل مصطلح
تقارير ،لعل هذا ما يفسر ما أورده املشرع في املادة 290من ق.م.ج التي جمع فيها بينهما ،بين املحاضر والتقارير ،بقول
"املحاضر والتقارير التي يحررها ضباط الشرطة القضائية بشأن التثبت من الجنح واملخالفات يوثق بمضمونها إلى أن يثبت
العكس بأي وسيلة من وسائل اإلثبات" ،يعني أن املشرع أعطاها صفة الثقة ،لكن يجب اإلشارة إلى أن أهم ما يميز املحاضر
56
هو أنه يوثق في مضمونها وتكتسب قيمتها في اإلثبات ،في حين أن التقارير ال تعدوا أن تكون مجرد أخبار أو طلب يرفع للرؤساء
اإلداريين أو القضائيين ،ولعل ما جاء في املادة 290يعتبر مجرد عدم دقة في الصياغة ،وسنتحدث عن وجوب التدوين املشار
إليه في املادة 23من قواعد املسطرة الجنائية عند الحديث في النقطة املوالية .
البحث التمهيدي يتجسد في التحريات التي يقوم بها هذا الجهاز (ضباط الشرطة القضائية) وهنا نميز بين نوعين من
التحريات هناك تحريات في األحوال العادية ثم التحريات في حاالت التلبس .فقبل أن نشرع في الحديث عن ماهية
خصوصية هذه التحريات وكيف يتم القيام بها نقف عن أصناف ضباط الشرطة القضائية ،فحسب املادة 19من ق.م.ج
يتم تقسيم أعضاء ضباط الشرطة القضائية إلى 4أصناف بحيث نجد أن املشرع ميز بين الضباط السامون والضباط غير
السامين .مع ملحظة أن هناك مصطلحات لم يشر إليها املشرع بشكل واضح وهذا ما سيتضح لنا من خلل قراءة املادة ،19
فضباط الشرطة القضائية السامون حصرهم املشرع في الوكيل العام للملك ونوابه ووكيل امللك لدى املحكمة االبتدائية،
فاملادة 19تعطينا هذا التصنيف واملادة كاآلتي" :تضم الشرطة القضائية باإلضافة إلى الوكيل العام للملك ووكيل امللك
ونوابهما وقاض ي التحقيق بوصفهم ضباطا سامين للشرطة القضائية" ،وهذه الصفة نلحظ أنها خاصة باملنتمين للهيئة
القضائية دون غيرهم من أعضاء الشرطة القضائية أو املوظفين واﻷعوان املكلفين ببعض مهام الشرطة القضائية.
وبمقتض ى املادة 1/40من الظهير املتعلق بالقضاء العسكري الصادر بتاريخ 10دجنبر 2014نجد أنه صار الوكيل العام
للملك لدى املحكمة العسكرية ونوابه ووكيل امللك ونوابه وقاض ي التحقيق العسكري من الضباط السامين للشرطة
القضائية ،في حين ال يعد الوكيل العام للمك لدى محكمة النقض ومساعدوه من محامين عامين ضباطا سامين للشرطة
القضائية ﻷن النص لم يشملهم ،فالنص يتحدث فقط عن الوكيل العام للملك ووكيل امللك ونوابهما وقاض ي التحقيق،
بحيث انه بالرغم من إسناد رئاسة النيابة العامة إلى الوكيل العام للملك لدى محكمة النقض نجد أن املشرع حسب ما
يتضح من املادة 19أنه لم يمنحه هاته الصفة .وهنا يبقى السؤال؟ فاملشرع حدد مهام هؤالء في اإلشراف على البحث وتسيير
أعمال ضباط الشرطة القضائية العاديون باعتبار أنهم يملكون كافة الصلحيات املخولة لهم ،ولهم حق توجيه تعليمات
لضباط الشرطة العاديون ،وهم ملزمون بتنفيذها .وكإشارة ،لهم أن يتولوا بأنفسهم القيام بأعمال البحث التمهيدي ،لكن
عمليا قلما يقومون بذلك نظرا لتعدد املهام إلى غير ذلك ،ثم أنه في هاته الحالة يتم تفويض هذا اﻷمر لضباط الشرطة
العاديون بسبب انشغالهم بوظائفهم القضائية.
باقي ضباط الشرطة يعتبرون ضباطا غير سامين وهذا هو املصطلح املستعمل من قبل املشرع ،فقد حدد الضباط
السامون ولم يشر ﻷي نعث آخر ،فبالتالي ليس لهؤالء من يأتي بعد الوكلء العامون ووكلء امللك ونوابهم وقاض ي التحقيق
يعتبرون ضباط شرطة بحيث ليست لهم صفة ضابط سامي وحسب املادة 20نجد أنه يحمل صفة ضابط شرطة املوظفون
التابعون للدارة العامة لألمن الوطني وهم املدير العام لألمن الوطني ووالة اﻷمن واملراقبون العامون للشرطة وعمداء
الشرطة وضباطها ،مفتش ي الشرطة التابعين لألمن الوطني ممن قضوا على اﻷقل 3سنوات بهذه الصفة وعينوا بقرار مشترك
صادر من وزير العدل ووزير الداخلية .ثم هناك املوظفون التابعون للدرك امللكي وهم ضباط الدرك وذووا الرتب ،والدركيين
57
الذين قضوا ثلث سنوات من الخدمة بالدرك امللكي وعينوا اسميا بقرار مشترك من وزير العدل والسلطة الحكومية املكلفة
بالدفاع الوطني.
ماذا نقصد بضابط الدرك امللكي؟ هو ملزم أول.
ماذا نقصد بذوي الرتبة؟ هي كل من على رتبته عن رقيب ﻷنها (رقيب)إذن رتبة ،عند حصول الدركي على رتبة أعلى كرقيب
أول أصبح ذا رتبة تخول له صفة ضابط شرطة ،الدركي هو من صفة رقيب إذا تولى قيادة فرقة أو مركز للدرك امللكي في
هاته الحالة يصبح ضابط شرطة طيلة فترة القيادة .هنا الصفة مرتبطة باملهمة املسندة إليه .الدركي العادي تخول له صفة
ضابط شرطة إذا عين اسميا بقرار مشترك لوزير العدل والجهات املكلفة بالدفاع الوطني شريطة قضاء 3سنوات على االقل
في ممارسة مهامه.
املوظفون املنتمون للسلطة محلية نقصد بهم القياد والباشوات يمثلون هؤالء السلطات املحلية ويخضعون إداريا لوزارة
الداخلية.
ما هي املهام املسندة لهؤالء؟ مهامهم هي :مباشرة البحث التمهيدي وفقا للمادة ،18يتجلى في تلقي الشكليات والوشايات،
ممارسة الصلحيات املخولة في حالة التلبس بالجريمة طبقا ملقتضيات املادة ،56لهم حق االستعانة بالقوة العمومية
ملمارسة وتنفيذ مهامهم طبقا ملقتضيات املادة ،21عليهم ممارسة أعمالهم داخل نفوذهم الترابي الخاضع الختصاصهم مع
إمكانية ممارسة هاته املهام في كل أنحاء اململكة في حالة االستعجال ،وبإمكانهم تكليف ضابط آخر بأية دائرة للنيابة عن
الضابط الذي حصل له مانع شريطة إخبار وكيل امللك ،ثم يجوز لهم االستعانة بمترجم أومن يحسن التخاطب مع اﻷصم
أو اﻷبكم شريطة اإلشارة إلى هوية املترجم أو املستعان به في محضر االستماع ،وعليهم تحرير محاضر بما أنجزوه من أعمال
وتحريات ،يتعين عليهم كذلك إخبار النيابة العامة بما يصل إلى علمهم في جنايات وجنح ،عليهم توجيه هذه املحاضر للنيابة
العامة فور االنتهاء من أعمالهم .وترفق هاته املحاضر بنسختين مشهود بمطابقتها لألصل ،وبكل الوثائق واملستندات املتعلقة
بها مع وضع اﻷشياء املحجوزة رهن النيابة العامة ،لكي تكون هاته املحاضر لها صحتها ولكي تكون لها حجيتها يجب أن تشتمل
على البيانات التالية :اإلشارة في املحضر أن ملحررها صفة ضابط شرطة قضائية(املادة ،) 23واسم محرر املحضر ،صفته،
مكان عمله وتوقيعه ،تاريخ وساعة إنجاز اإلجراء (املادة 67ق.م.ج ) ،ثم ذكر هوية الشخص املستمع اليه ،رقم بطاقة
تعريفه عند االقتضاء وتصريحاته واﻷجوبة التي رد بها على ضابط الشرطة القضائية ،إضافة إلى هذا يتعين على ضابط
الشرطة القضائية إشعار املشتبه فيه باﻷفعال املنسوبة إليه ،قراءة املصرح لتصريحاته مع اإلشارة الى ذلك باملحضر وتدوين
االضافات والتغييرات أو امللحظات التي يبديها املصرح أو يشير إلى عدم وجودها بمعنى أنه في الحالة التي يقوم بقراءة هذا
املحضر أو أخد املحضر من قبل املعني باﻷمر وقراءته ،فملحظاته يتم اإلشارة إليها ويتم تدوينها ،بعد ذلك يصادق ضابط
الشرطة القضائية واملصرح على التشطيبات واإلحاالت ،اإلشارة إلى رفض التوقيع أو وضع البصمة أو عدم استطاعتهما مع
58
بيان أسباب ذلك ،يتولى التوقيع على أوراق املحضر املنجز في حالة التلبس فهنا نتحدث عن مقتضيات املادة .69كإشارة هنا
فل ننس ي االختصاص النوعي واملكاني لضابط الشرطة القضائية.
59
املحاضرة السابعة:
الجزء اﻷول:
في إطار محاضرات املتعلقة بمادة املسطرة الجنائية نواصل هذه املحاضرات فبعد أن تطرقنا في الحصة السابقة للجهات
املكلفة بالتحري عن الجرائم والتثبت بارتكابها ،تطرقنا ملن هم اﻷشخاص الذين يمارسون هذه املهام .فمن خلل ما اشارت
له املادة 19فمن يتولى هذه املسألة هم ضباط الشرطة القضائية .حيث نجد أن املشرع ميز الضباط السامون عن باقي
الضباط وذلك من خلل ما ورد في املادة 19حيث حدد أن الضباط السامون ينتمون إلى الهيئة القضائية وفيما عدى هؤالء
فإنهم يشكلون ضباط الشرطة دون أن يربط تصنيفهم بميزة معينة هل هم عاديون أم ليس كذلك فقد أشار من خلل املادة
20إلى الضباط ضباط الشرطة القضائية.
ثم اآلن نتطرق من هم الضباط السامون ،من هم الضباط العاديون وما هي املهام املوكولة لهم.
اآلن نتحدث عمن هم الفئة اﻷخرى وهي أعوان الشرطة القضائية.
حسب املادة 25أعوان الشرطة القضائية هم 3أصناف.
صنف ينتمي الى رجال السلطة املحلية نقصد به الخلفاء الباشوات وخلفاء القياد ،وصنف ينتمي إلى االمن الوطني ونقصد
به موظفو مصالح الشرطة العامة ملن ليس لهم صفة ضابط شرطة قضائية ،وصنف ينتمي للدرك امللكي وللدركين الذين
ليست لهم صفة ضابط الشرطة القضائية.
حسب املادة 26تنحصر مهامهم فيما يلي مساعدة ضباط الشرطة القضائية في مباشرة مهامهم وإخبار رؤسائهم بجميع
الجرائم التي تبلغ إلى علمهم جمع كافة املعلومات املساعدة على العثور على مرتكب هذه الجرائم وفقا ﻷوامر رؤسائهم لنظام
الهيئة التي ينتمون إليها .فدورهم هو مساعدة ضباط الشرطة القضائية في القيام باملهام املوكول إليهم .وبالتالي ال ينتقل
اختصاصهم إلى القيام باملسائل املتعلقة بالبحث التمهيدي وال القيام بمسألة املتعلقة بالتفتيش إلى غير ذلك من املهام التي
تتجسد في القيام بالبحث التمهيدي بمعنى ليس لهم حق في تحرير محاضر وليس لهم الحق في الوضع تحت الحراسة وليس
لهم الحق في تفتيش املنازل فدورهم هو مساعدة ضباط الشرطة القضائية الذين يقومون بهذه املهام.
هناك صنف آخر وهم املوظفون واﻷعوان املكلفون ببعض مهام الشرطة القضائية ونجد هذه الفئة تشير لها املادة 27
بقولها يمارس موظفو أعوان اإلدارات واملرافق العمومية الذين تسند إليهم بعض مهام الشرطة القضائية بموجب نصوص
خاصة هذه املهام حسب الشروط وضمن الحدود املبينة في هذه النصوص.
60
ما تؤكد على هذه املادة أن هناك نصوص خاصة تكلف بعض موظفي اإلدارة وأعوان اإلدارات بممارسة مهام الشرطة
القضائية وإسناد االختصاص لهؤالء ال يلغي االختصاص العام املمنوح لضباط الشرطة القضائية ،علة هذا االستناد هو
البحث عن الفعالية.
يقصد بالفعالية هو أن هؤالء اﻷشخاص الذين تسند لهم هذه املهمة فنظرا لتخصصهم ونظرا لتواجدهم املستمر بهذه
اإلدارات فهم تكون لهم دراية أكثر بهذه اإلدارات وبالتالي مما يساعد في مسألة الردع وهنا نعطي كأمثلة :موظفو الجماعات
املحلية بالنسبة للقضايا املتعلقة بالتعمير ومهندسو املياه والغابات بالنصة للقضايا املتعلقة بالجرائم التي ترتكب في
الغابات والصيد في اﻷنهار ونجد أن في هذا اإلطار أن قواعد املسطرة الجنائية منحتنا كذلك مثال لهؤالء املوظفين فهذا ما
نجده في مقتضيات املادة 28ان للوالي أو للعامل باعتباره ممثل السلطة التنفيذية على صعيد العمالة أو اإلقليم ممارسة
بعض مهام الشرطة القضائية حيث يتولى بنفسه البحث التمهيدي بشأن الجرائم املرتكبة ضد أمن الدولة الخارجي أو
الداخلي بحيث يمكن له أن يأمر ضابط الشرطة القضائية كتابة باإلجراءات الضرورية للتثبت من ارتكاب هذه الجرائم
والضباط الذي يكلف من قبل الوالي أو العامل يجب عليه االمتثال ﻷوامر الوالي أو العامل وإضافة إلى ذلك عليه إخبار ممثل
النيابة العامة بهذا التغيير ،هذه الصلحيات املخولة للوالي أو العامل مقيدة بشروط.
الشرط اﻷول :ان يتعلق اﻷمر بجرائم تمس بأمن الدولة الداخلي أو الخارجي.
الشرط الثاني :هو أن تتوفر حالة االستعجال بمعنى اإلسراع في قيام اﻷبحاث بهدف ضبط اﻷشخاص واﻷدلة التي تستدعي
تدخل الوالي أو العامل.
الشرط الثالث :اال تكون السلطة القضائية قد تدخلت وشرعت في مواصلة البحث في هذه القضية.
الشرط الرابع :إخبار وكيل امللك أو الوكيل العام للملك فورا بذلك وبهذه الشروط تمارس هذه املهام ثم تنتهي بالتخلي عن
القضية لفائدة السلطة القضائية خلل 24ساعة موالية للشروع في املهام مع توجيه جميع الوثائق واﻷشخاص للنيابة
العامة ولهذه اﻷخيرة ان تحيل القضية على الجهة املختصة حسب اﻷحوال وعلى الوالي إخبار النيابة العامة باستعماله لهذا
الحق ،في الحالة التي يعود فيها االختصاص للمحكمة العسكرية فالنيابة العامة تحيل الوثائق على السلطة املكلفة بالدفاع
الوطني وتامر فورا ان اقتض ى اﻷمر ذلك بتقديم اﻷشخاص الذين القي القبض عليهم للسلطة املختصة وهم في حالة اعتقال
وتحت الحراسة.
ثم هناك صنف آخر وهو صنف الضباط املكلفون باﻷحداث هذا الصنف تم إحداثه طبقا ملقتضيات املادة 19وهو صنف
جديد متخصص في شؤون اﻷحداث يمارس مهام وفق االختصاص املخول لقضاء اﻷحداث وينفذ تعليمات النيابة العامة في
هذا الشأن ،وكإشارة ان استحداث هذا الصنف ال ينزع اختصاص ضباط الشرطة القضائية االختصاص العام طبقا
ملقتضيات املادة 20من قواعد املسطرة الجنائية.
61
ثم في هذا اإلطار نتحدث كذلك عما يعرف باالختصاص املكاني حيث ان ضباط الشرطة القضائية يمارسون اختصاصهم
داخل الحدود الجغرافية ،فاملكان الذي يزاولون فيه وظيفتهم اإلدارية قد تكون جماعة قروية دائرة حضارية إقليم عمالة
جهة أو كامل التراب الوطني.
في الحالة التي يتم التعيين في مصلحة مركزية يشمل اختصاصها كامل التراب الوطني االدارة العامة لألمن الوطني قيادة
الدرك امللكي هما االختصاص يعود إلى التراب الوطني ،إذا كان التعيين في مقاطعة معينة االختصاص ال يتجاوز هذه املقاطعة
ويكون االختصاص على كافة التراب الوطني في حالة االستعجال التي سبقت اإلشارة إليها وحالة التلبس ال تقتض ي فيها اآلجال
بحاالت املشتبه فيه بسرعة أمام الجهة املختصة في هذه الحالة يلزم ضابط الشرطة القضائية باالنتقال خارج مكان عمله
للقيام ببعض اﻷبحاث بطلب من النيابة العامة أو رؤسائه اإلداريين إذا كانت الدائرة الحضرية مقسمة لعدة دوائر ضابط
الشرطة املعين يكون مختصا في كافة الدوائر.
ننتقل للحديث عن مباشرة البحث التمهيدي في اﻷحوال التالية.
الجزء الثاني:
تتمة للموضوع الذي نحن بصدد دراسته اآلن وهو البحث التمهيدي.
بعد تطرقنا إلى اﻷجهزة املكلف بها ضباط الشرطة القضائية في شتى أصنافهم اآلن ننتقل إلى البحث في الوسيلة التي يتم
اعتمادها من أجل القيام بإجراءات البحث التمهيدي ،ونميز بين حالة البحث التمهيدي في اﻷحوال العادية ثم البحث
التمهيدي في حاالت التلبس ،البحث التمهيدي في الحالة العادية هو الذي يجرى خارج حالة التلبس ،ومن خلل الرجوع
لقواعد املسطرة الجنائية نجد أن ضباط الشرطة القضائية يقومون بالبحث التمهيدي إما بصفة تلقائية أو بعد تلقيهم
لشكايات أو وشايات أو بعد تلقي تعليمات من النيابة العامة ،بمعنى هناك تلث طرق يتم القيام بها بالبحث التمهيدي إما
بتلقي شكاية أو وشاية أو بصفة تلقائية أو بعد تلقي تعليمات من النيابة العامة وسوف نتحدث عن كل حالة على حدى،
ففيما يتعلق بتلقي الشكايات والوشايات ،مسألة تلقي الوشايات والشكايات يقوم به ضباط الشرطة القضائية طبقا للمواد
21و 40و 49من قواعد املسطرة الجنائية ،وهنا نميز بين الشكاية والوشاية.
ماذا يقصد بالوشاية؟
هي إجراء في شكل إخبار شفوي أو مكتوب بواسطة الهاتف ،والذي يصدر عن شخص غير متضرر من الجريمة ،بواسطة
هاته الوشاية يتم تبليغ ضابط الشرطة القضائية بوقوع جريمة في مكان ما ،يختلف الدافع إليه فقد يكون دافعا نبيل غايته
خدمة العدالة ومساعدة املجني عليه ،وقد يكون دافعا دنيئا الرغبة في اإليقاع بشخص قصد االنتقام منه.
الواش ي قد يكون شخصا معلوما يكشف عن هويته ،وقد يكون شخصا مجهوال ،وهذا اﻷمر يقتض ي منا التمييز بين أنواع
وأصناف الوشايات ،هناك ما يعرف بالوشاية الواجبة ،وهي تلك الوشاية التي تصدر عن جهة رسمية خول لها القانون
62
بنص قانوني القيام بهذه املهمة ،وهذا ما نجده مثل في مجموعة من املواد مثاله املادة 42بقولها يجب على كل سلطة منتصبة
وعلى كل موظف بلغ إلى علمه أثناء ممارسته ملهامه ارتكاب جريمة أن يخبر بذلك فورا وكيل امللك أو الوكيل العام للملك،
ملحظة بالنسبة لهاته املادة فهي تتحدث لنا عن قاعدة عامة ،يجب على كل سلطة منتصبة وعلى كل موظف بمعنى هنا
هاته الصياغة تحيل على أن املشرع جعل من هاته الوشاية هي التزام واجب وقاعدة آمرة ("يجب «واجب ،قاعدة آمرة بمعنى
يجب على هاته الجهات املشار إليها كل سلطة منتصبة وكل موظف بلغ إلى علمه أثناء ممارسته ملهامه ارتكاب جريمة أن يخبر
بها فورا وكيل امللك أو الوكيل العام للملك) ،فاﻷشخاص والجهات هي ملزمة بقوة القانون ،فكل شخص هو ملزم أثناء
ممارسته ملهامه باإلخبار عن كل ما يقع من جرائم تصل إلى علمه فيجب أن يخبر بها الجهات املعنية ونقصد بها وكيل امللك
أو الوكيل العام للملك ،ثم نجد أن املشرع يعني كمادة بالنسبة ملادة 42نجدان هناك مقتضيات أخرى تدعم هاته املادة
نجدها في أن املشرع قام بتجريم حالة عدم التبليغ ،وهذا ما نجده في مقتضيات الفصل 209الذي يجرم عدم التبليغ عن
الجرائم املاسة بسلمة الدولة وكذلك الفصل 218في فقرته الثامنة يجرم كذلك عدم التبليغ عن جرائم اإلرهابية ،ثم
الفصل 299الذي يعاقب كذلك عن عدم التبليغ عن وقوع جناية أو الشروع فيها ،فبذلك نجد أن املشرع وضع مهمة على
عاتق السلطات واملوظفون أثناء ممارستهم ملهامهم من ضرورة التبليغ على كل ما يصل إليهم من أعمال تمس بأمن واستقرار
املجتمع ،ودعم هذا النص بمقتضيات أخرى تجرم حالة عدم القيام بهاتته املهمة من خلل قوله بعدم التبليغ.
وفي الحالة كتمييز إذا أردنا الجمع ما بين املادة 42والفصول التي أشرنا إليها نجد أن املادة 42تتحدث لنا عن املوظفين وعن
الهيئات املنتصبة هنا بقوة القانون وكمقابل بالنسبة لألشخاص فنجد أن املشرع جرم اﻷفعال والتي تصدر عن أشخاص في
حالة عدم تبليغهم عن الجرائم التي تحدثنا عنها ،التبليغ عن جرائم املاسة بأمن الدولة ،الجرائم اإلرهابية ،التبليغ عن وقوع
جناية أو الشروع فيها.
وكما نجد أن املشرع أوكل لضباط الشرطة القضائية كذلك مهمة اإلخبار عن الجنايات والجنح التي وصلت إلى علمهم من
خلل مقتضيات املادة 23واملادة 57وأوكل لقاض ي التحقيق كذلك تلقي الشكايات والوشايات شريطة إحالتها على النيابة
العامة في املادة 84في فقرتها الرابعة ،هذا فيما يتعلق بالوشاية الواجبة أي التي تصدر عن جهة رسمية.
ثم هناك الوشاية التي تصدر عن جهة غير رسمية وهو ما يعرف بالوشاية العادية أو املستحبة وهذا ما قصده املشرع في
املادة 83بقوله يجب على كل من شاهد ارتكاب جريمة تمس باﻷمن العام أو بحياة شخص أو أمواله أن يبلغ وكيل امللك أو
الوكيل العام للملك أو الشرطة القضائية هذا اﻷمر ،ونجد أن في هاته الحالة لم يرتب املشرع عن اإلخلل بهذا املقتض ي أي
جزاء جعله واجب قاعدة آمرة ولم يرتب عنه أي جزاء ،ﻷن حين نتحدث عن مقتضيات املادة 43نجد أنها تعتبر وشاية
مستحبة ،يعني املشرع استعمل مصطلح يجب على كل من شاهد ارتكاب جريمة ،فهذا الشخص يعتبر كشاهد فيجب عليه
التبليغ عن وقوع هاته الجريمة عن طريق تقديمه لوشاية ودون أن يلزمه أو يعني في حالة عدم القيام بهذا اﻷمر خصوصا في
مقتضيات املادة 43فهذه املادة نجد أنه لم يرتب عن اإلخلل بهذا املقتض ى أي جزاء ،بالطبع أن الغاية من هاته املسألة وهي
63
التبليغ عن الجرائم التي تصل إلى علم اﻷشخاص وإلى علم الهيئات وإلى علم املوظفين ،ثم هناك ما يعرف بالوشاية الكاذبة،
الوشاية الكاذبة نجد أن من أهم ما تتميز به هو أنها تكون الغاية منها هو إبلغ الجهات املعنية بفعل قد ال يكون في اﻷصل قد
أرتكب ولهذا تسمى بالوشاية الكاذبة ولهاته الغاية نجد أن املشرع ألزم املوظفون الجهات التي تتلقى الشكاية والوشاية أن
تقوم بالتحري قبل أن تقوم بأي إجراء ،التحري عما ورد في هاته الوشاية لكي ال يتم املس فيها بحقوق وحرية اﻷشخاص.
وكإشارة أساسية هو أن تظل الوشاية أنها وسيلة تساعد العدالة على ملحقة املجرمين والضرب على أيديهم بالرغم مما قد
ينعت بها صاحبها في بعض اﻷحوال كصفات معينة ،ﻷن في اﻷصل دورها اﻷساس ي أو ما تتضمنه هو تعبير عن التضامن مع
أفراد املجتمع من أجل الحد من اآلثار السلبية للجريمة.
ثم هناك الوسيلة الثانية وهي الشكاية ﻷن قلنا تلقي الوشايات والشكايات ،الشكاية هي إجراء يقوم به املجني عليه خلف
الشكاية ،الشكاية قد يقوم بها غير املتضرر الشكاية هي تصدر عن املجني عليه أو من يقوم مقامه يتقدم بها إلى السلطات
املختصة بواسطتها يعلم بالجريمة التي تعرض لها ،املشرع لم يحدد لها شكل معين فقد تكون شفوية يفض ي بها صاحبها
للجهات املعنية ،وقد تكون مكتوبة يحرر بشأنها محضر يجب أن يتضمن هذا املحضر ما يلي :اﻷحداث والوقائع ،هوية
املشتكى به بذكر اسمه الكامل ،محل إقامته ،أو أوصافه أو اﻷوصاف املميزة له ،يمكن ان تكون الشكاية ضد مجهول ،تتخذ
هنا شكل تظلم من امل جني عليه للجهات املختصة ،املشرع لم يحدد لتقديمها أمدا معينا لكنها تسقط بأسباب سقوط
الدعوى العمومية كالتقادم ،تقدم إما للنيابة العامة أو لضابط الشرطة القضائية أو لقاض ي التحقيق أو الجهة املختصة
التي يحددها القانون ،قد تكون هاته الشكاية عادية أو قد تكون مصحوبة باالدعاء بالحق املدني في هاته الحالة توجه إلى
املحكمة أو لقاض ي التحقيق وتسمى باالدعاء املباشر ،ال تقدم في الحالة التي تكون فيها الشكاية مصحوبة باالدعاء بالحق
املدني هنا ال تقدم لضابط شرطة قضائية ملاذا؟ ﻷنها دعوى والدعوى تقدم فقط أمام القضاء ،أعيد بالنسبة ملا يعرف
باالدعاء املباشر بالحالة التي تكون فيها الشكاية مصحوبة باالدعاء بالحق املدني الذي يتم توجيه هاته الشكايات توجه إما
للمحكمة أو لقاض ي التحقيق ،وال توجه لضابط الشرطة القضائية ملاذا؟ ﻷنها دعوى في هذه الحالة في هذا الصنف في هذه
الصفة هنا تتحول الشكاية إلى دعوى ،وبالتالي فهي ال تقدم إال أمام القضاء ،آنذاك يلزم املطالب بالحق املدني أن يقدم
نفسه مدعيا مدنيا يحدد مبلغ التعويض الذي يطالب به يؤذي الرسوم القضائية تحت طائلة عدم قبول ادعائه املباشر
وهذا سبقت اإلشارة إليه في بعض املعلومات ونحن نتحدث عن الدعوى املدنية التابعة ،هذه الشكاية املصحوبة باالدعاء
املدني يترتب عنها مبدئيا لزوم املتابعة ،ونسطر على مبدئيا ،لزوم املتابعة خلف اﻷمر بالنسبة للشكاية العادية التي تحتفظ
فيها النيابة العامة بسلطة امللئمة بحيث يحق لها تبعا لذلك التصرف في الشكاية أو حفظها إذا لم ترى موجب للمتابعة.
وإذا أردنا املقارنة بين الشكاية والوشاية نجد أن الوشاية يمكن أن تكون ضد مجهول وتقدم من أي كان وفي أحيان معينة
قد تكون مرتبطة بسوء النية ،في حين أن حين نتحدث عن شكاية نجد أنها في اﻷصل تتضمن إفصاح بمتابعة الجاني وبالتالي
تقتض ي تعيين هذا الجاني فإذا لم يتم تعيينه وتم العثور عليه في هاته الحالة ال تحرك بشأنه املتابعة إال بشكاية جديدة،
تقدم من طرف شخص كامل اﻷهلية أو من له الحق في أن يقدمها،
64
وهنا كإشارة وجود هذا النوع من الشكاية ﻷن قلنا فيها إفصاح بمتابعة الجاني بحيث هنا يمكن أن نتذكر ما قلناه فيما يتعلق
بقيود املتابعة ﻷن في بعض الحاالت نجد أن املشرع نهج مسألة جعل أن الشكاية هي عنصر وقيد من قيود املتابعة بحيث أنه
ال يقوم باملتابعة إال إذا وجدت هاته الشكاية.
كخلصة يمكن أن نصل إليها هو أن الشكاية والوشاية كلهما وسيلة ملساعدة العدالة على الكشف عن الجرائم بالرغم من
عدم اللجوء إليها في كثير من الحاالت مثل في حالة ضآلة الضرر ،في حالة الحفاظ على أسرار املجني عليه كما هو الحال مثل
في فيما يتعلق بالجرائم املتعلقة بزنا املحارم ،الخوف من بطش الجاني ،الرغبة في الحفاظ على السمعة أو وجود قرابة بين
الجاني واملجني عليه ،بالتالي هي وسيلة فعالة لكن في حالة معينة قد ال يتم التبليغ عن وجود جرائم معينة نظرا لألسباب
التي تطرقنا لها اآلن.
ما هي املهام التي يقوم بها ضباط الشرطة القضائية؟ مثل ضابط شرطة قضائية توصل بشكاية أو وشاية ،فما هي املهام التي
يمكن أن يقوم بها؟ قبل هذا تجدر اإلشارة إلى أن البحث التمهيدي له أهمية خاصة ملاذا؟ ﻷنه يتم في مرحلة يتم فيها التمهيد
للتحقيق اإلعدادي وللمحاكمة فيعت بر بالتالي فرصة لجمع املعلومات قبل تحريك الدعوة العمومية ،وقد يؤذي في كثير من
اﻷحيان إلى تجنب الكثير من املتابعات فهو بالتالي فرصة لتمحيص الشكايات والوشايات قبل إحالتها على العدالة ،قد
يتضمن بعض املخاطر ﻷنه ال تتوفر فيه الضمانات التي توجد في التحقيق اإلعدادي ،وأهم التحريات التي يتم القيام بها
خلل مرحلة البحث التمهيدي في اﻷحوال العادية ،هناك تحريات تنصب على اﻷشخاص ونقصد بها هنا االستماع إلى
اﻷشخاص ،التفتيش الجسدي ،والوضع تحت الحراسة ،ثم هناك بعض التحريات التي تنصب على اﻷشياء ،سوف نقوم
بالتمييز بين هات ين الحالتين؛ التحريات املنصبة على اﻷشخاص قلنا من ضمنها االستماع إلى اﻷشخاص ،املشرع لم يكن
حازما في اختيار لفظ االستماع كمصطلح يعبر به عن إجراء استفسار ومساءلة من طرف ضابط الشرطة القضائية للمشتبه
فيه أثناء مرحلة البحث التمهيدي ،حيث نجد أن املشرع استعمل لفظ االستماع وهو يقصد به استجواب الشرطة
القضائية للمشتبه فيه وهو ما تضمنته املواد 21و 24و 67من قواعد املسطرة الجنائية ،وفي حاالت معينة استعمل
مصطلح استنطاق ،فقصد به تارة االستماع الذي يقوم به ضابط الشرطة القضائية وهذا املصطلح نجده في املادة 66
الفقرة 16مدة االستنطاق ،وتارة أخرى يقصد به اإلجراء الذي يباشره وكيل امللك أو الوكيل العام للملك عند تقديم املشتبه
فيه أمام أحدهما ،وهنا ما تتضمنه املادتين 73و 74من قواعد املسطرة الجنائية .واستعمل لفظ االستنطاق كذلك وهو
يقصد به االستجواب الذي يقوم به قاض ي التحقيق خلل التحقيق اإلعدادي وهنا نحيل على املواد 134و 140و 145و،147
واستعمل كذلك مصطلح االستنطاق للداللة على االستجواب الذي تباشره محكمة املوضوع للمتهم أثناء املحاكمة هنا أحيل
على املواد 305و 312و321و 330من قواعد املسطرة الجنائية حيت أن االستماع ماذا يقصد به؟ يقصد به االستجواب
الذي يقوم به ضابط الشرطة القضائية معتمدا على تقنية سؤال جواب ،بالتالي تقنية سؤال جواب هي من أجل الحصول
على إفادة املشتبه فيه حول الواقعة موضوع البحث دون التدخل في التفاصيل والجزئيات يطرح عليه السؤال ويدون
الضابط الجواب ،ال يتدخل في الجزئيات الدقيقة وإن كان أنه في بعض الحاالت أن املشتبه فيه يتم إخضاعه ملجموعة من
65
اﻷسئلة من أجل الحصول على أجوبة قد تصل لحد االعتراف بارتكاب اﻷفعال موضوع البحث ،حيث نجد أن ضابط الشرطة
القضائية يتولى االستماع لألشخاص الذين من شأنهم تسليط الضوء على مختلف الوقائع وامللبسات وهنا نقصد به أنه
يستمع إلى كل من املشتكي املشتكى به املشتبه فيه الشهود السلطات اإلدارية أو أي شخص يمكن أن يفيد في إظهار الحقيقة.
بعد االستماع يتم إنجاز محضر االستماع حيث يدون في هذا املحضر اﻷسئلة واﻷجوبة مقتضيات املادة 24من قواعد
املسطرة الجنا ئية يشار فيه لهوية املستمع له لم يحدد املشرع البيانات الواجب تضمينها في هذا املحضر يتولى املصرح
التوقيع على املحضر إلى جانب ضابط الشرطة القضائية عدم اإلمضاء ال يؤثر على صحة ما ورد به.
كإشارة يتولى عملية االستماع للمشتبه فيه الضابط الذي باشر املعاينات اﻷولية بمسرح الجريمة حتى تتطابق النتائج
املتوصل إليها مع باقي اإلجراءات املحصل عليها من البحث ،بمعنى أن في غالب اﻷحيان إذا قام شخص بمعاينة مكان ارتكاب
الجريمة يعني أقصد به أن ضابط الشرطة القضائية فهو الذي يقوم بمحضر االستماع هو الذي يتولى عملية االستماع ﻷنه
لكي يقوم بالربط بينما وصل إليه وما توصل إليه في مسرح الجريمة مع ما يقوله املشتبه فيه ،ويلزم ضابط الشرطة القضائية
بإشعار املشتبه فيه باﻷفعال املنسوبة إليه وما تم إلحاقه به من شبهة االتهام لكي يتسنى له إعداد دفاعه ،املشرع لم يحدد
زمن إجرائه يعني محضر االستماع في أوقات معينة يعني لم يحدد الوقت ،مثل في تفتيش املنازل حدد لنا الوقت القانوني
الوقت الذي يمكن أن تبدأ فيه عملية تفتيش املنزل والوقت الذي يمكن أن تنتهي فيه ،لكن بالنسبة لي محضر االستماع لم
يحدد زمن إجرائه واﻷوقات املعينة له كما ذلك لم يحدد الوقت الذي يمكن أن يستغرقه هذا االستجواب ،هذا عن محضر
االستماع.
نحن دائما في التحريات املنصبة على اﻷشخاص ،هناك التفتيش الجسدي لألشخاص يقصد به البحث بجسم املشتبه به
وملبسه قصد العثور على الش يء املراد ضبطه ،املشرع لم يتولى تنظيم إجراءات تفتيش اﻷشخاص في نصوص معينة من
قواعد املسطرة الجنائية كما فعل بالنسبة لتفتيش املنازل ،غير أنه أورد تطبيقات لتفتيش اﻷشخاص في بعض القوانين
الخاصة ،وهنا نحيل على املادة 64من قانون مصلحة الدرك امللكي الذي جاء فيه كل شخص يقع القبض عليه أو يتهم أو
يعتقل أو يظن أنه حامل ﻷسلحة أو أشياء من شأنها أن تضر باﻷمن العمومي يجب تفتيشه من لدن امللكي ويمتد حق
التفتيش هنا إلى العربات التي يستعملها هؤالء اﻷشخاص كما يشمل اﻷمتعة التي يحملونها ،أما النساء فيجب تفتيشهن على
يد امرأة ،هذه مقتضيات املادة 64من قانون مصلحة الدرك امللكي.
هذا في حين بالرجوع إلى قواعد املسطرة الجنائية فنجدها قد تضمنت أو باﻷحرى اقتصرت على وضع اﻷسس العامة املتعلقة
بجواز تفتيش اﻷشخاص املوجودين باملنازل الخاضعة للتفتيش نتكلم على هذه املسألة أو قبل إيداعهم رهن الحراسة
النظرية في إطار ما أصبح يعرف بالتفتيش الوقائي أو في إطار حاالت التلبس بالجريمة ،هذا ما تضمنته املادة 81حيث يجوز
لضابط الشرطة القضائية إجراء التفتيش الجسدي في الحالة التي يتعلق فيها اﻷمر باملرأة فل تقوم بهذا التفتيش إال امرأة،
حيت يتم التفتيش فيما يحملونه من حقائب أشياء أوراق وكل ما يمكن أن يتم اخفاؤه تحت امللبس ويكون له دور أساس ي
66
في البحث والكشف عن الحقيقة ،التقدير هنا حين نتحدث عن التقدير هنا ما يمكن أن يكون مهما في هذا البحث ،التقدير
هنا يباشره ضابط الشرطة القضائية بنفسه تلقائيا ،في حالة التلبس أو بناء على تعليمات النيابة العامة في اﻷحوال العادية
من البحث التمهيدي ،املشرع حصر االختصاص هنا لضابط الشرطة القضائية دون غيره من عناصر الشرطة
القضائية ،هنا دائما أعود ﻷتحدث لكم على امل سألة التي أتكلم فيها اآلن أتحدث عن التفتيش الجسدي لألشخاص ،قلت
أنه يتم تفتيش الحقائب اﻷشياء اﻷوراق وكل ما يمكن إخفاؤه تحت امللبس هذا فيما يتعلق اﻷمر بالتفتيش الجسدي.
ثم هناك إجراء آخر يقوم بضباط الشرطة القضائية اثناء البحث التمهيدي وهو الوضع تحت الحراسة سوف نتحدث عنه
بعد قليل.
الجزء الثالث:
اآلن نتحدث عن الوضع تحت الحراسة
املشرع يعتبر اإلجراء املتعلق بالوضع تحت الحراسة هو من اإلجراءات املخولة لضابطة الشرطة القضائية طبقا ملقتضيات
املادة 66وهذا ما نكتشفه من خلل املادة باستعمالها ملصطلح "إذا تطلبت ضرورة البحث ذلك أن يحتفظ بشخص أو عدة
أشخاص وأن يضعهم تحت الحراسة النظرية ملدة ال تتجاوز 48ساعة من توقيفهم وتشعر النيابة العامة بذلك" بحيث يجوز
لضابط الشرطة القضائية القيام بهذه املسألة كلما اعتبر ذلك (ماهي املسألة؟) هي الوضع تحت الحراسة كلما اعتبر ذلك
مسهل للبحث أو وجدت أدلة أو قرائن ضد املشتبه فيه أو كان إبقاءه طليقا يضر بسير اإلجراءات والتحريات
بمعنى هاته هي اﻷسباب التي تخول لنا الوضع تحت الحراسة.
املشرع لم يحدد جزاء بحالة اإلخلل الوضع تحت الحراسة ،ولكن ربطها أو قيدها بشروط من ضمن هاته الشروط ش
الواردة باملادة 80في فقرتها اﻷولى
أوال يجب أن يتعلق اﻷمر بجناية أو جنحة معاقب عليها بالحبس بمعنى إذا كانت جنحة غير معاقب عليها بالحبس فقط
غرامة مادية ال يمكن أن نقوم بإجراء الوضع تحت الحراسة.
* أن تكون مسألة الوضع تحت الحراسة ضرورية للقيام بالبحث وأال تتعدى 48ساعة قابلة للتمديد ملدة 24ساعة بإذن
مكتوب يقدم لوكيل امللك او الوكيل العام للملك قبل انتهاء املدة.
* ومن الشروط اﻷساسية أن يتم االستماع الى الشخص من طرف النيابة العامة بعد تقديمه إليها قبل انتهاء املدة خاصة في
اﻷحوال العادية.
* بمعنى أنه شرط رابع يتم االستماع الى الشخص من طرف النيابة العامة بعد تقديمه إليها قبل انتهاء مدة 48ساعة مثل
إلجراء الحراسة النظرية هو 48ساعة48 ،ساعة قبل أن تنتهي يجب أن يتم تقديمه إلى النيابة العامة قبل انتهاء هذه املدة،
67
لكن هناك حاالت معينة يمنح فيها اإلذن املذكور بقرار معين .ما هو هذا اإلذن الذي أتكلم عنه هنا؟ هو اإلذن بتمديد مدة
24ساعة
ففي حاالت معينة يتم القيام بالتمديد ملدة 24ساعة ،بقرار معلل ودون أن يقدم املعني باﻷمر املشتبه فيه إلى االستماع له
من طرف النيابة العامة .ﻷن ما أشرنا اليه في حالة الوضع تحت الحراس ،مثل كانت مدة الوضع الحراسة هي 48ساعة يجب
قبل أن تنتهي هذه املدة أن يتم االستماع اليه من طرف النيابة العامة.
في الحالة التي اﻷمر يستدعي فيها التمديد ب 24ساعة ،في هاته الحالة يكون هناك إذن مكتوب من طرف النيابة العامة ،فإذا
كان اﻷصل هو أن النيابة العامة يجب عليها أن تستمع إلى املعني باﻷمر قبل أن تنتهي املدة اﻷولى ،ففي حاالت معينة قد يمنح
هذا اإلذن بالتمديد 24ساعة وال قبل أن تستمع النيابة العامة متى؟ في الحالة التي مثل يكون فيها هذا الشخص الوقت لي
ستستمع إليه النيابة العامة سيكون مثل ثم نقله إلى مكان ارتكاب الجريمة مثل إلعادة تمثيل هذه الجريمة ،إعادة تمثيل
ارتكابها أو يكون موجودا في املستشفى ،في هاته الحالة ال يمكن أن يكون التمديد بقرار معلل قبل أن تستمع له النيابة العامة
املشرع أجاز في املادة 66واستعمل مصطلح "إذا تطلبت ضرورة البحث ذلك يحتفظ بالشخص أو عدة اشخاص"
هنا نعود ملصطلح إذا تطلبت ضرورة البحث ذلك ،بمعنى أن اﻷمر هنا يوكل لضابط الشرطة القضائية هو الذي تكون له
كأن املشرع أعطاه سلطة تقديرية ،يقدر من خللها تطلبت ضرورة البحث ذلك أن يتم االحتفاظ بهذا الشخص
بمعنى أن ضابط الشرطة القضائية هو التي تكون له هاته السلطة التقديرية والتي يباشرها بنفسه تلقائيا أو قد يباشرها
كذلك بناء على تعليمات النيابة العامة في اﻷحوال العادية من حيث في البحث التمهيدي
املشرع نجده هنا حصر االختصاص هنا لضابط الشرطة القضائية دون غيرها من عناصر الشرطة القضائية.
فيما يتعلق ب
مدة الوضع تحت الحراسة
* الحاالت العادية هي 48ساعة قابلة للتمديد ملدة 24ساهة بإذن مكتوب.
* بالنسبة الجرائم املاسة بأمن الدولة ،املدة هي 96ساعة قابلة للتمديد مرة واحدة بإذن كتابي طبقا ملقتضيات املادة 80في
فقرتها الثالثة.
* جرائم اإلرهابية مدتها هي 96ساعة قابلة للتمديد مرتين ملدة 96ساعة في كل مرة بناء على إذن كتابي من النيابة العامة،
مقتضيات املادة 80في الفقرة الرابعة.
ثم هناك نقطة أخرى وهي املتعلقة هنا ما تحدثنا عنه اآلن هو
التحريات املنصبة عن اﻷشخاص ،فمحضر االستماع ثم الوضع تحت الحراسة والتفتيش الجسدي.
68
ثم هناك التحريات املنصبة على اﻷشياء ،حيث يجوز لضابط الشرطة القضائية القيام باملعاينات الضرورية من أجل البحث
عن الحقيقة والكشف عنها كلما دعت حاجات البحث لذلك دون أن يتاح ضابط الشرطة للقبول املسبق من طرف هؤالء
االشخاص.
هناك خلف اﻷمر بالنسبة لتفتيش املساكن واملحلت،
يعني هنا حينما نتحدث عن التحريات املنصبة على اﻷشياء ،ال نقصد بها تفتيش املساكن واملحلت ال نقصد بها هذا اﻷمر،
ﻷن في اﻷحوال العادية يخلو التفتيش من الصبغة التحقيقية التي تطبع في حالة التلبس ،هنا ﻷن الحالة العادية معناها
صبغة تحقيقية وليس تحقيق ،ال يقوم بدور املحقق هنا يعني جمع املعلومات...ال ،دوره هنا فقط الثبتة ،هنا إجراءات
متعلقة ب دعت ضرورة البحث لذلك أن يقوم بالبحث ببعض اﻷشياء.
69
املحاضرة الثامنة:
الجزء اﻷول:
املحاضرة الثامنة الجزء اﻷول
نواصل سلسلة محاضرتنا في مادة املسطرة الجنائية حيث نتابع املوضوع املتعلق بالبحث التمهيدي ،فبعد أن تحدثنا في
حصة سابقة عن البحث التمهيدي بالنسبة للجرائم العادية .اليوم سوف نتناول البحث التمهيدي في حالة التلبس.
حالة التلبس:
بحيث أن املشرع املغربي جعل للبحث التمهيدي في حالة التلبس مسطرة خاصة بحيث خول لضابط الشرطة القضائية
سلطات واسعة تتجلى في التثبت من وقوع الجريمة وجمع اﻷدلة املفيدة في أسرع وقت .بداية نعرف ماذا يقصد بحالة التلبس:
املشرع املغربي عدد حاالت التلبس في املادة 56من قواعد املسطرة الجنائية وتتجلى في
الحالة اﻷولى :إذا ضبط الفاعل أثناء ارتكابه للجريمة أو على إثر ارتكابها /
الحالة الثانية :إ ذا ارتكب الفاعل الجريمة ومازال مطالبا بصياح الجمهور
الحالة الثالثة :إذا وجد الفاعل بعد مرور وقت قصير على ارتكاب الفعل حامل ﻷسلحة أو أشياء يستدل معها انه شارك في
الفعل اإلجرامي أو وجدت عليه أثار أو علمات تثبت هذه املشاركة
الحالة الرابعة :هي التي كذلك تضمنتها املادة 56كما يعد نجد أن املشرع وضع صيغة خاصة بهذه الحالة " كما يعد بمثابة
تلبس بجناية أو جنحة ارتكاب جريمة داخل منزل في ظروف غير الظروف املنصوص عليها في الفقرات السابقة إذا التمس
املالك أو ساكن املنزل من النيابة العامة أو ضابط الشرطة القضائية معاينتها ".
إذن من خلل ما سبق فالجريمة املتلبس بها هي الجريمة التي تشاهد أثناء وقوعها أو تشاهد أثار واضحة بعد وقوعها بزمن
قصير أو يكون صاحبها مطاردا بصياح الجمهور وكذلك الحالة التي تحصل فيها الجريمة داخل منزل ويطلب صاحبه من
ضابط الشرطة أو النيابة العامة معاينتها.
فالتلبس إذن هو وصف قانوني يلحق بالجريمة ويتعلق بطريقة اكتشافها ومعاينتها فهي حالة ممتازة للحفاظ على اﻷدلة
وإثبات اﻷفعال املرتكبة.
خصائص ارتكاب حالة التلبس:
70
حالة التلبس هذه بالرجوع إلى املقتضيات املتعلقة باملبادئ العامة التي تخص كل جريمة فنجد أنه بالنسبة للجريمة العادية
ال تختلف عن الجريمة املتلبس بها من حيث اﻷركان ومن حيث الجزاء تبقى هي نفس الجريمة بأركانها التي نعلم ركن قانوني
وركن مادي وركن معنوي ثم الجزاء يبقى نفسه هو وتتميز فقط بطريقة اكتشافها وباملسطرة املخصصة ملواجهتها.
أوال :تتميز إذن بكونها حالة موضوعية ،تتعلق بملبسات محددة .إذن فوصف التلبس ينطبق على الفعل اإلجرامي بمعنى
انه يتعلق بموضوع الجريمة وال علقة له بالشخص الذي ارتكبها بمعنى ال تنصرف إلى مرتكبي الجريمة فالتلبس يتعلق
بالطريقة التي اكتشفت بها هذه الجريمة.
ثانيا :أن حالة التلبس امللحظة الثانية التي يمكن أن ندلي بها في هذا املقال هي أن حالة التلبس هي حالة مادية :لكونها تتضح
من خلل مظاهر ملموسة يمكن مشاهدتها وملحظتها بالعين املجردة.
سؤال :ملاذا خصص املشرع الجريمة املتلبس بها بهذه امليزة؟ الجواب – ﻷن املجرم الذي يرتكب الجريمة على امرأة ومسمع
من الناس فهو يشكل خطرا على املجتمع مما يبرر القيام بإجراءات سريعة التي البد من اتخاذها في أسرع وقت ممكن من
أجل مواجهة هذا الخطر .ما هي حاالت التلبس؟ صحيح أننا أوردنا اآلن أو تطرقنا إلى ما ورد في املادة 56بمعنى تعدادنا لحاالت
التلبس اﻷربع ،اآلن سوف نشرع في التفصيل في كل حالة على حدة.
حاالت التلبس:
الحالة اﻷولى :هي حالة انجاز الفعل اإلجرامي أو على اثر انجازه وهو ما يعرف بالتلبس الحقيقي :معناه هو مشاهدة الفاعل
وهو يرتكب الفعل املادي للجريمة آو عند انتهاءه منها ،املشاهدة هنا يجب أن تكون من لدن ضابط شرطة قضائية ،لكن إذا
لم تحصل هاته املشاهدة من قبله واخبر بها فقط فالتلبس يتحقق عن طريق انتقال الضابط إلى مكان الجريمة لتنبث من
قيام حالة التلبس وهو ما عبر عنه املشرع بقوله "على إثر ارتكابها " هذا يعني أن املشاهدة يجب أن تتم أوان تقع بعد مدة
قصيرة من تنفيذ الجريمة أو محاولة تنفيذها ،ويعود بالطبع لقاض ي املوضوع تقدير الوقت الذي مض ى على ارتكاب الجريمة
أو محاولتها ،وبما أن املسألة موضوعية فهي تختلف باختلف كل قضية لذا فنجد أن املشرع لم يتدخل من أجل تحديدها.
الحالة الثانية :وهي الحالة التي يكون فيها الفاعل مازال مطاردا بصياح الجمهور على إثر ارتكاب الجريمة وهو ما يعرف
بالتلبس املفترض :تعتبر هذه الحالة من الحاالت االعتبارية للتلبس بالجريمة ﻷنه يفترض أنها حصلت في ظروف تحيط بها
ملبسات وقرائن تؤكد الشبهة القائمة في حق الفاعل ،والفرار يكون بالطبع عقب ارتكاب الجاني لجريمته يعني مباشرة بعد
أن انتهى من جريمته قام بالفرار ،وهاته املسألة هي اﻷخرى تعتبر من اﻷمور املوضوعية التي يقدرها قاض ي املوضوع وال معقب
عليه.
الحالة الثالثة :وهي وجود املجرم بعد زمن قصير على ارتكاب الجريمة ومعه أسلحة أو أشياء أو أثار وعلمات تدل على
مشاركته في الجريمة وهو ما يسمى بالتلبس املفترض :يتحقق في زمن قصير وجود املجرم بعد زمن قصير ،املشرع أشار للزمن
71
أن يكون قصيرا مقارنة مع ارتكاب الفاعل لجريمته ،بمعنى يكون قد انتهى ويحمل أسلحة وأشياء وأثار تدل على مشاركته في
هذه الجريمة .هذه املسالة كذلك قلنا إنها تلبس مفترض فيعود تقديرها لقاض ي املوضوع استنادا للظروف وملبسات
القضية ،وعبارة حامل ﻷسلحة أو أشياء هنا وردت على سبيل املثال بمعنى أن هذه الحالة تتوفر كلما وجد شخص ومعه ما
يدل على ارتكابه للجريمة مثل كما لو وجد على ملبسه بقع دم أو وجد مثل على يديه أو على وجهه خدوش أو انه مثل وجد
وهو حامل للش يء املسروق.
الحالة الرابعة :وهي الحالة املتعلقة بالجناية أو الجنحة التي ترتكب داخل منزل ال تتوفر فيها الشروط السابق ذكرها ولكن
قام صاحب املنزل وطالب من ضابط الشرطة القضائية أو من النيابة العامة من التثبت من وقوع هذه الجنحة او هذه
الجناية ،وهو ما يعرف بالتلبس الحكمي :وتقوم هذه الحالة ولو لم تتوفر كما سبق القول الشروط السابقة ولو انه ليس
هناك مثل لم يتم الفاعل غير مطارد بصياح الجمهور ،لم يتم إلقاء القبض على الفاعل وهو يحمل أسلحة وأدوات...إلى غير
ذلك من الحاالت الثلث السابق إشارتها ،ولكن من الذي يجعل منها او يضع لها او يعطيها وصف التلبس ؟ هو كون أن
صاحب املنزل هو من طلب ونسطر على مصطلح طلب من ضابط الشرطة القضائية أو النيابة العامة للتثبت .فقلنا إن
الشرط الذي يجب توفره هنا هو وجود جناية أو جنحة داخل منزل.
الشرط الثاني :أن يطلب صاحب املنزل من النيابة العامة أو ضابط الشرطة القضائية التثبت من الجريمة ،وهنا صاحب
املنزل نأخذ باملفهوم القانوني والواقعي نقصد به يمكن أن يكون صاحب املنزل هو مآل املالك وقد يكون مكتري وقد يكون
من يقوم مقامها مثل كالزوج – اﻷوالد – كذلك من بيده حراسة هذا املكان كالحارس املؤقت – أو املكلف بالعناية كالبواب
أو الخادم .وهنا تجدر اإلشارة أن هناك اختلف بين الطلب الذي يتوجه به صاحب املنزل وبين االستغاثة التي تصدر من
املنزل ﻷن االستغاثة الغاية منها هو التدخل من اجل املساعدة هنا نعود ملقتضيات الفصلين 430و 431من القانون الجنائي،
في حين أن ما نتحدث عنه من طلب تدخل النيابة العامة أو ضابط الشرطة القضائية فهو يخضع للمقتضيات الواردة باملادة
56من قواعد املسطرة الجنائية.
شروط التلبس:
فإضافة إلى الشروط الخاصة بكل حالة على حدة هناك شروط تسري على كافة هذه الحاالت:
أوال :توفر إحدى حاالت التلبس اﻷربعة التي تحدثنا عنها والتي أوردها املشرع على سبيل الحصر ،فتوفر إحدى هاته الحاالت
يستدعي إعمال اإلجراءات والتدابير االستثنائية الخاصة بها ،بمعنى حالة التلبس.
ثانيا :أن يحصل من طرف ضابط الشرطة القضائية أي يجب أن تشاهد حالة التلبس من طرف ضابط الشرطة القضائية
وتتوفر كذلك هذه الصفة هذا الوصف إذا علم بها من أي مكان يعني إذا علم بها ضابط الشرطة القضائية من أي مكان ثم
انتقل إلى مكان وقوعها في الحال وشاهد مصادر خارجية ملموسة تنبئ بذاتها أو بطريقة ال تدعو لشك أو ال تدع مجاال للشك
بوقوع جريمة منذ مدة قصيرة جدا ،وهذا ما تحيل عليه املادة 57من قواعد املسطرة الجنائية.
72
ثالثا :فالشرط الثالث هو أن تحصل املشاهدة بصورة مشروعة :أي أن يكون ضابط الشرطة القضائية حين قيامه بمهامه
في مركز قانوني مشروع أما إذا استعمل ضابط الشرطة القضائية وسيلة غير قانونية وضبط الجاني في حالة التلبس
واستدرجه إليها هنا إجراءاته تكون إجراءات غير قانونية ،لذلك يعتبر باطل التحري الناتج عن الضغط املادي واملعنوي أو
التعذيب للمتهم – التحري الناتج عن االعتقال ألتحكمي– أو التفتيش الذي لم تحترم فيه الشروط القانونية.
رابعا :الشرط الرابع هو أن يتعلق اﻷمر بجناية أو جنحة معاقب عليها بالحبس ،يعني هذا بأن اﻷمر ال يسري على املخالفات
وال على الجنح املعاقب عليها بالغرامة ،وهذا ما أكدته املواد .74 - 76 -70
يتضح من خلل ما سبق أن املشرع قصر إجراءات التلبس على جرائم تتسم بالخطورة ،مما يبرر ضرورة الحزم والسرعة في
اإلنجاز وفي القيام بما يساعد على الكشف عن هذه الجريمة وإلقاء القبض ومحاكمة من قام بها.
ما هي املهام التي يقوم بها ضباط الشرطة القضائية في حالة التلبس؟
نحن نعلم أن حالة التلبس تخول لضابط الشرطة القضائية -1 :االنتقال فورا إلى مكان ارتكاب الجريمة وضبط حالة
اﻷشخاص واﻷشياء -2 .أنها تخول له تفتيش اﻷشياء واﻷشخاص والقيام بالحجز -3 .أنها تخول له القبض على الفاعل أو
املشتبه فيه ووضعه رهن الحراسة النظرية.
نبدأ بشرح النقطة اﻷولى :االنتقال إلى مكان الجريمة :بمجرد ما يصل إلى علم ضابط الشرطة القضائية وجود حالة التلبس
بجناية أو جنحة فهو يلزم بإخبار أوال وكيل امللك أو الوكيل العام للملك حسب اﻷحوال أهم ش يء ،أي مجرد أن يبلغ إلى
علمه وجود جريمة متلبس بها عليه بداية أن يخبر النيابة العامة وكيل امللك أو الوكيل العام للملك بحسب اﻷحوال +ثم
االنتقال الفوري إلى مكان الجريمة من اجل القيام بالتحريات اﻷولية قصد املحافظة على اﻷدلة القابلة للندثار --ضبط
كل ما يساعد على إظهار الحقيقة وحجز اﻷسلحة واﻷدوات املستعملة ي ارتكاب الجريمة أو كانت معدة الرتكابها وكل ما يتم
العثور عليه في مكان ارتكاب الجريمة .قد يظهر ﻷعضاء النيابة العامة في هذه الحالة حين تصل إلى علمهم بواسطة ضابط
الشرطة القضائية وجود جريمة متلبس بها قد يرتو أعضاء النيابة العامة للنتقال بأنفسهم ملكان الجريمة – كما يجوز
لقاض ي التحقي أن يقوم بنفس الش يء يعني االنتقال إلى مكان الجريمة ،في هاته الحالة في حالة انتقال أعضاء النيابة العامة
إلى مكان ارتكاب الجريمة وقاض ي التحقيق وتواجد ضابط الشرطة القضائية طبقا للمقتضيات املادة ' 75يتم التخلي تخلي
لقاض ي التحقيق للقيام بهذه املسالة ،معنى تواجد كل من النيابة العامة عضو من النيابة العامة – ضابط الشرطة
القضائية وقاض ي التحقيق والذي له اﻷولوية في القيام باإلجراءات اللزمة هنا تعطى اﻷولوية لقاض ي التحقيق .في حالة
وصول النيابة العامة إلى مكان الجريمة ووجود ضابط الشرطة القضائية وال يوجد قاض ي التحقيق هنا تعطى اﻷولوية لفائدة
النيابة العامة عضو النيابة العامة له بالطبع الخيار في أن إما أن يقوم بالبحث بنفسه أوان يكلف أيا كان من ضباط الشرطة
القضائية بمواصلة العمليات.
73
يجوز كذلك ملمثل النيابة العامة أن يباشر اإلجراءات بنفسه أن ينتقل إلى دوائر املحاكم املجاورة للمحكمة التي يمارس بها
مهامه شريطة إخبار النيابة العامة لدى املحكمة التي سينتقل إليها ويبين سبب هذا التنقل بمحضر .نلحظ ان ضابط
الشرطة القضائية عليه إخبار النيابة العامة ،والنيابة العامة حينما تقوم هي بنفسها باإلجراءات املتعلقة بالتلبس وأرادت
االنتقال إلى نفوذ دائرة أخرى غير تلك التي يشتغل بها عضو النيابة العامة فعليه أن يخبر النيابة العامة لتلك املحكمة لدائرة
نفوذ تلك املحكمة التي يريد االنتقال إليها.
في حالة التلبس بجناية معاقبة باإلعدام أو املؤبد يجوز للوكيل العام للملك أو أحد نوابه استفسار املتهم عن هويته ويشعره
بحقه في اختيار محامي حاال وإال عين له من طرف الغرفة الجنحية ،وله بعد ذلك استجوابه بحضور محاميه الذي يجوز له
طلب إجراء فحص طبي على موكله ويدلي نيابة عنه بوثائق أو إثباتات كتابية أو يعرض تقديم كفالة مالية أو شخصية مقابل
إطلق سراحه إذا تبين بان الفعل مجرد جنحة.
إذا قررت النيابة العامة اإلفراج على املشتبه فيه بكفالة وجب أن يتضمن مقرر اإلفراج بكل دقة القدر املالي املخصص
كضمان لحضور املتهم.
يضمن مقرر تحضير الكفالة في سجل خاص يوضع بملف القضية نسخة من القرار ومن وصل إيداع الكفالة.
كما يمكن 'هذا شرط آخر ' بعد التأكد من هويته أن يصدر "هوية املتهم بالطبع " أن يصدر أمرا بوضع املتهم رهن االعتقال
وإحالته على غرفة الجنايات داخل اجل 15يوما على اﻷكثر.
كما يجوز للوكيل العام للملك أن يأمر بإجراء تحقيق على يد قاض ي التحقيق إذا ظهر أن القضية غير جاهزة للحكم.
إذا كانت الجنحة املتلبس بها معاقب عليها بالحبس أو لم تتوفر في مرتكبيها ضمانات الحضور فمن حق وكيل امللك أو الوكيل
العام للملك إصدار اﻷمر باإليداع في السجن ،كما يمكنه تقديمه للمحكمة في حالة سراح إذا قدم ضمانات مالية أو
شخصية بمعنى أنها تنوب عن كون يتم إيداعه في السجن.
ماهي شروط الوضع تحت الحراسة النظرية؟
قبل الحديث عن شروط الوضع تحت الحراسة النظرية فنحن نتحدث عن االنتقال إلى مكان الجريمة – اإلجراءات التي يتم
القيام بها ،الحالة التي يتم فيها أو يتعلق فيها اﻷمر بحضور قاض ي التحقيق ملكان وقوع الجناية أو الجنحة في هذه الحالة
وكيل امللك أو الوكيل العام للملك أو ضابط الشرطة القضائية قلنا انه يقوم بالتخلي عن القضية لزوما وبقوة القانون طبقا
للمقتضيات مادة 75من قانون املسطرة الجنائية ،في اﻷصل هذا اﻷمر غير معمول به على ارض الواقع كمقتض ى نجده في
قواعد املسطرة الجنائية لكن غير معمول به على ارض الواقع .في هذه الحالة يقوم قاض ي التحقيق بصفته ضابط شرطة
املهام التي تسند إليه هنا :هي بصفته ضابط شرطة – وله أن يأمر أي من ضباط الشرطة القضائية بمتابعة العمليات بمجرد
االنتهاء من التحريات -ويرسل قاض ي التحقيق إلى الوكيل العام للملك جميع الوثائق ليقرر بشأنها ما يقتضيه اﻷمر .إذن
74
املهام التي يقوم بها في الحالة التي يتواجد فيها قاض ي التحقيق في مسرح ارتكاب الجريمة في حالة التلبس أي الصفة التي
يمارس بها مهامه هو باعتباره ضابط شرطة ليس قاض ي تحقيق ودليلنا على ذلك انه يقوم بمجرد أن ينتهي من التحريات
يرسل تلك الوثائق للنيابة العامة لكي تقرر بشأنها .فإذا حل باملكان كما سبق القول وكيل العام للملك ووكيل امللك وقاض ي
التحقيق ممثل النيابة العامة يمكن أن يلتمس مباشرة إجراء تحيق يكلف به قاض ي التحقيق الحاضر في إطار التحريات
اﻷولية التي يباشر بها ضابط الشرطة القضائية في حالة التلبس ،ويجوز لهم منع أي شخص مفيد في التحريات من االبتعاد
عن مكان وقوع الجريمة إلى أن تنتهي هذه التحريات .اآلن اإلجراء الثاني الذي نقوم به في حالة التلبس فبعد اإلجراء اﻷول
الذي هو االنتقال إلى مكان الجريمة فاإلجراء الثاني هو الوضع تحت الحراسة.
النقطة الثانية :الوضع تحت الحراسة:
هو إجراء يتم خلله املس أوال بالحرية الشخصية لألفراد فهو إجراء استثنائي .وشروطه هي كالتالي :أوال :نجد أن املشرع
اشترط ان يتعلق اﻷمر بجناية أو جنحة معاقب عليها بعقوبة حبسية ،ولو كانت العقوبة الحبسية املقررة على سبيل التخيير
مع عقوبة أخرى كالغرامة مثل ﻷن في حاالت معينة يمكن أن تكون العقوبة عقوبة حبسية وغرامة وممكن أن تكون العقوبة
عقوبة حبسية أو الغرامة حتى في هذه الحالة مثل نفرض أن القاض ي كان ممكن أن يختار في العقوبة يأخذ عقوبة الغرامة
فقط وال يأخذ بالعقوبة الحبسية تسري عليها بمعنى أنها ممكن أن تطبق عليها املقتضيات املتعلقة بحالة التلبس التي هي
الوضع تحت الحراسة.
نعيد الفكرة قلنا إن من شروط الوضع تحت الحراسة اشترط املشرع ان يتعلق اﻷمر بجناية أو جنحة معاقب عليها بعقوبة
حبسيه ،وهناك حاالت يمكن أن تقترن فيها العقوبة أو تكون العقوبة هي عقوبة حبسية +غرامة اوان تكون العقوبة عقوبة
حبسية أو غرامة فيمكن للقاض ي أن يختار كعقوبة الغرامة فقط فهي تسري عليها هذه املقتضيات.
بالنسبة للجنح نجد أن املادة 70تتحدث أو تشير إلى أن الوضع تحت الحراسة ممكن بمعنى هنا تسري مقتضيات املادة 57
وما بعدها املادة 70تقول ' تسري مقتضيات املادة 57ومابعدها إلى 69على قضايا التلبس بالجنح في جميع اﻷحوال التي ينص
فيها القانون على عقوبة بالحبس ' ،ثم هناك املادة 80التي جمعت بين الجنايات والجنح بقولها * إذا تعلق اﻷمر بجناية او
جنحة يعاق ب عليها بالحبس ،بمعنى هنا تحدث عن ماهي طبيعة الجريمة التي يمكن أن نباشر فيها مسألة الوضع تحت
الحراسة التي هي هنا إما ج ناية أو جنحة ،أما املخالفة والجنح الضبطية املعاقب عليها بالغرامات فل يعتمد فيها على إجراء
الوضع تحت الحراسة تحت طائلة املسائلة الجنائية ع ن جريمة االحتجاز ألتحكمي متى تم اقترانها عمدا واقترافها عمدا
وبسوء نية .املشرع هنا نجد انه ساوى يعني لم يميز ما بين البحث العادي وفي حالة التلبس فيما يتعلق بالوضع تحت
الحراسة ،سبق وان تحدثنا في الحالة العادية ضابط الشرطة القضائية له الحق كذلك أن يضع في الحالة العادية يتم وضع
الشخص تحت الحراسة النظرية شريطة كما سبق القول شريطة أن تستدعي ضرورة البحث ذلك فحتى في الحالة التي في
حالة التلبس لم يميز ظل اشتراط أن يتعلق اﻷمر بجناية أو جنحة وال يسري اﻷمر بالنسبة للمخالفات .فالشرط الثاني الذي
75
تحدثنا عنه اآلن هو ان تتطلب ضرورة البحث أن الوضع تحت الحراسة يكون من اإلجراءات الضرورية ،فطبقا ملقتضيات
املادة 80+ 60ضرورة البحث هنا تخضع للسلطة التقديرية لضابط الشرطة القضائية ،بحيث يوكل له أن يباشر بنفسه
تلقائيا في حالة التلبس وبناء على تعليمات النيابة العامة في اﻷحوال العادية .نعيد الفكرة أن الوضع تحت الحراسة ممكن
أن يقوم به ضابط الشرطة القضائية من تلقاء نفسه في حالة التلبس ،بالنسبة للحالة العادية يكون بناء على تعليمات
النيابة العامة ويترك اﻷمر لضميره من اجل تحديد ضرورته يعني مصطلح ضرورة البحث.
ثالثا :أن يتعلق اﻷمر بحالة التلبس( .قلنا أن الشرط اﻷول هو انه اشترط املشرع إن يتعلق اﻷمر بجناية أو جنحة +الشرط
الثاني أن تتطلب ضرورة البحث +الشرط الثالث هو أن يتعلق اﻷمر بحالة التلبس) ﻷن في هذه الحالة يطبق اإلجراء دون
إذن النيابة العامة يلتزم بإخبارها دون إذن النيابة العامة ولكن ملزم بإخبارها ،في الحالة العادية إذن النيابة العامة إلزامي
لكي ال يعتبر اعتقاال تحكميا ،بمعنى أن ضابط الشرطة القضائية إذا مارس اختصاصه في الوضع تحت الحراسة في الحالة
العادية فهو ملزم بإخبار النيابة العامة ﻷن أصل هي التي تعطيه التعليمات لكي يوضع تحت الحراسة النظرية ،في الحالة
العادية يعود االختصاص له بين مزدوجتين بحيث هنا يقوم بتطبيق اإلجراء دون إذن النيابة العامة قبل حصوله على اإلذن
ولكن يلزم باإلخبار أي إخبارها ،وحيث يضل لها الحق في وضع حد له يعني النيابة العامة يبقى لها الحق في أن تضع حدا
للجراء املتعلق بالوضع تحت الحراسة طبقا ملقتضيات الفقرة اﻷخيرة من املادة .66
رابعا :احترام مدة الوضع تحت الحراسة :بحيث نجد أن املشرع أحاط مدة الوضع تحت الحراسة بضمانات عدة بحيث
نجد هذه الضمانات ضمنتها املادة 67حيث نجد إذا رجعنا إلى املادة 66أنها حددت املدة في 48ساعة تمدد بإذن كتابي من
النيابة العامة مرة واحدة ملدة 24ساعة وهذا سبق وان تحدثنا عنه في الحالة العادية يتعين إحضار الشخص لزوما أمام
النيابة العامة للحصول على اإلذن بالتمديد سواء تعلق اﻷمر باملدة اﻷصلية أو بفترة التمديد ،فيما يتعلق بهذه املسألة
فعند ما نتحدث عن املدة اﻷصلية وبفترة التمديد فتحسب اآلجال بالساعات فتبدئ ساعات ،تبدئ مدة الحراسة النظرية:
بالنسبة للمدة اﻷصلية فنقطة البداية هي ابتداء من ساعة توقيف املعني باﻷمر هنا نتحدث عن املدة اﻷصلية .بالنسبة ملدة
التمديد مثل املدة التي سوف نقوم بتمديدها يبتدئ احتساب الوقت ابتداء من الساعة التي تنتهي عندها املدة اﻷصلية،
لدينا 48ساعة بمعنى إذا انتهت 48ساعة مع الساعة السادسة مساءا فاملدة وسوف نقوم بتمديد ملدة 24ساعة ،فاملدة
تبدئ من السادسة ،في حين املدة العادية مثل هذا الشخص ألقى عليه القبض مثل في الثانية بعد الزوال إذن الثانية بعد
الزوال هي مدة انطلقة 48ساعة .كإشارة وملحظة إذا كان الحضور الطوعي للشخص إلى املخفر وتقرر إخضاعه لهذا
اإلجراء بمعنى أن الشخص لم يتم إلقاء القبض عليه ولكن هو الذي جاء ملخفر الشرطة وتقرر إخضاعه لهذا اإلجراء تحسب
املدة ابتداء من بداية االستماع إلى املعني باﻷمر الذي كان رهن إشارة ضابط الشرطة القضائية ،يتم التمديد بإذن كتابي من
النيابة العامة وفقا للمادة 66في فقرتها الثالثة .بالنسبة للجرائم املاسة بأمن الدولة الداخلي أو الخارجي هنا نعلم أن املدة
اﻷصلية للوضع تحت الحراسة النظرية هي 96ساعة قابلة للتمديد مرة واحدة ولنفس املدة بناء على إذن كتابي من قبل
76
النيابة العامة .بالنسبة للجرائم اإلرهابية املدة هي 96ساعة قابلة للتمديد مرتين لنفس املدة وبواسطة إذن كتابي طبقا
ملقتضيات املادة 66في فقرتها الخامسة واملعدلة بقانون 03.03املتعلقة بمكافحة اإلرهاب.
هذا فيما يتعلق بالوضع تحت الحراسة .هناك مقتض ى آخر وهو ضرورة احترام بعض الشكليات الخاصة بالوضع تحت
الحراسة وتوفير بعض الضمانات القانونية.
أوال :ما هي الضمانات القانونية الخاصة بالوضع تحت الحراسة الشكليات الخاصة؟
اوال :يحق للشخص املوضوع تحت الحراسة النظرية في حالة تمديدها أن يطلب من ضابط الشرطة القضائية االتصال
بمحامي قبل انتهاء نصف املدة اﻷصلية ،كما يحق للمحامي املنتصب االتصال بالشخص باملوضوع تحت الحراسة وهذا
االتصال يتم بترخيص من النيابة العامة ابتداء من الساعة اﻷولى من فترة تمديد الحراسة ملدة مدة االتصال ال تتجاوز
30دقيقة تحت رقابة ضابط الشرطة القضائية في ظروف تكفل السرية سرية املقابلة بالطبع.
الجزء الثاني:
هناك مقتض ى اخر وهو ضرورة احترام بعض الشكليات الخاصة بالوضع تحت الحراسة وتوفير بعض الضمانات القانونية
اوال :ماهي الضمانات لخاصة بالوضع تحت الحراسة (الشكليات الخاصة)
اوال يحق للشخص املوضوع تحت الحراسة النظرية في حالة تمديدها ان يطلب من ضابط الشرطة القضائية االتصال
بمحامي قبل انتهاء نصف املدة اﻷصلية كما يحق للمحامي املنتصب االتصال بالشخص املوضوع تحت الحراسة ،وهدا
االتصال يثم بترخيص من النيابة العامة ابتداء من الساعة االولى من فترة تمديد الحراسة ملدة (مدة االتصال) ال تتجاوز 30
دقيقة تحت رقابة ضابط الشرطة القضائية في ظروف تقبل السرية سرية املقابلة .إدا تعدر الحصول على ترخيص من
النيابة العامة بسبب بعد املسافة يأذن ضابط الشرطة القضائية بصفة استثنائية للمحامي باالتصال هاتفيا بالشخص
املوضوع تحت الحراسة ،على ان يرفع تقريرا في هدا الشأن للنيابة العامة ،ويمكن للممثل النيابة العامة تأخير اتصال
املحامي بموكله ملدة ال تتجاوز 48ساعة بناء على طلب ضابط الشرطة القضائية بالنسبة للجرائم التالية:
الجرائم االرهابية ،الجرائم املاسة بأمن الدولة ،العصابات االجرامية ،القتل ،التسميم ،االختطاف وأخد الرهائن ،تزييف
وتزوير النقود ،سندات القرض واملخدرات ،هنا يمكن ان يثم تأجيل اتصال باملحامي.
نحن نتكلم على ما هو معمول به اآلن ،هناك في مشروع املسطرة الجنائية العديد من التعديلت التي قد تلحق بهده املسألة
املتعلقة باالتصال وتعيين محامي الى غير دالك ،لكن على اعتبار ان ما هو ساري مفعوله هو قانون املسطرة الجنائية لسنة
2003فمقتضياته هي التي نشتغل بها الى حدود اآلن وكإشارة كدلك قد ال يتجاوز هدا التأخير االتصال بمحامي 12ساعة،
من قبل كنا نتكلم عن 48ساعة هي متعلقة بجرائم خطيرة جدا ،كالجرائم االرهابية او العصابات االجرامية لكن قد ال
77
تتجاوز مدة التأخير للتصال بمحامي 12ساعة ابتداء من انتهاء نصف املدة اﻷصلية بالنسبة للجناية ،وهدا التمديد
اقتضته ضرورة البحث ،وهدا ما تتضمنه املادة 66في فقرتها الثامنة.
املشرع لم يحدد اي جزاء في حالة االخلل بحق املشتبه فيه االتصال بمحاميه ،لم يحدد اي جزاء ادا لم يتم احترام
املقتضيات املتعلقة بكيفية االتصال بمحامي ،املشرع لم يضع أي جزاء يخص هدا االمر ،وهنا يجوز للمحامي املرخص
باالتصال بالشخص املوضوع تحت الحراسة .ماهي االجراءات التي يمكن ان يقوم بها املحامي؟
أن يقدم أثناء تمديد املدة وثائق أو ملحظات كتابية ،يقدمها للشرطة القضائية أو النيابة العامة قصد إضافتها للمحضر،
مقابل إشهاد ،في الحالة التي يتعلق فيها بالجرائم االرهابية ،الوكيل العام للملك لدى محكمة االستئناف بالرباط هو الدي
يملك االختصاص ،وهو يتوفر على صلحية اإلذن للمحامي باالتصال بموكله.
االجراءات اللزمة للوضع تحت الحراسة النظرية
إجراءات اخرى يثم اتخادها كضمانات خاصة ،يلزم ضابط الشرطة القضائية بمسك سجل ترقم صفحاته ،وهدا ضمن
املستجد ات التي جاءت بها مقتضيات املسطرة الجنائية ،هدا السجل ترقم صفحاته وتديل بتوقيع وكيل امللك في كل املحلت
التي يمكن ان يوضع اشخاص تحت الحراسة النظرية
تخضع التقييدات املضمنة بهذا السجل لطابع السرية ،بحيث ال يطلع عليها اال النيابة العامة وضابط الشرطة القضائية،
وال يطلع عليها الشخص املوضوع تحت الحراسة وال املحامي ،ما يضفي عليه حسب البعض طابعا قضائيا ،بمعنى أن هدا
السجل ل ه طابع قضائي .مادا يقيد في السجل؟ تقيد هوية الشخص املوضوع تحت الحراسة ،سبب وضعه تحت الحراسة،
ساعة بداية الحراسة وساعة انتهاءها ،مدة االستجواب ،أوقات الراحة ،الحالة البدنية والصحية للشخص املعتقل،
التغذية املقدمة له
بمجرد انتهاءها (املدة) يوقع هدا السجل من طرف ضابط الشرطة القضائية والشخص املوضوع تحت الحراسة ،ويجب
عرض هدا السجل على أنظار وكيل امللك مرة في الشهر على االقل ،هدا السجل مراقب من طرف وكيل امللك ،اآلن هدا من
بين املهام التي دخلت في اختصاص النيابة العامة من اجل املراقبة ومن أجل التأشير عليه ثم إن النيابة العامة تراقب كدلك
ظروف الوضع تحت الحراسة ،عن طريق مادا؟ باإلضافة الطلعها على هدا السجل ،فهي تقوم بزيارات ملخافر الشرطة ،ولها
أن تأمر في أي وقت بوضع حد لهده الحراسة النظرية أو بمثول الشخص أمامها.
ضابط الشرطة القضائية يجب عليه كدلك أن يبين في محضر السماع أي شخص تم وضعه تحت الحراسة يوم وساعة
إطلق سراحه أو تقديمه للقاض ي املختص مع تبيان أسباب دالك
تديل كل هده البيانات إما بتوقيع املعني باﻷمر أو إبصامه أو اإلشارة الى رفض دلك أو استحالته ،هدا فيما يتعلق باإلجراءات
الخاصة.
78
يضاف الى دالك أنه يتعين على ضابط الشرطة القضائية إشعار عائلة الشخص املوضوع تحت الحراسة فور اتخاذ قرار
وضعه تحت الحراسة حسب مقتضيات املادة " 67بأي وسيلة من الوسائل واالشارة الى دلك في محضر '' االشعار كدلك
باﻷفعال املنسوبة اليه وفقا للمادة 24وهدا اإلشعار جعله املشرع حقا دستوريا وفق للفصل 24من دستور .2011
يجب كدلك على ضابط الشرطة القضائية أن يوجه للنيابة العامة الئحة بأسماء اﻷشخاص الذين تم وضعهم تحت
الحراسة خلل 24ساعة السابقة ،ويتم تحرير محضر باإلجراءات املنجزة فور انتهائه.
يجب عليه كدلك اشعاره بدواعي اعتقاله طبقا ملقتضيات املادة 66في فقرتها الثانية وهو ما أشار اليه املشرع كدلك في
الفقرة 16من املادة ،66بحيث استعمل مصطلح تقييد أسباب الوضع تحت الحراسة.
كما يجب على ضابط ا لشرطة مسك دفتر للتصريحات بالنسبة للهيئات أو املصالح التي يلزم فيها ذلك ،يتضمن البيانات
واإلمضاءات املشار اليها اعله مع وجوب إدراجها في املحضر املوجه للسلطة القضائية وأخيرا توضع التصريحات رهن إشارة
النيابة العامة.
-جزاء اإلخلل باملقتضيات املتعلقة بالوضع تحت الحراسة
املشرع لم يتعرض ﻷي جزاء بنص صريح ،مما أدى الى ظهور العديد من االنتقادات الفقهية واملواقف القضائية ،واالحرى
انه على اعتبار أن أحاط عملية تفتيش املنازل بضمانات فكان االحرى انه وضع كل هده الضمانات أن يحيطها كدلك ويقرنها
بجزاء في حالة االخلل بها ،لكنه نجد انه اكتفى باالحتفاظ بالوضع الدي كان سائدا قبل يعني حتى في التعديلت التي جاءت
في قانون سنة 2002والدي دخل حيز التنفيذ سنة 2003املتعلق بقواعد املسطرة الجنائية وهو الذي ندرسه اآلن لم يأتي
بجديد لم يأخذ هد املسألة ربما لم ينتبه لها ،املسألة املتعلقة بوضع جزاء في حالة االخلل بالضمانات املتعلقة بالوضع تحت
الحراسة ،وهدا يترك الباب مفتوحا لوجود الخلف ،الن من غير املعقول أن يعطي ضمانات متعلقة بتفتيش املنازل ويحيطها
بإجراءات صارمة متعلقة ببطلن االجراء في حالة عدم احترام مقتضيات املتعلقة به وال يعتمد هدا االمر بالنسبة للوضع
تحت الحراسة
تفتيش املحلت واملساكن
املشرع أضفى على املساكن حماية دستورية وفقا ملقتضيات الفصل 24بقوله '' ال تنتهك حرمة املنزل وال يمكن القيام بأي
تفتيش اال وفق الشروط واإلجراءات التي ينص عليها القانون '' املشرع عرف لنا املنزل في الفصل 511من القانون الجنائي،
ثم لدينا الفصل 230وعاقب كدلك في الفصل 20كل موظف او قاض ي يدخل منزل شخص معين دون مراعاة االصول
القانونية لدلك .كل هدا ﻷجل مادا؟ هو من أجل حماية حرمة املنزل ونجد أن الفقه أعطى تفسيرا موسعا للسكن ،وأدرج
فيه مكاتب املحامون واملوثقون عيادات االطباء ،غرف الفنادق ،مسكن البواب املخصص له بصفة دائمة او مقيدة،
79
وبالطبع ال يعد منزال االماكن العمومية ،املشرع عالج احكام تفتيش املنازل او املساكن واملحلت وفقا ملقتضيات املواد من
59الفقرة 4الى املادة 60وقض ى بما يلي:
الشرط االول :يجب ان يتولى التفتيش ضابط شرطة قضائية وكإجراء اولي انه يجب أن تثم عملية التفتيش من ضابط
الشرطة القضائية
الشرط الثاني :ال بد من الحفاظ على السر املنهي ودالك عن طريق ماد؟ اتخاذ جميع اإلجراءات اللزمة لضمان الحفاظ على
السر املنهي مقتضيات املادة 15واملادة 59تتحدثان عن السر املنهي ادا استلزم االمر تفتيش اماكن معدة للستعمال املنهي
كعيادة الطبيب أو مكتب موثق ،فيجب على ضابط الشرطة القضائية إشعار النيابة العامة ،وان يتخذ مسبقا كل التدابير
اللزمة للحفاظ على السر املنهي.
يقوم بالتفتيش قاض ي من قضاة النيابة العامة إدا تعلق اﻷمر بمكتب محامي من يقوم بالتفتيش قاض ي من قضاة النيابة
العامة ،بحضور نقيب املحامي أو من ينوب عنه أو بعد اشعاره باي وسيلة من الوسائل املمكنة بعدها يمكن القيام به ولو
لم يحضر النقيب او من يمثله ،بمعنى من يقوم بالتفتيش هو قاض من قضاة النيابة العامة بمحضر نقيب املحامين أو من
ينوب عنه أو بعد اشعاره ،مثل لم يحضر النقيب بعد اشعاره يمكن القيام بهذا التفتيش ولو لم يحضر النقيب ،واضحة
الفكرة مثل ،لدينا تفتيش سنقوم به بالنسبة ملكتب محامي من يقوم بالتفتيش هل هو ضابط الشرطة القضائية ال يقوم
به قاض ي من قضاة النيابة العامة ،ما هو اإلجراء الضروري؟ البد اما أن يكون بمحضر النقيب أو من ينوب عن النقيب أو
بعد اشعار النقيب باي وسيلة من الوسائل ،بعد دلك يمكنه القيام بهذا التفتيش ولو لم يحضر النقيب ﻷنه هو مشعر انه
سيتم القيام بتفتيش مكتب محامي من املحامون ،هدا التفتيش سواء قام به ضابط الشرطة القضائية أو النيابة العامة
البد من ان يخضع للمقتضيات التالية ماهي؟
إدا ثم تفتيش املشتبه فيه يجب على ضابط الشرطة القضائية أن يدعو الشخص املذكور ،املشتبه فيه أو من ينوب عنه،
فإدا تعدر عليه الحضور ﻷي سبب هدا الشخص املعني أو من ينوب ،يستدعي شاهدين لحضور هدا التفتيش غير خاضعين
لسلطة ضابط الشرطة القضائية ،الحظوا الدقة التي يتعامل بها املشرع مع تفتيش املنازل واملحلت إدا تم التفتيش في غير
منزل مشتبه فيه ،هدا الشخص غير مشبه فيه يحتمل ان يكون حائز ،ملاذا سنقوم بالتفتيش؟ يحتمل أن يكون لديه وثائق
أو مستندات أو محجوزات لها ارتباط بالجريمة موضوع البحث ،في هاته الحالة يجب أن يحضر هدا الشخص صاحب املنزل
عملية التفتيش إدا تعذر عليه الحضور يدعوه ضابط الشرطة القضائية لتعيين من ينوب عنه ،إدا تعدر عليه اﻷمر يثم
التفتيش بحضور شاهدين ،في الحالة التي يجب فيها التفتيش في أماكن توجد فيها النساء ،هنا االمر او املشتبه فيه هي امرأة
يجب أ ن يقوم ضابط شرطة القضائية بانتداب امرأة ،هي التي تقوم بتفتيش النساء صيانة لآلداب العامة ولحماية القيم
االخلقية ،ال يشترط في هده املرأة املنتدبة أن تكون تابعة للشرطة القضائية وال يشترط فيها أو عليها توقيع هدا املحضر،
80
فقط االشارة الى هويتها أن فلنة حضرت لهدا التفتيش ،بعد عملية التفتيش يثم إنجاز محضر بعمليات التفتيش وهدا
املحضر يكون مستقل عن محضر البحث التمهيدي هدا محضر التفتيش.
بعد عملية التفتيش يتولى ضابط الشرطة القضائية إحصاء اﻷشياء والوثائق التي حجزها لعلقتها بموضوع الجريمة ،ويلفها
ويضعها في غلف أو وعاء أو كيس ويختم عليها ،إدا تعدر عليه دالك يختم عليها بطابعه الغاية من هدا اﻷمر هو الحفاظ
على الش يء املحجوز ،ومنع تبديله او تغييره ،لكي يتمكن القضاء من مراقبته عند االقتضاء او االستناد عليه هده العمليات
ما هي ؟ مسألة االحصاء ومسألة الوضع في الكيس الوعائي ومسألة الختم ،تتم بحضور من حضروا التفتيش االشخاص
الدين حضروا للتفتيش ،الحالة التي يكون فيها الشهود يجب أن يحضروا عملية جمع الوثائق ،مثل إدا كان املشتبه فيه هو
الدي حضر يجب أن يحضر هده العملية التي نجمع فيها هده اﻷشياء ،إدا كان من ينوب عليه يجب عليه الحضور ،الى غير
دالك من املقتضيات التي تكلمنا عليها يمكن ضابط الشرطة القضائية ،استدعاء أي شخص قصد االستماع اليه ومده
ببيانات ومعلومات حول اﻷفعال موضوع البحث او اﻷشياء أو الوثائق موضوع الحجز ،بمعنى وجدنا عند التفتيش هده
الوثائق يمكن ضابط الشرطة القضائية أن يستند ويسأل أي شخص يمكن ان يعطيه معلومات بخصوص االشياء التي ثم
الحصول عليها والتوصل اليها ،إذا امتنع هدا الشخص الدي استدعاه ضابط الشرطة القضائية يمكن إرغامه وله الحق في
دالك ،بعد إدن النيابة العامة وفقا ملقتضيات املادة 60من قواعد املسطرة الجنائية.
ال بد كمقتض ى آخر من احترام أوقات التفتيش ،نجد أنه في حاالت التي يكون فيها التلبس ،فاملشرع الزم ضابط الشرطة
القضائية باحترام الوقت القانوني للقيام بالتفتيش ،أي بعد السادسة صباحا وقبل التاسعة ليل يجب عليه احترام
املقتض ى ،لكن هناك استثناءات في هده املسألة يتعلق اﻷمر بالحالة التي يطلب فيها صاحب املنزل دلك وهي املتضمنة املادة
56أو إدا وجهت استغاثة من داخل املنزل ،او في الحاالت االخرى الخاصة التي ترد بمقتض ى نص ،هنا نحيل على املادة 62في
فقرتها الثانية والثالثة واملادة 102من قواعد املسطرة الجنائية مثل نعطي امثلة حاالت يكون فيها االستثناء:
كحالة اولى :تفتيش اماكن يمارس بها عمل ليلي هنا اﻷماكن ينتفي فيها شروط لسكن.
كحالة ثانية :إدا تعلق االمر بجريمة إرهابية ،هنا يجري التفتيش بإذن كتابي من النيابة العامة وخارج االوقات املنصوص
عليها قانونا ،ملادا؟ نظرا لضرورة البحث أو حالة االستعجال القصوى او الخوف من اندثار االدلة.
ان لم يثم في الحالة التي ال يثم فيها احترام املقتضيات املتعلقة املنصوص عليها في املواد 59و 60و 62يبطل االجراء املعيب
وما قد يترتب عنه من اجراءات وفق للمادة 63حيث نجد ان املادة 61تعاقب من يقوم بإفشاء مضمون وثيقة ثم حجزها
أثناء التفتيش الى شخص غير مؤهل للضطلع عليها ،ودون موافقة الشخص املحجوز منه أو دوي حقوقه ،تسري هاته
السرية كدلك على الشاهدين الدين حضرا التفتيش ،بمعنى هنا نتكلم عن االشخاص الدين حضروا التفتيش ليس لديهم
حق االفصاح على ما ثم الكشف عنه اثناء فترة التفتيش في االوقات التي كانوا حاضرين فيها مسألة التفتيش ثم كل شخص
يقوم بإفشاء وثيقة ثم الوصول اليها ،فهدا يخضع ملقتضيات املادة والعقوبة املحددة في املادة 61كإشارة إن التفتيش الدي
81
يبدأ في وقت يمكن ان يثم مواصلته بدون توفق ،مثل قلنا ان الوقت القانوني ال يمكن ان يكون قبل 6صباحا وال بعد 9
لياال ،لكن مثل بدأنا نحن مع السادسة صباحا والعاشرة ليل لم ننتهي هل هدا التفتيش يعتبر غير قانوني؟ ال ،ﻷننا بدأناه
في وقته القانوني للتفتيش ،يمكن كدلك لضابط الشرطة القضائية االستعانة بأشخاص ِمؤهلين إدا اقتصر االمر على القيام
بمشاهدة ضرورية يمكن أن ينتدب خبراء لدلك شريطة ان تكون املعاينة ال تقبل التأخير وأن يقتصر عمل الشخص املؤهل
على ابداء رأيه الفني مثل تحديد أسباب وفاة شخص معين ،مثل إدا أردنا ان نتكلم على تحديد وفاة شخص معين ،الشخص
الذي من املمكن نستند عليه طبيب ،إدا سيعطينا رأيه في مجال تخصصه ،أما هو قانوني له أصحابه املختصون فيه.
كذلك يمكن لضابط الشرطة القضائية منع أي شخص من االبتعاد عن مكان وقوع الجريمة الى حين انتهاء التحريات
القائمة بمكان الجريمة ،وله الحق في التحقق من هوية أي شخص يتبين أنه من الضروري التعرف عليه ،وكل شخص هو
ملزم باالستجابة لطلب ضابط الشرطة القضائية وإال تعرض للعقوبة التي من املمكن ان تتراوح ما بين يوم واحد وعشرة
ايام وغرامة بين 200و 1200درهم أو احداهما _ كإشارة قبل ان أكمل هو انه ما يجب االشارة اليه وما يجب التنبيه اليه هو
أن مقتضيات املادة 59تحدد مقتض ى أساس ي وهام وهو أن الجريمة التي يباشر بشأنها التفتيش يجب ان تكون من النوع
التي يمكن إثباتها بواسطة ضبط مستندات أو حجز اوراق أو ضبط أشياء في حوزة اﻷشخاص هدا شرط أساس ي_
اآلن تكلمنا على كل ما يتعلق بالتلبس ،االجراءات الواجب القيام بها ،الضمانات التي أحاط بها املشرع في حالة التلبس ،ماهي
ميزة وماهي خصوصية هاته الحالة ،هي تتجلى لنا من خلل املقتضيات مثل الوضع تحت الحراسة البحث التمهيدي
(الحراسة النظرية تكون في حالة التحقيق) هنا نتكلم عن الحراسة وهو يختلف عن الحراسة النظرية
إدا بقي لنا مقتض ى أخير نختم به لندخل مباشرة لنفصل في هده املسألة ،بقي لنا النقطة االخيرة وهي اإلنابة القضائية.
اإلنابة القضائية
وهي داخلة في املهام املوكلة ضابط الشرطة القضائية ،نعلم أن الشرطة القضائية تتولى أعمال إضافة الى مهامها في حالة
التلبس والبحث التمهيدي ،الشرطة القضائية ،من بين مهامها لديها مهام في حالة التلبس والبحث التمهيدي ملادا استعملت
هنا بحث تمهيدي بمعنى ان ضابط الشرطة القضائية له مهام في الحالة العادية الرتكاب الجريمة ،وله مهام في حالة التلبس
تضاف الى هده املهام ،انه يمكن نسند له مهام اخرى ودلك وفق ما يعرف باإلنابة القضائية ،التي قد تكون من طرف قاض ي
التحقيق أو قد تكون من طرف املحكمة ،ملادا؟ لكي يقوم ضابط الشرطة القضائية هدا بأعمال موكلة في االصل للسلطة
القضائية ،يعني ال تدخل في مهامه ،لكنها انتدبته سواء من طرف قاض ي التحقيق أو املحكمة انتدبته لكي يقوم بهذا الغرض
وتدرج بالطبع في هده املسالة نتكلم عن االشياء املتعلقة بالتحقيق.
فاالنتداب قد يكون من طرف قاض ي التحقيق وقد يكون من طرف هيئة املحكمة ،نتكلم على االنتداب الدي يكون من طرف
قاض ي التحقيق ،املشرع نظم اإلنابة القضائية املخولة لقاض ي التحقيق في املواد من 189الى 193إد له الحق في أن ينتدب
قاض ي من قضاة التحقيق أو قاض ي الحكم أو ضابط الشرطة القضائية قاض ي التحقيق يمكن ان ينتدب للقيام بمهام
82
معينة ،إما ينتدب قاض ي تحقيق آخر او ينتدب لنا قاض ي حكم او ينتدب لنا ضابط الشرطة القضائية ،هنا نتحدث عن
انتداب ضابط الشرطة القضائية طبقا ﻷحكام املادة 189يمكن لقاض ي التحقيق أن يطلب من ضابط الشرطة القضائية
املوجود في دائرة نفود محكمته بأجراء ما يكون الزما من أعمال التحقيق في االماكن الخاضعة لنفود ضابط الشرطة
القضائية هدا ويمكنه أن ينتدب ضابط شرطة له اختصاص على الصعيد الوطني أو االقليمي بحيث يشمل املنطقة التي
تجري بها االبحاث في هدا االنتداب يجب على قاض ي التحقيق أن يحدد في اإلنابة _نتحدث عن اإلنابة القضائية_ ان يحدد
نوع الجريمة موضوع املتابعة ويؤرخ اإلنابة ،تاريخ بداية لهده اإلنابة يوقعها ويضع عليها طابعه بحيث يجب االشارة الى اسم
القاض ي وصفته ،القاض ي الدي اعطى االنتداب ،يعطينا اسمه ويحدد االجراءات ،يعني يحدد ما هي االجراءات التي يجب
على ضابط الشرطة القضائية القيام بها بالطبع وطبقا للمادة 190يمارس ضابط الشرطة القضائية في اطار اإلنابة املوجهة
اليه جميع السلطات املخولة لقاض ي التحقيق وتكون بالطبع متعلقة بالجريمة مباشرة واملشار اليها في املتابعة ﻷننا حددنا
نوع الجريمة الدي يقوم به في عملها هدا غير ان ضابط الشرطة القضائية ال يمكن ،الحظوا معي قلنا أنه يمكن أن يقوم
بجميع املهام التي يمكن ان يقوم بها قاض ي التحقيق لكن هناك استثناء ال يمكنه استجواب املتهم ومواجهته مع الغير وال
االستماع لطالب الحق املدني اال بطلب منه وهدا الطلب يكون في شكل كتابي أو شفوي ويضمن داخل املحضر وفقا
ملقتضيات املادة 190الفقرة الثانية يجب قراءة املواد ،من االجراءات املسموح له كدلك االستماع الى الشهود بحيث يلزم
بكل شاهد استدعي من طرف ضابط الشرطة القضائية للدالء بشهادته امامه في إطار اإلنابة ،عليه االستجابة بمعنى أي
شخص يطلب منه ضابط الشرطة القضائية االدالء بشهادته فعليه ان يقوم بهذا االمر في حالة عدم استجابة هدا الشخص
يخبر ضابط الشرطة القضائية قاض ي التحقيق الصادر عنه االنتداب الدي يحق له احضاره بواسطة القوة العمومية او
الحكم عليه بغرامة مالية ،هنا نعود ملقتضيات املادة 128اد اقتضت ضرورة التحقيق وضع الشخص تحت الحراسة
النظرية فعليه اشعار قاض ي التحقيق بدلك ،هدا االشعار ال يغني عن اشعار النيابة العامة املنصوص عليه في املادة 66من
قواعد املسطرة الجنائية بالطبع االمر يستدعي االجراءات الخاصة بالوضع تجت الحراسة واملتضمنة في املواد 66و 67و،68
80 ،69من قواعد املسطرة الجنائية ويحدد قاض ي التحقيق في االصل يحدد أجل ل ضابط الشرطة القضائية من أجل
القيام بمهمته في إطار اإلنابة القضائية ويجب عليه خلل توجيه املحاضر التي يحررها ضابط الشرطة القضائية الى قاض ي
التحقيق بمعنى ان قاض ي التحقيق يحدد اجل للنابة بعدما ينتهي دلك االجل يجب على ضابط الشرطة القضائية محضر
يتضمن كل املهام التي قام بها ضابط الشرطة القضائية بصفته يقوم بدور اإلنابة القضائية ،يحيل هدا املحضر على قاض ي
التحقيق في حالة التي لم يتم تحديد اجل قاض ي التحقيق لم يحدد اﻷجل فيجب ان يتم هدا االمر ان يوجه محاضر التحقيق
داخل اجل 8ايام املوالية لليوم نهاية العمليات املنجزة املتعلقة باإلنابة وهدا ما تنص عليه املادة في فقرتها االخير من قواعد
املسطرة الجنائية.
83
املحاضرة التاسعة:
الجزء اﻷول:
فبعد أن تطرقنا في الحصة املاضية إلجراءات البحث التمهيدي خاصة في حالة التلبس وكل الضمانات التي أحاط بها املشرع
هاته املرحلة ثم تطرقنا جزئيا للنابة القضائية حيث تحدثنا عن ضابط الشرطة القضائية إضافة إلى املهام املوكولة له في
حالة التلبس وفي الحالة العادية في إطار املهام املوكولة له للقيام بالبحث التمهيدي ،قلنا أنه يمكن أن يتولى مهام أخرى
تسند إليه بمقتض ى إنابة قضائية وهذه اإلنابة قد تصدر عن قاض ي التحقيق وقد تصدر عن هيئة املحكمة.
• انتدابه من طرف قاض ي التحقيق
فإذا صدرت هاته اإلنابة عن قاض ي التحقيق
لقد خول املشرع لقاض ي التحقيق وكذلك لقضاة الحكم الحق في أن ينيبوا عنهم ضابط الشرطة القضائية للقيام ببعض
املهام.
-بالنسبة لقاض ي التحقيق يمكن له أن ينيب ضابط الشرطة القضائية طبقا ﻷحكام املادة ،189بحيث يمكن لقاض ي
التحقيق أن يطلب من ضابط الشرطة القضائية املوجود بدائرة نفوذ محكمته بإجراء ما يكون الزما من أعمال التحقيق في
اﻷماكن الخاضعة لنفوذ ضابط الشرطة القضائية ،بل يمكنه أيضا انتداب ضابط شرطة له اختصاص وطني أو إقليمي أي
يشمل املنطقة التي يجري بها البحث ،وهذا العمل الذي يقوم به ضابط الشرطة القضائية يأتي في إطار اإلنابة القضائية
ويقوم باملهام املوكولة لقاض ي التحقيق.
أهم اإلجراءات التي يقوم بها قاض ي التحقيق في حالة اإلنابة هو أنه يحدد نوع الجريمة موضوع املتابعة ثم يؤرخ اإلنابة (يعني
تاريخ بدايتها) يقوم بالتوقيع ويضع عليها طابعه ،بالطبع عليه اإلشارة إلى اسم القاض ي وصفته وتحديد ما هي اإلجراءات التي
يريد ضابط الشرطة القيام بها.
وطبقا للمادة 190نجد أن ضابط الشرطة القضائية في هاته الحالة فهو يمارس اإلنابة املوجهة له بحيث هاته اإلنابة تخول
له جميع السلطات املخولة لقاض ي التحقيق ،وهاته السلطات ،بالطبع تكون لها علقة مباشرة بالجريمة املشار إليها في
املتابعة وإذا قلنا أنه يقوم بكافة املهام املوكولة لقاض ي التحقيق ،فهذا ال يعني أنه يقوم بهاته املهام على اإلطلق بل ال يمكنه
استجواب املتهم ومواجهته مع الغير ،وال االستماع إلى املطالب بالحق املدني إال بطلب منه كتابي أو شفوي ،ويضمن ذلك في
املحضر ،هنا مقتضيات املادة 190في فقرتها الثانية.
ومن ضمن اإلجراءات التي يسمح له القيام بها هي االستماع إلى الشهود بحيث يلزم كل شاهد باالستجابة للضابط إذا استدعي
من طرفه للدالء بشهادته أمامه في إطار اإلنابة القضائية ،وفي حالة عدم استجابته فإن الضابط يخبر قاض ي التحقيق
الصادر عنه االنتداب ،هذا اﻷخير له الحق في إحضار هذا الشاهد بواسطة القوة العمومية أو الحكم عليه بغرامة مالية
وفقا ملقتضيات املادة 128ق م ج.
84
-في الحالة التي تقتض ي فيها ضرورة تحقيق وضع الشخص تحت الحراسة النظرية ،في هذه الحالة يجب على ضابط الشرطة
القضائية أن يقوم بإشعار قاض ي التحقيق ،ولكن هذا اإلشعار ال يغني عن اإلشعار الذي يجب أن يوجهه ضابط الشرطة
القضائية للنيابة العامة في إطار ما هو منصوص عليه في املادة 66من ق م ج ،بالطبع إن هذا اﻷمر يستدعي مراعاة اإلجراءات
الخاصة بالوضع تحت الحراسة النظرية التي تحدثنا عنها في الحصة السابقة واملشار إليها في املواد 80 69 68 67 66من ق
م ج ،بحيث يحدد قاض ي التحقيق اﻷجل لضابط الشرطة القضائية ،اﻷصل أنه يحدد أجل لهاته اإلنابة ،وهذا اﻷجل هو
الوقت الذي يجب أن يقوم خلله بإنجاز املهام املسندة إليه ،بعد ذلك توجيه املحاضر التي حررها إلى قاض ي التحقيق ،وإذا
لم يتم تحديد أجل لهذه اإلنابة فيجب أن تتم املهام املسندة إلى ضابط الشرطة القضائية داخل أجل 8أيام املوالية ليوم
نهاية العمليات املنجزة املتعلقة باإلنابة وهنا نتحدث عن مقتضيات الفقرة اﻷخيرة من املادة 190
• انتداب الشرطة القضائية من طرف املحكمة
قلنا أن هناك اإلنابة التي تتم من طرف قاض ي التحقيق وهناك اإلنابة التي تتم من طرف املحكمة ،كإشارة أولية هو أن هذه
املسألة هي نادرة الوقوع من الناحية العملية ﻷنه نادرا ما تتدخل الشرطة القضائية حين تصل القضية إلى قضاء الحكم،
يعني اإلنابة التي يمكن أن تكون لضابط الشرطة القضائية من طرف املحكمة هي مسألة نادرة جدا.
-هناك حاالت قد تقتض ي طبيعة امللف أن تكلف هيئة املحكمة أحد أعضائها بالقيام ببحث تكميلي ،وهنا نحيل على
مقتضيات املادة 324في فقرتها اﻷخيرة واملادة 362في فقرتها الثانية ،لهذا يقوم قاض ي الحكم طبقا للمقتضيات الواردة في
هذا الصدد واملتعلقة بالتحقيق اإلعدادي ،نجد أن قاض ي الحكم في هذه الحالة ،املعين من قبل هيئة الحكم إلنجاز التحقيق
التكميلي يمكنه أن ينيب ضابط شرطة في إطار الحدود املنصوص عليها في املواد من 189إلى ،193كإشارة أن القاض ي الذي
يتولى البحث التكميلي ال يباشر مهامه بصفته قاض ي للحكم وإنما يقوم بدور قاض ي التحقيق ،واﻷكيد أن هاته اإلنابة تخضع
لنفس املقتضيات املشار إليها في الحالة التي تتم فيها إنابة قاض ي التحقيق لضابط الشرطة القضائية للقيام بمهامه.
-أعيد مسألة أساسية هنا ،هي أن اإلنابة هنا تكون متعلقة بالبحث التكميلي ،فاﻷصل أن من يقوم بالبحث التكميلي هو
قاض ي الحكم لكن القانون يجيز له أن ينيب عنه ضابط الشرطة القضائية وقلنا أن هذه املسألة نادرة الوقوع على اعتبار
أنه في غالب اﻷحيان ال تتدخل الشرطة القضائية حين تصل القضية إلى قضاء الحكم
هذا كل ما يتعلق باإلنابة القضائية.
-ننتقل إلى مرحلة أخرى من مراحل الدعوى العمومية
فبعد أن تم القيام بالبحث التمهيدي سواء في الحالة العادية أو في حالة التلبس ،اآلن ننتقل الى الحالة التي نحتاج فيها إلى
تحقيق ،وبالتالي سوف نتحدث عن التحقيق اإلعدادي.
85
التحقيق اإلعدادي:
فنحن نعلم أن غاية املشرع من كل املقتضيات القانونية هي حماية مصالح أطراف الدعوى ،ولهذا الغرض نجد أن املشرع
أحاط مرحلة التحقيق اإلعدادي بمجموعة من الضمانات ،من ضمنها أن املتهم يكون مؤازرا من طرف محامي منذ االستنطاق
االبتدائي ،أنه يتم توثيق جميع إجراءات التحقيق بإشهاد كاتب الضبط على استنطاق املتهمين وتصريحات الشهود ،أن
قاض ي التحقيق يقوم بتحرير كافة القرارات واﻷوامر الصادرة عنه ،وأنه ضمانا لسرية التحقيق فإنه ال يمكن حضور هذا
التحقيق إال ملن يسمح لهم القانون بذلك ومنعا إلفشاء أو نشر ما يجري أثناء التحقيق تحت طائلة العقاب كما هو وارد في
املادة .15
مسألة املطالبة بإجراء التحقيق قد تكون من طرف النيابة العامة وقد تكون من طرف املتضرر في الجرائم التي يوجب فيها
القانون القيام بذلك بمعنى الجرائم التي تستدعي القيام بالتحقيق.
86
هو أن تكون هاته الجنحة والجناية قد وقعت في وقت واحد ومن طرف عدة أشخاص مجتمعين أو من طرف أشخاص
مختلفين وأوقات متباينة وأماكن مختلفة على إثر اتفاق تم بين هؤالء فيما قبل ،إذا ارتكب الجناة جرائم للحصول على
وسائل تمكنهم من ارتكاب جرائم أخرى أو تساعدهم على إتمام تنفيذها أو تمكنهم من اإلفلت من العقوبة مثل كإخفاء
اﻷشياء املرتبطة بالجريمة التي مكنت من الحصول على اﻷشياء املخفاة أو من انتزاعها أو اختلسها كليا أو بعضا ،هنا نتحدث
عن الجرائم املرتبطة أو عنصر االرتباط.
ماذا يقصد بغير قابلة للتجزئة :بمعنى إذا كانت متصلة اتصاال وثيقا بها لدرجة أن وجود بعضها ال يتصور دون وجود البعض
اآلخر أو عندما تكون مترتبة عن نفس السبب أو ناشئة عن نفس الدافع أو ارتكبت في نفس الزمن أو في نفس املكان ،هنا
النيابة العامة عند تقديمها مللتمس التحقيق تطالب بالقيام بما يفيد في إبراز الحقيقة ،مثل االستماع إلى الشهود ،إجراء
الخبرة ،مقابلة املتهم مع الشاهد ،أي إجراء يساعد على الحفاظ على اﻷمن كوضع املتهم رهن إشارة العدالة .وتجدر اإلشارة
أن قرار االختيار هو رهين بما إذا كانت اﻷدلة كافية للبت في القضية أم البد من اللجوء للتحقيق من أجل إيجاد أدلة قوية
لتجهيز القضية للحكم ،بمعنى أن حين نتحدث عن أن التحقيق هو اختياري ،هذا االختيار مرتبط بعنصر أساس ي هو اﻷدلة،
فإذا كانت اﻷدلة كافية وال نحتاج إلى تحقيق ال نقوم به ،أما إذا كانت تلك اﻷدلة هي تحتاج إلى دعم بسيط فقد نلجأ إلى
التحقيق وفق ما تمت اإلشارة إليه.
-قاض ي التحقيق بدوره له الحق في عدم االستجابة مللتمسات النيابة العامة.
هنا نتح دث أوال عن ملتمس النيابة العامة بإجراء التحقيق ،وهذا امللتمس قلنا أنه يجب القيام به كتابة ،فقلنا أن قاض ي
التحقيق بدوره له الحق في عدم االستجابة مللتمسات النيابة العامة ،وفي هاته الحالة عليه إصدار أمره بالرفض وهذا
ً
الرفض يجب أن يكون معلل.
-في الحالة التي يكون فيها ملتمس النيابة العامة هو إيداع املتهم في السجن طبقا ملقتضيات املادة ،134هنا في الحالة التي
يرفض فيها قاض ي التحقيق القيام بهذا اﻷمر يعني رفض مسألة اإليداع في السجن ،هنا ال يشترط منه التعليل لكنه ملزم
بإصدار قرار بعدم اإليداع داخل 24ساعة من تقديم امللتمس بإجراء تحقيق ويبلغ هذا اﻷمر فورا للنيابة العامة.
وكإشارة أساسية أنه رغم استقللية قاض ي التحقيق إداريا وقضائيا عن النيابة العامة وعدم خضوعه لتوجيهاتها وأوامرها
فإن النيابة العامة موكول إليها حق مراقبة أعماله واإلشراف املباشر عليها من خلل ما يلي:
أين تتجلى هذه املراقبة للنيابة العامة لقاض ي التحقيق؟
تتجلى أوال في أن قاض ي التحقيق الذي يكلف بالتحقيق في قضية معينة ال يمكن أن يقوم بهذا اﻷمر إال بعد أن يتم اختياره
وتعيينه من طرف النيابة العامة ،بمعنى أن من يعين القاض ي الذي يباشر التحقيق في قضية معينة هو النيابة العامة ،فإذا
تم تعيين قاض ي لكل قضية هنا يتم توجيه كافة امللتمسات إليه ،تقديم ملتمس إلى الغرفة بهذه بمحكمة االستئناف يكون
معلل بأسباب ترمي في حاالت معينة ،هنا نتحدث مثل في الحالة التي تقوم فيها النيابة العامة بتعيين قاض ي معين وبعد ذلك
تبين لها أن هذا اﻷمر مثل في هذه الحالة يقتض ي تغيير هذا القاض ي ،ففي هاته الحالة يتم تقديم ملتمس إلى الغرفة الجنحية
87
بمحكمة االستئناف وهذا امللتمس يكون معلل بأسباب ترمي إلى سحب القضية من قاض ي وإحالتها على قاض ي آخر ،مسألة
السحب تكون إما تلقائية وقد تكون بطلب من الطرف املدني أو من املتهم ،بمعنى أن النيابة العامة يمكن أن تقوم بهذا اﻷمر
إما تلقائيا ،من تلقاء نفسها ،ويمكن أن تكون مسألة السحب بناء على طلب من الطرف املدني أو من املتهم.
الغرفة الجنحية تبت في الطلب داخل أجل ال يتعدى 10أيام من تاريخ توصلها به بقرار غير قابل ﻷي طعن.
-امللتمس في الحالة هنا ،أيضا لدينا قاض ي يتولى التحقيق في قضية معينة في انتظار أن يصدر القرار ﻷنه قلنا أجل 10أيام،
هنا يجب أن نعلم أن امللتمس بالسحب ال يوقف سير إجراءات البحث والتحقيق التي تتواصل بكيفية عادية إلى حين صدور
قرار الغرفة الجنحية ،هذا فيما يتعلق بطلب التحقيق أو املطالبة بإجراء تحقيق من طرف النيابة العامة.
الحالة الثانية :املطالة بالتحقيق من طرف املتضرر
نحن نعلم أن املتضرر يمكنه املطالبة بإجراء التحقيق عن طريق االدعاء املباشر ما لم تكن هناك قيود ينص عليها القانون
وفقا ملقتضيات املادة 92من ق م ج ،وفق الشروط التالية (أي شروط قبول طلب الطرف املتضرر)
الشرط اﻷول :يجب أن يتعلق اﻷمر بجناية أو جنحة دون املخالفة التي ال يمكن للمتضرر املطالبة فيها بتحريك الدعوى
بشأنها إال إذا كانت مرتبطة بجنحة أو جناية أو غير قابلة للتجزئة عنها.
الشرط الثاني :أن يتوفر املتضرر على أهلية االدعاء ،وفي الحالة التي ال يتوفر فيها على هذه اﻷهلية يمكن أن يقوم برفع هذه
الدعوى بإذن من نائبه القانوني أو مساعده وفقا ملقتضيات املادة ،352إذا لم يوجد فبواسطة وكيل خصوص ي تعينه له
املحكمة بناء على ملتمس من النيابة العامة وفقا ملقتضيات املادة .353
الشرط الثالث :البد من وجود علقة بين الجريمة والضرر الذي لحق باملتضرر وهنا نتحدث عن املادتان 2و ،7هي التي
تحدثنا فيها عن الضرر الذي بناء عليه يمكن أن نقوم برفع الدعوى املدنية التابعة.
-ثم أن يكون قاض ي التحقيق الذي وجه إليه االدعاء مختصا نوعيا ومكانيا ،وإذا لم تكن للمتضرر مساعدة قضائية فعليه
دفع مبالغ مالية لقبول شكايته تشمل املبلغ املفترض أنه ضروري ملصاريف إجراءات الدعوى مثاله ،املبلغ يتضمن أجور
الخبراء والتراجمة ومصاريف استدعاء الشهود.
الشكاية التي يتقدم بها املتضرر توضع بكتابة قاض ي التحقيق وتحال بعد تسجيل على قاض ي التحقيق ليحدد املبلغ املفترض
الذي يجب على املتضرر أن يضعه كمصاريف للدعوى ،فالقاض ي هو الذي يحدد ،أما إذا كان مشموال باملساعدة القضائية
يعفى من جميع هذه اﻷداءات ،يبت قاض ي التحقيق في قبول هذا املتضرر مطالبا بالحق املدني بعد إحالة امللف على النيابة
العامة ،بمعنى أن النيابة العامة تتطلع على إجراءات التحقيق من أجل مراقبة سلمتها ،مدى قانونيتها ،القرارات الصادرة
عن قاض ي التحقيق بهذا اﻷمر.
ما الهدف من ذلك؟
لكي تتمكن من أن تسلك كل سبل الطعن املناسبة للقرارات التي تصدر عن قاض ي التحقيق.
88
خلل إطلع النيابة العامة على ما يقوم به قاض ي التحقيق فهي تراقب مسألة أساسية أي تراقب مدى توفر اإلجراءات
الشكلية.
هنا الزلت أتحدث عن املتضرر الذي يتقدم بطلب إجراء التحقيق.
ما هي اإلجراءات الشكلية التي تطلع عليها النيابة العامة؟
ً ً
أهلية االدعاء ،اختصاص القاض ي املرفوع إليه القضية مكانيا ونوعيا ،مقتضيات املواد 55و ،44قابلية اﻷفعال للتحقيق
فيها باعتبارها جريمة قابلة للتحقيق ولم تسقط بالتقادم أو إحدى اﻷسباب اﻷخرى النقضاء الدعوى وال يمكن للنيابة العامة
تقديم ملتمس بعدم إجراء التحقيق إال في الحاالت التالية:
-إذا كانت اﻷفعال ال تقبل التكييف أو ال تقبل التحقيق أو وجدت أسباب تمس الدعوى العمومية كالتقادم.
يمكن للنيابة العامة إذا أحيلت عليها شكاية مباشرة غير مدعمة باملستندات اللزمة أن تلتمس فتح تحقيق مؤقت ولو قدمت
الشكاية ضد مجهول ،القاض ي هنا ال يستمع إلى املشتكى بهم إال بصفتهم شهود.
أعيد :في الحالة التي تكون فيها شكاية مباشرة لكنها غير مدعمة باملستندات اللزمة ،في هاته الحالة تطلب النيابة العامة من
قاض ي التحقيق إجراء تحقيق مؤقت ،املشتكى بهم ليست لهم صفة املشتكى بهم ،ال يمكن توجيه االتهام إليهم ،ولكن يتم
استدعاؤهم واالستماع إليهم بصفتهم شهود
إذن متى يستمع للمشتكى به أو املتهم بصفته شاهد؟ في الحالة التي يكون قد تم تقديم طلب أو شكاية مباشرة إال أن هاته
الشكاية غير مدعمة باملستندات اللزمة (توجد شكاية وال توجد مستندات) ،هنا املشتكى بهم يتم االستماع إليهم كشهود
وليس كمتهمين ،إلى حين تقديم ملتمس جديد ضد شخص معين وتوجيه االتهام إليه أو إلى أحدهم ،آنذاك في هاته الحالة
يتم االستماع إلى هؤالء املشتكى بهم بصفتهم متهمين ويوجه لهم االتهام.
هذا فيما يتعلق بوسيلتين من وسائل املطالبة بالتحقيق
الوسيلة اﻷولى تكون من طرف النيابة العامة
والوسيلة الثانية تكون من طرف املتضرر وامللحظ أنه بالنسبة للنيابة العامة ،قلنا أنها تمارس رقابة على قاض ي التحقيق،
تتجلى هاته الرقابة في أحقية النيابة العامة في اختيار قاض ي التحقيق الذي تحيل عليه القضية بمقتض ى ملتمسات وأحقيتها
كذلك في سحب القضية منه بشروط معينة.
ما هي الصلحيات التي تخول لقاض ي التحقيق
الجزء الثاني:
صلحيات قاض ي التحقيق:
فقاض ي التحقيق يقوم بمجموعة من اإلجراءات تنتهي بإصداره لعدة أوامر.
89
-اإلجراءات الخاصة بجمع اﻷدلة:
إن قاض ي التحقيق يقوم في هذا الصدد بمجموعة من املهام من بينها:
أوال إجراء بحث مستقل عن االستنطاق واملقابلت:
وهو البحث اﻷولي أي له نوع من االستقللية وهو يتناول شخصية املتهم ،حالته العائلية واالجتماعية .وهو أمر إلزامي في
الجنايات واختياري في الجنح.
ما الغاية من هذا البحث؟
غايته التعرف على املتهم ،نوع سلوكياته ،طباعه ،عاداته ،ظروفه النفسية والعصبية ،التحري عن وسطه االجتماعي الذي
يعيش فيه ،عن معارفه وأصدقائه.
يتم القيام بهذا اإلجراء إما بواسطة ضابط الشرطة القضائية عن طريق اإلنابة أو بواسطة أي شخص أو مؤسسة مؤهلة
للقيام بذلك ونعني بهذه االخيرة املساعدة االجتماعية ﻷن هذا الدور فيه مسألة تتعلق بالجانب الشخص ي للمتهم بعيدا عن
التهم املوجهة له.
ثانا :التنقل والتفتيش والحجز:
هي من أهم الوسائل املتاحة لقاض ي التحقيق من أجل ضبط أدلة الجريمة والبحث في حقيقتها وعن حقيقتها .حيث نجد أن
املادة 99تجيز لقاض ي التحقيق أن ينتقل إلى أي مكان من أجل إجراءات املعاينات ومن أجل القيام بالتفتيش شريطة احترام
الشكليات التالية- :إشعار النيابة العامة باملحكمة التي لها الخيار في مرافقته
-إشعار النيابة العامة لدائرة املحكمة التي سينتقل إليها إذا كانت هذه الدائرة خارج دائرة نفوذه
-االستعانة في كافة اﻷحوال بكاتب الضبط
-تحرير محضر بكل ما يقوم به من إجراءات
-أن يقوم قاض ي التحقيق بالتفتيش شخصيا
-ويلزم باحترام الضمانات التي خولها املشرع ملسألة التحقيق وهي املنصوص عليها في املواد 60 ،59و 62املتعلقة بتفتيش
منزل املتهم أي املقتضيات التي سبق التطرق لها في البحث التمهيدي بما فيها مثل إذا تم القيام بتفتيش منزل املتهم يتعين أن
يكون حاضرا بنفسه أو من ينوب عنه أو من يمثله وفي حالة تعذر حضوره فإنه يتعين أن يتم التفتيش بحضور شاهدين.
وإذا تعلق اﻷمر بجريمة إرهابية فالتفتيش يمكن أن يتم خارج الوقت القانوني.
وإذا تعلق التفتيش بمنزل غير شخص املتهم فيجب أن يحضر هذا الشخص أو من ينوب عنه أو بحضور شاهدين.
90
وإذا تعلق اﻷمر بأماكن يلزم فيها الحفاظ على السر املنهي فهي كذلك تخضع إلجراءات خاصة كما هو الحال في تفتيش مكتب
ملحامي هنا يستدعي إخبار النقيب بحضوره أو بمجرد إشعاره.
من ضمن الضمانات التي يأخذ بها املشرع ويلزم قاض ي التحقيق بأن يأخذ بها هو تقليص عدد الحاضرين للتفتيش إلى الحد
اﻷدنى وتنبيه اﻷشخاص الحاضرين بالحفاظ على السر.
إذا تبين أتناء التحقيق أن االمر يستوجب البحث عن وثائق في أماكن معدة للستعمال املنهي هنا تطبق مقتضيات املادة 59
وهي إشعار النيابة العامة واتخاد جميع التدابير اللزمة لضمان احترام السر املنهي
يمكن لقاض ي أن يقوم بمهامه بنفسه كما يمكن أن ينيب عليه بصفة استثنائية ضابط الشرطة القضائية وعلى قاض ي
التحقيق إحصاء جميع اﻷشياء والوثائق املحجوزة ووضع اﻷختام عليها وبهذا ال تفرز الوثائق وال تفتح اﻷختام إال بحضور
املتهم أو نائبه بعد استدعائهما ما لم يتعذر ذلك بسبب الفرار.
إن الوثائق املرتبطة بالجريمة يمكن أن تصدر عن املتهم اﻷوراق الشخصية للمتهم ،رسائل ،محررات ،مذكرات والتي تم
الحصول عليها عن طريق التفتيش القانوني أو أن تكون صادرة عن الغير كأقارب املتهم ،أصدقائه أو اﻷشخاص اﻷجانب عنه.
هنا يجوز للقاض ي أن يأمر برد هذه اﻷشياء إما تلقائيا أو بناء على ملتمس النيابة العامة أو بطلب من أي طرف في القضية.
واﻷشياء التي تم الحجز عليها أثناء التفتيش ترد بعينها أو بقيمتها بعد بيعها في الحالة التي يقرر فيها القاض ي بيعها خشية
فسادها أو تلفها ما لم تكن محل نزاع أو الزمة لسير إجراءات الدعوى أو خطيرة أو قابلة للمصادرة.
يبلغ قاض ي التحقيق طلب استرداد املحجوزات إلى النيابة العامة وإلى اﻷطراف اﻷخرى في القضية لتقديم ملحظاتهم داخل
أجل 3أيام من تاريخ التبليغ .ويتم البث في الطلب داخل أجل 8أيام .كما يمكنه أن يأمر بالرد بناء على ملتمس من النيابة
العامة أو تلقائيا دون طلب من اﻷطراف ويقبل اﻷمر الصادر من القاض ي الطعن داخل أجل 10أيام من تاريخ تبليغه ،وهذا
الطعن ال يؤثر في سير إجراءات التحقيق بحيث يضل هو املختص في النظر في طلبات رد اﻷشياء املحجوزة املقدمة إليه.
ثالثا :التقاط املكاملات الهاتفية واالتصاالت املنجزة بوسائل االتصال عن بعد:
هذا يحيلنا إلى مقتضيات املادة 108من قانون املسطرة الجنائية فبداية هذه املادة نجدها تمنع التقاط املكاملات الهاتفية
أو االتصاالت املنجزة .وقد نص عليها املشرع حتى في إطار القوانين الجديدة املتعلقة بحماية املعطيات الخاصة.
إن مسألة التقاط املكاملات الهاتفية واالتصاالت املنجزة بوسائل االتصال عن بعد في اﻷصل هي أمر ممنوع قانونا لكن املشرع
أجاز مسألة التقاط هذه املكاملات إذا اقتض ى ضرورة البحث ذلك .وهذا اﻷمر أجازه املشرع لقاض ي التحقيق بحيث له أن
يأمر كتابة مع التعليل والتحليل بالتقاط املكاملات املذكورة دون تقييده بنوع الجريمة ،أي أنه أي جريمة ممكن االعتماد فيها
على التقاط املكاملات.
واﻷمر بالتقاط املكاملات يتضمن املعلومات التالية:
91
أنه يجب التعريف باملكاملة املراد التقاطها وتسجيلها وأخد نسخة منها أو حجزها وبالجريمة التي تبرر ذلك .وعلى قاض ي
التحقيق تحديد املدة التي يتم خللها االلتقاط والتي ال يمكن أن تتجاوز 4أشهر قابلة للتمديد مرة واحدة بمقتض ى أمر
مماثل
يمكن لقاض ي التحقيق أن يطلب من كافة الجهات التي تشغل وسائل االتصال وضع جهاز لللتقاط (املادة )110والحصول
على املعلومات والوثائق الضرورية للتعرف على االتصال الذي سيتم التقاطه من أي مستغل أو مصلحة للتصال قصد
القيام بااللتقاط املأذون به (املادة .)114
وبالرجوع للمادة 108نجد أن هذا اﻷمر يخول كذلك للوكيل العام للملك ،حيث تنص الفقرة 4من املادة 108على أنه يجوز
للوكيل العام للملك في حالة االستعجال القصوى بصفة استثنائية أن يأمر كتابة بالتقاط املكاملات الهاتفية أو االتصاالت
املنجزة بوسائل االتصال عن بعد وتسجيلها وأخد نسخ منها وحجزها متى كانت ضرورة البحث تقتض ي التعجيل خوفا من
اندثار وسائل اإلثبات .إذا كانت الجريمة موضوع البحث تمس بأمن الدولة أو جريمة ارهابية أو تتعلق باملخدرات واملؤثرات
العقلية أو باﻷسلحة والذخيرة واملتفجرات أو باالختطاف أو بأخذ الرهائن.
مقتض ى أساس ي أنه يجب على الوكيل العام للملك أن يشعر فورا الرئيس اﻷول باﻷمر الصادر عنه وبعدها يصدر هذا اﻷخير
خلل أجل 24ساعة مقررا بتأييد أو تعديل أو إلغاء قرار الوكيل العام للملك .وفي الحالة التي يلغي فيها الرئيس اﻷول اﻷمر
الصادر عن الوكيل العام للملك فهذا االلتقاط للمكاملات يتم إيقافه على الفور وتعتبر اإلجراءات املنجزة بتقييده كأن لم
تكن .وال يقبل املقرر الصادر عن الرئيس اﻷول أي طعن مثل الرئيس اﻷول رفض مسألة التقاط املكاملات فهذا القرار بالرفض
ال يقبل أي طعن
بعد االنتهاء يتم إنجاز محضر بهذه العمليات يبين فيه تاريخ بدايتها وتاريخ نهايتها مع وضع التسجيل أو املراسلة في وعاء
مختوم (املادة 111ق.م .ج) بعدها يتم نقل محتواه كتابة من طرف السلطة القضائية املكلفة بالبحث أو التحقيق أو ضابط
الشرطة املكلف من قبلها ،مع إمكانية االستعانة بذوي االختصاص لفك اﻷلغاز والرموز.
ما الغاية من تدوين هذه املعطيات؟
هو أنها تتحول إلى محاضر قانونية تصبح من أوراق القضية .بعد ذلك تتم أبادة التسجيلت بمبادرة من قاض ي التحقيق أو
النيابة العامة عند انصرام أجل تقادم الدعوى ،أو بعد اكتساب الحكم الصادر في الدعوى قوة الش يء املقض ي به .ويحرر
محضر عن عملية اإلبادة يحفظ بدوره في ملف القضية.
ولتوفير السرية قرر املشرع عقوبات لزجر اﻷفعال التي تمس بهذه السرية (املادتين 115و .)116
رابعا :االستماع إلى الشهود
92
نعلم أن االستماع إلى الشهود يعتبر إحدى الطرق العادية للثبات الجنائي بل أنها تشكل وسيلة دقيقة تستدعي من قاض ي
التحقيق الحذر وعليه أن يأخذ بعين االعتبار الحالة التي يكون عليها الشاهد أثناء أداء شهادته ،فتعابير الوجه ورد فعل
اآلنستان تجعل القاض ي يأخذها بعين االعتبار ﻷنها تكون كأجوبة إضافية تدعم أو تنفي ما جاء في جواب الشاهد.
ماذا يقصد بهذه الشهادة؟
يقصد بها أنه سوف يعتمد عليها إلثبات واقعة معينة من خلل ما سمعه الشاهد أو رآه.
وتنقسم هذه الشهادة إلى شهادة مباشرة ،وهي التي يتم تلقيها من الشاهد مباشرة بدون وسيط .وشهادة غير مباشرة ،وهي
الحالة التي يشهد فيها الشاهد بما سمعه رواية عن غيره.
وقد نظم املشرع مسألة الشهادة في املواد من 117إلى 132ومن 325إلى .347
إن لقاض ي التحقيق الحق في االستماع لكل شخص إذا رأى أن شهادته قد تساعد على إظهار الحقيقة .بحيث ال تعتبر هذه
الشهادة صحيحة إال إذا كانت مسبوقة بحلف اليمين وهو ضمان يجب أن يكون متوفرا عند اإلدالء بالشهادة .ويتم استدعاء
الشاهد إما بالطريقة اإلدارية أو على يد أحد أعوان القوة العمومية التي تسلمه نسخة من االستدعاء أو برسالة مضمونة
مع اإلشعار باالستلم أو بواسطة استدعاء يبلغه له عون التبليغ (املادة )325
في الحالة التي يتوصل فيها الشاهد باالستدعاء عليه أن يحضر لتأدية الشهادة قد يحضر ثم ينصرف .لكن إذا لم يحضر في
هذه الحالة يوجه له قاض ي التحقيق استدعاء ثان للحضور بالبريد املضمون مع اإلشعار بالتوصل أو بواسطة أحد أعوان
قسم التبليغات .لكن إذا لم يحضر يجوز لقاض ي التحقيق بناء على طلب من النيابة العامة إلزامه وإجباره على الحضور
بواسطة القوة العمومية طبقا ملقتضيات املادة 339من ق.م ويمكن أن عليه بالغرامة .لكن إذا حضر وقدم اعتذاره
واﻷسباب التي جعلته يتخلف عن أداء شهادته يمكن للقاض ي في هذه الحالة إعفاءه من الغرامة كليا أو جزئيا بعد االطلع
على طلبات النيابة العامة.
بمجرد حضور الشاهد يتأكد القاض ي من هويته بإدالئه باالسم العائلي والشخص ي وعن حالته العائلية ومهنته وموطنه ،أو
تبعية ﻷحدهم أو أنه يعمل تحت إمرته ،وهل هو فاقد ﻷهلية الشهادة بسبب إدانة جنائية وتسجل كل هذه املعلومات
بمحضر إضافة إلى ما أدلى به بعد أن يتلو عليه قاض ي التحقيق املقتضيات التي تطبق في حالة شهادة الزور.
في الحالة التي يتعدد فيها الشهود يدلين بشهادتهم فرادى بمحضر قاض ي التحقيق وكاتب الضبط الذي يحرر محضرا بها
مالم يتم تلقيها بمكتب قاض ي التحقيق ،حيث أنه قد يتلقاها خارج مكتبه مثل بمنزل الشاهد إذا تعذر عليه االنتقال بسبب
املرض .وعند االنتهاء يقوم قاض ي التحقيق بقراءة اﻷشياء التي جاءت على لسانه إذا أسر على ما قاله يضع توقيعه بالحروف
اﻷولى من كل صفحة باملحضر الذي تم إنجازه.
93
هناك حاالت يمنع فيها االستماع إلى الشاهد وهي حينما يتم ذكر اسمه في الشكاية ،فإذا ذكر اسمه في الشكاية ال يستمع له
كشاهد بل كمتهم .كذلك يمنع االستماع لشهادة املدافع عن املتهم ورجال الدين حول أمر يتعلق بهذه املسألة
خامسا :استنطاق املتهم ومقابلته مع الغير
يعتبر إجراء من إجراءات اإلثبات له طبيعة مزدوجة كونه يعتبر من إجراءات التحقيق وفي نفس الوقت يعتبر وسيلة من
وسائل الدفاع .ﻷنه سوف يتم استنطاق املتهم وتتم مقابلته مع الغير ويقوم بالرد .يتم مواجهة املتهم الذي يحقق معه بالتهم
املنسوبة إليه ويطالب بإبداء رأيه فيها تم مناقشته في أدلة الدعوى إما باإلثبات أو النفي من أجل الكشف عن الحقيقة .وهنا
نتحدث عن نوعين من االستنطاق (االستنطاق اﻷولي والتفصيلي).
االستنطاق اﻷولي :هي املرحلة التي يمتثل خللها املتهم ﻷول مرة أمام قاض ي التحقيق إما بناء على ملتمس من النيابة العامة
بإجراء التحقيق أو بناء على شكاية مباشرة مصحوبة باالدعاء املدني .خلل هذه املرحلة يتأكد قاض ي التحقيق من االسم
العائلي والشخص ي للمتهم ،تاريخ ومكان ازدياده حالته العائلية ومهنته ،مكان اإلقامة والسوابق القضائية ،رقم بطاقة
التعريف الوطنية ،ويمكن كذلك أن يقوم بإخضاعه للتشخيص من أجل التعرف على هويته ،وكذا أخد البصمات.
بعدها يلزم القاض ي بإشعار املتهم بحقه في اختيار محامي ،أو أن يعين له بصفة تلقائية ويضمن ذلك في محضر ثم يحيطه
بالتهم املنسوبة إليه فقط دون تكييفها القانوني واطلعه على اﻷدلة املقدمة ضده كشهادة الشهود ثم بأن له الحرية في عدم
اإلدالء بأي تصريح .عند انتهاء هذا االستنطاق اﻷولي فقاض ي التحقيق يقرر إما ترك املتهم في حالة سراح أو اعتقاله احتياطيا
أو وضعه تحت املراقبة القضائية.
في حالة مخالفة ملتمس النيابة العامة الرامي إلى اإليداع في السجن فهنا يجب على قاض ي التحقيق إصدار أمر بعدم
االعتقال االحتياطي داخل أجل 24ساعة ،ﻷنه يمكن أن يكون من ملتمسات النيابة العامة هو إيداع هذا املتهم في السجن
وفي هذه الحالة على القاض ي إصدار أمر بعدم االعتقال االحتياطي داخل أجل 24ساعة يبلغه فور صدوره إلى النيابة العامة.
وإذا قرر القاض ي ترك املتهم في حالة صراح ينبهه إلى إخباره بكل تغيير لعنوانه .كما يمكن لقاض ي التحقيق أن يعجل
باالستماع إلى الشاهد أو مواجهته مع املتهم أو الغير إذا دعت الضرورة لذلك مثل وجود شاهد يتهدده املوت أو الخوف من
اندثار معالم الجريمة وهنا يتعين ذكر اﻷسباب التي جعلت هذا اﻷمر يكون مستعجل باملحضر .كما يمكن للقاض ي منع املتهم
من االتصال بالغير ملدة 10أيام قابلة للتجديد مرة واحدة ،سواء كان الغير من العموم أو له علقة بالجريمة ،وسواء كان
حرا أو معتقل لكن ال يمنع من االتصال بمحاميه .وال يجوز في اﻷصل سماع املتهم والطرف املدني أو مواجهتهما إال بحضور
محامي كل منهما أو بعد استدعائه إال إذا تنازل املتهم أو الطرف عن حقه في حضور املحامي
االستنطاق التفصيلي :هو الذي يقوم به قاض ي التحقيق بعد انتهاء املرحلة اﻷولى .يتميز بالتدقيق في كافة اﻷفعال املنسوبة
للمتهم .يمكن أن يستغرق أكثر من جلسة .وقبل الشروع فيه يتعين على القاض ي استدعاء املتهم بواسطة رسالة مضمونة
الوصول توجه إليه يومين قبل االستنطاق مع وضع امللف رهن إشارته قبل االستماع بيوم واحد .إذن فاالستدعاء يكون
94
يومين قبل االستنطاق وامللف يوضع رهن إشارته يوم واحد قبل االستماع .هناك إجراء آخر يتواله قاض ي التحقيق يمكن أن
يقوم به هو املواجهة بحيث يتم مقابلة بين شخصين أو أكثر من الشهود أو املتهمين والغاية من ذلك هو إبراز ما اختلف فيه
الشهود ليصل القاض ي إلى تكوين قناعته لألخذ بما يراه موافقا لألدلة التي بين يديه وبعد ذلك عرض اﻷقوال على املتهم
ليقررها أو يطعن فيها.
95
املحاضرة العاشرة:
الجزء اﻷول:
في الحصة السابقة تحدثنا عن اإلجراءات املتعلقة بالتحقيق بمعنى اإلجراءات التحقيق اإلعدادي فمن بين النقط التي
تطرقنا إليها هو أن املطالب بالتحقيق يكون من طرف النيابة العامة وقد يكون من طرف املتضرر بالطبع من طرف املتضرر
يكون في إطار االدعاء املباشر ثم بعد ذلك وقفنا على اإلجراءات التي يتولى قاض ي التحقيق القيام بها وهاته اإلجراءات تدخل
في خضم مسألة جمع اﻷدلة يتعلق اﻷمر بإجراء بحث مستقل عن االستنطاق املقابلت ثم التنقل والتفتيش والحجز
والضمانات املحيطة به من ضمنها ما هو مرتبط به ضرورة االلتزام بالقواعد التفتيش التي من ضمنها أن يتم التفتيش في
وقته القانوني مع أخذ بعين االعتبارات واالستثناءات التي يمكن ان تكون في هذا الصدد ثم كذلك تحدثنا عن مسألة التقاط
املكاملات الهاتفية واالتصاالت املنجزة بوسائل االتصال عن بعد .ما هي االجراءات الخاصة كيف يتم التعامل مع املعلومات
التي يتم التوصل بها عن طريق هاته التقنية؟ وما هي الضمانات املحيطة بها ثم تحدثنا كذلك عن االجراءات االخرى التي
يمكن ان يقوم بها القاض ي التحقيق وهو االستماع الى الشهود والضمانات املحيطة بهذا االمر بعد ان يقوم قاض ي التحقيق
بكل هذه املقتضيات ينتقل الى مسألة جمع اﻷدلة املرحلة اﻷولى وهي مواجهة املتهم كيف مواجهة املتهم هو انه سوف يقوم
باستنطاق وقلنا إن يكون االستنطاق االول واالستنطاق تفصيلي
االستنطاق اﻷول يعتبر اوال ملاذا يعتبر اوليا ﻷنه يعتمد على اﻷعلى التعرف على هوية املتهم يعني تأكيد اخباره بالتهم املوجهة
إليه دون تكييفها القانوني فقط هذا هو اﻷمر الذي يقوم به املرحلة الحاسمة وبعد ذلك له الحق في اتخاذ اإلجراءات الثلث
اما انه سوف يقوم بمسألة االدعاء املتهم في السجن او أنه يتم وضعه رهن االعتقاالت أو في حالة سراح بعد ذلك تحدثنا عن
املرحلة اﻷخيرة .مرحلة االستنطاق التفصيلي هو الذي يقوم خلله القاض ي التحقيق بالتفصيل في اﻷدلة التي يتم التوصل
عليها عن طريق ما قام به من إجراءات التنقل والحجز واالستماع الى الشهود .وكل املقتضيات التي أشرنا اليها ان من بين
اإلجراءات التي يقوم بها قاض ي التحقيق هو إجراء خبرة.
ماذا يقصد بإجراء خبرة .ماذا يقصد بإجراء خبرة اوال على اعتبار ان االستنطاق بشكل اهم اجراءات في البحث عن اﻷدلة
من أجل تعزيز اﻷدلة التي يتم التوصل إليها خوله امكانية ان القاض ي يمكنه أن يستعين كذلك بإجراء خبرة إجراء خبرة
يخضع الى املواد من 194الى 209من قواعد املسطرة الجنائية بحيث نجد أن املشرع أجاز إلى هيئة التحقيق أو حكم ان
تأمر بإجراء خبرة كلما تعلق اﻷمر بمسألة تقنية وهذا اﻷمر بأجراء خبرة قد يكون اما بصدد صفة تلقائيا أو بطلب من النيابة
العامة أو أحد أطراف طبقا ملقتضيات املادة 194اﻷمر بإجراء خبرة مع الغاية منه الغاية منه هو توضيح بعض الوقائع التي
يكون تثبت منها مساعدا على الوصول الى حقيقة اذا نجد ان املشرع استبعد من دائرة اﻷوامر الطعن بحيث ان إجراء خبرة
ال تقبل االستئناف الغاية من هاته الخبرة الوصول الى الحقيقة وبالتالي الداعي الى عرقلة السير إجراءات عن طريق تحويل
مسألة الطعن وهاته نجد أنه ترك للنيابة العامة واﻷطراف الحق في إيذاء ملحظتهم وليس الطعن أداء ملحظاتهم خلل ثلثة
96
أيام املوالية للتبليغ طبقا للمقتضيات 169في فقرتها الثالثة لكن إذا كان الطلب إجراء خبرة موجهة من طرف النيابة العامة
او االطراف فاذا رفض القاض ي تحقيق االستجابة الى الطلب يجب عليه إصدار قرار كتابي يبرر فيه اﻷسباب الرفض اﻷمر
باإلنجاز الخبرة للنيابة العامة واﻷطراف إحالة النسخ من هذا القرار الى النيابة العامة واطراف النازلة ملاذا لكي يحق الطعن
باالستئناف قرار الرفض الذي صدر عن قاض ي التحقيق امام الغرفة الجنحية طبقا للمواد 222و 223من قواعد املسطرة
الجنائية يبلغ مقرر اجراء خبره او الرفض خبره الى كل من النيابة العامة واالطراف ويشار في التبليغ ما يلي اسم الخبير صفته
االمر املطلوب منه طبقا للمادة 196في فقرتها االولى يشترط في املقرر ان يكون واضحا في تحديد الوقائع التي يلزم فيها الخبير
ابداء رايه الفني فيها وما هي الوقائع التي نريد ان نجري خبره بشأنها ويدل الخبير خادعا لرقابه القاض ي التحقيق لألمر بأجراء
خبره ويبقى له الحق في االطلع على سير االجراءات خبره من غير شرط او قيد او قيد في كل مراحل التي وصلت اليها ويجب
ان يتم تمكينه من كل ما يساعده على اتخاذ االجراءات اللزمة الخبير يمكنه في حاالت معينه االستعانة بمن يساعده بالقيام
باإلجراءات اﻷخيرة 2011يحتاج الخبير الى االشياء املحتجزة اثناء اإلجراءات التحقيق وكانت هذه اإلجراءات هذه االشياء
غير محصية او غير مختوم أو لم يتم كسر اختمها بعد فيجب على القاض ي التحقيق قبل تسليمها الى الخبير أن يعرضها
على املتهم طبقا للمادة 104أن يعد اشياء مختوم في املحضر املثبت عملية تسليمها للخبير ويلزم أن يذكر في التقرير ما فاته
ما فتحه أو ما أعاد فتحه من اختام مع إحصاء اﻷشياء التي فتحت اختامها ملاذا نطلب او نشترط هاته االجراءات الدقيقة
ﻷننا نتحدث عن مرحلة الفاصلة نتحدث عن املرحلة التحقيق بالتالي كل إجراء يجب أن يكون املتناهية في حاالت الثانية
وهو اذا تطلب االمر باستنطاق املتهم هذا االستنطاق يتم من قبل قاض ي التحقيق بحضور خبير ويتم إجراء طبقا للمواد
139و 140و 141لكن في الحالة التي يكون فيها الخبير مختص في مجال معين مثل الى كان طبيب نفساني او عقلي في هذه
الحالة جاز طرح اسئلته اللزمة إنجاز مهمته في غيبتي القاض ي التحقيق او املحامين وهنا نحيل على املادة 103فاذا نلحظ
تمييز بين الحالتين كانت الحالة التقنية ﻷن هو الذي له خبرة في هذا املجال مثل الطبيب النفساني او العقلي الذي قلنا اما
اذا كان االمر يستدعي طرح بعض اﻷسئلة فهذا اﻷمر ينبغي من االختصاص القاض ي التحقيق الذي يقوم بعملية االستنطاق
بحضور الخبير لكي يستخلصه
ما يريد استخلصه من خلل اسئلة املوجهة للمتهم يمكن للخبير تلقي التصريحات الغير املتهم واملصالح بالطبع يجب عليهم
إمضاء على التصريحات كما قد يطلب اﻷطراف من القاض ي االمر بإجراء خبرا بعد االبحاث او االستماع الى بعض االشخاص
الذين من شانهم تزويدهم بمعلومات تقنية يلزم الخبير بإنجاز خبرة داخل اﻷجل الذي يحدده قادم التحقيق قبل في قرار
الصادر بالتعيين هذا الخبير في الحالة التي يستدعي فيها اﻷمر بالتمديد االجل املتعلق بالخبرة هنا يحق لقاض ي التحقيق منح
هذه التمديد يقرر بأسباب تبرر ملاذا تم هذا التمديد لكن في الحالة التي لم ينجز فيها الخبير مهمة موكليه داخل آجال الذي
حدده قاض ي التحقيق قبل ففي هاته الحالة خصوصا بعد منحه تمديد في هاته الحالة جاز قاض ي التحقيق استبداله في
الحال مع ضرورة إحاطة القاض ي بما قام به من عمليات بمعنى يحدد القاض ي لم يتم مسند اليه فقام ببعضها فيجب عليه
أن يحدد ما هي املهام التي قام بها كما يجب عليه أن يرى داخل أجل 48ساعة اشياء ومستندات ووثائق التي كانت بين يديه
97
يعني الخبير لم يقم بإنجاز مهمة جاز لقاض ي التحقيق استبدالهم في الحال االلتزامات الواقع على عتيق الخبير يجب عليه
أن يخبر قاض ي التحقيق بكل عمليات التي قام بها اذا كان قد تسلم اﻷشياء أو املستندات او الوثائق فعليه أن يردها داخل
أجل 48ساعة وكل اشياء يمكن ان يخدع الى عقوبة تأديبيه طبقا ملا ورد في املادة 199من قواعد املسطرة الجنائية عندما
ينتهي الخبير من عمله فهو ملزم بتحرير تقرير يتضمن وجوبا كل ما قام به من اجراءات وابحاث وما توصل اليه من نتائج
واجابه عن اﻷسئلة التي طرحت عليه في صك االنتداب واملنتدب الذي يقوم بالخبرة كما يجب عليه ان يشهد في ذات التقرير
بانه قام شخصيا بإنجاز ما كلف به او قام بمراقبه ثم يوقع على التقرير في الحالة التي يستعين فيها الخبير املساعد وهذا
املساعد قام بملحظات فيجب ان يتم تضمين هذه امللحظات في مذكره خاصه وعلى الخبير واملنتدب تضمينها في تقرير طبقا
للمقتضيات املادة 205في فقرتها الثانية من قواعد املسطرة الجنائية في الحالة التي يكون فيها اكثر من خبير يعني في حاالت
التعدد الخبراء بين او كان لديهم تحفظات خاصه بالنتائج املشتركة في هذه الحالة جاز لي كل منهم تعبير عن رايه في تقرير
مشترك بأبداء ملحظاتهم التي يجب ان تكون معلله حسب املقتضيات املادة 206من قانون املسطرة الجنائية بعد إنجاز
بيجو تقرير يتم إيداعه لدى كتابة الضبط للمحكمة التي أمرت بإجراء خبرة وهذا التقرير يكون مرفوق باﻷشياء املختوم او
ما تبقى منها مقابل اشهاد يثبت فيه االدعاء يسلم كاتب الضبط بمعنى ان بعد ينتهي الخبير من خبرته يجب عليه أن ينجز
تقرير يجب ان يضع لدى كتابة الضبط املحكمة االبتدائية التي طلبت بالخبرة وطبعا حينما يسلم هذا التقرير يأخذ مقابل
االشهاد بعد إذا انتهت مهمة الخبير يتعين على القاض ي التحقيق تبليغ نتائج الخبرة للمواد 139و 140من قواعد املسطرة
الجنائية بعد بعدها يستدعيهم ويتلقى تسريحاتهم بخصوص هاته الخبرة داخل أجل يحدده لهم أو تقديم طلبات الخاصة
بإجراء ويمكن لألطراف او النيابة العامة ان تقدم لهم بطلبات خاصة يمكن ان تكون بإجراء خبرة تكميلية أو يمكن أن تكون
ملحظات خبرة مضادة لهاته الطلبات ال ترفض بإقرار صابر عن قاض ي التحقيق املطالبات قبل للستئناف طبقا ملا ورد في
املواد من 222و 223و 224وهذا في ما يتعلق بإجراء وقيام بالخبر الذي يدخل ضمن اﻷشياء التي يعتمد عليها قاض ي التحقيق
من اجل الوصول الى مرتكب تحقيقي للجريمة التي هو بصدد تحقيق بشأنها بعد ان يقوم قاض ي التحقيق الى كل هذه االعيان
بالطبع يصل الى خلصة معينه من ضمن هاته الخلصة قد يستدعي االمر منه اصدار او امر معين فما هي هذه اﻷوامر التي
يمكن أن تصدر عن قاض ي التحقيق نجد على اعتبار ان املرحلة بها هو يشكل اهم اجراءات التي لها علقه بالبحث عن ادله
من اجل الوصول الى حقيقه لهذا نجد ان املشرع منح لي قاض ي التحقيق مجموعه من اليات ليستهل هاته املهمة هاته االليات
منها ما يتعلق بالشخص املتهم بحيث هاته االليات يمكن ان تحد من حريه املتهم عن طريق ان يلزم حضور امام قاض ي
التحقيق ويمكن لهاته االليات لها علقه يمكن ان تصل الى حد بعد حقوقه وهنا لهذه الغاية مثل نجد قد يصدر مجموعه
من االوامر التي سوف نتحدث عنها في االوامر التي تصدر عن قاض ي التحقيق هي امر بالحضور هو حسب املقتضيات املادة
144هو انذار يوجهه قاض ي التحقيق للمتهم لحضور امامه في تاريخ والساعة املحددة بين هذا االمر بالحضور وهو شبيه في
االستدعاء ا متميز ال يقيد املتهم فهو قد انظر بالحضور قبل استعمال وسائل اخرى كاإلجبار على الحضور حيث ،فالقاض ي
يلزم باستنطاقه ويحق للمحامي املتهم حضور هذا االستنطاق طبقا للمادة 145من قانون قواعد املسطرة الجنائية هناك
98
امر ثاني هو اﻷمر باإلحضار حسب املقتضيات املادة 146من قواعد املسطرة الجنائية أن اﻷمر باإلحضار هو أمر الذي فيه
قوة وهو اﻷمر الذي يعطيه قاض ي التحقيق قوة عمومية لتقديم املتهم أمامه في الحال يمكن أن تقوم به أحد رجال ضباط
الشرطة القضائية أو أحد أعوان الشرطة القضائية أو يمكن أن يتم على يد عون من القوة العمومية في الحالة التي يكون
فيها املتهم مع معتقل يتم تبليغ هذا اﻷمر بواسطة املشرف لرئيس املؤسسة السجنية في حاالت استعجال بالطبع يستعمل
جميع الوسائل ادعاء اﻷمر بإحضاره هذا االمر اهم مميزاته انه يشكل يعتبر أو ال اكثر سهرانه من اﻷمر السابق قلنا فيه قوه
سوف يتم االستعانة بجهاز أخرى هي القوة العمومية املعني باﻷمر يلزم بحضور في الحالة التي يمتنع فيها او يحاول فرار يمكن
هنا استعانة كذلك بالقوة العمومية بالطبع بمجرد ما يحضر يجب استنطاقه في الحال طبقا ملقتضيات املادة 147إذا تعذر
هذا اﻷمر يتم إيداعه في السجن ملدة 24ساعة في الحالة انتهاء املدة 24ساعة يجب على رئيس املؤسسة السجنية تقديمه
تلقائيا الى النيابة العامة التي تلتمس استنطاقه يتم اإلفراج عليه في الحال هناك أمر ثالث وهو اﻷمر بالدعاء في السجن هذا
اﻷمر يصدر بعد استنطاق املتهم وهذا االمر يصدر بالطبع من القاض ي التحقيق يوجهه الى املشرف رئيس السجن لكي يتسلم
املتهم ويعتقله اعتقال احتياطي يبلغ هذا االمر للمتهم يعتبر هذا التدبير هو حقيقه االمر يصدر عمليا ضد املتهم الذي يكون
حاضر امام قاض ي التحقيق ﻷمر املوجه اليه بالحضور او من بعد ما تم توجه االمر بإحضار بمعنى ان االمر باالدعاء في
السجن يكون اما نتيجة امر بالحضور او امر باإلحضار وقد يطبق على من حضر تلقائيا من اجل اتخاذ هذا االمر باالدعاء
في السجن يشترط ما يلي ان يتعلق االمر بجناية او جنحه لها عقوبة سالبه للحرية في حاله التي يتعلق االمر بجنحه مرتبط
بجريمه موضوع تحقيق ولم تكن العقوبة السالبة للحرية في هذه الحالة ال يمكن للقاض ي اصدار امر باالدعاء في السجن
الشرط الثاني وتأكد من وصف الجريمة التي تخول له اصدار هذا االمر يبلغ االمر للمتهم ويشارك اليه في محضر استنطاق
هناك امر الرابع وهو االمر بألقاء القبض من خلل تسميته فهو يتم قبل استنطاقه القاء القبض حسب املقتضيات املادة
154من قانون القواعد املسطرة الجنائية فهذا االمر اذا أردنا تعريفه هو أمر بالصدار للقوة العمومية من اجل البحث عن
املتهم ونقله للمؤسسة السجنية ما الغاية من ذلك الغاية من منه هو وضع املتهم رهن اعتقاد احتياطي يصدر ضد من يصدر
ضد املتهم الذي يكون في حالة فرار أو أن يكون مقيما في خارج هذا اﻷمر يستوجب استنطاق املتهم من قبل قاض ي التحقيق
بعد إلقاء القبض عليه ليقرر بعد ذلك هل سوف يتم ادعاء في السجن وذلك بوضعه رهن اعتقال احتياطي ويعني بناء عليه
االستنطاق هو اجراء الذي يأخذ به القاض ي التحقيق يعني ممكن ان يتم وضعه رهن االعتقال االحتياطي هذا االمر يمكن
ان يختلف حسب طبيعة املتابعة التي تكون ضد املتهم اﻷوامر السابقة التي تكلمنا عليها يقوم بها قاض ي التحقيق دون
استشارة النيابة العامة اﻷمر بالحضور اﻷمر باإلحضار اﻷمر باإليداع في السجن وكل هذه اﻷوامر يقوم بها قاض ي التحقيق
بمفرده دون استشارة النيابة العامة ولكن بالنسبة ولكن بالنسبة لي اﻷمر بإلقاء القبض ال يجوز أن يصدر هذا اﻷمر إال بعد
استشارة النيابة العامة قبل اتخاذه بالطبع يجب ان يتعلق اﻷمر بجناية أو جنحة عقوبتها اﻷصلية هي السجن دون غيرها
من العقوبات املالية مهما بلغت قيمة هاته العقوبات املالية طبقا ملقتضيات املادة 154يبلغ اﻷمر بإلقاء القبض وينفذ طبقا
للمسطرة االمر بإحضار ما هي مميزات اﻷمر باإلحضار هو استعمال القوة العمومية حيث تتولى القوة العمومية للبحث عن
99
املتهم بعد أن يتم ضبطه الى السجن املبين في االمر وتسليمه لرئيسه مقابل شهاده التسليم التي هي ملزم بتقديمها له وفقا
للمقتضيات املواد 154فقره الثالثة 155 146من قانون املسطرة الجنائية يلزم العون املكلف بتنفيذ االمر بألقاء القبض
باحترام اجراءات املتعلقة بدخول املنازل في االوقات املحددة قانون مثل هذا الشخص نكون في مرحله البحث عنه القاء
القبض حيث وجده مثل االمر يستدعي دخول الى املنزل يجب مراعات ا املقتضيات املتعلقة بتفتيش املنزل يعني دخوله في
االوقات التي حددها القانون بعد ان يتم القاء القبض على املتهم ا يجب استنطاقه من قبل القاض ي التحقيق داخل اجل
48ساعه من اعتقاله اذا لم يتيسر هذا االمر خلل هذه املدة التي هي 48ساعه اوجب قانون املسطر على رئيس السجن
تقديمه للنيابة العامة لكي تقوم باستنطاقه هنا نتحدث عن املقتضيات املواد 148 147بحيث تلتمس النيابة العامة من
قاض ي التحقيق عند غيابة القاض ي من اي قاض ي من قضاة الحكم استنطاق املتهم فورا ويطلق سراحه التحقيق هذا في ما
يتعلق باﻷوامر التي تصدر عن قاض ي التحقيق هناك االمر بإحضار اﻷمر بالحضور اﻷمر باإليداع في السجن واﻷمر بإلقاء
القبض ووضعنا مقارنة بين هاتفي اﻷوامر الثلث وجدنا ان االمر االول يكون بمحض إرادة املعني باﻷمر االمر باإلحضار اﻷمر
باإليداع في السجن يكون بالقوة يعني استعمال القوة وما يميز اﻷمر باإليداع بالسجن عن اﻷمر بإلقاء القبض أن اﻷمر
للستيداع في السجن يأتي بعد تنفيذ اﻷمرين السابقين أحدهما ان امر بالحضور او االمر االحضار بالتالي يكون بعد
االستنطاق في حين أن اﻷمر املتعلق بإلقاء القبض فهو يكون قبل االستنطاق ثم املسألة االخرى التي تكلمنا عليها امر بألقاء
ال قبض أن قاض ي التحقيق له حريتان ما في اصدار االمر باإلحضار في السجن من تلقاء نفسه لكن بالنسبة إلقاء القبض
يستشير مع النيابة العامة البد من استشارة النيابة العامة في مسألة إلقاء القبض فيما يتعلق باﻷوامر االن هناك إجراءات
يقوم بها قاض ي التحقيق املتعلقة بالحد من بعض حقوق املتهم واإلشارة إلى بعض البيانات التي نشير في كل امر نوع التهمة
املواد التي تخضع لها هاته التهمة نشير في هذا اﻷمر هوية املتهم ورقم بطاقة تعريفه يؤرخ قاض ي التحقيق ويوقع ويختم بطبعه
هذاك االمر ثم احترام قواعد املتعلقة بالترجمان او شخص يحسن التواصل مع الصم والبكم وتتم عملية الضبط واإلحضار
تحت إشراف قاض ي التحقيق هاته من بين االجراءات الدقيقة واال تعرض الى االجراء الذي يقوم به البطلن وقلنا هناك
اجراءات التي نتكلم عنها االن وهي متعلقة بالحد من بعد حقوق املتهم وهنا سوف نتحدث عن الوضع تحت املراقبة القضائية
اهم ما يميز املراقبة القضائية هي كونها تدبير استثنائي جديد ويمكن لقاض ي التحقيق في اللجوء ويخدع بواسطته املتهم
ﻷحدى التدابير املنصوص عليها في املادة 161بمقتضاها يدل املتهم حرا من غير اعتقال بمعنى اتخذ في حقه بعد االجراء
املتعلقة باملراقبة القضائية فهنا املتهم ال يكون تحت االعتقال وفي نفس الوقت اوال ان ال يكون تحت االعتقال ويخول مسالة
أساسية وهو ان يتم ضمان تواجده هذا املتهم رهنه اشارة قاض ي التحقيق في اي وقت .ما هي اﻷحكام التي تحيط بمسألة
املراقبة القضائية فقلنا هي تدبير استثناء يتم اللجوء اليه من طرف قاض ي التحقيق ضرورة يقتديها التحقيق من دون ان
يتطلب االمر اعتقال املتهم احتياطيا من خلل تسميتها هي مراقبة فهو تدبير مؤقت تتحدد تحدد مدته في شهرين قابلة
للتجديد خمس مرات نفس املدة اذا الرقابة القضائية هي تدبير مؤقت مدتها هي شهرين قابلة للتجديد خمس مرات في نفس
املدة يتخذ او يتخذ قاض ي التحقيق اإلجراءات التي له علقة بالتحقيق اما هذا اﻷمر يكون بملتمس مقدم من طرف النيابة
100
العامة أو بناء على شكاية مفروقة للمطالبة بالتعويض عن الضرر يعني يتخذ بأمر صادر بإجراء احدى اجراءات املراقبة
القضائية يكون بأمر صادر عن قاض ي التحقيق الذي اتصل بالتحقيق اما هذا اﻷمر يكون ملتمس من النيابة العامة او امر
مطالب بالحق املدني يبلغ شفويا املتهم والنيابة العامة داخل أجل 24ساعة دون اشتراط تعليل سبب اتخاذهم من قبل
قاض ي التحقيق هذا اﻷمر هو قابل للستئناف من قبل املتهم والنيابة العامة خلل اليوم املوالي بصدوره مثل قاض ي التحقيق
ا رثاء أن يأخذ تطبيق أحد اجراء من اجراءات املتعلقة باملراقبة القضائية ال يمكن للمتهم او النيابة العامة ان تقوم
باستئنافه متى خلل اليوم املوالي لصدوره وفقا إلجراءات االستئناف اوامر قاض ي التحقيق املتعلقة باإلفراج املؤقت نعتمد
على هذه املقتضيات املتعلقة باستئناف اوامر قاض ي التحقيق املتعلقة بإفراج املؤقت من يبت في هذا االمر في هذا االستئناف
يبث فيه الغرفة الجنيه داخل اجل خمسه ايام من تاريخ احاله االستئناف االمر عليها
الجزء الثاني:
ماهي االلتزامات التي يجب أن تكون موضوع التدبير
هده االلتزامات هي املضمنة في املادة 161وهي 18إجراءات ،يعين القاض ي اإلجراء املراد اتخاذه كما يعين لهدا اإلجراء شخصا
ماديا أو معنويا مؤهل للمشاركة في تطبيق هدا التدبير إما أن يعين لنا شخصا أو مصلحة واملصلحة التي من املمكن أن
تتدخل للقيام بهده اإلجراءات هيا إما مصلحة الشرطة أو مصلحة الدرك امللكي أو أي مصلحة قضائية أو إدارية مختصة.
ماهي هاته اإلجراءات؟
قلنا إنها 18إجراء من ضمنها اإلجراء املتعلق بعدم مغادرة الحدود الترابية من قبل املتهم ،بحية أن قاض ي التحقيق هنا يقوم
بتحديد هده الحدود التي يلزم املتهم بعدم تجاوزها .الغاية من هدا اﻷمر؟؟
الغاية هي ضمان تواجده بمكان يسهل معه على قاض ي التحقيق املطالبة بحضوره كلما تطلب اﻷمر دلك .وقاض ي التحقيق
يمكنه اتخاذ تدبير آخر ،بمعنى أنه باستطاعته أن يأخذ القرار بعدم مغادرة الحدود الترابية؟ والحدود التي نتكلم عنا ليست
الخارج وإنما الحدود الترابية فهي عبارة عن حيز مكاني محدد ويكون ضيق .قلت إنه يمكن أن يتخدد معه إجراء آخر بشرط
إخبار النيابة العامة.
اإلجراء الثان الدي يدخل ضمن إجراءات املراقبة القضائية هو عدم التغيب عن املنزل أو السكن املحدد من قبل قاض ي
التحقيق إال وفق الشروط واﻷسباب التي يحددها .وهنا ال حضوا معي أنه في هدا اإلجراء بدأنا ندخل في حرية املتهم فهو أكتر
تحديدا ﻷنه يتم تحديد املنزل أو السكن الدي يجب أن يكون به املتهم خاصة في الحالة التي يكون له فيها أكتر من موطن
وهده املسألة هي من أجل ضمان عدم اعتقاله فنحن نحدد له املنزل للبقاء فيه عوض أن نعتقله ،لكن هدا ال يعني أنه ال
يمكن مغادرة هدا املنزل بشكل مطلق ولكن له الحق في دلك كأن مثل أن يكون ملتزما بعمل أو قضاء مآرب معينة بشرط أال
تكون مدة غيابه مدة طويلة أو يسافر.
101
اإلجراء اآلخر هو عدم التردد على بعض اﻷمكنة:
هنا تحديد االماكن التي يجب أال يكون بها وهدا التحديد يخضع للسلطة التقديرية للقاض ي.
اإلجراء التالي هو إشعار قاض ي التحقيق بكل التنقلت :فهدا اإلجراء هو أقل حدة من اإلجراءات التي تكلمنا عنها قبل الحدود
الترابية املنزل.
عدم التردد في أماكن معينة :فهدا اإلجراء هو فقط يخبرنا قاض ي التحقيق بتنقلته وهدا اإلجراء يرتبط باإلذن واإلخبار.
هناك إجراء آخر هو التقدم بصفة دورية أمام الجهات املعنية من قبل القاض ي فهدا اﻷمر يتم بشكل دوري للتأكد من
حضوره بالدائرة وأنه رهن إشارته كلما طلب منه الحضور .بالطبع هدا اإلجراء يستدعي تحديد هده الجهات وإخبارها باإلجراء
حيت تلتزم هده الجهات بتسجيل تواريخ حضور هدا الشخص وسلوكه والغاية من دلك هي أن تتخذ في حقه اإلجراءات
اللزمة في حالة عدم احترام ما تم االتفاق عليه.
اإلجراء املوالي هو االستجابة للستدعاءات املوجهة إليه من أي سلطة أو من أي شخص مؤهل معين من قبل القاض ي ،أي
أنه في الحالة التي ال يلتزم فيها املتهم بالحضور أمام قاض ي التحقيق إدا طلب منه دلك تتوجه له بالطبع استدعاءات من عدة
جهات تابعة لقاض ي التحقيق ،ودلك لتأكيد ضرورة االمتثال ملجريات التحقيق خلل سائر مراحله.
إجراء آخر وهو الخضوع لتدابير املراقبة املتعلقة بالنشاط املنهي أو حول املثابرة على تعليم معين :بمعنى الخضوع للسلطة
أو للشخص الذي عينه قاض ي التحقيق ملراقبة نشاطه املنهي أو التعليمي عن طريق اطلعه على الوثائق وعلى املعلومات
املتعلقة بالعمل أو الدراسة ،مثل هدا املتهم لديه نشاط منهي أو أنه يتلقى تعليما معينا فهده املسألة تكون تحت الرقابة
القضائية .عن طريق مادا؟؟؟
عن طريق أنه يكون هناك شخص له سلطة تلزم هدا املتهم دائما بأن يخبرها ويعطيها الوثائق واملعلومات املتعلقة بدلك
النشاط الذي يقوم به أصل أو الدراسة التي يقوم بها.
إجراء آ خر وهو إغلق الحدود ،فهده الحدود ليست هي الحدود التي تكلمنا عنها في البداية فإغلق الحدود الذي نتكلم عنه
هنا هو إغلق الحدود الخارجية يتم اتخاذه تجنبا ملغادرة املتهم للتراب الوطني.
إدن هنا إغلق الحدود هو تجنبا ملغادرة املتهم للتراب الوطني ولضمان حضوره أمام قاض ي التحقيق يأخذ بالنضر هنا الى
طبيعة الجريمة وملبساتها وكدلك شخصية املتهم وسلوكياته والسوابق القضائية .وهناك أمثله ﻷشخاص يكونون متابعين
بجرائم معينة ال يعطى لهم الحق بمغادرة التراب الوطني مادام أنه لم يحكم عليه ،فهو الزال في مرحلة التحقيق فهدا اإلجراء
هو إجراء صائب ملادا؟؟؟ ﻷنه ال زلنا لم نصل الى القضية التي هو متابع بشأنها وبالتالي يتم إغلق الحدود في وجهه فهو ليس
له الحق في مغادرة الحدود والقضية لم يحسم فيها نهائيا.
102
توجه نسخة من هدا اﻷمر للسلطات املسؤولة عن مراقبة الحدود هاته اﻷخيرة يعني السلطات هي ملزمة بمراقبة مدى امتثال
املتهم لهدا اإلجراء ،وإشعار قاض ي التحقيق بكل تصرفات املتهم وأن تتخذ بشأنه ما تراه مناسبا من تدابير وإجراءات في حالة
عدم التزامه .بطبيعة الحال من بين اإلجراءات التي يمكن أن تتخذ في حقه هو االعتقال االحتياطي ،مثل ألزمناه بأنه ليس له
الحق في مغادرة الحدود ولكن كل مرة بحاو استعمال وسيلة ما للمغادرة فاإلجراء الذي يمكن أن يتخذ في حقه هو االعتقال
االحتياطي.
هناك إجراء آخر وهو تقديم الوثائق املتعلقة بالهوية السيما جواز السفر ودلك إما لكتابة الضبط أو مصلحة الشرطة أو
الدرك امللكي مقابل وصل وها اإلجراء هو من أجل ضمان حضور املتهم دائما أمام التحقيق ،حيت ألزمه بتسليم بطائق
الهوية ونجد املشرع يؤكد لنا على جواز السفر ودلك لضمان عدم مغادرته للتراب الوطني ،والوصل الذي يسلم للمتهم توضع
عليه صورة يسجل فيه أنه قدم له مقابل وثيقة الهوية بعد انتهاء مدته وتكلمنا على املدة أنها شهران قابلة للتجديد خمسة
مرات وبعد انتهاء مدته املتعلقة بتقديم الوثائق يعيد الوصل للجهة مثل وضعه عند كتابة الضبط يعيده لها أو الدرك امللكي
يرجع الوصل ويقوم بأخذ الوثيقة املسحوبة منه.
إجراء آخر وهو املنع من سياقة جميع الناقلت أو بعضها :يتضمن هدا اإلجراء إجراءات املنع من السياقة أو تسليم رخصة
السياقة لكتابة الضبط مقابل وصل إدن بما اننا منعناه من السياقة فهدا يعني أنه ال يمكن أن تبقى بحوزته تلك الوثائق
املتعلقة بالسياقة فهو ملزم بتسليم رخصة السياقة لكتابة الضبط مقابل وصل مع إمكانية أنه يمكن أن يؤددن له
باستعمال رخصة السياقة ملزاولة نشاطه املنهي.
اإلجراء اآلخر أيضا هو املنع من االتصال ببعض اﻷشخاص املحددين على وجه الخصوص من قبل قاض ي التحقيق؛ السلطة
التقديرية تبقى لقاض ي التحقيق فهو الدي يحدد ويأخذ بعين االعتبار مدا تأثير هدا االتصال على سير التحقيق فهو يمنعه
من االتصال بأشخاص معينين.
هناك إجراء آخر أيضا وهو الخضوع لتدابير الفحص والعلج أو لنضام االستسقاء السيما من أجل إزالة التسميم فهذا
التدبير ليست له طبيعة عقابية ولكنها علجية فالتدبير الوقائي الغاية منه هيا االهتمام بصحة املتهم.
إجراء آخر وهو إيداع الكفالة املالية :يحدد قاض ي التحقيق مبلغها وأجل أدائها حيت نجد أن قواعد املسطرة الجنائية نصت
على هدا التدبير في إطار القواعد العامة ،وهو ليس تدبيرا جديدا وغالبا ال يلجأ إليه إال نادرا .بطبيعة الحال عندما نحدد
تلك الكفالة املالية يؤخذ بعين االعتبار الحالة املادية للمتهم ودلك وفقا ملقتضيات املادة 170من قانون املسطرة الجنائية.
هناك إجراء أخر وهو عدم منعه من مزاولة بعض االنشطة املهنية اجتماعية أو مدنية أو تجارية ماعدا االنتخابية أو النقابية
إدا كانت الجريمة مرتبطة بهده املجاالت.
103
عدم إصدار الشيكات كدلك يعتبر من بين تدابير املراقبة في هده الحالة يتم منعه من إصدار الشيكات واإلجراء الدي يتم
القيام به في هده الحالة هو إشعار فرع الوكالة البنكية املؤسسة أو املصلحة املسيرة لحسابه البنكي وبنك املغرب يعني يتم
إعلمهم أن هدا الشخص ليس له الحق إلصدار الشيكات ودلك طبقا للمادة 174من قانون املسطرة الجنائية.
هناك إجراء آخر أيضا وهو عدم حيازة اﻷسلحة وتسليمها للجهات اﻷمنية مقابل وصل ،فهو ليس له الحق في حيازة سلح
وحتى وإن كان له سلح فيتعين عليه أن يقوم بتسليمه للجهات اﻷمنية مقابل وصلفها اﻷمر نجد فيه أمرين:
اﻷمر اﻷول هو املنع من الحيازة ،ليس له الحق في أن تكون لديه وإن كانت لديه فيجب عليه تسليمه للجهات املعنية.
اﻷمر الثان وهو تقديم ضمانات شخصية أو عينية يحددها قاض ي التحقيق تستهدف ضمان حقوق الضحية ،فهدا التدبير
هو شبيه بالكفالة املالية ولكن هناك اختلف وهو أنه بالنسبة للتدبير املتعلق بالكفالة املالية لهو تدبير رقم 13هو لتفادي
االعتقال االحتياطي ،أما في هده الحالة وهيا حالة تقديم ضمانات شخصية أو عينية فهو من الضمانات الخاصة بالضحية.
اإلجراء اﻷخير هو إثبات مساه مة املتهم بالتحملت العائلية :إثبات مساهمة املتهم في التحملت العائلية هو غالبا ما يتخذ
هدا اإلجراء بالنسبة لجنحة إهمال اﻷسرة .ما الغاية منه؟؟؟ الغاية منه هي أنه لكي ليتخدد في حقه االعتقال ﻷن الشخص
يتحمل مسؤولية عائلته الى غير دلك وبالتالي ال يخضع للعتقال وإنما يخضع للثبات ،بمعنى إثبات مساهمة املتهم في
التحملت العائلية .فمن خلل هذا املقتض ى امللحظ هو أن املشرع حدد هاته املقتضيات من أجل تفادي اإليداع بالسجن.
إدن إن أهم ما تتميز به هده التدابير هو التنوع وبالطبع يكون تنفيذ هذا التدبير يخضع لشكليات وإلجراءات معينة تمت
اإلشارة إليها في نصوص متفرقة في حاالت معينة وكدلك في حاالت أخرى نجد أن لها نصوص خاصة وهنا نحيل على املواد
من 162إلى 173ونجد أن البعض منها يخضع لشكليات عامة كما هو منصوص عليه في املادة 163و.165
إدن قلنا إن قاض ي التحقيق له أن يصدر مجموعة من اﻷوامر واﻷوامر لتكلمنا عليها هيا اﻷمر بالحضور واﻷمر باإليداع
بالسجن وكدلك اﻷمر بإلقاء القبض .فما الغاية منها؟؟؟ الغاية منها هي إنجاح اﻷمر باالستنطاق وبعد هدا االستنطاق يمكن
لقاض ي التحقيق القيام بإجراء موالي هدا اإلجراء الدي يضمن حضور املتهم في كل وقت وحين ولكن في حاالت أخرى قد
يستدعي اﻷمر عدم اللجوء إلى اإلجراءات املتعلقة باملراقبة القضائية ويقتض ي اﻷمر ان يتم وضع الشخص رهن االعتقال
االحتياطي ،فاالعتقال االحتياطي هو تدبير ال يصدر إال عن قاض ي التحقيق .متى؟؟ في الجنايات والجناح املعاقب عليها
بعقوبة سالبة للحرية .فاالعتقال االحتياطي ال يكون إال بعد استنطاق املتهم من قبل قاض ي التحقيق لكن ﻷيمن اتخاذه من
قبل النيابة العامة وال من قبل ضابط الشرطة القضائية .ملادا؟؟؟ ﻷنه يتخذ في مرحلة قضائية في مواجهة املتهم ،ﻷنه عندما
نصل إلى قاض ي التحقيق فنحن ندخل في مرحلة قضائية وﻷنه عندما نكون في النيابة العامة وضابط الشرطة القضائية لم
يتم البت بعد في نقط معينة ﻷنه من املمكن أن تصل الشكاية للنيابة العامة وتصدر أمر بعدم املتابعة لكن عندما يصدر
قاض ي التحقيق منعه إدن فاﻷمر فيه متابعة وبالتالي فتلك املتابعة النتيجة التي ستعطيها لنا بناء على ما توصل له قاض ي
التحقيق ،يعني تعميق البحت كما يقال وهنا التحدت عن البحت وإنما تعميق التحقيق لكي نصل إلى حقيقة املسألة.
104
قلت إنه ال يتم اتخاذه من قبل النيابة العامة وال من قبل ضابط الشرطة القضائية ملادا؟؟ﻷنه ال بتم بالصيغة القضائية في
حين أن ما يمكن أن تقوم به النيابة العامة وضابط الشرطة القضائية فما تقوم به النيابة العامة ال يعتبر اعتقال احتياطي
وليعتبر قائمة وفقا ملقتضيات املادة 173و 174من قانون املسطرة الجنائية هو االعتقال فقط.
أما ضابط الشرطة القضائية فما يقوم به وكما سبقت اإلشارة إليه هو الوضع تحت الحراسة النظرية ،وحتى املدة هي
مختلفة ما بين االعتقال االحتياطي وبين الحراسة النظرية ،فاالعتقال الذي تقوم به النيابة العامة تكون بعده إجراءات
أخرى سوف تأتي فيما بعد .فاالعتقال االحتياطي عندما نقوم به فهنا املتهم هو خاضع في اﻷصل للتحقيق يكون في االعتقال
االحتياطي وفي نفس الوقت خاضع للتحقيق .مثل االعتقال الذي تقوم به النيابة العامة مزال موصلنا يقدر ميكونش من
وراه تحقيق أو يمكن تقديم أمام النيابة العامة وتتخذ في شأنه إجراء من اإلجراءات املعينة .ربما من ضمن هده اإلجراءات
ان تحيله على قاض ي التحقيق ،لكن بالنسبة ملا يقوم به قاض ي التحقيق فاالعتقال االحتياطي يكون في املرحلة التي يكون
فيها التحقيق ،وتختلف مدته حسب فرضيتيه الواردتين في املادتين 176و 177من قانون املسطرة الجنائية فاملادة 176
نصت على انه ال يجوز ان تتجاوز مدة االعتقال االحتياطي بالنسبة للجنح شهرا واحدا ،لكن إذا ظهر عند انصرام أجله
ضرورة استمرار االعتقال في هاته الحالة يجوز التمديد بمقتض ى أمر قضائي معلل تعليل خاصا والتمديد يمكن أن يكون
مرتين بناء على طلبات النيابة العامة التي يجب أن تكون بدورها مدعمة بأسباب .إدن ماهي اﻷسباب التي جعلتها تطلب هدا
التمديد؟؟ إدا مرت املدة تتخذ خللها أوامر اإلحالة املضمنة في املادة 217هنا وجب إطلق سراح املتهم بقوة القانون
واستمرار التحقيق معه وهو في حالة سراح.
إدن املادة 176تحد لنا مدة االعتقال االحتياطي بالنسبة للجنح وهي مدة شهر واحد .فإذا مرت مدة شهر يعني انصرمت املدة
ولكن ال زلنا في حاجة إلى التحقيق هنا يمكننا التمديد والتمديد يكون ملرتين وهاتين املرتين تكون بناء على طلب من النيابة
العامة التي هي اﻷخرى عليها أن تبين ماهي اﻷسباب التي جعلتنا نقوم بهدأ التمديد إذا مرت مدة االعتقال سواء االصلية أو
التي تم تمديدها ولم يصدر خلل هده املدة أي أمر من أوامر اإلحالة الواردة في املادة 217هنا وجب إطلق سراح املتهم.
ما ملقصود بأوامر اإلحالة؟؟
سنذهب إلى املادة 217من قانون املسطرة الجنائية لكي نعرفها ،حيت نصت على أنه إدا تبين لقاض ي التحقيق لدى املحكمة
االبتدائية أن االفعال تكون مخالفة وأحال امللف على النيابة العامة وأمر بوضع حد للوضع تحت املراقبة القضائية
وباإلفراج عن املتهم املعتقل مالم يكن معتقل لسبب آخر ،والفكرة هنا مثل أن شخصا هو رهن االعتقال االحتياطي وهنا
نتكلم على قاض ي التحقيق باملحكمة االبتدائية ،تبين له أن اﻷمر يتعلق بمخالفة .هنا ما هو دور قاض ي التحقيق؟؟ نحن قلنا
ان مدة االعتقال االحتياطي هي شهر قابلة للتمديد ملرتين فيجب علينا أن نبين اﻷسباب التي جعلتنا نقوم بهذا التمديد ملادا
قمنا بهذا التمديد؟؟
105
قلنا إنه إذا مرت املدة سواء مدة شهر أو التي أتت بعد التمديد ولم يتم اتخاذ أي إجراء من إجراءات اإلحالة وهنا يتم اتخاذ
إجراء وهو إطلق سراح املتهم بقوة القانون إدا صدر هدا اإلجراء باإلحالة وقد أعطينا متال بالحالة التي تكون فيها مخالفة.
فإدا كانت مخالفة فقاض ي التحقيق يحيل امللف على النيابة العامة ويأمر بوضع حد للعتقال .إدا كان الوضع تحت املراقبة
يقوم بوضع حد له أما إدا كان معتقل اعتقاال احتياطيا نقوم باإلفراج عنه في الحال مالم يكن معتقل لسبب آخر غير هدا
الش يء الذي تكلمنا عنه .مثال :متابع ضن أنها جنحة ولكن هي ليست جنحة وإنما مخالفة إدا تعلق اﻷمر بجنحة أصدر قاض ي
التحقيق أمرا بإحالة املتهم على املحكمة املختصة .يبت قاض ي التحقيق في شأن االعتقال االحتياطي واﻷمر بالوضع تحت
املراقبة القضائية يعني من هو الدي يضع لنا حدا للمراقبة القضائية واالعتقال االحتياطي هو قاض ي التحقيق يحيل قاض ي
التحقيق ملف القضية على وكيل امللك من أجل االستدعاء وذلك طبقا ملا هو منصوص عليه في املادتين 308و 309من
قانون املسطرة الجنائية يخفض اﻷجل املقرر في الفقرة اﻷولى من املادة 309بعده إلى 5أيام إدا كان املتهم معتقل.
إدا تعلق اﻷمر بجناية صرح قاض ي التحقيق بعدم اختصاصه وإحالة امللف على النيابة العامة نطبق عندئذ أحكام املادة
215من قانون املسطرة الجنائية ملادا؟؟ قلنا إدا تعلق اﻷمر بجناية ﻷنه كن تكلموا على قاض ي التحقيق أمام املحكمة
االبتدائية هنا الى كان دار اعتقال احتياطي وتبت له أن اﻷمر يتعلق بجناية فاﻷمر الدي يصدره هو عدم االختصاص هدا
فيما يتعلق باملادة .176
املادة 177من قانون املسطرة الجنائية( التي تحدد لنا مدة االعتقال في الجنايات وهي شهرين فإذا ظهر بعد انصرام اﻷجل
ضرورة استمرار االعتقال االحتياطي جاز لقاض ي التحقيق تمديده بمقتض ى أمر معلل تعليل خاصا يصدره بناء على طلبات
النيابة العامة مدعما بأسباب التمديد وال يمكن أن تكون التمديدات إال في حدود خمسة مرات ولنفس املدة إدا لم يتخدد
قاض ي التحقيق أمرا بانتهاء التحقيق أتناء هده املدة ،يطلق سراح املتهم بقوة القانون ويستمر التحقيق ) إدن هنا لدينا
مقتض ى يتكرر وهو أنه في حالة االعتقال االحتياطي مرت املدة سواء في الجنحة أو الجناية مرت املدة ولم يتخدد بشأن
املعتقل أي إجراء هنا يطلق سراحا بقوة القانون ،متى يطلق سراح املتهم بقوة القانون؟؟ الجواب :وهو في حالة اعتقال
احتياطي من أجل جنحة أو جناية ولم يتخذ في حقه أي إجراء بالنسبة للجنحة وبالنسبة للجناية فيجب أن يصدر أمر بانتهاء
التحقيق ففي هده الحالة يطلق سراح املتهم بقوة القانون ويتابع التحقيق معه وهو في حالة سراح.
في حالة انقضاء مدة هذا االعتقال االحتياطي قلنا إنه يمكن وضع حد للعتقال االحتياطي في أي وقت .إدن عندنا املدة عندنا
شهر في الجنحة وشهرين في الجناية وهي قابلة للتمديد مرتين بالنسبة للجنحة و5مرات بالنسبة للجناية إال أنه يمكن وضع
حد لهدا االعتقال االحتياطي في أي وقت ،إذا اختفت اﻷسباب الداعية إلى اتخاذه ودلك عن طريق ما يعرف باإلفراج املؤقت،
سمح القانون باللجوء إليه أوال في جميع مراحل الدعوى .ثانا بالنسبة لجميع املتهمين وهنا نميز بين اإلفراج املؤقت والوجوبي
والجوازي.
اإلفراج املؤقت الوجوبي يتم في تلت حاالت؛
106
الحالة االولى :وهي التي تنتهي فيها مدة االعتقال لهي شهر بالنسبة للجنحة قابلة للتمديد مرتين أو شهرين بالنسبة للجنايات
قابلة للتجديد خمس مرات ،مرت هده املدة دون أن يتخذ قاض ي التحقيق أمرا بانتهاء هدا التحقيق وذلك طبقا للمواد 176
و 177من قانون املسطرة الجنائية دائما بعين االعتبار ما تحدثنا عنه في الجنحة نتكلم على اإلحالة وفي الجناية نتكلم على
انتهاء التحقيق ففي هذه الحالة وجب على قاض ي التحقيق إطلق سراح املعتقلين بقوة القانون .وهم في حالة سراح.
الحالة الثانية :وهي املضمنة في املادة :179وهي التي تخول للمتهم في الحالة التي ال يبت فيها قاض ي التحقيق في طلب اإلفراج
املؤقت خلل خمسة أيام املحددة في املادة .179الفقرة الثانية هنا املتهم يرفع طلبه إلى الغرفة الجنحية بمحكمة االستئناف
التي تبت في هادا الطلب داخل أجل 15يوم ودلك بعد أن تقدم لها النيابة العامة ملتمسات كتابية معللة وإال يقع مباشرة
اإلفراج املؤقت عن املتهم مالم يكن هناك إجراء إضافي للتحقيق.
الحالة الثالثة :وهي الحالة التي يصدر فيها قاض ي التحقيق اﻷمر بعدم املتابعة لكونه يبين له أن اﻷفعال إما أنها ال تخضع
للقانون الجنائي أو أنها لم تعد خاضعة للقانون الجنائي أو أن االدلة غير كافية أو لكون الجاني الزال مجهوال ففي هذه الحالة
وطبقا ملقتضيات املادة 216في فقرتها 4يجب اإلفراج حاال عن املعتقلين احتياطيا حتى ولو استأنفت النيابة العامة أمره
القاض ي بعدم املتابعة ،هذا فيما يتعلق باإلفراج الوجوبي.
اآلن سوف نتطرق إلى اإلفراج الجوازي ،ملاذا نتكلم عن اإلفراج هنا؟؟ ﻷننا نتكلم عن االعتقال االحتياطي بمعنى االعتقال
االحتياطي يمكن ان نضع له حدا في أي مرحلة من مراحله.
اإلفراج االختياري
يخضع للسلطة التقديرية لقاض ي التحقيق الذي قد يرى أن مصلحة التحقيق اإلعدادي لم تعد تتطلب اإلبقاء على املتهم
في حالة اعتقال احتياطي أو عكس ذلك.
يمكن أن يتخذ مبادرة تمتيع املتهم بالسراح املؤقت قاض ي التحقيق بعد استشارة النيابة العامة بشرط التزامه بالحضور
لجميع إجراءات الدعوى كلما دعي لها ،إخبار القاض ي بجميع تنقلته ،أو باإلقامة في مكان معين .كما يمكن ربط اإلفراج على
املتهم بأن يدلي املعنى باﻷمر بشهادة من مؤسسة عمومية أو خاصة للصحة أو التعليم تؤكد تكلفها باملتهم أثناء مدة هذا
اإلفراج .ويمكن أن يتوقف اإلفراج وجوبا على االلتزام بتقديم ضمانة مالية أو شخصية .ويمكن كذلك أن يرفق هذا اإلفراج
املؤقت بالوضع تحت املراقبة القضائية.
كإشارة يمكن أن تكون مبادرة التمتيع بالسراح املؤقت مقتض ى ملتمس تتقدم به النيابة العامة في كل وقت وحين .في هذه
الحالة ،يتعين على قاض ي التحقيق البت في ملتمس النيابة العامة خلل أجل 5أيام من تاريخ تقديمه حسب املادة 178ق.
م .ج .قد يكون هذا اﻷمر (املطالبة باإلفراج املؤقت) هو الغالب ،قد يكون من طرف املتهم نفسه أو املحامي بواسطة تقديم
طلب لقاض ي التحقيق شريطة االلتزام بحضور .إجراءات الدعوى وإخباره بكل التنقلت وتقديم ضمانة مالية أو شخصية
107
ً
وفقا ملقتضيات املادة 178ق م ج .فبمجرد تلقيه الطلب (قاض ي التحقيق) يوجه امللف للنيابة العامة خلل 24ساعة للدالء
بملتمساتها في موضوع الطلب ،ويشعر برسالة مضمونة املطالب بالحق املدني خلل نفس اﻷجل حتى يتمكن من اإلدالء
بملحظاته .بحيث انه ال يمكن لقاض ي التحقيق إصدار أمره إال بعد 48ساعة من تاريخ إشعاره بتقديم طلب اإلفراج.
ً
يبث قاض ي التحقيق في الطلب املقدم بموجب أمر قضائي معلل خلل 5أيام على اﻷكثر من يوم وضع الطلب (نميز هنا أن
أجل 24ساعة يتعلق بتوجيه قاض ي التحقيق الطلب للنيابة العامة لكي تبدي ملتمساتها وفي نفس الوقت يقوم بإشعار
ً
املطالب بالحق املدني لكي يبدي بملحظاته .وقاض ي التحقيق يبث في هذا الطلب بمقتض ى أمر قضائي معلل والبث داخل
أجل 5ايام على اﻷكثر وفق مقتضيات املادة 179الفقرة 3ق م ج ).إذا لم يتم البث في الطلب من قبل قاض ي التحقيق ،هنا
يمكن للمتهم أن يرفع الطلب مباشرة إلى الغرفة الجنحية بمحكمة االستئناف (يطلب الصراح املؤقت) ،والتي تبث فيه داخل
ً ً
أجل أقصاه 15يوما ،وذلك بعد أن تقدم النيابة العامة ملتمسات كتابية معللة وإال وجب اإلفراج املؤقت مباشرة عن املتهم،
مالم يكن إجراء إضافي في التحقيق طبقا للمادة 179الفقرة 4ق .م .ج.
ً
في حالة رفض قاض ي التحقيق منح اإلفراج املؤقت ،يكون أمره قابل للستئناف أمام الغرفة الجنحية من قبل املتهم أو النيابة
العامة حسب املادة 222ق .م .ج ،إذا خرجت القضية من يد قاض ي التحقيق الذي أمر بالوضع رهن االعتقال االحتياطي،
تصبح الجهة املختصة في البث في طلبات اإلفراج املؤقت هي إما هيئة الحكم املحال عليها القضية ،إذا كانت هذه الهيئة هي
غرفة الجنايات أو الغرفة الجنحية فالقرار الصادر عنها يكون غير قابل ﻷي طعن ،وقد تكون هي آخر محكمة نظرت في
القضية إذا تم تقديم طلب نقض لم يقع البث فيه بعد ،ويكون قرارها هو اآلخر غير قابل ﻷي طعن املادة 180الفقرة 3ق.
م .ج.
108
املحاضرة الحادية عشر:
الجزء اﻷول:
اإلجراءات املتعلقة بانتهاء التحقيق:
نواصل محاضراتنا املتعلقة بمادة املسطرة الجنائية حيث سوف نتحدث اليوم في إطار متابعة إلجراءات التحقيق االعدادي
حصة سابقة أن هناك مهام خاصة يقوم بها قاض ي
ٍ اليوم سوف نقف على اإلجراءات املتعلقة بانتهاء التحقيق ،فقلنا في
التحقيق من أجل جمع اﻷدلة من أجل التثبت بين هاته اﻷدلة ﻷننا نتحدث هنا عن استنطاق أولي ثم نتحدث عن استنطاق
تفصيلي إذن بعد كل هاته اإلجراءات يتوصل قاض ي التحقيق إلى نهاية التحقيق.
إشعار النيابة العامة بانتهاء التحقيق واطلعها على امللف
فهل بمجرد ما ينتهي قاض ي التحقيق يكون له الحق في اتخاذ إجراءات معينة؟ بالطبع نحن نعلم أن فتح التحقيق يكون ً
بناء
على امللتمسات الصادرة عن النيابة العامة ،فبالتالي وبديهي بما أن فتح التحقيق جاء ً
بناء على ملتمسات النيابة العامة فلبد
ً
من أن يتوجه مباشرة بعد انتهائه من التحقيق أن يتوجه قاض ي التحقيق إلى النيابة العامة لكي يشعرها بانتهاء هذا التحقيق،
بحيث يلزم بتوجيه امللف إليها بعد انتهائه من القيام بكل االختصاصات املسندة إليه في هاته املرحلة.
وهنا يتوقف قاض ي التحقيق بمعنى يتوقف عمله ال يقوم بأي إجراء في انتظار ملتمسات النيابة العامة ،هاته امللتمسات
أمور معينة.
ملتمسات إضافية ،إذا رأت أنه البد من التدقيق في ٍ
ٍ التي تصدر عن النيابة العامة قد تكون
وقد يكون رأيها هو أن التحقيق قد استوفى الغرض منه ،فتكون وجهة نظرها إما اإلحالة على املحكمة املختصة أو عدم
املتابعة.
هذين الرأيين ال يلزمان قاض ي التحقيق أي اإلحالة على املحكمة أو عدم املتابعة ال يلزمان قاض ي التحقيق ،وبالتالي له أن
ً
يتخذ ما يراه ملئما بالتالي يتوجه إلى اتخاذ أوامر خاصة بانتهاء التحقيق .فأول مرحلة هو أنه يجب عليه أن يشعر النيابة
ملتمسات إضافية أنه يجب عليه أن يدقق في أمور معينة .أو أن
ٍ العامة بانتهاء التحقيق وينتظر ملتمساتها ما إذا كانت
التحقيق قد استوفى الغرض منه فتكون أراءها إما اإلحالة على النيابة العامة أو عدم املتابعة هذين الرأيين ال يأخذ بهم
قاض ي التحقيق ولكن يصدر هو أوامر ً
بناء على ما توصل إليه.
اﻷوامر الخاصة بانتهاء التحقيق:
هاته اﻷوامر هي ثلث قد تكون اﻷمر بعدم االختصاص وقد يكون هذا اﻷمر هو عدم املتابعة ويمكن أن يكون هو اﻷمر
باملتابعة ،نميز بين هاته اآلراء:
-1اﻷمر بعدم االختصاص:
109
ً
مثل في الحالة التي يصدر فيها قاض ي التحقيق عدم االختصاص متى يصدر هذا اﻷمر؟ إذا تبين له أن اﻷفعال التي حقق
بشأ نها ال تدخل في اختصاصه فمثل كان يحقق في جنحة وثبت له بعد التحقيق أنها جناية وهو قاض ي باملحكمة االبتدائية
فبالتالي هنا يصدر اﻷمر بعدم االختصاص ،ويحيل امللف على النيابة العامة داخل أجل ثمانية أيامه يحيل امللف على الجهة
املختصة؟ ال ،يحيله على النيابة العامة التي أسندت له املهمة وهنا نتحدث عن مقتضيات املادة .215ما مصير اإلجراءات
التي يكون قد قام بها؟ اﻷمر الصادر هنا هو عدم االختصاص بالتالي يحيل امللف ويصدر اﻷمر بعدم االختصاص ويحيله على
النيابة العامة داخل أجل ثمانية أيام هي التي أعطته اﻷمر ال يحيل على الجهة املختصة اإلجراءات التي قام بها أثناء التحقيق
في هذه املرحلة ما مصيرها؟ كل أمر صدر عنه في حق املتهم تظل له قوته التنفيذية فكل اإلجراءات التي قام بها واملتعلقة
باملتابعة أو التحقيق تحتفظ بأثرها القانوني هذا عن اﻷمر بعدم االختصاص.
- 2اﻷمر بعدم املتابعة:
نجد أن املادة 216حددت الحاالت التي يصدر فيها هذا اﻷمر على سبيل الحصر وهذه الحاالت تستند إلى عنصرين
أساسيين:
-العنصر القانوني :والذي يحيلنا إلى الركن القانوني في الجريمة ،فبالتالي اﻷفعال التي قام فيها قاض ي التحقيق بأعماله ،هاته
بوصف جنائي بالتالي ال تتشكل فيها أصناف الجريمة ال تشكل ال جناية وال جنحة وال مخالفة ،أو أن هذا
ٍ اﻷفعال ال توصف
ً
الفعل كان مجرما لكن لم تعد له هاته الصفة الجرمية بعد إلغاء القانون الذي كان يجرمها ،وهنا نحيل على مقتضيات
الفصول 3و 4و 5من القانون الجنائي ،أو أن الفعل الذي قام بشأنه تتوفر فيه ٌ
سبب من أسباب التبرير واالباحة واملشار
له في الفصل ،124هذا فيما هذا فيما يتعلق بالعنصر القانوني.
ً
عنصر واقعي والذي
ٍ -العنصر الواقعي :دائما نتحدث عن اﻷمر بعدم املتابعة إذا كان اﻷمر الصادر بعدم املتابعة يرتكز على
يتجسد إما في عدم كفاية اﻷدلة مما يرجح البراءة ،أو أنه لم يتم الكشف عن املتهم بمعنى أن املتهم ظل مجهوال أو أن البحث
والتحقيق الذي قام به قاض ي التحقيق لم يسفر عن وجود أدلة كافية لتوجيه االتهام ،في هاته الحالة ما هو اﻷثر الذي
سوف يكون له تأثير على اإلجراءات التي سبق لقاض ي التحقيق القيام بها؟ في هاته الحالة تسقط كل اإلجراءات املوالية ،يبت
ً
ﻷسباب
ٍ قاض ي التحقيق في رد اﻷشياء املحجوزة ،يصفي صائر الدعوة ،يفرج حاال على املتهمين ما لم يكن قد تم اعتقالهم
ً
أخرى رغم استئناف النيابة العامة ،وينتهي مفعول املراقبة القضائية .قرار عدم املتابعة هذا يمكن أن يكون جزئيا وهنا
نحيل على املادة 219من قواعد املسطرة الجنائية.
ثم هناك آثار أخرى التي تختلف حسب العنصر الذي ارتكز عليه في إصدار قرار عدم املتابعة ،ما هي هاته اآلثار اﻷخرى؟
فإذا كان اﻷساس الذي ركز عليه أو الذي بنى عليه عدم املتابعة هو ٌ
سبب قانوني هنا ال يمكن إعادة التحقيق في حالة ظهور
عناصر جديدة ففي هذه الحالة إذا أصدر اﻷمر بعدم املتابعة مثل إذا كان ذلك الفعل ال يتوفر على الصفة الجرمية أو أنه
ً
لم يعد مجرما هنا في هاته الحالة ال يمكن املطالبة بإعادة التحقيق في حالة ظهور عناصر جديدة.
110
لكن إذا كان العنصر الذي ارتكز عليه قرار عدم املتابعة هو العنصر الواقعي هنا يمكن إعادة فتح التحقيق في حالة ظهور
ً
عناصر جديدة وهنا نحيل على املادة 229مثل كشهادة الشهود أو املستندات واملحاضر هاته املستندات أو املحاضر لم
يكن باإلمكان عرضها فيما قبل على قاض ي التحقيق لدراستها ،وأن من شأن هذه املحاضر واملستندات وبما في ذلك شهادة
الشهود يمكن أن تعزز اﻷدلة التي كانت ضعيفة ،أو تعطي لألفعال تطور ٍ
ات مفيدة إلظهار الحقيقة ،هنا نجد أن النيابة
العامة تظل لها الصلحية فهي التي لها الحق في أن تقرر ما إذا كان هناك مبرر اللتماس إعادة التحقيق أم ال مبرر لذلك،
ً
بناء على اﻷدلة الجديدة التي ظهرت وهذا ٌ
أمر بديهي ،ملاذا؟ ﻷن على اعتبار أن هي التي تلتمس إجراء التحقيق فبالتالي فحتى
في الحالة التي تستدعي إعادة التحقيق فتظل من اختصاصها وخاضعة لسلطة امللئمة التي تتوفر لديها ،مع العلم أنه ال
قي مة لهاته العناصر الجديدة التي من شأنها أن تفتح التحقيق من جديد ال قيمة لها إذا توفرت أسباب سقوط الدعوة
العمومية.
> كإشارة أن في الحالة التي يصدر فيها قاض ي التحقيق قرار بعدم املتابعة فهذا اﻷمر يحول دون إمكانية املطالبة بالحق املدني
من قبل املتضرر أمام قاض ي التحقيق بالرغم من وجود عناصر جديدة ،ملاذا؟ ﻷن هنا نتحدث عن دعوة مدنية تابعة كما
سبق وأن شرحناه وقلنا إنه من بين سبل تحريك الدعوة العمومية هو االدعاء املباشر أمام قاض ي التحقيق ،وقلنا إن
املتضرر يمكن أن يطالب مباشرة قاض ي التحقيق بالتعويض .فلماذا لم تعد هاته اإلمكانية قائمة بالنسبة للمتضرر؟ ﻷن
عنصر واقعي فوجود أحد هذه العناصر يعني عدم وجود جريمة في
ٍ عنصر قانوني أو
ٍ عدم املتابعة قلنا إنها تنبني إما على
اﻷصل ،وبالتالي ال يمكن املطالبة باملطالب املدنية أمام قاض ي التحقيق.
>وكإشارة أساسية أن إعادة التحقيق تظل باﻷساس من اختصاص النيابة العامة في حالة ظهور عناصر جديدة.
-3اﻷمر باملتابعة أو اإلحالة على املحكمة املختصة :ففي هاته الحالة حينما نتحدث عن اإلحالة على املحكمة املختصة نجد
أن قاض ي التحقيق يصدر اﻷمر باإلحالة على املحكمة املختصة بعد أن يطلع النيابة العامة على انتهاء التحقيق ويتلقى
ً
ملتمسات النيابة العامة طبقا ملقتضيات املادة ،214فإذا قرر القاض ي املتابعة من أجل جنحة أو مخالفة فإنه يحيل اﻷمر
على املحكمة االبتدائية املختصة.
لكن إذا تعلق اﻷمر باملتابعة بجريمة مرتبطة أو متصلة بجناية وكان قد قرر إحالة املتهم على غرفة الجنايات فإنه يحيل
بالتبعية اﻷشخاص املتابعين من أجل جنحة .قاض ي التحقيق باملحكمة االبتدائية يحيل املتهم بالجنحة على املحكمة
االبتدائية.
وإذا تعلق اﻷمر بمخالفة وصدر أمر باملتابعة هنا قاض ي التحقيق يحيل امللف على النيابة العامة حسب مقتضيات املادة
،217وفي الحالة التي يقرر فيها قاض ي التحقيق اإلحالة على املحكمة االبتدائية في هاته الحالة ال يمكن للنيابة العامة
التصرف في املتابعة أو النصوص التي اعتمدها قرار اإلحالة ما هو دورها؟ يبقى لها فقط الحق في إنجاز االستدعاء لتعرض
ً
املتهم على الجلسة وفقا ملا جاء في قرار اإلحالة ويتم احترام شكلية االستدعاء هنا نتحدث عن مقتضيات املادتين 308و.309
111
ال تصدر أوامر قاض ي التحقيق بانتهاء التحقيق كما سبق قوله إال بعد تقديم النيابة العامة مللتمساتها.
بيانات معينة والزمة وهي :اسم املتهم العائلي والشخص ي ،سنه،
ٍ واﻷوامر التي تصدر عن قاض ي التحقيق يجب أن تتوفر على
ً
تاريخ ومحل االزدياد ،قبيلة االنتماء ،محل سكناه ،مهنته ،رقم البطاقة الوطنية ،رقم التأجير إذا كان موظفا .اإلشارة كذلك
إلى الوصف القانوني للفعل املنسوب إليه واإلشارة بدقة إلى اﻷسباب املدعمة لوجود اﻷدلة أو عدم وجودها.
يوجه قاض ي التحقيق إلى محامي املتهم والطرف املدني خلل 24ساعة لصدور اﻷمر القضائي رسالة مضمونة إلشعارهما
ً
بهذا اﻷمر أي اإلحالة .وإذا كان املتهم معتقل فإنه يتم إخباره بواسطة رئيس املؤسسة السجنية ويتم إشعار املتهم والطرف
املدني بنفس الطريقة وداخل نفس اآلجال.
ُ
والنيابة العامة هنا تخبر بجميع اﻷوامر يوم صدورها بواسطة كاتب الضبط ،أي أن النيابة العامة تخبر في نفس اليوم الذي
تصدر فيه هذه اﻷوامر ،هذا فيما يتعلق باملقتض ى الخاص باإلحالة.
فما هي اﻷوامر التي تصدر عن قاض ي التحقيق في حالة انتهاء التحقيق؟ هناك ثلث أوامر ولكن اإلجراء اﻷساس ي الذي يلزم
قاض ي التحقيق بالقيام به وهو أن يحيل امللف على النيابة العامة لتبدي ملحظاتها لتتقدم بملتمساتها ﻷنه يمكن أن تكون
ً
هناك ملتمسات إضافية من طرف النيابة العامة وتطالب بأن يعمق البحث في نقطة معينة ،بعد أن يتم مثل كان القرار وهو
اإلحالة كيفما كان هذا اﻷمر الذي صدر عن قاض ي التحقيق تجدر اإلشارة إلى أن كل اﻷعمال وكل املقتضيات التي يقوم بها
قاض ي التحقيق فهي تكون خاضعة ملراقبة ،املراقبة اﻷساسية والتي يمكن أن نتكلم عليها هنا هو أنه ال يقوم بأي عمل إال
اقبة أخرى والتي تتجلى في مسألة استئناف اﻷوامر الصادرة عن قاض ي ً
بناء على ملتمسات النيابة العامة .ولكن هناك مر ٍ
التحقيق ملاذا؟ ﻷننا نحن نعلم أن اإلجراءات أو ما يترتب عن التحقيق ففيه ٌ
مس بحقوق اﻷطراف وبحقوق اﻷشخاص وبالتالي
البد من أن تمارس عليه هاته الرقابة.
مراقبة التحقيق اإلعدادي:
ٌ
صلحيات واسعة تسير في هذا املنحى .فنجد أن وهنا نجد أن املشرع أوكل للغرفة الجناحية بمحكمة االستئناف وخولها
الغرفة الجنحية هي التي تتولى هاته املسألة فكيف يتم هذا اﻷمر؟ املشرع نجده أنه وضع مجموعة من الوسائل بواسطتها
يتم مراقبة إجراءات التحقيق اإلعدادي أمام الغرفة الجنحية ،تكوين الغرفة الجنحية وكيفية عملها فهو مشار إليه في
املطبوع يمكن الرجوع إليه ،لكن سوف أقف فقط على العملية التي تتم بشأن استئناف اﻷوامر الصادرة عن قاض ي
التحقيق.
استئناف أوامر التحقيق:
ً ً
فنجد أن املشرع خول طبقا للمواد من 222إلى ،227واحتياطيا من أجل اﻷخطاء التي يمكن أن تقع خلل إجراءات
التحقيق ،إمكانية الطعن في اﻷوامر التي تصدر عن قاض ي التحقيق وذلك بتخويل مسألة االستئناف لكل أطراف الدعوة،
112
وهذا االستئناف فقد يتم إما من طرف النيابة العامة وإما من طرف املتهم وإما من طرف املطالب بالحق املدني ،بمعنى أن
االستئناف يمكن أن تطلبه النيابة العامة أو املتهم أو الطرف املتضرر.
-1الطعن املقدم من طرف النيابة العامة:
فبالنسبة للنيابة العامة ما هي اﻷوامر التي لها الحق في استئنافها؟ كل أوامر قاض ي التحقيق هي قابلة للطعن باالستئناف
ً
من طرف النيابة العامة ،ما عدا اﻷوامر الصادرة بإجراء الخبرة طبقا ملقتضيات املادة .196
-2من طرف املطالب بالحق املدني:
له الحق في أن يستأنف اﻷوامر املتعلقة ب:
-عدم إجراء تحقيق
-عدم املتابعة
-عدم االختصاص
-وكل اﻷوامر التي تمس بمصالحه املادية
هذا فيما يتعلق بالطرف املدني.
-3بالنسبة للمتهم:
نجد أن املشرع حدد للمتهم ما هي اﻷوامر التي له الحق في استئنافها وهذا التحديد جاء على سبيل الحصر ،يتعلق اﻷمر ب:
ً
-قبول طلبات الطرف املدني وفقا للمادة 94
-اﻷمر برفض اإلفراج املؤقت
-اﻷمر باإليداع في السجن
-اﻷمر بتمديد فترة االعتقال االحتياطي
-اﻷمر برفض طلب إجراء خبرة تكميلية
-القرار الصادر برد اﻷشياء املحجوزة
-القرار املتعلق بتصفية صائر الدعوة
-القرار املتعلق بنشر قرار عدم املتابعة.
113
ونلحظ أن القرارات التي خولت للمتهم كي يستأنفها هي كل القرارات التي من املمكن أن تمس بحقو ٍق يدعي أنه من حقه كل
اﻷشياء التي يمكن أن يتشبث بها املتهم نجد أن املشرع خول له الحق في أن يستأنفها وصدر بشأنها أمر عن قاض ي التحقيق
ً
فله الحق في أن يقوم باستئنافها مثل اﻷمر برفض اإلفراج املؤقت ،اإلفراج املؤقت من سيطالب به؟ املتهم فبالتالي له الحق
في أن يطالب أو يستأنف في الحالة التي يتم فيها رفض اإلفراج املؤقت.
الكيفية التي تتم بها هذه املسألة أي كيف تتم طريقة االستئناف؟ هو أنه يتم تقديم االستئناف إلى كتابة ضبط املحكمة
ً
الكائن بها مقر قاض ي التحقيق ،بمقتض ى التصريح خلل 3أيام املوالية لتوصل املتهم باﻷمر طبقا ملقتضيات املادة .220
ً ً
في الحالة التي يكون فيها املتهم معتقل يكون التصريح صحيحا إذا تلقته كتابة ضبط املؤسسة السجنية التي يجب أن تقيده
ً
سجل خاص .ويلزم رئيسها بأن يقوم بتوجيه هذا التصريح إلى كتابة ضبط املحكمة في ظرف 24ساعة إلضافته إلى حاال في ٍ
امللف تحت طائلة تعرضه لعقوبات تأديبية في الحالة التي ال يقوم فيها بهاته املهمة.
إذا قدم االستئناف هنا يوجه قاض ي التحقيق امللف أو النسخة املأخوذة منه إلى النيابة العامة لدى محكمته في ظرف 24
ساعة من تاريخ االستئناف .إذا تعلق اﻷمر باستئناف قرار قاض ي التحقيق لدى املحكمة االبتدائية هناك نحيل على الفقرة
ً
الثانية من املادة 225يحيل وكيل امللك لديها امللف خلل 48ساعة إلى الوكيل العام للملك ،هذا اﻷخير يوجه امللف مرفقا
بمستنداته إلى الغرفة الجنحية ملحكمة االستئناف خلل أجل 5أيام على اﻷكثر من تاريخ التوصل.
ً
قاض ي التحقيق يواصل وفقا للمادة 226أعماله في الحالة التي يكون فيها اﻷمر القضائي املستأنف ال علقة له بانتهاء
ً
التحقيق ما لم تصدر الغرفة الجنحية مقررا بخلف ذلك.
الجزء الثاني:
قاض ي التحقيق :يواصل وفقا للمادة 226أعماله في الحالة التي يكون فيها اﻷمر القضائي املستأنف ال علقة له بانتهاء
التحقيق ما لم تصدر الغرفة الجنحية مقررا بخلف ذلك
بالنسبة للطرف املدني :الكيفية سبق القول إن له الحق في أن يستأنف اﻷوامر الصادرة بعدم إجراء التحقيق .اﻷوامر
املتعلقة بعدم املتابعة ،اﻷوامر املتعلقة بعدم االختصاص ،اﻷوامر التي تمس مصالحه املادية
الكيفية التي يقدم بها الطلب :فالطلب باالستئناف يتم تقديمه وفقا للمادة 223بمعنى أنه خلل 3أيام املوالية ليوم تبليغ
اﻷمر القضائي في موطنه الحقيقي أو املختار وكإشارة هنا أن املطالب بالحق املدني ال يمكنه وفقا للمادة 525أن يطلب نقض
القرار الصادر بعدم املتابعة إال إذا نص القرار على عدم تدخله في الدعوى وإذا أغفل البث في تهمة ما وهذا اﻷمر نجده أنه
وردت بشأن العديد من اﻷحكام والقرارات القضائية (وكإشارة بعض القرارات واردة في املطبوع)
هنا انتهت كل مهمات قاض ي التحقيق بإصداره القرارات املتعلقة بانتهاء التحقيق هل من رقابة على اإلجراءات التحقيقية
التي يقوم بها القاض ي التحقيق وهاته املراقبة تتجلى في أن املشرع قرر من خلل مجموعة من املقتضيات بطلن إجراءات
114
التحقيق كجزاء في الحالة التي ال يحترم فيها القواعد الشكلية واملوضوعية املحددة بمقتض ى قواعد املسطرة الجنائية قلنا
ونحن في بداية حديثنا عن قواعد املسطرة الجنائية تلك أن هناك جزاءات تتضمنها قواعد املسطرة الجنائية وتتجلى هاته
الجزاءان من ضمنها البطلن فبالتالي يمكن أن تتعرض القرارات الصادرة عن قاض ي التحقيق للبطلن في حالة عدم احترامها
للشكليات التي سبق التحدث عنها ﻷن أهم ش يء يمكن التحدث عنه في قواعد املسطرة الجنائية والذي يمكن أن يضفي عليها
بعض الصعوبة في اننا نستوعب أو ال تستوعب ما يتضمن هو تلك الجزئيات التي يجب أن تكون متضمنه والتي يجب
احترامها أثناء القيام بإجراءات التحقيق أو البحث أو اإلستنطاق إلى غير ذلك من املقتضيات التي سبق الحديث عنها
املشرع حدد مجموعة من الضمانات في املواد من 210والى 2133وهاته الضمانات في حالة عدم احترامها وعدم تطبيق كل
ما جاء فيها فالنتيجة أنه يترتب عن كل اإلجراءات السابقة البطلن.
*ماهي اﻷسباب التي يمكن أن يترتب عنها البطلن:
يمكن أن يترتب عنه مس أو خرق ملقتضيات جوهرية واملشرع نجده قد اعتمد مصطلحات فضفاضة الغاية منها أن تستوعب
كل اﻷشياء التي من شأنها أن تتضمن خرقا لقاعدة إجرائية .وبهذا الخصوص نجد أن في الحالة التي يكون هناك بطلن إجراء
من اإلجراءات يتم إحالة هذا اﻷمر على الغرفة الجنحية بمحكمة االستئناف التي لها كامل الصلحية في أن تقرر ما إذا كان
البطلن مقتصرا وأن هذا البطلن سوف يطاله هذا اإلجراء الفاسد ولن يمتد إلى اإلجراءات اﻷخرى إذا كانت ناتجة ومرتبطة
او مترتبة عنها هنا دائما تكون استشارة من النيابة العامة وإخبار كل من املتهم واملطالب بالحق املدني.
* ما هي الحاالت التي يمكن أن يترتب عنها البطلن:
هاته الحاالت أكد عليها املشرع كما سبق القول وردت في املواد من 210إلى 213بمعنى أنه في حالة مثل :عدم مراعاة
ملقتضيات الخاصة بالحضور اﻷولي للستنطاق التي متضمنه في مقتضيات املادتين 134و 133هنا نتحدث عن ما يجب أن
يبلغه قاض ي التحقيق إلى الظنين عند حضوره أول مرة أمامه :مثل أنه لم يذكر اﻷسباب التي دعت إلى تأجيل االستنطاق
؛هناك املقتضيات املتعلقة بحضور املحامي املادة 139؛ هناك مجموعة من املقتضيات مثل عدم احترام املقتضيات
املتعلقة بالتفتيش الوارد .59.69.62.101هذه مقتضيات تلك املقتضيات املتعلقة باإلجراءات الدقيقة للتحقيق
ﻷننا حينما نتحدث عن مرحلة التحقيق هي مرحلة حاسمة نمحص فيها اﻷدلة التي تم جمعها وتم التوصل إليها
هنا املشرع يتحدث عن املقتضيات الجوهرية وهذا متضمن في املادة 212فاملشرع تحدث عن مقتضيات جوهرية وسكت
*ما الغاية من ذلك:
هو أن يفسح املجال للقضاء لكي يتصرف بكل حرية وكل ما من شأنه أن يلمس كل املقتضيات التي يمكن أن يكون قد تم
فيها املس بحقوق اﻷطراف
*وبالتالي فإذا تبين للقاض ي بطلن إحدى اإلجراءات فماذا يجب عليه أن يفعل:
115
عليه أن يحيل على الغرفة الجنحية تلك الوثائق بعد استشارة النيابة العامة وإخبار املتهم والطرف املدني وكإشارة أنه يمكن
املطالبة بتقرير البطلن من طرف قاض ي التحقيق أو النيابة العامة أو املتهم أو املطالب بالحق املدني .اإلحالة هنا تكون
داخل أجل 15أيام في حالة بطلن إجراء معين
* ما هي النتائج التي يتبين فيها بطلن إجراء معين:
تسحب وثائقه من امللف مثل نفترض أنه ذلك اإلجراء موضوعه كان يتعلق بالتفتيش الوثائق املتعلقة بالتفتيش يتم سحبها
من امللف ويمنع الرجوع إليها الستخلص أدلة ضد أطراف الدعوى هل من جزاء؟ هل من عقوبة تابعة تحت طائلة العقوبة
التأديبية للقضاة واملحامين في حالة الرجوع لهذه الوثائق .ما يلحظ أن القاض ي ليس له الحق في التصرف في اإلجراء الباطل
رغم أنه هو من أصدره بل عليه إحالته إلى الجهة املختصة .مثل تبين له إجراء هل له الحق في تصحيح املسطرة .ال .بل عليه
إحالته على الجهة املختصة املتجسدة في الغرفة الجنحية.
نظرا للطبيعة الخاصة في قواعد املسطرة الجنائية قلنا حين نخول اﻷمر للمتهم واملطالب بالحق املدني هنا التنازل عن
البطلن لفائدتهما خول املشرع إمكانية التنازل عن البطلن دون أن تحول للنيابة العامة إمكانية هذا الحق شريطة أن يتم
التنازل صراحة بحضور محاميهما او بعد استدعاءهما .وبالطبع يعرض على الغرفة الجنحية طبقا ملقتضيات املادة 211
وهذا االمر لم يخول للنيابة العامة
إذن يجب ان يكون هذا التنازل صريحا وأن يتم بحضور محامي الطرفين أو بعد استدعاءها وهذا األمر يعرض على
الغرفة الجنحية وفقا ملا تضمنته املادة 212بحيث يتم عرض التنازل على الغرفة الجنحية وفقا مقتضيات املادة . 211
116