المسطرة الجنائية - المحاضرات الصوتية-نجاة الحافيظي-2020

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 116

‫محاضرات في مادة‪:‬‬

‫املسطرة اجلنائية‬

‫من إلقاء الدكتورة‪ :‬نجاة الحافيظي‬


‫السداس ي السادس‬
‫املجموعة الثانية‬

‫مالحظة‪ :‬هذه املحاضرات تم القائها السنة الفارطة (سنة ‪)2020‬‬

‫‪1‬‬
‫ملخص املحاضرة ‪1‬‬
‫ملخص رقم‪1‬‬
‫نعلم أن قواعد املسطرة الجنائية دورها اﻷساس ي هو تبرير حق الدولة في ممارسة العقاب‪ ،‬دور الدولة هنا تحقيق اﻷمن‬
‫واستقرار داخل املجتمع‪ ،‬وبالتالي فهي ملزمة بالتوفيق بين مصالح متضاربة‪ ،‬مصالح الجاني من جهة ومصالح املجني عليه‬
‫من جهة‪ ،‬من جهة صاحب الحق ومن جهة أخرى مغتصب الحق‪ ،‬لهذه الغاية وضعت الدولة‪ .‬مقتضيات قانونية تجرم فيها‬
‫هذه السلوكيات التي تهدد اﻷمن واستقرار املجتمع‪ ،‬ولهذا الغاية فرضت لها عقوبات تختلف باختلف وجسامة الفعل ولكن‬
‫ال يمكننا تطبيق العقوبات املخصصة لهذه اﻷفعال مالم تكن هناك إجراءات تحدد املسار الذي يجب قطعه ليتسنى ضبط‬
‫الجريمة‪ ،‬والكشف عن فاعلها الحقيقي ثم إعطاء الحق للقضاء في توقيع الجزاء‪ ،‬وبالتالي قواعد املسطرة الجنائية دورها‬
‫اﻷساس ي هو تنظيم قواعد استعمال الحق في العقاب من أجل تحقيق العدالة الجنائية عن طريق إقامة توازن بين‬
‫مصلحتين‪ ،‬مصلحة املجتمع من جهة املتمثلة في توقيع العقاب‪ ،‬ومصلحة الفرد من جهة أخرى واملتمثلة في توفير ضمانات‬
‫لحريته وتمكينه من إثبات براءته ﻷن اﻷصل هو البراءة‪.‬‬
‫بعد التطرق إلى التعريف والتي اختار من ضمنها قواعد املسطرة الجنائية هي القانون الذي ينظم الخصومة الجنائية‬
‫مند نشوء حق الدولة في العقاب حتى صدور الحكم وتنفيذه ووصوال إلى أن هذا ال يعفي‪ ،‬بمعنى أنه بوجود القواعد التي‬
‫تجرم سلوكيات املاسة بأمن واستقرار املجتمع‪ ،‬بمعنى ال يكفي وجود هذه القواعد املوضوعية بل يجب أن تكون هذه‬
‫القواعد املوضوعية مصحوبة بقواعد إجرائية هذه القواعد دورها اﻷساس ي هو نقل قانون الجنائي من سكوته لكي تحركه‬
‫عن طريق تطبيقه على الواقعة حتى يتسنى للدولة توقيع الجزاء املناسب‪.‬‬
‫بعد ذلك تطرقنا لقواعد العامة التي تؤطر املسطرة الجنائية والتي تضم قواعد مشتركة وأخرى خاصة‪.‬‬
‫القواعد املشتركة‬
‫ماهي قوانين التي تشترك مع املسطرة الجنائية؟‬
‫هناك‪:‬‬
‫‪-1‬القانون الجنائي‪:‬‬
‫نحن نعلم أن القانون الجنائي هو قانون قضائي ال يطبق إال بتحريك الدعوى العمومية عن طريق إجراءات الشكلية‬
‫ﻷنه حتى في الحالة التي يعترف فيها الجاني ال يمكن للدولة توقيع العقاب بل البد من اللجوء إلى القضاء عبر قواعد شكلية‬
‫متضمنة في قواعد املسطرة الجنائية‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪-2‬علقة قانون املسطرة الجنائية باملسطرة املدنية‪:‬‬
‫سبق الوقوف على مسألة أساسية‪ ،‬وذلك من خلل املقارنة بين قواعد املسطرة الجنائية وقواعد املسطرة املدنية هناك‬
‫اختلف من حيث املصلحة حيث تكون املصلحة عامة بالنسبة للدعوى العمومية ومصلحة الخاصة بالنسبة للدعوى‬
‫املدنية‪ ،‬هناك مجموعة من النقط املتعلقة بهذه املسألة من ضمنها مثل أن النيابة العامة هي التي تحرك الدعوى العمومية‬
‫وأن املتضرر في الدعوى املدنية هو الذي يقوم برفع الدعوى إلى غير ذلك من النقط التي سبق التطرق إليها‪.‬‬
‫بالرغم من وجود هذا االختلف‪ ،‬هناك من يرى أن قواعد املسطرة املدنية تعد أصل لقواعد املسطرة الجنائية‪ ،‬حيث‬
‫يجب الرجوع لها في حالة وجود غموض أو نقص في املسطرة الجنائية‪.‬‬
‫القواعد الخاصة بالقواعد املسطرة الجنائية‪ :‬نجد من بينها‪:‬‬
‫أ‪-‬مبدأ الشرعية‪:‬‬
‫نحن نعلم أن القانون الجنائي هو الذي يشكل لنا القواعد املوضوعية فمصدره مصدر واحد وهو النص املكتوب‪،‬‬
‫وبالتالي إذا كانت القواعد املوضوعية مصدرها الوحيد هو النص املكتوب فيسري ذلك اﻷمر على قواعد املسطرة الجنائية‪،‬‬
‫بمعنى أن مصدرها اﻷساس ي هو النص املكتوب مادام أن اﻷمر يتعلق بنص مكتوب فاﻷمر يستدعي أن يكون هذا النص في‬
‫صيغة واضحة ﻷن اﻷمر له ارتباط وثيق بحقوق وحريات اﻷفراد‪ ،‬وﻷن الغموض ما يمكن أن يترتب عنه هو الوقوع في مسألة‬
‫الخطأ في تفسير هذا النص وقد يفتح الباب التحكم مما قد يمس بالعدالة‪ .‬تطرقنا لنقطة أساسية‪ ،‬ونحن نتحدث عن مبدأ‬
‫الشرعية أن يكون النص مكتوب وأن تتسم إجراءات املسطرة باملرونة لكن ال يجب أن تنقلب هذه السرعة إلى تسرع بمعنى‬
‫حينما نتحدث عن قواعد املسطرة الجنائية فهناك طريقة بمعنى مسار الذي تقطعه القواعد إجرائية تكون إلى حد ما سريعة‬
‫حتى ال يبقى البريء طويل في مركز االتهام‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة أن مبدأ الشرعية من خلله نميز بين القواعد املسطرية والكلية‪ ،‬ﻷنه ال يطبق على نفس الدرجة والقوة‬
‫من حيث أنه عندما نتحدث نص نتحدث عن القياس والتفسير‪ ،‬فبالنسبة للقواعد املوضوعية كما نعلم قانون الجنائي ال‬
‫يمكن أن نتحدث عن القياس أو تفسير لكن عندما نتحدث عن القواعد إجرائية فنجد أنها تجمع بين القواعد املوضوعية‬
‫وقواعد الشكلية وبالتالي يجب أثناء التفسير وأثناء االعتماد على التعامل مع النص الشكلي أو إجرائي يجب التميز بين الحالة‬
‫التي يكون فيها النص موضوعي وحالة التي يكون فيها هذا النص إجرائي‪.‬‬
‫ب‪ -‬تطبيق قواعد املسطرة الجنائية من حيث الزمان‪.‬‬
‫نحن نعلم أن القواعد إجرائية تطبق بأثر فوري على الوقائع التي تتم في ظلها وال تمتد إلى وقائع السابقة وهذا ما نصت‬
‫عليها مقتضيات املادة ‪ 753‬من ق م ج "إذا وقع تغير اإلختصاص نتيجة تطبيق القانون الجديد‪ ،‬ينقل امللف بقوة القانون‪،‬‬

‫‪3‬‬
‫وبدون أي إجراء الى هيئة التحقيق او الحكم التي أصبحت مختصة‪ ".‬ونفس املقتض ى تناولته املادة‪" 755‬القرارات الصادرة‬
‫بعض دخول قواعد املسطرة الجنائية التنفيذ تبقى خاضعة من حيث الطعون وآجال إلى مقتضيات الواردة في قانون‬
‫الجديد"‪.‬‬
‫هذا لتفسير اﻷثر الفوري واملباشر للقواعد اإلجرائية سبب استبعاد اﻷثر الرجعي لقواعد املسطرة الجنائية ﻷنها تحكم‬
‫اإلجراءات وال تحكم الجرائم‪ ،‬بمعنى أن علقتها وطيدة بإجراءات وليس بالجرائم‪ ،‬وبالتالي التاريخ الذي يأخذ بعين االعتبار‬
‫هو تاريخ اإلجراء وليس تاريخ ارتكاب الجريمة مع العلم أنه مركز قانوني واحد ال يتغير وينش ئ بمجرد ارتكابه لجريمة‪ .‬ال ننس ى‬
‫الجدال القائم بين تداخل ما هو شكلي وما هو موضوعي بالنسبة لقواعد املسطرة الجنائية والتي أثارت جداال خاصة فيما‬
‫يتعلق بالتقادم‪.‬‬
‫‪ -4‬علقة املسطرة الجنائية بالنظام العام‪.‬‬
‫بحيث نجد أن قواعد املسطرة الجنائية دورها اﻷساس ي أو أنها تعتبر آلية رد الفعل اإلجتماعي ضد الظاهرة اإلجرامية‬
‫وهذه اآللية تحتكرها الدولة بمفردها دون غيرها وتتولى صورة اعتماد على املحاكم كوسيلة لفصل في الجرائم بمعنى أن‬
‫املحاكم تعتمد عليها كوسيلة للفصل في الجرائم‪ ،‬بحيث أنه نجد من ضمن مستجدات املسطرة الجنائية هناك الصلح‬
‫املنصوص عليه في الفصل ‪ 41‬هناك الصلح وتقيد املتابعة بصورة تقديم الشكاية حينما نتحدث عن تقديم شكلية ونتحدث‬
‫عن الصلح قد نعتقد أن هذه املقتضيات هي خروج عن النظام العام‪ .‬ال تعني البتة تحرير قواعد املسطرة الجنائية من‬
‫النظام العام بل إن مرونة النظام العام هي التي فتحت املجال ملثل هذه املقتضيات هذا حينما نتحدث عن النظام العام أي‬
‫أنه قواعد املسطرة الجنائية من النظام العام‪.‬‬
‫‪ -4‬الجزاء في القواعد املسطرة الجنائية‪.‬‬
‫فالجزاء في قواعد املسطرة الجنائية هو من طبيعة خاصة فعلى اعتبار الجزاء في قواعد املوضوعية يظل الجاني بسبب‬
‫خرقه لقاعدة املوضوعية فإن الجزاء في القواعد الشكلية يتضمن حماية في حالة خرق قاعدة شكلية وبالتالي هذا يعطى‬
‫ثلثة أنواع من الجزاء‪:‬‬
‫‪-‬البطلن‪.‬‬
‫‪-‬عدم القبول‪.‬‬
‫‪-‬السقوط الدعوى‪.‬‬
‫‪-1‬البطلن‪ :‬يترتب عن خرق القاعدة اإلجرائية فهو ينصب على إجراءات وقد وقع الجدال في اﻷخذ به بشكل مطلق أو‬
‫بشكل نسبي‪ ،‬هنا في كل حالة يتم فيها خرق قاعدة إجرائية ويتم اﻷخذ به بطريقة نسبية أنه‪ ،‬بحيث تكون هذه القاعدة هامة‬
‫بمعنى متى يمكن اﻷخذ بهذا البطلن وأي نوع من البطلن هل البطلن نسبي أو بطلن مطلق؟‬

‫‪4‬‬
‫نجد املشرع الختيار بين هذين موضوعين نجد أنه يمزج بين رأيين مما ينتج عنه بطلن قانوني ينفرد به املشرع بحيث أنه‬
‫ال بطلن بغير نص وبطلن ذاتي يخضع لسلطة التقديرية للقاض ي أي تقدير القيمة القانونية للجراء عن طريق القاض ي لذا‬
‫نجد القواعد املسطرة الجنائية خاصة لنظرية البطلن مجموعة من املواد تصل عددها إلى ‪ 34‬مادة تتوزع في كافة مراحل‬
‫املحاكمة يعنى بداية من البحث التمهيدي إلى أن بتم صدور الحكم إلى أن تنتهي كل أسباب الطعن أو طرق الطعن واختزاله‬
‫كل هذه القواعد وكل هذه املواد في مقتضيات املادة ‪ 751‬بقولها “أن كل إجراء يأمر به القانون ولم يثبت إنجازه على الوجه‬
‫القانوني يعد كأن لم ينجز "‪،‬تراجع املشرع عن هذا الحصر وهذا التحديد باستعماله ملصطلح لم ينجز كما أمره به القانون‬
‫وتم تحديد حاالت البطلن لكن لم يحدد طبيعة هل هو بطلن مطلق أم نسبي وهذا اﻷمر ترك لقضاء من خلل وقوفه على‬
‫طبيعة املصلحة فإذا كانت املصلحة عامة نتحدث عن بطلن مطلق‪ ،‬وإذا كانت مصلحة خاصة نتحدث عن بطلن نسبي‬
‫فالبطلن نتحدث عنه بعد أن تأخذ الدعوى العمومية مجراها‪.‬‬
‫امللخص ‪ :2‬تتمة ملا سبق ذكره‬
‫نتحدث عن البطلن وقلنا إن البطلن من الجزاءات على اعتبار أننا نعتقد أن الجزاء يوجد فقط بالقواعد املوضوعية‪،‬‬
‫بل يوجد جزاء حتى في قواعد املسطرة الجنائية‪.‬‬
‫فأين يتجلى هذا الجزاء في البطلن؟‬
‫البطلن يترتب عن خرق قاعدة إجرائية وأنه لم يتم الحسم فيه هل هو مطلق أم نسبي ولكن هذا اﻷمر يعود إلى تقدير‬
‫سلطة القاض ي على اعتبار أن اﻷخذ بعين االعتبار طبيعة املصلحة‪ ،‬إذا كانت مصلحة عامة اعتبر بطلنا مطلقا وإذا كانت‬
‫مصلحة خاصة اعتبر بطلنا نسبيا‪ .‬وامللحظ أن هذا الجزاء يكون في مرحلة تحريك الدعوى بمعنى أنه يمكن أن يقع البطلن‬
‫بسبب عدم احترام إجراء من اإلجراءات‪.‬‬
‫‪ :2‬عدم القبول‬

‫انتقلنا اآلن إلى نوع ثان من الجزاء وهو عدم القبول‪ ،‬وهو يترتب عن خرق إحدى شكليات الدعوى واملشرع هنا استعمل‬
‫مصطلح شكليات ولم يتحدث عن قيود املتابعة كما سوف نرى‪.‬‬
‫فما هي شكليات الدعوى؟‬
‫من ضمنها تقديم شكاية أو طلب إذن‪ ،‬فهاته تعتبر شكليات لكن في نصوص معينة عبر عنها املشرع بقيود الدعوى‪.‬‬
‫فغياب هاته الشكلية تعد سببا من اﻷسباب التي يمكن أن يترتب عنها عدم القبول‪.‬‬
‫مثال‪ :‬الدعوى املتعلقة بالخيانة الزوجية ال يمكن تحريكها بدون تقديم شكاية من املتضرر فإذا قام شخص غير متضرر‬
‫بتحريك هاته الدعوى فلن تقبل ﻷنها تنقصها شكلية من الشكليات التي هي تقديم شكاية أو بناء على شكاية‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫وكذلك تجدر اإلشارة انه في هاته الحالة التي يكون فيها عدم القبول أن هذا اإلجراء يمكن أن يصحح كجزاء عن طريق‬
‫تقديم شكاية‪ ،‬فإذا تم تقديم شكاية تم تصحيح اإلجراء‪ ،‬في حين أنه بالنسبة إلجراء البطلن ال يمكن أن نأخذ بعين االعتبار‬
‫اإلجراء الذي تم استبعاده بسبب خرقه لقاعدة شكلية‪.‬‬
‫‪ :3‬السقوط‬
‫يعني سقوط الحق‪ ،‬هو جزاء إجرائي يترتب عنه الحرمان من مباشرة إجراء معين لغياب شروط إعماله‪.‬‬
‫مثال‪ :‬عدم تقديم االستئناف في أجله يترتب عنه سقوط الحق فيه‪ ،‬في هذه الحالة ال يمكن معاودة هذا اﻷمر على نفس‬
‫الحكم‪ ،‬بمعنى لدينا حكم صدر حكم ابتدائي مع إمكانية االستئناف وأجل االستئناف هو ‪ 30‬يوما‪ ،‬مرت ‪ 30‬يوما هذا‬
‫الشخص لم يتقدم باستئناف‪ .‬هل له الحق في أن يتقدم به بعد انتهاء اآلجال؟ بالطبع ال‪ ،‬ال يمكنه هذا اﻷمر وبالتالي يسقط‬
‫حقه في ممارسة هذا الحق‪.‬‬
‫التطور الذي عرفته املسطرة الجنائية منذ عهد الحماية إلى حين صدور قواعد املسطرة الجنائية في ‪ 2002‬ودخولها في‬
‫حيز التنفيذ في ‪ 2003‬وكل ما واكب هذا من مستجدات سواء على مستوى النصوص املوضوعية او على مستوى النصوص‬
‫الشكلية‪.‬‬
‫‪-‬الفصل اﻷول‪ :‬الدعاوى الناشئة عن الجريمة‬
‫فنحن نعلم أن هناك دعويين دعوى عمومية من أجل توقيع الجزاء على الجاني ثم دعوى مدنية تابعة من أجل املطالبة‬
‫بالتعويض عن الضرر الذي تسببت فيه الجريمة وأول دعوى سنتكلم عنها هي‪:‬‬
‫‪-1‬الدعوى العمومية‪ ،‬ومن الجهة املكلفة بها؟‬
‫نحن نعلم أن الدعوى العمومية هي الوسيلة املخولة للمجتمع من أجل اقتضاء حقه في توقيع الجزاء على املجرم وهي‬
‫تثار بسبب املجتمع‪.‬‬
‫_ماهي طبيعة هاته الدعوى؟‬
‫قلنا طبيعتها هي أوال جاءت من أجل إقرار سلطة الدولة في العقاب وبالتالي فالهدف من هاته الدعوى هو أن يتم الدفاع‬
‫عن املجتمع وحماية حقوقه‪ ،‬فدورها اﻷساس ي إذن هو السعي في الكشف عن الحقيقة وإقرار حق الدولة في العقاب طبقا‬
‫ملا ورد في املادة ‪ 2‬من ق‪ .‬م‪ .‬ج هذا هو اﻷصل‪ ،‬لكن هناك استثناءات‪ ،‬هناك حاالت تباشر فيها الدعوى العمومية ليس من‬
‫أجل الدفاع عن املجتمع ولكن من أجل تحقيق أهداف أخرى مثال‪ :‬يمكن أن يكون الهدف هو تكميل دعوى معينة ولكن‬
‫كيف؟‬

‫‪6‬‬
‫هناك ما يعرف بالدعاوى التكميلية كدعوى إلغاء التنفيذ حيث يجوز للنيابة العامة أن تطالب من املحكمة التي أصدرت‬
‫الحكم بوقف التنفيذ أن تطالب النيابة العامة من املحكمة إلغاء هذا اإليقاف كما في حالة صدور حكم بالسجن أو بالحبس‬
‫من أجل جناية أو جنحة عادية ال علقة لها بالجنحة اﻷولى خلل فترة اإليقاف (إيقاف التنفيذ) فبالتالي هناك الغاية من‬
‫الدعوى ليس الدفاع عن املجتمع ولكنها دعوى تكميلية‪.‬‬
‫‪-‬ماهي خاصية العمومية؟‬
‫أن الدولة هي التي تملك حق ممارسة وإقامة الدعوى لحماية سلطتها في العقاب بمعنى أنها هي التي تنفرد بهذا الحق‪ ،‬هي‬
‫التي تملك هذا الحق وهذا الحق هو ممارسة الدعوى العمومية من خلل جهاز النيابة العامة بصفتها هيئة قضائية‪.‬‬
‫ولكن في بعض الحاالت قد تسمح للمتضرر بتحريكها‪ ،‬ونجد أن صفة العمومية هي مرتبطة باﻷساس بصاحب الحق‬
‫وليس بصفة القائم به‪ ،‬فتحريك الدعوى العمومية يكون نيابة عن الدولة وليس نيابة عن املتضرر‪ .‬هذه خاصية من‬
‫خصائص الدعوى العمومية‪.‬‬
‫الخاصية الثانية‪ :‬عدم القابلية للتنازل عن الدعوى العمومية‬
‫عندما ترفع الدعوى أمام القضاء فهي تصبح في حوزة القضاء بالتالي له وحده السلطة في التقرير أو تقرير الحكم الذي‬
‫يحقق مصلحة املجتمع‪ ،‬من تم ال يمكن التنازل عنها بعد رفعها أمام القضاء أو وقفها او تعطيل سيرها إال ضمن اﻷحوال‬
‫التي نص عليها القانون‪.‬‬
‫_استثناءات واردة على هذا املبدأ‪ :‬والتي تضمنها كل من قواعد املسطرة الجنائية وقواعد القانون الجنائي ثم قواعد‬
‫خاصة‪.‬‬
‫_بالنسبة للقواعد املسطرة الجنائية‪ :‬نجد املادة ‪ 372‬وأن في الحالة التي يتنازل فيها املتضرر عن شكايته ليس هناك حق‬
‫للنيابة العامة في االستمرار في هاته الدعوى‪ ،‬نفس اﻷمر عندما تكون خيانة زوجية وتنازل أحد الزوجين عن شكايته ترتب‬
‫عنه إيقاف الدعوى بل وحتى في الحالة التي يصدر فيها حكم تنفيذ العقوبة أو تنفيذ الحكم‪.‬‬
‫_وأما بالنسبة لنصوص خاصة‪ :‬وهو ما تم النص عليه أو تتضمنه النصوص التي تخول لبعض اإلدارات تحريك الدعوى‬
‫كإدارة املياه والغابات وإدارة الجمارك وإدارة التبغ‪...‬‬
‫‪-‬وهناك استثناءات على هذا املبدأ بحيث نجد في ق‪ .‬م‪ .‬ج كما هو الحال في اشتراط الشكاية (إذا لم تكن هناك شكاية ال‬
‫يمكن تحريك الدعوى)‬
‫_كما هناك حالة ثانية وهو مقتضيات الفصل ‪ 492‬من ق‪ .‬ج ان الخيانة الزوجية إذا تنازل املتضرر هنا تراجع عن‬
‫الدعوى‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫_ثم حالة ثالثة وهي ما تتضمنه النصوص الخاصة‪.‬‬
‫هذا بالنسبة للخصائص التي تتميز بها قواعد املسطرة الجنائية‪.‬‬
‫الجهة التي تتولى تحريك الدعوى‬

‫قلنا أن الجهة املكلفة بهذا اﻷمر هم قضاة النيابة العامة كطرف أصلي فهو يمارسها بصفته قاضيا للنيابة العامة طبقا‬
‫ملقتضيات املادة ‪ 2‬من ق‪.‬م‪.‬ج وهذا ما أكدت عليه كذلك املادة ‪< 36‬تتولى إقامة ممارسة الدعوى العمومية ومراقبتها وتطالب‬
‫بتطبيق القانون >فالنيابة العامة تتولى إقامة وممارسة وتتبع ومراقبة سير هاته الدعوى إلى غاية تنفيذ الحكم الصادر‬
‫بشأنها حيث قلنا أنها تعتبر طرفا أصليا في الخصومة الجنائية وخصما محايدا دوره اﻷساس ي الدفاع عن املصلحة العامة من‬
‫خلل مطالبته بتطبيق القانون سواء بالتماس البراءة أو اإلدانة‪.‬‬
‫*تنظيم النيابة العامة‬
‫حينما تحدثنا عن تنظيم النيابة العامة تحدثنا عن مما تتشكل‪ ،‬ممن تتألف‪ ،‬مثل تحدثنا عن القضاء الزجري العادي‬
‫يعني تشكيلتها أمام املحكمة االبتدائية ثم تشكيلتها أمام محكمة النقض‬
‫ثم تشكيلتها أمام محكمة االستئناف وكان من بين املستجدات التي جاءت بها قواعد املسطرة الجنائية في هذا اإلطار هو‬
‫القانون ‪ 33.17‬املتعلق بالنظام اﻷساس ي للقضاة املادة ‪ 25‬الذي بمقتضاه تم نقل اختصاصات السلطة الحكومية املكلفة‬
‫بالعدل إلى الوكيل العام للملك لدى محكمة النقض مخوال إياه بصفته رئيس النيابة العامة خولته بالطبع هذه الصفة‬
‫وبالتالي أصبح الوكيل العام للملك لدى محكمة النقض هو الذي يمارس سلطته على قضاة النيابة العامة التابعين له‬
‫بمختلف املحاكم طبقا ملقتضيات املادة ‪ ١‬من هذا القانون وطبقا للمادة ‪ ١‬كذلك فقرة ثانية نجد أنه تنص <يمارس قضاة‬
‫النيابة العامة مهامهم واختصاصاتهم املنصوص عليها في التشريعات الجاري بها العمل تحت سلطة وإشراف رئيس النيابة‬
‫العامة وتحت مراقبته وتبعا للرؤساء التسلسليين >‪.‬‬
‫وبالتالي انطلقا من املادتين ‪ 1‬و‪ 2‬من ق‪ 33.17 .‬نلحظ الخضوع الوجوبي للتسلسل الرئاس ي على مكونات النيابة العامة‬
‫كمؤسسة قضائية حسب درجة املحكمة‪.‬‬
‫مثال‪ :‬الوكيل العام لدى محكمة االستئناف له سلطة اإلشراف واملراقبة في دائرة نفوذه على قضاة النيابة العامة بهاته‬
‫املحكمة وعلى وكلء امللك لدى املحاكم االبتدائية‪ ،‬وهؤالء لهم سلطة على نوابهم في هذه املحاكم وطبقا للنظام التسلسلي‬
‫الرئاس ي ﻷعضاء النيابة يجب أن تكون التماسات ممثلة على اختلف درجاتهم ومكتوبة ومطابقة للتعليمات املعطاة من قبل‬
‫رؤسائهم طبقا ملقتضيات املادة ‪ 38‬من قواعد املسطرة الجنائية واملادة ‪ 2‬من ق‪ 33.17 .‬ثم تحدثنا عن املحكمة العسكرية‪،‬‬
‫املحكمات االستثنائية‪.‬‬
‫مميزات النيابة العامة‬

‫‪8‬‬
‫‪ :١‬مبدأ الوحدة‬
‫مبدأ الوحدة أوال تكرسه املادة ‪ 46‬من ق‪ .‬املسطرة الجنائية‪ ،‬ومعناه أن قضاة النيابة العامة يمكن لهم أن يتناوبوا في‬
‫حضور جلسة قضية واحدة بمعنى أن داخل الجلسة ممكن يكون أكثر من واحد يعني يناوبوا ليس في الحضور بمعنى أحدهم‬
‫ينوب عن اآلخر‪.‬‬
‫ويقصد بمبدأ الوحدة أن جميعهم يمثلون جهاز النيابة العامة ويعملون باسم هذا الجهاز خلفا لقضاة الحكم فكل‬
‫واحد منهم واحد منهم يستقل بعمله القضائي طبقا ملقتضيات املادة ‪ 297‬بقولها <إذا تعذر حضور قاض ي أو أكثر أثناء النظر‬
‫في القضية تعاد املناقشات من جديد>وليس هذا اﻷمر بالنسبة لقضاة النيابة العامة‪.‬‬
‫_وهناك استثناء وارد على هذه الوحدة وهو‪ :‬املتعلق بحدود االختصاص املحلي والنوعي والوالئي‬
‫مثال‪ :‬أنه ال يجوز لعضو النيابة العامة أمام املحكمة العادية اتخاذ إجراء أمام املحكمة االستثنائية نيابة عن أحد قضاة‬
‫النيابة العامة‪ ،‬ملاذا؟ ﻷن هناك إشكال كما قلنا االختصاص املحلي والنوعي والوالئي‪ .‬هذا هو االستثناء الذي يرد على مبدأ‬
‫الوحدة‪.‬‬
‫‪ :2‬االستقللية‬
‫‪-‬ان جهاز النيابة العامة يستقل عن الخصوم‪ :‬من خلل سلطة امللئمة‪ ،‬معنى هذا ان الشخص حينما يتقدم بالشكاية‬
‫فليست هذه الشكاية هي التي يبنى عليها تحريك الدعوى البد من أن تتدخل سلطة امللئمة لدي النيابة العامة بمعنى أن‬
‫سلطة الوالية التي تخول لها تحريك او عدم تحريك الدعوى حسب ظروف وملبسات كل قضية على حدة‪.‬‬
‫‪-‬ثم إنها مستقلة عن املحكمة‪ :‬فل يصح تشكيل املحكمة دون أن تكون النيابة ممثلة فيها وال يجوز لقاض ي الحكم أو‬
‫التحقيق أن يضع يده مباشرة على قضية ما دون أن تقام بها الدعوى من قبل النيابة العامة إال في الحاالت التي يجيز فيها‬
‫القانون ذلك طبقا ملقتضيات املادة ‪ 269‬وهذا اﻷمر يتعلق بما يتم ارتكابه أثناء الجلسات باستثناء قاض ي الحكم ال يمكن‬
‫أن يضع يده على دعوى معينة قبل أن تصدر ملمسات أو ملتمسات عن النيابة العامة‪ .‬ثم أن املحكمة ال يمكنها توجيه‬
‫االنتقاد لقضاة النيابة العامة وال يمكنها كذلك أن توجه أي تنبيه‪.‬‬
‫‪-‬ثم إنها مستقلة عن اإلدارة‪ :‬باعتبارها هيئة قضائية أعضاءها ينتمون للسلك القضائي وعلى اعتبار أن دورها اﻷساس ي‬
‫هو الدفاع عن املجتمع فأعضاءها كما سبق وقلنا غير مسؤولين مدنيا وال جزائيا عن أعمالهم حتى ولو ثبت عدم حقهم في‬
‫إقامة الدعوى العمومية وبالتالي ال يمكن للمتهم الذي ثبتت براءته متابعة النيابة العامة جنائيا‪ ،‬وال يمكن تجريح قضاتها او‬
‫نزع صلحيتهم في ممارسة إجراء متعلق بالخصومة الجنائية‪.‬‬
‫صلحيات النيابة العامة‪:‬‬

‫‪9‬‬
‫‪-‬من صلحياتها هي تحريك الدعوى العمومية‪ :‬فهي تتولى إقامة الدعوى العمومية كلما توفرت لها قرائن اإلثبات ولو‬
‫بسيطة وكلما توافرت لها وسائل تحريكها كما هو الحال في وجود شكاية أو وجود وشاية (هذه الوشاية أو الشكاية هي التي‬
‫تعتمد للقيام بالبحث التمهيدي‪.‬‬
‫إقامة الدعوى العمومية معناه‪ :‬هو إحالتها على القضاء للفصل فيها إما باإلدانة أو بالبراءة‪ ،‬بالطبع النيابة العامة ال‬
‫تنفرد بهذا اﻷمر بل يجوز في حاالت معينة تقديم او تحريك الدعوى للمتضرر واملوظفون املكلفون قانونا بهذا اﻷمر كما‬
‫صرحت الضرائب والجمارك ومديريات املياه والغابات‪.‬‬
‫تقام الدعوى هنا أو صورتها هي إحالة الجهة املكلفة بالبحث والتحقيق بعدها تتدخل النيابة العامة ملمارسة الدعوى‬
‫باستقلل عن الخصوم فبالتالي تبدي رأيها بشأن سير وإجراء قرارات القضاء بكل حياد مالم ينص القانون على خلفه وتقوم‬
‫بهذا بناء على سلطة امللئمة التي تملكها‪.‬‬
‫فقلنا إن النيابة العامة تملك حق ممارسة الدعوى يقصد بها هي تتبع الدعوى تقديم امللتمسات وحضور الجلسات‬
‫وتسلك كافة طرق الطعن بالتالي فهي تمارس إقامة وممارسة الدعوى في حين باقي اﻷطراف يحركون فقط الدعوى العمومية‪.‬‬
‫كما تتولى أي من بين مهامها مراقبة أعمال ضباط الشرطة القضائية عندما تصدر عنهم بصفتهم ضباط شرطة قضائية‬
‫طبقا ملقتضيات املواد ‪ 45-30-29‬من ق‪ .‬م‪ .‬ج‪.‬‬
‫النيابة العامة لها أن تطالب بتطبيق القانون طبقا ملقتضيات املادة ‪< 49‬يتولى الوكيل العام للملك السهر على تطبيق‬
‫القانون الجنائي سواء باإلدانة أو البراءة>كما يمكنها كذلك تسخير القوة العمومية طبقا ملقتضيات املادة ‪.49‬‬
‫*ماهي حدود صلحيات النيابة العامة؟ وماهي حدودها ملمارسة هذا الحق هل يجب بمجرد أن يصل إلى علمها ارتكاب‬
‫جريمة معينة أن تقوم بتحريك الدعوى أم أن هناك إجراءات معينة يجب القيام بها؟‬
‫‪-‬هنا نميز بين أسلوبين‪ :‬أسلوب قانوني وأسلوب تقديري‬

‫أ‪-‬أسلوب قانوني‪ :‬يقول يجب عليها تحريك الدعوى العمومية بمجرد علمها بارتكاب الجريمة سواء بواسطة محضر أو‬
‫تقرير أو شكاية أو وشاية حتى ولو كانت اﻷدلة غير كافية أو مشكوك في صحتها أو غير موجودة أصل وهذا باعتبار أن النيابة‬
‫العامة وجدت للدفاع عن املجتمع ضد الظاهرة اإلجرامية وليس الحكم على اﻷدلة‪ .‬وهذا الحكم الذي يظل من اختصاص‬
‫املحكمة‪.‬‬
‫*إيجابيات وسلبيات هذا اﻷسلوب‪:‬‬
‫‪ -‬إيجابياته‪ :‬هو االلتزام باملتابعة بمجرد الوصول إلى علمها إلى وجود جريمة معينة‪.‬‬
‫‪-‬سلبياته‪ :‬السلبي قد يفتح باب االنتقال‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫ب‪ :‬اﻷسلوب التقديري‪ :‬يعني سلطة امللئمة ال يفرض عليها تحريك الدعوى او ال تلزم بتحريك الدعوى بمجرد أن يصل‬
‫إلى علمها وجود جريمة معينة بشتى الوسائل بل يجب عليها إعمال سلطة امللئمة والتقدير مع الصالح العام‪ ،‬بمعنى أنه في‬
‫حالة تفاهة الجريمة رغم وجود اﻷدلة وعدم كفايتها هنا تتدخل بسلطتها امللئمة‪.‬‬
‫*إيجابيات أسلوب امللئمة‪ :‬تتجلى في عدم املحاكمة واملتابعة إال بناء على أدلة التي تكون قوية إلى حد ما من أجل إسناد‬
‫التهمة‪.‬‬
‫*سلبياته‪ :‬هناك من ينتقد هذا اﻷسلوب على اعتبار أنه قد يترتب عليه في حاالت معينة الحفظ‪ ،‬حفظ امللف‪ ،‬في حين‬
‫أن املنتقدين يؤسسون قولهم هذا أن دور النيابة العامة هو ليس دورها أن تحكم على اﻷدلة ﻷن اﻷحكام تتوالها املحكمة‪،‬‬
‫فبالتالي هذه املسألة املتعلقة بالحالة التي يكون فيها حفظ امللف توضح مجموعة من علمات االستفهام ﻷنها تقرر البراءة‬
‫مغلفة بقرار حفظ امللف ويتم ترك املتابعة‪ .‬بالطبع هذا اﻷمر أي اﻷسلوب التقديري أخذ به املشرع املغربي ولكنه لكي يتفادى‬
‫مساوئه نجد أنه في حاالت معينة الحالة التي يصدر فيها القرار بحفظ امللف أو بترك القضية هنا قد يتم فيها املس بمصالح‬
‫املتضرر‪ ،‬فلكيل يتم املس بمصالح املتضرر خول لهذا املتضرر إمكانية إقامة الدعوى العمومية بدل النيابة العامة مع‬
‫اإلشارة أنه يمكن للوكيل العام للملك لدى محكمة النقض أو الوكيل العام للملك لدى محكمة االستئناف التدخل‬
‫بتعليماته الستبعاد قرار الحفظ وإنجاز املتابعة‪.‬‬
‫وكما تجدر اإلشارة أن النيابة العامة ال يمكنها سحب الدعوى العمومية بعد تحريكها أمام املحكمة املختصة عن طريق‬
‫التخلي عن متابعتها ومراقبتها ﻷن سلطة امللئمة تخول لها تقرير املتابعة أو الترك ابتداء يعني في البداية بالتالي ليست لها‬
‫إمكانية التراجع عن هاته املتابعة بعد نشر الخصومة الجنائية امام القضاء‪ .‬هذا فيما يتعلق باختصاصات النيابة العامة‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫املحاضرة الثانية‬
‫الجزء األول‪:‬‬
‫غير محرر‬
‫الجزء الثا ين‪:‬‬
‫بعد أن تطرقنا ﻷساليب تحريك الدعوى العمومية‪ ،‬ننتقل اآلن الى تدارس قيود املتابعة‪ ،‬ماهي اﻷشياء التي تقف أو تحد‬
‫من ممارسة الدعوى العمومية؟ بمعنى سوف نتحدث عن قيود املتابعة؟‬
‫_ماذا يقصد بقيود املتابعة؟‬
‫يقصد بها أنها تشمل لنا حدود قانونية تقف عندها سلطة النيابة العامة‪ ،‬يتعلق اﻷمر هنا باحترام قواعد االختصاص‬
‫وانتفاء أسباب املنع‪.‬‬
‫أوال‪ :‬وجوب احترام قواعد االختصاص‬
‫نحن نعلم أن االختصاص هو مكاني ونوعي‪ ،‬ماذا يقصد باالختصاص؟‬
‫يقصد به القواعد التي تتعلق باختصاص النيابة العامة والتي تفرض على ممتل الحق العام االلتزام بالقواعد التي تحدد‬
‫نطاق عمله نوعيا ومكانيا‪.‬‬
‫االختصاص املكاني‬
‫ا) اختصاص وكيل امللك‪.‬‬
‫نجد أن وكيل امللك يختص في حدود الرقعة الترابية التابعة لنفوذ املحكمة االبتدائية التي تعمل بها‪ ،‬بحيث أنه يكون‬
‫مختص في اثارة املتابعة بالنسبة للجنح واملخالفات طبق ملقتضيات املادة ‪ ،39‬كما يعود االختصاص املحلي حسب املادة ‪44‬‬
‫إما لوكيل امللك في املكان الذي ارتكبت فيه الجريمة أو في مكان إقامة أحد اﻷشخاص املشتبه في مشاركته في ارتكاب الجريمة‪،‬‬
‫أو في مكان إلقاء القبض على أحد هؤالء اﻷشخاص ولو تم القبض عليه لسبب آخر‪.‬‬
‫ب) اختصاص الوكيل العام للملك‪.‬‬
‫طبق ملقتضيات املادة ‪ 48‬يكون مختصا في دائرة نفوذ محكمة االستئناف التابعة له بحيث يتولى إثارة املتابعات املتعلقة‬
‫بالجنايات التي تدخل في اختصاصه بمعنى أن هناك جنايات ال تدخل في اختصاصه‪ ،‬حيث يمارس سلطته هاته على جميع‬
‫قضاة النيابة العامة التابعين لدائرة نفوذه‪ ،‬وعلى ضباط الشرطة القضائية‪ ،‬وعلى أعوان الشرطة القضائية‪ ،‬وعلى املوظفين‬
‫القائمين بمهام الشرطة القضائية‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫بالتالي ال يجوز للنيابة العامة مباشرة املتابعات التي اسندها القانون لجهات أخرى‬

‫االختصاص النوعي‬
‫تم تحديده بمقتض ى املواد من ‪ 264‬الى‪ 268‬ويتعلق اﻷمر باملتابعات التالية‪:‬‬
‫املادة ‪ 265‬يتعلق اﻷمر بالجنايات أو الجنح املنسوبة لبعض القضاة أو املوظفين‪ ،‬بالتالي فإذا كان الفعل منسوب‬
‫ملستشار جللة امللك أو عضو من أعضاء الحكومة أو كاتب الدولة أو نائب كاتب الدولة أو قاض ي بمحكمة النقض أو‬
‫املجلس اﻷعلى للحسابات أو عضو باملحكمة الدستورية أو الى والي أو عامل أو رئيس أول ملحكمة االستئناف عادية أو‬
‫متخصصة أو وكيل عام لديها‪ ،‬تتمم املتابعات في هذه الحاالت بناء على ملتمس من الوكيل العام للملك بمحكمة النقض‬
‫يوجهه للغرفة الجنائية بهذه املحكمة‪ ،‬التي تأمر بأن يجري التحقيق عضو أو أعضاء من هيئتها‪ ،‬تتم املتابعة هنا بشأن‬
‫اﻷفعال التي يرتكبونها خارج مهامهم‪ ،‬أما تلك املرتبطة بمهاهم فتخضع ملقتضيات الفصل ‪ 94‬من الدستور هذا فيما يتعلق‬
‫باملادة ‪265‬‬
‫املادة ‪ ،266‬هنا نتحدث عن االفعال املنسوبة الى قاض ي بمحكمة االستئناف بصفتها إما مستشارا أو نائب للوكيل العام‬
‫للملك أو رئيس محكمة ابتدائية عادية أو متخصصة أو وكيل امللك بها‪ ،‬القاض ي باملجلس الجهوي للحسابات‪ .‬يحيل الوكيل‬
‫العام للملك لدى محكمة النقض القضية بملتمس الى الغرفة الجنائية بها لتقرر ما إذا كان اﻷمر يقتض ي إجراء تحقيق‪،‬‬
‫فإذا كان اﻷمر كذلك يعني نعم‪ ،‬يتم تعيين محكمة استئناف غير املحكمة التي يباشر فيها املعني باﻷمر مهامه‪ ،‬حيث ينتدب‬
‫الرئيس اﻷول بها قاض ي للتحقيق أو مستشارا بها إلجراء البحث في الوقائع موضوع املتابعة‪ ،‬وهنا نميز بين الجناية والجنحة‪،‬‬
‫إذا كان الفعل املرتكب جناية يصدر قاض ي التحقيق أو املستشار املكلف بالتحقيق اﻷمر بإحالة القضية الى غرفة الجنايات‬
‫بمحكمة االستئناف‪ ،‬وإذا تعلق اﻷمر بجنحة يصدر أمرا باإلحالة على غرفة الجنح االستئنافية‪.‬‬
‫اآلن نتحدث عن املتابعات املخولة للوكيل العام للملك بمحكمة االستئناف‪ ،‬ونميز بين نوعين من الشخصيات‪ ،‬هناك‬
‫الشخصيات الواردة في املادة ‪ 267‬وتلك الواردة في املادة ‪268‬‬
‫ما يتعلق باملادة ‪ 267‬نعني قضاة املحكمة االبتدائية عادية أو متخصصة‪ ،‬في هاته الحالة يحيل الوكيل العام للملك‬
‫بمحكمة االستئناف القضية بملتمس الى الرئيس اﻷول لهذه املحكمة‪ ،‬له أن يقرر‪-‬الرئيس‪ -‬ما إذا كان اﻷمر يقتض ي إجراء‬
‫بحث أو تحقيق في حالة اإليجاب يعهد قاض ي التحقيق أو مستشار بمحكمته بإجراء التحقيق‪ ،‬يعني أن يقوم ببحث في‬
‫الوقائع موضوع املتابعة‪ ،‬هذا فيما يتعلق بمقتضيات املادة ‪.267‬‬
‫املادة ‪ ،268‬أن يتعلق اﻷمر بالباشا أو الخليفة أول للعامل أو رئيس دائرة أو قائد أو ضابط شرطة قضائية من غير‬
‫القضاة املشار إليهم في املواد السابقة بمن يتصفون بصفة ضابط شرطة‪ ،‬حيث تتم املتابعات هنا عن الجنح والجنايات‬
‫املرتكبة أتناء مزاولتهم ملهامهم‪ ،‬بخيت يعرض الوكيل العام للملك القضية على رئيس أول ملحكمة االستئناف الذي يقرر ما‬

‫‪13‬‬
‫إذا كان اﻷمر يقتض ي اجراء بحث‪ ،‬في حالة اإليجاب يعين مستشارا للتحقيق بمحكمته‪ ،‬املستشار املكلف بالتحقيق نميز هنا‬
‫بين جناية أو جنحة‪.‬‬
‫إذا كانت جناية فاملستشار املكلف بالتحقيق يصدر أمرا باإلحالة على الغرفة الجنائية‪.‬‬
‫إذا كان اﻷمر يتعلق بجنحة‪ ،‬يحيل القضية الى املحكمة االبتدائية غير تلك التي يزاول بها املتهم مهامه بدائرتها‪.‬‬
‫إذا كان ضابط الشرطة القضائية يباشر وضيفته في مجموع التراب الوطني‪ ،‬هنا يرجع االختصاص الى املادة ‪.265‬‬
‫هذا فيما يتعلق بالقيود الواردة على املتابعة املتلقة باالختصاص‪.‬‬
‫ثانا‪ :‬قيود املتابعة املرتبطة بقواعد املنع‪.‬‬
‫قواعد املنع املؤقتة‬
‫اﻷصل‪ ،‬نحن نعلم أن النيابة العامة لها حق تحريك وإقامة الدعوى العمومية متى علمت بوجود جريمة بأي وسيلة‬
‫كانت‪ .‬لكن هذا املبدأ ترد عليه بعض االستثناءات‪ ،‬ما السبب فيها؟ يكون إما نظرا لطبيعة الجرائم املرتكبة أو بالنظر لصفة‬
‫مرتكبها‪ ،‬بالتالي ال تحرك الدعوى إال بإزالة هذه القيود التي سبق وقلنا إنها تشكل حدود قانونية تمنع النيابة العامة من‬
‫ممارسة الدعوى العمومية‪ ،‬من ضمن هاته القيود نجد ما يلي‪:‬‬
‫أ) وجوب تقديم شكاية أو طلب‪.‬‬
‫نحن نعلم أن هناك بعض الجرائم التي خول فيها املشرع للمجني عليه حق تقدير ملئمة اتخاد اإلجراءات االزمة بشأنها‬
‫هذا اﻷمر ال ينقص من أهمية الحق املعتدى عليه‪ ،‬فهو ال ينفي العناصر املكونة للجريمة أو شروط العقاب‪ ،‬بمعنى أن في‬
‫الحالة التي يخول فيها املشرع للمجني عليه ‪-‬سلطة امللئمة‪ -‬من أجل تحريك أم عدم تحريك الدعوى فهذا اﻷمر ال ينقص‬
‫من أهمية الحق املعتدى عليه وال ينفي العناصر املكونة للجريمة‪ ،‬بمعنى أنه تضل له صفة الجريمة‪.‬‬
‫لكن السبب الذي جعل املشرع يخول هذا الحق للمجني عليه هو نظرا االعتبارات خاصة‪ ،‬هاته االعتبارات يمكن إجمالها‬
‫فيما يلي‪ ،‬كالحفاظ على سمعة اﻷسرة في حالة الخيانة الزوجية هنا مقتضيات الفصل ‪ ،491‬أو حماية االعتبار الشخص ي‬
‫في جنحة القدف عن طريق الصحافة هنا مقتضيات املادة ‪ 99‬من قانون الصحافة‪ ،‬أو الحفاظ على الوئام العائلي في جريمة‬
‫إهمال اﻷسرة والطرد من بيت الزوجية هنا مقتضيات الفصل ‪ ،481‬أو طرد املستحق للنفقة‪ ،‬هنا مثل ضرورة تقديم شكاية‬
‫بتبديد وتفويت أموال أحد الزوجين بسوء نية طبق ملقتضيات الفصل ‪ ،1-526‬اإلكراه على الزواج مقتضيات الفصل ‪-503‬‬
‫‪ 1-2‬وهنا اتحدت عن قانون ‪ .103.13‬تم هناك السرقة بين اﻷقارب‪ ،‬املال اململوك ﻷحد اﻷصول أو أحد اﻷقارب أو أحد‬
‫اﻷصهار‪ ،‬في هذه الحالة ال يمكن تحريك الدعوى إال بشكاية من املتضرر طبق ملقتضيات الفصل ‪.535‬‬

‫‪14‬‬
‫ثم هناك اعتبار آخر وهو الحفاظ على اﻷمانة في جريمة استعمال ناقلة بدون إذن صاحبها هنا مقتضيات الفصل‪522‬‬
‫من ق‪.‬ج‪ ،‬هنا من يتقدم بالشكاية هو املتضرر‪ ،‬تم هناك خيانة اﻷمانة مقتضيات الفصل ‪ 548‬الذي يحيل على الفصل‬
‫(‪.............. )12.35‬‬
‫كل هاته الحاالت التي تحدتنا عنها وكل هاته النصوص التي أوردناها‪ ،‬كلها تلزم بتقديم شكاية‪ ،‬إذا لم يتم تقديم شكاية‬
‫فل يمكن للنيابة العامة أن تحرك الدعوى‪.‬‬
‫تقدم الشكاية من قبل افراد ‪-‬كل هاته الفصول التي سبق ذكرها تكون من قبل افراد‪ -‬أو بعض الجهات الرسمية‪ ،‬أو‬
‫ادارات عمومية‪ ،‬حين نتحدث عن ادارات عمومية نتحدث عن طلب وليس شكاية‪.‬‬
‫مثل الشتم املوجهة الى رؤساء الدول أو وزراء الخارجية‪ ،‬املمثلين الدبلوماسيون‪ ،‬هنا تتم املتابعة بناء على طلب من‬
‫الجهات املعنية‪ ،‬كإشارة أساسية هو أن دور الشكاية هو يشكل قيد‪ ،‬لكن ما تلزم اإلشارة إليه هو أن الشكاية ينحصر دورها‬
‫في فتح باب املتابعة دون اإللزام بها‪ ،‬معنى ذلك هو أن النيابة العامة تظل سلطة امللئمة قائمة لديها‪ ،‬بمعنى اما أن تتابع واما‬
‫أال تتابع‪.‬‬
‫ب) لزوم توجيه إنذار‬
‫هنا نتحدث عن جرائم إهمال اﻷسرة‪ ،‬نقول إنذار أو إعذار‪ ،‬بحيث أنه بعد تقديم شكاية من الشخص املطرود من بيت‬
‫الزوجية أو املهمل أو املستحق للنفقة أو نائبه الشرعي‪ ،‬في هذه الحالة حين يتم تقديم الشكاية من طرف أحد هؤالء يجب‬
‫أن يسبق املتابعة طبق ملقتضيات الفصل ‪ 481‬الفقرة ‪ 3‬من ق‪.‬ج‪ ،‬يجب إعذار املحكوم عليه بالنفقة ليقوم بها عليه في ظرف‬
‫‪ 30‬يوما‪ ،‬يعني شخص أهمل أسرته هنا نميز بين الطرد من بيت الزوجية أو اإلهمال أو يتعلق اﻷمر بنفقة‪.‬‬
‫اإلعذار ماذا نقصد به؟ هو أمر إلزامي ال يمكن للنيابة العامة أن تحرك الدعوى دون أن تقوم بإنذار أو إعذار املحكوم‬
‫عليه بالنفقة‪ ،‬كأنها تعيد إخباره أو تبليغه بالنفقة وأنه ملزم بأدائها داخل أجل ‪ 30‬يوما‪ ،‬فيما قبل كانت النصوص السابقة‬
‫تتحدث عن ‪ 15‬يوما اآلن نتحدث عن ‪30‬يوما‪.‬‬
‫قلت أن هذا اإلعذار هو أمر إلزامي يتخذ شكل استجواب يقوم به ضابط الشرطة القضائية بناء على تعليمات من‬
‫النيابة العامة‪ ،‬في الحالة التي يكون فيها املهمل في حالة فرار أو ال نعرف عنوانه في هاته الحالة ما هو الدور الذي يقوم به‬
‫ضابط الشرطة القضائية ؟‪ ،‬هو أنه يسجل ذلك ويستغني عن االستجواب‪ ،‬وهنا تطرح مجموعة من علمات االستفهام‪،‬‬
‫صحيح أننا قمنا بإجراء تغيير في الفصول املتعلقة بجريمة إهمال اﻷسرة‪ ،‬قمنا بتغيير أو تمديد أجل سداد النفقة من ‪15‬‬
‫يوما الى ‪ 30‬يوما‪ ،‬لكن لم يتم إجراء أي تعديل في الحالة التي يكون فيها املهمل في حالة فرار أو أننا ال نعلم عنوانه هنا تضل‬
‫مجموعة من علمات االستفهام‪ ،‬ملاذا لم يتم تدخل املشرع بإجراء جديد‪ ،‬هذا النوع الثاني من القيود‪.‬‬
‫ج) في حالة إجراء صلح أو مصالحة‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫املشرع املغربي نص على مسطرة الصلح في املادة ‪ 41‬من ق‪.‬م‪.‬ج‪ ،‬مقتضيات املادة (يمكن للمتضرر أو املشتكى به قبل‬
‫ً‬
‫إقامة الدعوى العمومية وكلما تعلق اﻷمر بجريمة يعاقب عليها بسنتين حبسا أو أقل أو بغرامة ال يتجاوز حدها اﻷقص ى‬
‫‪ 5.000‬درهم‪ ،‬أن يطلب من وكيل امللك تضمين الصلح الحاصل بينهما في محضر)‪.‬بمعنى هاته املادة تحدد لنا شروط إعمال‬
‫الصلح فهي تشكل لنا أحد بدائل الدعوى العمومية لكن الصلح الذي نتحدث عنه هنا ال يعتبر سببا من أسباب سقوط‬
‫الدعوى العمومية‪ ،‬ملاذا ﻷننا نتحدث عن الصلح الذي يتم قبل إجراء الدعوى العمومية‪ ،‬فإذا كان الصلح بعد تحريك‬
‫الدعوى العمومية يدخل في إطار اﻷسباب التي تترتب عنها سقوط الدعوى العمومية‪ ،‬لكن على اعتبار أنه صلح وقع قبل‬
‫تحريك الدعوى العمومية فهو ال يسقط الدعوى العمومية بل يوقف الدعوى العمومية وال يسقطها‪.‬‬
‫نجد أن املشرع اعتمد هاته الوسيلة كحل ثالث ملعالجة الظاهرة اإلجرامية‪ ،‬ﻷننا نتحدث عن شكاية وعن توجيه إنذار‪،‬‬
‫والصلح هو حل ثالث‪ ،‬بحيث أنه يتم اللجوء أليه في بعض الجرائم التي ال تتسم بالخطورة من أجل التخفيف على املحاكم‪،‬‬
‫يخول هذا اإلجراء لوكيل امللك لدى املحكمة االبتدائية في بعض الجرائم متى توفرت الشروط وارتضاها وكيل امللك‪ ،‬حيث‬
‫نجد أن املادة ‪ 41‬تضع موانع مؤقتة للمتابعة في الجنح التي تتحدد عقوبتها في سنتين أو أقل أو غرامة ال تتجاوز حدها اﻷقص ى‬
‫‪5000‬درهم‪ ،‬وهنا نميز بين نوعين من الصلح‪ ،‬الصلح بمبادرة من املشتكي املتضرر أو املشتكى به‪ ،‬والصلح الذي يكون بمبادرة‬
‫من وكيل امللك‪،‬‬
‫_الصلح بمبادرة من املتضرر أو املشتكى به‬
‫حسب املادة ‪ 41‬يجوز للمتضرر أو املشتكى به أن يقدم لوكيل امللك طلبا من أجل تضمين الصلح الحاصل مع املتهم‬
‫بمحضر‪ ،‬ماهي شروط هذا الصلح؟‬
‫نعود للمادة ‪ ،41‬أن يتعلق اﻷمر بجنحة معاقب عليها بسنتين حبسا أو أقل أو بغرامة ال يتجاوز حدها االقص ى‬
‫‪5000‬درهم كشرط أول‪.‬‬
‫ماهي شروط هذا الصلح‪:‬‬
‫نعود للمادة ‪41‬‬
‫الشرط اﻷول‪ :‬أن يتعلق اﻷمر بجنحة معاقب عليها بسنتين حبسا أو أقل أو بغرامة ال يتجاوز حدها اﻷقص ى خمس آالف‬
‫درهم‬
‫الشرط الثاني‪ :‬يجب على املتضرر أو املشتكى به أن يقدم طلب صريح لوكيل امللك يعبر فيه عن رغبته في إجراء الصلح‪،‬‬
‫ً‬
‫ويمكن أن يكون هذا الطلب ضمنيا‪ ،‬متى يكون هذا الطلب ضمنيا؟ في الحالة التي يتقدم فيها املشتكي بتنازل مكتوب‪ ،‬بمعنى‬
‫يكون صريحا إذا كان عبارة عن طلب يعبر فيه عن إجراء الصلح‪ ،‬ويكون ضمنيا إذا اتخذ شكل تنازل مكتوب عن شكايته‪،‬‬
‫في هذه الحالة حين يتلقى وكيل امللك طلب صريح أو ضمني الذي قلت يتخذ شكل تنازل‪ ،‬ما هو الدور الذي يقوم به؟ يقوم‬
‫بتدوين بنود الصلح في محضر بحضور اﻷطراف أو دفاعهم ﻷنه سوف يشعر وكيل امللك لهما أو دفاعهما‪ ،‬يعني وكيل امللك‬

‫‪16‬‬
‫يقوم بتدوين بنود الصلح في محضر بحضور اﻷطراف أو دفاعهم ما لم يتنازل أحدهم عن حضور الدفاع بحيث أنه يتم‬
‫إشعار اﻷطراف أو دفاعهم بتاريخ الجلسة التي تعقدها غرفة املشورة مع توقيع املحضر من قبل اﻷطراف والنيابة العامة‬
‫ملاذا سوف يوقع اﻷطراف املحضر؟ ﻷنه يتم بحضورهم‪.‬‬
‫عند توفر هذه الشروط يحيل وكيل امللك محضر الصلح على رئيس املحكمة االبتدائية‪ ،‬هذا اﻷخير يقوم بإصدار أمر‬
‫باملصادقة على محضر الصلح‪ ،‬يكون هذا اﻷمر (أي املصادقة) بحضور كذلك ممثل النيابة العامة والطرفين أو دفاعهما‪.‬‬
‫(نتحدث هنا على الحضورية)‪.‬‬
‫يتضمن اﻷمر الصادر باملصادقة‪ .‬عمن يصدر اﻷمر باملصادقة؟ عن رئيس املحكمة االبتدائية‪ .‬ماذا يتضمن هذا اﻷمر؟ أداء‬
‫الغرامة التي ال تتجاوز نصف الحد اﻷقص ى للغرامة املقررة قانونا وتحديد أجل لتنفيذ الصلح‪ ،‬هذين هما اﻷمرين اللذين‬
‫يضمنان في اﻷمر الصادر باملصادقة‪ ،‬هذا اﻷمر ال يقبل الطعن ملاذا؟ ﻷن الغاية منه وضع حد للنزاع خاصة وأنه يتم بحضور‬
‫الطرفين أو دفاعهما كما أنه ال يقبل ال اإللغاء وال التعديل بصريح املادة ‪ 41‬التي جعلته نهائيا وال يقبل الطعن‪ ،‬هذا عن‬
‫الصلح الذي يكون بمبادرة من املتضرر‬
‫• أما الصلح الذي يكون بمبادرة من وكيل امللك فيتم في الحالة التي ال يحضر فيها املشتكي ويكتفي فيها بتوجيه تنازل‬
‫مكتوب وال يوجد مشتك باملرة‪ ،‬هنا يمكن أن نميز‪ ،‬نقطة أساسية اتضحت وهي أن في الصلح الذي يتم من طرف املتضرر‬
‫تحدثنا على طلب صريح وتحدثنا على ضمني‬
‫الطلب الصريح وهو طلب الصلح والضمني وهو التنازل‪ ،‬نلحظ أنه بالنسبة للصلح بمبادرة من وكيل امللك يتم في الحالة‬
‫التي ال يحضر فيها املشتكي ولكن يكتفي بتوجيه تنازل‪ ،‬بمعنى يكون فيها الطلب الضمني في الحالتين معا‪ ،‬إذن يوجد الطلب‬
‫الذي هو تنازل وال يوجد مشتك باملرة‪ ،‬في الحالتين معا يجوز للنيابة العامة في حالة التنازل املكتوب أو عدم وجود مشتكي‬
‫أن يقترح على املشتكى به أو املتهم صلحا يتمثل في أداء نصف الغرامة املقررة قانونا‪ ،‬إصلح الضرر الناتج عن أفعاله إذا‬
‫كانت هذه اﻷفعال من اﻷفعال التي يجوز فيها الصلح‪ ،‬إذا وافق املعني باﻷمر يدون املحضر‪ ،‬تطبق اإلجراءات السابق اإلشارة‬
‫إليها بمعنى يصدر اﻷمر باملصادقة ويتم تحديد الغرامة ويتم تحديد أجل لتنفيذ الصلح‪،‬‬
‫هذا عن اإلجراءات التي يتم بها الصلح إما صلح بمبادرة من املتضرر أو صلح بمبادرة من وكيل امللك‪.‬‬
‫‪ -‬ما هي اآلثار التي تترتب عن مسطرة الصلح؟‬
‫أكدت املادة ‪ 41‬أن مسطرة الصلح واﻷمر القضائي الصادر بشأنها‪ ،‬وهذه إشارة سبق قولها‪ ،‬أن هذا من بين اآلثار اﻷساسية‬
‫هو أنه يضع حدا مؤقتا للدعوى ملاذا هو حد مؤقت كما سبق القول‪ ،‬ﻷنه يتم قبل تحريك الدعوى‪ ،‬بالتالي فاﻷثر أنه يشكل‬
‫قيد مؤقتا وال يسقط الدعوى العمومية ملاذا قلنا انه مؤقت؟ ﻷن هناك مقتضيات يمكن لوكيل امللك أن يقوم بها‪ ،‬قلت أنه‬
‫يمكن له في حالة عدم مصادقة على محضر صلح من طرف رئيس املحكمة االبتدائية أو من ينوب عنه أو إذا لم يتم تنفيذ‬
‫االلتزامات الناتجة عن الصلح داخل اﻷجل املحدد أو إذا ظهرت عناصر جديدة تمس الدعوى العمومية ما لم تكن هاته‬
‫اﻷخيرة قد تقادمت وإن كان أنه‪ ،‬إضافة إلى التقادم يمكن أن يقع موت املتهم‪ ،‬يمكن أن يقع عفو‪ ،‬يمكن أن يقع إلغاء الصفة‬

‫‪17‬‬
‫الجرمية‪ ،‬كل هذه اﻷسباب قد تحول دون إثارة املتابعة‪ ،‬وكذلك نعلم أنها من سبب من أسباب سقوط الدعوى وعدم‬
‫ممارستها‪ ،‬من ثم يتعين على رئيس املحكمة أو من ينوب عنه إشعار وكيل امللك فورا باﻷمر الصادر عنه بقبول أو رفض‬
‫املصادقة عن محضر الصلح ويعود لوكيل امللك الحق في التأكد من تنفيذ االلتزامات التي صادق عليه رئيس املحكمة أو من‬
‫ينوب عنه‪.‬‬
‫‪ -‬سأعيد هذه النقطة للتوضيح‪ :‬قلت اآلثار املترتبة عن مسطرة الصلح هو أنه سبب مؤقت يوقف ممارسة الدعوى‬
‫وتحريكها وال يسقطها ﻷنه يتم قبل تحريك الدعوى العمومية وملاذا قلنا إنه سبب مؤقت؟ ﻷنه يمكن لوكيل امللك في الحاالت‬
‫التالية‪:‬‬
‫في حالة عدم املصادقة على محضر الصلح من طرف رئيس املحكمة االبتدائية أو من ينوب عنه أو إذا لم تنفد االلتزامات‬
‫الناتجة عن الصلح داخل اﻷجل أو إذا ظهرت عناصر جديدة تمس الدعوى ما لم تكن هذه اﻷخيرة قد تقادمت‬
‫في هاته الحالة يتعين على رئيس املحكمة أو من ينوب عنه إشعار وكيل امللك فورا باﻷمر الصادر عنه بقبول أو رفض‬
‫املصادقة عن محضر الصلح ويعود لوكيل امللك الحق في التأكد من تنفيذ االلتزامات التي صادق عليها رئيس املحكمة أو من‬
‫ينوب عنه‪.‬‬
‫هذا فيما يتعلق بمسطرة الصلح التي تحدثنا عنها في إطار القيود املؤقتة الواردة عن تحريك الدعوى العمومية‪.‬‬
‫‪ -‬يمكن أن نضيف نقطة أخرى ويتعلق اﻷمر باإلذن من جهة معينة‪.‬‬
‫اإلذن من جهة معينة يكون في حالة ملحقة برملاني‪ ،‬هذا اﻷخير نحن نعلم أنه يتمتع بحصانة دستورية تجمع بين الحصانة‬
‫الدائمة والحصانة النسبية‬
‫‪ -‬الحصانة الدائمة تتعلق بإمكانية إبداء رأيه وقيامه بالتصويت خلل مزاولته ملهامه والنسبية حيث يتم رفعها عنه بإذن‬
‫من املجلس الذي يشكل عضوا فيه حيث يتم تقديم في هذه الحالة طلب مكتوب من النيابة العامة (هنا نتحدث في الحالة‬
‫التي يكون فيها املتابع هو برملاني) بواسطة الجهاز املختص‪ ،‬ﻷن فيما قبل كان الجهاز املختص هو وزير العدل‪ ،‬بمعنى أن‬
‫يقدم طلب مكتوب من النيابة العامة لهذا املجلس الذي ينتمي إليه البرملاني‪ ،‬يمكن تقديم الطلب من املجني عليه مباشرة‪،‬‬
‫وهنا يجوز للنيابة العامة االستمرار في البحث‪ ،‬جمع اﻷدلة‪ ،‬االستماع إلى اﻷشخاص‪ ،‬إجراء‪ ،‬كل ما تراه مفيدا ولو قبل‬
‫الحصول على اإلذن شريطة أن ال تمس تلك اإلجراءات بشخص وحرية وشرف البرملاني‪.‬‬
‫هنا ملن يعود االختصاص؟‬
‫يختص في هذا اﻷمر الوكيل العام للملك بمقتض ى قرار املجلس الدستوري الصادر في ‪،2004‬‬
‫يتم تسيير البحث التمهيدي أي إجراء البحث التمهيدي في مواجهة البرملاني بما في ذلك اإلشعار بالشكاية املوجهة ضده‪،‬‬
‫حضور إجراءات تفتيش منزل البرملاني‪ ،‬توجيه طلب رفع الحصانة من الجهة املختصة‬
‫هذا فيما يتعلق بالقيود التي ترد في الحالة التي يكون فيها املتابع برملاني‪ ،‬قلنا ما يعرف باإلذن من الجهة املختصة‬

‫‪18‬‬
‫‪ -‬وهناك نوع آخر وهو ما يعرف باإلبلغ ويمكن الحديث هنا على الشكاية الرسمية‬
‫اإلبلغ تنص عليه مقتضيات املادة ‪ 708‬في فقرتها الثالثة بقولها << كل فعل له وصف جنحة في نظر القانون املغربي ارتكب‬
‫طرف مغربي يمكن املتابعة من أجله والحكم فيه باملغرب>> (هذا املبدأ يتعلق بمبدأ الشخصية)‬
‫خارج اململكة املغربية من ٍ‬
‫فحسب هذه الفقرة أي الثالثة أنه ال يمكن إجراء املتابعة إال بطلب من النيابة العامة بعد توصلها بشكاية من طرف املتضرر‬
‫أو بناء على إبلغ صادر من سلطات البلد الذي ارتكبت فيه الجنحة بمعنى أن اﻷمر يتعلق بفعل يشكل وصف الجناية في‬
‫القانون املغربي وهذا الفعل الذي يحوز وصف الجناية أرتكب خارج اململكة املغربية‪ ،‬من ارتكبه؟ مرتكب هذا الفعل مغربي‪،‬‬
‫في هاته الحالة يمكن املتابعة من أجله والحكم في هذه القضية باملغرب ولكن للقيام بهذه اإلجراءات وهذه املتابعة البد أن‬
‫يتم التوصل بشكاية من املتضرر أو بناء على إبلغ صادر من سلطات البلد الذي ارتكبت فيه الجنحة‬
‫‪ -‬هذا فيما يتعلق بالقيود املؤقتة التي ترد على تحريك الدعوى العمومية‬
‫‪ -‬القيود الدائمة‬
‫قلنا إنه إضافة لوجوب احترام القواعد التي تسند االختصاص في املتابعة لجهات معينة كما سبق بيانه في املواد من ‪ 264‬إلى‬
‫‪ ،268‬يشمل املنع الدائم حاالت أخرى تتعلق بحصانة رئيس الدولة‪ ،‬أعضاء السلك الدبلوماس ي‪ ،‬العفو الصادر قبل تحريك‬
‫الدعوى العمومية‪.‬‬
‫أوال‪ :‬حصانة رئيس الدولة نتحدث هنا عن مقتضيات الفصل‪ < 46‬شخص امللك ال تنتهك حرمته وللملك واجب التوقير‬
‫واالحترام >‬
‫ثانيا‪ :‬حصانة أعضاء السلك الدبلوماس ي‪ .‬هنا نعود إلى قواعد القانون الدولي العام واﻷعراف الدولية‪ ،‬حيث نجد أن رؤساء‬
‫الدول اﻷجنبية يتمتعون أثناء مرورهم وتواجدهم بإقليم الدولة بحصانة‪ ،‬هذه الحصانة تسري عليهم وعلى أفراد أسرتهم‪،‬‬
‫كما يتمتع السفراء واملعتمدون الديبلوماسيون بهذه الحصانة وفقا التفاقية فيينا املتعلقة بتنظيم العلقات الدبلوماسية‬
‫املبرمة‪.‬‬
‫‪ -‬هناك سؤال متعلق باملادة ‪ 708‬كل فعل له وسط جنحة في نظر القانون املغربي (هو الذي أتكلم عليه) ارتكب خارج‬
‫اململكة املغربية من طرف مغربي يمكن املتابعة من أجله والحكم فيه باملغرب‪:‬‬
‫الشرط اﻷول واﻷساس ي نتحدث هنا عن جنحة‬
‫الشرط اﻷساس ي هو أن تتوصل النيابة العامة بإبلغ صادر عن سلطات البلد الذي ارتكبت فيه الجنحة‪.‬‬
‫أكمل النقطة التي أتحدث عنها‬
‫تحدثت عن حصانة رئيس الدولة‪ ،‬حصانة أعضاء السلك الدبلوماس ي بمعنى أنه ال يمكن متابعتهم‪ ،‬وإذا تذكرتم‪ ،‬فكل هؤالء‬
‫تم استثناءهم من تطبيق إقليمية النص‬

‫‪19‬‬
‫هناك سؤال من طالب‪ ،‬هو "إنما املادة ‪ "707‬سأتأكد "كل فعل له وصف جناية" هذه املادة تتحدث عن الجناية ولكن‬
‫أنا أتحدث عن الجنحة بمعنى يمكن الحديث عن اإلثنين‪.‬‬
‫إذن هنا بالنسبة للجنحة‪ ،‬املادة ‪ 708‬هي التي تحدثت عليها‪ ،‬أما املادة ‪ 707‬تتحدث عن وصف جناية "كل فعل له وصف‬
‫جناية في نظر القانون املغربي ارتكب خارج اململكة املغربية من طرف مغربي‪ ،‬يمكن املتابعة من أجله والحكم فيه غير أنه ال‬
‫يمكن أن يتابع ويحاكم إال إذا عاد إلى اﻷراض ي املغربية ولم يثبت أنه صدر في حقه في الخارج حكم اكتسب قوة الش يء املقض ي‬
‫به وأنه في حالة الحكم بإدانته‪ ،‬قض ى العقوبة املحكوم بها عليه أو تقادمت أو حصل على عفو بشأنها" هذا‪ ،‬ليس هو الذي‬
‫نتحدث عنه‪ ،‬أنه في حالة ارتكاب جنحة ال يمكن إجراء املتابعة‪ ،‬املادة التي تعنينا هي ‪ 708‬ﻷن الفقرة الثانية منها تقول‪:‬‬
‫"علوة على ذلك‪ ،‬فإنه في حالة ارتكاب جنحة ضد شخص‪ ،‬ال يمكن إجراء املتابعة إال بطلب من النيابة العامة بعد توصلها‬
‫بشكاية من الطرف املتضرر أو بناء على إبلغ صادر من سلطات البلد الذي ارتكبت فيه الجنحة" بمعنى ما يعنينا هو املادة‬
‫‪ 708‬هي التي تتحدث عن القيد الذي نتحدث عنه‪.‬‬
‫تتمة‪ :‬قلت أن أعضاء السلك الدبلوم هم اآلخرين‪ ،‬هؤالء يشكلون استثناء من مبدأ االقليمية‪،‬‬
‫ما هو مبدأ االقليمية‪ :‬هو أن النص الجنائي يطبق على كل من يوجد بإقليم اململكة وكان من بين االستثناءات هؤالء الذين‬
‫نتحدث عنهم أو الذين يشكلون اآلن قيود دائمة للمتابعة‪.‬‬
‫ً‬
‫تحدثنا كذلك عن السفراء واملعتمدون الدبلوماسيون‪ ،‬هم كذلك يتمتعون بهاته الحصانة وفقا التفاقية فيينا املتعلقة‬
‫بتنظيم العلقات الدبلوماسية املبرمة سنة ‪ ،1961‬يترتب عن هذه الحصانة اإلعفاء من الخضوع للقضاء الوطني‪ ،‬بمعني‬
‫االستثناءات التي تسري على مبدأ إقليمية النص‬
‫ملاذا يعفون من الخضوع للقضاء الوطني؟ قصد تمكين الهيئات الدبلوماسية من ممارسة وظائفها‪.‬‬
‫هذا اإلعفاء هو إعفاء املمثل الديبلوماس ي فوق إقليم الدولة املعتمد لديها‪ ،‬بمعنى إعفاؤه من املتابعة‪ ،‬ال يعفي من إمكانية‬
‫متابعته من الدولة التي يحمل جنسيتها ملاذا؟ ﻷنه قام بفعل ألحق ضررا إلى غير ذلك‪.‬‬
‫في هذه الحالة يجوز للدولة التي ينتمي إليها الدبلوماس ي‪ ،‬إما أن هذا الديبلوماس ي يتابع من الدولة التي يحمل جنسيتها أو‬
‫يمكن لهذه الدولة أن تتنازل صراحة للدولة املعتمد لديها عن الحصانة املقررة ملمثليها في هذه الحالة يجوز مقاضاته أمام‬
‫ً‬
‫محاكم هذه اﻷخيرة وهذا وفقا للفصل ‪ 32‬من اتفاقية فيينا‬
‫ثالثا‪ :‬أعضاء الحكومة حسب الفصل ‪ 94‬من دستور ‪" 2011‬أن أعضاء الحكومة مسؤولون جنائيا أمام محاكم اململكة‬
‫عما يرتكبون من جنايات وجنح أثناء ممارستهم ملهامهم" ونجد أن هذا الفصل أضاف أن القانون ينظم املسطرة املتعلقة‬
‫بهذه املسؤولية‪.‬‬
‫ً‬
‫الدستور السابق أوجد نصا تنظيميا‪ ،‬دستور ‪ 2011‬لم يضع بعد هذه املسألة‪ ،‬ونعود إلى الفصل ‪ 229‬الذي يرتب عقوبة‬
‫على خرق الحصانة القضائية مع مراعاة ما سبق اإلشارة إليه وقد سبق الحديث عن كيفية متابعة برملاني‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫رابعا‪ :‬املنع الناتج عن لعفو نحن نعلم أنه في حالة صدور العفو قبل تحريك الدعوى العمومية فهو يحول دون املتابعات‬
‫حسب مقتضيات الفصل ‪ 2‬من ظهير ‪ 1977‬املتعلق بالعفو‬
‫وسنعود للعفو حين نتحدث كذلك عن اﻷسباب التي تسقط الدعوى العمومية‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫املحاضرة الثالثة‪:‬‬

‫الجزء اﻷول‬

‫في هذه الحصة سوف نتناول كمحور فرعي أسباب انقضاء الدعوى العمومية‪ ،‬وسوف نميز بين اﻷسباب الخاصة وهي‬
‫التي يترتب عليها قرار الحفظ أو حفظ املتابعة‪ ،‬أو قرار بعدم املتابعة‪ ،‬ثم هناك أسباب مشتركة مع الدعوى العمومية‪.‬‬
‫‪ )1‬اﻷسباب الخاصة‬
‫عمل بمبدأ امللءمة يجوز للنيابة العامة أن تقرر حفظ القضية طبقا ملقتضيات املادة ‪ 40‬بقولها " أو يأمر بحفظها‬
‫بمقرر"‪ ،‬ثم مقتضيات املادة ‪ 49‬في فقرتها السادسة‪ .‬فقرار الحفظ هو قرار ذو طبيعة إدارية‪ ،‬يصدر عن النيابة العامة‬
‫بصفتها كسلطة بحث وتحري‪ .‬فما هي الحاالت أو اﻷسباب التي يمكن أن تدفع النيابة العامة إلى إصدار قرارها بحفظ‬
‫املتابعة؟‬
‫نميز بين نوعين من اﻷسباب‪:‬‬
‫* االسباب القانونية‬
‫الحفظ يكون إما بسبب توفر سبب من أسباب التبرير او اإلباحة أو توفر مانع من موانع املسؤولية أو توفر أحد أسباب‬
‫سقوط الدعوى العمومية أو نظرا لعدم ارتفاع قيد من قيود املتابعة‪ ،‬مثل‪ :‬عدم تقديم الشكاية‪ ،‬هذه أسباب قانونية قد‬
‫تدفع النيابة العامة إلى حفظ املتابعة‪.‬‬
‫* اﻷسباب املوضوعية‬
‫انعدام الحجج أو االدلة أو عدم كفايتها‪ ،‬أو أن الوقائع التي يراد املتابعة بشأنها هي وقائع ال تكتسب الصبغة الجنائية‬
‫نظرا لتفاهة الفعل مثل‪ ،‬أو اختلل ركن من أركان الجريمة‪ ،‬أو كون املتهم مجهول أو موت املتابع قبل تحريك الدعوى‬
‫العمومية‪.‬‬
‫يتم قرار الحفظ دون املتابعة بمقتض ى مقرر إداري ال يقبل الطعن القضائي‪ ،‬ملاذا ال يقبل الطعن القضائي؟‬
‫من خلل تسميته فاﻷمر يعني أنه ممكن أن نمارس تجاهه التظلم اإلداري وليس الطعن القضائي ﻷن صفته هو مقرر‬
‫قضائي (مجرد سهو‪ ،‬الصحيح مقرر اداري)‪ ،‬وهذا التظلم يتم حسب التسلسل اإلداري للنيابة العامة‪ ،‬حيث يوجه للوكيل‬
‫العام للملك وللجهات املختصة‪ ،‬وباعتباره تدبيرا إداريا وليس حكما قضائيا‪ ،‬فهو ال يحوز حجية الش يء املقض ي به‪ ،‬فهو قرار‬
‫مؤقت يمكن دائما التراجع عنه من أجل تعميق اﻷبحاث أو إثارة املتابعة من جديد لدى النيابة العامة حيث تقوم بحفظ‬
‫املتابعة‪ ،‬فهي تحتفظ بحجج الوثائق قصد الرجوع إليها أو تحتفظ بها‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫إذا ما تقرر إخراج القضية من جديد قلنا إنه في حاالت معينة يجوز للوكيل العام للملك لدى محكمة النقض أن يتدخل‬
‫من أجل إخراج امللف من قرار الحفظ‪ ،‬في هذه النقطة قلنا ﻷنه قرار مؤقت يمكن دائما التراجع عنه من أجل تعميق أو إثارة‬
‫املتابعة في حاالت معينة‪ ،‬لكن السؤال‪ :‬هل يمكن أن يكون قرارا نهائيا؟؟‬
‫الجواب‪ ،‬نعم إذا انصرم أجل التقادم دون أن يصدر اﻷمر بإخراج هذا امللف من الحفظ‪ ،‬في الحالة التي يقرر فيها وكيل‬
‫امللك اتخاذ قرار الحفظ يقوم بتبليغه إلى املشتكى أو دفاعه مع تبيان اﻷسباب التي دعته التخاذه ليتمكن املعنى باﻷمر من‬
‫االتخاذ املناسب بشأن القرار كإحالة القضية مباشرة أمام هيئة الحكم ﻷن له الحق في إقامة الدعوى أو أن يقوم بإثارتها‬
‫أمام الجهة املختصة‪ ،‬مثل عن طريق االدعاء املباشر‪ .‬هذا فيما يتعلق بقرار الحفظ‪.‬‬
‫القرار الثاني دائما ضمن اﻷسباب الخاصة النقضاء املتابعة هناك قرار بعدم املتابعة الذي يصدر عن قاض ي التحقيق‬
‫إذا اتضح له عدم اتصاف الفعل بالصفة الجرمية أو رغم توفر الصفة الجرمية إال أن االدلة غير كافية‪ ،‬وفي الحالة التي‬
‫يظل فيها الجاني مجهوال (مقتضيات املادة ‪ 216‬من م ج) يمكن أن يشمل هذا القرار بعض املتهمين دون غيرهم في حالة‬
‫تعددهم ويترتب عن هذا القرار عدم إمكانية متابعة املتهم من أجل نفس الفصل‪ ،‬وبالتالي يتعذر التحقيق بشأنه‪ .‬قرار عدم‬
‫املتابعة يمكن أن يكون كليا أو جزئيا‪ ،‬في كلتا الحالتين يجب أن يتضمن هوية الشخص َ‬
‫املتابع‪ .‬هذا فيما يتعلق باﻷسباب‬
‫الخاصة‪.‬‬
‫‪ )2‬اﻷسباب املشتركة مع الدعوى العمومية‪:‬‬
‫هنا سنتحدث عن مقتضيات املادة ‪ " 4‬تسقط الدعوى العمومية بموت الشخص املتابع‪ ،‬وبالتقادم‪ ،‬وبالعفو الشامل‪،‬‬
‫وبنسخ املقتضيات الجنائية التي تجرم الفعل وبصدور مقرر اكتسب قوة الش يء املقض ي به‪ ،‬وتسقط بالصلح عندما ينص‬
‫القانون صراحة على ذلك‪ ،‬وتسقط أيضا بتنازل املشتكي عن شكايته إذا كانت الشكاية شرطا ضروريا للمتابعة ما لم ينص‬
‫القانون على خلف ذلك "‪.‬‬
‫سوف نتحدث عن كل مقتض ى على حدة‪ ،‬نبدأ باملقتض ى اﻷول وهو‪:‬‬
‫‪+‬موت املتهم‪:‬‬
‫نحن نعلم أن املسؤولية الجنائية هي مسؤولية شخصية وهنا نجد الفصل ‪ 132‬من القانون الجنائي ينص" كل شخص‬
‫سليم قادر على التمييز يكون مسؤوال شخصيا "‪ ،‬هنا يتحدث لنا عن شخصية املسؤولية الجنائية بالتالي في حالة موت املتابع‬
‫قبل إقامة الدعوى العمومية يقض ي بحفظ امللف‪ ،‬وهذا اﻷثر ال ينصرف إلى غيره من املساهمين واملشاركين نظرا لشخصية‬
‫املسؤولية الجنائية‪ ،‬في الحالة التي تقام فيها الدعوى العمومية بعد وفاة املتهم هنا يجب على املحكمة أن تصرح بعد القبول‪،‬‬
‫وإذا وقعت الوفاة بعد إحالة الدعوى على املحكمة أو على قاض ي التحقيق فالنتيجة هو التصريح بسقوط الدعوى وهذا‬
‫التصريح ال يعتبر فصل هو فقط إعلن عن إنهاء إجراءات املتابعة‪ ،‬بمعنى حينما نتحدث عن موت املتهم نميز بين حاالت‬

‫‪23‬‬
‫ثلث‪ ،‬املادة ‪ 4‬تتحدث عن كون الدعوى العمومية تسقط بموت الشخص املتابع فقط ال نفصل هل قبل أم بعد أم أثناء‬
‫تحريك الدعوى العمومية بالتالي ال نتحدث عن سقوط الدعوى إال في الحالة التي تقع فيها الوفاة بعد إحالة الدعوى على‬
‫املحكمة أو على قاض ي التحقيق ﻷنه إذا توفي املتابع قبل إقامة الدعوى يتم حفظ امللف‪ ،‬وإذا أقيمت الدعوى بعد وفاته هنا‬
‫يجب على املحكمة أن تصرح بعدم القبول ﻷنه ليس هناك متابع‪ ،‬فالحالة التي تتحقق فيها سقوط الدعوى هي الحالة التي‬
‫تقع فيها الوفاة بعد إحالة الدعوى على املحكمة أو قاض ي التحقيق‪ ،‬فهنا تصرح املحكمة بسقوط الدعوى وقلنا أن هذا‬
‫التصريح ليس فصل بل هو إعلن عن إنهاء إجراءات املتابعة‪.‬‬
‫املقتض ى الثاني الذي يسقط الدعوى العمومية هو‪:‬‬
‫‪+‬التقادم‪:‬‬
‫ويقصد به مرور الزمن ومض ى املدة التي حددها القانون ملمارسة الحق‪ ،‬أي أن الحق في متابعة شخص معين محدد في‬
‫إطار زمني‪ ،‬وإذا لم يقم هذا الشخص باملتابعة في الحيز الزمني الذي حدده املشرع يسقط حققه في ممارسة الحق‪.‬‬
‫اختلفت اآلراء حول أساس التقادم فهناك من يقول أن مبررات هذا التقادم ترجع ﻷسس نفسية تتمثل في كون الجاني‬
‫يظل هاربا مضطربا ومترقبا طيلة مدة التقادم‪ ،‬وكأن في هذا الترقب تكفير عن جريمته‪ ،‬وهناك من يقول أن السبب في اﻷخذ‬
‫بالتقادم أو تحديد مدة إلثارة الدعوى راجع إلى إهمال املجتمع للمطالبة بحقه في العقاب مما يترتب عنه ضياع هذا الحق‪،‬‬
‫وبالتالي الدائن إذا أهمل املطالبة بدينه فليست الدولة من تتحمل املسؤولية بل هو الذي يتحملها‪ ،‬ثم أن مرور املدة قد‬
‫يترتب عنها ضياع اﻷدلة أو اندثارها‪ ،‬وهناك من يقول أن السبب في وضع مدد تنتهي بها إمكانية املتابعة هو خلق نوع من‬
‫االستقرار القانوني الذي يقتض ي أن يعرف كل فرد ما له وما عليه وبالتالي ال يظل سيف العدالة مسلطا على الفرد إلى اﻷبد‪،‬‬
‫وهناك من يقول أن أساسه الدفاع االجتماعي على اعتبار أنه إذا كان الدور اﻷساس ي أو الهدف من العقوبة هو الردع‪ ،‬فإن‬
‫هذا الردع يترتب عنه في الحالة التي ال تقام فيها الدعوى بسبب الضرر الناتج عن الجريمة داخل الحيز الزمني الذي حدده‬
‫املشرع هنا لن يتحقق الردع‪.‬‬
‫سؤال‪ :‬إذا توفي أثناء تطبيق العقوبة عليه هل يتم وقف نفاذ العقوبة؟؟ هنا املوت توقف تلك العقوبة‪ ،‬تنقض ي العقوبة‬
‫بموت املتهم‪ .‬كل هذه اﻷسس تشكل تبرير منطقي للسبب الذي جعل املشرع يأخذ بالتقادم‪.‬‬
‫* شروط التقادم‪:‬‬
‫أ) يجب أن تنقض ي املدة املحددة قانونا‪:‬‬
‫املشرع حدد هذه املدة في صياغتها الجديدة بعد التعديلت التي جاءت في أكتوبر ‪ 2011‬في قواعد املسطرة الجنائية‪.‬‬
‫املادة ‪ 5‬تنص على ما يلي " تتقادم الدعوى العمومية ما لم تنص قوانين خاصة على خلف ذلك بمرور‪:‬‬
‫خمس عشرة سنة ميلدية كاملة تبتدئ من يوم ارتكاب الجناية؛‬

‫‪24‬‬
‫أربع سنوات ميلدية كاملة تبتدئ من يوم ارتكاب الجنحة؛‬
‫سنة ميلدية كاملة تبتدئ من يوم ارتكاب املخالفة‪.‬‬
‫غير أنه إذا كان الضحية قاصرا أو تعرض العتداء جرمي ارتكبه في حقه أحد أصوله أو من له عليه رعاية أو كفالة أو‬
‫سلطة‪ ،‬فإن أمد التقادم يبدأ في السريان من جديد لنفس املدة ابتداء من تاريخ بلوغ الضحية سن الرشد املدني‪" .‬‬
‫هذه اآلجال التي تكلم عنها املشرع تشكل قاعدة عامة يستثنى منها بعض املقتضيات الخاصة التي تحدد فيها مدد قصيرة‪،‬‬
‫وهنا نتكلم عن املادة ‪ 101‬من القانون املتعلق بالصحافة والنشر قانون رقم ‪ 88.13‬الصادر في غشت ‪ 2016‬حيث حدد مدة‬
‫التقادم في ستة أشهر بالنسبة الجرائم التي يتضمن هذا القانون‪ ،‬ويستثنى من مبدأ التقادم بعض الجرائم التي نصت‬
‫اتفاقيات دولية على عدم تقدمها وصادقت عليها العديد من الدول‪ ،‬وسنجد هذا املقتض ى قد أشار إليه املشرع في املادة ‪" 5‬‬
‫ال تتقادم الدعوى العمومية الناشئة عن الجرائم التي ينص على عدم تقادمها القانون أو اتفاقية دولية صادقت عليها اململكة‬
‫املغربية وتم نشرها بالجريدة الرسمية‪ ".‬بمعنى أن هناك جرائم ال تتقادم تنص عليها اتفاقية يصادق عليها املغرب مثل‬
‫االتفاقية املتعلقة بجرائم الحرب والجرائم املرتكبة ضد اإلنسانية وجرائم االبادة والجرائم العرقية‪ ،‬هذه الجرائم ال تعرف‬
‫التقادم‪ ،‬فإذا انصرمت املدة التي حددها املشرع دون أن تبادر النيابة العامة أو الجهة املخول لها حق ممارسة وإقامة‬
‫الدعوى العمومية فالدعوى تسقط بمض ي املدة وتمنع بعد ذلك من ممارستها ويصرح القضاء بسقوطها‪ ،‬ويجب اإلشارة إلى‬
‫أن مدد التقادم هي من اآلجال الكاملة ال يدخل في احتسابها اليوم اﻷول واالخير‪ ،‬يحسب أمد التقادم من يوم ارتكاب الجريمة‬
‫ال من يوم العلم بها ما لم يوجد نص يقض ي بخلف ذلك‪ ،‬نقصد بهذا اﻷمر وقت تمام الجريمة وتحقق جميع أركانها وشروطها‬
‫املحددة قانونا حيث يبدأ السريان من اليوم التالي إلتمام الجريمة‪ ،‬تحديد يوم ارتكاب الجريمة يعتبر من اﻷمور املوضوعية‬
‫التي تدخل في سلطة قاض ي املوضوع وال رقابة عليه من محكمة النقص ويجب على القاض ي التذكير بهذا التاريخ ويحدده في‬
‫الحكم إذا قض ى بالتقادم‪.‬‬
‫ب) يجب أال يطرأ سبب من أسباب انقطاع التقادم‪:‬‬
‫حسب املادة ‪ 6‬من قانون املسطرة الجنائية أسباب انقطاع التقادم هي إجراءات املتابعة أو التحقيق الذي قد يكون‬
‫إعدادي او تكميلي هي إجراءات تؤذي إلى قطع التقادم‪ ،‬مثل كاالستماع للشهود أو انتداب خبراء‪ ،‬فحينما نتحدث عن اإلجراء‬
‫القاطع يقصد به أنه يتم اعتبار الزمن الذي مر من ارتكاب الفعل املجرم كان لم يكن‪ ،‬يتم قطعه وإزالته‪ ،‬فمثل‪ :‬لو ارتكب‬
‫شخص جنحة ومر من اليوم املوالي الرتكابها سنة وطرأ سبب من أساب قطع التقادم (إجراءات املتابعة او التحقيق) فالسنة‬
‫ال تحتسب ويبدأ احتساب االربع سنوات من تاريخ آخر إجراء انقطع به أمد التقادم‪ ،‬فإذا تحقق سبب االنقطاع بالنسبة‬
‫ﻷحد املتهمين فإنه يسري كذلك على باقي املتهمين ولو أنه لم يطبق بالنسبة لهم‪ ،‬فهنا ال نتكلم عن مبدأ الشخصية ﻷنه يسري‬
‫على باقي اﻷشخاص‪.‬‬
‫ج) عدم توقف التقادم‪:‬‬

‫‪25‬‬
‫يقصد به تعطيل سريان مدته بصفة مؤقتة إلى حين أن يرتفع سبب التوقف‪ ،‬بعد ارتفاع التوقف وجب إدخال املدة‬
‫التي كانت قبل حدوث التوقف لتكميل املدة الباقية كما حددها القانون‪ ،‬وهنا نعود للفقرة املتعلقة بالضحية " غير أنه إذا‬
‫كان الضحية قاصر وتعرض العتداء جرمي ارتكبه في حقه أحد اصوله او من له عليه رعاية أو كفالة أو سلطة فإن أمد‬
‫التقادم يبدأ في السريان من جديد بنفس املدة ابتداء َن تاريخ بلوغ الضحية سن الرشد املدني"‪ .‬هنا نتحدث عن سبب من‬
‫اﻷسباب التي أوقفت التقادم وهو أن الضحية كان قاصرا‪ ،‬والشرط أن يكون قد تعرض العتداء جرمي ارتكبه في حقه أحد‬
‫اصوله أو من له رعاية او كفالة او سلطة ويبدأ سريان التقادم من جديد بنفس املدة إذا كان جناية ‪ 15‬سنة أو جنحة ‪4‬‬
‫سنوات ابتداء من بلوغ سن الرشد املدني‪.‬‬
‫سؤال‪ :‬ملاذا تحدث املشرع عن سن الرشد املدني؟؟‬
‫ربما ﻷنه فيما قبل كان هناك تمييز بين سن الرشد املدني وسن الرشد الجنائي واآلن لم يعد مطروح هذا اﻷمر‪.‬‬
‫قلت إنه حينما يرتفع السبب الذي يترتب عنه وقف الزمن إلى حين أن يبلغ الضحية سن الرشد القانوني‪ ،‬ما هي اآلثار‬
‫املترتبة عن التقادم؟‬
‫على اعتبار أن التقادم من النظام العام فإنه يتمسك به املتهم في سائر مراحل املسطرة‪ ،‬كما أن على املحكمة إثارته‬
‫تلقائيا وأن تصرح بسقوط الدعوى‪ ،‬هنا نميز بين حاالت معينة‪ ،‬إذا اكتملت مدة التقادم خلل ممارسة الدعوى العمومية‬
‫وقبل صدور الحكم البات فيها‪ ،‬مثل وصلنا ملرحلة االستئناف‪ ،‬يترتب عن هذا اﻷمر سقوط الدعوى العمومية إذا اكتملت‬
‫املدة قبل إقامة الدعوى العمومية‪ ،‬جاز حفظ القضية‪ ،‬وإذا أقيمت الدعوى رغم اكتمال التقادم حكمت املحكمة بعدم‬
‫القبول‪ ،‬إذا تقادمت الدعوى العمومية قبل ممارستها ترفع الدعوى املدنية أمام القضاء املختص املادة ‪ ،14‬هنا ننتقل للتكلم‬
‫عن مصير الدعوى املدنية التابعة‪ ،‬إذا رفعت الدعوى املدنية بالتبعية مع الدعوى العمومية وكانت املحكمة الزجرية تنظر‬
‫فيهما معا وتقرر سقوط الدعوى العمومية بسبب التقادم يظل القضاء الزجري مختصا للبت في الدعوى املدنية التابعة‬
‫وفقا ملقتضيات املادة ‪.12‬‬
‫الجزء الثاني‪:‬‬
‫تذكير‪ :‬تكلمنا فيما سبق عن سببين أولين‪:‬‬
‫السبب اﻷول‪ :‬موت املتهم وميزنا بين ثلث حاالت‪.‬‬
‫السبب الثاني‪ :‬التقادم‪ ،‬وميزنا بين مجموعة من الحاالت‪.‬‬
‫ننتقل إلى سبب آخر وفقا ملقتضيات املادة ‪ ،4‬ويتعلق اﻷمر بالعفو الشامل كسبب ثالث‪.‬‬
‫حسب الفصل ‪ 71‬من الدستور‪ ،‬يختص القانون به (اي بالعفو الشامل)‪ ،‬وبالتالي فهو يصدر عن السلطة التشريعية‬
‫وفقا ملا جاء في الفصل ‪ 51‬من القانون الجنائي "ال يكون إال بنص تشريعي صريح‪ ،‬مما يترتب عنه إذا صدر العفو الشامل‪،‬‬

‫‪26‬‬
‫إزالة الصفة الجرمية عن الفعل أو االفعال التي ارتكبت بأثر رجعي ينسحب إلى املاض ي" بمعنى العفو الشامل يترتب عنه‬
‫إزالة الصفة الجرمية عن ارتكاب الفعل وسريانه يكون بأثر رجعي‪.‬‬
‫وقد أورد املشرع العفو الشامل في الفصل ‪ ،49‬ضمن أسباب انقضاء العقوبات أو االعفاء منها أو إيقافها‪.‬‬
‫بينما تعتبره املادة ‪ 4‬سببا من أسباب سقوط الدعوى العمومية‪ ،‬بمعنى أنه إذا أردنا املقارنة بين الفصل ‪ 49‬واملادة ‪،4‬‬
‫نجد أن الفصل ‪ 49‬يتحدث عن آثار العفو الشامل بعد تحريك الدعوى وصدور الحكم‪ ،‬ﻷننا نتحدث عن العقوبة‪ ،‬لكون‬
‫أثر العفو الشامل الذي يترتب في هذه الحالة يكون بعد صدور الحكم‪ ،‬فإذا صدر بعد صدور الحكم يترتب عنه انقضاء‬
‫العقوبة أو اإلعفاء منها أو إيقافها‪ ،‬في حين نجد أن املادة ‪ 4‬من قانون املسطرة الجنائية‪ ،‬تعتبره سببا من أسباب سقوط‬
‫الدعوى العمومية‪.‬‬
‫ما هي اﻷثار التي تترتب عن صدور العفو الشامل؟‬
‫_إذا صدر العفو الشامل قبل إقامة الدعوى‪ ،‬فإنه ال حق للنيابة العامة في تحريكها وفقا ملقتضيات الفصل ‪ 2‬من ظهير‬
‫‪ 8‬أكتوبر ‪.1977‬‬
‫_ إذا صدر أثناء مواصلة إجراءات الدعوى يعتبر سببا من أسباب سقوطها‪.‬‬
‫_إذا صدر العفو الشامل بعد صدور الحكم البات‪ ،‬فاملقرر الصادر بمنحه‪ ،‬يحدد نطاق العفو‪.‬‬
‫توضيح‪:‬‬
‫إذا صدر العفو الشامل قبل تحريك الدعوى فأنه ال يمكن تحريكها‪ ،‬أما إذا صدر أثناء مواصلة إجراءات الدعوى هنا‬
‫نتحدث عن سقوط الدعوى العمومية املشار إليه في املادة ‪ ،4‬أما في الحالة التي يصدر فيها العفو الشامل بعد صدور الحكم‬
‫البات‪ ،‬فإن النتيجة هي أن املقرر الصادر بمنح العفو الشامل يجب ان يحدد نطاقه (أي نطاق العفو الشامل)‪.‬‬
‫هل هذا النطاق هو استبدال العقوبة؟ أم هل هو اإلعفاء منها كليا أو جزئيا؟‬
‫وبالتالي نتحدث هنا عن مسألة اإللغاء الكلي أو الجزئي آلثار الحكم بالعقوبة‪ ،‬هنا نتحدث عن مقتضيات الفصول من‪49‬‬
‫إلى ‪(53‬تنبيه‪ :‬ضرورة مراجعة هاته الفصول)‪.‬‬
‫هذا بالنسبة للعفو الشامل‪ ،‬ننتقل للحديث عن العفو الخاص‪.‬‬
‫العفو الخاص‪ :‬هو حق دستوري مخول لجللة امللك‪ ،‬وفقا ملقتض ى الفصل ‪ 58‬من دستور ‪ ،2011‬بقوله "يمارس امللك‬
‫حق العفو‪ ،"..‬هذا الحق في ظل قانون ‪ 6‬فبراير ‪ 1958‬املنظم للعفو الخاص‪ ،‬كان يعتبر سببا من أسباب انقضاء العقوبة‪،‬‬
‫هذا االمر جعل ظهير ‪ 10‬فبراير ‪ 1959‬املتعلق بقواعد املسطرة الجنائية‪ ،‬يقتصر في الفصل ‪ 3‬على ذكر العفو الشامل فقط‪،‬‬
‫أي أن املشرع في الظهير الذي صدر سنة ‪ 1959‬لم يتكلم عن العفو الخاص‪ ،‬تكلم فقط عن العفو الشامل وجعله سببا من‬

‫‪27‬‬
‫أسباب سقوط الدعوى العمومية‪ ،‬وذلك ﻷن العفو الخاص كان يعتبر من أسباب انقضاء العقوبة‪ ،‬لهذا لم تشر له املسطرة‬
‫الجنائية التي صدرت سنة ‪ ،1959‬وعلى إثر التغيير الذي سيعرفه تعديل ظهير ‪ 6‬فبراير ‪ 1958‬املنظم للعفو الخاص‪،‬‬
‫بمقتض ى ظهير أكتوبر ‪ ،1977‬أصبح كذلك العفو الخاص يعتبر سببا من أسباب سقوط الدعوى العمومية‪.‬‬
‫وهكذا أصبح العفو الشامل والعفو الخاص يعتبران من أسباب سقوط الدعوى العمومية‪ ،‬ومانعان من موانع املتابعة‪.‬‬
‫ملحظة‪ :‬بالرجوع إلى املادة ‪ 4‬نجدها تتحدث عن العفو الشامل‪ ،‬وال تتحدث عن العفو الخاص‪ ،‬فربما املشرع في التعديل‬
‫الذي جاء سنة ‪ ،2002‬والذي خرج لحيز التنفيذ سنة ‪ 2003‬املتعلق بقواعد املسطرة الجنائية‪ ،‬لم ينتبه إلى التعديل‪ ،‬الذي‬
‫جاء به ظهير ‪ 1977‬املتعلق بالعفو الخاص‪ ،‬لكي يعتبره كذلك سببا من أسباب سقوط الدعوى العمومية شأنه شأن العفو‬
‫الشامل‪.‬‬
‫تنبيه (اﻷستاذة لن تتحدث عن مسطرة الحصول على هذا العفو‪ ،‬مع مطالبتها بالرجوع الى املطبوع للضطلع عليه)‪.‬‬
‫السبب الرابع‪ :‬صدور حكم مكتسب لقوة الش يء املقض ي به‪.‬‬
‫نعلم أن الدعوى العمومية تنقض ي إذا تم الفصل فيها بحكم حائز لقوة الش يء املقض ي به‪ ،‬ﻷن الهدف من الدعوى‬
‫العمومية هو الحكم‪ ،‬فبمجرد صدور الحكم تنتهي الدعوى‪ ،‬وبالتالي فصدور حكم أو مقرر مكتسب لقوة الش يء املقض ي‬
‫به‪ ،‬مفاده أنه ال يمكن طرح تلك القضية مرة أخرى على القضاء ولو كان للفعل أكثر من وصف‪ ،‬وهذا ما أشارت له املادة ‪،4‬‬
‫واعتبرت أن الدعوى العمومية تسقط بصدور مقرر اكتسب قوة الش يء املقض ي به‪ ،‬ونجد أن هذا املقتض ى يجد أساسه في‬
‫فكرة االستقرار القانوني واطمئنان اﻷفراد على مراكزهم القانونية املكتسبة بوجه سليم‪.‬‬
‫مثال‪ :‬شخص تمت متابعته في قضية معينة وصدر في حقه حكم معين‪ ،‬فنشك في نزاهة املحكمة‪ ،‬أو نشك في نزاهة‬
‫القاض ي‪ ،‬أو في اإلجراءات‪ ،‬وبالتالي املشرع وضع حدا لهذا اﻷمر‪ ،‬واعتبره سببا من أسباب سقوط الدعوى‪.‬‬
‫ماهي شروط إعمال هذا املقتض ى؟‬
‫كي يكون للمقرر الحائز لقوة الش يء املقض ي أو لكي يعتبر سببا من أسباب سقوط الدعوى العمومية‪ ،‬يجب أن تتوفر‬
‫الشروط اﻷتية‪:‬‬
‫‪ _1‬أن يكون هذا الحكم أو املقرر قد فصل في نفس موضوع الدعوى‪ ،‬واملقصود بموضوع الدعوى هو اسناد التهمة‬
‫للمتهم أو تبرئته‪.‬‬
‫‪_2‬وحدة السبب‪ ،‬بين الدعوى املحكوم فيها بمقرر حائز لقوة الش يء املقض ي به والدعوى املراد إثارتها‪.‬‬
‫‪_3‬أن يكون الحكم حائزا لقوة الش يء املقض ي به‪ ،‬أي أنه غير قابل للطعن‪ ،‬مستنفذ لكل طرق الطعن‪ ،‬إما الطعن‬
‫بالتعرض أو االستئناف وإما النقض‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫ملاذا استنفذ كل طرق الطعن؟‬
‫استنفذها إما ﻷنه هو كذلك بطبيعته‪ ،‬أو بسبب فوات آجالها‪.‬‬
‫‪_4‬أن يكون الحكم قطعي‪ ،‬أي حاسم في موضوع النزاع‪ ،‬مما يحول دون عرضه على القضاء من جديد‪.‬‬
‫خلصة‪ :‬هذا كل ما يتعلق بشروط تطبيق املقتض ى املتعلق بصدور مقرر مكتسب لقوة الش يء املقض ي به‪.‬‬
‫ملحظة‪ :‬سقوط الدعوى في هاته الحالة‪ ،‬يقتصر فقط على الجانب الزجري دون املدني‪ ،‬بمعنى انه ال يمنع من رفع‬
‫الدعوى املدنية املستقلة أمام القضاء املدني‪.‬‬
‫في الحالة التي يكون القضاء الزجري هو من يتولى النظر في انقضاء الدعوى املدنية التابعة‪ ،‬والدعوى الجنائية‪ ،‬وكان‬
‫القضاء الزجري قد قض ى بسقوط الدعوى العمومية‪ ،‬فإنه يظل مستمرا ويظل مختصا للنظر في الدعوى املدنية التابعة‪.‬‬
‫املقتض ى الخامس‪ :‬نسخ املقتضيات الجنائية التي تجرم الفعل‪.‬‬
‫نسخ املقتضيات معناه إلغاء الصفة الجرمية عن الفعل‪ ،‬فإذا تم هذا اإللغاء‪ ،‬أصبح فعل مباحا ليس فعل مجرما‪ ،‬وهذا‬
‫ما يشير إليه الفصل ‪ 5‬من القانون الجنائي بقوله "ال يسوغ مؤاخذة أحد على فعل لم يعد يعتبر جريمة بمقتض ى قانون‬
‫صدر بعد ارتكابه‪ ،‬فإن كان قد صدر حكم بدون إدانة‪ ،‬فإن العقوبات املحكوم بها أصلية‪ ،‬كانت أو اضافية‪ ،‬يجعل حدا‬
‫لتنفيذها "‪.‬‬
‫بمعنى انه إذا ألغيت الصفة الجرمية‪ ،‬قبل تحريك الدعوى العمومية‪ ،‬يتعذر تحريك الدعوى ﻷن الفعل لم يعد مجرما‪،‬‬
‫ونحن نعلم أن هناك مبدأ أساس ي يقوم على أساسه القانون الجنائي‪ ،‬هو "ال جريمة وال عقوبة إال بنص"‪.‬‬
‫الحالة الثانية‪ :‬هي إذا حصل اإللغاء خلل ممارسة الدعوى‪ ،‬بمعنى أن الدعوى العمومية سارية‪ ،‬ثم صدر نص يلغي‬
‫الصفة الجرمية عن هذا الفعل‪ ،‬يصرح القضاء بسقوط الدعوى العمومية‪.‬‬
‫تنبيه‪( :‬يجدر التمييز بين الحاالت)‪.‬‬
‫فاملادة ‪ 4‬تعطي اﻷسباب التي يترتب عنها سقوط الدعوى العمومية بشكل عام‪ ،‬ونحن نقوم بتحديد ماهي الحالة هل هي‪:‬‬
‫قبل؛ أثناء؛ أو بعد؛ ومتى يتحقق سقوط الدعوى‪.‬‬
‫تنبيه‪( :‬املرجو الرجوع إلى املطبوع لكون اﻷستاذة تفصلت أكثر في الحاالت للثلث‪ :‬قبل‪ ،‬أثناء‪ ،‬بعد)‪.‬‬
‫متى يتحقق سقوط الدعوى العمومية؟‬
‫حين تكون اإلجابة هي موت املتهم‪ ،‬فاإلجابة خاطئة‪ ،‬لكونها لم تحدد الحالة‪ ،‬هل املوت كان قبل تحريك الدعوى‪ ،‬أو أثناء‬
‫ممارستها أو بعدها‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫موت املتهم هو سبب من أسباب سقوط الدعوى العمومية‪ ،‬طبقا ملقتضيات املادة ‪.4‬‬
‫حينما نتكلم عن نسخ املقتضيات‪ ،‬نميز بين الحاالت الثلث‪ ،‬هل تمت نسخها قبل تحريك الدعوى‪ ،‬أو اثناء ممارسة‬
‫الدعوى‪ ،‬أو بعدها‪.‬‬
‫املقتض ى الخامس‪ :‬الصلح‬
‫تذكير‪ :‬سبق أن تحدثنا عن الصلح في املادة ‪ 41‬عند تطرقنا ﻷساليب تحريك الدعوى العمومية‪ ،‬وتكلمنا عن قيود‬
‫املتابعة‪ ،‬وقلنا إن الصلح يعتبر قيدا من قيودها‪ ،‬وبالتالي ال يعتبر سببا من أسباب سقوط الدعوى العمومية‪ ،‬فالصلح الذي‬
‫نتكلم عنه اآلن هو الصلح الذي نص عليه املشرع في املادة ‪ ،4‬وليس املنصوص عليه في املادة ‪.41‬‬
‫الصلح الذي نص عليه املشرع في املادة ‪ ،4‬هو سبب من أسباب سقوط الدعوى العمومية‪ ،‬أما الصلح الذي نص عليه‬
‫في املادة‪ ،41‬هو سبب مؤقت لوقف الدعوى العمومية‪ ،‬وليس سببا لسقوطها‪.‬‬
‫بمعنى أن الصلح في املادة ‪ 41‬يمكن من رفع الدعوى من جديد‪ ،‬أما الصلح في املادة ‪ ،4‬فيتكلم املشرع عن سقوط الدعوى‬
‫العمومية‪ ،‬وبالتالي الشخص ال يمكنه فيما بعد رفع الدعوى‪.‬‬
‫بالرجوع إلى املادة ‪ 4‬نجدها تنص على أنه "وتسقط بالصلح عندما ينص القانون صراحة على ذلك" بمعنى بمقتض ى‬
‫نص‪ ،‬فنجد أن هناك حاالت يسمح فيها باملصالحة مع بعض املتهمين‪ ،‬في غالب اﻷحيان تكون جهة إدارية‪ ،‬وهنا نتكلم عن‬
‫الجمارك‪ ،‬في هذه الحاالت يترتب عن الصلح سقوط الدعوى العمومية‪ ،‬إذا تم التصالح خلل ممارستها وقبل صدور الحكم‬
‫النهائي‪ ،‬ﻷنه إذا كانت الدعوى لم تمارس وتم الصلح‪ ،‬هنا النيابة العامة تقرر الحفظ بين الصلح الذي نتحدث عنه‪ ،‬والصلح‬
‫املنصوص عليه في املادة ‪.4‬‬
‫املقتض ى السادس‪ :‬سحب الشكاية‬
‫تذكير‪ :‬عند حديثنا عن قيود املتابعة‪ ،‬اعتبرنا أنه في حاالت معينة املشرع جعل تحريك الدعوى العمومية بين يدي‬
‫املتضرر أو الضحية ‪ .‬وقلنا في الحصة السابقة‪ ،‬ماهي اﻷسباب التي جعلت املشرع يتخذ هذا املقتض ى وال يتدخل؟ وأعطينا‬
‫مثال إهمال اﻷسرة‪ ،‬الخيانة الزوجية‪ ،‬السرقة بين اﻷقارب‪...‬‬
‫عند الحديث عن الشكاية في الحالة التي تكون فيها املتابعة مقترنة بالشكاية‪ ،‬بمعنى أن النيابة العامة ال يمكنها القيام‬
‫باملتابعة‪ ،‬إال إذا توصلت بالشكاية‪.‬‬
‫نجد أن املشرع جعلها من اﻷسباب التي يترتب عنها سقوط الدعوى العمومية‪ ،‬بمعنى أن كل دعوى ال يمكن تحريكها إال‬
‫بعد أن تتلقى النيابة العامة شكاية‪ ،‬ففي الحالة التي يتم سحب هاته الشكاية‪ ،‬يترتب سقوط الدعوى العمومية‪ ،‬فإذا تقدم‬
‫املتضرر بشكاية ثم قام بسحبها‪ ،‬هنا يتم وضع حد ملمارسة الدعوى العمومية‪ ،‬وتكون سببا في سقوطها‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫هنا نتكلم عن مقتضيات الفصل ‪ 492‬املتعلق بالخيانة الزوجية‪ ،‬وهناك مقتضيات تحدثنا عنها فيما سبق‪.‬‬
‫في حالة الخيانة الزوجية‪ ،‬سحب الشكاية يضع حدا آلثار الحكم باملؤاخذة الصادر ضد الزوج‪.‬‬
‫كإشارة‪ :‬التنازل هو حق شخص ي عن الشكاية‪ ،‬يباشره صاحبه بنفسه أو من ينوب عنه‪ ،‬يمكن أن يكون مكتوبا ويمكن‬
‫أن يكون شفويا‪ ،‬ال يستفيد منه إال من تقرر ملصلحته‪.‬‬
‫هناك إضافات جاء بها املشرع‪ ،‬ربط فيها املتابعة بتقديم شكاية‪ ،‬هناك املقتضيات الواردة في قانون مناهضة العنف‬
‫ضد النساء‪ ،‬قانون ‪.13_103‬‬
‫وهي حاالت متعددة ال يجوز فيها رفع الدعوى إال بشكاية من املتضرر‪ ،‬مثال‪_ :‬املطرود من بيت الزوجية‪ ،‬املهمل‬
‫االمتناع عن اإلرجاع لبيت الزوجية الفصل ‪،1_481‬‬
‫إكراه املسحوب بالعنف من أجل الزواج‪ ،‬الفصل ‪ ،1_2_503‬كذلك الفصل ‪ ،1_526‬هاته مقتضيات تتعلق باﻷسباب‬
‫التي يترتب عنها سقوط الدعوى العمومية‪.‬‬
‫خلصة‪ :‬تم التركيز في هذه املحاضرة على املادة ‪ ،4‬وقلنا إن املشرع تحدث بشكل عام عن أسباب سقوط العمومية‪ ،‬لكن‬
‫البد من التمييز بين الزمن والوقت الذي يتوفر فيه هذا السبب‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫املحاضرة الرابعة‪:‬‬

‫الجزء اﻷول‪:‬‬
‫بعد ان تقدمنا سابقا بالحديث عن اساليب تحريك الدعوى العمومية‪ ،‬ثم اﻷساليب او القيود التي ترد على املتابعة‪ ،‬بعد‬
‫ذلك تحدثنا عن أسباب سقوط الدعوى العمومية‪ ،‬اليوم سوف نتحدث عن الحاالت التي يمكن فيها توقيف الدعوى‬
‫العمومية‪.‬‬
‫‪ -1‬ايقاف الدعوى العمومية‪.‬‬
‫فبالرجوع للمادة ‪ 4‬من قواعد املسطرة الجنائية نجدها تتحدث ان أسباب سقوط الدعوى العمومية كما سبق شرحه في‬
‫الحصة املاضية‪ ،‬ثم اضاف في املادة ‪ 372‬من ق م ج نظاما استحدث نظاما يترتب عنه توقف الدعوى العمومية مؤقتا‪ .‬هل‬
‫تنقض ي؟ ال‪ .‬هل تسقط؟ ال‪ .‬توقف الدعوى العمومية‪ ،‬وبالرجوع للمادة ‪ 372‬من ق م ج نجد انها تضع شروطا إلمكانية القول‬
‫بوقف سير الدعوى العمومية املطروحة اصل على املحكمة‪.‬‬
‫*ماهي هاته الشروط؟؟‬
‫الشرط اﻷول‪ :‬أن يتعلق االمر بجنحة معاقبة بسنتين حبسا او اقل او غرامة ال يتجاوز حدها اﻷقص ى ‪5000‬درهم‪ ،‬وامللحظ‬
‫أن هذه الشروط هي التي نص عليها املشرع فيما يتعلق باملادة ‪ 41‬التي تنص عن الصلح او التصالح‪.‬‬
‫الشرط الثاني‪ :‬ان يكون هناك تنازل من الطرف املتضرر من الفعل املجرم عن شكايته‪ ،‬بمعنى ان املتضرر تنازل عن شكايته‬
‫وال يشترط ان تكون الشكاية ضرورية‪ ،‬هنا ال نتحدث عن الحالة التي تكون فيها الشكاية قيد من قيود املتابعة‪ ،‬يعني نتحدث‬
‫عن الحالة العادية التي يحرك فيها شخص دعواه بناء على شكاية عادية‪ ،‬كما أنه ال يشترط في هاته الشكاية أن تكون‬
‫مصحوبة باالدعاء املدني بالتالي فهذا الصلح او التنازل من املتضرر قد يكون ناتج عن الصلح او ناتج عن صفح او تسامح‪،‬‬
‫وقد يكون له اسباب أخرى االصل‪ .‬وما يجب أن نتحدث عنه نتأكد ونؤكد عليه هو عدم اشتراط اقتران التنازل بالصلح اي‬
‫يكفي التنازل فقط‪ ،‬وال يلزم كذلك املتضرر بتبرير سبب تنازله عن شكايته‪ ،‬كما انه ال يشترط اجراء الصلح املنصوص عليه‬
‫في املادة ‪،41‬حين نتحدث عن ال يشترط عليه اجراء الصلح املنصوص في املادة ‪،41‬فهنا يحيلنا االمر على انه ال يشترط فيه‬
‫في هذه الحالة ان نكون قد قمنا باإلجراءات السابقة التحدث عنها في املادة ‪ 41‬فيما يتعلق مسألة مصادقة رئيس املحكمة‬
‫مسألة التزام حضور طرفي الدفاع الى غير ذلك‪ ،‬هذه االمور غير متطلبة في هاته النقطة ﻷننا نتحدث هنا عن مقتضيات‬
‫املادة ‪ 372‬الن ‪ 372‬تتحدث فقط عن التنازل‪ ،‬وال تتحدث عن ما سبق الحديث عنه في املادة ‪41‬‬

‫‪32‬‬
‫الشرط الثالث‪ :‬يجب ان يحصل التنازل في وقت ال تزال الدعوى العمومية جارية معناه لم يتم الفصل بحكم بات‪ ،‬ولكن‬
‫تجدر اإلشارة انه رغم اشتراط املشرع عدم صدور حكم نهائي فيجب كذلك اال تكون هاته الدعوى يتوفر فيها سبب من‬
‫اسباب سقوط الدعوى التي سبق الحديث عنها في املادة ‪ 4‬في هذه الحالة حين تتوفر هاته الشروط (الشرط االول؛ جنحة‬
‫معاقبة عليها بالحبس او غرامة مالية الشرط الثاني؛ ان يتعلق االمر بوجود تنازل الشرط الثالث؛ اال يكون قد صدر بشأنها‬
‫حكم نهائي) حين تتوفر هذه الشروط الثلث ماذا يجب بعد ذلك؟؟‬
‫‪ 2‬مواصلة سير الدعوى العمومية‪.‬‬
‫الحالة اﻷولى يجب على النيابة العامة ان تتقدم بملتمس للمحكمة يرمي التفاق سير الدعوى العمومية‪ ،‬بمعنى هذا على‬
‫ماذا يحيلنا؟ يحيلنا على انه ال يجوز للمحكمة ان تتولى بنفسها سير الدعوى العمومية‪ ،‬او بمجرد ان يصلنا النزاع من‬
‫املتضرر بشكايته‪ ،‬ملاذا هذا االمر؟ ملاذا هذا القيد؟ ملاذا هذا الشرط؟‬
‫الغاية هو منح فرصة للنيابة العامة باعتبارها الطرف املدعي التأكد من الشروط القانونية التي تسمح بوقف سير الدعوى‬
‫العمومية‪ ،‬ماهي هاته الشروط؟ هي التي سبق الحديث عنها واملشار لها بتفصيل في املادة ‪ 372‬فبتوفر هاته الشروط يمكن‬
‫للمحكمة أن تأمر بوقف سير الدعوى العمومية‪ ،‬وقرار الوقف هذا هو تجميد اإلجراءات ومقيد مؤقت على مواصلة الدعوى‬
‫العمومية‪ ،‬بمعنى انها ليس سببا لسقوط الدعوى العمومية‪.‬‬
‫الحالة الثانية نتحدث عن التوقف وهناك الجانب املعاكس وهو املواصلة اما قد يتعلق االمر بتوقف الدعوى او مواصلة‬
‫الدعوى هذا املقتض ى تنص عليه نفس املادة هي املادة ‪ 372‬في الفقرة الثانية «يمكن مواصلة الدعوى العمومية بطلب من‬
‫النيابة العامة إذا ظهرت عناصر جديدة تمس الدعوى العمومية مالم تكن قد سقطت بالتقادم او بسبب آخر»‬
‫*فلمواصلة سير الدعوى العمومية يشترط ما يلي‪.‬‬
‫الشرط اﻷول‪ :‬البد من ظهور عناصر جديدة تمس الدعوى العمومية‪ ،‬كأن يتضح أن الجريمة محل املتابعة يعاقب عليها‬
‫مثل بأكثر من سنتين الن نحن نتحدث من شروط ايقاف الدعوى العمومية ان يتعلق االمر بجنحة عقوبتها معاقب عليها‬
‫بسنتين او اقل او غرامة مالية ال يتجاوز حدها اﻷقص ى ‪ 5000‬درهم‪ ،‬بمعنى إذا تغير هذا الشرط هنا يتغير ظهور عناصر‬
‫جديدة أو في الحالة التي يتقادم فيها الضرر يترتب عنها تغيير وصف الجريمة مثل كأن يتعلق االمر بالضرب والجرح فإذا به‬
‫وقف سير الدعوى على االمر يترتب عنه عاهة مستديمة او موت املجني عليه‪ ،‬دائما نجد سلطة امللئمة حاضرة للنيابة‬
‫العامة‪ ،‬يعود للنيابة العامة وحدها تقدير العناصر التي يمكن معها مواصلة الدعوى العمومية‪ ،‬هذا يعني أنه إذا ظهرت‬
‫عناصر جديدة تتعلق بالدعوى املدنية هل يجوز ان نتحدث عن املواصلة؟ ال فل أثر لها على مواصلة الدعوى العمومية كأن‬
‫يظهر مثل متضرر جديد او يغير املطالب بالحق املدني في مقدار التعويض الذي يطالب بهذين املثاليين ال يسريان عما تنص‬
‫عليه الفقرة الثانية من مقتضيات املادة ‪.372‬‬

‫‪33‬‬
‫الشرط الثاني؛ عدم سقوط الدعوى العمومية بالتقادم او بسبب آخر ملواصلة الدعوى العمومية شروط هذه الدعوى‬
‫الزالت قابلة للممارسة فإذا سقطت بأحد اسباب سقوط الدعوى فإنه يتعذر اتخاذ االمر او اتخاذ القرار باملواصلة‪ .‬حتى لو‬
‫ظهرت عناصر جديدة وسقطت الدعوى ﻷسباب سقوطها فل يمكن املطالبة بمواصلتها‪.‬‬
‫الشرط الثالث‪ :‬ان ال تتم مواصلة الدعوى اال بناء على طلب من النيابة العامة وهو نفس االمر الذي قامت به اثناء املطالبة‬
‫بسير الدعوى العمومية‪ ،‬بمعنى ان وجود النيابة العامة هو وجود مستمر على اعتبارها تمثل املجتمع فل تتم مواصلة‬
‫الدعوى اال بناء على طلب من النيابة العامة باعتبارها الطرف املدعي وبالنظر ملسؤوليتها فيما يتعلق بممارسة الدعوى‬
‫العمومية فهي املؤهلة لطرح القضية من جديد على انظار املحكمة من خلل ما تتوصل اليه من معلومات وما ترصده من‬
‫عناصر جديدة‪ ،‬فمواصلة الدعوى العمومية اذن يتوقف على طلب من النيابة العامة‪ .‬هذا فيما يتعلق بإجراءات وقف او‬
‫توقف الدعوى العمومية وما هي االجراءات والشروط اللزمة في مواصلة الدعوى العمومية‪.‬‬
‫املبحث الثاني‪ :‬من هي االطراف والجهات اﻷخرى التي لها الحق في اقامة الدعوى العمومية‪.‬‬
‫اوال‪ :‬اقامة الدعوى من قبل املتضرر‪.‬‬
‫سبق القول ان الطرف الرئيس ي في تحريك الدعوى العمومية هو النيابة العامة‪ ،‬لكن املشرع خول ﻷطراف أخرى ان تقوم‬
‫بتحريك هذه الدعوى من بينهم املتضرر وهذا استنادا ملقتضيات املادة ‪ 3‬في فقرتها ا لثالثة بحيث ان حق اقامة الدعوى‬
‫العمومية في كافة الجرائم دون ممارستها منحته استنادا املتضرر حق اقامة الدعوى ﻷننا نحن حينما نتحدث عن النيابة‬
‫العامة نقول اقامة وممارسة الدعوى لكن حينما نتحدث عن أطراف أخرى نقول اقامة الدعوى بالتالي كيف يمكن املتضرر‬
‫اقامة الدعوى العمومية؟؟‬
‫له الحق في اقامة الدعوى بوسيلتين اما بواسطة استدعاء املطالب بالحق املدني للمتهم امام محاكم الحكم واما عن طريق‬
‫تقديم شكوى من املتضرر الى قاض ي التحقيق يطلب فيها التعويض من مرتكب الجريمة التي تضرر منها‪ ،‬بالتالي فل يمكنه‬
‫اقامة الدعوى العمومية عن طريق االدعاء املدني في مواجهة حدث إذا كان املدعي عليه حدث فل يمكن للمطالب بالحق‬
‫املدني ان يوجه هاته الدعوى ضد حدث ولكن يمكنه أن ينظم للدعوى العمومية التي تقيمها النيابة العامة واملطالب بالحق‬
‫املدني في مواجهة حدث عن طريق ادخال املسؤول عنه مدنيا‪ ،‬نفس االمر بالنسبة للجمعيات ال يمكنها اقامة الدعوى‬
‫العمومية نيابة عن املتضرر يمكنها االنضمام كطرف مدني للدعوى العمومية التي يقيمها املتضرر او النيابة العامة‪ .‬تجدر‬
‫االشارة ان هناك بعض الحاالت التي تكون خللها النيابة العامة مؤهلة وحدها ملمارسة املتابعة وهي الحالة التي يخول فيها‬
‫القانون للدارات الحق في املتابعة‪ ،‬بحيث ان هاته املتابعة تتم بناء على شكاية سابقة تتقدم بها االدارة املعنية وهنا نستشهد‬
‫باملادة ‪ 463‬من ق م ج في فقرتها الثانية « في حالة ارتكاب جريمة يخول القانون فيها إلدارة عمومية الحق في متابعة مرتكبها‬
‫فالنيابة العامة مؤهلة وحدها ملمارسة هذه املتابعة استنادا إلى شكاية سبق تقديمها إلدارات التي يهمها االمر» هنا ال نخول‬
‫املتضرر ان يقوم بها يبقى االمر مخول فقط للنيابة العامة‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫قلنا الجهات اﻷخرى التي لها الحق في تحريك الدعوى العمومية اي اقامة الدعوى العمومية هناك املتضرر ثم هناك‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬املوظفون املكلفون بإقامتها بمجموعة من االدارات‪.‬‬
‫هنا نستشهد بمقتضيات املادة ‪ 3‬التي تتضمن قاعدة عامة مفادها «يمكن اقامة الدعوى العمومية من طرف بعض‬
‫اﻷشخاص املوظفون خارج اسلك النيابة العامة وهذا ما جاء في املادة ‪ 384‬في الفقرة الثالثة «ترفع هذه الدعاوى باستدعاء‬
‫يسلم له أحد اعوان االدارة بذلك قانونا إذا كان هناك نص خاص يسمح لهذه االدارة بتحريك الدعوى العمومية» هنا‬
‫نتحدث عن ادارة الجمارك واملندوبية السامية للمياه والغابات‪.‬‬
‫‪ 1‬ادارة الجمارك؛ بحيث برجوعنا الى ف ‪ 249‬من ق م ج ومدونة الضرائب غير املباشرة نجد ان الدعوى العمومية يمكن‬
‫تحريكها من قبل النيابة العامة والوزير املكلف باملالية او مدير ادارة الجمارك او أحد ممثليه املؤهلين‪ ،‬كما يتعلق اﻷمر‬
‫بالجنح الجمركية املنصوص عليها في الفصل ‪279‬مكرر مرتي والفصل ‪ 281‬فيما يتعلق بالجنح‬
‫بالنسبة للمخالفات املحددة في الفصول‪ ،294،297،299 ،285 .‬من نفس املدونة ال يمكن تحريك الدعوى ا ال بمبادرة من‬
‫وزير املالية او مدير ادارة الجمارك او أحد ممثليه املؤهلين لذلك‪ ،‬هذا كمثال للحاالت التي يخول فيها املشرع إلدارات معنية‬
‫بإقامة وتحريك الدعوى العمومية‪.‬‬
‫‪ 2‬القضايا املتعلقة باملياه والغابات‪ :‬هنا نعود ملقتضيات ظهير ‪ 1917‬املتعلق بحفظ الغابات واستغللها حيث يخول ﻷعوان‬
‫املندوبية السامية للمياه والغابات حق متابعة مرتكبي املخالفات الغابوية وتوجيه االستدعاء إليهم‪ ،‬كما منح هذا الظهير‬
‫ﻷعوان هذه االدارة حق ممارسة الدعوى العمومية واستعمال طرق الطعن إضافة ﻷقامتها نجد ان هنا دور هؤالء االعوان‬
‫هو نفس الدور الذي تقوم به النيابة العامة‪ ،‬بمعنى نلحظ ان املشرع خولها امكانية بمقتض ى ظهير ‪ 1917‬للمندوبية السامية‬
‫للمياه والغابات في شخص اعوانها الحق في اقامة وممارسة الدعوى بناء على ماذا استنتجنا هذا االمر ؟؟‬
‫ﻷننا نتحدث عن استعمال طرق الطعن وحين نتحدث عن استعمال طرق الطعن فهذا يحيلنا على الختصاصات املخولة‬
‫لنيابة العامة بشكل عام‪ ،‬النيابة العامة ملاذا نقول انها تتولى اقامة وممارسة الدعوى العمومية؟ ﻷنها تواصل النظر في‬
‫الدعوى منذ ان تتلقى الشكاية الى حين صدور الحكم‪ ،‬هذا فيما يتعلق باملندوبية السامية للمياه والغابات‪ .‬مثال؛ على‬
‫املخالفات التي تقع في الغابات كقطع االشجار‪ ،‬الصيد في غير اﻷوقات املرخص فيها بذلك‪ ،‬فهذه تعتبر مخالفات قد تحرك‬
‫بشأنها الدعوى العمومية من طرف اعوان هاته االدارة‪.‬‬
‫‪ 3‬القضايا املتعلقة بالصيد البري‪ :‬هذه القضايا نجد ان ظهير ‪ 1923‬املتعلق بمراقبة الصيد البري خول او اوكل املندوبية‬
‫السامية للمياه والغابات املتابعة عن هذه املخالفات وهذه املخالفات بالطبع يحددها كذلك هذا الظهير من طبيعة هذه‬
‫املخالفات الصيد في اوقات غير مسموح بها‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫يمكن ان تكون مجموعة من املخالفات او الجنح تقع من طرف اشخاص مثل عندما نتحدث عن ادارة الجمارك هناك‬
‫التهريب وحينما نتحدث عن الغابات هناك حرق الغابة‪ ،‬حين نتحدث عن الصيد البري هناك الصيد في اوقات غير مسموح‬
‫بها فهذه املخالفات لزجرها نجد أن املشرع خول لهاته االدارة في شخص أعوانها وفي شخص موظفيها أن يقوموا بتحريك‬
‫الدعوى العمومية باستثناء املندوبية السامية للمياه والغابات نجد املشرع خول لها امتياز هو ان لها اقامة وممارسة الدعوى‬
‫العمومية‪ ،‬ثم هناك جهات أخرى اسند لها القانون مهمة اثارة املتابعات او االحالة على الجهة املختصة هنا نحيل على املواد‬
‫من ‪ 357‬الى ‪361‬بحيث يمكن لرئيس هيئة الحكم اتخاذ اإلجراءات الضرورية املتعلقة بأفعال معينة يتم ارتكابها خلل‬
‫الجلسات امثلة في املواد املشار لها من ‪ 357‬الى ‪ 361‬هنا نتحدث عن الجهة املتعلقة بالحكم في القضايا نتحدث عن املحكمة‬
‫إذا عدنا الى املادة ‪ 357‬نجد أن العنوان الرئيس ي هو الضوضاء في الجلسة واالخلل بنظامها بمعنى أن م من ‪357‬و ‪358‬الى‬
‫تتحدث عما يمكن أن يقع اثناء جلسة الحكم‪ ،‬يمكن اثناء جلسة الحكم ان يقوم احد الحاضرين او عدة أشخاص منهم‬
‫ويعبرون علنية عن مشاعرهم مما قد يترتب عنه احداث اضطراب او التحريض على ضوضاء بوسيلة من الوسائل داخل‬
‫القاعة في هاته الحالة يأمر رئيس الهيئة بطردهم إضافة إلى انه يمكن ان يتعرضوا الى متابعات عمل بما سوف يرد باملواد‬
‫من ‪ 359‬الى ‪ 361‬بمعنى املتابعة بناء على ماذا؟ طبيعة الفعل الذي قام به هل قام بجناية ام جنحة ام مخالفة هذا هو ما‬
‫سوف نجده في املواد املشار اليها‪ ،‬اذن م ‪ 357‬تتحدث عن الضوضاء التي يمكن أن يقوم بها أحد االشخاص الحاضرين‬
‫للجلسة م ‪ 358‬تتحدث عن الحالة التي يثير فيها االضطراب املتهم ان الضوضاء احدثها املتهم في هاته الحالة‪ ،‬ما هو االجراء‬
‫الذي يقوم به رئيس املحكمة؟‬
‫يقوم بطرده من الجلسة وتتابع املناقشات في غيبته فإذا كان معتقل ينقل على الفور إلى املؤسسة السجنية‪ ،‬ويتعين على‬
‫كاتب الضبط عند االقتضاء لن ينقل عقب الجلسة إلى هذه املؤسسة ينقل املحضر ويتلو عليه محضر املناقشات‬
‫وملتمسات النيابة العامة وكذلك اﻷحكام والقرارات التمهيدية الصادرة منذ طرده‪ ،‬هذا في الحالة عند االقتضاء ان ينقل‬
‫عقب الجلسة إلى هذه املؤسسة كاتب الضبط‪.‬‬
‫الحالة الثالثة إذا كان املتهم عير معتقل يحتفظ به تحت حراسة القوة العمومية يعني يبقى رهن اشارة املحكمة إلى غاية‬
‫انتهاء املناقشات ثم يتم اعادته إلى الجلسة حيث يصدر الحكم او القرار بحضوره‪ ،‬تكون القرارات الصادرة ضمن الشروط‬
‫املقررة في هاته املادة حضورية‪.‬‬
‫املادة ‪359‬تشير لنا في الحالة التي ترتكب أثناء الجلسة جريمة‪ ،‬وصف املخالفة في هذه الحالة رئيس املحكمة يأمر بتحضير‬
‫تحرير محضر في شأنها يستوجب مرتكبها ويستمع للشهود‪ .‬الهيئة القضائية تطبق حاالت العقوبات املقررة في القانون بناء‬
‫على ملتمسات النيابة العامة وال يمكن الطعن في هذا الحكم بأي وسيلة من وسائل الطعن‪.‬‬
‫املادة ‪ :369‬إذا كانت الجريمة املرتكبة وصف جنحة طبقة عليها نفس اإلجراءات املقررة في املادة ‪ 361‬وهذه االخيرة تقول‬
‫«الهيئة القضائية تأمر بتحرير محضر بالوقائع وتحيل فور مرتكب بواسطة القوة العمومية الفصل إلى املستندات وإلى‬

‫‪36‬‬
‫النيابة العامة املختصة‪ ،‬التهمة املوجهة سواء كانت جناية أو جنحة هنا تتدخل النيابة العامة‪ ،‬حتى إذا الحظنا في املخالفة‬
‫قلنا ان الهيئة القضائية تطبق حال العقوبات املقررة في القانون بناء على ملتمسات النيابة العامة بمعنى ممثل املجتمع دائما‬
‫حاضر يتدخل في كل وقت وحين‪ .‬هذا بالنسبة للجهات‪ ،‬يضاف إلى ذلك ما سبق االشارة اليه في اختصاص الغرفة الجنائية‬
‫ملحكمة النقض ورؤساء االولين ملحاكم االستئناف بالنسبة لبعض الجرائم املنسوبة لبعض اصناف القضاة واملوظفين‪،‬‬
‫سبق ان تحدثنا عنها في املواد من ‪ 264‬إلى ‪ 268‬هنا نتحدث عن املدعي في الدعوى العمومية تحدثنا عن املدعي الذي هو طرف‬
‫أصلي (النيابة العامة) ثم املدعي (املتضرر)‬
‫• اآلن نتحدث عن املدعى عليه في الدعوى العمومية‪.‬‬
‫طبقا ملقتضيات م ‪ 3‬من ق م ج تمارس الدعوى العمومية ضد الفاعل االصلي (كل شخص يعتبر مسؤوال جنائيا عن جريمة‬
‫ولو لم ينفدها بنفسه ولو لم تتحقق فيه وصف مساهم او مشارك‪ ).‬من هو املساهم؟؟ (هو من ارتكب عمل من أعمال‬
‫تنفيذ الجريمة مقتضيات الفصل ‪ ).128‬املشارك (هو الذي لم يساهم في التنفيذ املاذي ولكن قام بأحد اﻷعمال املضمنة في‬
‫الفصل‪ 129‬االمر بالتحريض بالوسائل إلى غير ذلك‪)...‬‬
‫ماذا يشترط في املدعى عليه؟؟؟‬
‫يشترط فيه ان يكون شخصا معروفا ملاذا‪ .‬ﻷنه ال يجوز رفع الدعوى العمومية ضد مجهول في الحالة التي يتم فيها رفع الدعوى‬
‫ضد مجهول‪ ،‬ماهي النتائج؟ اما حفظ امللف او عدم املتابعة‬
‫يشترط في املدعى عليه ان يكون على قيد الحياة وان يكون معروف الهوية ملاذا ؟‪ ،‬ﻷن موت املتهم يعتبر سببا من أسباب‬
‫سقوط الدعوى العمومية ولكن يجوز ان نرفع ضد الشخص املعنوي الذي يحكم عليه بعقوبات مآليه او تدابير وقائية‪.‬‬
‫يجب تعين املدعى عليه في الدعوى العمومية عن طريق بيان اسمه الشخص ي والعائلي مهنته محل إقامته محل االزدياد‪،‬‬
‫هذه البيانات بجب ذكرها في الحكم البات طبقا ملقتضيات املادة ‪.345‬‬
‫في حالة االخلل بذكر هذه البيانات هنا جزاء وهنا مقتضيات املادة ‪ 370‬يمكن االكتفاء بتعين املتهم بمميزاته الشخصية‬
‫والجسدية‪ ،‬ﻷنه يمكن الشخص ان يتعرض لسرقة او لفعل معين أضر به ولكن يجهل الفاعل اسمه‪ ،‬محل سكناه إلى غير‬
‫ذلك هنا نرجع إلى املواصفات‪ ،‬ماهي امللمح ماهي املميزات إلى غير ذلك‪ ،‬والجهات املعنية تقوم بالعمل الذي يجب عليها القيام‬
‫به‪.‬‬
‫بناء على مبدأ شخصية العقوبة ال يجوز اقامة الدعوى العمومية على غير مرتكب الجريمة بالتالي ال يمكن أن نقيم الدعوى‬
‫ضد ورثة الجاني الذين ال يأخذون عما ارتكبه مورثهم وال ترفع كذلك ضد املسؤول عن الحقوق املدنية‪ ،‬يدخل ضمن املدعى‬
‫عليه الفاعل املعنوي‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫من هو الفاعل املعنوي‪ :‬هو الذي لم يقم بتنفيذ الجريمة بنفسه وال تتحقق فيه ال شروط املساهمة وال املشاركة مثل كرب‬
‫الحيوانات املسؤول جنائيا عن ماسيته التي يعثر عليها في مناطق ممنوعة من الرعي‪ .‬هل سنعاقب هذه الحيوانات؟؟ ال نعاقب‬
‫من يمتلك هذه الحيوانات‪.‬‬
‫في الحالة التي يكون فيها املدعى عليه قاض ي او موظف عمومي او عون او مأمور سلطة او قوة عمومية تبلغ اقامة الدعوى‬
‫العمومية إلى الوكيل القضائي للملك‪ ،‬من هو هذا الوكيل القضائي للملك؟؟‬
‫هو مصلحة تابعة لوزارة املالية اناط بها القانون حق تمثيل الدولة امام القضاء للدفاع عن حقوقها‪.‬‬
‫هذا فيما يتعلق بالعناصر التالية‪ :‬ارتكاب فعل يشكل جريمة التي لديها وصف مخالفة‪ ،‬جناية جنحة قد تحرك او تمارس‬
‫بشأنها دعوتين دعوى عمومية ودعوى مدنية تابعة‪ ،‬تحدثنا عن الدعوى العمومية قلنا من هو الطرف االصلي‪ ،‬من هي‬
‫الجهات املخول لها اقامة الدعوى‪ ،‬تحدثنا عمن هو املدعى عليه في الدعوى العمومية‪ ،‬اآلن ننتقل إلى الحديث عن صنف‬
‫ثاني من الدعاوى وهو الدعوى املدنية التابعة‪..‬‬

‫الجزء الثاني‪:‬‬
‫غير متوفر‬

‫‪38‬‬
‫املحاضرة الخامسة‪:‬‬

‫الجزء اﻷول‪:‬‬
‫العنصر الثاني في الدعوى املدنية التابعة‪ ،‬هو الضرر الناتج عن الجريمة‪ ،‬بمعناه انه يجب ان يترتب عن الجريمة موضوع‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫املتابعة الجنائية ضرر خاص ويجب ان يلحق هذا الضرر مباشرة حق الشخص وهذا الحق بالطبع يجب ان يكون مشروعا‪،‬‬
‫ضمن هذه الحقوق هناك الحق في الحياة‪ ،‬الحق في املال‪ ،‬الحق في الشرف‪ ... ،‬هذا ما أكدت عليه صراحة املادة ‪ 2‬من قانون‬
‫املسطرة الجنائية والتي تتفق كذلك مع الفصل ‪ 77‬من قانون االلتزامات والعقود "كل فعل يرتكبه االنسان عن بينة واختيار‬
‫ً‬
‫من غير ان يسمح به القانون فاحدث ضررا ماديا او معنويا للغير يلزم مرتكبه بالتعويض إذا تبث ان ذلك الفعل هو السبب‬
‫املباشر للضرر" ‪ ،‬الضرر الناتج عن الجريمة من خلل هذه املقتضيات التي تحدثنا عنها هو شرط أساس ي لقبول االدعاء‬
‫املدني امام القضاء الزجري سواء رفعت الدعوى امام القضاء املدني او القضاء الجنائي‪ ،‬فالضرر بالتالي هو تلك املصلحة‬
‫التي تم املساس بها‪ ،‬والتي تبرر دعوى التعويض‪ ،‬فقد تكون هذه املصلحة مآليه وقد تكون جسمية ومن اجل بيان اهميه‬
‫الضرر كشرط للمطالبة بالتعويض‪ ،‬نعود للمادة ‪ 365‬التي تؤكد على بيان مختلف انواع الضرر التي قبل القضاء التعويض‬
‫عنها في حاله مطالبة الطرف املدني بالتعويض‪ ،‬عن الضرر الحاصل بسبب الجريمة‪ ،‬بالتالي فالضرر الذي يعتد به‪ ،‬هو‬
‫الضرر الخاص اما الضرر العام فاملقصود به هو الضرر الذي يصيب املجتمع‪ ،‬في مصلحة عامة في االمن واالستقرار ما هو‬
‫مفترض في كل جريمة‪ ،‬وعلى اساسه تنبني الدعوى العمومية‪ ،‬وغالب ما يتم دمج الضرر العام بالضرر الخاص في كل جريمة‬
‫(باستثناء بعض الجرائم التي يترتب عنها ضرر عام دون الضرر الخاص مثل جريمة التسول وجريمة حمل السلح بدون‬
‫رخصه‪ )...‬وبالتالي فكل ضرر خاص افترض معه وجود ضرر عام‪ ،‬لكن العكس غير صحيح حيث ال نفترض في كل ضرر عام‬
‫وجود ضرر خاص‪،‬‬
‫فما هي الشروط الواجب توفرها في هذا الضرر الذي نريد التعويض عنه؟‬
‫هذه الشروط نجدها مضمنه بالفصل ‪ 108‬من القانون الجنائي حيث نص على ان التعويضات املدنية املحكوم بها‪ ،‬يجب‬
‫ان تحقق للمتضرر تعويضا كامل عن الضرر الشخص ي والحال واملحقق‪ ،‬الذي اصابه مباشره من الجريمة‪ ،‬وبالتالي من‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫خلل هذا الفصل تتضح شروط هذا الضرر‪ ،‬ان يكون شخصيا وحاال غير محتمل وان يكون مباشرا وان يكون محققا‪.‬‬
‫اوال يجب ان يكون شخصيا‪ :‬اي ان يطال مصلحة شخصية للمتضرر اي ان يكون املدعي املدني هو من تضرر اي هو املجني‬
‫عليه وصاحب الصفة في املطالبة بالتعويض‪ ،‬سو ًاء ان كان شخصا طبيعيا او اعتباريا ويلحق به خلفه العام وخلفه الخاص‪،‬‬
‫ثانيا ان يمس الضرر مصلحه مشروعه للمضرور‪ :‬اي ان يكون الحق موضوع عن االدعاء حقا يحميه القانون‪ ،‬فالحق غير‬
‫املشروع ال تقبل فيه دعوى التعويض‪ ،‬وهو الذي يخالف اآلداب العامة والقانون وبالرجوع الى الفصل ‪ 72‬من ظهير‬

‫‪39‬‬
‫االلتزامات والعقود نجد انه يجيز استرداد االشياء املدفوعة بسبب غير مشروع‪ ،‬وهذه اإلجازة مقصوره على املسؤولية املدنية‬
‫دون املسؤولية الجنائية‪ ،‬وبالتالي نجد القضاء الزجرية يطبق عقوبة مصادره تبقى للفصلين ‪ 49 42‬من القانون الجنائي‪،‬‬
‫واملصادرة تطال االشياء الضارة واملحضورة‪( ،‬الكحوليات املخدرات‪)...‬‬
‫ً‬
‫ثالثا ان يكون الضرر محققا‪ :‬اي ان تكون نتيجة واضحة‪ ،‬ظاهره وملموسة فالضرر الذي يعتد به لقبول الدعوى املدنية‬
‫التابعة‪ ،‬هو الضرر الذي ثبت حصوله فعل او الذي سيقع في املستقبل‪ ،‬وبالتالي فكل ضرر احتمالي ال تقبل به الدعوى‪،‬‬
‫املدنية التابعة‪،‬‬
‫معنى ضرر احتمالي اي ضرر مشكوك في امكانيه وقوعه مستقبل‪ ،‬قد يقع هذا الضرر أو ال يقع‪ ،‬واملتضرر له ان يطالب‬
‫بالتعويض عن الضرر املحقق الذي تفاقم فيه ما بعد الضرر املستقبلي‪ ،‬وهنا يتم اعمال السلطة التقديرية للقاض ي‪ ،‬فهو‬
‫الذي يمتلك عناصر تقدير هذه االضرار‪ ،‬سواء بالنسبة للعجز الدائم والعجز املؤقت‪ ،‬ويمكن ان يخلف املتضرر ورثته إذا‬
‫توفي قبل الحصول على هذا التعويض‪،‬‬
‫فما هي انواع هذا الضرر؟‬
‫قسمت املادة ‪ 7‬من قواعد املسطرة الجنائية‪ ،‬الضرر الى ثلث انواع هناك ضرر جسماني وهناك ضرر معنوي وهناك ضرر‬
‫مادي‬
‫الضرر الجسماني وهو الذي يترتب عنه الحاق االذى بالجسم‪ ،‬بجسد االنسان فينجم عن ايذاء عمدي‪ ،‬او غير ع عمدي‪،‬‬
‫وقد يكون من بين االضرار الجسمانية فقدان الحياة في جريمة القتل العمد او الخطأ‪ ،‬االعطاب والجروح الناتجة عن جريمتي‬
‫الضرب او االيذاء‪ ،‬التي تلحق الحواس كسمع والبصر او فقدان عضو او بثره‪،‬‬
‫اما الضرر املادي ‪ material‬فيصيب حقا ماليا‪ ،‬او ينصب على اموال عقاريه او منقولة‪ ،‬مثاله انتزاع عقار من حيازة الغير‬
‫حيث نحتكم الى الفصل ‪ 570‬من القانون الجنائي‪ ،‬ويدخل في عداد الضرر املادي جرائم النصب واالحتيال خيانة اﻷمانة‬
‫السرقة‪ ،‬اصدار شيك بدون رصيد الزور‪... ،‬‬
‫اما الضرر املعنوي فهو كل ما يمس الشرف واالعتبار والسمعة‪ ،‬العرض والكرامة ‪ ،...‬ومن صور الضرر املعنوي‪ ،‬السب‪،‬‬
‫القذف‪،‬‬
‫التعويض عن هذا الضرر يتمثل في ترضية ماليه‪ ،‬تؤدى للمجني عليه‪،‬‬
‫‪-‬تكلمنا عن عنصرين إلثاره الدعوى املدنية التابعة‪ ،‬العنصر االول هو الخطأ والعنصر الثاني هو الضرر وقد تحدثنا عن‬
‫شروطه‪،‬‬
‫وكي تكتمل اركان املسؤولية البد ان نتحدث عن العلقة السببية‪ ،‬بين الجريمة املرتكبة والضرر الذي وقع وبالتالي فهذه‬
‫العلقة السببية عنصر ضروري في املسؤولية املدنية‪ ،‬طبقا للفصل ‪ 72‬من ق ل ع‬

‫‪40‬‬
‫نفس االمر اكدت عليه املادة ‪ 7‬من قواعد املسطرة الجنائية‪ ،‬يرجع الحق في اقامه دعوه مدنيه للتعويض عن الضرر الناتج‬
‫عن جناية أو جنحة او مخالفه‪ ،‬لكل من تعرض شخصيا لضرر جسماني او مادي او معنوي‪ ،‬تسببت فيه الجريمة مباشره‪،‬‬
‫ونجد هذه املواد تشير الى مصطلح سبب‪ ،‬بالتالي اختصاص القضاء الزجري للنظر في الدعوى املدنية التابعة مشروط‬
‫بحدوث الضرر الذي تسببت فيه الجريمة مباشره وهي نفس السببية املطلوبة في مجال املسؤولية التقصيرية‪ ،‬والتمييز‬
‫االساس ي بالنسبة للسببية في الدعوى املدنية التابعة هي ان هذه السببية هي ان يترتب الضر ر عن الجريمة موضوع الدعوى‬
‫العمومية‪،‬‬
‫موضوع الدعوى املدنية التابعة‬
‫كما نعلم في موضوع الدعوى العمومية هو توقيع الجزاء‪ ،‬موضوع الدعوى املدنية التابعة هو تعويض املتضرر‪ ،‬عن الضرر‬
‫الذي يلحقه جراء هذه الجريمة‪ ،‬وبالتالي فاملوضوع االساس ي للدعوى املدنية التابعة هو التعويض‪ ،‬وهناك تعويض باملفهوم‬
‫الواسع وتعويض باملفهوم الضيق‪.‬‬
‫املقصود بالتعويض باملفهوم الواسع كل ما لحق املضرور من خسارة وما فاته من ربح وكسب وما تحمله من مصاريف بسبب‬
‫الجريمة ويدخل ضمنه املصاريف املقابل املالي للضرر رد االشياء املنتزعة من صاحبها ثم نشر الحكم‬
‫ويقصد بالرد حسب الفصل ‪ 206‬من القانون الجنائي اعاده االشياء او املبالغ او اﻷمتعة املنقولة املوضوع تحت يد العدالة‬
‫الى اصحاب الحق فيها ويمكن للمحكمة ان تحكم بالرد وان لم يطلبه صاحب الشأن وحسب املادة ‪ 366‬فان للمحكمة ان‬
‫تبث عند االقتداء في رد االشياء املوضوعة تحت يد العدالة الى من له الحق فيها او برد ثمنها إذا خشيت فسادها‪ ،‬وقد اكدت‬
‫املادة السابقة في الفقرة الرابعة منها في احقيه املحكمة برد االشياء ما لم تكن خطيره او الزمه بسير الدعوى او قابله‬
‫للمصادرة مع التزام امللك اعاده ما يصلح منها كأدوات اقناع امام املحكمة التي قد تعرض عليها القضية من جديد إذا قررت‬
‫ذلك‪...‬‬
‫وكيف يتم هذا الرد يجب تقديم طلب من املعني باﻷمر حسب مقتضيات القانون الجنائي ويتعلق االمر باملبالغ املتحصل‬
‫من بيع االشياء واﻷمتعة املنقولة التي كان له الحق في استردادها عينيا‪ ،‬في حين يجب على النيابة العامة في شخص وكيل‬
‫امللك او الوكيل العام للملك ان يأمر باتخاذ اي اجراء تحفظي لحماية الحيازة وارجاع الحالة الى ما كانت عليه شريطه عرض‬
‫االمر على املحكمة او هيئه التحقيق التي رفعت اليها القضية في ظرف ثلث أيام‪.‬‬
‫اآلن ننتقل للحديث عن املصاريف‪ ،‬من اجل الحصول على تعويض عن اضرار التي لحقت املتضرر يلزم املطالب بالحق‬
‫املدني بأداء مصاريف ورسوم قضائية بحيث يطالب بالسراب هذه املصاريف فيما بعد‪ ،‬وتدخل املصاريف في الذمة املالية‬
‫لرفع الدعوى اما انها ستعود لذمته املالية او انه سيخسرها هذه املصاريف‪.‬‬

‫الجزء الثاني‪:‬‬

‫‪41‬‬
‫املصاريف‪:‬‬
‫يقع عبئها على املدعي في حاالت معينة‪ ،‬غير انه يمكن إعفاءه من أدائها‬
‫•إذا كان حسن النية‪ ،‬بمعنى انتفاء سوء النية عند تحريك الدعوى‪ ،‬طبعا البد من إثبات حسن النية‪ ،‬وبهذا الشأن نعود‬
‫ملقتضيات املادة ‪ 367‬من قواعد املسطرة الجنائية‬
‫• في الحالة التي يتم الحكم فيها ببعض الطلبات فقط‪ ،‬هنا املحكمة تحدد مبلغ املصاريف التي يعفى منها املحكوم عليه‪،‬‬
‫بمعنى أن هناك عملية حسابية يتم القيام بها والتي من خللها تحدد قيمة هذه املصاريف التي يجب أن تدخل صندوق‬
‫املحكمة وأيضا املصاريف التي يمكن أن يعفى منها املحكوم عليه‪ ،‬وهذا اﻷمر اﻷخير ﻷنه تم الحكم ببعض الطلبات‪.‬‬
‫العنصر الثالث ونحن نتحدث عن املعنى الواسع للتعويض هو‬
‫‪.3‬نشر الحكم وتعليقه‪:‬‬
‫يدخل في إطار التعويض‪ ،‬ويعتبر كتعويض معنوي‪ ،‬ونشر الحكم يعتبر من العقوبات اإلضافية التي يعود للمحكمة الحكم‬
‫بها‪ ،‬أي أن املحكمة هي التي تحكم بها طبقا ملقتضيات الفصل ‪ 36‬من القانون الجنائي‪ ،‬على اعتبار أنه يمكن للمحكمة أن‬
‫تقرر بأن يكون كليا أو جزئيا في صحيفة أو عدة صحف ويجوز أن تأمر بتعليق الحكم في أماكن تحددها هي‪ ،‬مع اإلشارة أن‬
‫مدة التعليق ال يمكن أن تتجاوز شهر واحد‪ ،‬الشخص املدان هو من يتحمل صائر النشر‪( ،‬الصبورة التي توجد باملحكمة‬
‫وتحتوي على أحكام معينة مثل على الشركات إلى غير ذلك‪ ،‬وهنا بشروط معينة‪ ،‬سنعطي عليها أمثلة‪ .‬أن هذا املكان يجب ان‬
‫يؤدى عليه!!!!!!!) قلنا إن الشخص املدان هو الذي يتحمل صائر النشر الذي تقدره املحكمة بحكم سلطتها‬
‫وهنا يتعلق اﻷمر كأمثلة على هذه املسألة التي يكون فيها نشر الحكم‬

‫جريمة انتحال الوظائف واﻷلقاب واﻷسماء أو استعمالها‪ .‬هنا نتحدث عن الفصل ‪ 388‬من القانون الجنائي‬

‫ثم هناك الشخص املدان من أجل وشاية كاذبة (هنا أيضا نقوم بنشر الحكم الصادر ضده‪ ،‬وهذا طبقا ملقتضيات الفصل‬
‫‪ 445‬من القانون الجنائي)‬
‫فاﻷصل هو أن النشر يعتبر عقوبة إضافية‪ .‬غايته اﻷساسية هي التشهير بالجاني وال يدخل في موضوع الدعوى املدنية‬
‫التابعة‪ .‬حين تكون الغاية منه جبر خاطر املتضرر وتعويضه معنويا بما لحقه من اعتداء‪ ،‬وهذا ما أشار له الفصل ‪ 578‬من‬
‫القانون الجنائي خاصة عندما يتعلق اﻷمر بجرائم امللكية اﻷدبية وجرائم امللكية الفنية‬
‫املطلب الثاني‪ :‬املفهوم الضيق للتعويض‬
‫التعويض هو املقابل العيني أي املالي أو النقدي الذي يطالب به املدعي املدني عما لحقه مباشرة من ضرر ناتج عن الجريمة‪،‬‬
‫ال يدخل في هذا املعنى (أي التعويض في معناه الضيق) ما سبق ذكره من رد ومصاريف ونشر باعتبارهما أمور متفرعة عن‬

‫‪42‬‬
‫الدعوى املدنية وليست ناتجة عن الجريمة بمعنى ما سنتحدث عنه من تعويض هو الذي يرتبط مباشرة بالدعوى املدنية‬
‫التابعة فاملحكمة تحكم به تلقائيا دون طلب الرد واملصاريف والنشر‪.‬‬
‫املطالبة بالتعويض يعتبر من الشروط الشكلية لقبول الدعوى املدنية أمام قضاء الحكم‪ ،‬فاملطالب بالحق املدني ملزم‬
‫بتحديد مقدار ونوعية التعويض الذي يريده‪ ،‬والقضاء الزجري في هذه الحالة أثناء بته في املطالب املدنية ال يتقيد بسقف‬
‫معين‪ ،‬فهو ملزم بالبت في دعوى التعويض أيا كان مقداره بصرف النظر عن قواعد االختصاص النوعي املنظمة في قواعد‬
‫املسطرة املدنية‪.‬‬
‫علما أنه فيما يتعلق بالدعوى املدنية بالنسبة للقضايا املتعلقة بالتعويض هناك اختصاص‪.‬‬
‫واختصاص املحاكم محدد في مبالغ معينة لذينا فوق ‪ 3‬أالف درهم وأقل من ‪ 3‬أالف درهم و‪ 3‬أالف درهم إلى غير ذلك‪ ،‬هذا‬
‫املقتض ى ال يسري على القضاء الزجري‪ ،‬فالشخص حينما يطالب بالتعويض كيفما كان هذا التعويض فالقضاء الزجري‬
‫يبت فيه بدون أن يخضع للقواعد التي تسري على الدعوى املدنية أمام قاض ي التحقيق حينما يتعلق اﻷمر بأن املدعي يرفع‬
‫أو يتقدم بالدعوى أمام قاض ي التحقيق فيكتفي املتضرر بأن ينصب نفسه مطالبا بالحق املدني فقط‪ ،‬مع تقديم مذكرة‬
‫باملبلغ الذي يريده أمام هيئة الحكم‪ ،‬هنا نتحدث عن مقتضيات املادة ‪ .349‬تقدير التعويض من اختصاص قاض ي املوضوع‬
‫وهو الذي يحدد نوعه ومبلغه في حدود الطلبات‪ .‬يراعا في هذا اﻷمر نوعية الضرر وجسامته وجوانبه املادية واملعنوية‪ ،‬مع‬
‫اﻷحد بعين االعتبار ما فات املتضرر من كسب وما لحقه من خسارة‪ .‬وطبعا يرد على السلطة التقديرية للقاض ي استثناءات‬
‫تحد من سلطته حينما يتعلق اﻷمر بحوادث السير وحوادث الشغل اللتان لهما مقتضيات خاصة‪ ،‬في غير هذه املسائل‬
‫املتعلقة بحوادث الشغل وحوادث السير نجد بأن القاض ي له سلطة تقديرية في حدود ما تحدثنا عنه‪ ،‬نوع الضرر‪ ،‬الجسامة‪،‬‬
‫الجوانب املادية واملعنوية‪ ،‬تحديد ما فاته من كسب وما لحقه من خسارة إلى غير ذلك من املقتضيات التي تحدثنا عنها‪ ،‬كما‬
‫يمكن لألفراد تحديد هذا التعويض باتفاق فيما بينهم حينما نعود ملوضوع قاض ي املوضوع فهو حر في تقريره‪ ،‬غير ملزم ببيان‬
‫اﻷسباب املعتمدة في هذا التقدير في حين أن محكمة الدرجة الثانية هي ملزمة عند الطعن باالستئناف بتعليل ما تقض ي به‬
‫من تعديل للتعويضات مثل (كأن تحكم املحكمة االبتدائية بتعويض معين غير أنه حينما وقع طعن في الحكم أمام محكمة‬
‫االستئناف تم تعديل هذا التعويض‪ ،‬هنا املحكمة االبتدائية ال تبرر ملاذا حكمة بهذا التعويض لكن محكمة االستئناف تبرر‬
‫ملاذا قامة بتعديل هذه التعويضات‪.‬‬
‫وهنا نقوم بإعمال أحكام املسؤولية التقصيرية املقررة في ظ‪.‬ل‪.‬ع‪ ،‬وهي التي تطبق في مجال املسؤولية عن التعويض الذي‬
‫يبث فيه القضاء الزجري‪ ،‬طبعا يجب على جميع املحكوم عليهم من أجل جناية‪ ،‬أو جنحة (يعني نفس الجناية أو الجنحة أو‬
‫املخالفة) بالتضامن فيما بينهم‪ ،‬كيف يقدر القاض ي التعويض الواجب للمتضرر عن الضرر الناتج عن الجريمة‪.‬‬
‫فتقدير التعويض هو من اختصاص قاض ي املوضوع وهو الذي يحدد نوعه ويحدد املبلغ في حدود الطلبات (الطلب يحدد‬
‫لنا ما أراده املتضرر) القاض ي أثناء تقديره بسلطته التقديرية يراعي نوعية الضرر يراعي جسامة الضرر‪ ،‬يراعي جوانب مادية‬

‫‪43‬‬
‫ومعنوية ويأخذ بعين االعتبار ما فات هذا املتضرر من كسب وما لحقه من خسارة‪ ،‬شخص مثل تعرض إلداء عمدي وهذا‬
‫اإلداء العمدي ترتب عنه فقد عضو هذا الشخص مثل أو لم يعد يبصر أو لم يعد قادرا على املش ي بقدميه‪ ،‬فالتعويض‬
‫يكون بناء على حجم الضرر وجسامة الضرر الذي لحق هذا الشخص‪ ،‬وقلنا بأنه يلزم جميع املحكوم عليهم من أجل نفس‬
‫الجناية أو الجنحة أو املخالفة‪ ،‬بالتضامن فيما بينهم فيما يخص التعويضات املدنية والصوائر‪ ،‬إال إذا نص الحكم على‬
‫خلف ذلك‪.‬‬
‫ويجب أن نعلم أن التضامن ليس من القواعد اﻷمرة وهي التي ال يجوز االتفاق على مخالفتها وبالتالي بما أنه ليس من القواعد‬
‫اﻷمرة فإنه يجوز للمحكمة أن تقض ي بخلفه‪ ،‬بمعنى أنه يمكن أال تسمح بالتضامن ولكن هذا التضامن يكون إلزامي في‬
‫جريمة التواطؤ وفي حالة تعدد املسؤولية عن الضرر دون إمكانية تحديد النسبة‪( .‬مثل لدينا مجموعة من اﻷشخاص‬
‫ساهموا في وقوع ضرر معين وال ندري ما هي النسبة‪ .‬هنا يكون التضامن إلزامي) هذا التضامن يسري طبقا ملقتضيات الفصل‬
‫‪ 109‬على الجرائم العمدية والغير عمدية ويكون دائما بين املحكوم عليهم بصرف النظر عن صفتهم‪ .‬مساهم أم مشارك‬
‫وبصرف النظر عن وصف ونوع الجريمة‪ ،‬هذا بخصوص الدعوى املدنية التابعة‪.‬‬
‫املبحث الثالث‪ :‬أطراف الدعوى املدنية التابعة‬
‫علما بأن كل دعوى تتضمن مدعي ومدعى عليه‬
‫•املدعي هو املتضرر طالب التعويض‬
‫• املدعى عليه هو مرتكب الجريمة أو من يقوم مقامه (املساهم أو املشارك‪ ،‬الورثة‪ ،‬املسؤول عن الحقوق املدنية)‬
‫املطلب اﻷول‪ :‬الطرف املدعي‬
‫وهو من يطالب بتعويض الضرر الذي لحقه من الجريمة بالرجوع للمادة ‪ 7‬التي تنص على أنه (يرجع الحق في إقامة الدعوى‬
‫املدنية للتعويض عن الضرر الناتج عن جناية أو جنحة أو مخالفة لكل من تعرض شخصيا لضرر جسماني أو مادي أو‬
‫معنوي تسببت فيه الجريمة‪( ،‬نلحظ بأن هذه العناصر التي تحدثنا عنها سابقا نجدها كلها في املادة ‪ 7‬التي تتحدث عن الحق‬
‫في إقامة الدعوى املدنية للتعويض لكل من تضرر شخصيا)‬
‫[سؤال أحد الطلبة‪ :‬هل سلطة القاض ي في تقدير هذا الضرر مقيدة‬
‫الجواب‪ :‬هناك سلطة تقديرية وليست مقيدة على اعتبار أنه تكون مقيدة فيما يتعلق بحوادث الشغل وحوادث السير‪<< ،‬‬
‫لذينا ُسلم يحتوي على اﻷضرار ونسبة التعويض املقابلة لكل ضرر على حدة>>‪ ،‬أما خارج حوادث الشغل وحوادث السير‬
‫فهناك سلطة تقديرية ملدى جسامة الضرر الذي لحق باملتضرر‪].‬‬
‫قلنا بأن شخص نتيجة جريمة فقد عيناه أو أصبح عاجزا عن املش ي في إطار جريمة عادية ممكن أن تعطي هذه النتائج‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫ونعود للقاض ي الذي يقدر حجم هذا التعويض ونسبته‪.‬‬
‫املادة ‪ 7‬تحدد لنا بأن الضرر يجب أن يكون شخصيا وأن يكون إما الضرر جسماني أو مادي أو معنوي وتحدثنا عن العلقة‬
‫السببية‪.‬‬
‫‪¤‬الشروط الواجب توفرها في املدعي‪:‬‬
‫‪ -1‬أهلية التقاض ي‪:‬‬

‫○ بالنسبة للشخص الطبيعي الذاتي‬


‫أي بلوغ سن الرشد القانوني وأن يكون خالي من عوارض اﻷهلية كأن يكون محجورا عليه لسفه أو جنون(املواد ‪ 212‬الى ‪219‬‬
‫من مدونة اﻷسرة) وفي حالة توفر عارض من عوارض اﻷهلية فإن الذي يقيم الدعوى هو ممثله القانوني طبقا ملقتضيات‬
‫املادة ‪ 352‬من قواعد املسطرة الجنائية وفي حالة عدم وجود هذا املمثل القانوني تعين املحكمة وكيل خصوصيا بناء على‬
‫طلبات النيابة العامة‪ ،‬وهنا نعود للمادة ‪ 353‬من قواعد املسطرة الجنائية‪ ،‬إذا كان القاصر هو املجني عليه من طرف ممثله‬
‫القانوني(قاصر له ممثل قانوني لكن هذا املمثل القانوني هو الذي تسبب في إلحاق الضرر به) هنا رئيس الهيئة املحال عليه‬
‫القضية هو الذي يقوم بتعيين وكيل خصوص ي ينوب عنه في تقدير الطلبات املدنية طبقا للمادة ‪ 353‬من الفقرة ‪ 2‬من قانون‬
‫املسطرة الجنائية‬
‫○ بالنسبة للشخص االعتباري‪ ،‬املعنوي‬

‫بالنسبة لهذا اﻷخير‪ ،‬نجد أن هناك أشخاص معنوية عامة (الدولة‪ ،‬البلديات‪ ،‬املؤسسات املعترف لها بالشخصية املعنوية)‪،‬‬
‫وأشخاص معنوية خاصة (الشركات‪ ،‬النقابات‪ ،‬الجمعيات‪ ،‬املعترف بها بحق التقاض ي)‬
‫ممثل الشخص املعنوي هو الذي يتولى رفع الدعاوى بالنيابة عنها‬
‫‪ -2‬املصلحة أو صفة االدعاء‪ (:‬سؤال طالبة‪ ،‬هناك غموض في مسألة تقييد القضاء الزجري أثناء بته في املطالب املدنية)‬
‫توفر هذا الشرط يعني أن صاحب الحق في التعويض هو الذي له الحق في املطالبة بالتعويض وهو من تضرر شخصيا‬
‫وبصفة مباشرة هذا ما تم ذكره في املادة ‪ ،7‬بمعني أن يكون لكل من تعرض شخصيا‪ ،‬أي هو الذي تعرض للضرر يعني املحني‬
‫عليه أو من ينوب عنه أو ممثله القانوني‬
‫صفة االدعاء يقصد بها أن ادعاءه يجب أن يقترن بمصلحة‪ ،‬واملصلحة تتجلى في الفائدة العملية التي تعود على املدعي والتي‬
‫يتوخاها من الحكم له وفقا ملطالبه نتحدث عن صفة االدعاء ومصلحة املدعي‪ ،‬وهو اﻷمر الذي سبق التطرق إليه في الدعوى‬
‫املدنية العادية التي تسري أمام القضاء املدني هذه الشروط كلها نتحدث عنها في الدعوى املدنية يعني نتحدث عن اﻷهلية‬
‫واملصلحة والسبب‪ ،‬قلنا صفة االدعاء أي من له املصلحة وهذه اﻷخيرة يشترط فيها أن تكون مشروعة وعدم التعارض مع‬

‫‪45‬‬
‫القانون واﻷخلق واآلداب العامة‪ ،‬قلنا أن املصلحة يقصد بها الفائدة العملية التي تعود على املدعي والتي يتوخاها من الحكم‬
‫له وفق مطالبه مثل لذينا مطالبه من أجل االنتقام‪ ،‬هذه ال توجد فيها مصلحة‪ ،‬ولن يحكم له بهذا اﻷمر أي وقف مطالبه‪،‬‬
‫يجب توفر الصفة واملصلحة واﻷهلية‬
‫بمعنى ما نتحدث عنه في الدعوى املدنية التابعة‬
‫ملاذا نطرح هذه اﻷسئلة وملاذا نشترط هذه الشروط‬
‫ﻷننا نتحدث عن كون جزء من هذه الدعوى مدني يتمثل في التعويض‪ ،‬والجزء الثاني هو جزء زجري‪ ،‬ونعني بهذا الجزء‬
‫الزجري الربط أن هذا التعويض هو رهين ومقترن بالجريمة غير ثابتة في حقه‪ ،‬ال يمكن في هذه الحالة أن نطالبه بالتعويض‪،‬‬
‫إذا كان بريئا ال نطالبه بهذا التعويض‪ ،‬وبالتالي فهذا الربط بين الدعوى املدنية والدعوى املدنية التابعة هو الذي جعلنا‬
‫نتحدث عن الصفة واملصلحة واﻷهلية‬
‫بالنسبة للشخص املعنوي نجد بأن املادة ‪ 7‬خولت للدولة والجماعات املحلية صفة املدعي املدني باطنها تحول لها هذه‬
‫الصفة فقط الحق في مطالبة مرتكب الجريمة برد املبالغ التي يطلب منه دفعها للموظفين ودوي الحقوق‪.‬‬
‫بمعنى أن املحكمة حكمة على أحد املوظفين مثل أو على دوي حقوقه‪ ،‬هنا نعطي مثال من أجل توضيح املسألة مثل لدينا في‬
‫املسؤولية‪ ،‬نتحدث هنا عن مؤسسة التأمين التي تأدي لنا هذه املبالغ ولكن هذه املبالغ ال تؤديها من عندها طبعا تؤديها من‬
‫املبالغ التي سبق وأن أخدتها أو أداها املؤمن لديها‪ ،‬هذا مثال من أجل فهم رد املبالغ‬
‫نفس املادة سمحت للجمعيات بأن تكون طرف مدنيا بشروط وهي‪:‬‬
‫‪ - 1‬أن تكون هذه الجمعية معترف لها بصفة املنفعة العامة‪.‬‬
‫‪ -2‬يجب أن تكون مؤسسة بصفة قانونية مند أربع سنوات على اﻷقل قبل ارتكاب الفعل املجرم‬
‫‪ -3‬أن تتولى النيابة العامة أو املطالب بالحق املدني تحريك الدعوى‪ ،‬والغاية من هذا الشرط هي منع الجمعيات من إثارة‬
‫الدعوى املدنية عن طريق االدعاء املباشر‪ ،‬وجعل الحق مقصورا على النيابة العامة أو املطالب بالحق املدني لهذا‬
‫فالجمعيات ال يمكن أن نتصورها إال بصفتها طرفا منظما أو متدخل في الدعوى‬

‫‪ -4‬يجب أن تكون هذه الجريمة التي تطالب من خللها الجمعية بأن تنظم للدعوى املتعلقة بها‪ ،‬لها علقة بمجال اهتمامها‬
‫املنصوص عليه في قانونها اﻷساس ي وفي هذا تأكيد بضرورة توفر شرط املصلحة املشروعة وهو اﻷمر الذي يعطي للجمعية‬
‫الحق بأن تقاض ي من ألحق بها ضررا‪.‬‬
‫سؤال متعلق بالصفة في حالة انتقال الحق في التقاض ي إما للخلف العام أو للخلف الخاص عن طريق الحوالة أو الحلول‬

‫‪46‬‬
‫بمعنى أننا هنا سنتحدث عن انتقال الحق في املطالبة بالتعويض للورثة‪ ،‬نحن نعلم بأنه يحق للوارث (يعني توفى املدعي) الذي‬
‫لحقه ضرر شخص ي مباشر من الجريمة التي تعرض لها مورثه‪ ،‬املطالبة بتعويض ضرره املادي أو املعنوي وفقا للمادة ‪7‬‬
‫حيث يتحقق الضرر بموت املورث الذي يمكن أن يكون هو املعيل‪ ،‬وأن يكون هناك ضرر نفس ي نتيجة وفات هذا املعيل‬
‫مطالبة الوارث بالتعويض هو ليس عما أصابه من ضرر مباشر أو شخص ي‪ ،‬فاملطالبة هنا ال تكون عما أصاب الوارث‪ ،‬ﻷن‬
‫الصفة التي تجعله طرف في الدعوى هو ما أصاب مورثه من ضرر‬

‫ما هو املدخل الذي خول له بأن يطالب بهذا التعويض؟‬


‫هو نتيجة الضرر الذي أصاب مورثه‪ ،‬هنا نميز بين فرضيات‪:‬‬
‫‪-‬الفرضية اﻷولى‪ :‬حالة إقامة الدعوى املدنية من املورث قبل وفاته يعني باشر هذه الدعوى‬

‫هنا إذا ألحقت الجريم ة ضررا باملجني عليه فنصب نفسه مدعيا مدنيا أمام القضاء الجنائي ثم توفى قبل النطق بالحكم‪،‬‬
‫ومن املسلم به أن الورثة لهم الحق في مواصلة الدعوى‪ ،‬إتمام الدعوى‪ ،‬يعني سبق أن كانت رائجة أمام القضاء‬
‫حق الورثة هنا سينصب فقط على تعويض عما أصاب مورثهم رافع الدعوى أمام املحكمة‪ ،‬ال بتعويض ما أصابهم هم‬
‫شخصيا‪ ،‬بمعنى ما سيحصلون عليه من تعويض هو بناء عما تقدم به املورث من طلبات لكن قد يواجه هؤالء الورثة‬
‫باﻷخطاء التي ارتكبها هذا املورث واملطالبة باﻷخذ بعين االعتبار متى تدخل هذه اﻷخطاء في إحداث الضرر وبالتالي هنا ممكن‬
‫أن يكون هناك تجزئة في املسؤولية بين الجاني واملجني عليه‪.‬‬
‫اﻷصل أن لهم الحق في متابعة الدعوى وسيؤخذ بعين االعتبار أنه في حاالت معينة قد تكون املسؤولية مشتركة بين الجاني‬
‫واملجني عليه وهذا اﻷمر يأخذ بعين االعتبار‬
‫‪-‬الفرضية الثانية (اﻷستاذة قالت الحالة ‪ :)2‬هو أن املورث ملا يرفع الدعوى وهو على قيد الحياة‪ .‬هنا يوجد مجموعة من‬
‫الحاالت حسب طبيعة الضرر هل هو ضرر مادي أم ضرر معنوي‪.‬‬
‫•انتقال الحق في التقاض ي للخلف العام‪:‬‬
‫إذا كان ضررا مادي واملورث لم يرفع الدعوى خلل حياته ينتقل الحق للورثة على اعتبار أنه ال يتصل بالشخص املورث‬
‫إذا كان الضرر معنوي فهو لصيق بصاحبه بمعنى أن الضرر املادي غير لصيق بصاحبه‪ ،‬فمن أصيب في نفسيته هو املورث‪،‬‬
‫هذا الضرر املعنوي ال ينتقل إلى الورثة فإذا لم يطالب به صاحبه وهو على قيد الحياة فهذا يعتبر من قبيل الصفح والتنازل‬

‫إال أن هناك توجه فقهي يميز بين نوعين من الضرر املعنوي‪ ،‬بين الضرر الذي يمس السلمة البدنية أو حق امللكية وغيرها‬
‫من الحقوق التي يمكن أن تقدر ماديا‪ ،‬في هذه الحالة ينتقل الحق فيها إلى الورثة وبين الحالة التي يلحق فيها هذا الضرر‬
‫الشرف واالعتبار‪ ،‬اعتبار املجني عليه فهو لصيق بصاحبه ال ينتقل للورثة لكن إذا مسهم فيمكن املطالبة بالتعويض عنه‬

‫‪47‬‬
‫•انتقال الحق في التقاض ي إلى الخلف الخاص‪:‬‬
‫(الحظنا أن املقصود بالخلف العام هم الورثة‪ .‬الخلف الخاص هو مثل املشتري الذي يعتبر خلفا خاص للبائع)‬
‫الخلف الخاص هو من يخلف غيره في جزء من ذمته املالية‪ ،‬ويحصل ذلك في إحدى الفرضيتين‪ ،‬حوالة الحق وفرضية‬
‫الحلول‬

‫‪+‬حوالة الحق في املطالبة بالتعويض‪ ،‬اختلفت اآلراء حول هذه النقطة‪ ،‬حول جواز تحويل الحق في املطالبة بالتعويض إلى‬
‫الغير والسماح له بممارسة الدعوى املدنية أمام القضاء الجنائي‬
‫هناك من يرى إمكانية تخويل املحال له حق ممارسة الدعوى املدنية التابعة وهناك من يرى عدم جواز هذه الحوالة أو‬
‫املحاولة أو تحويل هذا الحق‪ ،‬ﻷنه حسب هذا الرأي فإن هذا اﻷمر قد يؤدي إلى تحريك الدعوى ونحن نعلم بأن الدعوى‬
‫العمومية من أجل تحريكها فهي شخصية ومباشرة فيما يتعلق بالجريمة‪.‬‬
‫‪ +‬انتقال الحق عن طريق دعوى الحلول محل املتضرر من الجريمة (مثال التأمين)‬
‫يتحقق الحلول عندما يؤدي أجنبي عن الجريمة إلى املتضرر منها مباشرة مبلغ التعويض عن الضرر الذي لحقه (هذا تعريف)‬
‫عندما يؤدي اﻷجنبي عن الجريمة إلى املتضرر منها مباشرة مبلغ التعويض عن الضرر الذي لحقه ويرجع عن املتسبب في‬
‫الضرر‪.‬‬
‫يحصل الحلول نتيجة سببين‬
‫‪ -1‬نتيجة اتفاق وهذا أمر نادر في الحصول‬

‫‪-2‬نتيجة نص قانوني وهو ما يعرف بالحلول القانوني‬


‫هناك عدة فرضيات في هذا املنحى‪ ،‬يتحقق بها الحلول في مجال الدعوى املدنية املرفوعة للقضاء الجنائي‪ ،‬أهمها حلول‬
‫املؤمن الخاص محل املتضرر من الجريمة في مطالبة املتسبب فيها برد ما دفعه املؤمن املجني عليه (حالة التأمين عن‬
‫املسؤولية املدنية)‬
‫ولها عدة أمثلة مثل فيما يخص الضمان االجتماعي‪ ،‬بحيث يخول للصندوق الرجوع على املتسبب في الضرر بما دفعه من‬
‫إيراد أو رواتب‪ ،‬وهناك الظهير املتعلق بحوادث الشغل‪ ،‬بحيث يسمح للمأجر أو مؤمنه بالرجوع على الغير بحقوقه الخاصة‬
‫لكن املشرع في املادة ‪ 7‬حسم الخلف حينما مكن الدولة والجماعات املحلية من أن تتقدم بصفتها طرفا مدنيا ملطالبة مرتكب‬
‫الجريمة برد املبالغ التي دفعها ملوظفيها أو لدوي حقوقهم طبقا للقانون الجاري به العمل في هذا املقتض ى‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫املحاضرة السادسة‬

‫الجزء اﻷول‪:‬‬
‫في إطار تتمة محاضرات قواعد املسطرة الجنائية‪ ،‬تحدثنا عن أساس الدعوى املدنية التابعة وأركانها اﻷساسية املتمثلة في‬
‫الخطأ والضرر والعلقة السببية‪ .‬فاملقصود بالخطأ هنا هو الجريمة املرتكبة الضرر هو ما يترتب عن هذه الجريمة أما‬
‫العلقة السببية فهي العلقة بين الخطأ والضرر‪.‬‬
‫وقلنا إن الضرر يجب أن تتوفر فيه شروط من ضمنها أن يكون شخصيا وأن يمس بمصلحة مشروعة وأن يكون حقيقيا‪،‬‬
‫وتحدثنا عن أنواع الضرر طبقا ملقتضيات املادة ‪ 7‬من ق‪.‬م‪.‬ج‪ ،‬حيث يجب أن يكون الضرر جسمانيا‪ ،‬ماديا أو معنويا‪ .‬ثم‬
‫تحدثنا عن موضوع الدعوى املدن ية التابعة والذي يتجسد أساسا في التعويض‪ .‬وذكرنا املعنى الواسع للتعويض واملعنى‬
‫الضيق‪.‬‬
‫املعنى الواسع‪ :‬يتضمن مسألة الرد‪ ،‬أي رد اﻷشياء املنتزعة من صاحبها‪ .‬وما يقصد به حسب الفصل ‪ 106‬هي إعادة اﻷشياء‬
‫أو املبالغ أو اﻷمتعة املنقولة املوضوعة تحت يد أصحاب الحق فيها‪ ،‬ويمكن للمحكمة أن تحكم بالرد ولو لم يطلبه صاحب‬
‫الشأن‪ ،‬بمعنى أن مقتضيات الفصل ‪ 106‬تتحدث عن الرد الذي تقوم به املحكمة‪ ،‬وفي مقتضيات أخرى يشير لها الفصل‬
‫‪ ،107‬ويتعلق اﻷمر باملبالغ املتحصلة من بيع اﻷشياء أو اﻷمتعة املنقولة التي كان له الحق في استردادها عينا‪ ،‬اﻷشياء واﻷمتعة‬
‫املنقولة التي تحصل عليها بواسطة ما نتج عن الجريمة‪ ،‬فبالنسبة لهذين املوضوعين نجد أن الرد فيهما مقترن بضرورة تقديم‬
‫طلب بهذا الشأن للمحكمة‪.‬‬
‫ثم تحدثنا عن املصاريف باعتبارها تدخل في إطار الرسوم واملبالغ التي تؤدى للمحكمة أثناء رفع الدعوى أمامها‪ ،‬فمن بين‬
‫اﻷشياء التي تفصل فيها املحكمة هي هذه املصاريف‪ ،‬وميزنا بين الحاالت التي تحكم فيها بكل الطلبات والحاالت التي يتم فيها‬
‫رفض الطلبات وكذا الحاالت التي يحكم فيها ببعض الطلبات‪ .‬كما تحدثنا عن نشر الحكم وتعليقه وقلنا إنه يدخل في إطار‬
‫ما يعرف بالترضية خاصة عندما يتعلق اﻷمر بالضرر املعنوي‪ ،‬فنشر الحكم يدخل في إطار ترضية املجني عليه‪.‬‬
‫املعنى الضيق‪ :‬وهو املقابل العيني أو النقدي الذي يطالب به املدعي املدني عما لحقه مباشرة من ضرر ناتج عن الجريمة‪،‬‬
‫فحينما نتحدث عن املقابل العين ي فإننا نتحدث عن مبلغ التعويض‪ ،‬وهذا اﻷخير له مقتضيات وإجراءات خاصة به في ما‬
‫يتعلق بالدعوى املدنية التابعة‪ ،‬ﻷن املطالبة بالتعويض يستلزم توفر شروط شكلية لقبول دعوى املتضرر‪ ،‬وأنه يبت فيها‬
‫القضاء الزجري‪ ،‬خاصة في الحالة التي ترفع الدعوى املدنية التابعة أمامه‪ ،‬فمسطرته الخاصة تتجلى في أن مسألة تقديره‬
‫من اختصاص قاض ي املوضوع حيث يحدد نوعه ومبلغه في حدود الطلبات‪ ،‬وتراعى في هذه الطلبات نوع الضرر وجسامته‬
‫وجوانبه املادية واملعنوية واﻷخذ بعين االعتبار ما فات املتضرر من كسب وما لحقه من خسارة‪ ،‬فالسلطة التقديرية تكون‬

‫‪49‬‬
‫بناء على ما ذكرناه اآلن‪ ،‬غير أنه في ترد عليها بعض االستثناءات كما هو الحال بالنسبة لحوادث الشغل وحوادث السير‪ .‬كما‬
‫أنه يمكن لألفراد تحديد م بلغ التعويض باتفاق بينهم‪ ،‬وقاض ي املوضوع له كامل الحرية في تقديره وغير ملزم ببيان اﻷسباب‬
‫التي اعتمدها في هذا التقرير‪ ،‬في حين أن محكمة االستئناف عندما تقض ي بتعديل التعويضات تكون ملزمة بالتعليل‪.‬‬
‫ثم بعد ذلك تحدثنا عن اﻷطراف‪ ،‬واﻷهلية والشروط الواجب توفرها في طالب التعويض‪ ،‬وتحدثنا عن أهلية التقاض ي‬
‫واملصلحة‪ ،‬وميزنا بين الحالة التي يكون فيها املدعي شخصا طبيعيا والحالة التي يكون فيها شخصا معنويا‪ ،‬ثم تطرقنا للحديث‬
‫عن الحالة التي تنتقل فيها صفة التقاض ي إلى الخلف العام أو الخلف الخاص وأخيرا توقفنا عند الطرف املدعى عليه‪.‬‬
‫الطرف املدعى عليه‪ :‬املقصود به الطرف الذي نرفع ضده الدعوى‪ ،‬فهي ترفع في مواجهة مرتكب الجريمة سواء كان الفاعل‬
‫أصلي أو مساهم أو مشارك وضد ورثة هؤالء وضد املسؤول عن الحقوق املدنية‪.‬‬
‫ما تجدر اإلشارة إليه هو أن املشرع تحدث عن هؤالء اﻷشخاص وأغفل الحديث عن ورثة املسؤول عن الحقوق املدنية‪ ،‬وقد‬
‫أوجب املشرع إدخال بعض اﻷشخاص في الدعوى كشركة التأمين والوكيل القضائي للمملكة‪.‬‬
‫مرتكب الجريمة‪ :‬هو الذي ينفذها بنفسه بحيث تتوفر له كافة أركانها‪ ،‬ويعتبر املسؤول اﻷول‪ ،‬إلى جانبه نتحدث عن املساهم‬
‫ونعود ملقتضيات الفصل ‪ .128‬واملشارك هو من قام بأحد اﻷعمال املنصوص عليها في الفصل ‪ ،129‬ثم أجاز املشرع للمتضرر‬
‫من جريمة ارتكبها حدث‪ ،‬مطالبته بالتعويض شريطة إدخال ممثله القانوني طبقا للمادتين ‪ 464‬و‪ 465‬ق‪.‬م‪.‬ج‪ .‬واملدعي املدني‬
‫ليس له الحق في تحريك الدعوى العمومية في مواجهة الحدث‪ ،‬ونجد أن هذا اﻷمر جعله املشرع مقتصرا على النيابة العامة‬
‫طبقا للمادة ‪ ،463‬فإذا تدخل املتضرر من الجريمة كمطالب بالحق املدني وكانت القضية تهم رشداء وأحداث‪ ،‬ففي هذه‬
‫الحالة وجب فصل قضية هؤالء في شقها الجنائي لتكوين ملف خاص يحال على قاض ي اﻷحداث للنظر في الدعوى العمومية‬
‫املوجهة ضدهم‪ .‬وتبقى املطالب املدنية املوجهة ضدهم من اختصاص الهيئة الزجرية التي تحاكم الرشداء دون حضور‬
‫اﻷحداث للمناقشات‪.‬‬
‫ويمكن أن يؤجل البث في الدعوى املدنية إلى أن يتم البث نهائيا في حق اﻷحداث حسب املادة ‪.465‬‬
‫ورثة املتهم‪ :‬إذا توفي املتهم وكانت املحكمة الزجرية تنظر في الدعويين معا العمومية واملدنية‪ ،‬جاز للمطالب بالحق املدني‬
‫مواصلة الدعوى في مواجهة الورثة‪ ،‬ﻷن سقوط الدعوى العمومية بموت املتهم ال يحول دون بقاء الدعوى املدنية التابعة‬
‫من اختصاص القضاء الزجري حسب املادة ‪ 12‬ق‪.‬م‪.‬ج وتتم مقاضاة الورثة بإدخالهم في الدعوى‪.‬‬
‫لكن إذا توفي املتهم قبل رفع الدعوى أو خللها ولم يبادر املطالب بالحق املدني إلى إقامة الدعوى املدنية خلل حياته تسقط‬
‫الدعوى العمومية ويظل للمتضرر فقط حق رفع الدعوى املدنية أمام القضاء املدني املختص في مواجهة الورثة‪ ،‬يسأل هؤالء‬
‫في حدود ما انتقل إليهم من التركة دون أن يلزم أحد بدفع ديونها من ماله الخاص‪ .‬ففي الحالة التي تحكم فيها املحكمة بمبلغ‬
‫يتجاوز الذمة املالية للمتهم‪ ،‬فهنا ال يتحمل أي شخص من ذويه نيابة عنه‪ ،‬بل يؤدى املبلغ من املال الذي يشكل الذمة املالية‬

‫‪50‬‬
‫للمتهم فقط‪ .‬وعليه ترفع الدعوى ضد املصفي باعتباره يمثل التركة أو في مواجهة جميع الورثة‪ .‬فمسؤولية املورث شخصية‬
‫تنحصر في حدود ذمته املالية حسب الفصل ‪105‬ق‪.‬ل‪.‬ع‪.‬‬
‫املسؤول املدني‪ :‬أكدت املادة ‪ 8‬ق‪.‬م‪.‬ج أن املسؤولية املدنية أمام املحاكم الجنائية تقام في مواجهة املسؤول عن الحقوق‬
‫املدنية‪ ،‬واملسؤول الذي يعتبر متضمنا مع املتهم‪ .‬في حين أن تعويض الضرر الناتج عن خطأ الجاني يطبق بشأنه الفصل ‪85‬‬
‫ق‪.‬ل‪.‬ع واملادتين ‪7‬و ‪ 8‬من ق‪.‬م‪.‬ج‬
‫عدد الفصل ‪ 85‬ق‪.‬ل‪.‬ع اﻷشخاص الذين يدخلون في حكم املسؤول املدني‪ :‬اﻷب فاﻷم بعد موته‪ ،‬واملخدومون‪ ،‬وأرباب‬
‫الحرف‪ ،‬كما يسأل اﻷب واﻷم وغيرهما من اﻷقارب واﻷزواج عن اﻷضرار التي يحدثها املجانين وغيرهم من مختلي العقل إذا‬
‫كانوا يسكنون معهم ولو كانوا بالغين سن الرشد‪ .‬وترتبط مسؤولية هؤالء بالخطأ الجنائي الذي يرتكبه املتهم ويحدث الضرر‬
‫والذي على أساسه يتم إدخالهم في الدعوى املدنية التابعة‪ ،‬تنتج مسؤوليتهم عن الخطأ الذي ارتكبه املتهم وليس عن أخطائهم‬
‫الشخصية‪ ،‬وبالتالي ال تقوم مسؤولية هؤالء إال إذا تبثث إدانة املتهم عن الجريمة محل املتابعة الجنائية‪ ،‬وهنا تنحصر‬
‫مسؤولية املسؤول املدني في حدود الدعوى املدنية املرتبطة بالعدوى العمومية‪ ،‬يدخل بصفته مسؤوال عن التعويض‪.‬‬
‫ورثة املسؤول املدني‪ :‬املادة ‪ 8‬من ق‪.‬م‪.‬ج جاءت صريحة واكتفت باإلشارة إلى ورثة الفاعل اﻷصلي واملشارك واملساهم عند‬
‫تعدادها لألشخاص الذين توجه ضدهم املطالب املدنية دون اإلشارة إلى ورثة املسؤول املدني‪.‬‬
‫يمكن تفسير هذا املقتض ى من خلل اتجاهين‪:‬‬
‫اﻷول‪ :‬يرى أن استبعاد املشرع لورثة املسؤول املدني يتماش ى مع التفسير الحرفي للمادة ‪ 8‬من ق‪.‬م‪.‬ج‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬يرى إمكانية إدخالهم عند وفاته وال فرق بينهم وبين ورثة املتهم استنادا للمادة ‪ 105‬ق‪.‬ل‪.‬ع وهذا االتجاه صائب ﻷنه‬
‫سكوت املادة ‪ 8‬من ق‪.‬م‪.‬ج ال يحول دون تطبيق الفصل ‪ 105‬من ق‪.‬ل‪.‬ع إال إذا كان املسؤول املدني من أشخاص القانون‬
‫العام (الدولة‪ ،‬املرافق العامة املتمتعة بالشخصية املعنوية‪ ،‬الجماعات الترابية) فل يجوز املطالبة بالتعويض أمام املحاكم‬
‫الزجرية إال إذا كان الضرر تسببت فيه وسيلة من وسائل النقل اململوكة للدولة بغض النظر عما إذا كان السائق موظفا‬
‫عموميا أم ال‪.‬‬
‫هناك مقتضيات متعلقة بحالة مقاضاة الشخص املعنوي العام أمام القضاء الجنائي بحيث أنه في هذه الحالة يجب تقديم‬
‫املطالب املدنية في مواجهته وفق ترتيب معين بحيث أن املطالب املدنية تقدم في شخص من يمثله‪ ،‬وهذا ماورد في املادة ‪.515‬‬
‫مثال‪ :‬الدولة في شخص الوزير اﻷول وله تكليف املختص عند االقتضاء‪ ،‬فاملطالبة ستكون للدولة ضد من رفع الدعوى فيتم‬
‫تقديم املطالب في شخص الوزير اﻷول وله أن يكلف شخصا آخر مختص عند االقتضاء‬
‫الخزينة العامة في شخص الخازن العام‬
‫املؤسسة العمومية في شخص ممثلها القانوني‬

‫‪51‬‬
‫الجماعات املحلية في شخص العامل بالنسبة للعماالت وفي شخص رئيس املجلس القروي أو البلدي بالنسبة للجماعات‬
‫إشعار الوكيل القضائي للمملكة‪ ،‬وهنا نعود ملقتضيات املادة ‪ 351‬ق‪.‬م‪.‬ج التي تنص على أنه " إذا أقيمت الدعوى املدنية‬
‫ضد قاض ي أو موظف عمومي أو عون تابع للسلطة أو القوة العمومية وتبين احتمال قيام مسؤولية الدولة عن أعمال تابعها‬
‫فإنه يتعين على املحكمة إشعار الوكيل القضائي للمملكة وفقا للشكل املنصوص عليه في الفصول ‪ 37‬و‪ 38‬و‪ 39‬من ق‪.‬م‪.‬ج‪.‬‬
‫واملادة ‪ 3‬من ق‪.‬م‪.‬ج أقرت نفس اﻷمر في الفقرة اﻷخيرة بقولها "إذا أقيمت الدعوى العمومية في حق قاض ي أو موظف عمومي‬
‫أو عون أو مأمور سلطة أو قوة عمومية فتبلغ إقامتها إلى الوكيل القضائي للمملكة"‪.‬‬
‫ُ‬
‫وتلزم املادة ‪ 37‬النيابة العامة بإشعار الوكيل القضائي وإشعار اإلدارة التي ينتمي لها املوظف‪ .‬ونفس اﻷمر تنص عليه املادة‬
‫‪ 95‬في فقرتها اﻷخيرة وهي إشعار قاض ي التحقيق الوكيل القضائي بالعدوى التي يقيمها املطالب بالحق املدني‪ .‬والغاية من‬
‫هذا اإلشعار هم تمكين الوكيل القضائي للدولة من تقديم الطلبات الهادفة للدفاع عن املصالح املالية للدولة وتتبع القضايا‬
‫التي يمكن أن تؤدي إلى الحكم على الدولة بأداء مبالغ مآليه‪ .‬فمهمتها إذن هي رصد هذه القضايا للتعرف على مقدار النفقات‬
‫التي يمكن أن تتحملها الخزينة عند إحلل الدولة محل املوظف املتسبب في الضرر‪.‬‬
‫في الحالة التي يكون فيها مرتكب الحادث مؤمنا عن مسؤوليته املدنية‪ ،‬وجب على املتضرر إدخال شركة التأمين في الدعوى‬
‫املدنية التابعة لتحل محل املؤمن له في أداء التعويض استنادا لعقد التأمين‪ ،‬واإلدخال هنا يكون إلزاميا يتحمله املؤمن‬
‫واملؤمن له‪.‬‬
‫انقضاء الدعوى املدنية التابعة‪:‬‬
‫‪-1‬التقادم‪:‬‬
‫من بين اﻷسباب التي تنقض ي بها هي التقادم‪ ،‬وهذا ما نجد الفصل ‪ 106‬ينص عليه "إن دعوى التعويض من جراء جريمة أو‬
‫شبه جريمة تتقدم بمض ي خمس سنوات تبتدئ من الوقت الذي يبلغ فيه إلى علم الفريق املتضرر ومن هو مسؤول عنه‪،‬‬
‫وتتقادم في جميع اﻷحوال بمض ي ‪ 20‬سنة تبتدئ من وقت حدوث الضرر" بمعنى أن التقادم فيما يتعلق بالدعوى املدنية‬
‫التابعة له أمدين‪:‬‬
‫أمد قصير يتمثل في ‪ 5‬سنوات‪ ،‬تبتدئ من اليوم املوالي لليوم الذي يبلغ إلى علم املتضرر وكذا منذ العلم باملسؤول عن الضرر‪.‬‬
‫أمد طويل يتحدد في ‪ 20‬سنة تبتدئ من اليوم املوالي لحدوث الضرر (أثر الجريمة) مثل عاهة‪.‬‬
‫ما تجدر اإلشارة إليه هو أن التقادم ليس من متعلقات النظام العام‪ ،‬ومعنى هذا أن املحكمة ال تثيره من تلقاء نفسها بل‬
‫يتمسك به صاحب املصلحة ويطالب بإعماله‪ ،‬فإذا طالب بإعماله قضت املحكمة بسقوط الدعوى‪ ،‬إذا لم يفعل امتنعت‬
‫املحكمة على التصريح بقيامه ورفضت الدعوى تبعا لذلك‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫أسباب وقف وقطع التقادم‪ :‬فهناك أسباب توقف التقادم ملدة وبعد ذلك نقوم بتتمة احتساب املدة‪ ،‬وأسباب تقطع‬
‫التقادم‪ ،‬فحين تتوفر يتم اقتطاع تلك املدة من اﻷجل املحدد قانونا‪ .‬أسباب الوقف تكون لها علقة بالدائن وتتجلى في الحالة‬
‫التي يكون مرتبطا بالذين بعلقة زوجية أو بنوة أو أمومة أو والية شرعية‪ ،‬وكذلك يوقف لفائدة القاصرين وفاقدي اﻷهلية‬
‫ولفائدة املفقود أو الغائب‪.‬‬
‫أسباب القطع هي إقرار املدين بالذين صراحة أو ضمنا‪ ،‬ومطالبة الدائن ملدينه بحقه‪.‬‬
‫‪ :2‬أسباب أخرى‬

‫أ‪-‬ترك الدعوى املدنية‪ :‬تشير املادة ‪ 13‬لهذا اﻷمر بقولها " يمكن للطرف املتضرر أن يتخلى عن دعواه أو يصالح بشأنها أو‬
‫يتنازل عنها دون أن يترتب عن ذلك انقطاع سير الدعوى العمومية أو توقفها" فهذه اإلجراءات تعني فقط الدعوى املدنية‬
‫التابعة‪ ،‬بحيث ال تدخل في نفس املعنى الذي تشير له املادة ‪ 4‬املتعلقة بأسباب سقوط الدعوى العمومية‪.‬‬

‫الجزء الثاني‪:‬‬
‫الدعوى املدنية التابعة‪ ،‬ال تتضمن او ال تشير او ال تدخل في نفس املعنى الذي تشير له املادة ‪ 4‬واملتعلق بأسباب سقوط‬
‫الدعوى العمومية‪ .‬إذن هنا نتحدث عن انقضاء الدعوى املدنية التابعة‪ ،‬وبالتالي هناك املصالحة كسبب من اﻷسباب التي‬
‫يترتب عنها انقضاء الدعوى املدنية‪ ،‬ما معناه إنهاء النزاع بطرق ودية‪ ،‬ويعتد فقط بتلك التي تقع بعد إقامة الدعوى (بمعنى‬
‫أن تتم املصالحة بعد إقامة الدعوى)‪.‬‬
‫ثم هناك التنازل ما يقصد به هو أنه نوع من اإلبراء‪ ،‬بالتالي هو قد يكون طواعية عن الدعوى املعروضة أمام القضاء‬
‫الجنائي‪ ،‬وهو جائز خلل مراحل التقاض ي الى غاية إغلق باب املرافعة‪ ،‬وحينما نتحدث عن باب املرافعات بمعنى أنه يمكن‬
‫القيام به في أي مرحلة من هاته املراحل إلى حين إغلق باب املرافعات‪ ،‬حينما نتحدث عن إغلق باب املرافعات بمعنى قام‬
‫قضاء الحكم بكل ما من شأنه ان يقوم به وهو في انتظار املرحلة اﻷخيرة التي هي إصدار الحكم او القرار‪ ،‬ثم ان هذا التنازل‬
‫يمكن ان يكون صريحا أو ضمنيا‪.‬‬
‫ماهي األثاراملترتبة عنه؟‬
‫هي أنه ينهي الدعوى املدنية التابعة دون الدعوى العمومية إال في حالة ضرورة توفر الشكاية‪ ،‬وهذه الشكاية هنا تعتبر قيدا‬
‫من قيود املتابعة كما سبق قوله‪ ،‬قد يترتب عنه استثناء وقف سير الدعوى العمومية طبقا ملقتضيات املادة ‪ 372‬وهنا نحيل‬
‫على املادة ‪ 41‬من ق‪.‬م‪.‬ج‪ .‬للشارة فهذا التنازل ال يحول دون الحكم على صاحبه بالصوائر املؤداة قبل التنازل‪ ،‬يعني انه‬
‫يكون ملزما بأداء الصوائر ويعفى فقط من التي أداها بعد التنازل‪ ،‬بمعنى قبل التنازل يؤدي بعض املصاريف‪ ،‬وبعد التنازل‬
‫يلزمه ان يؤدي مصاريف‪ ،‬إذن فاملصاريف املؤدات سابقا تبقى أما ما يجب أن تؤدى من بعد التنازل يعفى منها‪ ،‬ويمنع إثارة‬

‫‪53‬‬
‫الدعوى مرة أخرى في نفس القضية‪ ،‬بمعنى أن التنازل هو إنهاء ﻷن فيه إبراء‪ ،‬واالبراء له اثاره ( واإلبراء قد سبق دراسته‬
‫كسبب من أسباب انقضاء االلتزام )‪.‬‬
‫ثم هناك النوع الثالث من اﻷسباب التي تشكل لنا تركا للدعوى وهو التخلي‪ ،‬الذي هو صورة من صور التنازل‪ ،‬لكن هو تنازل‬
‫ضمني معناه إهمال املدعي متابعة إجراءات الدعوى عن طريق مثل‪ :‬عدم حضور الجلسات‪ ،‬وهذا ما أشار إليه املشرع في‬
‫املادة ‪ 13‬دون أن يبين شكله أو أن يقوم بالتعريف به‪ ،‬فقد تكلم لنا عن التخلي لكن لم يبين لنا ال الشكل الذي يمكن أن‬
‫يتخذه وال أن يعطي تعريفا مخصصا لهذا اﻷمر‪.‬‬
‫نعود دائما لنؤكد أن أسباب انقضاء الدعوى املدنية التابعة‪ ،‬تكلمنا على التقادم‪ ،‬وعلى اﻷسباب اﻷخرى التي من بينها ترك‬
‫الدعوى التي تتجسد في ثلث صور‪ :‬املصالحة‪ ،‬التنازل‪ ،‬التخلي طبقا ملقتضيات املادة ‪ 13‬من ق‪.‬م‪.‬ج‪.‬‬
‫ثم هناك جزء أو شطر آخر واملتعلق بالحكم الحائزلقوة الش يء املقض ي به فهو سبب النقضاء الدعوى سواء صدر عن‬
‫القاض ي الجنائي في الدعوى املدنية التابعة أو عن القاض ي املدني في الدعوى املدنية اﻷصلية‪ ،‬الحكم‪ ،‬فبمجرد أن يصدر‬
‫هذا الحكم تنقض ي به الدعوى املدنية التابعة‪ ،‬ويشترط فيه‪- :‬أن يفصل في جوهر الطلبات‪- .‬أن يفصل في موضوع‬
‫التعويض طبقا للفصل ‪ 451‬من ظهير االلتزامات والعقود‪.‬‬
‫الدفع به ما هو؟‬
‫الحكم الحائز لقوة الش يء املقض ي به‪ ،‬الدفع به ليس من النظام العام ال يثيره القاض ي من تلقاء نفسه بل يجب أن يتمسك‬
‫به صاحب املصلحة وفقا ملقتضيات الفصل ‪ .452‬هذا كل ما يتعلق بالدعوى املدنية التابعة‪.‬‬

‫واآلن بعد أن تعرفنا على الدعوى العمومية ثم على الدعوى املدنية التابعة‪ ،‬ننتقل الى الحديث عن السلطات املكلفة‬
‫بالتحري عن الجرائم والتثبت من ارتكابها (من هي؟)‪ .‬وكملحظة هو أننا تحدثنا عن املوضوع اﻷساس ي وهو الدعوى‬
‫العمومية وتحدثنا عن الدعوى التي يمكن ان تشكل جزءا من الدعوى العمومية التي هي الدعوى املدنية التابعة والتي تكون‬
‫تابعة للدعوى املدنية‪ .‬بالتالي فقد عرفنا املوضوع العام ثم اآلن ننتقل الى التعريف باﻷشخاص الذي من شأن اﻷعمال التي‬
‫يقومون بها أن نصل إلى ما تحدثنا عنه وهو الدعوى املدنية التابعة والدعوى العمومية‪.‬‬
‫من هي السلطات املكلفة بالتحري عن الجرائم والتثبت بها؟‬
‫ال يمكن الحديث ال على دعوى مدنية تابعة وال عن دعوى عمومية إذا لم يتم التحري عن وجود هاته الجرائم ولم يتم التثبت‬
‫من ارتكاب هاته الجرائم‪ ،‬وهنا ننتقل للحديث عن البحث التمهيدي‪ ،‬بحيث يشكل البحث التمهيدي مرحلة هامة بالنسبة‬
‫لحقوق املشتبه فيه‪ ،‬بالنظر لحق الدولة في العقاب‪ ،‬وهذا البحث التمهيدي يشكل مرحلة أولية إلبراز الحقيقة والتمهيد‬
‫للمحاكمة‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫من يتولى البحث التمهيدي؟‬
‫تتواله الشرطة القضائية املشار لها في القسم املعنون بالقسم الثاني من الكتاب االول كعنوان "التحري عن الجرائم‬
‫ومعاينتها"‪ ،‬لم يتم وضع تعريف خاص به ونجد أن املشرع اكتفى بتحديد محتوياته أثناء حديثه عن مهام ضباط الشرطة‬
‫القضائية في املادة ‪ 18‬ق‪ .‬م‪ .‬ج‪ ،‬والتثبت من وقوع الجريمة يتم عن طريق جمع اﻷدلة عنها والبحث عن مرتكبيها‪ ،‬عرفه البعض‬
‫بأنه "مجموع التحريات التي يقوم بها رجال الشرطة القضائية للتأكد من وقوع الجريمة وجمع اﻷدلة عنها وعن اﻷشخاص‬
‫املشتبه في نسبة الجريمة لهم‪ ،‬وبالتالي يشكل مرحلة سابقة عن التحقيق واملحاكمة"‪ ،‬هذا التعريف لم يشر لطبيعة البحث‬
‫التمهيدي التي قد تساعد في تمييزه عن ما قد يبدو مشابها له كالتحقيق اإلعدادي أو النهائي‪ .‬كما عرفه البعض اآلخر بكونه‬
‫هو" مجموع التحريات التي يقوم بها ضباط الشرطة القضائية والتي يكون الغاية منها التأكد من حدوث الجريمة وجمع اﻷدلة‬
‫والبحث عن مرتكبيها"‪.‬‬
‫‪>--‬من خلل هاذين التعريفين فالبحث التمهيدي له معنى واسع وهو العنوان الذي ضمن في قواعد املسطرة الجنائية‬
‫"إجراءات البحث"‪ ،‬وله معنى ضيق ينحصر في التحريات التي يقوم بها ضابط الشرطة القضائية خارج حالة التلبس‪ ،‬فهو‬
‫إذن مرحلة أولية تسبق التحقيق اإلعدادي واملحاكمة‪ ،‬فما هي طبيعته؟ وما هي خصائصه؟‬
‫طبيعة البحث التمهيدي‪ :‬تبرز من خلل خصائصه مقارنة مع ما قد يتشابه أو يشابهه فهو يلتبس بالتحقيق اإلعدادي‬
‫الذي قد يشابهه لحد ما‪ ،‬هذا التحقيق اإلعدادي هو في اﻷصل موكول لقاض ي التحقيق ولضابط الشرطة القضائية في‬
‫حالة اإلنابة القضائية‪ .‬وبالتالي إن هذا التحقيق اإلعدادي الذي يقوم به قاض ي التحقيق وضابط الشرطة القضائية في حالة‬
‫اإلنابة القضائية‪ ،‬يعتبر مرحلة قضائية يقوم خللها قاض ي التحقيق بإجراءات وتحريات لتمحيص اﻷدلة‪ .‬يعني اﻷدلة تكون‬
‫بين يديه ال يبحث عن اﻷدلة‪ .‬أما البحث التمهيدي فنتحدث عن جمع اﻷدلة‪ ،‬وأمام قضاء التحقيق نتحدث عن تمحيص‬
‫اﻷدلة‪ ،‬اﻷدلة بين يديه يقوم بتمحيصها‪ ،‬فهو مرحلة وسطى بين البحث التمهيدي واملحاكمة فهنا نتحدث عن التحقيق‪ ،‬في‬
‫حين أن البحث التمهيدي هو مرحلة غير قضائية يقوم به ضابط الشرطة القضائية‪ ،‬هو فقط مرحلة تمهيدية للجراءات‬
‫اللحقة‪ ،‬أهم ما يتميز به هو السرية والكتابة والتفتيش الذي يستند عليه‪ ،‬فاملشرع أكد على سرية البحث التمهيدي في‬
‫املادة ‪ 15/1‬ويؤكد على كثمان السر املنهي في املادة ‪ ،15/2‬والكتابة تتجلى في كونه أوجب ضرورة تدوين أبحاث الشرطة في‬
‫محاضر وهاته املحاضر تكون مصحوبة بوثائق ومستندات متعلقة بها‪ ،‬مع وضع اﻷشياء املحجوزة رهن إشارة وكيل امللك أو‬
‫الوكيل العام للملك وتوجيه تلك املحاضر عند االنتهاء منها إلى النيابة العامة لتقرر بشأنها إما املتابعة أو الحفض‪ ،‬بمعنى أن‬
‫في مرحلة البحث التمهيدي يتم إنجاز محاضر من طرف ضباط الشرطة القضائية ‪.‬‬
‫هل يبثون في تلك املحاضر؟‬
‫الجواب‪ ،‬ال يبثون‪ ،‬إذ يتم إحالتها على النيابة العامة هي التي لها أن تقرر إما املتابعة وإما الحفظ‪ ،‬بحيث تشكل املحاضر‬
‫الوعاء الكتابي الذي يجسد مختلف أعمال ضباط الشرطة القضائية‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫مصطلح املحضر‪ ،‬يعرف ب ‪ Procès verbal‬ظهر في القرن ‪ 15‬بفرنسا حيث كان اﻷعوان‪ ،‬كما يسمى ب ‪ Procès verbal‬ﻷن‬
‫اﻷعوان املكلفون بالبحث الجنائي آن ذاك كانوا ال يحسنون ال القراءة وال الكتابة فكانوا يعتمدون على ذاكرتهم عوض الكتابة‬
‫فيقومون بسرد نتائج أبحاثهم ومعايناتهم شفويا أمام القضاة‪ ،‬ورغم اندثار هذا العرض الشفوي وحلول الكتابة محله ظل‬
‫مصطلحا مستعمل حتى وقتنا الحاضر‪.‬‬
‫عرفت املادة ‪ 24‬من قواعد املسطرة الجنائية املحضر بكونه " وثيقة مكتوبة يحررها ضابط الشرطة القضائية أثناء ممارسته‬
‫ملهامه ويضمنها ما عاينه أو ما تلقاه من تصريحات أو ما قام به من عمليات ترجع الختصاصه"‪ ،‬بمعنى انطلقا من هذه املادة‪،‬‬
‫فكل اﻷعمال التي يقوم بها ضابط الشرطة القضائية يجب أن يتم تدوينها كتابيا‪ ،‬وحين يتم تدوينها‪ ،‬الوثيقة التي تدون فيها‬
‫تسمى محضرا‪ ،‬هذا التعريف لم يشر إلى أن إنجاز هذا املحضر يكون تحت إشراف قضائي تمثله النيابة العامة‪ ،‬لدى جاء‬
‫في تعريف بعض الفقه بكونه "وثيقة مكتوبة من طرف ضابط شرطة قضائية أو عون مؤهل بمقتض ى قانون ملعاينة تنفيذ‬
‫عمل من أعمال البحث الذي يدخل اختصاصه تحت مراقبة السلطات القضائية"‪.‬‬
‫واآلن سوف نميز بين مصطلح محضر وتقرير‪:‬‬
‫التقرير هو وسيلة إخبار كتابي أو شفوي يتواله ضابط الشرطة القضائية أو أحد أعوانها ويتم توجيهه الى سلطة إدارية أو‬
‫قضائية‪ ،‬قصد إشعارها بوقائع بلغت إلى علمه أو قام بمعاينتها أو إلبداء طلب أو ملحظة أو لتحليل وضعية‪.‬‬
‫في حين أن املحضر يعد وسيلة قانونية إلثبات اﻷبحاث والتحريات املتعلقة بالجريمة وال يمكن إنجازه سوى من طرف ضابط‬
‫الشرطة القضائية وال يمكن أن يكون إال مكتوبا‪ ،‬وهو مقيد بشروط شكلية خاصة تجعل منه وثيقة رسمية صالحة في‬
‫اإلثبات‪ ،‬بينما التقرير ال يخضع لهذه الشكلية مع العلم أن التقرير قد يكون من مرفقات مسطرة البحث‪ ،‬بحيث يتم تحريره‬
‫أثناء سريانها بقصد نقل خبر معين إلى الجهة القضائية أو التماس طلبات منها مثل‪ :‬طلب تنصت هاتفي أو طلب االستماع‬
‫إلى أحد اﻷشخاص باستعمال تقنية حجب الهوية من أجل حماية الشهود واملبلغين‪ .‬في الغالب تكون املحاضر املنجزة من‬
‫طرف ضباط الشرطة القضائية مرفقة بتقرير مصاحب يسمى بالتقرير الجامع "تلخص فيه"‪ .‬ويتم تحليل اﻷفعال املدونة‬
‫في املسطرة بحيث تعطي للقاض ي نظرة سريعة حول القضية‪ ،‬بينما محاضر الدرك تكون مصحوبة ومرفقة بتقارير اإلحالة‪،‬‬
‫ويشكل الوثيقة اﻷولى في املسطرة املتعلقة بالتوجيه دون أن تؤثر على مضمونها متى فقدت أو لم توجد‪ ،‬بمعنى تلك الوثائق‬
‫ال يكون لها تأثير‪ ،‬وهي تقنية ال يستعملها رجال الشرطة إال في قضايا بسيطة وغير معقدة‪ ،‬وفي هذا اﻷمر نجد أن املشرع‬
‫استعمل في بعض القوانين الخاصة مصطلح تقارير وقصد بها محاضر شرطة قضائية‪ ،‬مثل الظهير املتعلق باملحافظة على‬
‫الغابات واستغللها الصادر في ‪ ،1917‬والقانون املتعلق بالصيد في املياه اإلقليمية الصادر في ‪ 1922‬استعمل مصطلح‬
‫تقارير‪ ،‬لعل هذا ما يفسر ما أورده املشرع في املادة ‪ 290‬من ق‪.‬م‪.‬ج التي جمع فيها بينهما‪ ،‬بين املحاضر والتقارير‪ ،‬بقول‬
‫"املحاضر والتقارير التي يحررها ضباط الشرطة القضائية بشأن التثبت من الجنح واملخالفات يوثق بمضمونها إلى أن يثبت‬
‫العكس بأي وسيلة من وسائل اإلثبات"‪ ،‬يعني أن املشرع أعطاها صفة الثقة‪ ،‬لكن يجب اإلشارة إلى أن أهم ما يميز املحاضر‬

‫‪56‬‬
‫هو أنه يوثق في مضمونها وتكتسب قيمتها في اإلثبات‪ ،‬في حين أن التقارير ال تعدوا أن تكون مجرد أخبار أو طلب يرفع للرؤساء‬
‫اإلداريين أو القضائيين‪ ،‬ولعل ما جاء في املادة ‪ 290‬يعتبر مجرد عدم دقة في الصياغة‪ ،‬وسنتحدث عن وجوب التدوين املشار‬
‫إليه في املادة ‪ 23‬من قواعد املسطرة الجنائية عند الحديث في النقطة املوالية ‪.‬‬
‫البحث التمهيدي يتجسد في التحريات التي يقوم بها هذا الجهاز (ضباط الشرطة القضائية) وهنا نميز بين نوعين من‬
‫التحريات هناك تحريات في األحوال العادية ثم التحريات في حاالت التلبس‪ .‬فقبل أن نشرع في الحديث عن ماهية‬
‫خصوصية هذه التحريات وكيف يتم القيام بها نقف عن أصناف ضباط الشرطة القضائية‪ ،‬فحسب املادة ‪ 19‬من ق‪.‬م‪.‬ج‬
‫يتم تقسيم أعضاء ضباط الشرطة القضائية إلى ‪ 4‬أصناف بحيث نجد أن املشرع ميز بين الضباط السامون والضباط غير‬
‫السامين‪ .‬مع ملحظة أن هناك مصطلحات لم يشر إليها املشرع بشكل واضح وهذا ما سيتضح لنا من خلل قراءة املادة ‪،19‬‬
‫فضباط الشرطة القضائية السامون حصرهم املشرع في الوكيل العام للملك ونوابه ووكيل امللك لدى املحكمة االبتدائية‪،‬‬
‫فاملادة ‪ 19‬تعطينا هذا التصنيف واملادة كاآلتي‪" :‬تضم الشرطة القضائية باإلضافة إلى الوكيل العام للملك ووكيل امللك‬
‫ونوابهما وقاض ي التحقيق بوصفهم ضباطا سامين للشرطة القضائية"‪ ،‬وهذه الصفة نلحظ أنها خاصة باملنتمين للهيئة‬
‫القضائية دون غيرهم من أعضاء الشرطة القضائية أو املوظفين واﻷعوان املكلفين ببعض مهام الشرطة القضائية‪.‬‬
‫وبمقتض ى املادة ‪ 1/40‬من الظهير املتعلق بالقضاء العسكري الصادر بتاريخ ‪10‬دجنبر ‪ 2014‬نجد أنه صار الوكيل العام‬
‫للملك لدى املحكمة العسكرية ونوابه ووكيل امللك ونوابه وقاض ي التحقيق العسكري من الضباط السامين للشرطة‬
‫القضائية‪ ،‬في حين ال يعد الوكيل العام للمك لدى محكمة النقض ومساعدوه من محامين عامين ضباطا سامين للشرطة‬
‫القضائية ﻷن النص لم يشملهم‪ ،‬فالنص يتحدث فقط عن الوكيل العام للملك ووكيل امللك ونوابهما وقاض ي التحقيق‪،‬‬
‫بحيث انه بالرغم من إسناد رئاسة النيابة العامة إلى الوكيل العام للملك لدى محكمة النقض نجد أن املشرع حسب ما‬
‫يتضح من املادة ‪ 19‬أنه لم يمنحه هاته الصفة‪ .‬وهنا يبقى السؤال؟ فاملشرع حدد مهام هؤالء في اإلشراف على البحث وتسيير‬
‫أعمال ضباط الشرطة القضائية العاديون باعتبار أنهم يملكون كافة الصلحيات املخولة لهم‪ ،‬ولهم حق توجيه تعليمات‬
‫لضباط الشرطة العاديون‪ ،‬وهم ملزمون بتنفيذها‪ .‬وكإشارة‪ ،‬لهم أن يتولوا بأنفسهم القيام بأعمال البحث التمهيدي‪ ،‬لكن‬
‫عمليا قلما يقومون بذلك نظرا لتعدد املهام إلى غير ذلك‪ ،‬ثم أنه في هاته الحالة يتم تفويض هذا اﻷمر لضباط الشرطة‬
‫العاديون بسبب انشغالهم بوظائفهم القضائية‪.‬‬
‫باقي ضباط الشرطة يعتبرون ضباطا غير سامين وهذا هو املصطلح املستعمل من قبل املشرع‪ ،‬فقد حدد الضباط‬
‫السامون ولم يشر ﻷي نعث آخر‪ ،‬فبالتالي ليس لهؤالء من يأتي بعد الوكلء العامون ووكلء امللك ونوابهم وقاض ي التحقيق‬
‫يعتبرون ضباط شرطة بحيث ليست لهم صفة ضابط سامي وحسب املادة ‪ 20‬نجد أنه يحمل صفة ضابط شرطة املوظفون‬
‫التابعون للدارة العامة لألمن الوطني وهم املدير العام لألمن الوطني ووالة اﻷمن واملراقبون العامون للشرطة وعمداء‬
‫الشرطة وضباطها‪ ،‬مفتش ي الشرطة التابعين لألمن الوطني ممن قضوا على اﻷقل ‪ 3‬سنوات بهذه الصفة وعينوا بقرار مشترك‬
‫صادر من وزير العدل ووزير الداخلية‪ .‬ثم هناك املوظفون التابعون للدرك امللكي وهم ضباط الدرك وذووا الرتب‪ ،‬والدركيين‬

‫‪57‬‬
‫الذين قضوا ثلث سنوات من الخدمة بالدرك امللكي وعينوا اسميا بقرار مشترك من وزير العدل والسلطة الحكومية املكلفة‬
‫بالدفاع الوطني‪.‬‬
‫ماذا نقصد بضابط الدرك امللكي؟ هو ملزم أول‪.‬‬
‫ماذا نقصد بذوي الرتبة؟ هي كل من على رتبته عن رقيب ﻷنها (رقيب)إذن رتبة‪ ،‬عند حصول الدركي على رتبة أعلى كرقيب‬
‫أول أصبح ذا رتبة تخول له صفة ضابط شرطة‪ ،‬الدركي هو من صفة رقيب إذا تولى قيادة فرقة أو مركز للدرك امللكي في‬
‫هاته الحالة يصبح ضابط شرطة طيلة فترة القيادة‪ .‬هنا الصفة مرتبطة باملهمة املسندة إليه‪ .‬الدركي العادي تخول له صفة‬
‫ضابط شرطة إذا عين اسميا بقرار مشترك لوزير العدل والجهات املكلفة بالدفاع الوطني شريطة قضاء ‪3‬سنوات على االقل‬
‫في ممارسة مهامه‪.‬‬
‫املوظفون املنتمون للسلطة محلية نقصد بهم القياد والباشوات يمثلون هؤالء السلطات املحلية ويخضعون إداريا لوزارة‬
‫الداخلية‪.‬‬
‫ما هي املهام املسندة لهؤالء؟ مهامهم هي‪ :‬مباشرة البحث التمهيدي وفقا للمادة ‪ ،18‬يتجلى في تلقي الشكليات والوشايات‪،‬‬
‫ممارسة الصلحيات املخولة في حالة التلبس بالجريمة طبقا ملقتضيات املادة ‪ ،56‬لهم حق االستعانة بالقوة العمومية‬
‫ملمارسة وتنفيذ مهامهم طبقا ملقتضيات املادة ‪ ،21‬عليهم ممارسة أعمالهم داخل نفوذهم الترابي الخاضع الختصاصهم مع‬
‫إمكانية ممارسة هاته املهام في كل أنحاء اململكة في حالة االستعجال‪ ،‬وبإمكانهم تكليف ضابط آخر بأية دائرة للنيابة عن‬
‫الضابط الذي حصل له مانع شريطة إخبار وكيل امللك‪ ،‬ثم يجوز لهم االستعانة بمترجم أومن يحسن التخاطب مع اﻷصم‬
‫أو اﻷبكم شريطة اإلشارة إلى هوية املترجم أو املستعان به في محضر االستماع‪ ،‬وعليهم تحرير محاضر بما أنجزوه من أعمال‬
‫وتحريات‪ ،‬يتعين عليهم كذلك إخبار النيابة العامة بما يصل إلى علمهم في جنايات وجنح‪ ،‬عليهم توجيه هذه املحاضر للنيابة‬
‫العامة فور االنتهاء من أعمالهم ‪ .‬وترفق هاته املحاضر بنسختين مشهود بمطابقتها لألصل‪ ،‬وبكل الوثائق واملستندات املتعلقة‬
‫بها مع وضع اﻷشياء املحجوزة رهن النيابة العامة‪ ،‬لكي تكون هاته املحاضر لها صحتها ولكي تكون لها حجيتها يجب أن تشتمل‬
‫على البيانات التالية‪ :‬اإلشارة في املحضر أن ملحررها صفة ضابط شرطة قضائية(املادة ‪ ،) 23‬واسم محرر املحضر‪ ،‬صفته‪،‬‬
‫مكان عمله وتوقيعه‪ ،‬تاريخ وساعة إنجاز اإلجراء (املادة ‪ 67‬ق‪.‬م‪.‬ج )‪ ،‬ثم ذكر هوية الشخص املستمع اليه‪ ،‬رقم بطاقة‬
‫تعريفه عند االقتضاء وتصريحاته واﻷجوبة التي رد بها على ضابط الشرطة القضائية‪ ،‬إضافة إلى هذا يتعين على ضابط‬
‫الشرطة القضائية إشعار املشتبه فيه باﻷفعال املنسوبة إليه‪ ،‬قراءة املصرح لتصريحاته مع اإلشارة الى ذلك باملحضر وتدوين‬
‫االضافات والتغييرات أو امللحظات التي يبديها املصرح أو يشير إلى عدم وجودها بمعنى أنه في الحالة التي يقوم بقراءة هذا‬
‫املحضر أو أخد املحضر من قبل املعني باﻷمر وقراءته‪ ،‬فملحظاته يتم اإلشارة إليها ويتم تدوينها‪ ،‬بعد ذلك يصادق ضابط‬
‫الشرطة القضائية واملصرح على التشطيبات واإلحاالت‪ ،‬اإلشارة إلى رفض التوقيع أو وضع البصمة أو عدم استطاعتهما مع‬

‫‪58‬‬
‫بيان أسباب ذلك‪ ،‬يتولى التوقيع على أوراق املحضر املنجز في حالة التلبس فهنا نتحدث عن مقتضيات املادة ‪ .69‬كإشارة هنا‬
‫فل ننس ي االختصاص النوعي واملكاني لضابط الشرطة القضائية‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫املحاضرة السابعة‪:‬‬
‫الجزء اﻷول‪:‬‬
‫في إطار محاضرات املتعلقة بمادة املسطرة الجنائية نواصل هذه املحاضرات فبعد أن تطرقنا في الحصة السابقة للجهات‬
‫املكلفة بالتحري عن الجرائم والتثبت بارتكابها‪ ،‬تطرقنا ملن هم اﻷشخاص الذين يمارسون هذه املهام‪ .‬فمن خلل ما اشارت‬
‫له املادة ‪ 19‬فمن يتولى هذه املسألة هم ضباط الشرطة القضائية‪ .‬حيث نجد أن املشرع ميز الضباط السامون عن باقي‬
‫الضباط وذلك من خلل ما ورد في املادة ‪ 19‬حيث حدد أن الضباط السامون ينتمون إلى الهيئة القضائية وفيما عدى هؤالء‬
‫فإنهم يشكلون ضباط الشرطة دون أن يربط تصنيفهم بميزة معينة هل هم عاديون أم ليس كذلك فقد أشار من خلل املادة‬
‫‪ 20‬إلى الضباط ضباط الشرطة القضائية‪.‬‬
‫ثم اآلن نتطرق من هم الضباط السامون‪ ،‬من هم الضباط العاديون وما هي املهام املوكولة لهم‪.‬‬
‫اآلن نتحدث عمن هم الفئة اﻷخرى وهي أعوان الشرطة القضائية‪.‬‬
‫حسب املادة ‪ 25‬أعوان الشرطة القضائية هم ‪ 3‬أصناف‪.‬‬
‫صنف ينتمي الى رجال السلطة املحلية نقصد به الخلفاء الباشوات وخلفاء القياد‪ ،‬وصنف ينتمي إلى االمن الوطني ونقصد‬
‫به موظفو مصالح الشرطة العامة ملن ليس لهم صفة ضابط شرطة قضائية‪ ،‬وصنف ينتمي للدرك امللكي وللدركين الذين‬
‫ليست لهم صفة ضابط الشرطة القضائية‪.‬‬
‫حسب املادة ‪ 26‬تنحصر مهامهم فيما يلي مساعدة ضباط الشرطة القضائية في مباشرة مهامهم وإخبار رؤسائهم بجميع‬
‫الجرائم التي تبلغ إلى علمهم جمع كافة املعلومات املساعدة على العثور على مرتكب هذه الجرائم وفقا ﻷوامر رؤسائهم لنظام‬
‫الهيئة التي ينتمون إليها‪ .‬فدورهم هو مساعدة ضباط الشرطة القضائية في القيام باملهام املوكول إليهم‪ .‬وبالتالي ال ينتقل‬
‫اختصاصهم إلى القيام باملسائل املتعلقة بالبحث التمهيدي وال القيام بمسألة املتعلقة بالتفتيش إلى غير ذلك من املهام التي‬
‫تتجسد في القيام بالبحث التمهيدي بمعنى ليس لهم حق في تحرير محاضر وليس لهم الحق في الوضع تحت الحراسة وليس‬
‫لهم الحق في تفتيش املنازل فدورهم هو مساعدة ضباط الشرطة القضائية الذين يقومون بهذه املهام‪.‬‬
‫هناك صنف آخر وهم املوظفون واﻷعوان املكلفون ببعض مهام الشرطة القضائية ونجد هذه الفئة تشير لها املادة ‪27‬‬
‫بقولها يمارس موظفو أعوان اإلدارات واملرافق العمومية الذين تسند إليهم بعض مهام الشرطة القضائية بموجب نصوص‬
‫خاصة هذه املهام حسب الشروط وضمن الحدود املبينة في هذه النصوص‪.‬‬

‫‪60‬‬
‫ما تؤكد على هذه املادة أن هناك نصوص خاصة تكلف بعض موظفي اإلدارة وأعوان اإلدارات بممارسة مهام الشرطة‬
‫القضائية وإسناد االختصاص لهؤالء ال يلغي االختصاص العام املمنوح لضباط الشرطة القضائية‪ ،‬علة هذا االستناد هو‬
‫البحث عن الفعالية‪.‬‬
‫يقصد بالفعالية هو أن هؤالء اﻷشخاص الذين تسند لهم هذه املهمة فنظرا لتخصصهم ونظرا لتواجدهم املستمر بهذه‬
‫اإلدارات فهم تكون لهم دراية أكثر بهذه اإلدارات وبالتالي مما يساعد في مسألة الردع وهنا نعطي كأمثلة ‪:‬موظفو الجماعات‬
‫املحلية بالنسبة للقضايا املتعلقة بالتعمير ومهندسو املياه والغابات بالنصة للقضايا املتعلقة بالجرائم التي ترتكب في‬
‫الغابات والصيد في اﻷنهار ونجد أن في هذا اإلطار أن قواعد املسطرة الجنائية منحتنا كذلك مثال لهؤالء املوظفين فهذا ما‬
‫نجده في مقتضيات املادة ‪ 28‬ان للوالي أو للعامل باعتباره ممثل السلطة التنفيذية على صعيد العمالة أو اإلقليم ممارسة‬
‫بعض مهام الشرطة القضائية حيث يتولى بنفسه البحث التمهيدي بشأن الجرائم املرتكبة ضد أمن الدولة الخارجي أو‬
‫الداخلي بحيث يمكن له أن يأمر ضابط الشرطة القضائية كتابة باإلجراءات الضرورية للتثبت من ارتكاب هذه الجرائم‬
‫والضباط الذي يكلف من قبل الوالي أو العامل يجب عليه االمتثال ﻷوامر الوالي أو العامل وإضافة إلى ذلك عليه إخبار ممثل‬
‫النيابة العامة بهذا التغيير‪ ،‬هذه الصلحيات املخولة للوالي أو العامل مقيدة بشروط‪.‬‬
‫الشرط اﻷول‪ :‬ان يتعلق اﻷمر بجرائم تمس بأمن الدولة الداخلي أو الخارجي‪.‬‬
‫الشرط الثاني‪ :‬هو أن تتوفر حالة االستعجال بمعنى اإلسراع في قيام اﻷبحاث بهدف ضبط اﻷشخاص واﻷدلة التي تستدعي‬
‫تدخل الوالي أو العامل‪.‬‬
‫الشرط الثالث‪ :‬اال تكون السلطة القضائية قد تدخلت وشرعت في مواصلة البحث في هذه القضية‪.‬‬
‫الشرط الرابع‪ :‬إخبار وكيل امللك أو الوكيل العام للملك فورا بذلك وبهذه الشروط تمارس هذه املهام ثم تنتهي بالتخلي عن‬
‫القضية لفائدة السلطة القضائية خلل ‪ 24‬ساعة موالية للشروع في املهام مع توجيه جميع الوثائق واﻷشخاص للنيابة‬
‫العامة ولهذه اﻷخيرة ان تحيل القضية على الجهة املختصة حسب اﻷحوال وعلى الوالي إخبار النيابة العامة باستعماله لهذا‬
‫الحق‪ ،‬في الحالة التي يعود فيها االختصاص للمحكمة العسكرية فالنيابة العامة تحيل الوثائق على السلطة املكلفة بالدفاع‬
‫الوطني وتامر فورا ان اقتض ى اﻷمر ذلك بتقديم اﻷشخاص الذين القي القبض عليهم للسلطة املختصة وهم في حالة اعتقال‬
‫وتحت الحراسة‪.‬‬
‫ثم هناك صنف آخر وهو صنف الضباط املكلفون باﻷحداث هذا الصنف تم إحداثه طبقا ملقتضيات املادة ‪ 19‬وهو صنف‬
‫جديد متخصص في شؤون اﻷحداث يمارس مهام وفق االختصاص املخول لقضاء اﻷحداث وينفذ تعليمات النيابة العامة في‬
‫هذا الشأن‪ ،‬وكإشارة ان استحداث هذا الصنف ال ينزع اختصاص ضباط الشرطة القضائية االختصاص العام طبقا‬
‫ملقتضيات املادة ‪ 20‬من قواعد املسطرة الجنائية‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫ثم في هذا اإلطار نتحدث كذلك عما يعرف باالختصاص املكاني حيث ان ضباط الشرطة القضائية يمارسون اختصاصهم‬
‫داخل الحدود الجغرافية‪ ،‬فاملكان الذي يزاولون فيه وظيفتهم اإلدارية قد تكون جماعة قروية دائرة حضارية إقليم عمالة‬
‫جهة أو كامل التراب الوطني‪.‬‬
‫في الحالة التي يتم التعيين في مصلحة مركزية يشمل اختصاصها كامل التراب الوطني االدارة العامة لألمن الوطني قيادة‬
‫الدرك امللكي هما االختصاص يعود إلى التراب الوطني‪ ،‬إذا كان التعيين في مقاطعة معينة االختصاص ال يتجاوز هذه املقاطعة‬
‫ويكون االختصاص على كافة التراب الوطني في حالة االستعجال التي سبقت اإلشارة إليها وحالة التلبس ال تقتض ي فيها اآلجال‬
‫بحاالت املشتبه فيه بسرعة أمام الجهة املختصة في هذه الحالة يلزم ضابط الشرطة القضائية باالنتقال خارج مكان عمله‬
‫للقيام ببعض اﻷبحاث بطلب من النيابة العامة أو رؤسائه اإلداريين إذا كانت الدائرة الحضرية مقسمة لعدة دوائر ضابط‬
‫الشرطة املعين يكون مختصا في كافة الدوائر‪.‬‬
‫ننتقل للحديث عن مباشرة البحث التمهيدي في اﻷحوال التالية‪.‬‬
‫الجزء الثاني‪:‬‬
‫تتمة للموضوع الذي نحن بصدد دراسته اآلن وهو البحث التمهيدي‪.‬‬
‫بعد تطرقنا إلى اﻷجهزة املكلف بها ضباط الشرطة القضائية في شتى أصنافهم اآلن ننتقل إلى البحث في الوسيلة التي يتم‬
‫اعتمادها من أجل القيام بإجراءات البحث التمهيدي‪ ،‬ونميز بين حالة البحث التمهيدي في اﻷحوال العادية ثم البحث‬
‫التمهيدي في حاالت التلبس‪ ،‬البحث التمهيدي في الحالة العادية هو الذي يجرى خارج حالة التلبس‪ ،‬ومن خلل الرجوع‬
‫لقواعد املسطرة الجنائية نجد أن ضباط الشرطة القضائية يقومون بالبحث التمهيدي إما بصفة تلقائية أو بعد تلقيهم‬
‫لشكايات أو وشايات أو بعد تلقي تعليمات من النيابة العامة‪ ،‬بمعنى هناك تلث طرق يتم القيام بها بالبحث التمهيدي إما‬
‫بتلقي شكاية أو وشاية أو بصفة تلقائية أو بعد تلقي تعليمات من النيابة العامة وسوف نتحدث عن كل حالة على حدى‪،‬‬
‫ففيما يتعلق بتلقي الشكايات والوشايات‪ ،‬مسألة تلقي الوشايات والشكايات يقوم به ضباط الشرطة القضائية طبقا للمواد‬
‫‪ 21‬و‪ 40‬و‪ 49‬من قواعد املسطرة الجنائية‪ ،‬وهنا نميز بين الشكاية والوشاية‪.‬‬
‫ماذا يقصد بالوشاية؟‬
‫هي إجراء في شكل إخبار شفوي أو مكتوب بواسطة الهاتف‪ ،‬والذي يصدر عن شخص غير متضرر من الجريمة‪ ،‬بواسطة‬
‫هاته الوشاية يتم تبليغ ضابط الشرطة القضائية بوقوع جريمة في مكان ما‪ ،‬يختلف الدافع إليه فقد يكون دافعا نبيل غايته‬
‫خدمة العدالة ومساعدة املجني عليه‪ ،‬وقد يكون دافعا دنيئا الرغبة في اإليقاع بشخص قصد االنتقام منه‪.‬‬
‫الواش ي قد يكون شخصا معلوما يكشف عن هويته‪ ،‬وقد يكون شخصا مجهوال‪ ،‬وهذا اﻷمر يقتض ي منا التمييز بين أنواع‬
‫وأصناف الوشايات‪ ،‬هناك ما يعرف بالوشاية الواجبة‪ ،‬وهي تلك الوشاية التي تصدر عن جهة رسمية خول لها القانون‬

‫‪62‬‬
‫بنص قانوني القيام بهذه املهمة‪ ،‬وهذا ما نجده مثل في مجموعة من املواد مثاله املادة ‪ 42‬بقولها يجب على كل سلطة منتصبة‬
‫وعلى كل موظف بلغ إلى علمه أثناء ممارسته ملهامه ارتكاب جريمة أن يخبر بذلك فورا وكيل امللك أو الوكيل العام للملك‪،‬‬
‫ملحظة بالنسبة لهاته املادة فهي تتحدث لنا عن قاعدة عامة‪ ،‬يجب على كل سلطة منتصبة وعلى كل موظف بمعنى هنا‬
‫هاته الصياغة تحيل على أن املشرع جعل من هاته الوشاية هي التزام واجب وقاعدة آمرة ("يجب «واجب‪ ،‬قاعدة آمرة بمعنى‬
‫يجب على هاته الجهات املشار إليها كل سلطة منتصبة وكل موظف بلغ إلى علمه أثناء ممارسته ملهامه ارتكاب جريمة أن يخبر‬
‫بها فورا وكيل امللك أو الوكيل العام للملك)‪ ،‬فاﻷشخاص والجهات هي ملزمة بقوة القانون‪ ،‬فكل شخص هو ملزم أثناء‬
‫ممارسته ملهامه باإلخبار عن كل ما يقع من جرائم تصل إلى علمه فيجب أن يخبر بها الجهات املعنية ونقصد بها وكيل امللك‬
‫أو الوكيل العام للملك‪ ،‬ثم نجد أن املشرع يعني كمادة بالنسبة ملادة ‪ 42‬نجدان هناك مقتضيات أخرى تدعم هاته املادة‬
‫نجدها في أن املشرع قام بتجريم حالة عدم التبليغ‪ ،‬وهذا ما نجده في مقتضيات الفصل ‪ 209‬الذي يجرم عدم التبليغ عن‬
‫الجرائم املاسة بسلمة الدولة وكذلك الفصل ‪ 218‬في فقرته الثامنة يجرم كذلك عدم التبليغ عن جرائم اإلرهابية‪ ،‬ثم‬
‫الفصل ‪ 299‬الذي يعاقب كذلك عن عدم التبليغ عن وقوع جناية أو الشروع فيها‪ ،‬فبذلك نجد أن املشرع وضع مهمة على‬
‫عاتق السلطات واملوظفون أثناء ممارستهم ملهامهم من ضرورة التبليغ على كل ما يصل إليهم من أعمال تمس بأمن واستقرار‬
‫املجتمع‪ ،‬ودعم هذا النص بمقتضيات أخرى تجرم حالة عدم القيام بهاتته املهمة من خلل قوله بعدم التبليغ‪.‬‬
‫وفي الحالة كتمييز إذا أردنا الجمع ما بين املادة ‪ 42‬والفصول التي أشرنا إليها نجد أن املادة ‪ 42‬تتحدث لنا عن املوظفين وعن‬
‫الهيئات املنتصبة هنا بقوة القانون وكمقابل بالنسبة لألشخاص فنجد أن املشرع جرم اﻷفعال والتي تصدر عن أشخاص في‬
‫حالة عدم تبليغهم عن الجرائم التي تحدثنا عنها‪ ،‬التبليغ عن جرائم املاسة بأمن الدولة‪ ،‬الجرائم اإلرهابية‪ ،‬التبليغ عن وقوع‬
‫جناية أو الشروع فيها‪.‬‬
‫وكما نجد أن املشرع أوكل لضباط الشرطة القضائية كذلك مهمة اإلخبار عن الجنايات والجنح التي وصلت إلى علمهم من‬
‫خلل مقتضيات املادة ‪ 23‬واملادة ‪ 57‬وأوكل لقاض ي التحقيق كذلك تلقي الشكايات والوشايات شريطة إحالتها على النيابة‬
‫العامة في املادة ‪ 84‬في فقرتها الرابعة‪ ،‬هذا فيما يتعلق بالوشاية الواجبة أي التي تصدر عن جهة رسمية‪.‬‬
‫ثم هناك الوشاية التي تصدر عن جهة غير رسمية وهو ما يعرف بالوشاية العادية أو املستحبة وهذا ما قصده املشرع في‬
‫املادة ‪ 83‬بقوله يجب على كل من شاهد ارتكاب جريمة تمس باﻷمن العام أو بحياة شخص أو أمواله أن يبلغ وكيل امللك أو‬
‫الوكيل العام للملك أو الشرطة القضائية هذا اﻷمر‪ ،‬ونجد أن في هاته الحالة لم يرتب املشرع عن اإلخلل بهذا املقتض ي أي‬
‫جزاء جعله واجب قاعدة آمرة ولم يرتب عنه أي جزاء‪ ،‬ﻷن حين نتحدث عن مقتضيات املادة ‪ 43‬نجد أنها تعتبر وشاية‬
‫مستحبة‪ ،‬يعني املشرع استعمل مصطلح يجب على كل من شاهد ارتكاب جريمة‪ ،‬فهذا الشخص يعتبر كشاهد فيجب عليه‬
‫التبليغ عن وقوع هاته الجريمة عن طريق تقديمه لوشاية ودون أن يلزمه أو يعني في حالة عدم القيام بهذا اﻷمر خصوصا في‬
‫مقتضيات املادة ‪ 43‬فهذه املادة نجد أنه لم يرتب عن اإلخلل بهذا املقتض ى أي جزاء‪ ،‬بالطبع أن الغاية من هاته املسألة وهي‬

‫‪63‬‬
‫التبليغ عن الجرائم التي تصل إلى علم اﻷشخاص وإلى علم الهيئات وإلى علم املوظفين‪ ،‬ثم هناك ما يعرف بالوشاية الكاذبة‪،‬‬
‫الوشاية الكاذبة نجد أن من أهم ما تتميز به هو أنها تكون الغاية منها هو إبلغ الجهات املعنية بفعل قد ال يكون في اﻷصل قد‬
‫أرتكب ولهذا تسمى بالوشاية الكاذبة ولهاته الغاية نجد أن املشرع ألزم املوظفون الجهات التي تتلقى الشكاية والوشاية أن‬
‫تقوم بالتحري قبل أن تقوم بأي إجراء‪ ،‬التحري عما ورد في هاته الوشاية لكي ال يتم املس فيها بحقوق وحرية اﻷشخاص‪.‬‬
‫وكإشارة أساسية هو أن تظل الوشاية أنها وسيلة تساعد العدالة على ملحقة املجرمين والضرب على أيديهم بالرغم مما قد‬
‫ينعت بها صاحبها في بعض اﻷحوال كصفات معينة‪ ،‬ﻷن في اﻷصل دورها اﻷساس ي أو ما تتضمنه هو تعبير عن التضامن مع‬
‫أفراد املجتمع من أجل الحد من اآلثار السلبية للجريمة‪.‬‬
‫ثم هناك الوسيلة الثانية وهي الشكاية ﻷن قلنا تلقي الوشايات والشكايات‪ ،‬الشكاية هي إجراء يقوم به املجني عليه خلف‬
‫الشكاية‪ ،‬الشكاية قد يقوم بها غير املتضرر الشكاية هي تصدر عن املجني عليه أو من يقوم مقامه يتقدم بها إلى السلطات‬
‫املختصة بواسطتها يعلم بالجريمة التي تعرض لها‪ ،‬املشرع لم يحدد لها شكل معين فقد تكون شفوية يفض ي بها صاحبها‬
‫للجهات املعنية‪ ،‬وقد تكون مكتوبة يحرر بشأنها محضر يجب أن يتضمن هذا املحضر ما يلي ‪ :‬اﻷحداث والوقائع‪ ،‬هوية‬
‫املشتكى به بذكر اسمه الكامل‪ ،‬محل إقامته‪ ،‬أو أوصافه أو اﻷوصاف املميزة له‪ ،‬يمكن ان تكون الشكاية ضد مجهول‪ ،‬تتخذ‬
‫هنا شكل تظلم من امل جني عليه للجهات املختصة‪ ،‬املشرع لم يحدد لتقديمها أمدا معينا لكنها تسقط بأسباب سقوط‬
‫الدعوى العمومية كالتقادم‪ ،‬تقدم إما للنيابة العامة أو لضابط الشرطة القضائية أو لقاض ي التحقيق أو الجهة املختصة‬
‫التي يحددها القانون‪ ،‬قد تكون هاته الشكاية عادية أو قد تكون مصحوبة باالدعاء بالحق املدني في هاته الحالة توجه إلى‬
‫املحكمة أو لقاض ي التحقيق وتسمى باالدعاء املباشر‪ ،‬ال تقدم في الحالة التي تكون فيها الشكاية مصحوبة باالدعاء بالحق‬
‫املدني هنا ال تقدم لضابط شرطة قضائية ملاذا؟ ﻷنها دعوى والدعوى تقدم فقط أمام القضاء‪ ،‬أعيد بالنسبة ملا يعرف‬
‫باالدعاء املباشر بالحالة التي تكون فيها الشكاية مصحوبة باالدعاء بالحق املدني الذي يتم توجيه هاته الشكايات توجه إما‬
‫للمحكمة أو لقاض ي التحقيق‪ ،‬وال توجه لضابط الشرطة القضائية ملاذا؟ ﻷنها دعوى في هذه الحالة في هذا الصنف في هذه‬
‫الصفة هنا تتحول الشكاية إلى دعوى‪ ،‬وبالتالي فهي ال تقدم إال أمام القضاء‪ ،‬آنذاك يلزم املطالب بالحق املدني أن يقدم‬
‫نفسه مدعيا مدنيا يحدد مبلغ التعويض الذي يطالب به يؤذي الرسوم القضائية تحت طائلة عدم قبول ادعائه املباشر‬
‫وهذا سبقت اإلشارة إليه في بعض املعلومات ونحن نتحدث عن الدعوى املدنية التابعة‪ ،‬هذه الشكاية املصحوبة باالدعاء‬
‫املدني يترتب عنها مبدئيا لزوم املتابعة‪ ،‬ونسطر على مبدئيا‪ ،‬لزوم املتابعة خلف اﻷمر بالنسبة للشكاية العادية التي تحتفظ‬
‫فيها النيابة العامة بسلطة امللئمة بحيث يحق لها تبعا لذلك التصرف في الشكاية أو حفظها إذا لم ترى موجب للمتابعة‪.‬‬
‫وإذا أردنا املقارنة بين الشكاية والوشاية نجد أن الوشاية يمكن أن تكون ضد مجهول وتقدم من أي كان وفي أحيان معينة‬
‫قد تكون مرتبطة بسوء النية‪ ،‬في حين أن حين نتحدث عن شكاية نجد أنها في اﻷصل تتضمن إفصاح بمتابعة الجاني وبالتالي‬
‫تقتض ي تعيين هذا الجاني فإذا لم يتم تعيينه وتم العثور عليه في هاته الحالة ال تحرك بشأنه املتابعة إال بشكاية جديدة‪،‬‬
‫تقدم من طرف شخص كامل اﻷهلية أو من له الحق في أن يقدمها‪،‬‬

‫‪64‬‬
‫وهنا كإشارة وجود هذا النوع من الشكاية ﻷن قلنا فيها إفصاح بمتابعة الجاني بحيث هنا يمكن أن نتذكر ما قلناه فيما يتعلق‬
‫بقيود املتابعة ﻷن في بعض الحاالت نجد أن املشرع نهج مسألة جعل أن الشكاية هي عنصر وقيد من قيود املتابعة بحيث أنه‬
‫ال يقوم باملتابعة إال إذا وجدت هاته الشكاية‪.‬‬
‫كخلصة يمكن أن نصل إليها هو أن الشكاية والوشاية كلهما وسيلة ملساعدة العدالة على الكشف عن الجرائم بالرغم من‬
‫عدم اللجوء إليها في كثير من الحاالت مثل في حالة ضآلة الضرر‪ ،‬في حالة الحفاظ على أسرار املجني عليه كما هو الحال مثل‬
‫في فيما يتعلق بالجرائم املتعلقة بزنا املحارم‪ ،‬الخوف من بطش الجاني‪ ،‬الرغبة في الحفاظ على السمعة أو وجود قرابة بين‬
‫الجاني واملجني عليه‪ ،‬بالتالي هي وسيلة فعالة لكن في حالة معينة قد ال يتم التبليغ عن وجود جرائم معينة نظرا لألسباب‬
‫التي تطرقنا لها اآلن‪.‬‬
‫ما هي املهام التي يقوم بها ضباط الشرطة القضائية؟ مثل ضابط شرطة قضائية توصل بشكاية أو وشاية‪ ،‬فما هي املهام التي‬
‫يمكن أن يقوم بها؟ قبل هذا تجدر اإلشارة إلى أن البحث التمهيدي له أهمية خاصة ملاذا؟ ﻷنه يتم في مرحلة يتم فيها التمهيد‬
‫للتحقيق اإلعدادي وللمحاكمة فيعت بر بالتالي فرصة لجمع املعلومات قبل تحريك الدعوة العمومية‪ ،‬وقد يؤذي في كثير من‬
‫اﻷحيان إلى تجنب الكثير من املتابعات فهو بالتالي فرصة لتمحيص الشكايات والوشايات قبل إحالتها على العدالة‪ ،‬قد‬
‫يتضمن بعض املخاطر ﻷنه ال تتوفر فيه الضمانات التي توجد في التحقيق اإلعدادي‪ ،‬وأهم التحريات التي يتم القيام بها‬
‫خلل مرحلة البحث التمهيدي في اﻷحوال العادية‪ ،‬هناك تحريات تنصب على اﻷشخاص ونقصد بها هنا االستماع إلى‬
‫اﻷشخاص‪ ،‬التفتيش الجسدي‪ ،‬والوضع تحت الحراسة‪ ،‬ثم هناك بعض التحريات التي تنصب على اﻷشياء‪ ،‬سوف نقوم‬
‫بالتمييز بين هات ين الحالتين؛ التحريات املنصبة على اﻷشخاص قلنا من ضمنها االستماع إلى اﻷشخاص‪ ،‬املشرع لم يكن‬
‫حازما في اختيار لفظ االستماع كمصطلح يعبر به عن إجراء استفسار ومساءلة من طرف ضابط الشرطة القضائية للمشتبه‬
‫فيه أثناء مرحلة البحث التمهيدي‪ ،‬حيث نجد أن املشرع استعمل لفظ االستماع وهو يقصد به استجواب الشرطة‬
‫القضائية للمشتبه فيه وهو ما تضمنته املواد ‪ 21‬و‪ 24‬و‪ 67‬من قواعد املسطرة الجنائية‪ ،‬وفي حاالت معينة استعمل‬
‫مصطلح استنطاق ‪ ،‬فقصد به تارة االستماع الذي يقوم به ضابط الشرطة القضائية وهذا املصطلح نجده في املادة ‪66‬‬
‫الفقرة ‪ 16‬مدة االستنطاق‪ ،‬وتارة أخرى يقصد به اإلجراء الذي يباشره وكيل امللك أو الوكيل العام للملك عند تقديم املشتبه‬
‫فيه أمام أحدهما‪ ،‬وهنا ما تتضمنه املادتين ‪ 73‬و‪ 74‬من قواعد املسطرة الجنائية‪ .‬واستعمل لفظ االستنطاق كذلك وهو‬
‫يقصد به االستجواب الذي يقوم به قاض ي التحقيق خلل التحقيق اإلعدادي وهنا نحيل على املواد ‪134‬و ‪140‬و‪ 145‬و‪،147‬‬
‫واستعمل كذلك مصطلح االستنطاق للداللة على االستجواب الذي تباشره محكمة املوضوع للمتهم أثناء املحاكمة هنا أحيل‬
‫على املواد ‪ 305‬و‪ 312‬و‪321‬و ‪ 330‬من قواعد املسطرة الجنائية حيت أن االستماع ماذا يقصد به؟ يقصد به االستجواب‬
‫الذي يقوم به ضابط الشرطة القضائية معتمدا على تقنية سؤال جواب‪ ،‬بالتالي تقنية سؤال جواب هي من أجل الحصول‬
‫على إفادة املشتبه فيه حول الواقعة موضوع البحث دون التدخل في التفاصيل والجزئيات يطرح عليه السؤال ويدون‬
‫الضابط الجواب‪ ،‬ال يتدخل في الجزئيات الدقيقة وإن كان أنه في بعض الحاالت أن املشتبه فيه يتم إخضاعه ملجموعة من‬

‫‪65‬‬
‫اﻷسئلة من أجل الحصول على أجوبة قد تصل لحد االعتراف بارتكاب اﻷفعال موضوع البحث‪ ،‬حيث نجد أن ضابط الشرطة‬
‫القضائية يتولى االستماع لألشخاص الذين من شأنهم تسليط الضوء على مختلف الوقائع وامللبسات وهنا نقصد به أنه‬
‫يستمع إلى كل من املشتكي املشتكى به املشتبه فيه الشهود السلطات اإلدارية أو أي شخص يمكن أن يفيد في إظهار الحقيقة‪.‬‬
‫بعد االستماع يتم إنجاز محضر االستماع حيث يدون في هذا املحضر اﻷسئلة واﻷجوبة مقتضيات املادة ‪ 24‬من قواعد‬
‫املسطرة الجنا ئية يشار فيه لهوية املستمع له لم يحدد املشرع البيانات الواجب تضمينها في هذا املحضر يتولى املصرح‬
‫التوقيع على املحضر إلى جانب ضابط الشرطة القضائية عدم اإلمضاء ال يؤثر على صحة ما ورد به‪.‬‬
‫كإشارة يتولى عملية االستماع للمشتبه فيه الضابط الذي باشر املعاينات اﻷولية بمسرح الجريمة حتى تتطابق النتائج‬
‫املتوصل إليها مع باقي اإلجراءات املحصل عليها من البحث‪ ،‬بمعنى أن في غالب اﻷحيان إذا قام شخص بمعاينة مكان ارتكاب‬
‫الجريمة يعني أقصد به أن ضابط الشرطة القضائية فهو الذي يقوم بمحضر االستماع هو الذي يتولى عملية االستماع ﻷنه‬
‫لكي يقوم بالربط بينما وصل إليه وما توصل إليه في مسرح الجريمة مع ما يقوله املشتبه فيه‪ ،‬ويلزم ضابط الشرطة القضائية‬
‫بإشعار املشتبه فيه باﻷفعال املنسوبة إليه وما تم إلحاقه به من شبهة االتهام لكي يتسنى له إعداد دفاعه‪ ،‬املشرع لم يحدد‬
‫زمن إجرائه يعني محضر االستماع في أوقات معينة يعني لم يحدد الوقت‪ ،‬مثل في تفتيش املنازل حدد لنا الوقت القانوني‬
‫الوقت الذي يمكن أن تبدأ فيه عملية تفتيش املنزل والوقت الذي يمكن أن تنتهي فيه‪ ،‬لكن بالنسبة لي محضر االستماع لم‬
‫يحدد زمن إجرائه واﻷوقات املعينة له كما ذلك لم يحدد الوقت الذي يمكن أن يستغرقه هذا االستجواب‪ ،‬هذا عن محضر‬
‫االستماع‪.‬‬
‫نحن دائما في التحريات املنصبة على اﻷشخاص‪ ،‬هناك التفتيش الجسدي لألشخاص يقصد به البحث بجسم املشتبه به‬
‫وملبسه قصد العثور على الش يء املراد ضبطه‪ ،‬املشرع لم يتولى تنظيم إجراءات تفتيش اﻷشخاص في نصوص معينة من‬
‫قواعد املسطرة الجنائية كما فعل بالنسبة لتفتيش املنازل‪ ،‬غير أنه أورد تطبيقات لتفتيش اﻷشخاص في بعض القوانين‬
‫الخاصة‪ ،‬وهنا نحيل على املادة ‪ 64‬من قانون مصلحة الدرك امللكي الذي جاء فيه كل شخص يقع القبض عليه أو يتهم أو‬
‫يعتقل أو يظن أنه حامل ﻷسلحة أو أشياء من شأنها أن تضر باﻷمن العمومي يجب تفتيشه من لدن امللكي ويمتد حق‬
‫التفتيش هنا إلى العربات التي يستعملها هؤالء اﻷشخاص كما يشمل اﻷمتعة التي يحملونها‪ ،‬أما النساء فيجب تفتيشهن على‬
‫يد امرأة‪ ،‬هذه مقتضيات املادة ‪ 64‬من قانون مصلحة الدرك امللكي‪.‬‬
‫هذا في حين بالرجوع إلى قواعد املسطرة الجنائية فنجدها قد تضمنت أو باﻷحرى اقتصرت على وضع اﻷسس العامة املتعلقة‬
‫بجواز تفتيش اﻷشخاص املوجودين باملنازل الخاضعة للتفتيش نتكلم على هذه املسألة أو قبل إيداعهم رهن الحراسة‬
‫النظرية في إطار ما أصبح يعرف بالتفتيش الوقائي أو في إطار حاالت التلبس بالجريمة‪ ،‬هذا ما تضمنته املادة ‪ 81‬حيث يجوز‬
‫لضابط الشرطة القضائية إجراء التفتيش الجسدي في الحالة التي يتعلق فيها اﻷمر باملرأة فل تقوم بهذا التفتيش إال امرأة‪،‬‬
‫حيت يتم التفتيش فيما يحملونه من حقائب أشياء أوراق وكل ما يمكن أن يتم اخفاؤه تحت امللبس ويكون له دور أساس ي‬

‫‪66‬‬
‫في البحث والكشف عن الحقيقة‪ ،‬التقدير هنا حين نتحدث عن التقدير هنا ما يمكن أن يكون مهما في هذا البحث‪ ،‬التقدير‬
‫هنا يباشره ضابط الشرطة القضائية بنفسه تلقائيا‪ ،‬في حالة التلبس أو بناء على تعليمات النيابة العامة في اﻷحوال العادية‬
‫من البحث التمهيدي‪ ،‬املشرع حصر االختصاص هنا لضابط الشرطة القضائية دون غيره من عناصر الشرطة‬
‫القضائية‪ ،‬هنا دائما أعود ﻷتحدث لكم على امل سألة التي أتكلم فيها اآلن أتحدث عن التفتيش الجسدي لألشخاص‪ ،‬قلت‬
‫أنه يتم تفتيش الحقائب اﻷشياء اﻷوراق وكل ما يمكن إخفاؤه تحت امللبس هذا فيما يتعلق اﻷمر بالتفتيش الجسدي‪.‬‬
‫ثم هناك إجراء آخر يقوم بضباط الشرطة القضائية اثناء البحث التمهيدي وهو الوضع تحت الحراسة سوف نتحدث عنه‬
‫بعد قليل‪.‬‬
‫الجزء الثالث‪:‬‬
‫اآلن نتحدث عن الوضع تحت الحراسة‬
‫املشرع يعتبر اإلجراء املتعلق بالوضع تحت الحراسة هو من اإلجراءات املخولة لضابطة الشرطة القضائية طبقا ملقتضيات‬
‫املادة ‪ 66‬وهذا ما نكتشفه من خلل املادة باستعمالها ملصطلح "إذا تطلبت ضرورة البحث ذلك أن يحتفظ بشخص أو عدة‬
‫أشخاص وأن يضعهم تحت الحراسة النظرية ملدة ال تتجاوز ‪48‬ساعة من توقيفهم وتشعر النيابة العامة بذلك" بحيث يجوز‬
‫لضابط الشرطة القضائية القيام بهذه املسألة كلما اعتبر ذلك (ماهي املسألة؟) هي الوضع تحت الحراسة كلما اعتبر ذلك‬
‫مسهل للبحث أو وجدت أدلة أو قرائن ضد املشتبه فيه أو كان إبقاءه طليقا يضر بسير اإلجراءات والتحريات‬
‫بمعنى هاته هي اﻷسباب التي تخول لنا الوضع تحت الحراسة‪.‬‬
‫املشرع لم يحدد جزاء بحالة اإلخلل الوضع تحت الحراسة‪ ،‬ولكن ربطها أو قيدها بشروط من ضمن هاته الشروط ش‬
‫الواردة باملادة ‪ 80‬في فقرتها اﻷولى‬
‫أوال يجب أن يتعلق اﻷمر بجناية أو جنحة معاقب عليها بالحبس بمعنى إذا كانت جنحة غير معاقب عليها بالحبس فقط‬
‫غرامة مادية ال يمكن أن نقوم بإجراء الوضع تحت الحراسة‪.‬‬
‫* أن تكون مسألة الوضع تحت الحراسة ضرورية للقيام بالبحث وأال تتعدى ‪48‬ساعة قابلة للتمديد ملدة ‪ 24‬ساعة بإذن‬
‫مكتوب يقدم لوكيل امللك او الوكيل العام للملك قبل انتهاء املدة‪.‬‬
‫* ومن الشروط اﻷساسية أن يتم االستماع الى الشخص من طرف النيابة العامة بعد تقديمه إليها قبل انتهاء املدة خاصة في‬
‫اﻷحوال العادية‪.‬‬
‫* بمعنى أنه شرط رابع يتم االستماع الى الشخص من طرف النيابة العامة بعد تقديمه إليها قبل انتهاء مدة ‪48‬ساعة مثل‬
‫إلجراء الحراسة النظرية هو ‪48‬ساعة‪48 ،‬ساعة قبل أن تنتهي يجب أن يتم تقديمه إلى النيابة العامة قبل انتهاء هذه املدة‪،‬‬

‫‪67‬‬
‫لكن هناك حاالت معينة يمنح فيها اإلذن املذكور بقرار معين‪ .‬ما هو هذا اإلذن الذي أتكلم عنه هنا؟ هو اإلذن بتمديد مدة‬
‫‪ 24‬ساعة‬
‫ففي حاالت معينة يتم القيام بالتمديد ملدة ‪24‬ساعة‪ ،‬بقرار معلل ودون أن يقدم املعني باﻷمر املشتبه فيه إلى االستماع له‬
‫من طرف النيابة العامة‪ .‬ﻷن ما أشرنا اليه في حالة الوضع تحت الحراس‪ ،‬مثل كانت مدة الوضع الحراسة هي ‪48‬ساعة يجب‬
‫قبل أن تنتهي هذه املدة أن يتم االستماع اليه من طرف النيابة العامة‪.‬‬
‫في الحالة التي اﻷمر يستدعي فيها التمديد ب ‪24‬ساعة‪ ،‬في هاته الحالة يكون هناك إذن مكتوب من طرف النيابة العامة‪ ،‬فإذا‬
‫كان اﻷصل هو أن النيابة العامة يجب عليها أن تستمع إلى املعني باﻷمر قبل أن تنتهي املدة اﻷولى‪ ،‬ففي حاالت معينة قد يمنح‬
‫هذا اإلذن بالتمديد ‪24‬ساعة وال قبل أن تستمع النيابة العامة متى؟ في الحالة التي مثل يكون فيها هذا الشخص الوقت لي‬
‫ستستمع إليه النيابة العامة سيكون مثل ثم نقله إلى مكان ارتكاب الجريمة مثل إلعادة تمثيل هذه الجريمة‪ ،‬إعادة تمثيل‬
‫ارتكابها أو يكون موجودا في املستشفى‪ ،‬في هاته الحالة ال يمكن أن يكون التمديد بقرار معلل قبل أن تستمع له النيابة العامة‬
‫املشرع أجاز في املادة ‪ 66‬واستعمل مصطلح "إذا تطلبت ضرورة البحث ذلك يحتفظ بالشخص أو عدة اشخاص"‬
‫هنا نعود ملصطلح إذا تطلبت ضرورة البحث ذلك‪ ،‬بمعنى أن اﻷمر هنا يوكل لضابط الشرطة القضائية هو الذي تكون له‬
‫كأن املشرع أعطاه سلطة تقديرية‪ ،‬يقدر من خللها تطلبت ضرورة البحث ذلك أن يتم االحتفاظ بهذا الشخص‬
‫بمعنى أن ضابط الشرطة القضائية هو التي تكون له هاته السلطة التقديرية والتي يباشرها بنفسه تلقائيا أو قد يباشرها‬
‫كذلك بناء على تعليمات النيابة العامة في اﻷحوال العادية من حيث في البحث التمهيدي‬
‫املشرع نجده هنا حصر االختصاص هنا لضابط الشرطة القضائية دون غيرها من عناصر الشرطة القضائية‪.‬‬
‫فيما يتعلق ب‬
‫مدة الوضع تحت الحراسة‬
‫* الحاالت العادية هي ‪48‬ساعة قابلة للتمديد ملدة ‪24‬ساهة بإذن مكتوب‪.‬‬
‫* بالنسبة الجرائم املاسة بأمن الدولة‪ ،‬املدة هي ‪96‬ساعة قابلة للتمديد مرة واحدة بإذن كتابي طبقا ملقتضيات املادة ‪ 80‬في‬
‫فقرتها الثالثة‪.‬‬
‫* جرائم اإلرهابية مدتها هي ‪96‬ساعة قابلة للتمديد مرتين ملدة ‪96‬ساعة في كل مرة بناء على إذن كتابي من النيابة العامة‪،‬‬
‫مقتضيات املادة ‪ 80‬في الفقرة الرابعة‪.‬‬
‫ثم هناك نقطة أخرى وهي املتعلقة هنا ما تحدثنا عنه اآلن هو‬
‫التحريات املنصبة عن اﻷشخاص‪ ،‬فمحضر االستماع ثم الوضع تحت الحراسة والتفتيش الجسدي‪.‬‬

‫‪68‬‬
‫ثم هناك التحريات املنصبة على اﻷشياء‪ ،‬حيث يجوز لضابط الشرطة القضائية القيام باملعاينات الضرورية من أجل البحث‬
‫عن الحقيقة والكشف عنها كلما دعت حاجات البحث لذلك دون أن يتاح ضابط الشرطة للقبول املسبق من طرف هؤالء‬
‫االشخاص‪.‬‬
‫هناك خلف اﻷمر بالنسبة لتفتيش املساكن واملحلت‪،‬‬
‫يعني هنا حينما نتحدث عن التحريات املنصبة على اﻷشياء‪ ،‬ال نقصد بها تفتيش املساكن واملحلت ال نقصد بها هذا اﻷمر‪،‬‬
‫ﻷن في اﻷحوال العادية يخلو التفتيش من الصبغة التحقيقية التي تطبع في حالة التلبس‪ ،‬هنا ﻷن الحالة العادية معناها‬
‫صبغة تحقيقية وليس تحقيق‪ ،‬ال يقوم بدور املحقق هنا يعني جمع املعلومات‪...‬ال‪ ،‬دوره هنا فقط الثبتة‪ ،‬هنا إجراءات‬
‫متعلقة ب دعت ضرورة البحث لذلك أن يقوم بالبحث ببعض اﻷشياء‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫املحاضرة الثامنة‪:‬‬
‫الجزء اﻷول‪:‬‬
‫املحاضرة الثامنة الجزء اﻷول‬

‫نواصل سلسلة محاضرتنا في مادة املسطرة الجنائية حيث نتابع املوضوع املتعلق بالبحث التمهيدي‪ ،‬فبعد أن تحدثنا في‬
‫حصة سابقة عن البحث التمهيدي بالنسبة للجرائم العادية‪ .‬اليوم سوف نتناول البحث التمهيدي في حالة التلبس‪.‬‬
‫حالة التلبس‪:‬‬
‫بحيث أن املشرع املغربي جعل للبحث التمهيدي في حالة التلبس مسطرة خاصة بحيث خول لضابط الشرطة القضائية‬
‫سلطات واسعة تتجلى في التثبت من وقوع الجريمة وجمع اﻷدلة املفيدة في أسرع وقت‪ .‬بداية نعرف ماذا يقصد بحالة التلبس‪:‬‬
‫املشرع املغربي عدد حاالت التلبس في املادة ‪ 56‬من قواعد املسطرة الجنائية وتتجلى في‬
‫الحالة اﻷولى‪ :‬إذا ضبط الفاعل أثناء ارتكابه للجريمة أو على إثر ارتكابها ‪/‬‬
‫الحالة الثانية‪ :‬إ ذا ارتكب الفاعل الجريمة ومازال مطالبا بصياح الجمهور‬

‫الحالة الثالثة‪ :‬إذا وجد الفاعل بعد مرور وقت قصير على ارتكاب الفعل حامل ﻷسلحة أو أشياء يستدل معها انه شارك في‬
‫الفعل اإلجرامي أو وجدت عليه أثار أو علمات تثبت هذه املشاركة‬
‫الحالة الرابعة‪ :‬هي التي كذلك تضمنتها املادة ‪ 56‬كما يعد نجد أن املشرع وضع صيغة خاصة بهذه الحالة " كما يعد بمثابة‬
‫تلبس بجناية أو جنحة ارتكاب جريمة داخل منزل في ظروف غير الظروف املنصوص عليها في الفقرات السابقة إذا التمس‬
‫املالك أو ساكن املنزل من النيابة العامة أو ضابط الشرطة القضائية معاينتها "‪.‬‬
‫إذن من خلل ما سبق فالجريمة املتلبس بها هي الجريمة التي تشاهد أثناء وقوعها أو تشاهد أثار واضحة بعد وقوعها بزمن‬
‫قصير أو يكون صاحبها مطاردا بصياح الجمهور وكذلك الحالة التي تحصل فيها الجريمة داخل منزل ويطلب صاحبه من‬
‫ضابط الشرطة أو النيابة العامة معاينتها‪.‬‬
‫فالتلبس إذن هو وصف قانوني يلحق بالجريمة ويتعلق بطريقة اكتشافها ومعاينتها فهي حالة ممتازة للحفاظ على اﻷدلة‬
‫وإثبات اﻷفعال املرتكبة‪.‬‬
‫خصائص ارتكاب حالة التلبس‪:‬‬

‫‪70‬‬
‫حالة التلبس هذه بالرجوع إلى املقتضيات املتعلقة باملبادئ العامة التي تخص كل جريمة فنجد أنه بالنسبة للجريمة العادية‬
‫ال تختلف عن الجريمة املتلبس بها من حيث اﻷركان ومن حيث الجزاء تبقى هي نفس الجريمة بأركانها التي نعلم ركن قانوني‬
‫وركن مادي وركن معنوي ثم الجزاء يبقى نفسه هو وتتميز فقط بطريقة اكتشافها وباملسطرة املخصصة ملواجهتها‪.‬‬
‫أوال‪ :‬تتميز إذن بكونها حالة موضوعية‪ ،‬تتعلق بملبسات محددة‪ .‬إذن فوصف التلبس ينطبق على الفعل اإلجرامي بمعنى‬
‫انه يتعلق بموضوع الجريمة وال علقة له بالشخص الذي ارتكبها بمعنى ال تنصرف إلى مرتكبي الجريمة فالتلبس يتعلق‬
‫بالطريقة التي اكتشفت بها هذه الجريمة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬أن حالة التلبس امللحظة الثانية التي يمكن أن ندلي بها في هذا املقال هي أن حالة التلبس هي حالة مادية‪ :‬لكونها تتضح‬
‫من خلل مظاهر ملموسة يمكن مشاهدتها وملحظتها بالعين املجردة‪.‬‬
‫سؤال‪ :‬ملاذا خصص املشرع الجريمة املتلبس بها بهذه امليزة؟ الجواب – ﻷن املجرم الذي يرتكب الجريمة على امرأة ومسمع‬
‫من الناس فهو يشكل خطرا على املجتمع مما يبرر القيام بإجراءات سريعة التي البد من اتخاذها في أسرع وقت ممكن من‬
‫أجل مواجهة هذا الخطر‪ .‬ما هي حاالت التلبس؟ صحيح أننا أوردنا اآلن أو تطرقنا إلى ما ورد في املادة ‪ 56‬بمعنى تعدادنا لحاالت‬
‫التلبس اﻷربع‪ ،‬اآلن سوف نشرع في التفصيل في كل حالة على حدة‪.‬‬
‫حاالت التلبس‪:‬‬
‫الحالة اﻷولى ‪ :‬هي حالة انجاز الفعل اإلجرامي أو على اثر انجازه وهو ما يعرف بالتلبس الحقيقي ‪ :‬معناه هو مشاهدة الفاعل‬
‫وهو يرتكب الفعل املادي للجريمة آو عند انتهاءه منها‪ ،‬املشاهدة هنا يجب أن تكون من لدن ضابط شرطة قضائية‪ ،‬لكن إذا‬
‫لم تحصل هاته املشاهدة من قبله واخبر بها فقط فالتلبس يتحقق عن طريق انتقال الضابط إلى مكان الجريمة لتنبث من‬
‫قيام حالة التلبس وهو ما عبر عنه املشرع بقوله "على إثر ارتكابها " هذا يعني أن املشاهدة يجب أن تتم أوان تقع بعد مدة‬
‫قصيرة من تنفيذ الجريمة أو محاولة تنفيذها‪ ،‬ويعود بالطبع لقاض ي املوضوع تقدير الوقت الذي مض ى على ارتكاب الجريمة‬
‫أو محاولتها‪ ،‬وبما أن املسألة موضوعية فهي تختلف باختلف كل قضية لذا فنجد أن املشرع لم يتدخل من أجل تحديدها‪.‬‬
‫الحالة الثانية‪ :‬وهي الحالة التي يكون فيها الفاعل مازال مطاردا بصياح الجمهور على إثر ارتكاب الجريمة وهو ما يعرف‬
‫بالتلبس املفترض‪ :‬تعتبر هذه الحالة من الحاالت االعتبارية للتلبس بالجريمة ﻷنه يفترض أنها حصلت في ظروف تحيط بها‬
‫ملبسات وقرائن تؤكد الشبهة القائمة في حق الفاعل‪ ،‬والفرار يكون بالطبع عقب ارتكاب الجاني لجريمته يعني مباشرة بعد‬
‫أن انتهى من جريمته قام بالفرار‪ ،‬وهاته املسألة هي اﻷخرى تعتبر من اﻷمور املوضوعية التي يقدرها قاض ي املوضوع وال معقب‬
‫عليه‪.‬‬
‫الحالة الثالثة‪ :‬وهي وجود املجرم بعد زمن قصير على ارتكاب الجريمة ومعه أسلحة أو أشياء أو أثار وعلمات تدل على‬
‫مشاركته في الجريمة وهو ما يسمى بالتلبس املفترض‪ :‬يتحقق في زمن قصير وجود املجرم بعد زمن قصير‪ ،‬املشرع أشار للزمن‬

‫‪71‬‬
‫أن يكون قصيرا مقارنة مع ارتكاب الفاعل لجريمته‪ ،‬بمعنى يكون قد انتهى ويحمل أسلحة وأشياء وأثار تدل على مشاركته في‬
‫هذه الجريمة‪ .‬هذه املسالة كذلك قلنا إنها تلبس مفترض فيعود تقديرها لقاض ي املوضوع استنادا للظروف وملبسات‬
‫القضية‪ ،‬وعبارة حامل ﻷسلحة أو أشياء هنا وردت على سبيل املثال بمعنى أن هذه الحالة تتوفر كلما وجد شخص ومعه ما‬
‫يدل على ارتكابه للجريمة مثل كما لو وجد على ملبسه بقع دم أو وجد مثل على يديه أو على وجهه خدوش أو انه مثل وجد‬
‫وهو حامل للش يء املسروق‪.‬‬
‫الحالة الرابعة‪ :‬وهي الحالة املتعلقة بالجناية أو الجنحة التي ترتكب داخل منزل ال تتوفر فيها الشروط السابق ذكرها ولكن‬
‫قام صاحب املنزل وطالب من ضابط الشرطة القضائية أو من النيابة العامة من التثبت من وقوع هذه الجنحة او هذه‬
‫الجناية‪ ،‬وهو ما يعرف بالتلبس الحكمي ‪ :‬وتقوم هذه الحالة ولو لم تتوفر كما سبق القول الشروط السابقة ولو انه ليس‬
‫هناك مثل لم يتم الفاعل غير مطارد بصياح الجمهور‪ ،‬لم يتم إلقاء القبض على الفاعل وهو يحمل أسلحة وأدوات‪...‬إلى غير‬
‫ذلك من الحاالت الثلث السابق إشارتها‪ ،‬ولكن من الذي يجعل منها او يضع لها او يعطيها وصف التلبس ؟ هو كون أن‬
‫صاحب املنزل هو من طلب ونسطر على مصطلح طلب من ضابط الشرطة القضائية أو النيابة العامة للتثبت‪ .‬فقلنا إن‬
‫الشرط الذي يجب توفره هنا هو وجود جناية أو جنحة داخل منزل‪.‬‬
‫الشرط الثاني‪ :‬أن يطلب صاحب املنزل من النيابة العامة أو ضابط الشرطة القضائية التثبت من الجريمة‪ ،‬وهنا صاحب‬
‫املنزل نأخذ باملفهوم القانوني والواقعي نقصد به يمكن أن يكون صاحب املنزل هو مآل املالك وقد يكون مكتري وقد يكون‬
‫من يقوم مقامها مثل كالزوج – اﻷوالد – كذلك من بيده حراسة هذا املكان كالحارس املؤقت – أو املكلف بالعناية كالبواب‬
‫أو الخادم‪ .‬وهنا تجدر اإلشارة أن هناك اختلف بين الطلب الذي يتوجه به صاحب املنزل وبين االستغاثة التي تصدر من‬
‫املنزل ﻷن االستغاثة الغاية منها هو التدخل من اجل املساعدة هنا نعود ملقتضيات الفصلين ‪ 430‬و‪ 431‬من القانون الجنائي‪،‬‬
‫في حين أن ما نتحدث عنه من طلب تدخل النيابة العامة أو ضابط الشرطة القضائية فهو يخضع للمقتضيات الواردة باملادة‬
‫‪ 56‬من قواعد املسطرة الجنائية‪.‬‬
‫شروط التلبس‪:‬‬
‫فإضافة إلى الشروط الخاصة بكل حالة على حدة هناك شروط تسري على كافة هذه الحاالت‪:‬‬
‫أوال‪ :‬توفر إحدى حاالت التلبس اﻷربعة التي تحدثنا عنها والتي أوردها املشرع على سبيل الحصر‪ ،‬فتوفر إحدى هاته الحاالت‬
‫يستدعي إعمال اإلجراءات والتدابير االستثنائية الخاصة بها‪ ،‬بمعنى حالة التلبس‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬أن يحصل من طرف ضابط الشرطة القضائية أي يجب أن تشاهد حالة التلبس من طرف ضابط الشرطة القضائية‬
‫وتتوفر كذلك هذه الصفة هذا الوصف إذا علم بها من أي مكان يعني إذا علم بها ضابط الشرطة القضائية من أي مكان ثم‬
‫انتقل إلى مكان وقوعها في الحال وشاهد مصادر خارجية ملموسة تنبئ بذاتها أو بطريقة ال تدعو لشك أو ال تدع مجاال للشك‬
‫بوقوع جريمة منذ مدة قصيرة جدا‪ ،‬وهذا ما تحيل عليه املادة ‪ 57‬من قواعد املسطرة الجنائية‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫ثالثا‪ :‬فالشرط الثالث هو أن تحصل املشاهدة بصورة مشروعة‪ :‬أي أن يكون ضابط الشرطة القضائية حين قيامه بمهامه‬
‫في مركز قانوني مشروع أما إذا استعمل ضابط الشرطة القضائية وسيلة غير قانونية وضبط الجاني في حالة التلبس‬
‫واستدرجه إليها هنا إجراءاته تكون إجراءات غير قانونية‪ ،‬لذلك يعتبر باطل التحري الناتج عن الضغط املادي واملعنوي أو‬
‫التعذيب للمتهم – التحري الناتج عن االعتقال ألتحكمي– أو التفتيش الذي لم تحترم فيه الشروط القانونية‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬الشرط الرابع هو أن يتعلق اﻷمر بجناية أو جنحة معاقب عليها بالحبس‪ ،‬يعني هذا بأن اﻷمر ال يسري على املخالفات‬
‫وال على الجنح املعاقب عليها بالغرامة‪ ،‬وهذا ما أكدته املواد ‪.74 - 76 -70‬‬
‫يتضح من خلل ما سبق أن املشرع قصر إجراءات التلبس على جرائم تتسم بالخطورة‪ ،‬مما يبرر ضرورة الحزم والسرعة في‬
‫اإلنجاز وفي القيام بما يساعد على الكشف عن هذه الجريمة وإلقاء القبض ومحاكمة من قام بها‪.‬‬
‫ما هي املهام التي يقوم بها ضباط الشرطة القضائية في حالة التلبس؟‬
‫نحن نعلم أن حالة التلبس تخول لضابط الشرطة القضائية‪ -1 :‬االنتقال فورا إلى مكان ارتكاب الجريمة وضبط حالة‬
‫اﻷشخاص واﻷشياء‪ -2 .‬أنها تخول له تفتيش اﻷشياء واﻷشخاص والقيام بالحجز‪ -3 .‬أنها تخول له القبض على الفاعل أو‬
‫املشتبه فيه ووضعه رهن الحراسة النظرية‪.‬‬
‫نبدأ بشرح النقطة اﻷولى ‪:‬االنتقال إلى مكان الجريمة ‪ :‬بمجرد ما يصل إلى علم ضابط الشرطة القضائية وجود حالة التلبس‬
‫بجناية أو جنحة فهو يلزم بإخبار أوال وكيل امللك أو الوكيل العام للملك حسب اﻷحوال أهم ش يء‪ ،‬أي مجرد أن يبلغ إلى‬
‫علمه وجود جريمة متلبس بها عليه بداية أن يخبر النيابة العامة وكيل امللك أو الوكيل العام للملك بحسب اﻷحوال ‪ +‬ثم‬
‫االنتقال الفوري إلى مكان الجريمة من اجل القيام بالتحريات اﻷولية قصد املحافظة على اﻷدلة القابلة للندثار ‪ --‬ضبط‬
‫كل ما يساعد على إظهار الحقيقة وحجز اﻷسلحة واﻷدوات املستعملة ي ارتكاب الجريمة أو كانت معدة الرتكابها وكل ما يتم‬
‫العثور عليه في مكان ارتكاب الجريمة‪ .‬قد يظهر ﻷعضاء النيابة العامة في هذه الحالة حين تصل إلى علمهم بواسطة ضابط‬
‫الشرطة القضائية وجود جريمة متلبس بها قد يرتو أعضاء النيابة العامة للنتقال بأنفسهم ملكان الجريمة – كما يجوز‬
‫لقاض ي التحقي أن يقوم بنفس الش يء يعني االنتقال إلى مكان الجريمة‪ ،‬في هاته الحالة في حالة انتقال أعضاء النيابة العامة‬
‫إلى مكان ارتكاب الجريمة وقاض ي التحقيق وتواجد ضابط الشرطة القضائية طبقا للمقتضيات املادة ‪ ' 75‬يتم التخلي تخلي‬
‫لقاض ي التحقيق للقيام بهذه املسالة‪ ،‬معنى تواجد كل من النيابة العامة عضو من النيابة العامة – ضابط الشرطة‬
‫القضائية وقاض ي التحقيق والذي له اﻷولوية في القيام باإلجراءات اللزمة هنا تعطى اﻷولوية لقاض ي التحقيق‪ .‬في حالة‬
‫وصول النيابة العامة إلى مكان الجريمة ووجود ضابط الشرطة القضائية وال يوجد قاض ي التحقيق هنا تعطى اﻷولوية لفائدة‬
‫النيابة العامة عضو النيابة العامة له بالطبع الخيار في أن إما أن يقوم بالبحث بنفسه أوان يكلف أيا كان من ضباط الشرطة‬
‫القضائية بمواصلة العمليات‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫يجوز كذلك ملمثل النيابة العامة أن يباشر اإلجراءات بنفسه أن ينتقل إلى دوائر املحاكم املجاورة للمحكمة التي يمارس بها‬
‫مهامه شريطة إخبار النيابة العامة لدى املحكمة التي سينتقل إليها ويبين سبب هذا التنقل بمحضر‪ .‬نلحظ ان ضابط‬
‫الشرطة القضائية عليه إخبار النيابة العامة‪ ،‬والنيابة العامة حينما تقوم هي بنفسها باإلجراءات املتعلقة بالتلبس وأرادت‬
‫االنتقال إلى نفوذ دائرة أخرى غير تلك التي يشتغل بها عضو النيابة العامة فعليه أن يخبر النيابة العامة لتلك املحكمة لدائرة‬
‫نفوذ تلك املحكمة التي يريد االنتقال إليها‪.‬‬
‫في حالة التلبس بجناية معاقبة باإلعدام أو املؤبد يجوز للوكيل العام للملك أو أحد نوابه استفسار املتهم عن هويته ويشعره‬
‫بحقه في اختيار محامي حاال وإال عين له من طرف الغرفة الجنحية‪ ،‬وله بعد ذلك استجوابه بحضور محاميه الذي يجوز له‬
‫طلب إجراء فحص طبي على موكله ويدلي نيابة عنه بوثائق أو إثباتات كتابية أو يعرض تقديم كفالة مالية أو شخصية مقابل‬
‫إطلق سراحه إذا تبين بان الفعل مجرد جنحة‪.‬‬
‫إذا قررت النيابة العامة اإلفراج على املشتبه فيه بكفالة وجب أن يتضمن مقرر اإلفراج بكل دقة القدر املالي املخصص‬
‫كضمان لحضور املتهم‪.‬‬
‫يضمن مقرر تحضير الكفالة في سجل خاص يوضع بملف القضية نسخة من القرار ومن وصل إيداع الكفالة‪.‬‬
‫كما يمكن 'هذا شرط آخر ' بعد التأكد من هويته أن يصدر "هوية املتهم بالطبع " أن يصدر أمرا بوضع املتهم رهن االعتقال‬
‫وإحالته على غرفة الجنايات داخل اجل‪ 15‬يوما على اﻷكثر‪.‬‬
‫كما يجوز للوكيل العام للملك أن يأمر بإجراء تحقيق على يد قاض ي التحقيق إذا ظهر أن القضية غير جاهزة للحكم‪.‬‬
‫إذا كانت الجنحة املتلبس بها معاقب عليها بالحبس أو لم تتوفر في مرتكبيها ضمانات الحضور فمن حق وكيل امللك أو الوكيل‬
‫العام للملك إصدار اﻷمر باإليداع في السجن‪ ،‬كما يمكنه تقديمه للمحكمة في حالة سراح إذا قدم ضمانات مالية أو‬
‫شخصية بمعنى أنها تنوب عن كون يتم إيداعه في السجن‪.‬‬
‫ماهي شروط الوضع تحت الحراسة النظرية؟‬
‫قبل الحديث عن شروط الوضع تحت الحراسة النظرية فنحن نتحدث عن االنتقال إلى مكان الجريمة – اإلجراءات التي يتم‬
‫القيام بها‪ ،‬الحالة التي يتم فيها أو يتعلق فيها اﻷمر بحضور قاض ي التحقيق ملكان وقوع الجناية أو الجنحة في هذه الحالة‬
‫وكيل امللك أو الوكيل العام للملك أو ضابط الشرطة القضائية قلنا انه يقوم بالتخلي عن القضية لزوما وبقوة القانون طبقا‬
‫للمقتضيات مادة ‪ 75‬من قانون املسطرة الجنائية‪ ،‬في اﻷصل هذا اﻷمر غير معمول به على ارض الواقع كمقتض ى نجده في‬
‫قواعد املسطرة الجنائية لكن غير معمول به على ارض الواقع‪ .‬في هذه الحالة يقوم قاض ي التحقيق بصفته ضابط شرطة‬
‫املهام التي تسند إليه هنا‪ :‬هي بصفته ضابط شرطة – وله أن يأمر أي من ضباط الشرطة القضائية بمتابعة العمليات بمجرد‬
‫االنتهاء من التحريات ‪ -‬ويرسل قاض ي التحقيق إلى الوكيل العام للملك جميع الوثائق ليقرر بشأنها ما يقتضيه اﻷمر‪ .‬إذن‬

‫‪74‬‬
‫املهام التي يقوم بها في الحالة التي يتواجد فيها قاض ي التحقيق في مسرح ارتكاب الجريمة في حالة التلبس أي الصفة التي‬
‫يمارس بها مهامه هو باعتباره ضابط شرطة ليس قاض ي تحقيق ودليلنا على ذلك انه يقوم بمجرد أن ينتهي من التحريات‬
‫يرسل تلك الوثائق للنيابة العامة لكي تقرر بشأنها‪ .‬فإذا حل باملكان كما سبق القول وكيل العام للملك ووكيل امللك وقاض ي‬
‫التحقيق ممثل النيابة العامة يمكن أن يلتمس مباشرة إجراء تحيق يكلف به قاض ي التحقيق الحاضر في إطار التحريات‬
‫اﻷولية التي يباشر بها ضابط الشرطة القضائية في حالة التلبس‪ ،‬ويجوز لهم منع أي شخص مفيد في التحريات من االبتعاد‬
‫عن مكان وقوع الجريمة إلى أن تنتهي هذه التحريات‪ .‬اآلن اإلجراء الثاني الذي نقوم به في حالة التلبس فبعد اإلجراء اﻷول‬
‫الذي هو االنتقال إلى مكان الجريمة فاإلجراء الثاني هو الوضع تحت الحراسة‪.‬‬
‫النقطة الثانية‪ :‬الوضع تحت الحراسة‪:‬‬
‫هو إجراء يتم خلله املس أوال بالحرية الشخصية لألفراد فهو إجراء استثنائي‪ .‬وشروطه هي كالتالي ‪ :‬أوال ‪ :‬نجد أن املشرع‬
‫اشترط ان يتعلق اﻷمر بجناية أو جنحة معاقب عليها بعقوبة حبسية‪ ،‬ولو كانت العقوبة الحبسية املقررة على سبيل التخيير‬
‫مع عقوبة أخرى كالغرامة مثل ﻷن في حاالت معينة يمكن أن تكون العقوبة عقوبة حبسية وغرامة وممكن أن تكون العقوبة‬
‫عقوبة حبسية أو الغرامة حتى في هذه الحالة مثل نفرض أن القاض ي كان ممكن أن يختار في العقوبة يأخذ عقوبة الغرامة‬
‫فقط وال يأخذ بالعقوبة الحبسية تسري عليها بمعنى أنها ممكن أن تطبق عليها املقتضيات املتعلقة بحالة التلبس التي هي‬
‫الوضع تحت الحراسة‪.‬‬
‫نعيد الفكرة قلنا إن من شروط الوضع تحت الحراسة اشترط املشرع ان يتعلق اﻷمر بجناية أو جنحة معاقب عليها بعقوبة‬
‫حبسيه‪ ،‬وهناك حاالت يمكن أن تقترن فيها العقوبة أو تكون العقوبة هي عقوبة حبسية ‪ +‬غرامة اوان تكون العقوبة عقوبة‬
‫حبسية أو غرامة فيمكن للقاض ي أن يختار كعقوبة الغرامة فقط فهي تسري عليها هذه املقتضيات‪.‬‬
‫بالنسبة للجنح نجد أن املادة ‪ 70‬تتحدث أو تشير إلى أن الوضع تحت الحراسة ممكن بمعنى هنا تسري مقتضيات املادة ‪57‬‬
‫وما بعدها املادة ‪ 70‬تقول ' تسري مقتضيات املادة ‪57‬ومابعدها إلى ‪ 69‬على قضايا التلبس بالجنح في جميع اﻷحوال التي ينص‬
‫فيها القانون على عقوبة بالحبس '‪ ،‬ثم هناك املادة ‪ 80‬التي جمعت بين الجنايات والجنح بقولها * إذا تعلق اﻷمر بجناية او‬
‫جنحة يعاق ب عليها بالحبس‪ ،‬بمعنى هنا تحدث عن ماهي طبيعة الجريمة التي يمكن أن نباشر فيها مسألة الوضع تحت‬
‫الحراسة التي هي هنا إما ج ناية أو جنحة‪ ،‬أما املخالفة والجنح الضبطية املعاقب عليها بالغرامات فل يعتمد فيها على إجراء‬
‫الوضع تحت الحراسة تحت طائلة املسائلة الجنائية ع ن جريمة االحتجاز ألتحكمي متى تم اقترانها عمدا واقترافها عمدا‬
‫وبسوء نية‪ .‬املشرع هنا نجد انه ساوى يعني لم يميز ما بين البحث العادي وفي حالة التلبس فيما يتعلق بالوضع تحت‬
‫الحراسة‪ ،‬سبق وان تحدثنا في الحالة العادية ضابط الشرطة القضائية له الحق كذلك أن يضع في الحالة العادية يتم وضع‬
‫الشخص تحت الحراسة النظرية شريطة كما سبق القول شريطة أن تستدعي ضرورة البحث ذلك فحتى في الحالة التي في‬
‫حالة التلبس لم يميز ظل اشتراط أن يتعلق اﻷمر بجناية أو جنحة وال يسري اﻷمر بالنسبة للمخالفات‪ .‬فالشرط الثاني الذي‬

‫‪75‬‬
‫تحدثنا عنه اآلن هو ان تتطلب ضرورة البحث أن الوضع تحت الحراسة يكون من اإلجراءات الضرورية‪ ،‬فطبقا ملقتضيات‬
‫املادة ‪ 80+ 60‬ضرورة البحث هنا تخضع للسلطة التقديرية لضابط الشرطة القضائية‪ ،‬بحيث يوكل له أن يباشر بنفسه‬
‫تلقائيا في حالة التلبس وبناء على تعليمات النيابة العامة في اﻷحوال العادية‪ .‬نعيد الفكرة أن الوضع تحت الحراسة ممكن‬
‫أن يقوم به ضابط الشرطة القضائية من تلقاء نفسه في حالة التلبس‪ ،‬بالنسبة للحالة العادية يكون بناء على تعليمات‬
‫النيابة العامة ويترك اﻷمر لضميره من اجل تحديد ضرورته يعني مصطلح ضرورة البحث‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬أن يتعلق اﻷمر بحالة التلبس‪( .‬قلنا أن الشرط اﻷول هو انه اشترط املشرع إن يتعلق اﻷمر بجناية أو جنحة ‪ +‬الشرط‬
‫الثاني أن تتطلب ضرورة البحث ‪ +‬الشرط الثالث هو أن يتعلق اﻷمر بحالة التلبس) ﻷن في هذه الحالة يطبق اإلجراء دون‬
‫إذن النيابة العامة يلتزم بإخبارها دون إذن النيابة العامة ولكن ملزم بإخبارها‪ ،‬في الحالة العادية إذن النيابة العامة إلزامي‬
‫لكي ال يعتبر اعتقاال تحكميا‪ ،‬بمعنى أن ضابط الشرطة القضائية إذا مارس اختصاصه في الوضع تحت الحراسة في الحالة‬
‫العادية فهو ملزم بإخبار النيابة العامة ﻷن أصل هي التي تعطيه التعليمات لكي يوضع تحت الحراسة النظرية‪ ،‬في الحالة‬
‫العادية يعود االختصاص له بين مزدوجتين بحيث هنا يقوم بتطبيق اإلجراء دون إذن النيابة العامة قبل حصوله على اإلذن‬
‫ولكن يلزم باإلخبار أي إخبارها‪ ،‬وحيث يضل لها الحق في وضع حد له يعني النيابة العامة يبقى لها الحق في أن تضع حدا‬
‫للجراء املتعلق بالوضع تحت الحراسة طبقا ملقتضيات الفقرة اﻷخيرة من املادة ‪.66‬‬
‫رابعا ‪ :‬احترام مدة الوضع تحت الحراسة ‪ :‬بحيث نجد أن املشرع أحاط مدة الوضع تحت الحراسة بضمانات عدة بحيث‬
‫نجد هذه الضمانات ضمنتها املادة ‪ 67‬حيث نجد إذا رجعنا إلى املادة ‪ 66‬أنها حددت املدة في ‪ 48‬ساعة تمدد بإذن كتابي من‬
‫النيابة العامة مرة واحدة ملدة ‪ 24‬ساعة وهذا سبق وان تحدثنا عنه في الحالة العادية يتعين إحضار الشخص لزوما أمام‬
‫النيابة العامة للحصول على اإلذن بالتمديد سواء تعلق اﻷمر باملدة اﻷصلية أو بفترة التمديد‪ ،‬فيما يتعلق بهذه املسألة‬
‫فعند ما نتحدث عن املدة اﻷصلية وبفترة التمديد فتحسب اآلجال بالساعات فتبدئ ساعات‪ ،‬تبدئ مدة الحراسة النظرية‪:‬‬
‫بالنسبة للمدة اﻷصلية فنقطة البداية هي ابتداء من ساعة توقيف املعني باﻷمر هنا نتحدث عن املدة اﻷصلية‪ .‬بالنسبة ملدة‬
‫التمديد مثل املدة التي سوف نقوم بتمديدها يبتدئ احتساب الوقت ابتداء من الساعة التي تنتهي عندها املدة اﻷصلية‪،‬‬
‫لدينا ‪ 48‬ساعة بمعنى إذا انتهت ‪ 48‬ساعة مع الساعة السادسة مساءا فاملدة وسوف نقوم بتمديد ملدة ‪ 24‬ساعة‪ ،‬فاملدة‬
‫تبدئ من السادسة‪ ،‬في حين املدة العادية مثل هذا الشخص ألقى عليه القبض مثل في الثانية بعد الزوال إذن الثانية بعد‬
‫الزوال هي مدة انطلقة ‪ 48‬ساعة‪ .‬كإشارة وملحظة إذا كان الحضور الطوعي للشخص إلى املخفر وتقرر إخضاعه لهذا‬
‫اإلجراء بمعنى أن الشخص لم يتم إلقاء القبض عليه ولكن هو الذي جاء ملخفر الشرطة وتقرر إخضاعه لهذا اإلجراء تحسب‬
‫املدة ابتداء من بداية االستماع إلى املعني باﻷمر الذي كان رهن إشارة ضابط الشرطة القضائية‪ ،‬يتم التمديد بإذن كتابي من‬
‫النيابة العامة وفقا للمادة ‪ 66‬في فقرتها الثالثة‪ .‬بالنسبة للجرائم املاسة بأمن الدولة الداخلي أو الخارجي هنا نعلم أن املدة‬
‫اﻷصلية للوضع تحت الحراسة النظرية هي ‪ 96‬ساعة قابلة للتمديد مرة واحدة ولنفس املدة بناء على إذن كتابي من قبل‬

‫‪76‬‬
‫النيابة العامة‪ .‬بالنسبة للجرائم اإلرهابية املدة هي ‪ 96‬ساعة قابلة للتمديد مرتين لنفس املدة وبواسطة إذن كتابي طبقا‬
‫ملقتضيات املادة ‪ 66‬في فقرتها الخامسة واملعدلة بقانون ‪ 03.03‬املتعلقة بمكافحة اإلرهاب‪.‬‬
‫هذا فيما يتعلق بالوضع تحت الحراسة‪ .‬هناك مقتض ى آخر وهو ضرورة احترام بعض الشكليات الخاصة بالوضع تحت‬
‫الحراسة وتوفير بعض الضمانات القانونية‪.‬‬
‫أوال‪ :‬ما هي الضمانات القانونية الخاصة بالوضع تحت الحراسة الشكليات الخاصة؟‬
‫اوال ‪ :‬يحق للشخص املوضوع تحت الحراسة النظرية في حالة تمديدها أن يطلب من ضابط الشرطة القضائية االتصال‬
‫بمحامي قبل انتهاء نصف املدة اﻷصلية‪ ،‬كما يحق للمحامي املنتصب االتصال بالشخص باملوضوع تحت الحراسة وهذا‬
‫االتصال يتم بترخيص من النيابة العامة ابتداء من الساعة اﻷولى من فترة تمديد الحراسة ملدة مدة االتصال ال تتجاوز‬
‫‪30‬دقيقة تحت رقابة ضابط الشرطة القضائية في ظروف تكفل السرية سرية املقابلة بالطبع‪.‬‬
‫الجزء الثاني‪:‬‬
‫هناك مقتض ى اخر وهو ضرورة احترام بعض الشكليات الخاصة بالوضع تحت الحراسة وتوفير بعض الضمانات القانونية‬
‫اوال‪ :‬ماهي الضمانات لخاصة بالوضع تحت الحراسة (الشكليات الخاصة)‬
‫اوال يحق للشخص املوضوع تحت الحراسة النظرية في حالة تمديدها ان يطلب من ضابط الشرطة القضائية االتصال‬
‫بمحامي قبل انتهاء نصف املدة اﻷصلية كما يحق للمحامي املنتصب االتصال بالشخص املوضوع تحت الحراسة‪ ،‬وهدا‬
‫االتصال يثم بترخيص من النيابة العامة ابتداء من الساعة االولى من فترة تمديد الحراسة ملدة (مدة االتصال) ال تتجاوز ‪30‬‬
‫دقيقة تحت رقابة ضابط الشرطة القضائية في ظروف تقبل السرية سرية املقابلة‪ .‬إدا تعدر الحصول على ترخيص من‬
‫النيابة العامة بسبب بعد املسافة يأذن ضابط الشرطة القضائية بصفة استثنائية للمحامي باالتصال هاتفيا بالشخص‬
‫املوضوع تحت الحراسة‪ ،‬على ان يرفع تقريرا في هدا الشأن للنيابة العامة‪ ،‬ويمكن للممثل النيابة العامة تأخير اتصال‬
‫املحامي بموكله ملدة ال تتجاوز ‪ 48‬ساعة بناء على طلب ضابط الشرطة القضائية بالنسبة للجرائم التالية‪:‬‬
‫الجرائم االرهابية‪ ،‬الجرائم املاسة بأمن الدولة‪ ،‬العصابات االجرامية‪ ،‬القتل‪ ،‬التسميم‪ ،‬االختطاف وأخد الرهائن‪ ،‬تزييف‬
‫وتزوير النقود‪ ،‬سندات القرض واملخدرات‪ ،‬هنا يمكن ان يثم تأجيل اتصال باملحامي‪.‬‬
‫نحن نتكلم على ما هو معمول به اآلن‪ ،‬هناك في مشروع املسطرة الجنائية العديد من التعديلت التي قد تلحق بهده املسألة‬
‫املتعلقة باالتصال وتعيين محامي الى غير دالك‪ ،‬لكن على اعتبار ان ما هو ساري مفعوله هو قانون املسطرة الجنائية لسنة‬
‫‪ 2003‬فمقتضياته هي التي نشتغل بها الى حدود اآلن وكإشارة كدلك قد ال يتجاوز هدا التأخير االتصال بمحامي ‪ 12‬ساعة‪،‬‬
‫من قبل كنا نتكلم عن ‪ 48‬ساعة هي متعلقة بجرائم خطيرة جدا‪ ،‬كالجرائم االرهابية او العصابات االجرامية لكن قد ال‬

‫‪77‬‬
‫تتجاوز مدة التأخير للتصال بمحامي ‪ 12‬ساعة ابتداء من انتهاء نصف املدة اﻷصلية بالنسبة للجناية‪ ،‬وهدا التمديد‬
‫اقتضته ضرورة البحث‪ ،‬وهدا ما تتضمنه املادة ‪ 66‬في فقرتها الثامنة‪.‬‬
‫املشرع لم يحدد اي جزاء في حالة االخلل بحق املشتبه فيه االتصال بمحاميه‪ ،‬لم يحدد اي جزاء ادا لم يتم احترام‬
‫املقتضيات املتعلقة بكيفية االتصال بمحامي‪ ،‬املشرع لم يضع أي جزاء يخص هدا االمر‪ ،‬وهنا يجوز للمحامي املرخص‬
‫باالتصال بالشخص املوضوع تحت الحراسة‪ .‬ماهي االجراءات التي يمكن ان يقوم بها املحامي؟‬
‫أن يقدم أثناء تمديد املدة وثائق أو ملحظات كتابية‪ ،‬يقدمها للشرطة القضائية أو النيابة العامة قصد إضافتها للمحضر‪،‬‬
‫مقابل إشهاد‪ ،‬في الحالة التي يتعلق فيها بالجرائم االرهابية‪ ،‬الوكيل العام للملك لدى محكمة االستئناف بالرباط هو الدي‬
‫يملك االختصاص‪ ،‬وهو يتوفر على صلحية اإلذن للمحامي باالتصال بموكله‪.‬‬
‫االجراءات اللزمة للوضع تحت الحراسة النظرية‬
‫إجراءات اخرى يثم اتخادها كضمانات خاصة‪ ،‬يلزم ضابط الشرطة القضائية بمسك سجل ترقم صفحاته‪ ،‬وهدا ضمن‬
‫املستجد ات التي جاءت بها مقتضيات املسطرة الجنائية‪ ،‬هدا السجل ترقم صفحاته وتديل بتوقيع وكيل امللك في كل املحلت‬
‫التي يمكن ان يوضع اشخاص تحت الحراسة النظرية‬
‫تخضع التقييدات املضمنة بهذا السجل لطابع السرية‪ ،‬بحيث ال يطلع عليها اال النيابة العامة وضابط الشرطة القضائية‪،‬‬
‫وال يطلع عليها الشخص املوضوع تحت الحراسة وال املحامي‪ ،‬ما يضفي عليه حسب البعض طابعا قضائيا‪ ،‬بمعنى أن هدا‬
‫السجل ل ه طابع قضائي‪ .‬مادا يقيد في السجل؟ تقيد هوية الشخص املوضوع تحت الحراسة‪ ،‬سبب وضعه تحت الحراسة‪،‬‬
‫ساعة بداية الحراسة وساعة انتهاءها‪ ،‬مدة االستجواب‪ ،‬أوقات الراحة‪ ،‬الحالة البدنية والصحية للشخص املعتقل‪،‬‬
‫التغذية املقدمة له‬
‫بمجرد انتهاءها (املدة) يوقع هدا السجل من طرف ضابط الشرطة القضائية والشخص املوضوع تحت الحراسة‪ ،‬ويجب‬
‫عرض هدا السجل على أنظار وكيل امللك مرة في الشهر على االقل‪ ،‬هدا السجل مراقب من طرف وكيل امللك‪ ،‬اآلن هدا من‬
‫بين املهام التي دخلت في اختصاص النيابة العامة من اجل املراقبة ومن أجل التأشير عليه ثم إن النيابة العامة تراقب كدلك‬
‫ظروف الوضع تحت الحراسة‪ ،‬عن طريق مادا؟ باإلضافة الطلعها على هدا السجل‪ ،‬فهي تقوم بزيارات ملخافر الشرطة‪ ،‬ولها‬
‫أن تأمر في أي وقت بوضع حد لهده الحراسة النظرية أو بمثول الشخص أمامها‪.‬‬
‫ضابط الشرطة القضائية يجب عليه كدلك أن يبين في محضر السماع أي شخص تم وضعه تحت الحراسة يوم وساعة‬
‫إطلق سراحه أو تقديمه للقاض ي املختص مع تبيان أسباب دالك‬
‫تديل كل هده البيانات إما بتوقيع املعني باﻷمر أو إبصامه أو اإلشارة الى رفض دلك أو استحالته‪ ،‬هدا فيما يتعلق باإلجراءات‬
‫الخاصة‪.‬‬

‫‪78‬‬
‫يضاف الى دالك أنه يتعين على ضابط الشرطة القضائية إشعار عائلة الشخص املوضوع تحت الحراسة فور اتخاذ قرار‬
‫وضعه تحت الحراسة حسب مقتضيات املادة ‪ " 67‬بأي وسيلة من الوسائل واالشارة الى دلك في محضر '' االشعار كدلك‬
‫باﻷفعال املنسوبة اليه وفقا للمادة ‪ 24‬وهدا اإلشعار جعله املشرع حقا دستوريا وفق للفصل ‪ 24‬من دستور ‪.2011‬‬
‫يجب كدلك على ضابط الشرطة القضائية أن يوجه للنيابة العامة الئحة بأسماء اﻷشخاص الذين تم وضعهم تحت‬
‫الحراسة خلل ‪ 24‬ساعة السابقة‪ ،‬ويتم تحرير محضر باإلجراءات املنجزة فور انتهائه‪.‬‬
‫يجب عليه كدلك اشعاره بدواعي اعتقاله طبقا ملقتضيات املادة ‪ 66‬في فقرتها الثانية وهو ما أشار اليه املشرع كدلك في‬
‫الفقرة ‪ 16‬من املادة ‪ ،66‬بحيث استعمل مصطلح تقييد أسباب الوضع تحت الحراسة‪.‬‬
‫كما يجب على ضابط ا لشرطة مسك دفتر للتصريحات بالنسبة للهيئات أو املصالح التي يلزم فيها ذلك‪ ،‬يتضمن البيانات‬
‫واإلمضاءات املشار اليها اعله مع وجوب إدراجها في املحضر املوجه للسلطة القضائية وأخيرا توضع التصريحات رهن إشارة‬
‫النيابة العامة‪.‬‬
‫‪ -‬جزاء اإلخلل باملقتضيات املتعلقة بالوضع تحت الحراسة‬
‫املشرع لم يتعرض ﻷي جزاء بنص صريح‪ ،‬مما أدى الى ظهور العديد من االنتقادات الفقهية واملواقف القضائية‪ ،‬واالحرى‬
‫انه على اعتبار أن أحاط عملية تفتيش املنازل بضمانات فكان االحرى انه وضع كل هده الضمانات أن يحيطها كدلك ويقرنها‬
‫بجزاء في حالة االخلل بها‪ ،‬لكنه نجد انه اكتفى باالحتفاظ بالوضع الدي كان سائدا قبل يعني حتى في التعديلت التي جاءت‬
‫في قانون سنة ‪ 2002‬والدي دخل حيز التنفيذ سنة ‪ 2003‬املتعلق بقواعد املسطرة الجنائية وهو الذي ندرسه اآلن لم يأتي‬
‫بجديد لم يأخذ هد املسألة ربما لم ينتبه لها‪ ،‬املسألة املتعلقة بوضع جزاء في حالة االخلل بالضمانات املتعلقة بالوضع تحت‬
‫الحراسة‪ ،‬وهدا يترك الباب مفتوحا لوجود الخلف‪ ،‬الن من غير املعقول أن يعطي ضمانات متعلقة بتفتيش املنازل ويحيطها‬
‫بإجراءات صارمة متعلقة ببطلن االجراء في حالة عدم احترام مقتضيات املتعلقة به وال يعتمد هدا االمر بالنسبة للوضع‬
‫تحت الحراسة‬
‫تفتيش املحلت واملساكن‬
‫املشرع أضفى على املساكن حماية دستورية وفقا ملقتضيات الفصل ‪ 24‬بقوله '' ال تنتهك حرمة املنزل وال يمكن القيام بأي‬
‫تفتيش اال وفق الشروط واإلجراءات التي ينص عليها القانون '' املشرع عرف لنا املنزل في الفصل ‪ 511‬من القانون الجنائي‪،‬‬
‫ثم لدينا الفصل ‪ 230‬وعاقب كدلك في الفصل ‪ 20‬كل موظف او قاض ي يدخل منزل شخص معين دون مراعاة االصول‬
‫القانونية لدلك‪ .‬كل هدا ﻷجل مادا؟ هو من أجل حماية حرمة املنزل ونجد أن الفقه أعطى تفسيرا موسعا للسكن‪ ،‬وأدرج‬
‫فيه مكاتب املحامون واملوثقون عيادات االطباء‪ ،‬غرف الفنادق‪ ،‬مسكن البواب املخصص له بصفة دائمة او مقيدة‪،‬‬

‫‪79‬‬
‫وبالطبع ال يعد منزال االماكن العمومية‪ ،‬املشرع عالج احكام تفتيش املنازل او املساكن واملحلت وفقا ملقتضيات املواد من‬
‫‪ 59‬الفقرة ‪ 4‬الى املادة ‪ 60‬وقض ى بما يلي‪:‬‬
‫الشرط االول‪ :‬يجب ان يتولى التفتيش ضابط شرطة قضائية وكإجراء اولي انه يجب أن تثم عملية التفتيش من ضابط‬
‫الشرطة القضائية‬
‫الشرط الثاني‪ :‬ال بد من الحفاظ على السر املنهي ودالك عن طريق ماد؟ اتخاذ جميع اإلجراءات اللزمة لضمان الحفاظ على‬
‫السر املنهي مقتضيات املادة ‪ 15‬واملادة ‪ 59‬تتحدثان عن السر املنهي ادا استلزم االمر تفتيش اماكن معدة للستعمال املنهي‬
‫كعيادة الطبيب أو مكتب موثق‪ ،‬فيجب على ضابط الشرطة القضائية إشعار النيابة العامة‪ ،‬وان يتخذ مسبقا كل التدابير‬
‫اللزمة للحفاظ على السر املنهي‪.‬‬
‫يقوم بالتفتيش قاض ي من قضاة النيابة العامة إدا تعلق اﻷمر بمكتب محامي من يقوم بالتفتيش قاض ي من قضاة النيابة‬
‫العامة‪ ،‬بحضور نقيب املحامي أو من ينوب عنه أو بعد اشعاره باي وسيلة من الوسائل املمكنة بعدها يمكن القيام به ولو‬
‫لم يحضر النقيب او من يمثله‪ ،‬بمعنى من يقوم بالتفتيش هو قاض من قضاة النيابة العامة بمحضر نقيب املحامين أو من‬
‫ينوب عنه أو بعد اشعاره‪ ،‬مثل لم يحضر النقيب بعد اشعاره يمكن القيام بهذا التفتيش ولو لم يحضر النقيب‪ ،‬واضحة‬
‫الفكرة مثل‪ ،‬لدينا تفتيش سنقوم به بالنسبة ملكتب محامي من يقوم بالتفتيش هل هو ضابط الشرطة القضائية ال يقوم‬
‫به قاض ي من قضاة النيابة العامة‪ ،‬ما هو اإلجراء الضروري؟ البد اما أن يكون بمحضر النقيب أو من ينوب عن النقيب أو‬
‫بعد اشعار النقيب باي وسيلة من الوسائل‪ ،‬بعد دلك يمكنه القيام بهذا التفتيش ولو لم يحضر النقيب ﻷنه هو مشعر انه‬
‫سيتم القيام بتفتيش مكتب محامي من املحامون‪ ،‬هدا التفتيش سواء قام به ضابط الشرطة القضائية أو النيابة العامة‬
‫البد من ان يخضع للمقتضيات التالية ماهي؟‬
‫إدا ثم تفتيش املشتبه فيه يجب على ضابط الشرطة القضائية أن يدعو الشخص املذكور‪ ،‬املشتبه فيه أو من ينوب عنه‪،‬‬
‫فإدا تعدر عليه الحضور ﻷي سبب هدا الشخص املعني أو من ينوب‪ ،‬يستدعي شاهدين لحضور هدا التفتيش غير خاضعين‬
‫لسلطة ضابط الشرطة القضائية‪ ،‬الحظوا الدقة التي يتعامل بها املشرع مع تفتيش املنازل واملحلت إدا تم التفتيش في غير‬
‫منزل مشتبه فيه‪ ،‬هدا الشخص غير مشبه فيه يحتمل ان يكون حائز‪ ،‬ملاذا سنقوم بالتفتيش؟ يحتمل أن يكون لديه وثائق‬
‫أو مستندات أو محجوزات لها ارتباط بالجريمة موضوع البحث‪ ،‬في هاته الحالة يجب أن يحضر هدا الشخص صاحب املنزل‬
‫عملية التفتيش إدا تعذر عليه الحضور يدعوه ضابط الشرطة القضائية لتعيين من ينوب عنه‪ ،‬إدا تعدر عليه اﻷمر يثم‬
‫التفتيش بحضور شاهدين‪ ،‬في الحالة التي يجب فيها التفتيش في أماكن توجد فيها النساء‪ ،‬هنا االمر او املشتبه فيه هي امرأة‬
‫يجب أ ن يقوم ضابط شرطة القضائية بانتداب امرأة‪ ،‬هي التي تقوم بتفتيش النساء صيانة لآلداب العامة ولحماية القيم‬
‫االخلقية‪ ،‬ال يشترط في هده املرأة املنتدبة أن تكون تابعة للشرطة القضائية وال يشترط فيها أو عليها توقيع هدا املحضر‪،‬‬

‫‪80‬‬
‫فقط االشارة الى هويتها أن فلنة حضرت لهدا التفتيش‪ ،‬بعد عملية التفتيش يثم إنجاز محضر بعمليات التفتيش وهدا‬
‫املحضر يكون مستقل عن محضر البحث التمهيدي هدا محضر التفتيش‪.‬‬
‫بعد عملية التفتيش يتولى ضابط الشرطة القضائية إحصاء اﻷشياء والوثائق التي حجزها لعلقتها بموضوع الجريمة‪ ،‬ويلفها‬
‫ويضعها في غلف أو وعاء أو كيس ويختم عليها‪ ،‬إدا تعدر عليه دالك يختم عليها بطابعه الغاية من هدا اﻷمر هو الحفاظ‬
‫على الش يء املحجوز‪ ،‬ومنع تبديله او تغييره‪ ،‬لكي يتمكن القضاء من مراقبته عند االقتضاء او االستناد عليه هده العمليات‬
‫ما هي ؟ مسألة االحصاء ومسألة الوضع في الكيس الوعائي ومسألة الختم‪ ،‬تتم بحضور من حضروا التفتيش االشخاص‬
‫الدين حضروا للتفتيش‪ ،‬الحالة التي يكون فيها الشهود يجب أن يحضروا عملية جمع الوثائق‪ ،‬مثل إدا كان املشتبه فيه هو‬
‫الدي حضر يجب أن يحضر هده العملية التي نجمع فيها هده اﻷشياء‪ ،‬إدا كان من ينوب عليه يجب عليه الحضور‪ ،‬الى غير‬
‫دالك من املقتضيات التي تكلمنا عليها يمكن ضابط الشرطة القضائية‪ ،‬استدعاء أي شخص قصد االستماع اليه ومده‬
‫ببيانات ومعلومات حول اﻷفعال موضوع البحث او اﻷشياء أو الوثائق موضوع الحجز‪ ،‬بمعنى وجدنا عند التفتيش هده‬
‫الوثائق يمكن ضابط الشرطة القضائية أن يستند ويسأل أي شخص يمكن ان يعطيه معلومات بخصوص االشياء التي ثم‬
‫الحصول عليها والتوصل اليها‪ ،‬إذا امتنع هدا الشخص الدي استدعاه ضابط الشرطة القضائية يمكن إرغامه وله الحق في‬
‫دالك‪ ،‬بعد إدن النيابة العامة وفقا ملقتضيات املادة ‪ 60‬من قواعد املسطرة الجنائية‪.‬‬
‫ال بد كمقتض ى آخر من احترام أوقات التفتيش‪ ،‬نجد أنه في حاالت التي يكون فيها التلبس‪ ،‬فاملشرع الزم ضابط الشرطة‬
‫القضائية باحترام الوقت القانوني للقيام بالتفتيش‪ ،‬أي بعد السادسة صباحا وقبل التاسعة ليل يجب عليه احترام‬
‫املقتض ى‪ ،‬لكن هناك استثناءات في هده املسألة يتعلق اﻷمر بالحالة التي يطلب فيها صاحب املنزل دلك وهي املتضمنة املادة‬
‫‪ 56‬أو إدا وجهت استغاثة من داخل املنزل‪ ،‬او في الحاالت االخرى الخاصة التي ترد بمقتض ى نص‪ ،‬هنا نحيل على املادة ‪ 62‬في‬
‫فقرتها الثانية والثالثة واملادة ‪ 102‬من قواعد املسطرة الجنائية مثل نعطي امثلة حاالت يكون فيها االستثناء‪:‬‬
‫كحالة اولى‪ :‬تفتيش اماكن يمارس بها عمل ليلي هنا اﻷماكن ينتفي فيها شروط لسكن‪.‬‬
‫كحالة ثانية‪ :‬إدا تعلق االمر بجريمة إرهابية‪ ،‬هنا يجري التفتيش بإذن كتابي من النيابة العامة وخارج االوقات املنصوص‬
‫عليها قانونا‪ ،‬ملادا؟ نظرا لضرورة البحث أو حالة االستعجال القصوى او الخوف من اندثار االدلة‪.‬‬
‫ان لم يثم في الحالة التي ال يثم فيها احترام املقتضيات املتعلقة املنصوص عليها في املواد ‪ 59‬و‪ 60‬و‪ 62‬يبطل االجراء املعيب‬
‫وما قد يترتب عنه من اجراءات وفق للمادة ‪ 63‬حيث نجد ان املادة ‪ 61‬تعاقب من يقوم بإفشاء مضمون وثيقة ثم حجزها‬
‫أثناء التفتيش الى شخص غير مؤهل للضطلع عليها‪ ،‬ودون موافقة الشخص املحجوز منه أو دوي حقوقه‪ ،‬تسري هاته‬
‫السرية كدلك على الشاهدين الدين حضرا التفتيش‪ ،‬بمعنى هنا نتكلم عن االشخاص الدين حضروا التفتيش ليس لديهم‬
‫حق االفصاح على ما ثم الكشف عنه اثناء فترة التفتيش في االوقات التي كانوا حاضرين فيها مسألة التفتيش ثم كل شخص‬
‫يقوم بإفشاء وثيقة ثم الوصول اليها‪ ،‬فهدا يخضع ملقتضيات املادة والعقوبة املحددة في املادة ‪ 61‬كإشارة إن التفتيش الدي‬

‫‪81‬‬
‫يبدأ في وقت يمكن ان يثم مواصلته بدون توفق‪ ،‬مثل قلنا ان الوقت القانوني ال يمكن ان يكون قبل ‪ 6‬صباحا وال بعد ‪9‬‬
‫لياال‪ ،‬لكن مثل بدأنا نحن مع السادسة صباحا والعاشرة ليل لم ننتهي هل هدا التفتيش يعتبر غير قانوني؟ ال‪ ،‬ﻷننا بدأناه‬
‫في وقته القانوني للتفتيش‪ ،‬يمكن كدلك لضابط الشرطة القضائية االستعانة بأشخاص ِمؤهلين إدا اقتصر االمر على القيام‬
‫بمشاهدة ضرورية يمكن أن ينتدب خبراء لدلك شريطة ان تكون املعاينة ال تقبل التأخير وأن يقتصر عمل الشخص املؤهل‬
‫على ابداء رأيه الفني مثل تحديد أسباب وفاة شخص معين‪ ،‬مثل إدا أردنا ان نتكلم على تحديد وفاة شخص معين‪ ،‬الشخص‬
‫الذي من املمكن نستند عليه طبيب‪ ،‬إدا سيعطينا رأيه في مجال تخصصه‪ ،‬أما هو قانوني له أصحابه املختصون فيه‪.‬‬
‫كذلك يمكن لضابط الشرطة القضائية منع أي شخص من االبتعاد عن مكان وقوع الجريمة الى حين انتهاء التحريات‬
‫القائمة بمكان الجريمة‪ ،‬وله الحق في التحقق من هوية أي شخص يتبين أنه من الضروري التعرف عليه‪ ،‬وكل شخص هو‬
‫ملزم باالستجابة لطلب ضابط الشرطة القضائية وإال تعرض للعقوبة التي من املمكن ان تتراوح ما بين يوم واحد وعشرة‬
‫ايام وغرامة بين ‪ 200‬و‪ 1200‬درهم أو احداهما _ كإشارة قبل ان أكمل هو انه ما يجب االشارة اليه وما يجب التنبيه اليه هو‬
‫أن مقتضيات املادة ‪ 59‬تحدد مقتض ى أساس ي وهام وهو أن الجريمة التي يباشر بشأنها التفتيش يجب ان تكون من النوع‬
‫التي يمكن إثباتها بواسطة ضبط مستندات أو حجز اوراق أو ضبط أشياء في حوزة اﻷشخاص هدا شرط أساس ي_‬
‫اآلن تكلمنا على كل ما يتعلق بالتلبس‪ ،‬االجراءات الواجب القيام بها‪ ،‬الضمانات التي أحاط بها املشرع في حالة التلبس‪ ،‬ماهي‬
‫ميزة وماهي خصوصية هاته الحالة‪ ،‬هي تتجلى لنا من خلل املقتضيات مثل الوضع تحت الحراسة البحث التمهيدي‬
‫(الحراسة النظرية تكون في حالة التحقيق) هنا نتكلم عن الحراسة وهو يختلف عن الحراسة النظرية‬
‫إدا بقي لنا مقتض ى أخير نختم به لندخل مباشرة لنفصل في هده املسألة‪ ،‬بقي لنا النقطة االخيرة وهي اإلنابة القضائية‪.‬‬
‫اإلنابة القضائية‬
‫وهي داخلة في املهام املوكلة ضابط الشرطة القضائية‪ ،‬نعلم أن الشرطة القضائية تتولى أعمال إضافة الى مهامها في حالة‬
‫التلبس والبحث التمهيدي‪ ،‬الشرطة القضائية‪ ،‬من بين مهامها لديها مهام في حالة التلبس والبحث التمهيدي ملادا استعملت‬
‫هنا بحث تمهيدي بمعنى ان ضابط الشرطة القضائية له مهام في الحالة العادية الرتكاب الجريمة‪ ،‬وله مهام في حالة التلبس‬
‫تضاف الى هده املهام‪ ،‬انه يمكن نسند له مهام اخرى ودلك وفق ما يعرف باإلنابة القضائية‪ ،‬التي قد تكون من طرف قاض ي‬
‫التحقيق أو قد تكون من طرف املحكمة‪ ،‬ملادا؟ لكي يقوم ضابط الشرطة القضائية هدا بأعمال موكلة في االصل للسلطة‬
‫القضائية‪ ،‬يعني ال تدخل في مهامه‪ ،‬لكنها انتدبته سواء من طرف قاض ي التحقيق أو املحكمة انتدبته لكي يقوم بهذا الغرض‬
‫وتدرج بالطبع في هده املسالة نتكلم عن االشياء املتعلقة بالتحقيق‪.‬‬
‫فاالنتداب قد يكون من طرف قاض ي التحقيق وقد يكون من طرف هيئة املحكمة‪ ،‬نتكلم على االنتداب الدي يكون من طرف‬
‫قاض ي التحقيق‪ ،‬املشرع نظم اإلنابة القضائية املخولة لقاض ي التحقيق في املواد من ‪ 189‬الى ‪ 193‬إد له الحق في أن ينتدب‬
‫قاض ي من قضاة التحقيق أو قاض ي الحكم أو ضابط الشرطة القضائية قاض ي التحقيق يمكن ان ينتدب للقيام بمهام‬

‫‪82‬‬
‫معينة‪ ،‬إما ينتدب قاض ي تحقيق آخر او ينتدب لنا قاض ي حكم او ينتدب لنا ضابط الشرطة القضائية‪ ،‬هنا نتحدث عن‬
‫انتداب ضابط الشرطة القضائية طبقا ﻷحكام املادة ‪ 189‬يمكن لقاض ي التحقيق أن يطلب من ضابط الشرطة القضائية‬
‫املوجود في دائرة نفود محكمته بأجراء ما يكون الزما من أعمال التحقيق في االماكن الخاضعة لنفود ضابط الشرطة‬
‫القضائية هدا ويمكنه أن ينتدب ضابط شرطة له اختصاص على الصعيد الوطني أو االقليمي بحيث يشمل املنطقة التي‬
‫تجري بها االبحاث في هدا االنتداب يجب على قاض ي التحقيق أن يحدد في اإلنابة _نتحدث عن اإلنابة القضائية_ ان يحدد‬
‫نوع الجريمة موضوع املتابعة ويؤرخ اإلنابة‪ ،‬تاريخ بداية لهده اإلنابة يوقعها ويضع عليها طابعه بحيث يجب االشارة الى اسم‬
‫القاض ي وصفته‪ ،‬القاض ي الدي اعطى االنتداب‪ ،‬يعطينا اسمه ويحدد االجراءات‪ ،‬يعني يحدد ما هي االجراءات التي يجب‬
‫على ضابط الشرطة القضائية القيام بها بالطبع وطبقا للمادة ‪ 190‬يمارس ضابط الشرطة القضائية في اطار اإلنابة املوجهة‬
‫اليه جميع السلطات املخولة لقاض ي التحقيق وتكون بالطبع متعلقة بالجريمة مباشرة واملشار اليها في املتابعة ﻷننا حددنا‬
‫نوع الجريمة الدي يقوم به في عملها هدا غير ان ضابط الشرطة القضائية ال يمكن‪ ،‬الحظوا معي قلنا أنه يمكن أن يقوم‬
‫بجميع املهام التي يمكن ان يقوم بها قاض ي التحقيق لكن هناك استثناء ال يمكنه استجواب املتهم ومواجهته مع الغير وال‬
‫االستماع لطالب الحق املدني اال بطلب منه وهدا الطلب يكون في شكل كتابي أو شفوي ويضمن داخل املحضر وفقا‬
‫ملقتضيات املادة ‪ 190‬الفقرة الثانية يجب قراءة املواد‪ ،‬من االجراءات املسموح له كدلك االستماع الى الشهود بحيث يلزم‬
‫بكل شاهد استدعي من طرف ضابط الشرطة القضائية للدالء بشهادته امامه في إطار اإلنابة‪ ،‬عليه االستجابة بمعنى أي‬
‫شخص يطلب منه ضابط الشرطة القضائية االدالء بشهادته فعليه ان يقوم بهذا االمر في حالة عدم استجابة هدا الشخص‬
‫يخبر ضابط الشرطة القضائية قاض ي التحقيق الصادر عنه االنتداب الدي يحق له احضاره بواسطة القوة العمومية او‬
‫الحكم عليه بغرامة مالية‪ ،‬هنا نعود ملقتضيات املادة ‪ 128‬اد اقتضت ضرورة التحقيق وضع الشخص تحت الحراسة‬
‫النظرية فعليه اشعار قاض ي التحقيق بدلك‪ ،‬هدا االشعار ال يغني عن اشعار النيابة العامة املنصوص عليه في املادة ‪ 66‬من‬
‫قواعد املسطرة الجنائية بالطبع االمر يستدعي االجراءات الخاصة بالوضع تجت الحراسة واملتضمنة في املواد ‪ 66‬و‪ 67‬و‪،68‬‬
‫‪ 80 ،69‬من قواعد املسطرة الجنائية ويحدد قاض ي التحقيق في االصل يحدد أجل ل ضابط الشرطة القضائية من أجل‬
‫القيام بمهمته في إطار اإلنابة القضائية ويجب عليه خلل توجيه املحاضر التي يحررها ضابط الشرطة القضائية الى قاض ي‬
‫التحقيق بمعنى ان قاض ي التحقيق يحدد اجل للنابة بعدما ينتهي دلك االجل يجب على ضابط الشرطة القضائية محضر‬
‫يتضمن كل املهام التي قام بها ضابط الشرطة القضائية بصفته يقوم بدور اإلنابة القضائية‪ ،‬يحيل هدا املحضر على قاض ي‬
‫التحقيق في حالة التي لم يتم تحديد اجل قاض ي التحقيق لم يحدد اﻷجل فيجب ان يتم هدا االمر ان يوجه محاضر التحقيق‬
‫داخل اجل ‪ 8‬ايام املوالية لليوم نهاية العمليات املنجزة املتعلقة باإلنابة وهدا ما تنص عليه املادة في فقرتها االخير من قواعد‬
‫املسطرة الجنائية‪.‬‬

‫‪83‬‬
‫املحاضرة التاسعة‪:‬‬
‫الجزء اﻷول‪:‬‬
‫فبعد أن تطرقنا في الحصة املاضية إلجراءات البحث التمهيدي خاصة في حالة التلبس وكل الضمانات التي أحاط بها املشرع‬
‫هاته املرحلة ثم تطرقنا جزئيا للنابة القضائية حيث تحدثنا عن ضابط الشرطة القضائية إضافة إلى املهام املوكولة له في‬
‫حالة التلبس وفي الحالة العادية في إطار املهام املوكولة له للقيام بالبحث التمهيدي‪ ،‬قلنا أنه يمكن أن يتولى مهام أخرى‬
‫تسند إليه بمقتض ى إنابة قضائية وهذه اإلنابة قد تصدر عن قاض ي التحقيق وقد تصدر عن هيئة املحكمة‪.‬‬
‫• انتدابه من طرف قاض ي التحقيق‬
‫فإذا صدرت هاته اإلنابة عن قاض ي التحقيق‬
‫لقد خول املشرع لقاض ي التحقيق وكذلك لقضاة الحكم الحق في أن ينيبوا عنهم ضابط الشرطة القضائية للقيام ببعض‬
‫املهام‪.‬‬
‫‪ -‬بالنسبة لقاض ي التحقيق يمكن له أن ينيب ضابط الشرطة القضائية طبقا ﻷحكام املادة ‪ ،189‬بحيث يمكن لقاض ي‬
‫التحقيق أن يطلب من ضابط الشرطة القضائية املوجود بدائرة نفوذ محكمته بإجراء ما يكون الزما من أعمال التحقيق في‬
‫اﻷماكن الخاضعة لنفوذ ضابط الشرطة القضائية‪ ،‬بل يمكنه أيضا انتداب ضابط شرطة له اختصاص وطني أو إقليمي أي‬
‫يشمل املنطقة التي يجري بها البحث‪ ،‬وهذا العمل الذي يقوم به ضابط الشرطة القضائية يأتي في إطار اإلنابة القضائية‬
‫ويقوم باملهام املوكولة لقاض ي التحقيق‪.‬‬
‫أهم اإلجراءات التي يقوم بها قاض ي التحقيق في حالة اإلنابة هو أنه يحدد نوع الجريمة موضوع املتابعة ثم يؤرخ اإلنابة (يعني‬
‫تاريخ بدايتها) يقوم بالتوقيع ويضع عليها طابعه‪ ،‬بالطبع عليه اإلشارة إلى اسم القاض ي وصفته وتحديد ما هي اإلجراءات التي‬
‫يريد ضابط الشرطة القيام بها‪.‬‬
‫وطبقا للمادة ‪ 190‬نجد أن ضابط الشرطة القضائية في هاته الحالة فهو يمارس اإلنابة املوجهة له بحيث هاته اإلنابة تخول‬
‫له جميع السلطات املخولة لقاض ي التحقيق‪ ،‬وهاته السلطات‪ ،‬بالطبع تكون لها علقة مباشرة بالجريمة املشار إليها في‬
‫املتابعة وإذا قلنا أنه يقوم بكافة املهام املوكولة لقاض ي التحقيق‪ ،‬فهذا ال يعني أنه يقوم بهاته املهام على اإلطلق بل ال يمكنه‬
‫استجواب املتهم ومواجهته مع الغير‪ ،‬وال االستماع إلى املطالب بالحق املدني إال بطلب منه كتابي أو شفوي‪ ،‬ويضمن ذلك في‬
‫املحضر‪ ،‬هنا مقتضيات املادة ‪ 190‬في فقرتها الثانية‪.‬‬
‫ومن ضمن اإلجراءات التي يسمح له القيام بها هي االستماع إلى الشهود بحيث يلزم كل شاهد باالستجابة للضابط إذا استدعي‬
‫من طرفه للدالء بشهادته أمامه في إطار اإلنابة القضائية‪ ،‬وفي حالة عدم استجابته فإن الضابط يخبر قاض ي التحقيق‬
‫الصادر عنه االنتداب‪ ،‬هذا اﻷخير له الحق في إحضار هذا الشاهد بواسطة القوة العمومية أو الحكم عليه بغرامة مالية‬
‫وفقا ملقتضيات املادة ‪ 128‬ق م ج‪.‬‬

‫‪84‬‬
‫‪ -‬في الحالة التي تقتض ي فيها ضرورة تحقيق وضع الشخص تحت الحراسة النظرية‪ ،‬في هذه الحالة يجب على ضابط الشرطة‬
‫القضائية أن يقوم بإشعار قاض ي التحقيق‪ ،‬ولكن هذا اإلشعار ال يغني عن اإلشعار الذي يجب أن يوجهه ضابط الشرطة‬
‫القضائية للنيابة العامة في إطار ما هو منصوص عليه في املادة ‪ 66‬من ق م ج‪ ،‬بالطبع إن هذا اﻷمر يستدعي مراعاة اإلجراءات‬
‫الخاصة بالوضع تحت الحراسة النظرية التي تحدثنا عنها في الحصة السابقة واملشار إليها في املواد ‪ 80 69 68 67 66‬من ق‬
‫م ج‪ ،‬بحيث يحدد قاض ي التحقيق اﻷجل لضابط الشرطة القضائية‪ ،‬اﻷصل أنه يحدد أجل لهاته اإلنابة‪ ،‬وهذا اﻷجل هو‬
‫الوقت الذي يجب أن يقوم خلله بإنجاز املهام املسندة إليه‪ ،‬بعد ذلك توجيه املحاضر التي حررها إلى قاض ي التحقيق‪ ،‬وإذا‬
‫لم يتم تحديد أجل لهذه اإلنابة فيجب أن تتم املهام املسندة إلى ضابط الشرطة القضائية داخل أجل ‪ 8‬أيام املوالية ليوم‬
‫نهاية العمليات املنجزة املتعلقة باإلنابة وهنا نتحدث عن مقتضيات الفقرة اﻷخيرة من املادة ‪190‬‬
‫• انتداب الشرطة القضائية من طرف املحكمة‬
‫قلنا أن هناك اإلنابة التي تتم من طرف قاض ي التحقيق وهناك اإلنابة التي تتم من طرف املحكمة‪ ،‬كإشارة أولية هو أن هذه‬
‫املسألة هي نادرة الوقوع من الناحية العملية ﻷنه نادرا ما تتدخل الشرطة القضائية حين تصل القضية إلى قضاء الحكم‪،‬‬
‫يعني اإلنابة التي يمكن أن تكون لضابط الشرطة القضائية من طرف املحكمة هي مسألة نادرة جدا‪.‬‬
‫‪ -‬هناك حاالت قد تقتض ي طبيعة امللف أن تكلف هيئة املحكمة أحد أعضائها بالقيام ببحث تكميلي‪ ،‬وهنا نحيل على‬
‫مقتضيات املادة ‪ 324‬في فقرتها اﻷخيرة واملادة ‪ 362‬في فقرتها الثانية‪ ،‬لهذا يقوم قاض ي الحكم طبقا للمقتضيات الواردة في‬
‫هذا الصدد واملتعلقة بالتحقيق اإلعدادي‪ ،‬نجد أن قاض ي الحكم في هذه الحالة‪ ،‬املعين من قبل هيئة الحكم إلنجاز التحقيق‬
‫التكميلي يمكنه أن ينيب ضابط شرطة في إطار الحدود املنصوص عليها في املواد من ‪ 189‬إلى ‪ ،193‬كإشارة أن القاض ي الذي‬
‫يتولى البحث التكميلي ال يباشر مهامه بصفته قاض ي للحكم وإنما يقوم بدور قاض ي التحقيق‪ ،‬واﻷكيد أن هاته اإلنابة تخضع‬
‫لنفس املقتضيات املشار إليها في الحالة التي تتم فيها إنابة قاض ي التحقيق لضابط الشرطة القضائية للقيام بمهامه‪.‬‬

‫‪ -‬أعيد مسألة أساسية هنا‪ ،‬هي أن اإلنابة هنا تكون متعلقة بالبحث التكميلي‪ ،‬فاﻷصل أن من يقوم بالبحث التكميلي هو‬
‫قاض ي الحكم لكن القانون يجيز له أن ينيب عنه ضابط الشرطة القضائية وقلنا أن هذه املسألة نادرة الوقوع على اعتبار‬
‫أنه في غالب اﻷحيان ال تتدخل الشرطة القضائية حين تصل القضية إلى قضاء الحكم‬
‫هذا كل ما يتعلق باإلنابة القضائية‪.‬‬
‫‪ -‬ننتقل إلى مرحلة أخرى من مراحل الدعوى العمومية‬
‫فبعد أن تم القيام بالبحث التمهيدي سواء في الحالة العادية أو في حالة التلبس‪ ،‬اآلن ننتقل الى الحالة التي نحتاج فيها إلى‬
‫تحقيق‪ ،‬وبالتالي سوف نتحدث عن التحقيق اإلعدادي‪.‬‬

‫‪85‬‬
‫التحقيق اإلعدادي‪:‬‬
‫فنحن نعلم أن غاية املشرع من كل املقتضيات القانونية هي حماية مصالح أطراف الدعوى‪ ،‬ولهذا الغرض نجد أن املشرع‬
‫أحاط مرحلة التحقيق اإلعدادي بمجموعة من الضمانات‪ ،‬من ضمنها أن املتهم يكون مؤازرا من طرف محامي منذ االستنطاق‬
‫االبتدائي‪ ،‬أنه يتم توثيق جميع إجراءات التحقيق بإشهاد كاتب الضبط على استنطاق املتهمين وتصريحات الشهود‪ ،‬أن‬
‫قاض ي التحقيق يقوم بتحرير كافة القرارات واﻷوامر الصادرة عنه‪ ،‬وأنه ضمانا لسرية التحقيق فإنه ال يمكن حضور هذا‬
‫التحقيق إال ملن يسمح لهم القانون بذلك ومنعا إلفشاء أو نشر ما يجري أثناء التحقيق تحت طائلة العقاب كما هو وارد في‬
‫املادة ‪.15‬‬
‫مسألة املطالبة بإجراء التحقيق قد تكون من طرف النيابة العامة وقد تكون من طرف املتضرر في الجرائم التي يوجب فيها‬
‫القانون القيام بذلك بمعنى الجرائم التي تستدعي القيام بالتحقيق‪.‬‬

‫الحالة اﻷولى‪ :‬وهي املطالبة بإجراء التحقيق من طرف النيابة العامة‬


‫يكون بمقتض ى ملتمس طبقا للمادتين ‪ 54‬و‪ 84‬حيث تتوجه النيابة العامة بملتمس يتخذ شكل طلب كتابي يرد في صك‬
‫مكتوب‪ ،‬يصدر عن النيابة العامة يحدد فيه اسم قاض ي التحقيق‪ ،‬ثم الجرائم املراد التحقيق بشأنها مع التمييز بين الحاالت‬
‫التي يكون فيها التحقيق إلزامي والحاالت التي يكون فيها التحقيق اختياري‪ ،‬والكتابة (كتابة امللتمس) تعتبر شرطا أساس ي‬
‫وفقا ملقتضيات املادة ‪ 38‬من ق م ج‪ ،‬مع بيان الوقائع في نفس امللتمس أو في الوثائق وامللتمسات املرفقة بها‪.‬‬
‫‪ -‬نحن نعلم أن التحقيق قد يكون إلزامي وقد يكون اختياري وفقا ملقتضيات املادة ‪ ،83‬فل بأس من اإلشارة إلى متى يكون‬
‫اختياري؟ ومتى يكون إلزامي؟‬
‫‪ -‬يكون التحقيق إلزامي في الجنايات املعاقب عليها باإلعدام واملؤبد أو التي تصل عقوبتها ‪ 30‬سنة‪ ،‬ثم يكون كذلك إلزامي في‬
‫كافة الجنايات املرتكبة من طرف اﻷحداث‪ ،‬وفي الجنح بنص خاص في القانون‪.‬‬
‫في حين أنه يكون اختياري فيما عدا ذلك من الجنايات‪ ،‬وفي الجنح املرتكبة من قبل اﻷحداث ثم الجنح التي يكون الحد‬
‫االقص ى للعقوبة املقررة لها هو ‪ 5‬سنوات أو أكثر‪.‬‬
‫حين نتحدث عن الجنح بنص خاص يمكن أن نورد مثاال هنا‪ ،‬نتحدث عن املواد من ‪ 255‬إلى ‪ ،257‬بالطبع يتعلق اﻷمر بالجنح‬
‫واملخالفات غير القابلة للتجزئة عن الجنايات‪ ،‬وكذلك الجنح واملخالفات املرتبطة بها بحيث أن هذه الجنح واملخالفات تكون‬
‫مرتبطة بجنايات وحين نتحدث عن الجنح بنص خاص فيجب أن نعلم أن هذه الجنح تكون إما مرتبطة بجنايات أو غير قابلة‬
‫للتجزئة عنها‬
‫متى تكون هذه الجنح مرتبطة بالجنايات؟‬
‫هنا نحيل على مقتضيات املادة ‪ 57‬ويتعلق اﻷمر بما يلي‪:‬‬
‫ما هي الشروط‪:‬‬

‫‪86‬‬
‫هو أن تكون هاته الجنحة والجناية قد وقعت في وقت واحد ومن طرف عدة أشخاص مجتمعين أو من طرف أشخاص‬
‫مختلفين وأوقات متباينة وأماكن مختلفة على إثر اتفاق تم بين هؤالء فيما قبل‪ ،‬إذا ارتكب الجناة جرائم للحصول على‬
‫وسائل تمكنهم من ارتكاب جرائم أخرى أو تساعدهم على إتمام تنفيذها أو تمكنهم من اإلفلت من العقوبة مثل كإخفاء‬
‫اﻷشياء املرتبطة بالجريمة التي مكنت من الحصول على اﻷشياء املخفاة أو من انتزاعها أو اختلسها كليا أو بعضا‪ ،‬هنا نتحدث‬
‫عن الجرائم املرتبطة أو عنصر االرتباط‪.‬‬
‫ماذا يقصد بغير قابلة للتجزئة‪ :‬بمعنى إذا كانت متصلة اتصاال وثيقا بها لدرجة أن وجود بعضها ال يتصور دون وجود البعض‬
‫اآلخر أو عندما تكون مترتبة عن نفس السبب أو ناشئة عن نفس الدافع أو ارتكبت في نفس الزمن أو في نفس املكان‪ ،‬هنا‬
‫النيابة العامة عند تقديمها مللتمس التحقيق تطالب بالقيام بما يفيد في إبراز الحقيقة‪ ،‬مثل االستماع إلى الشهود‪ ،‬إجراء‬
‫الخبرة‪ ،‬مقابلة املتهم مع الشاهد‪ ،‬أي إجراء يساعد على الحفاظ على اﻷمن كوضع املتهم رهن إشارة العدالة‪ .‬وتجدر اإلشارة‬
‫أن قرار االختيار هو رهين بما إذا كانت اﻷدلة كافية للبت في القضية أم البد من اللجوء للتحقيق من أجل إيجاد أدلة قوية‬
‫لتجهيز القضية للحكم‪ ،‬بمعنى أن حين نتحدث عن أن التحقيق هو اختياري‪ ،‬هذا االختيار مرتبط بعنصر أساس ي هو اﻷدلة‪،‬‬
‫فإذا كانت اﻷدلة كافية وال نحتاج إلى تحقيق ال نقوم به‪ ،‬أما إذا كانت تلك اﻷدلة هي تحتاج إلى دعم بسيط فقد نلجأ إلى‬
‫التحقيق وفق ما تمت اإلشارة إليه‪.‬‬
‫‪ -‬قاض ي التحقيق بدوره له الحق في عدم االستجابة مللتمسات النيابة العامة‪.‬‬
‫هنا نتح دث أوال عن ملتمس النيابة العامة بإجراء التحقيق‪ ،‬وهذا امللتمس قلنا أنه يجب القيام به كتابة‪ ،‬فقلنا أن قاض ي‬
‫التحقيق بدوره له الحق في عدم االستجابة مللتمسات النيابة العامة‪ ،‬وفي هاته الحالة عليه إصدار أمره بالرفض وهذا‬
‫ً‬
‫الرفض يجب أن يكون معلل‪.‬‬
‫‪ -‬في الحالة التي يكون فيها ملتمس النيابة العامة هو إيداع املتهم في السجن طبقا ملقتضيات املادة ‪ ،134‬هنا في الحالة التي‬
‫يرفض فيها قاض ي التحقيق القيام بهذا اﻷمر يعني رفض مسألة اإليداع في السجن‪ ،‬هنا ال يشترط منه التعليل لكنه ملزم‬
‫بإصدار قرار بعدم اإليداع داخل ‪ 24‬ساعة من تقديم امللتمس بإجراء تحقيق ويبلغ هذا اﻷمر فورا للنيابة العامة‪.‬‬
‫وكإشارة أساسية أنه رغم استقللية قاض ي التحقيق إداريا وقضائيا عن النيابة العامة وعدم خضوعه لتوجيهاتها وأوامرها‬
‫فإن النيابة العامة موكول إليها حق مراقبة أعماله واإلشراف املباشر عليها من خلل ما يلي‪:‬‬
‫أين تتجلى هذه املراقبة للنيابة العامة لقاض ي التحقيق؟‬
‫تتجلى أوال في أن قاض ي التحقيق الذي يكلف بالتحقيق في قضية معينة ال يمكن أن يقوم بهذا اﻷمر إال بعد أن يتم اختياره‬
‫وتعيينه من طرف النيابة العامة‪ ،‬بمعنى أن من يعين القاض ي الذي يباشر التحقيق في قضية معينة هو النيابة العامة‪ ،‬فإذا‬
‫تم تعيين قاض ي لكل قضية هنا يتم توجيه كافة امللتمسات إليه‪ ،‬تقديم ملتمس إلى الغرفة بهذه بمحكمة االستئناف يكون‬
‫معلل بأسباب ترمي في حاالت معينة‪ ،‬هنا نتحدث مثل في الحالة التي تقوم فيها النيابة العامة بتعيين قاض ي معين وبعد ذلك‬
‫تبين لها أن هذا اﻷمر مثل في هذه الحالة يقتض ي تغيير هذا القاض ي‪ ،‬ففي هاته الحالة يتم تقديم ملتمس إلى الغرفة الجنحية‬

‫‪87‬‬
‫بمحكمة االستئناف وهذا امللتمس يكون معلل بأسباب ترمي إلى سحب القضية من قاض ي وإحالتها على قاض ي آخر‪ ،‬مسألة‬
‫السحب تكون إما تلقائية وقد تكون بطلب من الطرف املدني أو من املتهم‪ ،‬بمعنى أن النيابة العامة يمكن أن تقوم بهذا اﻷمر‬
‫إما تلقائيا‪ ،‬من تلقاء نفسها‪ ،‬ويمكن أن تكون مسألة السحب بناء على طلب من الطرف املدني أو من املتهم‪.‬‬
‫الغرفة الجنحية تبت في الطلب داخل أجل ال يتعدى ‪ 10‬أيام من تاريخ توصلها به بقرار غير قابل ﻷي طعن‪.‬‬
‫‪ -‬امللتمس في الحالة هنا‪ ،‬أيضا لدينا قاض ي يتولى التحقيق في قضية معينة في انتظار أن يصدر القرار ﻷنه قلنا أجل ‪ 10‬أيام‪،‬‬
‫هنا يجب أن نعلم أن امللتمس بالسحب ال يوقف سير إجراءات البحث والتحقيق التي تتواصل بكيفية عادية إلى حين صدور‬
‫قرار الغرفة الجنحية‪ ،‬هذا فيما يتعلق بطلب التحقيق أو املطالبة بإجراء تحقيق من طرف النيابة العامة‪.‬‬
‫الحالة الثانية‪ :‬املطالة بالتحقيق من طرف املتضرر‬
‫نحن نعلم أن املتضرر يمكنه املطالبة بإجراء التحقيق عن طريق االدعاء املباشر ما لم تكن هناك قيود ينص عليها القانون‬
‫وفقا ملقتضيات املادة ‪ 92‬من ق م ج‪ ،‬وفق الشروط التالية (أي شروط قبول طلب الطرف املتضرر)‬
‫الشرط اﻷول‪ :‬يجب أن يتعلق اﻷمر بجناية أو جنحة دون املخالفة التي ال يمكن للمتضرر املطالبة فيها بتحريك الدعوى‬
‫بشأنها إال إذا كانت مرتبطة بجنحة أو جناية أو غير قابلة للتجزئة عنها‪.‬‬
‫الشرط الثاني‪ :‬أن يتوفر املتضرر على أهلية االدعاء‪ ،‬وفي الحالة التي ال يتوفر فيها على هذه اﻷهلية يمكن أن يقوم برفع هذه‬
‫الدعوى بإذن من نائبه القانوني أو مساعده وفقا ملقتضيات املادة ‪ ،352‬إذا لم يوجد فبواسطة وكيل خصوص ي تعينه له‬
‫املحكمة بناء على ملتمس من النيابة العامة وفقا ملقتضيات املادة ‪.353‬‬
‫الشرط الثالث‪ :‬البد من وجود علقة بين الجريمة والضرر الذي لحق باملتضرر وهنا نتحدث عن املادتان ‪ 2‬و‪ ،7‬هي التي‬
‫تحدثنا فيها عن الضرر الذي بناء عليه يمكن أن نقوم برفع الدعوى املدنية التابعة‪.‬‬
‫‪ -‬ثم أن يكون قاض ي التحقيق الذي وجه إليه االدعاء مختصا نوعيا ومكانيا‪ ،‬وإذا لم تكن للمتضرر مساعدة قضائية فعليه‬
‫دفع مبالغ مالية لقبول شكايته تشمل املبلغ املفترض أنه ضروري ملصاريف إجراءات الدعوى مثاله‪ ،‬املبلغ يتضمن أجور‬
‫الخبراء والتراجمة ومصاريف استدعاء الشهود‪.‬‬
‫الشكاية التي يتقدم بها املتضرر توضع بكتابة قاض ي التحقيق وتحال بعد تسجيل على قاض ي التحقيق ليحدد املبلغ املفترض‬
‫الذي يجب على املتضرر أن يضعه كمصاريف للدعوى‪ ،‬فالقاض ي هو الذي يحدد‪ ،‬أما إذا كان مشموال باملساعدة القضائية‬
‫يعفى من جميع هذه اﻷداءات‪ ،‬يبت قاض ي التحقيق في قبول هذا املتضرر مطالبا بالحق املدني بعد إحالة امللف على النيابة‬
‫العامة‪ ،‬بمعنى أن النيابة العامة تتطلع على إجراءات التحقيق من أجل مراقبة سلمتها‪ ،‬مدى قانونيتها‪ ،‬القرارات الصادرة‬
‫عن قاض ي التحقيق بهذا اﻷمر‪.‬‬
‫ما الهدف من ذلك؟‬
‫لكي تتمكن من أن تسلك كل سبل الطعن املناسبة للقرارات التي تصدر عن قاض ي التحقيق‪.‬‬

‫‪88‬‬
‫خلل إطلع النيابة العامة على ما يقوم به قاض ي التحقيق فهي تراقب مسألة أساسية أي تراقب مدى توفر اإلجراءات‬
‫الشكلية‪.‬‬
‫هنا الزلت أتحدث عن املتضرر الذي يتقدم بطلب إجراء التحقيق‪.‬‬
‫ما هي اإلجراءات الشكلية التي تطلع عليها النيابة العامة؟‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫أهلية االدعاء‪ ،‬اختصاص القاض ي املرفوع إليه القضية مكانيا ونوعيا‪ ،‬مقتضيات املواد ‪ 55‬و‪ ،44‬قابلية اﻷفعال للتحقيق‬
‫فيها باعتبارها جريمة قابلة للتحقيق ولم تسقط بالتقادم أو إحدى اﻷسباب اﻷخرى النقضاء الدعوى وال يمكن للنيابة العامة‬
‫تقديم ملتمس بعدم إجراء التحقيق إال في الحاالت التالية‪:‬‬
‫‪ -‬إذا كانت اﻷفعال ال تقبل التكييف أو ال تقبل التحقيق أو وجدت أسباب تمس الدعوى العمومية كالتقادم‪.‬‬
‫يمكن للنيابة العامة إذا أحيلت عليها شكاية مباشرة غير مدعمة باملستندات اللزمة أن تلتمس فتح تحقيق مؤقت ولو قدمت‬
‫الشكاية ضد مجهول‪ ،‬القاض ي هنا ال يستمع إلى املشتكى بهم إال بصفتهم شهود‪.‬‬
‫أعيد‪ :‬في الحالة التي تكون فيها شكاية مباشرة لكنها غير مدعمة باملستندات اللزمة‪ ،‬في هاته الحالة تطلب النيابة العامة من‬
‫قاض ي التحقيق إجراء تحقيق مؤقت‪ ،‬املشتكى بهم ليست لهم صفة املشتكى بهم‪ ،‬ال يمكن توجيه االتهام إليهم‪ ،‬ولكن يتم‬
‫استدعاؤهم واالستماع إليهم بصفتهم شهود‬
‫إذن متى يستمع للمشتكى به أو املتهم بصفته شاهد؟ في الحالة التي يكون قد تم تقديم طلب أو شكاية مباشرة إال أن هاته‬
‫الشكاية غير مدعمة باملستندات اللزمة (توجد شكاية وال توجد مستندات)‪ ،‬هنا املشتكى بهم يتم االستماع إليهم كشهود‬
‫وليس كمتهمين‪ ،‬إلى حين تقديم ملتمس جديد ضد شخص معين وتوجيه االتهام إليه أو إلى أحدهم‪ ،‬آنذاك في هاته الحالة‬
‫يتم االستماع إلى هؤالء املشتكى بهم بصفتهم متهمين ويوجه لهم االتهام‪.‬‬
‫هذا فيما يتعلق بوسيلتين من وسائل املطالبة بالتحقيق‬
‫الوسيلة اﻷولى تكون من طرف النيابة العامة‬
‫والوسيلة الثانية تكون من طرف املتضرر وامللحظ أنه بالنسبة للنيابة العامة‪ ،‬قلنا أنها تمارس رقابة على قاض ي التحقيق‪،‬‬
‫تتجلى هاته الرقابة في أحقية النيابة العامة في اختيار قاض ي التحقيق الذي تحيل عليه القضية بمقتض ى ملتمسات وأحقيتها‬
‫كذلك في سحب القضية منه بشروط معينة‪.‬‬
‫ما هي الصلحيات التي تخول لقاض ي التحقيق‬

‫الجزء الثاني‪:‬‬
‫صلحيات قاض ي التحقيق‪:‬‬
‫فقاض ي التحقيق يقوم بمجموعة من اإلجراءات تنتهي بإصداره لعدة أوامر‪.‬‬

‫‪89‬‬
‫‪ -‬اإلجراءات الخاصة بجمع اﻷدلة‪:‬‬
‫إن قاض ي التحقيق يقوم في هذا الصدد بمجموعة من املهام من بينها‪:‬‬
‫أوال إجراء بحث مستقل عن االستنطاق واملقابلت‪:‬‬
‫وهو البحث اﻷولي أي له نوع من االستقللية وهو يتناول شخصية املتهم‪ ،‬حالته العائلية واالجتماعية‪ .‬وهو أمر إلزامي في‬
‫الجنايات واختياري في الجنح‪.‬‬
‫ما الغاية من هذا البحث؟‬
‫غايته التعرف على املتهم‪ ،‬نوع سلوكياته‪ ،‬طباعه‪ ،‬عاداته‪ ،‬ظروفه النفسية والعصبية‪ ،‬التحري عن وسطه االجتماعي الذي‬
‫يعيش فيه‪ ،‬عن معارفه وأصدقائه‪.‬‬
‫يتم القيام بهذا اإلجراء إما بواسطة ضابط الشرطة القضائية عن طريق اإلنابة أو بواسطة أي شخص أو مؤسسة مؤهلة‬
‫للقيام بذلك ونعني بهذه االخيرة املساعدة االجتماعية ﻷن هذا الدور فيه مسألة تتعلق بالجانب الشخص ي للمتهم بعيدا عن‬
‫التهم املوجهة له‪.‬‬
‫ثانا‪ :‬التنقل والتفتيش والحجز‪:‬‬
‫هي من أهم الوسائل املتاحة لقاض ي التحقيق من أجل ضبط أدلة الجريمة والبحث في حقيقتها وعن حقيقتها‪ .‬حيث نجد أن‬
‫املادة ‪ 99‬تجيز لقاض ي التحقيق أن ينتقل إلى أي مكان من أجل إجراءات املعاينات ومن أجل القيام بالتفتيش شريطة احترام‬
‫الشكليات التالية‪- :‬إشعار النيابة العامة باملحكمة التي لها الخيار في مرافقته‬
‫‪ -‬إشعار النيابة العامة لدائرة املحكمة التي سينتقل إليها إذا كانت هذه الدائرة خارج دائرة نفوذه‬
‫‪ -‬االستعانة في كافة اﻷحوال بكاتب الضبط‬
‫‪ -‬تحرير محضر بكل ما يقوم به من إجراءات‬
‫‪ -‬أن يقوم قاض ي التحقيق بالتفتيش شخصيا‬
‫‪ -‬ويلزم باحترام الضمانات التي خولها املشرع ملسألة التحقيق وهي املنصوص عليها في املواد ‪ 60 ،59‬و‪ 62‬املتعلقة بتفتيش‬
‫منزل املتهم أي املقتضيات التي سبق التطرق لها في البحث التمهيدي بما فيها مثل إذا تم القيام بتفتيش منزل املتهم يتعين أن‬
‫يكون حاضرا بنفسه أو من ينوب عنه أو من يمثله وفي حالة تعذر حضوره فإنه يتعين أن يتم التفتيش بحضور شاهدين‪.‬‬
‫وإذا تعلق اﻷمر بجريمة إرهابية فالتفتيش يمكن أن يتم خارج الوقت القانوني‪.‬‬
‫وإذا تعلق التفتيش بمنزل غير شخص املتهم فيجب أن يحضر هذا الشخص أو من ينوب عنه أو بحضور شاهدين‪.‬‬

‫‪90‬‬
‫وإذا تعلق اﻷمر بأماكن يلزم فيها الحفاظ على السر املنهي فهي كذلك تخضع إلجراءات خاصة كما هو الحال في تفتيش مكتب‬
‫ملحامي هنا يستدعي إخبار النقيب بحضوره أو بمجرد إشعاره‪.‬‬
‫من ضمن الضمانات التي يأخذ بها املشرع ويلزم قاض ي التحقيق بأن يأخذ بها هو تقليص عدد الحاضرين للتفتيش إلى الحد‬
‫اﻷدنى وتنبيه اﻷشخاص الحاضرين بالحفاظ على السر‪.‬‬
‫إذا تبين أتناء التحقيق أن االمر يستوجب البحث عن وثائق في أماكن معدة للستعمال املنهي هنا تطبق مقتضيات املادة ‪59‬‬
‫وهي إشعار النيابة العامة واتخاد جميع التدابير اللزمة لضمان احترام السر املنهي‬
‫يمكن لقاض ي أن يقوم بمهامه بنفسه كما يمكن أن ينيب عليه بصفة استثنائية ضابط الشرطة القضائية وعلى قاض ي‬
‫التحقيق إحصاء جميع اﻷشياء والوثائق املحجوزة ووضع اﻷختام عليها وبهذا ال تفرز الوثائق وال تفتح اﻷختام إال بحضور‬
‫املتهم أو نائبه بعد استدعائهما ما لم يتعذر ذلك بسبب الفرار‪.‬‬
‫إن الوثائق املرتبطة بالجريمة يمكن أن تصدر عن املتهم اﻷوراق الشخصية للمتهم‪ ،‬رسائل‪ ،‬محررات‪ ،‬مذكرات والتي تم‬
‫الحصول عليها عن طريق التفتيش القانوني أو أن تكون صادرة عن الغير كأقارب املتهم‪ ،‬أصدقائه أو اﻷشخاص اﻷجانب عنه‪.‬‬
‫هنا يجوز للقاض ي أن يأمر برد هذه اﻷشياء إما تلقائيا أو بناء على ملتمس النيابة العامة أو بطلب من أي طرف في القضية‪.‬‬
‫واﻷشياء التي تم الحجز عليها أثناء التفتيش ترد بعينها أو بقيمتها بعد بيعها في الحالة التي يقرر فيها القاض ي بيعها خشية‬
‫فسادها أو تلفها ما لم تكن محل نزاع أو الزمة لسير إجراءات الدعوى أو خطيرة أو قابلة للمصادرة‪.‬‬
‫يبلغ قاض ي التحقيق طلب استرداد املحجوزات إلى النيابة العامة وإلى اﻷطراف اﻷخرى في القضية لتقديم ملحظاتهم داخل‬
‫أجل ‪ 3‬أيام من تاريخ التبليغ‪ .‬ويتم البث في الطلب داخل أجل ‪ 8‬أيام‪ .‬كما يمكنه أن يأمر بالرد بناء على ملتمس من النيابة‬
‫العامة أو تلقائيا دون طلب من اﻷطراف ويقبل اﻷمر الصادر من القاض ي الطعن داخل أجل ‪ 10‬أيام من تاريخ تبليغه‪ ،‬وهذا‬
‫الطعن ال يؤثر في سير إجراءات التحقيق بحيث يضل هو املختص في النظر في طلبات رد اﻷشياء املحجوزة املقدمة إليه‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬التقاط املكاملات الهاتفية واالتصاالت املنجزة بوسائل االتصال عن بعد‪:‬‬
‫هذا يحيلنا إلى مقتضيات املادة ‪ 108‬من قانون املسطرة الجنائية فبداية هذه املادة نجدها تمنع التقاط املكاملات الهاتفية‬
‫أو االتصاالت املنجزة‪ .‬وقد نص عليها املشرع حتى في إطار القوانين الجديدة املتعلقة بحماية املعطيات الخاصة‪.‬‬
‫إن مسألة التقاط املكاملات الهاتفية واالتصاالت املنجزة بوسائل االتصال عن بعد في اﻷصل هي أمر ممنوع قانونا لكن املشرع‬
‫أجاز مسألة التقاط هذه املكاملات إذا اقتض ى ضرورة البحث ذلك‪ .‬وهذا اﻷمر أجازه املشرع لقاض ي التحقيق بحيث له أن‬
‫يأمر كتابة مع التعليل والتحليل بالتقاط املكاملات املذكورة دون تقييده بنوع الجريمة‪ ،‬أي أنه أي جريمة ممكن االعتماد فيها‬
‫على التقاط املكاملات‪.‬‬
‫واﻷمر بالتقاط املكاملات يتضمن املعلومات التالية‪:‬‬

‫‪91‬‬
‫أنه يجب التعريف باملكاملة املراد التقاطها وتسجيلها وأخد نسخة منها أو حجزها وبالجريمة التي تبرر ذلك‪ .‬وعلى قاض ي‬
‫التحقيق تحديد املدة التي يتم خللها االلتقاط والتي ال يمكن أن تتجاوز ‪ 4‬أشهر قابلة للتمديد مرة واحدة بمقتض ى أمر‬
‫مماثل‬
‫يمكن لقاض ي التحقيق أن يطلب من كافة الجهات التي تشغل وسائل االتصال وضع جهاز لللتقاط (املادة ‪ )110‬والحصول‬
‫على املعلومات والوثائق الضرورية للتعرف على االتصال الذي سيتم التقاطه من أي مستغل أو مصلحة للتصال قصد‬
‫القيام بااللتقاط املأذون به (املادة ‪.)114‬‬
‫وبالرجوع للمادة ‪ 108‬نجد أن هذا اﻷمر يخول كذلك للوكيل العام للملك‪ ،‬حيث تنص الفقرة ‪ 4‬من املادة ‪ 108‬على أنه يجوز‬
‫للوكيل العام للملك في حالة االستعجال القصوى بصفة استثنائية أن يأمر كتابة بالتقاط املكاملات الهاتفية أو االتصاالت‬
‫املنجزة بوسائل االتصال عن بعد وتسجيلها وأخد نسخ منها وحجزها متى كانت ضرورة البحث تقتض ي التعجيل خوفا من‬
‫اندثار وسائل اإلثبات‪ .‬إذا كانت الجريمة موضوع البحث تمس بأمن الدولة أو جريمة ارهابية أو تتعلق باملخدرات واملؤثرات‬
‫العقلية أو باﻷسلحة والذخيرة واملتفجرات أو باالختطاف أو بأخذ الرهائن‪.‬‬
‫مقتض ى أساس ي أنه يجب على الوكيل العام للملك أن يشعر فورا الرئيس اﻷول باﻷمر الصادر عنه وبعدها يصدر هذا اﻷخير‬
‫خلل أجل ‪ 24‬ساعة مقررا بتأييد أو تعديل أو إلغاء قرار الوكيل العام للملك‪ .‬وفي الحالة التي يلغي فيها الرئيس اﻷول اﻷمر‬
‫الصادر عن الوكيل العام للملك فهذا االلتقاط للمكاملات يتم إيقافه على الفور وتعتبر اإلجراءات املنجزة بتقييده كأن لم‬
‫تكن‪ .‬وال يقبل املقرر الصادر عن الرئيس اﻷول أي طعن مثل الرئيس اﻷول رفض مسألة التقاط املكاملات فهذا القرار بالرفض‬
‫ال يقبل أي طعن‬
‫بعد االنتهاء يتم إنجاز محضر بهذه العمليات يبين فيه تاريخ بدايتها وتاريخ نهايتها مع وضع التسجيل أو املراسلة في وعاء‬
‫مختوم (املادة ‪111‬ق‪.‬م‪ .‬ج) بعدها يتم نقل محتواه كتابة من طرف السلطة القضائية املكلفة بالبحث أو التحقيق أو ضابط‬
‫الشرطة املكلف من قبلها‪ ،‬مع إمكانية االستعانة بذوي االختصاص لفك اﻷلغاز والرموز‪.‬‬
‫ما الغاية من تدوين هذه املعطيات؟‬
‫هو أنها تتحول إلى محاضر قانونية تصبح من أوراق القضية‪ .‬بعد ذلك تتم أبادة التسجيلت بمبادرة من قاض ي التحقيق أو‬
‫النيابة العامة عند انصرام أجل تقادم الدعوى‪ ،‬أو بعد اكتساب الحكم الصادر في الدعوى قوة الش يء املقض ي به‪ .‬ويحرر‬
‫محضر عن عملية اإلبادة يحفظ بدوره في ملف القضية‪.‬‬
‫ولتوفير السرية قرر املشرع عقوبات لزجر اﻷفعال التي تمس بهذه السرية (املادتين ‪115‬و ‪.)116‬‬
‫رابعا‪ :‬االستماع إلى الشهود‬

‫‪92‬‬
‫نعلم أن االستماع إلى الشهود يعتبر إحدى الطرق العادية للثبات الجنائي بل أنها تشكل وسيلة دقيقة تستدعي من قاض ي‬
‫التحقيق الحذر وعليه أن يأخذ بعين االعتبار الحالة التي يكون عليها الشاهد أثناء أداء شهادته‪ ،‬فتعابير الوجه ورد فعل‬
‫اآلنستان تجعل القاض ي يأخذها بعين االعتبار ﻷنها تكون كأجوبة إضافية تدعم أو تنفي ما جاء في جواب الشاهد‪.‬‬
‫ماذا يقصد بهذه الشهادة؟‬
‫يقصد بها أنه سوف يعتمد عليها إلثبات واقعة معينة من خلل ما سمعه الشاهد أو رآه‪.‬‬
‫وتنقسم هذه الشهادة إلى شهادة مباشرة‪ ،‬وهي التي يتم تلقيها من الشاهد مباشرة بدون وسيط‪ .‬وشهادة غير مباشرة‪ ،‬وهي‬
‫الحالة التي يشهد فيها الشاهد بما سمعه رواية عن غيره‪.‬‬
‫وقد نظم املشرع مسألة الشهادة في املواد من ‪ 117‬إلى ‪ 132‬ومن ‪ 325‬إلى ‪.347‬‬
‫إن لقاض ي التحقيق الحق في االستماع لكل شخص إذا رأى أن شهادته قد تساعد على إظهار الحقيقة‪ .‬بحيث ال تعتبر هذه‬
‫الشهادة صحيحة إال إذا كانت مسبوقة بحلف اليمين وهو ضمان يجب أن يكون متوفرا عند اإلدالء بالشهادة‪ .‬ويتم استدعاء‬
‫الشاهد إما بالطريقة اإلدارية أو على يد أحد أعوان القوة العمومية التي تسلمه نسخة من االستدعاء أو برسالة مضمونة‬
‫مع اإلشعار باالستلم أو بواسطة استدعاء يبلغه له عون التبليغ (املادة ‪)325‬‬
‫في الحالة التي يتوصل فيها الشاهد باالستدعاء عليه أن يحضر لتأدية الشهادة قد يحضر ثم ينصرف‪ .‬لكن إذا لم يحضر في‬
‫هذه الحالة يوجه له قاض ي التحقيق استدعاء ثان للحضور بالبريد املضمون مع اإلشعار بالتوصل أو بواسطة أحد أعوان‬
‫قسم التبليغات‪ .‬لكن إذا لم يحضر يجوز لقاض ي التحقيق بناء على طلب من النيابة العامة إلزامه وإجباره على الحضور‬
‫بواسطة القوة العمومية طبقا ملقتضيات املادة ‪ 339‬من ق‪.‬م ويمكن أن عليه بالغرامة‪ .‬لكن إذا حضر وقدم اعتذاره‬
‫واﻷسباب التي جعلته يتخلف عن أداء شهادته يمكن للقاض ي في هذه الحالة إعفاءه من الغرامة كليا أو جزئيا بعد االطلع‬
‫على طلبات النيابة العامة‪.‬‬
‫بمجرد حضور الشاهد يتأكد القاض ي من هويته بإدالئه باالسم العائلي والشخص ي وعن حالته العائلية ومهنته وموطنه‪ ،‬أو‬
‫تبعية ﻷحدهم أو أنه يعمل تحت إمرته‪ ،‬وهل هو فاقد ﻷهلية الشهادة بسبب إدانة جنائية وتسجل كل هذه املعلومات‬
‫بمحضر إضافة إلى ما أدلى به بعد أن يتلو عليه قاض ي التحقيق املقتضيات التي تطبق في حالة شهادة الزور‪.‬‬
‫في الحالة التي يتعدد فيها الشهود يدلين بشهادتهم فرادى بمحضر قاض ي التحقيق وكاتب الضبط الذي يحرر محضرا بها‬
‫مالم يتم تلقيها بمكتب قاض ي التحقيق‪ ،‬حيث أنه قد يتلقاها خارج مكتبه مثل بمنزل الشاهد إذا تعذر عليه االنتقال بسبب‬
‫املرض‪ .‬وعند االنتهاء يقوم قاض ي التحقيق بقراءة اﻷشياء التي جاءت على لسانه إذا أسر على ما قاله يضع توقيعه بالحروف‬
‫اﻷولى من كل صفحة باملحضر الذي تم إنجازه‪.‬‬

‫‪93‬‬
‫هناك حاالت يمنع فيها االستماع إلى الشاهد وهي حينما يتم ذكر اسمه في الشكاية‪ ،‬فإذا ذكر اسمه في الشكاية ال يستمع له‬
‫كشاهد بل كمتهم‪ .‬كذلك يمنع االستماع لشهادة املدافع عن املتهم ورجال الدين حول أمر يتعلق بهذه املسألة‬
‫خامسا‪ :‬استنطاق املتهم ومقابلته مع الغير‬
‫يعتبر إجراء من إجراءات اإلثبات له طبيعة مزدوجة كونه يعتبر من إجراءات التحقيق وفي نفس الوقت يعتبر وسيلة من‬
‫وسائل الدفاع‪ .‬ﻷنه سوف يتم استنطاق املتهم وتتم مقابلته مع الغير ويقوم بالرد‪ .‬يتم مواجهة املتهم الذي يحقق معه بالتهم‬
‫املنسوبة إليه ويطالب بإبداء رأيه فيها تم مناقشته في أدلة الدعوى إما باإلثبات أو النفي من أجل الكشف عن الحقيقة‪ .‬وهنا‬
‫نتحدث عن نوعين من االستنطاق (االستنطاق اﻷولي والتفصيلي)‪.‬‬
‫االستنطاق اﻷولي‪ :‬هي املرحلة التي يمتثل خللها املتهم ﻷول مرة أمام قاض ي التحقيق إما بناء على ملتمس من النيابة العامة‬
‫بإجراء التحقيق أو بناء على شكاية مباشرة مصحوبة باالدعاء املدني‪ .‬خلل هذه املرحلة يتأكد قاض ي التحقيق من االسم‬
‫العائلي والشخص ي للمتهم‪ ،‬تاريخ ومكان ازدياده حالته العائلية ومهنته‪ ،‬مكان اإلقامة والسوابق القضائية‪ ،‬رقم بطاقة‬
‫التعريف الوطنية‪ ،‬ويمكن كذلك أن يقوم بإخضاعه للتشخيص من أجل التعرف على هويته‪ ،‬وكذا أخد البصمات‪.‬‬
‫بعدها يلزم القاض ي بإشعار املتهم بحقه في اختيار محامي‪ ،‬أو أن يعين له بصفة تلقائية ويضمن ذلك في محضر ثم يحيطه‬
‫بالتهم املنسوبة إليه فقط دون تكييفها القانوني واطلعه على اﻷدلة املقدمة ضده كشهادة الشهود ثم بأن له الحرية في عدم‬
‫اإلدالء بأي تصريح‪ .‬عند انتهاء هذا االستنطاق اﻷولي فقاض ي التحقيق يقرر إما ترك املتهم في حالة سراح أو اعتقاله احتياطيا‬
‫أو وضعه تحت املراقبة القضائية‪.‬‬
‫في حالة مخالفة ملتمس النيابة العامة الرامي إلى اإليداع في السجن فهنا يجب على قاض ي التحقيق إصدار أمر بعدم‬
‫االعتقال االحتياطي داخل أجل ‪ 24‬ساعة‪ ،‬ﻷنه يمكن أن يكون من ملتمسات النيابة العامة هو إيداع هذا املتهم في السجن‬
‫وفي هذه الحالة على القاض ي إصدار أمر بعدم االعتقال االحتياطي داخل أجل ‪ 24‬ساعة يبلغه فور صدوره إلى النيابة العامة‪.‬‬
‫وإذا قرر القاض ي ترك املتهم في حالة صراح ينبهه إلى إخباره بكل تغيير لعنوانه‪ .‬كما يمكن لقاض ي التحقيق أن يعجل‬
‫باالستماع إلى الشاهد أو مواجهته مع املتهم أو الغير إذا دعت الضرورة لذلك مثل وجود شاهد يتهدده املوت أو الخوف من‬
‫اندثار معالم الجريمة وهنا يتعين ذكر اﻷسباب التي جعلت هذا اﻷمر يكون مستعجل باملحضر‪ .‬كما يمكن للقاض ي منع املتهم‬
‫من االتصال بالغير ملدة ‪ 10‬أيام قابلة للتجديد مرة واحدة‪ ،‬سواء كان الغير من العموم أو له علقة بالجريمة‪ ،‬وسواء كان‬
‫حرا أو معتقل لكن ال يمنع من االتصال بمحاميه‪ .‬وال يجوز في اﻷصل سماع املتهم والطرف املدني أو مواجهتهما إال بحضور‬
‫محامي كل منهما أو بعد استدعائه إال إذا تنازل املتهم أو الطرف عن حقه في حضور املحامي‬
‫االستنطاق التفصيلي‪ :‬هو الذي يقوم به قاض ي التحقيق بعد انتهاء املرحلة اﻷولى‪ .‬يتميز بالتدقيق في كافة اﻷفعال املنسوبة‬
‫للمتهم‪ .‬يمكن أن يستغرق أكثر من جلسة‪ .‬وقبل الشروع فيه يتعين على القاض ي استدعاء املتهم بواسطة رسالة مضمونة‬
‫الوصول توجه إليه يومين قبل االستنطاق مع وضع امللف رهن إشارته قبل االستماع بيوم واحد‪ .‬إذن فاالستدعاء يكون‬

‫‪94‬‬
‫يومين قبل االستنطاق وامللف يوضع رهن إشارته يوم واحد قبل االستماع‪ .‬هناك إجراء آخر يتواله قاض ي التحقيق يمكن أن‬
‫يقوم به هو املواجهة بحيث يتم مقابلة بين شخصين أو أكثر من الشهود أو املتهمين والغاية من ذلك هو إبراز ما اختلف فيه‬
‫الشهود ليصل القاض ي إلى تكوين قناعته لألخذ بما يراه موافقا لألدلة التي بين يديه وبعد ذلك عرض اﻷقوال على املتهم‬
‫ليقررها أو يطعن فيها‪.‬‬

‫‪95‬‬
‫املحاضرة العاشرة‪:‬‬
‫الجزء اﻷول‪:‬‬
‫في الحصة السابقة تحدثنا عن اإلجراءات املتعلقة بالتحقيق بمعنى اإلجراءات التحقيق اإلعدادي فمن بين النقط التي‬
‫تطرقنا إليها هو أن املطالب بالتحقيق يكون من طرف النيابة العامة وقد يكون من طرف املتضرر بالطبع من طرف املتضرر‬
‫يكون في إطار االدعاء املباشر ثم بعد ذلك وقفنا على اإلجراءات التي يتولى قاض ي التحقيق القيام بها وهاته اإلجراءات تدخل‬
‫في خضم مسألة جمع اﻷدلة يتعلق اﻷمر بإجراء بحث مستقل عن االستنطاق املقابلت ثم التنقل والتفتيش والحجز‬
‫والضمانات املحيطة به من ضمنها ما هو مرتبط به ضرورة االلتزام بالقواعد التفتيش التي من ضمنها أن يتم التفتيش في‬
‫وقته القانوني مع أخذ بعين االعتبارات واالستثناءات التي يمكن ان تكون في هذا الصدد ثم كذلك تحدثنا عن مسألة التقاط‬
‫املكاملات الهاتفية واالتصاالت املنجزة بوسائل االتصال عن بعد‪ .‬ما هي االجراءات الخاصة كيف يتم التعامل مع املعلومات‬
‫التي يتم التوصل بها عن طريق هاته التقنية؟ وما هي الضمانات املحيطة بها ثم تحدثنا كذلك عن االجراءات االخرى التي‬
‫يمكن ان يقوم بها القاض ي التحقيق وهو االستماع الى الشهود والضمانات املحيطة بهذا االمر بعد ان يقوم قاض ي التحقيق‬
‫بكل هذه املقتضيات ينتقل الى مسألة جمع اﻷدلة املرحلة اﻷولى وهي مواجهة املتهم كيف مواجهة املتهم هو انه سوف يقوم‬
‫باستنطاق وقلنا إن يكون االستنطاق االول واالستنطاق تفصيلي‬
‫االستنطاق اﻷول يعتبر اوال ملاذا يعتبر اوليا ﻷنه يعتمد على اﻷعلى التعرف على هوية املتهم يعني تأكيد اخباره بالتهم املوجهة‬
‫إليه دون تكييفها القانوني فقط هذا هو اﻷمر الذي يقوم به املرحلة الحاسمة وبعد ذلك له الحق في اتخاذ اإلجراءات الثلث‬
‫اما انه سوف يقوم بمسألة االدعاء املتهم في السجن او أنه يتم وضعه رهن االعتقاالت أو في حالة سراح بعد ذلك تحدثنا عن‬
‫املرحلة اﻷخيرة‪ .‬مرحلة االستنطاق التفصيلي هو الذي يقوم خلله القاض ي التحقيق بالتفصيل في اﻷدلة التي يتم التوصل‬
‫عليها عن طريق ما قام به من إجراءات التنقل والحجز واالستماع الى الشهود‪ .‬وكل املقتضيات التي أشرنا اليها ان من بين‬
‫اإلجراءات التي يقوم بها قاض ي التحقيق هو إجراء خبرة‪.‬‬
‫ماذا يقصد بإجراء خبرة‪ .‬ماذا يقصد بإجراء خبرة اوال على اعتبار ان االستنطاق بشكل اهم اجراءات في البحث عن اﻷدلة‬
‫من أجل تعزيز اﻷدلة التي يتم التوصل إليها خوله امكانية ان القاض ي يمكنه أن يستعين كذلك بإجراء خبرة إجراء خبرة‬
‫يخضع الى املواد من ‪ 194‬الى ‪ 209‬من قواعد املسطرة الجنائية بحيث نجد أن املشرع أجاز إلى هيئة التحقيق أو حكم ان‬
‫تأمر بإجراء خبرة كلما تعلق اﻷمر بمسألة تقنية وهذا اﻷمر بأجراء خبرة قد يكون اما بصدد صفة تلقائيا أو بطلب من النيابة‬
‫العامة أو أحد أطراف طبقا ملقتضيات املادة ‪ 194‬اﻷمر بإجراء خبرة مع الغاية منه الغاية منه هو توضيح بعض الوقائع التي‬
‫يكون تثبت منها مساعدا على الوصول الى حقيقة اذا نجد ان املشرع استبعد من دائرة اﻷوامر الطعن بحيث ان إجراء خبرة‬
‫ال تقبل االستئناف الغاية من هاته الخبرة الوصول الى الحقيقة وبالتالي الداعي الى عرقلة السير إجراءات عن طريق تحويل‬
‫مسألة الطعن وهاته نجد أنه ترك للنيابة العامة واﻷطراف الحق في إيذاء ملحظتهم وليس الطعن أداء ملحظاتهم خلل ثلثة‬

‫‪96‬‬
‫أيام املوالية للتبليغ طبقا للمقتضيات ‪ 169‬في فقرتها الثالثة لكن إذا كان الطلب إجراء خبرة موجهة من طرف النيابة العامة‬
‫او االطراف فاذا رفض القاض ي تحقيق االستجابة الى الطلب يجب عليه إصدار قرار كتابي يبرر فيه اﻷسباب الرفض اﻷمر‬
‫باإلنجاز الخبرة للنيابة العامة واﻷطراف إحالة النسخ من هذا القرار الى النيابة العامة واطراف النازلة ملاذا لكي يحق الطعن‬
‫باالستئناف قرار الرفض الذي صدر عن قاض ي التحقيق امام الغرفة الجنحية طبقا للمواد ‪ 222‬و‪ 223‬من قواعد املسطرة‬
‫الجنائية يبلغ مقرر اجراء خبره او الرفض خبره الى كل من النيابة العامة واالطراف ويشار في التبليغ ما يلي اسم الخبير صفته‬
‫االمر املطلوب منه طبقا للمادة ‪ 196‬في فقرتها االولى يشترط في املقرر ان يكون واضحا في تحديد الوقائع التي يلزم فيها الخبير‬
‫ابداء رايه الفني فيها وما هي الوقائع التي نريد ان نجري خبره بشأنها ويدل الخبير خادعا لرقابه القاض ي التحقيق لألمر بأجراء‬
‫خبره ويبقى له الحق في االطلع على سير االجراءات خبره من غير شرط او قيد او قيد في كل مراحل التي وصلت اليها ويجب‬
‫ان يتم تمكينه من كل ما يساعده على اتخاذ االجراءات اللزمة الخبير يمكنه في حاالت معينه االستعانة بمن يساعده بالقيام‬
‫باإلجراءات اﻷخيرة ‪ 2011‬يحتاج الخبير الى االشياء املحتجزة اثناء اإلجراءات التحقيق وكانت هذه اإلجراءات هذه االشياء‬
‫غير محصية او غير مختوم أو لم يتم كسر اختمها بعد فيجب على القاض ي التحقيق قبل تسليمها الى الخبير أن يعرضها‬
‫على املتهم طبقا للمادة ‪ 104‬أن يعد اشياء مختوم في املحضر املثبت عملية تسليمها للخبير ويلزم أن يذكر في التقرير ما فاته‬
‫ما فتحه أو ما أعاد فتحه من اختام مع إحصاء اﻷشياء التي فتحت اختامها ملاذا نطلب او نشترط هاته االجراءات الدقيقة‬
‫ﻷننا نتحدث عن مرحلة الفاصلة نتحدث عن املرحلة التحقيق بالتالي كل إجراء يجب أن يكون املتناهية في حاالت الثانية‬
‫وهو اذا تطلب االمر باستنطاق املتهم هذا االستنطاق يتم من قبل قاض ي التحقيق بحضور خبير ويتم إجراء طبقا للمواد‬
‫‪ 139‬و‪ 140‬و‪ 141‬لكن في الحالة التي يكون فيها الخبير مختص في مجال معين مثل الى كان طبيب نفساني او عقلي في هذه‬
‫الحالة جاز طرح اسئلته اللزمة إنجاز مهمته في غيبتي القاض ي التحقيق او املحامين وهنا نحيل على املادة ‪ 103‬فاذا نلحظ‬
‫تمييز بين الحالتين كانت الحالة التقنية ﻷن هو الذي له خبرة في هذا املجال مثل الطبيب النفساني او العقلي الذي قلنا اما‬
‫اذا كان االمر يستدعي طرح بعض اﻷسئلة فهذا اﻷمر ينبغي من االختصاص القاض ي التحقيق الذي يقوم بعملية االستنطاق‬
‫بحضور الخبير لكي يستخلصه‬
‫ما يريد استخلصه من خلل اسئلة املوجهة للمتهم يمكن للخبير تلقي التصريحات الغير املتهم واملصالح بالطبع يجب عليهم‬
‫إمضاء على التصريحات كما قد يطلب اﻷطراف من القاض ي االمر بإجراء خبرا بعد االبحاث او االستماع الى بعض االشخاص‬
‫الذين من شانهم تزويدهم بمعلومات تقنية يلزم الخبير بإنجاز خبرة داخل اﻷجل الذي يحدده قادم التحقيق قبل في قرار‬
‫الصادر بالتعيين هذا الخبير في الحالة التي يستدعي فيها اﻷمر بالتمديد االجل املتعلق بالخبرة هنا يحق لقاض ي التحقيق منح‬
‫هذه التمديد يقرر بأسباب تبرر ملاذا تم هذا التمديد لكن في الحالة التي لم ينجز فيها الخبير مهمة موكليه داخل آجال الذي‬
‫حدده قاض ي التحقيق قبل ففي هاته الحالة خصوصا بعد منحه تمديد في هاته الحالة جاز قاض ي التحقيق استبداله في‬
‫الحال مع ضرورة إحاطة القاض ي بما قام به من عمليات بمعنى يحدد القاض ي لم يتم مسند اليه فقام ببعضها فيجب عليه‬
‫أن يحدد ما هي املهام التي قام بها كما يجب عليه أن يرى داخل أجل ‪ 48‬ساعة اشياء ومستندات ووثائق التي كانت بين يديه‬

‫‪97‬‬
‫يعني الخبير لم يقم بإنجاز مهمة جاز لقاض ي التحقيق استبدالهم في الحال االلتزامات الواقع على عتيق الخبير يجب عليه‬
‫أن يخبر قاض ي التحقيق بكل عمليات التي قام بها اذا كان قد تسلم اﻷشياء أو املستندات او الوثائق فعليه أن يردها داخل‬
‫أجل ‪ 48‬ساعة وكل اشياء يمكن ان يخدع الى عقوبة تأديبيه طبقا ملا ورد في املادة ‪ 199‬من قواعد املسطرة الجنائية عندما‬
‫ينتهي الخبير من عمله فهو ملزم بتحرير تقرير يتضمن وجوبا كل ما قام به من اجراءات وابحاث وما توصل اليه من نتائج‬
‫واجابه عن اﻷسئلة التي طرحت عليه في صك االنتداب واملنتدب الذي يقوم بالخبرة كما يجب عليه ان يشهد في ذات التقرير‬
‫بانه قام شخصيا بإنجاز ما كلف به او قام بمراقبه ثم يوقع على التقرير في الحالة التي يستعين فيها الخبير املساعد وهذا‬
‫املساعد قام بملحظات فيجب ان يتم تضمين هذه امللحظات في مذكره خاصه وعلى الخبير واملنتدب تضمينها في تقرير طبقا‬
‫للمقتضيات املادة ‪ 205‬في فقرتها الثانية من قواعد املسطرة الجنائية في الحالة التي يكون فيها اكثر من خبير يعني في حاالت‬
‫التعدد الخبراء بين او كان لديهم تحفظات خاصه بالنتائج املشتركة في هذه الحالة جاز لي كل منهم تعبير عن رايه في تقرير‬
‫مشترك بأبداء ملحظاتهم التي يجب ان تكون معلله حسب املقتضيات املادة ‪ 206‬من قانون املسطرة الجنائية بعد إنجاز‬
‫بيجو تقرير يتم إيداعه لدى كتابة الضبط للمحكمة التي أمرت بإجراء خبرة وهذا التقرير يكون مرفوق باﻷشياء املختوم او‬
‫ما تبقى منها مقابل اشهاد يثبت فيه االدعاء يسلم كاتب الضبط بمعنى ان بعد ينتهي الخبير من خبرته يجب عليه أن ينجز‬
‫تقرير يجب ان يضع لدى كتابة الضبط املحكمة االبتدائية التي طلبت بالخبرة وطبعا حينما يسلم هذا التقرير يأخذ مقابل‬
‫االشهاد بعد إذا انتهت مهمة الخبير يتعين على القاض ي التحقيق تبليغ نتائج الخبرة للمواد ‪ 139‬و‪ 140‬من قواعد املسطرة‬
‫الجنائية بعد بعدها يستدعيهم ويتلقى تسريحاتهم بخصوص هاته الخبرة داخل أجل يحدده لهم أو تقديم طلبات الخاصة‬
‫بإجراء ويمكن لألطراف او النيابة العامة ان تقدم لهم بطلبات خاصة يمكن ان تكون بإجراء خبرة تكميلية أو يمكن أن تكون‬
‫ملحظات خبرة مضادة لهاته الطلبات ال ترفض بإقرار صابر عن قاض ي التحقيق املطالبات قبل للستئناف طبقا ملا ورد في‬
‫املواد من ‪ 222‬و‪ 223‬و‪ 224‬وهذا في ما يتعلق بإجراء وقيام بالخبر الذي يدخل ضمن اﻷشياء التي يعتمد عليها قاض ي التحقيق‬
‫من اجل الوصول الى مرتكب تحقيقي للجريمة التي هو بصدد تحقيق بشأنها بعد ان يقوم قاض ي التحقيق الى كل هذه االعيان‬
‫بالطبع يصل الى خلصة معينه من ضمن هاته الخلصة قد يستدعي االمر منه اصدار او امر معين فما هي هذه اﻷوامر التي‬
‫يمكن أن تصدر عن قاض ي التحقيق نجد على اعتبار ان املرحلة بها هو يشكل اهم اجراءات التي لها علقه بالبحث عن ادله‬
‫من اجل الوصول الى حقيقه لهذا نجد ان املشرع منح لي قاض ي التحقيق مجموعه من اليات ليستهل هاته املهمة هاته االليات‬
‫منها ما يتعلق بالشخص املتهم بحيث هاته االليات يمكن ان تحد من حريه املتهم عن طريق ان يلزم حضور امام قاض ي‬
‫التحقيق ويمكن لهاته االليات لها علقه يمكن ان تصل الى حد بعد حقوقه وهنا لهذه الغاية مثل نجد قد يصدر مجموعه‬
‫من االوامر التي سوف نتحدث عنها في االوامر التي تصدر عن قاض ي التحقيق هي امر بالحضور هو حسب املقتضيات املادة‬
‫‪ 144‬هو انذار يوجهه قاض ي التحقيق للمتهم لحضور امامه في تاريخ والساعة املحددة بين هذا االمر بالحضور وهو شبيه في‬
‫االستدعاء ا متميز ال يقيد املتهم فهو قد انظر بالحضور قبل استعمال وسائل اخرى كاإلجبار على الحضور حيث ‪ ،‬فالقاض ي‬
‫يلزم باستنطاقه ويحق للمحامي املتهم حضور هذا االستنطاق طبقا للمادة ‪ 145‬من قانون قواعد املسطرة الجنائية هناك‬

‫‪98‬‬
‫امر ثاني هو اﻷمر باإلحضار حسب املقتضيات املادة ‪ 146‬من قواعد املسطرة الجنائية أن اﻷمر باإلحضار هو أمر الذي فيه‬
‫قوة وهو اﻷمر الذي يعطيه قاض ي التحقيق قوة عمومية لتقديم املتهم أمامه في الحال يمكن أن تقوم به أحد رجال ضباط‬
‫الشرطة القضائية أو أحد أعوان الشرطة القضائية أو يمكن أن يتم على يد عون من القوة العمومية في الحالة التي يكون‬
‫فيها املتهم مع معتقل يتم تبليغ هذا اﻷمر بواسطة املشرف لرئيس املؤسسة السجنية في حاالت استعجال بالطبع يستعمل‬
‫جميع الوسائل ادعاء اﻷمر بإحضاره هذا االمر اهم مميزاته انه يشكل يعتبر أو ال اكثر سهرانه من اﻷمر السابق قلنا فيه قوه‬
‫سوف يتم االستعانة بجهاز أخرى هي القوة العمومية املعني باﻷمر يلزم بحضور في الحالة التي يمتنع فيها او يحاول فرار يمكن‬
‫هنا استعانة كذلك بالقوة العمومية بالطبع بمجرد ما يحضر يجب استنطاقه في الحال طبقا ملقتضيات املادة ‪ 147‬إذا تعذر‬
‫هذا اﻷمر يتم إيداعه في السجن ملدة ‪ 24‬ساعة في الحالة انتهاء املدة ‪ 24‬ساعة يجب على رئيس املؤسسة السجنية تقديمه‬
‫تلقائيا الى النيابة العامة التي تلتمس استنطاقه يتم اإلفراج عليه في الحال هناك أمر ثالث وهو اﻷمر بالدعاء في السجن هذا‬
‫اﻷمر يصدر بعد استنطاق املتهم وهذا االمر يصدر بالطبع من القاض ي التحقيق يوجهه الى املشرف رئيس السجن لكي يتسلم‬
‫املتهم ويعتقله اعتقال احتياطي يبلغ هذا االمر للمتهم يعتبر هذا التدبير هو حقيقه االمر يصدر عمليا ضد املتهم الذي يكون‬
‫حاضر امام قاض ي التحقيق ﻷمر املوجه اليه بالحضور او من بعد ما تم توجه االمر بإحضار بمعنى ان االمر باالدعاء في‬
‫السجن يكون اما نتيجة امر بالحضور او امر باإلحضار وقد يطبق على من حضر تلقائيا من اجل اتخاذ هذا االمر باالدعاء‬
‫في السجن يشترط ما يلي ان يتعلق االمر بجناية او جنحه لها عقوبة سالبه للحرية في حاله التي يتعلق االمر بجنحه مرتبط‬
‫بجريمه موضوع تحقيق ولم تكن العقوبة السالبة للحرية في هذه الحالة ال يمكن للقاض ي اصدار امر باالدعاء في السجن‬
‫الشرط الثاني وتأكد من وصف الجريمة التي تخول له اصدار هذا االمر يبلغ االمر للمتهم ويشارك اليه في محضر استنطاق‬
‫هناك امر الرابع وهو االمر بألقاء القبض من خلل تسميته فهو يتم قبل استنطاقه القاء القبض حسب املقتضيات املادة‬
‫‪ 154‬من قانون القواعد املسطرة الجنائية فهذا االمر اذا أردنا تعريفه هو أمر بالصدار للقوة العمومية من اجل البحث عن‬
‫املتهم ونقله للمؤسسة السجنية ما الغاية من ذلك الغاية من منه هو وضع املتهم رهن اعتقاد احتياطي يصدر ضد من يصدر‬
‫ضد املتهم الذي يكون في حالة فرار أو أن يكون مقيما في خارج هذا اﻷمر يستوجب استنطاق املتهم من قبل قاض ي التحقيق‬
‫بعد إلقاء القبض عليه ليقرر بعد ذلك هل سوف يتم ادعاء في السجن وذلك بوضعه رهن اعتقال احتياطي ويعني بناء عليه‬
‫االستنطاق هو اجراء الذي يأخذ به القاض ي التحقيق يعني ممكن ان يتم وضعه رهن االعتقال االحتياطي هذا االمر يمكن‬
‫ان يختلف حسب طبيعة املتابعة التي تكون ضد املتهم اﻷوامر السابقة التي تكلمنا عليها يقوم بها قاض ي التحقيق دون‬
‫استشارة النيابة العامة اﻷمر بالحضور اﻷمر باإلحضار اﻷمر باإليداع في السجن وكل هذه اﻷوامر يقوم بها قاض ي التحقيق‬
‫بمفرده دون استشارة النيابة العامة ولكن بالنسبة ولكن بالنسبة لي اﻷمر بإلقاء القبض ال يجوز أن يصدر هذا اﻷمر إال بعد‬
‫استشارة النيابة العامة قبل اتخاذه بالطبع يجب ان يتعلق اﻷمر بجناية أو جنحة عقوبتها اﻷصلية هي السجن دون غيرها‬
‫من العقوبات املالية مهما بلغت قيمة هاته العقوبات املالية طبقا ملقتضيات املادة ‪ 154‬يبلغ اﻷمر بإلقاء القبض وينفذ طبقا‬
‫للمسطرة االمر بإحضار ما هي مميزات اﻷمر باإلحضار هو استعمال القوة العمومية حيث تتولى القوة العمومية للبحث عن‬

‫‪99‬‬
‫املتهم بعد أن يتم ضبطه الى السجن املبين في االمر وتسليمه لرئيسه مقابل شهاده التسليم التي هي ملزم بتقديمها له وفقا‬
‫للمقتضيات املواد ‪ 154‬فقره الثالثة ‪ 155 146‬من قانون املسطرة الجنائية يلزم العون املكلف بتنفيذ االمر بألقاء القبض‬
‫باحترام اجراءات املتعلقة بدخول املنازل في االوقات املحددة قانون مثل هذا الشخص نكون في مرحله البحث عنه القاء‬
‫القبض حيث وجده مثل االمر يستدعي دخول الى املنزل يجب مراعات ا املقتضيات املتعلقة بتفتيش املنزل يعني دخوله في‬
‫االوقات التي حددها القانون بعد ان يتم القاء القبض على املتهم ا يجب استنطاقه من قبل القاض ي التحقيق داخل اجل‬
‫‪ 48‬ساعه من اعتقاله اذا لم يتيسر هذا االمر خلل هذه املدة التي هي ‪ 48‬ساعه اوجب قانون املسطر على رئيس السجن‬
‫تقديمه للنيابة العامة لكي تقوم باستنطاقه هنا نتحدث عن املقتضيات املواد ‪ 148 147‬بحيث تلتمس النيابة العامة من‬
‫قاض ي التحقيق عند غيابة القاض ي من اي قاض ي من قضاة الحكم استنطاق املتهم فورا ويطلق سراحه التحقيق هذا في ما‬
‫يتعلق باﻷوامر التي تصدر عن قاض ي التحقيق هناك االمر بإحضار اﻷمر بالحضور اﻷمر باإليداع في السجن واﻷمر بإلقاء‬
‫القبض ووضعنا مقارنة بين هاتفي اﻷوامر الثلث وجدنا ان االمر االول يكون بمحض إرادة املعني باﻷمر االمر باإلحضار اﻷمر‬
‫باإليداع في السجن يكون بالقوة يعني استعمال القوة وما يميز اﻷمر باإليداع بالسجن عن اﻷمر بإلقاء القبض أن اﻷمر‬
‫للستيداع في السجن يأتي بعد تنفيذ اﻷمرين السابقين أحدهما ان امر بالحضور او االمر االحضار بالتالي يكون بعد‬
‫االستنطاق في حين أن اﻷمر املتعلق بإلقاء القبض فهو يكون قبل االستنطاق ثم املسألة االخرى التي تكلمنا عليها امر بألقاء‬
‫ال قبض أن قاض ي التحقيق له حريتان ما في اصدار االمر باإلحضار في السجن من تلقاء نفسه لكن بالنسبة إلقاء القبض‬
‫يستشير مع النيابة العامة البد من استشارة النيابة العامة في مسألة إلقاء القبض فيما يتعلق باﻷوامر االن هناك إجراءات‬
‫يقوم بها قاض ي التحقيق املتعلقة بالحد من بعض حقوق املتهم واإلشارة إلى بعض البيانات التي نشير في كل امر نوع التهمة‬
‫املواد التي تخضع لها هاته التهمة نشير في هذا اﻷمر هوية املتهم ورقم بطاقة تعريفه يؤرخ قاض ي التحقيق ويوقع ويختم بطبعه‬
‫هذاك االمر ثم احترام قواعد املتعلقة بالترجمان او شخص يحسن التواصل مع الصم والبكم وتتم عملية الضبط واإلحضار‬
‫تحت إشراف قاض ي التحقيق هاته من بين االجراءات الدقيقة واال تعرض الى االجراء الذي يقوم به البطلن وقلنا هناك‬
‫اجراءات التي نتكلم عنها االن وهي متعلقة بالحد من بعد حقوق املتهم وهنا سوف نتحدث عن الوضع تحت املراقبة القضائية‬
‫اهم ما يميز املراقبة القضائية هي كونها تدبير استثنائي جديد ويمكن لقاض ي التحقيق في اللجوء ويخدع بواسطته املتهم‬
‫ﻷحدى التدابير املنصوص عليها في املادة ‪ 161‬بمقتضاها يدل املتهم حرا من غير اعتقال بمعنى اتخذ في حقه بعد االجراء‬
‫املتعلقة باملراقبة القضائية فهنا املتهم ال يكون تحت االعتقال وفي نفس الوقت اوال ان ال يكون تحت االعتقال ويخول مسالة‬
‫أساسية وهو ان يتم ضمان تواجده هذا املتهم رهنه اشارة قاض ي التحقيق في اي وقت‪ .‬ما هي اﻷحكام التي تحيط بمسألة‬
‫املراقبة القضائية فقلنا هي تدبير استثناء يتم اللجوء اليه من طرف قاض ي التحقيق ضرورة يقتديها التحقيق من دون ان‬
‫يتطلب االمر اعتقال املتهم احتياطيا من خلل تسميتها هي مراقبة فهو تدبير مؤقت تتحدد تحدد مدته في شهرين قابلة‬
‫للتجديد خمس مرات نفس املدة اذا الرقابة القضائية هي تدبير مؤقت مدتها هي شهرين قابلة للتجديد خمس مرات في نفس‬
‫املدة يتخذ او يتخذ قاض ي التحقيق اإلجراءات التي له علقة بالتحقيق اما هذا اﻷمر يكون بملتمس مقدم من طرف النيابة‬

‫‪100‬‬
‫العامة أو بناء على شكاية مفروقة للمطالبة بالتعويض عن الضرر يعني يتخذ بأمر صادر بإجراء احدى اجراءات املراقبة‬
‫القضائية يكون بأمر صادر عن قاض ي التحقيق الذي اتصل بالتحقيق اما هذا اﻷمر يكون ملتمس من النيابة العامة او امر‬
‫مطالب بالحق املدني يبلغ شفويا املتهم والنيابة العامة داخل أجل ‪ 24‬ساعة دون اشتراط تعليل سبب اتخاذهم من قبل‬
‫قاض ي التحقيق هذا اﻷمر هو قابل للستئناف من قبل املتهم والنيابة العامة خلل اليوم املوالي بصدوره مثل قاض ي التحقيق‬
‫ا رثاء أن يأخذ تطبيق أحد اجراء من اجراءات املتعلقة باملراقبة القضائية ال يمكن للمتهم او النيابة العامة ان تقوم‬
‫باستئنافه متى خلل اليوم املوالي لصدوره وفقا إلجراءات االستئناف اوامر قاض ي التحقيق املتعلقة باإلفراج املؤقت نعتمد‬
‫على هذه املقتضيات املتعلقة باستئناف اوامر قاض ي التحقيق املتعلقة بإفراج املؤقت من يبت في هذا االمر في هذا االستئناف‬
‫يبث فيه الغرفة الجنيه داخل اجل خمسه ايام من تاريخ احاله االستئناف االمر عليها‬
‫الجزء الثاني‪:‬‬
‫ماهي االلتزامات التي يجب أن تكون موضوع التدبير‬
‫هده االلتزامات هي املضمنة في املادة ‪ 161‬وهي ‪ 18‬إجراءات‪ ،‬يعين القاض ي اإلجراء املراد اتخاذه كما يعين لهدا اإلجراء شخصا‬
‫ماديا أو معنويا مؤهل للمشاركة في تطبيق هدا التدبير إما أن يعين لنا شخصا أو مصلحة واملصلحة التي من املمكن أن‬
‫تتدخل للقيام بهده اإلجراءات هيا إما مصلحة الشرطة أو مصلحة الدرك امللكي أو أي مصلحة قضائية أو إدارية مختصة‪.‬‬
‫ماهي هاته اإلجراءات؟‬
‫قلنا إنها ‪ 18‬إجراء من ضمنها اإلجراء املتعلق بعدم مغادرة الحدود الترابية من قبل املتهم‪ ،‬بحية أن قاض ي التحقيق هنا يقوم‬
‫بتحديد هده الحدود التي يلزم املتهم بعدم تجاوزها‪ .‬الغاية من هدا اﻷمر؟؟‬
‫الغاية هي ضمان تواجده بمكان يسهل معه على قاض ي التحقيق املطالبة بحضوره كلما تطلب اﻷمر دلك‪ .‬وقاض ي التحقيق‬
‫يمكنه اتخاذ تدبير آخر‪ ،‬بمعنى أنه باستطاعته أن يأخذ القرار بعدم مغادرة الحدود الترابية؟ والحدود التي نتكلم عنا ليست‬
‫الخارج وإنما الحدود الترابية فهي عبارة عن حيز مكاني محدد ويكون ضيق‪ .‬قلت إنه يمكن أن يتخدد معه إجراء آخر بشرط‬
‫إخبار النيابة العامة‪.‬‬
‫اإلجراء الثان الدي يدخل ضمن إجراءات املراقبة القضائية هو عدم التغيب عن املنزل أو السكن املحدد من قبل قاض ي‬
‫التحقيق إال وفق الشروط واﻷسباب التي يحددها‪ .‬وهنا ال حضوا معي أنه في هدا اإلجراء بدأنا ندخل في حرية املتهم فهو أكتر‬
‫تحديدا ﻷنه يتم تحديد املنزل أو السكن الدي يجب أن يكون به املتهم خاصة في الحالة التي يكون له فيها أكتر من موطن‬
‫وهده املسألة هي من أجل ضمان عدم اعتقاله فنحن نحدد له املنزل للبقاء فيه عوض أن نعتقله‪ ،‬لكن هدا ال يعني أنه ال‬
‫يمكن مغادرة هدا املنزل بشكل مطلق ولكن له الحق في دلك كأن مثل أن يكون ملتزما بعمل أو قضاء مآرب معينة بشرط أال‬
‫تكون مدة غيابه مدة طويلة أو يسافر‪.‬‬

‫‪101‬‬
‫اإلجراء اآلخر هو عدم التردد على بعض اﻷمكنة‪:‬‬
‫هنا تحديد االماكن التي يجب أال يكون بها وهدا التحديد يخضع للسلطة التقديرية للقاض ي‪.‬‬
‫اإلجراء التالي هو إشعار قاض ي التحقيق بكل التنقلت‪ :‬فهدا اإلجراء هو أقل حدة من اإلجراءات التي تكلمنا عنها قبل الحدود‬
‫الترابية املنزل‪.‬‬
‫عدم التردد في أماكن معينة‪ :‬فهدا اإلجراء هو فقط يخبرنا قاض ي التحقيق بتنقلته وهدا اإلجراء يرتبط باإلذن واإلخبار‪.‬‬
‫هناك إجراء آخر هو التقدم بصفة دورية أمام الجهات املعنية من قبل القاض ي فهدا اﻷمر يتم بشكل دوري للتأكد من‬
‫حضوره بالدائرة وأنه رهن إشارته كلما طلب منه الحضور‪ .‬بالطبع هدا اإلجراء يستدعي تحديد هده الجهات وإخبارها باإلجراء‬
‫حيت تلتزم هده الجهات بتسجيل تواريخ حضور هدا الشخص وسلوكه والغاية من دلك هي أن تتخذ في حقه اإلجراءات‬
‫اللزمة في حالة عدم احترام ما تم االتفاق عليه‪.‬‬
‫اإلجراء املوالي هو االستجابة للستدعاءات املوجهة إليه من أي سلطة أو من أي شخص مؤهل معين من قبل القاض ي‪ ،‬أي‬
‫أنه في الحالة التي ال يلتزم فيها املتهم بالحضور أمام قاض ي التحقيق إدا طلب منه دلك تتوجه له بالطبع استدعاءات من عدة‬
‫جهات تابعة لقاض ي التحقيق‪ ،‬ودلك لتأكيد ضرورة االمتثال ملجريات التحقيق خلل سائر مراحله‪.‬‬
‫إجراء آخر وهو الخضوع لتدابير املراقبة املتعلقة بالنشاط املنهي أو حول املثابرة على تعليم معين‪ :‬بمعنى الخضوع للسلطة‬
‫أو للشخص الذي عينه قاض ي التحقيق ملراقبة نشاطه املنهي أو التعليمي عن طريق اطلعه على الوثائق وعلى املعلومات‬
‫املتعلقة بالعمل أو الدراسة‪ ،‬مثل هدا املتهم لديه نشاط منهي أو أنه يتلقى تعليما معينا فهده املسألة تكون تحت الرقابة‬
‫القضائية‪ .‬عن طريق مادا؟؟؟‬
‫عن طريق أنه يكون هناك شخص له سلطة تلزم هدا املتهم دائما بأن يخبرها ويعطيها الوثائق واملعلومات املتعلقة بدلك‬
‫النشاط الذي يقوم به أصل أو الدراسة التي يقوم بها‪.‬‬
‫إجراء آ خر وهو إغلق الحدود‪ ،‬فهده الحدود ليست هي الحدود التي تكلمنا عنها في البداية فإغلق الحدود الذي نتكلم عنه‬
‫هنا هو إغلق الحدود الخارجية يتم اتخاذه تجنبا ملغادرة املتهم للتراب الوطني‪.‬‬
‫إدن هنا إغلق الحدود هو تجنبا ملغادرة املتهم للتراب الوطني ولضمان حضوره أمام قاض ي التحقيق يأخذ بالنضر هنا الى‬
‫طبيعة الجريمة وملبساتها وكدلك شخصية املتهم وسلوكياته والسوابق القضائية‪ .‬وهناك أمثله ﻷشخاص يكونون متابعين‬
‫بجرائم معينة ال يعطى لهم الحق بمغادرة التراب الوطني مادام أنه لم يحكم عليه‪ ،‬فهو الزال في مرحلة التحقيق فهدا اإلجراء‬
‫هو إجراء صائب ملادا؟؟؟ ﻷنه ال زلنا لم نصل الى القضية التي هو متابع بشأنها وبالتالي يتم إغلق الحدود في وجهه فهو ليس‬
‫له الحق في مغادرة الحدود والقضية لم يحسم فيها نهائيا‪.‬‬

‫‪102‬‬
‫توجه نسخة من هدا اﻷمر للسلطات املسؤولة عن مراقبة الحدود هاته اﻷخيرة يعني السلطات هي ملزمة بمراقبة مدى امتثال‬
‫املتهم لهدا اإلجراء‪ ،‬وإشعار قاض ي التحقيق بكل تصرفات املتهم وأن تتخذ بشأنه ما تراه مناسبا من تدابير وإجراءات في حالة‬
‫عدم التزامه‪ .‬بطبيعة الحال من بين اإلجراءات التي يمكن أن تتخذ في حقه هو االعتقال االحتياطي‪ ،‬مثل ألزمناه بأنه ليس له‬
‫الحق في مغادرة الحدود ولكن كل مرة بحاو استعمال وسيلة ما للمغادرة فاإلجراء الذي يمكن أن يتخذ في حقه هو االعتقال‬
‫االحتياطي‪.‬‬
‫هناك إجراء آخر وهو تقديم الوثائق املتعلقة بالهوية السيما جواز السفر ودلك إما لكتابة الضبط أو مصلحة الشرطة أو‬
‫الدرك امللكي مقابل وصل وها اإلجراء هو من أجل ضمان حضور املتهم دائما أمام التحقيق‪ ،‬حيت ألزمه بتسليم بطائق‬
‫الهوية ونجد املشرع يؤكد لنا على جواز السفر ودلك لضمان عدم مغادرته للتراب الوطني‪ ،‬والوصل الذي يسلم للمتهم توضع‬
‫عليه صورة يسجل فيه أنه قدم له مقابل وثيقة الهوية بعد انتهاء مدته وتكلمنا على املدة أنها شهران قابلة للتجديد خمسة‬
‫مرات وبعد انتهاء مدته املتعلقة بتقديم الوثائق يعيد الوصل للجهة مثل وضعه عند كتابة الضبط يعيده لها أو الدرك امللكي‬
‫يرجع الوصل ويقوم بأخذ الوثيقة املسحوبة منه‪.‬‬
‫إجراء آخر وهو املنع من سياقة جميع الناقلت أو بعضها‪ :‬يتضمن هدا اإلجراء إجراءات املنع من السياقة أو تسليم رخصة‬
‫السياقة لكتابة الضبط مقابل وصل إدن بما اننا منعناه من السياقة فهدا يعني أنه ال يمكن أن تبقى بحوزته تلك الوثائق‬
‫املتعلقة بالسياقة فهو ملزم بتسليم رخصة السياقة لكتابة الضبط مقابل وصل مع إمكانية أنه يمكن أن يؤددن له‬
‫باستعمال رخصة السياقة ملزاولة نشاطه املنهي‪.‬‬
‫اإلجراء اآلخر أيضا هو املنع من االتصال ببعض اﻷشخاص املحددين على وجه الخصوص من قبل قاض ي التحقيق؛ السلطة‬
‫التقديرية تبقى لقاض ي التحقيق فهو الدي يحدد ويأخذ بعين االعتبار مدا تأثير هدا االتصال على سير التحقيق فهو يمنعه‬
‫من االتصال بأشخاص معينين‪.‬‬
‫هناك إجراء آخر أيضا وهو الخضوع لتدابير الفحص والعلج أو لنضام االستسقاء السيما من أجل إزالة التسميم فهذا‬
‫التدبير ليست له طبيعة عقابية ولكنها علجية فالتدبير الوقائي الغاية منه هيا االهتمام بصحة املتهم‪.‬‬
‫إجراء آخر وهو إيداع الكفالة املالية‪ :‬يحدد قاض ي التحقيق مبلغها وأجل أدائها حيت نجد أن قواعد املسطرة الجنائية نصت‬
‫على هدا التدبير في إطار القواعد العامة‪ ،‬وهو ليس تدبيرا جديدا وغالبا ال يلجأ إليه إال نادرا‪ .‬بطبيعة الحال عندما نحدد‬
‫تلك الكفالة املالية يؤخذ بعين االعتبار الحالة املادية للمتهم ودلك وفقا ملقتضيات املادة ‪ 170‬من قانون املسطرة الجنائية‪.‬‬
‫هناك إجراء أخر وهو عدم منعه من مزاولة بعض االنشطة املهنية اجتماعية أو مدنية أو تجارية ماعدا االنتخابية أو النقابية‬
‫إدا كانت الجريمة مرتبطة بهده املجاالت‪.‬‬

‫‪103‬‬
‫عدم إصدار الشيكات كدلك يعتبر من بين تدابير املراقبة في هده الحالة يتم منعه من إصدار الشيكات واإلجراء الدي يتم‬
‫القيام به في هده الحالة هو إشعار فرع الوكالة البنكية املؤسسة أو املصلحة املسيرة لحسابه البنكي وبنك املغرب يعني يتم‬
‫إعلمهم أن هدا الشخص ليس له الحق إلصدار الشيكات ودلك طبقا للمادة ‪ 174‬من قانون املسطرة الجنائية‪.‬‬
‫هناك إجراء آخر أيضا وهو عدم حيازة اﻷسلحة وتسليمها للجهات اﻷمنية مقابل وصل‪ ،‬فهو ليس له الحق في حيازة سلح‬
‫وحتى وإن كان له سلح فيتعين عليه أن يقوم بتسليمه للجهات اﻷمنية مقابل وصلفها اﻷمر نجد فيه أمرين‪:‬‬
‫اﻷمر اﻷول هو املنع من الحيازة‪ ،‬ليس له الحق في أن تكون لديه وإن كانت لديه فيجب عليه تسليمه للجهات املعنية‪.‬‬
‫اﻷمر الثان وهو تقديم ضمانات شخصية أو عينية يحددها قاض ي التحقيق تستهدف ضمان حقوق الضحية‪ ،‬فهدا التدبير‬
‫هو شبيه بالكفالة املالية ولكن هناك اختلف وهو أنه بالنسبة للتدبير املتعلق بالكفالة املالية لهو تدبير رقم ‪ 13‬هو لتفادي‬
‫االعتقال االحتياطي‪ ،‬أما في هده الحالة وهيا حالة تقديم ضمانات شخصية أو عينية فهو من الضمانات الخاصة بالضحية‪.‬‬
‫اإلجراء اﻷخير هو إثبات مساه مة املتهم بالتحملت العائلية‪ :‬إثبات مساهمة املتهم في التحملت العائلية هو غالبا ما يتخذ‬
‫هدا اإلجراء بالنسبة لجنحة إهمال اﻷسرة‪ .‬ما الغاية منه؟؟؟ الغاية منه هي أنه لكي ليتخدد في حقه االعتقال ﻷن الشخص‬
‫يتحمل مسؤولية عائلته الى غير دلك وبالتالي ال يخضع للعتقال وإنما يخضع للثبات‪ ،‬بمعنى إثبات مساهمة املتهم في‬
‫التحملت العائلية‪ .‬فمن خلل هذا املقتض ى امللحظ هو أن املشرع حدد هاته املقتضيات من أجل تفادي اإليداع بالسجن‪.‬‬
‫إدن إن أهم ما تتميز به هده التدابير هو التنوع وبالطبع يكون تنفيذ هذا التدبير يخضع لشكليات وإلجراءات معينة تمت‬
‫اإلشارة إليها في نصوص متفرقة في حاالت معينة وكدلك في حاالت أخرى نجد أن لها نصوص خاصة وهنا نحيل على املواد‬
‫من ‪ 162‬إلى ‪ 173‬ونجد أن البعض منها يخضع لشكليات عامة كما هو منصوص عليه في املادة ‪ 163‬و‪.165‬‬
‫إدن قلنا إن قاض ي التحقيق له أن يصدر مجموعة من اﻷوامر واﻷوامر لتكلمنا عليها هيا اﻷمر بالحضور واﻷمر باإليداع‬
‫بالسجن وكدلك اﻷمر بإلقاء القبض‪ .‬فما الغاية منها؟؟؟ الغاية منها هي إنجاح اﻷمر باالستنطاق وبعد هدا االستنطاق يمكن‬
‫لقاض ي التحقيق القيام بإجراء موالي هدا اإلجراء الدي يضمن حضور املتهم في كل وقت وحين ولكن في حاالت أخرى قد‬
‫يستدعي اﻷمر عدم اللجوء إلى اإلجراءات املتعلقة باملراقبة القضائية ويقتض ي اﻷمر ان يتم وضع الشخص رهن االعتقال‬
‫االحتياطي‪ ،‬فاالعتقال االحتياطي هو تدبير ال يصدر إال عن قاض ي التحقيق‪ .‬متى؟؟ في الجنايات والجناح املعاقب عليها‬
‫بعقوبة سالبة للحرية‪ .‬فاالعتقال االحتياطي ال يكون إال بعد استنطاق املتهم من قبل قاض ي التحقيق لكن ﻷيمن اتخاذه من‬
‫قبل النيابة العامة وال من قبل ضابط الشرطة القضائية‪ .‬ملادا؟؟؟ ﻷنه يتخذ في مرحلة قضائية في مواجهة املتهم‪ ،‬ﻷنه عندما‬
‫نصل إلى قاض ي التحقيق فنحن ندخل في مرحلة قضائية وﻷنه عندما نكون في النيابة العامة وضابط الشرطة القضائية لم‬
‫يتم البت بعد في نقط معينة ﻷنه من املمكن أن تصل الشكاية للنيابة العامة وتصدر أمر بعدم املتابعة لكن عندما يصدر‬
‫قاض ي التحقيق منعه إدن فاﻷمر فيه متابعة وبالتالي فتلك املتابعة النتيجة التي ستعطيها لنا بناء على ما توصل له قاض ي‬
‫التحقيق‪ ،‬يعني تعميق البحت كما يقال وهنا التحدت عن البحت وإنما تعميق التحقيق لكي نصل إلى حقيقة املسألة‪.‬‬

‫‪104‬‬
‫قلت إنه ال يتم اتخاذه من قبل النيابة العامة وال من قبل ضابط الشرطة القضائية ملادا؟؟ﻷنه ال بتم بالصيغة القضائية في‬
‫حين أن ما يمكن أن تقوم به النيابة العامة وضابط الشرطة القضائية فما تقوم به النيابة العامة ال يعتبر اعتقال احتياطي‬
‫وليعتبر قائمة وفقا ملقتضيات املادة ‪ 173‬و‪ 174‬من قانون املسطرة الجنائية هو االعتقال فقط‪.‬‬
‫أما ضابط الشرطة القضائية فما يقوم به وكما سبقت اإلشارة إليه هو الوضع تحت الحراسة النظرية‪ ،‬وحتى املدة هي‬
‫مختلفة ما بين االعتقال االحتياطي وبين الحراسة النظرية‪ ،‬فاالعتقال الذي تقوم به النيابة العامة تكون بعده إجراءات‬
‫أخرى سوف تأتي فيما بعد‪ .‬فاالعتقال االحتياطي عندما نقوم به فهنا املتهم هو خاضع في اﻷصل للتحقيق يكون في االعتقال‬
‫االحتياطي وفي نفس الوقت خاضع للتحقيق‪ .‬مثل االعتقال الذي تقوم به النيابة العامة مزال موصلنا يقدر ميكونش من‬
‫وراه تحقيق أو يمكن تقديم أمام النيابة العامة وتتخذ في شأنه إجراء من اإلجراءات املعينة‪ .‬ربما من ضمن هده اإلجراءات‬
‫ان تحيله على قاض ي التحقيق ‪،‬لكن بالنسبة ملا يقوم به قاض ي التحقيق فاالعتقال االحتياطي يكون في املرحلة التي يكون‬
‫فيها التحقيق‪ ،‬وتختلف مدته حسب فرضيتيه الواردتين في املادتين ‪ 176‬و‪ 177‬من قانون املسطرة الجنائية فاملادة ‪176‬‬
‫نصت على انه ال يجوز ان تتجاوز مدة االعتقال االحتياطي بالنسبة للجنح شهرا واحدا ‪،‬لكن إذا ظهر عند انصرام أجله‬
‫ضرورة استمرار االعتقال في هاته الحالة يجوز التمديد بمقتض ى أمر قضائي معلل تعليل خاصا والتمديد يمكن أن يكون‬
‫مرتين بناء على طلبات النيابة العامة التي يجب أن تكون بدورها مدعمة بأسباب‪ .‬إدن ماهي اﻷسباب التي جعلتها تطلب هدا‬
‫التمديد؟؟ إدا مرت املدة تتخذ خللها أوامر اإلحالة املضمنة في املادة ‪ 217‬هنا وجب إطلق سراح املتهم بقوة القانون‬
‫واستمرار التحقيق معه وهو في حالة سراح‪.‬‬
‫إدن املادة ‪ 176‬تحد لنا مدة االعتقال االحتياطي بالنسبة للجنح وهي مدة شهر واحد‪ .‬فإذا مرت مدة شهر يعني انصرمت املدة‬
‫ولكن ال زلنا في حاجة إلى التحقيق هنا يمكننا التمديد والتمديد يكون ملرتين وهاتين املرتين تكون بناء على طلب من النيابة‬
‫العامة التي هي اﻷخرى عليها أن تبين ماهي اﻷسباب التي جعلتنا نقوم بهدأ التمديد إذا مرت مدة االعتقال سواء االصلية أو‬
‫التي تم تمديدها ولم يصدر خلل هده املدة أي أمر من أوامر اإلحالة الواردة في املادة ‪ 217‬هنا وجب إطلق سراح املتهم‪.‬‬
‫ما ملقصود بأوامر اإلحالة؟؟‬
‫سنذهب إلى املادة ‪ 217‬من قانون املسطرة الجنائية لكي نعرفها‪ ،‬حيت نصت على أنه إدا تبين لقاض ي التحقيق لدى املحكمة‬
‫االبتدائية أن االفعال تكون مخالفة وأحال امللف على النيابة العامة وأمر بوضع حد للوضع تحت املراقبة القضائية‬
‫وباإلفراج عن املتهم املعتقل مالم يكن معتقل لسبب آخر‪ ،‬والفكرة هنا مثل أن شخصا هو رهن االعتقال االحتياطي وهنا‬
‫نتكلم على قاض ي التحقيق باملحكمة االبتدائية‪ ،‬تبين له أن اﻷمر يتعلق بمخالفة‪ .‬هنا ما هو دور قاض ي التحقيق؟؟ نحن قلنا‬
‫ان مدة االعتقال االحتياطي هي شهر قابلة للتمديد ملرتين فيجب علينا أن نبين اﻷسباب التي جعلتنا نقوم بهذا التمديد ملادا‬
‫قمنا بهذا التمديد؟؟‬

‫‪105‬‬
‫قلنا إنه إذا مرت املدة سواء مدة شهر أو التي أتت بعد التمديد ولم يتم اتخاذ أي إجراء من إجراءات اإلحالة وهنا يتم اتخاذ‬
‫إجراء وهو إطلق سراح املتهم بقوة القانون إدا صدر هدا اإلجراء باإلحالة وقد أعطينا متال بالحالة التي تكون فيها مخالفة‪.‬‬
‫فإدا كانت مخالفة فقاض ي التحقيق يحيل امللف على النيابة العامة ويأمر بوضع حد للعتقال‪ .‬إدا كان الوضع تحت املراقبة‬
‫يقوم بوضع حد له أما إدا كان معتقل اعتقاال احتياطيا نقوم باإلفراج عنه في الحال مالم يكن معتقل لسبب آخر غير هدا‬
‫الش يء الذي تكلمنا عنه‪ .‬مثال‪ :‬متابع ضن أنها جنحة ولكن هي ليست جنحة وإنما مخالفة إدا تعلق اﻷمر بجنحة أصدر قاض ي‬
‫التحقيق أمرا بإحالة املتهم على املحكمة املختصة‪ .‬يبت قاض ي التحقيق في شأن االعتقال االحتياطي واﻷمر بالوضع تحت‬
‫املراقبة القضائية يعني من هو الدي يضع لنا حدا للمراقبة القضائية واالعتقال االحتياطي هو قاض ي التحقيق يحيل قاض ي‬
‫التحقيق ملف القضية على وكيل امللك من أجل االستدعاء وذلك طبقا ملا هو منصوص عليه في املادتين ‪ 308‬و‪ 309‬من‬
‫قانون املسطرة الجنائية يخفض اﻷجل املقرر في الفقرة اﻷولى من املادة ‪ 309‬بعده إلى ‪ 5‬أيام إدا كان املتهم معتقل‪.‬‬
‫إدا تعلق اﻷمر بجناية صرح قاض ي التحقيق بعدم اختصاصه وإحالة امللف على النيابة العامة نطبق عندئذ أحكام املادة‬
‫‪ 215‬من قانون املسطرة الجنائية ملادا؟؟ قلنا إدا تعلق اﻷمر بجناية ﻷنه كن تكلموا على قاض ي التحقيق أمام املحكمة‬
‫االبتدائية هنا الى كان دار اعتقال احتياطي وتبت له أن اﻷمر يتعلق بجناية فاﻷمر الدي يصدره هو عدم االختصاص هدا‬
‫فيما يتعلق باملادة ‪.176‬‬
‫املادة ‪ 177‬من قانون املسطرة الجنائية( التي تحدد لنا مدة االعتقال في الجنايات وهي شهرين فإذا ظهر بعد انصرام اﻷجل‬
‫ضرورة استمرار االعتقال االحتياطي جاز لقاض ي التحقيق تمديده بمقتض ى أمر معلل تعليل خاصا يصدره بناء على طلبات‬
‫النيابة العامة مدعما بأسباب التمديد وال يمكن أن تكون التمديدات إال في حدود خمسة مرات ولنفس املدة إدا لم يتخدد‬
‫قاض ي التحقيق أمرا بانتهاء التحقيق أتناء هده املدة ‪،‬يطلق سراح املتهم بقوة القانون ويستمر التحقيق ) إدن هنا لدينا‬
‫مقتض ى يتكرر وهو أنه في حالة االعتقال االحتياطي مرت املدة سواء في الجنحة أو الجناية مرت املدة ولم يتخدد بشأن‬
‫املعتقل أي إجراء هنا يطلق سراحا بقوة القانون‪ ،‬متى يطلق سراح املتهم بقوة القانون؟؟ الجواب‪ :‬وهو في حالة اعتقال‬
‫احتياطي من أجل جنحة أو جناية ولم يتخذ في حقه أي إجراء بالنسبة للجنحة وبالنسبة للجناية فيجب أن يصدر أمر بانتهاء‬
‫التحقيق ففي هده الحالة يطلق سراح املتهم بقوة القانون ويتابع التحقيق معه وهو في حالة سراح‪.‬‬
‫في حالة انقضاء مدة هذا االعتقال االحتياطي قلنا إنه يمكن وضع حد للعتقال االحتياطي في أي وقت‪ .‬إدن عندنا املدة عندنا‬
‫شهر في الجنحة وشهرين في الجناية وهي قابلة للتمديد مرتين بالنسبة للجنحة و‪5‬مرات بالنسبة للجناية إال أنه يمكن وضع‬
‫حد لهدا االعتقال االحتياطي في أي وقت‪ ،‬إذا اختفت اﻷسباب الداعية إلى اتخاذه ودلك عن طريق ما يعرف باإلفراج املؤقت‪،‬‬
‫سمح القانون باللجوء إليه أوال في جميع مراحل الدعوى‪ .‬ثانا بالنسبة لجميع املتهمين وهنا نميز بين اإلفراج املؤقت والوجوبي‬
‫والجوازي‪.‬‬
‫اإلفراج املؤقت الوجوبي يتم في تلت حاالت؛‬

‫‪106‬‬
‫الحالة االولى‪ :‬وهي التي تنتهي فيها مدة االعتقال لهي شهر بالنسبة للجنحة قابلة للتمديد مرتين أو شهرين بالنسبة للجنايات‬
‫قابلة للتجديد خمس مرات‪ ،‬مرت هده املدة دون أن يتخذ قاض ي التحقيق أمرا بانتهاء هدا التحقيق وذلك طبقا للمواد ‪176‬‬
‫و‪ 177‬من قانون املسطرة الجنائية دائما بعين االعتبار ما تحدثنا عنه في الجنحة نتكلم على اإلحالة وفي الجناية نتكلم على‬
‫انتهاء التحقيق ففي هذه الحالة وجب على قاض ي التحقيق إطلق سراح املعتقلين بقوة القانون‪ .‬وهم في حالة سراح‪.‬‬
‫الحالة الثانية‪ :‬وهي املضمنة في املادة ‪ :179‬وهي التي تخول للمتهم في الحالة التي ال يبت فيها قاض ي التحقيق في طلب اإلفراج‬
‫املؤقت خلل خمسة أيام املحددة في املادة ‪ .179‬الفقرة الثانية هنا املتهم يرفع طلبه إلى الغرفة الجنحية بمحكمة االستئناف‬
‫التي تبت في هادا الطلب داخل أجل ‪ 15‬يوم ودلك بعد أن تقدم لها النيابة العامة ملتمسات كتابية معللة وإال يقع مباشرة‬
‫اإلفراج املؤقت عن املتهم مالم يكن هناك إجراء إضافي للتحقيق‪.‬‬
‫الحالة الثالثة‪ :‬وهي الحالة التي يصدر فيها قاض ي التحقيق اﻷمر بعدم املتابعة لكونه يبين له أن اﻷفعال إما أنها ال تخضع‬
‫للقانون الجنائي أو أنها لم تعد خاضعة للقانون الجنائي أو أن االدلة غير كافية أو لكون الجاني الزال مجهوال ففي هذه الحالة‬
‫وطبقا ملقتضيات املادة ‪ 216‬في فقرتها ‪ 4‬يجب اإلفراج حاال عن املعتقلين احتياطيا حتى ولو استأنفت النيابة العامة أمره‬
‫القاض ي بعدم املتابعة‪ ،‬هذا فيما يتعلق باإلفراج الوجوبي‪.‬‬
‫اآلن سوف نتطرق إلى اإلفراج الجوازي‪ ،‬ملاذا نتكلم عن اإلفراج هنا؟؟ ﻷننا نتكلم عن االعتقال االحتياطي بمعنى االعتقال‬
‫االحتياطي يمكن ان نضع له حدا في أي مرحلة من مراحله‪.‬‬
‫اإلفراج االختياري‬

‫يخضع للسلطة التقديرية لقاض ي التحقيق الذي قد يرى أن مصلحة التحقيق اإلعدادي لم تعد تتطلب اإلبقاء على املتهم‬
‫في حالة اعتقال احتياطي أو عكس ذلك‪.‬‬
‫يمكن أن يتخذ مبادرة تمتيع املتهم بالسراح املؤقت قاض ي التحقيق بعد استشارة النيابة العامة بشرط التزامه بالحضور‬
‫لجميع إجراءات الدعوى كلما دعي لها‪ ،‬إخبار القاض ي بجميع تنقلته‪ ،‬أو باإلقامة في مكان معين‪ .‬كما يمكن ربط اإلفراج على‬
‫املتهم بأن يدلي املعنى باﻷمر بشهادة من مؤسسة عمومية أو خاصة للصحة أو التعليم تؤكد تكلفها باملتهم أثناء مدة هذا‬
‫اإلفراج‪ .‬ويمكن أن يتوقف اإلفراج وجوبا على االلتزام بتقديم ضمانة مالية أو شخصية‪ .‬ويمكن كذلك أن يرفق هذا اإلفراج‬
‫املؤقت بالوضع تحت املراقبة القضائية‪.‬‬
‫كإشارة يمكن أن تكون مبادرة التمتيع بالسراح املؤقت مقتض ى ملتمس تتقدم به النيابة العامة في كل وقت وحين‪ .‬في هذه‬
‫الحالة‪ ،‬يتعين على قاض ي التحقيق البت في ملتمس النيابة العامة خلل أجل ‪ 5‬أيام من تاريخ تقديمه حسب املادة ‪ 178‬ق‪.‬‬
‫م‪ .‬ج‪ .‬قد يكون هذا اﻷمر (املطالبة باإلفراج املؤقت) هو الغالب‪ ،‬قد يكون من طرف املتهم نفسه أو املحامي بواسطة تقديم‬
‫طلب لقاض ي التحقيق شريطة االلتزام بحضور‪ .‬إجراءات الدعوى وإخباره بكل التنقلت وتقديم ضمانة مالية أو شخصية‬

‫‪107‬‬
‫ً‬
‫وفقا ملقتضيات املادة ‪ 178‬ق م ج‪ .‬فبمجرد تلقيه الطلب (قاض ي التحقيق) يوجه امللف للنيابة العامة خلل ‪ 24‬ساعة للدالء‬
‫بملتمساتها في موضوع الطلب‪ ،‬ويشعر برسالة مضمونة املطالب بالحق املدني خلل نفس اﻷجل حتى يتمكن من اإلدالء‬
‫بملحظاته‪ .‬بحيث انه ال يمكن لقاض ي التحقيق إصدار أمره إال بعد ‪ 48‬ساعة من تاريخ إشعاره بتقديم طلب اإلفراج‪.‬‬
‫ً‬
‫يبث قاض ي التحقيق في الطلب املقدم بموجب أمر قضائي معلل خلل ‪ 5‬أيام على اﻷكثر من يوم وضع الطلب (نميز هنا أن‬
‫أجل ‪ 24‬ساعة يتعلق بتوجيه قاض ي التحقيق الطلب للنيابة العامة لكي تبدي ملتمساتها وفي نفس الوقت يقوم بإشعار‬
‫ً‬
‫املطالب بالحق املدني لكي يبدي بملحظاته‪ .‬وقاض ي التحقيق يبث في هذا الطلب بمقتض ى أمر قضائي معلل والبث داخل‬
‫أجل ‪ 5‬ايام على اﻷكثر وفق مقتضيات املادة ‪ 179‬الفقرة ‪ 3‬ق م ج‪ ).‬إذا لم يتم البث في الطلب من قبل قاض ي التحقيق‪ ،‬هنا‬
‫يمكن للمتهم أن يرفع الطلب مباشرة إلى الغرفة الجنحية بمحكمة االستئناف (يطلب الصراح املؤقت)‪ ،‬والتي تبث فيه داخل‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫أجل أقصاه ‪ 15‬يوما‪ ،‬وذلك بعد أن تقدم النيابة العامة ملتمسات كتابية معللة وإال وجب اإلفراج املؤقت مباشرة عن املتهم‪،‬‬
‫مالم يكن إجراء إضافي في التحقيق طبقا للمادة ‪ 179‬الفقرة ‪ 4‬ق‪ .‬م‪ .‬ج‪.‬‬
‫ً‬
‫في حالة رفض قاض ي التحقيق منح اإلفراج املؤقت‪ ،‬يكون أمره قابل للستئناف أمام الغرفة الجنحية من قبل املتهم أو النيابة‬
‫العامة حسب املادة ‪ 222‬ق‪ .‬م‪ .‬ج‪ ،‬إذا خرجت القضية من يد قاض ي التحقيق الذي أمر بالوضع رهن االعتقال االحتياطي‪،‬‬
‫تصبح الجهة املختصة في البث في طلبات اإلفراج املؤقت هي إما هيئة الحكم املحال عليها القضية‪ ،‬إذا كانت هذه الهيئة هي‬
‫غرفة الجنايات أو الغرفة الجنحية فالقرار الصادر عنها يكون غير قابل ﻷي طعن‪ ،‬وقد تكون هي آخر محكمة نظرت في‬
‫القضية إذا تم تقديم طلب نقض لم يقع البث فيه بعد‪ ،‬ويكون قرارها هو اآلخر غير قابل ﻷي طعن املادة ‪ 180‬الفقرة ‪ 3‬ق‪.‬‬
‫م‪ .‬ج‪.‬‬

‫‪108‬‬
‫املحاضرة الحادية عشر‪:‬‬
‫الجزء اﻷول‪:‬‬
‫اإلجراءات املتعلقة بانتهاء التحقيق‪:‬‬
‫نواصل محاضراتنا املتعلقة بمادة املسطرة الجنائية حيث سوف نتحدث اليوم في إطار متابعة إلجراءات التحقيق االعدادي‬
‫حصة سابقة أن هناك مهام خاصة يقوم بها قاض ي‬
‫ٍ‬ ‫اليوم سوف نقف على اإلجراءات املتعلقة بانتهاء التحقيق‪ ،‬فقلنا في‬
‫التحقيق من أجل جمع اﻷدلة من أجل التثبت بين هاته اﻷدلة ﻷننا نتحدث هنا عن استنطاق أولي ثم نتحدث عن استنطاق‬
‫تفصيلي إذن بعد كل هاته اإلجراءات يتوصل قاض ي التحقيق إلى نهاية التحقيق‪.‬‬
‫إشعار النيابة العامة بانتهاء التحقيق واطلعها على امللف‬
‫فهل بمجرد ما ينتهي قاض ي التحقيق يكون له الحق في اتخاذ إجراءات معينة؟ بالطبع نحن نعلم أن فتح التحقيق يكون ً‬
‫بناء‬
‫على امللتمسات الصادرة عن النيابة العامة‪ ،‬فبالتالي وبديهي بما أن فتح التحقيق جاء ً‬
‫بناء على ملتمسات النيابة العامة فلبد‬
‫ً‬
‫من أن يتوجه مباشرة بعد انتهائه من التحقيق أن يتوجه قاض ي التحقيق إلى النيابة العامة لكي يشعرها بانتهاء هذا التحقيق‪،‬‬
‫بحيث يلزم بتوجيه امللف إليها بعد انتهائه من القيام بكل االختصاصات املسندة إليه في هاته املرحلة‪.‬‬
‫وهنا يتوقف قاض ي التحقيق بمعنى يتوقف عمله ال يقوم بأي إجراء في انتظار ملتمسات النيابة العامة‪ ،‬هاته امللتمسات‬
‫أمور معينة‪.‬‬
‫ملتمسات إضافية‪ ،‬إذا رأت أنه البد من التدقيق في ٍ‬
‫ٍ‬ ‫التي تصدر عن النيابة العامة قد تكون‬

‫وقد يكون رأيها هو أن التحقيق قد استوفى الغرض منه‪ ،‬فتكون وجهة نظرها إما اإلحالة على املحكمة املختصة أو عدم‬
‫املتابعة‪.‬‬
‫هذين الرأيين ال يلزمان قاض ي التحقيق أي اإلحالة على املحكمة أو عدم املتابعة ال يلزمان قاض ي التحقيق‪ ،‬وبالتالي له أن‬
‫ً‬
‫يتخذ ما يراه ملئما بالتالي يتوجه إلى اتخاذ أوامر خاصة بانتهاء التحقيق‪ .‬فأول مرحلة هو أنه يجب عليه أن يشعر النيابة‬
‫ملتمسات إضافية أنه يجب عليه أن يدقق في أمور معينة‪ .‬أو أن‬
‫ٍ‬ ‫العامة بانتهاء التحقيق وينتظر ملتمساتها ما إذا كانت‬
‫التحقيق قد استوفى الغرض منه فتكون أراءها إما اإلحالة على النيابة العامة أو عدم املتابعة هذين الرأيين ال يأخذ بهم‬
‫قاض ي التحقيق ولكن يصدر هو أوامر ً‬
‫بناء على ما توصل إليه‪.‬‬
‫اﻷوامر الخاصة بانتهاء التحقيق‪:‬‬
‫هاته اﻷوامر هي ثلث قد تكون اﻷمر بعدم االختصاص وقد يكون هذا اﻷمر هو عدم املتابعة ويمكن أن يكون هو اﻷمر‬
‫باملتابعة‪ ،‬نميز بين هاته اآلراء‪:‬‬
‫‪-1‬اﻷمر بعدم االختصاص‪:‬‬

‫‪109‬‬
‫ً‬
‫مثل في الحالة التي يصدر فيها قاض ي التحقيق عدم االختصاص متى يصدر هذا اﻷمر؟ إذا تبين له أن اﻷفعال التي حقق‬
‫بشأ نها ال تدخل في اختصاصه فمثل كان يحقق في جنحة وثبت له بعد التحقيق أنها جناية وهو قاض ي باملحكمة االبتدائية‬
‫فبالتالي هنا يصدر اﻷمر بعدم االختصاص‪ ،‬ويحيل امللف على النيابة العامة داخل أجل ثمانية أيامه يحيل امللف على الجهة‬
‫املختصة؟ ال‪ ،‬يحيله على النيابة العامة التي أسندت له املهمة وهنا نتحدث عن مقتضيات املادة ‪ .215‬ما مصير اإلجراءات‬
‫التي يكون قد قام بها؟ اﻷمر الصادر هنا هو عدم االختصاص بالتالي يحيل امللف ويصدر اﻷمر بعدم االختصاص ويحيله على‬
‫النيابة العامة داخل أجل ثمانية أيام هي التي أعطته اﻷمر ال يحيل على الجهة املختصة اإلجراءات التي قام بها أثناء التحقيق‬
‫في هذه املرحلة ما مصيرها؟ كل أمر صدر عنه في حق املتهم تظل له قوته التنفيذية فكل اإلجراءات التي قام بها واملتعلقة‬
‫باملتابعة أو التحقيق تحتفظ بأثرها القانوني هذا عن اﻷمر بعدم االختصاص‪.‬‬
‫‪ - 2‬اﻷمر بعدم املتابعة‪:‬‬
‫نجد أن املادة ‪ 216‬حددت الحاالت التي يصدر فيها هذا اﻷمر على سبيل الحصر وهذه الحاالت تستند إلى عنصرين‬
‫أساسيين‪:‬‬
‫‪-‬العنصر القانوني‪ :‬والذي يحيلنا إلى الركن القانوني في الجريمة‪ ،‬فبالتالي اﻷفعال التي قام فيها قاض ي التحقيق بأعماله‪ ،‬هاته‬
‫بوصف جنائي بالتالي ال تتشكل فيها أصناف الجريمة ال تشكل ال جناية وال جنحة وال مخالفة‪ ،‬أو أن هذا‬
‫ٍ‬ ‫اﻷفعال ال توصف‬
‫ً‬
‫الفعل كان مجرما لكن لم تعد له هاته الصفة الجرمية بعد إلغاء القانون الذي كان يجرمها‪ ،‬وهنا نحيل على مقتضيات‬
‫الفصول ‪ 3‬و‪ 4‬و‪ 5‬من القانون الجنائي‪ ،‬أو أن الفعل الذي قام بشأنه تتوفر فيه ٌ‬
‫سبب من أسباب التبرير واالباحة واملشار‬
‫له في الفصل ‪ ،124‬هذا فيما هذا فيما يتعلق بالعنصر القانوني‪.‬‬
‫ً‬
‫عنصر واقعي والذي‬
‫ٍ‬ ‫‪-‬العنصر الواقعي‪ :‬دائما نتحدث عن اﻷمر بعدم املتابعة إذا كان اﻷمر الصادر بعدم املتابعة يرتكز على‬
‫يتجسد إما في عدم كفاية اﻷدلة مما يرجح البراءة‪ ،‬أو أنه لم يتم الكشف عن املتهم بمعنى أن املتهم ظل مجهوال أو أن البحث‬
‫والتحقيق الذي قام به قاض ي التحقيق لم يسفر عن وجود أدلة كافية لتوجيه االتهام‪ ،‬في هاته الحالة ما هو اﻷثر الذي‬
‫سوف يكون له تأثير على اإلجراءات التي سبق لقاض ي التحقيق القيام بها؟ في هاته الحالة تسقط كل اإلجراءات املوالية‪ ،‬يبت‬
‫ً‬
‫ﻷسباب‬
‫ٍ‬ ‫قاض ي التحقيق في رد اﻷشياء املحجوزة‪ ،‬يصفي صائر الدعوة‪ ،‬يفرج حاال على املتهمين ما لم يكن قد تم اعتقالهم‬
‫ً‬
‫أخرى رغم استئناف النيابة العامة‪ ،‬وينتهي مفعول املراقبة القضائية‪ .‬قرار عدم املتابعة هذا يمكن أن يكون جزئيا وهنا‬
‫نحيل على املادة ‪ 219‬من قواعد املسطرة الجنائية‪.‬‬
‫ثم هناك آثار أخرى التي تختلف حسب العنصر الذي ارتكز عليه في إصدار قرار عدم املتابعة‪ ،‬ما هي هاته اآلثار اﻷخرى؟‬
‫فإذا كان اﻷساس الذي ركز عليه أو الذي بنى عليه عدم املتابعة هو ٌ‬
‫سبب قانوني هنا ال يمكن إعادة التحقيق في حالة ظهور‬
‫عناصر جديدة ففي هذه الحالة إذا أصدر اﻷمر بعدم املتابعة مثل إذا كان ذلك الفعل ال يتوفر على الصفة الجرمية أو أنه‬
‫ً‬
‫لم يعد مجرما هنا في هاته الحالة ال يمكن املطالبة بإعادة التحقيق في حالة ظهور عناصر جديدة‪.‬‬

‫‪110‬‬
‫لكن إذا كان العنصر الذي ارتكز عليه قرار عدم املتابعة هو العنصر الواقعي هنا يمكن إعادة فتح التحقيق في حالة ظهور‬
‫ً‬
‫عناصر جديدة وهنا نحيل على املادة ‪ 229‬مثل كشهادة الشهود أو املستندات واملحاضر هاته املستندات أو املحاضر لم‬
‫يكن باإلمكان عرضها فيما قبل على قاض ي التحقيق لدراستها‪ ،‬وأن من شأن هذه املحاضر واملستندات وبما في ذلك شهادة‬
‫الشهود يمكن أن تعزز اﻷدلة التي كانت ضعيفة‪ ،‬أو تعطي لألفعال تطور ٍ‬
‫ات مفيدة إلظهار الحقيقة‪ ،‬هنا نجد أن النيابة‬
‫العامة تظل لها الصلحية فهي التي لها الحق في أن تقرر ما إذا كان هناك مبرر اللتماس إعادة التحقيق أم ال مبرر لذلك‪،‬‬
‫ً‬
‫بناء على اﻷدلة الجديدة التي ظهرت وهذا ٌ‬
‫أمر بديهي‪ ،‬ملاذا؟ ﻷن على اعتبار أن هي التي تلتمس إجراء التحقيق فبالتالي فحتى‬
‫في الحالة التي تستدعي إعادة التحقيق فتظل من اختصاصها وخاضعة لسلطة امللئمة التي تتوفر لديها‪ ،‬مع العلم أنه ال‬
‫قي مة لهاته العناصر الجديدة التي من شأنها أن تفتح التحقيق من جديد ال قيمة لها إذا توفرت أسباب سقوط الدعوة‬
‫العمومية‪.‬‬
‫> كإشارة أن في الحالة التي يصدر فيها قاض ي التحقيق قرار بعدم املتابعة فهذا اﻷمر يحول دون إمكانية املطالبة بالحق املدني‬
‫من قبل املتضرر أمام قاض ي التحقيق بالرغم من وجود عناصر جديدة‪ ،‬ملاذا؟ ﻷن هنا نتحدث عن دعوة مدنية تابعة كما‬
‫سبق وأن شرحناه وقلنا إنه من بين سبل تحريك الدعوة العمومية هو االدعاء املباشر أمام قاض ي التحقيق‪ ،‬وقلنا إن‬
‫املتضرر يمكن أن يطالب مباشرة قاض ي التحقيق بالتعويض‪ .‬فلماذا لم تعد هاته اإلمكانية قائمة بالنسبة للمتضرر؟ ﻷن‬
‫عنصر واقعي فوجود أحد هذه العناصر يعني عدم وجود جريمة في‬
‫ٍ‬ ‫عنصر قانوني أو‬
‫ٍ‬ ‫عدم املتابعة قلنا إنها تنبني إما على‬
‫اﻷصل‪ ،‬وبالتالي ال يمكن املطالبة باملطالب املدنية أمام قاض ي التحقيق‪.‬‬
‫>وكإشارة أساسية أن إعادة التحقيق تظل باﻷساس من اختصاص النيابة العامة في حالة ظهور عناصر جديدة‪.‬‬
‫‪ -3‬اﻷمر باملتابعة أو اإلحالة على املحكمة املختصة‪ :‬ففي هاته الحالة حينما نتحدث عن اإلحالة على املحكمة املختصة نجد‬
‫أن قاض ي التحقيق يصدر اﻷمر باإلحالة على املحكمة املختصة بعد أن يطلع النيابة العامة على انتهاء التحقيق ويتلقى‬
‫ً‬
‫ملتمسات النيابة العامة طبقا ملقتضيات املادة ‪ ،214‬فإذا قرر القاض ي املتابعة من أجل جنحة أو مخالفة فإنه يحيل اﻷمر‬
‫على املحكمة االبتدائية املختصة‪.‬‬
‫لكن إذا تعلق اﻷمر باملتابعة بجريمة مرتبطة أو متصلة بجناية وكان قد قرر إحالة املتهم على غرفة الجنايات فإنه يحيل‬
‫بالتبعية اﻷشخاص املتابعين من أجل جنحة‪ .‬قاض ي التحقيق باملحكمة االبتدائية يحيل املتهم بالجنحة على املحكمة‬
‫االبتدائية‪.‬‬
‫وإذا تعلق اﻷمر بمخالفة وصدر أمر باملتابعة هنا قاض ي التحقيق يحيل امللف على النيابة العامة حسب مقتضيات املادة‬
‫‪ ،217‬وفي الحالة التي يقرر فيها قاض ي التحقيق اإلحالة على املحكمة االبتدائية في هاته الحالة ال يمكن للنيابة العامة‬
‫التصرف في املتابعة أو النصوص التي اعتمدها قرار اإلحالة ما هو دورها؟ يبقى لها فقط الحق في إنجاز االستدعاء لتعرض‬
‫ً‬
‫املتهم على الجلسة وفقا ملا جاء في قرار اإلحالة ويتم احترام شكلية االستدعاء هنا نتحدث عن مقتضيات املادتين ‪ 308‬و‪.309‬‬

‫‪111‬‬
‫ال تصدر أوامر قاض ي التحقيق بانتهاء التحقيق كما سبق قوله إال بعد تقديم النيابة العامة مللتمساتها‪.‬‬
‫بيانات معينة والزمة وهي‪ :‬اسم املتهم العائلي والشخص ي‪ ،‬سنه‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫واﻷوامر التي تصدر عن قاض ي التحقيق يجب أن تتوفر على‬
‫ً‬
‫تاريخ ومحل االزدياد‪ ،‬قبيلة االنتماء‪ ،‬محل سكناه‪ ،‬مهنته‪ ،‬رقم البطاقة الوطنية‪ ،‬رقم التأجير إذا كان موظفا‪ .‬اإلشارة كذلك‬
‫إلى الوصف القانوني للفعل املنسوب إليه واإلشارة بدقة إلى اﻷسباب املدعمة لوجود اﻷدلة أو عدم وجودها‪.‬‬
‫يوجه قاض ي التحقيق إلى محامي املتهم والطرف املدني خلل ‪ 24‬ساعة لصدور اﻷمر القضائي رسالة مضمونة إلشعارهما‬
‫ً‬
‫بهذا اﻷمر أي اإلحالة‪ .‬وإذا كان املتهم معتقل فإنه يتم إخباره بواسطة رئيس املؤسسة السجنية ويتم إشعار املتهم والطرف‬
‫املدني بنفس الطريقة وداخل نفس اآلجال‪.‬‬
‫ُ‬
‫والنيابة العامة هنا تخبر بجميع اﻷوامر يوم صدورها بواسطة كاتب الضبط‪ ،‬أي أن النيابة العامة تخبر في نفس اليوم الذي‬
‫تصدر فيه هذه اﻷوامر‪ ،‬هذا فيما يتعلق باملقتض ى الخاص باإلحالة‪.‬‬
‫فما هي اﻷوامر التي تصدر عن قاض ي التحقيق في حالة انتهاء التحقيق؟ هناك ثلث أوامر ولكن اإلجراء اﻷساس ي الذي يلزم‬
‫قاض ي التحقيق بالقيام به وهو أن يحيل امللف على النيابة العامة لتبدي ملحظاتها لتتقدم بملتمساتها ﻷنه يمكن أن تكون‬
‫ً‬
‫هناك ملتمسات إضافية من طرف النيابة العامة وتطالب بأن يعمق البحث في نقطة معينة‪ ،‬بعد أن يتم مثل كان القرار وهو‬
‫اإلحالة كيفما كان هذا اﻷمر الذي صدر عن قاض ي التحقيق تجدر اإلشارة إلى أن كل اﻷعمال وكل املقتضيات التي يقوم بها‬
‫قاض ي التحقيق فهي تكون خاضعة ملراقبة‪ ،‬املراقبة اﻷساسية والتي يمكن أن نتكلم عليها هنا هو أنه ال يقوم بأي عمل إال‬
‫اقبة أخرى والتي تتجلى في مسألة استئناف اﻷوامر الصادرة عن قاض ي‬ ‫ً‬
‫بناء على ملتمسات النيابة العامة‪ .‬ولكن هناك مر ٍ‬
‫التحقيق ملاذا؟ ﻷننا نحن نعلم أن اإلجراءات أو ما يترتب عن التحقيق ففيه ٌ‬
‫مس بحقوق اﻷطراف وبحقوق اﻷشخاص وبالتالي‬
‫البد من أن تمارس عليه هاته الرقابة‪.‬‬
‫مراقبة التحقيق اإلعدادي‪:‬‬
‫ٌ‬
‫صلحيات واسعة تسير في هذا املنحى‪ .‬فنجد أن‬ ‫وهنا نجد أن املشرع أوكل للغرفة الجناحية بمحكمة االستئناف وخولها‬
‫الغرفة الجنحية هي التي تتولى هاته املسألة فكيف يتم هذا اﻷمر؟ املشرع نجده أنه وضع مجموعة من الوسائل بواسطتها‬
‫يتم مراقبة إجراءات التحقيق اإلعدادي أمام الغرفة الجنحية‪ ،‬تكوين الغرفة الجنحية وكيفية عملها فهو مشار إليه في‬
‫املطبوع يمكن الرجوع إليه‪ ،‬لكن سوف أقف فقط على العملية التي تتم بشأن استئناف اﻷوامر الصادرة عن قاض ي‬
‫التحقيق‪.‬‬
‫استئناف أوامر التحقيق‪:‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫فنجد أن املشرع خول طبقا للمواد من ‪ 222‬إلى ‪ ،227‬واحتياطيا من أجل اﻷخطاء التي يمكن أن تقع خلل إجراءات‬
‫التحقيق‪ ،‬إمكانية الطعن في اﻷوامر التي تصدر عن قاض ي التحقيق وذلك بتخويل مسألة االستئناف لكل أطراف الدعوة‪،‬‬

‫‪112‬‬
‫وهذا االستئناف فقد يتم إما من طرف النيابة العامة وإما من طرف املتهم وإما من طرف املطالب بالحق املدني‪ ،‬بمعنى أن‬
‫االستئناف يمكن أن تطلبه النيابة العامة أو املتهم أو الطرف املتضرر‪.‬‬
‫‪-1‬الطعن املقدم من طرف النيابة العامة‪:‬‬
‫فبالنسبة للنيابة العامة ما هي اﻷوامر التي لها الحق في استئنافها؟ كل أوامر قاض ي التحقيق هي قابلة للطعن باالستئناف‬
‫ً‬
‫من طرف النيابة العامة‪ ،‬ما عدا اﻷوامر الصادرة بإجراء الخبرة طبقا ملقتضيات املادة ‪.196‬‬
‫‪-2‬من طرف املطالب بالحق املدني‪:‬‬
‫له الحق في أن يستأنف اﻷوامر املتعلقة ب‪:‬‬
‫‪-‬عدم إجراء تحقيق‬
‫‪-‬عدم املتابعة‬
‫‪-‬عدم االختصاص‬
‫‪-‬وكل اﻷوامر التي تمس بمصالحه املادية‬
‫هذا فيما يتعلق بالطرف املدني‪.‬‬
‫‪ -3‬بالنسبة للمتهم‪:‬‬
‫نجد أن املشرع حدد للمتهم ما هي اﻷوامر التي له الحق في استئنافها وهذا التحديد جاء على سبيل الحصر‪ ،‬يتعلق اﻷمر ب‪:‬‬
‫ً‬
‫‪-‬قبول طلبات الطرف املدني وفقا للمادة ‪94‬‬
‫‪-‬اﻷمر برفض اإلفراج املؤقت‬
‫‪-‬اﻷمر باإليداع في السجن‬
‫‪-‬اﻷمر بتمديد فترة االعتقال االحتياطي‬
‫‪-‬اﻷمر برفض طلب إجراء خبرة تكميلية‬
‫‪-‬القرار الصادر برد اﻷشياء املحجوزة‬
‫‪-‬القرار املتعلق بتصفية صائر الدعوة‬
‫‪-‬القرار املتعلق بنشر قرار عدم املتابعة‪.‬‬

‫‪113‬‬
‫ونلحظ أن القرارات التي خولت للمتهم كي يستأنفها هي كل القرارات التي من املمكن أن تمس بحقو ٍق يدعي أنه من حقه كل‬
‫اﻷشياء التي يمكن أن يتشبث بها املتهم نجد أن املشرع خول له الحق في أن يستأنفها وصدر بشأنها أمر عن قاض ي التحقيق‬
‫ً‬
‫فله الحق في أن يقوم باستئنافها مثل اﻷمر برفض اإلفراج املؤقت‪ ،‬اإلفراج املؤقت من سيطالب به؟ املتهم فبالتالي له الحق‬
‫في أن يطالب أو يستأنف في الحالة التي يتم فيها رفض اإلفراج املؤقت‪.‬‬
‫الكيفية التي تتم بها هذه املسألة أي كيف تتم طريقة االستئناف؟ هو أنه يتم تقديم االستئناف إلى كتابة ضبط املحكمة‬
‫ً‬
‫الكائن بها مقر قاض ي التحقيق‪ ،‬بمقتض ى التصريح خلل ‪ 3‬أيام املوالية لتوصل املتهم باﻷمر طبقا ملقتضيات املادة ‪.220‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫في الحالة التي يكون فيها املتهم معتقل يكون التصريح صحيحا إذا تلقته كتابة ضبط املؤسسة السجنية التي يجب أن تقيده‬
‫ً‬
‫سجل خاص‪ .‬ويلزم رئيسها بأن يقوم بتوجيه هذا التصريح إلى كتابة ضبط املحكمة في ظرف ‪ 24‬ساعة إلضافته إلى‬ ‫حاال في ٍ‬
‫امللف تحت طائلة تعرضه لعقوبات تأديبية في الحالة التي ال يقوم فيها بهاته املهمة‪.‬‬
‫إذا قدم االستئناف هنا يوجه قاض ي التحقيق امللف أو النسخة املأخوذة منه إلى النيابة العامة لدى محكمته في ظرف ‪24‬‬
‫ساعة من تاريخ االستئناف‪ .‬إذا تعلق اﻷمر باستئناف قرار قاض ي التحقيق لدى املحكمة االبتدائية هناك نحيل على الفقرة‬
‫ً‬
‫الثانية من املادة ‪ 225‬يحيل وكيل امللك لديها امللف خلل ‪ 48‬ساعة إلى الوكيل العام للملك‪ ،‬هذا اﻷخير يوجه امللف مرفقا‬
‫بمستنداته إلى الغرفة الجنحية ملحكمة االستئناف خلل أجل ‪ 5‬أيام على اﻷكثر من تاريخ التوصل‪.‬‬
‫ً‬
‫قاض ي التحقيق يواصل وفقا للمادة ‪ 226‬أعماله في الحالة التي يكون فيها اﻷمر القضائي املستأنف ال علقة له بانتهاء‬
‫ً‬
‫التحقيق ما لم تصدر الغرفة الجنحية مقررا بخلف ذلك‪.‬‬
‫الجزء الثاني‪:‬‬
‫قاض ي التحقيق‪ :‬يواصل وفقا للمادة ‪ 226‬أعماله في الحالة التي يكون فيها اﻷمر القضائي املستأنف ال علقة له بانتهاء‬
‫التحقيق ما لم تصدر الغرفة الجنحية مقررا بخلف ذلك‬
‫بالنسبة للطرف املدني‪ :‬الكيفية سبق القول إن له الحق في أن يستأنف اﻷوامر الصادرة بعدم إجراء التحقيق‪ .‬اﻷوامر‬
‫املتعلقة بعدم املتابعة‪ ،‬اﻷوامر املتعلقة بعدم االختصاص‪ ،‬اﻷوامر التي تمس مصالحه املادية‬
‫الكيفية التي يقدم بها الطلب‪ :‬فالطلب باالستئناف يتم تقديمه وفقا للمادة ‪ 223‬بمعنى أنه خلل ‪ 3‬أيام املوالية ليوم تبليغ‬
‫اﻷمر القضائي في موطنه الحقيقي أو املختار وكإشارة هنا أن املطالب بالحق املدني ال يمكنه وفقا للمادة ‪ 525‬أن يطلب نقض‬
‫القرار الصادر بعدم املتابعة إال إذا نص القرار على عدم تدخله في الدعوى وإذا أغفل البث في تهمة ما وهذا اﻷمر نجده أنه‬
‫وردت بشأن العديد من اﻷحكام والقرارات القضائية (وكإشارة بعض القرارات واردة في املطبوع)‬
‫هنا انتهت كل مهمات قاض ي التحقيق بإصداره القرارات املتعلقة بانتهاء التحقيق هل من رقابة على اإلجراءات التحقيقية‬
‫التي يقوم بها القاض ي التحقيق وهاته املراقبة تتجلى في أن املشرع قرر من خلل مجموعة من املقتضيات بطلن إجراءات‬

‫‪114‬‬
‫التحقيق كجزاء في الحالة التي ال يحترم فيها القواعد الشكلية واملوضوعية املحددة بمقتض ى قواعد املسطرة الجنائية قلنا‬
‫ونحن في بداية حديثنا عن قواعد املسطرة الجنائية تلك أن هناك جزاءات تتضمنها قواعد املسطرة الجنائية وتتجلى هاته‬
‫الجزاءان من ضمنها البطلن فبالتالي يمكن أن تتعرض القرارات الصادرة عن قاض ي التحقيق للبطلن في حالة عدم احترامها‬
‫للشكليات التي سبق التحدث عنها ﻷن أهم ش يء يمكن التحدث عنه في قواعد املسطرة الجنائية والذي يمكن أن يضفي عليها‬
‫بعض الصعوبة في اننا نستوعب أو ال تستوعب ما يتضمن هو تلك الجزئيات التي يجب أن تكون متضمنه والتي يجب‬
‫احترامها أثناء القيام بإجراءات التحقيق أو البحث أو اإلستنطاق إلى غير ذلك من املقتضيات التي سبق الحديث عنها‬
‫املشرع حدد مجموعة من الضمانات في املواد من ‪ 210‬والى ‪ 2133‬وهاته الضمانات في حالة عدم احترامها وعدم تطبيق كل‬
‫ما جاء فيها فالنتيجة أنه يترتب عن كل اإلجراءات السابقة البطلن‪.‬‬
‫*ماهي اﻷسباب التي يمكن أن يترتب عنها البطلن‪:‬‬
‫يمكن أن يترتب عنه مس أو خرق ملقتضيات جوهرية واملشرع نجده قد اعتمد مصطلحات فضفاضة الغاية منها أن تستوعب‬
‫كل اﻷشياء التي من شأنها أن تتضمن خرقا لقاعدة إجرائية‪ .‬وبهذا الخصوص نجد أن في الحالة التي يكون هناك بطلن إجراء‬
‫من اإلجراءات يتم إحالة هذا اﻷمر على الغرفة الجنحية بمحكمة االستئناف التي لها كامل الصلحية في أن تقرر ما إذا كان‬
‫البطلن مقتصرا وأن هذا البطلن سوف يطاله هذا اإلجراء الفاسد ولن يمتد إلى اإلجراءات اﻷخرى إذا كانت ناتجة ومرتبطة‬
‫او مترتبة عنها هنا دائما تكون استشارة من النيابة العامة وإخبار كل من املتهم واملطالب بالحق املدني‪.‬‬
‫* ما هي الحاالت التي يمكن أن يترتب عنها البطلن‪:‬‬
‫هاته الحاالت أكد عليها املشرع كما سبق القول وردت في املواد من ‪ 210‬إلى ‪ 213‬بمعنى أنه في حالة مثل ‪:‬عدم مراعاة‬
‫ملقتضيات الخاصة بالحضور اﻷولي للستنطاق التي متضمنه في مقتضيات املادتين ‪134‬و ‪ 133‬هنا نتحدث عن ما يجب أن‬
‫يبلغه قاض ي التحقيق إلى الظنين عند حضوره أول مرة أمامه‪ :‬مثل أنه لم يذكر اﻷسباب التي دعت إلى تأجيل االستنطاق‬
‫؛هناك املقتضيات املتعلقة بحضور املحامي املادة ‪139‬؛ هناك مجموعة من املقتضيات مثل عدم احترام املقتضيات‬
‫املتعلقة بالتفتيش الوارد ‪.59.69.62.101‬هذه مقتضيات تلك املقتضيات املتعلقة باإلجراءات الدقيقة للتحقيق‬
‫ﻷننا حينما نتحدث عن مرحلة التحقيق هي مرحلة حاسمة نمحص فيها اﻷدلة التي تم جمعها وتم التوصل إليها‬
‫هنا املشرع يتحدث عن املقتضيات الجوهرية وهذا متضمن في املادة ‪ 212‬فاملشرع تحدث عن مقتضيات جوهرية وسكت‬
‫*ما الغاية من ذلك‪:‬‬
‫هو أن يفسح املجال للقضاء لكي يتصرف بكل حرية وكل ما من شأنه أن يلمس كل املقتضيات التي يمكن أن يكون قد تم‬
‫فيها املس بحقوق اﻷطراف‬
‫*وبالتالي فإذا تبين للقاض ي بطلن إحدى اإلجراءات فماذا يجب عليه أن يفعل‪:‬‬

‫‪115‬‬
‫عليه أن يحيل على الغرفة الجنحية تلك الوثائق بعد استشارة النيابة العامة وإخبار املتهم والطرف املدني وكإشارة أنه يمكن‬
‫املطالبة بتقرير البطلن من طرف قاض ي التحقيق أو النيابة العامة أو املتهم أو املطالب بالحق املدني‪ .‬اإلحالة هنا تكون‬
‫داخل أجل ‪ 15‬أيام في حالة بطلن إجراء معين‬
‫* ما هي النتائج التي يتبين فيها بطلن إجراء معين‪:‬‬
‫تسحب وثائقه من امللف مثل نفترض أنه ذلك اإلجراء موضوعه كان يتعلق بالتفتيش الوثائق املتعلقة بالتفتيش يتم سحبها‬
‫من امللف ويمنع الرجوع إليها الستخلص أدلة ضد أطراف الدعوى هل من جزاء؟ هل من عقوبة تابعة تحت طائلة العقوبة‬
‫التأديبية للقضاة واملحامين في حالة الرجوع لهذه الوثائق‪ .‬ما يلحظ أن القاض ي ليس له الحق في التصرف في اإلجراء الباطل‬
‫رغم أنه هو من أصدره بل عليه إحالته إلى الجهة املختصة‪ .‬مثل تبين له إجراء هل له الحق في تصحيح املسطرة‪ .‬ال‪ .‬بل عليه‬
‫إحالته على الجهة املختصة املتجسدة في الغرفة الجنحية‪.‬‬
‫نظرا للطبيعة الخاصة في قواعد املسطرة الجنائية قلنا حين نخول اﻷمر للمتهم واملطالب بالحق املدني هنا التنازل عن‬
‫البطلن لفائدتهما خول املشرع إمكانية التنازل عن البطلن دون أن تحول للنيابة العامة إمكانية هذا الحق شريطة أن يتم‬
‫التنازل صراحة بحضور محاميهما او بعد استدعاءهما‪ .‬وبالطبع يعرض على الغرفة الجنحية طبقا ملقتضيات املادة ‪211‬‬
‫وهذا االمر لم يخول للنيابة العامة‬
‫إذن يجب ان يكون هذا التنازل صريحا وأن يتم بحضور محامي الطرفين أو بعد استدعاءها وهذا األمر يعرض على‬
‫الغرفة الجنحية وفقا ملا تضمنته املادة ‪ 212‬بحيث يتم عرض التنازل على الغرفة الجنحية وفقا مقتضيات املادة ‪. 211‬‬

‫‪116‬‬

You might also like