Professional Documents
Culture Documents
مدخل إلى علم المنطق - المقدمة
مدخل إلى علم المنطق - المقدمة
11
ٍ
بتطبيقات تفيد في الوصل بين هذين بهذه العلوم مع ضبط مواطن االستفادة منها
المجالين (العلوم اإلسالمية والعلوم اإلنسانية).
وقد حرص مركز نهوض للدراسات والبحوث في هذه السلسلة على استكتاب
برزين في العلوم اإلنسانية ،أو انتقاء الكتب المدخلية باللغات األجنبية
المتخصصين ال ُم ِّ
ِّ
فصح يخلو من الغموض بالقدر الذي يح ِّقق إمكانية المختلفة ،وتقديمها بأسلوب مُ ِ
توسيع تداول الكتاب واالستفادة منه ،دون اإلخالل بمقتضيات المعرفة األكاديمية،
وكذلك تقريبها العلوم اإلنسانية من حقل الدراسات اإلسالمية بنماذج تطبيقية تُبيِّن
إمكانيات االستفادة منها .كما راعى المركز في هذه السلسلة التعريف بالعلم ومدارسه
ومراحل تطوره ،دون إغفال مستجداته الراهنة ،حيث نلحظ أن غالبية كتب المداخل
ٍ
ومعطيات متقادمة ،وكأن ٍ
مرجعيات المتداولة اليوم تقتصر في التعريف بالعلم على
أي مستجدات.
هذا العلم قد توقف عن التطور ،وال يشهد َّ
ويأتي هذا الكتاب الثاني من سلسلة «مداخل منهجية في العلوم اإلنسانية» بعنوان
«مدخل إلى علم المنطق» من تأليف الدكتور سعيد بنتاجر أستاذ علم المنطق في جامعة
الحسن الثاني بالدار البيضاء ،ومراجعة وتقديم الدكتور الطيب بوعزة .وقد حرص
مؤلِّف الكتاب على عدم االقتصار على عرض المنطق الصوري ،كما هو حال أغلب
كتب المداخل ،أو حال المتون المنطقية التعليمية ال ُم َد َّر َسة في المدارس والكليات
الشرعية ،فتجاوز ذلك إلى الجنسين المه َّميْن في التجديد المنطقي المعاصر ،أي:
المنطق الرمزي بدءًا من اليبنز حتى برنكيبيا راسل وواتهايد ،...والمنطق المعاصر بما
هو توسعة نحو منطقيات متعدِّدة القيم ،مع بيان التطبيقات وإيضاح التداخل الجدلي
للمنطق مع العلوم اإلسالمية قدي ًما ،والنظر في كيفية تطوير االستفادة من المنطقيات
المعاصرة.
ولذلك يُ َع ُّد هذا الكتاب -بحقٍّ -كتابًا جامعًا لعلم المنطق التقليدي والمعاصر ،كما
امتاز باإلحالة إلى تطبيقاته التراثية في العلوم اإلسالمية ،واإللماح إلى إمكانات تطبيقاته
في العلوم الفقهية واألصولية اليوم؛ فصار الكتاب إضاف ًة متميزةً إلى الكتابات المدخلية
للمنطق.
12
ومركز نهوض للدراسات والبحوث إذ يقدِّم هذا الكتاب الثاني من سلسلة «مداخل
منهجية في العلوم اإلنسانية» ،فإنه يأمل أن يُسهم هو وغيره من كتب السلسة في ترقية
المستوى المعرفي لطلبة الجامعات العربية في مجالي العلوم اإلنسانية والعلوم اإلسالمية،
على نح ٍو يجاوز االنفصال السائد ،وتمكينهم من األصول واألدوات المنهجية التي
بلورها العلم موضوع التعريف.
13