Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 17

‫"خالف بني العلماء عن الرضاع الكبري‪ :‬دراسة مقارنة"‬

‫‪ :RKFQ4170A‬الفقه املقرن‬

‫الشعبة ‪1 :‬‬

‫إعداد‪:‬‬
‫نور عزاز عفيقة بنت حممد نظري‬
‫الرقم اجلامعي‪(1813724) :‬‬

‫إشراف‪:‬‬
‫الدكتور حسن بن سليمان النيجريي‬

‫قسم الفقه واصوله‬


‫كلية معارف الوحي والعلوم اإلنسانية‬
‫اجلامعة اإلسالمية العاملية مباليزي‬

‫الفصل األول للعام الدراسي ‪2021/2022‬م‬


‫مقدمة‬

‫احلمد هلل رب العاملني وبه نستعني على امور الدنيا والدين‪ .‬والصالة والسالم على أشرف األنبياء واملرسلني‬
‫سيدان حممد وعلى آله وصحبه امجعني‪ .‬أما بعد‪.‬‬
‫وقد درس املؤلف متنوعة من املواضيع واملسائل ذات الصلة ابلفقه املقرن يف هذا الفصل الدراسي‪،‬‬
‫وال سيما منهجية الفقه املقرن يف حتديد احلكم النهائية للمسألة الفقهية‪ .‬وقد يشرح الطالب آراء العلماء‬
‫والفقهاء العديدة عن احلكم يف املسألة وكذلك النظرية املستخدمة لتحديد احلكم يف فقه املقرن‪ .‬وبعد‬
‫ذلك‪ ،‬أصبح للتالميذ احلرية يف التحديد الراجيح عن أنفسهم أبي طريقة يروهنا مناسبة ابلنظر إىل بيئتهم‬
‫وجمتمعهم‪.‬‬
‫ويف تعلم الفقه املقرن‪ ،‬قيمت سلوك التسامح على النحو التايل؛ احرتام وجهات نظر اآلخرين‪،‬‬
‫االعرتاف حبق الناس‪ ،‬االتفاق على خالف‪ ،‬إدراك الظواهر اجملتمعية‪ ،‬عدم إدانة اآلراء املختلفة‪ ،‬و التسامح‬
‫بشأن مسألة الفروع‪ .‬وقد جتلى ذلك يف أفعاهلم قبل وبعد فصل الفقه املقاران‪ .‬عندما كان هناك جمموعة‬
‫أو شخص ما الذي اختلف معهم‪ ،‬وخاصة عندما يتعلق األمر مبشاكل الفقه‪ ،‬وعلى هذا فقد كلف املؤلف‬
‫أثناء املناقشة بتطبيق املنهجية على النحو الالئق يف املوضوع؛ "خالف بني العلماء عن الرضاع الكبري‪:‬‬
‫دراسة مقارنة"‬

‫‪2‬‬
‫احملتويت‬

‫صفحة‬ ‫موضوع‬ ‫رقم‬


‫‪2‬‬ ‫‪ .1‬املقدمة‬
‫‪4‬‬ ‫‪ .2‬تصوير املسألة‬
‫‪6‬‬ ‫‪ .3‬حترير حمل النزاع‬
‫‪6‬‬ ‫‪ .4‬بيان منشأ اخلالف‬
‫‪9‬‬ ‫‪ .5‬بيان آراء العلماء‪ ،‬وأدلتهم‬
‫‪12‬‬ ‫‪ .6‬املناقشة وحتديد القول الراجح‬
‫‪14‬‬ ‫‪ .7‬القول الراجح وسبب الرتجيح‬
‫‪15‬‬ ‫‪ .8‬اخلامتة‬
‫‪16‬‬ ‫‪ .9‬مصادر واملراجع‬

‫‪3‬‬
‫تصوير املسألة‬

‫الرضاع لغتا هي اسم ملص الثدي وشرب لبنه‪ .1‬ورضاعة هي امتص ثديها فهو راضع (مجع رضع)‪.‬‬
‫رضع الثدي رضعا فهو رضيع‪ ،‬وهي رضيعة‪ .2‬وامرأة مرضع هي أي هلا ولد ترضعه‪ ،‬فان وصفة ابرضاع‬
‫الولد‪ ،‬أي شربت لبنها‪ .3‬والرضاع هي بينهما رضاع اللنب (اخوة من الرضاعة‪ .)4‬والرضيع هي الراضع‬
‫‪(5‬أخي من الرضاع)‪.‬‬

‫أما يف اصطالح‪ ،‬املالك عرفه الرضاع هو وصول لنب امرأة للجوف ولو شكا لالحتياط‪ ،‬وان كانت‬
‫املرأة ميتة أو صغرية ال تطيق الوطء أو عجوز قعدت عن الولد‪ 6‬وإن وصل جلوفة بوجور أو سعوط‪ .7‬عرف‬
‫الشافعي أن الرضاع هو اسم حلصول لنب املرأة أو ما حصل منه يف معدة طفل أو دماغه‪.8‬‬

‫يدور موضوع رضاع الكبري حول قصة روى اإلمام مسلم عن أيب حذيفة بن عتبة‪ ،‬الذي كان من‬
‫كطفال‪ .‬ورد يف احلديث أن‬
‫أصحاب النيب‪ ،‬قد تبىن و ًلدا امسه سامل؛كما رسول هللا ﷺ قد تبين زيد حارثة ً‬
‫سامل أرضع سهلة زوجة أيب حذيفة ‪ ،‬ويف ذلك الوقت كان سامل قد بلغ‪ ،‬لكن رسول هللا ﷺ ذكر أن سامل‬
‫قد أصابه حمرماً على سهلة بسبب الرضاعة‪.‬‬

‫‪ 1‬مجال مهدي حممود األكشة‪" ،‬سن ومقدار الرضاع احملرم‪ :‬دراسة فقهية مقارنة"‪ ،‬املقالة كلية الشريعة والقنون بطنطا‪ ،‬الكلية الشريعة‬
‫والدراسات اإلسالمية‪ ،‬اجلامعة األزهار‪ ،‬مصر (‪2019‬م)‪ :‬ص ‪.151‬‬
‫‪ 2‬املرجع نفسه‪.‬‬
‫‪ 3‬املرجع نفسه‪.‬‬
‫‪ 4‬املرجع نفسه‪.‬‬
‫‪ 5‬املرجع نفسه‪.‬‬
‫‪ 6‬الدسوقي‪ ،‬حممد بن أمحد‪ ،‬حاشية الدسوقي على الشرح الكبري‪( ،‬بريوت‪ :‬دار الفكر‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬د‪،‬ت)‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.502‬‬
‫‪ 7‬املرجع نفسه‪.‬‬
‫‪ 8‬الشربيين‪ ،‬مشش الدين‪ ،‬اإلقناع يف حل ألفاظ ايب شجاع‪( ،‬بريوت‪ :‬دار الفكر‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬د‪.‬ت)‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.176‬‬

‫‪4‬‬
‫وحدثنا إسحاق بن إبراهيم احلنظلي وحممد بن أيب عمر‪ .‬مجيعا عن الثقفي‪ .‬قال ابن أيب عمر‪:‬‬
‫حدثنا عبد الوهاب الثقفي عن أيوب‪ ،‬عن ابن أيب مليكة‪ ،‬عن القاسم‪ ،‬عن عائشة‪ ،‬أن سامل موىل أيب‬
‫حذيفة كان مع أيب حذيفة وأهله يف بيتهم‪ .‬فأتت (تعين ابنة سهلة) النيب ﷺ فقالت‪ :‬إن ساملا قد بلغ ما‬
‫يبلغ الرجال‪ .‬وعقل ماعقلوا‪ .‬وإنه يدخل علينا وإن أظن أن يف نفس أيب حذيفة من ذلك شيئا‪ .‬فقال هلا‬
‫النيب ﷺ "أرضعيه حترمي عليه‪ ،‬ويذهب الذي يف نفس أيب حذيفة" فرجعت فقالت‪ :‬إين قد أرضعته‪،‬‬
‫فذهب الذي يف نفس أيب حذيفة‪.9‬‬

‫ويتضح من هذا احلديث أن الرضاعة متت مع بلوغ سليم‪ ،‬ولكن ثبت أن سامل حمرم على سهلة‪.‬‬
‫ومع ذلك‪ ،‬على عكس بعض اآلراء الفقهاء األخرى اليت ترى أن وقت الرضاعة الطبيعية يقتصر فقط‬
‫عندما يبلغ الطفل قبل حولني‪ .‬إذا جتاوزت حولني فال حتسب الرضاعة غري مؤثر‪.‬‬

‫يهدف هذا املوضوع إىل شرح قضية السن يف الرضاعة الطبيعية للحفاظ على عالقة جيدة حالال‬
‫بني الطفل واألسرة املرضعة‪ .‬وهذا احلفظ مشمول يف ابب العورة والنسب وامللكية وغريها‪ .‬وهكذا يركز‬
‫هذا البحث على آراء العلماء يف الرضاعة الكبرية لقناعة احملرم‪ ،‬كما يناقش اختالف آراء العلماء والطوائف‬
‫مث حيدد رأي الراجح بناء على افرتاضات قوية وقريبة من احلقيقة‪.‬‬

‫‪ 9‬مسلم‪ ،‬أبو احلسني مسلم بن احلجاج أبو احلسن القشريي‪ ،‬الصحيح مسلم‪( ،‬القاهرة‪ :‬مطبعة عيسى البايب احلليب وشركاه‪ ،‬د‪.‬ط‪،‬‬
‫‪1900‬م)‪ ،‬كتاب الرضاع‪ ،‬ابب رضاعة الكبري‪ ،‬ج ‪ ،2‬ص ‪ ،1076‬ر ‪.1453‬‬
‫‪5‬‬
‫حتديد أو حترير حمل النزاع أو اخلالف ‪ /‬حتديد موضع اخلالف‬

‫مل خيالف امجاع العلماء على حترمي ابلرضاع على دليل يف سورة النساء من اآلية رقم ‪ 23‬وحديث‬
‫من رواه عائشة رضي هللا قالت‪ :‬قال رسول هللا ﷺ «حيرم من الرضاعة ما حيرم من الوالدة‪ .»10‬اتفاق‬
‫العلماء اجلمهور على أتثري الرضاعة الذي يكون قبل استغناء الصيب عنه ابلفطام‪ ،‬أن الرضاعة مؤثر‪ .‬والكن‬
‫كان هناك اختالف بني العلماء يف هذه مسألة رضاع الكبري يف تثبت السن أما اذا كان إن رضاع الكبري‬
‫تثبت به احملرمية أم ال والتفصيل فمن كان حاله كحال سامل نشر احملرمية واال فال‪.‬‬

‫بيان منشأ اخلالف‬


‫‪ .1‬قصة سامل ابن التبين أيب حذيفة‪.‬‬
‫وبيان القصة هو أن أبو حنيفة كان قد تبىن سامل وزوجته‪ ،‬وكان سامل خادمة المرأة من‬
‫األنصار‪ .‬ما فيه أن اخلالف يف هذا حديث صحيحا‪ ،‬لكن هذا القصة يصبح عدد السؤال‬
‫واألحكام منها‪ .‬اختلف السلف يف هذا احلكم رضاع الكبري‪ ،‬وابلتايل ذهبت عائشة رضي هللا‬
‫عنها اىل ثبت حكم التحرمي وان كان الرضاع ابلغا عاقال‪.11‬‬
‫وما حدث هو أن زوجة أبو حنيفة ريب االبن منذ اليوم كان االبن صغريا‪ .‬وعاش معها يف‬
‫زمان اجلاهلية لسنوات‪ .‬لذلك ابطال التبين‪ ،‬كان ابو حذيفة وزوجته املسلمني الواقافني مع حكم‬
‫هللا لذلك أصبح سامل غريبا‪ .‬لذا سألت الزوجة رسول هللا ﷺ فقالت هلا أرضعيه‪ .‬لقد تفاجأت‬
‫كيف سرتضعه عندما كان رجال‪ .12‬وهو رجل وعلقت حىت أن لديه حلية‪ ،‬فقال هلا رسول هللا ﷺ‬

‫‪ 10‬النسائي‪ ،‬السنن الصغرى للنسائي‪( ،‬حلب‪ :‬مكتب املطبوعات اإلسالمية‪ ،‬ط‪1986 ،2‬م)‪ ،‬كتاب النكاح‪ ،‬ابب ما حيرم من الرضاع‪،‬‬
‫ج‪ ،6‬ص ‪.99‬‬
‫‪ 11‬الطويلعي‪ ،‬فيصل بن سعد علي‪ " ،‬ضوابط الرضاع احملرم‪ :‬دراسة فقهية مقارنة"‪ .‬املقالة حلولية كلية الدراسات اإلسالمية والعرابية‬
‫للبنات ابإلسكندرية‪ ،‬قسم الدراسات اإلسالمية‪ ،‬كلية العلوم واآلداب بطربجل‪ ،‬جامعة اجلوف‪ ،‬السعودية‪2020( ،‬م)‪ :‬ص ‪.723‬‬
‫‪ 12‬املرجع نفسه‪ ،‬ص‪.724‬‬
‫‪6‬‬
‫انه علمت أن الرجل كبري‪ ،‬والعجب أبو حنيفة ألتن يكره سامل دخول زوجته قبل الرضاعة كيف‬
‫ميكن أن يكون ارتياح يف هذه احلالة ؟‬

‫‪ .2‬مذهب مجهور الصحابة والسلف والعلماء‪.‬‬

‫إن مذهب اجلمهور والعلماء أبنه ال حتل الرضاعة الكبرية والدليل على أهنا ال حتل بعد احلولني‪ ،‬ما‬
‫قاله‪ :‬وعلي بن أيب طالب‪ ،‬وابن عباس‪ ،‬وابن مسعود‪ ،‬وجابر‪ ،‬وابن عمر‪ ،‬وأيب هريرة‪ ،‬وأم سلمة‪ ،‬وسعيد‬
‫بن املسيب‪ ،‬والشافعي‪ ،‬ومالك‪ ،‬أمحد ابن حنبل‪ ،‬وإسحاق‪ ،‬وسفيان الثوري‪ ،‬وكذلك أبو حنيفة فخالف‪،‬‬
‫وتالميذه أبو يوسف وحممد‪ ،‬وعلي رأي أبو يوسف وحممد‪ ،‬وهم التحرمي يدور مذهب األحناف‪.13‬‬

‫قال أبو بكر‪ :‬قد كان بني السلف اختالف يف رضاعة الكبري‪ ،14‬فروي عن عائشة أهنا كانت ترى‬
‫رضاع الكبري موجبا للتحرمي كرضاع الصغري‪ ،‬وكانت تروي يف ذلك‪ 15‬حديث سامل موىل أيب حذيفة أن‬
‫النيب ﷺ قال لسهلة وهي امرأة أيب حذيفة‪ :‬أرضعيه مخس رضعات مث يدخل عليك‪ 16‬وكانت عائشة إذا‬
‫‪17‬‬
‫أرادت أن يدخل عليها رجل أمرت أختها أم كلثوم أن ترضعه مخس رضعات مث يدخل عليها بعد ذلك‬

‫‪ .3‬من حالة العورة يف قصة سامل‬

‫‪http://www.saaid.net/bahoth/127.htm‬‬ ‫‪ 13‬موسى الغنامي‪" ،‬حبوث يف رضاع الكبري"‪ ،‬شوهد ديسمرب ‪2021 ،20‬م يف موقع‪:‬‬
‫‪ 14‬اجلصاص‪ ،‬أمحد بن علي أبو بكر الرازي‪ ،‬أحكام القرآن‪( ،‬بريوت‪ :‬دار إحياء الرتاث العريب‪ ،‬د‪.‬ط‪1985 ،‬م)‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.113‬‬
‫‪ 15‬املرجع نفسه‬
‫‪ 16‬املرجع نفسه‬
‫‪ 17‬املرجع نفسه‬
‫‪7‬‬
‫سؤال سهلة امرأة أبو حذيفة‪ ،‬كان بعد نزول عن آية احلجاب‪ ،18‬وهي مصرحة غري جواز به أن ابداء الزينة‬
‫ألي شخص غري يف اآلية‪ ،‬وال يكون ذلك إال ملن استثناه هللا عز وجل منها إال ابلدليل كقضية سامل وما‬
‫هو الشيء نفسه يف احلاجة إىل رفع احلجاب‪ ،‬دون حصره يف حاجة خمصوصة لرفع احلجاب‪ ،‬وليس إىل‬
‫شخص‪ ،‬وليس إىل قدر معني من عمر الرضيع‪ .‬وقد ثبتت يف احلديث سهلة أهنا قالت للنيب ﷺ « إِ َّن‬
‫َسالِماً ذُو ِحلْيَ ٍة فَ َق َ‬
‫ال‪ :‬أ َْر ِضعِ ِيه‪ .»19‬وينبغي أن يكون الرضاع مخس رضعات‪.‬‬

‫‪ .4‬القول الشاذ يف رضاع الكبري‬

‫يف املوطاء امام مالك‪ ،‬قال عروة‪ :‬إن عائشة أم املؤمنني أخذت هبذا احلديث فكانت أتمر أختها أم كلثوم‬
‫وبنات أخيها يرضعن من أحبت أن يدخل عليها من الرجال‪.20‬‬

‫ويروى عن علي وعروة وهو قول الليث بن سعد وأيب حممد بن حزم ونسبه يف البحر إىل عائشة‬
‫وداود الظاهري وحجتهم حديث سهلة هذا وهو حديث صحيح‪ 21‬ال شك يف صحته ويدل له أيضاً قوله‬
‫اع ِة‪( ﴾...‬سورة النساء‪ )23:‬فإنه مطلق غري‬
‫ضَ‬ ‫َخ َواتُ ُكم ِم َن َّ‬
‫الر َ‬ ‫الالِِت أ َْر َ‬
‫ض ْعنَ ُك ْم َوأ َ‬ ‫تعاىل‪َ ... ﴿ :‬وأ َُّم َهاتُ ُك ُم َّ‬
‫مقيد بوقت‪.‬‬

‫ويف املصنف‪ ،‬عبد الرزاق قال‪ :‬أخربان ابن جريج قال‪ :‬مسعت عطاء يسأل‪ ،‬قال له رجل‪ :‬سقتين‬
‫امرأة من لبنها بعد ما كنت رجال كبريا أنكحها؟ قال‪« :‬ال»‪ .‬قلت‪ :‬وذلك رأيك؟ قال‪« :‬نعم» قال عطاء‪:‬‬
‫كانت عائشة‪« :‬أتمر بذلك بنات أخيها‪»22‬‬

‫‪18‬سورة األحزاب‪.53 :‬‬


‫‪ 19‬مسلم‪ ،‬أبو احلسني مسلم بن احلجاج القشريي‪ ،‬صحيح مسلم‪( ،‬القاههرة‪ :‬مطبعة عيسى البايب احلليب وشركاه‪ ،‬د‪.‬ط‪1900 ،‬م)‪،‬‬
‫كتاب الرضاع‪ ،‬ابب رضاعة الكبري‪ ،‬ج‪ ،2‬ص ‪ ،1077‬ر ‪1453‬‬
‫‪ 20‬اإلمام مالك‪ ،‬مالك بن أنس بن مالك‪ ،‬املوطاء اإلمام مالك‪( ،‬بريوت‪ :‬دار إحياء الرتاث العريب‪ ،‬د‪.‬ط‪1985 ،‬م)‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.605‬‬
‫‪21‬‬
‫موسى الغنامي‪" ،‬حبوث يف رضاع الكبري"‪ ،‬شوهد ديسمرب ‪2021 ،20‬م يف موقع‪http://www.saaid.net/bahoth/127.htm :‬‬

‫‪ 22‬الصناعي‪ ،‬ابو بكر عبد الرزاق‪ ،‬املصنف‪( ،‬اهلند‪ :‬اجمللس العلمي‪ ،‬ط‪1983 ،1‬م)‪ ،‬كتاب الطالق‪ ،‬ابب رضاع الكبري‪ ،‬ج‪ ،7‬ص‬
‫‪ ،458‬ر ‪.13883‬‬
‫‪8‬‬
‫قال الزهري يف املصنف‪ :‬فقال هلا فيما بلغنا وهللا أعلم ‪«:‬أرضعيه مخس رضعات‪ ،‬فتحرم بلبنها»‪،‬‬
‫وكانت تراه ابنا من الرضاعة‪ ،‬فأخذت بذلك عائشة‪ ،‬فيمن كانت تريد أن يدخل عليها من الرجال‪ ،‬فكانت‬
‫أتمر أم كلثوم ابنة أيب بكر‪ ،‬وبنات أخيها يرضعن هلا من أحبت أن يدخل عليها من الرجال‪ ،‬وأىب سائر‬
‫أزواج النيب ﷺ أن يدخل عليهن بتلك الرضاعة قلن‪ :‬وهللا ما نرى الذي أمر النيب ﷺ به سهلة إال رخصة‬
‫يف رضاعة سامل وحده‪"23‬‬

‫بيان آراء العلماء‪ ،‬وأدلتهم‬

‫القول األول ‪ :‬إن رضاع الكبري ال تثبت به احملرمية وال حيرم وهم اقوال من مجهور العلماء وهو مذهب‬
‫احلنيفة‪ ،‬واملالكية‪ ،‬والشافعية‪ ،‬واحلنابلة‪ 24‬مع تفاوهتم يف حتديد السن الذي يثبت فيه التحرمي ابلرضاع‪،‬‬
‫اختالف العلماء وأما قال أبو حنيفة هو سنتان والنصف‪ ،25‬وقال زفر هو ثالث سنني‪ ،26‬وقال ابو يوسف‬
‫وحممد‪" :‬ال رضاع اال يف سنتني اال أن يفطم دون ذلك‪ ،"27‬وقال الشافعي هو جعل هللا عز وجل متام‬
‫الرضاع حولني كاملني‬

‫القول الثان‪ :‬أن رضاع الكبري حيرم كما حيرم رضاع الصغري وهو اتفاق مذهب داود والظاهرية‪ .‬استدالل‬
‫ابن حزم الظاهري بقصة سامل على جواز مس األجنيب ثدي األجنبية‪ ،‬والتقام ثديها‪ ،‬إذا أراد أن يرتضع‬

‫‪ 23‬املرجع نفسه‪ ،‬ص‪.459‬‬


‫‪ 24‬الطويلعي‪ ،‬فيصل بن سعد علي‪ " ،‬ضوابط الرضاع احملرم‪ :‬دراسة فقهية مقارنة"‪ .‬املقاالت حلولية كلية الدراسات اإلسالمية والعرابية‬
‫للبنات ابإلسكندرية‪ ،‬قسم الدراسات اإلسالمية‪ ،‬كلية العلوم واآلداب بطربجل‪ ،‬جامعة اجلوف‪ ،‬السعودية‪2020( ،‬م) ص ‪.726‬‬
‫‪ 25‬السرخسي‪ ،‬حممد بن أمحد بن أيب سهل‪ ،‬املبسوط‪( ،‬بريوت‪ :‬دار املعرفة‪ ،‬د‪.‬ط‪1993 ،‬م)‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪.136‬‬
‫‪ 26‬املرجع نفسه‬
‫‪ 27‬السرخسي‪ ،‬حممد بن أمحد بن أيب سهل‪ ،‬املبسوط‪( ،‬بريوت‪ :‬دار املعرفة‪ ،‬د‪.‬ط‪1993 ،‬م)‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪.136‬‬
‫‪9‬‬
‫منها مطلقا‪ ،‬استدالل خطأ‪ ،‬دعاه إليه أن الرضاعة احملرمة عنده إمنا تكون ابلتقام الثدي ومص اللنب‬
‫منه‪ ."28‬كما رؤية عطاء‪ ،‬والليث بن سعد و عروة ابن الزبري و عمر‪.29‬‬

‫استدل القول األول من اجلمهور‪:‬‬

‫اعةَ‪( ﴾...‬سورة‬
‫ضَ‬ ‫ني ۖ لِ َم ْن أ ََر َاد أَن يُتِ َّم َّ‬
‫الر َ‬ ‫ني َك ِاملَ ْ ِ‬
‫ات يُر ِض ْعن أ َْوَال َد ُه َّن َح ْولَ ْ ِ‬ ‫ِ‬
‫﴿والْ َوال َد ُ ْ َ‬
‫‪ .1‬قال تعاىل‪َ :‬‬
‫البقرة‪ .)233 :‬فجعل متام الرضاع يف الشرع مقدر حبولني‪ ،‬فاقتضى أن يكون حكمه يف الشرع‬
‫بعد احلولني خمالفا احلكمة يف احلولني الذي هو التحيم‪ ،‬فدل أن الرضاع بعد ذلك ال حيرم‪ .30‬قال‬
‫ابن حزم لقوله تعاىل يف اآلية مذكورة‪ ،‬فأمر تعاىل الوالدات ابرضاع املولود عامني وليس يف هذا‬
‫الالِِت‬
‫حترمي الرضاعة بعد ذلك‪ ،‬وال أن ينقطع بتمام احلولني‪ .31‬وكان قوله تعاىل‪َ ... ﴿:‬وأ َُّم َهاتُ ُك ُم َّ‬
‫اع ِة‪( ﴾...‬سورة النساء‪ )23:‬ومل يقل يف حولني وال يف وقت دون‬ ‫ضَ‬ ‫َخ َواتُ ُكم ِم َن َّ‬
‫الر َ‬ ‫ض ْعنَ ُك ْم َوأ َ‬
‫أ َْر َ‬
‫وقت زائدا على اآلايت األخر‪ ،‬وعموما ال جيوز ختصيصه إال بنص يبني أنه خمصص له ال بظن‪.‬‬
‫اآليت املذكورات ليس فيه حترمي الرضاعة بعد احلولني‪ ،‬وال أن التحرمي ينقطع بتمام احلولني‪.32‬‬

‫‪ .2‬عن عائشة رضي هللا عنا‪ ،‬قالت‪ :‬دخل على النيب ﷺ وعندي رجل‪ ،‬قال‪«: :‬اي عائشة من هذا؟»‬
‫قلت‪ :‬أخي من الرضاعة‪ ،‬قال‪« :‬اي عائشة‪ ،‬انظرن من إخوانكن‪ ،‬فإمنا الرضاعة من اجملاعة‪ .»33‬أن‬

‫‪ 28‬مجال مهدي حممود األكشة‪" ،‬سن ومقدار الرضاع احملرم‪ :‬دراسة فقهية مقارنة"‪ ،‬املقالة كلية الشريعة والقنون بطنطا‪ ،‬الكلية الشريعة‬
‫والدراسات اإلسالمية‪ ،‬اجلامعة األزهار‪ ،‬مصر (‪2019‬م)‪ ،‬ص ‪.181‬‬
‫‪ 29‬املرجع نفسه‪ ،‬ص‪.168‬‬
‫‪ 30‬املرجع نفسه‪ ،‬ص‪.169‬‬
‫‪ 31‬املرجع نفسه‪ ،‬ص‪.170‬‬
‫‪ 32‬املرجع نفسه‪.‬‬
‫‪ 33‬ايب داود‪ ،‬أبو داود سليمان بن األشعث‪ ،‬سنن ايب داود‪( ،‬صيدا‪ :‬املكتبة العصرية)‪ ،‬كتاب النكاح‪ ،‬ابب يف رضاع الكبري‪ ،‬ج‪،2‬‬
‫ص‪ ،222‬ر‪.2058‬‬
‫‪10‬‬
‫املراد يف اجملاعة ما رضع يف احلولني‪ ،‬فأما من أشبع الطعام فرضاعته ليست برضاع‪ .34‬أي أن‬
‫الرضاعة اليت تثبت هبا احلرمة ةحتل هبا اخللوة هي حيث يكون الرضيع طفال يسد اللنب جوعته‪.35‬‬

‫‪ .3‬عن أم سالمة رضي هللا عنها قالت‪ :‬قال رسول هللا ﷺ‪« :‬ال حيرم من الرضاعة إال ما فتق األمعاء‬
‫يف الثدي‪ ،‬وكان قبل الفطام‪ .»36‬من رأي الكساين أن رضاع الصغري هو يفتق األمعاء‪ ،‬ال رضاع‬
‫الكبري ألن أمعاء الكبري منفتقة ال حتتاج اىل الفتق ابللنب‪.37‬‬

‫استدلوا القول الثان من مذهب داود وأهل الظاهري ‪:‬‬


‫اع ِة‪( ﴾...‬سورة‬
‫ضَ‬ ‫َخ َواتُ ُكم ِم َن َّ‬
‫الر َ‬ ‫الالِِت أ َْر َ‬
‫ض ْعنَ ُك ْم َوأ َ‬ ‫‪ .1‬استدلوا بقوله تعاىل‪َ ... ﴿:‬وأ َُّم َهاتُ ُك ُم َّ‬
‫النساء‪ .)23:‬مل يف هذا آية مل تفارق بني حال صغري و الكبري‪ .‬فجائت هذه الألية عامة يف حترمي‬
‫الرضاع‪ .‬ل قال ابن حزم معلقا مع هذا األية املذكورة‪ :‬ومل يقل تعاىل يف حولني وال يف وقت دون‬
‫زائدا على األية األخر‪ ،‬وعموما ال جيوز ختصيصه اال بنص يبني أنه ال بظن وال مبحتمل ال بيان‬
‫فيه‪.38‬‬
‫‪ .2‬مبا روى عروة عن عائشة قالت‪" :‬جاءت سهلة بنت سهلة إىل النيب ﷺ فقالت إن ساملا كان‬
‫يدعى أليب حذيفة‪ ،‬وإن هللا عز وجل قد أنزل يف كتابه أدعوهم آلابئهم‪ ،‬وكان يدخل علي‪ ،‬وأان‬

‫‪ 34‬مجال مهدي حممود األكشة‪" ،‬سن ومقدار الرضاع احملرم‪ :‬دراسة فقهية مقارنة"‪ ،‬املقالة كلية الشريعة والقنون بطنطا‪ ،‬الكلية الشريعة‬
‫والدراسات اإلسالمية‪ ،‬اجلامعة األزهار‪ ،‬مصر (‪2019‬م)‪ ،‬ص ‪.172‬‬
‫‪ 35‬املرجع نفسه‪.‬‬
‫‪ 36‬الرتمذي‪ ،‬حممد بن عيسى‪ ،‬سنن الرتمذي‪( ،‬مصر‪ :‬شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البايب احلليب‪ ،‬ط‪ ،)1975 ،2‬ج‪ ،3‬ص ‪،450‬‬
‫ر‪.1152‬‬
‫‪ 37‬مجال مهدي حممود األكشة‪ ،‬املقالة كلية الشريعة والقنون بطنطا‪ ،‬ص‪.173‬‬
‫‪ 38‬املرجع نفسه‪ ،‬ص‪.177‬‬
‫‪11‬‬
‫فضل وحنن يف منزل ضيق فقال أرضعي ساملا حترمي عليه"‪ .‬دل هذا احلديث صراحة على أن رضاع‬
‫الكبري حيرم مثل رضاع الصغري‪.‬‬
‫‪ .3‬فأمرها رسول اهلل ﷺ أن ترضع ساملا موىل أيب حذيفة وهو كبري ففعلت‪ ،‬فكانت تراه ابنا هلا‪ ،‬فدل‬
‫على حترمي رضاع الكبري‪.‬‬

‫املناقشة وحتديد القول الراجح‬

‫‪ .1‬أن هذا احلكم بقوله "امنا الرضاعة من اجملاعة" منسوخا‪.‬‬

‫قوله ( فإمنا الرضاعة من اجملاعة) أيخذ النظر والفكر‪ ،‬ألن الرضاعة تثبت النسب وجتعل الرضيع‬
‫حمرما‪ .‬وقوله "من اجملاعة" أي الرضاعة اليت تثبت هبا احلرمة وحتل هبا اخللوة هي حيث يكون الرضيع‬
‫طفال لسد اللنب جوعته‪ ،‬ألن معدته ضعيفة يكفيها اللنب وينبت بذلك حلمه فيصري كجزء من املرضعة‬
‫فيشرتك يف احلرمة مع أوالدها‪ ،‬فكأنه قال ال رضاعة معتربة إال املغنية عن اجملاعة أو املطعمة من اجملاعة‪،‬‬
‫كقوله تعاىل أطعمهم من جوع ومن شواهده حديث ابن مسعود "ال رضاع إال ما شد العظم"‪ ،‬وأنبت‬
‫اللحم أخرجه أبو داود مرفوعا وموقوفا‪.‬‬

‫وحديث أم سلمة "ال حيرم من الرضاع إال ما فتق األمعاء" أخرجه الرتمذي وصححه‪ .‬انه احلديث‬
‫منقطع ألنه من لرواية فاطمة بنت املنذر عن أم سلمة‪ ،‬ومل تسمع فاطمة من أم سلمة شيئا لصغر سنها‬
‫حني موت أم سلمة‪ .39‬وميكن أن يستدل به على أن الرضعة الواحدة ال حترم ألهنا ال تغين من جوع‪،‬‬
‫وإذا كان حيتاج إىل تقدير فأوىل ما يؤخذ به ما قدرته الشريعة وهو مخس رضعات‪ ،‬واستدل به على أن‬
‫التغذية بلنب املرضعة حيرم سواء كان بشرب أم أكل أبي صفة كان‪ ،‬حىت الوجور والسعوط والثرد والطبخ‬

‫‪ 39‬مجال مهدي حممود األكشة‪" ،‬سن ومقدار الرضاع احملرم‪ :‬دراسة فقهية مقارنة"‪ ،‬املقالة كلية الشريعة والقنون بطنطا‪ ،‬الكلية الشريعة‬
‫والدراسات اإلسالمية‪ ،‬اجلامعة األزهار‪ ،‬مصر (‪2019‬م)‪ ،‬ص ‪.173‬‬
‫‪12‬‬
‫وغري ذلك إذا وقع ذلك ابلشرط املذكور من العدد ألن ذلك يطرد اجلوع‪ ،‬وهو موجود يف مجيع ما‬
‫ذكر فيوافق اخلرب واملعىن وهبذا قال اجلمهور‪.40‬‬

‫‪ .2‬أن ذلك حكم خاص بسامل موىل أيب حذيفة رضي هللا عنهما‪ ،‬ألن اكثر األحادث على خالفه‬

‫وذهب اجلمهور إىل اعتبار الصغر يف الرضاع احملرم وقد تقدم ضبطه‪ ،‬وأجابوا عن قصة سامل أبجوبة‪:‬‬
‫منها أنه حكم منسوخ وبه جزم احملب الطربي يف أحكامه‪ ،‬وقرره بعضهم أبن قصة سامل كانت يف أوائل‬
‫اهلجرة واألحاديث الدالة على اعتبار احلولني من رواية أحداث الصحابة فدل على أتخرها‪ ،‬وهو مستند‬
‫ضعيف إذ ال يلزم من أتخر إسالم الراوي وال صغره أن ال يكون ما رواه متقدما‪.‬‬

‫وأيضا ففي سياق قصة سامل ما يشعر بسبق احلكم ابعتبار احلولني لقول امرأة أيب حذيفة يف بعض‬
‫طرقه حيث قال هلا النيب ﷺ "أرضعيه"‪ ،‬قالت‪ :‬وكيف أرضعه وهو رجل كبري؟ فتبسم ﷺ وقال‪ :‬قد‬
‫علمت أنه رجل كبري "ويف رواية ملسلم قالت" إنه ذو حلية‪ ،‬قال ‪":‬أرضعيه" وهذا يشعر أبهنا كانت‬
‫تعرف أن الصغر معترب يف الرضاع احملرم‪ .‬ومنها دعوى اخلصوصية بسامل وامرأة أيب حذيفة‪.‬‬

‫واألصل فيه قول أم سلمة وأزواج النيب ﷺ‪ :‬ما نرى هذا إال رخصة أرخصها رسول هللا ﷺ لسامل‬
‫خاصة‪ ،‬وقرره ابن الصباغ وغريه أبن أصل قصة سامل ما كان وقع من التبين الذي أدى إىل اختالط‬
‫سامل بسهلة‪ ،‬فلما نزل االحتجاب ومنعوا من التبين شق ذلك على سهلة فوقع الرتخيص هلا يف ذلك‬
‫لرفع ما حصل هلا من املشقة‪.‬‬

‫وهذا فيه نظر ألنه يقتضي إحلاق من يساوي سهلة يف املشقة واالحتجاج هبا فتنفي اخلصوصية‬
‫ويثبت مذهب اخلالف‪ ،‬لكن يفيد االحتجاج‪ .‬ورؤية آخرون أبن األصل أن الرضاع ال يسبب التحرمي‪.‬‬
‫عندما قرر أنه يف سن مبكرة ‪ ،‬ترك وراءه األصل ‪ ،‬وبقي كل شيء على األصل‪ .‬فلما قرر ذلك يف‬

‫‪ 40‬املرجع نفسه‪.‬‬
‫‪13‬‬
‫الصغر خلف األصل له وبقي ما عداه على األصل‪ ،‬وقصة سامل واقعة عني يطرقها احتمال اخلصوصية‬
‫فيجب الوقوف عن االحتجاج هبا‪.‬‬

‫‪ .3‬أن رضاع الكبري امنا كان حمرما وقت جواز التبين‪ ،‬ألن سلمة وااب حذيفة تبنيا ساملا‪ ،‬وكان يراين‬
‫ساملا ولدا هلم‪ ،‬فلم نسخ هللا حكم التبين‪ ،‬سقط ما يتعلق به من رضاع الكبري ألن احلكم غذا تعلق‬
‫بسبب‪ ،‬ثبت بوجوذه وسقط بعدمه فصار رضاع الكبري غري حمرم‪.‬‬

‫قول الراجح‪ :‬بعد عرض األدلة ورد من املناقشة‪ ،‬وهللا أعلم اهنا يتضح الراجح هو قول اجلمهور‬
‫الفقهاء وأن رضاع الكبري ال يسبب احملرمات كحال الصغر على قوة األدلة التايل‪:‬‬

‫‪ .1‬األدلة الكثرية الواردة من الكتاب والسنة يف تقييد الرضاع ابحلولني‪ ،‬وابلرضاع الذي يسد اجلوع‪،‬‬
‫وذلك ال حيصل يف رضاع الكبري‪ ،‬فلم يكن حمرما‪ .‬أما الرضاع حال الكرب فال يسد اجلوع ويفتق‬
‫ني ۖ لِ َم ْن‬
‫ني َك ِاملَ ْ ِ‬
‫ات يُر ِض ْعن أ َْوَال َد ُه َّن َح ْولَ ْ ِ‬ ‫ِ‬
‫﴿والْ َوال َد ُ ْ َ‬
‫أمعاء وهذا ما نص عليه صراحة يف قول تعاىل‪َ : :‬‬
‫اعةَ‪( ﴾...‬سورة البقرة‪ .)233 :‬وقول النيب ﷺ "ال رضاع اال ما كان يف احلولني"‬ ‫ضَ‬ ‫أ ََر َاد أَن يُتِ َّم َّ‬
‫الر َ‬
‫وقول األخر(فامنا الرضاعة من اجملاعة) وقول (ال حيرم من الرضاع اال ما فتق األمعاء)‪.‬‬

‫‪ .2‬أن قصة سامل حيتمل أنه كان خمصوصا بذلك‪ ،‬بدليل ما روي أن سائر أزواج رسول اهلل ﷺ أن‬
‫يدخل عليهن ابلرضاع يف حال الكرب أحد من الرجال‪،‬فهذا يدل على أن ساملا كان خمصوصا‬
‫بذلك‪ ،‬وما كان من خصوصية بعض الناس ملعىن ال نعقله ال حيتمل القياس‪ ،‬وال نرتك به األصل‬
‫املقرر يف الشر‬

‫اخلامتة‬

‫‪14‬‬
‫ويف ماليزاي‪ ،‬تتماشى حالة الرضاعة اليت غري مؤثر اوافق مع القول األول يعين اجلمهور‪،‬‬
‫وهو شرط األول‪ ،‬أن الطفل الذي يرضع رضاعة مل يبلغ حولني من العمر‪ .‬وإذا كان عمره أكثر‬
‫من حولني‪ ،‬فإن الرضاعة ال جتعله حمرام وال جتعله أحد أفراد أسرة األم اليت ترضعه‪ .‬الثاين‪ ،‬ومت‬
‫إرضاع الطفلني مخس مرات شبعا منفصال‪ .‬وتعترب الرضاعة منفصلة أو ال تستند إىل رأي وعادة‬
‫العام‪ .‬وإذا توقف الطفل عن الرضاعة بسبب الشبعة‪ ،‬فإنه يعترب مرة واحد‪ .‬ولكن ‪ ،‬إذا توقف‬
‫الطفل عن الرضاعة بسبب اللعب حلظة‪ ،‬مث الرضاعة تنجح مرة أخرى أو تغيري الثدي‪ ،‬مث يعترب‬
‫أيضا مرة واحدة احلليب فقط‪.‬‬
‫وأنمل أن يفيد التنوير هذه املرة معرفة النفس والقارئ يف إجياد احلكم وآراء شاملة راجحة‬
‫وفقا للواقع احلايل القائم على طريقة الفقهيه الصحيحة‪ .‬وهللا اعلم‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫املصادر واملراجع‬

‫كتاب لغة العربية‬

‫‪ .1‬الدسوقي‪ ،‬حممد بن أمحد‪( .‬د‪.‬ت)‪ .‬حاشية الدسوقي على الشرح الكبري‪ .‬د‪.‬ط‪ .‬بريوت‪ :‬دار‬
‫الفكر‪.‬‬
‫‪ .2‬الشربيين‪ ،‬مشش الدين‪( .‬د‪.‬ت)‪ .‬اإلقناع يف حل ألفاظ ايب شجاع‪ .‬د‪.‬ط‪ .‬بريوت‪ :‬دار الفكر‬
‫‪ .3‬مسلم‪ ،‬أبو احلسني مسلم بن احلجاج أبو احلسن القشريي‪1900( .‬م)‪ .‬الصحيح مسلم‪ .‬د‪.‬ط‪.‬‬
‫القاهرة‪ :‬مطبعة عيسى البايب احلليب وشركاه‪.‬‬
‫‪ .4‬النسائي‪1986( .‬م)‪ .‬السنن الصغرى للنسائي‪ .‬ط ‪ .2‬حلب‪ :‬مكتب املطبوعات اإلسالمية‪.‬‬
‫‪ .5‬اجلصاص‪ ،‬أمحد بن علي أبو بكر الرازي ‪1985( .‬م)‪ .‬أحكام القرآن‪ .‬د‪.‬ط‪ .‬بريوت‪ :‬دار إحياء‬
‫الرتاث العريب‪.‬‬
‫‪ .6‬اإلمام مالك‪ ،‬مالك بن أنس بن مالك‪1985( .‬م)‪ .‬املوطاء اإلمام مالك‪ .‬د‪.‬ط‪ .‬بريوت‪ :‬دار‬
‫إحياء الرتاث العريب‬
‫‪ .7‬الصناعي‪ ،‬ابو بكر عبد الرزاق‪1983( .‬م)‪ .‬املصنف‪ .‬ط‪ .1‬اهلند‪ :‬اجمللس العلمي‪.‬‬
‫‪ .8‬السرخسي‪ ،‬حممد بن أمحد بن أيب سهل‪1993( .‬م)‪ .‬املبسوط‪ .‬د‪.‬ط‪ .‬بريوت‪ :‬دار املعرفة‪.‬‬
‫‪ .9‬ايب داود‪ ،‬أبو داود سليمان بن األشعث‪( .‬د‪.‬ت)‪ .‬سنن ايب داود‪ .‬د‪.‬ط‪ .‬صيدا‪ :‬املكتبة العصرية‬
‫الرتمذي‪ ،‬حممد بن عيسى‪1975( .‬م)‪ .‬سنن الرتمذي‪ .‬ط ‪ .2‬مصر‪ :‬شركة مكتبة ومطبعة‬ ‫‪.10‬‬
‫مصطفى البايب احلليب‪.‬‬

‫املقاالت‬

‫‪ .1‬مجال مهدي حممود األكشة‪2019( .‬م)‪ .‬سن ومقدار الرضاع احملرم‪ :‬دراسة فقهية مقارنة‪ .‬املقالة‬
‫كلية الشريعة والقنون بطنطا‪ .‬اجمللد ‪ ،2‬العدد (‪ ،)34‬اجلامعة األزهار‪ :‬مصر‪.‬‬
‫‪16‬‬
‫‪ .2‬الطويلعي‪ ،‬فيصل بن سعد علي‪2020( .‬م)‪ .‬ضوابط الرضاع احملرم‪ :‬دراسة فقهية مقارنة‪ .‬املقالة‬
‫حلولية كلية الدراسات اإلسالمية والعرابية للبنات ابإلسكندرية‪ .‬اجمللد ‪ ،2‬العدد (‪ ،)36‬جامعة‬
‫اجلوف‪ :‬السعودية‪.‬‬

‫موقع اإللكرتون‬
‫‪ .1‬موسى الغنامي‪( .‬د‪.‬ت)‪ .‬حبوث يف رضاع الكبري‪ .‬االسرتجاع يف ديسمرب ‪2021 ،20‬م من‬
‫‪http://www.saaid.net/bahoth/127.htm‬‬ ‫موقع‪:‬‬

‫‪17‬‬

You might also like