Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 6

‫خطبة األسبوع الثاين من ذي احلجة ‪1445‬‬ ‫واحة اخلطابة‬

‫خطبة الوداع وفضائل يوم عرفة‬


‫إن احلمد ﵁ حنمده ونستعينو ونستغفره ونعوذ اب﵁ من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ‪ ،‬من يهد هللا فهو ادلهتد‬
‫ومن يضلل فال ىادي لو ‪ ،‬وأشهد أن ال إلو إال هللا وأشهد أن دمحماً عبده ورسولو‬

‫اّللَ َح َّق تُ َقاتِِو َوالَ َتَُوتُ َّن إِالَّ َوأَنتُم ُّم ْسلِ ُمو َن ﴾‬
‫آمنُواْ اتَّ ُقواْ ّ‬
‫ين َ‬
‫َّ ِ‬
‫﴿ ََي أَيُّ َها الذ َ‬
‫ِ‬ ‫اح َدةٍ و َخلَ َق ِم ْن ها َزوجها وب َّ ِ‬
‫سوِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫ث م ْن ُه َما ِر َج ًاال ََث ً‬
‫ًرا‬ ‫َ ْ َ َ ََ‬ ‫َ‬ ‫َّاس اتَّ ُقواْ َربَّ ُك ُم الذي َخلَ َق ُكم ّمن نَّ ْف ٍ َ‬
‫﴿ ََي أَيُّ َها الن ُ‬
‫اّللَ ََا َن َعلَْي ُك ْم َرقِيبًا ﴾‬ ‫ِ‬
‫ساءلُو َن بِو َواأل َْر َح َ‬
‫ام إِ َّن ّ‬ ‫ونِساء واتَّ ُقواْ ّ َّ ِ‬
‫اّللَ الذي تَ َ‬ ‫َ َ َ‬
‫صلِ ْح لَ ُك ْم أَ ْع َمالَ ُك ْم َويَغْ ِف ْر لَ ُك ْم ذُنُوبَ ُك ْم َوَمن‬ ‫ِ‬ ‫آمنُوا اتَّ ُقوا َّ‬
‫اّللَ َوقُولُوا قَ ْوًال َسدي ًدا * يُ ْ‬ ‫ين َ‬
‫َّ ِ‬
‫﴿ ََي أَيُّ َها الذ َ‬
‫يما ﴾‬ ‫ِ‬ ‫يُ ِط ْع َّ‬
‫اّللَ َوَر ُسولَوُ فَ َق ْد فَ َاز فَ ْوًزا َعظ ً‬
‫مث أما بعد‪ :‬فإن أصدق احلديث َتاب هللا‪ ،‬وأحسن اذلدي ىدي دمحم ملسو هيلع هللا ىلص‪ ،‬وشر األمور حمداثهتا‪ ،‬وَل حمدثة بدعة‪،‬‬
‫وَل بدعة ضاللة‪ ،‬وَل ضاللة يف النار‪.‬‬
‫عّن مناس َك ُكم)‪ ،‬وىو ِ‬
‫ينادي يف ِ‬ ‫النيب ملسو هيلع هللا ىلص يف أَثر ِمن ِ‬
‫مائة ِ‬
‫الناس‬
‫الناس‪ :‬أيُّها ُ‬ ‫يقول‪(:‬خ ُذوا ِّ‬
‫حاج وىو ُ‬
‫ألف ٍ‬ ‫خرج ُّ‬‫َ‬
‫بيت ِ‬
‫هللا احلر ِام‪،‬‬ ‫الناس السكينةَ السكينةَ حجاج ِ‬
‫ينادي يف ِ‬ ‫امسعوا وعوا لعلِّي ال ألقا َُم بع َد ِ‬
‫عامي ىذا وىو ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫وذرفت منها العيو ُن ابلدموع‪ ،‬جاء فيها‪( :‬إن دماءَم وأموالكم‬
‫ْ‬ ‫القلوب‬
‫ُ‬ ‫وجلت منها‬
‫ْ‬ ‫خطبةٌ عصماءٌ جامعةٌ انفعةٌ مانعةٌ‬
‫ِ‬
‫َحرمة يومكم ىذا‪ ،‬يف َشه ِرَم ىذا‪ ،‬يف بلدَم ىذا‪ ،‬أال وإن َل شيء من أمر اجلاىليَّة حتت َّ‬
‫قدمي‬ ‫حر ٌام عليكم‪ُ ،‬‬
‫بيعة احلارث بن عبدادلطَّلب ‪َ -‬ان‬ ‫دم أ َ ِ‬
‫ىاتَني موضوعٌ‪ ،‬ودماء اجلاىليَّة موضوعة‪ ،‬وإن أول ٍ‬
‫دم ابن ر َ‬‫ضع من دمائنا ُ‬
‫ض ًعا يف بّن سعد فقتلتْو ُىذيل ‪ -‬وِراب اجلاىلية موضوع‪ ،‬وأول راب أضع ِرابان؛ راب العباس بن عبدادلطَّلب‪ ،‬فإنو‬
‫ُمسرت َ‬
‫عليهن أال‬
‫َّ‬ ‫فروجهن بكلمة هللا‪ ،‬وإن لكم‬
‫َّ‬ ‫أخذَتوىن أبمانة هللا‪ ،‬واستحلَلتُم‬
‫َّ‬ ‫موضوع َلُّو‪ ،‬فاتقوا هللا يف النساء؛ فإنكم‬
‫َسوهتن ابدلعروف‪،‬‬
‫َّ‬ ‫هن و‬
‫ذلن عليكم رزقُ َّ‬ ‫راب غًر ُم ِّ‬
‫بح‪ ،‬و َّ‬ ‫ضً‬ ‫ض ِر َّ‬
‫بوىن َ‬ ‫فعلن ذلك‪ ،‬فا ْ‬
‫يوط ْئن فُ ُر َشكم أح ًدا تَكرىونو‪ ،‬فإن َ‬
‫عّن‪ ،‬فما أنتم قائلون؟!))‪ ،‬قالوا‪:‬‬ ‫َت فيكم ما لن تَضلُّوا بعده إن اعتصمتم بو‪َ :‬‬
‫َتاب هللا‪ ،‬وأنتم تُسألون ِّ‬ ‫وإين قد تر ُ‬
‫ضيت الذي عليك‪ ،‬فقال إبصبعو السبابة يرفعها‬ ‫ألمتِك‪ ،‬وق َ‬
‫حت َّ‬ ‫نشهد أنك قد بلَّغت رساالت ربِّك‪ ،‬وأدَّيت‪َ ،‬‬
‫ونص َ‬ ‫َ‬
‫إىل السماء ويَن ُكتها إىل الناس‪" :‬اللهم اشهد‪ ،‬اللهم اشهد"‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫خطبة األسبوع الثاين من ذي احلجة ‪1445‬‬ ‫واحة اخلطابة‬

‫عناصر اخلطبة‬

‫وجرم إراقتِ َها بغ ًِر ح ٍّق‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫تعظيم شأن الدماء ُ‬
‫ُ‬
‫ومعلوم أن‬
‫ٌ‬ ‫النيب ‪ -‬ملسو هيلع هللا ىلص ‪ُ -‬حرمة الدماء واألموال‪ ،‬ووضَّح لنا أن ىذه احلُرمة تُساوي ُحرمة اليوم والشهر والبلد‪،‬‬
‫َّبني ُّ‬
‫احلجة ‪ -‬حرمة عظيمة‬
‫وحرمة الشهر احلرام ‪ -‬وىو شهر ذي َّ‬
‫ُحرمة البلد احلرام ‪ -‬وىو مكة ‪ُ -‬حرمةٌ عظيمة‪ُ ،‬‬
‫ويقول النيب ‪ -‬ملسو هيلع هللا ىلص ‪ -‬يف احلديث الصحيح‪( :‬ال ََي ُّل دم ام ِرئ مسلم إال إبحدى ثالث‪ :‬النفس ابلنَّفس‪ ،‬والثيِّب‬
‫الزاين‪ ،‬والتارك لدينو ادلُفا ِرق َ‬
‫للجماعة)‪.‬‬

‫س الَِِّت َح َّرَم َّ‬


‫اّللُ إِالَّ‬ ‫فق ْتل النفس بغًر ح ٍّق حرام‪ ،‬فقد جاء يف َتاب هللا ‪ -‬عز وجل ‪ -‬قولُو تعاىل‪َ ﴿ :‬وال تَ ْقتُ لُوا النَّ ْف َ‬
‫ِاب ْحلَ ِّق ﴾‬

‫البالَي ِّ‬
‫وأطم‬ ‫أعظم َ‬ ‫الدم احلر ِام بغ ًِر ح ٍّق‪ ،‬فإنّ َها ِمن ِ‬ ‫سفك ِ‬ ‫وخطرا ُ‬ ‫ً‬ ‫وقعا‬ ‫أشدىا على ِ‬
‫الناس ً‬ ‫ضررا و َ‬ ‫نت ً‬ ‫أعظم الف ِ‬‫ف ِمن ِ‬
‫ِ‬ ‫القتل ويُستها ُن أبم ِر‬ ‫ِ‬ ‫َّيب ملسو هيلع هللا ىلص أنَّوُ ِ‬
‫الدماء‪َ ،‬ع ْن أَِِب ُى َريْ َرَة‬ ‫يكثر فيها ُ‬ ‫فنت يف آخ ِر الزمان ُ‬ ‫ستأِت ٌ‬ ‫أخب الن ُّ‬ ‫الرز َاَي‪ ،‬خاصةً وقد َ‬
‫ول ِ‬ ‫ول ِ‬ ‫‪-‬هنع هللا يضر‪ ،-‬أ َّ‬
‫ال‪( :‬الْ َق ْت ُل‬
‫هللا؟ قَ َ‬ ‫ج ََي َر ُس َ‬ ‫ج) قَالُوا‪َ :‬وَما ا ْذلَْر ُ‬‫اعةُ َح ََّّت يَ ْكثُ َر ا ْذلَْر ُ‬
‫الس َ‬
‫وم َّ‬‫ال‪َ ( :‬ال تَ ُق ُ‬ ‫هللا ملسو هيلع هللا ىلص قَ َ‬ ‫َن َر ُس َ‬
‫ال النِ ُّ‬
‫َّيب‬ ‫فيما قُتِ َل‪َ ،‬ع ْن أَِِب ُى َريْ َرَة ‪-‬هنع هللا يضر‪ -‬قَ َ‬
‫ال‪ :‬قَ َ‬ ‫ادلقتول َ‬
‫ُ‬ ‫تل وال‬ ‫فيما قَ َ‬
‫القاتل َ‬
‫ُ‬ ‫القتل حَّت ال يد ِري‬ ‫يكثر ُ‬ ‫الْ َق ْت ُل)‪.‬بل ُ‬
‫ول َعلَى أ ِّ‬
‫َي‬ ‫َي َش ْي ٍء قَ تَ َل‪َ ،‬وَال يَ ْد ِري ال َْم ْقتُ ُ‬ ‫ِ‬
‫َّاس َزَما ٌن َال يَ ْد ِري الْ َقات ُل ِيف أ ِّ‬
‫ني َعلَى الن ِ‬ ‫ملسو هيلع هللا ىلص‪َ ( :‬والَّ ِذي نَ ْف ِسي بِيَ ِدهِ لَيَأْتَِ َّ‬
‫َش ْي ٍء قُتِ َل)‪.‬‬

‫ات ُم ْش ِرًَا أ َْو ُم ْؤِم ٌن قَ تَ َل ُم ْؤِمنًا ُمتَ َع ِّم ًدا) رواه أبو داود‪ ،‬ويف‬ ‫اّللُ أَ ْن يَغْ ِف َرهُ إَِّال َم ْن َم َ‬ ‫سى َّ‬ ‫ب َع َ‬ ‫قال ملسو هيلع هللا ىلص‪ُّ َُ ( :‬ل َذنْ ٍ‬
‫ض َعلَى قَ ْت ِل َر ُج ٍل ُم ْؤِم ٍن‬ ‫لس َم ِاء‪َ ،‬وأ َْى ُل األ َْر ِ‬
‫اجتَ َم َع أ َْى ُل ا َّ‬ ‫ال‪( :‬لَ ِو ْ‬ ‫حديث أَِِب ُى َريْ َرَة رضى هللا عنو ‪ ،‬عن ِّ‬
‫النيب ملسو هيلع هللا ىلص قَ َ‬
‫ال ال ُْم ْؤِم ُن‬
‫َن يَ َز َ‬ ‫ول َِّ‬
‫اّلل ملسو هيلع هللا ىلص (ل ْ‬ ‫ال َر ُس ُ‬ ‫ال ‪:‬قَ َ‬ ‫اّللُ َع ْن ُه َما قَ َ‬ ‫ض َي َّ‬ ‫صحيح البخاري عن اب ِن عُمر ر ِ‬
‫ْ ْ ََ َ‬ ‫ِ‬ ‫اّللُ ِيف النَّا ِر )‪ ،‬ويف‬ ‫لَ َكبَّ ُه ُم َّ‬
‫ِ‬ ‫ٍ ِ ِ ِِ‬
‫ب َد ًما َح َر ًاما)‬‫ِيف فُ ْس َحة م ْن دينو َما ََلْ يُص ْ‬
‫ٍ‬ ‫القيامة‪ ،‬فعن عب ِد َِّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫أول ما يق َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫مسعود ‪-‬رضي هللاُ عنو‪-‬‬ ‫اّلل ب ِن‬ ‫َ ْ َْ‬ ‫يوم‬
‫بني العباد َ‬ ‫ضى فيو َ‬ ‫عظم شأن الدماء‪َّ :‬أَّنا ُ ُ‬ ‫ومن َ‬
‫سلم بغ ًِر ح ٍّق‪،‬‬ ‫قتل ُم ٍ‬ ‫هللا ِمن ِ‬ ‫ولزوال الدنيا أىو ُن عن َد ِ‬ ‫ُ‬ ‫َّاس ِيف ال ِّد َم ِاء)‪،‬‬
‫ني الن ِ‬ ‫ضى بَ َْ‬ ‫ال النِ ُّ‬
‫َّيب ملسو هيلع هللا ىلص‪( :‬أ ََّو ُل َما يُ ْق َ‬ ‫ال‪ :‬قَ َ‬ ‫قَ َ‬
‫اّلل ِم ْن‬
‫الدنْ يا أ َْىو ُن علَى َِّ‬
‫ال ُّ َ َ َ‬ ‫ال‪( :‬ل ََزَو ُ‬ ‫عازب ‪-‬رضي هللاُ عنهم‪ ،-‬أ َّ‬
‫َن النِ َّ‬
‫َّيب ملسو هيلع هللا ىلص قَ َ‬ ‫اّلل بْ ِن َع ْم ٍرو والب ِاء ب ِن ٍ‬ ‫فعن عب ِد َِّ‬
‫َ ْ َْ‬
‫حرمت‬ ‫أن الشريعةَ‬ ‫اإلسالمية‪َّ :‬‬ ‫ِ‬ ‫الدماء يف الشر ِ‬
‫يعة‬ ‫ِ‬ ‫ويبني عظيم ِ‬
‫شأن‬ ‫قَ ت ِل رج ٍل مسلِ ٍم (مؤمن) بِغ ًِر ح ٍق)‪ِ ،‬‬
‫ْ‬ ‫يوضح ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫وِمّا‬ ‫َْ َ ّ‬ ‫ْ َُ ُ ْ‬

‫‪2‬‬
‫خطبة األسبوع الثاين من ذي احلجة ‪1445‬‬ ‫واحة اخلطابة‬

‫ٍ‬ ‫دماء غ ًِر ادلسلمني بغ ًِر ح ٍّق‪ ،‬فعن عب ِد َِّ‬ ‫التع ِّدي على ِ‬
‫ال‪َ ( :‬م ْن‬ ‫اّلل بْ ِن َع ْمرو ‪-‬رضي هللا عنهما‪َ -‬ع ِن النِ ِّ‬
‫َّيب ملسو هيلع هللا ىلص قَ َ‬ ‫َ ْ َْ‬ ‫َ‬
‫اى ًدا ََل يرِح رائِحةَ اجلن َِّة‪ ،‬وإِ َّن ِرَيها تُوج ُد ِمن م ِس ِ ِ‬
‫ال‪:‬‬ ‫وع ْن أَِِب ُى َريْ َرةَ ‪-‬هنع هللا يضر‪َ -‬ع ِن النِ ِّ‬
‫َّيب ملسو هيلع هللا ىلص قَ َ‬ ‫ني َع ًاما)‪َ ،‬‬‫ًرة أ َْربَع َ‬
‫قَ تَ َل ُم َع َ ْ َ ْ َ َ َ َ َ َ َ ْ َ َ‬
‫وج ُد ِم ْن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اّلل و ِذ َّمةُ رسولِ ِو‪ ،‬فَ َق ْد أَ ْخ َفر بِ ِذ َّم ِة َِّ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫اّلل‪ ،‬فَ َال يُ َر ْح َرائ َحةَ اجلَنَّة‪َ ،‬وإِ َّن ِرَيَ َها لَيُ َ‬ ‫َ‬ ‫سا ُم َعاى ًدا لَوُ ذ َّمةُ َّ َ َ ُ‬
‫(أ ََال َم ْن قَ تَ َل نَ ْف ً‬
‫ني َخ ِري ًفا)‬ ‫م ِس ِ ِ‬
‫ًرة َس ْبع َ‬
‫َ َ‬
‫اض‪:‬‬ ‫ِ‬
‫األموال واألعر ِ‬ ‫حرمةُ‬
‫يب ٍ ِ‬ ‫سلم َّإال بِ ِط ِ‬ ‫يء ُم ٍ‬ ‫مال ام ِر ٍ‬ ‫النيب ملسو هيلع هللا ىلص‪ ( :‬ال ََِي ُّل ُ‬ ‫ِ‬
‫وع ْن أَِِب ُى َريْ َرةَ ‪-‬رضي هللاُ‬ ‫نفس منوُ) رواه أمحد والبيهقي‪َ ،‬‬ ‫يقول ِّ‬
‫ب َو ُى َو ُم ْؤِم ٌن‪َ ،‬والَ يَ ْس ِر ُق‬
‫ني يَ ْش َر ُ‬
‫ِ‬
‫ب اخلَ ْم َر ح َ‬
‫ِ‬
‫ني يَ ْزِين َو ُى َو ُم ْؤم ٌن‪َ ،‬والَ يَ ْش َر ُ‬
‫ال ملسو هيلع هللا ىلص‪ ( :‬الَ ي زِين َّ ِ‬
‫الزِاين ح َ‬ ‫َْ‬ ‫عنو‪ -‬قَا َل‪ :‬قَ َ‬
‫ني يَ ْن تَ ِهبُ َها َو ُى َو ُم ْؤِم ٌن)‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ص َارُى ْم ح َ‬
‫يها أَبْ َ‬
‫ِِ‬
‫َّاس إِل َْيو ف َ‬
‫ب نُ ْهبَةً‪ ،‬يَ ْرفَ ُع الن ُ‬
‫ِ‬
‫ني يَ ْس ِر ُق َو ُى َو ُم ْؤم ٌن‪َ ،‬والَ يَ ْن تَ ِه ُ‬‫حَ‬
‫ِ‬

‫ال‪َ ( :‬م ِن اقْتَطَ َع َح َّق ْام ِر ٍئ‬ ‫ول ِ‬


‫هللا ملسو هيلع هللا ىلص قَ َ‬ ‫فع ْن أَِِب امامةَ ‪-‬رضي هللاُ عنو‪ -‬أ َّ‬
‫َن َر ُس َ‬ ‫حقوق ِ‬ ‫اإلسالم أَل ِ‬
‫الناس‪َ ،‬‬ ‫ُ َ‬ ‫وحرَم‬
‫َّ‬
‫ول ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّار‪َ ،‬و َح َّرَم َعلَْي ِو ا ْجلَنَّةَ ) فَ َق َ‬ ‫ِ ِ ِ ِِ‬
‫ال‪( :‬‬ ‫هللا؟ قَ َ‬ ‫ًرا ََي َر ُس َ‬ ‫ال لَوُ َر ُجلٌ‪َ :‬وإ ْن ََا َن َش ْي ئًا يَس ً‬ ‫ب هللاُ لَوُ الن َ‬ ‫ُم ْسل ٍم بيَمينو‪ ،‬فَ َق ْد أ َْو َج َ‬
‫ٍ‬ ‫ِ ِ ِِ‬ ‫ضيبا ِمن أَر ٍ‬ ‫ِ‬
‫قبل‬
‫اليوم‪َ ،‬‬ ‫َانت لوُ َمظْلَ َمةٌ ألخيو من ع ْرضو ْأو شيء‪ ،‬فلْيَ تَ َحلَّلْوُ منوُ َ‬ ‫النيب ملسو هيلع هللا ىلص‪َ ( :‬من ْ‬
‫اك )‪ ،‬لذا قال ُّ‬ ‫َوإِ ْن قَ ً ْ َ‬
‫ات أ ُِخ َذ من سيِ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ئات‬ ‫َّ‬ ‫سنَ ٌ‬ ‫دينار وال د ْرَى ٌم‪ ،‬إ ْن َا َن لوُ َع َم ٌل صاحلٌ أُخ َذ منوُ بق ْد ِر َمظْلَ َمتو‪ ،‬وإ ْن َلْ ت ُك ْن لوُ َح َ‬ ‫أ ْن ال يكو َن ٌ‬
‫ِ‬ ‫العاقل َّ‬ ‫صاحبو فح ِمل ِ‬ ‫ِ‬
‫َل ما اَتسبَوُ‬ ‫بني ي َد ِي هللا تعاىل عن ِّ‬ ‫ٌ‬
‫ومسئول َ‬ ‫موقوف‬
‫ٌ‬ ‫أن الدنيا زائلةٌ‪ ،‬وأنَّوُ‬ ‫ُ‬ ‫وليعلم‬
‫ْ‬ ‫عليو) ‪.‬‬ ‫ُ َ‬
‫و ِّ‬
‫َل ما أنف َقوُ‪.‬‬

‫التحذير من أمور اجلاىلية‪:‬‬

‫قدمي‬ ‫ِ‬ ‫َل شيء ِمن أمر اجلاىلية‪ ،‬فقال‪( :‬أال َّ‬
‫وإن َل شيء من أمر اجلاىلية موضوعٌ حتت َّ‬ ‫ضع النيب ‪ -‬ملسو هيلع هللا ىلص ‪َّ -‬‬
‫وَ‬
‫ىاتَني)‪ ،‬فكل شيء ِمن أمر اجلاىليَّة ابطل‪ ،‬فاإلسالم قد أبطَل أمور اجلاىليَّة؛ فال َِب‪ ،‬وال بطَر‪ ،‬وال أ َشر‪ ،‬وال لوأْد‬
‫قبيلة َذا‪ ،‬وال أبيض على أسود إال ابلتقوى والعمل الصاحل‪.‬‬ ‫لقبيلة َذا على ِ‬
‫ضل ِ‬ ‫(دفنهن أحياء)‪ ،‬وال ف ْ‬ ‫َّ‬ ‫البنات‬

‫نفسو‪ ،‬ونتعلم ِمن‬ ‫ومن عدل النيب ‪ -‬ملسو هيلع هللا ىلص ‪ -‬أنو َل ََي ُكم على الناس مبا َل َي ُكم بو على ِ‬ ‫ودماء اجلاىلية موضوعة‪ِ ،‬‬
‫بد أن نالحظ أنفسنا‬ ‫غًران‪ ،‬ال َّ‬
‫أنمر َ‬ ‫وجل ‪ -‬وأوامر النيب ‪ -‬ملسو هيلع هللا ىلص ‪ -‬قبل أن ُ‬
‫عز َّ‬ ‫بد أن نُن ِّفذ أوامر هللا ‪َّ -‬‬ ‫ذلك أننا ال َّ‬
‫ِ‬
‫نس ْو َن‬ ‫َّاس ِابلِ ِّ‬
‫ْب َوتَ َ‬ ‫أوالً؛ حَّت نكون ُمنصفني‪ ،‬وحَّت ال نكون من الذين قال هللا ‪ -‬تعاىل ‪ -‬فيهم‪ ﴿ :‬أ َََت ُْم ُرو َن الن َ‬
‫اب أَفَال تَ ْع ِقلُو َن ﴾‬ ‫ِ‬
‫س ُك ْم َوأَنْ تُ ْم تَ ْت لُو َن الْكتَ َ‬
‫أَن ُف َ‬

‫‪3‬‬
‫خطبة األسبوع الثاين من ذي احلجة ‪1445‬‬ ‫واحة اخلطابة‬

‫راب يضعو ‪ -‬ملسو هيلع هللا ىلص ‪-‬‬


‫ضا َّبني أن الراب موضوع وابطل‪ ،‬وأول ً‬ ‫فبني النيب ‪ -‬ملسو هيلع هللا ىلص ‪ -‬أن أول ٍ‬
‫دم يَضعو دم ابن ربيعة‪ ،‬وأي ً‬ ‫َّ‬
‫َح َّل َّ‬
‫اّللُ الْبَ ْي َع‬ ‫حرم الراب؛ يقول تعاىل‪َ ﴿ :‬وأ َ‬ ‫فالراب ابطل وحرام‪ ،‬وهللا ‪ -‬عز وجل ‪ -‬قد ّ‬ ‫ِراب العباس بن عبدادلطَّلب؛ ِّ‬
‫ِ‬ ‫اّللَ َو َذ ُروا َما بَِقي ِم ْن ِّ‬ ‫َّ ِ‬
‫الرَاب إِ ْن َُنتُ ْم ُم ْؤمنِ َ‬
‫ني * فَِإ ْن ََلْ تَ ْف َعلُوا‬ ‫َ‬ ‫آمنُوا اتَّ ُقوا َّ‬
‫ين َ‬ ‫َو َح َّرَم ِّ‬
‫الرَاب ﴾ ‪ ،‬ويقول تعاىل‪ََ ﴿ :‬ي أَيُّ َها الذ َ‬
‫نتو عن ِّ‬ ‫اّلل ورسولِ ِو ﴾ ‪ ،‬فهذا وعيد شديد دلَن َل ي ِ‬ ‫فَأْ َذنُوا ِِبر ٍ ِ ِ‬
‫الراب‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ب م ْن َّ َ َ ُ‬ ‫َْ‬
‫ويقول النيب ‪ -‬ملسو هيلع هللا ىلص ‪َ " :-‬لعن هللا آَِل الراب‪ ،‬وموَِلَو‪ ،‬وَاتبو‪ ،‬وشاىديو ‪ -‬وقال‪ :‬ىم سواء"‬

‫وس أ َْم َوالِ ُك ْم ال تَظْلِ ُمو َن َوال تُظْلَ ُمو َن‪،‬‬ ‫الوداع‪َ ( :‬وإِ َّن َُ َّل ِرًاب َم ْو ُ‬
‫ضوعٌ َولَ ُك ْم ُرءُ ُ‬ ‫ِ‬ ‫فقال يف ِ‬
‫خطبة‬ ‫الراب‪َ ،‬‬ ‫النيب ملسو هيلع هللا ىلص َ‬
‫حرَم ُّ‬ ‫لذا َّ‬
‫ضوعٌ َُلُّوُ) رواه الرتمذي‪،‬‬ ‫ب َم ْو ُ‬ ‫اس بْ ِن َع ْب ِد ال ُْمطَّلِ ِ‬
‫اّللُ أَنَّوُ ال ِرًاب َوإِ َّن ِرَاب ال َْعبَّ ِ‬
‫ضى َّ‬‫قَ َ‬
‫احلسنة مع النساء‪:‬‬
‫عاملة َ‬
‫ادلُ َ‬
‫فروجهن بكلمة هللا))‪ ،‬فأمران‬
‫َّ‬ ‫أخذَتوىن أبمانة هللا‪ ،‬واستحللتُم‬
‫َّ‬ ‫يقول النيب ‪ -‬ملسو هيلع هللا ىلص ‪(( :-‬فاتَّقوا هللا يف النساء؛ فإنكم‬
‫وبني لنا ‪ -‬عليو الصالة‬ ‫النيب ‪ -‬ملسو هيلع هللا ىلص ‪ -‬بتقوى هللا تعاىل يف النساء‪ ،‬وعلَّمنا أن نؤدي احلقوق الِت علَينا قِبَل النساء‪َّ ،‬‬
‫َيل منها إال ما أحلو هللا‬
‫والسالم ‪ -‬أن أصل الفروج حرام بقولو‪(( :‬واستحللتُم))‪ ،‬فاألصل أن الفروج حرام‪ ،‬وال ُّ‬
‫االعتصام ابلقرآن والسنة‪:‬‬
‫فقد َّبني النيب ‪ -‬ملسو هيلع هللا ىلص ‪ -‬أن اعتصامنا ابلكتاب والسنَّة فيو النجاة ِمن َل ٍّ‬
‫شر وسوء‪ ،‬فإذا أراد ادلسلمون الثبات على‬
‫َتسك هبما يف‬
‫ادلشرفة فيهما سعادة َمن َّ‬
‫يتمسكوا ابلقرآن والسنَّة‪ ،‬والقرآ ُن الكرًن والسنَّة َّ‬
‫اذلداية‪ ،‬فعليهم أن َّ‬
‫الدارين‪.‬‬
‫َ‬
‫اخلطبة الثانية‬

‫فضل يوم عرفة‪:‬‬


‫ۡ‬
‫اىدࣲ َوَمش ُهودࣲ (‪} )٣‬‬ ‫ود (‪ )٢‬و َش ِ‬ ‫وج (‪ )١‬و ۡٱلي ۡوِم ۡٱلم ۡوعُ ِ‬ ‫ر‬
‫ِۤ ِ ۡ‬
‫َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ِ‬ ‫ٱلس َماء َذات ُ ُ‬
‫ب‬‫ٱل‬ ‫‪ ‬أقسم هللا بو‪ ،‬قال هللا تعاىل‪َ { :‬و َّ‬
‫ود ‪:‬‬‫ود ‪ :‬يَ ْو ُم ال ِْقيَ َام ِة‪َ ،‬والْيَ ْو ُم ال َْم ْش ُه ُ‬
‫اّللُ َعلَْي ِو َو َسلَّ َم ‪ " :‬الْيَ ْو ُم ال َْم ْوعُ ُ‬
‫صلَّى َّ‬ ‫ول َِّ‬ ‫َع ْن أَِِب ُى َريْ َرَة قَ َ‬
‫اّلل َ‬ ‫ال َر ُس ُ‬‫ال ‪ :‬قَ َ‬
‫اعةٌ َال يُ َوافِ ُق َها َع ْب ٌد‬ ‫ت علَى ي وٍم أَفْ َ ِ‬ ‫الش ِ‬
‫ض َل م ْنوُ‪ ،‬فِ ِيو َس َ‬ ‫س َوَال غَ َربَ ْ َ َ ْ‬ ‫الش ْم ُ‬‫ت َّ‬ ‫اى ُد ‪ :‬ي و ُم ا ْجلم َع ِة‪ ،‬وما طَلَ َع ِ‬
‫َ ْ ُُ َ َ‬ ‫يَ ْو ُم َع َرفَةَ‪َ ،‬و َّ‬
‫اّللُ ِم ْنوُ "‪ .‬رواه الرتمذى وحسنو األلباىن‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫م ْؤِمن ي ْدعُو َّ ِ‬
‫َعاذَهُ َّ‬ ‫اّللُ لَوُ‪َ ،‬وَال يَ ْستَ ِعي ُذ م ْن َش ْيء إَِّال أ َ‬ ‫اب َّ‬‫استَ َج َ‬‫اّللَ ِبَ ًٍْر إَِّال ْ‬ ‫ُ ٌَ‬
‫ۡ ۡ ِۡ‬ ‫ٍ ۡ‬ ‫ۡ‬
‫ٱلشف ِع َوٱل َوتر (‪} )٣‬‬ ‫وقال هللا تعاىل‪َ { :‬وٱل َف ۡج ِر (‪َ )١‬ولَيَال َعشرࣲ (‪َ )٢‬و َّ‬

‫‪4‬‬
‫خطبة األسبوع الثاين من ذي احلجة ‪1445‬‬ ‫واحة اخلطابة‬

‫ض َحى‪َ ،‬والْ ِوتْ َر يَ ْو ُم َع َرفَةَ‪َ ،‬و َّ‬


‫الش ْف َع يَ ْو ُم‬ ‫ال ‪ " :‬إِ َّن ال َْع ْش َر َع ْش ُر ْاألَ ْ‬ ‫اّللُ َعلَْي ِو َو َسلَّ َم‪ ،‬قَ َ‬
‫صلَّى َّ‬ ‫ٍِ‬
‫َع ْن َجابر ‪َ ،‬ع ِن النِ ِّ‬
‫َّيب َ‬
‫َّح ِر "‪ .‬رواه أمحد إبسناد ال أبس بو‬ ‫الن ْ‬
‫ال ‪َ " :‬ما ِم ْن‬ ‫اّللُ َعلَْي ِو َو َسلَّ َم‪ ،‬قَ َ‬ ‫صلَّى َّ‬ ‫اّلل َ‬
‫ول َِّ‬
‫شةُ ‪ -‬رضى هللا عنها‪ : -‬إِ َّن َر ُس َ‬ ‫َت َعائِ َ‬ ‫‪ ‬يوم العتق من النًران‪ :‬قَال ْ‬
‫اد‬
‫ول ‪َ :‬ما أ ََر َ‬ ‫اّللُ فِ ِيو َع ْب ًدا ِم َن النَّا ِر ِم ْن يَ ْوِم َع َرفَةَ‪َ ،‬وإِنَّوُ لَيَ ْدنُو‪ُ ،‬مثَّ يُبَا ِىي هبِِ ُم ال َْم َالئِ َكةَ‪ ،‬فَ يَ ُق ُ‬
‫يَ ْوٍم أَ َْثَ َر ِم ْن أَ ْن يُ ْعتِ َق َّ‬
‫َى ُؤَال ِء "‪ .‬رواه مسلم‬
‫اّللُ َعلَْي ِو َو َسلَّ َم ََا َن يَ ُق ُ‬
‫صلَّى َّ‬ ‫اصي ‪ ،‬أ َّ‬
‫َن النِ َّ‬ ‫اّلل ب ِن َعم ِرو ب ِن الْع ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ول‬ ‫َّيب َ‬ ‫‪ ‬يوم يباىى هللا فيو بعباده ادلالئكةَ‪َ :‬ع ْن َع ْبد َّ ْ ْ ْ َ‬
‫ول ‪ :‬انْظُروا إِ َىل ِعب ِ‬ ‫اىي َم َالئِ َكتَوُ َع ِشيَّةَ َع َرفَةَ ِأب َْى ِل َع َرفَةَ‪ ،‬فَ يَ ُق ُ‬ ‫اّلل َع َّز وج َّل ي ب ِ‬
‫ادي‪ ،‬أَتَ ْوِين ُش ْعثًا غُْب ًرا "‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫‪ " :‬إِ َّن ََّ َ َ َُ‬
‫رواه أمحد وحسنو األلباىن‬
‫‪ ‬فيو الرَن األعظم من احلج‪ ،‬وىو رَن الوقوف بعرفة‪ ،‬ولذلك قال الرسول ملسو هيلع هللا ىلص‪ " :‬احلج عرفة " رواه أبوداود‬
‫والنسائى وأمحد وصححو األلباىن‬
‫ال ‪" :‬‬ ‫اّللُ َعلَْي ِو َو َسلَّ َم قَ َ‬
‫صلَّى َّ‬
‫َّيب َ‬ ‫‪ ‬خًر الدعاء دعاء يوم عرفة ‪ ،‬عن عبدهللا بن عمرو‪ -‬رضى هللا عنهما‪ :-‬أ َّ‬
‫َن النِ َّ‬
‫ْت أ ََان َوالنَّبِيُّو َن ِم ْن قَ ْبلِي ‪َ :‬ال إِلَوَ إَِّال َّ‬ ‫ِ‬ ‫خي ر ُّ ِ‬
‫ْك‬
‫يك لَوُ‪ ،‬لَوُ ال ُْمل ُ‬ ‫اّللُ َو ْح َدهُ َال َش ِر َ‬ ‫الد َعاء ُد َعاءُ يَ ْوم َع َرفَةَ‪َ ،‬و َخ ْي ُر َما قُل ُ‬ ‫َْ ُ‬
‫َولَوُ ا ْحلَ ْم ُد َو ُى َو َعلَى َُ ِّل َش ْي ٍء قَ ِد ٌير "‪ .‬رواه الرتمذى وحسنو األلباىن‬
‫صي ِ‬ ‫ِ‬
‫ام يَ ْوم َع َرفَةَ‬
‫‪ ‬صيامو يكفر ذنوب سنتني ‪ ،‬عن أىب قتادة‪ -‬رضى هللا عنو‪ -‬قال‪ :‬قال رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص‪ُ َ ":‬‬
‫السنَةَ الَِِّت بَ ْع َدهُ " رواه مسلم‬ ‫السنَةَ الَِِّت قَ ْب لَوُ‪َ ،‬و َّ‬ ‫أَحت ِسب علَى َِّ‬
‫اّلل أَ ْن يُ َك ِّف َر َّ‬ ‫َْ ُ َ‬
‫َن رج ًال ِمن الْي ه ِ‬ ‫اخلَطَّ ِ‬
‫ال لَوُ ‪ََ :‬ي‬ ‫ود قَ َ‬ ‫اب ‪ "،‬أ َّ َ ُ َ َ ُ‬ ‫‪ ‬أنو اليوم الذى أَمل هللا فيو الدين‪ ،‬وأمت فيو النعمة‪َ ،‬ع ْن عُ َم َر بْ ِن ْ‬
‫َي آيٍَة ؟‬ ‫ال ‪ :‬أ ُّ‬ ‫ك الْيَ ْوَم ِعي ًدا‪ ،‬قَ َ‬ ‫َت َال ََّّتَ ْذ َان ذَلِ َ‬ ‫شر الْي ه ِ‬
‫ود نَ َزل ْ‬ ‫ِ‬
‫ني‪ ،‬آيَةٌ ِيف َتَابِ ُك ْم تَ ْق َرءُونَ َها ل َْو َعلَْي نَا َم ْع َ َ َ ُ‬
‫ِ‬
‫ًر ال ُْم ْؤمنِ َ‬
‫ِ‬
‫أَم َ‬
‫ال عُ َم ُر ‪ :‬قَ ْد َع َرفْ نَا‬ ‫اإل ْس َال َم ِدينًا } ‪ .‬قَ َ‬ ‫يت لَ ُك ُم ِْ‬ ‫ض ُ‬ ‫ت َعلَْي ُكم نِ ْعم ِِت ور ِ‬
‫ْ َ ََ‬ ‫ْت لَ ُك ْم ِدينَ ُك ْم َوأَ َْتَ ْم ُ‬
‫ال ‪ { :‬الْيَ ْوَم أَ َْ َمل ُ‬ ‫قَ َ‬
‫اّللُ َعلَْي ِو َو َسلَّ َم ؛ َو ُى َو قَائِ ٌم بِ َع َرفَةَ يَ ْوَم ُُجُ َع ٍة "‪ .‬رواه‬‫صلَّى َّ‬ ‫ك الْي وم والْم َكا َن الَّ ِذي نَزل ْ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َت فيو َعلَى النِ ِّ‬
‫َّيب َ‬ ‫َ‬ ‫ذَل َ َ ْ َ َ َ‬
‫البخارى ومسلم‬

‫بعض السنن النبوية يف أَيم عيد األضحى ادلبارك‪:‬‬

‫‪ ‬أن ال أيَل شيئا قبل الذىاب إىل ادلصلى حَّت يرجع من الصالة‪.‬‬
‫‪ ‬يستحب االغتسال والتطيب ولبس أحسن الثياب‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫خطبة األسبوع الثاين من ذي احلجة ‪1445‬‬ ‫واحة اخلطابة‬

‫‪ ‬يسن الذىاب إىل ادلصلى مشيًا‪ ،‬وأن يذىب يف طريق ويعود من طريق آخر‪.‬‬
‫‪ ‬التكبًر‪ :‬يسن التكبًر خاصة بعد الصلوات ادلفروضة وادلسنونة من صبح يوم عرفة وينتهي إىل آخر يوم من أَيم‬
‫العيد (أَيم التشريق) قبل الغروب‪.‬‬
‫‪ ‬التهنئة ابلعيد بقول ادلسلم ألخيو ادلسلم‪ :‬تقبّل هللا منا ومنك ‪ ،‬وحنوىا من صيغ التهنئة‪.‬‬

‫اللهم اغفر للمسلمني وادلسلمات‪ ،‬وادلؤمنني وادلؤمنات‪ ،‬األحياء منهم واألموات ‪ ،‬اللهم إان نسألك من خًر ما‬
‫سألك بو سيدان دمحم ملسو هيلع هللا ىلص‪ ،‬ونستعيذ بك من شر ما استعاذ بو سيدان دمحم ملسو هيلع هللا ىلص ‪ ،‬اللهم إين أعوذ بك من العجز‬
‫والكسل‪ ،‬واجلنب واذلرم والبخل ‪ ،‬وأعوذ بك من عذاب القب ومن فتنة ا﵀يا وادلمات‪ ،‬اللهم إان نعوذ بك من زوال‬
‫نعمتك‪ ،‬وحتول عافيتك وفجاءة نقمتك‪ ،‬وُجيع سخطك ‪ ،‬اللهم أعنا على ذَرك وشكرك وحسن عبادتك ‪ َ،‬ربَّنَا‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫آتِنَا ِيف ُّ‬
‫اب النَّا ِر‬ ‫سنَةً َوِيف ْاْلخ َرة َح َ‬
‫سنَةً َوقنَا َع َذ َ‬ ‫الدنْ يَا َح َ‬
‫أقول قويل ىذا وأقم الصالة‬

‫‪6‬‬

You might also like