‫ﻛﺘــــــﺎﺏ‬

‫ﺣﻞ ﺍﻟﻄﻠﺴﻢ ﻭﻛﺸﻒ ﺍﻟﺴﺮ ﺍﻟﻤﺒﻬﻢ‬

‫ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ﺃﺣﻤﺪ ﺍﻟﻐﻤﺮﻱ‬
‫ﺍﻟﺤﻤﺪ ﷲ ﺍﻟﺬﻱ ﺧﻠﻖ ﺍﻷﺭﻭﺍﺡ ﻭﺍﻷﺟﺴﺎﺩ ﻭﻓﺮﻗﻬﺎ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻤﻮﺕ‬
‫ﺑﺤﻜﻤﺘﻪ‪،‬ﻭﺃﻭﺭﺩﻫﺎ ﺃﻭﺭﺍﺩﻫﺎ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻤﻴﻌﺎﺩ ﺑﻘﺪﺭﺗﻪ‪ ،‬ﻭﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻰ‬
‫ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺍﻷﻋﻈﻢ ﺷﻔﻴﻊ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺘﻨﺎﺩﻱ‪ ،‬ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭﺻﺤﺒﻪ‬
‫ﻭﺍﻟﺴﺎﺩﺍﺕ ﺍﻷﻣﺠﺎﺩ‪،‬ﺃﻣﺎ ﺑﻌﺪ ‪ :‬ﻓﺈﻧﻪ ﻟﻤﺎ ﺭﻣﺘﻨﻲ ﺃﻣﻮﺍﺝ ﺍﻷﻗﺪﺍﺭ ﻋﻠﻰ ﺳﺎﺣﻞ ﺑﺤﺮ‬
‫ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻔﻼﺳﻔﺔ ﺍﻷﺧﻴﺎﺭ‪،‬ﻭﻓﻬﻤﺖ ﻣﺎ ﺃﺭﺍﺩﻭﺍ ﺇﻟﻴﻪ ﺑﺨﻔﻲ ﺍﻟﺮﻣﻮﺯ ﻭﺍﻹﺷﺎﺭﺍﺕ ‪ ،‬ﻻ‬
‫ﺑﺼﺮﻳﺢ ﺍﻟﻠﻔﻆ ﻭﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ‪ ،‬ﻓﻮﺟﺪﺗﻬﻢ ﻳﺸﻴﺮﻭﻥ ﺇﻟﻰ ﺳﻠﻮﻙ ﻃﺮﻳﻖٍ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ‬
‫ﻣﺪﻳﻨﺔٍ ﺣﺼﻴﻨﺔٍ ﻣﻨﻴﻌﺔ ‪ ،‬ﻓﻨﻈﺮﺕ ﻓﺈﺫﺍ ﺑﻄﺮﻕٍ ﻛﺜﻴﺮﺓٍ ﻓﻴﻬﺎ ﺁﺛﺎﺭ ﺃﻗﺪﺍﻡ ﺍﻟﺴﻔﺎﺭ‪،‬‬
‫ﻭﻭﺟﺪﺕ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻃﺮﻳﻘﺎً ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻪ ﻏﺒﺎﺭ ﻭﻻ ﺁﺛﺎﺭ ﺃﻗﺪﺍﻡ ‪ ،‬ﻓﻌﻠﻤﺖ ﺃﻧﻪ ﻫﻮ‬
‫ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ ﺑﻴﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﺴﻠﻜﻬﺎ ﺇﻻ ﺍﻷﺑﺮﺍﺭ‪ ،‬ﻓﺴﺮﺕ ﺣﺘﻰ ﺍﻧﺘﻬﻴﺖ‬
‫ﺇﻟﻰ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻷﺳﺮﺍﺭ ﻓﻨﻈﺮﺕ ﻓﺈﺫﺍ ﻫﻲ ﻣﺤﺼﻨﺔ ﺑﻤﻬﺎﻟﻚ ﺍﻟﺮﻣﻮﺯ ﻭﻣﻤﺘﻨﻌﺔ‬
‫ﺑﻤﻮﺍﻧﻊ ﺍﻟﻠﻐﻮﺯ‪ ،‬ﻓﺘﻠﻮﺕ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻋﺰﻣﻲ ﻭﺃﻗﺴﻤﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﺄﻗﺴﺎﻡ ﻓﻬﻤﻲ‪ ،‬ﻓﺈﺫﺍ‬
‫ﺑﻤﻨﺎﺩﻱ ﺍﻟﻘﺒﻮﺭ ﻳﻨﺎﺩﻱ ﺑﻌﺪ ﻓﺘﺢ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻭﻛﺸﻒ ﺍﻟﺤﺠﺎﺏ ﺃﻗﺒﻞ ﻭﻻ ﺗﺨﻒ ﺇﻧﻚ‬
‫ﻣﻦ ﺍﻵﻣﻨﻴﻦ‪ ،‬ﻓﺪﺧﻠﺖ ﻣﺘﻮﻛﻼً ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺍﻟﻤﻌﻴﻦ‪ ،‬ﻓﺸﺎﻫﺪﺕ ﻋﻴﻮﻧﺎً ﻧﺎﺑﻌﺔ‬
‫ﻭﺃﻏﺼﺎﻧﺎً ﻓﺎﺭﻋﺔ ﻭﻭﺟﻮﻫﺎً ﺭﺍﺋﻌﺔ ﻭﺷﻤﻮﺳﺎً ﻃﺎﻟﻌﺔ ﻓﻬﻤﺖ ﺑﺬﻟﻚ ﻃﺮﺑﺎً ﻭﺷﺮﺑﺖ‬
‫ﻣﻦ ﺧﻤﺮ ﻣﻌﺎﻧﻴﻬﺎ ﺣﺒﺒﺎً ﻭﺣﺒﺎ ﻭﺟﻨﻴﺖ ﻣﻦ ﺛﻤﺎﺭ ﻣﺜﺎﻧﻴﻬﺎ ﺭﻃﺒﺎ ﻓﻮﺟﺪﺕ ﻓﻲ‬
‫ﻧﻔﺴﻲ ﺃﻥ ﺃﺛﺒﺖ ﻣﺎ ﺭﺃﻳﺘﻪ ﺑﺨﻔﻲ ﺍﻹﺷﺎﺭﺍﺕ ﻓﻲ ﺭﺳﺎﻟﺔٍ ﻟﻄﻴﻔﺔ ﻟﻤﻦ ﻳﻔﻬﻤﻪ ﺍﷲ‬
‫ﻣﻌﺎﻧﻴﻬﺎ ﻟﻜﻲ ﻻ ﻳﻀﻴﻊ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﻭﺍﻟﻨﻔﺲ ﺗﺮﺍﺟﻌﻨﻲ ﻋﻦ ﻋﻤﻞ ﺫﻟﻚ‬
‫ﻟﺼﻮﻥ ﺍﻟﺴﺮ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﻡ ‪ ،‬ﻭﻟﻢ ﺃﺯﻝ ﺃﺗﺮﺩﺩ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﻴﻦ ﺫﻟﻚ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺁﻥ ﺍﻷﻭﺍﻥ‬
‫ﻭﻗﺼﺪﻧﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ ﺃﻥ ﺍﻛﺸﻒ ﻟﻪ ﺣﺠﺎﺑﻬﺎ ﻭﺃﺳﻔﺮ ﻟﻪ ﻋﻦ ﻧﻘﺎﺑﻬﺎ ﻓﺄﺟﺒﺘﻪ‬
‫ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ ﻭﻭﺿﻌﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﻭﺳﻤﻴﺘﻬﺎ ﺣﻞ ﺍﻟﻄﻠﺴﻢ ﻭﻛﺸﻒ ﺍﻟﺴﺮ‬
‫ﺍﻟﻤﺒﻬﻢ‪.‬‬
‫ﻓﺄﻗﻮﻝ ﻭﺑﺎﷲ ﺍﻟﺘﻮﻓﻴﻖ ‪ :‬ﺇ‬
‫ﺍﻋﻠﻢ ﻳﺎ ﺃﺧﻲ ﻭﻓﻘﻨﻲ ﺍﷲ ﻭﺇﻳﺎﻙ ﺑﺘﻮﻓﻴﻘﻪ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﻜﻤﺎء ﻣﺠﺘﻤﻌﻴﻦ ﻭﻣﺘﻔﻘﻴﻦ ﺇﻟﻰ‬
‫ﻣﺎﺩﺓ ﺍﻟﺠﺤﺮ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﻭﺍﺣﺪ ﺑﺎﻟﻨﻮﻉ ﻻ ﺑﺎﻟﺸﺨﺺ ﻭﻫﻮ ﻣﻦ ﺃﻧﻮﺍﻉ‬
‫ﺍﻟﻤﻌﺪﻥ ﻻ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺒﺎﺕ ﻭﻻ ﻣﻦ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﻻ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻥ ﻷﻧﻬﺎ ﺻﻨﺎﻋﺔ ﺗﻮﻟﻴﺪ‬
‫ﻭﻣﻦ ﻃﻠﺐ ﺫﻫﺒﺎً ﻭﻓﻀﺔً ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺃﺻﻠﻬﻤﺎ ﻓﻜﻤﻦ ﻃﻠﺐ ﺃﻥ ﻳﻮﻟﺪ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻣﻦ‬
‫ﺟﻤﻞ ﺃﻭ ﻳﺎﻗﻮﺕ ﻣﻦ ﺛﻠﺞ ﺃﻭ ﺭﻣﺎﻥ ﻣﻦ ﺳﻤﻚ ﺃﻭ ﺣﻴﺘﺎﻥ ﻣﻦ ﺣﺠﺮ ﻭﻫﺬﺍ ﻫﻮ‬
 ‫ﺍﻟﺠﻨﻮﻥ ﺑﻌﻴﻨﻪ ﻭﻛﻞ ﺷﺊ ﻻ ﻳﺄﺗﻲ ﺇﻻ ﻣﻦ ﻣﺜﻠﻪ ﺃﻭ ﺷﻜﻠﻪ ﻓﺎﻓﻬﻢ ﻭﺇﻥ ﺧﺎﻟﻔﺖ‬
‫ﺗﻨﺪﻡ‪.‬‬
‫ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺍﺧﺘﻠﻒ ﺍﻟﺤﻜﻤﺎء ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺘﺪﺑﻴﺮ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻷﻋﻈﻢ ﻭﺍﻟﺴﺮ‬
‫ﺍﻷﻛﺒﺮ‪،‬ﻭﺍﻷﻭﺳﻂ‪ ،‬ﻭﺍﻷﺻﻐﺮ ‪ ،‬ﻭﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ‪ ،‬ﻭﺍﻟﻤﺒﺎﻗﻞ ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺘﺮﺍﻛﻴﺐ ﺍﻟﺒﺮﺍﻧﻴﺎﺕ ‪،‬‬
‫ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻗﺪﺭ ﻣﺎ ﺃﺩﻯ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﺟﺘﻬﺎﺩﻩ ﻭﺗﺠﺮﻳﺒﻪ ﻭﻟﻜﻦ ﺑﻴﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻄﺮﻕ‬
‫ﻛﻠﻬﺎ ﻃﺮﻳﻖ ﻭﻫﻮ ﺃﺷﺮﻓﻬﺎ ﻭﺃﺣﺴﻨﻬﺎ ﻧﺰﻫﺔ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻷﻭﺳﻂ ﻷﻥ ﻓﻴﻪ‬
‫ﺗﻈﻬﺮ ﺍﻷﻟﻮﺍﻥ ﺍﻟﺒﺪﻳﻌﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺮﺍﻫﺎ ﻓﻲ ﻏﻴﺮﻩ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﺼﺒﻎ ﺍﻷﺣﺠﺎﺭ‬
‫ﻭﺍﻟﻴﺎﻗﻮﺕ ﻭﻓﻴﻪ ﻋﻤﻞ ﺍﻟﻄﻠﺴﻤﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﺮﻳﺎﻕ ﻭﺍﻟﻄﺐ ﻭﺍﻟﻄﻼﺳﻢ ﻭﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ‬
‫ﺍﻟﻌﺠﺎﺋﺐ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﺪﺣﻬﺎ ﺍﻟﺤﻜﻤﺎء ﺍﻷﻭﻟﻮﻥ ﻓﻲ ﻛﺘﺒﻬﻢ ﻭﻭﺿﻌﻬﺎ ﺍﻵﺧﺮﻭﻥ‬
‫ﻭﻭﺿﻌﻮﻫﺎ ﺑﺎﻟﺮﻣﺰ ﻭﺍﻷﻟﻐﺎﺯ ﺧﻮﻓﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺑﺨﻼﻑ ﺳﺎﺋﺮ ﺍﻟﻄﺮﻕ‬
‫ﻓﺎﻓﻬﻢ ﺗﺮﺷﺪ‪.‬‬
‫ﺍﻋﻠﻢ ﻳﺎ ﺃﺧﻲ ﺃﻥ ﺃﻭﻝ ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻫﻮ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻤﺘﺎﺡ‬
‫ﺍﻟﻤﺨﺼﻮﺹ ﺑﻪ ﻟﻔﺘﺢ ﺃﻗﻔﺎﻟﻪ ﻭﻫﻮ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻋﻘﺎﺭ ﻭﺍﺣﺪ ﻳﻨﺤﻞ‬
‫ﺑﺎﻟﻤﺎء ﻭﻳﻨﻌﻘﺪ ﺑﺎﻟﻨﺎﺭ ﻳﺸﺒﻪ ﻋﻄﺎﺭﺩ ﻓﻲ ﻓﺮﺍﺭﻩ ﻭﻓﻌﻠﻪ ﻭﻟﻬﺬﺍ ﺳﻤﺎﻩ ﺍﻟﺤﻜﻤﺎء‬
‫ﺑﺎﻟﺰﻳﺒﻖ ﺍﻟﻐﺮﺑﻲ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺘﺰﻭﻳﺞ ﻓﺈﺫﺍ ﻋﺮﻓﺘﻪ ﺑﺎﻟﺼﻔﺔ ﻭﺣﻘﻘﺘﻪ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮﻓﺔ‬
‫ﻓﺎﻧﻬﺾ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﻗﻄﺮﻩ ﺑﺎﻷﻧﺒﻴﻖ ﺍﻟﺒﺼﻴﺮ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻘﻄﺮ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﺮﺑﻊ ﻭﺗﺸﻢ ﻣﻨﻪ ﻋﻨﺪ‬
‫ﺗﻘﻄﻴﺮﻩ ﺭﺍﺋﺤﺔ ﺍﻟﻤﻨﻲ ﻭﺍﻟﻄﻠﻊ ﺛﻢ ﺭﺩ ﻗﺎﻃﺮﻩ ﻋﻠﻰ ﺃﺭﺽ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻭﺑﻴﻦ ﻛﻞ‬
‫ﺗﻘﻄﻴﺮﺗﻴﻦ ﺗﻌﻔﻴﻨﺔ ﻫﻜﺬﺍ ﺳﺒﻊ ﻣﺮﺍﺕ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻨﻌﻘﺪ ﻛﺎﻟﺴﻴﺮﺝ ﺩﻫﻨﺎً ﻓﺎﻋﻼً ﻏﺎﺋﺼﺎً‬
‫ﻧﺎﻓﺬﺍً ﻭﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﺤﻞ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻲ ﺍﻟﺤﻜﻤﻲ ﻷﺟﻞ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﻭﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻨﻰ ﻗﺎﻝ‬
‫ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺸﺬﻭﺭ ﻓﻲ ﺩﻳﻮﺍﻧﻪ ‪:‬‬
‫ﺃﻋﻠﻢ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﺻﻴﺮ ﺍﻟــــــﻤﺎء ﺩﻫﻨﺎً ﻏﺎﺋﺼﺎً ﻓﻲ ﻟﻄﻒ‬
‫ﻭﻓﻴﻪ ﻗﺎﻝ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﺟﺎﺑﺮ ﺑﻦ ﺣﻴﺎﻥ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻷﺭﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻤﺴﻤﺌﺔ ﻗﻄﺮ‬
‫ﺍﻵﺳﻦ ﻋﻦ ﻗﻀﻴﺒﻪ ﺳﺒﻊ ﻣﺮﺍﺕ ﻭﻣﺮﺍﺩﻩ ﺑﺎﻵﺳﻦ ﺍﻟﻤﺎء ﻷﻧﻪ ﻳﺸﺒﻪ ﺍﻟﻮﺭﻕ‬
‫ﺍﻷﺧﻀﺮ ﻭﻣﺮﺍﺩﻩ ﺑﺎﻟﻘﻀﻴﺐ ﺍﻟﺤﺠﺮ ﺍﻟﻴﺎﺑﺲ ﻣﻦ ﻣﺎﺩﺓ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻷﻥ ﺍﻟﻘﻀﻴﺐ ﻫﻮ‬
‫ﺃﺻﻞ ﺍﻟﻮﺭﻕ ﻓﺎﻓﻬﻢ ﺗﺮﺷﺪ‪.‬‬
‫ﻓﺈﺫﺍ ﺣﺼﻞ ﻋﻨﺪﻙ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺎء ﻓﻘﺪ ﻭﺻﻠﺖ ﺇﻟﻰ ﻣﻔﺘﺎﺡ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ﺍﻟﺸﺮﻳﻔﺔ‬
‫ﻓﺎﺑﺘﺪﺉ ﺣﻴﻨﺌﺬٍ ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﻋﻤﺪﺓ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ﻭﻗﻨﻄﺮﺗﻬﺎ‬
‫ﺍﻟﻌﻈﻤﻰ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﻦ ﻟﻢ ﻳﺠﺎﻭﺯﻫﺎ ﻟﻢ ﻳﺪﺧﻞ ﺇﻟﻰ ﻛﻨﻮﺯ ﺍﻟﺤﻜﻤﺎء ‪ ،‬ﻭﺍﻋﻠﻢ ﺃﻥ‬
‫ﺍﻟﺤﻜﻤﺎء ﻗﺴﻤﻮﺍ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺐ ﺍﻹﻛﺴﻴﺮﻱ ﺇﻟﻰ ﻗﺴﻤﻴﻦ‪:‬‬
‫ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﻷﻭﻝ ﻋﻤﻞ ﺍﻟﺘﺰﻭﻳﺞ ﻭﺍﻟﺘﻤﺎﻟﻴﺢ ﻭﺍﻟﻌﻘﺪ ﻭﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺍﻟﺠﻮﻫﺮﺓ ﻭﺍﻟﺤﻞ‬
‫ﻭﺍﻟﺘﻔﺼﻴﻞ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺳﻤﻮﻩ ﺍﻟﺘﻬﺬﻳﺐ ﻭﻫﻮ ﺗﻬﺬﻳﺐ ﺍﻷﺟﺰﺍء ﻣﻨﻔﺮﺩﺓ ﻗﺒﻞ ﺇﺩﺧﺎﻟﻬﺎ‬
‫ﻋﻠﻰ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻭﺳﻤﻲ ﻣﻔﺮﺩﻩ ﻣﻮﺍﺩ ﺍﻟﺤﺠﺮ ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺳﻤﻲ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺐ‬
‫ﻭﻫﻮ ﺍﺩﺧﺎﻟﻬﻦ ﺑﻌﻀﻬﻦ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ ﻭﺗﺪﺑﻴﺮﻫﻦ ﺇﻟﻰ ﺗﻤﺎﻡ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﻡ‬
 ‫ﻭﺳﻤﻮﻫﻦ ﻋﻨﺪ ﺟﻤﻌﻬﻦ ﺍﻟﻬﻴﻮﻻ ﻭﺑﻌﺪ ﺍﻟﺘﺪﺑﻴﺮ ﺑﺎﻟﺤﺠﺮ ﻭﻧﺤﻦ ﻧﺒﻴﻦ ﺫﻟﻚ‬
‫ﻹﺧﻮﺍﻧﻨﺎ ﺑﺼﺮﻳﺢ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺓ ﻻ ﺑﺨﻔﻲ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﻭﺇﻥ ﺧﺎﻟﻔﻨﺎ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺻﺎﻳﺎ‬
‫ﻓﻮﺿﻌﻨﺎ ﺫﻟﻚ ﻟﻮﺟﻪ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪،‬ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ‪:‬ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻜﻨﺰﻭﻥ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﻭﺍﻟﻔﻀﺔ‬
‫ﻭﻻ ﻳﻨﻔﻘﻮﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﷲ ﻓﺒﺸﺮﻫﻢ ﺑﻌﺬﺍﺏٍ ﺃﻟﻴﻢ ‪ .‬ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ‬
‫ﻣﻜﺸﻮﻓﺔ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﻓﺎﻟﻤﻌﻄﻲ ﻭﺍﻟﻤﺎﻧﻊ ﻫﻮ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﻫﺬﺍ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩﻧﺎ‬
‫ﻭﺣﻴﺚ ﻛﺎﻥ ﻛﺬﻟﻚ ﻓﻠﻨﺒﺘﺪﺉ ﺑﺬﻛﺮ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻷﻭﻝ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﻡ ﺍﻟﻤﺴﻤﻰ ﺑﺎﻟﺘﻬﺬﻳﺐ‬
‫ﻓﺄﻗﻮﻝ‪:‬‬
‫ﺍﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﺣﺠﺮ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻣﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺃﺣﺠﺎﺭ ﻭﺃﺭﺑﻊ ﻃﺒﺎﺋﻊ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺑﻜﻮﻥ‬
‫ﺍﻷﺭﺽ ﺻﺎﻋﺪﺓ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻓﻮﺿﻌﻬﺎ ﺍﻟﺤﻜﻤﺎء ﻭﺳﻤﻮﻫﺎ ﺍﻟﺤﺠﺮ ‪ ،‬ﻭﺃﻣﺎ‬
‫ﻓﻲ ﻏﻴﺮﻫﺎ ﻓﻼ ‪ ،‬ﻓﺄﻭﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺣﺠﺎﺭ ﺍﻟﺤﺠﺮ ﺍﻷﺑﻴﺾ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺒﺎﺭﺩ ﺍﻟﺮﻃﺐ‬
‫ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻭﻫﻮ ﺍﻷﺻﻔﺮ ﺍﻟﻨﺎﺭﻱ ﺍﻟﺤﺎﺭ ﺍﻟﻴﺎﺑﺲ ﻭﺍﻟﺪﻫﻦ ﺍﻟﺴﺎﺋﻞ ﺷﻤﺲ ﺍﻟﺤﻜﻤﺎء‬
‫ﻭ ﺫﻫﺒﻬﻢ ﺫﻭ ﺍﻟﺠﻨﺎﺣﻴﻦ ﻭﻫﻲ ﺃﻭﻝ ﻣﺎ ﺗﺪﺑﺮ ﺃﺟﺰﺍء ﺍﻟﺤﺠﺮ ﺗﺪﺑﻴﺮ ﺍﻟﻤﻔﺘﺎﺡ ﻭﻫﻮ‬
‫ﺍﻟﺤﺠﺮ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻧﻲ ﻓﺎﻓﻬﻢ ﺗﺮﺷﺪ ‪ .‬ﻭﺻﻔﺔ ﺗﻬﺬﻳﺒﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﺴﺤﻖ ﻧﺎﻋﻤﺎً ﺑﻠﻄﺎﻓﺔ ﻛﻲ‬
‫ﻻ ﺗﺤﺮﻕ ﺑﻨﺎﺭ ﺍﻟﺴﺤﻖ ﺛﻢ ﺍﻏﻤﺮﻫﺎ ﺑﺎﻟﻤﻔﺘﺎﺡ ﻭﻋﻔﻨﻬﺎ ﺛﻢ ﻗﻄﺮﻩ ﻋﻨﻬﺎ ﺛﻢ ﺃﺟﺪ‬
‫ﺳﺤﻘﻬﺎ ﻭﺍﻏﻤﺮﻫﺎ ﻭﺭﺩﻫﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻘﻄﻴﺮ ﻫﻜﺬﺍ ﺳﺒﻊ ﻣﺮﺍﺕ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺨﺮﺝ ﺑﻴﻀﺎء‬
‫ﻣﻜﻠﺴﺔ ﻣﺬﻛﺮﺓ ﻗﺪ ﺫﻫﺐ ﻋﻨﻬﺎ ﺍﻻﺣﺘﺮﺍﻕ‪ ،‬ﻭﻟﻬﺎ ﺃﺳﻤﺎء ﻛﺜﻴﺮﺓ ﺛﻢ ﻧﺒﺘﺪﺉ ﺑﻌﺪ‬
‫ﺫﻟﻚ ﺑﺘﺪﺑﻴﺮ ﺍﻟﺤﺠﺮ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺤﺠﺮ ﺍﻷﺑﻴﺾ ﺍﻟﺒﺎﺭﺩ ﺍﻟﺮﻃﺐ ﺍﻟﻤﺎء ﺍﻟﺴﺎﺋﻞ‬
‫ﺍﻷﻧﺜﻰ ﺍﻟﺮﺟﺮﺍﺟﺔ ﻗﻤﺮ ﺍﻟﺤﻜﻤﺎء ﻭﻓﻀﺘﻪ ﻭﻫﻮ ﺃﻥ ﺗﻐﻤﺮﻫﺎ ﺑﺎﻟﻤﻔﺘﺎﺡ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ‬
‫ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺪﺑﻴﺮ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﻜﺘﺴﺐ ﻣﻨﻪ ﻗﻮﺓ ﻧﺎﺭﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﺗﻬﺎ ﻳﻔﻌﻞ ﺑﻬﺎ ﻛﻤﺎ‬
‫ﻳﻔﻌﻞ ﺑﺎﻟﺬﻛﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻤﺮ ﺑﺎﻟﻤﺎء ﻭﺍﻟﺘﻌﻔﻴﻦ ﻭﺍﻟﺘﻘﻄﻴﺮ ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺳﺒﻊ ﻣﺮﺍﺕ ﻓﺈﻧﻬﺎ‬
‫ﺗﻨﺤﻞ ﻭﺗﻨﻌﻘﺪ ﻭﺗﺰﻭﻝ ﻋﻨﻬﺎ ﺍﻷﻋﺮﺍﺽ ﻭﺗﺼﻴﺮ ﺗﺨﻄﻒ ﺍﻷﺑﺼﺎﺭ ﻣﻦ ﺷﺪﺓ‬
‫ﻟﻤﻌﺎﻧﻬﺎ ﻭﺑﺮﻳﻘﻬﺎ ﻭﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻗﺎﻝ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﺍﻟﺠﻠﺪﻛﻲ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺍﻟﺒﺮﻫﺎﻥ‬
‫ﺇﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺍﻹﺷﺎﺭﺍﺕ ﺇﻟﻰ ﺟﺰء ﺣﺎﺭ ﻳﺎﺑﺲ ﺳﻠﻴﻢ ﻧﺎﺗﺞ ﺑﺎﻟﺤﻜﻤﺔ ﻋﻦ‬
‫ﺗﺪﺑﻴﺮ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ ﻭﻓﻲ ﺍﻷﻧﺜﻰ ﺍﻹﺷﺎﺭﺍﺕ ﺇﻟﻰ ﺃﺣﺪ ﺃﺟﺰﺍء ﺍﻟﺤﺠﺮ ﺍﻟﺒﺎﺭﺩ ﺍﻟﺮﻃﺐ‬
‫ﺍﻟﺘﻲ ﻃﺒﻌﻬﺎ ﺍﻟﻨﻔﻮﺭ ﻭﺍﻻﺿﻄﺮﺍﺏ ﻣﻦ ﺃﺻﻞ ﺧﻠﻘﺘﻬﺎ ﻭﻫﻲ ﻳﻌﻨﻮﻧﻬﺎ ﺗﺤﺒﺲ ﻓﻲ‬
‫ﻇﻠﻤﺔ ﺍﻷﻣﺎﻛﻦ ﻭﻻ ﺗﺴﺘﻘﺮ ﻓﻲ ﺳﻜﻦ ﻭﻗﺪ ﺗﺘﺴﻠﻞ ﻭﺗﻘﻴﺪ ﻣﻦ ﺣﻜﻴﻢ ﻓﻴﻀﺮﺑﻬﺎ‬
‫ﻭﻳﻬﺬﺑﻬﺎ ﺑﺴﻮﻁ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﻓﺘﻜﺘﺴﺐ ﺍﻻﻋﺘﺪﺍﻝ ﻣﻦ ﺳﺮ ﺍﻟﻤﻔﺘﺎﺡ ﻭﻳﺼﻴﺮ ﻟﻬﺎ ﺑﻌﺪ‬
‫ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪﺓ ﻧﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻜﻮﻥ ﻓﺤﻴﻨﺌﺬٍ ﻳﺮﻛﺒﻬﺎ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻤﺲ‬
‫ﺑﻤﻔﺘﺎﺡ ﺍﻟﻘﻤﺮ ﻓﻴﺨﺮﺝ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻋﻦ ﻣﻠﻜﻪ ﻭﺳﻠﻄﺎﻧﻪ ﺑﺘﺪﺑﻴﺮٍ ﺣﻖ ﻣﻌﺘﺒﺮ ﻓﻬﺬﻩ‬
‫ﺑﻴﻀﺔ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻭﺣﺠﺮﻫﻢ ﻭﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﻔﺘﺎﺡ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﺗﺠﻰ ﻓﺎﻓﻬﻢ ﺗﺮﺷﺪ ‪.‬‬
‫ﻭﻗﺪ ﺗﻢ ﺍﻧﺼﻒ ﺍﻷﻭﻝ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﻡ ﺍﻟﻤﺴﻤﻰ ﺑﺎﻟﺘﻬﺬﻳﺐ ‪ ،‬ﺛﻢ ﺇﺫﺍ ﺃﺭﺩﺕ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ‬
‫ﻓﺄﺩﺧﻞ ﺟﺰﺃﻳﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻤﺮ ﻭﻫﻮ ﺍﻷﻧﺜﻰ ﻋﻠﻰ ﺟﺰء ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺬﻛﺮ ﺛﻢ‬
‫ﺍﺳﺤﻘﻬﻤﺎ ﺛﻢ ﺍﻏﻤﺮﻫﻤﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻔﺘﺎﺡ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺴﺤﻖ ﻭﻋﻔﻨﻬﻢ ﺃﺭﺑﻊ ﻭﻋﺸﺮﻭﻥ‬
‫ﺳﺎﻋﺔ ﻭﻗﻄﺮ ﺍﻟﻤﺎء ﻋﻨﻬﻢ ‪ ،‬ﻭﺍﻋﻠﻢ ﺃﻧﻬﻤﺎ ﻳﺴﻮﺩﺍﻥ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺴﺤﻖ ﻭﻗﺒﻞ ﺩﺧﻮﻝ‬
‫ﺍﻟﻤﻔﺘﺎﺡ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺴﻮﺍﺩ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻈﻬﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻷﻭﻝ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻢ ﻳﺬﻛﺮﻩ‬
‫ﺍﻟﻘﻮﻡ ﺑﻞ ﺫﻛﺮﻭﺍ ﺳﻮﺍﺩﻳﻦ ﻓﻘﻂ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻈﻬﺮ ﻱ ﺍﻟﺘﺰﻭﻳﺞ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺘﺰﻭﻳﺞ‬
‫ﺍﻷﻭﻝ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﻡ ﻭﺑﻌﺪﻩ ﺑﻴﺎﺽ ﺍﻹﻛﺴﻴﺮ ﺍﻟﻘﻤﺮﻱ ﻭﺍﻟﺤﻖ ﺃﻧﻬﻦ ﺛﻼﺙ‬
‫ﺗﺴﺎﻭﻳﺪ ﻭﻣﺜﻠﻬﺎ ﺑﻴﺎﺿﺎﺕ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﺸﺮﻳﻔﺔ ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻢ ﻳﺬﻛﺮﻫﺎ ﺃﺣﺪ‬
‫ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻜﻤﺎء ﻣﺎ ﻋﺪﺍ ﺍﻟﺠﻠﺪﻛﻲ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ ﻏﺎﻳﺔ ﺍﻟﺴﺮﻭﺭ ﻭﺍﻟﺸﺒﻠﻲ ﺍﻟﺮﻭﻣﻲ ﻓﻲ‬
‫ﺩﻳﻮﺍﻧﻪ ﻓﺈﺫﺍ ﻗﻄﺮ ﻋﻨﻬﺎ ﺍﻟﻤﻔﺘﺎﺡ ﺑﺎﻟﺘﻌﻔﻴﻦ ﻭﺍﻟﺘﻘﻄﻴﺮ ﺳﺒﻊ ﻣﺮﺍﺕ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺴﻔﺮ‬
‫ﻋﻦ ﺯﺭﻗﺔ ﺛﻢ ﻳﺨﻀﺮ ﻋﻦ ﺑﻴﺎﺽ ﻭﻟﻬﺬﺍ ﻗﺎﻟﺖ ﺍﻟﺤﻜﻤﺎء ﻳﺸﺒﻪ ﺑﻌﻀﻪ ﺑﻌﻀﺎً ‪.‬‬
‫ﻓﺈﺫﺍ ﻭﺻﻠﺖ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﻡ ﻛﻠﻪ ﻭﺗﻢ ﺗﺪﺑﻴﺮ ﺍﻷﺣﺠﺎﺭ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﺍﻟﺬﻛﺮ‬
‫ﻭﺍﻷﻧﺜﻰ ﻭﺍﻟﻤﻔﺘﺎﺡ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﻤﺎﻫﺎ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻤﻜﺘﺴﺐ ﺑﺎﻟﻤﺼﺮﻱ ﻭﺍﻟﺜﻮﻡ‬
‫ﻭﺍﻟﻄﺒﻌﺎﻧﻲ ﻭﻫﻢ ﺍﻟﻤﺎء ﻭﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭﺍﻟﻤﺆﻟﻒ ‪ ،‬ﻭﻗﺎﻝ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻤﻜﺘﺴﺐ ﻭﻫﺬﻩ‬
‫ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﺃﺣﺠﺎﺭ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﻡ ﻭﻟﻮﻻﻫﺎ ﻟﻢ ﺗﺒﺮﺯ ﺍﻟﻬﻴﻮﻻ ﻣﻦ‬
‫ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻔﻌﻞ‪.‬‬
‫ﻭﺍﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻷﻭﻝ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﻡ ﻣﻦ ﺃﻭﻟﻪ ﺇﻟﻰ ﺁﺧﺮﻩ ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻪ ﺧﻴﺮ ﻭﻻ‬
‫ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻭﻻ ﻓﻴﻪ ﺷﻲء ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻮﺍﺹ ﺍﻟﻔﻌﺎﻟﺔ ﺑﻞ ﺇﻧﻪ ﺗﻬﺬﻳﺐ ﻭﺗﻘﺮﻳﺐ ﻭﺗﻤﻬﻴﺪ‬
‫ﻟﻠﻌﻤﻞ ﻷﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻣﻨﺴﻮﺏ ﺇﻟﻰ ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻟﻌﺮﺵ ﻭﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﻭﺍﻟﻬﻴﻮﻻ ﻭﻫﺬﻩ‬
‫ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﻣﻘﺎﻣﺎﺕ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﻄﺒﺎﺋﻊ ﻭﻣﺠﺮﺩﺓ ﻋﻦ ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﻭﻟﻬﺬﺍ ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻬﺎ‬
‫ﺗﺄﺛﻴﺮ ﺑﻞ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻭﺍﻟﺨﻮﺍﺹ ﻣﻦ ﺣﻴﻦ ﻇﻬﻮﺭ ﺍﻟﺴﻮﺍﺩ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺍﻟﻤﺴﻤﻰ ﺑﺎﻷﻭﻝ‬
‫ﺍﻟﻤﻨﺴﻮﺏ ﺇﻟﻰ ﺯﺣﻞ ﺇﺫ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ﺍﻟﺴﺒﻌﺔ ﺇﻟﻰ ﺯﺣﻞ ﻣﺘﻜﻮﻧﺔ ﻣﻦ ﺑﺨﺎﺭﺍﺕ‬
‫ﺍﻟﻄﺒﺎﺋﻊ ﻓﻠﻬﺬﺍ ﺻﺎﺭ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻮﻟﺪﺍﺕ ﻓﺎﻓﻬﻢ‪.‬‬
‫ﻭﺇﺫﺍ ﻋﻠﻤﺖ ﻫﺬﺍ ﻭﺃﺗﻤﻤﺖ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻤﺘﻘﺪﻡ ﺫﻛﺮﻩ ﻓﻘﺪ ﺍﻧﻘﺴﻢ ﻣﻌﻚ ﻣﺮﻛﺒﻚ ﺇﻟﻰ‬
‫ﻗﺴﻤﻴﻦ ﻋﺎﻟﻲ ﻗﺎﻃﺮ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻤﻔﺘﺎﺡ ﺍﻷﻧﺜﻰ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺰﻭﻳﺞ ﺍﻷﻭﻝ ﻓﺎﻓﻬﻢ‬
‫ﻭﻗﺴﻢ ﺳﺎﻓﻞ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺤﺠﺮ ﺍﻟﻤﺮﻛﺐ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﻡ ﻓﺈﺫﺍ ﺃﺭﺩﺕ ﺍﻟﺘﺰﻭﻳﺞ ﻓﺄﻧﺎ ﺃﺫﻛﺮﻩ ﻟﻚ‬
‫ﺇﻟﻰ ﺗﻤﺎﻡ ﻋﻤﻞ ﺍﻹﻛﺴﻴﺮ ﺛﻢ ﻧﺬﻛﺮ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻣﺎ ﻳﺸﺘﻤﻞ ﻭﻳﺤﺘﻮﻱ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ‬
‫ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻊ ﻭﺍﻟﺨﻮﺍﺹ ﻭﻣﺎ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺐ ﻭﺍﻟﻄﻼﺳﻢ ﻭﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ‬
‫ﺍﻟﺘﻔﺼﻴﻞ ﺍﻵﺗﻲ ﺷﺮﺣﻪ‪ ،‬ﻓﻨﻘﻮﻝ‪ :‬ﺧﺬ ﺟﺰء ﻣﻦ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺬﻛﺮ ﻭﻫﻮ‬
‫ﺍﻟﺠﺴﺪ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻜﺒﺮﻳﺖ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺪﻫﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺤﺘﺮﻕ ﻭﺻﻔﺮﺓ ﺍﻟﺒﻴﺾ ﻭﺍﻟﻄﻠﻖ‬
‫ﺍﻟﺬﻫﺒﻲ ﻭﺍﻟﺬﻫﺐ ﺍﻟﻤﻬﻨﻲ ﻭﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﻤﺎء ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺤﺼﺮ ﺃﺑﺪﺍً ﺛﻢ‬
‫ﺍﺟﻌﻠﻪ ﻓﻲ ﺟﻮﻑ ﺍﻟﻘﺪﺡ ﻭﺃﺩﺧﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻃﻮﺑﺔ ﻣﺜﻠﻪ ﻗﻠﻴﻼً ﻗﻠﻴﻼً ﻭﺃﻧﺖ‬
‫ﺗﺤﺮﻙ ﺑﻌﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻳﻐﻠﻆ ﻭﻳﺼﻴﺮ ﻣﺜﻞ ﻗﻮﺍﻡ ﺷﺮﺍﺏ ﺍﻟﺤﻤﺎﺽ ﺛﻢ ﺃﻃﺒﻖ ﻋﻠﻴﻪ‬
 ‫ﺍﻷﻋﻤﻰ ﻭﻋﻠﻘﻪ ﻓﻲ ﻗﺪﺭ ﺭﻣﺎﺩ ﻓﻲ ﺟﻮﻑ ﺍﻟﻜﺎﻧﻮﻥ ﻭﺗﻮﻗﺪ ﺗﺤﺘﻪ ﺑﺎﻟﺴﺮﺍﺝ‬
‫ﻣﻴﻘﺎﺕ ﻣﻮﺳﻰ ﻭﺍﻟﻤﻴﻘﺎﺕ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﻳﻤﻜﻦ ﻛﺜﻴﺮ ﻭﻳﻤﻜﻦ ﻗﻠﻴﻞ ﺇﻥ ﺷﺌﺖ ﻳﻮﻣﺎً ﺃﻭ‬
‫ﺃﺳﺒﻮﻋﺎً ﻭﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺇﻟﻰ ﺷﻬﺮ ﺃﻭ ﺃﻛﺜﺮ ﺃﻭ ﺃﻗﻞ ﺛﻢ ﺍﺗﺮﻛﻪ ﻳﺒﺮﺩ ﻭﺍﻓﺘﺤﻪ‬
‫ﻭﺃﻧﺖ ﻣﻮﻟﻲ ﻭﺟﻬﻚ ﻋﻨﻪ ﻣﻠﺜﻢ ﻭﻓﻲ ﺃﻧﻔﻚ ﻗﻄﻨﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﺩﻫﻦ ﺑﻨﻔﺴﺞ ﻭﺍﻟﺤﺬﺭ ﺛﻢ‬
‫ﺍﻟﺤﺬﺭ ﺃﻥ ﺗﻔﺘﺤﻪ ﻭﻫﻮ ﺳﺎﺧﻦ ﻓﺈﻧﻪ ﺳﻢ ﻗﺎﺗﻞ ﻭﻟﺌﻼ ﺗﻔﺮ ﺑﺨﺎﺭﺍﺗﻪ ﺍﻟﺠﻮﻫﺮﻳﺔ ‪،‬‬
‫ﻓﺈﺫﺍ ﻓﺘﺤﺘﻪ ﻭﻭﺟﺪﺗﻪ ﺃﺳﻮﺩﺍً ﺣﺎﻟﻜﺎً ﻛﺎﻟﻐﺮﺍﺏ ﻓﻘﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﻤﻠﻚ ﻣﺼﻴﺒﺎً ﻭﻫﺬﺍ‬
‫ﺍﻟﺴﻮﺍﺩ ﺍﻷﻭﻝ ﻓﺘﺎﺭﺓً ﻳﺨﺮﺝ ﻗﻄﻌﺔً ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻛﺎﻟﻘﺎﺭ ﺃﻭ ﺣﺠﺮ ﺍﻟﻜﺤﻞ ﻭﺗﺎﺭﺓ ﺗﺮﺍﺏ‬
‫ﺃﻭ ﻛﺎﻟﻬﺒﺎﺏ ﺍﻷﺳﻮﺩ ﻭﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺷﺪﺓ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭﺯﻳﺎﺩﺗﻬﺎ ﻭﻋﺪﻡ ﺇﺣﻜﺎﻣﻬﺎ ﻷﻧﻬﺎ ﻣﻦ‬
‫ﺷﺮﻃﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﺭﺟﺔ ﻛﺎﻟﺸﻤﺲ ﻓﻲ ﻓﺼﻞ ﺍﻟﺸﺘﺎء ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﻮﺍﺩ‬
‫ﺍﻟﺬﻱ ﺇﺫﺍ ﺃﺑﺼﺮﻩ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ ﺍﻟﻌﺎﺭﻑ ﺍﺳﺘﺒﺸﺮ ﻭﻓﺮﺡ ﻷﻧﻪ ﺩﻟﻴﻞ ﺍﻟﻠﻘﺎﺡ ﻭﺻﻼﺡ‬
‫ﺍﻟﻨﻘﻄﺔ ﻭﻋﻼﻣﺔ ﺍﻟﺼﺤﺔ‪ ،‬ﻭﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻗﺎﻝ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺸﺬﻭﺭ ‪:‬‬
‫ﻭﺃﻗﺒﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﻳﺮﻭﻡ ﻟﻬﺎ ﺳﻘﻄﺎ‬ ‫ﻓﺄﺩﺑﺮ ﻣﻦ ﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﺍﻟﺴﺮ ﺧﻴﻔﺔً‬
‫ﻭﻟﻬﺬﺍ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ ﻋﻼﻣﺔ ﻣﺎ ﺗﻌﻠﻤﻮﻧﻪ ﺃﻧﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻼﺡ ﻭﺍﻟﺼﻮﺍﺏ ﺍﺧﺘﻼﻁ‬
‫ﺍﻟﺮﻃﻮﺑﺔ ﺑﺎﻟﻴﺒﻮﺳﺔ ﻭﻇﻬﻮﺭ ﺍﻟﺴﻮﺍﺩ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﺇﻥ ﻟﻢ ﻳﻈﻬﺮ ﺍﻟﺴﻮﺍﺩ ﻓﺎﺭﺟﻊ ﻣﻦ‬
‫ﺃﻭﻝ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻓﺈﻧﻚ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﻄﺄ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻚ ﻭﻳﺴﻤﻮﻧﻪ ﺍﻟﻤﻮﻟﻮﺩ ﺍﻷﻭﻝ ﻭﻟﻬﺬﺍ‬
‫ﺍﻟﻤﻮﻟﻮﺩ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﺍﻷﻟﻮﻑ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﻤﺎء ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﻭﺍﻟﻔﺤﻢ ﻭﺍﻟﻘﺎﺭ ﻭﺯﻳﺘﻮﻧﺔ‬
‫ﺍﻟﺠﺒﻞ ﻭﺍﻟﺮﺻﺎﺹ ﺍﻷﺳﻮﺩ ﻭﺯﺣﻞ ﻭﺍﻟﺤﺪﻳﺪ ﻭﺍﻟﻨﺤﺎﺱ ﻭﺑﺎﺏ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﻌﻠﻢ‬
‫ﻭﺳﻤﺎﻩ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺣﺠﺮ ﺍﻟﻬﻨﺪ ﻟﻤﺎ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﺒﺎﺻﺮﺓ ﻭﺳﻴﺄﺗﻲ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ‬
‫ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺨﻮﺍﺹ ‪ ،‬ﺛﻢ ﺧﺬ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺴﻮﺍﺩ ﺑﺜﻘﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻃﻮﺑﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺯﻥ‬
‫ﻭﺍﻗﺴﻤﻬﺎ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻗﺴﺎﻡ ﺛﻢ ﺃﺩﺧﻠﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺮﻛﺐ ﻓﻲ ﺛﻼﺛﺔ ﺩﻓﻌﺎﺕ ﺑﺜﻼﺙ‬
‫ﻣﻮﺍﻗﻴﺖ ﺑﻘﺪﺭ ﺍﻟﻤﻴﻘﺎﺕ ﺍﻷﻭﻝ ﺑﺜﻼﺙ ﺗﻌﻔﻴﻨﺎﺕ ﻭﻟﺘﻜﻦ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﻣﻮﺍﻗﻴﺖ ﺑﻘﺪﺭ‬
‫ﺍﻟﻤﻴﻘﺎﺕ ﺍﻷﻭﻝ ﺑﺠﻤﻠﺘﻬﻦ ﻓﺎﻓﻬﻢ‪ .‬ﻷﻧﻬﺎ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻗﺴﻤﺖ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻗﺴﺎﻡ ﻟﺌﻼ‬
‫ﻳﺪﺧﻞ ﻗﺴﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻵﺧﺮ ﺇﻻ ﺑﻌﺪ ﺗﺒﺮﻳﺪﻩ ﻓﺎﺣﺬﺭ ﻣﻦ ﺷﻤﻪ‪ ،‬ﻭﺑﻌﻀﻬﻢ ﺃﺩﺧﻠﻬﺎ‬
‫ﺩﻓﻌﺔً ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻭﺍﻷﻭﻝ ﺃﺗﻢ ﻭﺃﺳﻠﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻄﺄ ﻭﺍﻟﺰﻟﻞ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺰﺭﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺑﻌﺪ‬
‫ﺍﻟﺴﻮﺍﺩ ﻭﻳﻜﻮﻥ ﺭﻣﺎﺩﺍً ﻓﻲ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻭﻳﺒﻴﺾ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ ﻭﻳﺴﻤﻮﺍ ﺍﻟﺤﻜﻤﺎء ﻫﺬﻩ‬
‫ﺍﻟﺘﺴﺎﻗﻲ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﺍﻟﺘﻤﺎﻟﻴﺢ ﻷﻧﻬﺎ ﻛﻤﻠﺢ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻭﺗﻄﻴﺐ ﺍﻟﻤﺮﻛﺐ ﻭﺗﺼﻠﺤﻪ‬
‫ﻭﻳﺴﻤﻮﻫﺎ ﺍﻷﺧﻮﺍﺕ ﻭﺍﻟﺒﻨﺎﺕ ﻭﺍﻟﺰﻭﺟﺎﺕ ﻭﻫﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺎﻝ ﻓﺒﻬﻦ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ‪ :‬ﻣﻠﺢ‬
‫ﺛﻼﺛﺎ ﻻ ﺗﺰﺩﻫﺎ ﺭﺍﺑﻌﺎ ﻭﻗﺎﻝ ﺫﻭ ﺍﻟﻨﻮﻥ ﺍﻟﻤﺼﺮﻱ ‪:‬‬
‫ﻟﻢ ﺗﺨﺶ ﻣﻦ ﺃﻓﻌﺎﻟﻬﺎ ﺍﻟﺘﺒﺎﺛﺎ‬ ‫ﺣﺘﻰ ﺇﺫﺍ ﺃﺗﻤﻤﺘﻬﺎ ﺛﻼﺛﺎ‬
‫ﻭﺗﺴﻤﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻟﺒﻴﻀﺔ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻄﺒﺎﺋﻊ ﺍﻷﺭﺑﻊ ﻭﻫﻦ ﺍﻟﺸﺮﺍﺑﺎﺕ ﻓﺎﻓﻬﻢ‬
‫ﻭﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﻟﻤﺮﺑﻊ ﻭﺳﻘﻔﻪ ﻭﻫﻲ ﺧﻤﺴﺔ ﺑﺎﻟﺬﻛﺮ ﻭﻫﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺎﻝ ﻓﻴﻬﻦ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ ﺇﺫﺍ‬
‫ﻧﻘﺼﺖ ﺍﻟﻜﻒ ﺇﺻﺒﻊ ﻇﻬﺮ ﺍﻟﻮﻫﻦ ﻭﻳﺴﻤﻮﻩ ﺣﺠﺮ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺤﺠﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﻲ‬
‫ﺟﻮﻓﻪ ﺣﺠﺮ ﻭﺍﻟﺤﺠﺮ ﺍﻟﻤﻜﺮﻡ ﻭﻣﺎ ﺃﺷﺒﻪ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﻤﺎء ‪ .‬ﺛﻢ ﺧﺬ ﻟﻪ ﻗﺴﻢ‬
 ‫ﺁﺧﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻃﻮﺑﺔ ﻣﺜﻞ ﺍﻷﻭﻝ ﻭﺍﻗﺴﻤﻬﺎ ﺳﺘﺔ ﺃﻗﺴﺎﻡ ﺛﻢ ﺍﺳﻘﻲ ﺍﻟﻤﺮﻛﺐ‬
‫ﺍﻟﻤﻨﺴﻮﺏ ﺇﻟﻰ ﺩﻭﺭ ﺯﺣﻞ ﺍﻟﻤﺴﻤﻰ ﺑﺪﺭﺟﺔ ﺍﻟﻤﻌﺪﻥ ﺟﺰءﺍً ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺟﺰﺍء‬
‫ﺍﻟﺴﺘﺔ ﺛﻢ ﻋﻔﻨﻪ ﻭﻗﻄﺮﻩ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺘﺒﺮﻳﺪ ﻭﺭﺩ ﻗﺎﻃﺮﻩ ﺇﻟﻴﻪ ﺛﻢ ﺍﺳﻘﻪ ﻗﺴﻤﺎً ﺁﺧﺮ ﻣﻦ‬
‫ﺍﻷﻗﺴﺎﻡ ﺍﻟﺒﺎﻗﻴﺔ ﻭﻋﻔﻨﻪ ﻭﻗﻄﺮﻩ ﻫﻜﺬﺍ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺗﻨﻔﺬ ﺍﻷﺟﺰﺍء ﺍﻟﺴﺘﺔ ﺛﻢ ﺍﻣﺘﺤﻦ‬
‫ﺍﻷﺭﺽ ﻭﻫﻮ ﺃﻥ ﺗﺠﻌﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﺤﻴﻔﺔ ﺍﻟﻤﺤﻤﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻤﺮ ﻓﺈﺫﺍ ﺫﺍﺏ‬
‫ﻭﺩﺧﻦ ﻓﻔﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺑﻘﻴﺔ ﻓﺮﺩ ﺍﻟﻤﺎء ﺑﺎﻟﺘﻘﻄﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻻ ﻳﺪﺧﻦ ﺍﻷﺭﺽ‬
‫ﻷﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﺑﻘﻲ ﺷﻲء ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﻟﻢ ﺗﺠﺐ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺼﻌﻴﺪ ﻭﻓﺴﺪ‬
‫ﺍﻟﻤﺮﻛﺐ ﻭﻟﻬﺬﺍ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ ﻗﻄﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻫﻦ ﺗﻔﺴﺪ ﺃﺟﺮﺍﻣﺎً ﻛﺜﻴﺮﺓً ‪ ،‬ﻭﻗﺎﻝ‬
‫ﺣﻜﻴﻢ ﺁﺧﺮ ﺃﻧﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﻓﺈﻥ ﺫﺍﺏ ﻭﻟﻢ ﺗﺠﺪ ﺩﺧﺎﻥ ﻓﻘﺪ ﺑﻠﻎ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﺛﻢ‬
‫ﺗﻜﺮﺭ ﺍﻟﻤﺎء ﺑﻤﻔﺮﺩﻩ ﺳﺒﻊ ﻣﺮﺍﺕ ﺃﺧﺮ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺼﻴﺮ ﻛﺎﻟﻠﺒﻦ ﺛﻢ ﺿﻌﻪ ﻓﻲ ﺇﻧﺎء‬
‫ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺰﻑ ﻣﺪﻫﻮﻧﺎً ﺳﺒﻌﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﺑﻨﺎﺭ ﻟﻴﻨﺔ ﺑﺎﻟﺘﺪﺭﻳﺞ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻷﻭﻝ ﺑﻨﺎﺭ ﺭﻣﺎﺩ‬
‫ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺑﺎﻟﻨﺨﻞ ﻭﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﺑﺎﻟﻨﺸﺎﺩﺭ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﺑﺰﺑﻞ ﺍﻟﻔﺮﺱ ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ ﺑﺎﻟﻔﺤﻢ‬
‫ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﺑﻌﻮﺩ ﺣﻄﺐ ﺑﻐﻠﻆ ﺍﻟﺨﻨﺼﺮ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ ﺑﻌﻮﺩﻳﻦ ﺛﻢ ﺧﺬ ﻛﻞ ﺇﻛﻠﻴﻞ ﺑﻤﻔﺮﺩﻩ‬
‫ﺛﻢ ﺍﺩﺧﺮ ﻛﻞ ﺟﺰء ﻟﻤﺎ ﻧﺬﻛﺮﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻮﺍﺹ‬
‫ﻭﺍﺧﻠﻂ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﻭﺍﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ ﻻ ﻳﺼﻌﺪ ﺇﻻ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻷﺭﺽ ﻛﺸﺮﻳﻂ‬
‫ﺭﻓﻴﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻀﺔ ﻓﺎﻓﻬﻢ ﺗﺮﺷﺪ ﻭﺍﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻭﺍﻟﺘﻤﺎﻟﻴﺢ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ‬
‫ﻳﺴﻤﻬﺎ ﺯﺣﻞ ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻷﻗﺴﺎﻡ ﺍﻟﺴﺘﺔ ﻭﺗﻘﻄﻴﺮ ﺍﻟﻤﺎء ﺑﻤﻔﺮﺩﻩ ﻳﺴﻤﻮﻧﻪ ﺑﺪﺭﺟﺔ‬
‫ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻱ ﻭﺃﻣﺎ ﺗﺼﻌﻴﺪ ﺍﻷﺭﺽ ﻳﺴﻤﻰ ﺑﺪﺭﺟﺔ ﺍﻟﻤﺮﻳﺦ ﺣﺎﺭ ﻳﺎﺑﺲ ﻭﻃﺒﻊ‬
‫ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻟﺼﺎﻋﺪﺓ ﻛﺬﻟﻚ ﻫﻜﺬﺍ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺍﻟﻔﻠﻜﻴﺔ ﻭﺃﻣﺎ ﻧﺴﺒﺔ ﺍﻟﻤﻮﺍﻟﻴﺪ ﻓﺎﻟﺴﻮﺍﺩ‬
‫ﺍﻷﻭﻝ ﻣﻊ ﺍﻟﺘﻤﺎﻟﻴﺢ ﻣﻨﺴﻮﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻌﺪﻥ ﻭﺍﻟﺠﻮﻫﺮﺓ ﻭﺍﻟﺤﻞ ﻭﺍﻟﺘﻘﻄﻴﺮ ﻭﺗﻘﻄﻴﺮ‬
‫ﺍﻟﻤﺎء ﻭﺗﺼﻌﻴﺪ ﺍﻷﺭﺽ ﻣﻨﺴﻮﺏ ﺇﻟﻰ ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻟﻨﺒﺎﺕ ﻓﺎﻓﻬﻢ ﻓﺈﺫﺍ ﻭﺻﻠﺖ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﺍ‬
‫ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻓﻘﺪ ﻭﺻﻠﺖ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺼﻒ ﻣﻦ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺼﻌﺐ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ ﻭﺑﻌﺪﻩ‬
‫ﻓﺈﻧﻚ ﺗﺒﺪﺃ ﺑﺎﻟﺘﺸﺒﻴﺐ ﻭﻫﻮ ﺃﻥ ﺗﻀﻊ ﺍﻟﻤﺎء ﻓﻲ ﻗﺮﻋﺔ ﺛﻢ ﺃﻟﻘﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ‬
‫ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻔﻮﺭ ﻭﻳﻐﻠﻲ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﻧﺎﺭ ﻓﺮﻛﺐ ﺍﻷﻧﺒﻴﻖ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﺛﻢ ﻗﻄﺮﻩ ﻣﺮﺓً ﻭﺍﺣﺪﺓ‬
‫ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻤﺎء ﻳﺠﻤﺪ ﻛﺪﻫﻦ ﺍﻟﺴﻤﻚ ﻓﻬﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﺎء ﺍﻹﻟﻬﻲ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻤﺎء ﺍﻟﺠﺎﻣﺪ‬
‫ﺍﻟﻐﻴﺮ ﻣﺤﻠﻮﻝ ﺛﻢ ﻳﺒﻘﻰ ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﻓﻲ ﺃﺳﻔﻞ ﺍﻟﻘﺮﻋﺔ ﻓﻬﻮ ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻟﺒﻴﻀﺎء‬
‫ﺍﻟﻨﺠﻤﻴﺔ ‪ .‬ﻭﺍﻋﻠﻢ ﻳﺮﺣﻤﻚ ﺍﷲ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﻜﻤﺎء ﺇﺫﺍ ﻭﺻﻠﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺤﻞ‬
‫ﻭﺃﺭﺍﺩﻭﺍ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺐ ﻓﻠﻢ ﻳﺘﻢ ﻟﻬﻢ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺪﺧﻠﻮﺍ ﻋﻴﻪ ﺟﺴﺪﺍً ﺛﺎﺑﺘﺎً ﻷﻥ‬
‫ﺍﻟﻤﺎء ﺍﻹﻟﻬﻲ ﻃﺎﺋﺮ ﻭﺍﻷﺭﺽ ﺍﻟﺼﺎﻋﺪﺓ ﻛﺬﻟﻚ ﻭﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﻨﺎﻓﺮ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻘﺮ‬
‫ﺑﺬﺍﺗﻪ ﻓﺎﻓﻬﻢ ﻭﺍﻟﺒﺮﻫﺎﻥ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ ﻻ ﺗﻘﺘﺪ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪﺓ ﺻﺢ ﺃﻧﻬﻢ‬
‫ﺩﺑﺮﻭﺍ ﺟﺴﺪﺍً ﻃﺎﻫﺮﺍً ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺻﺎﺭ ﻓﻲ ﻗﻮﺍﻡ ﺍﻟﺸﻤﻊ ﺑﺴﺮﻳﻊ ﺍﻻﻣﺘﺰﺍﺝ ﺑﻬﻤﺎ‬
‫ﻭﻳﺴﻤﻮﻩ ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ ﻻ ﺗﺤﺮﻗﻪ ﺍﻟﻨﻴﺮﺍﻥ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﻫﺪﻡ‬
‫ﺃﺟﺰﺍﺋﻪ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻳﺤﺘﺎﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻘﺮﺍﺑﺘﻪ ﻟﻪ ﻟﻴﻨﺤﻞ ﻛﺎﻧﺤﻼﻝ ﺍﻟﺸﻤﻊ ﻭﻗﺎﻝ ﻓﻲ‬
 ‫ﻭﺻﻔﻪ ﺑﻴﻨﻮﻥ ﺍﻟﺒﺮﻫﻤﻲ ﻳﺎ ﺑﻨﻲ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺇﻥ ﺍﻟﺤﺠﺮ ﻛﺎﻥ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺎﺭ ﺍﻷﻭﻝ‬
‫ﻳﻌﻨﻲ ﺗﻜﻮﻥ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﻓﻠﻢ ﺗﺰﻝ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺗﺪﺑﺮﻩ ﺣﺘﻰ ﺗﻜﺎﻣﻠﺖ ﻓﻴﻪ‬
‫ﺃﺟﺰﺍﺅﻩ ﻭﺻﺎﺭ ﺣﺠﺮ ﻻ ﻳﺤﺘﺮﻕ ﻭﻻ ﺗﺄﻛﻠﻪ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻟﻤﺎ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻷﺟﺰﺍء‬
‫ﺍﻟﻤﺘﻠﺰﺯﺓ ﻭﻫﻮ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺑﺎﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻭﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﺻﻔﻮﻩ‬
‫ﺍﻟﺤﻜﻤﺎء ﻭﻋﻈﻤﻮﻩ ‪ ،‬ﻭﺍﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﻜﻤﺎء ﺃﺧﻔﻮﺍ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺤﻞ ﻛﻤﺎ ﺃﺧﻔﻮﺍ ﺍﻷﻭﻝ‬
‫ﻭﺍﻵﺧﺮ ﻭﺇﺫﺍ ﻋﺮﻓﺖ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ ﻣﻦ ﻭﺻﻔﻪ ﻓﺎﺑﺪﺃ ﺑﻌﻤﻠﻪ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﻡ ﻭﻫﻮ ﺃﻥ‬
‫ﻳﺆﺧﺬ ﺍﻟﺬﻛﺮ ﺍﻟﻤﻄﻬﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﻡ ﻳﻜﻦ ﻋﻨﺪﻙ ﻣﺪﺧﻮﺭﺍً ﻭﺯﻥ ﺍﻟﺠﺴﺪ ﺛﻢ‬
‫ﺍﻗﺴﻤﻪ ﺇﻟﻰ ﻋﺸﺮﺓ ﻭﺷﻤﻌﻪ ﺑﻪ ﻋﺸﺮﺓ ﺗﺸﺎﻣﻴﻊ ﺑﻠﻄﻒ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺴﺮﻉ ﺫﻭﺑﻪ‬
‫ﻛﺎﻟﺸﻤﻊ ﻭﻳﺤﻤﺮ ﻛﺎﻟﻔﺮﻓﻴﺮ ﻭﺍﻋﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﻳﺴﻤﻰ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﺗﺒﺔ ﺍﻟﺠﺴﺪ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ‬
‫ﻓﺨﺬ ﻣﻨﻪ ﺟﺰءﺍً ﻭﻣﻦ ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﻧﺼﻒ ﺟﺰء ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎء ﺍﻹﻟﻬﻲ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﺟﺰﺍء ﺛﻢ‬
‫ﺃﺩﺧﻞ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺑﻌﻀﺎ ﻭﺍﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﻓﻲ ﺇﺩﺧﺎﻟﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻓﻲ‬
‫ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺰﺝ ﻭﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺐ ﺳﺮ ﻏﺎﻣﺾ ﻟﻢ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﺤﻜﻤﺎء ﺣﺘﻰ ﺍﻵﻥ ﻣﻦ‬
‫ﺍﻟﻤﺘﻘﺪﻣﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﺘﺄﺧﺮﻳﻦ ﺻﻮﻧﺎً ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺴﺮ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﻓﻠﻮ ﻭﺻﻞ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﻮﺍﺻﻞ ﻭﻟﻢ‬
‫ﻳﻌﺮﻑ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺰﻳﺞ ﻭﻛﻴﻔﻴﺔ ﻋﻤﻠﻪ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺨﻄﺊ ﻭﻟﻤﺢ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﺧﺎﻟﺪ ﺑﻘﻮﻟﻪ‬
‫‪ :‬ﺛﻢ ﺍﺟﻌﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻧﺎﺭ ﻟﻴﻨﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻳﺴﺨﻦ ﺍﻟﻤﺎء ﺍﻗﺬﻑ ﻓﻴﻪ ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﺛﻢ ﺃﺗﺒﻌﻪ‬
‫ﺑﺎﻟﺠﺴﺪ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ )ﻭﺍﺳﺤﻖ ﺍﻟﺮﻣﻞ ﻭﺍﻗﺬﻑ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻤﺎء ﻣﻊ ﻧﺤﺎﺱ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺒﺮﻕ‬
‫ﻛﺎﻷﻇﻔﺎﺭ ( ﻭﻣﻌﻨﺎﻩ ﺃﻥ ﺗﺠﻌﻞ ﺍﻟﺜﻼﺗﺔ ﺃﺟﺰﺍء ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎء ﺍﻹﻟﻬﻲ ﻓﻲ ﻗﺮﻋﺔ‬
‫ﻳﻨﺤﻠﻮﺍ ﻣﺎءً ﺃﺣﻤﺮ ﺍﻟﻠﻮﻥ ﻳﻐﻠﺐ ﻟﻮﻥ ﺍﻟﺠﺴﺪ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺛﻢ ﻳﺴﻮﺩﻭﺍ ﺟﻤﻴﻌﺎً‬
‫ﺳﻮﺍﺩﺍً ﻣﺴﻜﻴﺎً ﻟﻴﺲ ﻫﻮ ﻛﺎﻟﺴﻮﺍﺩ ﺍﻷﻭﻝ ﺛﻢ ﻳﺪﺍﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻨﻌﻘﺪ ﺃﺑﻴﺾ‬
‫ﻛﺎﻟﺮﺧﺎﻡ ﻓﻬﺬﺍ ﻫﻮ ﺇﻛﺴﻴﺮ ﺍﻟﺒﻴﺎﺽ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻭﻣﺪﺗﻪ ﻣﺎﺋﺔ‬
‫ﻭﺧﻤﺴﻮﻥ ﻳﻮﻣﺎً ﻭﻗﻴﻞ ﻣﺎﺋﺔ ﻭﻋﺸﺮﻳﻦ ﻳﻮﻣﺎً ﻭﻗﻴﻞ ﺭﺑﻤﺎ ﺟﺎء ﻷﺑﻴﺾ ﻓﻲ‬
‫ﺛﻤﺎﻧﻴﻦ ﻳﻮﻣﺎً ﻭﻻ ﺧﻴﺮ ﻓﻴﻤﺎ ﺟﺎء ﻗﺒﻞ ﺫﻟﻚ‪ ،‬ﻭﺍﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﺭﺟﺔ ﺗﺒﻄﺊ‬
‫ﺑﻌﻘﺪﻩ ﻭﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﻌﻠﺔ ﺍﺧﺘﻠﻔﺖ ﺍﻟﺤﻜﻤﺎء ﻓﻤﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺻﺒﺮ ﺣﺘﻰ ﻳﻨﻌﻘﺪ ﺑﻨﻔﺴﻪ‬
‫ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺃﺩﺧﻞ ﺷﻴﺌﺎٍ ﻣﻦ ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﻳﺴﻴﺮﺍً ﻓﺄﺩﺧﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺮﻛﺐ ﻣﺜﻞ ﺛﻠﺚ‬
‫ﺍﻟﺨﻤﻴﺮ ﺍﻷﻭﻝ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻨﻌﻘﺪ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻭﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻗﺎﻟﺖ ﺍﻟﺤﻜﻤﺎء‬
‫ﺇﻥ ﺣﺮﺍﺭﺓ ﺍﻟﺨﻤﻴﺮ ﺗﺄﺗﻲ ﺑﻪ ﻓﻲ ﻏﻴﺮ ﺃﻭﺍﻧﻪ ﻓﺈﺫﺍ ﺃﺭﺩﺕ ﺍﻹﻟﻘﺎء ﻓﺄﻟﺤﻖ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ‬
‫ﺍﻟﺴﻢ ﺩﺭﻫﻤﺎً ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻟﻒ ﻣﻦ ﺍﻵﺑﻖ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺼﻴﺮ ﺳﻤﺎً ﻓﻌﺎﻻً ﺛﻢ ﺃﻟﻖ ﻭﺍﺣﺪﺍً ﻣﻦ‬
‫ﻫﺬﺍ ﺍﻵﺑﻖ ﻋﻠﻰ ﻣﺜﻠﻪ ﻗﻤﺮﺍً ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻨﻘﻠﺐ ﺇﻛﺴﻴﺮﺍً ﻳﻘﻴﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﺭﻫﻢ ﺃﻟﻔﺎً ﻣﻦ‬
‫ﺍﻵﺑﻖ ﻭﺍﻷﺟﺴﺎﺩ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻟﺔ ﻗﻤﺮﺍً ﺧﺎﻟﺼﺎً ﻳﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻭﺑﺎﺹ ﻭﺃﻟﻴﻦ ﻣﻦ ﻓﻀﺔ‬
‫ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﺃﺣﺴﻦ ﺑﻬﺠﺔً ﻭﺭﻭﻧﻘﺎً ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ‪ .‬ﻭﺇﺫﺍ ﺃﺭﺩﺕ ﺃﻥ ﺗﻘﻠﺒﻪ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻹﻛﺴﻴﺮ‬
‫ﺇﻟﻰ ﺭﺗﺒﺔ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻓﺎﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﺩﺭﺟﺔ ﺇﻛﺴﻴﺮ ﺍﻟﺒﻴﺎﺽ ﻣﻨﺴﻮﺑﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻥ ﻛﻤﺎ‬
‫ﺃﻥ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻔﺼﻴﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻷﻭﻝ ﻣﻨﺴﻮﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺒﺎﺕ ﻭﻛﻤﺎ ﺃﻥ‬
‫ﺍﻟﺘﺴﻮﻳﺪ ﻭﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻷﻭﻝ ﻣﻨﺴﻮﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻓﺈﺫﺍ ﺗﻢ ﻋﻤﻠﻪ ﺳﻤﻮﻩ ﺇﻧﺴﺎﻥ‬
‫ﺍﻟﻔﻼﺳﻔﺔ ﻓﺈﺫﺍ ﺃﺭﺩﺕ ﺫﻟﻚ ﻓﺎﻣﺰﺝ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻛﺴﻴﺮ ﺍﻟﻘﻤﺮﻱ ﺑﻤﺜﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻛﺮ ﺍﻷﻭﻝ‬
‫ﺍﻟﻄﺎﻫﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﻤﻠﺖ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﻡ ﻭﺯﻭﺟﺖ ﻣﻨﻪ ﻭﺷﻤﻌﺖ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﺠﺴﺪ‬
‫ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﺛﻢ ﺍﺟﻌﻞ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﻣﺜﻞ ﺭﺑﻊ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﻣﻦ ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺪﺧﺮﺍً ﻋﻨﺪﻙ‬
‫ﻭﺍﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺤﻞ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﻡ ﻣﺨﻔﻲ ﻋﻨﺪ ﺳﺎﺋﺮ ﺍﻟﺤﻜﻤﺎء ﻣﻦ ﻋﻬﺪ ﺁﺩﻡ ﺇﻟﻰ‬
‫ﺍﻵﻥ ﻓﻬﻤﻮﻩ ﻭﻛﺘﻤﻮﻩ ﺃﺷﺪ ﺍﻟﻜﺘﻤﺎﻥ ﻛﻤﺎ ﻛﺘﻤﻮﺍ ﺍﻷﻭﻝ ﻭﺍﻷﻭﺳﻂ ﻭﺍﻵﺧﺮ ﻛﺬﻟﻚ‬
‫ﻛﺘﻤﻮﺍ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺤﻞ ﻭﻟﻢ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻜﻤﺎء ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺎ ﻋﺪﺍ ﺍﻟﺠﻠﺪﻛﻲ‬
‫ﻭﺻﺎﺣﺐ ﻛﺘﺎﺏ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻨﻮﺍﺭ ﻭﺍﻟﻤﺆﻟﻒ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺸﺒﻠﻲ ﺍﻟﺮﻭﻣﻲ ﺭﺣﻤﻬﻢ‬
‫ﺍﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻛﻤﺎ ﺫﻛﺮﻩ ﺍﻟﺠﻠﺪﻛﻲ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ ﺷﺮﺡ ﺍﻟﻤﻜﺘﺴﺐ ﻭﺍﻋﻠﻢ ﺃﻧﻬﻢ ﻗﺪ‬
‫ﺍﺧﺘﻠﻔﻮﺍ ﻓﻲ ﺁﺭﺍﺋﻬﻢ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺤﻞ ﻓﻤﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺃﺩﺧﻞ ﻋﻠﻰ ﺇﻛﺴﻴﺮ ﺍﻟﺒﻴﺎﺽ‬
‫ﻣﺜﻠﻪ ﻣﻦ ﺧﻤﻴﺮ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭ ﻭﻟﻢ ﻳﺪﺧﻠﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ ﺃﻥ ﻗﻮﺓ‬
‫ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﻗﺪ ﺣﺼﻠﺖ ﺃﻭﻻً ﻋﻨﺪ ﺗﺸﺒﻴﺐ ﺍﻟﻤﺎء ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺘﻔﺼﻴﻞ ﻭﺩﺧﻞ ﺃﻳﻀﺎً ﻓﻲ‬
‫ﺗﺮﻛﻴﺐ ﺇﻛﺴﻴﺮ ﺍﻟﺒﻴﺎﺽ ﻓﻼ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻟﻢ ﻳﺸﺒﺐ ﺍﻟﻤﺎء ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ ﺃﻥ‬
‫ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﺩﺧﻮﻟﻪ ﻓﻲ ﺗﺮﻛﻴﺐ ﺇﻛﺴﻴﺮ ﺍﻟﺒﻴﺎﺽ ﻓﻼ ﺣﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺸﺒﻴﺐ‬
‫ﻟﻠﻤﺎء ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺘﻔﺼﻴﻞ ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺗﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺩﺧﻮﻝ ﺍﻟﺨﻤﻴﺮ ﻭﻫﻮ ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ‬
‫ﻋﻨﺪ ﻋﻤﻞ ﺇﻛﺴﻴﺮ ﺍﻟﺒﻴﺎﺽ ﻭﺍﻟﺤﻤﺮﺓ ﻓﺎﻓﻬﻢ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﻣﺬﺍﻫﺐ ﺍﻟﺤﻜﻤﺎء ﻟﺘﻜﻮﻥ‬
‫ﻣﻦ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﻋﺼﺮﻙ ﺑﻴﻦ ﺃﺑﻨﺎء ﺟﻨﺴﻚ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻭﻗﻊ ﺍﻟﺨﻼﻑ ﺑﻴﻨﻬﻢ‬
‫ﺑﺪﺧﻮﻝ ﺍﻟﻨﺼﻒ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻛﺴﻴﺮ ﺍﻷﺣﻤﺮ ﻓﻤﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺃﺩﺧﻞ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﻗﺪﺭ ﺇﻛﺴﻴﺮ‬
‫ﺍﻟﺒﻴﺎﺽ ﻓﻲ ﺳﺘﺔ ﺃﻣﺜﺎﻟﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎء ﺍﻹﻟﻬﻲ ﻓﺎﻧﺤﻞ ﺃﺣﻤﺮ ﻛﺎﻟﻴﺎﻗﻮﺕ ﻓﺴﻤﻮﻩ‬
‫ﺻﻔﺮﺓ ﺍﻟﺒﻴﺾ ﻭﺍﻟﺰﺋﺒﻖ ﺍﻟﺸﺮﻗﻲ ﻭﺗﺴﻤﻰ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﺔ ﻓﻲ ﺇﻛﺴﻴﺮ‬
‫ﺍﻟﺒﻴﺎﺽ ﺑﺎﻟﺰﺋﺒﻖ ﺍﻟﻐﺮﺑﻲ ﻭﺑﻴﺎﺽ ﺍﻟﺒﻴﺾ ﻓﺈﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺎء ﺃﺷﺮﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎء‬
‫ﺍﻹﻟﻬﻲ ﺑﻤﺮﺍﺗﺐ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﺓ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻭ ﺍﻟﺤﺪﺓ ﻭﺻﺎﺭ ﺍﻟﺨﻤﻴﺮ‬
‫ﺭﻭﺣﺎﻧﻲ ﻻﻧﺤﻼﻟﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎء ﺍﻹﻟﻬﻲ ﻓﻠﻬﺬﺍ ﻻ ﻳﻔﻌﻠﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ ﻷﻧﻪ ﻳﺤﺘﺎﺝ‬
‫ﺇﻟﻰ ﻣﻼﻃﻔﺔ ﻭﻳﺤﺘﺎﺝ ﺃﻥ ﻳﺪﺧﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻻﺛﻨﻲ ﻋﺸﺮﺓ ﺳﻘﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺭﺑﻊ‬
‫ﻭﻋﺸﺮﻳﻦ ﻟﺌﻼ ﺗﻨﻜﺴﺮ ﺍﻵﻧﻴﺔ ﻭﻗﺪ ﺷﻜﺎ ﺻﻌﻮﺑﺘﻪ ﻋﻠﻲ ﺷﺒﻠﻲ ﺍﻟﺮﻭﻣﻲ‬
‫ﺍﻟﻤﺆﻟﻒ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺍﻟﻤﺴﻤﻰ ﺑﺎﻟﻠﻮﺍﺋﺢ ﺍﻟﻘﺪﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﺒﻌﺾ ﻣﻨﻬﻢ ﺧﻠﻂ‬
‫ﺍﻟﺨﻤﻴﺮ ﺑﺈﻛﺴﻴﺮ ﺍﻟﺒﻴﺎﺽ ﻭﺃﺩﺧﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺳﺘﺔ ﺃﻣﺜﺎﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎء ﺍﻹﻟﻬﻲ ﻓﻲ‬
‫ﺳﺘﺔ ﺩﻓﻌﺎﺕ ﻭﻳﻘﺴﻢ ﺍﻟﻨﻮﺑﺔ ﺍﻟﺴﺎﺩﺳﺔ ﺇﻟﻰ ﻗﺴﻤﻴﻦ ﻳﺼﻴﺮﻭﺍ ﺳﺒﻌﺔ ﺃﻗﺴﺎﻡ ﻋﻠﻰ‬
‫ﻋﺪﺩ ﺍﻟﻜﻮﺍﻛﺐ ﺍﻟﺴﺒﻌﺔ ﺍﻟﺴﺎﺋﺮﺓ ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻫﻮ ﺍﻟﺤﻖ ﻭﺃﺳﻠﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻷﻭﻝ‬
‫ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻄﺄ ﻓﺎﻓﻬﻢ ﻓﺈﺫﺍ ﻣﺰﺝ ﺇﻛﺴﻴﺮ ﺍﻟﺒﻴﺎﺽ ﺑﻤﺜﻠﻪ ﻣﻦ ﺧﻤﻴﺮ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﻭﺭﺑﻌﻪ‬
‫ﻣﻦ ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﻭﺃﻗﺎﻡ ﺍﻟﻜﻞ ﺟﺴﺪﺍً ﻭﺍﺣﺪﺍً ﻭﻋﻔﻨﺘﻪ ﺑﻤﺎ ﺗﺨﺘﺎﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﻮﻝ‬
‫ﻭﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺭ ﺛﻢ ﺇﺫﺍ ﺩﺑﺮﺕ ﺫﻟﻚ ﻭﻧﻈﺮﺕ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﺘﺠﺪﻩ ﺣﺠﺮﺍُ ﻭﺍﺣﺪﺍً ﻛﺎﻟﻘﺎﺭ ﻗﻄﻌﺔً‬
‫ﻭﺍﺣﺪﺓً ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﻮﺍﺩ ﺃﻳﻀﺎً ﻣﻜﺘﻮﻡ ﻋﻨﺪ ﻫﺆﻻء ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻮﺍﺩ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ‬
‫ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﻡ ﻻ ﻳﺘﻜﻠﻤﻮﻥ ﻋﻨﻪ ﻓﻜﺬﻟﻚ ﻫﺬﺍ ﻓﺈﻥ ﻗﻠﺖ ﺃﻥ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻖ‬
 ‫ﺍﻟﺠﺎﺩﺓ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻮﺳﻄﻰ ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﺃﺭﺑﻊ ﺳﻮﺍﺩﺍﺕ ﻓﺄﻧﺖ ﺻﺎﺩﻕ ﺛﻢ ﺇﺫﺍ‬
‫ﺳﻘﻴﺘﻪ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻜﻮﻥ ﺃﺯﺭﻕ ﻓﺘﺪﺧﺮ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻣﺮﺗﺒﺔٍ ﺷﻴﺌﺎً ﻟﻤﺎ ﻳﺄﺗﻲ ﻣﻦ‬
‫ﺃﻭﻟﻪ ﺇﻟﻰ ﺁﺧﺮﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻮﺍﺻﺎﺕ ﺍﻵﺗﻲ ﺫﻛﺮﻫﺎ ﺛﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻳﺨﻀﺮ ﺛﻢ ﻓﻲ‬
‫ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ ﻳﺼﻔﺮ ﺛﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺎﻣﺴﺔ ﻳﺤﻤﺮ ﻛﺎﻟﺴﻴﺮﻗﻮﻥ ﺛﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺎﺩﺳﺔ ﻳﺤﻤﺮ‬
‫ﻛﺎﻟﻤﻐﺮﺓ ﺛﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺎﺑﻌﺔ ﻳﺤﻤﺮ ﻛﺎﻟﺰﻧﺠﻔﺮ ﻭﺳﻤﻮﻩ ﺍﻟﺤﻜﻤﺎء ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﺭﺟﺔ‬
‫ﺍﻟﺰﻧﺠﻔﺮ ﺍﻟﺬﻫﺒﻲ ﻭﺳﻤﻮﻩ ﺍﻟﻘﻨﺒﺎﺭ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺰﻧﺠﻔﺮ ﺑﻠﺴﺎﻥ ﺍﻟﺴﺮﻳﺎﻧﻲ ﻓﺈﺫﺍ ﺗﻢ ﻫﺬﺍ‬
‫ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻓﺄﻟﻘﻲ ﻧﺼﻒ ﺗﺴﻊ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻣﻦ ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﻭﺍﺟﻌﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺍﻟﺮﻣﺎﺩ ﻓﺈﻧﻪ‬
‫ﻳﻨﻌﻘﺪ ﺳﻤﺎً ‪ .‬ﻓﺎﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﻟﻢ ﻳﺬﻛﺮﻩ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻜﻤﺎء ﻏﻴﺮ ﺍﻷﻣﻴﺮ‬
‫ﺧﺎﻟﺪ ﻓﻲ ﺷﻌﺮﻩ ﺣﻴﺚ ﻗﺎﻝ ‪:‬‬
‫ﺩﻻﺋﻞ ﺍﻟﺒﺮﻫﺎﻥ ﺃﻥ ﻳﻨﻌﻘﺪ ﻓﺎﺟﻌﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺛﻼﺙ ﺳﺎﻋﺎﺕ‬
‫ﺣﺘﻰ ﺗﺨﺮﺝ ﺑﻘﻴﺔ ﺍﻟﺮﻃﻮﺑﺔ ﻣﻨﻪ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻤﻔﺘﺎﺡ ﻭﻳﺴﻤﻰ ﻗﻄﻊ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﺍﺕ‬
‫ﻭﺍﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺩﺍﺧﻠﻪ ﺃﻭ ﺧﺎﺭﺟﻪ ﻻ ﻳﻤﺘﺰﺝ ﺑﺎﻟﻤﻌﺪﻧﻴﺎﺕ ﻷﻧﻪ ﻏﺮﻳﺐ‬
‫ﻋﻨﻬﺎ ﻭﻫﻮ ﺃﺻﻞ ﺇﺻﻼﺣﻬﺎ ﻭﻟﻬﺬﺍ ﻗﺎﻟﺖ ﺍﻟﺤﻜﻤﺎء ﺃﻧﻪ ﻏﺮﻳﺐ ﻭﻟﻴﺲ ﺑﻐﺮﻳﺐ‬
‫ﺃﻱ ﻏﺮﻳﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻨﺲ ﺍﻟﻤﻌﺪﻥ ﻭﻗﻮﻟﻬﻢ ﻟﻴﺲ ﺑﻐﺮﻳﺐ ﺃﻱ ﻣﻨﺎﺳﺐ ﻣﺼﻠﺢ‬
‫ﻓﺎﻓﻬﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻌﺎﻧﻲ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﺍﻟﻤﺘﻔﻘﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺎﻃﻦ ﺍﻟﺘﻲ ﺇﺫﺍ ﺳﻤﻌﻬﺎ‬
‫ﺍﻟﺠﻬﺎﻝ ﻭﻗﻌﻮﺍ ﻓﻲ ﻭﺍﺩﻱ ﺍﻟﺤﻴﺮﺓ ﻭﺩﻫﺸﻮﺍ ﻭﺿﻠﻮﺍ ﺿﻼﻻً ﻣﺒﻴﻨﺎ ﻭﻗﺪ ﻣﺪﺡ‬
‫ﺍﻟﺤﻜﻤﺎء ﺍﻟﻐﺮﻳﺐ ﻓﻤﻨﻬﻢ ﺍﺑﻦ ﺗﻤﺎﻡ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻲ ﺣﻴﺚ ﻗﺎﻝ ‪:‬‬
‫ﻭﻫﻞ ﻳﺠﺎﺯﻯ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻌﻤﻰ ﺑﻜﻔﺮﺍﻥ‬ ‫ﻭﻟﻠﻐﺮﻳﺐ ﺃﻳﺎﺩٍ ﻻ ﻛﻔﺎء ﻟﻬﺎ‬
‫ﻓﺎﻟﻘﻲ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻛﺴﻴﺮ ﻭﺍﺣﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻟﻒ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺠﺮ ﺍﻟﻄﺮﻱ ﻭﻋﻔﻨﻪ ﺃﺭﺑﻌﺔ‬
‫ﻭﻋﺸﺮﻳﻦ ﺳﺎﻋﺔ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻜﻮﻥ ﺇﻛﺴﻴﺮﺍً ﻣﺘﻔﺘﺘﺎً ﻛﺎﻟﺮﻣﻞ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻳﺬﻭﺏ ﺑﺄﺩﻧﻰ‬
‫ﺣﺮﺍﺭﺓ ﻭﺳﻤﻮﻩ ﺭﻣﻞ ﺍﻟﺠﺒﻞ ﻓﺎﻟﻘﻲ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﻣﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﺜﻠﻪ ﻣﻦ‬
‫ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻭﺍﻟﻘﻲ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻟﻒ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻤﺮ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻜﻮﻥ ﺫﻫﺒﺎً‬
‫ﺇﺑﺮﻳﺰﺍً ﺃﺣﺴﻦ ﻣﻦ ﺫﻫﺐ ﺍﻟﻤﻌﺪﻥ ﻭﺃﻋﻠﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺪﺍﺭ ﻭﺃﻋﺰ ﻭﺃﻟﻴﻦ ﻭﺃﺛﻘﻞ ﻓﻲ‬
‫ﺍﻟﺤﺠﻢ ﻭﻟﻬﺬﺍ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ ﺫﻫﺐ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻛﺎﻟﻨﺒﺎﺕ ﺍﻟﺠﺒﻠﻲ ﻭﺫﻫﺒﻨﺎ ﻛﺎﻟﻨﺒﺎﺕ‬
‫ﺍﻟﺒﺴﺘﺎﻧﻲ ﻭﺃﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻹﻛﺴﻴﺮ ﺇﺫﺍ ﻣﻜﺚ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺛﻼﺛﺔ ﺳﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭﺓ‬
‫ﻭﺍﻧﻘﻄﻊ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭ ﻳﺼﻴﺮ ﺑﻠﻮﻥ ﺍﻟﻜﺒﺪ ﺍﻟﻤﺸﻮﻱ ﻭﺍﻟﺪﻡ ﺍﻟﻤﺤﺘﺮﻕ ﺍﻷﺳﻮﺩ‬
‫ﺍﻟﻠﻮﻥ ﻭﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺷﺪﺓ ﺍﻟﺤﻤﺮﺓ ﺍﻟﻤﺘﺮﺍﻛﻤﺔ ﻭﺯﻳﺎﺩﺗﻬﺎ‪ .‬ﻗﻞ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ‪ :‬ﺃﻭﻟﻪ ﺳﻮﺍﺩ‬
‫ﻭﺁﺧﺮﻩ ﺳﻮﺍﺩ ﻭﻳﺴﻤﻰ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﻟﺒﺎﺱ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺍﻟﻔﺮﻓﻴﺮﻱ ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻛﺤﺮﺍﺭﺓ‬
‫ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻴﻒ ﻣﺮﺗﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺪﺍﺭ ﻭﺍﻟﻌﻴﺎﺭ ﻷﻥ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻣﻘﺴﻮﻡ ﻋﻠﻰ‬
‫ﻓﺼﻮﻝ ﺳﺘﺔ ﻓﻨﺎﺭ ﺍﻟﺘﺰﻭﻳﺞ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻭﺍﻟﺘﻤﺎﻟﻴﺢ ﺍﻟﻤﻨﺴﻮﺑﺔ ﺇﻟﻰ ﺩﺭﺟﺔ ﺍﻟﻤﻌﺪﻥ‬
‫ﻭﺇﻟﻰ ﺩﺭﺟﺔ ﺯﺣﻞ ﻧﺎﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺪﺍﺭ ﻛﺤﺮﺍﺭﺓ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺘﺎء ﻓﻲ ﺃﻭﻝ‬
‫ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﻓﺎﻓﻬﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺳﺮﺍﺭ ‪ ،‬ﻭﺃﻣﺎ ﻧﺎﺭ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺐ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﻋﻤﻞ ﺇﻛﺴﻴﺮ‬
‫ﺍﻟﺒﻴﺎﺽ ﻓﻨﺎﺭﻩ ﻣﻘﺪﺍﺭ ﺣﺮﺍﺭﺓ ﻓﺼﻞ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ ﻓﻲ ﻭﺳﻂ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﻓﺎﻓﻬﻢ ﻭﺃﻣﺎ ﻋﻤﻞ‬
‫ﺇﻛﺴﻴﺮ ﺍﻟﺤﻤﺮﺓ ﻓﻨﺎﺭﻩ ﻛﺤﺮﺍﺭﺓ ﺷﻤﺲ ﺍﻟﺼﻴﻒ ﻓﻴﻠﺰﻡ ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻧﺎﺭ‬
‫ﻗﻄﻊ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭ ﺿﻌﻒ ﺣﺮ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺑﺎﻟﺼﻴﻒ ﻓﺎﻓﻬﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻴﺰﺍﻥ ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ‬
‫ﻭﻗﺪ ﺣﻮﻳﺖ ﺍﻟﻜﻨﺰ ﺍﻷﻋﻈﻢ ﻓﺈﻥ ﺷﺌﺖ ﺃﻥ ﺗﻘﻒ ﻫﻨﺎ ﻭﺇﻥ ﺷﺌﺖ ﺍﻟﺰﻳﺎﺩﺓ‬
‫ﻭﺍﻟﺘﻨﺎﻫﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﺍﻟﻤﻔﺎﺧﺮ ﻭﺍﻹﺻﻼﺡ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺳﺮ‬
‫ﺍﻟﺘﻀﻌﻴﻒ ﻭﻗﺪ ﻛﺘﻤﺘﻪ ﺍﻟﺤﻜﻤﺎء ﻛﻤﺎ ﻛﺘﻤﻮﺍ ﺍﻷﻭﻝ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ‪،‬ﻭﺇﻥ‬
‫ﺷﺎء ﺍﷲ ﺃﻭﺿﺤﻪ ﻟﻚ ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﺣﺠﺔً ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺗﺤﺘﺞ ﺑﻬﺎ ‪.‬‬
‫ﻣﻄﻠﺐ ﺍﻟﺘﻀﻌﻴﻒ ‪ :‬ﻭﻣﻌﺮﻓﺘﻪ ﻭﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺗﺄﺧﺬ ﻣﺎﺩﺓ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻭﺗﺨﺮﺝ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﻤﺎء‬
‫ﺍﻹﻟﻬﻲ ﻭﺗﺼﻌﺪ ﺍﻷﺭﺽ ﻛﻤﺎ ﺗﻘﺪﻡ ﻓﻲ ﺁﺧﺮ ﺍﻟﻨﺼﻒ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻷﻭﻝ ﻣﻦ‬
‫ﺍﻟﺘﺪﺑﻴﺮ ﺍﻟﻤﻘﺪﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﺫﻛﺮ ﻓﻲ ﺃﻭﻝ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺛﻢ ﺇﺫﺍ ﻭﺻﻠﺖ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﺭﺟﺔ‬
‫ﻓﺎﺑﺘﺪﺉ ﺑﺘﺮﻛﻴﺐ ﺍﻷﺟﺰﺍء ﻭﻳﺴﻤﻮﻧﻪ ﺑﺘﺮﻛﻴﺐ ﺍﻟﺘﻀﻌﻴﻒ ﻭﻳﺘﻘﺴﻢ ﺇﻟﻰ ﻗﺴﻤﻴﻦ‬
‫ﻗﺴﻢ ﺗﻀﻌﻴﻒ ﺇﻛﺴﻴﺮ ﺍﻟﺒﻴﺎﺽ ﻭﻗﺴﻢ ﺗﻀﻌﻴﻒ ﺇﻛﺴﻴﺮ ﺍﻟﺤﻤﺮﺓ ﻭﻛﻞ ﻗﺴﻢ ﻣﻦ‬
‫ﻫﺬﻳﻦ ﺍﻟﻘﺴﻤﻴﻦ ﻳﻨﻘﺴﻢ ﺇﻟﻰ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺃﻗﺴﺎﻡ ﻭﻫﻮ ﻣﺴﺘﻘﻞ ﺑﺬﺍﺗﻪ ﻭﻳﺴﻤﻰ ﻣﻌﺮﻓﺔ‬
‫ﺳﺮ ﺍﻟﺘﻀﻌﻴﻒ ﻭﻓﺪ ﻛﺘﻤﺘﻪ ﺍﻟﺤﻜﻤﺎء ﻏﺎﻳﺔ ﺍﻟﻜﺘﻤﺎﻥ ﻭﺧﻠﻄﻮﺍ ﻓﻴﻪ ﻭﺭﻣﺰﻭﻩ‬
‫ﻭﻟﻐﺰﻭﻩ ﻭﻓﺮﻗﻮﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﻭﻟﻢ ﻳﺬﻛﺮﻭﻩ ﺇﻻ ﺑﺨﻔﻲ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﻻ ﺑﺼﺮﻳﺢ‬
‫ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺓ ﻛﻲ ﻻ ﻳﻘﻊ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﺣﺪ ﺇﻻ ﻣﻦ ﻫﺪﺍﻩ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﻧﺤﻦ ﻧﺬﻛﺮﻩ‬
‫ﻹﺧﻮﺍﻧﻨﺎ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻬﻢ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺣﺠﺔً ﻳﺤﺘﺠﻮﻥ ﺑﻬﺎ ﻭﺍﷲ ﻫﻮ‬
‫ﺍﻟﻤﻌﻄﻲ ﺍﻟﻤﺎﻧﻊ‪.‬ﻭﺍﻋﻠﻢ ﻳﺎ ﺃﺧﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﻷﻭﻝ ﻣﻦ ﺗﻀﻌﻴﻒ ﺇﻛﺴﻴﺮ ﺍﻟﺒﻴﺎﺽ‬
‫ﻭﻫﻮ ﺃﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﻓﺮﻍ ﻣﻨﻚ ﻭﺃﺭﺩﺕ ﺃﻥ ﺗﻜﺜﺮﻩ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺗﻌﺐ ﻓﻲ ﺗﺪﺑﻴﺮﻩ ﻓﺨﺬ ﻣﺎ‬
‫ﻓﻀﻞ ﻣﻌﻚ ﻣﻦ ﺇﻛﺴﻴﺮ ﺍﻟﺒﻴﺎﺽ ﻭﺃﺩﺧﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺜﻞ ﻧﺼﻔﻪ ﻣﻦ ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﻭﺛﻠﺜﻪ‬
‫ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎء ﺍﻹﻟﻬﻲ ﻓﻴﻜﻮﻥ ﺍﻹﻛﺴﻴﺮ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺐ ﺑﻤﻨﺰﻟﺔ ﺍﻟﺠﺴﺪ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﺛﻢ‬
‫ﻋﻔﻨﻪ ﻳﻨﺤﻞ ﻭﺍﻋﻘﺪﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺠﻮﻡ ‪ ،‬ﻭﺇﺫﺍ ﺷﺌﺖ ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺭ ﻓﺎﺧﺘﺼﺮ ﻭ’ﻥ ﺷﺌﺖ‬
‫ﺍﻟﺰﻳﺎﺩﺓ ﻓﺎﺟﻌﻠﻪ ﺟﻤﻴﻌﻪ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺑﻤﻨﺰﻟﺔ ﺍﻟﺠﺴﺪ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﻭﺍﻷﺭﺽ ﺍﻟﻀﺎﺑﻄﺔ‬
‫ﺛﻢ ﺃﺩﺧﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﻭﺍﻟﻤﺎء ﺍﻹﻟﻬﻲ ﺑﺎﻟﻮﺯﻥ ﺍﻟﻤﺘﻘﺪﻡ ﺫﻛﺮﻩ ﻭﺣﻞ ﻭﺍﻋﻘﺪ‬
‫ﻭﻫﻠﻢ ﺟﺮﺍ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻭﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﻗﺎﻟﺖ ﺍﻟﺤﻜﻤﺎء ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ‪ :‬ﻻ‬
‫ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﻛﻤﺎ ﻻ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻟﻠﻄﺮﺡ ﻷﻧﻪ ﻳﺰﻳﺪ ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﺍﻹﻟﻘﺎء ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻻ‬
‫ﻳﺤﺼﻰ ﺣﺪﻩ ‪ .‬ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ ﻟﻠﻤﻠﻚ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺫﻛﺮ ﺳﺮ ﺍﻟﺘﻀﻌﻴﻒ ﺍﻋﻠﻢ ﺃﻳﻬﺎ‬
‫ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻛﺴﻴﺮ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺘﻀﻌﻴﻒ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺜﻘﺎﻝ ﻣﻨﻪ ﻳﻤﻸ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺨﺎﻓﻘﻴﻦ‬
‫ﻭﺿﺮﺏ ﻟﻪ ﺍﻟﻤﺜﻞ ﺑﺎﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻌﺐ ﺍﻟﺸﻄﺮﻧﺞ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻓﻐﻠﺒﻪ ﻣﻨﺎﻩ ﻓﺘﻤﻨﺎ‬
‫ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﻀﺎﻋﻒ ﻟﻪ ﺭﻗﻌﺔ ﺍﻟﺸﻄﺮﻧﺞ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺭﺍﻫﻢ ﺃﻱ ﻳﻀﺎﻋﻒ ﻟﻪ ﻋﺪﺩ‬
‫ﺍﻟﺒﻴﻮﺕ ﻓﺎﺳﺘﻀﻌﻒ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺫﻟﻚ ﺃﻭﻻً ﻓﻠﻤﺎ ﺿﺎﻋﻒ ﻟﻪ ﻧﻔﺬﺕ ﺧﺰﺍﺋﻨﻪ ﻭﻟﻢ ﻳﺒﻠﻎ‬
‫ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﺭﺟﺔ ﺇﻻ ﺑﺎﻟﺠﻬﺪ ﺍﻟﺠﻬﻴﺪ ﻓﺎﺣﻔﻆ ﻗﺪﺭ ﻣﺎ ﻭﺻﻞ ﺇﻟﻴﻚ ‪ .‬ﻭﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ‬
‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ ﺇﺫﺍ ﺃﻧﺖ ﺃﺣﺴﻨﺖ ﻋﻤﻞ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻓﻼ ﺗﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻮﺩ ﻓﻴﻪ ﺛﺎﻧﻴﺎً ﻭﻟﻮ‬
‫ﻋﺎﺩ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﻛﻠﻬﻢ ﺃﻟﻮﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺍﻟﺒﻬﻴﻢ ﻣﺎ ﻧﻔﺬ ‪ .‬ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ‬
 ‫ﺗﻀﻌﻴﻒ ﺇﻛﺴﻴﺮ ﺍﻟﺒﻴﺎﺽ ﻭﻫﻮ ﺃﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﻓﺮﻍ ﻣﻨﻚ ﺇﻛﺴﻴﺮ ﺍﻟﺒﻴﺎﺽ ﻭﺃﺭﺩﺕ ﺃﻥ‬
‫ﺗﻀﺎﻋﻔﻪ ﻓﺄﻟﻘﻲ ﻣﻨﻪ ﻭﺍﺣﺪﺍً ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻟﻒ ﻣﻦ ﺍﻵﺑﻖ ﻣﻜﺎﻥ ﺇﻛﺴﻴﺮ ﺍﻟﺒﻴﺎﺽ‬
‫ﻭﻣﻜﺎﻧﻪ ﺍﻟﺠﺴﺪ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﻓﺈﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻵﺑﻖ ﻳﺼﻴﺮ ﺇﻛﺴﻴﺮﺍً ﻭﺃﺭﺿﺎً ﺛﻢ ﺃﺩﺧﻞ ﻋﻠﻴﻪ‬
‫ﺍﻟﻤﺎء ﻭﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﻭﺍﻟﺤﻞ ﻭﺍﻟﻌﻘﺪ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻻ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻟﻪ ﻓﺎﻓﻬﻢ ﺗﺮﺷﺪ‪.‬ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﻮﺟﻪ‬
‫ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻣﻦ ﺗﻀﻌﻴﻒ ﺇﻛﺴﻴﺮ ﺍﻟﺒﻴﺎﺽ ﻭﻫﻮ ﺃﻥ ﺗﻠﻘﻲ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻹﻛﺴﻴﺮ ﻋﻠﻰ‬
‫ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻤﺮ ﻭﺍﻟﻘﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻟﻒ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻠﻌﻲ ﻳﻘﻮﻡ ﻗﻤﺮﺍً ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻭﺑﺎﺹ‬
‫ﺍﺟﻌﻠﻪ ﻣﻘﺎﻡ ﺍﻹﻛﺴﻴﺮ ﻭﻣﻘﺎﻡ ﺍﻟﺠﺴﺪ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﻭﺃﺩﺧﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﻭﺍﻟﻤﺎء‬
‫ﺍﻹﻟﻬﻲ ﺑﺎﻷﻭﺯﺍﻥ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭﺓ ﻭﺣﻞ ﻭﺍﻋﻘﺪ ﻫﻜﺬﺍ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻻ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻟﻪ‪ .‬ﻭﺃﻣﺎ‬
‫ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻣﻦ ﺗﻀﻌﻴﻒ ﺇﻛﺴﻴﺮ ﺍﻟﺒﻴﺎﺽ ﻭﻫﻮ ﺃﻥ ﺗﺪﻭﺭ ﺍﻟﻘﻠﻌﻲ ﺍﻟﻐﺒﻴﻂ‬
‫ﻭﺃﻟﻘﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﺷﻴﺌﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎء ﺍﻹﻟﻬﻲ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺨﺮﺝ ﻣﻨﻪ ﺩﺧﺎﻥ ﺻﺎﻋﺪﺍً ﺛﻢ ﻳﻜﻮﻥ‬
‫ﻃﺎﻫﺮﺍً ﻓﻲ ﻏﺎﻳﺔ ﺍﻟﺼﻼﺑﺔ ﻓﻲ ﺃﻗﻞ ﻣﻦ ﻃﺮﻓﺔ ﻋﻴﻦ ﺛﻢ ﺍﺟﻌﻠﻪ ﻣﻘﺎﻡ ﺍﻟﺠﺴﺪ‬
‫ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﻭﺃﺩﺧﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﻭﺍﻟﻤﺎء ﺍﻹﻟﻬﻲ ﺑﺎﻷﻭﺯﺍﻥ ﺍﻟﻤﺘﻘﺪﻣﺔ ﻭﺣﻞ ﻭﺍﻋﻘﺪ‬
‫ﻭﺿﺎﻋﻒ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺘﻀﺎﻋﻒ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻻ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻟﻪ‪.‬‬
‫ﻭﺃﻣﺎ ﺗﻀﻌﻴﻒ ﺇﻛﺴﻴﺮ ﺍﻟﺤﻤﺮﺓ ﻓﻬﻮ ﻣﺜﺎﻟﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﻫﻮ ﺃﻥ ﺗﺄﺧﺬ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ‬
‫ﻋﻨﺪﻙ ﻣﻦ ﺇﻛﺴﻴﺮ ﺍﻟﺤﻤﺮﺓ ﻭﺍﺟﻌﻠﻪ ﻣﻘﺎﻡ ﺍﻟﺠﺴﺪ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﺛﻢ ﺃﺩﺧﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻤﺎء‬
‫ﺍﻹﻟﻬﻲ ﻭﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﺑﺎﻷﻭﺯﺍﻥ ﺍﻟﻤﺘﻘﺪﻣﺔ ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻭﺯﻥ ﻣﻦ ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻛﻦ‬
‫ﺍﻷﻭﻝ ﺛﻢ ﺣﻞ ﻭﺍﻋﻘﺪ ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺗﻀﺎﻋﻒ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺩﺧﻮﻝ ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﻭﺍﻟﻤﺎء ﺍﻹﻟﻬﻲ‬
‫ﻭﺍﻟﻨﻔﺲ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻻ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻟﻪ‪ .‬ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻭﻫﻮ ﺃﻥ ﺗﻠﻘﻲ ﻣﻨﻪ ﻭﺍﺣﺪﺍً‬
‫ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻟﻒ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻤﺮ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻜﻮﻥ ﺇﺑﺮﻳﺰﺍً ﻓﺎﺟﻌﻠﻪ ﻣﻜﺎﻥ ﺍﻟﺠﺴﺪ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﻭﺗﺪﺧﻞ‬
‫ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻤﺎء ﺍﻹﻟﻬﻲ ﻭﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﻭﺍﻟﻨﻔﺲ ﺑﺎﻟﻮﺯﻥ ﺍﻟﻤﺘﻘﺪﻡ ﺫﻛﺮﻩ ﻭﺣﻞ ﻭﺍﻋﻘﺪ‬
‫ﺑﺎﻟﺴﻘﻲ ﻭﺍﻟﺤﻞ ﻭﺍﻟﻌﻘﺪ ﺇﻟﻰ ﻣﺎﻻ ﻧﻬﺎﻳﺔ‪ .‬ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻣﻦ ﺗﻀﻌﻴﻒ‬
‫ﺇﻛﺴﻴﺮ ﺍﻟﺤﻤﺮﺓ ﻭﻫﻮ ﺃﻥ ﺗﺪﺑﺮ ﺇﺳﺮﺏ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﺗﻨﻘﻂ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎء ﺍﻹﻟﻬﻲ‬
‫ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺼﻌﺪ ﻣﻨﻪ ﺩﺧﺎﻥ ﺃﺳﻮﺩ ﻭﻳﺒﻴﺾ ﺑﻴﺎﺿﺎً ﺳﺎﻃﻌﺎً ﻭﻳﻨﻘﻠﺐ ﻛﺎﻟﻔﻀﺔ ﺃﻟﻖ‬
‫ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻹﻛﺴﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﺃﻟﻒ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻨﻘﻠﺐ ﺫﻫﺒﺎً ﺇﺑﺮﻳﺰﺍً ﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﻧﻈﻴﺮ‬
‫ﻳﻐﻠﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺤﻤﺮﺓ ﻛﺬﻫﺐ ﺍﻟﺴﻨﺪ ﺍﻟﺤﺎﻳﻒ ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﺨﺎﺻﻴﺔ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ﺑﺎﻹﺳﺮﺏ‬
‫ﻭﻻ ﺗﻮﺟﺪ ﻓﻲ ﻏﻴﺮﻩ ﻣﻦ ﺍﻷﺟﺴﺎﺩ ﻭﻟﻬﺬﺍ ﻳﺠﺪﻭﻧﻪ ﻓﻲ ﻛﻨﻮﺯ ﺍﻟﺤﻜﻤﺎء ﻭﺍﺟﻌﻞ‬
‫ﻫﺬﺍ ﺍﻹﺳﺮﺏ ﺍﻟﺬﻫﺒﻲ ﺍﻟﻨﺤﺎﺳﻲ ﻣﻘﺎﻡ ﺍﻟﺠﺴﺪ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﻭﺃﺩﺧﻞ ﻋﻠﻪ ﺍﻟﻤﺎء ﺍﻹﻟﻬﻲ‬
‫ﻭﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﻭﺍﻟﻨﻔﺲ ﺑﺎﻟﻮﺯﻥ ﺍﻟﻤﺘﻘﺪﻡ ﺫﻛﺮﻩ ﻭﺣﻞ ﻭﺍﻋﻘﺪ ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺗﻀﺎﻋﻒ ﺍﻟﻌﻤﻞ‬
‫ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻻ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻟﻪ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ‪ .‬ﻓﺎﻋﻠﻢ ﻭﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﻫﺬﺍ ﻗﺎﻝ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﺧﺎﻟﺪ ﻓﻲ ﺣﻘﻪ‬
‫ﺷﻌﺮ ‪:‬‬
‫ﺃﻥ ﻳﺼﻨﻌﻮﺍ ﺫﻫﺒﺎً ﺇﻻ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻫﺐ‬ ‫ﺃﻋﻴﻰ ﺍﻟﻔﻼﺳﻔﺔ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﺐ‬
‫ﺇﻻ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻀﺔ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻓﺔ ﺍﻟﻨﺴﺐ‬ ‫ﺃﻭ ﻳﺼـﻨﻌﻮﺍ ﻓﻀﺔً ﺑﻴﻀﺎء ﺧﺎﻟﺼﺔً‬
 ‫ﻭﺍﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﺇﻛﺴﻴﺮ ﺍﻟﺒﻴﺎﺽ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍﻷﻭﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻀﻌﻴﻒ ﻳﺴﻤﻰ ﻓﻀﺔ‬
‫ﺍﻟﺤﻜﻤﺎء ﻷﻧﻪ ﻳﺼﺒﻎ ﺍﻟﻔﻀﺔ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻵﺑﻖ ﺍﻟﻤﻌﻘﻮﺩ ﻫﻮ ﺍﻟﻔﻀﺔ ﺍﻟﻤﺤﻠﻮﻟﺔ‬
‫ﻭﺇﺫﺍ ﺻﺎﺭ ﺇﻛﺴﻴﺮﺍً ﻣﻌﻘﻮﺩﺍَ ﻳﺴﻤﻮﻧﻪ ﺍﻟﺤﻜﻤﺎء ﺃﻳﻀﺎً ﻓﻀﺔ ﻷﻧﻪ ﻳﺼﺒﻎ ﺍﻷﺟﺴﺎﺩ‬
‫ﻓﻀﺔ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻓﻀﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺇﺫﺍ ﺃﻟﻘﻲ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻹﻛﺴﻴﺮ ﺻﺎﺭﺕ ﻓﻀﺔ ﺍﻟﺤﻜﻤﺎء‬
‫ﻷﻧﻬﺎ ﺗﻘﻴﻢ ﺍﻷﺟﺴﺎﺩ ﻓﻀﺔ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﻘﻠﻌﻲ ﻓﻀﺔ ﻧﻴﺔ ﻭﻟﻬﺬﺍ ﺳﻤﺎﻩ ﺟﺎﺑﺮ ﺍﻟﻔﻀﺔ‬
‫ﺍﻟﺨﺮﻣﺎء ﻓﺼﺢ ﻗﻮﻟﻬﻢ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻀﺔ ﺇﻻ ﻣﻦ ﻓﻀﺔ ﺍﻟﺨﺴﺮﻱ ﻭﻻ ﺫﻫﺒﺎً ﺇﻻ‬
‫ﻣﻦ ﺫﻫﺐ ﻭﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ ﻣﻦ ﺯﺭﻉ ﺷﻌﻴﺮﺍً ﻓﺸﻌﻴﺮﺍً ﻳﺤﺼﺪ ﻭﻣﻦ‬
‫ﺯﺭﻉ ﻗﻤﺤﺎً ﻓﻘﻤﺤﺎً ﻳﺤﺼﺪ ﻭﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺸﻲء ﺇﻻ ﻣﻦ ﺃﺻﻠﻪ ﻭﺟﻨﺴﻪ ﻭﻛﺬﻟﻚ‬
‫ﻗﺎﻟﻮﺍ ﺍﻷﺑﻴﺾ ﻟﻸﺑﻴﺾ ﻭﺍﻷﺣﻤﺮ ﻟﻸﺣﻤﺮ ﻭﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻌﺎﻧﻲ ﺭﻣﻮﺯ ﻓﺎﻓﻬﻢ‬
‫ﺗﺮﺷﺪ ﻭﻫﺬﺍ ﺃﺧﺮ ﻣﺎ ﺍﻧﺘﻬﻰ ﺇﻟﻴﻨﺎ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﻤﺒﺎﺭﻛﺔ ﻭﻳﺘﻠﻮﻫﺎ ﺭﺳﺎﻟﺔ‬
‫ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻮﺍﺹ ﺃﻱ ﺧﻮﺍﺹ ﺍﻹﻛﺴﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﻠﺴﻢ ﻭﻓﻚ ﺍﻟﻄﻠﺴﻢ ﻭﺍﻟﻄﺐ‬
‫ﻭﺍﻟﺠﻮﺍﻫﺮ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﺩﻥ ﻣﺎ ﻳﺬﻫﻞ ﺍﻟﻌﻘﻮﻝ ﻭﺍﷲ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺮﺵ ﻣﻘﻴﻢ‬
‫ﻣﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺷﻴﺌﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺬﺏ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻖ ﻭﺍﻟﺮﻣﺰ ﺍﻟﻔﺎﺭﻍ ﻭﻗﺪ ﺑﻴﻨﺖ‬
‫ﺍﻟﺤﺠﺮ ﺟﻬﺎﺭﺍً ﻣﻊ ﺍﻟﺘﺪﺑﻴﺮ ﻭﺍﻟﻤﻌﻄﻲ ﻭﺍﻟﻤﺎﻧﻊ ﻫﻮ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﺍﷲ ﺍﻟﻤﻮﻓﻖ‬
‫ﻭﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻰ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭﺻﺤﺒﻪ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ ﻭﺳﻠﻢ ﺗﺴﻠﻴﻤﺎ‬
‫ﻭﺍﻟﺤﻤﺪ ﷲ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ‪.‬‬

‫ﻓﻲ ﺫﻛﺮ ﺃﺳﻤﺎء ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺮ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻭﺍﻟﺤﺠﺮ ﺍﻟﻤﻌﻈﻢ ﻭﻣﺎ ﻳﺤﺘﻮﻱ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ‬
‫ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻊ ﻭﺍﻟﺨﻮﺍﺻﺎﺕ ﻭﺍﻟﻌﺠﺎﺋﺐ ﻭﺍﻟﻄﻼﺳﻢ ﻭﺍﻟﺨﻮﺍﺭﻕ ﻟﻠﻌﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺭﻣﺰﺗﻬﺎ‬
‫ﺍﻟﺤﻜﻤﺎء ﻭﻓﺮﻗﻮﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﺓ ﺧﻮﻓﺎ ﻣﻦ ﻓﺴﺎﺩ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﺳﻮﻑ ﻧﺠﻤﻌﻪ‬
‫ﻭﻧﺬﻛﺮﻩ ﻣﺠﻤﻮﻋﺎ ﻏﻴﺮ ﻣﺘﻔﺮﻕ ﻭﻻ ﻣﺮﻣﻮﺯﺍً ﺃﺑﺪﺍ ﻭﺍﷲ ﺍﻋﻠﻢ ‪ .‬ﻓﻨﻘﻮﻝ ﻓﻲ‬
‫ﺍﻟﺨﻮﺍﺻﺎﺕ ﺍﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺠﺮ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻳﺘﺼﺮﻑ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻮﺍﻟﻢ ﺍﻟﺨﻤﺴﺔ ﻓﺄﻭﻟﻬﻢ‬
‫ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻟﻤﻌﺪﻥ ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻥ ﻭﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻟﻨﺒﺎﺕ ﻭﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻋﺎﻟﻢ‬
‫ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﺍﻟﺨﺎﻣﺲ ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻷﻣﻼﻙ ﻭﺍﻷﻓﻼﻙ ﻭﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻌﻠﻮﻱ ﻟﺘﺼﺮﻳﻒ‬
‫ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻲ ﻭﺍﻷﺭﺻﺎﺩ ﻭﺍﻟﻄﻼﺳﻢ ﻭﻣﻮﺍﻧﻊ ﺍﻟﻜﻨﻮﺯ ‪ ،‬ﻭﻧﺤﻦ ﻧﺬﻛﺮ ﺧﻮﺍﺹ‬
‫ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻭﺍﻟﻤﻮﻟﺪﺍﺕ ﺍﻟﺜﻼﺙ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻮﻟﺪ ﻋﻦ ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﻓﻨﺄﺧﺬ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻼﻡ‬
‫ﻋﻦ ﺍﻟﺨﻮﺍﺻﺎﺕ ﺍﻟﻤﺨﺼﻮﺻﺔ ﺑﺎﻟﺤﺠﺮ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﻭﻓﻌﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﺎﺕ ﻭﻗﻠﺐ‬
‫ﻋﻴﺎﻥ ﺍﻟﻔﻠﺰﺍﺕ ﺍﻟﺴﺒﻌﺔ ﺇﻟﻰ ﻋﻴﻦ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﻭﺍﻟﻔﻀﺔ ﻋﻠﻰ ﺳﺎﺋﺮ ﺍﻻﻣﺘﺤﺎﻧﺎﺕ ﻭﺍﷲ‬
‫ﺍﻋﻠﻢ ‪ .‬ﻓﻤﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺍﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺫﺑﺖ ﺍﻷﺟﺴﺎﺩ ﺍﻷﺭﺑﻌﺔ ﺍﻟﻨﺎﻗﺼﺔ ﻭﻧﻘﻄﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ‬
‫ﺷﻴﺌﺎ ﻳﺴﻴﺮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎء ﺍﻹﻟﻬﻲ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﻄﻬﺮ ﻓﻲ ﺍﻗﻞ ﻣﻦ ﻟﻤﺤﺔ ﺍﻟﺒﺼﺮ ﻭﺗﻨﻘﻠﺐ‬
‫ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﻴﺎﺽ ﺍﻟﻘﻤﺮﻱ ﻓﺘﺪﺧﻞ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻤﻮﺍﺯﻳﻦ ﻭﺍﻷﺟﺴﺎﺩ ﻓﻲ ﺍﻗﻞ ﻣﻦ‬
‫ﺳﺎﻋﺘﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﺛﻼﺛﺔ ﺳﺎﻋﺎﺕ ﺇﻥ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻟﻌﺒﺮﺓ ﻷﻭﻟﻲ ﺍﻷﺑﺼﺎﺭ ‪ .‬ﻭﻣﻦ‬
 ‫ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺍﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﻃﻬﺮﺕ ﺍﻷﺟﺴﺎﺩ ﺍﻷﺭﺑﻌﺔ ﺑﺎﻟﻤﺎء ﺍﻹﻟﻬﻲ ﻛﻤﺎ ﺗﻘﺪﻡ ﻭﻧﻘﻴﺖ‬
‫ﻭﺍﺑﻴﻀﺖ ﻓﺈﺫﺍ ﺷﺌﺖ ﺳﻠﻜﺖ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻮﺍﺯﻳﻦ ﺍﻟﻘﻤﺮﻳﺔ ﻛﻤﺎ ﺗﻘﺪﻡ ﻭ ﺇﻥ ﺷﺌﺖ‬
‫ﺃﻟﻘﻴﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺒﻴﺎﺽ ﻟﻜﻞ ﻋﺸﺮﺓ ﺩﺭﺍﻫﻢ ﺩﺭﻫﻤﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻛﺮ ﺍﻷﻭﻝ ﻓﺈﻧﻬﺎ‬
‫ﺗﻨﺼﺒﻎ ﻛﺎﻟﺬﻫﺐ ﺍﻻﺑﺮﻳﺰﻱ ﻭﺗﻘﺎﺭﺏ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻭﻗﺪ ﺗﻘﻮﻡ ﺷﻤﺴﺎ ﻛﺎﻣﻞ ﺍﻟﻌﻴﺎﺭ‬
‫ﻓﻲ ﺳﺎﻋﺘﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺍﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺷﻤﻌﺖ ﺑﺎﻟﻤﺎء ﺍﻹﻟﻬﻲ ﺍﻟﻌﺒﺪ‬
‫ﺍﻟﻤﺼﻌﺪ ﺑﻤﻔﺮﺩﻩ ﻓﺎﻧﻪ ﻳﺴﺘﻘﺮ ﻓﻲ ﻳﻮﻣﻪ ﻭﻳﺼﺒﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭﻳﻤﺘﻨﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺮﺍﺭ‬
‫ﻓﺈﺫﺍ ﺃﻟﻘﻴﺖ ﻣﻨﻪ ﻭﺍﺣﺪﺍ ﻋﻠﻰ ﻣﺜﻠﻪ ﻗﻤﺮ ﺛﻢ ﺍﻟﻘﻲ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﻋﺸﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ‬
‫ﺍﻟﻄﺎﻫﺮ ﺑﺎﻟﻤﺎء ﺍﻹﻟﻬﻲ ﻓﺎﻧﻪ ﻳﻘﻮﻡ ﻗﻤﺮﺍ ﻳﺨﺮﺝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻭﺑﺎﺹ ‪ ،‬ﻭﺍﻥ ﻃﻠﺒﺖ‬
‫ﺍﻟﺰﻳﺎﺩﺓ ﻭﺍﻟﺘﻀﻌﻴﻒ ﻓﺎﻏﻤﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺍﻟﻤﺸﻤﻊ ﺑﺎﻟﻤﺎء ﺍﻹﻟﻬﻲ ﻭﺷﻤﻌﻪ ﻭﺣﻠﻪ‬
‫ﻭﺍﻋﻘﺪﻩ ﻓﺎﻧﻪ ﻳﺘﻨﺎﻫﻰ ﻓﻲ ﺍﻹﻟﻘﺎء ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺗﺮﻗﻴﻪ ﺑﺎﻟﺤﻞ ﻭﺍﻟﻌﻘﺪ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻳﻠﺤﻖ‬
‫ﺑﺎﻷﺑﻮﺍﺏ ﺍﻟﺠﻮﺍﻧﻴﺔ ﺍﻟﻜﺒﺎﺭ ‪ ،‬ﻭﺍﻥ ﺷﺌﺖ ﺃﻥ ﺗﻨﻘﻠﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻤﺮﺓ ﻓﺎﻣﺰﺟﻪ ﻣﻦ‬
‫ﺍﻟﺬﻛﺮ ﺍﻷﻭﻝ ﺑﻤﺜﻠﻪ ﻭﺣﻠﻪ ﻓﻲ ﺳﺘﺔ ﺃﻣﺜﺎﻟﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎء ﺍﻹﻟﻬﻲ ﻭﺍﺷﻮﻳﻪ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ‬
‫ﺍﻟﻤﺎء ﻓﻲ ﺳﺘﺔ ﺳﻘﻴﺎﺕ ﻭﺗﺸﻮﻳﺎﺕ ﻓﺎﻧﻪ ﻳﻨﻘﻠﺐ ﺍﺣﻤﺮﺍ ﻛﺎﻟﻴﺎﻗﻮﺕ ﻳﻘﻴﻢ ﻭﺍﺣﺪﻩ‬
‫ﺧﻤﺴﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻤﺮ ﻭﺍﻥ ﺿﺎﻋﻔﺖ ﺑﺎﻟﺤﻞ ﻭﺍﻟﻌﻘﺪ ﻭﺍﻟﺘﺸﻮﻳﺔ ﺑﺎﻟﻤﺎء ﺍﻟﻤﺤﻠﻮﻝ‬
‫ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺬﻛﺮ ﺍﻷﻭﻝ ﺍﻟﻄﺎﻫﺮ ﻓﺎﻧﻪ ﻳﺒﻠﻎ ﻓﻲ ﺍﻹﻟﻘﺎء ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻟﻮﻑ ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ‬
‫ﺍﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﻟﻐﻤﺖ ﺍﻟﻘﻤﺮ ﻭﺍﻟﻘﻠﻌﻲ ﻭﺍﻷﺳﺮﺏ ﺍﻟﻤﻄﻬﺮﻳﻦ ﺑﺎﻟﻤﺎء ﺍﻹﻟﻬﻲ ﻭﺍﺣﺪﺍ ﺇﻟﻰ‬
‫ﺛﻼﺛﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺍﻟﻤﺼﻌﺪ ﺍﻟﻤﻐﺴﻮﻝ ﺛﻢ ﺷﻤﻌﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻠﻔﺤﺔ ﺑﺎﻟﻤﺎء ﺍﻹﻟﻬﻲ ﻓﻲ‬
‫ﻳﻮﻡ ﻭﺍﺣﺪ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺼﻴﺮ ﻛﺎﻟﺸﻤﻌﺔ ﻳﻘﻴﻢ ﻭﺍﺣﺪﻫﺎ ﻋﺸﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ ﻗﻤﺮﺍ ﺇﻟﻰ‬
‫ﺍﻟﺮﻭﺑﺎﺹ ﻭﺍﻥ ﻏﻤﺮﺕ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻠﻔﺤﺔ ﺍﻟﻤﺸﻤﻌﺔ ﺑﺎﻟﻤﺎء ﺍﻹﻟﻬﻲ ﻭﺣﻠﻠﺖ ﻭﻋﻘﺪﺕ‬
‫ﻓﺎﻧﻪ ﻳﺒﻠﻎ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ‪ .‬ﻭﺍﻥ ﺃﺭﺩﺕ ﻧﻘﻞ ﺫﻟﻚ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻤﺮﺓ ﻓﺎﺻﻨﻊ ﻛﻤﺎ ﺻﻨﻌﺖ ﻓﻲ‬
‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻘﺪﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺍﻟﻤﺼﻨﻊ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺍﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﺕ‬
‫ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎء ﺍﻹﻟﻬﻲ ﻭﺍﻟﻘﻤﺮ ﺑﻤﻔﺮﺩﻩ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﻣﻠﻔﺤﺔ ﻭﺍﻟﻘﻠﻌﻲ ﺍﻟﻤﻄﻬﺮ ﺑﻤﻔﺮﺩﻩ‬
‫ﻭ ﺍﻷﺳﺮﺏ ﺍﻟﻄﺎﻫﺮ ﺑﻤﻔﺮﺩﻩ ﺑﺎﻟﺘﺸﻤﻴﻊ ﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﻭﺍﺣﺪ ﻓﺎﻧﻪ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻨﻬﻢ‬
‫ﻛﺎﻟﺸﻤﻊ ﺍﻟﻘﻲ ﻣﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ ﻭﻛﻞ ﺣﻼﻻ ﻃﻴﺒﺎ ‪ ،‬ﻭﺍﻥ ﻣﺰﺟﺖ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ‬
‫ﻣﻨﻬﻢ ﺑﻌﺪ ﺗﺸﻤﻴﻌﻪ ﺑﻤﺜﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻛﺮ ﺍﻷﻭﻝ ﺍﻟﻄﺎﻫﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﻡ ﺛﻢ‬
‫ﺷﻤﻌﺘﻬﺎ ﺑﺴﺘﺔ ﺃﻣﺜﺎﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎء ﺍﻹﻟﻬﻲ ﻓﺎﻧﻪ ﻳﻨﻘﻠﺐ ﺇﻟﻰ ﺃﻛﺴﻴﺮ ﺍﻟﺤﻤﺮﺓ ‪.‬‬
‫ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺍﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺫﺑﺖ ﺯﺭﻧﻴﺦ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﻧﻘﻄﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎء ﺍﻹﻟﻬﻲ‬
‫ﻓﺎﻧﻪ ﻳﺼﻌﺪ ﻣﻨﻪ ﺩﺧﺎﻥ ﻭﻳﺪﻭﺭ ﻭﻳﺘﺮﺻﺮﺹ ﻭﻳﺘﺸﺒﺐ ﻛﻘﺮﺹ ﺍﻟﻔﻀﺔ ﺍﻟﻘﻲ‬
‫ﻣﻨﻪ ﻭﺍﺣﺪﺍ ﻋﻠﻰ ﻣﺜﻠﻪ ﻗﻤﺮﺍ ﺛﻢ ﺍﻟﻘﻲ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﻋﺸﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ ﺃﻭ ﺍﻟﻘﻠﻌﻲ‬
‫ﺃﻭ ﺍﻷﺳﺮﺏ ﺃﻭ ﺍﻟﺤﺪﻳﺪ ﺍﻟﻤﻄﻬﺮﻳﻦ ﺑﺎﻟﻤﺎء ﺍﻹﻟﻬﻲ ﻳﻮﻣﺎ ﻭﺍﺣﺪﺍ ﻓﺎﻧﻬﻢ ﻳﺨﺮﺟﻮﺍ‬
‫ﻗﻤﺮﺍ ﺧﺎﻟﺼﺎ ‪ ،‬ﻭﺍﻥ ﺷﻤﻌﺖ ﺍﻟﺰﺭﻧﻴﺦ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺑﺎﻟﻤﺎء ﺍﻹﻟﻬﻲ ﻳﻮﻣﺎ ﻭﺍﺣﺪﺍ ﻓﻘﻂ‬
‫ﻓﺎﻧﻪ ﻳﺘﺮﻭﺣﻦ ﻭﻳﻘﻴﻢ ﻭﺍﺣﺪﻩ ﺛﻼﺛﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻷﺟﺴﺎﺩ ﺍﻷﺭﺑﻌﺔ ﻗﻤﺮﺍ ﺭﻭﺑﺎﺻﻴﺎ ﻭﺍﻥ‬
‫ﻏﻤﺮﺕ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺰﺭﻧﻴﺦ ﺑﺎﻟﻤﺎء ﺍﻹﻟﻬﻲ ﻭﺣﻠﻴﺖ ﺫﻟﻚ ﻭﻋﻘﺪﺗﻪ ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺗﻀﺎﻋﻔﻪ‬
 ‫ﺑﺎﻟﺤﻞ ﻭﺍﻟﻌﻘﺪ ﻓﺎﻧﻪ ﻳﺘﻨﺎﻫﻰ ﻓﻲ ﺍﻹﻟﻘﺎء ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻷﻋﻈﻢ ‪ .‬ﻓﺎﻧﻈﺮ ﻳﺎ ﺃﺧﻲ ﺇﻟﻰ‬
‫ﺣﻜﻤﺔ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ ﻛﻴﻒ ﻳﺠﻌﻞ ﺍﻟﺒﺮﺍﻧﻲ ﺟﻮﺍﻧﻲ ﻻﻥ ﺍﻟﺤﻖ ﻭﺍﺣﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﺍﻥ‬
‫ﺍﺧﺘﻠﻔﺖ ﺍﻟﻔﺮﻭﻉ ﻭﺍﻟﻄﺮﻕ ‪،‬ﻭﺍﻥ ﻣﺰﺟﺖ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺰﺭﻧﻴﺦ ﺍﻟﻤﺸﻤﻊ ﻗﺒﻞ ﺣﻠﻪ‬
‫ﻭﻋﻘﺪﻩ ﺑﻤﺜﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻛﺮ ﺍﻷﻭﻝ ﻭﺗﺸﻮﻫﻤﺎ ﺑﺴﺘﺔ ﺃﻣﺜﺎﻟﻬﻤﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎء ﺍﻹﻟﻬﻲ‬
‫ﺑﺎﻟﺘﺸﻮﻳﺔ ﻓﺎﻧﻪ ﻳﻨﻘﻠﺐ ﺇﻟﻰ ﺃﻛﺴﻴﺮ ﺍﻟﺤﻤﺮﺓ ﻭﻛﺬﺍ ﺗﻀﺎﻋﻒ ﺑﺎﻟﺤﻞ ﻭﺍﻟﻌﻘﺪ ﺇﻟﻰ‬
‫ﺃﻥ ﻳﺒﻠﻎ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺍﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺣﻤﻴﺖ ﺍﻷﺟﺴﺎﺩ ﺍﻟﻤﻴﺘﺔ‬
‫ﻛﺎﻟﺰﻧﺠﻔﺮ ﻭﺍﻟﻤﺮﻗﺸﻴﺘﺎ ﻭﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻷﺟﺴﺎﺩ ﺍﻟﻤﻴﺘﺔ ﻭﻧﻘﻄﺖ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﻌﺪ‬
‫ﺍﻟﺤﻤﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎء ﺍﻹﻟﻬﻲ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﻄﻬﺮ ﻭﺗﺰﻳﻞ ﻋﻨﻬﺎ ﻛﺒﺎﺭﻳﺘﻬﺎ ﺍﻟﻤﺤﺘﺮﻗﺔ ﻓﻲ‬
‫ﺍﻗﻞ ﻣﻦ ﻃﺮﻓﺔ ﻋﻴﻦ ﺛﻢ ﺍﻣﺰﺟﻬﺎ ﺑﺮﺑﻌﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﻭﺗﺸﻮﻳﻬﺎ ﺑﺴﺘﺔ ﺃﻣﺜﺎﻟﻬﺎ‬
‫ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎء ﺍﻹﻟﻬﻲ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺤﻴﻰ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻷﺑﺪﻳﺔ ﺑﻌﺪ ﻣﻮﺗﻬﺎ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﻭﺗﻜﻮﻥ‬
‫ﺍﻛﺴﻴﺮﺍً ﺻﺎﺑﻐﺎ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ ﺍﺑﻦ ﺍﺭﻓﻊ ﺭﺍﺱ ﻓﻲ ﺩﻳﻮﺍﻧﻪ ﻓﻲ ﻗﺎﻓﻴﺔ ﺍﻟﻼﻡ‬
‫ﺣﻴﺚ ﻗﺎﻝ‪:‬‬
‫ﻭﻳﺮﺳﻞ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﺒﺮء ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻌﺘﻞ‬ ‫ﻭﻳﺒﻌﺚ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﻨﻔﺦ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻴﺖٍ‬
‫ﻭﻣﺮﺍﺩﻩ ﺑﺎﻟﻤﻴﺖ ﺍﻷﺟﺴﺎﺩ ﺍﻟﻤﻮﺍﺕ ﻭﻣﺮﺍﺩﻩ ﺑﺎﻟﻤﻌﺘﻞ ﺍﻷﺟﺴﺎﻡ ﺍﻟﻤﺮﻳﻀﺔ ﺍﻟﻤﻌﺘﻠﺔ‬
‫ﺍﻟﻨﺎﻗﺼﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﺮﺗﺒﺔ ﺍﻟﺬﻫﺒﻴﺔ ﻓﺎﻓﻬﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺳﺮﺍﺭ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﻧﻲ ﻭﺗﺮﺣﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ‬
‫ﺃﻫﺪﺍﻫﺎ ﺇﻟﻴﻚ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺍﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺣﻤﻴﺖ ﻓﺺ ﺍﻟﺒﻠﻮﺭ ﻭﺍﻟﺰﺟﺎﺝ‬
‫ﺃﻭ ﺍﻵﻧﻴﺔ ﺃﻭ ﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﻭﻧﻘﻄﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻧﻘﻄﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮﻛﺐ ﻭﻫﻮ ﺍﺯﺭﻕ ﻭﺫﻟﻚ‬
‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺴﻘﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﺗﺴﺎﻗﻲ ﺍﻟﺤﻤﺮﺓ ﺍﻟﺴﺘﺔ ﻓﻲ ﺁﺧﺮ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ‬
‫ﺍﻟﻠﻮﻥ ‪ ،‬ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮﻧﺎ ﺫﻟﻚ ﻓﻴﻤﺎ ﺫﻛﺮﻧﺎﻩ ﺳﺎﺑﻘﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﻭﻧﻘﻄﺖ ﻓﻲ‬
‫ﻭﺳﻄﻪ ﻧﻘﻄﺔ ﻭﻧﻘﻄﺖ ﻓﻲ ﻃﺮﻓﻪ ﺍﻵﺧﺮ ﺛﻼﺙ ﻧﻘﺎﻁ ﻓﺎﻧﻬﻤﺎ ﻳﺘﻼﻗﻴﺎ ﺑﻌﻀﻬﻢ‬
‫ﺑﺒﻌﺾ ﻭﻳﻨﺼﺒﻎ ﻳﺎﻗﻮﺗﺎ ﺍﺯﺭﻕ ﺍﺣﺴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﺎﻗﻮﺕ ﺍﻟﻤﻌﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻴﻦ ﻭﺍﻟﻠﻮﻥ‬
‫ﻭﺍﻟﺜﻘﻞ ﻭﺃﻋﻠﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺪﺍﺭ ﻭﺍﻏﻠﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﻤﻦ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻷﺧﻀﺮ ﺇﻥ ﺍﺩﺧﺮﺗﻪ‬
‫ﻋﻨﺪﻙ ﻓﺘﺼﺒﻎ ﺑﻪ ﺍﻟﺒﻠﻠﻮﺭ ﺍﻷﺑﻴﺾ ﻳﺎﻗﻮﺗﺎ ﺍﺧﻀﺮﺍً ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻤﺴﻤﻰ ﺑﺎﻟﺰﻣﺮﺩ‬
‫ﺍﻟﺰﻳﺎﺗﻲ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻷﺻﻔﺮ ﻣﻨﻪ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﻗﻠﺐ ﺍﻟﺒﻠﻠﻮﺭ ﺍﻷﺑﻴﺾ‬
‫ﻳﺎﻗﻮﺗﺎ ﺍﺣﻤﺮﺍ ﺭﻣﺎﻧﻲ ﺯﺍﻳﺪ ﺍﻟﻨﻮﺭ ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺍﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﻟﻘﻴﺖ ﻣﻦ ﺃﻛﺴﻴﺮ‬
‫ﺍﻟﺒﻴﺎﺽ ﺩﺭﻫﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺭﻃﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﺟﺎﺝ ﺍﻟﺸﺎﻣﻲ ﻓﺎﻧﻪ ﻳﻨﻘﻠﺐ ﺑﻠﻠﻮﺭﺍً ﺍﺣﺴﻦ‬
‫ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻠﻠﻮﺭ ﺍﻟﻤﻌﺪﻧﻲ ﻭﺍﺷﺮﻑ ﻣﻨﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻮﻥ ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺍﻧﻚ ﺗﺘﻮﺻﻞ ﺑﻪ‬
‫ﺇﻟﻰ ﺻﻨﺎﻋﺔ ﺍﻟﺠﻮﺍﻫﺮ ﺍﻟﻨﻔﻴﺴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﺆﻟﺆ ﻭﻏﻴﺮﻩ ﻣﻦ ﺻﻨﺎﻋﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ‬
‫ﺷﺮﻳﻔﺔ ﻭﺻﻔﺘﻬﺎ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﺄﺧﺬ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﺆﻟﺆ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﺛﻢ ﺍﻏﻤﺮﻩ ﺑﺸﻲء ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎء‬
‫ﺍﻹﻟﻬﻲ ﻟﻴﻠﺔ ﻓﺎﻧﻪ ﻳﻨﺤﻞ ﻛﺎﻟﻌﺠﻴﻦ ﻭﻫﻮ ﻋﻠﻰ ﺭﻭﻧﻘﻪ ﻭﻛﻴﺎﻧﻪ ﻻ ﻳﺘﻐﻴﺮ ﺃﺑﺪﺍ ﻭﻫﺬﺍ‬
‫ﻫﻮ ﺍﻟﺤﻞ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﺣﻞ ﺍﻟﺼﻼﺡ ﻻ ﺣﻞ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻓﺎﻥ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺧﺮﺝ ﻋﻦ ﻛﻮﻧﻪ‬
‫ﺍﻣﺘﻨﻊ ﻋﻮﺩﻩ ﻓﺈﺫﺍ ﺍﻧﺤﻞ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻔﺔ ﻓﻲ ﻟﻴﻠﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺍﻣﺰﺟﻪ ﺑﻤﺜﻞ ﺭﺑﻌﻪ‬
‫ﻣﻦ ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﻭﻣﺜﻞ ﺛﻠﺜﻪ ﻣﻦ ﻣﻜﻠﺲ ﺍﻷﻣﻼﺡ ﺛﻢ ﺩﺣﺮﺟﻪ ﺟﻮﻫﺮﺍ ﻋﻠﻰ ﻗﺪﺭ ﻣﺎ‬
‫ﺗﺮﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺒﺮ ﻭﺍﻟﺼﻐﺮ ﺛﻢ ﺍﺛﻘﺒﻪ ﺑﺸﻌﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻨﺰﻳﺮ ﺛﻢ ﺩﻋﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﻘﺐ ﺛﻢ‬
‫ﺍﺟﻌﻞ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻮﺍﻫﺮ ﻓﻲ ﻗﺎﻧﺼﺔ ﺩﺟﺎﺟﺔ ﺛﻢ ﺍﺟﻌﻞ ﻛﻞ ﻗﺎﻧﺼﺔ ﻓﻲ‬
‫ﻓﻄﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺩﻗﻴﻖ ﺍﻟﺤﻨﻄﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺸﻌﻴﺮ ﺛﻢ ﺍﺧﺒﺰﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺍﻟﻬﺎﺩﻳﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ‬
‫ﻳﺴﺘﻮﻱ ﺍﻟﻔﻄﻴﺮ ﺛﻢ ﺍﺧﺮﺝ ﺍﻟﻔﻄﻴﺮ ﺑﻌﺪ ﺍﺳﺘﻮﺍﺋﻬﺎ ﺟﻴﺪﺍ ﻭﺍﺧﺮﺝ ﺍﻟﻘﻮﺍ ﻧﺺ‬
‫ﻣﻨﻬﺎ ﻭﺍﺧﺮﺝ ﺍﻟﺠﻮﺍﻫﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﺍ ﻧﺺ ﺛﻢ ﺍﺻﻘﻠﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻓﺎﻧﻪ ﻳﺨﺮﺝ‬
‫ﺟﻮﻫﺮﺍ ﺍﻧﻔﺲ ﻣﻦ ﺟﻮﻫﺮ ﺍﻷﺻﺪﺍﻑ ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﺔ ﻭﺗﺰﻳﺪ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﺎﻟﻨﻮﺭ ﻭﺍﻟﻀﻴﺎء‬
‫ﻭﺍﻟﻮﺯﻥ ﻭﺍﻟﺜﻘﻞ ﻭﺍﻟﻤﻘﺪﺍﺭ ﻭﺍﻟﻌﻴﺎﺭ ﻓﺎﻛﺘﻢ ﻳﺎ ﺃﺧﻲ ﻣﺎ ﻭﺻﻠﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻮﺍﺹ ‪،‬‬
‫ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺍﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﻧﻘﻄﺖ ﻣﻨﻪ ﻭﻫﻮ ﺍﺯﺭﻕ ﻋﻠﻰ ﻋﻈﻢ ﺍﻟﻔﻴﻞ ﺃﻭ ﺍﻟﺰﺟﺎﺝ‬
‫ﺍﻟﺸﺎﻣﻲ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺼﻴﺮ ﺑﻠﻮﺭﺍ ﻓﺎﻥ ﺍﻟﻌﻈﻢ ﻓﻲ ﺳﻦ ﺍﻟﻔﻴﻞ ﻳﻨﻘﻠﺐ ﺟﺰﻋﺎ ﻟﻴﻨﺎ‬
‫ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﺰﺟﺎﺝ ﻳﻨﻘﻠﺐ ﺟﺰﻋﺎ ﺟﺒﻠﻴﺎ ﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﻧﻈﻴﺮ ﺃﺑﺪﺍ ﻭﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﺇﻻ ﻓﻲ‬
‫ﺍﻟﻜﻨﻮﺯ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺤﻜﻤﺎء ﺍﻷﻭﺍﺋﻞ ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺼﻨﻌﻮﺍ ﻣﻨﻬﺎ ﺻﻔﺮﺍ ﻭﺷﺮﺑﺎﺕ ﻭﺃﺑﺎﺭﻳﻖ‬
‫ﻷﻧﻪ ﻳﺪﻭﺭ ﻛﺎﻟﺮﺻﺎﺹ ﺑﺨﻼﻑ ﺍﻟﻤﻌﺪﻥ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺍﻧﻚ ﺇﺫﺍ‬
‫ﺳﺨﻨﺖ ﻋﻈﻢ ﺍﻟﺠﺎﻣﻮﺱ ﻭﺍﻟﺒﻘﺮ ﺍﻷﻗﺼﺎﺏ ﺍﻟﻨﻘﻲ ﻭﻧﻘﻄﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎء‬
‫ﺍﻹﻟﻬﻲ ﺛﻼﺙ ﻧﻘﻄﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺮﻑ ﻭﺍﻟﻮﺳﻂ ﻓﺎﻧﻪ ﻳﺴﺮﻱ ﻓﻴﻪ ﻭﻳﻘﻠﺒﻪ ﺳﻦ ﻟﻠﻔﻴﻞ‬
‫ﻏﺎﻟﻴﺎ ﺑﺎﻟﺜﻤﻦ ﻭﺍﻟﻤﻘﺪﺍﺭ ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺍﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺳﺨﻨﺖ ﺳﻦ ﺍﻟﻔﻴﻞ ﻭﻧﻘﻄﺖ‬
‫ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎء ﺍﻹﻟﻬﻲ ﻛﻤﺎ ﺗﻘﺪﻡ ﻓﺎﻧﻪ ﻳﺴﺮﻱ ﻓﻴﻪ ﻭﻳﻘﻠﺒﻪ ﺳﻦ ﺳﻤﻚ ﻋﻈﻴﻢ‬
‫ﺍﻟﺜﻤﻦ ﻭﺍﻟﻤﻘﺪﺍﺭ ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺍﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺣﻤﻴﺖ ﺍﻟﺤﺠﺮ ﺍﻟﻤﺮﻣﺮ ﺍﻟﺮﺧﺎﻣﻲ‬
‫ﻭﻧﻘﻄﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺛﻼﺙ ﻧﻘﻄﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ ﻭ ﺍﻟﻮﺳﻂ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮﻛﺐ ﻭﻫﻮ ﺍﺧﻀﺮ‬
‫ﺍﻟﻠﻮﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺪﺧﻮﺭﺍ ﻋﻨﺪﻙ ﻓﺎﻧﻪ ﻳﺴﺮﻱ ﻓﻴﻪ ﻭﻳﻘﻠﺒﻪ ﺑﺸﻤﺎ ﻣﻦ ﺍﺣﺴﻦ‬
‫ﺍﻷﺣﺠﺎﺭ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺇﺫﺍ ﻧﻘﻄﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﻮﺩ ﺻﺎﺭ ﺍﺳﻮﺩﺍ ﺃﻱ ﺣﺠﺮ ﺍﺳﻮﺩ ﻟﻪ‬
‫ﺇﺷﺮﺍﻕ ﻭﻛﻞ ﻣﻌﺪﻥ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻷﺻﻔﺮ ﻭﺍﻷﺣﻤﺮ ﻭﺍﻷﺯﺭﻕ ﻓﻴﻜﻮﻥ ﻋﻨﺪﻙ ﻣﻦ‬
‫ﺍﻟﻤﻌﺎﺩﻥ ﺍﻟﻤﻠﻮﻧﺔ ﻭﺍﻷﺣﺠﺎﺭ ﺍﻟﻔﺎﺋﻘﺔ ﻛﻲ ﺗﻔﺘﺨﺮ ﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺟﻨﺴﻚ‬
‫ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺍﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﻣﺰﺟﺖ ﺍﻷﻟﻮﺍﻥ ﻛﻠﻬﺎ ﻭﺍﻟﻘﻴﺖ ﻣﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ‬
‫ﺣﺠﺮ ﺍﻟﺒﻠﻠﻮﺭ ﻭﺍﻟﺰﺟﺎﺝ ﺃﻭ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﺮﺧﺎﻡ ﻭﺍﻟﻌﻈﺎﻡ ﻓﺎﻧﻚ ﺗﺤﺘﻮﻱ ﺑﺬﻟﻚ ﺟﻮﻫﺮﺍ‬
‫ﻣﻠﻮﻧﺎ ﻣﺠﺰﻋﺎ ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻷﻟﻮﺍﻥ ﻭﺗﻔﺘﺨﺮ ﺑﺬﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻹﻧﺲ‬
‫ﻭﺍﻟﺠﻦ ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺍﻧﻚ ﺗﺼﻨﻊ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﻠﺆﻟﺆ ﺍﻟﺤﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﺆﻟﺆ ﺍﻟﻜﺬﺍﺏ‬
‫ﻓﺎﺻﻨﻊ ﺑﻪ ﻛﻤﺎ ﺻﻨﻌﺖ ﺑﺎﻟﺠﻮﺍﻫﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﺆﻟﺆ ﺍﻟﺤﺮ ﺳﻮﺍء ﻻ ﺗﻐﺎﺩﺭ ﻣﻦ‬
‫ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺷﻴﺌﺎً ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺍﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺣﻤﻴﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﺻﻨﻌﺘﻪ ﺣﻤﻴﺎ ﺧﻔﻴﻔﺎً ﺃﻭ‬
‫ﻧﻘﻄﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻧﻘﻄﺔ ﺃﻭ ﻧﻘﻄﺘﻴﻦ ﺃﻭ ﺛﻼﺙ ﻧﻘﻄﺎﺕ ﺃﻱ ﻗﻤﻤﺎﺕ ﻣﻦ ﺇﻛﺴﻴﺮ‬
‫ﺍﻟﺒﻴﺎﺽ ﻓﺎﻧﻬﻢ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻬﻢ ﺿﻮء ﻳﺨﻄﻒ ﺑﺎﻷﺑﺼﺎﺭ ﻭﺇﺫﺍ ﺟﻌﻠﺖ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪﺓ‬
‫ﻣﻨﻬﻢ ﻓﻲ ﻗﻨﺪﻳﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻠﻠﻮﺭ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﻀﻲء ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﻧﺎﺭ ﻭﻟﻪ ﺑﻴﺎﺽ‬
‫ﺳﺎﻃﻊ ﺯﺍﻳﺪ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﻭ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺃﺿﺎءﺕ ﺍﻟﺤﻜﻤﺎء ﻛﻨﻮﺯﻫﻢ ﻭﺍﻏﺘﻨﺖ ﻋﻦ‬
‫ﺍﻟﻤﺼﺎﺑﻴﺢ ﻓﻲ ﻣﺪﻯ ﺍﻷﻋﻤﺎﺭ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺇﺫﺍ ﻧﻘﻄﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻷﺻﻔﺮ ﻋﻠﻰ‬
 ‫ﺟﻮﻫﺮﺓ ﻭﺗﻮﺿﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﺟﻮﻑ ﻗﻨﺪﻳﻞ ﺑﻠﻠﻮﺭ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﻀﻲء ﻋﻠﻴﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻴﻞ‬
‫ﻭﺗﺸﺎﻫﺪ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻋﻠﻴﻚ ﺍﺻﻔﺮﺍ ﻋﻠﻰ ﻃﻮﻝ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺗﺼﻨﻊ ﻓﻲ ﺍﻷﺧﻀﺮ‬
‫ﻭﺍﻷﺣﻤﺮ ﻭﺍﻷﺯﺭﻕ ﻓﺎﻧﻚ ﺗﺸﺎﻫﺪ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺮﺍﺭ ﻣﺎ ﺗﺘﺤﻴﺮ ﻓﻴﻪ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ‪ .‬ﻭﻣﻦ‬
‫ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺍﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﻧﻘﻄﺖ ﺃﻭﻻ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺠﺮ ﻛﻤﺎ ﻣﺮ ﺍﻷﺧﻀﺮ ﻓﺼﺎﺭ ﻳﺸﻤﺎ‬
‫ﺍﺧﻀﺮﺍ ﻋﺠﻴﺒﺎ ﺍﺣﺴﻦ ﻣﻦ ﺍﻷﻭﻝ ﺍﻷﺧﻀﺮ ﻭﺍﻋﺠﺐ ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻴﺸﻢ ﺍﻷﺧﻀﺮ‬
‫ﺍﻟﻤﻌﺪﻧﻲ ﻧﻮﻋﺎ ﺃﺧﺮﺍ ﻭﺍﻷﺑﻴﺾ ﻳﺴﻤﻰ ﺑﺎﻟﻴﺸﻢ ﺍﻟﺨﻄﺎﻓﻲ ﻏﺎﻟﻴﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﻤﻦ‬
‫ﻭﺍﻟﻤﻘﺪﺍﺭ ﻋﻦ ﺍﻷﺧﻀﺮ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﻣﻔﺮﺩ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺨﻮﺍﺹ‬
‫ﻭﻧﻘﻮﻝ ﺍﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﺕ ﻗﻄﻌﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻠﻠﻮﺭ ﺍﻟﺼﺎﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﻧﺼﺎﺏ ﺳﻜﻴﻦ ﺃﻭ‬
‫ﻧﺼﺎﺏ ﺳﻴﻒ ﺛﻢ ﺣﻤﻴﺘﻬﺎ ﻳﺴﺮﺍ ﺑﺤﻴﺚ ﺃﻥ ﺗﺴﺨﻦ ﺛﻢ ﻧﻘﻄﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻃﺮﻓﻬﺎ‬
‫ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮﻛﺐ ﺍﻷﺣﻤﺮ ﻭﺑﻌﻴﺪ ﻋﻨﻬﺎ ﺑﻘﻠﻴﻞ ﻧﻘﻄﺔ ﻣﻦ ﻟﻮﻥ ﺍﻟﻤﺮﻛﺐ ﺍﻷﺧﻀﺮ‬
‫ﻭﺍﻷﺻﻔﺮ ﻭﺍﻷﺯﺭﻕ ﻫﻜﺬﺍ ﺇﻟﻰ ﺁﺧﺮﻩ ﻓﺎﻥ ﺍﻟﻨﻘﻂ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺼﺎﺏ ﺗﺴﺮﻱ ﻭﺗﺘﻼﻗﻰ‬
‫ﻓﺘﻜﻮﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻄﻌﺔ ﻣﻦ ﻛﻮﻥ ﺍﻷﻟﻮﺍﻥ ﺍﻟﺠﻮﺍﻫﺮ ﺛﻢ ﺍﻫﺪﻱ ﺑﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻠﻮﻙ‬
‫ﻭﺍﻷﻛﺎﺑﺮ ﻭﺃﺭﺑﺎﺏ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻓﻴﻜﻮﻥ ﻟﻚ ﻫﻴﺒﺔ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﻭﺍﻟﻤﺤﺒﺔ ﻭﺭﻓﻊ ﺍﻟﻤﻘﺪﺍﺭ‬
‫ﻭﻧﻔﻮﺫ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻭﻗﻀﺎء ﺍﻟﺤﻮﺍﺋﺞ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ‪.‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺍﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺟﻤﻌﺖ ﺃﻟﻮﺍﻥ‬
‫ﺍﻟﻤﺮﻛﺐ ﺟﻤﻴﻌﻬﺎ ﻭﺟﻌﻠﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﺜﻠﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎء ﺍﻹﻟﻬﻲ ﻭﺭﺑﻌﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ‬
‫ﻭﻋﻔﻨﺘﻬﺎ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﻨﺤﻞ ﻭﺗﻤﺘﺰﺝ ﻣﺨﺘﻠﻄﺔ ﻭﺣﺎﻭﻳﺔ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻟﻮﻥ ﺑﺪﻳﻊ ﺛﻢ ﺍﺣﻤﻲ‬
‫ﻧﺼﺎﺏ ﺍﻟﺒﻠﻠﻮﺭ ﺍﻟﺼﺎﻓﻲ ﻭﻧﻘﻂ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻫﻨﺔ ﺍﻟﻤﺤﻠﻮﻟﺔ ﻓﺎﻧﻪ ﻳﺴﺮﻱ ﻓﻴﻪ‬
‫ﻭﻳﺼﺒﻐﻪ ﻛﻠﻮﻥ ﺍﻟﻄﺎﻭﻭﺱ ﻭﺍﻟﺤﺮﺑﺎء ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﺇﻻ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻤﻠﻮﻙ‬
‫ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺤﻜﻤﺎء ﻓﻲ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﺗﺼﻨﻌﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻠﻮﻙ ﻛﻲ ﻳﺘﻔﺎﺧﺮﻭﻥ ﺑﻪ‬
‫ﻭﻳﺘﺰﻳﻨﻮﻥ ﺑﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻮﺍﻛﺐ ﻭﻗﺪ ﻭﺟﺪﻭﺍ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﻓﻲ ﻛﻨﻮﺯ ﺍﻟﺤﻜﻤﺎء ‪ .‬ﻭﻣﻦ‬
‫ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺍﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺣﻤﻴﺖ ﻗﻤﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﺰﺟﺎﺝ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻭﻧﻘﻄﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻷﻟﻮﺍﻥ‬
‫ﺟﻤﻴﻌﻬﺎ ﻭﺑﻨﻴﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﻃﺎﻗﺎﺕ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺣﻴﺚ ﺗﺸﺮﻕ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺃﻭ ﺗﻐﺮﺏ ﺗﻘﺎﺑﻠﻪ‬
‫ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺘﻬﺎ ﻓﺎﻧﻚ ﺗﺮﻯ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻷﻧﻮﺍﺭ ﻣﺎ ﻳﺨﻄﻒ‬
‫ﺍﻷﺑﺼﺎﺭ ﻭﻳﺪﻫﺶ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﻭﻳﺸﺮﻑ ﺍﻟﺨﺎﻃﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻧﺸﺮﺍﺡ ﻓﺎﻧﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﻩ‬
‫ﺍﻟﺨﻮﺍﺹ ﻭﺍﻹﺷﺎﺭﺍﺕ ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺍﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺣﻠﻴﺖ ﻗﺪﺭ ﺳﺪﺳﻪ ﻣﻦ ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ‬
‫ﻭﻋﻔﻨﺘﻪ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﻭﻋﺸﺮﻭﻥ ﺳﺎﻋﺔ ﺛﻢ ﺣﻤﻴﺖ ﺃﻭﺍﻧﻲ ﺍﻟﺒﻠﻠﻮﺭ ﻭﻧﻘﻄﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ‬
‫ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺎء ﺍﻟﻤﺸﺒﺐ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺴﺮﻱ ﻓﻴﻪ ﻭﺗﺠﻌﻠﻪ ﻟﻴﻦ ﻛﺎﻟﺸﻤﻊ ﻭﺍﻟﻌﺠﻴﻦ ﻭﺗﻨﻄﻮﻱ‬
‫ﻭﺗﻄﺮﻕ ﻭﻻ ﺗﻨﻜﺴﺮ ﻭﻟﻮ ﻗﺬﻓﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﺷﺎﻫﻖ ﺍﻟﺠﺒﻞ ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﻳﺴﻤﻰ‬
‫ﺑﺎﻟﺸﺎﻫﻖ ﺍﻟﻔﺮﻋﻮﻧﻲ‬
‫ﻭﺍﻟﺒﻠﻠﻮﺭ ﺍﻟﻔﺮﻋﻮﻧﻲ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺤﻜﻤﺎء ﻓﻲ ﻗﺪﻳﻢ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﺗﺘﻔﺎﺧﺮ ﺑﻪ ﻭﺗﺼﻨﻊ‬
‫ﻣﻨﻪ ﺍﻷﻭﺍﻧﻲ ﻟﻠﻤﻠﻮﻙ ﻷﺟﻞ ﺍﻟﻤﺄﻛﻞ ﻭﺍﻟﻤﺸﺮﺏ ﻭﺷﺮﺏ ﺍﻟﺸﺮﺍﺏ ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ‬
‫ﻳﻘﺪﻣﻮﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻷﻭﺍﻧﻲ ﻭﺗﺼﻨﻊ ﺍﻟﺤﻜﻤﺎء ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻵﻻﺕ ﻓﻲ ﻛﻨﻮﺯ ﺍﻟﻘﻮﻡ‬
‫ﻭﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﺁﻻﻑ ﻷﺟﻞ ﺇﺩﺧﺎﻟﻬﻢ ﺍﻷﻛﺎﺳﻴﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ‬
 ‫ﺍﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﻏﻤﺴﺖ ﻛﻴﺴﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎء ﺍﻹﻟﻬﻲ ﺍﻟﻤﺸﺒﺐ ﺛﻢ ﺍﺩﺧﺮﺗﻪ ﻋﻨﺪﻙ ﻭﺟﻌﻠﺖ‬
‫ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺪﺭﺍﻫﻢ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﻤﺼﺮﻭﻑ ﻓﺎﻥ ﺍﷲ ﻳﺠﻌﻞ ﺍﻟﺒﺮﻛﺔ ﻓﻴﻪ ﻭﻻ ﺗﻨﻘﻄﻊ ﻣﻨﻪ‬
‫ﺍﻟﺪﺭﺍﻫﻢ ﺃﺑﺪﺍ ﻭﻫﺬﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻮﺍﺻﺎﺕ ﺍﻟﻌﺠﻴﺒﺔ ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺍﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺟﻌﻠﺖ‬
‫ﻣﻦ ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻗﻄﻌﺔ ﺛﻠﺚ ﺩﺭﺍﻫﻢ ﻓﻲ ﺧﺮﻗﻪ ﺃﻭ ﻭﺭﻗﻪ ﺭﻗﻴﻘﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻫﺐ‬
‫ﻭﻭﺿﻌﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻥ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺪﺭﺍﻫﻢ ﻓﻀﺔ ﺃﻭ ﺫﻫﺒﺎ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﻨﺴﺮﻕ ﻭﻻ ﻳﻘﺪﺭ‬
‫ﺃﺣﺪ ﺃﻥ ﻳﺄﺧﺬ ﻣﻨﻬﺎ ﺷﻴﺌﺎ ﺃﺑﺪﺍ ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺍﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺣﻤﻴﺖ ﺃﻱ ﺳﻜﻴﻦ ﺷﺌﺖ‬
‫ﺃﻭ ﻧﺼﺎﺏ ﺳﻴﻒ ﺃﻭ ﻧﺸﺎﺏ ﺃﻭ ﺳﻴﻒ ﺛﻢ ﻧﻘﻄﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎء ﺍﻹﻟﻬﻲ‬
‫ﻧﻘﻄﺎﺕ ﻳﺴﻴﺮﺓ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺴﺮﻱ ﻓﻴﻪ ﻭﺗﻠﺒﺴﻪ ﻭﺗﻜﺴﻮﻩ ﺟﻮﻫﺮﺍ ﻭﺑﻬﺎء ﻭﺭﻭﻧﻘﺎ‬
‫ﻭﻧﻮﺭﺍﻧﻴﺔ ﻭﺗﻜﻮﻥ ﺿﺮﺑﺘﻪ ﺗﻔﻠﻖ ﺍﻟﺼﺨﺮ ﺍﻷﺻﻢ ﻭﺍﻟﺤﺪﻳﺪ ﻭﺍﻟﻔﻮﻻﺫ ﻭﻻ ﻳﻤﺮ‬
‫ﺑﺸﻲء ﺇﻻ ﻗﻄﻌﻪ ﻭﻫﺬﺍ ﻳﺴﻤﻰ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻌﻮﺍﻡ ﺑﺎﻟﺼﺎﻋﻘﺔ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﻳﺔ ﻭﻳﻈﻨﻮﻥ ﺃﻥ‬
‫ﺍﻟﺼﺎﻋﻘﺔ ﺗﻨﺰﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎء ﻓﻴﻌﻤﻠﻮﻥ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﺴﻼﺡ ﻭﻟﻴﺲ ﻛﺬﻟﻚ ﻻﻥ ﺍﻟﺴﻤﺎء‬
‫ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻌﺪﻥ ﻣﺘﻜﻮﻥ ﻭﺍﻟﻤﻌﺪﻥ ﻣﺘﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﻳﻌﻠﻢ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﻟﻪ‬
‫ﺃﺗﺪﻧﻰ ﻧﻈﺮ ﻭﻋﻘﻞ ﺳﻠﻴﻢ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺳﻤﻴﺖ ﺍﻟﺼﺎﻋﻘﺔ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﻳﺔ ﻷﻧﻬﺎ ﻻﺗﻤﺮ ﺑﺸﻲء‬
‫ﺇﻻ ﺃﻫﻠﻜﺘﻪ ﻓﺎﻓﻬﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺻﻮﻝ ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻹﺷﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﻟﺘﻜﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﻳﻘﻴﻦ‬
‫ﻭﻋﻠﻰ ﺑﺼﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻻﻥ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻧﻮﺭ ﻭﺍﻟﺠﻬﻞ ﻇﻼﻡ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ‪ .‬ﻭﺍﻋﻠﻢ ﺃﻧﻨﺎ‬
‫ﻗﺪ ﺍﺗﻴﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎﻓﻲ ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻟﻤﻌﺪﻥ ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺨﻮﺍﺹ ﺍﻟﻤﻨﺴﻮﺑﺔ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﺍ‬
‫ﺍﻟﺤﺠﺮ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻭﻟﻢ ﻳﺒﻖ ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻟﻤﻌﺪﻥ ﺧﺎﺻﻴﺔ ﺇﻻ ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮﻧﺎﻫﺎ ﺑﺎﻟﺘﻤﺎﻡ‬
‫ﻭﺍﻟﻜﻤﺎﻝ ﻭﺍﷲ ﺍﻋﻠﻢ ﺑﺎﻟﺼﻮﺍﺏ‪.‬‬

‫ﻓﻲ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻨﺒﺎﺕ ﻭﺧﻮﺍﺻﻪ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻮﺍﻟﻢ ﺍﻟﺨﻤﺴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻮﻟﺪﺓ‬
‫ﻋﻦ ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﻭﻧﺬﻛﺮ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻤﺎﻡ ﻭ ﺍﻟﻜﻤﺎﻝ ‪ .‬ﻓﻤﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺍﻧﻚ‬
‫ﺇﺫﺍ ﺣﻠﻠﺖ ﺇﻛﺴﻴﺮ ﺍﻟﺒﻴﺎﺽ ﺑﻤﺎء ﺍﻟﻮﺭﺩ ﺃﻭ ﺑﻤﺎء ﺍﻟﺰﻫﺮ ﺃﻭ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ‬
‫ﺍﻟﻤﺴﺘﺨﺮﺟﺔ ﺑﻤﻘﺪﺍﺭ ﺍﻟﻌﺸﺮ ﻓﺎﻧﻪ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺍﺋﺤﺔ ﻣﺎ ﻳﺬﻫﻞ ﺍﻟﻌﻘﻮﻝ‬
‫ﻭﺗﺰﻳﺪ ﺭﺍﺋﺤﺘﻪ ﺑﺄﺿﻌﺎﻑ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻭﻻ ﺗﺬﻫﺐ ﺭﺍﺋﺤﺘﻪ ﻣﻦ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺇﻻ ﺑﻌﺪ ﺃﻳﺎﻡ‬
‫ﻛﺜﻴﺮﺓ ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺍﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺩﺧﻠﺖ ﻣﻦ ﺇﻛﺴﻴﺮ ﺍﻟﺒﻴﺎﺽ ﺷﻴﺌﺎ ﻳﺴﻴﺮﺍ ﻓﻲ‬
‫ﺍﻟﻌﻨﺒﺮ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺑﻤﻘﺪﺍﺭ ﺍﻟﻌﺸﺮ ﻓﺎﻧﻪ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻪ ﺭﺍﺋﺤﺔ ﺗﺰﻳﺪ ﻋﻦ ﺍﻟﻮﺻﻒ‬
‫ﻭﻳﺘﻌﺠﺐ ﻣﻨﻪ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺷﻤﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺍﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺩﺧﻠﺖ ﺷﻲء‬
‫ﻣﻨﻪ ﺑﻤﻘﺪﺍﺭ ﺍﻟﻌﺸﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺰﺑﺎﺩ ﺍﻟﺨﺎﻟﺺ ﻭﺗﺨﻀﺐ ﺑﻪ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻓﺎﻥ ﺭﺍﺋﺤﺘﻪ‬
‫ﺗﻌﺒﻖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﻓﺮﺳﺦ ﻭﻳﺘﻌﺠﺐ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ‬
‫ﺍﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﺕ ﻣﻨﻪ ﺷﻴﺌﺎ ﻳﺴﻴﺮﺍ ﻣﻦ ﺃﻛﺴﻴﺮ ﺍﻟﺤﻤﺮﺓ ﺍﻷﺣﻤﺮ ﺍﻟﻔﺮﻓﻴﺮﻱ ﺍﻟﻤﺎﺋﻞ‬
‫ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻮﺍﺩ ﻭﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺗﻘﻄﻊ ﻧﺠﺎﺭﻩ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﺬﻛﻮﺭ ﻓﻲ ﺃﻭﻝ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﺑﺎﺏ‬
‫ﺍﻟﺘﺪﺑﻴﺮ ﺛﻢ ﺍﺧﻠﻂ ﻣﻨﻪ ﺑﻤﻘﺪﺍﺭ ﺍﻟﻌﺸﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﻚ ﻭﻃﺮﻳﻘﺘﻪ ﺃﻥ ﻳﻨﺤﻞ ﺍﻹﻛﺴﻴﺮ‬
‫ﻓﻲ ﻣﺎء ﺍﻟﻮﺭﺩ ﻭﺗﺤﺪﻡ ﺑﻪ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﺴﻚ ﺛﻢ ﺃﺑﺮﻣﻪ ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻭﺟﻔﻔﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻈﻞ‬
 ‫ﻓﺎﻧﻪ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻚ ﺭﺍﺋﺤﺔ ﺧﺎﺭﻗﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﻮﺻﻒ ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺍﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺫﺑﺖ‬
‫ﻗﻤﺤﺔ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻛﺴﻴﺮ ﺍﻷﺣﻤﺮ ﺑﻤﺎء ﺍﻟﻮﺭﺩ ﺍﻟﺨﺎﻟﺺ ﺛﻢ ﺳﻘﻴﺖ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﻮﺭﺩ‬
‫ﺍﻷﺣﻤﺮ ﻋﻨﺪ ﺑﻠﻮﻏﻪ ﻓﺎﻧﻪ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻪ ﺭﺍﺋﺤﺔ ﺗﻌﺒﻖ ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻴﻊ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻨﻮﺍﺣﻲ‬
‫ﻭﻳﺰﺩﺍﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻤﺮﺓ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﻮﺻﻒ ﻻﻥ ﺳﺮ ﺍﻹﻛﺴﻴﺮ ﻭﺧﺎﺻﻴﺘﻪ ﺷﺬﻯ‬
‫ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺃﺳﻔﻠﻪ ﺇﻟﻰ ﺃﻋﻼﻩ ﻭﻳﻜﺴﻮﻩ ﻟﻮﻧﺎ ﻣﻦ ﻟﻮﻧﻪ ﻓﺎﻓﻬﻢ ﺫﻟﻚ ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ‬
‫ﺍﻧﻪ ﻳﺴﺮﻱ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺸﻤﻮﻡ ﻭﻳﺼﺒﻐﻪ ﺍﺣﻤﺮﺍ ﻭﺗﺼﻨﻊ ﺑﻪ ﻛﻤﺎ ﺻﻨﻌﺖ ﺑﺎﻟﻮﺭﺩ‬
‫ﺍﻷﺣﻤﺮ ﻓﺎﻧﻚ ﺗﺸﺎﻫﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺮ ﺍﻟﻌﺠﻴﺐ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﻤﺸﻤﻮﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﺯﻫﺮﻩ ﺍﺻﻔﺮ‬
‫ﻛﺎﻟﻴﺎﺳﻤﻴﻦ ﺍﻷﺻﻔﺮ ﻭﻣﺎ ﺃﺷﺒﻪ ﺫﻟﻚ ﺗﺼﻨﻊ ﺑﻪ ﻛﻤﺎ ﺻﻨﻌﺖ ﺑﺎﻟﺤﻤﺮ ﻭﺫﻟﻚ ﺃﻥ‬
‫ﺗﻤﺰﺝ ﻗﺪﺭ ﻗﻤﺤﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮﻛﺐ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﺻﻔﺮﺍ ﻳﻜﻮﻥ‬
‫ﻣﺪﺧﻮﺭﺍ ﻋﻨﺪﻙ ﻷﺟﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺨﻮﺍﺹ ﻭﺗﻤﺰﺝ ﺍﻟﻘﻤﺤﺔ ﺑﻤﺎء ﺍﻟﻮﺭﺩ ﻓﺎﻧﻚ ﺗﺮﻯ‬
‫ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺮ ﺍﻟﻤﺼﻮﻥ ﻣﺎ ﻳﺬﻫﻞ ﺍﻟﻌﻘﻮﻝ ﻭﺗﺘﺤﻴﺮ ﻓﻴﻪ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ‬
‫ﺍﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺫﺑﺖ ﻗﻤﺤﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮﻛﺐ ﺍﻷﺧﻀﺮ ﺍﻟﻤﺪﺧﻮﺭ ﻋﻨﺪﻙ ﺑﺸﻲء ﻣﻦ ﻣﺎء‬
‫ﺍﻟﻮﺭﺩ ﻭﺍﺳﻘﻴﻪ ﺍﻟﻜﺮﻡ ﺍﻟﻌﻨﺐ ﻓﺎﻧﻪ ﻳﻔﻠﺢ ﻭﻳﻐﻠﻆ ﻭﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺜﻞ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻜﺮﻡ ﻓﻲ‬
‫ﺍﻟﻜﺮﻭﻡ ﺃﺑﺪﺍ ﻭﻳﻜﻮﻥ ﻛﻞ ﻗﻄﻒ ﻣﻨﻪ ﻣﺎ ﻳﻮﺯﻥ ﺧﻤﺴﺔ ﺃﺭﻃﺎﻝ ﺇﻟﻰ ﺳﺒﻌﺔ ﺃﺭﻃﺎﻝ‬
‫ﻓﺘﻌﺠﺐ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻜﺮﻡ ﻭﻳﺴﺮﻱ ﻓﻴﻪ ﺍﻹﻛﺴﻴﺮ ﻭﻳﻘﻠﺒﻪ ﺇﻟﻰ ﻟﻮﻥ ﻣﻦ‬
‫ﺍﻟﺤﻤﺮﺓ ﺍﻟﺰﺍﺋﺪﺓ ﻭﺍﻟﻨﻮﺭ ﻭﺍﻟﺮﻭﻧﻖ ﻭﻳﻜﻮﻥ ﻟﻪ ﺭﺍﺋﺤﺔ ﺃﻋﻈﻢ ﻣﻦ ﺭﺍﺋﺤﺔ ﻋﻴﻦ‬
‫ﺍﻟﻤﺴﻚ ﺍﻷﺯﻓﺮ ﻭﺍﻟﺰﺑﺎﺩ ﻭﺍﻟﻌﻨﺒﺮ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺇﺫﺍ ﺳﻘﻴﺘﻬﺎ ﺑﺎﻟﺴﻮﺍﺩ ﺍﻟﻤﺮﻛﺐ ﻭﻫﻮ‬
‫ﺍﻟﺴﻮﺍﺩ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻈﻬﺮ ﻋﻨﺪ ﺗﺴﺎﻗﻲ ﺍﻟﺤﻤﺮﺓ ﻓﺎﻧﻪ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻘﻄﻒ ﺍﺳﻮﺩﺍ‬
‫ﻛﺎﻟﻠﻴﻞ ﺍﻟﺪﺍﻣﺲ ﻭﻳﻜﻮﻥ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﻈﺮ ﻣﺎ ﻳﺴﺮ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻭﺍﻟﺨﺎﻃﺮ ﻭﺍﻟﻨﺎﺷﻖ‬
‫ﻭﺍﻥ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻷﺻﻔﺮ ﺍﻟﻤﺮﻛﺐ ﻇﻬﺮ ﺍﻟﻘﻄﻒ ﺍﺻﻔﺮﺍ ﺑﻠﻮﻥ ﺍﻹﺑﺮﻳﺰ ﺑﺨﻼﻑ‬
‫ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻻﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻋﻨﺪ ﺃﺣﺪ ﺇﻻ ﺑﺴﺮ ﺍﻹﻛﺴﻴﺮ ﻭﻛﺬﻟﻚ‬
‫ﺇﻥ ﺳﻘﻴﺘﻪ ﻣﻦ ﺃﻱ ﻟﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﻛﺐ ﻇﻬﺮ ﺑﻠﻮﻧﻪ ﻭﺭﺍﺋﺤﺘﻪ ﺍﻟﺬﻛﻴﺔ ﻭﺍﻟﺒﻴﺎﺽ‬
‫ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻓﺎﻧﻈﺮ ﻳﺎ ﺃﺧﻲ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺮ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻭﺩﻉ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺠﺮ ﺍﻟﺬﻱ‬
‫ﺃﻛﺮﻣﻪ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻜﺮﻡ ﺁﻓﺔ ﺃﻭ ﻭﺿﻌﻒ ﺃﻭ ﻋﺎﻫﺔ ﻓﺈﻧﻬﺎ‬
‫ﺗﺰﻭﻝ ﻋﻨﻪ ﻭﺍﷲ ﺍﻋﻠﻢ ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺤﻜﻤﺎء ﺍﻷﻭﺍﺋﻞ ﻳﺼﻨﻌﻮﺍ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﻟﻮﺍﻥ ﻓﻲ‬
‫ﻛﺮﻭﻣﻬﻢ ﻭﺑﺴﺎﺗﻴﻦ ﻣﻠﻮﻛﻬﻢ ﻷﺟﻞ ﺍﻟﺘﻔﺎﺧﺮ ﻭﺍﻟﺘﻨﺰﻩ ﻭﺍﻥ ﺧﺸﻴﺖ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ‬
‫ﺍﻟﻜﺮﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻴﻦ ﻓﺨﺬ ﻗﺪﺭ ﻗﻤﺤﺔ ﻣﻦ ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﺍﻷﻭﻝ ﻭﺍﺟﻌﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﺟﻮﻑ ﺑﻨﺪﻗﺔ‬
‫ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺻﺎﺹ ﺍﻷﺳﻮﺩ ﺛﻢ ﺍﺟﻌﻠﻪ ﻣﺪﻓﻮﻧﺎ ﺗﺤﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﺷﺠﺎﺭ ﻓﺎﻥ ﺍﻟﻌﻴﻮﻥ‬
‫ﺗﻨﺼﺮﻑ ﻋﻨﻪ ﻭﻻ ﻳﺤﺼﻞ ﻟﻪ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺃﺑﺪﺍ ﻭﺍﻥ ﺃﺧﺬﺕ ﻗﺪﺭ ﻗﻤﺤﺔ ﻣﻦ‬
‫ﺍﻷﺧﻀﺮ ﺍﻟﻤﺮﻛﺐ ﻭﻣﺰﺟﺘﻬﺎ ﺑﻤﺎء ﺍﻟﻮﺭﺩ ﻭﺳﻘﻴﺖ ﺑﺬﻟﻚ ﻋﺮﻭﻕ ﺍﻟﺒﻄﻴﺦ‬
‫ﺍﻟﻤﺰﺭﻭﻉ ﻓﺎﻧﻪ ﻳﻘﻮﻯ ﻭﻳﻐﻠﻆ ﻭﻳﺼﻴﺮ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻀﺮﺓ ﻭﺍﻟﻠﻮﻥ ﻭﺍﻟﺮﻭﻧﻖ‬
‫ﻭﺍﻟﺮﺍﺋﺤﺔ ﻭﺍﻟﺒﺮﻭﺩﺓ ﻣﺎ ﺗﺘﺤﻴﺮ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻌﻘﻮﻝ ﻭﺗﻤﻨﻊ ﻋﻨﻪ ﺍﻵﻓﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﺩ‬
‫ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻤﻠﻮﻙ ﺗﺄﻣﺮ ﺍﻟﺤﻜﻤﺎء ﺃﻥ ﻳﻌﻤﻠﻮﺍ ﻟﻬﻢ ﺫﻟﻚ ﻷﺟﻞ ﺍﻷﻛﻞ ﻓﻲ ﺯﻣﻦ‬
 ‫ﺍﻟﺼﻴﻒ ﻭﺍﻟﻬﺪﺍﻳﺎ ﺇﻟﻰ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻓﺎﻥ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺃﻛﻠﻪ ﻳﻜﻮﻥ ﺑﺪﻧﻪ ﻓﻲ ﻏﺎﻳﺔ‬
‫ﺍﻟﺮﻃﻮﺑﺔ ﻭﻳﻄﻴﺐ ﺟﻮﻓﻪ ﺑﺎﻟﺮﺍﺋﺤﺔ ﺍﻟﺬﻛﻴﺔ ﻭﻳﻤﺘﻨﻊ ﻋﻨﻪ ﻛﻞ ﺃﺫﻯ ﻓﻲ ﺑﺎﻃﻨﻪ ﻣﻦ‬
‫ﺍﻟﺪﻭﺩ ﻭﺯﻳﺎﺩﺓ ﺃﺧﻼﻁ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍء ﻭﺍﻟﺼﻔﺮﺍء ﻭﻳﻜﻮﻥ ﻋﺠﺒﺎ ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺍﻧﻚ‬
‫ﺇﺫﺍ ﺃﺫﺑﺖ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﻤﺮ ﺍﻟﻤﺮﻛﺐ ﻗﺪﺭ ﻗﻤﺤﺔ ﺑﻤﺎء ﺍﻟﻮﺭﺩ ﻣﻊ ﻗﻤﺤﺔ ﻣﻦ ﺇﻛﺴﻴﺮ‬
‫ﺍﻟﺒﻴﺎﺽ ﻭﺳﻘﻴﺖ ﻣﻨﻪ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺘﻔﺎﺡ ﻭﺍﻟﻤﺸﻤﺶ ﻭﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻔﻮﺍﻛﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻜﺮﺍﺙ‬
‫ﻓﺎﻧﻪ ﻳﺴﻘﻰ ﻣﻦ ﺍﻷﺧﻀﺮ ﺍﻟﻤﺮﻛﺐ ﻓﺎﻧﻚ ﺗﺮﻯ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻣﺎ ﻳﺴﺮﻙ ﻣﻦ ﻃﻴﺐ‬
‫ﺍﻟﺮﻭﺍﺋﺢ ﻭﺍﻟﻄﻌﻢ ﻭﺍﻟﻠﻮﻥ ﻭﻳﻤﻨﻊ ﻋﻨﻪ ﻛﻞ ﺁﻓﺔ ﺗﺼﻴﺒﻪ ﻣﻦ ﺍﻷﺭﺽ‪ .‬ﻭﻣﻦ‬
‫ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺍﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺫﺑﺖ ﻗﺪﺭ ﻗﻤﺤﺔ ﻣﻦ ﺃﻛﺴﻴﺮ ﺍﻟﺤﻤﺮﺓ ﻓﻲ ﺭﻃﻞ ﻣﻦ ﻣﺎء ﺍﻟﻮﺭﺩ‬
‫ﻭﺍﻣﺰﺝ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﺎء ﺑﺨﻤﺴﺔ ﺃﺭﻃﺎﻝ ﻣﺎء ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﻟﺤﻠﻮ ﻭﺍﺳﻘﻲ ﺑﻪ ﻧﺨﻠﺔ ﻣﻦ‬
‫ﺍﻟﺒﻠﺢ ﻳﻜﻮﻥ ﻃﺮﺣﻬﺎ ﺍﺣﻤﺮ ﻓﺎﻧﻚ ﺗﺸﺎﻫﺪ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻣﻦ ﻋﻈﻢ ﺣﻤﻠﻬﺎ‬
‫ﻭﻏﻠﻆ ﺛﻤﺮﻫﺎ ﻭﺯﻳﺎﺩﺓ ﻟﻮﻧﻬﺎ ﻭﺇﺷﺮﺍﻗﻪ ﻣﺎ ﻳﺴﺮ ﺍﻟﻨﺎﻇﺮ ﻣﻊ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﺣﻼﻭﺗﻬﺎ‬
‫ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺗﺼﻨﻊ ﺑﺎﻷﺻﻔﺮ ﻛﻤﺎ ﺻﻨﻌﺖ ﺑﺎﻷﺣﻤﺮ ﺳﻮﺍء ﻓﺎﻓﻬﻢ ﺫﻟﻚ ﻭﺍﷲ ﺍﻟﻤﻮﻓﻖ‬
‫‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺍﻧﻪ ﻳﺤﻮﻝ ﺍﻷﺻﻔﺮ ﺍﺣﻤﺮﺍ ﻓﺎﻥ ﺃﺭﺩﺕ ﺫﻟﻚ ﻓﺎﺳﻘﻪ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﻤﺮ‬
‫ﺍﻟﻤﺮﻛﺐ ﻛﻤﺎ ﺫﻛﺮﻧﺎﻩ ﻓﺎﻧﻪ ﻳﺴﺮﻱ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺃﺳﻔﻠﻪ ﺇﻟﻰ ﺃﻋﻼﻩ ﻭﻳﻘﻠﺒﻪ ﻣﻦ‬
‫ﺍﻟﺼﻔﺮﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻤﺮﺓ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺗﻔﻌﻞ ﺑﺎﻟﺒﻠﺢ ﺍﻷﺣﻤﺮ ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﺘﻪ ﺑﺎﻷﺻﻔﺮ ﻓﺎﻧﻪ‬
‫ﻳﻘﻠﺒﻪ ﺇﻟﻰ ﺃﻟﻮﺍﻧﻪ ﻭﺃﺳﺮﺍﺭﻩ ﺍﻟﻌﺠﻴﺒﺔ ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺍﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺫﺑﺖ ﻗﻤﺤﺔ ﺃﻭ‬
‫ﺩﺭﻫﻤﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻮﺍﺩ ﺍﻷﻭﻝ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺪﻣﻨﺎﻩ ﻟﻚ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ‬
‫ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﻣﺎء ﺍﻟﺼﺒﺎﺭ ﺃﻱ ﺍﻟﺼﺒﺎﺭ ﺍﻟﻤﻌﺼﻮﺭ ﺛﻢ ﺍﻣﺰﺟﻪ ﺑﺎﻟﻤﺎء ﺍﻟﻤﺎﻟﺢ‬
‫ﻭﺍﺳﻘﻴﻪ ﺇﻟﻰ ﻧﺨﻞ ﻋﺪﻭﻙ ﺃﻭ ﻓﺎﻛﻬﺘﻪ ﺃﻭ ﻣﺸﻤﺸﻪ ﺃﻭ ﻣﺸﻤﻮﻣﻪ ﻓﺎﻧﻪ ﻳﻜﻮﻥ‬
‫ﻋﻘﻴﻤﺎ ﻭﻻ ﻳﺄﺗﻲ ﻣﻨﻪ ﺷﻲء ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ‪.‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺍﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﺃﺻﺎﺏ‬
‫ﻧﺨﻠﺔ ﻋﺎﺭﺽ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻄﺎﻋﻮﻥ ﺧﺬ ﻟﻪ ﻗﺪﺭ ﻗﻤﺤﺔ ﻣﻦ ﺇﻛﺴﻴﺮ ﺍﻟﺒﻴﺎﺽ ﻭﻗﻤﺤﺔ‬
‫ﻣﻦ ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺛﻢ ﺍﻣﺰﺟﻬﻤﺎ ﺑﻤﺎء ﺍﻟﺰﻫﺮ ﻭﻣﺎء ﺍﻟﺒﺤﺮ ﻭﻛﺒﻪ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ‬
‫ﺍﻟﻨﺨﻠﺔ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺒﺮﺍ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻌﺎﺭﺽ ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺍﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﺍﺑﺘﻠﻰ ﺍﻟﻨﺨﻞ‬
‫ﺑﻤﺮﺽ ﺍﻟﻌﺸﻖ ﻭﺫﻟﻚ ﺍﻧﻪ ﺑﻤﻴﻞ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﻨﺨﻠﺘﻴﻦ ﻣﻴﻼ ﻣﻔﺮﻃﺎ ﻓﺈﺫﺍ ﺧﺸﻴﺖ‬
‫ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﺍﻟﻮﻗﻮﻉ ﻓﺎﺳﻖ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﻗﺪﺭ ﻗﻤﺤﺔ ﻣﻦ ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ ﻭﺳﺮ ﺫﻟﻚ‬
‫ﺍﻟﺴﻮﺍﺩ ﻣﻨﺴﻮﺏ ﺇﻟﻰ ﺯﺣﻞ ﻭﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ ﻣﻨﺴﻮﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺰﻫﺮﺓ ﻭﻫﻤﺎ‬
‫ﺿﺪﺍﻥ ﻓﺎﻥ ﺍﻟﺤﺐ ﻳﺮﺗﻔﻊ ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻭﻳﺴﺘﻘﻴﻢ ﺍﻋﻮﺟﺎﺟﻬﻤﺎ ﻓﺎﻓﻬﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺮ‬
‫ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﻜﻤﺎء ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻓﻲ ﺯﻣﺎﻧﻬﻢ ﻳﺬﻳﺒﻮﻥ ﻗﺪﺭ ﻗﻤﺤﺔ ﻣﻦ‬
‫ﺍﻟﻤﺮﻛﺐ ﺍﻷﺧﻀﺮ ﻭﻳﻠﻘﻮﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﺑﺌﺮ ﺍﻟﺴﺎﻗﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺴﻘﻮﻥ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﻜﺮﻭﻡ ﻓﺎﻧﻪ‬
‫ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺍﺋﺤﺔ ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺄﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﻮﺻﻒ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ‪.‬‬
‫ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺍﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺟﻤﻌﺖ ﺑﻴﻦ ﺃﻟﻮﺍﻥ ﺍﻟﻤﺮﻛﺐ ﺟﻤﻴﻌﻬﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺐ‬
‫ﺍﻷﺧﻴﺮ ﻓﻘﻂ ﺛﻢ ﻣﺰﺟﺘﻬﻢ ﺑﻤﺎء ﺍﻟﻮﺭﺩ ﺛﻢ ﻣﺰﺟﺘﻬﻢ ﺑﻤﺎء ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﻟﺤﻠﻮ ﻭﺳﻘﻴﺖ‬
‫ﺍﻷﺷﺠﺎﺭ ﻭﺍﻟﻔﻮﺍﻛﻪ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﺎء ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﻈﻬﺮ ﻣﺮﻛﺒﺔ ﺃﻟﻮﺍﻧﻬﺎ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻟﻮﻥ‬
 ‫ﻭﺗﻈﻬﺮ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻭﺍﺋﺢ ﺍﻟﺬﻛﻴﺔ ﻣﺎ ﻳﺬﻫﻞ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻌﻘﻮﻝ ﻭﺗﻜﻮﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﻮﺍﻛﻪ‬
‫ﻟﺴﺒﺐ ﺍﻟﻬﺪﺍﻳﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻛﺎﺑﺮ ﻭﺃﺭﺑﺎﺏ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﺍﻷﺧﻮﺍﻥ ﻭﺍﻟﻤﺤﺒﻴﻦ ﻓﺎﻧﻚ ﺑﺬﻟﻚ‬
‫ﺗﻨﺎﻝ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﺍﻟﻬﻴﺒﺔ ﻭﺍﻟﺮﻓﻌﺔ ﻭﻋﻠﻮ ﺍﻟﻤﻨﺰﻟﺔ ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻬﺪﻱ ﺍﻟﺤﻜﻤﺎء ﺫﻟﻚ‬
‫ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻠﻮﻙ ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ ﺣﺘﻰ ﺃﺣﻨﻮﺍ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭﻣﻠﻜﻮﺍ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﻭﺗﺼﺮﻓﻮﺍ ﻓﻴﻬﻢ‬
‫ﻏﺎﻳﺔ ﺍﻟﺘﺼﺮﻳﻒ ﻭﻳﺤﻜﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺃﻥ ﻫﺮﻣﺲ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﺑﺴﺘﺎﻥ ﻭﻗﺪ‬
‫ﺻﻨﻊ ﻓﻲ ﻭﺳﻄﻪ ﻗﺼﺮﺍ ﻳﺘﻨﺰﻩ ﻓﻴﻪ ﻭﺯﺭﻉ ﺑﺠﺎﻧﺐ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺒﺴﺘﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ‬
‫ﺍﻟﺸﺮﻗﻲ ﻣﻊ ﺍﻷﺷﺠﺎﺭ ﺷﺠﺮ ﺍﻟﻤﺸﻤﺶ ﺛﻢ ﺍﻧﻪ ﻃﻌﻤﻬﺎ ﺑﻐﺼﻮﻥ ﺍﻟﺘﻔﺎﺡ‬
‫ﻭﺍﻟﻜﻤﺜﺮﻱ ﻣﻤﺎ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻦ ﻃﺒﻌﻬﺎ ﺍﺛﻨﻲ ﻋﺸﺮ ﻟﻮﻧﺎ ﻭﻧﻮﻋﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﺪﺩ ﺍﻟﺒﺮﻭﺝ‬
‫ﻛﻤﺎ ﺗﻔﻌﻞ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺸﺎﻡ ﺑﺪﻣﺸﻖ ﻓﻲ ﻣﻄﺎﻋﻤﻬﻢ ﺑﺎﻷﺷﺠﺎﺭ ﻭﺫﻟﻚ ﺃﻧﻬﻢ ﻳﺸﻘﻮﺍ‬
‫ﺍﻟﻐﺼﻦ ﺑﺼﻨﺎﻋﺔ ﺛﻢ ﻳﻄﻌﻤﻮﺍ ﺍﻟﻐﺼﻦ ﺍﻵﺧﺮ ﻭﻳﺪﻭﺭ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻄﻴﻦ ﻓﺎﻧﻪ ﻳﻤﺴﻚ‬
‫ﻭﻳﻤﺪ ﻭﻳﻄﻠﻊ ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ﺑﺎﻟﺸﺎﻡ ﺛﻢ ﺃﻥ ﻫﺮﻣﺲ ﺃﺳﻘﻰ ﺗﻠﻚ‬
‫ﺍﻷﺷﺠﺎﺭ ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ ﺃﻟﻮﺍﻥ ﺍﻟﻤﺮﻛﺐ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻹﻛﺴﻴﺮ ﺍﻷﺣﻤﺮ ﻣﻤﺰﻭﺟﺔ‬
‫ﺑﻤﺎء ﺍﻟﻮﺭﺩ ﻭﻣﺎء ﺍﻟﻮﺭﺩ ﺍﻟﺤﻠﻮ ﻓﻄﻠﻌﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻔﻮﺍﻛﻪ ﺍﻹﺛﻨﻲ ﻋﺸﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ‬
‫ﻓﻲ ﺷﺠﺮﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﻤﺰﻭﺟﺔ ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻷﻟﻮﺍﻥ ﻭﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻌﻢ ﻭﺍﻟﺮﺍﺋﺤﺔ ﻣﺎ‬
‫ﻳﺬﻫﻞ ﺍﻟﻌﻘﻮﻝ ﻭﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻹﺿﺎءﺍﺕ ﺇﺫﺍ ﺃﺷﺮﻗﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻣﺎ ﻳﻐﺸﻲ‬
‫ﺍﻷﺑﺼﺎﺭ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺍﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮﻛﺐ ﺍﻷﺻﻔﺮ ﻗﺪﺭ‬
‫ﺟﺰء ﻭﻗﺪﺭ ﻣﺎ ﺗﺮﻳﺪ ﺛﻢ ﺣﻠﻠﺖ ﺑﻪ ﺍﻟﺴﻨﺪﺭﻭﺱ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺪﻫﻨﻮﺍ ﺑﻪ ﺍﻷﻣﺎﻛﻦ‬
‫ﻭﺍﻟﺒﻴﻮﺕ ﺛﻢ ﺩﻫﻨﺖ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻟﻤﺤﻠﻮﻝ ﺑﻴﺘﺎ ﻭﻣﻜﺎﻧﺎ ﺃﻭ ﻣﻮﺿﻌﺎ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻪ‬
‫ﺍﻷﻧﻮﺍﺭ ﻭﺍﻟﻀﻴﺎء ﻣﺎ ﻳﺪﻫﺶ ﺍﻟﻌﻘﻮﻝ ﺣﺘﻰ ﺃﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﺩﺧﻞ ﻓﻴﻪ‬
‫ﻏﻤﺾ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻣﻦ ﺷﺪﺓ ﺍﻟﻠﻤﻌﺎﻥ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺇﺫﺍ ﺣﻠﻠﺖ ﺍﻟﺴﻨﺪﺭﻭﺱ ﺑﺎﻷﻛﺴﻴﺮ‬
‫ﺍﻷﺣﻤﺮ ﺍﻟﻤﺮﻛﺐ ﺃﻭﻻ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻠﻮﻥ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﻭﻻ ﻳﻨﻤﺤﻲ ﺇﻻ ﺑﻌﺪ‬
‫ﻣﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻨﻴﻦ ﻭﺍﻷﻋﻮﺍﻡ ﻭﻳﻜﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﻟﻌﺎﻣﻠﻪ ﺗﺬﻛﺎﺭﺍ ﻣﻦ ﻋﺠﺎﺋﺐ ﺍﻷﺳﺮﺍﺭ ‪.‬‬
‫ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺃﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺩﻗﻴﺖ ﺍﻟﺒﻨﺞ ﺍﻷﺧﻀﺮ ﺃﻭ ﻣﻦ ﺷﺠﺮ ﺍﻟﺴﻴﻜﻮﻥ ﺇﻥ ﻟﻢ‬
‫ﻳﻮﺟﺪ ﺷﺠﺮ ﺍﻟﺒﻨﺞ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﻘﻮﻡ ﻣﻘﺎﻣﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻮﺍﺹ ﻣﺎﺋﻴﺘﻬﺎ ﻭﻣﺰﺟﺘﻪ ﺑﻘﺪﺭ‬
‫ﺍﻟﻌﺸﺮ ﻣﻦ ﺃﻛﺴﻴﺮ ﺍﻟﺒﻴﺎﺽ ﺍﻟﺘﺎﻡ ﺛﻢ ﻋﻘﺪﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭﺃﻟﻘﻴﺖ ﻓﻴﻪ ﺷﻴﺌﺎ‬
‫ﻳﺴﻴﺮﺍ ﻣﻦ ﻋﺮﻕ ﺍﻟﻠﻔﺎﺡ ﻭﻗﺪﺭ ﺍﻟﻌﺸﺮ ﻣﻦ ﻭﺭﻕ ﺍﻟﺠﻴﺪﻭﺭ ﺍﻟﻬﻨﺪﻱ ﻣﺪﻗﻮﻗﻴﻦ‬
‫ﻣﻨﺨﻮﻟﻴﻦ ﺟﺪﺍ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻳﻨﻌﻘﺪ ﻛﺎﻟﻤﻌﺠﻮﻥ ﻭﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﺒﻨﺞ ﺍﻷﻋﻈﻢ ﺍﻟﺬﻱ‬
‫ﺗﻌﻴﺪ ﺑﻪ ﺍﻟﻤﻠﻮﻙ ﻣﻄﺎﻟﻴﺒﻬﻢ ﻭﻃﺮﻳﻘﺔ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺗﺠﻌﻞ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺒﻨﺞ ﻗﺪﺭ ﻗﻤﺤﺔ‬
‫ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻓﺈﻥ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺷﻤﻬﺎ ﺍﻧﻘﻠﺐ ﻟﻮﻗﺘﻬﺎ ﻭﻧﺎﻡ ﻓﻼ ﻳﻔﻴﻖ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﻧﺸﻘﺘﻪ‬
‫ﺑﺎﻟﺨﻞ ﺍﻟﺤﺎﺫﻕ ﻭﺍﻟﻜﻨﺪﺱ ﻓﻴﻌﻄﺲ ﻭﻳﻔﻴﻖ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺇﺫﺍ ﺟﻌﻠﺖ ﻣﻨﻪ ﻓﻲ ﻃﻌﺎﻡ‬
‫ﻭﺃﻛﻞ ﻣﻨﻪ ﺃﺣﺪ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻨﺎﻡ ﻣﻦ ﻭﻗﺘﻪ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺇﻥ ﺧﻠﻂ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻤﻌﺠﻮﻥ ﺷﻤﻊ‬
‫ﻋﺴﻠﻲ ﺃﻭ ﺩﻫﻦ ﺃﻭ ﺻﻨﻌﺖ ﻣﻦ ﺷﻤﻌﺔ ﺃﻭ ﻗﺪﺗﻬﺎ ﺑﻴﻦ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻓﺈﻧﻬﻢ ﻳﻨﺎﻣﻮﺍ ﺇﺫﺍ‬
‫ﻃﻔﻴﺘﻬﺎ ﻭﻻ ﻳﻔﻴﻖ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﺇﻻ ﺑﺎﻟﺨﻞ ﻭﺍﻟﺜﻮﻡ ﻭﻟﻮ ﻣﻜﺚ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﻭﻳﺠﺐ‬
‫ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺃﻧﻔﻚ ﻭﻗﺖ ﻃﺒﺨﻚ ﺃﻭ ﻋﻤﻠﻚ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﺩﺍﺋﻤﺎً ﺍﻟﺨﻞ ﻭﺍﻟﺜﻮﻡ ﻓﻲ ﻗﻄﻨﺔ‬
‫ﻭﺃﻻ ﻓﺘﻨﺎﻡ ﺃﻧﺖ ﺍﻵﺧﺮ ﻣﻊ ﺟﻤﻠﺔ ﻣﻦ ﻧﺎﻡ ﻓﺎﻓﻬﻢ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ‪ .‬ﻭﻳﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ‬
‫ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻨﺞ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﺃﻫﻞ ﺻﻨﻌﺔ ﺍﻟﻄﺐ ﻭﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﻭﺍﻟﺰﻳﺎﺩﺓ ﻷﺟﻞ ﻗﻄﻊ ﺍﻟﺴﻠﻊ‬
‫ﻭﻣﻌﺎﻟﺠﺔ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ ﻭﻳﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻴﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻨﺞ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺇﺫﺍ ﻭﻗﻊ ﻣﻊ ﺍﻷﻋﺪﺍء‬
‫ﻭﺃﺭﺍﺩ ﺍﻟﺨﻼﺹ ﻣﻨﻬﻢ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺍﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﺕ ﻗﺪﺭ ﺍﻟﻘﻤﺤﺔ‬
‫ﻣﻦ ﺇﻛﺴﻴﺮ ﺍﻟﺒﻴﺎﺽ ﻭﻗﺪﺭ ﻧﺼﻔﻬﺎ ﻣﻦ ﺇﻛﺴﻴﺮ ﺍﻟﺤﻤﺮﺓ ﺛﻢ ﺣﻠﻠﺘﻬﻤﺎ ﺑﻤﺎء‬
‫ﺍﻟﺮﻳﺤﺎﻥ ﺛﻢ ﻧﻘﻌﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺎ ﺗﺮﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻬﺎﺭﺍﺕ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺰﻧﺠﺒﻴﻞ ﻭﺍﻟﻘﺮﻓﺔ ﻭﺗﻴﻦ‬
‫ﺍﻟﻔﻴﻞ ﻭﻋﺮﻕ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺪﺍﺭ ﻓﻠﻔﻞ ﻭﻣﺎ ﺃﺷﺒﻪ ﺫﻟﻚ ﺛﻢ ﺍﺳﺘﻌﻤﻠﻪ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ‬
‫ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻓﺎﻧﻪ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻜﻬﺔ ﻭﻗﻮﺓ ﺍﻟﺒﺎﻩ ﻣﺎ ﻳﻌﺠﺰ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﻮﺻﻒ ﻭﻟﻮ‬
‫ﺟﺎﻣﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﻣﺎﺋﺔ ﻣﺮﺓ ﻭﻻ ﻳﻨﻘﺺ ﻣﻦ ﻗﻮﺗﻪ ﺷﻴﺌﺎ ﻭﺍﻥ ﺃﺭﺍﺩ ﺍﻟﺨﻼﺹ‬
‫ﻭﺗﺨﻔﻴﻔﻪ ﻓﻼ ﻳﻤﻀﻐﻪ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻳﺠﻌﻠﻪ ﺗﺤﺖ ﻟﺴﺎﻧﻪ ﻭﻗﺖ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻓﺎﻧﻪ ﻳﺮﻯ ﺍﻟﻌﺠﺐ‬
‫‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺃﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺟﻌﻠﺖ ﻣﻦ ﺇﻛﺴﻴﺮ ﺍﻟﺒﻴﺎﺽ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻣﺰﺍﺝ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ‬
‫ﺣﺎﺭﺍ ﺃﻭ ﻣﻦ ﺇﻛﺴﻴﺮ ﺍﻟﺤﻤﺮﺓ ﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﺰﺍﺟﻪ ﺑﺎﺭﺩﺍ ﺍﺟﻌﻠﻪ ﻓﻲ ﺷﺮﺑﺔ‬
‫ﺍﻟﻮﺭﺩ ﻭﺍﻟﺨﻴﺎﺭ ﺷﻨﺒﺮ ﻓﻲ ﻓﺼﻞ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ ﻭﺍﻋﺘﺪﺍﻝ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻓﻤﻦ ﺷﺮﺏ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ‬
‫ﺍﻟﺸﺮﺑﺔ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺼﻔﻴﻪ ﻭﺗﻨﻘﻲ ﺑﺎﻃﻨﻪ ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ ﻭﺍﻷﻋﺮﺍﺽ‬
‫ﻭﺍﻷﻋﻼﻝ ﻭﺍﻵﻓﺎﺕ ﻭﺍﻟﺪﻭﺩ ﻭﻻ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺮﻫﺎ ﻓﻲ ﻣﺪﺓ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻭﺗﺰﻳﺪ ﻓﻲ‬
‫ﻗﻮﺗﻪ ﻭﺗﻌﺪﻝ ﻣﺰﺍﺟﻪ ﺷﻴﺌﺎ ﻳﺨﺮﺝ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺪ ﻭﺍﻟﻮﺻﻒ ﻓﺎﻧﻈﺮ ﻳﺎ ﺁﺧﻲ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﻩ‬
‫ﺍﻟﺨﻮﺍﺹ ﺍﻟﺘﻲ ﻃﺎﻟﻤﺎ ﻛﺘﻤﻮﻫﺎ ﺍﻷﻭﺍﺋﻞ ﻭﺃﺷﺎﺭﻭﺍ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﺤﻜﻤﺎء ﻭﻓﺮﻗﻮﻫﺎ ﻓﻲ‬
‫ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﻜﺒﺎﺭ ﻓﺘﺮﺣﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺃﺧﺮﺟﻬﺎ ﻭﻓﻚ ﺭﻣﻮﺯﻫﺎ ﻭﺃﻫﺪﺍﻫﺎ ﺇﻟﻴﻚ ﺑﻌﺪ‬
‫ﺍﻟﺠﻬﺪ ﻭﺍﻟﺘﻌﺐ ﻭﺍﻟﺴﻬﺮ ﻭﺍﻟﻐﻮﺹ ﻓﻲ ﺑﺤﺎﺭ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺍﻧﻚ ﺇﺫﺍ‬
‫ﺃﺧﺬﺕ ﻣﻦ ﺃﻛﺴﻴﺮ ﺍﻟﺤﻤﺮﺓ ﻗﺪﺭ ﻗﻤﺤﺔ ﺛﻢ ﻣﺰﺟﺘﻬﺎ ﺑﺪﺭﻫﻢ ﻣﻦ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﺮﻭﺡ‬
‫ﺍﻟﺼﻴﻨﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻄﻠﻊ ﻓﻲ ﺍﺭﺽ ﺍﻟﻬﻨﺪ ﻭﺗﺠﻠﺐ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭ ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻄﻠﻊ ﻓﻲ‬
‫ﺍﺭﺽ ﺍﻟﺸﺎﻡ ﻻ ﻧﻔﻊ ﻓﻴﻪ ﺛﻢ ﺍﻋﺠﻦ ﺫﻟﻚ ﺑﺎﻟﺤﻨﺔ ﻭﻟﻄﺦ ﺑﻪ ﺭﺟﻠﻴﻚ ﻓﺎﻧﻪ ﻳﻜﻮﻥ‬
‫ﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺎﻩ ﻣﺎ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺪ ﻓﺎﻧﻪ ﻳﻔﻌﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ﺃﻗﻮﻯ ﻣﺎ ﻳﻔﻌﻞ ﻓﻲ‬
‫ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺐ ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺍﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﺕ ﻣﻦ ﺍﻷﻛﺴﻴﺮ ﺍﻟﻤﺮﻛﺐ‬
‫ﺍﻷﺧﻀﺮ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻈﻬﺮ ﻓﻲ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﻓﻲ ﺛﺎﻟﺚ ﻣﺸﺮﺑﺔ ﻣﻦ ﺗﺴﺎﻗﻲ ﺍﻟﺤﻤﺮﺓ‬
‫ﻛﻤﺎ ﺫﻛﺮﻧﺎﻩ ﻟﻚ ﻓﻲ ﺃﻭﻝ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺛﻢ ﻣﺰﺟﺘﻪ ﻓﻲ ﺣﻨﻈﻠﺔ ﻣﺪﻗﻮﻗﺔ ﺛﻢ ﻟﻄﺨﺖ ﺑﻪ‬
‫ﺍﻷﻗﺪﺍﻡ ﻛﺎﻟﺤﻨﺔ ﻭﻟﻔﻴﺘﻬﺎ ﺑﺨﺮﻗﻪ ﻭﻟﻴﺴﺖ ﺍﻟﺒﺎﺑﻮﺝ ﻓﺎﻧﻬﺎ ﺗﻔﻌﻞ ﻓﻲ ﺍﻹﺳﻬﺎﻝ‬
‫ﻭﺍﻟﻨﻔﻊ ﻭﺍﻟﺘﻨﻘﻴﺔ ﻭﺍﻷﺧﻼﻁ ﺍﻟﺮﺩﻳﺌﺔ ﻭﺃﺧﺮﺟﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺻﺤﺔ ﺍﻟﻤﺰﺍﺝ ﻛﺎﻟﺸﺮﺑﺔ‬
‫ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﺪﻡ ﺫﻛﺮﻫﺎ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﻔﻌﻞ ﻣﻦ ﺧﺎﺭﺝ ﻭﻳﻜﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﻓﺼﻞ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ ‪ .‬ﻭﻣﻦ‬
‫ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺍﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﺕ ﻗﺪﺭ ﺩﺭﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎء ﺍﻹﻟﻬﻲ ﺍﻟﻄﺎﻫﺮ ﺍﻟﻤﺸﺒﺐ‬
‫ﻭﻣﺰﺟﺘﻪ ﺑﻤﺜﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻭﻣﺜﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎء ﺍﻷﻭﻝ ﺍﻟﻤﻔﺘﺎﺣﻲ ﺛﻢ‬
‫ﻣﺰﺟﺖ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﺑﻘﺪﺭ ﺭﻃﻞ ﺯﻳﺖ ﺯﻳﺘﻮﻥ ﺛﻢ ﺟﻌﻠﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻗﺪﺭ ﺛﻼﺛﺔ‬
‫ﺟﺮﺍﺩﺍﺕ ﺧﻀﺮ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻮﻟﺪ ﻓﻲ ﻛﺮﻭﻡ ﺍﻟﻌﻨﺐ ﻭﺗﻮﺟﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻭﺻﻔﺔ‬
‫ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﺮﺍﺩﺓ ﺧﻀﺮﺓ ﺍﻟﻠﻮﻥ ﺛﻢ ﺃﻣﺘﻬﺎ ﻭﺍﺟﻌﻠﻬﺎ ﻣﻊ ﻣﺎ ﺫﻛﺮﻧﺎﻩ ﺛﻢ ﺃﺩﺧﻞ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ‬
‫ﻓﻲ ﺯﺟﺎﺟﺔ ﻭﺍﺩﺧﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﻗﻄﻒ ﻋﻨﺐ ﺻﻐﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺼﺮﻡ ﻭﻫﻮ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﻪ‬
‫ﻭﺷﺠﺮﺗﻪ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﺗﻘﻄﻌﻪ ﺛﻢ ﺍﺟﻌﻞ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﺰﺟﺎﺟﺔ ﺷﻲء ﻳﺸﻴﻠﻬﺎ ﻭﻳﻜﻮﻥ‬
‫ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﻄﺎﻟﻊ ﻋﻄﺎﺭﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺗﺒﺨﺮﻫﺎ ﺑﺄﺭﺑﻌﺔ ﻗﺮﺍﺭﻳﻂ‬
‫ﻣﻦ ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﺛﻢ ﺩﻋﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻮﻱ ﺍﻟﻌﻨﺐ ﻓﺈﺫﺍ ﺍﻧﺘﻬﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻘﻄﻒ‬
‫ﻓﺎﻗﻄﻌﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺰﺟﺎﺟﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﺤﻮﺍﺋﺞ ﺛﻢ ﺃﻣﺮﺱ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﺑﻴﺪﻙ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻳﺼﻴﺮﻭﺍ‬
‫ﻛﻠﻬﻢ ﺷﻴﺌﺎ ﻭﺍﺣﺪﺍ ﻭﺯﻳﺘﺎ ﻣﺒﺎﺭﻛﺎ ﺛﻢ ﺻﻔﻴﻪ ﻓﻲ ﺧﺮﻗﻪ ﺭﻓﻴﻌﺔ ﺛﻢ ﺃﻭﺯﻧﻪ ﻭﺃﺿﻒ‬
‫ﺇﻟﻴﻪ ﻗﺪﺭ ﺭﺑﻌﻪ ﻣﻦ ﺩﻫﻦ ﺍﻟﺰﻧﺒﻖ ﺛﻢ ﺭﺩﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﺰﺟﺎﺟﺔ ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﺤﻔﻮﻇﺎ ﻓﺈﺫﺍ‬
‫ﺃﺭﺩﺕ ﺃﻥ ﺗﺮﻯ ﺳﺮﻩ ﺍﻟﺒﺪﻳﻊ ﻭﻛﺎﻥ ﻋﻨﺪﻙ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﺟﺎﻟﺴﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻳﺘﺤﺪﺛﻮﻥ‬
‫ﻓﺄﺷﻌﻞ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﻫﻦ ﻗﻠﻴﻼ ﻓﻲ ﺳﺮﺍﺝ ﺃﺧﻀﺮ ﻣﺪﻫﻮﻥ ﻓﺨﺎﺭ ﺑﻔﺘﻴﻠﺔ ﻓﺈﻥ‬
‫ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻳﺮﻭﻥ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻓﻲ ﻏﺼﻦ ﺃﻱ ﺑﺴﻠﺘﻴﻦ ﻛﺮﻡ ﻭﻗﻄﻮﻑ ﺍﻟﻌﻨﺐ ﻣﺘﺪﻟﻴﺔ‬
‫ﻣﻦ ﻓﻮﻕ ﺭﺅﻭﺳﻬﻢ ﻓﺄﻣﺮ ﺃﺣﺪﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺎﻟﺴﻴﻦ ﻣﻤﻦ ﺗﺴﺘﺨﻔﻮﻥ ﺑﻪ ﻭﺗﺮﻳﺪ‬
‫ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﺃﻥ ﻳﻀﺤﻜﻮﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﺘﻌﻄﻴﻪ ﺳﻜﻴﻦ ﻏﻴﺮ ﺣﺎﻣﻴﺔ ﻭﺗﻜﻮﻥ ﻣﺜﻠﻤﺔ‬
‫ﻭﺗﺄﻣﺮﻩ ﺃﻥ ﻳﻘﻄﻊ ﻟﻜﻢ ﻗﻄﻔﺎ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻌﻨﺐ ﻓﻤﺠﺮﺩ ﻣﺎ ﻳﻤﺴﻚ ﺍﻟﺴﻜﻴﻦ ﻭﻳﻘﻄﻊ‬
‫ﺍﻟﻘﻄﻒ ﺍﻟﻌﻨﺐ ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳﺸﻌﺮ ﺇﻻ ﻭﻫﻮ ﻣﺎﺳﻚ ﺫﻗﻨﻪ ﻓﺈﺫﺍ ﺃﺣﺲ ﺑﺄﺣﺪ ﻭﺭﺃﻳﺘﻪ‬
‫ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺒﻬﺖ ﻭﺗﻀﺤﻚ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮﻭﻥ ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﻠﺴﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺼﻨﻌﻮﻧﻪ‬
‫ﺍﻟﺤﻜﻤﺎء ﻟﻠﻤﻠﻮﻙ ﺍﻷﻭﺍﺋﻞ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻟﺴﻬﻢ ﻟﻴﻀﺤﻜﻮﺍ ﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺎﺧﺮﻫﻢ ﻭﻛﺎﻥ‬
‫ﺍﻹﺳﻜﻨﺪﺭ ﻳﺤﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﻠﺴﻢ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻷﺟﻞ ﺍﻟﻨـﺰﻫﺔ ﻭﺳﻬﺮ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻓﺎﻧﻈﺮ ﻳﺎ ﺃﺧﻲ‬
‫ﺇﻟﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺳﺮﺍﺭ ﻟﻴﻜﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﺳﺒﺐ ﺍﻟﺘﺮﺣﻢ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻓﻌﺴﻰ ﺃﻥ ﻳﻘﺒﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﺫﻟﻚ‬
‫ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺍﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﺕ ﻗﺪﺭ ﻋﺸﺮﺓ ﺷﺠﺮﺍﺕ ﻣﻦ ﺷﺠﺮ‬
‫ﺍﻟﺤﻤﺮﺓ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻄﻠﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺴﺎﺗﻴﻦ ﻓﺎﺭﺷﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﻫﻮ ﻳﻮﺟﺪ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻓﻲ‬
‫ﺃﺭﺽ ﻣﺼﺮ ﺛﻢ ﺃﺧﺬﺕ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎء ﺍﻹﻟﻬﻲ ﺍﻟﻄﺎﻫﺮ ﺍﻟﻤﺸﺒﺐ ﺛﻢ ﺣﻠﻠﺖ ﻓﻴﻪ‬
‫ﻗﺪﺭ ﺭﺑﻌﻪ ﻣﻦ ﺃﻛﺴﻴﺮ ﺍﻟﺤﻤﺮﺓ ﺛﻢ ﻋﻔﻨﺘﻪ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﺛﻢ ﻟﻄﺨﺖ ﺑﻪ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸﺠﺮﺓ‬
‫ﺑﻌﺪ ﺯﺭﻋﻬﺎ ﻋﻨﺪﻙ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺼﻮﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺴﺎﺗﻴﻦ ﻭﻳﻜﻮﻥ ﻭﻗﺖ ﺃﺧﺬﻫﺎ ﻭﺯﺭﻋﻬﺎ‬
‫ﺑﻄﺎﻟﻊ ﺍﻟﻤﺮﻳﺦ ﻣﻦ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺜﻼﺛﺎء ﺛﻢ ﺃﻟﻄﺨﻬﺎ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻟﺪﻭﺍء ﻓﺈﺫﺍ ﺟﻦ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻋﻠﻰ‬
‫ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺸﺠﺮﺓ ﻓﺈﻧﻚ ﺗﺮﻯ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸﺠﺮﺓ ﺍﻟﻤﺎء ﺷﺠﺮﺓ ﺍﻟﺒﻨﻔﺴﺞ ﺍﻟﻤﺰﺭﻭﻉ‬
‫ﺍﻷﺧﻀﺮ ﻭﺇﻥ ﻟﻢ ﻳﻮﺟﺪ ﻣﺰﺭﻭﻋﺎ ﻭﻭﺟﺪﺗﻪ ﻧﺎﺷﻔﺎ ﺍﻧﻘﻌﻪ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﺎء ﺍﻟﻮﺭﺩ‬
‫ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﻣﺎء ﺣﺘﻰ ﻳﺸﺮﺑﻪ ﺛﻢ ﺟﻔﻔﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻈﻞ ﺛﻢ ﺍﺟﻌﻞ ﻣﻨﻪ ﺷﺮﺍﺑﺎ ﺑﺎﻟﺴﻜﺮ‬
‫ﺍﻷﺑﻴﺾ ﺍﻟﻤﻜﺮﺭ ﻓﺈﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸﺮﺍﺏ ﻣﺘﻰ ﺷﺮﺏ ﻣﻨﻪ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺷﻔﻲ ﻣﻦ ﺃﻱ‬
‫ﻣﺮﺽ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ ﺍﻟﻌﺎﺭﺿﺔ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﺫﻛﺮﻫﺎ ﺍﻟﺤﻜﻤﺎء ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ‬
‫ﺍﻟﻜﺘﺐ ﻣﻦ ﻟﺪﻥ ﺁﺩﻡ ﺣﺘﻰ ﺍﻵﻥ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﻭﺍﻟﺒﺎﻃﻨﺔ ﻭﻳﺪﺍﻭﻡ ﻋﻠﻰ‬
‫ﺫﻟﻚ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﺃﻭ ﺳﺒﻌﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻭﻳﻜﻮﻥ ﺍﻹﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﺛﻼﺛﺔ‬
‫ﻣﺜﺎﻗﻴﻞ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺒﺮﺃ ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ ﺃﻋﺮﺍﺿﻪ ﻭﺃﻣﺮﺍﺿﻪ ﻭﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺃﻋﺠﺐ ﺍﻟﺨﻮﺍﺹ ‪.‬‬
‫ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺍﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﺕ ﻣﻦ ﺇﻛﺴﻴﺮ ﺍﻟﺒﻴﺎﺽ ﻗﺪﺭ ﻗﻤﺤﺔ ﻭﻗﺪﺭﻩ ﻣﻦ‬
‫ﺇﻛﺴﻴﺮ ﺍﻟﺤﻤﺮﺓ ﺛﻢ ﻣﺰﺟﺖ ﺫﻟﻚ ﺑﻘﺪﺭ ﺃﻭﻗﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎء ﺍﻟﺨﻼﻑ ﻭﻫﻮ ﻣﺎء ﺃﻟﺒﺎﻥ‬
‫ﺛﻢ ﻧﻘﻌﺖ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﺎء ﻗﺪﺭ ﺃﻭﻗﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﻧﻔﻞ ﺍﻷﺑﻴﺾ ﺣﺘﻰ ﻳﺸﺮﺏ ﺫﻟﻚ‬
‫ﻭﻧﻬﺎﻳﺔ ﻧﻘﻌﻪ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﺛﻢ ﺍﺭﻓﻌﻪ ﻋﻨﺪﻙ ﻣﺪﺧﻮﺭﺍ ﻓﺈﺫﺍ ﺃﺭﺩﺕ ﺃﻥ ﺗﺮﻯ ﺳﺮﻩ‬
‫ﻓﺎﻣﻀﻎ ﻣﻨﻪ ﻛﺒﺸﺎ ﻭﺍﺣﺪﺍ ﻓﺈﻧﻚ ﺗﺮﻯ ﻣﻦ ﺣﻔﻆ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻭﺍﻟﻘﻠﺐ ﻭﺯﻭﺍﻝ ﺍﻟﻘﺒﺾ‬
‫ﻣﺎ ﻳﺴﺮﻙ ﻭﺗﺮﻯ ﻧﺸﺎﻁ ﺍﻟﺨﻤﺮ ﻭﺍﻟﺒﺮﺵ ﻭﺍﻷﻓﻴﻮﻥ ﻭﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﻜﻴﻔﺎﺕ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ‬
‫ﺿﺮﺭ ﻭ ﺗﺮﻯ ﻣﻦ ﺻﺤﺔ ﺍﻟﻤﺰﺍﺝ ﻭﻃﻴﺐ ﺭﺍﺋﺤﺔ ﺍﻟﻔﻢ ﻭﺍﻟﺒﺎﻃﻦ ﻣﺎ ﻳﻌﺠﺰ ﻋﻨﻪ‬
‫ﺍﻟﻠﺴﺎﻥ ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﻻ ﻳﻀﺮ ﺑﺎﻟﺒﺪﻥ ﻭﻫﻮ ﻣﻦ ﻋﺠﺎﺋﺐ ﺍﻟﺨﻮﺍﺹ ‪.‬‬
‫ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺃﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﺕ ﻗﻴﺮﺍﻃﺎ ﻣﻦ ﺃﻛﺴﻴﺮ ﺍﻟﺤﻤﺮﺓ ﺛﻢ ﺃﺫﺑﺘﻪ ﻓﻲ ﻗﻴﺮﺍﻁ‬
‫ﻣﻦ ﺍﻟﺰﺑﺎﺩ ﺍﻟﺨﺎﻟﺺ ﻭﻣﺜﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﻚ ﺍﻟﺨﺎﻟﺺ ﻭﻣﺜﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻨﺒﺮ ﺍﻟﺨﺎﻟﺺ‬
‫ﺍﻟﺨﺎﻡ ﺛﻢ ﺟﻌﻠﺖ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﻗﺪﺭ ﺑﻨﺪﻗﻴﺘﻴﻦ ﻣﻦ ﻭﺭﻕ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﺍﻟﺮﻓﻴﻊ ﺛﻢ ﺃﻟﺤﻤﺘﻬﺎ‬
‫ﺛﻢ ﺣﻤﻠﺘﻬﺎ ﺑﺨﻴﻂ ﺗﺤﺖ ﺇﺑﻄﻚ ﻭﻣﺸﻴﺖ ﻓﺈﻧﻚ ﺗﺮﻯ ﻣﻦ ﺳﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﻠﺴﻢ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ‬
‫ﻣﻦ ﺇﻗﺒﺎﻝ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻋﻠﻴﻚ ﺑﺎﻟﻤﺤﺒﺔ ﺃﻣﺮﺍ ﻋﻈﻴﻤﺎ ﻭﻟﻢ ﺗﺮ ﻣﻨﺎﻣﺎ ﻣﻜﺮﻭﻫﺎ ﻓﻲ ﻟﻴﻠﺘﻚ‬
‫ﻭﺭﺑﻤﺎ ﺗﺮﻯ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻣﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﻣﺎ ﻳﺨﺒﺮﻙ ﺑﻪ ﺭﻭﺣﺎﻧﻴﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﻠﺴﻢ‬
‫ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﻳﻜﻮﻥ ﺑﻄﺎﻟﻊ ﻋﻄﺎﺭﺩ ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺍﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﺕ ﺍﻟﺸﺠﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ‬
‫ﻣﺴﻤﺎﺓ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺤﻜﻤﺎء ﺑﻜﻠﺐ ﺍﻟﺮﻭﻡ ﻭﻫﻲ ﺷﺠﺮﺓ ﺗﻄﻠﻊ ﺗﺤﺖ ﻛﺮﻭﻡ ﺍﻟﻌﻨﺐ ﺑﺒﻼﺩ‬
‫ﻣﺼﺮ ﻭﺑﻼﺩ ﺍﻟﺮﻭﻡ ﻭﻫﻲ ﺷﺠﺮﺓ ﺃﺷﺒﻪ ﺍﻷﺷﻴﺎء ﺑﺸﺠﺮﺓ ﺍﻟﺤﻤﺺ ﺍﻷﺧﻀﺮ‬
‫ﺍﻟﻤﺴﻤﺎﺓ ﻋﻨﺪ ﺃﻫﻞ ﻣﺼﺮ ﺑﺎﻟﻤﻶﻧﺔ ﻓﻤﻦ ﺭءﺍﻫﺎ ﻭﻛﺎﻥ ﺟﺎﻫﻼ ﺑﻬﺎ ﻓﻼ ﻳﺸﻚ‬
‫ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺷﺠﺮﺓ ﺍﻟﺤﻤﺺ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺼﻦ ﻭﺍﻟﻮﺭﻕ ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﺷﺠﺮﺓ ﺍﻟﺤﻤﺺ ﺗﻌﻠﻮ‬
‫ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺠﺮﺓ ﺗﻔﺮﺵ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﻫﻲ ﺗﻄﻠﻊ ﻋﻠﻰ‬
‫ﺍﻟﺮﻣﻞ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﻜﺮﻭﻡ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ ﻭﺗﻄﻠﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺠﺮ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﻜﺮﻭﻡ ﻓﻲ ﺑﻼﺩ‬
‫ﺍﻟﺮﻭﻡ ﻭﺭﺑﻤﺎ ﻃﻠﻌﺖ ﻓﻲ ﻏﻴﺮ ﻫﺬﻳﻦ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﻦ ﺛﻢ ﻋﺎﺩﺕ ﻭﺩﻓﻨﺖ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻓﻲ‬
‫ﺍﻟﺮﻣﻞ ﻭﻫﻮ ﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻬﺎ ﻭﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﻳﻌﻠﻢ ﺍﻟﻌﺎﺭﻑ ﻣﺎ ﻳﻘﺎﻝ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ‬
‫ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍﻵﺗﻲ ﺫﻛﺮﻩ ﻓﺈﻥ ﻟﻢ ﻳﺠﺪﻫﺎ ﺍﻟﺤﺎﺫﻕ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﻜﺮﻡ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﻓﻮﻕ ﺍﻷﺭﺽ‬
‫ﻓﻠﻴﻨﺒﺶ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﻳﺄﺧﺬﻫﺎ ﻓﻲ ﻃﺎﻟﻊ‬

‫ﺯﺣﻞ ﺛﻢ ﻳﺪﻗﻬﺎ ﺟﻤﻴﻌﻬﺎ ﻭﻳﻌﺼﺮ ﻣﺎﺋﻴﺘﻬﺎ ﺃﻭ ﻳﻌﺼﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﻗﻠﻴﻼ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎء ﺛﻢ‬
‫ﻳﺄﺧﺬ ﻣﻦ ﺃﺟﻤﻌﻬﺎ ﻭﻫﻲ ﻣﺪﻗﻮﻗﺔ ﻗﺪﺭ ﺍﻟﺒﻨﺪﻗﺔ ﺛﻢ ﻳﺨﻠﻄﻬﺎ ﺑﻘﺪﺭﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻤﻊ‬
‫ﺍﻟﻌﺴﻠﻲ ﺛﻢ ﻳﻌﺠﻨﻬﺎ ﺑﺸﻲء ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎء ﺍﻟﻤﻌﺼﻮﺭ ﺛﻢ ﻳﺒﺨﺮﻫﺎ ﺑﻘﺪﺭ ﻗﻤﺤﺔ ﻣﻦ‬
‫ﺍﻟﺴﻮﺍﺩ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻷﻭﻝ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﻡ ﻭﻣﺜﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻮﺍﺩ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﻓﻲ‬
‫ﺍﻟﺘﺰﻭﻳﺞ ﺍﻷﻭﻝ ﻭﻣﺜﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﺍﻷﻭﻝ ﺛﻢ ﻳﺤﻤﻠﻬﺎ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﺟﻴﺒﻪ ﻓﺈﻧﻪ‬
‫ﻳﺨﺘﻔﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺍﻟﺠﻦ ﻭﺍﻹﻧﺲ ﻭﺍﻟﻮﺣﺶ ﻭﺍﻟﻄﻴﺮ ﻭﺇﺫﺍ ﻭﻗﻒ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻤﺲ‬
‫ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻪ ﻇﻞ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ‪ ،‬ﻭﺍﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﺷﺠﺮﺓ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﺮﻭﻡ ﺃﺻﺢ ﻣﻦ ﺷﺠﺮﺓ‬
‫ﻣﺼﺮ ﻭﺃﺳﺮﻉ ﻓﻌﻼ ﻭﺃﺗﻢ ﻋﻤﻼ ﻭﻫﻮ ﺍﻷﺻﺢ ﻛﺬﺍ ﺫﻛﺮﻩ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ ﺃﺑﻮ ﻣﺴﻠﻤﺔ‬
‫ﺍﻟﻤﺠﺮﻳﻄﻲ ﺻﺎﺣﺐ ﻛﺘﺎﺏ ﺭﺗﺒﺔ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ ﻭﻗﺎﻝ ‪ :‬ﺍﻋﻠﻢ ﻳﺎ ﺃﺧﻲ ﺃﻧﻲ ﻋﻤﻠﺖ ﻫﺬﺍ‬
‫ﺑﻌﻴﻨﻪ ﻭﺣﻤﻠﺘﻪ ﺑﺠﻴﺒﻲ ﻓﻠﻢ ﻳﺮﻧﻲ ﺃﺣﺪ ﺃﺑﺪﺍ ﻏﻴﺮ ﺃﻧﻪ ﻭﻗﺖ ﻛﻨﺖ ﺃﺣﻤﻠﻬﺎ‬
‫ﻳﻌﺘﺮﻳﻨﻲ ﻗﺒﺾ ﻓﺎﻧﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺨﺎﺻﻴﺔ ﻭﻋﺠﺎﺋﺒﻬﺎ ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺍﻧﻚ ﺇﺫﺍ‬
‫ﺃﺧﺬﺕ ﺳﺒﻌﺔ ﺣﺒﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻤﺺ ﺍﻷﺳﻮﺩ ﻓﻲ ﻃﺎﻟﻊ ﺯﺣﻞ ﺛﻢ ﺯﺭﻋﺘﻬﻢ ﻓﻲ‬
‫ﻣﺄﺟﻮﺭ ﺛﻢ ﺍﻛﺘﺐ ﺍﻷﺳﻤﺎء ﻓﻲ ﺇﻧﺎء ﺛﻢ ﺍﻣﺤﻴﻬﺎ ﻭﺍﺳﻘﻴﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺤﻤﺺ ﺇﻟﻰ‬
‫ﺃﻥ ﻳﻄﻠﻊ ﻭﻳﺴﺘﻮﻱ ﺧﺬ ﺍﻟﺤﻤﺺ ﺍﻟﺤﺐ ﻋﻨﺪﻙ ﻭﺍﺣﺘﺮﺯ ﻋﻠﻴﻪ ﺇﺫﺍ ﺃﺭﺩﺕ ﺃﻥ‬
‫ﺗﺮﻯ ﺳﺮﻩ ﻓﺨﺬ ﺣﻤﺼﻪ ﻣﻨﻬﻢ ﻭﺧﺬ ﺑﻘﺪﺭ ﻗﻤﺤﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻮﺍﺩ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﻓﻲ‬
‫ﺍﻟﺘﺰﻭﻳﺞ ﺍﻷﻭﻝ ﺛﻢ ﺃﺗﻠﻮ ﺍﻷﺳﻤﺎء ﻭﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﻄﺎﻟﻊ ﺯﺣﻞ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺴﺒﺖ ﺛﻢ‬
‫ﺍﺣﻤﻠﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﺎﻕ ﺭﺟﻠﻚ ﺍﻟﻴﺴﺮﻯ ﻭﺍﻣﺸﻲ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻼ ﻳﺮﺍﻙ ﺃﺣﺪ ﺇﻵ ﺍﷲ‬
‫ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﺍﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻷﺳﻤﺎء ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺤﻜﻤﺎء ﺍﻷﻭﺍﺋﻞ ﺩﻋﻮﺓ ﺭﺟﻞ ﻭﻋﻨﺪ ﺍﻟﺤﻜﻤﺎء‬
‫ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﻟﻤﺤﻤﺪﻳﺔ ﻭﻫﻲ ﺳﻮﺭﺓ ﻳﺎﺳﻴﻦ ﻭﺍﷲ ﺃﻋﻠﻢ ﺑﻐﻴﺒﻪ ﻭﺃﺣﻜﻢ ‪ .‬ﻭﻣﻦ‬
‫ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺍﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﺕ ﺷﻲء ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺸﻤﻮﻡ ﺃﻭ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺄﻛﻮﻝ ﻛﺎﻟﺘﻔﺎﺡ‬
‫ﻭﺍﻟﻜﻤﺜﺮﻱ ﻭﺍﻻﺗﺮﺝ ﻭﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﻣﻤﺎ ﻳﺸﻢ ﻭﻳﺆﻛﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺎﻛﻬﺔ ﺑﻄﺎﻟﻊ ﺯﺣﻞ ﺛﻢ‬
‫ﺑﺨﺮﺕ ﺫﻟﻚ ﺑﻘﺪﺭ ﻗﻴﺮﺍﻁ ﻣﻦ ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ ﺛﻢ ﺷﻤﻤﺘﻪ ﻟﻤﻦ ﺗﺮﻳﺪ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺤﺒﻚ‬
‫ﺑﻤﺠﺮﺩ ﻣﺎ ﻳﺸﻤﻪ ﺃﻭ ﻳﺄﻛﻠﻪ ﻭﻻ ﻳﻤﻠﻚ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻦ ﺷﺪﺓ ﺍﻟﻤﺤﺒﺔ ﻓﺎﻓﻬﻢ ﺫﻟﻚ ‪.‬‬
‫ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺍﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻮﺍﻛﻪ ﺍﻟﻤﺄﻛﻮﻟﺔ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺸﻤﻮﻣﺔ ﻛﺎﻟﻌﻨﺐ‬
‫ﻭﺍﻟﺘﻴﻦ ﻭﺍﻟﺮﻣﺎﻥ ﻭﺍﻟﺒﻄﻴﺦ ﻭﻣﺎ ﺃﺷﺒﻪ ﺫﻟﻚ ﻭﻳﻜﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﺑﻄﺎﻟﻊ ﺍﻟﻤﺮﻳﺦ ﻣﻦ ﻳﻮﻡ‬
‫ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ ﺛﻢ ﺑﺨﺮﺗﻪ ﺑﻘﺪﺭ ﻗﻴﺮﺍﻁ ﻣﻦ ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﺛﻢ ﺩﻓﻌﺘﻪ ﻟﻤﻦ ﺗﺮﻳﺪ ﻣﺤﺒﺘﻪ‬
‫ﻓﺈﻧﻪ ﺑﻤﺠﺮﺩ ﻣﺎ ﻳﺄﻛﻠﻪ ﻓﺈﻧﻚ ﺗﻤﻠﻜﻪ ﻣﻦ ﺷﺪﺓ ﻣﺎ ﻳﺤﺒﻚ ﻭﻻ ﻳﻔﺎﺭﻗﻚ ﺃﺑﺪﺍ ‪ .‬ﻭﻣﻦ‬
‫ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺍﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺸﻤﻮﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺄﻛﻞ ﻛﺎﻟﻴﺎﺳﻤﻴﻦ ﻭﺍﻟﻮﺭﺩ ﻭﺍﻟﻔﻞ‬
‫ﻭﺍﻟﻨﺮﺟﺲ ﻭﺍﻟﻨﺴﺮﻳﻦ ﻭﺍﻟﻔﺎﺭﻏﻴﺔ ﻭﻣﺎ ﺃﺷﺒﻪ ﺫﻟﻚ ﺑﻄﺎﻟﻊ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻱ ﺛﻢ ﺑﺨﺮﻩ‬
‫ﺑﻘﻴﺮﺍﻁ ﻣﻦ ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﺛﻢ ﺍﺩﻓﻌﻪ ﻟﻤﻦ ﺗﺤﺐ ﻓﺈﻧﻪ ﺑﻤﺠﺮﺩ ﻣﺎ ﻳﺸﻤﻪ ﻻ ﻳﻤﻠﻚ‬
‫ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻦ ﺷﺪﺓ ﺍﻟﻤﺤﺒﺔ ﻟﻚ ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺍﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﺕ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻦ ﺯﻫﺮﻫﺎ‬
‫ﺍﺣﻤﺮ ﻭﻳﺰﻋﻤﻮﻥ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﻄﻬﺮ ﺍﻟﻘﻠﻌﻲ ﻭﻫﻮ ﻛﻼﻡ ﺑﺎﻃﻞ ﻓﺈﺫﺍ ﺃﺧﺬﺕ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ‬
‫ﺍﻟﺰﻫﺮ ﻣﺎ ﺗﺮﻳﺪ ﺛﻢ ﺩﻗﻪ ﻭﺍﺳﺤﻘﻪ ﺑﻤﺜﻠﻪ ﻣﻦ ﺇﻛﺴﻴﺮ ﺍﻟﺤﻤﺮﺓ ﻭﺯﻧﺎ ﺑﺎﻟﺴﻮﺍء ﺛﻢ‬
‫ﺑﺨﺮﺗﻪ ﺑﻘﻴﺮﺍﻁ ﻣﻦ ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ ﺛﻢ ﺍﺣﻤﻠﻪ ﻣﻌﻚ ﻭﻳﻜﻮﻥ ﺑﻄﺎﻟﻊ ﺍﻟﺰﻫﺮﺓ ﻣﻦ‬
‫ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺜﻼﺛﺎء ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻣﻦ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻤﺮﻳﺦ ﺛﻢ ﺣﻤﻠﺘﻪ ﻣﻌﻚ ﻓﺈﻥ‬
‫ﺟﻤﻴﻊ ﻣﻦ ﻳﻘﻊ ﻧﻈﺮﻩ ﻋﻠﻴﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺴﺎء ﻭﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻭﺍﻟﺼﺒﻴﺎﻥ ﻳﻬﻴﺞ ﻋﻠﻴﻚ ﻛﻤﺎ‬
‫ﺗﻬﻴﺞ ﺍﻟﻌﺼﺎﻓﻴﺮ ﻓﻲ ﻓﺼﻞ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ ﻭﻛﻤﺎ ﺗﻬﻴﺞ ﺍﻟﻘﻄﻂ ﻓﻲ ﺷﻬﺮ ﺷﺒﺎﻁ ﻭﺍﻋﻠﻢ‬
‫ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺠﺮﺓ ﻳﺴﻤﻮﻧﻬﺎ ﺍﻟﺤﻜﻤﺎء ﺷﺠﺮﺓ ﺍﻟﺠﻦ ﻷﻥ ﺍﻟﺠﻦ ﺗﺄﻭﻱ ﺇﻟﻴﻬﺎ‬
 ‫ﺑﺎﻟﻠﻴﻞ ﻭﻳﺴﺘﻈﻠﻮﻥ ﺑﻬﺎ ﻭﻳﺘﻜﻠﻤﻮﻥ ﺗﺤﺘﻬﺎ ﻭﻳﺤﺒﻮﻧﻬﺎ ﻛﺜﻴﺮﺍ ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ‬
‫ﺍﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﺕ ﻣﻦ ﻛﺰﺑﺮﺓ ﺍﻟﺤﻴﻂ ﺍﻟﺒﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺒﺴﺘﺎﻧﻴﺔ ﻭﻫﻲ ﺧﻼﻑ ﺍﻟﺘﻲ‬
‫ﻳﺄﻛﻠﻮﻧﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﺍﻷﻃﻌﻤﺔ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺷﺒﻬﻬﺎ ﻭﻣﺜﺎﻟﻬﺎ ﺛﻢ ﺑﺨﺮﺕ ﺗﻠﻚ‬
‫ﺍﻟﺸﺠﺮﺓ ﺑﻘﺪﺭ ﻗﻴﺮﺍﻃﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻌﺠﻮﻧﺎ ﺑﻤﺜﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎء ﺍﻹﻟﻬﻲ‬
‫ﺍﻟﻄﺎﻫﺮ ﺍﻟﻤﺸﺒﺐ ﻭﻳﻜﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﺑﻄﺎﻟﻊ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻱ ﻭﻳﻮﻣﻪ ﺛﻢ ﻋﻠﻘﺘﻬﺎ ﻋﻨﺪﻙ ﻋﻠﻰ‬
‫ﺑﺎﺏ ﺑﻴﺘﻚ ﻓﺈﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻻ ﻳﻘﺮﺑﻪ ﻋﻘﺮﺑﺎ ﻭﺇﻥ ﺟﻔﺘﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺗﺒﺨﺮﻫﺎ ﺑﻤﺎ‬
‫ﺗﻘﺪﻡ ﺛﻢ ﺣﻤﻠﺘﻬﺎ ﻣﻌﻚ ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳﻘﺪﺭ ﺃﻥ ﻳﻘﺮﺑﻚ ﻋﻘﺮﺑﺎ ﺃﺑﺪﺍ ﻭﺇﻥ ﺃﺻﺎﺑﻚ ﻣﻊ‬
‫ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﻤﺒﺮﻡ ﻭﺍﻟﺘﻘﺪﻳﺮ ﺍﻟﻤﺤﺘﻮﻡ ﻭﺿﺮﺑﻚ ﻋﻘﺮﺑﺎ ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳﺴﺮﻱ ﺳﻤﻪ ﻓﻲ‬
‫ﺟﺴﻤﻚ ﺃﺑﺪﺍ ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﻠﺴﻢ ﻣﻦ ﺃﻋﺠﺐ ﺍﻟﺨﻮﺍﺹ ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺍﻧﻚ ﺇﺫﺍ‬
‫ﺃﺧﺬﺕ ﺍﻟﺸﺠﺮﺓ ﺍﻟﻤﺴﻤﺎﺓ ﺑﺤﺸﻴﺸﺔ ﺍﻟﻔﺮﺱ ﻭ ﺣﺸﻴﺸﺔ ﺍﻟﺤﺸﺮ ﻭﻫﻲ ﻛﺜﻴﺮﺓ‬
‫ﻓﻲ ﺑﻼﺩ ﻣﺼﺮ ﺗﻄﻠﻊ ﻋﻠﻰ ﺟﻮﺍﻧﺐ ﺍﻟﻘﻨﺎﺓ ﻓﺈﺫﺍ ﺃﺧﺬﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻃﺎﻟﻊ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻣﻦ‬
‫ﻳﻮﻡ ﺍﻷﺣﺪ ﺛﻢ ﺑﺨﺮﺗﻬﺎ ﺑﻘﺪﺭ ﻗﻴﺮﺍﻁ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎء ﺍﻹﻟﻬﻲ ﺛﻢ ﻋﻠﻘﺘﻬﺎ ﻋﻨﺪﻙ ﻋﻠﻰ‬
‫ﺑﺎﺏ ﺑﻴﺘﻚ ﻓﺈﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻻ ﻳﻘﺮﺑﻪ ﺟﻦ ﻭﻻ ﺣﻴﺔ ﻭﺇﻥ ﺟﻔﻔﺘﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺒﺨﻮﺭ‬
‫ﻭﺳﺤﻘﺘﻬﺎ ﻭﺣﻤﻠﺘﻬﺎ ﻣﻌﻚ ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳﻘﺮﺑﻚ ﻻ ﺟﻦ ﻭﻻ ﺣﻴﺔ ﻭﺇﻥ ﻟﺬﻋﺘﻚ ﻣﻊ‬
‫ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﻤﺒﺮﻡ ﻭﺍﻟﻘﻀﺎء ﺍﻟﻤﺤﺘﻢ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺴﻢ ﻻ ﻳﺴﺮﻱ ﻭﻳﺸﺮﻁ ﻣﻜﺎﻧﻪ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺴﻢ‬
‫ﻳﻨﺰﻝ ﻣﻊ ﺍﻟﺪﻡ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻣﻦ ﻭﻗﺘﻪ ﻭﻻ ﻳﻤﻮﺕ ﺍﻟﻤﻠﺬﻭﻉ ﻭﻻ ﻳﺼﻴﺒﻪ ﺃﻟﻢ ﻭﻫﺬﺍ‬
‫ﺍﻟﻄﻠﺴﻢ ﺃﻋﺠﺐ ﻣﻦ ﺍﻷﻭﻝ ﺍﻓﻬﻢ ﺫﻟﻚ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺍﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﺕ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻦ‬
‫ﺷﺠﺮﺓ ﺍﻟﻘﺒﺎﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻄﻠﻊ ﻋﻠﻰ ﻗﺒﻮﺭ ﺍﻷﻣﻮﺍﺕ ﻗﺪﺭ ﻣﺜﻘﺎﻝ ﺛﻢ ﺩﻗﻴﺘﻪ ﻭﺧﻠﻄﺘﻪ‬
‫ﺑﻤﺜﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻮﺍﺩ ﺍﻷﻭﻝ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﻡ ﻭﻣﺜﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻮﺍﺩ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﻓﻲ‬
‫ﺍﻟﺘﺰﻭﻳﺞ ﺍﻷﻭﻝ ﻭﺫﻟﻚ ﺑﻄﺎﻟﻊ ﺯﺣﻞ ﺛﻢ ﺍﺟﻌﻠﻬﻢ ﺑﺠﻮﻑ ﺃﻛﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺻﺎﺹ ﺛﻢ‬
‫ﺍﻟﺤﻤﻬﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺛﻢ ﺃﺣﺮﺯ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﻠﺴﻢ ﻓﺈﻥ ﺩﻓﻨﺘﻪ ﻓﻲ ﺟﺪﺍﺭ ﺑﻴﺖ ﻓﺈﻥ ﺃﻫﻠﻪ‬
‫ﻳﺘﻔﺮﻗﻮﻥ ﻗﺒﻞ ﺣﻮﻝ ﻭﺇﻥ ﺟﻌﻞ ﺑﻴﻦ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﻲ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺰﻧﺎ‬
‫ﻭﺷﺮﺏ ﺍﻟﺨﻤﻮﺭ ﻣﺪﻓﻮﻧﺎ ﺃﻭ ﻏﻴﺮ ﻣﺪﻓﻮﻥ ﻓﺈﻧﻬﻢ ﻳﺘﻔﺮﻗﻮﻥ ﻣﻦ ﻭﻗﺘﻬﻢ‬
‫ﻭﺳﺎﻋﺘﻬﻢ ﻭﻳﻘﻊ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﺍﻟﺸﺮ ﻭﺍﻟﻨﻜﺪ ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﻠﺴﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺠﺎﺋﺐ ‪ .‬ﻭﻣﻦ‬
‫ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺍﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻘﻞ ﺍﻷﺯﺭﻕ ﻗﺪﺭ ﻣﺜﻘﺎﻟﻴﻦ ﺛﻢ ﺳﺤﻘﺘﻪ ﻭﺃﺿﻔﺖ‬
‫ﺇﻟﻴﻪ ﻗﺪﺭ ﻗﻴﺮﺍﻃﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻭﻳﻜﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﺑﻄﺎﻟﻊ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻱ ﻣﻦ ﻳﻮﻡ‬
‫ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺍﻟﺴﺎﺩﺳﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﺪ ﻭﻫﻮ ﻧﺼﻒ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﻋﻨﺪ ﺃﺫﺍﻥ‬
‫ﺍﻟﻈﻬﺮ ﺛﻢ ﺍﺟﻌﻠﻪ ﻓﻲ ﻭﺭﻗﺔ ﺻﻔﻴﺤﺔ ﻣﻦ ﻭﺭﻕ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﺍﻷﺣﻤﺮ ﺍﻟﻤﺮﻗﻮﻕ‬
‫ﺑﺎﻟﻤﻄﺮﻗﺔ ﺣﺘﻰ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﺜﻞ ﻏﻼﻟﺔ ﺍﻟﺒﺼﻞ ﺛﻢ ﺍﺟﻌﻠﻬﺎ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺒﻨﺪﻗﺔ ﺍﻟﻤﺠﻮﻓﺔ ﺛﻢ‬
‫ﺍﺟﻌﻞ ﺗﻠﻚ ﻓﻲ ﺟﻮﻓﻬﺎ ﺛﻢ ﺑﺨﺮﻫﺎ ﺑﻘﻴﺮﺍﻃﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎء ﺍﻹﻟﻬﻲ ﺍﻟﻄﺎﻫﺮ ﺍﻟﻤﺸﺒﺐ‬
‫ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭﺓ ﺛﻢ ﺍﺩﻓﻨﻬﺎ ﺑﺮﻛﻦ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ‬
‫ﺍﻟﺸﺮﻗﻲ ﻭﻳﻜﻮﻥ ﻋﻤﻴﻘﺎ ﻗﺪﺭ ﻗﺎﻣﺔ ﻣﺒﻨﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﻟﺮﺧﺎﻡ ﺑﺤﻴﺚ ﺃﻥ ﻻ ﺗﺰﻭﻝ ﻭﻻ‬
‫ﻳﻘﺪﺭ ﺃﺣﺪ ﺃﻥ ﻳﺄﺧﺬﻫﺎ ﻭﻻ ﻳﺼﻞ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺪﻯ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﻭﺍﻷﺯﻣﺎﻥ ﻓﻤﺎ ﺩﺍﻡ ﺫﻟﻚ‬
 ‫ﺍﻟﻄﻠﺴﻢ ﻣﺪﻓﻮﻧﺎ ﻓﺈﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﺤﻞ ﻭﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﻋﺎﻣﺮﺓ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ‬
‫ﻣﺎﻟﻢ ﻳﺰﻭﻝ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻄﻠﺴﻢ ﻣﻦ ﻣﻜﺎﻧﻪ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﺒﺴﺘﺎﻥ ﻭﺍﻟﺒﻴﺖ ﻭ ﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﻭﻫﻮ‬
‫ﻋﺠﻴﺐ ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺍﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﺕ ﻓﺮﻋﺎ ﻣﻦ ﻧﻮﻉ ﺍﻟﻜﺮﻭﻡ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﻭﺭﻕ‬
‫ﺑﻄﺎﻟﻊ ﻋﻄﺎﺭﺩ ﻣﻦ ﻳﻮﻡ ﺍﻷﺭﺑﻌﺎء ﺛﻢ ﻃﻴﻨﻪ ﺑﻘﺪﺭ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﻗﺮﺍﺭﻳﻂ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎء‬
‫ﺍﻹﻟﻬﻲ ﺍﻟﻄﺎﻫﺮ ﺍﻟﻤﺸﺒﺐ ﻣﻤﺰﻭﺝ ﺑﻘﺪﺭ ﻭﺯﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎء ﺍﻹﻟﻬﻲ ﺍﻷﻭﻝ‬
‫ﺍﻟﻤﻔﺘﺎﺣﻲ ﺛﻢ ﺑﺨﺮﺕ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻘﻀﻴﺐ ﺑﻘﺪﺭ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﻗﺮﺍﺭﻳﻂ ﻣﻦ ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ‬
‫ﺛﻢ ﺟﻌﻠﺘﻪ ﻣﻨﺼﻮﺑﺎ ﻗﺎﺋﻤﺎ ﻓﻲ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺮﻳﺪ ﻓﺈﻥ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺩﺧﻞ ﺇﻟﻰ‬
‫ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻷﺟﻞ ﺍﻟﺨﻴﺎﻧﺔ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺮﻯ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻘﻀﻴﺐ ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺔ ﺍﻟﺜﻌﺒﺎﻥ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ‬
‫ﻭﻫﻮ ﻓﺎﺗﺢ ﻓﺎﻩ ﻣﻘﺒﻼ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﻫﻮ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﺒﻠﻌﻪ ﻓﻴﻔﺮ ﻫﺎﺭﺑﺎ ﻭﻛﺎﻧﺖ‬
‫ﺍﻟﺤﻜﻤﺎء ﺗﻀﻊ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﻠﺴﻢ ﻓﻲ ﺃﻣﺎﻛﻨﻬﻢ ﺧﻮﻓﺎ ﻣﻦ ﺍﻷﻋﺪﺍء ﻭﺍﻟﻠﺼﻮﺹ ‪.‬‬
‫ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺍﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﺕ ﻣﻦ ﺑﺴﺘﺎﻧﻚ ﺛﻤﺎﻧﻴﺔ ﺧﻮﺻﺎﺕ ﻣﻦ ﺧﻮﺹ ﺍﻟﻨﺨﻞ‬
‫ﺍﻟﺒﻠﺢ ﺛﻢ ﺻﻮﺭﺕ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﻣﻨﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻟﺤﻴﺎﺕ ﻭﺃﺭﺑﻌﺔ ﻣﻨﻬﻢ ﻋﻠﻰ‬
‫ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭﺏ ﺛﻢ ﺩﻓﻨﺖ ﻛﻞ ﺣﺒﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﻊ ﻋﻘﺮﺏ ﻭﺍﺣﺪ ﻓﻲ ﺭﻛﻦ ﻣﻦ‬
‫ﺃﺭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺒﺴﺘﺎﻥ ﻟﺘﻜﻮﻥ ﺍﻟﺜﻤﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭﺓ ﻓﻲ ﺃﺭﺑﻊ ﺃﺭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺒﺴﺘﺎﻥ ﻭﻳﻜﻮﻥ‬
‫ﺫﻟﻚ ﺑﻄﺎﻟﻊ ﻋﻄﺎﺭﺩ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻳﻠﻄﺦ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﺑﺎﻟﻤﺎء ﺍﻹﻟﻬﻲ ﻓﻘﻂ ﻭﺗﺒﺨﺮﻫﻢ ﺑﺴﺘﺔ‬
‫ﻗﺮﺍﺭﻳﻂ ﻣﻦ ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﻓﺈﻥ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺩﺧﻞ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺒﺴﺘﺎﻥ ﺑﺴﺒﺐ‬
‫ﺍﻷﺫﻯ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺮﻯ ﺃﺭﺽ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺒﺴﺘﺎﻥ ﻣﻶﻧﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭﺏ ﻭﺍﻟﺤﻴﺎﺕ ﻭﻫﻢ‬
‫ﻣﻘﺒﻠﻴﻦ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻴﻔﺮ ﻫﺎﺭﺑﺎ ﻣﻨﻬﻢ ﻭﻻ ﻳﻌﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺃﺑﺪﺍ ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﻠﺴﻢ‬
‫ﻣﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺤﻜﻤﺎء ﻭﺍﻟﻤﻠﻮﻙ ﻳﺤﺘﻔﻈﻮﻥ ﺑﻪ ﺑﺒﺴﺎﺗﻴﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺣﺎﺭﺱ ﻭﻫﻮ‬
‫ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺠﺎﺋﺐ ﺍﻟﻐﺮﻳﺒﺔ ﻭﻗﺪ ﺁﻥ ﻟﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺘﻢ ﺧﻮﺍﺹ ﺍﻟﻨﺒﺎﺕ ﻭﺍﷲ ﺃﻋﻠﻢ ‪.‬‬

‫ﻓﻲ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻥ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻓﻨﻘﻮﻝ ﺇﻋﻠﻢ ﻳﺎ ﺃﺧﻲ ﻭﻓﻘﻚ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺃﻥ‬
‫ﺍﻟﻘﺴﻢ ﻣﺨﺼﻮﺹ ﺑﺨﺼﺎﺋﺺ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻥ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﻟﺪﺍﺕ‬
‫ﺍﻟﺨﻤﺴﺔ ﻭﺍﷲ ﺃﻋﻠﻢ ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺍﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﺕ ﺟﺰءﺍ ﻣﻦ ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ‬
‫ﻭﺃﺭﺑﻌﺔ ﺃﺟﺰﺍء ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎء ﺍﻹﻟﻬﻲ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺸﺒﺐ ﺛﻢ ﺗﺸﺒﺐ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺭﺑﻌﺔ ﺃﺟﺰﺍء‬
‫ﻣﻦ ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺠﻤﺪ ﻟﻮﻗﺘﻪ ﻭﻻ ﺗﻘﻄﺮ ﺍﻟﻤﺎء ﻋﻨﻬﻤﺎ ﺑﻞ ﺩﻋﻬﻢ‬
‫ﻳﻤﺘﺰﺟﺎﻥ ﺛﻢ ﺍﺟﻌﻠﻪ ﻓﻲ ﻣﻜﺤﻠﺔ ﻣﺤﻜﻤﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﺟﺎﺝ ﺛﻢ ﺍﺩﻓﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻜﺤﻠﺔ ﻓﻲ‬
‫ﺃﻱ ﻣﻜﺎﻥ ﺗﺮﻳﺪ ﻓﻲ ﻣﺤﻞ ﺍﻟﻮﺳﻂ ﺳﻮﺍء ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳﻤﺮ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻃﻴﺮ ﻣﻦ‬
‫ﺍﻟﻄﻴﻮﺭ ﺇﻻ ﻭﻗﻊ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻟﻢ ﻳﻘﺪﺭ ﺃﻥ ﻳﻄﻴﺮ ﺃﺑﺪﺍ ﺣﺘﻰ ﻳﺆﺧﺬ ﺑﺎﻟﻴﺪ ﻭﻫﺬﺍ‬
‫ﺍﻟﻄﻠﺴﻢ ﻏﺮﻳﺐ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﻭﻋﻤﻠﻪ ﻣﺮﻗﻮﻧﺺ ﻣﻠﻚ ﻣﺼﺮ ﻭﻫﻮ ﺍﺑﻦ ﻣﻠﻚ ﺍﻟﺤﺒﺶ‬
‫ﻭﺳﻂ ﺑﺮﻛﺔ ﻭﺍﺳﻌﺔ ﻓﻜﺎﻥ ﻻ ﻳﻤﺮ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻟﺒﺮﻛﺔ ﻃﻴﺮﺍ ﺇﻻ ﻭﻗﻊ ﺣﺘﻰ ﺷﺒﻌﺖ‬
‫ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻴﻮﺭ ﻓﻲ ﺯﻣﺎﻧﻪ ﻭﺳﻤﺎﻫﺎ ﺻﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻄﻴﺮ ﻭﺫﻛﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻜﺎﻳﺔ‬
‫ﺍﻟﻤﻘﺮﻳﺰﻱ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﺨﻄﻒ ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺍﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﺕ ﻗﻤﺤﺔ ﻣﻦ ﺇﻛﺴﻴﺮ‬
 ‫ﺍﻟﺒﻴﺎﺽ ﺍﻟﺘﺎﻡ ﻭﻗﻤﺤﺔ ﻣﻦ ﺇﻛﺴﻴﺮ ﺍﻟﺤﻤﺮﺓ ﺍﻟﺘﺎﻡ ﻭﺳﺒﻌﺔ ﻗﻤﺤﺎﺕ ﻣﻦ ﺳﺒﻌﺔ‬
‫ﺃﻛﺎﻟﻴﻞ ﻭﺛﻼﺙ ﻗﻤﺤﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎء ﺍﻹﻟﻬﻲ ﻓﻴﻜﻮﻥ ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﺪﺩ ﺍﻟﺒﺮﻭﺝ‬
‫ﺍﻹﺛﻨﻲ ﻋﺸﺮ ﺛﻢ ﻭﺿﻌﺖ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻓﻲ ﺇﻛﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﺟﺎﺝ ﺛﻢ ﺍﺩﺧﺮﺗﻬﺎ ﻋﻨﺪﻙ ﻓﺈﺫﺍ‬
‫ﺃﺭﺩﺕ ﺍﻟﻌﺠﺐ ﻓﺎﺟﻌﻠﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺭﻣﺢ ﻋﺎﻟﻲ ﻭﺃﻧﺖ ﻓﻲ ﺧﻼء ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺮ ﻓﺈﻥ ﺟﻤﻴﻊ‬
‫ﺍﻟﻮﺣﻮﺵ ﺗﺄﺗﻲ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺮﻣﺢ ﻓﺘﺄﺧﺬ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﺗﺮﻳﺪ ﻭﺗﺘﺮﻙ ﻣﺎ ﺗﺮﻳﺪ ﻷﻧﻬﺎ ﻻ‬
‫ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﺬﻫﺎﺏ ﺣﺘﻰ ﺗﺄﺧﺬ ﺣﺎﺟﺘﻚ ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻮﺍﺳﺮ ﻻ ﻳﺆﺫﻱ‬
‫ﺃﺣﺪ ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﻠﺴﻢ ﻋﺠﻴﺐ ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻀﻌﻪ ﺍﻹﺳﻜﻨﺪﺭ ﻋﻨﺪ ﺳﻔﺮﻩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻐﺰﺍﺓ ‪.‬‬
‫ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺍﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﺕ ﻣﻦ ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻗﻤﺤﺔ ﻭﻣﻦ ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ‬
‫ﻗﻤﺤﺔ ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎء ﺍﻹﻟﻬﻲ ﻗﻤﺤﺘﺎﻥ ﻭﻣﻦ ﺇﻛﺴﻴﺮ ﺍﻟﺤﻤﺮﺓ ﻗﻤﺤﺔ ﺟﻤﻠﺔ ﺫﻟﻚ‬
‫ﺳﺒﻊ ﻗﻤﺤﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﻋﺪﺩ ﺍﻷﻓﻼﻙ ﺍﻟﺴﺒﻌﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﺛﻢ ﺍﺟﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺟﻮﻑ‬
‫ﺑﻨﺪﻗﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﺫﻫﺐ ﺛﻢ ﺍﺟﻌﻞ ﺍﻟﺒﻨﺪﻗﻴﺔ ﻓﻲ ﺟﻮﻑ ﺳﻤﻜﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺼﺪﻳﺮ ﺛﻢ ﺍﺟﻌﻠﻬﺎ‬
‫ﻋﻨﺪﻙ ﻣﺪﺧﻮﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﻭﻗﺖ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ﻓﺈﺫﺍ ﺃﺭﺩﺕ ﺃﻥ ﺗﺮﻯ ﺍﻟﻌﺠﺐ ﻓﺎﻧﺰﻝ ﻓﻲ‬
‫ﻗﺎﺭﺏ ﺻﻐﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﻋﻨﺪ ﺷﺮﻭﻕ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻭﻣﺘﻰ ﺳﺨﻨﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺴﻤﻜﺔ ﺍﻟﺘﻲ‬
‫ﻓﻲ ﺟﻮﻓﻬﺎ ﺍﻟﻄﻠﺴﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻀﺤﻰ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻭﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ‬
‫ﺍﻟﻨﺰﻭﻝ ﺑﻘﻴﺔ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﻓﺈﺫﺍ ﻧﺰﻟﺖ ﻓﺎﺟﻌﻞ ﺍﻟﺴﻤﻜﺔ ﻓﻲ ﻋﻴﻦ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻓﺈﺫﺍ‬
‫ﺃﺻﺎﺑﺘﻬﺎ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻭﺳﺨﻨﺖ ﻓﺈﻧﻚ ﺗﺮﻯ ﺍﻟﺴﻤﻚ ﻳﻨﺰﻝ ﻋﻠﻴﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺇﻟﻰ‬
‫ﻭﺳﻂ ﺍﻟﻘﺎﺭﺏ ﺃﻱ ﺍﻟﻤﺮﻛﺐ ﻓﺈﻥ ﻟﻢ ﺗﺪﺭﻙ ﺍﻟﺒﺮ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻭ ﺇﻻ ﻏﺮﻗﺖ ﻣﻦ ﻛﺜﺮﺓ‬
‫ﺍﻟﺴﻤﻚ ﻭ ﺇﻻ ﺍﻧﺰﻉ ﺍﻟﺴﻤﻜﺔ ﺍﻟﻘﺼﺪﻳﺮ ﻣﻦ ﻋﻴﻦ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺴﻤﻚ ﻳﺬﻫﺐ‬
‫ﻓﺎﻓﻬﻢ ﺫﻟﻚ ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺃﻥ ﺣﺎﻣﻞ ﺃﻱ ﺍﻹﻛﺴﻴﺮﻳﻦ ﺍﻟﺘﺎﻣﻴﻦ ﺍﻷﺑﻴﺾ‬
‫ﻭﺍﻷﺣﻤﺮ ﺇﺫﺍ ﺭﺃﻯ ﺟﻨﺲ ﺍﻟﻬﻮﺍﻡ ﺍﻟﻤﺆﺫﻳﺔ ﻭﻭﻗﻌﺖ ﻋﻴﻨﻬﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ‬
‫ﺍﻟﺬﻫﺎﺏ ﻭﻻ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﻭﻻ ﺍﻟﻤﺸﻲ ﺃﻣﺎﻣﻪ ﺃﺑﺪﺍ ﺣﺘﻰ ﺗﻘﺘﻞ ﺃﻭ ﺗﺄﺧﺬ ﺑﺎﻟﻴﺪ ﻭﺇﻥ‬
‫ﺗﻮﻟﻴﺖ ﻋﻨﻬﺎ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺬﻫﺐ ﺣﻴﺚ ﺃﺗﺖ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻭﺍﻟﺤﺸﺮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺆﺫﻳﺔ ﻣﺜﻞ‬
‫ﺍﻟﺜﻌﺒﺎﻥ ﻭﺍﻟﺤﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻘﺮﺏ ﻭﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﻠﺴﻢ ﺃﻋﺠﺐ ﻣﻤﺎ ﺗﻘﺪﻡ ‪ .‬ﻭﻣﻦ‬
‫ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺃﻧﻚ ﺃﻳﻀﺎ ﺇﻥ ﻛﻨﺖ ﺣﺎﻣﻼ ﻣﻦ ﺍﻹﻛﺴﻴﺮﻳﻦ ﻭﻗﺎﺑﻠﻚ ﺍﻟﻮﺣﻮﺵ ﺍﻟﻜﻮﺍﺳﺮ‬
‫ﻣﺜﻞ ﺍﻷﺳﺪ ﻭﺍﻟﺬﺋﺐ ﻭﺍﻟﺪﺏ ﻭﺍﻟﺨﻨﺰﻳﺮ ﻭﺍﻟﻨﻤﺮ ﻭﺍﻟﻔﻬﺪ ﻭﻣﺎ ﺃﺷﺒﻪ ﺫﻟﻚ ﻓﺈﻧﻬﻢ‬
‫ﻳﺄﺗﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻚ ﻭﻳﺨﻀﻌﻮﻥ ﻟﻚ ﻭﻳﺨﺒﻄﻮﻥ ﺑﺄﺫﻧﺎﺑﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻇﻬﻮﺭﻫﻢ‬
‫ﻭﺗﺬﺭﻑ ﺃﻋﻴﻨﻬﻢ ﺑﺎﻟﺪﻣﻮﻉ ﻣﻦ ﻫﻴﺒﺘﻚ ﻭﻻ ﻳﺆﺫﻭﻧﻚ ﺃﺑﺪﺍ ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺍﻧﻚ‬
‫ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﺕ ﻣﻦ ﺇﻛﺴﻴﺮ ﺍﻟﺒﻴﺎﺽ ﻗﻤﺤﺔ ﺛﻢ ﻣﺰﺟﺘﻬﺎ ﺑﻤﺎء ﺍﻟﻮﺭﺩ ﺛﻢ ﺃﻟﻘﻴﺘﻬﺎ‬
‫ﺑﺎﻟﻤﺎء ﺍﻟﻘﺮﺍﺡ ﻭﺃﺳﻘﻴﺖ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻔﺮﺱ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻟﺔ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺒﺮﺃ ﻣﻦ ﻣﺮﺿﻬﺎ ‪.‬‬
‫ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺍﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﺕ ﻣﻦ ﺇﻛﺴﻴﺮ ﺍﻟﺒﻴﺎﺽ‬
‫ﻗﻤﺤﺔ ﻭﻣﻦ ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻗﻤﺤﺔ ﻭﻣﻦ ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻗﻤﺤﺔ ﻭﻣﻦ ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ‬
‫ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ ﻗﻤﺤﺔ ﺛﻢ ﺟﻌﻠﺖ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻓﻲ ﻣﺎﺳﻮﺭﺓ‬
‫ﻣﻦ ﺍﻟﺰﺟﺎﺝ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﻠﻠﻮﺭ ﺛﻢ ﻋﻠﻘﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﻴﻞ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺄﻣﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺑﻴﺒﺔ ﻭﺍﻟﻤﻐﻞ‬
‫ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺤﻢ ﻭﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ ﻓﺎﻓﻬﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺳﺮﺍﺭ ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺃﻥ‬
‫ﺣﺎﻣﻞ ﺃﻱ ﺍﻹﻛﺴﻴﺮﻳﻦ ﺗﻔﺮ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﺸﻴﺎﻃﻴﻦ ﻭﻻ ﻳﻘﺮﺑﻮﺍ ﻣﻨﻪ ﺃﺑﺪﺍ ‪ .‬ﻭﻣﻦ‬
‫ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺍﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﺕ ﺳﺒﻌﺔ ﻗﻤﺤﺎﺕ ﺃﻭ ﺩﺭﺍﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺒﻌﺔ ﺍﻷﻛﺎﻟﻴﻞ‬
‫ﻭﺍﻟﺪﺭﺍﻫﻢ ﺃﺗﻢ ﻭﺃﻭﻟﻰ ﺛﻢ ﺧﺬ ﻣﻌﻬﻢ ﺩﺭﻫﻤﻴﻦ ﻣﻦ ﺇﻛﺴﻴﺮ ﺍﻟﺒﻴﺎﺽ ﻭﺍﻟﺤﻤﺮﺓ ﻣﻦ‬
‫ﻛﻞ ﺇﻛﺴﻴﺮ ﺩﺭﻫﻢ ﺛﻢ ﺍﺟﻌﻠﻬﻢ ﻓﻲ ﺇﻛﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﺟﺎﺝ ﺍﻟﺼﺎﻓﻲ ﻭ ﺍﻟﺒﻠﻠﻮﺭ ﺛﻢ‬
‫ﺍﺟﻌﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﻛﺮﺓ ﻓﻲ ﻣﺸﻤﻊ ﻭﻓﻮﻗﻪ ﺟﻮﺥ ﺃﺣﻤﺮ ﻭﻓﻮﻕ ﺍﻟﺠﻮﺥ ﺣﺮﻳﺮ ﺃﺣﻤﺮ‬
‫ﻓﻼ ﻳﺮﻓﻊ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﻠﺴﻢ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺱ ﺭﻣﺢ ﻋﺎﻟﻲ ﻓﻲ ﻣﻘﺪﻡ ﻋﺴﻜﺮ ﺇﻻ ﻭﻫﺰﻣﺖ‬
‫ﺃﻋﺪﺍءﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ ﺃﺭﺳﻄﺎﻟﻴﺲ ﻳﺄﻣﺮ ﺍﻹﺳﻜﻨﺪﺭ ﺑﺬﻟﻚ ﻓﻲ‬
‫ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻭﺍﻷﺳﻔﺎﺭ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺍﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﺕ ﻗﺪﺭ ﻗﻤﺤﺔ ﻣﻦ ﺇﻛﺴﻴﺮ‬
‫ﺍﻟﺒﻴﺎﺽ ﻭﻗﻤﺤﺔ ﻣﻦ ﺇﻛﺴﻴﺮ ﺍﻟﺤﻤﺮﺓ ﻭ ﻗﻤﺤﺔ ﻭﻣﻦ ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻭﻗﻤﺤﻪ ﻣﻦ‬
‫ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻭﺟﻤﻌﺘﻬﻢ ﻭﻋﻠﻘﺘﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺗﻴﺲ ﺍﻟﻤﺎﻋﺰ ﺃﻭ ﻋﻠﻰ ﻛﺒﺶ ﺍﻟﻐﻨﻢ ﺃﻭ‬
‫ﺯﻓﺘﻬﻢ ﺑﺎﻟﻤﺮﺍﺡ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺬﺋﺐ ﻻ ﻳﻘﺪﺭ ﺃﻥ ﻳﻘﺮﺏ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﺮﺍﺡ ﺃﺑﺪﺍ ﻭﺇﺫﺍ ﺟﺎء ﺇﻟﻴﻬﺎ‬
‫ﻳﻜﻮﻥ ﻫﻮ ﻭﺇﻳﺎﻫﻢ ﻛﺎﻹﺧﻮﺍﻥ ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺍﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﺕ ﻣﻦ ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﺍﻷﻭﻝ‬
‫ﻗﻤﺤﺔ ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺴﻮﺍﺩ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺰﻭﻳﺞ ﺍﻷﻭﻝ ﺩﺭﻫﻢ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺪﺧﺮﺍ ﻋﻨﺪﻙ ﺛﻢ‬
‫ﺑﺨﺮﺕ ﺑﻬﻢ ﺷﺠﺮﺓ ﻓﻮﻗﻬﺎ ﻃﻴﻮﺭ ﻭﻓﻲ ﺃﻧﻔﻚ ﻗﻄﻨﻪ ﻓﻴﻬﺎ ﺩﻫﻦ ﺍﻟﺒﻨﻔﺴﺞ ﻓﺈﻥ‬
‫ﺍﻟﻄﻴﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺸﺠﺮﺓ ﺑﻤﺠﺮﺩ ﻣﺎ ﻳﺸﻢ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺒﺨﻮﺭ ﻳﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ‬
‫ﻣﺼﺮﻭﻉ ﻓﻼ ﻳﻔﻴﻖ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﻏﺴﻠﺖ ﺭﺟﻠﻴﻪ ﺑﺎﻟﻤﺎء ﺍﻟﺴﺎﺧﻦ ﻭﺩﻫﻨﺖ ﻣﻨﻘﺎﺭﻩ‬
‫ﺑﺰﻳﺖ ﻃﻴﺐ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻔﻴﻖ ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺍﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺭﺩﺕ ﺃﻥ ﺗﺒﻴﻊ ﺩﻭﺍﺏ ﺑﺄﺣﺴﻦ‬
‫ﺑﻴﻊ ﻛﺎﻟﺨﻴﻞ ﻭﺍﻟﺒﻐﺎﻝ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻝ ﻭﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﻓﻨﻘﻂ ﺑﻴﻦ ﺃﻋﻴﻨﻬﻢ ﻧﻘﻄﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎء‬
‫ﺍﻟﻤﺸﺒﺐ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺒﺎﻉ ﺑﺄﺣﺴﻦ ﺑﻴﻊ ﻭﻛﻞ ﻣﻦ ﺭﺁﻫﺎ ﻻ ﻳﻘﺪﺭ ﺃﻥ ﻳﻔﺎﺭﻗﻬﺎ ‪ .‬ﻭﻣﻦ‬
‫ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺍﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﺕ ﻗﻤﺤﺔ ﻣﻦ ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻭ ﻗﻤﺤﺔ ﻣﻦ ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ‬
‫ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﺛﻢ ﺟﻤﻌﺖ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﺛﻢ ﺟﻌﻠﺘﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﺇﻛﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﺟﺎﺝ ﺛﻢ ﺩﻓﻨﺘﻬﻤﺎ ﻓﻲ‬
‫ﺑﺮﺝ ﺣﻤﺎﻡ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺬﺋﺐ ﻻ ﻳﻘﺪﺭ ﺃﻥ ﻳﻘﺮﺏ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺒﺮﺝ ﻭﻻ ﺍﻟﻘﻄﻂ ﻭﻻ‬
‫ﺍﻟﺜﻌﻠﺐ ﻭﻻ ﻳﺼﻠﻬﺎ ﺷﻲء ﺃﺑﺪﺍ ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺍﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﺕ ﺩﺭﻫﻢ ﻣﻦ‬
‫ﺍﻟﺴﻮﺍﺩ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺰﻭﻳﺞ ﺍﻷﻭﻝ ﺛﻢ ﺩﻓﻨﺘﻬﻢ ﻓﻲ ﺑﺮﺝ ﺍﻟﺤﻤﺎﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻌﺪﻭﻙ‬
‫ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺨﺮﺏ ﻭﻻ ﻳﺄﺗﻴﻪ ﺍﻟﺤﻤﺎﻡ ﺃﺑﺪﺍ ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺍﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺟﻌﻠﺖ ﻓﻲ ﺑﺮﺝ‬
‫ﺍﻟﺤﻤﺎﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻚ ﻭﻟﺼﺎﺣﺒﻚ ﺩﺭﻫﻤﺎ ﻣﻦ ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ ﻭﺟﻌﻠﺖ ﻓﻲ ﺑﺮﺝ‬
‫ﻋﺪﻭﻙ ﺩﺭﻫﻤﺎ ﻣﻦ ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺤﻤﺎﻡ ﻳﻨﺰﻝ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺒﺮﺝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﺮﺝ‬
‫ﺍﻵﺧﺮ ﻭﻳﺼﻴﺮ ﺍﻟﺤﻤﺎﻡ ﻛﻠﻪ ﻟﻚ ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺇﺫﺍ ﺑﻠﻌﺖ ﺍﻟﺤﻤﺎﻡ ﻣﻊ ﺍﻷﻛﻞ‬
‫ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻦ ﺇﻛﺴﻴﺮ ﺍﻟﺤﻤﺮﺓ ﻭﻳﻜﻮﻥ ﻣﺤﺒﻮﺳﺎ ﻋﻨﺪﻙ ﻓﻲ ﻗﻔﺺ ﺛﻢ ﺍﺫﺑﺤﻪ ﺑﻌﺪ‬
‫ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﻭﺧﺬ ﻛﺒﺪﻩ ﻭﺟﻔﻔﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻈﻞ ﻭﺑﻌﺪﻩ ﺍﺳﺤﻘﻪ ﻣﻊ ﻋﺸﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﻚ‬
‫ﺍﻟﺨﺎﻟﺺ ﺑﻤﺎء ﺍﻟﻮﺭﺩ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺼﻴﺮ ﻣﺴﻜﺎ ﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﻧﻈﻴﺮ ﺃﺑﺪﺍ ﻭﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺗﻜﺒﺒﻪ‬
 ‫ﻭﺗﺠﻌﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻈﻞ ﻭﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻮﺍﺹ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻭﺩﻋﻬﺎ ﺍﷲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎﺕ‬
‫ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺃﻋﺠﺐ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺇﺫﺍ ﻋﺮﻑ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﺻﻔﺎﺗﻬﺎ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺸﺎﻫﺪ ﻣﻦ‬
‫ﺍﻷﺳﺮﺍﺭ ﻣﻼ ﻋﻴﻦ ﺭﺃﺕ ﻭﻻ ﺃﺫﻥ ﺳﻤﻌﺖ ﻭﻻ ﺧﻄﺮ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺐ ﺑﺸﺮ ﺃﺑﺪﺍ ﻭﺍﷲ‬
‫ﺃﻋﻠﻢ ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺇﺫﺍ ﺟﻤﻌﺖ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺴﻮﺍﺩ ﺍﻷﻭﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﻡ ﺩﺭﻫﻢ‬
‫ﻭﻣﺜﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻮﺍﺩ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺰﻭﻳﺞ ﺍﻷﻭﻝ ﺛﻢ ﺟﻌﻠﺘﻬﻢ ﻓﻲ ﺟﻮﻑ ﺑﻨﺪﻗﺔ‬
‫ﻣﻦ ﺍﻻﺳﺮﺏ ﺍﻷﺳﻮﺩ ﺛﻢ ﺣﺮﺯﺗﻪ ﻓﻲ ﻗﻄﻌﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻠﺪ ﺍﻟﺴﺨﺘﻴﺎﻥ ﺍﻷﺳﻮﺩ ﺛﻢ‬
‫ﺣﻤﻠﺘﻪ ﻭﻣﺸﻴﺖ ﺑﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﺃﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻜﻼﺏ ﻻ ﺗﻨﺒﺢ ﻋﻠﻴﻚ ﺃﺑﺪﺍ‬
‫ﻭﻻ ﺗﺆﺫﻳﻚ ﻭﻳﺄﺗﻮﻥ ﺇﻟﻴﻚ ﻭﻳﻠﻌﺒﻮﻥ ﺑﺄﺫﻧﺎﺑﻬﻢ ﻭﻳﺨﻀﻌﻮﻥ ﻟﻚ ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ‬
‫ﺍﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻟﻚ ﺩﺍﺑﺔ ﻛﺎﻟﻔﺮﺱ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﻐﻞ ﺃﻭ ﺍﻟﺠﻤﻞ ﺃﻭ ﺍﻟﺤﻤﺎﺭ ﻭﻣﺎ ﺃﺷﺒﻪ ﺫﻟﻚ‬
‫ﺛﻢ ﺣﻤﻠﺖ ﻣﻌﻚ ﻋﺸﺮﺓ ﻗﻤﺤﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻭﻣﻀﻴﺖ ﺃﻣﺎﻡ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺪﺍﺑﺔ‬
‫ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺘﺒﻌﻚ ﻭﻟﻮ ﻛﻨﺖ ﻓﻲ ﺟﺪ ﺍﻟﺠﺮﻱ ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻜﺘﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﻓﺴﺒﺤﺎﻥ ﺍﻟﺤﻨﺎﻥ‬
‫ﺍﻟﻤﻨﺎﻥ ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺍﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﺕ ﻗﻤﺤﺔ ﻣﻦ ﺇﻛﺴﻴﺮ ﺍﻟﺒﻴﺎﺽ ﻭﻗﻤﺤﺘﻴﻦ‬
‫ﻣﻦ ﺇﻛﺴﻴﺮ ﺍﻟﺤﻤﺮﺓ ﻭﺃﺭﺑﻌﺔ ﻗﻤﺤﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎء ﺍﻹﻟﻬﻲ ﺍﻟﻤﺸﺒﺐ ﺍﻟﺠﺎﻣﺪ ﺛﻢ‬
‫ﻭﺿﻌﺘﻬﻢ ﻓﻲ ﻣﻜﺤﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﺟﺎﺝ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﻠﻠﻮﺭ‬
‫ﺻﻔﺤﺔ‪6‬‬
‫ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺃﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺭﺩﺕ ﺃﻥ ﺗﻔﻌﻞ ﻓﻲ ﺩﺍﺭ ﻋﺪﻭﻙ ﺃﻭ ﻣﻜﺎﻧﻪ‬
‫ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻓﺨﺬ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻮﺍﺩ ﺍﻷﻭﻝ ﺃﻭ ﺯﺟﺎﺝ ﺛﻢ ﺍﺩﻓﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﻭﺳﻂ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻓﻤﺎ‬
‫ﺩﺍﻡ ﻓﻴﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﻠﺴﻢ ﻣﺪﻓﻮﻧﺎ ﻓﺈﻧﻪ ﻯ ﻳﺄﺗﻴﻪ ﺛﻌﺒﺎﻥ ﻭﻻ ﺣﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﻓﻲ‬
‫ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﻡ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﻗﻤﺤﺎﺕ ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺴﻮﺍﺩ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺰﻭﻳﺞ ﺍﻷﻭﻝ ﻗﻤﺤﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ‬
‫ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎء ﺍﻹﻟﻬﻲ ﻗﺒﻞ ﻃﻬﻮﺭﻩ ﻭﻗﺒﻞ ﺗﺸﺒﻴﺒﻪ ﻗﻤﺤﺘﺎﻥ ﺛﻢ ﺍﺟﻌﻞ ﺛﻢ ﺍﺟﻌﻞ‬
‫ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻓﻲ ﺑﻨﺪﻗﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﺟﺎﺝ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺨﺮﻗﻪ ﺛﻢ ﺍﺟﻌﻠﻪ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻥ ﺍﻷﻋﺪﺍء ﻓﺈﻥ‬
‫ﺍﻟﺤﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﺜﻌﺎﺑﻴﻦ ﺗﺄﺗﻲ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻓﻴﺘﻀﺎﻳﻘﻮﻥ ﻭﻳﻔﺮﻭﻥ ﻫﺎﺭﺑﻴﻦ ﺃﻫﻞ‬
‫ﺍﻟﻤﺤﻞ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﺰﻭﻝ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻄﻠﺴﻢ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺗﻔﻌﻞ ﺑﺎﻟﻤﺪﺍﻳﻦ‬
‫ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺃﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﺕ ﺛﻼﺛﺔ ﻗﻤﺤﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ‬
‫ﻭﻣﺜﻠﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻭﻣﺜﻠﻬﺎ ﻣﻦ ﺇﻛﺴﻴﺮ ﺍﻟﺒﻴﺎﺽ ﺛﻢ ﺟﻌﻠﺘﻬﻢ ﻓﻲ ﺟﻮﻑ‬
‫ﻣﻜﺤﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﺟﺎﺝ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﻠﻠﻮﺭ ﺛﻢ ﺩﻓﻨﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﻭﺳﻂ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻧﺖ ﻓﻴﻪ‬
‫ﻓﺈﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻻ ﻳﻘﺮﺑﻪ ﻋﻘﺮﺏ ﺃﺑﺪﺍ ﻣﺎﺯﺍﻝ ﺫﻟﻚ ﻣﻮﺟﻮﺩﺍ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ‪.‬‬
‫ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺃﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺭﺩﺕ ﺃﻥ ﺗﻔﻌﻞ ﺿﺪ ﺫﻟﻚ ﻓﺨﺬ ﺛﻼﺙ ﻗﻤﺤﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻮﺍﺩ‬
‫ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﻡ ﺍﻷﻭﻝ ﻭﻣﺜﻠﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻮﺍﺩ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺰﻭﻳﺞ‬
‫ﺍﻷﻭﻝ ﻭﻣﺜﻠﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﺍﻷﻭﻝ ﺍﻟﺼﺎﻋﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻷﻭﻝ ﻛﻤﺎ ﺗﻘﺪﻡ ﻟﻚ ﺫﻟﻚ ﺛﻢ‬
‫ﺍﺟﻌﻞ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻓﻲ ﺟﻮﻑ ﺑﻨﺪﻗﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺻﺎﺹ ﺍﻷﺳﻮﺩ ﺛﻢ ﺍﺩﻓﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﻭﺳﻂ‬
‫ﻣﻜﺎﻥ ﺍﻷﻋﺪﺍء ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭﺏ ﻭﺍﻟﺜﻌﺎﺑﻴﻦ ﻭﺍﻟﺤﻴﺎﺕ ﺗﺄﺗﻲ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻣﻜﺎﻥ‬
‫ﺣﺘﻰ ﻳﻔﺮ ﺃﻫﻠﻪ ﻫﺎﺭﺑﻴﻦ ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺃﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﺕ ﺛﻼﺛﺔ ﻗﻤﺤﺎﺕ ﻣﻦ‬
‫ﺇﻛﺴﻴﺮ ﺍﻟﺒﻴﺎﺽ ﻭﺃﺭﺑﻌﺔ ﻗﻤﺤﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎء ﺍﻹﻟﻬﻲ ﺍﻟﻤﺸﺒﺐ ﺍﻟﻄﺎﻫﺮ ﺛﻢ ﺟﻌﻠﺘﻬﻢ‬
‫ﻓﻲ ﺟﻮﻑ ﻣﻜﺤﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﺟﺎﺝ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﻠﻠﻮﺭ ﻭﺩﻓﻨﺘﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﺗﻘﺪﻡ ﻓﻲ ﻭﺳﻂ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ‬
‫ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻧﺖ ﻓﻴﻪ ﻓﺈﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻻ ﻳﻘﺮﺑﻪ ﺍﻟﺒﻖ ﻭﻻ ﻳﺄﺗﻲ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﺇﺫﺍ ﺃﺭﺩﺕ ﺃﻥ‬
‫ﺗﻔﻌﻞ ﺿﺪ ﺫﻟﻚ ﺑﻌﺪﻭﻙ ﻓﺨﺬ ﻗﻤﺤﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻮﺍﺩ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺰﻭﻳﺞ ﺍﻷﻭﻝ‬
‫ﻭﺃﺭﺑﻌﺔ ﻗﻤﺤﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎء ﺍﻹﻟﻬﻲ ﺍﻟﻐﻴﺮ ﻣﻄﻬﺮ ﻭﻻ ﻣﺸﺒﺐ ﺛﻢ ﺻﻴﺮﺕ ﺫﻟﻚ‬
‫ﻓﻲ ﺑﻨﺪﻗﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺻﺎﺹ ﺍﻷﺳﻮﺩ ﺛﻢ ﺩﻓﻨﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺒﻨﺪﻗﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺤﻞ ﺍﻟﺬﻱ‬
‫ﺗﺮﻳﺪ ﻓﺈﻧﻚ ﺗﺮﻯ ﺍﻟﻌﺠﺐ ﻣﻦ ﺇﻗﺒﺎﻝ ﺍﻟﺒﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﻷﻥ ﺍﻟﺒﻖ ﺗﺤﺖ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻄﻠﺴﻢ‬
‫ﻭﻳﺴﻌﻰ ﺇﻟﻴﻪ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻭﻻ ﺗﻔﺼﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﺛﻢ ﺍﺟﻌﻠﻪ ﻓﻲ ﻣﻜﺤﻠﺔ ﻣﻦ‬
‫ﺍﻟﺰﺟﺎﺝ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﻠﻠﻮﺭ ﺛﻢ ﺍﺩﻓﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﻭﺳﻂ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻧﺖ ﻓﻴﻪ ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳﻘﺮﺑﻪ‬
‫ﻧﺎﻣﻮﺱ ﺃﺑﺪﺍ ﻣﺎﺩﺍﻡ ﻓﻴﻪ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻄﻠﺴﻢ ﻣﻮﺟﻮﺩ ﻓﻴﻪ ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺃﻧﻚ ﺇﺫﺍ‬
‫ﺃﺧﺬﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻮﺍﺩ ﺍﻷﻭﻝ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﻡ ﻗﻴﺮﺍﻃﺎﻥ ﻭﻣﻦ ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﺍﻷﻭﻝ‬
‫ﻗﻴﺮﺍﻁ ﺛﻢ ﺟﻌﻠﺘﻬﻢ ﻓﻲ ﺟﻮﻑ ﺑﻨﺪﻗﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺮﺏ ﺍﻷﺳﻮﺩ ﺛﻢ ﺩﻓﻨﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﻭﺳﻂ‬
‫ﻣﻜﺎﻥ ﺍﻟﻌﺪﻭ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻨﺎﻣﻮﺱ ﺗﺄﺗﻲ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻣﻜﺎﻥ ﺣﺘﻰ ﻳﺮﺣﻞ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ‬
‫ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻭﻳﻬﺮﺏ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﺰﻭﻝ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﻄﻠﺴﻢ ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺃﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﺕ‬
‫ﺳﺒﻌﺔ ﻗﺮﺍﺭﻳﻂ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺒﻌﺔ ﺃﻛﺎﻟﻴﻞ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺇﻛﻠﻴﻞ ﻗﻴﺮﺍﻁ ﺛﻢ ﺟﻌﻠﺘﻬﻢ ﻓﻲ ﺟﻮﻑ‬
‫ﻣﻜﺤﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﺟﺎﺝ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﻠﻠﻮﺭ ﺛﻢ ﺩﻓﻨﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﻭﺳﻂ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻧﺖ ﻓﻴﻪ ﻓﻼ‬
‫ﻳﻘﺮﺑﻪ ﺑﺮﻏﻮﺙ ﺃﺑﺪﺍ ﻣﺎﺩﺍﻡ ﺍﻟﻄﻠﺴﻢ ﻣﻮﺟﻮﺩ ﻓﻴﻪ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺃﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﺕ‬
‫ﺃﺭﺑﻌﺔ ﻗﺮﺍﺭﻳﻂ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻮﺍﺩ ﺍﻷﻭﻝ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺰﻭﻳﺞ ﺍﻷﻭﻝ ﺛﻢ ﺟﻌﻠﺘﻬﺎ ﻓﻲ‬
‫ﺟﻮﻑ ﺑﻨﺪﻗﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺮﺏ ﺍﻷﺳﻮﺩ ﺛﻢ ﺩﻓﻨﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﻭﺳﻂ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺮﻳﺪﻩ‬
‫ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺒﺮﺍﻏﻴﺚ ﺗﺄﺗﻲ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻣﻜﺎﻥ ﺣﺘﻰ ﻳﻬﺮﺑﻮﺍ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ‪ .‬ﻭﻣﻦ‬
‫ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺃﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﺕ ﻣﻦ ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻗﻤﺤﺔ ﻭﻣﻦ ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ ﻗﻤﺤﺔ‬
‫ﻭﻣﻦ ﺇﻛﺴﻴﺮ ﺍﻟﺒﻴﺎﺽ ﻗﻤﺤﺔ ﺛﻢ ﻣﺰﺟﺘﻬﻢ ﺑﻤﺎء ﺍﻟﻮﺭﺩ ﺛﻢ ﺍﺧﻠﻂ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﺎء‬
‫ﺑﺎﻟﻤﺎء ﺍﻟﺴﺨﻦ ﺛﻢ ﺍﻏﺘﺴﻞ ﺑﻪ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻘﻤﻞ ﻻ ﻳﻘﺮﺏ ﺇﻟﻴﻚ ﻓﻲ ﺑﻘﻴﺔ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﻻ‬
‫ﺗﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﻭﻫﻮ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺮﺍﺭ ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺃﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﺕ ﻣﻦ‬
‫ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻗﻴﺮﺍﻁ ﻭﻣﻦ ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻗﻴﺮﺍﻁ ﻭﻣﻦ ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ ﻗﻴﺮﺍﻁ‬
‫ﻭﻣﻦ ﺇﻛﺴﻴﺮ ﺍﻟﺒﻴﺎﺽ ﻗﻴﺮﺍﻁ ﺛﻢ ﺟﻌﻠﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺭﺑﻌﺔ ﻗﺮﺍﺭﻳﻂ ﻭﺣﺪﻫﻢ ﻓﻲ ﺟﻮﻑ‬
‫ﺑﻨﺪﻗﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﺟﺎﺝ ﻭﺛﻼﺛﺔ ﺑﻨﺎﺩﻕ ﻣﺜﻠﻬﺎ ﺛﻢ ﺩﻓﻨﺖ ﺫﻟﻚ ﺍﻷﺭﺑﻌﺔ ﻓﻲ ﺃﺭﺑﻊ ﺃﺭﻛﺎﻥ‬
‫ﺍﻟﺒﺴﺘﺎﻥ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺭﻛﻦ ﺑﻨﺪﻗﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺰﺭﻉ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺤﻨﻄﺔ ﻭﺍﻟﺸﻌﻴﺮ ﻭﺍﻟﻔﻮﻝ‬
‫ﻭﺍﻟﺒﻄﻴﺦ ﻭﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﻣﻤﺎ ﻳﺄﻛﻞ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻔﺎﺭ ﻭﺍﻟﺪﻭﺩ ﻭﺍﻵﻓﺎﺕ ﻻ ﺗﻘﺮﺏ ﺫﻟﻚ‬
‫ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺃﺑﺪﺍ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻄﻠﺴﻢ ﻓﻲ ﺑﻴﺖ ﻻ ﻳﻘﺮﺏ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻭﻻ‬
‫ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻧﺖ ﻓﻴﻪ ﻓﺎﺭ ﺃﺑﺪﺍ ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺃﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻮﺍﺩ‬
‫ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﻡ ﻗﻴﺮﺍﻁ ﻭﻣﻦ ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﺍﻷﻭﻝ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺰﻭﻳﺞ ﺍﻷﻭﻝ‬
‫ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﻡ ﻗﻴﺮﺍﻁ ﻭﻣﻦ ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﺍﻷﻭﻝ ﻗﻴﺮﺍﻁ ﺛﻢ ﺟﻤﻌﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺭﺑﻌﺔ ﻓﻲ‬
 ‫ﺟﻮﻑ ﺑﻨﺪﻗﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺻﺎﺹ ﺍﻷﺑﻴﺾ ﺛﻢ ﺩﻓﻨﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﻭﺳﻂ ﺑﻴﺖ ﻋﺪﻭﻙ ﺍﻟﺬﻱ‬
‫ﺗﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﺎﺭ ﻳﺄﺗﻲ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻣﻜﺎﻥ ﻳﺄﻛﻠﻮﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﺎ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﻭﻳﺄﻛﻠﻮﻥ‬
‫ﺁﺫﺍﻧﻬﻢ ﻭ ﻣﻨﺎﺧﻴﺮﻫﻢ ﻭﻫﻢ ﻧﺎﺋﻤﻮﻥ ﻭﻳﻬﺮﺑﻮﻥ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻣﺎﺩﺍﻡ ﺍﻟﻄﻠﺴﻢ‬
‫ﻣﻮﺟﻮﺩﺍ ﻓﻴﻪ ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺃﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﺕ ﻗﻴﺮﺍﻁ ﻭﻣﻦ ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻭ‬
‫ﻗﻴﺮﺍﻁ ﻭﻣﻦ ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻭ ﻗﻴﺮﺍﻁ ﻭﻣﻦ ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ ﻭ ﻗﻴﺮﺍﻁ ﻭﻣﻦ‬
‫ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﻭﻗﻴﺮﺍﻁ ﻣﻦ ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ ﻭﻗﻴﺮﺍﻁ ﻣﻦ ﺇﻛﺴﻴﺮ ﺍﻟﺒﻴﺎﺽ ﺛﻢ‬
‫ﺟﻌﻠﺖ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻓﻲ ﺟﻮﻑ ﺷﺨﺺ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﺛﻢ ﺟﻌﻠﺖ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﻓﻲ ﺟﻮﻑ‬
‫ﺑﻠﻠﻮﺭ ﺛﻢ ﺩﻓﻨﺘﻪ ﻓﻲ ﻭﺳﻂ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻧﺖ ﻓﻴﻪ ﺃﻭ ﻣﺤﻞ ﻣﺎ ﺗﺮﻳﺪ ﺃﻭ ﻓﻲ‬
‫ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﻣﺪﻓﻮﻧﺎ ﻓﻴﻪ ﻋﻤﻖ ﻗﺎﻣﺔ ﻭﻧﺼﻒ ﻓﺈﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻻ ﻳﻘﺮﺑﻪ‬
‫ﺍﻟﺬﺑﺎﺏ ﻣﺎﺩﺍﻡ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻄﻠﺴﻢ ﻓﻴﻪ ﻓﺎﻋﻠﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺳﺮﺍﺭ ﻳﺎ ﺃﺧﻲ ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ‬
‫ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺮ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﺃﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﺕ ﺃﺭﻧﺒﺎ ﻣﻦ ﺍﻷﺭﺍﻧﺐ ﻓﻲ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﺍﻟﻬﻼﻝ ﺛﻢ‬
‫ﺫﺑﺤﺘﻪ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻌﺸﺎء ﻓﻲ ﺳﺎﻋﺔ ﺍﻟﻘﻤﺮ ﺑﺴﻜﻴﻨﺔ ﻣﻄﻠﻴﺔ ﺑﺎﻟﻤﺎء ﺍﻹﻟﻬﻲ ﺛﻢ ﺃﺧﺬﺕ‬
‫ﻣﻦ ﺩﻣﻪ ﻣﺎ ﺗﺮﻳﺪ ﻭﺇﻥ ﺻﻔﻴﺘﻪ ﻛﻠﻪ ﻓﻲ ﺩﺳﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ ﻭﻟﻢ ﺗﺪﻉ ﻗﻄﺮﺓ‬
‫ﺗﻨﺰﻝ ﻣﻦ ﺩﻣﻪ ﻓﻬﻮ ﺃﺟﻮﺩ ﺛﻢ ﺃﺧﺬﺕ ﻭﺻﻞ ﺍﻟﺪﺳﺖ ﺟﻴﺪﺍ ﺛﻢ ﺭﻛﺒﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﻛﺎﻧﻮﻥ‬
‫ﻭ ﻭﻗﺪﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺤﻄﺐ ﺍﻟﺼﻔﺼﺎﻑ ﻭﺍﻟﻌﻨﺐ ﻭﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻫﺬﺍ ﻛﻠﻪ ﺑﻄﺎﻟﻊ‬
‫ﺍﻟﻘﻤﺮ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺍﻟﺴﺎﺩﺳﺔ ﻣﻦ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻻﺛﻨﻴﻦ ﺛﻢ ﺃﻭﻗﺪﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﺣﺘﻰ ﻳﺤﺘﺮﻕ‬
‫ﺍﻟﺪﻡ ﻭﻳﺼﻴﺮ ﺭﻣﺎﺩﺍ ﻧﺰﻟﻪ ﻭﺑﺮﺩﻩ ﻭﺍﺣﺘﺮﺯ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺮﻣﺎﺩ ﻓﺈﻥ ﻓﻴﻪ ﺳﺮ ﻋﻈﻴﻢ ﺛﻢ‬
‫ﺍﺩﻓﻦ ﺍﻷﺭﻧﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﺫﺑﺤﺘﻪ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻥ ﻻ ﺗﻄﻠﻊ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻓﺈﻧﻬﺎ‬
‫ﺇﺫﺍ ﻃﻠﻌﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻗﺒﻞ ﺩﻓﻨﻪ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻻ ﻳﺼﻠﺢ ﺃﺑﺪﺍ ﻭﺭﺑﻤﺎ ﻣﺎﺕ ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ ﻓﺎﻓﻬﻢ‬
‫‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﻣﺎﺩ ﺃﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺧﻠﻄﺖ ﻗﺪﺭ ﻗﻴﺮﺍﻁ ﺑﻤﺜﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻷﺭﺑﻊ‬
‫ﺗﺴﺎﻭﻳﺪ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻷﻭﺳﻂ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻜﻠﻤﻨﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ‬
‫ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺗﺄﺧﺬ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﻗﺮﺍﺭﻳﻂ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺳﻮﺍﺩ ﻭﻣﻦ ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﺍﻷﻭﻝ ﻗﻴﺮﺍﻁ ﺛﻢ‬
‫ﺗﻌﺠﻦ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﺑﺸﻲء ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎء ﺍﻹﻟﻬﻲ ﺍﻟﻤﺸﺒﺐ ﺍﻟﺠﺎﻣﺪ ﺗﺠﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺑﻨﺪﻗﺔ‬
‫ﻭﺗﺠﻌﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﺟﻮﻑ ﺃﻛﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻀﺔ ﺛﻢ ﺍﺩﺧﺮﻫﺎ ﻋﻨﺪﻙ ﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ﻓﺈﺫﺍ‬
‫ﺃﺭﺩﺕ ﺃﻥ ﺗﺮﻯ ﺳﺮﻫﺎ ﻓﺎﺣﻤﻠﻬﺎ ﻣﻌﻚ ﻭﺍﺫﻫﺐ ﺣﻴﺚ ﺷﺌﺖ ﻓﺈﻧﻚ ﺗﺨﺘﻔﻲ ﻋﻦ‬
‫ﺃﻋﻴﻦ ﺍﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎﺕ ﻭ ﻻ ﻳﺮﺍﻙ ﺃﺣﺪ ﻣﺎﺩﻣﺖ ﺣﺎﻣﻠﻬﺎ ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﻠﺴﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺠﺎﺋﺐ‬
‫ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮﻩ ﺃﺑﻮ ﻣﺴﻠﻤﺔ ﺍﻟﻤﺠﺮﻳﻄﻲ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺍﻟﻤﺴﻤﻰ ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻓﺎﻓﻬﻢ ‪.‬‬
‫ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺃﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﺕ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺪﻡ ﺛﻢ ﺧﻠﻄﺘﻪ ﺑﺮﺑﻌﻪ ﻣﻦ ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ‬
‫ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ ﻭﻋﺠﻨﺘﻪ ﺑﻘﺪﺭ ﺳﺪﺳﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎء ﺍﻹﻟﻬﻲ ﺍﻷﻭﻝ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻤﻔﺘﺎﺡ ﺛﻢ‬
‫ﻋﻤﻠﺘﻪ ﺑﻨﺪﻗﺔ ﺛﻢ ﺟﻌﻠﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺑﻨﺪﻗﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻀﺔ ﻭﻳﻜﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﺑﻄﺎﻟﻊ ﺍﻟﻘﻤﺮ ﻣﻦ‬
‫ﻳﻮﻡ ﺍﻻﺛﻨﻴﻦ ﺛﻢ ﺍﺩﺧﺮﻫﺎ ﻋﻨﺪﻙ ﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻓﺈﺫﺍ ﺃﺭﺩﺕ ﺃﻥ ﺗﺮﻯ ﺳﺮﻫﺎ‬
‫ﻓﺎﺟﻌﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺭﻣﺢ ﻋﺎﻟﻲ ﻭﺍﺧﺮﺝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﻼء ﻓﺈﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻷﺭﺍﻧﺐ ﺗﺄﺗﻲ ﺇﻟﻴﻚ‬
‫ﻣﻦ ﻛﻞ ﺟﺎﻧﺐ ﻓﺨﺬ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﺷﺌﺖ ﻭﺍﺗﺮﻙ ﻣﺎ ﺷﺌﺖ ﻓﺎﻋﻠﻢ ﺫﻟﻚ ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ‬
‫ﺃﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﺕ ﺣﺠﺮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺧﺎﻡ ﺍﻷﺳﻮﺩ ﺛﻢ ﺻﻮﺭﺕ ﻣﻨﻪ ﻗﺮﺩ ﺑﻄﺎﻟﻊ ﺯﺣﻞ ﺛﻢ‬
‫ﺗﺄﺧﺬ ﻗﺮﺩﺍ ﺻﻐﻴﺮﺍ ﺟﺪﺍ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﻨﺪﻙ ﻓﺎﺫﺑﺤﻪ ﺑﻄﺎﻟﻊ ﺯﺣﻞ ﺛﻢ ﺑﺨﺮ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻘﺮﺩ‬
‫ﺍﻟﺤﺠﺮﺓ ﺑﺸﻌﺮﻩ ﻭﺩﻣﻪ ﻭﺷﻲء ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻮﺍﺩ ﺍﻷﻭﻝ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﻡ‬
‫ﻭ ﻗﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻮﺍﺩ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺰﻭﻳﺞ ﺍﻷﻭﻝ ﻭ ﺷﻲء ﻳﺴﻴﺮ ﻣﻦ‬
‫ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﺍﻷﻭﻝ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺗﻠﻄﺨﻬﻢ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﺑﺪﻡ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻘﺮﺩ ﺛﻢ ﺍﺣﺮﻕ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻘﺮﺩ‬
‫ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻳﺼﻴﺮ ﺭﻣﺎﺩﺍ ﻭ ﺍﺟﻌﻠﻪ ﻓﻲ ﻭﻋﺎء ﻣﻦ ﺭﺻﺎﺹ ﺃﺳﻮﺩ ﻭ ﺍﺩﻓﻨﻪ ﺗﺤﺖ‬
‫ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻘﺮﺩ ﺍﻟﺤﺠﺮ ﻭﻳﻜﻮﻥ ﻣﻨﺼﻮﺑﺎ ﻋﻠﻰ ﻗﻄﻒ ﻋﺎﻣﻮﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺠﺮ ﺍﻷﺳﻮﺩ‬
‫ﻇﺎﻫﺮﺍ ﺑﺤﻴﺚ ﻳﺮﺍﻩ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺍﻟﻘﺒﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﺏ ﻛﻨﺰ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﻤﻨﻔﺮﺩﺓ‬
‫ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺮﻳﺔ ﺃﻭ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻥ ﺗﺪﻓﻦ ﻓﻴﻪ ﻣﺎﻟﻚ ﻓﻤﻦ ﺭﺃﻯ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻘﺮﺩ ﻣﻦ ﺑﻌﻴﺪ ﺃﻭ ﻣﻦ‬
‫ﻗﺮﻳﺐ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻘﻒ ﻣﻜﺎﻧﻪ ﻭﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﺬﻫﺎﺏ ﺃﺑﺪﺍ ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺃﻟﻒ ﺭﺟﻞ ﻻ‬
‫ﻳﺰﺍﻟﻮﺍ ﻭﺍﻗﻔﻴﻦ ﺑﺎﻫﺘﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻳﻤﻮﺗﻮﺍ ﻭﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺃﻋﺠﺐ ﺍﻟﻌﺠﺎﺋﺐ ‪ ،‬ﻭﻗﺪ ﺻﻨﻊ‬
‫ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﻠﺴﻢ ﻫﺮﻣﺲ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ ﺑﻤﺪﻳﻨﺔ ﻓﻲ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﻮﺍﺣﺎﺕ ﺑﺎﻟﺼﻌﻴﺪ ﻭ ﻛﻨﺰ‬
‫ﻣﺎﻟﻪ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﺫﻛﺮ ﻋﻨﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻜﺎﻳﺔ ﺻﺎﺣﺐ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﺨﻄﻒ ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ‬
‫ﺃﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﺕ ﻗﻄﻌﺔ ﻣﻦ ﺭﺧﺎﻡ ﺃﺑﻴﺾ ﺛﻢ ﻗﺴﻤﺘﻬﺎ ﻧﺼﻔﻴﻦ ﺛﻢ ﺻﻮﺭﺕ ﻋﻘﺎﺑﻴﻦ‬
‫ﺫﻛﺮ ﻭﺃﻧﺜﻰ ﺛﻢ ﺫﺑﺤﺖ ﻟﻬﻞ ﺫﻛﺮ ﻭﺃﻧﺜﻰ ﺛﻢ ﺃﻟﻄﺦ ﺍﻟﺬﻛﺮ ﺑﺪﻡ ﺍﻟﺬﻛﺮ ﻭﺍﻷﻧﺜﻰ ﺑﺪﻡ‬
‫ﺍﻷﻧﺜﻰ ﺛﻢ ﺑﺨﺮ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻌﻘﺎﺑﻴﻦ ﺑﺮﻳﺶ ﻛﻞ ﺷﻜﻞ ﺑﺸﻜﻠﻪ ﻣﻊ ﺷﻲء ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻔﺘﺎﺡ‬
‫ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﻣﺠﺒﻮﻻ ﺑﺸﻲء ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻔﺘﺎﺡ ﺍﻷﻭﻝ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﻭﺯﻥ ﻭﻳﻜﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﺑﻄﺎﻟﻊ‬
‫ﻋﻄﺎﺭﺩ ﻣﻦ ﻳﻮﻡ ﺍﻷﺭﺑﻌﺎء ﺛﻢ ﺃﻣﺮﻕ ﺍﻟﻔﺎﺿﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻘﺎﺑﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻳﺼﻴﺮﻭﺍ‬
‫ﺭﻣﺎﺩﺍ ﻭﺿﻊ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻭﺣﺪﻩ ﻓﻲ ﺟﻮﻑ ﺇﻧﺎء ﻣﺪﻓﻮﻧﺎ ﺗﺤﺖ ﺭﺟﻠﻲ ﻗﺮﻳﻨﻪ‬
‫ﻣﻐﺼﻮﺑﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﻗﻄﻌﺘﻴﻦ ﻋﺎﻣﻮﺩﻳﺘﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺧﺎﻡ ﺍﻷﺑﻴﺾ ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻥ ﻧﺼﺒﺘﻪ‬
‫ﻋﻠﻰ ﺑﺎﺏ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﻓﺈﻥ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺩﺧﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻣﻦ‬
‫ﺍﻟﺠﻮﺍﺳﻴﺲ ﻓﺈﻥ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻌﻘﺒﺎﻥ ﻳﺼﻴﺤﻮﻥ ﺻﻴﺤﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺤﻜﻤﺎء‬
‫ﺗﻀﻊ ﺫﻟﻚ ﻟﻤﻠﻮﻛﻬﻢ ﻓﻲ ﻗﺪﻳﻢ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﺧﻮﻓﺎ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻷﻋﺪﺍء ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ‬
‫ﺍﻟﻌﻘﺎﺑﻴﻦ ﻣﻨﺼﻮﺑﻴﻦ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻥ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻠﺼﻮﺹ ﺑﻤﺠﺮﺩ ﻣﺎ ﻳﺪﺧﻠﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ‬
‫ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻓﺈﻧﻬﻢ ﻳﺼﻴﺤﻮﻥ ﺻﻴﺤﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﺣﺘﻰ ﻳﻔﻄﻦ ﺑﻬﻢ ﺃﻫﻞ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﺤﻞ‬
‫ﻭﻫﻮ ﻣﻦ ﺃﻋﺠﺐ ﺍﻟﻄﻼﺳﻢ ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺃﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺧﺎﻡ ﺍﻷﺻﻔﺮ‬
‫ﺃﻭ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﺍﻷﺣﻤﺮ ﻭﻫﻮ ﺍﻷﺗﻢ ﺛﻢ ﺻﻮﺭﺕ ﻓﻴﻬﺎ ﺻﻮﺭﺓ ﺃﺳﺪ ﺑﻄﺎﻟﻊ ﺍﻷﺳﺪ‬
‫ﻭﺍﻟﺸﻤﺲ ﺛﻢ ﺫﺑﺤﺖ ﻟﻪ ﻗﻂ ﺻﻐﻴﺮ ﺃﺻﻔﺮ ﺛﻢ ﻟﻄﺨﺘﻪ ﺑﺪﻣﻪ ﻣﻊ ﺷﻲء ﻳﺴﻴﺮ ﻣﻦ‬
‫ﺍﻟﻤﺎء ﺍﻹﻟﻬﻲ ﺍﻟﻄﺎﻫﺮ ﺍﻟﻤﺸﺒﺐ ﺛﻢ ﺧﺮﺯﺗﻪ ﻓﻲ ﻗﻄﻌﺔ ﺣﺮﻳﺮ ﺃﺻﻔﺮ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ‬
‫ﺗﺤﺮﻕ ﺷﻴﺌﺎ ﻳﺴﻴﺮﺍ ﻣﻦ ﺷﻌﺮ ﺍﻟﻘﻂ ﻣﻊ ﻗﺪﺭ ﻗﻤﺤﺔ ﻣﻦ ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻭﻣﺜﻠﻪ‬
‫ﻣﻦ ﺇﻛﺴﻴﺮ ﺍﻟﺤﻤﺮﺓ ﺛﻢ ﺍﺩﺧﺮﻩ ﻋﻨﺪﻙ ﻣﺮﻓﻮﻋﺎ ﺇﻟﻰ ﻭﻗﺖ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﺈﺫﺍ‬
‫ﺃﺭﺩﺕ ﺃﻥ ﺗﺮﻯ ﺳﺮّﻩ ﻓﺎﺣﻤﻠﻪ ﻣﻌﻚ ﻓﻲ ﻭﻗﺖ ﺳﻔﺮﻙ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺮ ﻓﺈﻥ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻃﻠﻊ‬
‫ﻋﻠﻴﻚ ﻭﺃﻧﺖ ﻭﺣﺪﻙ ﺃﻭ ﻓﻲ ﻗﺎﻓﻠﺔ ﻓﺈﻧﻬﻢ ﻳﺮﻭﻥ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺃﺳﺒﺎﻉ ﻛﻮﺍﺳﺮ ﺩﺍﻳﺮﺓ ﺑﻚ‬
‫ﻣﻦ ﺍﻷﺭﺑﻊ ﺟﻬﺎﺕ ﻭﻫﻢ ﻣﻘﺒﻠﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﺼﻮﺹ ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺄﻛﻠﻮﻧﻬﻢ ﻓﻴﻔﺮﻭﺍ‬
‫ﻫﺎﺭﺑﻴﻦ ﻣﻨﻬﻢ ﻭ ﻻ ﻳﻘﺪﺭﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺄﺧﺬﻭﺍ ﻣﻨﻜﻢ ﺷﻴﺌﺎ ﺃﺑﺪﺍً ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺃﻧﻚ‬
‫ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﺕ ﺭﻗﺒﺔ ﻭﺯﻩ ﺑﻠﺪﻳﺔ ﻓﺎﺭﻏﺔ ﺛﻢ ﻏﺴﻠﺘﻬﺎ ﻭﻣﻠﺤﺘﻬﺎ ﻭﺭﻓﻌﺘﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ‬
‫ﻭﻫﻲ ﻃﺮﻳﺔ ﺣﺘﻰ ﺗﻜﻮﻥ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﺭﻃﺒﺔ ﻭﻳﻜﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﺑﻄﺎﻟﻊ ﺍﻟﻘﻤﺮ ﻭﻫﻮ ﻓﻲ ﺑﺮﺝ‬
‫ﺍﻟﺴﺮﻃﺎﻥ ﺛﻢ ﺑﺨﺮﺗﻬﺎ ﺑﻘﺪﺭ ﻗﻴﺮﺍﻁ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎء ﺍﻷﻭﻝ ﺍﻟﻤﻔﺘﺎﺡ ﻭﻣﺜﻠﻪ ﻣﻦ‬
‫ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﻣﻊ ﺷﻲء ﻳﺴﻴﺮ ﻣﻦ ﺭﻳﺶ ﺍﻟﻮﺯﺓ ﺛﻢ ﺍﺩﺧﺮﺗﻪ ﺇﻟﻰ ﻭﻗﺖ‬
‫ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ﻓﺈﺫﺍ ﺃﺭﺩﺕ ﺃﻥ ﺗﺮﻯ ﺳﺮّﻩ ﻓﺨﺬ ﻣﻌﻚ ﺇﺫﺍ ﻛﻨﺖ ﻣﺴﺎﻓﺮﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺮ ﺃﻭ ﻓﻲ‬
‫ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﻟﻤﺎﻟﺢ ﺛﻢ ﻓﻘﺪ ﻣﻨﻜﻢ ﺍﻟﻤﺎء ﺍﻟﺤﻠﻮ ﻭﺍﺷﺘﺪ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺍﻟﻌﻄﺶ ﻭﺃﺭﺩﺕ ﻇﻬﻮﺭ‬
‫ﺍﻟﻤﺎء ﻓﺎﺟﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺮﻗﺒﺔ ﺍﻟﻤﺠﻮﻓﺔ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﻏﺎﺋﺒﺔ ﺑﻘﺪﺭ ﻗﻴﺮﺍﻁ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻮﺭﺓ‬
‫ﻭ ﺇﻥ ﻛﻨﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﻟﻤﺎﻟﺢ ﺃﺩﻟﻲ ﻓﻢ ﺍﻟﺮﻗﺒﺔ ﺛﻢ ﻣﻴﻞ ﻃﺮﻑ ﺍﻟﺮﻗﺒﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻓﻲ‬
‫ﻓﻢ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﻜﻢ ﺃﻭ ﻓﻲ ﻓﻢ ﺇﻧﺎء ﻭﻗﻞ ‪:‬ﺑﺤﻖ ﻣﺎ ﻓﻴﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺮ ﻭﺍﻷﺳﺮﺍﺭ ﺃﻥ‬
‫ﺗﺄﺗﻲ ﺑﺎﻟﻤﺎء ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻤﺎء ﻳﻄﻠﻊ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻣﺎءً ﺣﻠﻮﺍً ﺯﻻﻻً ﻭﺗﻤﻸ ﻣﻨﻪ ﺍﻷﻭﺍﻧﻲ‬
‫ﻭﻳﺸﺮﺏ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮﻭﻥ ﻓﻴﺘﻌﺠﺒﻮﻥ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻏﺎﻳﺔ ﺍﻟﻌﺠﺐ ﻭﺍﷲ ﺃﻋﻠﻢ ‪ .‬ﻭﻣﻦ‬
‫ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺃﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺧﺎﻡ ﺍﻷﺳﻮﺩ ﻗﻄﻌﺔ ﻭﺻﻮﺭﺕ ﻣﻨﻬﺎ ﺻﻮﺭﺓ‬
‫ﺳﺒﻊ ﻟﻪ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺭﺅﻭﺱ ﺛﻢ ﺑﺨﺮﺗﻪ ﺑﺸﻲء ﻳﺴﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻗﺪﺭ ﻗﻴﺮﺍﻁ‬
‫ﻭﻣﺜﻠﻪ ﻣﻦ ﺇﻛﺴﻴﺮ ﺍﻟﺤﻤﺮﺓ ﻭﻣﺜﻠﻪ ﻣﻦ ﺷﻌﺮ ﺍﻟﺴﺒﻊ ﻭﻳﻜﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﻭﺍﻟﺸﻤﺲ ﻓﻲ‬
‫ﺑﺮﺝ ﺍﻟﺤﻤﻞ ﻓﻲ ﺷﺮﻓﻬﺎ ﺛﻢ ﺍﺩﺧﺮﻩ ﻋﻨﺪﻙ ﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﺈﺫﺍ ﺳﺎﻓﺮﺕ ﻓﻲ‬
‫ﺍﻟﺒﺮ ﻓﺎﺣﻤﻠﻪ ﻣﻌﻚ ﻓﺈﺫﺍ ﺃﻣﺴﻰ ﺍﻟﻤﺴﺎء ﻋﻠﻴﻚ ﻓﻨﻢ ﺗﺤﺖ ﺷﺠﺮﺓ ﻭﻻ ﺗﺨﻒ ﻭﻻ‬
‫ﺗﻄﻠﻊ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﺈﻥ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺟﺎء ﺇﻟﻴﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺣﻮﺵ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻔﺮ ﻫﺎﺭﺑﺎ ﻣﻨﻚ ﻋﻠﻰ‬
‫ﻗﺪﺭ ﻣﻴﻞ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺃﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﺕ ﻣﺜﻘﺎﻻ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﺛﻢ‬
‫ﻗﺴﻤﺘﻪ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻗﺴﺎﻡ ﻛﻞ ﻗﺴﻢ ﻧﺼﻒ ﺩﺭﻫﻢ ﺛﻢ ﺻﻮﺭﺕ ﺍﻷﻭﻝ ﺻﻮﺭﺓ ﺣﻨﺶ‬
‫ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺻﻮﺭﺓ ﺃﺳﺪ ﻭﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﺻﻮﺭﺓ ﻋﻘﺮﺏ ﻭﻳﻜﻮﻥ ﺗﺼﻮﻳﺮﻙ ﺍﻟﻨﺶ ﻓﻲ‬
‫ﺳﺎﻋﺔ ﻋﻄﺎﺭﺩ ﻭﺍﻷﺳﺪ ﻓﻲ ﺳﺎﻋﺔ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻭﺍﻟﻌﻘﺮﺏ ﻓﻲ ﺳﺎﻋﺔ ﺯﺣﻞ‬
‫ﺑﻄﻮﺍﻟﻌﻬﻢ ﺛﻢ ﺗﺒﺨﺮ ﺍﻟﺜﻌﺒﺎﻥ ﺑﻘﺪﺭ ﻗﻴﺮﺍﻁ ﻣﻦ ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﻭﺗﺒﺨﺮ ﺍﻷﺳﺪ‬
‫ﺑﻘﺪﺭ ﻗﻴﺮﺍﻁ ﻣﻦ ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻭﻣﺜﻠﻪ ﻣﻦ ﺷﻌﺮ ﻗﻂ ﺃﺻﻔﺮ ﺃﻭ ﺃﺣﻤﺮ ﻭﺗﺒﺨﺮ‬
‫ﺍﻟﻌﻘﺮﺏ ﺑﻘﺪﺭ ﻗﻴﺮﺍﻁ ﻣﻦ ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﺍﻷﻭﻝ ﻭﻣﺜﻠﻪ ﻣﻦ ﻋﻘﺮﺏ ﻣﻴﺖ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ‬
‫ﺍﻟﻄﻮﺍﻟﻊ ﺛﻢ ﺍﺟﻤﻊ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻭ ﺍﺧﺮﺯﻫﻢ ﻓﻲ ﻣﺸﻤﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺮﻳﺮ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺛﻼﺛﺔ‬
‫ﺃﻟﻮﺍﻥ ﻣﻦ ﺃﺑﻴﺾ ﻭﺃﺻﻔﺮ ﻭﺃﺳﻮﺩ ﻭﺍﺩﺧﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﻠﺴﻢ ﺇﻟﻰ ﻭﻗﺖ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻴﻪ‬
‫ﻓﺈﺫﺍ ﺃﺭﺩﺕ ﺃﻥ ﺗﺮﻯ ﺳﺮﻩ ﺧﺬﻩ ﻣﻌﻚ ﺇﺫﺍ ﻣﻀﻴﺖ ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ ﻋﻨﺪ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ‬
‫ﺍﻷﻛﺎﺑﺮ ﻓﺈﺫﺍ ﻭﻗﻔﺖ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻳﻪ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺧﺼﻮﻣﻪ ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳﺸﻌﺮ ﺇﻻ ﻭﻋﻘﺮﺏ‬
‫ﻣﺤﺎﺫﻱ ﻋﻴﻨﻪ ﺍﻟﻴﺴﺮﻯ ﻭﺛﻌﺒﺎﻥ ﻣﺤﺎﺫﻱ ﻋﻴﻨﻪ ﺍﻟﻴﻤﻨﻰ ﻭﺃﺳﺪ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ ﻫﺎﺟﻢ‬
‫ﻋﻠﻴﻪ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﺒﺘﻠﻌﻪ ﻓﻴﺘﻮﻫﻢ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻭﺗﺮﺗﻌﺪ ﻓﺮﺍﺋﺼﻪ ﻭﺗﻠﺤﻘﻪ ﺍﻟﺒﻬﺘﺔ‬
‫ﻓﻴﺴﺮﻉ ﻓﻲ ﻗﻀﺎء ﺣﺎﺟﺘﻚ ﻭﻻ ﻳﺮﺩ ﻛﻼﻣﻚ ﺃﺑﺪﺍ ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﻠﺴﻢ ﻣﻦ ﺃﻋﺠﺐ‬
 ‫ﺍﻟﻌﺠﺎﺋﺐ ﻭﻗﺪ ﻛﺘﻤﻮﻩ ﺍﻟﺤﻜﻤﺎء ﻭﻟﻢ ﻳﺸﻴﺮﻭﺍ ﺇﻟﻴﻪ ﺇﻻ ﺑﺎﻟﺮﻣﺰ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻔﻬﻤﻬﻢ‬
‫ﺇﻻ ﺍﻟﺤﻜﻤﺎء ﻣﺜﻠﻬﻢ ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺃﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﺕ ﺭﺃﺱ ﺍﻟﺤﻤﺎﻡ ﺍﻟﺒﺮﻱ ﻭﺃﺫﻥ‬
‫ﻛﺒﺶ ﻏﻨﻢ ﺍﻟﻴﻤﻴﻦ ﺛﻢ ﻣﻠﺤﺘﻬﺎ ﺑﻄﺎﻟﻊ ﻋﻄﺎﺭﺩ ﺛﻢ ﺑﺨﺮﺗﻬﺎ ﺑﻘﺪﺭ ﻗﻴﺮﺍﻁ ﻣﻦ‬
‫ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﻭﻣﺜﻠﻪ ﻣﻦ ﺷﻌﺮ ﺍﻟﻐﻨﻢ ﻭﻣﺜﻠﻪ ﻣﻦ ﺭﻳﺶ ﺍﻟﺤﻤﺎﻡ ﺍﻟﺒﺮﻱ ﺛﻢ‬
‫ﺍﺩﺧﺮﺕ ﺫﻟﻚ ﻋﻨﺪﻙ ﻓﺈﺫﺍ ﺃﺭﺩﺕ ﺃﻥ ﺗﺮﻯ ﺳﺮﻩ ﻓﺎﺣﻤﻠﻪ ﻣﻌﻚ ﻣﺪﺧﻮﺭﺍ ﻓﻲ‬
‫ﻣﺸﻤﻊ ﻣﻦ ﺣﺮﻳﺮ ﺃﺯﺭﻕ ﻓﻲ ﺳﻔﺮﻙ ﻭﺍﺟﻌﻠﻪ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﺴﻤﺎء ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻚ ﻓﻲ‬
‫ﺍﻟﺒﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﻟﻴﻞ ﺃﻭ ﻧﻬﺎﺭ ﻓﻲ ﺃﻱ ﻭﻗﺖ ﺷﺌﺖ ﻓﺈﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻄﻴﺮ ﺗﺄﺗﻲ ﻋﻠﻰ‬
‫ﺍﺧﺘﻼﻑ ﺃﻧﻮﺍﻋﻬﺎ ﻭﺟﻤﻴﻊ ﺃﺻﻨﺎﻓﻬﺎ ﻭﻳﺤﻀﺮﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﻠﺴﻢ ﻭﻳﺪﻭﺭﻭﻥ‬
‫ﺣﻮﺍﻟﻴﻪ ﻭﻻ ﻳﻘﺪﺭﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺬﻫﺒﻮﻥ ﻋﻨﻪ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﺗﻪ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ‬
‫‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺃﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﺕ ﻗﻄﻌﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ ﺍﻷﺻﻔﺮ ﻭﻗﻄﻌﺘﻬﺎ ﻗﻄﻌﺘﻴﻦ‬
‫ﺛﻢ ﺻﻮﺭﺕ ﻓﻴﻬﺎ ﻫﺪﻫﺪﻳﻦ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﺫﻛﺮ ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺃﻧﺜﻰ ﺛﻢ ﺫﺑﺤﺖ ﻟﻠﺬﻛﺮ ﻫﺪﻫﺪ‬
‫ﺫﻛﺮ ﻭﻟﻸﻧﺜﻰ ﻫﺪﻫﺪ ﺃﻧﺜﻰ ﺛﻢ ﻟﻄﺨﺘﻬﻤﺎ ﺑﺪﻣﻬﻤﺎ ﻭﺑﺨﺮﺕ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﺑﺮﻳﺶ‬
‫ﺫﺑﻴﺤﺘﻪ ﻭﺷﻲء ﻣﻦ ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﻭﻳﻜﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﺑﻄﺎﻟﻊ ﻋﻄﺎﺭﺩ ﺛﻢ ﺍﺣﺮﻕ‬
‫ﺍﻟﻬﺪﻫﺪﻳﻦ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻳﺼﻴﺮﻭﺍ ﺭﻣﺎﺩﺍ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺣﺪﻩ ﺛﻢ ﺍﺟﻌﻠﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﺇﻧﺎءﻳﻦ‬
‫ﻛﻞ ﺇﻧﺎء ﻭﺣﺪﻩ ﺛﻢ ﺍﺩﻓﻨﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﺗﺤﺖ ﺭﺟﻞ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﺛﻢ‬
‫ﺍﻧﺼﺒﻬﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﻣﻘﻴﺎﺱ ﺍﻟﻨﻴﻞ ﺃﻭ ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺭﺩﺕ ﺃﻥ ﻳﻌﺮﻓﻚ ﺃﺣﺪ‬
‫ﻗﺎﺋﻤﻴﻦ ﻓﺎﺭﺩﻳﻦ ﺃﺟﻨﺤﺘﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻗﻄﻌﺘﻴﻦ ﻣﻦ ﻋﺎﻣﻮﺩ ﺣﺠﺮ ﺃﺑﻴﺾ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ‬
‫ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﻓﺈﺫﺍ ﺃﺭﺩﺕ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﺍﻟﻨﻴﻞ ﺃﻭ ﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﻣﻦ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺗﺮﻯ ﺳﺮﻫﻤﺎ‬
‫ﻓﺘﺄﺗﻲ ﺇﻟﻴﻬﻤﺎ ﻳﻮﻡ ﺍﻷﺭﺑﻌﺎء ﻋﻨﺪ ﺷﺮﻭﻕ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻭﺗﺒﺨﺮ ﺗﺤﺖ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﺑﻘﺪﺭ‬
‫ﻗﻤﺤﺔ ﻣﻦ ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﻭﺷﻲء ﻣﻦ ﺭﻳﺶ ﻫﺪﻫﺪ ﺛﻢ ﻗﻞ ﺃﻇﻬﺮﻭﺍ ﺑﺮﻫﺎﻥ‬
‫ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴﺔ ﻓﺈﻧﻚ ﺗﺮﻯ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻹﺛﻨﻴﻦ ﻳﺼﻔﻖ ﺑﺄﺟﻨﺤﺘﻪ‬
‫ﻭﻳﺼﻔﺮ ﺑﻠﺴﺎﻧﻪ ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺬﻛﺮ ﻓﺎﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﻴﻞ ﻳﺄﺗﻲ ﺿﻌﻴﻒ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻌﺎﻡ‬
‫ﻭﻳﺼﻔﺮ ﻭ ﻳﺼﻔﺮ ﺑﻘﺪﺭ ﻣﺎ ﻳﺰﻳﺪ ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﻠﺴﻢ ﻣﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺼﻨﻌﻪ ﺣﻜﻤﺎء‬
‫ﻣﺼﺮ ﻷﺟﻞ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻌﺪﻭﺍ ﻟﻠﻤﺪﻳﻨﺔ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻳﺄﺗﻲ ﺍﻟﻨﻴﻞ ﻗﻮﻳﺎ ﺃﻭ ﺿﻌﻴﻔﺎ ﻭﻫﻮ ﻣﻦ‬
‫ﺍﻟﻤﺠﺮﺑﺎﺕ ﻓﺎﻓﻬﻢ ﺫﻟﻚ ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺃﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﺕ ﻗﻄﻌﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻣﻦ‬
‫ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ ﺍﻷﺣﻤﺮ ﻭﺻﻨﻌﺖ ﻣﻨﻬﺎ ﺃﻛﺮﻩ ﻭﻳﻜﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﺑﻄﺎﻟﻊ ﺍﻟﺰﻫﺮﺓ ﻭﺗﻜﻮﻥ‬
‫ﻗﻄﻌﺘﻴﻦ ﻣﻦ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﻨﺼﻒ ﺛﻢ ﺧﺬ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻗﻄﻌﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺻﺎﺹ ﺍﻷﺳﻮﺩ‬
‫ﻭﺻﻮﺭ ﻓﻴﻬﺎ ﺻﻮﺭﺓ ﺭﺟﻞ ﺛﻢ ﺍﺟﻌﻞ ﻓﻲ ﻳﺪﻩ ﺯﻳﺘﻮﻧﻪ ﺃﻭ ﺯﺑﻴﺒﺔ ﻭﻣﺎ ﺃﺷﺒﻪ ﺫﻟﻚ‬
‫ﺛﻢ ﺍﺟﻌﻞ ﻧﺼﻔﻬﺎ ﻓﻲ ﻓﻴﻪ ﻭﻳﺪﻩ ﻋﻮﺟﺎ ﺛﻢ ﺍﺟﻌﻞ ﺗﺤﺖ ﺭﺟﻠﻪ ﺟﺮﺓ ﺛﻢ ﺍﺟﻌﻠﻪ ﻓﻲ‬
‫ﻭﺳﻂ ﺍﻟﺠﺮﺓ ﻭﺍﻟﺤﻤﻬﺎ ﻓﺈﺫﺍ ﺃﺭﺩﺕ ﺃﻥ ﺗﺮﻯ ﺍﻟﻌﺠﺐ ﻓﺒﺨﺮ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺬﺭﺓ ﺑﻤﻘﺪﺍﺭ‬
‫ﻣﻦ ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﺍﻷﻭﻝ ﻭﺍﻟﺨﺎﻣﺲ ﺑﺎﻟﺴﻮﻳﺔ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻧﺼﻒ ﻣﺜﻘﺎﻝ ﻓﻲ ﺳﺎﻋﺔ‬
‫ﺍﻟﺰﻫﺮﺓ ﺛﻢ ﺍﺩﺧﺮﻫﺎ ﻋﻨﺪﻙ ﻓﺈﺫﺍ ﺃﺭﺩﺕ ﺃﻥ ﺗﺮﻯ ﺳﺮﺍ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﻠﺴﻢ ﻓﺎﻣﻸ‬
‫ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺠﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎء ﺛﻢ ﺩﻋﻬﺎ ﻟﻴﻠﺔ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﻨﺠﻮﻡ ﺛﻢ ﺗﺼﺒﺢ ﻓﺮﻍ ﻣﻨﻬﺎ ﺫﻟﻚ‬
‫ﺍﻟﻤﺎء ﻓﺈﻧﻚ ﺗﺠﺪﻩ ﺯﻳﺘﺎ ﻋﺠﻴﺒﺎ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﻴﻪ ﺯﻳﺘﻮﻧﻪ ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻌﻨﺐ ﻭﺍﻟﺰﺑﻴﺒﺔ‬
‫ﺻﻨﻌﻮﺍ ﺍﻟﺤﻜﻤﺎء ﺑﺪﺭﻫﻤﻴﻦ ﻷﺟﻞ ﻭﻗﻴﺪ ﺍﻟﺰﻳﺖ ﻓﻲ ﻛﻨﺎﺋﺴﻬﻢ ﻭﺍﻟﻌﻨﺐ ﻭﺍﻟﺰﺑﻴﺐ‬
‫ﻷﺟﻞ ﺷﺮﺏ ﺍﻟﺸﺮﺍﺏ ﻓﺎﻓﻬﻢ ﺫﻟﻚ ‪.‬‬

‫ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺃﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﺕ ﺣﺠﺮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺧﺎﻡ ﺍﻷﺳﻮﺩ ﻭﺻﻮﺭﺕ ﻓﻴﻪ ﻓﺎﺭ‬
‫ﺑﻄﺎﻟﻊ ﺯﺣﻞ ﻣﻦ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺴﺒﺖ ﺛﻢ ﺑﺨﺮﺕ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺤﺠﺮ ﺑﻘﻴﺮﺍﻁ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻮﺍﺩ‬
‫ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺰﻭﻳﺞ ﺍﻷﻭﻝ ﻭﻣﺜﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻮﺍﺩ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﻡ ﻭﻣﺜﻠﻪ ﻣﻦ‬
‫ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﺍﻷﻭﻝ ﺛﻢ ﺍﺩﺧﺮﺗﻪ ﻋﻨﺪﻙ ﻓﺈﺫﺍ ﺃﺭﺩﺕ ﺃﻥ ﺗﺮﻯ ﺳﺮﻩ ﻓﺄﻭﻗﺪ ﻋﻨﺪﻙ ﻧﺎﺭ‬
‫ﻓﺤﻢ ﻓﻲ ﻭﺳﻂ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺛﻢ ﺍﺟﻌﻞ ﺍﻟﺤﺠﺮ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻓﺈﻧﻚ ﺗﺮﻯ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻔﻴﺮﺍﻥ‬
‫ﺍﻟﺬﻱ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺗﺄﺗﻲ ﺃﻓﻮﺍﺟﺎ ﺗﺮﻣﻲ ﺃﻧﻔﺴﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭﻳﺤﺘﺮﻗﻮﻥ ﺟﻤﻴﻌﺎ‬
‫ﻣﻦ ﺳﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﻠﺴﻢ ﺍﻟﻌﺠﻴﺐ ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺃﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﺕ ﺣﺠﺮ ﺍﻟﺮﺧﺎﻡ‬
‫ﺍﻷﺻﻔﺮ ﺛﻢ ﺍﻧﻘﺶ ﻓﻴﻪ ﺻﻮﺭﺓ ﻋﻘﺮﺏ ﺑﻄﺎﻟﻊ ﺍﻟﻤﺮﻳﺦ ﺛﻢ ﺑﺨﺮ ﺫﻟﻚ ﺑﻨﺼﻒ‬
‫ﻣﺜﻘﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﺛﻢ ﺍﻟﻘﻴﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻛﻤﺎ ﻓﻌﻠﺖ ﻗﺒﻠﻪ ﻓﺈﻧﻚ ﺗﺮﻯ ﺟﻤﻴﻊ‬
‫ﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭﺏ ﺗﺮﻣﻲ ﺃﻧﻔﺴﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭﺗﺤﺘﺮﻕ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺮ‬
‫ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺃﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﺕ ﺣﺠﺮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺧﺎﻡ ﺍﻟﻤﻌﺪﻧﻲ ﺍﻷﺣﻤﺮ‬
‫ﻭﺍﻷﺳﻮﺩ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﻣﻠﻮﻥ ﺑﺎﻟﻨﻘﻂ ﺍﻷﺑﻴﺾ ﺛﻢ ﻧﻘﺸﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺛﻌﺒﺎﻥ ﺑﻄﺎﻟﻊ‬
‫ﻋﻄﺎﺭﺩ ﺛﻢ ﺑﺨﺮﺕ ﺑﺬﻟﻚ ﺑﺪﺭﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺠﺒﻮﻻ ﺑﺎﻟﻤﺎء‬
‫ﺍﻹﻟﻬﻲ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻤﻔﺘﺎﺡ ﺛﻢ ﺍﺩﺧﺮﻩ ﻋﻨﺪﻙ ﻓﺈﺫﺍ ﺃﺭﺩﺕ ﻇﻬﻮﺭ ﺍﻟﺴﺮ ﻓﺄﻭﻗﺪ ﺍﻟﻨﺎﺭ‬
‫ﻭﺃﻟﻘﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺤﺠﺮ ﻛﻤﺎ ﺗﻘﺪﻡ ﻓﺈﻧﻚ ﺗﺮﻯ ﺍﻟﺜﻌﺎﺑﻴﻦ ﻳﺄﺗﻮﻥ ﻭﻳﻠﻘﻮﻥ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻓﻲ‬
‫ﺍﻟﻨﺎﺭ ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺃﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﺕ ﺣﺠﺮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺧﺎﻡ ﺍﻷﺑﻴﺾ ﻭﻧﻘﺸﺖ ﻋﻠﻴﻪ‬
‫ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻭﻛﺄﻧﻪ ﻳﻨﺰﻝ ﻣﻦ ﻓﺮﺟﻬﺎ ﻭﻟﺪﺍ ﻭﻳﻜﻮﻥ ﺑﻄﺎﻟﻊ ﺍﻟﻘﻤﺮ ﺛﻢ ﺍﺩﺧﺮﻩ‬
‫ﻋﻨﺪﻙ ﻓﺈﺫﺍ ﺃﺭﺩﺕ ﻇﻬﻮﺭ ﺍﻟﺴﺮ ﻓﺒﺨﺮ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺛﻼﺛﺔ ﻗﺮﺍﺭﻳﻂ ﻣﻦ ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ‬
‫ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ ﺛﻢ ﻋﻠﻖ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺤﺠﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻋﺴﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻄﻠﻖ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﻀﻊ‬
‫ﺍﻟﻤﻮﻟﻮﺩ ﻟﻮﻗﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺿﺮﺭ ﻭﻻ ﻣﺸﻘﺔ ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺃﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﺕ‬
‫ﻟﻮﺣﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ ﺍﻷﺻﻔﺮ ﺛﻢ ﻧﻘﺸﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺻﻮﺭﺓ ﺭﺟﻞ ﻣﻌﻪ ﺳﻨﺎﺭﺓ ﻓﻲ ﺧﻴﻂ‬
‫ﻣﺎﺩﺩ ﻳﺪﻩ ﺃﻣﺎﻣﻪ ﻛﺄﻧﻪ ﻳﻄﺮﺣﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﻳﺼﻄﺎﺩ ﺑﻬﺎ ﻭﻳﻜﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﺑﻄﺎﻟﻊ ﺍﻟﺰﻫﺮﺓ‬
‫ﺛﻢ ﺑﺨﺮﻩ ﺑﻤﺜﻘﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ ﺛﻢ ﺍﺩﺧﺮﻫﺎ ﻋﻨﺪﻙ ﻟﻮﻗﺘﻬﺎ ﺛﻢ ﺧﺬ ﺃﻳﻀﺎ‬
‫ﻗﻄﻌﺔ ﺣﺪﻳﺪ ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺔ ﺍﻟﻠﻮﺡ ﺛﻢ ﺍﻧﻘﺶ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺻﻮﺭﺓ ﺭﺟﻞ ﻭﻣﻌﻪ ﺷﺒﻜﺔ‬
‫ﻭﻫﻮ ﻣﺎﺩﺩ ﻳﺪﻩ ﻭﻫﻲ ﺃﻣﺎﻣﻪ ﻛﺄﻧﻪ ﻳﺮﻣﻴﻬﺎ ﻟﻴﺼﻄﺎﺩ ﺑﻬﺎ ﺛﻢ ﺑﺨﺮﻩ ﺑﻤﺜﻘﺎﻝ ﻣﻦ‬
‫ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻭﻳﻜﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﺑﻄﺎﻟﻊ ﺍﻟﻤﺮﻳﺦ ﺛﻢ ﺍﺩﺧﺮﻫﺎ ﻋﻨﺪﻙ ﻓﺈﺫﺍ ﺃﺭﺩﺕ ﺃﻥ‬
‫ﺗﺮﻯ ﺳﺮﻫﺎ ﻓﻴﻜﻮﻥ ﻋﻨﺪﻙ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻓﺘﺴﻘﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎء ﻓﺘﺠﻌﻞ ﺍﻟﻠﻮﺡ‬
‫ﺍﻟﺤﺪﻳﺪﻱ ﺗﺤﺖ ﺭﺧﺎﻣﻪ ﻣﻦ ﺃﺳﻔﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻔﺴﺘﻘﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ ﺍﻟﺸﺮﻗﻲ ﺛﻢ ﺍﺩﻓﻦ‬
 ‫ﺍﻟﻠﻮﺡ ﺍﻷﺻﻔﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ ﺍﻷﺻﻔﺮ ﻣﻘﺎﺑﻠﻪ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻠﻮﺡ ﻓﻲ ﺃﺳﻔﻞ ﺗﻠﻚ‬
‫ﺍﻟﻔﺴﺘﻘﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ ﺍﻟﻐﺮﺑﻲ ﺛﻢ ﺍﻣﻸ ﺍﻟﻔﺴﺘﻘﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎء ﺛﻢ ﺃﺅﻣﺮ ﺍﻟﻐﺮﻳﻢ ﺃﻭ‬
‫ﺍﻟﺴﺎﺭﻕ ﺃﻭ ﺍﻟﻈﺎﻟﻢ ﺃﻭ ﺍﻟﻜﺎﺫﺏ ﺃﻭ ﺍﻟﻘﺎﺗﻞ ﺃﻭ ﻏﻴﺮﻩ ﺃﻥ ﻳﻤﺸﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺎء ﻓﺈﻥ‬
‫ﻛﺎﻥ ﺃﺣﺪ ﻟﻴﺲ ﺑﺮﻳﺌﺎ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻘﻒ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺎء ﻭﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﺬﻫﺎﺏ ﻭ ﻻ‬
‫ﺍﻟﺨﻼﺹ ﺣﺘﻰ ﻳﻘﺮ ﻭﺇﻥ ﺃﺻﺮ ﻭﻣﺎ ﻗﺮ ﻓﺪﻋﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺴﺘﻘﻴﺔ ﺣﺘﻰ ﻳﻤﻮﺕ ﻭﺍﷲ‬
‫ﺃﻋﻠﻢ ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺃﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﺕ ﻟﻮﺣﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﺍﻷﺣﻤﺮ ﻭﺯﻧﻪ ﻣﺜﻘﺎﻟﻴﻦ‬
‫ﺛﻢ ﻧﻘﺸﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺻﻮﺭﺓ ﺗﻨﻴﻦ ﺃﻱ ﺣﻨﺶ ﻭﺑﺨﺮﺗﻪ ﺑﺜﻼﺛﺔ ﻗﺮﺍﺭﻳﻂ ﻣﻦ ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ‬
‫ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻭﻣﻦ ﺇﻛﺴﻴﺮ ﺍﻟﺤﻤﺮﺓ ﻗﻴﺮﺍﻁ ﻭﻳﻜﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﺑﻄﺎﻟﻊ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺛﻢ ﺍﺩﺧﺮﻩ‬
‫ﻋﻨﺪﻙ ﻓﺈﺫﺍ ﺃﺭﺩﺕ ﺃﻥ ﺗﺮﻯ ﺳﺮﻩ ﻓﺄﻟﻘﻴﻪ ﻓﻲ ﻟﺒﻦ ﺍﻟﺒﻘﺮ ﺳﺎﻋﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺃﻭ ﺩﺭﺟﻪ‬
‫ﺛﻢ ﺍﺳﻘﻴﻪ ﻟﻤﻦ ﻟﺴﻌﻪ ﺍﻟﺤﻨﺶ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﻘﺮﺏ ﺃﻭ ﻟﻤﻦ ﺷﺮﺏ ﺍﻟﺴﻢ ﻓﻲ ﺷﺮﺍﺏ ﺃﻭ‬
‫ﺃﻛﻠﻪ ﻓﻲ ﻃﻌﺎﻡ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺘﻘﻴﺄ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺴﻢ ﻭﻻ ﻳﻀﺮﻩ ﺃﺑﺪﺍ ﻭﺍﷲ ﺃﻋﻠﻢ ‪ .‬ﻭﻣﻦ‬
‫ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺃﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﺕ ﻟﻮﺣﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﻭﺯﻧﺘﻪ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺩﺭﺍﻫﻢ ﺛﻢ ﻧﻘﺸﺖ ﻋﻠﻴﻪ‬
‫ﺑﺎﺏ ﻭﻛﺄﻥ ﺭﺟﻼ ﻳﺪﺧﻞ ﻣﻨﻪ ﺛﻢ ﺑﺨﺮﻩ ﺑﺄﺭﺑﻌﺔ ﻗﺮﺍﺭﻳﻂ ﻣﻦ ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ‬
‫ﻭﻳﻜﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﺑﻄﺎﻟﻊ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺛﻢ ﺍﺩﻓﻨﻪ ﻓﻲ ﺟﺪﺍﺭ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ‬
‫ﻓﺈﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻳﻌﻤﺮ ﺑﺈﺫﻥ ﺍﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﻻ ﻳﺼﻴﺒﻪ ﺧﺮﺍﺏ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ‬
‫ﻭﻳﻜﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻠﻮﺡ ﻣﺪﻓﻮﻧﺎ ﻏﻤﻴﻘﺎ ﺑﺤﻴﺚ ﺃﻥ ﻻ ﻳﺼﻞ ﺇﻟﻴﻪ ﺃﺣﺪ ﻭﻻ ﻳﺰﻭﻝ ﻣﻦ‬
‫ﻣﻜﺎﻧﻪ ﻓﺎﻓﻬﻢ ﺫﻟﻚ ﻭﺍﷲ ﺃﻋﻠﻢ ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺃﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﺕ ﺣﺠﺮﺍ ﻣﻦ‬
‫ﺣﺠﺎﺭﺓ ﺍﻟﻜﺒﺮﻳﺖ ﻗﺪﺭ ﺍﻟﻜﻒ ﺛﻢ ﻟﺒﺴﺘﻪ ﺛﻮﺑﺎ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺮﺏ ﺍﻷﺳﻮﺩ ﺛﻢ ﻧﻘﺸﺖ‬
‫ﻋﻠﻴﻪ ﺻﻮﺭﺓ ﻋﺒﺪ ﻛﺄﻧﻪ ﻳﺤﻤﻲ ﺑﺎﻟﺘﻨﻮﺭ ﺛﻢ ﺑﺨﺮﺕ ﺑﺄﺭﺑﻌﺔ ﻗﺮﺍﺭﻳﻂ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻮﺍﺩ‬
‫ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﺑﺎﻟﺘﺰﻭﻳﺞ ﺍﻷﻭﻝ ﻭﻣﺜﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﺍﻷﻭﻝ ﻭﻣﺜﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ‬
‫ﺟﻤﻠﺔ ﺫﻟﻚ ﺍﺛﻨﻲ ﻋﺸﺮﺓ ﻗﻴﺮﺍﻁ ﻋﻠﻰ ﻋﺪﺩ ﺍﻟﺒﺮﻭﺝ ﻭﻳﻜﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﺑﻄﺎﻟﻊ ﺯﺣﻞ‬
‫ﻣﻦ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺴﺒﺖ ﻓﻲ ﺁﺧﺮ ﺍﻟﺸﻬﺮ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺁﺧﺮ ﺻﻔﺮ ﻛﺎﻥ ﺃﺟﻮﺩ‬
‫ﻭﺃﺣﺴﻦ ﻭﺃﺗﻢ ﺛﻢ ﺍﺩﻓﻦ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺭﻛﻦ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﺸﺮﻗﻲ ﻓﺈﻥ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺩﺧﻞ ﺇﻟﻰ‬
‫ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻏﻴﺮ ﻣﻦ ﻳﺮﻳﺪﻩ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻠﺤﻘﻪ ﺿﻴﻖ ﺍﻟﻨﻔﺲ‬
‫ﻭﺍﻟﻨﻔﺎﺥ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺼﻞ ﺇﻟﻰ ﻭﺳﻂ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻓﻴﻔﺮ ﻫﺎﺭﺑﺎ ﻭﺗﻜﺎﺩ ﺭﻭﺣﻪ‬
‫ﺃﻥ ﺗﺨﺮﺝ ﻭﻫﺬﺍ ﻣﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺤﻜﻤﺎء ﺗﺼﻨﻌﻪ ﺧﻮﻓﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﺼﻮﺹ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ‪.‬‬
‫ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺃﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﺕ ﻟﻮﺣﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺼﺪﻳﺮ ﺛﻢ ﻧﻘﺸﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺻﻮﺭﺓ‬
‫ﻓﺎﺭﺱ ﺭﺍﻛﺒﺎ ﻋﻠﻰ ﻓﺮﺱ ﻋﻠﻴﻪ ﺩﺍﻳﺮﺓ ﻟﻬﺎ ﺑﺎﺏ ﻣﻦ ﺑﺮﺍ ﻭﻫﻲ ﻣﺴﺪﻭﺩﺓ ﻣﻦ‬
‫ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻔﺎﺭﺱ ﻭﻣﻌﻪ ﺭﻣﺢ ﻛﺄﻧﻪ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﻄﻌﻦ ﺭﺟﻼ ﻣﺘﻮﺟﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﺎﺏ‬
‫ﻭﺑﺨﺮ ﺫﻟﻚ ﺑﻤﺜﻘﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﺠﺒﻮﻻ ﺑﻤﺜﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎء ﺍﻹﻟﻬﻲ‬
‫ﺍﻟﻤﺸﺒﺐ ﻭﻳﻜﻮﻥ ﻭﺯﻥ ﺍﻟﻠﻮﺡ ﻣﺜﻘﺎﻟﻴﻦ ﻭﻳﻜﻮﻥ ﻋﻤﻠﻪ ﺑﻄﺎﻟﻊ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻱ ﺛﻢ‬
‫ﺍﺩﺧﺮﻩ ﻋﻨﺪﻙ ﻓﺈﺫﺍ ﺃﺭﺩﺕ ﺃﻥ ﺗﺮﻯ ﺳﺮﻩ ﺇﺫﺍ ﻛﻨﺖ ﻣﺴﺎﻓﺮﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺮﻭﻡ ﺃﻭ ﺇﻟﻰ‬
‫ﺍﻟﺸﺎﻡ ﺃﻭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﺃﻭ ﺇﻟﻰ ﻣﻜﺔ ﺍﻟﻤﺸﺮﻓﺔ ﺃﻭ ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻭﺍﻟﻤﺪﻥ‬
 ‫ﻭ ﺍﻷﻣﺼﺎﺭ ﻭﺍﻷﻗﻄﺎﺭ ﻭﺍﻷﻗﺎﻟﻴﻢ ﻭﺍﻟﺠﺒﺎﻝ ﻭﺍﻟﺒﺮﺍﺭﻱ ﻭﺟﺎء ﻭﻗﺖ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﻭﻛﻨﺖ‬
‫ﻭﺣﺪﻙ ﺃﻭ ﻣﻊ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻛﺎﻟﻘﺎﻓﻠﺔ ﺃﻭ ﻏﻴﺮﻫﺎ ﻓﻌﻠﻖ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻠﻮﺡ ﺑﺨﻴﻂ‬
‫ﺣﺮﻳﺮ ﺃﺑﻴﺾ ﻋﻠﻰ ﺭﻣﺢ ﻋﺎﻟﻲ ﻭﻧﺎﻡ ﺃﻧﺖ ﻭﺃﺻﺤﺎﺑﻚ ﻓﻲ ﺃﻣﺎﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﺈﺫﺍ‬
‫ﺃﻗﺒﻞ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺣﺮﺍﻣﻴﺔ ﺃﻭ ﻟﺼﻮﺹ ﺃﻭ ﻋﺮﺏ ﺃﻭ ﻗﻄﺎﻉ ﻃﺮﻕ ﻓﺈﻧﻬﻢ ﻳﺮﻭﻥ‬
‫ﺣﻮﻟﻜﻢ ﺳﻮﺭﺍ ﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﺑﺎﺏ ﺃﺑﺪﺍ ﻓﻴﺮﺟﻌﻮﺍ ﺑﺎﻫﺘﻴﻦ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﻮﺭ ﻭﻫﺬﺍ ﻣﻦ‬
‫ﺍﻟﻄﻼﺳﻢ ﺍﻟﻌﺠﻴﺒﺔ ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺃﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﺕ ﻟﻮﺣﺎ ﻣﺼﻨﻮﻋﺎ ﻣﺴﺒﻮﻛﺎ‬
‫ﻣﺨﻠﻮﻃﺎ ﻣﻦ ﺳﺒﻌﺔ ﻣﻌﺎﺩﻥ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻣﻌﺪﻥ ﻣﺜﻘﺎﻝ ﻭﺍﺣﺪ ﻓﻴﻜﻮﻥ ﻭﺯﻧﻪ ﺳﺒﻌﺔ‬
‫ﻣﺜﺎﻗﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﻋﺪﺩ ﺍﻟﻜﻮﺍﻛﺐ ﺍﻟﺴﺒﻌﺔ ﺛﻢ ﺑﺨﺮﻩ ﻓﻲ ﺳﺒﻌﺔ ﺗﺒﺨﻴﺮﺍﺕ ﻓﻲ ﺳﺒﻌﺔ‬
‫ﺃﻳﺎﻡ ﻛﻞ ﻗﻴﺮﺍﻁ ﻓﻲ ﻭﻗﺖ ﻛﻮﻛﺒﻪ ﺍﻟﻤﺨﺼﻮﺹ ﺑﻪ ﻭﻫﻢ ﺳﺒﻌﺔ ﻗﺮﺍﺭﻳﻂ ﻣﻦ‬
‫ﺍﻟﺴﺒﻌﺔ ﺃﻛﺎﻟﻴﻞ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺇﻛﻠﻴﻞ ﻗﻴﺮﺍﻁ ﻋﻠﻰ ﺍﻧﻔﺮﺍﺩﻩ ﻓﺎﻹﻛﻠﻴﻞ ﺍﻷﻭﻝ ﻓﻲ ﻃﺎﻟﻊ‬
‫ﺯﺣﻞ ﻣﻦ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺴﺒﺖ ﻭﺑﻌﺪﻩ ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺑﻄﺎﻟﻊ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻣﻦ ﻳﻮﻡ ﺍﻷﺣﺪ‬
‫ﻭﺑﻌﺪﻩ ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﺑﻄﺎﻟﻊ ﺍﻟﻘﻤﺮ ﻣﻦ ﻳﻮﻡ ﺍﻹﺛﻨﻴﻦ ﻭﺑﻌﺪﻩ ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ‬
‫ﺑﻄﺎﻟﻊ ﺍﻟﻤﺮﻳﺦ ﻣﻦ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺜﻼﺛﺎء ﻭﺑﻌﺪﻩ ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ ﺑﻄﺎﻟﻊ ﻋﻄﺎﺭﺩ ﻣﻦ‬
‫ﻳﻮﻡ ﺍﻷﺭﺑﻌﺎء ﻭﺑﻌﺪﻩ ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﺑﻄﺎﻟﻊ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻱ ﻣﻦ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺨﻤﻴﺲ‬
‫ﻭﺑﻌﺪﻩ ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ ﺑﻄﺎﻟﻊ ﺍﻟﺰﻫﺮﺓ ﻣﻦ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ ﻓﺈﺫﺍ ﻓﺮﻏﺖ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ‬
‫ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﺍﻟﺮﺻﺪ ﻭﺍﻟﻄﻠﺴﻢ ﻭﻗﺪ ﺗﻢ ﺍﻟﻠﻮﺡ ﻓﻘﺪ ﻣﻠﻜﺖ ﺫﺧﻴﺮﺓ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﻣﻦ ﺫﺧﺎﺋﺮ‬
‫ﺍﻟﺤﻜﻤﺎء ﻭﺳﺮﺍ ﻣﻦ ﺃﺳﺮﺍﺭ ﺍﻟﺨﺎﺗﻢ ﺍﻟﺴﻠﻴﻤﺎﻧﻲ ﻷﻧﻪ ﻣﺮﻛﺐ ﻣﻦ ﺳﺒﻌﺔ ﺃﻓﻼﻙ‬
‫ﻭﻳﻘﺎﻝ ﺃﻥ ﺣﺎﻣﻠﻪ ﺗﻄﻴﻌﻪ ﺍﻹﻧﺲ ﻭﺍﻟﺠﻦ ﻭﺍﻟﻮﺣﻮﺵ ﻭﺍﻟﻄﻴﻮﺭ ﻭﻳﻜﻮﻥ ﻣﻬﺎﺑﺎ‬
‫ﻋﻨﺪ ﺳﺎﺋﺮ ﺍﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎﺕ ﻭﻗﺪ ﺗﻜﻠﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﺍﻳﺪﻣﺮ ﺍﻟﺠﻠﺪﻛﻲ ﻓﻲ‬
‫ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺍﻟﻤﺴﻤﻰ ﺑﺎﻟﺒﺮﻫﺎﻥ ﻓﻲ ﺃﺳﺮﺍﺭ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻤﻴﺰﺍﻥ ﺣﻴﺚ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻘﺮﺍﻧﺎﺕ ﺍﻟﺴﺒﻌﺔ‬
‫ﻭﻗﺎﻝ ﺃﻥ ﺍﻟﺨﺎﺗﻢ ﺍﻟﺴﻠﻴﻤﺎﻧﻲ ﻣﺮﻛﺐ ﻣﻦ ﺳﺒﻌﺔ ﺃﻓﻼﻙ ﻭﻓﻴﻪ ﺃﺳﺮﺍﺭ ﺃﺧﺮ ﻟﻢ‬
‫ﻳﺬﻛﺮﻫﺎ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﺍﻳﺪﻣﺮ ﺍﻟﺠﻠﺪﻛﻲ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺍﻟﻤﺴﻤﻰ ﺑﺎﻟﺒﺮﻫﺎﻥ ﻓﻲ‬
‫ﺃﺳﺮﺍﺭ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻤﻴﺰﺍﻥ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺃﺷﺎﺭ ﺇﻟﻴﻪ ﺑﻘﺮﺍﻁ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺣﻴﺚ‬
‫ﻗﺎﻝ ‪:‬ﻭﺇﻥ ﻣﻦ ﺧﻮﺍﺹ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻠﻮﺡ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﺃﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﻛﻨﺖ ﻓﻲ ﺳﻔﺮ ﺍﻟﺒﺮ ﺃﻧﺖ‬
‫ﻭﺟﻤﺎﻋﺔ ﻭ ﺇﻧﻌﺪﻡ ﺍﻟﻤﺎء ﺍﻟﺤﻠﻮ ﻣﻨﻜﻢ ﻓﺈﻧﻚ ﺗﻈﻬﺮﻩ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﺴﻤﺎء ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻤﻄﺮ‬
‫ﻳﻨﺰﻝ ﻛﺎﻟﺒﺤﺎﺭ ﻓﻴﺸﺮﺑﻮﻥ ﻣﻨﻪ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ ﻭﺇﺫﺍ ﻛﻨﺖ ﻓﻲ ﺳﻔﺮ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﻟﻤﺎﻟﺢ ﺧﺬ‬
‫ﻭﻋﺎء ﻧﻈﻴﻔﺎ ﺛﻢ ﺍﺩﻟﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻠﻮﺡ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﻋﺎء ﻣﻌﻠﻘﺎ ﺑﺨﻴﻂ ﺣﺮﻳﺮ ﻣﻦ‬
‫ﺳﺒﻌﺔ ﺃﻟﻮﺍﻥ ﺛﻢ ﺩﻉ ﺍﻟﻮﻋﺎء ﻣﻜﺸﻮﻓﺎ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﻨﺠﻮﻡ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺼﺒﺢ ﻛﺎﻟﺬﻱ ﺧﻠﻘﻪ‬
‫ﺍﷲ ﻣﺎء ﻓﺮﺃﺗﺎ ﻓﺎﻧﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺳﺮﺍﺭ ﺍﻟﻤﺪﻫﺸﺔ ﻭﺍﷲ ﺃﻋﻠﻢ ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ‬
‫ﺃﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﺕ ﻗﻄﻌﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ ﺍﻷﺻﻔﺮ ﻗﺪﺭ ﻣﺜﻘﺎﻝ ﻣﻤﺰﻭﺝ ﺑﻤﺜﻠﻬﺎ ﻣﻦ‬
‫ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ ﺍﻷﺣﻤﺮ ﺍﻟﺨﺎﻟﺺ ﺛﻢ ﻋﻤﻠﺖ ﺫﻟﻚ ﻟﻮﺣﺎ ﻓﻲ ﻃﺎﻟﻊ ﺍﻟﻤﺮﻳﺦ ﻣﻦ ﻳﻮﻡ‬
‫ﺍﻟﺜﻼﺛﺎء ﺛﻢ ﺑﺨﺮ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻠﻮﺡ ﺑﻘﺪﺭ ﻣﺜﻘﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻭﻣﺜﻠﻪ ﻣﻦ ﺷﻌﺮ‬
‫ﺍﻟﺤﺼﺎﻥ ﻟﻠﺬﻛﺮ ﺛﻢ ﻧﻘﺸﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺒﺨﻮﺭ ﺍﻷﻭﻝ ﺻﻮﺭﺓ ﺣﺼﺎﻥ ﺫﻛﺮ ﻭ‬
 ‫ﻓﺮﺱ ﺃﻧـﺜﻰ ﻭﺍﻟﺒﺨﻮﺭ ﺣﻂ ﻣﻌﻪ ﺃﻳﻀﺎ ﺷﻌﺮ ﻓﺮﺱ ﺃﻧـﺜﻰ ﻣﻊ ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭ‬
‫ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺻﻮﺭﺓ ﺭﺟﻞ ﺩﺧﻞ ﺃﻃﺮﺍﻑ ﺃﺻﺎﺑﻌﻪ ﺍﻟﺸﺎﻫﺪﺗﺎﻥ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻴﻪ‬
‫ﺛﻢ ﻋﻠﻘﻪ ﻋﻠﻰ ﻓﺮﺳﻚ ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﻨﻘﻮﺵ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻮﺡ ﺣﺼﺎﻧﺎ ﺫﻛﺮﺍ ﻓﺎﻟﺒﺨﻮﺭ‬
‫ﻣﻊ ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﺷﻌﺮ ﺫﻟﻚ ﻓﺈﻥ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻔﺮﺱ ﻻ ﺗﻠﺪ ﺇﻻ ﺫﻛﺮﺍ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ‬
‫ﺍﻟﻤﻨﻘﻮﺵ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻮﺡ ﺻﻮﺭﺓ ﻓﺮﺱ ﺃﻧﺜﻰ ﻓﺎﻟﺒﺨﻮﺭ ﻣﻊ ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﺷﻌﺮ ﺃﻧﺜﻰ‬
‫ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﻠﺪ ﺇﻻ ﺃﻧﺜﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻭﺍﻡ ﻭﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻮﺍﺹ ﺍﻟﻌﺠﻴﺐ ﻓﺎﻓﻬﻢ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ‬
‫‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺃﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻀﺔ ﺍﻟﺤﺠﺮ ﻗﺪﺭ ﻣﺜﻘﺎﻟﻴﻦ ﻭﺻﻨﻌﺖ ﻣﻨﻬﺎ‬
‫ﻟﻮﺣﺎ ﻓﻲ ﻃﺎﻟﻊ ﺍﻟﻘﻤﺮ ﻭﻧﻘﺸﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺻﻮﺭﺓ ﻋﻔﺮﻳﺖ ﺑﺄﺭﺑﻌﺔ ﺭﺅﻭﺱ ﻭﺛﻤﺎﻧﻴﺔ‬
‫ﻗﺮﻭﻥ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺻﻮﺭﺓ ﺃﺳﺪ ﺑﺨﺮﺗﻪ ﺑﻘﺪﺭ ﻣﺜﻘﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ‬
‫ﺛﻢ ﺑﺨﺮﺕ ﺑﻘﺪﺭ ﺫﻟﻚ ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﺷﻌﺮ ﺍﻟﺬﺋﺐ ﺛﻢ ﻋﻠﻘﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﻱ ﺩﺍﺑﺔ ﻣﻦ‬
‫ﺩﻭﺍﺑﻚ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺠﻤﻞ ﺃﻭ ﺍﻟﻔﺮﺱ ﺃﻭ ﺍﻟﺤﻤﺎﺭ ﻭﻣﺎ ﺃﺷﺒﻪ ﺫﻟﻚ ﺛﻢ ﻃﻠﻌﺖ ﻋﻠﻰ‬
‫ﺍﻟﺒﺮﻳﺔ ﺃﻭ ﺫﻫﺒﺖ ﺇﻟﻰ ﺃﻱ ﻣﻮﺿﻊ ﻛﺎﻥ ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳﻘﺪﺭ ﻭﺣﺶ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺣﻮﺵ‬
‫ﻳﻘﺮﺑﻬﺎ ﺑﻞ ﻳﻔﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺃﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﺕ ﻣﻦ ﺇﻛﺴﻴﺮ‬
‫ﺍﻟﺤﻤﺮﺓ ﻗﺪﺭ ﻗﻤﺤﺔ ﺛﻢ ﺍﺧﻠﻄﻬﺎ ﺑﻤﺜﻠﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺤﻞ ﺍﻷﺳﻮﺩ ﺍﻟﻤﻤﺴﻚ ﻭﻣﺜﻠﻪ ﻣﻦ‬
‫ﻣﺮﺍﺭﺓ ﺍﻟﻬﺪﻫﺪ ﻭﺩﻣﻪ ﻭﺟﻔﻔﻪ ﻛﻠﻪ ﺛﻢ ﺍﺳﺤﻘﻪ ﻭﺍﺩﺧﺮﻩ ﻋﻨﺪﻙ ﺇﻟﻰ ﻭﻗﺖ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ‬
‫ﺇﻟﻴﻪ ﻓﺈﺫﺍ ﺃﺭﺩﺕ ﺃﻥ ﺗﺸﺎﻫﺪ ﺳﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﻠﺴﻢ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﻓﺎﻛﺘﺤﻞ ﻣﻨﻪ ﻭ ﺍﺫﻫﺐ ﺇﻟﻰ‬
‫ﺃﻱ ﻣﻮﺿﻊ ﻛﺎﻥ ﻓﺈﻥ ﺍﷲ ﻳﻜﺸﻒ ﻟﻚ ﻋﻨﻪ ﻋﻴﺎﻧﺎ ﻭﺗﺮﻯ ﻣﻮﺿﻊ ﺍﻟﻌﻴﺐ ﻛﺄﻧﻪ‬
‫ﺩﻭﺩﺍ ﻳﺘﻨﺎﺛﺮ ﻭﺇﻥ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻴﺒﺎ ﻓﻼ ﺗﺮﻯ ﻓﻴﻬﺎ ﺷﻴﺌﺎ ﻭﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺃﻋﺠﺐ‬
‫ﺍﻟﻄﻼﺳﻢ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺃﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﺕ ﻣﻦ ﺷﻌﺮ ﺍﻟﻘﻂ ﺍﻷﺳﻮﺩ ﻗﺪﺭ‬
‫ﺩﺭﻫﻢ ﻭﻣﺜﻠﻪ ﻣﻦ ﺷﻌﺮ ﻛﻠﺐ ﻭﻣﺜﻠﻪ ﻣﻦ ﺷﻌﺮ ﺫﺋﺐ ﻭﻣﺜﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻮﺍﺩ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ‬
‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺰﻭﻳﺞ ﺍﻷﻭﻝ ﻭﻗﺪﺭ ﻗﻴﺮﺍﻁ ﻣﻦ ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﺍﻷﻭﻝ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﻡ‬
‫ﻭﻳﻜﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﺑﻄﺎﻟﻊ ﺯﺣﻞ ﻣﻦ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺜﻼﺛﺎء ﺛﻢ ﺗﺠﻌﻞ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻓﻲ ﺃﻛﺮﻩ ﻣﻦ‬
‫ﺍﻟﺮﺻﺎﺹ ﺛﻢ ﺍﻟﺤﻤﻬﺎ ﻭ ﺍﺩﺧﺮﻫﺎ ﻋﻨﺪﻙ ﺇﻟﻰ ﻭﻗﺖ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ﻓﺈﺫﺍ ﺃﺭﺩﺕ ﺃﻥ ﺗﺮﻯ‬
‫ﺳﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﻠﺴﻢ ﻓﺄﺣﻀﺮﻩ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻱ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻳﺄﻛﻠﻮﻥ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻔﺮﺓ ﺛﻢ‬
‫ﺍﺟﻌﻞ ﺷﻤﻌﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻤﻌﺪﺍﻥ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻟﻴﻼ ﻓﻮﻕ ﺍﻷﻛﺮﺓ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻧﻬﺎﺭﺍ ﺃﺳﻨﺪ‬
‫ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺴﻔﺮﺓ ﻓﺈﻥ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻣﺪ ﻳﺪﻩ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺮﻯ ﺣﻴﻮﺍﻧﺎ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻧﺎﺕ ﺍﻟﺬﻱ‬
‫ﺑﺨﺮﺕ ﺑﺸﻌﺮﻫﻢ ﻃﺎﻟﻊ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺴﻔﺮﺓ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻳﻔﺰﻋﻮﻥ ﻭﻳﺒﻬﺘﻮﻥ ﻭﻻ‬
‫ﻳﺄﻛﻠﻮﻥ ﻣﻨﻪ ﺷﻲء ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﻠﺴﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻼﺳﻢ ﺍﻟﻌﺠﻴﺒﺔ ﻭﺍﻟﺨﻮﺍﺹ ﺍﻟﻤﻀﺤﻜﺔ‬
‫ﺍﻟﻐﺮﻳﺒﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﻠﻮﻙ ﻭﺍﻟﺤﻜﻤﺎء ﻳﻌﻤﻠﻮﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﻧﺰﻫﺎﺗﻬﻢ ﺣﺘﻰ ﻳﻀﺤﻜﻮﻥ‬
‫ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺎﺧﺮﻫﻢ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺃﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﺕ ﻣﻦ ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ‬
‫ﻗﻴﺮﺍﻁ ﻭﻣﻦ ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻣﺜﻠﻪ ﻭﻣﻦ ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ ﻣﺜﻠﻪ ﻭﻣﻦ ﺇﻛﺴﻴﺮ‬
‫ﺍﻟﺒﻴﺎﺽ ﻣﺜﻠﻪ ﻭﻣﻦ ﺇﻛﺴﻴﺮ ﺍﻟﺤﻤﺮﺓ ﻣﺜﻠﻪ ﺛﻢ ﺟﻌﻠﺖ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﺑﻄﺎﻟﻊ ﺍﻟﺸﻤﺲ‬
‫ﻭﻫﻲ ﺑﺎﻟﺤﻤﻞ ﻓﻲ ﺟﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﺫﻫﺐ ﻭﺯﻥ ﻣﺜﻘﺎﻝ ﺛﻢ ﺑﺨﺮﻩ ﺑﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﺷﻌﺮ ﺍﻷﺳﺪ‬
 ‫ﺛﻢ ﻋﻠﻖ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺠﻠﺠﻞ ﻓﻲ ﻋﻨﻖ ﻛﻠﺐ ﺳﻼﻗﻲ ﺃﻭ ﻓﻲ ﻋﻨﻖ ﺑﺎﺯ ﺻﻘﺮ ﻓﺈﻥ ﺫﻟﻚ‬
‫ﺍﻟﺼﻘﺮ ﺃﻭ ﺍﻟﻜﻠﺐ ﻻ ﻳﻨﻄﻠﻖ ﺇﻻ ﻭﻳﺄﺗﻲ ﺑﺼﻴﺪﻩ ﻭﻻ ﻳﺮﺟﻊ ﺧﺎﺋﺒﺎ ﺃﺑﺪﺍ ﻭﻫﺬﺍ ﻣﻦ‬
‫ﺍﻟﺨﻮﺍﺻﺎﺕ ﺍﻟﻤﻠﻮﻛﻴﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻬﺪﻯ ﺇﻻ ﻟﻠﻤﻠﻮﻙ ﻷﺟﻞ ﺗﻨﺰﻫﻬﻢ ﺑﺎﻟﺼﻴﺪ ﻓﺎﻓﻬﻢ‬
‫ﺫﻟﻚ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺃﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﺕ ﻗﺪﺭ ﻣﺜﻘﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﺍﻷﺣﻤﺮ‬
‫ﻭﺍﻟﺸﻤﺲ ﻓﻲ ﺑﺮﺝ ﺍﻟﺤﻤﻞ ﺛﻢ ﺻﻨﻌﺖ ﻣﻨﻪ ﻟﻮﺣﺎ ﻭﺻﻮﺭﺕ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺟﻪ‬
‫ﺍﻷﻭﻝ ﺻﻮﺭﺓ ﻓﺎﺭﺱ ﺭﺍﻛﺐ ﻋﻠﻰ ﻓﺮﺳﻪ ﻭﺑﻴﺪﻩ ﺭﻣﺢ ﻭﻛﺄﻧﻪ ﻳﻄﻴﻖ ﺑﻪ ﺷﺨﺼﺎ‬
‫ﻧﺎﺋﻤﺎ ﺗﺤﺖ ﺭﺟﻞ ﺍﻟﻔﺮﺱ ﺛﻢ ﺻﻮﺭﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺻﻮﺭﺓ ﺃﺳﺪ ﻭﺑﺨﺮﻩ >‬
‫…………………………‪ <..‬ﻓﻤﻦ ﺣﻤﻞ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻄﻠﺴﻢ ﺃﻭ ﻋﻠﻘﻪ ﻋﻠﻰ‬
‫ﻓﺮﺳﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﻛﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻭ ﺣﺼﺎﻧﻪ ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳﻘﻊ ﻣﻦ ﻓﻮﻗﻪ ﺃﺑﺪﺍ ﻭ ﻻ ﻳﺘﻘﻨﻄﺮ‬
‫ﻓﻲ ﺣﺮﺏ ﻭﻻ ﻓﻲ ﻏﻴﺮﻩ ﻭﻻ ﻳﻘﺘﻞ ﻣﻦ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﺇﻥ ﺩﺧﻞ ﻓﻲ ﺣﺮﺏ ﻛﺎﻥ‬
‫ﻣﻨﺼﻮﺭﺍ ﻭﻳﻘﻬﺮ ﺍﻷﻋﺪﺍء ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻨﺼﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻩ ﺑﺈﺫﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﺇﻥ ﻃﺎﺭﺩ‬
‫ﺃﺣﺪﺍ ﻟﺤﻘﻪ ﻭﺇﻥ ﻃﺎﺭﺩﻩ ﺃﺣﺪ ﻟﻢ ﻳﻠﺤﻘﻪ ﺃﺑﺪﺍ ﻓﺎﻧﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﻠﺴﻢ ﻭﻫﺬﻩ‬
‫ﺍﻟﺨﻮﺍﺹ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻭﺩﻋﻪ ﺍﷲ ﻓﻲ ﻣﺨﻠﻮﻗﺎﺗﻪ ﻭﺍﷲ ﺃﻋﻠﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻮﺍﺏ ﻭﺇﻟﻴﻪ‬
‫ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﻭﺍﻟﻤﺂﺏ ‪.‬ﺗﻢ ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻓﻲ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻥ ‪.‬‬
‫ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ‬
‫ﻓﻲ ﺫﻛﺮ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﺎﺗﻪ‬
‫ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﻟﺪﺍﺕ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﻭﺍﻟﻌﻮﺍﻟﻢ ﺍﻟﺨﻤﺴﺔ ﻭﻫﻮ ﺃﻋﺠﺐ ﻣﻤﺎ‬
‫ﺗﻘﺪﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻮﺍﻟﻢ ﻷﻧﻪ ﻳﺘﻀﻤﻦ ﻋﻠﻰ ﺻﻨﺎﻋﺔ ﺍﻟﻄﺐ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﻣﻘﺪﻡ‬
‫ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﻓﻴﻪ ﺑﻘﺎء ﺣﻔﻆ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺐ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ﻭﺑﻘﺎء ﺍﻟﺼﺤﺔ ﻭﻧﺤﻦ‬
‫ﻧﺘﻜﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﺎ ﻓﻴﻪ ﻓﻨﻘﻮﻝ ﺍﻋﻠﻢ ﻳﺎ ﺃﺧﻲ ﺃﻥ ﻣﻦ ﺧﻮﺍﺹ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺮ‬
‫ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﺃﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﺕ ﻣﻦ ﺇﻛﺴﻴﺮ ﺍﻟﺤﻤﺮﺓ ﻗﺪﺭ ﻧﺼﻒ ﻗﻤﺤﺔ ﻟﻤﻦ ﻛﺎﻥ ﺑﻪ‬
‫ﺍﻟﺴﻌﺎﻝ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺭﺑﻮﺍ ﻭﻗﻤﺤﺔ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺼﺒﺔ ﻭﻗﻤﺤﺔ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻧﺼﻼﺑﺎ‬
‫ﻭﻧﺼﻒ ﻗﻤﺤﺔ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﺛﻢ ﺟﻌﻠﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﻗﺪﺭ ﺃﻭﻗﻴﺔ ﻣﻦ ﺷﺮﺍﺏ ﺍﻟﺒﻨﻔﺴﺞ‬
‫ﺛﻢ ﺍﻓﻄﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻤﺎﻡ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺪﻫﻠﻴﺰ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻭﺗﺄﻛﻠﻬﺎ ﻓﻲ‬
‫ﺍﻟﺪﻫﻠﻴﺰ ﺍﻷﻭﻝ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺨﺮﺝ ﻣﻨﻚ ﻋﺮﻗﺎ ﻛﺎﻟﻘﻴﺮ ﺍﻟﻤﻨﺘﻦ ﻭﻓﻀﻼﺕ ﺭﺩﻳﺌﺔ ﻗﺪﺭ‬
‫ﺧﻤﺴﺔ ﻋﺸﺮ ﺩﺭﺟﺔ ﺛﻢ ﺗﻐﺘﺴﻞ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻭﺗﻠﺒﺲ ﺃﺛﻮﺍﺑﻚ ﺛﻢ ﺗﺪﺍﻭﻡ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ‬
‫ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﻓﺈﻧﻚ ﺗﺒﺮﺃ ﺑﺈﺫﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺃﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﺕ ﻗﻤﺤﺔ‬
‫ﻣﻦ ﺇﻛﺴﻴﺮ ﺍﻟﺒﻴﺎﺽ ﻭﺩﻓﻨﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺷﺮﺍﺏ ﺣﻤﺎﺽ ﻗﺪﺭ ﺛﻼﺛﺔ ﺁﻭﺍﻕ ﺛﻢ ﺷﺮﺑﻬﺎ‬
‫ﺍﻟﻤﺤﻤﻮﻡ ﻣﻦ ﺃﻱ ﺧﻠﻂ ﻛﺎﻥ ﻣﺮﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺤﺼﻞ ﻟﻪ ﻋﺮﻕ ﺷﺪﻳﺪ ﻓﺈﺫﺍ‬
‫ﺃﺻﺒﺢ ﻓﻠﻴﻐﺘﺴﻞ ﻭﻳﻠﺒﺲ ﺃﺛﻮﺍﺑﺎ ﻧﻈﻴﻔﺔ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺒﺮﺃ ﺑﺈﺫﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﻳﻜﻮﻥ‬
‫ﺍﻟﻐﺴﻞ ﺑﺎﻟﻤﺎء ﺍﻟﺒﺎﺭﺩ ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺃﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﺕ ﻗﺪﺭ ﻗﻤﺤﺔ ﻣﻦ ﺇﻛﺴﻴﺮ‬
‫ﺍﻟﺒﻴﺎﺽ ﺛﻢ ﻣﺰﺟﺘﻬﺎ ﺑﺎﻟﻌﻨﺪﻝ ﺍﻟﻤﻘﺎﺻﻴﺮﻱ ﻭﻟﻄﺨﺖ ﺑﻪ ﺃﻋﻀﺎﺋﻚ ﻭﺗﻜﻮﻥ ﻣﻠﻮﺗﻪ‬
‫ﺑﻤﺎء ﺍﻟﻮﺭﺩ ﺍﻟﺒﻠﺪﻱ ﺛﻢ ﻋﻘﺪﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺱ ﻣﻦ ﺑﻪ ﺻﺪﺍﻉ ﻭﺍﻟﺸﻘﻴﻘﺔ ﻭﺍﻟﻐﺮﺑﺎﻥ‬
‫ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺒﺮﺃ ﺑﺈﺫﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﺎ ﺫﻛﺮ ﻣﺮﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺃﻧﻚ‬
‫ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﺕ ﻣﻦ ﺇﻛﺴﻴﺮ ﺍﻟﺒﻴﺎﺽ ﻧﺼﻒ ﻗﻤﺤﺔ ﻟﻤﻦ ﻛﺎﻥ ﺑﻪ ﺭﻣﺪ ﻋﻈﻴﻢ ﻣﻦ ﺧﻠﻂ‬
‫ﺣﺎﺭ ﻳﺎﺑﺲ ﻭﻣﻦ ﺇﻛﺴﻴﺮ ﺍﻟﺤﻤﺮﺓ ﻟﻤﻦ ﻛﺎﻥ ﺧﻠﻄﻪ ﺑﺎﺭﺩﺍ ﺛﻢ ﺍﻣﺰﺟﻬﺎ ﺑﺒﻴﺎﺽ‬
‫ﺍﻟﺒﻴﺾ ﻭﻣﺎء ﺍﻟﻮﺭﺩ ﺍﻟﺒﻠﺪﻱ ﻟﺼﺎﺣﺐ ﺍﻟﺨﻠﻂ ﺍﻟﺤﺎﺭ ﻭﺑﺼﻔﺎﺭ ﺍﻟﺒﻴﺾ ﻭﺍﻟﻜﻤﻮﻥ‬
‫ﻟﺼﺎﺣﺐ ﺍﻟﺨﻠﻂ ﺍﻟﺒﺎﺭﺩ ﺛﻢ ﺷﺪ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺼﺒﺢ ﺻﺤﻴﺢ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻭﻻ‬
‫ﻋﺎﺩ ﻳﺮﻯ ﺍﻟﺮﻣﺪ ﻋﻠﻰ ﻃﻮﻝ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﻭﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﺑﺈﺫﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ‬
‫ﺃﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﺕ ﻣﻦ ﺇﻛﺴﻴﺮ ﺍﻟﺒﻴﺎﺽ ﻗﻤﺤﺔ ﻭﻣﻦ ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻧﺼﻒ ﻗﻤﺤﺔ‬
‫ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎء ﺍﻹﻟﻬﻲ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺘﺸﺒﻴﺐ ﻭﺑﻌﺪ ﺍﻟﻐﺴﻞ ﻗﻤﺤﺔ ﺛﻢ ﻣﺰﺟﺖ ﺫﻟﻚ ﺑﺪﻗﻴﻖ‬
‫ﺍﻟﺘﺮﻣﺲ ﻭﻗﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﻗﻄﺮﺍﻥ ﺛﻢ ﺩﻫﻨﺖ ﺑﻪ ﺍﻷﻗﺮﻉ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﺑﻠﻴﺎﻟﻴﻬﺎ ﻭﻛﻞ ﻳﻮﻡ‬
‫ﺗﺪﺧﻠﻪ ﺍﻟﺤﻤﺎﻡ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﻓﻴﺒﺎﺕ ﻓﻴﻬﺎ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺰﻭﻝ ﻣﺮﺿﻪ ﻭﻳﻄﻠﻊ ﻟﻪ ﺷﻌﺮ‬
‫ﻋﻈﻴﻢ ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺃﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﺕ ﻣﻦ ﺇﻛﺴﻴﺮ ﺍﻟﺒﻴﺎﺽ ﻧﺼﻒ ﻗﻤﺤﺔ ﺛﻢ‬
‫ﻣﺰﺟﺖ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺨﻞ ﺛﻢ ﺍﺳﺘﺎﻙ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺑﻪ ﻣﺮﺽ ﻭﺟﻊ ﺍﻷﺳﻨﺎﻥ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺰﻭﻝ ﻣﻨﻪ‬
‫ﺍﻟﺪﻭﺩ ﻭﺍﻟﺴﻮﺱ ﻭﺍﻟﺤﺪﺍﺭ ﺍﻟﺒﺎﺭﺩ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﺸﺘﻜﻲ ﻭﺟﻊ ﺍﻷﺿﺮﺍﺱ ﻭﺍﻷﺳﻨﺎﻥ‬
‫ﻛﺎﻥ ﺳﺎﻟﻤﺎ ﻣﺪﺓ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻓﻼ ﻳﺄﺗﻴﻪ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻋﺎﺭﺽ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺪﺍﻭﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻮﺍﻙ ﺑﻪ‬
‫ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻳﺎﻡ ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺃﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﺕ ﻣﻦ ﺇﻛﺴﻴﺮ ﺍﻟﺒﻴﺎﺽ ﻗﻤﺤﺔ ﻭﻣﻦ‬
‫ﺇﻛﺴﻴﺮ ﺍﻟﺤﻤﺮﺓ ﺛﻢ ﺟﻌﻠﺖ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﻣﺎء ﻓﻴﻪ ﺳﻜﺮ ﻧﺒﺎﺕ ﺛﻢ ﺩﺍﻭﻡ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺛﻼﺛﺔ‬
‫ﺃﻳﺎﻡ ﺷﺮﺑﺎ ﺇﻟﻰ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺴﺮﻃﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻬﺰ ﺑﺮﺃﺳﻪ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺒﺮﺃ ﻭﻻ ﻳﺄﺗﻴﻪ ﺫﻟﻚ‬
‫ﻣﺪﺓ ﻋﻤﺮﻩ ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺃﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﺕ ﻗﻤﺤﺔ ﻭﻣﺜﻠﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎء ﺍﻹﻟﻬﻲ ﺛﻢ‬
‫ﻣﺰﺟﺘﻬﻢ ﺑﺪﻫﻦ ﺍﻟﺴﺮﺩﺍﻕ ﺛﻢ ﺩﻫﻨﺖ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻟﺪﻫﻦ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺍﻟﻘﺼﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺃﺱ‬
‫ﻭﺍﻟﺬﻗﻦ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻄﻮﻝ ﻭﻳﺴﻮﺩ ﺳﻮﺍﺩﺍ ﻗﻮﻳﺎ ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺃﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﺕ ﻣﻦ‬
‫ﺍﻟﻤﺎء ﺍﻹﻟﻬﻲ ﻗﻴﺮﺍﻁ ﻭﻣﻦ ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻗﻴﺮﺍﻁ ﺛﻢ ﻣﺰﺟﺘﻬﻢ ﺑﺪﻫﻦ ﺍﻟﺴﺮﺩﺍﻕ‬
‫ﻭﺍﻟﺰﺑﺎﺩ ﺛﻢ ﺩﻫﻨﺖ ﺑﻪ ﺍﻟﺬﻗﻦ ﻭﺍﻟﻌﻴﻮﻥ ﻭﺍﻟﺮﺃﺱ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻄﺒﻮﻉ ﻭﺍﻟﻘﻤﻞ‬
‫ﻭﺍﻟﺼﻴﺒﺎﻥ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺬﻫﺐ ﻭﻻ ﻳﻌﻮﺩ ﺃﺑﺪﺍ ﻓﻲ ﻣﺪﺓ ﻋﻤﺮﻩ ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺃﻧﻚ ﺇﺫﺍ‬
‫ﺃﺧﺬﺕ ﻣﻦ ﺇﻛﺴﻴﺮ‬
‫ﺍﻟﺤﻤﺮﺓ ﻗﺪﺭ ﺛﻼﺛﺔ ﻗﻤﺤﺎﺕ ﺛﻢ ﻣﺰﺟﺘﻬﻢ ﺑﻤﺎء ﺍﻟﻘﺒﺎﺭ ﻭﺯﻳﺖ ﺍﻟﺰﻳﺘﻮﻥ ﺛﻢ‬
‫ﺗﺴﺤﻘﻪ ﻭﺗﻘﻄﺮ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺍﻵﺫﺍﻥ ﺍﻟﺼﻤﺔ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺰﻭﻝ ﻋﻦ ﺍﻷﺻﻢ ﺍﻟﺼﻤﻢ‬
‫ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﺃﻋﻮﺍﻡ ﻓﺎﻋﻠﻢ ﺫﻟﻚ ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺃﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﺕ ﻣﻦ ﺇﻛﺴﻴﺮ‬
‫ﺍﻟﺤﻤﺮﺓ ﻗﺪﺭ ﻗﻤﺤﺔ ﻭﻣﺰﺟﺘﻬﺎ ﺑﺪﻫﻦ ﺍﻟﺨﺰﺍﻣﺔ ﺛﻢ ﻧﺸﻘﺖ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻤﺮﻋﻮﻑ ﻣﻦ‬
‫ﺍﻟﺪﻡ ﻭﺍﻟﻤﺰﻛﻮﻡ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺒﺮﺃ ﻭﻻ ﻳﻌﻮﺩ ﺇﻟﻴﻪ ﺑﺈﺫﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺃﻧﻚ‬
‫ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎء ﺍﻹﻟﻬﻲ ﻗﺪﺭ ﻗﻤﺤﺘﻴﻦ ﻭﻣﻦ ﺇﻛﺴﻴﺮ ﺍﻟﺒﻴﺎﺽ ﻗﻤﺤﺔ ﺛﻢ‬
‫ﻣﺰﺟﺘﻬﺎ ﺑﺪﻫﻦ ﺍﻟﺒﺎﻥ ﺛﻢ ﺩﻫﻨﺖ ﺑﻬﺎ ﺻﺎﺣﺐ ﺩﺍء ﺍﻟﺜﻌﻠﺒﺔ ﺑﻌﺪ ﺧﺮﻭﺟﻪ ﻣﻦ‬
‫ﺍﻟﺤﻤﺎﻡ ﻳﺪﺍﻭﻡ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺒﺮﺃ ﺑﺈﺫﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ‬
‫ﺃﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﺕ ﻣﻦ ﺇﻛﺴﻴﺮ ﺍﻟﺤﻤﺮﺓ ﻗﻤﺤﺘﺎﻥ ﻭﻣﺰﺟﺘﻬﻤﺎ ﺑﺪﻫﻦ ﺍﻟﻮﺭﺩ ﺛﻢ ﺩﻫﻨﺖ‬
 ‫ﺑﻬﺎ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺨﻨﺎﺯﻳﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻤﺎﻡ ﻭﻳﺸﺮﺏ ﻣﻨﻪ ﺷﻴﺌﺎ ﻳﺴﻴﺮﺍ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺒﺮﺃ ﺑﺈﺫﻥ‬
‫ﺍﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪،‬ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺇﺫﺍ ﻧﺸﻘﺖ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﻭﺍء ﺻﺎﺣﺐ ﻣﺮﺽ ﺍﻟﺨﺸﻢ ﻓﺈﻧﻪ‬
‫ﻳﺒﺮﺃ ﺑﺈﺫﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺃﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﺕ ﻣﻦ ﺇﻛﺴﻴﺮ ﺍﻟﺤﻤﺮﺓ ﻗﻤﺤﺔ‬
‫ﻭﻣﻦ ﺇﻛﺴﻴﺮ ﺍﻟﺒﻴﺎﺽ ﻗﻤﺤﺔ ﻭﻣﺰﺟﺘﻬﺎ ﺑﺪﻫﻦ ﺍﻟﺰﻳﺘﻮﻥ ﺛﻢ ﺗﺴﻘﻴﻬﺎ ﻟﺼﺎﺣﺐ‬
‫ﻣﺮﺽ ﺍﻷﺳﺪ ﻭﻫﻮ ﻋﺮﻕ ﺍﻟﺠﺬﺍﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻤﺎﻡ ﺛﻢ ﺩﻫﻨﺖ ﻣﻨﻪ ﺑﺸﻲء ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻘﻒ‬
‫ﻣﻦ ﻣﺮﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻭﻻ ﻳﺰﻳﺪ ﻭﻳﻨﻘﻄﻊ ﻓﻲ ﺳﺒﻊ ﻣﺮﺍﺕ ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺃﻧﻚ ﺇﺫﺍ‬
‫ﺃﺧﺬﺕ ﻣﻦ ﺇﻛﺴﻴﺮ ﺍﻟﺤﻤﺮﺓ ﻗﻤﺤﺘﻴﻦ ﻭﻣﺰﺟﺘﻬﺎ ﺑﻤﺎء ﺍﻟﻤﺮﻳﺮ ﻭﻫﻮ ﺷﻮﻙ‬
‫ﺍﻟﺤﺠﺎﻝ ﺛﻢ ﺷﺮﺑﻬﺎ ﺻﺎﺣﺐ ﻣﺮﺽ ﺍﻟﺤﺐ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻤﺎﻡ ﻭﻗﺒﻞ‬
‫ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﻣﻨﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻷﻭﻝ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺨﺮﺝ ﻣﻨﻪ ﻋﺮﻗﺎ ﻣﻨﺘﻨﺎ ﻳﺪﺍﻭﻡ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ‬
‫ﻣﺮﺗﻴﻦ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺒﺮﺃ ﺑﺈﺫﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺃﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﺕ ﻣﻦ ﺇﻛﺴﻴﺮ‬
‫ﺍﻟﺒﻴﺎﺽ ﺛﻼﺛﺔ ﻗﻤﺤﺎﺕ ﻭﻣﺰﺟﺘﻬﺎ ﺑﺰﻳﺖ ﺍﻟﺰﻳﺘﻮﻥ ﺛﻢ ﺗﺪﻫﻦ ﺑﻬﺎ ﺻﺎﺣﺐ ﻣﺮﺽ‬
‫ﺍﻟﺤﻜﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺛﻼﺛﺔ ﺳﺎﻋﺎﺕ ﺛﻢ ﻳﺪﺧﻞ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺤﻤﺎﻡ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺨﺮﺝ ﻣﻨﻪ‬
‫ﻛﺎﻟﺪﺭﺍﻫﻢ ﺍﻟﺒﻨﺪﻗﻲ ﻭﻳﺒﺮﺃ ﺑﺈﺫﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺃﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﺕ ﻣﻦ‬
‫ﺍﻟﻤﺎء ﺍﻹﻟﻬﻲ ﺛﻼﺛﺔ ﻗﻤﺤﺎﺕ ﺛﻢ ﻣﺰﺟﺘﻬﻢ ﺑﻤﺎء ﺍﻟﻮﺭﺩ ﻭﺍﻟﻤﺎء ﺍﻟﺴﺎﺧﻦ ﻭﺗﺪﻟﻚ‬
‫ﺑﻪ ﻣﻦ ﻓﻲ ﺟﺴﺪﻩ ﺩﻣﺎﻣﻞ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺬﻫﺐ ﻓﻲ ﻣﺮﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺃﻧﻚ‬
‫ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﺕ ﻗﻴﺮﺍﻁ ﻣﻦ ﺇﻛﺴﻴﺮ ﺍﻟﺤﻤﺮﺓ ﻭﻣﺰﺟﺘﻪ ﺑﺪﻫﻦ ﺍﻟﻴﺎﺳﻤﻴﻦ ﺛﻢ ﺩﻫﻨﺖ ﺑﻪ‬
‫ﺻﺎﺣﺐ ﻣﺮﺽ ﺍﻟﻨﻘﺮﺱ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺨﻠﺪ ﺑﻌﺪ ﺧﺮﻭﺟﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻤﺎﻡ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺪﺍﻭﻣﺔ‬
‫ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺳﺒﻌﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺒﺮﺃ ﺑﺈﺫﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺃﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﺕ‬
‫ﻣﻦ ﺇﻛﺴﻴﺮ ﺍﻟﺒﻴﺎﺽ ﺍﻟﺘﺎﻡ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﻗﻤﺤﺎﺕ ﻭﻣﻦ ﺇﻛﺴﻴﺮ ﺍﻟﺤﻤﺮﺓ ﻗﻤﺤﺘﺎﻥ ﺛﻢ‬
‫ﻣﺰﺟﺘﻬﻤﺎ ﺑﺪﻫﻦ ﺍﻟﻨﻮﻓﺮ ﻭ ﺍﺳﻘﻴﺘﻬﺎ ﻟﺼﺎﺣﺐ ﻣﺮﺽ ﺍﻻﺳﺘﺴﻘﺎء ﻭﻳﻜﻮﻥ ﺫﻟﻚ‬
‫ﺑﺎﻟﺤﻤﺎﻡ ﻭﻳﺪﺍﻭﻡ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺒﺮﺃ ﺑﺈﺫﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ‪ .‬ﻭﻣﻦ‬
‫ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺃﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﺕ ﻣﻦ ﺇﻛﺴﻴﺮ ﺍﻟﺤﻤﺮﺓ ﻭﻳﻜﻮﻥ ﻭﺯﻥ ﺍﻹﻛﺴﻴﺮ ﻗﻴﺮﺍﻁ‬
‫ﻭﺩﻫﻦ ﺣﺒﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍء ﺃﻭ ﻣﺎء ﺍﻟﻘﺼﺎﺏ ﻭﻳﺸﺮﺏ ﻣﻨﻪ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺤﺼﻰ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ‬
‫ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻤﺎﻡ ﻣﻊ ﺍﻟﺪﻭﺍﻡ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺒﺮﺃ ﺑﺈﺫﻥ ﺍﷲ‬
‫ﺗﻌﺎﻟﻰ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺃﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﺕ ﻗﻴﺮﺍﻁ ﻣﻦ ﺇﻛﺴﻴﺮ ﺍﻟﺤﻤﺮﺓ ﻭﻣﺰﺟﺘﻪ‬
‫ﺑﻤﻌﺠﻮﻥ ﺍﻟﺒﻨﻔﺴﺞ ﺛﻢ ﺷﺮﺑﻬﺎ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍء ﻭﺍﻟﺒﻠﻐﻢ ﺑﻌﺪ ﺧﺮﻭﺟﻪ ﻣﻦ‬
‫ﺍﻟﺤﻤﺎﻡ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺒﺮﺃ ﺑﺈﺫﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺃﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﺕ ﻗﻴﺮﺍﻁ ﻣﻦ‬
‫ﺇﻛﺴﻴﺮ ﺍﻟﺤﻤﺮﺓ ﺛﻢ ﻋﺠﻨﺘﻪ ﺑﻤﻌﺠﻮﻥ ﺍﻟﻌﻮﺩ ﺛﻢ ﻓﻄﺮﺕ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﻓﺈﻧﻪ‬
‫ﻳﻬﻴﺞ ﺍﻟﺒﺎﻩ ﺗﻬﻴﺠﺎ ﻋﻈﻴﻤﺎ ﻭﻻ ﻳﻜﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻤﺎﻉ ﻭﻻ ﻳﻌﻴﺎ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺤﺴﺎﺏ ﻭﻻ‬
‫ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺮﻩ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺃﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﺕ ﻣﻦ ﺇﻛﺴﻴﺮ ﺍﻟﺤﻤﺮﺓ‬
‫ﻗﻤﺤﺘﺎﻥ ﻭﻣﻦ ﺇﻛﺴﻴﺮ ﺍﻟﺒﻴﺎﺽ ﻗﻤﺤﺔ ﺛﻢ ﻋﺠﻨﺘﻬﻤﺎ ﺑﻤﻌﺠﻮﻥ ﺍﻟﻜﻤﻮﻥ ﻓﻄﺮﺕ‬
‫ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻔﺘﺢ ﺍﻟﻤﻌﺪﺓ ﻭﻻ ﻳﻀﺮ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺘﺨﻤﺔ ﻭﻻ ﻛﺜﺮﺓ‬
‫ﺍﻷﻛﻞ ﻭﻟﻮ ﺃﻛﻞ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﺧﺮﻭﻑ ﻭﻻ ﻳﻀﺮﻩ ﺫﻟﻚ ﺃﺑﺪﺍ ﺑﺈﺫﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ .‬ﻭﻣﻦ‬
 ‫ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺃﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﺕ ﻣﻦ ﺇﻛﺴﻴﺮ ﺍﻟﺒﻴﺎﺽ ﻗﻴﺮﺍﻁ ﺛﻢ ﺟﻌﻠﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺤﻞ‬
‫ﺍﻷﺳﻮﺩ ﻭﺗﻜﺤﻞ ﺑﻪ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺒﻴﺎﺽ ﻭ ﺍﻟﻔﺼﺪ ﻭﺍﻟﻐﺸﺎﻭﺓ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺰﻭﻝ ﻋﻨﻪ ﻓﻲ‬
‫ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﺃﻭ ﻣﺮﺍﺕ ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺃﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﺕ ﺃﻱ ﺻﻨﻒ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻫﺐ‬
‫ﺍﻟﻤﻠﻘﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺇﻛﺴﻴﺮ ﺍﻟﺤﻤﺮﺓ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺒﺎﻉ ﻣﺮﺩﻭﺩﺍ ﺛﻢ‬
‫ﻣﺮﺭﺕ ﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻴﻦ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﻛﺤﻞ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻘﻄﻊ ﺍﻟﺸﻌﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻴﻦ‬
‫ﻭﺗﺰﻭﻝ ﺍﻟﺤﻤﺮﺓ ﻭﺍﻟﺪﻣﻌﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻴﻦ ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺃﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺻﻨﻌﺖ ﻣﻦ‬
‫ﺍﻟﺬﻫﺐ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭ ﻟﻮﺣﺎ ﻭﺯﻧﻪ ﺛﻼﺛﺔ ﻣﺜﺎﻗﻴﻞ ﺛﻢ ﻋﻠﻘﺖ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻠﻮﺡ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺑﻪ‬
‫ﺧﻔﻘﺎﻥ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻭﺍﻟﺼﺪﺭ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺰﻭﻝ ﻋﻨﻪ ﺣﺎﻻ ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺃﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺟﻌﻠﺖ‬
‫ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻠﻮﺡ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎء ﻭﺷﺮﺏ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﻣﻨﻪ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻘﺒﺾ ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ‬
‫ﺍﻟﻤﻘﺒﻮﺿﺔ ﺑﺎﻟﺤﻼﻝ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻔﺮﺣﻪ ﻭ ﻳﺒﺮﺃ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺃﻧﻚ ﺇﺫﺍ‬
‫ﺃﺧﺬﺕ ﻣﻦ ﺇﻛﺴﻴﺮ ﺍﻟﺤﻤﺮﺓ ﻗﻴﺮﺍﻃﺎﻥ ﻭﻣﻦ ﺇﻛﺴﻴﺮ ﺍﻟﺒﻴﺎﺽ ﻣﺜﻠﻪ ﻭﻣﺰﺟﺘﻬﻤﺎ‬
‫ﺑﺰﻳﺖ ﺍﻟﺰﻳﺘﻮﻥ ﺛﻢ ﺩﻟﻜﺖ ﺑﻪ ﺍﻟﻤﻘﻌﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﺎﺭﺽ ﻟﻪ ﻳﺒﺲ ﻃﺒﻴﻌﻲ ﻣﻦ ﺃﺻﻞ‬
‫ﺍﻟﺨﻠﻘﺔ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﺎ ﺗﻘﺪﻡ ﺑﺎﻟﺪﺍء ﺍﻟﻌﺎﺭﺽ ﻻ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﻭﻳﺪﻟﻚ ﺑﺬﻟﻚ‬
‫ﺑﺪﻧﻪ ﻓﻲ ﺳﺒﻌﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻤﺎﻡ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻘﺪﻡ ﻭﻳﺒﺮﺃ ﻣﻦ ﻛﺴﺎﺣﺘﻪ ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ‬
‫ﺃﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﺕ ﻣﻦ ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﺧﻼﻑ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ ﺳﺘﺔ ﻗﻤﺤﺎﺕ ﺛﻢ ﻣﺰﺟﺘﻬﻢ‬
‫ﺑﺰﻳﺖ ﺍﻟﺰﻳﺘﻮﻥ ﺛﻢ ﺗﺪﻫﻦ ﺑﻬﺎ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺒﻬﺎﻕ ﺍﻷﺳﻮﺩ ﻭﺍﻷﺑﻴﺾ ﻭﻗﺖ‬
‫ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻤﺎﻡ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺒﺮﺃ ﺑﺈﺫﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺃﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﺕ‬
‫ﻣﻦ ﺇﻛﺴﻴﺮ ﺍﻟﺒﻴﺎﺽ ﺛﻼﺙ ﻗﻤﺤﺎﺕ ﻭ ﺟﻌﻠﺘﻬﻢ ﻓﻲ ﺯﻳﺖ ﺍﻟﺰﻳﺘﻮﻥ ﺛﻢ ﺩﻫﻨﺖ ﺑﻬﺎ‬
‫ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺒﻮﺍﺳﻴﺮ ﻭﺍﻟﺒﺎﺳﻮﺭ ﺍﻟﺒﺎﻃﻨﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﻣﻲ ﺍﻟﺪﻡ ﻭﻳﺤﻤﻞ ﻓﻲ ﻣﺎء ﺍﻟﻮﺭﺩ‬
‫ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻨﻔﻊ ﻭﻳﻨﻘﻄﻊ ﻋﻨﻪ ﻓﻲ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﺑﺈﺫﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺃﻧﻚ‬
‫ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﺕ ﻣﻦ ﺇﻛﺴﻴﺮ ﺍﻟﺤﻤﺮﺓ ﺍﻟﺘﺎﻡ ﺳﺒﻊ ﻗﻤﺤﺎﺕ ﻭﺃﻃﻌﻤﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻌﺠﻮﻥ‬
‫ﺍﻟﻜﻤﻮﻥ ﻟﺼﺎﺣﺐ ﻣﺮﺽ ﺍﻟﻘﻄﺮﺏ ﺳﺒﻌﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺒﺮﺃ ﺑﺈﺫﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ .‬ﻭﻣﻦ‬
‫ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺃﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﺕ ﻣﻦ ﺇﻛﺴﻴﺮ ﺍﻟﺒﻴﺎﺽ ﻗﻴﺮﺍﻁ ﻭﻣﺰﺟﺘﻪ ﺑﺰﻳﺖ ﺍﻟﺰﻳﺘﻮﻥ‬
‫ﻭﻣﺎء ﺍﻟﻮﺭﺩ ﺛﻢ ﺩﻫﻨﺖ ﺑﻪ ﺻﺎﺣﺐ ﻣﺮﺽ ﺍﻟﺒﺮﺹ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻤﺎﻡ‬
‫ﻣﺮﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺗﺴﻘﻴﻪ ﻧﺼﻒ ﻗﻴﺮﺍﻁ ﻣﻦ ﺇﻛﺴﻴﺮ ﺍﻟﺤﻤﺮﺓ ﻓﻲ ﻣﻌﺠﻮﻥ‬
‫ﺍﻹﻫﻠﻴﻠﺞ ﻣﺮﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺒﺮﺃ ﺑﺈﺫﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺃﻧﻚ ﺇﺫﺍ‬
‫ﺃﺧﺬﺕ ﻣﻦ ﺇﻛﺴﻴﺮ ﺍﻟﺒﻴﺎﺽ ﻗﻤﺤﺘﻴﻦ ﻭﻣﺰﺟﺘﻬﻤﺎ ﺑﺪﻫﻦ ﺍﻟﺤﺒﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍء ﺻﺎﺣﺐ‬
‫ﺍﻟﺒﺮﻭﺩﺓ ﺍﻟﻤﺤﺠﺮﺓ ﻓﻲ ﺻﻠﺒﻪ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺒﺮﺃ ﺑﺈﺫﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺃﻧﻚ‬
‫ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﺕ ﻣﻦ ﺇﻛﺴﻴﺮ ﺍﻟﺒﻴﺎﺽ ﻗﻴﺮﺍﻁ ﻭﻣﺰﺟﺘﻪ ﺑﺪﻫﻦ ﺍﻟﺒﺎﻥ ﺛﻢ ﺑﻤﺎء ﺍﻟﻮﺭﺩ‬
‫ﺍﻟﺒﻠﺪﻱ ﻭﺃﺳﻘﻴﺘﻪ ﻣﻦ ﻳﺸﺘﻜﻲ ﺍﻟﺤﺮ ﻓﻲ ﺑﺎﻃﻨﻪ ﻭ ﺍﻻﻟﺘﻬﺎﺏ ﻳﺸﺮﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻳﻖ‬
‫ﻓﻲ ﺃﻭﻝ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﻣﺮﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺒﺮﺃ ﺑﺈﺫﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺃﻧﻚ ﺇﺫﺍ‬
‫ﺃﺧﺬﺕ ﻗﻴﺮﺍﻁ ﻭﻧﺼﻒ ﻣﻦ ﺇﻛﺴﻴﺮ ﺍﻟﺒﻴﺎﺽ ﻭﻣﺰﺟﺘﻪ ﺑﺰﻳﺖ ﺍﻟﺰﻳﺘﻮﻥ ﺛﻢ ﺩﻫﻨﺖ‬
‫ﺑﻪ ﺻﺎﺣﺐ ﻣﺮﺽ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍء ﺍﻟﻤﻘﺪﺭ ﻭﻳﺴﻤﻮﻧﻪ ﺍﻟﻌﻮﺍﻡ ﻓﺮﺥ ﺣﺠﺮ ﻋﻠﻰ ﺛﻼﺛﺔ‬
 ‫ﺃﻳﺎﻡ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺒﺮﺃ ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺃﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﺕ ﻣﻦ ﺇﻛﺴﻴﺮ ﺍﻟﺒﻴﺎﺽ ﻗﻤﺤﺘﺎﻥ‬
‫ﻭﻣﺰﺟﺘﻬﻤﺎ ﺑﺰﻳﺖ ﺍﻟﺰﻳﺘﻮﻥ ﻭﺳﻘﻴﺖ ﻣﻨﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻤﺎﻡ ﻟﺼﺎﺣﺐ ﻣﺮﺽ ﺍﻷﺭﻳﺎﺡ‬
‫ﺍﻟﻐﻠﻴﻈﺔ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﻨﺤﻞ ﻭ ﻳﺒﺮﺃ ﺑﺈﺫﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺃﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﺕ‬
‫ﻣﻦ ﺇﻛﺴﻴﺮ ﺍﻟﺤﻤﺮﺓ ﺳﺒﻌﺔ ﻗﺮﺍﺭﻳﻂ ﺛﻢ ﺟﻌﻠﺖ ﻛﻞ ﻗﻴﺮﺍﻁ ﻣﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﻭﻗﻴﺔ ﻋﺴﻞ‬
‫ﻧﺤﻞ ﺛﻢ ﺗﺴﻘﻴﻬﺎ ﻟﻠﻤﻔﺮﻁ ﺑﺎﻟﺴﻤﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﺮﺽ ﻟﻪ ﺍﻟﺒﻠﻐﻢ ﻓﻴﺼﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ‬
‫ﺭﻓﻴﻌﺎ ﻓﻲ ﻏﺎﻳﺔ ﺍﻻﻋﺘﺪﺍﻝ ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺃﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﺕ ﻣﻦ ﺇﻛﺴﻴﺮ ﺍﻟﺒﻴﺎﺽ‬
‫ﻗﻴﺮﺍﻁ ﺛﻢ ﻣﺰﺟﺘﻪ ﺑﻤﻌﺠﻮﻥ ﺍﻟﻌﻮﺩ ﺛﻢ ﺧﻠﻄﺘﻪ ﻣﻊ ﺷﺮﺍﺏ ﺍﻟﺒﻨﻔﺴﺞ ﻭﺗﺴﻘﻲ ﻣﻨﻪ‬
‫ﺻﺎﺣﺐ ﻣﺮﺽ ﺍﻟﺴﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﺠﺰﺕ ﻋﻨﻪ ﺍﻷﻃﺒﺎء ﻭﺑﻌﺪ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻤﺎﻡ‬
‫ﻓﻄﻮﺭﺍ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺒﺮﺃ ﺑﺈﺫﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺃﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﺕ‬
‫ﻣﻦ ﺇﻛﺴﻴﺮ ﺍﻟﺒﻴﺎﺽ ﻗﻴﺮﺍﻁ ﻭﻣﻦ ﺇﻛﺴﻴﺮ ﺍﻟﺤﻤﺮﺓ ﻧﺼﻒ ﻗﻴﺮﺍﻁ ﺛﻢ ﻣﺰﺟﺖ ﺫﻟﻚ‬
‫ﺑﺸﺮﺍﺏ ﻭﺷﺮﺑﺖ ﺫﻟﻚ ﻓﺈﻧﻚ ﺗﺮﻯ ﻧﺸﺎﻃﺎ ﻭ ﺣﻔﻈﺎ ﻟﻠﺒﺪﻥ ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺃﻧﻚ‬
‫ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﺕ ﻣﻦ ﺇﻛﺴﻴﺮ ﺍﻟﺒﻴﺎﺽ ﺧﻤﺴﺔ ﻗﻤﺤﺎﺕ ﺛﻢ ﻣﺰﺟﺘﻬﺎ ﺑﺸﺮﺍﺏ ﺍﻟﻨﻮﻓﺮ‬
‫ﻭﺃﺳﻘﻴﺘﻬﺎ ﻟﺼﺎﺣﺐ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﺍﻟﺪﻣﻮﻱ ﻭﺍﻟﺼﻔﺮﺍﻭﻱ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻤﺎﻡ‬
‫ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺒﺮﺃ ﺑﺈﺫﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺃﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﺕ ﻣﻦ ﺇﻛﺴﻴﺮ ﺍﻟﺤﻤﺮﺓ‬
‫ﺛﻼﺙ ﻗﻤﺤﺎﺕ ﻭﻣﺜﻠﻬﺎ ﻣﻦ ﺇﻛﺴﻴﺮ ﺍﻟﺒﻴﺎﺽ ﺛﻢ ﻣﺰﺟﺘﻬﻤﺎ ﺑﺸﺮﺍﺏ ﺍﻟﺤﻤﺎﺽ‬
‫ﻭﺃﺳﻘﻴﺘﻬﺎ ﻟﺼﺎﺣﺐ ﻣﺮﺽ ﺍﻟﺤﺼﻴﺎﻥ ﺍﻟﺪﻗﻲ ﻭﺍﻟﺤﻤﻰ ﻭﺍﻟﺮﻳﺢ ﺛﻼﺙ ﻣﺮﺍﺕ ﺑﻌﺪ‬
‫ﺧﺮﻭﺟﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻤﺎﻡ ﻭﻳﺪﻫﻦ ﺑﺪﻫﻦ ﺍﻟﻮﺭﺩ ﻣﺮﺍﺭﺍ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺒﺮﺃ ﺑﺈﺫﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪.‬‬
‫ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺃﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﺕ ﻣﻦ ﺇﻛﺴﻴﺮ ﺍﻟﺤﻤﺮﺓ ﺛﻼﺛﺔ ﻗﻤﺤﺎﺕ ﺛﻢ ﻣﺰﺟﺘﻬﺎ‬
‫ﺑﺸﺮﺍﺏ ﺍﻟﺮﻳﺤﺎﻥ ﻭﺃﺳﻘﻴﺘﻬﺎ ﻟﺼﺎﺣﺐ ﻣﺮﺽ ﺍﻟﻠﻘﻮﺓ ﺍﻟﺴﺎﻗﻄﺔ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺒﺮﺃ ﻣﺮﺓ‬
‫ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻭﺇﻥ ﺩﺍﻭﻡ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﺃﻭ ﻣﺮﺍﺕ ﺻﺢ ﻣﺰﺍﺟﻪ ﺑﻘﻮﺓ ﺯﺍﺋﺪﺓ ﺇﻟﻰ‬
‫ﺁﺧﺮ ﻋﻤﺮﻩ ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺃﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﺕ ﻣﻦ ﺇﻛﺴﻴﺮ ﺍﻟﺤﻤﺮﺓ ﺳﺘﺔ ﻗﻤﺤﺎﺕ‬
‫ﻭﻣﻦ ﺇﻛﺴﻴﺮ ﺍﻟﺒﻴﺎﺽ ﻣﺜﻠﻬﺎ ﺛﻢ ﻣﺰﺟﺖ ﺫﻟﻚ ﺑﻤﺎء ﺍﻟﺴﺪﺍﺏ ﻭﺷﺮﺍﺏ ﺍﻟﺴﻔﺮﺟﻞ‬
‫ﺛﻢ ﺩﺍﻭﻡ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﺍﻟﺴﻦ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺬﻫﺐ ﺿﻌﻔﻪ ﻭﺗﺄﺗﻴﻪ ﻗﻮﺓ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻭ‬
‫ﻻ ﺗﺒﻴﺾ ﻟﺤﻴﺘﻪ ﺃﺑﺪﺍ ﻭﻟﻮ ﻋﺎﺵ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﻣﺎﺋﺘﻲ ﻋﺎﻡ ﻭﻳﻜﻮﻥ ﻣﻊ ﺍﻟﺸﺮﺍﺏ‬
‫ﻧﺼﻒ ﻋﺪﺩﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﺍﺝ ﻓﺎﻓﻬﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻜﺘﺔ ﺍﻟﺸﺮﻳﻔﺔ ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺃﻧﻚ ﺇﺫﺍ‬
‫ﺃﺧﺬﺕ ﻣﻦ ﺇﻛﺴﻴﺮ ﺍﻟﺒﻴﺎﺽ ﻗﻴﺮﺍﻃﺎﻥ ﻭﻣﺰﺟﺘﻪ ﺑﺸﺮﺍﺏ ﺍﻟﻨﻮﻓﺮ ﺛﻢ ﺳﻘﻴﺖ ﻣﻨﻪ‬
‫ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺼﺮﻉ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻊ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺒﺮﺃ ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻓﺎﺷﻴﺎ ﻣﻦ ﺃﻱ ﺧﻠﻂ ﻛﺎﻥ‬
‫ﻭﻳﺪﺍﻭﻡ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺧﻤﺴﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺒﺮﺃ ﺑﺈﺫﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺃﻧﻚ‬
‫ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﺕ ﻣﻦ ﺇﻛﺴﻴﺮ ﺍﻟﺒﻴﺎﺽ ﻗﻴﺮﺍﻃﺎﻥ ﻭﻣﺰﺟﺘﻬﻢ ﺑﺸﺮﺍﺏ ﺍﻟﺒﻨﻔﺴﺞ ﻭﺷﺮﺑﻬﺎ‬
‫ﺻﺎﺣﺐ ﻣﺮﺽ ﺍﻟﻔﺎﻟﺞ ﺍﻟﺮﻗﺎﺹ ﻭﺍﻟﺮﻋﺎﺵ ﻭﺍﻟﺨﺎﻧﺲ ﻳﺪﺍﻭﻡ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺛﻼﺛﺔ‬
‫ﺃﻳﺎﻡ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺒﺮﺃ ﺑﺈﺫﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺃﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﺕ ﻣﻦ ﺇﻛﺴﻴﺮ‬
‫ﺍﻟﺤﻤﺮﺓ ﻗﻴﺮﺍﻁ ﺛﻢ ﻣﺰﺟﺘﻪ ﺑﺸﺮﺍﺏ ﺍﻟﺮﻳﺤﺎﻥ ﻭﺷﺮﺑﻪ ﺻﺎﺣﺐ ﻣﺮﺽ ﺍﻟﺴﻜﺘﺔ‬
‫ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻤﺎﻡ ﻓﻲ ﺃﻭﺍﺋﻞ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﻳﺪﺍﻭﻡ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﻻ ﻳﻌﻮﺩ‬
 ‫ﺇﻟﻴﻪ ﺃﺑﺪﺍ ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺃﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻮﺍﺩ ﺍﻷﻭﻝ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﺑﺎﻟﺘﺰﻭﻳﺞ‬
‫ﺍﻷﻭﻝ ﺛﻢ ﺫﺭﻳﺖ ﻣﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺮﻕ ﺍﻟﻤﻘﻄﻮﻉ ﺍﻟﺴﺎﺋﻞ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﺪﻡ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻤﺴﻜﻪ‬
‫ﻭﻳﻠﺘﺤﻢ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺃﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﺕ ﻣﻦ ﺇﻛﺴﻴﺮ ﺍﻟﺒﻴﺎﺽ ﻗﻤﺤﺔ ﺛﻢ ﻣﺰﺟﺘﻪ‬
‫ﺑﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺎﺩ ﺍﻟﻬﻨﺪﻱ ﺛﻢ ﺫﺭﻳﺖ ﻣﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺮﻋﺔ ﺍﻟﺼﻔﺮﺓ ﺍﻟﻴﺎﺑﺴﺔ‬
‫ﻭﺍﻟﺮﻃﺒﺔ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻳﺤﻜﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻤﺎﻡ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻘﻄﻌﻬﺎ ﻣﻨﻪ ﻣﺮﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ ‪ .‬ﻭﻣﻦ‬
‫ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺃﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﺕ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﻭﺍء ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭ ﺑﻌﺪ ﺧﻠﻄﻪ ﺑﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ‬
‫ﺍﻟﻘﻄﺮﺍﻥ ﻟﺼﺎﺣﺐ ﺍﻟﻘﻮﺗﺔ ﺑﻌﺪ ﺣﻜﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻤﺎﻡ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺒﺮﺃ ﻣﻦ ﻣﺮﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ ‪.‬‬
‫ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺃﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﺕ ﻣﻦ ﺇﻛﺴﻴﺮ ﺍﻟﺒﻴﺎﺽ ﻗﺪﺭ ﻗﻴﺮﺍﻁ ﻭﻣﺰﺟﺘﻪ ﺑﺰﻳﺖ‬
‫ﺍﻟﺰﻳﺘﻮﻥ ﻭﻗﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻨﺔ ﺛﻢ ﻃﻠﻴﺖ ﺑﻪ ﺍﻟﻜﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﻄﺎﻋﻮﻥ ﻭﻳﺪﺍﻭﻡ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ‬
‫ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﻳﻐﻴﺮ ﻟﻪ ﺑﻌﺪ ﺧﺮﻭﺟﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻤﺎﻡ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺒﺮﺃ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ‬
‫ﺃﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﺕ ﻣﺎ ﺷﺌﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎء ﺍﻹﻟﻬﻲ ﻗﺒﻞ ﺗﻘﻄﻴﺮﻩ ﻭﺗﺸﺒﻴﺒﻪ ﻭﺗﻤﺰﺟﻪ‬
‫ﺑﺮﺑﻌﻪ ﻣﻦ ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ﻋﻨﻬﺎ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺘﺼﻌﻴﺪ ﺛﻢ ﻋﻔﻨﻪ ﺃﺳﺒﻮﻋﺎ ﺛﻢ ﺃﺧﺮﺟﻪ‬
‫ﻭﺃﺣﺬﺭ ﺃﻥ ﺗﺸﻤﻪ ﺃﻭ ﺗﻠﻤﺴﻪ ﻓﺈﻥ ﺫﻟﻚ ﻫﻮ ﺍﻟﺴﻢ ﺍﻟﺰﻋﺎﻑ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻬﻠﻚ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ‬
‫ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺤﻜﻤﺎء ﻳﺪﺧﺮﻭﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﻢ ﻷﻋﺪﺍﺋﻬﻢ ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻹﺳﻜﻨﺪﺭ ﻳﺠﻌﻠﻪ ﺑﺎﻟﻤﺎء‬
‫ﻭﺍﻟﻌﻴﻮﻥ ﻭﺍﻟﻔﺪﺭﺍﻥ ﻭﺍﻟﺒﺮﻙ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺸﺮﺏ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻷﻋﺪﺍء ﻓﻴﻤﻮﺗﻮﺍ ﻫﻢ ﻭﺧﻴﻮﻟﻬﻢ‬
‫ﻭﺩﻭﺍﺑﻬﻢ ﻣﺠﺮﺏ ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺃﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﺕ ﻣﻦ ﺇﻛﺴﻴﺮ ﺍﻟﺤﻤﺮﺓ ﺛﻼﺛﺔ‬
‫ﻗﺮﺍﺭﻳﻂ ﻭﺍﻟﻘﻲ ﻛﻞ ﻗﻴﺮﺍﻁ ﺑﻨﺼﻒ ﺭﻃﻞ ﻣﻦ ﻟﺒﻦ ﺍﻟﺒﻘﺮ ﺛﻢ ﺍﺳﻘﻴﻪ ﻟﻤﻦ ﻟﺰﻏﺘﻪ‬
‫ﺣﻴﺔ ﺃﻭ ﻋﻘﺮﺏ ﺃﻭ ﺛﻌﺒﺎﻥ ﻛﺒﻴﺮ ﺃﻭ ﻟﻤﻦ ﺷﺮﺏ ﺍﻟﺴﻢ ﻳﺸﺮﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﺛﻼﺙ ﻣﺮﺍﺕ‬
‫ﻭﻛﻠﻤﺎ ﺷﺮﺏ ﻳﺘﻘﻴﺄ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺘﺨﻠﺺ ﻭﻻ ﻳﺼﻴﺒﻪ ﺷﻴﺌﺎ ﺃﺑﺪﺍ ﻓﺎﻧﻈﺮ ﻳﺎ ﺃﺧﻲ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﺍ‬
‫ﺍﻟﺸﻲء ﺍﻟﺤﻘﻴﺮ ﻛﻴﻒ ﻳﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺮ ﺍﻟﺠﻠﻴﻞ ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺃﻧﻚ ﺇﺫﺍ‬
‫ﺃﺧﺬﺕ ﻗﻼﻣﺔ ﺃﻇﻔﺎﺭﻙ ﺍﻟﻌﺸﺮﺓ ﺃﺻﺎﺑﻊ ﻭﻋﺸﺮﺓ ﺃﻇﺎﻓﺮ ﺍﻟﺮﺟﻠﻴﻦ ﻭﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﻃﺎﻟﻊ‬
‫ﺯﺣﻞ ﻣﻦ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻟﺴﺒﺖ ﺳﺎﺩﺱ ﺳﺎﻋﺔ ﺛﻢ ﺑﺨﺮﺗﻬﺎ ﺑﺜﻘﻠﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﺍﻷﻭﻝ ﺛﻢ‬
‫ﺣﻤﺼﺘﻬﺎ ﻭﺳﺤﻘﺘﻬﺎ ﻭﻧﺨﻠﺘﻬﺎ ﺛﻢ ﺃﺿﻔﺖ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻭﺯﻧﻬﺎ ﻣﻦ ﺇﻛﺴﻴﺮ ﺍﻟﺒﻴﺎﺽ ﻗﺒﻞ‬
‫ﻋﻘﺪﻩ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻤﺴﻤﻰ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺤﻜﻤﺎء ﺑﺎﻟﻄﻠﻖ ﺍﻟﻤﺤﻠﻮﻝ ﻭﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﻣﻦ ﺣﻞ ﺍﻟﻄﻠﻖ‬
‫ﺍﺳﺘﻐﻨﻰ ﻋﻦ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﻭﻫﻮ ﺃﺷﺒﻪ ﺍﻷﺷﻴﺎء ﺑﺎﻟﺰﻳﺒﻖ ﺍﻟﺪﺟﺮﺍﺝ ﻭﻫﻮ ﺳﻤﻲ ﺍﻟﻤﺎء‬
‫ﺍﻷﻭﻝ ﺍﻟﻘﺎﻃﺮ ﻳﻌﻨﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻔﺼﻴﻞ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺍﻟﻤﻌﻨﻮﻱ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ‬
‫ﻳﺴﻤﻰ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺤﻜﻤﺎء ﺑﺎﻟﻌﻨﺼﺮ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺷﺎﺭ ﺇﻟﻴﻪ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺸﺬﻭﺭ ﻟﺘﻠﻤﻴﺬﻩ‬
‫ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﺣﻴﺚ ﺫﻛﺮ ﻭﻗﺎﺋﻊ ﻗﺎﺭﻭﻥ ﻓﻘﺎﻝ ﻓﺎﻋﺼﺮﻩ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻨﺰﻝ ﻟﻚ ﻣﺎء ﺯﻻﻟﻲ‬
‫ﻳﺸﺒﻪ ﺍﻟﺰﻳﺒﻖ ﺍﻟﺮﺟﺮﺍﺝ ﻭﻟﻴﺲ ﺷﻴﺌﺎ ﻳﺸﺒﻪ ﺍﻟﺰﻳﺒﻖ ﺍﻟﺮﺟﺮﺍﺝ ﺇﻻ ﺇﻛﺴﻴﺮ‬
‫ﺍﻟﺒﻴﺎﺽ ﺍﻟﻤﺤﻠﻮﻝ ﻗﺒﻞ ﻋﻘﺪﻩ ﻭﻗﺪ ﻛﺸﻔﺖ ﻟﻚ ﺍﻟﻐﻄﺎﻩ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻷﺥ ﻭﺍﺳﺘﻐﻔﺮ ﺍﷲ‬
‫ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﻭﺍﺳﺄﻟﻪ ﺍﻟﻤﺴﺎﻣﺤﺔ ﻓﺈﺫﺍ ﺃﺭﺩﺕ ﺃﻥ ﺗﺮﻯ ﺳﺮﻩ ﻓﺎﻛﺘﺤﻞ ﻣﻨﻪ ﺑﻤﺮﻭﺭ ﻳﻮﻡ‬
‫ﺍﻟﺴﺒﺖ ﻗﺒﻞ ﻃﻠﻮﻉ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻭﺍﻣﺸﻲ ﻓﺈﻧﻚ ﻻ ﺗﻤﺮ ﺑﻜﻨﺰ ﺃﻭ ﺧﺒﻴﻪ ﻓﻲ ﺗﺤﺖ‬
‫ﺍﻷﺭﺽ ﺇﻻ ﻭﺭﺃﻳﺘﻬﺎ ﺑﻌﻴﻨﻴﻚ ﻭﻛﺸﻒ ﻟﻚ ﻋﻨﻬﺎ ﻭﺗﻌﻠﻢ ﻣﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﻣﺎ ﻫﻮ ﻭﻣﺎ‬
 ‫ﺻﻔﺘﻪ ﻓﺨﺬ ﻣﺎ ﺷﺌﺖ ﻭﺍﺗﺮﻙ ﻣﺎ ﺷﺌﺖ ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﻠﺴﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺠﺎﺋﺐ ﺍﻟﻐﺮﻳﺒﺔ ‪.‬‬
‫ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺃﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﺕ ﻣﻦ ﺻﺎﻋﺪ ﻋﺬﺭﺗﻚ ﺍﻟﻨﺎﺷﻔﺔ ﻗﺪﺭ ﺃﻭﻗﻴﺔ ﺛﻢ‬
‫ﺧﻠﻄﺘﻬﺎ ﻧﺼﻒ ﻭﺯﻧﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻹﻛﺴﻴﺮ ﺍﻟﻤﺤﻠﻮﻝ ﻗﺒﻞ ﻋﻘﺪﻩ ﻛﻤﺎ ﺗﻘﺪﻡ ﺫﻛﺮﻩ ﺛﻢ‬
‫ﻧﺼﻔﻪ ﻣﻦ ﺇﻛﺴﻴﺮ ﺍﻟﺤﻤﺮﺓ ﻭﻫﻮ ﺃﺻﻔﺮ ﻣﺤﻠﻮﻻ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺤﻤﺮﺓ ﻭﻳﺴﻤﻮﻧﻪ‬
‫ﺍﻟﺤﻜﻤﺎء ﺑﺎﻟﺮﻛﻦ ﺍﻟﻬﻮﺍﺋﻲ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺍﻟﻜﺎﺋﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﻌﻨﺼﺮﻱ ﺛﻢ ﺍﺟﻤﻊ‬
‫ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻭﻳﻜﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﻃﺎﻟﻊ ﺍﻟﻤﺮﻳﺦ ﻣﻦ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺜﻼﺛﺎء ﺛﻢ ﺍﺩﺧﺮﻩ ﻋﻨﺪﻙ‬
‫ﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ﻓﺈﻥ ﺃﺭﺩﺕ ﺃﻥ ﺗﺮﻯ ﺳﺮﻩ ﻓﺘﻜﺤﻞ ﺑﻪ ﺑﻤﺮﻭﺩ ﻣﻦ ﺍﻵﺑﻨﻮﺱ ﻳﻮﻡ‬
‫ﺍﻟﺜﻼﺛﺎء ﻗﺒﻞ ﺷﺮﻭﻕ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻭﺗﺬﻫﺐ ﺣﻴﺚ ﺷﺌﺖ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻜﺸﻒ ﻟﻚ ﻋﻦ ﻋﺎﻟﻢ‬
‫ﺍﻟﺠﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﺻﻮﺭﻫﻢ ﻭﻳﺠﻴﺒﻮﻧﻚ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺗﺮﻳﺪ ﻭﻟﻜﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﻠﺴﻢ‬
‫ﺧﻄﻴﺮ ﺟﺪﺍ ﺻﻌﺒﺎ ﻻ ﻳﻔﻌﻠﻪ ﺇﻻ ﻣﻦ ﻳﺤﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻼﻃﻴﻦ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻌﺎﻗﻞ ﻟﺌﻼ‬
‫ﻳﺨﺸﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻨﻮﻥ ﻣﻦ ﺷﺪﺓ ﻣﺎ ﻳﺮﻯ ﻣﻦ ﺻﻮﺭ ﺍﻟﺠﻦ ﺍﻟﻤﻬﻮﻟﺔ ﻓﻼ‬
‫ﻳﻄﻴﻖ ﺫﻟﻚ ﻋﻘﻠﻪ ﻭﺇﻧﻲ ﻧﺎﺻﺢ ﻟﻤﻦ ﻭﺻﻞ ﺇﻟﻴﻪ ﺃﻥ ﻻ ﻳﻔﻌﻠﻪ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ‪ .‬ﻭﻣﻦ‬
‫ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺃﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﺕ ﺃﻇﻔﺎﺭ ﻳﺪﻳﻚ ﺍﻟﻌﺸﺮﺓ ﺛﻢ ﺣﻤﺼﻬﺎ ﻭﻧﺨﻠﻬﺎ ﻭﺃﺿﻒ‬
‫ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻧﺼﻒ ﻭﺯﻧﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻫﻦ ﺍﻷﺻﻔﺮ ﺍﻟﻤﺤﻠﻮﻝ ﻣﻦ ﺇﻛﺴﻴﺮ ﺍﻟﺤﻤﺮﺓ ﻭﻧﺼﻒ‬
‫ﻭﺯﻧﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻫﻦ ﺍﻷﺣﻤﺮ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﻓﻲ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺗﺴﻘﻴﻪ ﻭﺍﻟﺨﺎﻣﺴﺔ ﻣﻦ‬
‫ﺗﺴﺎﻗﻲ ﺍﻟﺤﻤﺮﺓ ﻛﻤﺎ ﻗﺪﻣﻨﺎﻩ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺮﻛﻦ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﺍﻟﻤﺴﻤﻰ‬
‫ﺑﺎﻟﺮﻛﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭﻱ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻔﺼﻴﻞ ﺍﻟﻤﻌﻨﻮﻱ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺷﺎﺭ ﺇﻟﻴﻪ‬
‫ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺸﺬﻭﺫ ﻟﺘﻠﻤﻴﺬﻩ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﻓﻲ ﻗﺼﺔ ﻗﺎﺭﻭﻥ ﻓﻲ ﺷﺮﺡ ﺩﻳﻮﺍﻧﻪ ﻓﺈﺫﺍ‬
‫ﺻﺎﺭﻭﺍ ﺷﻴﺌﺎ ﻭﺍﺣﺪﺍ ﻭﺃﺭﺩﺕ ﺃﻥ ﺗﺮﻯ ﺍﻟﻌﺠﺐ ﻓﺎﻛﺘﺤﻞ ﻣﻨﻪ ﻳﻮﻡ ﺍﻷﺣﺪ ﻗﺒﻞ‬
‫ﻃﻠﻮﻉ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻓﺈﻧﻚ ﺗﺮﻯ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻌﻠﻮﻱ ﺟﻤﻴﻌﻪ ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﻠﺴﻢ ﻣﻦ ﺃﻋﺠﺐ‬
‫ﺍﻷﺳﺮﺍﺭ ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺃﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﺕ ﻓﻲ ﻓﻤﻚ ﻣﺎء ﻗﺮﺍﺣﺎ ﺣﻠﻮﺍ ﺛﻢ ﻃﺒﻘﺖ‬
‫ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻤﻚ ﻗﺪﺭ ﺛﻼﺛﺔ ﺩﺭﺝ ﻓﻘﻂ ﻭﺃﻧﺖ ﺗﺘﻨﻔﺲ ﻣﻦ ﺃﻧﻔﻚ ﺣﺘﻰ ﻳﻤﺘﺰﺝ ﺍﻟﻤﺎء‬
‫ﺑﺮﻳﻘﻚ ﻭﺗﺪﻭﺭ ﻓﻴﻚ ﺣﺮﺍﺭﺗﻚ ﺍﻟﻐﺮﻳﺰﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﺳﺒﺐ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺛﻢ ﺍﻓﺮﻍ ﺫﻟﻚ‬
‫ﺍﻟﻤﺎء ﻋﻠﻰ ﻗﻄﻌﺔ ﻃﻴﻦ ﺇﺑﻠﻴﺰ ﺛﻢ ﺍﺧﺪﻣﻬﺎ ﺑﺎﻟﻀﺮﺏ ﺣﺘﻰ ﺗﺼﻴﺮ ﻛﺎﻟﺼﻤﻎ ﺑﻌﺪ‬
‫ﺧﻠﻄﻬﺎ ﺑﻘﻠﻴﻞ ﻣﻠﺢ ﻃﻌﺎﻡ ﻣﺴﺤﻮﻕ ﻭﻗﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﺭﻣﺎﺩ ﺍﻟﻔﺤﻢ ﻭﻗﻠﻴﻞ ﺯﻳﺖ ﻃﻴﺐ ﺛﻢ‬
‫ﺍﺻﻨﻊ ﻣﻨﻬﺎ ﺻﻔﺔ ﺑﻨﺪﻗﺔ ﻣﺠﻮﻓﺔ ﺛﻢ ﺑﺨﺮﻫﺎ ﺑﻘﺪﺭ ﻗﻴﺮﺍﻃﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ‬
‫ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﻭﻳﻜﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﻄﺎﻟﻊ ﻋﻄﺎﺭﺩ ﻣﻦ ﻳﻮﻡ ﺍﻷﺭﺑﻌﺎء ﺛﻢ ﺍﺟﻌﻞ ﺍﻟﺒﻨﺪﻗﺔ‬
‫ﻓﻲ ﺟﻮﻑ ﺑﻨﺪﻗﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺻﺎﺹ ﺍﻷﺳﻮﺩ ﺍﺩﺧﺮﻫﺎ ﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ﻓﺈﺫﺍ ﺃﺭﺩﺕ‬
‫ﻇﻬﻮﺭ ﺳﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﻠﺴﻢ ﺍﻟﺒﺪﻳﻊ ﻓﺎﺣﻤﻠﻪ ﻣﻌﻚ ﻭﺍﺫﻫﺐ ﺣﻴﺚ ﺷﺌﺖ ﻓﺈﻧﻚ ﺗﺮﻯ‬
‫ﺍﻟﻤﺎء ﺗﺤﺖ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﺗﻌﺮﻑ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻤﺎء ﻣﻦ ﻗﺮﺑﻪ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎﻥ ﺃﻗﺒﻠﺖ ﻋﻠﻴﻪ‬
‫ﻣﻦ ﺟﺒﻞ ﺃﻭ ﺟﺰﻳﺮﺓ ﻭﻫﻮ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺮﺍﺭ ﺍﻟﺒﺪﻳﻌﺔ ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺃﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﺕ‬
‫ﻣﻦ ﺷﻌﺮ ﺭﺃﺳﻚ ﻣﺎ ﺗﺮﻳﺪ ﺛﻢ ﺍﺟﻌﻠﻪ ﻓﻲ ﺇﻧﺎء ﻣﻦ ﺍﻟﺰﺟﺎﺝ ﻭﺍﻟﻔﺨﺎﺭ ﺍﻟﻤﺪﻫﻮﻥ‬
‫ﺛﻢ ﺍﺟﻌﻠﻪ ﻓﻲ ﺣﻔﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﺛﻢ ﻏﻄﻴﻬﺎ ﺑﺎﻟﺮﻣﺎﺩ ﺍﻟﻤﻨﺨﻮﻝ ﺛﻢ ﺃﺿﺮﻡ ﻓﻮﻗﻪ‬
 ‫ﻧﺎﺭ ﻓﻠﻜﻴﺔ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺨﺎﻟﺔ ﺃﻭ ﻧﺸﺎﺭﺓ ﺍﻟﺨﺸﺐ ﺃﻭ ﺩﻕ ﺍﻟﻔﺤﻢ ﺛﻢ ﺃﺻﺒﺢ‬
‫ﺃﺧﺮﺟﻪ ﻭﺍﻓﺘﺤﻪ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺗﺒﺮﺩﻩ ﻓﺈﻧﻚ ﺗﺠﺪﻩ ﻗﺮﺻﺎ ﺃﺳﻮﺩﺍ ﺟﺎﻣﺪﺍ ﻛﺎﻟﻘﺎﺭ ﻗﻄﻌﺔ‬
‫ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺧﺬﻩ ﻭﺻﻌﺪﻩ ﺑﻨﺎﺭ ﻟﻄﻴﻔﺔ ﻓﻴﺼﻌﺪ ﻣﻨﻪ ﻧﺸﺎﺩﺭ ﻟﻄﻴﻒ ﺧﺬ ﻣﻨﻪ ﻣﺜﻘﺎﻝ‬
‫ﺑﻄﺎﻟﻊ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻳﻮﻡ ﺍﻷﺣﺪ ﻭﻫﻮ ﺑﺮﺝ ﺍﻟﺤﻤﻞ ﺛﻢ ﺃﺿﻒ ﻗﺪﺭ ﻗﻴﺮﺍﻁ ﻣﻦ ﺇﻛﺴﻴﺮ‬
‫ﺍﻟﺤﻤﺮﺓ ﻭﻣﺜﻠﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻭﻫﻢ ﺍﻟﻤﺼﻌﺪﺍﺕ ﺍﻟﺬﻱ ﺫﻛﺮﻫﺎ ﺻﺎﺣﺐ‬
‫ﺍﻟﺸﺬﻭﺫ ﻟﺘﻠﻤﻴﺬﻩ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﻓﻲ ﺷﺮﺡ ﺩﻳﻮﺍﻧﻪ ﻋﻨﺪ ﻗﻮﻟﻪ ﺛﻢ ﺍﻋﺼﺮﻩ ﻳﺨﺮﺝ‬
‫ﻟﻚ ﻣﻨﻪ ﺃﺭﺽ ﺑﻴﻀﺎء ﻛﺎﻟﻔﻀﺔ ﻭﻟﻴﺲ ﺗﺠﺪ ﺃﺭﺿﺎ ﺻﺎﻋﺪﺓ ﻓﻲ ﻟﻮﻥ ﺍﻟﻔﻀﺔ ﺇﻻ‬
‫ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﻓﺎﻓﻬﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺮ ﻭﻣﺎ ﻛﺸﻔﻨﺎﻩ ﺇﻟﻴﻚ ﻣﻤﺎ ﺭﻣﺰﻩ ﺍﻟﺸﻴﺦ‬
‫ﻭﺍﺷﻜﺮ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﺬﻟﻚ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﺛﻢ ﺍﺟﻤﻊ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻓﻲ ﺟﻮﻑ ﺃﻛﺮﻩ‬
‫ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﺍﻷﺣﻤﺮ ﻭﺯﻥ ﻣﺜﻘﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺔ ﺍﻟﺨﺮﺯﺓ ﺛﻢ ﺍﺟﻌﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﺧﻴﻂ ﺣﺮﻳﺮ‬
‫ﺃﺻﻔﺮ ﻭﺍﺣﻤﻠﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺫﺭﺍﻋﻚ ﺍﻷﻳﻤﻦ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﺑﺘﺪﺍء ﺣﻤﻠﻬﺎ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ ﺑﻌﺪ‬
‫ﺍﻟﻐﺴﻞ ﺛﻢ ﺍﺫﻫﺐ ﺣﻴﺚ ﺷﺌﺖ ﻓﺈﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻌﻮﺍﻟﻢ ﻣﻦ ﺍﻹﻧﺲ ﻭﺍﻟﺠﻦ ﻭﺍﻟﻮﺣﺶ‬
‫ﻭﺍﻟﻄﻴﺮ ﻭﺍﻟﺴﻤﻚ ﺍﻟﺒﺤﺮﻱ ﻭﺃﻫﻠﻪ‬

‫ﻭﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻬﻮﺍﻡ ﺗﺨﻀﻊ ﺇﻟﻴﻚ ﻭﺗﻘﺒﻞ ﻋﻠﻴﻚ ﻭﺗﺤﻂ ﺃﺭﻗﺎﺑﻬﺎ ﺗﺤﺖ ﻗﺪﻣﻴﻚ ﻭﺗﻜﻮﻥ‬
‫ﺃﻗﻮﺍﻟﻚ ﺭﺷﻴﺪﺓ ﻭﺃﻭﻗﺎﺗﻚ ﺳﻌﻴﺪﺓ ﻭﻗﺪ ﻋﻤﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﻠﺴﻢ ﺍﺭﺳﻄﺎﻃﺎﻟﻴﺲ ﺇﻟﻰ‬
‫ﺍﻹﺳﻜﻨﺪﺭ ﻭﺑﺴﺒﺐ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻄﻠﺴﻢ ﺣﻜﻢ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﻣﻠﻚ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻭﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﺣﺘﻰ ﺃﻧﻪ‬
‫ﻭﻗﻊ ﻟﻪ ﺑﻌﺪﻩ ﺃﻣﺮﺍ ﻭﻫﻮ ﺃﻧﻪ ﻏﺰﺍ ﻣﻠﻚ ﺍﻟﺼﻴﻦ ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻠﻚ ﺍﻟﺼﻴﻦ ﺭﺟﻼ ﻋﺎﻟﻤﺎ‬
‫ﻓﻠﻤﺎ ﺣﻂ ﻋﺴﻜﺮﻩ ﺑﻮﻃﺎﻗﻪ ﻋﺴﻜﺮﻩ ﻋﻠﻰ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺼﻴﻦ ﻓﺨﺮﺝ ﻣﻠﻚ ﺍﻟﺼﻴﻦ‬
‫ﻭﺣﺪﻩ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻌﺸﺎء ﻣﺴﺘﺨﻔﻴﺎ ﻭﺃﺗﻰ ﺧﻴﻤﺔ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺍﺳﻜﻨﺪﺭ ﻭﺳﺄﻝ ﺍﻟﺤﺎﺟﺐ ﺑﻜﻼﻡ‬
‫ﻓﺪﺧﻞ ﺍﻟﺤﺎﺟﺐ ﻭﺃﻋﻠﻢ ﺍﻹﺳﻜﻨﺪﺭ ﺑﺬﻟﻚ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺩﻋﻪ ﻳﺪﺧﻞ ﻓﺄﺩﺧﻠﻮﻩ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻌﺪ‬
‫ﺃﻥ ﻓﺘﺸﻮﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻼﺡ ﻓﻠﻢ ﻳﺠﺪﻭﺍ ﻣﻌﻪ ﺷﻴﺌﺎ ﻷﻧﻬﺎ ﻫﻜﺬﺍ ﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﻠﻮﻙ ﻣﻦ‬
‫ﺧﻮﻑ ﺍﻟﻐﺪﺭ ﻓﻠﻤﺎ ﺩﺧﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺳﺄﻟﻪ ﺍﻹﺳﻜﻨﺪﺭ ﺑﺄﻥ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﺃﻧﺖ ﺭﺳﻮﻝ ﻣﻦ ﻋﻨﺪ‬
‫ﻣﻠﻚ ﺍﻟﺼﻴﻦ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺑﻞ ﻣﻠﻚ ﺍﻟﺼﻴﻦ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﺍﻋﻠﻢ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺍﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﺑﻴﻨﻲ‬
‫ﻭﺑﻴﻨﻚ ﻗﺘﺎﻝ ﻭﻻ ﺣﺮﺏ ﻭﻻ ﻋﺪﺍﻭﺓ ﺣﺘﻰ ﺃﺧﺸﻰ ﻣﻨﻚ ﻭﺃﻋﻠﻢ ﺃﻧﻚ ﻣﻠﻚ ﻋﺎﺩﻝ‬
‫ﻣﻨﺼﻒ ﻓﻘﺎﻝ ﺻﺪﻗﺖ ﻭﻣﺎ ﺗﺮﻳﺪ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﺑﺎﻳﻌﻚ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺃﻃﻴﻌﻚ‬
‫ﻭﺍﺣﻤﻞ ﻟﻚ ﺍﻟﺨﺰﻳﻨﺔ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻋﺎﻡ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﻗﺘﺎﻝ ﻓﺘﻌﺠﺐ ﻣﻨﻪ ﺍﻹﺳﻜﻨﺪﺭ ﻭﺑﺎﻳﻌﻪ‬
‫ﻓﺬﻫﺐ ﻣﻠﻚ ﺍﻟﺼﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﻣﻨﺰﻟﻪ ﻭﻛﺎﻥ ﻗﻮﻣﻪ ﺑﻘﺪﺭ ﻋﺴﻜﺮ ﺍﻹﺳﻜﻨﺪﺭ ﺑﺨﻤﺴﻴﻦ‬
‫ﻣﺮﺓ ﻓﺄﻣﺮﻫﻢ ﻣﻠﻚ ﺍﻟﺼﻴﻦ ﺃﻥ ﻳﺘﺴﻠﺤﻮﺍ ﺑﺎﻟﺴﻼﺡ ﻭﻳﺤﻴﻄﻮﻥ ﺑﻌﺴﻜﺮ ﺍﻹﺳﻜﻨﺪﺭ‬
‫ﻭﻋﺴﻜﺮ ﺍﻹﺳﻜﻨﺪﺭ ﻣﺤﺼﻮﺭﺍ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻛﺎﻟﻨﻘﻄﺔ ﻓﻲ ﺛﻮﺭ ﺃﺑﻠﻖ ﺛﻢ ﺃﻥ ﻣﻠﻚ ﺍﻟﺼﻴﻦ‬
‫ﻧﺰﻝ ﻋﻦ ﺟﻮﺍﺩﻩ ﻭﺣﻂ ﺳﻼﺣﻪ ﻓﻲ ﺭﻗﺒﺘﻪ ﻭﺫﻫﺐ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﺳﻜﻨﺪﺭ ﻓﺄﺧﻠﻮﺍ ﻟﻪ‬
‫ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻭﻫﻢ ﻣﺘﺤﻴﺮﻭﻥ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﻐﺮﻳﺐ ﻓﻠﻤﺎ ﻭﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﺳﻜﻨﺪﺭ‬
 ‫ﺑﺎﺱ ﺍﻷﺭﺽ ﻗﺪﺍﻣﻪ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻹﺳﻜﻨﺪﺭ ﻓﻤﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﺌﺖ ﺑﻪ ﻓﻘﺎﻝ‬
‫ﺇﻧﻤﺎ ﺟﺌﺖ ﺑﻪ ﻟﺘﻌﻠﻢ ﺃﻧﻲ ﻟﻢ ﺃﻃﻌﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﻷﻥ ﻋﺴﻜﺮﻱ ﻟﻮ ﺭﻣﻮﺍ ﻋﻠﻴﻜﻢ‬
‫ﺍﻟﺴﻼﺡ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﻗﺘﺎﻝ ﻟﻌﻄﻠﻮﻛﻢ ﻭﻟﻜﻨﻲ ﺭﺃﻳﺖ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻌﻠﻮﻱ ﻣﻘﺒﻼ ﻋﻠﻴﻚ‬
‫ﻓﻌﻠﻤﺖ ﺃﻥ ﻣﻦ ﺃﻃﺎﻋﻚ ﺳﻌﺪ ﻭﻣﻦ ﻋﺼﺎﻙ ﻧﺪﻡ ﻓﺘﻌﺠﺐ ﺍﻹﺳﻜﻨﺪﺭ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ‬
‫ﻭﻋﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻓﺄﺧﻠﻊ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﻋﻔﺎ ﻋﻨﻪ ﻭﻋﻦ ﺃﺭﺿﻪ ﻭﻣﻠﻜﻪ ﻓﺎﻧﻈﺮ‬
‫ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ ﻛﻮﻧﻪ ﻣﻦ ﺳﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﻠﺴﻢ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﻭﺑﻌﺾ ﺍﻟﺤﻜﻤﺎء ﺍﻷﻭﺍﺋﻞ ﻟﻤﺎ ﺃﻥ‬
‫ﻭﺻﻠﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺗﺠﺒﺮﻭﺍ ﻭﺍﺩﻋﻮﺍ ﺍﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ ﻭﻣﺎﺗﻮﺍ ﻭﻫﻢ ﻛﺎﻓﺮﻳﻦ‬
‫ﻭﺍﻟﻌﻴﺎﺫ ﺑﺎﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮﻩ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺸﺬﻭﺭ ﻓﻲ ﺷﺮﺡ ﺩﻳﻮﺍﻧﻪ ﺭﺍﺟﻌﻪ ﺗﺠﺪﻩ‬
‫ﻓﺎﻓﻬﻢ ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺃﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﺕ ﻣﻦ ﺻﺎﻋﺪ ﻓﻀﻠﺘﻚ ﺍﻟﻨﺎﺷﻔﺔ ﻗﻴﺮﺍﻁ ﺛﻢ‬
‫ﻣﺰﺟﺘﻪ ﺑﻤﺜﻠﻪ ﻣﻦ ﺇﻛﺴﻴﺮ ﺍﻟﺤﻤﺮﺓ ﺛﻢ ﺃﻛﻠﺖ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺃﻭﻗﻴﺔ ﻣﻦ ﺷﺮﺍﺏ‬
‫ﺍﻟﺒﻨﻔﺴﺞ ﻳﻮﻡ ﺍﻷﺣﺪ ﻋﻨﺪ ﺷﺮﻭﻕ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻭﻫﻲ ﺑﺎﻟﺤﻤﻞ ﺛﻢ ﺃﺧﺬﺕ ﺃﻳﻀﺎ‬
‫ﻗﻴﺮﺍﻃﻴﻦ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻛﻠﺘﻪ ﺛﻢ ﺟﻌﻠﺘﻬﻤﺎ ﺗﺤﺖ ﻓﺺ ﻣﻦ ﻳﺎﻗﻮﺕ ﺑﻌﺪ ﻟﻔﻬﻤﺎ‬
‫ﺑﻤﺸﻤﻊ ﺍﻟﻌﺴﻞ ﺛﻢ ﺭﻛﺒﻪ ﻋﻠﻰ ﺧﺎﺗﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﺍﻷﺣﻤﺮ ﻭﺯﻧﻪ ﻣﺜﻘﺎﻝ ﺛﻢ ﺑﺨﺮﻩ‬
‫ﺑﻘﺪﺭ ﻗﻴﺮﺍﻁ ﻣﻦ ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﺛﻢ ﺍﻟﺒﺴﻪ ﻓﺈﻧﻚ ﺗﺄﻣﻦ ﺍﻟﻀﺮﺏ ﻭﺍﻟﻜﻲ‬
‫ﻭﺍﻟﻄﺎﻋﻮﻥ ﻓﻲ ﻇﺎﻫﺮ ﺍﻷﻣﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻦ ﻭﻓﻲ ﺑﺎﻃﻨﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻡ ﺍﻟﺰﺍﺋﺪ ﻭﺫﻟﻚ ﻷﻥ‬
‫ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ ‪:‬ﺇﺫﺍ ﻓﺸﻲ ﺍﻟﺰﻧﺎ ﻓﻲ ﻗﻮﻡ ﺳﻠﻂ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻬﻢ‬
‫ﺍﻟﻄﺎﻋﻮﻥ ﺇﻻ ﻓﻲ ﻣﻜﺔ ﻭﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻭﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ ﺁﺧﺮ ﺍﻟﻄﺎﻋﻮﻥ ﻣﻦ ﺇﺧﻮﺍﻧﻜﻢ‬
‫ﺍﻟﺠﻦ ﻭﺗﺎﺭﺓ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﺘﻪ ﺍﻟﺤﻜﻤﺎء ﻣﻦ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﺍﻟﺪﻡ ﺍﻟﻔﺎﺳﺪ ﻓﺈﺫﺍ ﺃﻛﻞ‬
‫ﻭﺣﻤﻞ ﻣﺎ ﺫﻛﺮﻧﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻠﺴﻢ ﺍﻟﻌﺠﻴﺐ ﻓﺈﻥ ﺍﻷﻛﻞ ﻳﻤﻨﻊ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﻄﺎﻋﻮﻥ ﻭﺍﻟﺪﻡ‬
‫ﺍﻟﻔﺎﺳﺪ ﻭﺍﻟﺤﻤﻞ ﻳﻤﻨﻊ ﺳﻄﻮﺓ ﺍﻟﺠﻦ ﺑﺎﻟﻄﺎﻋﻮﻥ ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﻠﺴﻢ ﻣﻦ ﺃﻋﺠﺐ‬
‫ﺍﻟﻌﺠﺎﺋﺐ ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺃﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﺕ ﻣﻦ ﻣﻨﻴﻚ ﻭﻣﻦ ﻣﻨﻲ ﺃﻧـﺜﻰ ﻋﻨﺪ‬
‫ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﻣﻬﻤﺎ ﺗﺮﻳﺪ ﺛﻢ ﺍﻣﺰﺟﻪ ﺑﻘﺪﺭ ﺩﺭﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎء ﺍﻹﻟﻬﻲ ﻭﻗﻤﺤﺔ ﻣﻦ‬
‫ﺇﻛﺴﻴﺮ ﺍﻟﺒﻴﺎﺽ ﻭﻣﺜﻠﻬﺎ ﻣﻦ ﺇﻛﺴﻴﺮ ﺍﻟﺤﻤﺮﺓ ﺛﻢ ﺗﺠﻌﻞ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻓﻲ ﺯﺟﺎﺟﺔ‬
‫ﻭﺍﺣﻜﻢ ﺳﺪﻫﺎ ﺑﺎﻥ ﻻ ﻳﺘﻨﻔﺲ ﻣﻨﻬﺎ ﺷﻲء ﻭ ﻋﻔﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﻣﺪﻓﻮﻧﺔ ﻓﻲ‬
‫ﺩﻗﻴﻖ ﺍﻟﺤﻨﻄﺔ ﺛﻢ ﺃﺧﺮﺟﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺃﺳﺒﻮﻋﺎ ﻓﻬﻮ ﺃﺟﻮﺩ ﺃﻭ‬
‫ﺃﺭﺑﻌﻮﻥ ﻳﻮﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺃﺣﺴﻦ ﻭﻫﻮ ﺃﺳﺮﻉ ﻋﻤﻼ ﻭﻳﺘﻢ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺴﺮ ﺛﻢ ﺃﺧﺮﺟﻬﺎ ﺑﻌﺪ‬
‫ﺗﻤﺎﻡ ﺍﻟﻤﺪﺓ ﻓﺘﺠﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﺷﺨﺼﺎ ﻛﺎﻣﻼ ﻣﺼﻮﺭﺍ ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ ﺍﻵﺩﻣﻲ ﻓﺈﺫﺍ ﻭﺟﺪﺗﻪ‬
‫ﻛﺬﻟﻚ ﻓﺎﺣﻤﺪ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﺈﻧﻚ ﻗﺪ ﻭﺻﻠﺖ ﺇﻟﻰ ﺃﻣﺮ ﻋﻈﻴﻢ ﻓﺈﺫﺍ ﺫﺑﺤﺖ ﺫﻟﻚ‬
‫ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺑﺴﻜﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺼﺐ ﺍﻟﻔﺎﺭﺳﻲ ﻓﺨﺬ ﻣﺎ ﺳﺎﻝ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺪﻡ ﻭﺟﻔﻔﻪ‬
‫ﻭﺍﺳﺤﻘﻪ ﻭﺍﻧﺨﻠﻪ ﻭﺍﺩﺧﺮﻩ ﻋﻨﺪﻙ ﻓﻬﻮ ﺍﻟﻄﻠﺴﻢ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﻓﺈﺫﺍ ﺃﺭﺩﺕ ﺃﻥ ﺗﺮﻯ‬
‫ﺳﺮﻩ ﻓﺨﺬ ﻣﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺱ ﺍﻹﺑﺮﺓ ﺍﻟﻤﺒﻠﻮﻟﺔ ﺑﺮﻳﻘﻚ ﻭﺍﻏﺮﺳﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﻔﺎﺣﺔ ﺃﻭ‬
‫ﺛﻤﺮﺓ ﺃﻭ ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﺎ ﻳﺆﻛﻞ ﺃﻭ ﻳﺸﺮﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻭﺍﻧﺰﻉ ﺍﻹﺑﺮﺓ ﻣﻨﻪ ﻓﺒﻤﺠﺮﺩ‬
‫ﻣﺎ ﺗﺸﻤﻢ ﻟﻤﻦ ﺃﺭﺩﺕ ﺃﻭ ﻳﺆﻛﻞ ﻣﻨﻪ ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻳﻔﺎﺭﻗﻚ ﺃﺑﺪﺍ ﻭﻻ ﻳﻤﻠﻚ‬
 ‫ﻋﻘﻠﻪ ﻭﻻ ﻳﺼﺒﺮ ﻋﻨﻚ ﺳﺎﻋﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺴﺎء ﺃﻭ ﺍﻟﺬﻛﻮﺭ ﺃﻭ ﻣﻦ‬
‫ﺍﻷﻛﺎﺑﺮ ﻭﺃﺭﺑﺎﺏ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺃﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻮﺍﺩ‬
‫ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺰﻭﻳﺞ ﺍﻷﻭﻝ ﻭﻣﺜﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﺍﻷﻭﻝ ﺛﻢ ﻋﺠﻨﺖ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ‬
‫ﺑﻮﺯﻧﻬﻢ ﺛﻼﺙ ﻣﺮﺍﺕ ﻣﻦ ﺑﻮﻟﻚ ﺛﻢ ﺟﻌﻠﺖ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﻠﺴﻢ ﺑﺠﻮﻑ ﺑﻨﺪﻗﺔ ﻣﻦ‬
‫ﺍﻟﺮﺻﺎﺹ ﺍﻷﺳﻮﺩ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺴﺒﺖ ﺑﻄﺎﻟﻊ ﺯﺣﻞ ﻗﺒﻞ ﻃﻠﻮﻉ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺛﻢ ﺑﺨﺮﺕ‬
‫ﺫﻟﻚ ﺑﻘﺪﺭ ﺩﺭﻫﻢ ﻣﻦ ﻗﺸﺮ ﺍﻟﺜﻮﻡ ﻭﺍﻟﺒﺼﻞ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻧﺼﻒ ﺩﺭﻫﻢ ﺛﻢ ﺍﺩﺧﺮ‬
‫ﻋﻨﺪﻙ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﻠﺴﻢ ﻓﺈﺫﺍ ﺃﺭﺩﺕ ﺃﻥ ﺗﺮﻯ ﺳﺮﻩ ﻭﻛﻨﺖ ﻏﻀﺒﺎﻧﺎ ﻣﻦ ﻭﺍﺣﺪ ﺃﻭ ﻣﻦ‬
‫ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻓﺄﺩﺧﻞ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻄﻠﺴﻢ ﺑﺠﺪﺍﺭ ﺣﺎﺋﻂ ﻣﻨﺰﻟﻪ ﻣﻦ ﺧﺎﺭﺝ ﺃﻭ ﻣﻦ ﺩﺍﺧﻞ ﻓﺈﻥ‬
‫ﻛﺎﻥ ﻣﺪﻓﻮﻧﺎ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺘﻌﻄﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺳﺒﺒﻪ ﺃﻭ ﻣﻨﺼﺒﻪ ﺃﻭ ﺣﺮﻛﺎﺗﻪ‬
‫ﻭﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﻣﺘﺄﺧﺮﺍ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻳﺼﻴﺮ ﻓﻘﻴﺮﺍ ﺃﻓﻘﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﺸﺎﻝ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻄﻠﺴﻢ‬
‫ﻣﻦ ﻣﻜﺎﻧﻪ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻳﻘﻊ ﻟﻬﻢ ﻣﺜﻞ ﻣﺎ ﻭﻗﻊ ﻟﻠﻮﺍﺣﺪ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻣﺪﻓﻮﻧﺎ‬
‫ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﻘﺒﻠﺔ ﻳﺮﺣﻞ ﺃﻭ ﻳﻬﺞ ﻣﺮﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻭﻳﺨﺮﺏ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻭﻻ ﻳﺴﻜﻨﻪ‬
‫ﺃﺣﺪ ﺃﺑﺪﺍ ﻣﺎﺯﺍﻝ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻄﻠﺴﻢ ﻣﺪﻓﻮﻧﺎ ﻓﻴﻪ ﻭﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺠﺎﺋﺐ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺤﻜﻤﺎء‬
‫ﺗﺼﻨﻌﻪ ﻷﻋﺪﺍﺋﻬﻢ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺃﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﺕ ﻣﻦ ﺻﺎﻋﺪ ﻋﺬﺭﺗﻚ‬
‫ﻣﺜﻘﺎﻻ ﻭﻣﺜﻠﻪ ﻣﻦ ﺻﺎﻋﺪ ﺷﻌﺮﻙ ﻭﻣﺜﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﺛﻢ ﺗﺠﻌﻞ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ‬
‫ﻓﻲ ﺟﻮﻑ ﺷﺨﺺ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ ﺍﻷﺣﻤﺮ ﻋﻠﻰ ﺻﻮﺭﺗﻚ ﻭﺑﻴﺪ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸﺨﺺ‬
‫ﺣﺮﺑﺔ ﻭﻳﻜﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﺑﻄﺎﻟﻊ ﺍﻟﻤﺮﻳﺦ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺜﻼﺛﺎء ﻭﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻓﻲ ﺑﺮﺝ‬
‫ﺍﻟﺤﻤﻞ ﻭﻫﻮ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﻤﺮﻳﺦ ﻭﺷﺮﻑ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻭﺍﻋﺘﺪﺍﻝ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﺛﻢ ﺑﺨﺮﺕ‬
‫ﺍﻟﻄﻠﺴﻢ ﺑﻘﺪﺭ ﻗﻴﺮﺍﻃﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻤﺮﺓ ﻭﺍﻟﺒﻴﺎﺽ ﺑﻜﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻧﺼﻒ ﻗﻴﺮﺍﻁ ﺛﻢ‬
‫ﺍﺩﺧﺮ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻄﻠﺴﻢ ﻋﻨﺪﻙ ﻓﺈﺫﺍ ﺃﺭﺩﺕ ﺃﻥ ﺗﺮﻯ ﺳﺮﻩ ﻭﻛﺎﻥ ﻟﻚ ﻋﻨﺪ ﺃﺣﺪ ﺣﺎﺟﺔ‬
‫ﺃﻭ ﻻﻣﺮﺃﺓ ﺃﻭ ﻟﺼﺒﻲ ﺃﻣﺮءﺍ ﺃﻭ ﺭﺟﻼ ﺟﺒﺎﺭﺍ ﺃﻭ ﻇﺎﻟﻤﺎ ﺃﻭ ﺣﺎﻛﻤﺎ ﺃﻭ ﻭﺯﻳﺮﺍ‬
‫ﻭﻟﻢ ﻳﻘﺾ ﻟﻚ ﺣﺎﺟﺔ ﻓﺎﻛﺘﺐ ﺍﺳﻤﻪ ﻭﺍﺳﻢ ﺃﻣﻪ ﻓﻲ ﻭﺭﻗﺔ ﻭﺍﺟﻌﻠﻬﺎ ﻣﻊ ﺗﻠﻚ‬
‫ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺗﺤﺖ ﺭﺃﺳﻚ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﺛﻢ ﺗﻘﻮﻝ ﺃﻗﺴﻤﺖ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺃﻳﺘﻬﺎ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴﺔ‬
‫ﺍﺫﻫﺒﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﻋﻨﺪ ﻛﺬﺍ ﻭﻛﺬﺍ ﻭﺗﺬﻛﺮ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ ﻣﻊ ﺍﺳﻢ ﺃﻣﻪ ﺑﺼﻔﺘﻲ ﻭﺻﻮﺭﺗﻲ‬
‫ﻭﺍﺯﺟﺮﻭﻩ ﺣﺘﻰ ﻳﻘﻀﻲ ﺣﺎﺟﺘﻲ ﻭﺗﺬﻛﺮ ﻣﻄﻠﻮﺑﻚ ﻓﺈﻥ ﺍﻷﺭﻭﺍﺡ ﺍﻟﻤﺘﻮﻛﻠﺔ‬
‫ﺑﺨﺎﺻﻴﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﻠﺴﻢ ﻳﺬﻫﺒﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﻭﻣﻌﻬﻢ ﻋﺮﺑﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ‬
‫ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﻗﺘﻠﻪ ﻭﻳﺄﻣﺮﻭﻧﻪ ﺑﻘﻀﺎء ﺣﺎﺟﺘﻚ ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳﺼﺪﻕ ﺑﻄﻠﻮﻉ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ‬
‫ﻭﻳﺮﺳﻞ ﺇﻟﻴﻚ ﻭﻫﻮ ﻳﺮﺗﻌﺪ ﻭﻳﻘﻀﻲ ﺣﺎﺟﺘﻚ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺃﻧﻚ ﺇﺫﺍ‬
‫ﺃﺧﺬﺕ ﻣﻦ ﺩﻫﻦ ﻋﺬﺭﺗﻚ ﺍﻟﻤﻨﻜﺴﺔ ﺛﻼﺛﺔ ﺁﻭﺍﻕ ﺛﻢ ﺣﻠﻠﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﻗﺪﺭ ﺗﺴﻌﻬﺎ ﻣﻦ‬
‫ﺻﺎﻋﺪﻫﺎ ﻭﻣﺜﻞ ﺍﻟﺘﺴﻊ ﻣﻦ ﺻﺎﻋﺪ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺍﻟﻤﺘﻘﺪﻡ ﺫﻛﺮﻩ ﻭﻣﺜﻞ ﺍﻟﺘﺴﻊ ﻣﻦ‬
‫ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻭﻣﺜﻞ ﺍﻟﺘﺴﻊ ﻣﻦ ﺇﻛﺴﻴﺮ ﺍﻟﺒﻴﺎﺽ ﺛﻢ ﻋﻔﻨﺖ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﺳﺒﻌﺔ ﺃﻳﺎﻡ‬
‫ﺛﻢ ﺍﺩﺧﺮﻩ ﻋﻨﺪﻙ ﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ﻓﺈﺫﺍ ﺃﺭﺩﺕ ﺃﻥ ﺗﺮﻯ ﺳﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﻫﻦ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ‬
‫ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺤﻜﻤﺎء ﺗﺴﻤﻴﻬﺎ ﺑﺤﻼﻟﺔ ﺍﻟﺤﺠﺐ ﻷﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺣﻤﻴﺖ ﺍﻷﺟﺴﺎﺩ ﻭﻧﻘﻄﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ‬
‫ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻫﻨﺔ ﺍﻟﺸﺮﻳﻔﺔ ﻓﻔﻲ ﺃﻗﻞ ﻣﻦ ﻟﻤﺢ ﺍﻟﺒﺼﺮ ﺗﻄﻬﺮ ﻭﺗﻨﻘﻠﺐ ﻣﻦ ﻛﻴﺎﻧﻬﺎ‬
‫ﻓﺎﺩﺧﻞ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻮﺍﺯﻳﻦ ﻓﻲ ﺃﻗﻞ ﻣﻦ ﺛﻼﺙ ﺳﺎﻋﺎﺕ ﺃﻭ ﺗﺸﻤﻊ ﺍﻷﺟﺴﺎﺩ ﻣﻨﻬﺎ‬
‫ﻭﻫﻲ ﺑﺮﺍﺩﺓ ﻛﺎﻟﺮﺻﺎﺹ ﻭﺍﻟﻘﻠﻌﻲ ﻭﺍﻟﻘﻤﺮ ﻓﺈﻧﻬﻢ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺘﺸﻤﻴﻊ ﻳﺼﻴﺮﻭﺍ ﺃﻛﺎﺳﻴﺮ‬
‫ﺗﻘﻴﻢ ﺑﻬﻢ ﺍﻷﺟﺴﺎﺩ ﻣﻦ ﻳﻮﻣﻬﺎ ﻭﺗﻄﺒﺦ ﺑﻬﺎ ﺍﻵﺑﻖ ﻳﻨﻌﻘﺪ ﻣﻦ ﺳﺎﻋﺘﻪ ﺷﻤﻌﺔ ﺑﻌﺪ‬
‫ﺍﻟﻌﻘﺪ ﻣﻨﻬﺎ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺜﺒﺖ ﺇﻛﺴﻴﺮﺍ ﺛﺎﺑﺘﺎ ﺻﺎﺑﻐﺎ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﺻﺎﺑﺮﺍ ﻭﺇﻥ ﻧﻘﻄﺖ ﻣﻨﻪ‬
‫ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺰﺭﻧﻴﺦ ﺍﻧﺤﻞ ﻟﻮﻗﺘﻪ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺭﺍﺳﺐ ﺻﻔﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺮﻗﺔ ﻓﺎﻋﻘﺪﻩ ﻓﺈﻧﻪ‬
‫ﻳﻨﻌﻘﺪ ﻛﺎﻟﺸﻤﻊ ﺍﻷﺑﻴﺾ ﺇﻛﺴﻴﺮﺍ ﻳﻌﻘﺪ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻭﻳﻘﻴﻢ ﺍﻷﺟﺴﺎﺩ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺇﺫﺍ ﻧﻘﻄﺖ‬
‫ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻫﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻘﺮﺏ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻨﻌﻘﺪ ﻛﺎﻟﻴﺎﻗﻮﺕ ﺍﻷﺣﻤﺮ ﻭﻳﻌﻘﺪ ﺍﻵﺑﻖ‬
‫ﻭﻳﻘﻴﻢ ﺍﻷﺟﺴﺎﺩ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺇﻥ ﺃﺗﻮﺍ ﺇﻟﻴﻚ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺸﻲء ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﻭﺍﻟﻔﻀﺔ‬
‫ﺍﻟﻤﻄﻠﺴﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻃﻠﺴﻤﺘﻬﺎ ﺍﻟﺤﻜﻤﺎء ﻛﺎﻟﺤﺠﺎﺭﺓ ﺍﻟﺴﻮﺩ ﻭﺍﻟﺤﻤﺮ ﺛﻢ ﺍﻟﻮﺭﻕ‬
‫ﻭﻋﻠﻰ ﺻﻔﺔ ﺍﻟﺮﻣﻞ ﻭﺍﻟﺮﻣﺎﻥ ﻭﺍﻟﺒﻄﻴﺦ ﻭﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﺍﺣﻤﻴﻪ ﻭﺍﻃﻔﻴﻪ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ‬
‫ﺍﻟﺪﻫﻦ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻨﻔﻚ ﺣﺠﺎﺑﻪ ﻭﻳﻌﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﺃﺻﻠﻪ ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﻫﻦ ﻣﻦ ﺃﻋﺠﺐ ﺍﻟﺨﻮﺍﺹ‬
‫ﻓﺎﻋﻠﻢ ﺫﻟﻚ ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺃﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﺕ ﻣﻦ ﺇﻛﻠﻴﻞ ﺍﻟﻌﺬﺭﺓ ﺍﻟﺼﺎﻋﺪﺓ ﻣﺜﻘﺎﻻ‬
‫ﻭﻣﺜﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﻭﻗﺪﺭ ﻗﻴﺮﺍﻁ ﻣﻦ ﺇﻛﺴﻴﺮ ﺍﻟﺒﻴﺎﺽ ﺛﻢ ﺟﻤﻌﺖ‬
‫ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻓﻲ ﺑﻨﺪﻗﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺼﺪﻳﺮ ﺛﻢ ﺑﺨﺮﺗﻬﺎ ﺑﺜﻼﺙ ﻗﺮﺍﺭﻳﻂ ﻣﻦ ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ‬
‫ﻭﻳﻜﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﺑﻄﺎﻟﻊ ﻛﻮﻛﺐ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻱ ﻣﻦ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺨﻤﻴﺲ ﺛﻢ ﺍﺩﺧﺮﻫﺎ ﻋﻨﺪﻙ ﻓﺈﺫﺍ‬
‫ﺃﺭﺩﺕ ﺃﻥ ﺗﺮﻯ ﺳﺮﻩ ﻭﺧﺎﺻﻴﺘﻪ ﺇﺫﺍ ﺃﺷﻜﻞ ﻋﻠﻴﻚ ﺣﺎﺟﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻮﺍﺹ‬
‫ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﺋﻞ ﺃﻭ ﺳﺮﻗﻪ ﻭﺃﺭﺩﺕ ﺃﻥ ﺗﺮﺍﻫﺎ ﺃﻭ ﻏﻴﺮﻩ ﻭﺗﺮﻯ ﻣﻦ ﺃﺧﺬﻫﺎ ﻭﺗﻌﺮﻓﻪ ﺃﻭ‬
‫ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﻐﺎﻣﻀﺔ ﻭﺃﺭﺩﺕ ﺃﻥ ﺗﻌﺮﻓﻬﺎ ﺃﻭ ﺃﺣﺪﺍ ﻣﺴﺎﻓﺮﺍ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺑﻚ‬
‫ﻭﺃﺭﺩﺕ ﺃﻥ ﺗﻌﺮﻑ ﺣﺎﻟﻪ ﻭﻣﺎ ﻓﻴﻪ ﻭﻛﻞ ﺷﻲء ﺃﺭﺩﺗﻪ ﻣﻦ ﺃﻣﻮﺭ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺃﺧﺒﺎﺭﻫﺎ‬
‫ﻓﺎﺟﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻄﻠﺴﻢ ﺗﺤﺖ ﺭﺃﺳﻚ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺗﺒﺨﺮﻫﺎ ﻛﻠﻬﺎ ﺑﻘﻄﻌﺔ ﻣﻦ ﻋﻮﺩ ﻫﻨﺪﻱ‬
‫ﺍﻟﻤﻨﻘﻮﻉ ﻓﻲ ﻣﺎء ﺍﻟﻮﺭﺩ ﻭﻗﻞ ﻋﻨﺪ ﻧﻮﻣﻚ ﺃﻇﻬﺮﻭﺍ ﺍﻟﺒﺮﻫﺎﻥ ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﺃﻳﺘﻬﺎ‬
‫ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴﺔ ﻭﺃﻋﻠﻤﻮﻧﻲ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﻔﻼﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﻭﺃﺭﻭﻧﻲ ﺍﻟﺼﻨﻌﺔ ﺍﻟﻔﻼﻧﻴﺔ‬
‫ﻭﺃﺭﻭﻧﻲ ﺍﻟﻀﺎﺋﻊ ﺍﻟﻔﻼﻧﻲ ﺃﻭ ﻣﻦ ﺃﺧﺬﻩ ﻭﺍﻟﻐﺎﻳﺐ ﺍﻟﻔﻼﻧﻲ ﻭﻣﺎ ﻳﻘﻊ ﻓﻲ ﺳﻔﺮﻩ‬
‫ﻭﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﻔﻼﻧﻲ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺗﺬﻛﺮ ﻭﺗﺴﺄﻝ ﻣﺎ ﺷﺌﺖ ﻓﺈﻧﻚ ﺗﺮﻯ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﺎ ﺗﻜﻠﻤﺖ‬
‫ﺑﻪ ﻭﻃﻠﺒﺘﻪ ﻓﻲ ﻧﻮﻣﻚ ﻭﻳﺮﻭﻧﻪ ﻟﻚ ﻋﻴﺎﻧﺎ ﻭﻫﺬﺍ ﻣﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺤﻜﻤﺎء ﺗﺼﻨﻌﻪ‬
‫ﻷﻧﻔﺴﻬﺎ ﻭﻳﺒﺨﻠﻮﻥ ﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﺗﻼﻣﻴﺬﻫﻢ ﻭﻻ ﻳﺘﻜﻠﻤﻮﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﻓﺎﻧﻈﺮ‬
‫ﺭﺣﻤﻚ ﺍﷲ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻹﺷﺎﺭﺍﺕ ﺑﻌﻴﻦ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻟﺼﺎﺋﺐ ﻋﺴﻰ ﺍﷲ ﺃﻥ ﻳﻮﻓﻘﻚ‬
‫ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ ﻭﺍﻟﺠﺰء ﺍﻟﻤﺮﻏﻮﺏ ﻭﺍﷲ ﺍﻟﻤﻮﻓﻖ ﻟﻠﺼﻮﺍﺏ ﻭﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ‬
‫ﻭﺍﻟﻤﺂﺏ ‪.‬‬
‫ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ‬
‫ﻓﻲ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻌﻠﻮﻱ‬
 ‫ﻓﻲ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻌﻠﻮﻱ ﻭﻋﺎﻟﻢ ﺍﻷﻣﻼﻙ ﻭﺍﻷﻓﻼﻙ ﻭﺍﻟﺨﻮﺍﺹ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻌﺎﻟﻢ‬
‫ﺍﻷﻛﺒﺮ ﻭﻋﺎﻟﻢ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ﻭﻣﺎ ﻳﺘﻀﻤﻨﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻭﺍﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴﺎﺕ‬
‫ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺻﺎﺩ ﻭﻫﻢ ﺍﻟﻤﻌﺪﻥ ﻭﺍﻟﻨﺒﺎﺕ ﻷﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻣﺤﺘﻮﻱ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺗﻘﺪﻡ ﻛﻠﻪ‬
‫ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﻳﺴﻤﻰ ﺑﻌﺎﻟﻢ ﺍﻷﺭﺻﺎﺩ ﻭﻫﻮ ﻳﻨﻘﺴﻢ ﺇﻟﻰ ﺧﻤﺴﺔ ﺃﻗﺴﺎﻡ ﻷﻧﻪ ﻋﺎﻟﻢ‬
‫ﺃﻛﺒﺮ ﻳﺤﺘﻮﻱ ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻷﺻﻐﺮ ﻭﻳﺰﻳﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻤﺮﺗﺒﻪ ﻭﺫﻟﻚ ﺃﻥ‬
‫ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻷﺻﻐﺮ ﻗﺪ ﺍﺣﺘﻮﻯ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺎﻓﻊ ﻭﺧﻮﺍﺹ ﺍﻟﻤﻌﺪﻥ ﻭﺍﻟﻨﺒﺎﺕ ﻭﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻥ‬
‫ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﺫﻟﻚ ﻛﻤﺎ ﻗﺪﻣﻨﺎﻩ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﻭﺗﻜﻠﻤﻨﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻷﻛﺒﺮ‬
‫ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺤﺘﻮﻱ ﻋﻠﻰ ﺧﻮﺍﺹ ﺍﻟﻤﻌﺪﻥ ﻭﺍﻟﻨﺒﺎﺕ ﻭﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻥ ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﺍﻟﺠﻦ ﻷﺟﻞ‬
‫ﺍﻟﻄﻼﺳﻢ ﻋﻠﻰ ﻛﻨﻮﺯ ﺍﻟﺤﻜﻤﺎء ﻭﺫﺧﺎﺋﺮﻫﻢ ﻭﺃﻣﻮﺍﻟﻬﻢ ﻭﻫﻮ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ‬
‫ﺍﻷﺻﻐﺮ ﺑﻤﺮﺗﺒﻪ ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻷﺻﻐﺮ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﻭﻗﺖ ﻭﻻ ﻃﺎﻟﻊ ﻣﻦ‬
‫ﺍﻟﻄﻮﺍﻟﻊ ﺍﻟﻔﻠﻜﻴﺔ ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﻓﺨﻮﺍﺻﻪ ﻣﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻄﻮﺍﻟﻊ ﺍﻟﻔﻠﻜﻴﺔ ﻛﻤﺎ‬
‫ﺳﻨﺬﻛﺮﻩ ﻟﻚ ﺇﻥ ﺷﺎء ﺍﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻮﺍﻟﻲ ﻭﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺞ ﻭﻧﺒﺪﺃ ﺃﻭﻻ ﺑﺨﻮﺍﺻﻪ‬
‫ﻭﺗﺼﺮﻳﻔﻪ ﺑﺎﻟﺠﻦ ﻭﺍﷲ ﺃﻋﻠﻢ ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺃﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﺕ ﺍﻟﺴﻮﺍﺩﺍﺕ‬
‫ﺍﻷﺭﺑﻌﺔ ﻭﻫﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻮﺍﺩ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﻡ ﺩﺭﻫﻤﺎ ﻭﺍﺣﺪﺍ ﻓﻘﻂ ﻭﻣﻦ‬
‫ﺍﻟﺴﻮﺍﺩ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺰﻭﻳﺞ ﺍﻷﻭﻝ ﻣﺜﻠﻪ ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺴﻮﺍﺩ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺐ‬
‫ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﺜﻠﻪ ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺴﻮﺍﺩ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﻓﻲ ﺗﺴﺎﻗﻲ ﺍﻟﺤﻤﺮﺓ ﻣﺜﻠﻪ ﺛﻢ ﺟﻌﻠﺖ ﻫﺬﻩ‬
‫ﺍﻷﺭﺑﻌﺔ ﻓﻲ ﺟﻮﻑ ﺃﻛﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺮﺏ ﺍﻷﺳﻮﺩ ﺛﻢ ﺗﺪﻓﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﻛﻦ ﺍﻟﻘﺒﻠﻲ ﻣﻦ‬
‫ﺍﻟﻜﻨﺰ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺬﺧﺎﺋﺮ ﻭﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ﻭﻳﻜﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﻃﺎﻟﻊ ﺯﺣﻞ ﻓﺈﻥ‬
‫ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺩﺧﻞ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺭﺃﻯ ﺍﻟﺤﺒﺸﺔ ﻭ ﺍﻟﺴﻮﺍﺩﺍﻥ ﺭﺍﻛﺒﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻓﻴﺎﻝ‬
‫ﺍﻟﻜﺒﺎﺭ ﺍﻟﺴﻮﺩ ﺍﻟﻌﻈﺎﻡ ﻭﺑﺄﻳﺪﻳﻬﻢ ﻣﻄﺎﺭﻕ ﺍﻟﺤﺪﻳﺪ ﻓﻜﻞ ﻣﻦ ﺩﺧﻞ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ‬
‫ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻬﺮﺏ ﻣﻨﻬﻢ ﻭﻻ ﻳﻄﻴﻖ ﺃﻥ ﻳﺪﺧﻞ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻭﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻹﺳﺮﺏ‬
‫ﻣﺼﻮﺭﺍً ﻋﻠﻰ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻟﻔﻴﻠﺔ ﻭﺻﻔﺔ ﻋﺒﺪ ﺭﺍﻛﺐ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭﻓﻲ ﻳﺪﻩ ﻣﻄﺮﻗﺔ ﻓﺎﻓﻬﻢ‬
‫ﺫﻟﻚ ﻓﺈﺫﺍ ﺃﺭﺩﺕ ﺇﺑﻄﺎﻝ ﺫﻟﻚ ﻭﺣﻠﻪ ﺃﻭ ﺩﺧﻠﻦ ﺇﻟﻰ ﻛﻨﺰ‬
‫ﻣﻦ ﻛﻨﻮﺯ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻭﺭﺃﻳﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻔﺔ ﻓﺎﻋﻠﻢ ﺃﻧﻬﺎ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺻﺪ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﻡ ﻓﺈﺫﺍ‬
‫ﺃﺧﺬﺕ ﺩﺭﻫﻤﺎ ﻣﻦ ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻭﻣﺜﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ ﻭﻣﺜﻠﻪ ﻣﻦ‬
‫ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻭﻣﺜﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﺛﻢ ﺗﺒﺨﺮ ﺫﻟﻚ ﺍﻷﻓﻴﺎﻝ ﻣﻘﺎﺑﻠﺘﻬﻢ‬
‫ﻓﺈﻧﻬﻢ ﻳﺒﻄﻠﻮﺍ ﺣﺮﻛﺎﺗﻬﻢ ﻓﺨﺬ ﻣﺎ ﺷﺌﺖ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ﻭﺍﻟﺬﺧﺎﺋﺮ ﻣﻦ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻜﻨﺰ‬
‫ﻭﺍﺧﺮﺝ ﻣﻨﻪ ﻓﺈﻧﻬﻢ ﻳﻌﻮﺩﻭﺍ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺻﺪ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ‪ .‬ﻭﻣﻦ‬
‫ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺃﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﺕ ﻣﻦ ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﺛﻼﺛﺔ ﻣﺜﺎﻗﻴﻞ ﺛﻢ ﺟﻌﻠﺘﻬﻢ ﻓﻲ ﺟﻮﻑ‬
‫ﻗﻄﻌﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺪﻳﺪ ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺔ ﻓﺮﺱ ﻭﺭﺍﻛﺒﻬﺎ ﺷﺨﺺ ﻭﺑﻴﺪﻩ ﺳﻴﻒ ﺛﻢ ﺩﻓﻨﺘﻪ‬
‫ﻓﻲ ﺍﻟﺮﻛﻦ ﺍﻟﺸﺮﻗﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻓﺈﻥ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺩﺧﻞ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺃﻭ ﺍﻟﻜﻨﺰ ﻓﺈﻧﻪ‬
‫ﻳﺮﻯ ﻣﻠﻮﻙ ﺍﻟﺘﺮﻙ ﻭﺍﻷﺟﻨﺎﺩ ﺑﻌﺴﺎﻛﺮﻫﻢ ﻭﻓﻲ ﺃﻳﺪﻳﻬﻢ ﺍﻟﺴﻴﻮﻑ ﻭﻫﻢ ﻣﻘﺒﻠﻴﻦ‬
‫ﻋﻠﻴﻪ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻔﺰﻉ ﻣﻨﻬﻢ ﻭﻳﻔﺮ ﻫﺎﺭﺑﺎ ﻭﺇﻥ ﻭﻗﻒ ﻗﺘﻠﻮﻩ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻭﻳﻜﻮﻥ ﺩﻓﻨﻪ ﻓﻲ‬
‫ﻃﺎﻟﻊ ﺍﻟﻤﺮﻳﺦ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻓﺈﺫﺍ ﺃﺭﺩﺕ ﺇﺑﻄﺎﻝ ﺫﻟﻚ ﺧﺬ ﻣﻦ ﺇﻛﺴﻴﺮ ﺍﻟﺤﻤﺮﺓ ﺛﻼﺛﺔ‬
‫ﻗﺮﺍﺭﻳﻂ ﺛﻢ ﺗﺒﺨﺮ ﺫﻟﻚ ﺑﻤﻘﺎﺑﻠﺘﻬﻢ ﻓﺈﻥ ﺣﺮﻛﺎﺗﻬﻢ ﺗﺒﻄﻞ ﻓﺨﺬ ﻣﺎ ﺷﺌﺖ ﻭﺍﺧﺮﺝ‬
‫ﻓﺈﻥ ﻋﻤﻠﻬﻢ ﻳﻌﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺃﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﺕ‬
‫ﻣﻦ ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ ﻣﺜﻘﺎﻟﻴﻦ ﻭﻋﺠﻨﺘﻪ ﺑﻤﺜﻘﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎء ﺍﻹﻟﻬﻲ ﺍﻟﻤﺸﺒﺐ ﺛﻢ‬
‫ﺟﻌﻠﺖ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺟﻮﻑ ﺷﺨﺺ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺔ ﺍﻷﻧﺜﻰ ﺛﻢ ﺩﻓﻨﺘﻪ ﻓﻲ‬
‫ﺍﻟﺒﻴﺮ ﻭﺍﻟﺒﺤﺮﻱ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻭﻳﻜﻮﻥ ﻋﻤﻠﻚ ﻓﻲ ﻃﺎﻟﻊ ﺍﻟﺰﻫﺮﺓ ﻓﺈﻥ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺩﺧﻞ‬
‫ﺇﻟﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺭﺃﻯ ﻋﺮﻭﺳﻪ ﺷﺎﺑﺔ ﺑﻴﻀﺎء ﺍﻟﻠﻮﻥ ﻣﻠﻴﺤﺔ ﻣﻘﺒﻠﺔ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻟﻬﺎ‬
‫ﻧﻬﻮﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻮﻻﺫ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻋﺎﻧﻘﺘﻪ ﺧﺮ ﻣﻴﺘﺎ ﻟﻮﻗﺘﻪ ﻭﻫﺬﻩ ﻫﻲ ﺍﻟﻌﺮﻭﺱ ﺍﻟﺘﻲ‬
‫ﺗﺴﻤﻊ ﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﺃﻓﻮﺍﻩ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻳﺘﻜﻠﻤﻮﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﻻ ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ ﻣﺎ ﺃﺻﻞ ﺫﻟﻚ‬
‫ﺍﻟﻌﺮﻭﺱ ﻓﺈﻥ ﺩﺧﻠﺖ ﻛﻨﺰﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻨﻮﺯ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻭﺭﺃﻳﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﻭﺃﺭﺩﺕ‬
‫ﺇﺑﻄﺎﻟﻬﺎ ﻓﺒﺨﺮ ﺑﻤﻘﺎﺑﻠﺘﻬﺎ ﺑﺜﻼﺛﺔ ﻣﺜﺎﻗﻴﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻮﺍﺩ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺰﻭﻳﺞ ﺍﻷﻭﻝ‬
‫ﻓﺈﻥ ﺣﺮﻛﺎﺗﻬﺎ ﺗﺒﻄﻞ ﻷﻥ ﺍﻟﺴﻮﺍﺩ ﻣﻨﺴﻮﺏ ﻟﺰﺣﻞ ﻭﻫﻮ ﻋﻮﺩﻫﺎ ﻓﺎﻓﻬﻢ ﺫﻟﻚ ‪.‬‬
‫ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺃﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﺕ ﻧﺼﻒ ﻣﺜﻘﺎﻝ ﻣﻦ ﺇﻛﺴﻴﺮ ﺍﻟﺤﻤﺮﺓ ﻭﻣﻦ ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ‬
‫ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻣﺜﻠﻪ ﺛﻢ ﺟﻌﻠﺖ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺟﻮﻑ ﺷﺨﺺ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﺍﻷﺣﻤﺮ ﺍﻟﻤﻠﻘﻰ‬
‫ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻹﻛﺴﻴﺮ ﻭﻫﻮ ﺭﺍﻛﺐ ﺳﺒﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﻭﻣﻌﻪ ﺳﻴﻒ ﻣﺠﺮﺩ ﺛﻢ ﺗﺪﻓﻦ ﺫﻟﻚ‬
‫ﻓﻲ ﺍﻟﺮﻛﻦ ﺍﻟﺸﺮﻗﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻓﺈﻥ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺩﺧﻞ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺭﺃﻯ ﺻﻔﺔ‬
‫ﻣﻠﻮﻙ ﺍﻟﻌﺠﻢ ﺭﺍﻛﺒﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﺒﺎﻉ ﻭﻫﻢ ﻣﻘﺒﻠﻴﻦ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﺈﻥ ﻟﻢ ﻳﻔﺮ ﻣﻨﻬﻢ ﻭﻛﺎﻥ‬
‫ﺟﺎﻫﻼ ﺑﻤﺎ ﻳﺒﻄﻠﻬﻢ ﻭﻋﺎﺭﻓﺎ ﺑﺄﺻﻠﻬﻢ ﻭﺣﺮﻛﺎﺗﻬﻢ ﻭﺇﻻ ﻗﺘﻠﻮﻩ ﻓﺈﻥ ﺩﺧﻠﺖ ﻛﻨﺰﺍ‬
‫ﻣﻦ ﻛﻨﻮﺯ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﺃﻭ ﻣﻜﺎﻧﺎ ﻭﺭﺃﻳﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻼﻣﺎﺕ ﻓﺎﻋﻠﻢ ﺃﻧﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻵﺛﺎﺭ ﻓﺈﺫﺍ‬
‫ﺃﺭﺩﺕ ﺇﺑﻄﺎﻝ ﺫﻟﻚ ﻓﺨﺬ ﻧﺼﻒ ﻣﺜﻘﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻮﺍﺩ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﻡ ﻭﻣﺜﻠﻪ‬
‫ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻮﺍﺩ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺰﻭﻳﺞ ﺍﻷﻭﻝ ﺛﻢ ﺑﺨﺮﻫﻢ ﺑﻬﺎ ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺒﻄﻞ‬
‫ﺣﺮﻛﺎﺗﻬﻢ ﺧﺬ ﻣﺎ ﺷﺌﺖ ﻭﺍﺗﺮﻙ ﻣﺎ ﺷﺌﺖ ﻭﺍﺧﺮﺝ ﻓﺈﻧﻬﻢ ﻳﻌﻮﺩﻭﺍ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﻮﺍ‬
‫ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺃﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﺕ ﻣﺜﻘﺎﻻ ﻭﻧﺼﻒ ﻣﻦ ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ‬
‫ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻭﻋﺠﻨﺘﻪ ﺑﻤﺜﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎء ﺍﻹﻟﻬﻲ ﻓﻲ ﻃﺎﻟﻊ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻱ ﺛﻢ ﺩﻓﻨﺘﻪ ﻓﻲ‬
‫ﺍﻟﺮﻛﻦ ﺍﻟﻐﺮﺑﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻓﻲ ﺟﻮﻑ ﻗﻄﻌﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻱ ﻭﻣﺼﻮﺭ ﻋﻠﻴﻬﺎ‬
‫ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎء ﻓﺈﻥ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺩﺧﻞ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺭﺃﻯ ﺻﻔﺔ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎء ﻭﻫﻢ‬
‫ﻓﺎﺯﻋﻴﻦ ﺑﻌﻤﺎﺋﻢ ﻛﺒﺎﺭ ﻣﻬﻤﻮﻟﺔ ﻓﻴﺨﺎﻑ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻓﺈﺫﺍ ﺃﺭﺩﺕ ﺇﺑﻄﺎﻟﻬﻢ ﺑﺨﺮ‬
‫ﺑﻤﺜﻘﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻮﺍﺩ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﻡ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺒﻄﻞ ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ‬
‫ﺃﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻮﺍﺩ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﻡ ﻭﻋﺠﻨﺘﻪ ﺑﻤﺜﻘﺎﻝ ﻣﻦ‬
‫ﺍﻟﻘﻄﺮﺍﻥ ﺛﻢ ﺟﻌﻠﺘﻪ ﻓﻲ ﺟﻮﻑ ﺑﻨﺪﻗﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺮﺏ ﻭﻣﻌﻪ ﺛﻼﺛﺔ ﻧﺎﻣﻮﺳﺎﺕ‬
‫ﻣﺼﻮﺭﺓ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺮﺏ ﺛﻢ ﺗﺪﻓﻨﻬﺎ ﺑﺎﻟﺮﻛﻦ ﺍﻟﻘﺒﻠﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻭﻳﻜﻮﻥ ﺫﻟﻚ‬
‫ﺑﻄﺎﻟﻊ ﺯﺣﻞ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺴﺒﺖ ﻓﺈﻥ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺩﺧﻞ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺧﺮﺝ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ‬
‫ﺍﻟﻨﺎﻣﻮﺱ ﻋﺮﻕ ﺃﺩﻫﺶ ﻋﻘﻠﻪ ﻓﺈﻥ ﺩﺧﻠﺖ ﻣﻜﺎﻧﺎ ﻣﺮﺻﻮﺩﺍ ﻭﺭﺃﻳﺖ ﺫﻟﻚ ﻓﺎﻋﻠﻢ‬
 ‫ﺃﻧﻪ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸﻲء ﻓﺈﺫﺍ ﺑﺨﺮﺕ ﻣﻘﺎﺑﻠﻬﻢ ﺑﻨﺼﻒ ﻣﺜﻘﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ‬
‫ﻣﺠﺒﻮﻻ ﺑﻤﺜﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎء ﺍﻹﻟﻬﻲ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺒﻄﻞ ‪ .‬ﻭﻣﻦ‬

‫ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺃﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﺕ ﺩﺭﻫﻤﺎ ﻣﻦ ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻭﻣﺜﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ‬
‫ﺛﻢ ﻋﺠﻨﺘﻬﻤﺎ ﺑﺪﻫﻦ ﺍﻟﻨﻔﻂ ﺛﻢ ﺟﻌﻠﺘﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﺟﻮﻑ ﻗﻄﻌﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ ﺍﻷﺻﻔﺮ‬
‫ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﻤﺮ ﻓﻬﻮ ﺃﺗﻢ ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺔ ﺷﺠﺮﺓ ﺍﻟﺴﺪﺭ ﺃﻱ ﺍﻟﻴﺎﺳﻤﻴﻦ ﺑﻄﺎﻟﻊ‬
‫ﺍﻟﻤﺮﻳﺦ ﺛﻢ ﺗﺪﻓﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﻛﻦ ﺍﻟﺸﺮﻗﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻓﺈﻥ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺩﺧﻞ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ‬
‫ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺭﺃﻯ ﻛﺄﻧﻪ ﻧﺎﺭﺍ ﺃﻗﺒﻠﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺗﺰﺍﻳﺪﺕ ﻓﻴﻔﺰﻉ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺟﺎﻫﻼ ﺑﺄﺻﻠﻪ‬
‫ﻭﺇﻥ ﻭﻗﻒ ﺍﺣﺘﺮﻕ ﻓﺈﺫﺍ ﺩﺧﻠﺖ ﻣﻜﺎﻧﺎ ﻣﻦ ﺃﻣﺎﻛﻦ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻭﺭﺃﻳﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻼﻣﺎﺕ‬
‫ﻓﺎﻋﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻓﺈﺫﺍ ﺃﺭﺩﺕ ﺇﺑﻄﺎﻟﻪ ﻓﺒﺨﺮ ﻣﻘﺎﺑﻠﺘﻪ ﺑﺸﻲء ﻣﻦ ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ‬
‫ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ ﺑﻘﺪﺭ ﻧﺼﻒ ﺩﺭﻫﻢ ﻭﻣﺜﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺒﻄﻞ ﻓﺨﺬ ﻣﺎ‬
‫ﺷﺌﺖ ﻭﺍﻃﻠﻊ ﻣﺎﺩﺍﻡ ﺩﺧﺎﻥ ﺍﻟﺒﺨﻮﺭ ﻭﻣﺘﻰ ﺍﻧﻘﻄﻊ ﺭﺟﻊ ﺇﻟﻰ ﺃﺻﻠﻪ ﻭﺇﺫﺍ ﺃﺭﺩﺕ‬
‫ﺇﺑﻄﺎﻟﻪ ﺑﺎﻟﻤﺮﺓ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺫﻛﺮﻧﺎﻩ ﻣﺎﺩﺍﻡ ﺩﺧﺎﻥ ﺍﻟﺒﺨﻮﺭ ﻣﻮﺟﻮﺩﺍ ﺍﺣﻔﺮ ﻋﻠﻰ‬
‫ﺍﻟﺮﺻﺪ ﻭﻃﺎﻟﻌﻪ ﺇﻟﻰ ﺑﺮﻩ ﻓﻴﺒﻄﻞ ﺍﻟﺮﺻﺪ ﻭﻻ ﻳﺮﺟﻊ ﺇﻟﻴﻪ ﺃﺑﺪﺍ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ‪ .‬ﻭﻣﻦ‬
‫ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺃﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﺕ ﻣﻦ ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﺛﻼﺛﺔ ﺩﺭﺍﻫﻢ ﻭﺟﻌﻠﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺟﻮﻑ‬
‫ﺑﻨﺪﻗﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺮﺏ ﺑﻄﺎﻟﻊ ﻋﻄﺎﺭﺩ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﻣﺠﺒﻮﻻ ﺑﺸﺤﻢ ﺍﻟﺤﺮﺑﺎء ﺛﻢ‬
‫ﺗﺪﻓﻨﻬﻢ ﻓﻲ ﺟﻮﻑ ﺗﻤﺜﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﻫﻴﺌﺔ ﺍﻟﻌﻘﺮﺏ ﺑﺄﺭﺑﻊ ﺃﻳﺎﺩﻱ ﻭﻣﺜﻠﻬﺎ ﺃﺭﺟﻞ‬
‫ﻭﻣﺜﻠﻬﺎ ﺃﺟﻨﺤﺔ ﻭﻗﺮﻧﻴﻦ ﺛﻢ ﺗﺪﻓﻦ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﻛﻦ ﺍﻟﺒﺤﺮﻱ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻓﺈﻥ‬
‫ﻛﻞ ﻣﻦ ﺩﺧﻞ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺭﺃﻯ ﻣﺮﺩﺓ ﺍﻟﺠﻦ ﻭﺍﻟﺸﻴﺎﻃﻴﻦ ﻣﻘﺒﻠﻴﻦ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺼﺮﺍﺥ‬
‫ﻭﻋﻴﺎﻁ ﻣﻦ ﺳﺎﺋﺮ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﻭﺍﻷﻟﻮﺍﻥ ﻭﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ﻓﺈﻥ ﻛﻞ ﺟﺎﻫﻞ ﺑﺄﺻﻞ ﺫﻟﻚ ﻭﻟﻢ‬
‫ﻳﻬﺮﺏ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻘﺘﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻓﺈﺫﺍ ﺃﺭﺩﺕ ﺇﺑﻄﺎﻝ ﺫﻟﻚ ﻓﺒﺨﺮ ﻣﻘﺎﺑﻠﺘﻬﻢ ﺑﻘﺪﺭ‬
‫ﻣﺜﻘﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻭﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ ﺑﺎﻟﺴﻮﻳﺔ ﻭﻣﻦ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻧﺼﻒ‬
‫ﻣﺜﻘﺎﻝ ﻓﺈﻥ ﺣﺮﻛﺘﻬﻢ ﺗﺒﻄﻞ ﻣﺎﺩﺍﻡ ﺍﻟﺒﺨﻮﺭ ﺻﺎﻋﺪﺍ ﻓﺨﺬ ﻣﺎ ﺷﺌﺖ ﻭﺍﻧﺼﺮﻑ‬
‫ﻓﺈﻧﻬﻢ ﻳﻌﻮﺩﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﺭﻓﻊ ﺍﻟﻄﻠﺴﻢ ﻣﻦ ﻣﻜﺎﻧﻪ‬
‫ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻳﺒﻄﻠﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﺎ ﺫﻛﺮﻧﺎﻩ ﻟﻚ ﻗﻴﺎﺳﺎ‬
‫ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻄﻼﻥ ﻓﺎﻓﻬﻢ ﺫﻟﻚ ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺃﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﺕ ﻧﺼﻒ ﺩﺭﻫﻢ ﻣﻦ‬
‫ﺍﻟﺴﻮﺍﺩ ﺍﻷﻭﻝ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﻡ ﻭﻣﺜﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻮﺍﺩ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺰﻭﻳﺞ‬
‫ﺍﻷﻭﻝ ﺛﻢ ﺗﺨﻠﻂ ﺫﻟﻚ ﺑﻤﺜﻠﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻬﺒﺎﺏ ﻭﺗﻌﺠﻨﻬﻢ ﺑﺎﻟﺰﻳﺖ ﺍﻟﺤﺎﺭ ﺃﻭ ﺯﻳﺖ‬
‫ﺍﻟﺨﺮﻭﻉ ﺛﻢ ﺗﺠﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺟﻮﻑ ﻗﻄﻌﺔ ﻣﻦ ﺍﻹﺳﺮﺏ ﺍﻷﺳﻮﺩ ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺔ‬
‫ﺷﺠﺮﺓ ﺍﻟﺴﺮﻭ ﻓﻲ ﻃﺎﻟﻊ ﺯﺣﻞ ﺛﻢ ﺗﺪﻓﻦ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﻛﻦ ﺍﻟﻘﺒﻠﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻓﺈﻥ‬
‫ﻛﻞ ﻣﻦ ﺩﺧﻞ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻄﻠﻊ ﻋﻠﻴﻪ ﻏﻤﺎﻣﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺧﺎﻥ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ‬
‫ﺟﺎﻫﻼ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻳﻘﺒﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻣﻜﺎﻥ ﺣﺘﻰ ﻳﺰﻫﻖ ﺭﻭﺣﻪ ﻓﻴﻔﺮ ﻫﺎﺭﺑﺎ‬
‫ﻓﺈﺫﺍ ﺃﺭﺩﺕ ﺇﺑﻄﺎﻟﻪ ﻓﺒﺨﺮ ﺃﻣﺎﻣﻪ ﺑﻘﺪﺭ ﻣﺜﻘﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺒﻄﻞ‬
‫ﻭﻣﺘﻰ ﺧﻠﺺ ﺩﺧﺎﻥ ﺍﻟﺒﺨﻮﺭ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻌﻮﺩ ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺃﻧﻚ‬
‫ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﺕ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﻗﻤﺤﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻮﺍﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﻡ ﻭﻣﺜﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻮﺍﺩ‬
‫ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺰﻭﻳﺞ ﺍﻷﻭﻝ ﺛﻢ ﺗﻌﺠﻦ ﺫﻟﻚ ﺑﺪﻡ ﺍﻟﺘﻴﻮﺱ ﺛﻢ ﺗﺠﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ‬
‫ﺟﻮﻑ ﺑﻨﺪﻗﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺻﺎﺹ ﺍﻷﺳﻮﺩ ﺛﻢ ﺗﻠﻄﺨﻬﺎ ﺑﺪﻡ ﺍﻟﺒﺮﺍﻏﻴﺚ ﺛﻢ ﻟﻒ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ‬
‫ﺻﻔﻴﺤﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺻﺎﺹ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ ﺛﻢ ﺗﺪﻓﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﻛﻦ ﺍﻟﻐﺮﺑﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ‬
‫ﻓﺈﻥ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺩﺧﻞ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺭﺃﻯ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺮﺍﻏﻴﺚ ﻣﺎ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻦ ﺍﻟﻮﺻﻒ‬
‫ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻳﻤﻸ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻭﻳﺄﻛﻠﻮﺍ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﺟﺎﻫﻼ ﺑﻬﻢ ﻭﺇﺫﺍ ﺃﺭﺩﺕ ﺇﺑﻄﺎﻟﻬﻢ ﻓﺒﺨﺮ‬
‫ﺃﻣﺎﻣﻬﻢ ﺑﻘﺪﺭ ﻧﺼﻒ ﻗﻤﺤﺔ ﻣﻦ ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﺠﺒﻮﻻ ﺑﻨﺼﻒ ﺩﺭﻫﻢ ﻣﻦ‬
‫ﺍﻟﻤﺎء ﺍﻹﻟﻬﻲ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺒﻄﻞ ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺃﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﺕ ﻣﻦ ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﺍﻷﻭﻝ‬
‫ﻣﺜﻘﺎﻻ ﻭﻣﺜﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﺛﻢ ﺗﻌﺠﻨﻪ ﺑﺪﻫﻦ ﺍﻟﺤﺸﺮﺍﺕ ﺛﻢ ﺗﺠﻌﻠﻪ ﻓﻲ‬
‫ﺟﻮﻑ ﺗﻤﺜﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻹﺳﺮﺏ ﺍﻷﺳﻮﺩ ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺔ ﺍﻟﺜﻌﺒﺎﻥ ﺛﻢ ﺗﺪﻓﻨﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﻛﻦ‬
‫ﺍﻟﻘﺒﻠﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻓﺈﻥ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺩﺧﻞ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺧﺮﺝ ﻋﻠﻴﻪ ﻧﻮﻉ ﻣﻦ‬
‫ﺍﻟﺜﻌﺎﺑﻴﻦ ﻭﺍﻟﺤﻴﺎﺕ ﺣﺘﻰ ﻳﻤﻠﺌﻮﺍ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻭﻳﻘﺒﻠﻮﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﻧﺎﻓﺨﻴﻦ ﻛﻮﺍﺑﻴﻠﻬﻢ‬
‫ﻣﺰﻏﺮﺩﺗﻴﻦ ﺍﻷﻟﺴﻦ ﻓﻴﻔﺮ ﻫﺎﺭﺑﺎ ﻣﻨﻬﻢ ﻭﺇﻻ ﻗﺘﻠﻮﻩ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺟﺎﻫﻼ ﺑﻬﻢ ﻓﺈﻥ‬
‫ﺩﺧﻠﺖ ﺇﻟﻰ ﻛﻨﺰ ﻣﻦ ﻛﻨﻮﺯ ﺍﻟﺤﻜﻤﺎء ﻭﺭﺃﻳﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﻓﺒﺨﺮ ﺃﻣﺎﻣﻬﻢ ﺑﻘﺪﺭ‬
‫ﻧﺼﻒ ﺩﺭﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻭﻣﺜﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ ﻓﻤﺎ ﺩﺍﻡ ﺍﻟﺒﺨﻮﺭ‬
‫ﻃﺎﻟﻊ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺒﻄﻞ ﻭﻣﺘﻰ ﺧﻠﺺ ﺩﺧﺎﻧﻪ ﺭﺟﻊ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺗﻘﻴﻢ‬
‫ﺍﻟﺮﺻﺪ ﻣﻦ ﻣﺤﻠﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ﻓﻴﺒﻄﻞ ﺍﻟﺮﺻﺪ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺃﻧﻚ‬
‫ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﺕ ﻣﻦ ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﺍﻷﻭﻝ ﻣﺜﻘﺎﻝ ﻭﻣﺜﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ ﺛﻢ ﺗﺠﻌﻞ ﺫﻟﻚ‬
‫ﻓﻲ ﺟﻮﻑ ﻗﻄﻌﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻱ ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺔ ﺍﻟﻌﻘﺮﺏ ﺛﻢ ﺗﺪﻓﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﻛﻦ‬
‫ﺍﻟﺒﺤﺮﻱ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻓﺈﻥ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺩﺧﻠﻪ ﺧﺮﺝ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺍﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭﺏ ﺍﻟﺴﻮﺩ‬
‫ﻭﺍﻟﺼﻔﺮ ﻋﻠﻰ ﺳﺎﺋﺮ ﺍﻷﻟﻮﺍﻥ ﻭﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﺃ ﻳﻘﺒﻠﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻱ ﺃﺑﻄﺎﻝ ﻗﺎﺻﺪﻳﻦ ﻗﺘﻠﻪ‬
‫ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻥ ﺟﺎﻫﻼ ﺑﻬﻢ ﻭﻟﻢ ﻳﻬﺮﺏ ﻗﺘﻠﻮﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﺑﻼ ﻣﺤﺎﻝ ﻓﺈﻥ ﺩﺧﻠﺖ ﺇﻟﻰ‬
‫ﻣﻜﺎﻥ ﻭﺭﺃﻳﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﻓﺒﺨﺮ ﺃﻣﺎﻡ ﺫﻟﻚ ﺑﻤﺜﻘﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ‬
‫ﻣﻌﺠﻮﻧﺎ ﺑﻨﺼﻒ ﻣﺜﻘﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎء ﺍﻹﻟﻬﻲ ﻓﺈﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺮﺻﺪ ﻳﺒﻄﻞ ﻣﺎﺩﺍﻡ ﺩﺧﺎﻥ‬
‫ﺍﻟﺒﺨﻮﺭ ﻃﺎﻟﻊ ﻭﻣﺘﻰ ﺧﻠﺺ ﺍﻟﺒﺨﻮﺭ ﻳﺮﺟﻊ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ‪ .‬ﻭﻣﻦ‬
‫ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺃﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﺕ ﺛﻼﺛﺔ ﻣﺜﺎﻗﻴﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎء ﺍﻹﻟﻬﻲ ﻭﻣﺜﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻔﺘﺎﺡ‬
‫ﺍﻷﻭﻝ ﻭﻣﺜﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﺛﻢ ﺗﺠﻌﻞ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻓﻲ ﻗﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺻﺎﺹ‬
‫ﺍﻷﺳﻮﺩ ﺛﻢ ﺗﻄﺒﻖ ﻓﻤﻬﺎ ﻭﺗﺪﻓﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﻛﻦ ﺍﻟﺒﺤﺮﻱ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻭﻳﻜﻮﻥ ﺫﻟﻚ‬
‫ﺑﻄﺎﻟﻊ ﻋﻄﺎﺭﺩ ﻓﺈﻥ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺩﺧﻞ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺧﺮﺝ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺤﺮﺍ ﻋﻈﻴﻤﺎ‬
‫ﻣﻦ ﺍﻟﺰﺋﺒﻖ ﻭﻳﻘﺼﺪﻩ ﻓﻴﻬﺮﺏ ﻣﻨﻪ ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻥ ﺟﺎﻫﻼ ﺑﺄﺻﻠﻪ ﻓﻴﺒﺘﻠﻌﻪ ﻓﺈﺫﺍ ﺭﺃﻳﺖ‬
‫ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﻓﺒﺨﺮ ﺃﻣﺎﻣﻪ ﺑﻨﺼﻒ ﺩﺭﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻭﻣﺜﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ‬
‫ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻛﻤﺎ ﺗﻘﺪﻡ ﻓﻤﺎ ﺩﺍﻡ ﺍﻟﺒﺨﻮﺭ ﻋﻤﺎﻝ ﻓﺈﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﻳﺨﺘﻔﻲ ﻭﻳﺒﻄﻞ ﻟﻮﻗﺘﻪ‬
 ‫ﻓﺨﺬ ﻣﺎ ﺷﺌﺖ ﻭﺍﻃﻠﻊ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻌﻮﺩ ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺃﻧﻚ‬
‫ﺇﺫﺍ ﺟﺌﺖ ﺇﻟﻰ ﺃﻱ ﻛﻨﺰ ﺃﻭ ﺃﻧﺖ ﺻﻨﻌﺖ ﻛﻨﺰﺍ ﺃﻭ ﻣﻜﺎﻥ ﻟﻪ ﺑﺎﺏ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻤﻐﺎﺭﺓ ﺃﻭ‬
‫ﺍﻟﺒﺌﺮ ﺃﻭ ﺍﻟﺴﺎﻗﻴﺔ ﺃﻭ ﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎء ﺍﻟﻤﺮﺻﻮﺩ ﻓﺨﺬ ﺩﺭﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻮﺍﺩ‬
‫ﺍﻷﻭﻝ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﻡ ﻭﻣﺜﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻮﺍﺩ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺰﻭﻳﺞ ﺍﻷﻭﻝ ﺛﻢ‬
‫ﺗﺠﻌﻠﻪ ﻓﻲ ﻛﻮﺯ ﻣﻦ ﺍﻹﺳﺮﺏ ﻣﻶﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎء ﺍﻟﺤﻠﻮ ﺍﻟﺒﺤﺮﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺸﺮﺏ‬
‫ﻣﻨﻪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻓﻴﻪ ﻗﺪﺭ ﺭﺑﻌﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻄﺮﻭﻥ ﺛﻢ ﺳﻜﺒﺖ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻜﻮﺯ ﻓﻲ‬
‫ﺍﻟﺮﺻﺎﺹ ﻭﺩﻓﻨﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﻛﻦ ﺍﻟﻘﺒﻠﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺑﻄﺎﻟﻊ ﻋﻄﺎﺭﺩ ﻭﻳﻜﻮﻥ‬
‫ﻣﺘﺼﻼ ﺑﺰﺣﻞ ﻭﺗﺪﻓﻨﻪ ﻓﻲ ﺑﺎﺏ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻜﻨﺰ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻜﻮﻥ ﺑﺤﺮﺍ ﻋﻈﻴﻤﺎ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻡ‬
‫ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻤﺎء ﺍﻟﻤﺼﻨﻮﻉ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺴﻤﻊ ﻋﻨﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﻓﺈﺫﺍ ﺭﺃﻳﺖ ﺫﻟﻚ‬
‫ﻭﺃﺭﺩﺕ ﺇﺑﻄﺎﻟﻪ ﻭﺗﻔﻮﻳﺮﻩ ﻓﺒﺨﺮ ﻓﻢ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻜﻨﺰ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻤﺎء ﺗﺒﺨﺮ ﺃﻣﺎﻣﻪ‬
‫ﺑﻨﺼﻒ ﺩﺭﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻭﻣﺜﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻤﺎء ﻳﻔﻮﺭ‬
‫ﻣﻦ ﻭﻗﻌﻪ ﻓﺎﺩﺧﻞ ﻣﺎ ﺩﺍﻡ ﺍﻟﺒﺨﻮﺭ ﻋﻤﺎﻝ ﺧﺬ ﻣﺎ ﺷﺌﺖ ﻭﺍﻃﻠﻊ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻌﻮﺩ ﻛﻤﺎ‬
‫ﻛﺎﻥ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ‪ . .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺃﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻮﺍﺩ ﺍﻷﻭﻝ ﻣﺜﻘﺎﻝ ﻭﻣﻦ‬
‫ﺍﻟﺴﻮﺍﺩ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﺜﻠﻪ ﺛﻢ ﺗﺠﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﺑﻄﺎﻟﻊ ﺯﺣﻞ ﻓﻲ ﻗﻄﻌﺔ ﻣﻦ ﺍﻹﺳﺮﺏ ﻋﻠﻰ‬
‫ﺻﻔﺔ ﺧﻨﺰﻳﺮ ﻭﻣﻘﺎﺑﻠﻪ ﺁﺧﺮ ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺔ ﺍﻟﺪﺏ ﻭﻓﻴﻬﺎ ﻣﺜﻞ ﺍﻷﻭﻝ ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺟﻪ‬
‫ﺍﻟﻤﻮﺍﻟﻲ ﺇﻟﻴﻪ ﺛﻢ ﺍﺩﻓﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﻛﻦ ﺍﻟﻘﺒﻠﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺑﻘﺪﺭ‬
‫ﺷﺒﺮ ﻓﻤﻦ ﺩﺧﻞ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺧﺮﺝ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺍﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺑﺐ ﻭﺍﻟﺨﻨﺎﺯﻳﺮ ﺣﺘﻰ‬
‫ﻳﺨﺎﻑ ﻣﻨﻬﻢ ﻭﻳﻬﺮﺏ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺟﺎﻫﻼ ﺑﻬﻢ ﻗﺘﻠﻮﻩ ﻓﺈﺫﺍ ﺃﺭﺩﺕ ﺇﺑﻄﺎﻟﻬﻢ ﻓﺒﺨﺮ‬
‫ﺃﻣﺎﻣﻬﻢ ﺑﻤﺜﻘﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻣﺠﺒﻮﻻ ﺑﻤﺜﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎء ﺍﻹﻟﻬﻲ ﺍﻟﻤﺸﺒﺐ‬
‫ﻓﻤﺎ ﺩﺍﻡ ﺍﻟﺒﺨﻮﺭ ﻋﻤﺎﻝ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺒﻄﻞ ﻓﺎﺩﺧﻞ ﻭﺧﺬ ﻣﺎ ﺗﺮﻳﺪ ﻭﺍﻃﻠﻊ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻓﺈﻧﻪ‬
‫ﻣﺘﻰ ﺧﻠﺺ ﺍﻟﺪﺧﺎﻥ ﺭﺟﻊ ﺍﻟﺮﺻﺪ ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻭﺇﺫﺍ ﺃﺭﺩﺕ ﺇﺑﻄﺎﻟﻪ ﺑﺎﻟﻤﺮﺓ ﺃﺧﺮﺝ‬
‫ﺍﻟﺮﺻﺪ ﻣﻦ ﻣﻜﺎﻧﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺒﻄﻞ ﺍﻟﺮﺻﺪ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ‬
‫ﺃﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻮﺍﺩ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺐ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻧﺼﻒ ﻣﺜﻘﺎﻝ ﻭﻣﺜﻠﻪ‬
‫ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻮﺍﺩ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﻓﻲ ﺗﺴﺎﻗﻲ ﺍﻟﺤﻤﺮﺓ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺴﻮﺍﺩ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ‬
‫ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺛﻢ ﺗﺠﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺟﻮﻑ ﺷﺨﺺ ﻣﻦ ﺍﻹﺳﺮﺏ ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺔ ﺍﻟﻔﻴﻞ ﺛﻢ‬
‫ﺍﻋﻤﻞ ﺍﻟﻔﻴﻞ ﺑﻄﺎﻟﻊ ﺯﺣﻞ ﻭﺍﻋﻤﻞ ﺍﻟﺴﺒﻊ ﺑﻄﺎﻟﻊ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻣﺜﻠﻪ ﻭﻳﻜﻮﻥ ﻣﻦ‬
‫ﺍﻟﺬﻫﺐ ﺍﻟﻤﻠﻘﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﻟﻴﺲ ﺭﺍﻛﺒﻬﻢ ﺃﺣﺪ ﺛﻢ ﺍﺩﻓﻦ ﺍﻟﻔﻴﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﻛﻦ ﺍﻟﻘﺒﻠﻲ ﻣﻦ‬
‫ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻭﺍﺩﻓﻦ ﺍﻟﺴﺒﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﻛﻦ ﺍﻟﺸﺮﻗﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻓﺈﻥ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺩﺧﻞ ﺇﻟﻰ‬
‫ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺧﺮﺝ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺍﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻴﻠﺔ ﻭﺍﻟﺴﺒﺎﻉ ﻭﺃﻗﺒﻠﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻣﻜﺎﻥ‬
‫ﻭﺃﺭﺍﺩﻭﺍ ﻗﺘﻠﻪ ﻓﺈﺫﺍ ﺭﺃﻳﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﻓﺒﺨﺮ ﺃﻣﺎﻣﻬﻢ ﺑﻨﺼﻒ ﻣﺜﻘﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ‬
‫ﺍﻷﻭﻝ ﻭﻣﺜﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺰﻭﻝ ﻓﺎﺩﺧﻞ ﻭﺧﺬ ﻣﺎ ﺷﺌﺖ ﻭﺍﺧﺮﺝ‬
‫ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺨﺮﺝ ﺩﺧﺎﻥ ﺍﻟﺒﺨﻮﺭ ﻓﺈﻧﻬﻢ ﻳﻌﻮﺩﻭﺍ ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺇﺫﺍ‬
‫ﺃﺭﺩﺕ ﺇﺑﻄﺎﻟﻪ ﺑﺎﻟﻤﺮﺓ ﻓﺄﺧﺮﺝ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺒﻄﻞ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ‪.‬‬
 ‫ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺃﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻮﺍﺩ ﺍﻷﻭﻝ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﻡ ﺳﺒﻊ‬
‫ﻗﺮﺍﺭﻳﻂ ﻭﻣﺜﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻮﺍﺩ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺰﻭﻳﺞ ﺍﻷﻭﻝ ﺛﻢ ﺗﺠﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ‬
‫ﺟﻮﻑ ﻗﻄﻌﺔ ﻣﻦ ﺍﻹﺳﺮﺏ ﺍﻷﺳﻮﺩ ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺔ ﺍﻟﺨﻨﻔﺴﺎء ﻭﻓﻲ ﺟﻮﻑ ﺫﻟﻚ‬
‫ﺛﻼﺙ ﻧﻤﻼﺕ ﻣﺼﻮﺭﻳﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ ﺍﻷﺣﻤﺮ ﺛﻢ ﺍﺩﻓﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺮﺻﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﻛﻦ‬
‫ﺍﻟﻘﺒﻠﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻓﺈﻥ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺩﺧﻞ ﺇﻟﻴﻪ ﺧﺮﺝ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺍﺩﻓﻦ ﺍﻟﻨﻤﻞ ﻭﺍﻟﺨﻨﺎﻓﺲ‬
‫ﺣﺘﻰ ﻳﻀﻴﻖ ﺑﻬﻢ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻭﻳﺄﺗﻮﺍ ﻗﺎﺻﺪﻳﻦ ﺇﻟﻰ ﻗﺘﻠﻪ ﻓﻴﺨﺎﻑ ﻣﻨﻬﻢ ﻭﻳﻬﺮﺏ ﻭﺇﻥ‬
‫ﻛﺎﻥ ﺟﺎﻫﻼ ﺑﻬﻢ ﻗﺘﻠﻮﻩ ﻻ ﻣﺤﺎﻟﺔ ﻭﺇﻥ ﺃﺭﺩﺕ ﺇﺑﻄﺎﻟﻬﻢ ﻓﺘﺒﺨﺮ ﺃﻣﺎﻣﻬﻢ ﺑﺜﻼﺙ‬
‫ﻗﺮﺍﺭﻳﻂ ﻣﻦ ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻭﻣﺜﻠﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ ﻣﺠﺒﻮﻟﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎء‬
‫ﺍﻹﻟﻬﻲ ﺍﻟﻤﺸﺒﺐ ﻭﺍﺧﺮﺝ ﻓﻤﺘﻰ ﺑﻄﻞ ﺍﻟﺒﺨﻮﺭ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺮﺟﻊ ﺍﻟﺮﺻﺪ ﺇﻟﻰ ﺣﺎﻟﻪ‬
‫ﻭﺇﻥ ﻛﻨﺖ ﺗﺮﻳﺪ ﺇﺑﻄﺎﻟﻪ ﺑﺎﻟﻤﺮﺓ ﺑﺨﺮ ﻭﺍﺣﻔﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺻﺪ ﻭﻃﺎﻟﻌﻪ ﻟﺒﺮﺍ‬
‫ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺮﺻﺪ ﻳﺒﻄﻞ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺃﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﺕ ﻣﻦ‬
‫ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﺍﻷﻭﻝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ ﺃﻱ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺒﻊ ﺃﻛﺎﻟﻴﻞ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﺳﺒﻊ ﻗﻤﺤﺎﺕ‬
‫ﻭﻣﻦ ﺇﻛﺴﻴﺮ ﺍﻟﺒﻴﺎﺽ ﻗﻤﺤﺔ ﻭﻣﻦ ﺇﻛﺴﻴﺮ ﺍﻟﺤﻤﺮﺓ ﻗﻤﺤﺔ ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎء ﺍﻹﻟﻬﻲ‬
‫ﻗﻤﺤﺔ ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻤﻔﺘﺎﺡ ﺍﻷﻭﻝ ﻋﻠﻰ ﻋﺪﺩ ﺍﻟﺒﺮﻭﺝ ﺟﻤﻠﺔ ﺫﻟﻚ ﺍﺛﻨﻲ ﻋﺸﺮ ﻗﻤﺤﺔ ﺛﻢ‬
‫ﺗﺠﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﺟﻤﻴﻌﻪ ﻓﻲ ﻋﺸﺮﺓ ﺃﺭﻃﺎﻝ ﺧﻞ ﺣﺎﺫﻕ ﻗﺎﻃﻊ ﺛﻢ ﻧﺠﻤﺖ ﺫﻟﻚ ﺗﺤﺖ‬
‫ﺍﻟﻨﺠﻮﻡ ﻭﻳﻜﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻹﺛﻨﻴﻦ ﺛﻢ ﺧﺬﻩ ﻗﺒﻞ ﻃﻠﻮﻉ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻓﺎﺩﺧﺮﻩ ﻋﻨﺪﻙ‬
‫ﻓﺈﺫﺍ ﺩﺧﻠﺖ ﺇﻟﻰ ﻛﻨﺰ ﻣﻦ ﻛﻨﻮﺯ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻭﺃﺭﺩﺕ ﺃﻥ ﺗﺄﺧﺬ ﺷﻴﺌﺎ ﻭﺧﺸﻴﺖ ﺃﻥ‬
‫ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺴﻤﻮﻣﺎ ﻷﻥ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﻴﻦ ﻳﺴﻤﻮﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺃﻣﻮﺍﻟﻬﻢ ﻭﺫﺧﺎﺋﺮﻫﻢ ﻭﺃﻛﺜﺮ‬
‫ﺍﻟﻤﺘﺄﺧﺮﻳﻦ ﻛﺬﻟﻚ ﻓﺮﺵ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺨﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﺈﻥ ﺳﻤﻪ ﻳﺒﻄﻞ ﻓﺨﺬ ﻣﺎ ﺷﺌﺖ‬
‫ﻭﻻ ﺗﺨﻒ ﺃﺑﺪﺍ ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺃﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﺕ ﻣﻦ ﻣﺎﻝ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻌﻚ‬
‫ﺃﺻﺤﺎﺑﻚ ﻭﺯﺍﻏﺖ ﺃﻋﻴﻨﻬﻢ ﻋﻠﻴﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻤﻊ ﻭﺃﺭﺍﺩﻭﺍ ﻗﺘﻠﻚ ﺃﻭ ﻗﺎﺑﻠﻚ ﺃﺣﺪ ﻏﻴﺮ‬
‫ﺃﺻﺤﺎﺑﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻭﺃﻧﺖ ﺭﺍﺟﻊ ﻭﺧﻔﺖ ﻣﻨﻬﻢ ﻓﻴﻜﻮﻥ ﻣﻌﻚ ﻧﺼﻒ ﺩﺭﻫﻢ ﻣﻦ‬
‫ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻭﻣﺜﻠﻪ ﻣﻦ ﺇﻛﺴﻴﺮ ﺍﻟﺒﻴﺎﺽ ﻭﻣﺜﻠﻪ ﻣﻦ ﺇﻛﺴﻴﺮ ﺍﻟﺤﻤﺮﺓ ﻓﺎﺟﻤﻊ‬
‫ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﻓﻲ ﺟﻮﻑ ﻣﺎﺳﻮﺭﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﻭﺍﻟﺤﻤﻬﺎ ﻭﺗﻜﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺫﺭﺍﻋﻚ ﺍﻷﻳﻤﻦ‬
‫ﻓﻜﻞ ﻣﻦ ﻧﻮﻯ ﻋﻠﻴﻚ ﺳﻮءﺍ ﻓﻼ ﻳﺮﺍﻙ ﻓﻲ ﻭﻗﺘﻪ ﺃﺑﺪﺍ ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺇﺫﺍ ﻧﻮﻭﺍ‬
‫ﺃﺻﺤﺎﺑﻚ ﺑﻐﺪﺭﻙ ﻭﺃﺭﺩﺕ ﺃﻥ ﺗﻐﻠﺒﻬﻢ ﻓﺨﺬ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻮﺍﺩ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﻡ‬
‫ﺛﻼﺛﺔ ﻗﺮﺍﺭﻳﻂ ﻭﻣﺜﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻮﺍﺩ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺰﻭﻳﺞ ﺍﻷﻭﻝ ﺑﻄﺎﻟﻊ ﺯﺣﻞ ﻣﻦ‬
‫ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺴﺒﺖ ﺛﻢ ﺍﺳﻘﻴﻪ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻣﺜﺎﻟﻪ ﻣﻦ ﺑﻮﻝ ﺍﻟﺤﻤﻴﺮ ﺛﻢ ﺟﻔﻔﻪ ﻭﺍﺳﺤﻘﻪ‬
‫ﻭﺍﺩﺧﺮﻩ ﻋﻨﺪﻙ ﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻴﻪ ﺛﻢ ﺇﺫﺍ ﻛﻨﺖ ﺩﺧﻠﺖ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻭﺭﺟﻌﺖ‬
‫ﻣﻨﻪ ﻭﺇﺫﺍ ﻛﻨﺖ ﻓﻲ ﺳﻔﺮ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﻛﻨﺰ ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻌﻚ ﻧﺎﺱ ﻣﻦ ﺍﻷﺻﺤﺎﺏ ﻭﻧﻮﻭﺍ‬
‫ﻏﺪﺭﻙ ﺃﻭ ﻃﻠﻊ ﻋﻠﻴﻚ ﻗﻄﺎﻉ ﻃﺮﻳﻖ ﻓﺎﺭﻣﻲ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺘﺮﺍﺏ ﻓﻲ ﻭﺟﻮﻫﻬﻢ ﻭﻗﻞ‬
‫ﻋﻨﺪ ﺫﻟﻚ ﺃﺟﺐ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻷﺏ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﺯﺣﻞ ﺑﺤﻖ ﻣﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ‬
‫ﺍﻟﻌﻘﺎﻗﻴﺮ ﺍﻟﻤﻨﺴﻮﺑﺔ ﺇﻟﻴﻚ ﻣﻦ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﻭﺍﻟﺨﻮﺍﺹ ﻭﺍﻵﺛﺎﺭ ﻭﺃﻋﻤﻲ ﺃﺑﺼﺎﺭ‬
 ‫ﺍﻷﻋﺪﺍء ﻭﺍﺑﻌﺚ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺰﻟﺰﺍﻝ ﺍﻟﻤﻬﻮﻟﺔ ﻫﻴﺎ ﺃﻇﻬﺮ ﻟﻲ ﺑﺮﻫﺎﻥ ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﻓﻲ‬
‫ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻛﻠﻤﺢ ﺍﻟﺒﺼﺮ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺨﺮﺝ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺭﻳﺤﺎ ﻋﻈﻴﻤﺎ ﻭﺯﻟﺰﺍﻻ ﻭﺃﻣﻄﺎﺭﺍ‬
‫ﻭﺗﺮﺍﺑﺎ ﻭﺯﻭﺍﺑﻌﺎ ﺗﻌﻤﻲ ﺃﻋﻴﻨﻬﻢ ﻭﺗﺬﻫﻞ ﻋﻘﻮﻟﻬﻢ ﻭﻳﻐﻴﺒﻮﺍ ﻭﺗﺬﻫﺐ ﺃﻧﺖ ﻓﻲ ﺃﻣﺎﻥ‬
‫ﺍﷲ ﻭﻫﻮ ﻣﻦ ﺃﻋﺠﺐ ﺍﻟﺨﻮﺍﺹ ﺭﺣﻤﺔ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺃﻟﻔﻬﺎ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ‪.‬‬
‫ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺃﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﺕ ﻓﺺ ﻳﺎﻗﻮﺕ ﺃﺣﻤﺮ ﻣﻌﺪﻧﻲ ﺛﻢ ﻧﻘﺸﺖ ﻓﻴﻪ ﺻﻮﺭﺓ‬
‫ﺃﺳﺪ ﺛﻢ ﺑﺨﺮﺗﻪ ﺑﺄﺭﺑﻊ ﻗﺮﺍﺭﻳﻂ ﻣﻦ ﻟﻮﻥ ﺍﻟﻤﺮﻛﺐ ﺍﻷﺣﻤﺮ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﻓﻲ ﺗﺴﺎﻗﻲ‬
‫ﺍﻟﺤﻤﺮﺓ ﺛﻢ ﺭﻛﺒﻪ ﻋﻠﻰ ﺧﺎﺗﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﻓﻤﻦ ﺗﺨﺘﻢ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺨﺎﺗﻢ ﻳﺄﻣﻦ ﻣﻦ‬
‫ﺍﻟﻄﺎﻋﻮﻥ ﻭﻳﻜﻮﻥ ﺑﺨﻮﺭﻩ ﺑﻄﺎﻟﻊ ﺍﻟﺸﻤﺲ ‪ . .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺃﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﺕ‬
‫ﻓﺺ ﺑﻠﻠﻮﺭ ﺃﺑﻴﺾ ﻓﻲ ﻃﺎﻟﻊ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻱ ﻭﻧﻘﺸﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺻﻮﺭﺓ ﺣﻤﺎﺭ ﻗﺎﺋﻢ‬
‫ﺍﻟﺬﻛﺮ ﺑﺨﺮﺗﻪ ﺑﺜﻼﺛﺔ ﻗﻤﺤﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﺛﻢ ﺭﻛﺒﻪ ﻋﻠﻰ ﺧﺎﺗﻢ ﻣﻦ‬
‫ﻧﺤﺎﺱ ﺃﻭ ﺣﺪﻳﺪ ﺃﺑﻠﻎ ﻓﺈﻥ ﻻﺑﺴﻪ ﻟﻢ ﻳﺰﻝ ﻗﺎﺋﻢ ﺍﻹﺣﻠﻴﻞ ﻭﺗﻬﻴﺞ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ‬
‫ﻭﻟﻮ ﺟﺎﻣﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﺧﻤﺴﻮﻥ ﻣﺮﺓ ﻭﻻ ﻳﻌﻴﺎ ﻭﻻ ﻳﺘﻌﺐ ﺃﺑﺪﺍ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﻧﺰﻋﺘﻪ ﻣﻦ‬
‫ﻳﺪﻙ ﻓﻴﺒﺮﺩ ﻣﺎ ﻋﻨﺪﻙ ﻭﻫﺬﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻮﺍﺹ ﺍﻟﻌﺠﻴﺒﺔ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ‬
‫ﺃﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﺕ ﻣﻦ ﺯﺟﺎﺝ ﺃﺧﻀﺮ ﺛﻢ ﺻﻮﺭﺕ ﻓﻴﻪ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻭﺻﺒﻲ ﺻﻐﻴﺮ‬
‫ﻭﺗﺄﺧﺬ ﻛﻘﺪﺭ ﺍﻟﻔﺺ ﺻﻔﻴﺤﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ ﺍﻷﺣﻤﺮ ﺑﻄﺎﻟﻊ ﺍﻟﺰﻫﺮﺓ ﺛﻢ ﺗﺠﻌﻠﻬﺎ‬
‫ﺗﺤﺖ ﺍﻟﻔﺺ ﺍﻟﺰﺟﺎﺝ ﻭﻣﺼﻮﺭ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﻭﺗﺮﻛﺒﻪ ﻋﻠﻰ ﺧﺎﺗﻢ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺪ‬
‫ﺛﻢ ﺗﺒﺨﺮﻩ ﺑﺜﻼﺙ ﻗﻤﺤﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻭﻣﺜﻠﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ ﻓﺈﻥ‬
‫ﻻﺑﺴﻪ ﺗﻘﺒﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻨﺴﺎء ﻭﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺟﺎﻧﺐ ﻭﺇﻧﻬﻢ ﻳﻨﺠﺬﺑﻮﻥ ﺇﻟﻴﻪ‬
‫ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻭﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮﻥ ﻓﺮﺍﻗﻪ ﺃﺑﺪﺍ ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺃﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﺕ ﻓﺼﺎ ﻣﻦ‬
‫ﺍﻟﻌﻘﻴﻖ ﺍﻟﻴﻤﺎﻧﻲ ﺛﻢ ﻧﻘﺸﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺣﻔﺮﺍ ﺑﻘﻠﻢ ﺑﻮﻻﺩ ﺃﻭ ﺃﻟﻤﺎﺱ ﺻﻮﺭﺓ ﺃﺳﺪ ﺛﻢ‬
‫ﺑﺨﺮﺗﻪ ﺑﺜﻼﺙ ﻗﻤﺤﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻭﻣﻦ ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﺃﺭﺑﻊ ﻗﻤﺤﺎﺕ‬
‫ﻓﻲ ﻃﺎﻟﻊ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺛﻢ ﺭﻛﺒﻪ ﻋﻠﻰ ﺧﺎﺗﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﺍﻷﺣﻤﺮ ﺛﻢ ﺗﺨﺘﻢ ﺑﻪ ﺍﻟﻜﺘﺐ‬
‫ﻭﺍﻟﺮﺳﺎﻻﺕ ﺛﻢ ﺗﺮﺳﻠﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻣﻦ ﺷﺌﺖ ﻣﻦ ﻣﻠﻚ ﺃﻭ ﻭﺯﻳﺮ ﺃﻭ ﻏﻴﺮﻫﻢ ﻣﻦ‬
‫ﺃﺭﺑﺎﺏ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻓﻜﻞ ﻣﻦ ﻗﺮﺃﻩ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺮﺗﻌﺪ ﻓﺮﺍﺋﺼﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻬﻴﺒﺔ ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻥ‬
‫ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺏ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻘﻀﻴﻬﺎ ﻟﻚ ﻓﻲ ﺃﺳﺮﻉ ﻭﻗﺖ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻣﻜﺘﻮﺑﺎ‬
‫ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﻤﺤﺒﺔ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺘﻀﺎﻋﻒ ﻋﻨﺪﻩ ﺑﺰﻳﺎﺩﺓ ﻭﻫﺬﻩ ﻣﻦ ﻋﺠﺎﺋﺐ ﺍﻟﺨﻮﺍﺹ‬
‫ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺃﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﺕ ﺧﺎﺗﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻱ ﻭﻓﺼﻪ ﻣﻨﻪ ﺛﻢ‬
‫ﺻﻮﺭﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﺻﻮﺭﺓ ﺣﺎﻣﻞ ﻗﺮﺑﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎء ﺛﻢ ﺗﺒﺨﺮﻩ ﺑﻘﻴﺮﺍﻁ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻮﺍﺩ‬
‫ﺍﻷﻭﻝ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﻡ ﻣﺜﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻮﺍﺩ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺰﻭﻳﺞ‬
‫ﺍﻷﻭﻝ ﺑﻄﺎﻟﻊ ﺯﺣﻞ ﻓﻤﻦ ﻟﺒﺲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺨﺎﺗﻢ ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳﻘﻄﻊ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﺡ ﺃﺑﺪﺍ ﻭﻫﺬﺍ‬
‫ﺍﻟﺨﺎﺗﻢ ﺻﻨﻌﻪ ﺍﺭﺳﻄﺎﻃﺎﻟﻴﺲ ﻟﻺﺳﻜﻨﺪﺭ ﻓﻲ ﺍﻷﺳﻔﺎﺭ ﺧﻮﻓﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻷﻋﺪﺍء‬
‫‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺃﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﺕ ﻗﻄﻌﺘﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻹﺳﺮﺏ ﺍﻟﻤﻄﻬﺮ ﺑﺎﻟﻤﻠﺢ ﺍﻟﻤﺮ ﻓﻲ‬
‫ﺍﻟﻤﺎء ﺍﻟﻤﻄﺒﻮﺥ ﻓﻲ ﺯﻳﺖ ﺍﻟﺰﻳﺘﻮﻥ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻨﻌﻘﺪ ﻣﻨﻪ ﺻﺎﺑﻮﻥ ﻋﻈﻴﻢ ﻓﺄﺫﺏ‬
‫ﺍﻹﺳﺮﺏ ﻭﻗﻠﺒﻪ ﻓﻴﻪ ﺗﺴﻌﺔ ﻣﺮﺍﺕ ﺛﻢ ﺍﺻﻨﻊ ﻣﻨﻪ ﺳﻤﻜﺔ ﻭﺍﻧﻘﺶ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺻﻮﺭﺓ‬
‫ﺳﺮﻃﺎﻥ ﺛﻢ ﺍﺩﺧﺮﻫﺎ ﻋﻨﺪﻙ ﻭﺗﻜﻮﻥ ﻗﺪ ﺑﺨﺮﺗﻬﺎ ﺑﺴﺘﺔ ﻗﻤﺤﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ‬
‫ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﻭﻳﻜﻮﻥ ﺗﺼﻮﻳﺮ ﺍﻟﺴﻤﻜﺔ ﻓﻲ ﻃﺎﻟﻊ ﻋﻄﺎﺭﺩ ﻓﺈﺫﺍ ﻛﻨﺖ ﻓﻲ ﺑﺮﻳﺔ ﺃﻭ‬
‫ﺳﻔﺮ ﻭﻟﺤﻘﻚ ﺃﻭ ﻣﻦ ﻣﻌﻚ ﺍﻟﻌﻄﺶ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ ﻓﺄﺧﺮﺟﻬﺎ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﻨﺠﻮﻡ ﻟﻴﻠﺔ ﻓﺈﻧﻚ‬
‫ﺗﺮﻯ ﻧﻬﺮﺍ ﻻ ﺗﻌﻠﻤﻪ ﻣﻦ ﺃﻳﻦ ﺃﺗﻰ ﻓﺘﺸﺮﺏ ﺃﻧﺖ ﻭﻣﻦ ﻣﻌﻚ ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻹﺳﻜﻨﺪﺭ‬
‫ﻳﻌﻤﻞ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺍﻷﺳﻔﺎﺭ ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺃﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﺕ ﻓﺼﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻣﺮﺩ‬
‫ﺍﻷﺧﻀﺮ ﻭﻧﻘﺸﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻟﺬﺑﺎﺏ ﻓﻲ ﻃﺎﻟﻊ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻭﺗﺮﻛﺐ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻔﺺ‬
‫ﻋﻠﻰ ﺧﺎﺗﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﺍﻷﺣﻤﺮ ﻭﺗﺒﺨﺮﻩ ﺑﺄﺭﺑﻌﺔ ﻗﻤﺤﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ‬
‫ﻭﻣﺜﻠﻬﺎ ﻣﻦ ﺇﻛﺴﻴﺮ ﺍﻟﺤﻤﺮﺓ ﺛﻢ ﺗﻠﺒﺴﻪ ﻓﺈﻧﻚ ﻻ ﺗﺠﺪ ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻚ ﻭﻻ ﻣﻜﺎﻧﻚ ﺫﺑﺎﺑﺎ‬
‫ﺃﺑﺪﺍ ﺑﺈﺫﻥ ﺍﷲ ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺃﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺒﺮﻳﺖ ﺭﻃﻼ ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻨﻔﻂ‬
‫ﻧﺼﻒ ﺭﻃﻞ ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺒﺎﺭﻭﺩ ﺍﻷﺑﻴﺾ ﻧﺼﻒ ﺭﻃﻞ ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺴﺒﻌﺔ ﺃﻛﺎﻟﻴﻞ ﺳﺒﻌﺔ‬
‫ﺩﺭﺍﻫﻢ ﻭﻣﻦ ﺍﻹﻛﺴﻴﺮﻳﻦ ﺩﺭﻫﻤﻴﻦ ﺛﻢ ﺗﺠﻌﻠﻬﻢ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻥ ﻣﺴﺘﻮﻗﺪ ﺍﻟﺤﻤﺎﻡ ﻓﻲ‬
‫ﻗﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ ﻓﺈﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺤﻤﺎﻡ ﻳﺴﺨﻦ ﻣﺎﺅﻩ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﻧﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﻃﻮﻝ‬
‫ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻭﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺃﺳﺮﺍﺭ ﺍﻟﺤﻜﻤﺎء ﻋﻠﻰ ﻗﺪﻳﻢ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺃﻧﻚ ﺇﺫﺍ‬
‫ﺃﺧﺬﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻮﺍﺩ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﻡ ﻗﻤﺤﺘﺎﻥ ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺴﻮﺍﺩ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﻓﻲ‬
‫ﺍﻟﺘﺰﻭﻳﺞ ﺍﻷﻭﻝ ﻣﺜﻠﻪ ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎء ﺍﻹﻟﻬﻲ ﻗﺒﻞ ﻏﺴﻠﻪ ﻭﺗﺸﺒﻴﺒﻪ ﺛﻼﺛﺔ ﺩﺭﺍﻫﻢ ﺛﻢ‬
‫ﺍﻣﺰﺝ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻭﻣﻌﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻷﺭﺽ ﻗﺒﻞ ﺗﺼﻌﻴﺪﻫﺎ ﻗﻤﺤﺘﺎﻥ ﻭﻣﻦ ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﺍﻷﻭﻝ‬
‫ﻣﺜﻠﻬﻢ ﺛﻢ ﺃﻗﺴﻤﻬﻢ ﺳﺒﻌﺔ ﺃﻗﺴﺎﻡ ﺛﻢ ﺍﺣﻤﻲ ﻧﺼﻒ ﺍﻟﺰﻣﺮﺩ ﺍﻷﺧﻀﺮ ﺍﻟﺨﺎﻟﺺ‬
‫ﺍﻟﺠﻴﺪ ﺍﻟﻤﻌﺪﻧﻲ ﻭﺍﻃﻔﻴﻪ ﺳﺒﻌﺔ ﻣﺮﺍﺕ ﺛﻢ ﺭﻛﺒﻪ ﻓﻲ ﺧﺎﺗﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﺍﻷﺣﻤﺮ‬
‫ﻓﻤﻦ ﻟﺤﺲ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻔﺺ ﺑﻠﺴﺎﻧﻪ ﻣﺮﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﺎﺕ ﻣﻦ ﻳﻮﻣﻪ ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﺺ‬
‫ﻣﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺼﻨﻌﻪ ﺍﻟﺤﻜﻤﺎء ﻟﻠﻮﺯﺭﺍء ﻭﺃﺭﺑﺎﺏ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﺍﻷﻛﺎﺑﺮ ﺧﻮﻓﺎ ﻋﻠﻴﻬﻢ‬
‫ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻠﻮﻙ ﻋﻨﺪ ﻣﻀﺎﻳﻘﺘﻬﻢ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻘﺘﻞ ﻓﻴﺨﺎﻓﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻬﺘﻚ‬
‫ﻭﻳﻜﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﺑﻄﺎﻟﻊ ﺯﺣﻞ ﻣﻦ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺴﺒﺖ ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﻮﺍﺻﻪ ﺃﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﺕ‬
‫ﺣﺠﺮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺧﺎﻡ ﺍﻷﺳﻮﺩ ﻭﻧﻘﺸﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺻﻮﺭﺓ ﺻﻘﺮ ﺑﻄﺎﻟﻊ ﺍﻟﻤﺮﻳﺦ ﺛﻢ‬
‫ﺑﺨﺮﺕ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺤﺠﺮ ﺑﺪﺭﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻹﻛﻠﻴﻞ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﺛﻢ ﺗﺪﻓﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺤﺠﺮ ﻓﻲ‬
‫ﺍﻟﺮﻛﻦ ﺍﻟﺸﺮﻗﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻓﺈﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻻ ﻳﺪﺧﻠﻪ ﻋﺼﻔﻮﺭ ﺃﺑﺪﺍ ﻭﻻ ﻃﻴﺮ‬
‫ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻴﻮﺭ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺤﻜﻤﺎء ﻭﻳﺼﻨﻌﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﻛﻨﺎﺋﺴﻬﻢ ﻭﺍﷲ ﺃﻋﻠﻢ ﺑﻐﻴﺒﺔ‬
‫ﻭﺃﺣﻜﻢ ‪.‬‬
‫ﺍﻋﻠﻢ ﻳﺎ ﺃﺧﻲ ﺃﻥ ﻟﻠﺤﻜﻤﺎء ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺃﺭﻛﺎﻥ ﻣﺎ ﺫﻛﺮﻭﻫﺎ ﻓﻲ ﻛﺘﺒﻬﻢ‬
‫ﺑﻞ ﻳﺘﻮﺍﺭﺛﻮﻧﻬﺎ ﻣﻦ ﻣﺮﺷﺪ ﺇﻟﻰ ﻣﺮﺷﺪ ﻭﻫﻲ ﻟﻤﻦ ﻳﻈﻬﺮ ﺍﻹﻛﺴﻴﺮ ﺇﻻ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ‬
‫ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﻭﻫﻮ ﺗﻜﻠﻴﺲ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﻭﺍﻟﻔﻀﺔ ﻭﺳﻤﻮﻩ ﺍﻟﺒﺪء ﺍﻟﻤﺤﺬﻭﻑ ﻭﻫﻮ ﺗﻜﻠﻴﺲ‬
‫ﺍﻟﺠﺴﺪ ﻭﺍﻟﺤﺠﺮ ﺍﻟﻤﻜﺮﻡ ﻭﺳﻤﻮﻩ ﺑﺎﻷﻟﻮﻑ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﻤﺎء ﺑﺎﻟﺮﻣﻮﺯ ﻭﺍﻟﺘﺰﻭﻳﺞ‬
‫ﺍﻷﻭﻝ ‪.‬ﻭﺍﻟﺮﻛﻦ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻤﻔﺘﺎﺡ ﻛﺬﻟﻚ ﺳﻤﻮﻩ ﺑﺄﻟﻮﻑ ﺍﻷﺳﻤﺎء ﺑﺎﻟﺮﻣﻮﺯ‬
‫ﻭﺍﻟﺘﺸﻤﻴﻊ ‪.‬ﻭﺍﻟﺮﻛﻦ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻟﻢ ﻳﺬﻛﺮﻭﻩ ﺃﺑﺪﺍ ‪.‬ﻭﺍﻟﺮﻛﻦ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﺍﻹﻟﻘﺎء ﻭﺳﻤﻮﻩ‬
‫ﺑﺄﻟﻮﻑ ﺍﻷﺳﻤﺎء ﻓﻲ ﺍﻟﺮﻣﻮﺯ ﻓﻸﺟﻞ ﻫﺬﺍ ﻟﻢ ﻳﺼﻞ ﺃﺣﺪ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻻ ﻣﻦ‬
‫ﺍﻟﻜﺘﺐ ﻭ ﻻ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺏ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻤﺮﺷﺪ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ ﻭﺍﻟﻮﺍﺻﻞ ﺍﻟﻌﺎﻣﻞ ﺑﻬﺎ ‪.‬‬
‫ﻭﺍﻟﺤﻤﺪ ﷲ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﺷﺮﻑ ﺍﻟﻤﺮﺳﻠﻴﻦ ﻭﺁﻟﻪ‬
‫ﻭﺻﺤﺒﻪ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ ‪.‬‬