Professional Documents
Culture Documents
DB V1 Issue 1&2 ISSN 2820-7270 MEDOUAR
DB V1 Issue 1&2 ISSN 2820-7270 MEDOUAR
specialized in constitutional and political sciences مجلة متخصصة يف العلوم الدستورية والسياسية
Vol 1, Double issue 1 & 2, October 2022 المجلد ،1عدد مزدوج 1و ،2أكتوبر 2022
)*( هذه املقالة سبق نشرها مبجلة البحوث القانونية واالقتصادية ،273-246 ،)3(3 ،وأعيد نشرها ،ابتفاق مكتوب مع اجمللة املذكورة،
ألمهيتها يف حمور هذا العدد من جملة دفاتر برملانية.
)**( أستاذ القانون الدستوري وعلم السياسة بكلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية احملمدية جبامعة احلسن الثاين ابلدار البيضاء.
() rachid.medouar@univh2c.ma https://orcid.org/0000-0002-6614-0343
رشيد المدور المغرب للسياسات العمومية :دالالته وآلياته وإشكالياته
ري البلمان
تقييم ر
enshrine the flexible concept of separation of power based on its balance and
cooperation, and also to embody the concepts of citizenship and participatory
democracy, as well as the embodiment of good governance. The constitutional
legislator has put in place a number of mechanisms to activate it, including: the
annual session to discuss and evaluate public policies, the prime minister's
presentation to Parliament of the progress report of the government, the monthly
session devoted to the questions of general policy, the parliamentary debate on the
reports of a number of constitutional institutions, and the need for budget
liquidation laws to be presented to parliament in the second year following its
implementation, and a group of constitutional institutions are subject to
parliament's request to assist him in assessing public policies. One of the problems
produced by parliamentary practice was that of members of Parliament discussing
the Prime Minister's presentation and the latter's response to that debate, whether
it took place in two joint sessions of the Houses of Parliament or in their own
sessions? The practice of doing so in joint meetings has proved unconstitutional.
keywords: parliament, public policies evaluation, legislative power, house of
representatives, house of councilors
االستشهاد املرجعي:
املدور ،رشيد .)2022( .تقييم الربملان املغريب للسياسات العمومية :دالالته وآلياته وإشكالياته .جملة
دفاتر برملانية ،اجمللد ،1عدد مزدوج 1و ،2ص ص.26-5 .
مق ّدمة:
جاءت دسرتة صالحية الربملان يف تقييم السياسات العمومية ابعتباره صالحية جديدة له يف سياق
املراجعة الشاملة للدستور املغريب سنة ،2011واليت متيزت بثالث مسات رئيسة :فمن جهة أوىل ،متيزت
بكوهنا جاءت إثر احلراك الشعيب املعروف حبركة " 20فرباير" ،الذي كان االنتقال إىل "ملكية برملانية"
ووضع دستور جديد على أسس دميقراطية أهم مطالبه .ومن جهة اثنية ،كان اخلطاب امللكي للتاسع من
مارس 2011مبثابة خارطة طريق لإلصالح الدستوري املنشود؛ ألن امللك أعلن فيه عن املرتكزات السبعة
هلذا اإلصالح ،ويهمنا هنا أن نشري إىل املرتكز الرابع الذي نص بنده األول على توطيد مبدأ فصل السلط
وتوازهنا ،وتعميق دمقرطة وحتديث املؤسسات وعقلنتها ،من خالل إقامة برملان انبع من انتخاابت حرة
ونزيهة ،يتبوأ فيه جملس النواب مكانة الصدارة ،مع توسيع جمال القانون ،وختويل الربملان اختصاصات
جديدة ،كفيلة بنهوضه مبهامه التمثيلية والتشريعية والرقابية .ومن جهة أخرية ،متيزت تلك املراجعة الدستورية
ابملنهجية التشاركية يف إعدادها؛ حني قرر امللك حممد السادس تكوين جلنة استشارية خاصة ملراجعة
الدستور ،هي األوىل من نوعها يف اتريخ املراجعات الدستورية املغربية ،ودعاها "إىل اإلصغاء والتشاور مع
املنظمات احلزبية والنقابية ،ومع الفعاليات الشبابية ،واجلمعوية والفكرية والعلمية املؤهلة ،وتلقي تصوراهتا
يف هذا الشأن" .ويف هذا الصدد ،تلقت هذه اللجنة االستشارية أكثر من 200مذكرة ،حرص عدد من
األحزاب السياسية واملركزايت النقابية ومجعيات اجملتمع املدين على تضمينها مطلب إسناد وظيفة جديدة
إىل الربملان هي تقييم السياسيات العمومية ،وهو ما استجاب له املشرع الدستوري بشكل جلي ،بدليل
أن موضوع "السياسات العمومية" أصبح حاضرا بقوة ،على حنو غري معهود يف الدساتري السابقة؛ إذ مت
6
ISSN: 2820-7270 دفاتر برلمانية ،المجلد ،1عدد مزدوج 1و ،2أكتوبر 2022
تناوله يف سبعة فصول من دستور ،2011لدرجة أن بعض الباحثني اعتربه "دستورا للسياسات العمومية".
وعلى العموم ،فإن هذا الدستور جاء مبستجدات أساسية خبصوص العالقة بني الربملان والسياسات
العمومية.
تقوت القناعة أبن تقييم السياسات العمومية مل يكن جمرد وظيفة ويف ضوء هذه السمات املميزةَّ ،
تقنية حمايدة تنضاف إىل وظائف الربملان ،وإمنا هو صالحية تنطوي على أبعاد دستورية كربى وعلى
دالالت سياسية عميقة؛ وألجل ذلك ،فإن االجتهاد يف هذه املقالة يتوخى سرب أغوار هذا اإلسناد؛ إلبراز
أبعاده ودالالته ،وبيان اآلليات الدستورية اليت وضعها املشرع لتفعيل هذه الصالحية اجلديدة ،بصفة
مباشرة أو غري مباشرة ،مث إلقاء الضوء على بعض اإلشكاليات الدستورية املتعلقة بتقييم السياسات
العمومية اليت أظهرهتا املمارسة ومناقشتها.
املبحث األول:
دالالت دسرتة اختصاص الربملان بتقييم السياسات العمومية
لقد كان الفتا املنهج الذي سلكه املشرع الدستوري عندما اختار ،خالفا لسنّته اليت درج عليها يف
الدساتري السابقة ،أ ْن جيمع اختصاصات الربملان وصالحياته يف فصل واحد ،واألكثر إاثرة من املنهج يف
نص على صالحية جديدة للربملان ،إضافة إىل االختصاصني التقليديني املتمثلني يف هذا الفصل ،أنه ّ
التصويت على القوانني ومراقبة عمل احلكومة ،هي تقييم السياسات العمومية ،وهكذا نص الفصل 70
يص ّوت على القوانني ،ويراقب عمل احلكومة ،وي َقيّم السياسات العمومية.
من الدستور على أ ّن الربملان َ
املطلب األول :تقييم السياسات العمومية وتقوية املالمح الربملانية للملكية املغربية
يتع ّني االنتباه إىل أن إسناد تقييم السياسات العمومية للربملان ليس جمرد صالحية جديدة ،وإمنا هيَ
آلية دستورية تندرج يف صلب اإلصالح الدستوري الشامل الرامي إىل التخفيف من الطابع الرائسي للملكية
يف النظام السياسي املغريب واالجتاه هبا تدرجييا حنو طابع برملاين ،ولعل أبرز إقرار دستوري هلذا التوجه هو
إضافة مسة "الربملانية" ابعتبارها بُعدا جديدا يف توصيف نظام احلكم يف املغرب .وتعترب هذه اإلضافة
حداث دستوراي اترخييا ابمتياز؛ إذ هي املرة األوىل اليت عمد فيها املشرع الدستوري ،منذ دستور ،11962
إىل تعديل الفصل األول من الدستور الذي كان يكتفي يف وصف نظام احلكم يف املغرب أبنه نظام ملكية
عدا جديدا ،ميثل
دستورية دميقراطية واجتماعية ،فأضاف يف هذه املراجعة الدستورية إىل هذا التوصيف بُ ً
بشكل ما استجابة ملطلب "امللكية الربملانية" الذي رفعه وطالب به احلراك االجتماعي لـ " 20فرباير"،
وهكذا أصبح الفصل األول من الدستور ينص على أن "نظام احلكم ابملغرب نظام ملكية دستورية،
دميقراطية برملانية واجتماعية" ،وهو ما ترمجته املراجعة الدستورية الشاملة ذاهتا يف فصول أخرى من
الدستور ،القاسم املشرتك واخليط الناظم ملقتضياهتا هو ،كما سبقت اإلشارة ،التخفيف من الطابع الرائسي
للملكية يف النظام السياسي املغريب واالجتاه هبا تدرجييا حنو طابع برملاين ،وذلك من خالل اإلعالء من
مكانة الربملان وتقوية سلطاته يف النظام السياسي املغريب؛ لتجاوز مكانته "املتواضعة" يف الدساتري السابقة
-1دستور اململكة املغربية ،الصادر بتاريخ 14ديسمرب .1962ج .ر :عدد 2616مكرر 19 ،ديسمرب ،1962ص.2993 .
7
رشيد المدور المغرب للسياسات العمومية :دالالته وآلياته وإشكالياته
ري البلمان
تقييم ر
مقارنة مع احلضور املهيمن للملكية ،وكذا إلعادة بعض التوازن املفقود يف عالقة الربملان ابحلكومة الناتج
عن "اإلفراط" يف استعمال تقنيات "العقلنة الربملانية".
ومن الشواهد الدالة على هذا التحول ،أن املشرع الدستوري انتقل يف نظرته للربملان من اعتباره جمرد
مؤسسة ،كما كان عليه األمر يف الدساتري السابقة ،إىل اعتباره "سلطة تشريعية" مستقلة تقوم على ركيزة
املشاركة يف السلطة ومتلك آليات ممارستها فعليا.
ويف هذا السياق ،أييت إسناد تقييم السياسات العمومية للربملان ،ابعتباره صالحية جديدة ،توسعة
لصالحيات الربملان احملدودة .فالربملان املغريب نشأ يف ظل تبين املشرع الدستوري لفلسفة "العقلنة الربملانية"
من حيث هي "جمموعة من اآلليات الدستورية الرامية إىل احلد من سيادة الربملان يف ممارسة التشريع
والرقابة ،وإخضاع أعماله للرقابة الدستورية؛ ملنع هيمنته على السلطة التنفيذية ،وضمان استقرارها"2؛
وألجل ذلك ،فإن صالحياته ،إن على مستوى التشريع أو الرقابة على أعمال احلكومة حمدودة يف الوسائل
واألدوات اليت حددها له املشرع الدستوري على سبيل احلصر وال ميكنه التوسع فيها ،حتت طائلة مراقبة
القضاء الدستوري.
وأتسيسا على ما سبق ،فإن إسناد هذه الصالحية اجلديدة للربملان يندرج ابألساس يف إطار التوجه
اجلديد للمشرع الدستوري ،الرامي إىل التخفيف من قيود "العقلنة الربملانية" اليت حتد من سلطات الربملان.
ولبيان أمهية إدراج هذه الصالحية والنص عليها صراحة يف الدستور من ضمن صالحيات الربملان
األصيلة ،ينبغي اإلشارة إىل أنه قبل هذا الدستور ،كانت الفرصة الدستورية ،وتكاد تكون الوحيدة ،املتاحة
صراحة أمام الربملان ملناقشة السياسات العمومية هي أثناء مناقشة الربانمج احلكومي ،املتضمن للخطوط
الرئيسية للعمل الذي تنوي احلكومة القيام به يف ميادين السياسة االقتصادية واالجتماعية والبيئية والثقافية
واخلارجية .3وأما ابلنسبة لتقييم السياسات العمومية ،فإن الفرصة الدستورية النادرة احلدوث اليت كانت
تتاح أمام الربملان هي عند مناقشة ملتمس الرقابة 4،اخلاص مبجلس النواب ،أو ملتمس املساءلة اخلاص
يتح ّني
مبجلس املستشارين ،من حيث كوهنما فرصة إلغناء النقاش العمومي .وعدا ذلك ،فإن 5الربملان كان َ
فرصة مناقشة مشاريع قوانني املالية ليستغلها يف مناقشة السياسات العمومية وتقييمها ،ال سيما عندما
يتعلق األمر مبشاريع قوانني التصفية املتعلقة بتنفيذ قوانني املالية ،لكن بسبب التماطل يف عرض هذه
األخرية على الربملان -كما سيأيت بيانه -مل تكن تلقى ما ينبغي من اهتمام الربملانيني.
-2الربملان يف ظل امللكية الربملانية املغربية ،رشيد املدور ،دفاتر برملانية ( ،)1الدار البيضاء ،2022 :ص.77 .
-3مبوجب الفصل 65من الدستور األول ،1962والفصل 59من دستوري 1970و ، 1972غري أنه ،وابتداء من دستور 1992
ومبوجب فصله ، 59أصبح الربانمج احلكومي ،إضافة إىل املناقشة ،يصوت عليه ،وهو ما كرسه بعد ذلك دستور 1996مبوجب فصله
،60وكرسه أيضا الدستور احلايل مبوجب الفصل 88منه.
-4مل يفعل "ملتمس الرقابة" يف اتريخ احلياة الربملانية إال مرتني اثنتني :األوىل بتاريخ 15يونيو 1964ضد حكومة أمحد ابحنيين يف
نطاق دستور ،1962والثانية بتاريخ 14مايو 1990ضد حكومة عز الدين العراقي يف نطاق دستور .1972تنظر الواثئق الكاملة
ِّ
5املتعلقة مبلتمسي الرقابة املذكورين يف :ملتمس الرقابة ،عبد العزيز ّ
املسيوي ،الرابط .2000
-لتثبيت هذا التوجه الذي جيعل من مناقشة مشروع قانون املالية السنوي مناسبة ملناقشة السياسات العمومية للحكومة ،دأب جملس
النواب على النص يف نظامه الداخلي على أن منـاقشة مشروع قانـون املاليـة داخل اللجان الدائمة تبتدئ ابالستماع إىل وزير املالية
الذي يقدم بياانت إضافية حول املشروع ،مث يشرع يف مناقشة عامة للميزانية وللسياسة احلكومية[ .تنظر مثال :املادة 175من النظام
الداخلي جمللس النواب لفاتح أغسطس .]2013
8
ISSN: 2820-7270 دفاتر برلمانية ،المجلد ،1عدد مزدوج 1و ،2أكتوبر 2022
ومما سبق ،يظهر كيف أن الربملان كان تواقا بشدة ويتحني كل الفرص املتاحة أمامه ليجعل من تلك
املناسبات مدخال ملناقشة السياسيات العمومية وتقييمها ،إال أن ذلك كله مل ميكنه من ممارسة هذه املناقشة
والتقييم على حنو ما جيري به العمل الربملاين يف األنظمة الدميقراطية.
وهو األمر الذي يفسر كيف كان مطلب إضافة تقييم السياسات العمومية ،ابعتباره صالحية أصيلة
للربملان ،حاضرا بقوة يف جل املذكرات اليت رفعتها األحزاب السياسية واملنظمات النقابية إىل اللجنة
االستشارية ملراجعة الدستور .وعلى سبيل املثال ال احلصر ،ميكن اإلشارة إىل أن توجهات مذكرة حزب
العدالة والتنمية حول اإلصالحات الدستورية كانت واضحة يف تطلعها إىل إقرار دميقراطية قائمة على برملان
ذي مصداقية بصالحيات واسعة؛ وألجل ذلك ،طالبت بتوسيع االختصاصات التشريعية والرقابية للربملان
ورفع فعاليته ،وذلك ابلتنصيص الدستوري على إسناد صالحية "تقييم السياسات العمومية للربملان" .6والتوجه
ذاته ابلنسبة ملذكرة حزب االحتاد االشرتاكي بشأن مراجعة الدستور ،اليت كانت بدورها صرحية يف اقرتاح أن
يقوم الربملان ،إضافة إىل التشريع ومراقبة األداء العمومي للحكومة ،بتقييم السياسات العمومية.7
وهكذا ،وابإلضافة إىل أن دستور ّ 2011قوى سلطة الربملان على مستوى منح الثقة للحكومة،
عندما نقل تصويت جملس النواب على الربانمج احلكومي من تصويت سليب ،كان يكفي فيه عدم تصويت
األغلبية املطلقة لألعضاء الذين يتألف منهم جملس النواب ضد الربانمج احلكومي لتنال احلكومة الثقة
الربملانية 8،إىل تصويت إجيايب يفرض أن ال حتصل احلكومة على تلك الثقة الربملانية إال بتصويت األغلبية
املطلقة لألعضاء الذين يتألف منهم جملس النواب لصاحل الربانمج احلكومي ،9أعقب املشرع الدستوري
ذلك ودعمه إبسناد هذه الصالحية اجلديدة إىل الربملان ،وابلتايل جعل تلك الثقة الربملانية ،إعماال للمبدأ
الدستوري "ربط املسؤولية ابحملاسبة" ،10متبوعة ابلضرورة ووجواب بلحظة تقييم مجاعي مشرتك للربانمج
احلكومي بني الربملان مانح الثقة وبني احلكومة املستفيدة منها؛ إذ ،وطبقا للفصل 101من الدستور ،من
جهة ،جيب على رئيس احلكومة أن يعرض أمام الربملان احلصيلة املرحلية لعمل احلكومة ،إما مببادرة منه،
أو بطلب من ثلث أعضاء جملس النواب ،أو من أغلبية أعضاء جملس املستشارين ،ومن جهة أخرى،
جيب على الربملان أن خيصص جلسة سنوية ملناقشة السياسات العمومية وتقييمها.
-6مذكرة حزب العدالة والتنمية حول اإلصالحات الدستورية مؤرخة يف 29مارس ( 2011وثيقة) ،البند رقم 3من الفقرة رقم ،2من
رابعا من -IIIالتوجهات التفصيلية 10 ،صفحات.
-7مذكرة تصور واقرتاحات االحتاد االشرتاكي للقوات الشعبية بشأن مراجعة الدستور (وثيقة) ،البند السابع واألخري من املطالب
العامة املتعلقة ابلربملان 8 ،صفحات.
-8كان الفصل 60من دستور 1996ينص على أن يتقدم الوزير األول أمام كل من جملسي الربملان بعد تعيني امللك ألعضاء احلكومة
ويعرض الربانمج الذي يعتزم تطبيقه ،وعلى أن يكون الربانمج املشار إليه أعاله موضوع مناقشة أمام كال اجمللسني ويتلو مناقشته يف
جملس النواب تصويت جيب أن يقع وفق الشروط املنصوص عليها يف الفقرتني الثانية والثالثة من الفصل 75ويرتتب عليه األثر املشار
إليه يف الفقرة األخرية منه .وكانت الفقرة الثانية من الفصل 75تنص على أنه "ال ميكن سحب الثقة من احلكومة أو رفض النص إال
ابألغلبية املطلقة لألعضاء الذين يتألف منهم جملس النواب" .واملعىن أن احلكومة كان يكفيها لتنال ثقة جملس النواب أن ال يصوت
ضد الربانمج تلك األغلبية املوصوفة.
-9ينص الفصل 88من دستور 2011ينص أن احلكومة تعترب منصبة بعد حصوهلا على ثقة جملس النواب ،املعرب عنها بتصويت
األغلبية املطلقة لألعضاء الذين يتألف منهم ،لصاحل الربانمج احلكومي.
-10تنص الفقرة الثانية من الفصل األول من الدستور على أن النظام الدستوري للمملكة املغربية يقوم على أساس فصل السلط،
وتوازهنا وتعاوهنا ،والدميقراطية املواطنة والتشاركية ،وعلى مبادئ احلكامة اجليدة ،وربط املسؤولية ابحملاسبة.
9
رشيد المدور المغرب للسياسات العمومية :دالالته وآلياته وإشكالياته
ري البلمان
تقييم ر
املطلب الثاين :تقييم السياسات العمومية كأفق للتعاون بي السلطتي التشريعية والتنفيذية
كما سبق ،فإن إسناد هذه الصالحية اجلديدة أييت جتسيدا ملفهوم املشرع الدستوري املرن ملبدأ فصل
السلط القائم على توازهنا وتعاوهنا ،مما يقتضي أن تكون ممارسة الربملان هلا يف إطار هذا املفهوم املرن.
إن صالحية تقييم السياسات العمومية وإن جاءت تعزيزا لدور الربملان يف جمال مراقبة أعمال احلكومة،
ودعما له ،11مما جيعلها تبدو وكأهنا مشتقة من الوظيفة الرقابية للربملان على أعمال احلكومة ،فإن املشرع
الدستوري حرص على إظهار استقاللية هذه الصالحية عن الوظيفة الرقابية ،واختالفها عنها من حيث
األهداف والغاايت ،وقد توخى املشرع الدستوري من ذلك التأكيد على املفهوم اجلديد ملوقع الربملان يف
حتول إىل سلطة ،جمرد مؤسسة بنية النظام السياسي وممارسة السلطة فيه ،وعلى كون الربملان مل يعد ،بعد أن َّ
تقوم ابلتشريع والرقابة ،وإمنا أضحى شريكا مسؤوال إىل جانب السلطة التنفيذية على إجناح السياسات
العمومية ،يف إطار مقومات النظام الدستوري للملكية املغربية القائمة على أساس فصل السلط ،وتوازهنا
وتعاوهنا ،والدميقراطية املواطنة والتشاركية ،وعلى مبادئ احلكامة اجليدة ،وربط املسؤولية ابحملاسبة.
وهذا املعىن التعاوين بني الربملان واحلكومة عند ممارسة الربملان صالحية تقييم السياسات العمومية،
هو ما حرصت احملكمة الدستورية على أتكيده حني بتها يف دستورية املادة 290من النظام الداخلي
جمللس النواب 8أغسطس 2017اليت نصت على أ ْن حيسم مكتب جملس النواب يف اختيار موضوع
التقييم بناء على دراسة قابلية املواضيع املقرتحة للتقييم وفق املعايري السياسية والتقنية والسياقية .ويعد
مكتب اجمللس انتدااب لتقييم السياسة أو الربانمج العمومي املقرتح ،حيدد من خالله أسباب التقييم ورهاانته
وغاايته ،وكذلك حميطه ونوعيته واألسئلة التقييمية األساسية الضابطة له .مث يدعو إىل تشكيل جمموعة
عمل موضوعاتية لتتبع إجناز التقييم يف املوضوع الذي حدده ووفق االنتداب الذي أعده؛ إذ أكدت
احملكمة الدستورية على ضرورة إخبار الربملان املبكر للحكومة بكل ما يتعلق ابختيار السياسة العمومية
اليت ستكون موضوع التقييم الربملاين ،ورهاانت هذا التقييم وأسبابه وغاايته وحميطه وكذلك نوعيته واألسئلة
التقييمية اجلوهرية اليت تؤطره .ولتحقيق هذا الغرض ،استعملت احملكمة الدستورية تقنية التحفظ التأويلي
أو املوافقة املشروطة بتفسري بناء ،فصرحت أبن هذه املادة "ليس فيه ما خيالف الدستور ،مع مراعاة إخبار
احلكومة مبوضوع التقييم لتمكينها من التحضري للجلسة السنوية املخصصة ملناقشة السياسات
العمومية".12
ولعل التعبري الصريح عن هذه الشراكة املسؤولة بني السلطة التشريعية والتنفيذية هو ما جاء يف الفصل
77من الدستور ،عندما نص صراحة على أن الربملان أضحى -كما احلكومة -يسهر على احلفاظ على
توازن مالية الدولة ،أي أنه مل يعد ميارس مهمة دراسة امليزانية السنوية ومناقشتها وإدخال ما يراه من
تعديالت مناسبة عليها مث يصوت عليها مبنطق االجتهاد يف كسب التأييد الشعيب دون األخذ ابالعتبار
اإلمكاانت احلقيقية للدولة ،بل أصبح ميارس كل ما سبق ذكره ،مبنطق املمكن واملتاح ،أي :أنه يوازن بني
التطلعات وإمكاانت الواقع ،وال يطالب ابملستحيل ومبا ال تقدر أي حكومة على حتقيقه ،يف ظل الظروف
" -11وتعميقا لدور الربملان يف جمال مراقبة احلكومة ،فقد مت تدعيمه دستوراي ،ليتوىل مهمة تقومي السياسات العمومية" .من خطاب
امللك مبناسبة افتتاح الدورة األوىل من السنة التشريعية الثانية من الوالية التشريعية التاسعة بتاريخ اجلمعة 12أكتوبر .2012انبعاث
أمة ،اجلزء ( 57القسم الثاين) ،منشورات القصر امللكي ،الرابط ،2012ص.255 .
-12قرار احملكمة الدستورية رقم 17/37 :بشأن النظام الداخلي ملـجلس الـنواب لـ 8أغسطس ،2017الصادر بتاريخ 11سبتمرب.2017
10
ISSN: 2820-7270 دفاتر برلمانية ،المجلد ،1عدد مزدوج 1و ،2أكتوبر 2022
نفسها ،لو قدر على سحب الثقة من احلكومة احلالية ،وأعطاها حلكومة جديدة من اختياره ،وهنا ،ويف
هذه احلالة ،ميكننا أن نتحدث عن مفهوم "الربملان املواطن".
وهكذا ،فإن املمارسة املسؤولة لصالحية الربملان يف تقييم السياسات العمومية جتعلها بعيدة عن
األجواء املشحونة واملتوترة اليت متارس فيها عادة اآلليات الرقابية ،خاصة تلك اليت ترتتب عنها إاثرة
املسؤولية السياسية احلكومية ،حيث تكون "الرغبة يف االنتصار" أو "اخلوف من اهلزمية" هي السمة الغالبة
أثناء املمارسة .ويف مقابل ذلك ،فإن األجواء اليت يفرتض أن متر فيها ممارسة تقييم السياسات العمومية
-كوهنا ال تثري املسؤولية السياسية للحكومة -ينبغي أن تكون إجيابية وهادئة مطبوعة بطابع التعاون بعيدة
عن منطق الربح واخلسارة مبعنامها احلزيب السياسي الضيق؛ ألن النجاح يف هذا التقييم اجلماعي املشرتك
بني الربملان واحلكومة ،من حيث هو مترين دميقراطي ،سيكون جناحا للوطن أوال وأخريا.
وأكثر من ذ لك ،فإن موضوع تقييم السياسات العمومية من القضااي اليت تستوجب التعاون ليس
فقط بني اجمللس الربملاين املعين بتقييم سياسات عمومية ما واحلكومة وإمنا أيضا التنسيق والتكامل بني
جملسي الربملان معا .وهذا الذي جعل اجمللس الدستوري يصرح يف قرار له أبن انفراد جملس النواب بتحديد
القطاعات اليت يشملها سنواي تقييمه لسياساهتا العمومية ،كما جاء يف املادة 151من نظامه الداخلي،
يعد خمالفا للدستور الذي يستفاد مما تنص عليه الفقرة الثانية من فصله 101من أنه "ختصص جلسة
سنوية من قبل الربملان ملناقشة السياسات العمومية وتقييمها" ،أن هذه اجللسة حتدد بتنسيق وتكامل بني
جملسي الربملان وليس إبرادة منفردة من أحد اجمللسني.13
املطلب الثالث :تقييم السياسات العمومية من مقومات احلكامة اجليدة
ومن الدالالت أيضا ،أن إسناد وظيفة تقييم السياسيات العمومية للربملان يصبح آلية دستورية أخرى
لتحقيق "مبادئ احلكامة اجليدة" اليت تعترب ،طبقا للفصل األول من الدستور ،من األسس اليت يقوم عليها
النظام الدستوري للمملكة؛ إذ ال خيفى أن عملية تقييم للسياسات العمومية ستفضي ال حمالة إىل
استنتاجات وتقدمي توصيات إىل احلكومة تكون مفيدة هلا لتدارك النقائص ،وإصالح األعطاب ،وجتاوز
اختالالت املمارسة .وهذا املعىن هو ما أشار إليه امللك حممد السادس يف خطابه مبناسبة افتتاح الدورة
ا لتشريعية ،عندما قال :إبن اختصاص الربملان بتقييم السياسات العمومية سيفتح "آفاقا واعدة أمام إمكانية
إدخال التعديالت املالئمة والضرورية على الربامج ،يف الوقت املناسب ،وذلك من أجل ضمان حسن
سريها وإجناحها".14
وهو املعىن ذاته الذي استحضره جملس النواب عندما أراد أن حيدد غاايت اجمللس من ممارسة هلذه
الصالحية؛ إذ نصت املادة 288من نظامه الداخلي على أن تقييم السياسات العمومية يهدف إىل "إجناز
أحباث وحتاليل دقيقة ،هبدف التعرف على نتائج السياسات والربامج العمومية ،وقياس آاثرها على الفئات
املعنية وعلى اجملتمع ،كما يهدف إىل معرفة مستوى اإلجناز الذي مت حتقيقه ،قياسا ابألهداف املرسومة،
-13قرار اجمللس الدستوري رقم 12/829 :بشأن النظام الداخلي ملـجلس الـنواب لـ 12يناير ،2012الصادر بتاريخ 04فرباير .2012
-14اخلطاب امللكي مبناسبة افتتاح الدورة األوىل من السنة التشريعية الثانية من الوالية التشريعية التاسعة بتاريخ اجلمعة 12أكتوبر
.2012انبعاث أمة ،اجلزء ( 57القسم الثاين) ،منشورات القصر امللكي ،الرابط ،2012ص.255 .
11
رشيد المدور المغرب للسياسات العمومية :دالالته وآلياته وإشكالياته
ري البلمان
تقييم ر
وحتديد العوامل اليت مكنت من بلوغ تلك األهداف .وذلك بغاية إصدار توصيات وتقدمي اقرتاحات
بشأن التحسينات اليت ميكن إدخاهلا على السياسة العمومية موضوع التقييم".
إن ما متت اإلشارة إليه آنفا من أن املشرع الدستوري حرص على إظهار استقاللية وظيفة تقييم
السياسات العمومية ومتييزها عن الوظيفتني التشريعية والرقابية للربملان ،ال يعين ذلك االستقالل احلاد
املؤدي إىل القطيعة بينها ،بل على العكس من ذلك ،حرص على إبراز عالقة التالزم والتكامل بني كل
هذه الوظائف؛ إذ ال ريب أن إضافة اختصاص تقييم السياسات العمومية للربملان سيكون داعما لوظيفتيه
يف الرقابة والتشريع ،ذلك أن النتائج املتحصلة من تقييم أي سياسية عمومية ميكن اإلفادة منها وتوظيفها
يف الرقابة على عمل السلطة التن فيذية ،كما أهنا ميكن أن تؤدي إىل مراجعة التشريعات املعنية ابلسياسة
العمومية موضوع التقييم إما ابلتغيري أو اإلمتام أو اإللغاء.
املبحث الثاين:
آليات ممارسة الربملان لصالحية تقييم السياسات العمومية
مل يكتف املشرع الدستوري إبقرار هذه الصالحية اجلديدة املتعلقة بتقييم السياسات العمومية ،وإمنا
عمل ،من أجل تفعيلها ،على وضع وحتديد عدد من اآلليات الدستورية املتنوعة واجلديدة املساعدة على
ممارستها إما بصفة مباشرة أو بصفة غري مباشرة منها:
املطلب األول :اجللسة السنوية ملناقشة السياسات العمومية وتقييمها
لعل أبرز آلية وضعها املشرع الدستوري ملمارسة الربملان لصالحيته يف تقييم السياسات العمومية ومناقشتها:
اجللسة الربملانية السنوية املخصصة ملناقشة السياسات العمومية وتقييمها ،حيث نص يف الفقرة األخرية من
"ختصص جلسة سنوية من قبل الربملان ملناقشة السياسات العمومية وتقييمها". الفصل 101على وجوب أن ُ
وتفعيال هلذا املقتضى الدستوري ،نص جملس النواب يف املادة 287من نظامه الداخلي 15على أنه
سيخصص ملمارسة صالحيته يف تقييم السياسات العمومية جلسة سنوية ملناقشة السياسات العمومية اليت
قام بتقييمها .ونظري ذلك جنده أيضا عند جملس املستشارين مبوجب املادة 308من نظامه الداخلي
( .)2020وهذا التصريح من النظامني الداخليني اباللتزام بتخصيص كل من جملسي الربملان جللسة سنوية
لتقييم السياسات العمومية يتطابق مع داللة النص الدستوري اليت تفيد الوجوب.
أما ابلنسبة للفرتة الزمنية اليت ستعقد فيها هذه اجللسات السنوية املخصصة ملناقشة السياسات
العمومية وتقييمها ،فلئن كان نظام جملس النواب لفاتح أغسطس 2013قد حددها ،مبوجب مادته ،211
يف "النصف األول من دورة أبريل" ،وهي الفرتة ذاهتا اليت قررها جملس املستشارين ،مبوجب املادة 264من
نظامه الداخلي ،16إال أن جملس النواب أغفل هذا التحديد الزمين كما يظهر من املادة 287من نظامه
لسنة ،2017وهو ما تبعه فيه جملس املستشارين ،كما تدل املادة 315من نظامه الداخلي لسنة .172020
-15النظام الداخلي جمللس النواب لـ 8أغسطس ،2017كما مت تعديله بتاريخ 16أكتوبر .2017
-16النظام الداخلي جمللس املستشارين يوليو .2014
-17النظام الداخلي جمللس املستشارين يونيو .2020
12
ISSN: 2820-7270 دفاتر برلمانية ،المجلد ،1عدد مزدوج 1و ،2أكتوبر 2022
وملا أراد جملس النواب وضع إجراءات تفعيل أحكام الفقرة الثانية من الفصل 101من الدستور ،نص
يف املادة 48من نظامه الداخلي لـ 12يناير 2012على أنه ميكن للجان الدائمة مبجلس النواب أن
ختصص اجتماعات لتقييم السياسات العمومية للقطاعات اليت تدخل ضمن اختصاصاهتا .لكن اجمللس
الدستوري ،حني فحصه للمادة 48املذكورة ،صرح أبن ما تتضمنه هذه املادة من إمكان تقييم السياسات
العمومية يف إطار اللجان الدائمة خما لف للدستور؛ ألن الذي يستفاد من الفقرة الثانية من الفصل 101
من الدستور ،اليت تنص على ختصيص جلسة سنوية من قبل الربملان ملناقشة السياسات العمومية وتقييمها،
أن مناقشة السياسات العمومية وتقييمها يتم من قبل جملسي الربملان يف جلسات عمومية تعقد يف نفس
الفرتة وليس يف نطاق اللجان الربملانية الدائمة ،مما يكون معه ما تتضمنه هذه املادة من إمكان تقييم
السياسات العمومية يف إطار اللجان الدائمة خمالفا للدستور.18
وقد اعترب حسن طارق ،يف تعليقه على هذا القرار ،أن قراءة اجمللس الدستوري للفصل " 101توضح
بشكل جلي حدود االنتقال من منظومة برملانية رقابية تقليدية إىل منظومة برملانية تقييمية وحديثة"،
وسع من أتويل هذه وذلك على اعتبار أن جملس النواب ،من خالل املادة 48من نظامه الداخليَّ ،
الصالحية املتعلقة ابلتقييم ،جبعله من صالحية اللجان الدائمة جمللس النواب ،أن ختصص اجتماعات
لتقييم السياسات العمومية للقطاعات اليت تدخل ضمن اختصاصاهتا .لكن قراءة اجمللس الدستوري للفصل
19
101حالت دون ذاك االنتقال املشار إليه؛ ألنه اعترب أن الصالحية املمنوحة للجان خمالفة للدستور.
السعيد حني اعترب أن توجه اجمللس الدستوري يف قراره املذكور يندرج يف "عوائق واتبعه يف ذلك ،أمني ّ
التحول الربملاين يف تقييم السياسات العمومية"؛ ألنه "تشدد يف مقاربته النصية واملعيارية" ،وتعامل "بشكل
حذر ،حيث تشبت يف اجتهاده مبنطق نصي معياري ضيق ،وحرص أن ال خيرج عن احلدود الدستورية
دون أن جيتهد يف البحث عن مقاصد روح دستور 20."2011وذهب طه حلميداين ،أبعد من ذلك،
21
فوصف تعليل اجمللس الدستوري ،أبنه "تربير مل يراع ال روح الدستور ،وال التجارب الدستورية املقارنة".
أعتقد أن األمر خالف ذلك متاما؛ ألنه مبوجب منطوق الفقرتني األوىل والثالثة من الفصل 68من و ُ
الدستور ،فإن األصل يف اجتماعات اللجان الربملانية أن تكون يف جلسات سرية ،وال يعدل عن هذا
األصل لتصري علنية إال يف احلاالت والضوابط اليت حيددها النظام الداخلي لكل من جملسي الربملان ،وتبعا
لذلك ،ال تنشر احملاضر التفصيلية الجتماعات اللجان يف اجلريدة الرمسية .أما جلسات جملسي الربملان
فعمومية ،وينشر حمضر مناقشات اجللسات العامة برمته يف اجلريدة الرمسية للربملان .وما من شك ،أن تقييم
السياسات العمومية الذي جيري على مستوى اجللسات العامة للربملان يكون أكثر قوة وأتثري من الذي
ميكن أن يكون يف اجتماعات اللجان الربملانية السرية.
- 18قرار اجمللس الدستوري رقم 12/829 :بشأن النظام الداخلي جمللس النواب 12يناير ،2012الصادر بتاريخ 4فرباير .2012
اجلريدة الرمسية :عدد ،6021بتاريخ 13فرباير :2012ص.655 .
-19السياسات العمومية :مفاهيم وتطبيقات .)2014( .حسن طارق ،ضمن :مبادئ ومقارابت يف تقييم السياسات العمومية.
سلسلة شباب من أجل الدميقراطية ،الرابط :الوسيط من أجل الدميقراطية وحقوق اإلنسان .ص.31 .
-20التوازن بي السلطات يف النظام الدستوري املغريب ،أمني السعيد ،2019 ،ص ص.310-309 .
" -21الربملان املغريب واجرتاح تقييم السياسات العمومية" ،طه حلميداين ،اجمللة املغربية للتدقيق والتنمية ،ع ،)2012( 33 .ص.73 .
13
رشيد المدور المغرب للسياسات العمومية :دالالته وآلياته وإشكالياته
ري البلمان
تقييم ر
وأتسيسا عليه ،فإن جملس النواب حني رخص للجانه الدائمة ختصيص بعض اجتماعاهتا لتقييم
ضيّق واسعا، السياسات العمومية مل يوسع من أتويل هذا االختصاص ،بل العكس من ذلك ،يكون قد َ
"ختصص جلسة سنوية من وأضعف من قوة هذه اآللية التقييمية؛ ألن املشرع الدستوري ملا نص على أ ْن ُ
قبل الربملان ملناقشة السياسات العمومية وتقييمها" يكون قد وسع من ممارسة هذا االختصاص؛ إذ املناقشة
يف عرف استعماله تكون على مستوى اجللسات العامة العمومية اليت ينشر حمضرها برمته يف اجلريدة الرمسية
للربملان ،األمر الذي يكون معه املشرع الدستوري هو من وسع صالحية الربملان يف ممارسة صالحية تقييم
السياسات العمومية؛ ألن جعل هذا التقييم واملناقشة يكون على مستوى اجتماعات اللجان السرية يشكل
قيدا آخر من قيود العقلنة الربملانية ،وانتصارا صرحيا للمنظومة الربملانية بشكلها التقليدي .أما من عمل
على جعل تقييم السياسات العمومية جيري على مستوى اجللسات العامة ،فهو احلريص على االنتقال
إىل منظومة برملانية تقييمية حديثة .وتبعا لذلك ،يكون "تشدد" اجمللس الدستوري يف التمسك مبنطوق
الفصل 101تشددا يف اجتاه تقوية مكانة الربملان يف النظام السياسي املغريب ،والتخفيف من قيود العقلنة
الربملانية ،ومها مستان من السمات األساسية لدستور .2011
أما على مستوى املمارسة الربملانية ،فتتعني اإلشارة إىل أن الربملان املغريب مارس هذه الصالحية منذ
إقراره مبوجب دستور 29يوليو 2011إىل حدود اترخيه أحد عشر مرة فقط ،ثالثة جمللس النواب ومثانية
جمللس املستشارين.
اب لنسبة جمللس النواب ،فإنه مل يتمكن من القيام أبول مترين عملي ملمارسة صالحية التقييم إال يف
أواخر الفرتة التشريعية األوىل اليت تلت صدور األمر بتنفيذ الدستور ،وكان ذلك يف الدورة الربيعية (دورة
أبريل )2016من السنة التشريعية اخلامسة ()2016-2011؛ حيث اختار أن تكون أول عملية تقييم
على السياسات العمومية املنجزة يف جمال التنمية القروية ،وأحدث هلذا الغرض ،مبوجب املادة 290من
نظامه الداخلي ،جلنة موضوعاتية خاصة ،اختارت بدورها أن جترب عملية التقييم وحتصرها يف برانجمني
للتجهيز بشبكات الكهرابء واملاء الصاحل للشرب اللذين ينفذمها املكتب الوطين للماء الصاحل للشرب
والكهرابء ومها :الربانمج الوطين لتزويد العامل القروي ابملاء الصاحل للشرب؛ وبرانمج الكهربة القروية
الشمويل .وهكذا ،وبعد أن قامت جمموعة العمل املوضوعاتية املسؤولة عن تقييم الربانجمني املذكورين
بصياغة األسئلة التقييمية ،وحتديد املعايري املستخدمة يف كل منهما لتقييم النجاحات أو صعوابت التنفيذ،
املعززة بتحليل املعاينات النوعية والكمية ،مت عرض التقريرين
مما أسفر عن عدد من اخلالصات والتوصيات َّ
املتعلقني بتقييم الربانجمني وجرت مناقشتهما مبشاركة احلكومة ،يف جلسة عمومية جمللس النواب بتاريخ 3
أغسطس .222016واجللسة الثانية املتعلقة بتقييم السياسيات العمومية ،فكانت بتاريخ 24أبريل
،232018يف دورة أكتوبر 2018-2017وتعلقت بتقييم مسامهة الربانمج الوطين للطرق القروية الثاين يف
فك العزلة عن املناطق اجلبلية ،أما اجللسة الثالثة ،فكانت بتاريخ 15يونيو ،2021وتعلقت ابلسياسات
العمومية املتعلقة ابلتعليم األويل.
-22اجلريدة الرمسية للربملان :نشرة مداوالت جملس النواب ،العدد ،27الصادر بتاريخ 15أغسطس ،2016ص.2437 .
-23اجلريدة الرمسية للربملان :نشرة مداوالت جملس النواب ،العدد ،59الصادر بتاريخ 28أبريل ،2018ص.3429 .
14
ISSN: 2820-7270 دفاتر برلمانية ،المجلد ،1عدد مزدوج 1و ،2أكتوبر 2022
ومن اخلالصات اليت توصل إليها جملس النواب بعد تلك التجارب األوىل ،ابعتباره شريكا حموراي يف
تدبري تقييم السياسات العمومية ،أن احلاجة صارت ماسة إىل مالءمة هيكلة إدارة اجمللس مع هذه الصالحية
اجلديدة ،وألجل ذلك ،قرر مكتب جملس النواب إدخال تعديل على املادة 6من قراره بشأن تنظيم
واختصاصات إدارة جملس النواب ،إبضافة "التقييم" إىل مديرية املراقبة ،وتصبح مديرية للمراقبة والتقييم ،تضم
قسما خاصا بتقييم السياسات العمومية والعالقات مع املؤسسات الدستورية وهيئات احلكامة.24
أما ابلنسبة جمللس املستشارين ،فقد متكن من إجناز مثانية مهام لتقييم السياسات العمومية ،اجللسة
السنوية األوىل ،انعقدت خالل السنة التشريعية 2015-2014بتاريخ 23يوليو ،2015وخصصها جملس
املستشارين لتقييم السياسات العمومية ،املتعلقة ابحلكامة الرتابية ومتطلبات التنمية اجلهوية .وكان موضوع
اجللسة السنوية الثانية املخصصة لتقييم السياسات العمومية ،املنعقدة خالل السنة التشريعية -2015
2016بتاريخ 5أغسطس ،2016يتعلق ابلسياسات العمومية املرتبطة إبنتاج الثروة .وكان موضوع اجللسة
السنوية الثالثة ،املنعقدة خالل السنة التشريعية 2019-2018من دورة أكتوبر 2018بتاريخ 11فرباير
،2019يتعلق ابلسياسة العمومية املرتبطة ابملرفق العمومي25؛ والرابعة كان موضوعها هو تقييم االسرتاتيجية
الوطنية للماء يف جلسة عمومية بتاريخ 9فرباير 262021؛ واجللسة اخلامسة حول تقييم "السياسات
العمومية حول التشغيل" بتاريخ 14يوليوز272021؛ والسادسة حول "األمن الغذائي" بتاريخ 18يوليو
،2022والسابعة حول "األمن الصحي" بتاريخ 19يوليو 2022؛ أما الثامنة ،فخصصت ملناقشة وتقييم
السياسات العمومية املرتبطة ابلشباب يف جلسة أخرى بتاريخ 19يوليو .282022
املطلب الثاين :عرض احلصيلة املرحلية لعمل احلكومة أمام الربملان
من اآلليات اليت وضعها املشرع الدستوري ملمارسة الربملان لصالحيته يف تقييم السياسات العمومية
ومناقشتها :عرض رئيس احلكومة أمام الربملان احلصيلة املرحلية لعمل احلكومة؛ وألجل ذلك ،نص يف
الفصل 101من الدستور على أ ْن "يعرض رئيس احلكومة أمام الربملان احلصيلة املرحلية لعمل احلكومة،
إما مببادرة منه ،أو بطلب من ثلث أعضاء جملس النواب ،أو من أغلبية أعضاء جملس املستشارين".
وهذا اإلجراء ،كما سبقت اإلشارة إىل ذلك آنفا ،هو من مستلزمات الثقة اليت حتصل عليها احلكومة
من جملس النواب على إثر مناقشة برانجمها ،املتضمن للخطوط الرئيسية للعمل الذي تنوي احلكومة القيام
به ،يف خمتلف جماالت النشاط الوطين ،وابألخص يف ميادين السياسة االقتصادية واالجتماعية والبيئية
والثقافية واخلارجية؛ إذ مبوجب التصويت اإلجيايب ،ابألغلبية املطلقة لألعضاء الذين يتألف منهم جملس
النواب ،لصاحل الربانمج احلكومي تعترب احلكومة منصبة ،طبقا للفصل 88من الدستور.
-24مبوجب قرار مكتب جملس النواب رقم 19.06الصادر يف 26من رجب 2( 1440أبريل )2019املتمم لقرار مكتب جملس النواب
رقم 18.04بتاريخ 22من ذي احلجة 3( 1439سبتمرب )2018بشأن تنظيم واختصاصات إدارة جملس النواب .اجلريدة الرمسية ،عدد
24 - 6807ذو احلجة 26( 1440أغسطس ،)2019ص.5926 .
-25اجلريدة الرمسية للربملان :نشرة مداوالت جملس املستشارين (دورة أكتوبر ،)2018عدد 11فرباير .2019
-26اجلريدة الرمسية للربملان :نشرة مداوالت جملس املستشارين (دورة أكتوبر ،)2020عدد 15 ،106مارس .2021
-27اجلريدة الرمسية للربملان :نشرة مداوالت جملس املستشارين (دورة أبريل ،)2021عدد 27 ،116شتنرب .2021
-28حماضر هذه اجللسات الثالث األخرية ( 6و 7و )8مل تنشر بعد يف اجلريدة الرمسية للربملان إىل حدود اتريخ 19أغسطس .2022
15
رشيد المدور المغرب للسياسات العمومية :دالالته وآلياته وإشكالياته
ري البلمان
تقييم ر
أما على مستوى املمارسة ،فقد مت تفعيل هذه الصالحية ،إىل حدود اترخيه ،ثالث مرات ،كانت
مجيعها مببادرة من رئيس احلكومة:
األوىل ،يف الوالية التشريعية اليت تلت صدور األمر بتنفيذ الدستور ،أي :الوالية التشريعية-2011 :
،2016حيث عقد الربملان ،يف دورة أبريل من السنة التشريعية 2013-2014 :بتاريخ االثنني 8يوليو
، 2014جلسة عمومية مشرتكة بني جملس النواب وجملس املستشارين خصصت لعرض رئيس احلكومة
السيد عبد اإلله ابن كريان للحصيلة املرحلية لعمل احلكومة .مث بتاريخ 20يوليو ،2014عقد الربملان
جلسة عمومية اثنية مشرتكة لغرفتيه ،خصصت ملناقشة عرض رئيس احلكومة للحصيلة املرحلية للحكومة.
وبعد ذلك ،عقد الربملان جلسة عمومية اثلثة مشرتكة بتاريخ 23يوليو 2014خصصت لالستماع لرد
رئيس احلكومة على مداخالت الفرق واجملموعات الربملانية حول احلصيلة املرحلية لعمل احلكومة.29
والثانية ،فكانت يف الوالية التشريعية ،2016-2021 :حني عقد الربملان ،يف دورة أبريل 2019من
السنة التشريعية الثالثة بتاريخ االثنني 13مايو ،2019جلسة عمومية مشرتكة بني جملس النواب وجملس
املستشارين خصصت لعرض رئيس احلكومة السيد سعد الدين العثماين للحصيلة املرحلية لعمل احلكومة.
مث بتاريخ 22مايو ،2019عقد جملس النواب مبفرده خصصت ملناقشة عرض رئيس احلكومة للحصيلة
املرحلية للحكومة .وبعد ذلك ،عقد جملس النواب جلسة عمومية أخرى مبفرده بتاريخ 27مايو 2019
خصصت لالستماع لرد رئيس احلكومة على مداخالت الفرق واجملموعات النيابية حول احلصيلة املرحلية
لعمل احلكومة .30أما جملس املستشارين ،فقد عقد جلسته اخلاصة ابملناقشة العامة للفرق واجملموعات
الربملانية بتاريخ االثنني 3يونيو ،2019مث عقد ،بعد ذلك ،جلسة خاصة لالستماع إىل رد رئيس احلكومة
السيد سعد الدين العثماين على تلك املناقشة العامة بتاريخ األربعاء 26يونيو .312019
أما الثالثة ،وكانت بدورها يف يف الوالية التشريعية2016-2021 :؛ إذ عقد الربملان جلسة مشرتكة
بني جملسيه لالستماع على عرض رئيس احلكومة سعد الدين العثماين للحصيلة املرحلية لعمل حكومته
بتاريخ 06يوليوز ،2021وتعترب الثانية يف عهد هذه احلكومة ،32وعقد ،بعد ذلك ،جملس النواب جلسة
خاصة به ملناقشة تلك احلصيلة ورد رئيس احلكومة عليها بتاريخ 12يوليوز ،2021فيما عقد جملس
املستشارين جلسة خاصة به ملناقشتها ورد رئيس احلكومة عليها بتاريخ 14يوليوز .2021
-29حمضر هذه اجللسات ذات األرقام ابلتتابع ،182و ،189و 193لدورة أبريل 2014املنشورة على املوقع اإللكرتوين للربملان.
- 30ينظر احملضر الكامل هلذه اجللسات ذات األرقام ابلتتابع ،157و ،159و 161يف حماضر مداوالت جملس النواب لدورة أبريل
.2019اجلريدة الرمسية للربملان -نشرة مداوالت جملس النواب ،العددان 88و ،89الصادران على التوايل بتاريخ 14و 29مايو .2019
-31ينظر احملضر الكامل للجلستني رقم 225و 232املذكورتني يف نشرة مداوالت جملس املستشارين -دورة أبريل .2019
- 32اجلريدة الرمسية للربملان -نشرة مداوالت جملس املستشارين ،العدد 104بتاريخ 02أغسطس ،2021ص.9568 .
16
ISSN: 2820-7270 دفاتر برلمانية ،المجلد ،1عدد مزدوج 1و ،2أكتوبر 2022
وألجل أن تبقى هلذه اجللسة خصوصيتها من حيث كوهنا ال تدرج فيها إال األسئلة املتعلقة ابلسياسة
العامة؛ فإن اجمللس الدستوري ذهب إىل حد التصريح بعدم املطابقة للدستور ملا نصت عليه الفقرة األوىل
من املادة 203من النظام الداخلي جمللس النواب لفاتح أغسطس 2013من "أن جملس النواب خيصص
كل سنة أربع جلسات شهرية لألسئلة املتعلقة ابلسياسة العامة" ،وذلك بعلة أن هذا التحديد العددي
قد يؤول إىل عقد جلسات شهرية من دون أن تكون لدى اجمللس الربملاين املعين "أسئلة تتعلق ،يف طبيعتها
ومداها ،ابلسياسة العامة اليت ال ميكن أن جييب عنها إال رئيس احلكومة"؛ وألجل ذلك ،على مكتب
كل جملس من جملسي الربملان ،قبل اإلعالن عن عقد تلك اجللسات الشهرية ،أن يتحقق مسبقا بكون
33
األسئلة املوجهة إىل رئيس احلكومة تكتسي ابلفعل صبغة سياسة عامة.
املطلب الرابع :مناقشة الربملان لتقارير عدد من املؤسسات الدستورية
من مظاهر حتول الربملان من جمرد مؤسسة إىل سلطة تشريعية ،وختويله آليات ممارستها إلزام املشرع
الدستوري عددا من املؤسسات واهليئات الدستورية بتقدمي عروض سنواي عن أعماهلا أمام الربملان وتكون
تلك العروض موضوع مناقشة من قبل جملسي الربملان .ومما ال شك فيه ،أن هذا األمر سيقوي الفرص
اليت أصبحت متاحة أمام الربملان ملناقشة السياسات العمومية ويزيدها كثرة.
ويف مقدمة هذه املؤسسات أييت اجمللس األعلى للحساابت الذي يوجه تقريرا سنواي ،يتضمن بياان عن
مجيع أعماله ،إىل رئيسي جملسي الربملان ،وذلك ،بعد أن يرفعه إىل امللك ويوجهه إىل رئيس احلكومة ،مث
ينشر ابجلريدة الرمسية للمملكة .وإضافة إىل ذلك ،يُقدم الرئيس األول للمجلس األعلى للحساابت عرضا
عن أعمال هذا اجمللس أمام الربملان ،ويكون هذا العرض متبوعا مبناقشة ،طبقا للفصل 148من الدستور.
170 وأما سائر املؤسسات الدستورية وهيئات احلكامة اجليدة املشار إليها يف الفصول من 161إىل
من الدستور ،واليت مبوجب فصله 160تكون ملزمة بتقدمي تقرير عن أعماهلا ،مرة واحدة يف السنة على
األقل ،ويكون هذا التقرير موضوع مناقشة من قبل جملسي الربملان فهي :اجمللس الوطين حلقوق اإلنسان
(الفصل )161؛ مؤسسة الوسيط (الفصل )162؛ جملس اجلالية املغربية ابخلارج (الفصل )163؛ اهليأة
املكلفة ابملناصفة وحماربة مجيع أشكال التمييز (الفصل )164؛ اهليئة العليا لالتصال السمعي البصري
(الفصل )165؛ جملس املنافسة (الفصل )166؛ اهليئة الوطنية للنزاهة والوقاية من الرشوة وحماربتها (الفصل
)167؛ اجمللس األعلى للرتبية والتكوين والبحث العلمي (الفصل )168؛ اجمللس االستشاري لألسرة
والطفولة (الفصل )169؛ اجمللس االستشاري للشباب والعمل اجلمعوي (الفصل .)170
-33النص الكامل لتلك احليثية كما وردت يف قرار اجمللس الدستوري هو" :يف شأن املادة ( 203الفقرة األوىل) :حيث إنه ،لئن كان
رئيس احلكومة ،عمال أبحكام الفقرة األخرية من الفصل 100من الدستور ،يتعني عليه مبدئيا تقدمي األجوبة عن األسئلة املتعلقة
ابلسياسة العامة يف جلسة واحدة كل شهر أمام اجمللس الذي يعنيه األمر ،فإن ذلك يرتتب عنه حضور رئيس احلكومة مرة واحدة أمام
كل من جملسي الربملان ،طاملا أن اجمللس املعين لديه أسئلة تتعلق ،يف طبيعتها ومداها ،ابلسياسة العامة اليت ال ميكن أن جييب عنها
إال رئيس احلكومة ،ويعود ملكتب كل جملس من جملسي الربملان ،هبذا الشأن ،التحقق مسبقا بكون األسئلة املوجهة إىل رئيس احلكومة
تكتسي ابلفعل صبغة سياسة عامة؛ وحيث إنه ،بناء على ذلك ،يكون ما نصت عليه الفقرة األوىل من املادة 203من أن جملس
النواب خيصص كل سنة أربع جلسات شهرية لألسئلة املتعلقة ابلسياسة العامة غري مطابق للدستور" .قرار اجمللس الدستوري رقم:
13/924بشأن النظام الداخلي جمللس النواب لفاتح أغسطس ،2013الصادر يف 22أغسطس .2013
17
رشيد المدور المغرب للسياسات العمومية :دالالته وآلياته وإشكالياته
ري البلمان
تقييم ر
املطلب اخلامس :دسرتة طلب استماع اللجان الربملانية إىل مسؤويل اإلدارات
من األدوات اليت وضعت رهن إشارة الربملانيني للمساعدة يف ممارسة اختصاص تقييم السياسات
العمومية بفعالية ،النص يف صلب الدستور على حق اللجان الربملانية املعنية يف كال اجمللسني يف أن تطلب
االستماع إىل مسؤويل اإلدارات واملؤسسات واملقاوالت العمومية ،حبضور الوزراء املعنيني ،وحتت
مسؤوليتهم ،مبوجب الفصل 102من الدستور.
وأمهية اإلقرار هبذا احلق يف صلب الوثيقة الدستورية أتيت من أنه على الرغم من أن جملس النواب نص
عليه صراحة يف نظامه الداخلي منذ سنة 342004وصرح اجمللس الدستوري مبطابقته للدستور ،35فقد
ظل مثار خالف يف التطبيق واملمارسة بني الربملان وبعض مسؤويل املؤسسات العمومية الذين كانوا ميانعون
يف احلضور إىل الربملان.36
املطلب السادس :دسرتة األجل الذي جيب عرض قواني تصفية امليزانية فيه على الربملان
تعترب مناقشة مشاريع قوانني التصفية املتعلقة بتنفيذ قوانني املالية من أهم املناسبات اليت متَُ ِّّكن الربملان
من ممارسة االختصاص املتعلق بتقييم السياسات العمومية للحكومة؛ ألهنا القوانني اليت يثبت وحيصر فيها
املبلغ النهائي للمداخيل املقبوضة والنفقات املتعلقة بنفس السنة املالية واملؤشر على األمر بصرفها وحيصر
حساب نتيجة السنة .كما تثبت ،إن اقتضى احلال ،التجاوزات يف االعتمادات املفتوحة ،..وكانت املادة
47من القانون التنظيمي السابق لقانون املالية 37توجب أن يودع مشروع قانون التصفية لدى الربملان يف
هناية السنة الثانية املوالية لسنة تنفيذ قانون املالية على أبعد تقدير ،وإضافة إىل ذلك ،تلزم أن يرفق مشروع
القانون املذكور بتقرير يعده اجمللس األعلى للحساابت حول تنفيذ قانون املالية وابلتصريح العام مبطابقة
حساابت احملاسبني الفردية للحساب العام للمملكة.
لكن ،وبسبب أن احلكومة مل تكن تلتزم أبي أجل لعرض مشاريع قوانني التصفية على الربملان
ملناقشتها ،وتبعا لذلك ،كانت تتلكأ يف إعدادها ،وتتماطل يف عرضها على الربملان للمناقشة ،38وال تعزم
على ذلك إال ابلنسبة لقوانني التصفية املتعلقة بتنفيذ قوانني املالية اليت أعدهتا احلكومات السابقة؛ إذ مل
تعد أي جدوى يف مناقشتها من لدن برملان مل يصادق على قوانني املالية املتعلقة هبا.
ومن أجل جتاوز هذا االختالل ومعاجلته ،عمل املشرع الدستوري على دسرتة األجل الذي جيب على
احلكومة فيه تقدمي هذا النوع من القوانني إىل الربملان ،وضبطه على حنو يسمح للربملان مبناقشة كل مشروع
قانون تصفية خالل السنة الثانية اليت تلي سنة تنفيذ قانون املالية املتعلق به ،وهكذا نص الفصل 76من
الدستور على أن "تعرض احلكومة سنواي على الربملان ،قانون التصفية املتعلق بتنفيذ قانون املالية ،خالل
-34نصت الفقرة الثالثة من املادة 41من النظام الداخلي جمللس النواب 2004على أن "للكل جلنة احلق يف أن تطلب بواسطة رئيس
اجمللس يف كل مسألة تعنيها االستماع إىل عضو من أعضاء احلكومة ،أو ممثل عن جملس من اجملالس العليا أو مندوب سامي أو مدير
مؤسسة عمومية أو شبه عمومية أو شركة الدولة حبضور عضو احلكومة الوصي على القطاع".
-35اجمللس الدستوري ،القرار رقم ،04/561الصادر بتاريخ 8مارس .2004
-36تنظر تفاصيل أخرى حول هذا اإلشكال يف كتابنا :العمل الربملاين يف املغرب :قضااي وإشكاالت ،الرابط ،2006ص.93-91
- 37القانون التنظيمي رقم 7.98لقانون املالية ،الصادر بتنفيذه الظهري الشريف رقم 1.98.138يف 26نوفمرب ،1998املنشور ابجلريدة
الرمسية عدد 4644بتاريخ 1998/12/03الصفحة .3297
-38مثال ،بلغت مدة التأخري يف قانون تصفية ميزانية السنة املالية 1984مدة مثان سنوات؛ إذ مل يتم إيداعه لدى الربملان إال يف .1993
18
ISSN: 2820-7270 دفاتر برلمانية ،المجلد ،1عدد مزدوج 1و ،2أكتوبر 2022
السنة الثانية اليت تلي سنة تنفيذ هذا القانون .ويتضمن قانون التصفية حصيلة ميزانيات التجهيز اليت
انتهت مدة نفادها" ،وزادت املادة 65من القانون التنظيمي لقانون املالية توضيحا فنصت على أ ْن "يودع
مشروع قانون التصفية املتعلق بتنفيذ قانون املالية سنواي ابألسبقية مبكتب جملس النواب يف أجل أقصاه
هناية الربع األول من السنة الثانية اليت تلي سنة تنفيذ قانون املالية املعين".39
ويف سياق دعم الربملان يف مناقشة قوانني التصفية ،نصت املادة 66من القانون التنظيمي لقانون
املالية نفسه ،أن يتم إرفاق مشروع قانون التصفية املتعلق بتنفيذ قانون املالية ليس فقط بتقرير اجمللس
األعلى للحساابت حول تنفيذ قانون املالية والتصريح العام للمطابقة بني احلساابت الفردية للمحاسبني
واحلساب العام للمملكة ،وإمنا أيضا ابحلساب العام للدولة مدعما ابحلصيلة احملاسبية والبياانت املالية
األخرى وبتقييم لاللتزامات اخلارجة عن احلصيلة احملاسبية؛ وملحق يتعلق ابالعتمادات اإلضافية املفتوحة
مرفقا بكل اإلثبااتت الضرورية عند االقتضاء؛ والتقرير السنوي حول جناعة األداء املعد من طرف الوزارة
املكلفة ابملالية ،الذي يقوم بتلخيص وجتميع تقارير جناعة األداء املعدة من طرف القطاعات الوزارية أو
املؤسسات؛ وتقرير حول املوارد املرصدة للجماعات الرتابية؛ مث تقرير افتحاص جناعة األداء.
ومما يعزز هذا الدور الذي لقانون التصفية يف تقييم السياسات العمومية ،أن القانون التنظيمي اجلديد
لقانون املالية غري مقاربة تدبري املالية العمومية من تدبري يرتكز على الوسائل إىل تدبري ميزانيايت يرتكز على
النتائج ،استنادا إىل برجمة ميزانياتية متعددة السنوات حتَ ّني يف كل سنة؛ لدعم استدامة السياسات العمومية؛
وألجل ذلك ،عدل التبويب التقليدي للميزانية القائم على النفقات إىل تبويب جديد وهيكلة جديدة
.40
للميزانية قائمة على برامج ومشاريع وعمليات ...
ويف ضوء هذه املستجدات الدستورية ،ميكننا القول أبن قانون التصفية يشكل آلية من اآلليات الربملانية
األساسية لتقييم السياسات العمومية من خالل القانون املايل؛ لكونه يقدم جردا مفصال مبا مت إجنازه على
ضوء األهداف والسياسات املسطرة ،واليت انل على أساسها مشروع القانون املايل ترخيص الربملان.41
املطلب السابع :مؤسسات دستورية لدعم الربملان ومساعدته يف تقييم السياسات العمومية
لدعم الربملان ومساعدته يف ممارسة الوسائل واألدوات آنفة الذكر ،وضع املشرع الدستوري عددا من
املؤسسات واهليئات الدستورية رهن إشارة الربملان لتقدمي املساعدة إليه يف جمال تقييم السياسات العمومية،
وخنص ابلذكر :اجمللس األعلى للحساابت ،واجمللس االقتصادي واالجتماعي والبيئي ،واجمللس األعلى
للسلطة القضائية ،وسائر هيئات احلكامة اجليدة واملؤسسات الدستورية املنصوص عليها يف الفصول من
161إىل 170من الدستور ،واليت مبوجب الفصل 160من الدستور ملزمة بتقدمي تقرير عن أعماهلا ،مرة
واحدة يف السنة على األقل ،يكون موضوع مناقشة من قبل الربملان .وبصفة خاصة منها تلك اليت خوهلا
املشرع الدستوري صالحية إبداء الرأي حول توجهات السياسات العمومية اليت تندرج يف اختصاصها.
-39املادة 65من القانون التنظيمي رقم 130.13لقانون املالية ،الصادر األمر بتنفيذه الظهري الشريف رقم 1.15.62بتاريخ 14من
شعبان 2( 1436يونيو .)2015اجلريدة الرمسية عدد 18 ،6370 :يونيو ،2015ص.5810 .
-40ملزيد من التفاصيل ينظر" :ركائز القانون التنظيمي لقانون املالية" يف موقع وزارة املاليةhttp://lof.finances.gov.ma :
- 41تقييم السياسات العمومية من خالل قانون املالية ،عثمان كاير (مرجع سابق) ،ص.70 .
19
رشيد المدور المغرب للسياسات العمومية :دالالته وآلياته وإشكالياته
ري البلمان
تقييم ر
ولبيان هذه الصلة بني الربملان وتلك املؤسسات ونوع املساعدة والدعم اليت تقدمها للربملان يف جمال
تقييم السياسات العمومية ،ميكن استحضار مقتضيات الدستور ذات العالقة .فبالنسبة للمجلس األعلى
للحساابت ،نصت الفقرة األوىل من الفصل 148من الدستور على أ ْن "يقدم اجمللس األعلى للحساابت
مساعدته للربملان يف اجملاالت املتعلقة مبراقبة املالية العامة؛ وجييب عن األسئلة واالستشارات املرتبطة بوظائف
الربملان يف التشريع واملراقبة والتقييم املتعلقة ابملالية العامة" .وابلنسبة للمجلس االقتصادي واالجتماعي
والبيئي ،نص الفصل 152من الدستور على أنه إضافة إىل احلكومة ،جمللس النواب وجمللس املستشارين أن
يستشريوا هذا اجمللس يف مجيع القضااي ،اليت هلا طابع اقتصادي واجتماعي وبيئي .كما يديل هذا اجمللس
أيضا برأيه يف التوجهات العامة لالقتصاد الوطين والتنمية املستدامة .أما ابلنسبة للمجلس األعلى للسلطة
القضائية ،فالفقرة األخري من الفصل 113من الدستور تنص على أن يُصدر هذا اجمللس ،بطلب من امللك
أو احلكومة أو الربملان ،آراء مفصلة حول كل مسألة تتعلق ابلعدالة مع مراعاة مبدإ فصل السلط.
وأما ابلنسبة لسائر هيئات احلكامة اجليدة واملؤسسات الدستورية امللزمة بتقدمي تقرير عن أعماهلا ،مرة
واحدة يف السنة على األقل ،يكون موضوع مناقشة من قبل الربملان .وبصفة خاصة منها تلك اليت خوهلا
املشرع الدستوري صالحية إبداء الرأي حول توجهات السياسات العمومية اليت تندرج يف اختصاصها نذكر:
اجمللس الوطين حلقوق اإلنسان ،وكما ينص على ذلك الفصل 161من الدستور ،فهو مؤسسة •
تتوىل النظر يف مجيع القضااي املتعلقة ابلدفاع عن حقوق اإلنسان واحلرايت ومحايتها ،وبضمان
ممارستها الكاملة ،والنهوض هبا وبصيانة كرامة وحقوق وحرايت املواطنات واملواطنني ،أفرادا
ومجاعات ،وذلك يف نطاق احلرص التام على احرتام املرجعيات الوطنية والكونية يف هذا اجملال؛
جملس اجلالية املغربية ابخلارج الذي يتوىل ،مبوجب الفصل 163من الدستور ،إبداء آرائه حول •
توجهات السياسات العمومية اليت متكن املغاربة املقيمني ابخلارج من أتمني احلفاظ على عالقات
متينة مع هويتهم املغربية ،وضمان حقوقهم وصيانة مصاحلهم ،وكذا املسامهة يف التنمية البشرية
واملستدامة يف وطنهم املغرب وتقدمه؛
جملس املنافسة ،املكلف ،مبوجب الفصل 166من الدستور ،بتحليل وضبط وضعية املنافسة يف •
األسواق ،ومراقبة املمارسات املنافية هلا واملمارسات التجارية غري املشروعة وعمليات الرتكيز
االقتصادي واالحتكار؛
اهليئة الوطنية للنزاهة والوقاية من الرشوة وحماربتها اليت تتوىل ،مبوجب الفصل 167من الدستور، •
مهام املبادرة والتنسيق واإلشراف وضمان تتبع تنفيذ سياسات حماربة الفساد ،وتلقي ونشر
املعلومات يف هذا اجملال ،واملسامهة يف ختليق احلياة العامة ،وترسيخ مبادئ احلكامة اجليدة،
وثقافة املرفق العام ،وقيم املواطنة املسؤولة؛
اجمللس األعلى للرتبية والتكوين والبحث العلمي الذي ،مبوجب الفصل 168من الدستور، •
يساهم يف تقييم السياسات والربامج العمومية اليت هتم الرتبية والتكوين والبحث العلمي ،ويبدي،
من حيث هو هيئة استشارية ،اآلراء حول كل السياسات العمومية ،والقضااي الوطنية ،وكذا
حول أهداف املرافق العمومية املكلفة هبذه امليادين وسريها؛
20
ISSN: 2820-7270 دفاتر برلمانية ،المجلد ،1عدد مزدوج 1و ،2أكتوبر 2022
• اجمللس االستشاري لألسرة والطفولة الذي يتوىل ،مبوجب الفصل 169من الدستور ،مهمة أتمني
تتبع وضعية األسرة والطفولة ،وإبداء آراء حول املخططات الوطنية املتعلقة هبذه امليادين ،وتنشيط
النقاش العمومي حول السياسة العمومية يف جمال األسرة ...؛
• اجمللس االستشاري للشباب والعمل اجلمعوي الذي يعترب ،مبوجب الفصل 170من الدستور،
هيئة استشارية يف ميادين محاية الشباب والنهوض بتطوير احلياة اجلمعوية ،وهو مكلف بدراسة
وتتبع املسائل اليت هتم هذه امليادين ،وتقدمي اقرتاحات حول كل موضوع اقتصادي واجتماعي
وثقايف ،يهم مباشرة النهوض أبوضاع الشباب والعمل اجلمعوي ،وتنمية طاقاهتم اإلبداعية،
وحتفيزهم على االخنراط يف احلياة الوطنية ،بروح املواطنة املسؤولة.
وأتكيدا ألحكام هذه الفصول املذكورة من الدستور ،نص كل من جملس النواب يف املادة 292من
نظامه الداخلي لسنة 2017وجملس املستشارين يف املادة 309من نظامه الداخلي لسنة ،2020على أنه
ميكن لرئيس اجمللس أن يوجه بشكل تلقائي ،أو بطلب من جمموعة العمل املكلفة ابلتقييم ،طلبا إىل
اجمللس االقتصادي واالجتماعي والبيئي أو إحدى هيئات احلكامة واملؤسسات الدستورية ،حبسب احلاجة،
إلبداء الرأي أو إعداد دراسة أو حبث حول الربانمج العمومي موضوع التقييم ،ونص جملس املستشارين،
إضافة إىل ما ذكر ،على للمجلس األعلى للسلطة القضائية (املادة .)339
املبحث الثالث:
دسرتة اجللسات الربملانية املشرتكة بي االستماع واملناقشة
يف ضوء مبدأ استقاللية جملسي الربملان
يف ثنااي هذه املقالة ،متت مناقشة عدد من اإلشكاالت الدستورية املتعلقة بوظيفة تقييم السياسات العمومية
ومت حبث كل واحدة يف موضعها ومكاهنا املناسبني .وقد آثران أن خنصص واحدة أخرى من أهم اإلشكاالت
املثارة هبذا اخلصوص؛ نظرا ألمهيتها واحلاجة إىل بسط القول فيها ،ابلبحث واملدارسة يف مبحث خاص هبا.
املطلب األول :إشكالية االجتماعات املشرتكة بي جملسي الربملان لتقييم السياسات العمومية
عند احلديث عن وجوب عرض احلصيلة املرحلية لعمل احلكومة أمام الربملان ،ابعتباره آلية من اآلليات
اليت وضعها املشرع الدستوري ملمارسة الربملان لصالحيته يف تقييم السياسات العمومية ومناقشتها ،ذكران
أنه على مستوى املمارسة مت تفعيل هذه الصالحية ،إىل حدود اترخيه ،ثالث مرات ،أنتجت لنا ممارستني
خمتلفتني على مستوى مناقشة أعضاء الربملان لعرض رئيس احلكومة ورد هذا األخري على تلك املناقشة؛
إذا متت يف األوىل منها اليت كانت يف الوالية التشريعية ،2016-2011 :يف جلستي مشرتكتي جمللسي
الربملان ،يف حني ،أن املناقشة واالستماع لرد رئيس احلكومة على تلك املناقشة يف املرة الثانية اليت جرت
يف الوالية التشريعية ،2016-2021 :كانت يف جلستي خاصتي بكل من جملسي النواب واملستشارين.
األمر الذي جيعلنا أمام إشكالية دستورية على قدر من األمهية ،تستوجب حبثها ودراستها ،وميكننا صياغتها
يف السؤال التايل :هل الكيفيتان معا مقبولتان دستوراي ،أم أن إحدامها هي فقط املقبولة دستوراي ،وابلتايل،
تكون الثانية خمالفة للدستور؟ وإذا كان األمر كذلك ،فما هي األسس واالعتبارات املعتمدة يف هذا احلكم
عليهما ،إجيااب أو سلبا؟
21
رشيد المدور المغرب للسياسات العمومية :دالالته وآلياته وإشكالياته
ري البلمان
تقييم ر
املطلب الثاين :اجللسات الربملانية املشرتكة يف ضوء الدستور واجتهادات القضاء الدستوري والفقه
من املبادئ اليت يقوم عليها نظام الثنائية الربملانية ،مبدأ استقالل اجمللسني بعضهما عن بعض ،واألصل
أن جملسي الربملان ال ميكنهما أ ْن ميارسا بصفة مشرتكة االختصاصات املخولة هلما دستوراي ،وال ميكن
اخلروج عن هذا األصل إال يف احلاالت املذكورة صراحة يف الدستور .ومعىن ذلك ،أن كل جملس من
جملسي الربملان ميارس االختصاصات األصيلة املخولة له دستوراي بصفة منفردة عن اجمللس اآلخر؛ وألجل
ذلك ،مل يكن يسمح للربملان أن يعقد جلسات مشرتكة بني جملسيه إال يف مناسبتني اثنتني فقط :األوىل
منهما مبوجب الدستور ،وهي مناسبة االستماع إىل اخلطب امللكية املوجهة للربملان .42أما الثانية ،فكانت
عُرفا دستوراي ،وهي مناسبة االستماع إىل رؤساء الدول واحلكومات األجنبية بطلب من امللك.
واملالحظ ،هو أن هذه اجللسات املشرتكة بني جملس النواب وجملس املستشارين تكون خمصصة فقط
جملرد االستماع املشرتك ،إما للخطب امللكية وإما لكلمات رؤساء الدول واحلكومات األجنبية يف الربملان
إبذن من امللك ،ومل تكن جتري خالهلا أي مناقشة.
وقد كان سوء تدبري الزمن من االختالالت اليت أظهرهتا املمارسة يف ظل الثنائية الربملانية ،بعد العودة
إليها مبوجب دستور ،1996إذ كان الوزير األول ،مبوجب الفصل 60من هذا الدستور ملزما أبن يتقدم
أمام كل من جملسي الربملان ،بعد تعيني امللك ألعضاء احلكومة ،ويعرض الربانمج الذي يعتزم تطبيقه.
وتبعا لذلك ،كانت مجيع التصرحيات اليت يديل هبا الوزير األول أمام الربملان تتم ،وفقا للنظامني الداخليني
جمللسي الربملان ،ابلطريقة والشكل نفسه ،أي :أمام جملس النواب منفردا وبعد ذلك أمام جملس املستشارين
منفردا .كما أن عرض وزير املالية ملشروع القانون املايل السنوي كان ،بدوره ،يتم أمام كل جملس من جملسي
الربملان على حدة ،مبوجب النظام الداخلي لكل من جملس النواب 43وجملس املستشارين.
2011 ومعاجلة هلذا االختالل ،املتمثل يف سوء تدبري الزمن والتكرار ،عمل املشرع الدستوري لسنة
على توسيع دائرة اجللسات واالجتماعات املشرتكة بني جملسي الربملان املخصصة فقط لالستماع ،وذلك
بغرض ترشيد الزمن الربملاين واحلكومي معا .وهكذا ،أصبح الربملان ملزما ،طبقا للفقرة الرابعة من الفصل
68من الدستور ،أب ْن يعقد جلسات مشرتكة مبجلسيه ،وعلى وجه اخلصوص ،يف احلاالت املتعلقة ابفتتاح
امللك للدورة التشريعية يف اجلمعة الثانية من شهر أكتوبر ،واالستماع إىل اخلطب امللكية املوجهة للربملان،
واملصادقة على مراجعة الدستور وفق أحكام الفصل ،174واالستماع إىل التصرحيات ،اليت يقدمها رئيس
احلكومة ،وعرض مشروع قانون املالية السنوي ،واالستماع إىل رؤساء الدول واحلكومات األجنبية .كما
نص أيضا ،على أنه "ميكن لرئيس احلكومة أن يطلب من رئيسي جملسي النواب واملستشارين عقد
اجتماعات مشرتكة للربملان ،لالستماع إىل بياانت تتعلق بقضااي تكتسي طابعا وطنيا هاما" .ونص كذلك،
على أنه ،عالوة على ما سبق ذكره ،ميكن للجان الدائمة للربملان ،أن تعقد اجتماعات مشرتكة لالستماع
-42سواء اخلطب اليت تكون مباشرة عند رائسة امللك الفتتاح الدورة األوىل من كل سنة تشريعية للربملان ،أو تلك اليت يقرر فيها
امللك أن خياطب الربملان مباشرة أو بصفة غري مباشرة عندما أيمر بتالوة خطابه أمام كال اجمللسني.
-43كانت املادة 125من النظام الداخلي جمللس النواب 2004تنص على أن يعقد اجمللس جلسة عمومية خاصة تقدم فيها احلكومة
مشروع قانون املالية.
22
ISSN: 2820-7270 دفاتر برلمانية ،المجلد ،1عدد مزدوج 1و ،2أكتوبر 2022
44
إىل بياانت تتعلق بقضااي تكتسي طابعا وطنيا هاما.
وهكذا ،ميكن مالحظة كيف أن القاسم املشرتك ،املربر لتلك اجللسات واالجتماعات املشرتكة بني
جملسي الربملان ،يف احلاالت املذكورة هو االستماع املشرتك ،وأن االستثناء الوحيد من ذلك ،هو
االختصاص املتعلق مبصادقة الربملان ،املنعقد ،بدعوة من امللك ،يف اجتماع مشرتك جمللسيه ،على مشروع
مراجعة بعض مقتضيات الدستور ،وفقا ألحكام فصله .45174
ويف غري هذه احلالة املقررة صراحة يف الدستور ،فإن مبدأ استقالل اجمللسني بعضهما عن بعض يفرض
أن ميارس كل جملس اختصاصاته بشكل منفرد ،وهذه القاعدة قررها املشرع الدستوري وأكد عليها مبناسبة
بيان أحكام عرض الربانمج احلكومي ومناقشته أمام الربملان؛ لتكون أصال يقاس عليه .وهكذا ،ميز بني
حاليت العرض واملناقشة ،فبالنسبة لعرض الربانمج احلكومي ،الذي هو عبارة عن جمرد استماع ،قرر أن
يكون "أمام جملسي الربملان جمتمعي" ،أما ابلنسبة ملناقشة هذا الربانمج ،فقرر أن تكون "أمام كال
اجمللسني" ،وإليكم النص الكامل للفقرتني األوىل والثانية من الفصل 88من الدستور" :بعد تعيني امللك
ألعضاء احلكومة ،يتقدم رئيس احلكومة أمام جملسي الربملان جمتمعي ،ويعرض الربانمج الذي يعتزم تطبيقه.
وجيب أن يتضمن هذا الربانمج اخلطوط الرئيسية للعمل الذي تنوي احلكومة القيام به ،يف خمتلف جماالت
النشاط الوطين ،وابألخص يف ميادين السياسة االقتصادية واالجتماعية والبيئية والثقافية واخلارجية .يكون
الربانمج املشار إليه أعاله ،موضوع مناقشة أمام كال اجمللسني ،يعقبها تصويت يف جملس النواب".
غري أن جملس النواب مل ينتبه إىل هذا التمييز الدقيق ،الذي يفرق بني ما جيوز أن يكون موضوع
اجللسات املشرتكة وما ال جيوز ،وهكذا عندما أراد أن يضع يف نظامه الداخلي املقتضيات املتعلقة
"ختصص جلسة ابإلجراءات اخلاصة مبا نصت عليه الفقرة الثانية من الفصل 101من الدستور من أنه ُ
سنوية من قبل الربملان ملناقشة السياسات العمومية وتقييمها" ،ذهب يف اجتاه أن هذه اجللسة املخصصة
للمناقشة ستكون مشرتكة بني جملسي الربملان.
وأتسيسا عليه ،فإن اجمللس الدستوري ملا أحيل إليه النظام الداخلي جمللس النواب ،الذي أقره هذا
اجمللس يف فاتح أغسطس ،2013يف إطار إحالة وجوبية للبت يف مطابقته للدستور ،طبقا للفقرة الثانية
من الفصل 132من الدستور ،صرح أبن "ما تضمنته املواد من 211إىل 217من مقتضيات تتعلق بعقد
الربملان جللسة مشرتكة سنواي ملناقشة السياسات العمومية وتقييمها ،غري مطابق للدستور" .ويف تعليله هلذا
احلكم ذكر يف احليثيات أبنه "إذا كان للربملان أن يعقد جلسات مشرتكة مبجلسيه ،إما يف احلاالت الواردة
صراحة يف الفقرة الرابعة من الفصل 68من الدستور أو يف تلك اليت ميكن استخالصها ضمنا من بعض
أحكامه ،فإن الربملان ال ميكنه أ ْن ميارس بصفة مشرتكة االختصاصات املخولة له دستوراي ،إال يف احلالة
-44قبل دسرتة إمكانية عقد اجتماعات مشرتكة بني اللجان الدائمة مبجلسي الربملان ،كان النظام الداخلي جمللس النواب 2004يف
مادته 143ينص على أنه "ميكن اجتماع جلنتني خمتلطتني أو أكثر من أعضاء اجمللسني إما بطلب من احلكومة أو بعد اتفاق رئيسي
اجمللسني" ،ختصص لالستماع للعروض والبياانت السياسية اليت يقدمها الوزراء يف بعض القضااي اخلاصة .وقد اعتربت هذه املادة حني
وضعها من التعديالت النوعية اليت أبدعها جملس النواب ،من حيث إهنا األوىل اليت فتحت ابب التنسيق بني جملسي الربملان.
-45تنص الفقراتن الثانية والثالثة من الفصل 174من الدستور على أن "للملك ،بعد استشارة رئيس احملكمة الدستورية ،أن يعرض
بظهري ،على الربملان ،مشروع مراجعة بعض مقتضيات الدستور .ويصادق الربملان ،املنعقد ،بدعوة من امللك ،يف اجتماع مشرتك
جمللسيه ،على مشروع هذه املراجعة ،أبغلبية ثلثي األعضاء الذين يتألف منهم.".
23
رشيد المدور المغرب للسياسات العمومية :دالالته وآلياته وإشكالياته
ري البلمان
تقييم ر
املذكورة صراحة يف الدستور املتمثلة يف املصادقة على مشروع مراجعة بعض مقتضيات الدستور اليت جلاللة
امللك أن يعرضه عليه بظهري ،وفق أحكام الفصل 174من الدستور".46
وقد عاد اجمللس الدستوري يف قراره املذكور إىل التأكيد على قاعدة أن العرض ،مقصود منه جمرد
االستماع ،ويكون أمام الربملان مبجلسيه ،أما املناقشة ،فتكون داخل كل جملس من جملسي الربملان على
حدة .وكان ذلك ،عندما عمل جملس النواب على أجرأة أحكام الفقرة األخرية من الفصل 148من
الدستور اليت تنص على أن "يقدم الرئيس األول للمجلس عرضا عن أعمال اجمللس األعلى للحساابت
أمام الربملان ،ويكون متبوعا مبناقشة ،".نص يف املقطع األول من املادة 225من النظام الداخلي جمللس
النواب على أن العرض الذي يقدمه الرئيس األول للمجلس األعلى للحساابت عن أعماله يكون أمام
جملس النواب ،مما يعين أن الرئيس األول للمجلس األعلى للحساابت سيكون ملزما بتقدمي عرض آخر
أمام جملس املستشارين.
وحيث إن هذا التوجه يتناقض مع القاعدة اليت قعد هلا املشرع الدستوري بدسرتة اجللسات
واالجتماعات املشرتكة ،صرح اجمللس الدستوري أبن ما نص عليه املقطع األول من املادة 225من النظام
الداخلي من "كون الرئيس األول للمجلس األعلى للحساابت يقدم عرضا عن أعمال هذا األخري أمام
جملس النواب ،غري مطابق ألحكام الفقرة األخرية من الفصل 148من الدستور اليت يستفاد منها أن هذا
العرض يقدم أمام الربملان يف جلسة مشرتكة مبجلسيه".47
مث بعد ذلك ،نبه اجمللس الدستوري إىل أن االختصاصات املخولة للربملان دستوراي ال ميكن أن متارس
بصفة مشرتكة بني جملس النواب وجملس املستشارين ،فصرح أن "ما نصت عليه نفس املادة من أن هذا
العرض يكون متبوعا مبناقشة فمطابق للدستور ،مع مراعاة أن هذه املناقشة جتري داخل كل جملس
على حدة بي أعضائه وبي احلكومة.48
وهذا الذي قرره اجمللس الدستوري ،ابلنسبة للتقرير الذي يقدمه اجمللس األعلى للحساابت ومناقشته
من أ ّن العرض يكون يف جلسة مشرتكة بني جملسي الربملان ،وأن املناقشة جتري داخل كل أمام الربملانْ ،
جملس على حدة ،ينسحب كذلك على مجيع املؤسسات الدستورية اليت تقدم تقاريرها أمام الربملان وتكون
موضوع مناقشة من قبل الربملان ،طبقا للفصل 160من الدستور الذي ينص أنه "على املؤسسات واهليئات
املشار إليها يف الفصول 161إىل 170من هذا الدستور تقدمي تقرير عن أعماهلا ،مرة واحدة يف السنة
على األقل ،الذي يكون موضوع مناقشة من قبل الربملان.".
وأتسيسا على ما سبق بيانه ،خنلص إىل أن املمارسة اليت أنتجتها التجربة األوىل لعرض احلصيلة
املرحلية لعمل احلكومة ومناقشتها أمام الربملان يف الوالية التشريعية ،2016-2011 :حني متت املناقشة
العامة لتك احلصيلة والرد على تلك املناقشة يف جلسات مشرتكة بني جملس النواب وجملس املستشارين،
تعترب ممارسة خاطئة وخمالفة للدستور؛ ألهنا مست مببدأ دستوري هو استقاللية جملسي الربملان بعضهما
عن بعض ،وإضافة إىل ذلك ،تنطوي على إهدار للحجية اليت تكتسيها قرارات احملكمة الدستورية ،واليت
-46قرار اجمللس الدستوري رقم 13/924 :بشأن النظام الداخلي جمللس النواب لفاتح أغسطس ،2013الصادر يف 22أغسطس .2013
-47قرار اجمللس الدستوري رقم( 13/924 :املصدر السابق).
-48قرار اجمللس الدستوري رقم( 13/924 :املصدر السابق).
24
ISSN: 2820-7270 دفاتر برلمانية ،المجلد ،1عدد مزدوج 1و ،2أكتوبر 2022
بصريح منطوق الدستور ال تقبل أي طريق من طرق الطعن ،وتلزم كل السلطات العامة ومجيع اجلهات
اإلدارية والقضائية ،وخاصة وأن قرار اجمللس الدستوري الذي مت التصريح فيه أبن الربملان ال ميكنه أ ْن ميارس
بصفة مشرتكة االختصاصات املخولة له دستوراي ،إال يف احلالة املذكورة صراحة يف الفصل 174من
الدستور ،49كان قرارا سابقا على تلك املمارسة ،وقد مت تبليغه إىل كل من جملسي الربملان بتاريخ 22أغسطس
،2013يف حني أن املناقشة املشرتكة بني اجمللسني كانت يف جلستني ،بتاريخ 20و 23يوليو .2014
وتبعا لذلك ،فإن املمارسة الثانية اليت جرت يف الوالية التشريعية اجلارية ،2016-2021 :واليت جعلت
تقدمي عرض احلصيلة املرحلية لعمل حلكومة جيري يف جلسة مشرتكة بني جملسي الربملان ،يف حني جعلت
كل من املناقشة والرد على املناقشة جيراين يف جلستي خاصتي بكل من جملس النواب وجملس
املستشارين ،تكون ممارسة مطابقة للدستور.
خامتة:
حاصل القول ،مما سبق ،أن إسناد املشرع الدستوري اختصاص تقييم السياسات العمومية ،ابعتباره
اختصاصا جديدا يتم إقراره ألول مرة لصاحل الربملان ،ليس جمرد إسناد الختصاص تقين جديد ،بل هو
إسناد يتغىي ابألساس دعم التخفيف من الطابع الرائسي للملكية واالجتاه هبا حنو طابع برملاين ،وذلك
من خالل إعطاء للربملان ،ابعتباره سلطة تشريعية قائمة وليس جمرد مؤسسة ،دورا حقيقيا أكرب من
السابق يف رسم السياسات العمومية ،اليت كانت احلكومات تنفرد يف وضعها ،وهبذا املعىن ،يعترب آلية
من آليات حتقيق مبدأ ربط املسؤولية ابحملاسبة .وأييت هذا اإلسناد الدستوري أيضا ،من جهة ،لتكريس
املفهوم املرن لفصل السلط يف النظام الدستوري للملكية املغربية القائم على توازن السلط وتعاوهنا،
حيث يغدو تقييم الربملان للسياسات العمومية ،واحلالة هذه ،أفقا متميزا لتعاون السلطتني التشريعية
والتنفيذية .ومن جهة أخرى ،لتجسيد املفهوم اجلديد ملمارسة السلطة القائم على الدميقراطية املواطنة
والتشاركية .وإضافة إىل كل ذلك ،وتكامال معه ،فإن صالحية تقييم السياسات العمومية تعترب مقوما
ال غىن عنه من مقومات احلكامة اجليدة.
وقد تبني من خالل البحث ،أن املشرع الدستوري مل يكتف إبقرار هذه الصالحية اجلديد للربملان،
وإمنا عمل ،من أجل تفعيلها ،على وضع وحتديد عدد من اآلليات الدستورية املتنوعة واجلديدة املساعدة
على ممارستها إما بصفة مباشرة أو بصفة غري مباشرة منها :اجللسة السنوية ملناقشة السياسات العمومية
وتقييمها ،وعرض احلصيلة املرحلية لعمل احلكومة أمام الربملان ،واجللسة الشهرية املخصصة لألسئلة
املتعلقة ابلسياسة العامة اليت خيتص ابإلجابة عليها رئيس احلكومة شخصيا ،ودسرتة طلب استماع
اللجان الربملانية إىل مسؤويل اإلدارات ،ودسرتة األجل الذي جيب عرض قوانني تصفية امليزانية فيه على
الربملان ،ومناقشة الربملان لتقارير عدد من املؤسسات الدستورية ،وأكثر من ذلك ،أن املشرع الدستوري
وضع عددا من تلك املؤسسات رهن إشارة الربملان لدعمه ومساعدته يف تقييم السياسات العمومية.
جملس النواب .)2016( .اإلطار املرجعي لتقييم السياسات العمومية .الرابط :جملس النواب (.)1
املدور ،رشيد .)2016( .إشكالية النظام الداخلي للربملان يف ضوء الدستور .سلسلة مؤلفات وأعمال
جامعية ،العدد ،111الرابط :اجمللة املغربية لإلدارة احمللية والتنمية = 744 ،REMALDصفحة.
املدور ،رشيد .)2022( .الربملان يف ظل امللكية الربملانية املغربية (الطبعة الثانية) .تقدمي :أمينة املسعودي.
الدار البيضاء :سلسلة دفاتر برملانية (.)1
املسيوي ،عبد العزيز .)2000( .ملتمس الرقابة .الرابط :مطبعة إمربايل .2000
واثئق:
قرار مكتب جملس النواب رقم ،19.06الصادر يف 2أبريل ،2019املتمم لقرار مكتب جملس النواب رقم
18.04بتاريخ 3سبتمرب ،2018بشأن تنظيم واختصاصات إدارة جملس النواب .اجلريدة الرمسية،
عدد 26 - 6807أغسطس ،2019ص.5926 .
28 مذكرة تصور واقرتاحات االحتاد االشرتاكي للقوات الشعبية بشأن مراجعة الدستور ،مؤرخة يف
مارس 13 ،2011صفحة.
مذكرة حزب العدالة والتنمية حول اإلصالحات الدستورية ،مؤرخة يف 29مارس 14 ،2011صفحة.
26