بحث الاجازة PDF

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 50

‫جامعة عبد المالك السعدي‬

‫كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‬


‫طنجة‬

‫بحث لنيل شهادة اإلجازة في القانون الخاص‬


‫تحت عنوان‪:‬‬

‫تعويض األجير في حوادث الشغل واألمراض المهنية‬

‫تحت إشراف الدكتورة‪:‬‬ ‫من إنجاز الطالب‪:‬‬


‫لطيفة بنخير‬ ‫محمد المصباحي‬
‫‪P19003419‬‬
‫م‬

‫‪2222-2222‬‬
‫السنة الجامعية ‪1‬‬
2
‫إهداء‬

‫بسم هللا الرحمان الرحيم‬


‫أهدي هذا العمل المتواضع إلى من كان سببا لوجودي في هذه الحياة بعد هللا تعالى‬
‫والدي العزيزين الذين علموني العطاء دون انتظار‪ ،‬وقدموا لي حياتهم وتعبهم‬
‫وجهدهم طيلة حياتي بكل حب‪...‬‬
‫أمي الغالية‬
‫أبي الحبيب‬
‫أسأل هللا أن يطيل في عمرهما ويحفظهما لي…‬
‫إلى أعز ما عندي في الوجود‬
‫إخواني وأخواتي‬
‫وإلى جميع أفراد العائلة‬
‫إلى الذين أناروا لي طريق العلم‪...‬أساتذتي‬
‫إلى من قضيت معهم أجمل أيام العمر أصدقائي‪...‬‬

‫‪3‬‬
‫كلمة شكر وتقدير‬

‫بداية يقول هللا عز وجل (لئن شكرتم ألزيدنكم)‬


‫بعد شكر هللا سبحانه وتعالى الذي مهد لي الطريق وذلل لي مختلف الصعاب التي‬
‫واجهتني…‬
‫أتقدم بالشكر واالمتنان إلى أستاذتي العزيزة فضيلة الدكتورة لطيفة بنخير التي قبلت‬
‫اإلشراف على هذا البحث فلها مني جزيل الشكر وبارك هللا في علمها وعملها‪.‬‬
‫وأتوجه أيضا بجزيل الشكر والتقدير واالحترام لجميع األساتذة األفاضل الذين نهلت‬
‫من بحر علمهم طيلة سنوات الدراسة في سلك اإلجازة‪.‬‬
‫وكل من ساعدني من قريب أو بعيد في إنجاز هذا البحث والوصول إلى هذا‬
‫المستوى العلمي‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫مقدمة‬
‫لقد عرف العالم تطورا ملحوظا على المستوى الصناعي‪ ،‬ومن نتائج هذا التطور‬
‫بروز استعمال مكثف لآللة الى جانب اإلنسان في العمل مما يجعل هذا األخير معرضا للعديد من‬
‫حوادث الشغل القاتلة‪ ،‬وتعتبر حوادث الشغل واالمراض المهنية من المشكالت الرئيسية‬
‫والخطيرة التي تواجه دول العالم‪ ،‬فاألجير بطبيعة عمله ومعرض اإلصابات الجسمية كالسقوط‬
‫من مكان مرتفع‪ ،‬أو إصابة نتيجة حريق أو انفجار داخل اماكن العمل‪ ،‬وهذا ما حدا بالتشريعات‬
‫الى تقرير الحماية االجتماعية اإلجراء لما قد يتعرضون له من امراض مهنية حوادث شغل‬
‫وفي هذا اإلطار عرض" بيسمارك" على البرلمان األلماني مشروع قانون التأمين اإلجتماعي‬
‫اإللزامي بتاريخ ‪ 51‬يونيو ‪ 5882‬إضافة إلى تأسيس منظمة اللجنة الدولية الدائمة للتأمين‬
‫اإلجتماعي بباريس سنة ‪ 5881‬إضافة إلى تأسيس منظمة الشغل الدولية التي اسند لها مهام تتعلق‬
‫بالتأمين اإلجتماعي حوادث الشغل واالمراض المهنية‪ 1‬أما على المستوى الوطني فقبل الحماية‬
‫لم يكن هناك اي نص قانوني خاص بالمخاطر الناتجة عن العمل وبدخول الحماية الفرنسية الى‬
‫المغرب بدأت النصوص الحمائية الحديثة بالظهور على عدة مراحل ابتدأت بصدور قانون‬
‫اإللتزامات والعقود سنة ‪ 5152‬فكانت مقتضياتها هي المطبقة في هذا المجال‪ ،‬ثم صدر ظهير‬
‫‪ 5121‬بشان التعويض عن حوادث الشغل ثم تاله ظهير ‪ 25‬ماي ‪ 5121‬والتاريخ ‪ 20‬فبراير‬
‫‪ 5102‬صدر الظهير الذي غير بمقتضاه ظهير ‪ 5121/21/20‬المتعلق بحوادث الشغل والذي تم‬
‫تجديده الى األمراض المهنية والذي غير بدوره بالقانون رقم ‪ 85125‬ثم جاء قانون رقم ‪20122‬‬
‫توجت هذه الصيرورة التاريخية بتطور قواعد التعويض عن حوادث الشغل واالمراض المهنية‬
‫بالمغرب بصدور قانون ‪ 258152‬المتعلق بالتعويض عن حوادث الشغل‪.‬‬
‫و رغم هذه اإلصالحات التي أدخلها المشرع المغربي على ظهير ‪ 0‬فبراير ‪ ، 5102‬و جهت‬
‫مجموعة من االنتقادات و المالحظات لهذا الظهير ‪ ،‬بعتبار أحكامه يغلب عليها الطابع المسطري‬
‫و ال تنسجم مع االحكام المدنية ‪ ،‬و باإلضافة إلى ذالك فإن االحكام التشريعات الخاص بحوادث‬
‫الشغل و األمراض المهنية ‪ ،‬بما فيها التشريع المغربي تتميز بخاصيتين ‪:‬‬
‫‪ ‬الخاصية األولى‪ :‬مسؤولية المشغل مسوؤلية بدون الخطأ أي ال تعرف الخطأ ال‬
‫المفترض ‪ ،‬ال الواجب االثبات‬

‫‪ 1‬محمد برهان الدين‪ "،‬حوادث الشغل واالمراض المهنية في ظل القانون الحديد‪ ،‬مقال منشور على الموقع اإللكتروني التالي‪:‬‬
‫‪ https://www.lajustice‬تاريخ اإلطالع ‪ 2225/20/22‬على الساعة ‪52:22‬‬
‫‪ 2‬القانون رقم ‪ 58152‬المتعلق بالتعويض عن حوادث الشغل الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 51215115‬الصادر بتاريخ ‪ 0‬ربيع االول ‪21 (5120‬‬
‫ديسمبر ‪ )2251‬منشور بالجريمة الرسمية عدد ‪1501‬بتاريخ ‪ 22‬يناير ‪ 2251‬الصفحة ‪.112‬‬
‫‪5‬‬
‫‪ ‬الخاصية الثانية ‪ :‬التعويض عن حوادث الشغل و األمراض المهنية تعويض جزئي ‪،‬‬
‫تخصع المحكمة في تقريره لعنصر األجر تم نسبة العجز أو صفة و سن ذوي الحقوق‬
‫في حالة وفاة االجير ‪.‬‬
‫و لتعزيز الحماية االجتماعية في هذا المجال وفق خاصيتين أساسيتين سابقاين ‪ ،‬أصدر‬
‫المشرع المغربي القانون الجديد ‪ 58152‬المتعلق بالتعويض عن حوادث الشغل ‪ ،‬الصادر‬
‫بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 51511512‬بتاريخ ‪ 21‬دجنبر ‪ 2221‬المنشور في الجريدة‬
‫الرسمية لعدد ‪ 0228‬بتاريخ ‪ 22‬يناير ‪ 2221‬الذي تم بمقتضاه نسخ مقتضاياة القانون السابق‬
‫المتمثل في ظهير ‪ 0‬فبراير ‪ 5102‬طبقا لمقتضيات المادة ‪ 511‬من قانون ‪. 58152‬‬
‫و قد جاء هذا القانون الجديد المتعلق بالتعويض عن حوادث الشغل ليتمم سلسلة من‬
‫اإلصالحات التي عمت ميدان الحماية االجتماعية و إستقرار عالقة الشغل ‪ ،‬و األكيد أن‬
‫قانون ‪ 58152‬جاء بالعديد من المستجدات ليتمم مجموعة من النواقض التي كانت تعتبر عن‬
‫الظهير ‪ 0‬فبراير ‪. 5102‬‬
‫و هذا الى جانب العمل القضائي بكونه مرحلة تانية بعد استكمال المسطرة االدارية التي‬
‫تستعمل بتقديم التصريح الذي يكون الهذف منه هو التعجيل بالحالة ملف الحادثة بالمحكمة‬
‫المتخصصة بغرض النظر الى الدعوى التعويض بغض النظر في دعوى التعويض و‬
‫اإلجراءات القضائية المتبعة ‪ ،‬حيث يعتبر االجير الطرف االقتصادي الضعيف الشي الذي‬
‫يجعلهم في أمس الحاجة إلى المساعدة في الوقت الذي ليلتجئون فيه الى القضاء من أجل‬
‫الحصول على حقوقه ‪ ،‬أو الدفاع عنها ‪ ،‬لذالك منح لهم المشرع المساعدة القضائية بقوة‬
‫القانون سواء اكنو مدعيين أو مدعى عنهم و سواء تعلق األمر األمر أو موضوع الدعوى‬
‫بالنزاعات المتعلقة بعقود الشغل و تطبيق المقتضيات التشريعية و التنظيمية الخاصة بحوادث‬
‫الشغل ‪.‬‬
‫دواعي إختيار الموضوع ‪:‬‬
‫يرجع اختيارنا للبحث في موضوع التعويضات المستحقة لضخايا حوادث الشغل في قانون‬
‫‪ 58152‬و العمل القضائي إلى عدة أسباب تتمثل في ‪:‬‬
‫‪ ‬االعتبار االجتماعي ‪ :‬نظرا للقيمة االجتماعية التي تحظى به قوانين الحماية‬
‫االجتماعية و المرتبطة بالطابع المعيشي ‪.‬‬
‫‪ ‬االعتبار القانوني ‪ :‬حداثة االطار القانوني لحوادث الشغل ‪ ،‬و التنصيص على‬
‫مقتضيات ال توجد لها مثيال في القوانين السابقة ‪ ،‬وكذا دور االجتهاد القضائي في‬
‫تطوير نظام إثبات حوادث الشغل و التعويض عنها ‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫أهمية الموضوع ‪:‬‬
‫نستطيع مالمسة قيمة و أهمية هذا البحت الذي يستجيب لظرفية زمنية تميزت بإعادة في‬
‫مختلف القوانين المؤطرة الحماية االجتماعية ببالدنا ‪ ،‬فبحثنا " التعويض عن حوادث الشغل و‬
‫األمراض المهنية" يدور في إطار هذه الحماية ‪ ،‬و هنا تكمن األهمية االجتماعية لهذا الموضوع‬
‫لكونه يهتم بدراسة و ضعية فئة االجراء و التي لها دور كبير داخل المجتمع و تساهم في تحقيق‬
‫التنمية االقتصادية‪.‬‬
‫بذالك استوجب وضع إطار قانوني محكم ينظم و يحفظ حقوقهم من بطش المؤاجرين و شركات‬
‫التأمين ال يهتمون اال بتحقق الربح و لو على حساب االجير كطرف ضعيف في هذه المنظوم ‪،‬‬
‫كما أن للموضوع أهمية إقتصادية باعتبار أن هذا الجانب يلعب دورا بارزا في هذا اإلطار و‬
‫يتمثل ذالك في الخسائر التي تتكبدها الدولة نتيجة فقدانها لليد العاملة مما يؤثر في هذا على الدخل‬
‫القومي للبالد ‪ ،‬أيضا الموضوع يثير أهمية عملية كذالك سواء من الناحية الشكلية المتعلقة‬
‫باالجراءات المتبعة أو من خالل الناحية الموضوعية المتعلقة بمبالغ التعويضات و االيرادات‬
‫المستحقة في حوادث الشغل ‪ ،‬والذي سيؤثر إما ايجابا لو سلبا على حقوق االجير في هذا المضمار‬
‫‪ ،‬كما أن للموضوع الذي نحن بصدد دراسته أهمية علمية باعتبار هذا القانون حديث العهد ‪،‬‬
‫باإلضافة ألحكلم قانون ‪ 58152‬و العمل القضائي اللذان سيقودنا إلى الكشف عن أهم المستجدات‬
‫و عن مدى تحقيقها للغاية المنشودة من التشريع الخاص بحوادث الشغل‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫الفصل األول‪ :‬أحكام عامة ومجال التطبيق والمراقبة‬

‫‪8‬‬
‫جسد المشرع المغربي توجهاته المتمحورة حول توفير حماية األجير في حالة تعرضه‬
‫لحادثة شغل و كذالك حماية ذويه ‪ ،‬من خالل سن ترسانة قانونية ال تخرج عن فلسفة سبق‬
‫تضمينها في ظهير ‪ ، 5102‬لكن بالنظر إلى قصور هذا النص بالرغم من الترميمات التي شابته‬
‫لسد هفوة ضعفه ‪ ،‬عمل المشرع على إصدار قانون ‪ 58152‬الذي أخد من النص القديم ما يكفي‬
‫مع تضمن فحواه للعديد من المستجدات التي تجعلنا كباحثين تفخر بها ‪.‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬مفهوم حوادث الشغل و نطاق تطبيقه‪.‬‬


‫ال يمكن الحديث عن حادثة الشغل من المنطلق القانوني لها‪ ،‬إال عند قيام عالقة سببية بين‬
‫الحادثة و العمل الذي يزاوله المصاب لحساب صاحب العمل ‪ ،‬بمعنى أخر ان الحادثة التي و‬
‫قعت جاءت نتيجة جهد مبذول من طرف الضحية في سبيل تنفيذ االلتزامات التي يفرضها عليه‬
‫عقد العمل‪ . 3‬و الحديث عن مفهوم حوادث الشغل و نطاق تطبيقه ارتأينا تقسيم هذا المبحث الى‬
‫مطلبين خصصنا المطلب االول للحديت عن المفهوم القانوني لحادثة الشغل‪ ،‬و المطلب الثاني‬
‫سوف نتركه للحديث عن نطاق تطبيق حوادث الشغل ‪.‬‬
‫المطلب االول‪ :‬المفهوم القانوني لحادثة‬
‫إن الحديث عن مفهوم القانوني لحادثة الشغل باعتبارها ظاهرة قانونية وفقا لقواعد خاصة‪،‬‬
‫وكذلك يجب أن تتوفر في هذه الحادثة مجموعة من الشروط تحققها (الفقرة األولى) و مسطرة‬
‫االستفادة من التعويضات (الفقرة الثانية)‬
‫الفقرة األولى ‪ :‬مفهوم حادثة الشغل و شروط تحققها‬
‫ليست كل حادثة تحصل االجير أثناء العمل أو بسبب حادثة شغل خاضعة التشريع الخاص‬
‫بحوادث الشغل يتحمل المشغل التعويض عنها ‪ ،‬لذلك سنتناول أوال تعريف حادثة الشغل ‪ ،‬و ثانيا‬
‫شروط تحقق حادثة الشغل ‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬مفهوم حادثة الشغل‬
‫استقر االجتهاد الفرنسي في بداية األمر على التعريف حادثة الشغل " بأنه الفعل المتميز‬
‫بالحركة المفاجئة و العنيفة‪ ،‬لسبب خارجي يحدث مساسا بحسن االنسان "‪ 4‬و من خالل هذا‬

‫‪ 2‬ذة رشيدة أحفوض ‪ ،‬التعويض عن حوادث الشغل على ضوء العمل القضائي ‪ ،‬دراسة مقارنة بين التشريع المغربي و التشريع الفرنسي و‬
‫و التشريع المصري و التشريع التونسي ‪ ،‬طبعة سنة ‪ ، 2251‬ص ‪.52‬‬

‫ذة رشيدة أحفوض‪ ،‬مرجع سابق ص ‪25 ،‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪9‬‬
‫التعريف يستشف بأن هناك عناصر يمكن توفرها في حادثة الشغل ‪ ،‬أن يكون مفاجئا و أن يكون‬
‫عنيفا ‪ ،‬و أن ينشأ عن سبب خارجي ‪ ،‬و أن يحدث مساسا بجسم االنسان ‪.‬‬
‫لكن سرعان ما تم التراجع عن هذه العناصر أو الشروط فلم يعد يشترط ان يكون عنيفا إذ يكفي‬
‫أن يكون الفعل مفاجئا ‪ ،‬و أن يحدث مساسا بجسم االنسان ‪ ،‬و عليه فقد قضت محكمة النقض‬
‫الفرنسية ‪ ،‬في كثير من احكامها الى تعرف حادثة الشغل بأنها الحادثة الذي يصيب جسم اإلنسان‬
‫‪5‬‬
‫فجأة ‪ ،‬بفعل عنيف و بسبب خارجي ‪.‬‬
‫أما في القانون المصري لم يحدد المقصود بحادث العمل ‪ ،‬و من تم ترك تحديدها للفقه و القضاء‬
‫‪ ،‬و قد اعتنقت محكمة النقض في مصر أول األمر ما استقر عليه القضاء الفرنسي في تعريفه‬
‫لحادثة الشغل من انها الفعل المميز بالحركة المفاجئة و العنيفة لسبب خارجي يحدث مساسا بجسم‬
‫االنسان‪ ،‬و قد استخلص الفقه من هذا التعريف أربع عناصر اوصف الحادثة على الفعل وهي ان‬
‫يكون مفاجئا و أن يكون عنيفا و أن ينشأ عن سبب خارجي ‪ ،‬و أن يحدث مساسا بجسم االنسان‪.‬‬
‫و لكن محكمة النقض المصريه لم تعد تشترط ان يكون الحادث عنيفا ‪ ،‬مكافحة ألن تتوافر في‬
‫الحادثة الشروط الثالثة األخرى ‪ ،‬من ذالك ما ذهبت اليه في تعريفها لهذه الحادثة بأنها اإلصابة‬
‫نتيجة حادث وقع بغتة بفعل قوة خارجية بسبب العمل و في أثناء تأديه ‪ ،‬و مس جسم العامل و‬
‫أحدث به ضرر‪.6‬‬
‫أما بالنسبة التشريع المغربي لم يضع الظهير الشريف ‪ 20/22/5102‬أي تعريف لحادثة الشغل‬
‫‪ ،‬مثله مثل التشريع الفرنسي و المصري ‪ ،‬و قد عند الفقه و القضاء الى تعريف هذه الحادثة بأنها‬
‫كل ضرر الحق بالجسم سواء كان ظاهر أو داخليا أو خارجيا ‪ ،‬ألن المهم هو ان يكون بفعل‬
‫خارجي و مفاجئ ‪ ،‬و هكذا يشمل مفهوم حادث الشغل كل الحوادث المهنية و العوارض الصحية‬
‫التي تصيب االجير أثناء قيامه بعمله أو بمناسبته حتى ولو كانت الحادثة ترجع الى القوة القاهرة‬
‫‪ ،‬و في قرار المحكمة اإلستئناف بالدار البيضاء اعتبرت أن الخبير لم يجزم بانتفاء عالقة السببية‬
‫بين الحادثة و الوفاة باإلضافة إلى إثارته كون الحروق التي أصيب بها الضحية من جراء الحادثة‬
‫س اعدت على ضعف المقاومة و بالتالي الموت المفاجئ له وهذا كاف العتبار الحادثة ذات أثر‬
‫‪7‬‬
‫في الوفاة ‪.‬‬
‫كما نجد المادة الثالثة من القانون الجديد ‪ 58152‬التي عرفت حادثة الشغل ‪ ،‬و هي الفصل الثالث‬
‫من ظهير ‪ 0‬فبراير ‪. 5102‬‬
‫فالتعريف المادة الثالثة من القانون الجديد رقم ‪ 58152‬الحادثة الشغل ‪:‬‬

‫االستاذ حسين عبد اللطيف ‪ ,‬الضمان االجتماعي‪ ،‬فلسفة و تطبيق ‪ ،‬الدار الجامعية بيروث ‪ 5180‬ص ‪221‬‬ ‫‪5‬‬

‫ذة رشيدة أحفوض ‪ ،‬نفس المرجع ص ‪22_22‬‬ ‫‪6‬‬

‫قرار الغرفة االجتماعية استنافية الدار البيضاء ملف رقم ‪ 811/85‬بتاريخ ‪21/5/5182‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪10‬‬
‫" تعتبر حادثة الشغل كل حادثة كيفما كان سببها يترتب عنها ضرر ‪ ،‬للمستفيد من أحكام هذا‬
‫القانون ‪ ،‬سواء كان أجير أو يعمل بأنه صفة تبعية كانت و في أي محل كان إما لحساب مشغل‬
‫واحد أو عدة مشغلين‪ ،‬وذالك بمناسبة أو بسبب الشغل أو عند القيام به ‪ ،‬ولو كانت هذه الحادثة‬
‫عن قوة قاهرة أو كانت ظروف الشغل قد تسببت في مفعول هذه القوة أو زادت في خطورتها اال‬
‫إذا تبت المشغل أو مؤمنه طبقا القواعد العامة للقانون ان مرض المصاب كان مباشرا في وقوع‬
‫‪8‬‬
‫الحادثة " ‪ ,‬و اضافت الفقرة األخيرة من نفس المادة تعريف بالضرر ‪.‬‬
‫ومن خالل استقراء التشريعات الفرنسية و المصرية و المغربية ‪ ،‬و كذالك االحكام القضائية‬
‫الصادرة في الموضوع و اتجاه الفقه يمكن ان نستخلص المالحظات التالية ‪:‬‬
‫_ توسع المشرع و القضاء في مفهوم حادثة الشغل‬
‫_ ان التشريعات المذكورة لم تعرف حادثة الشغل بل فسحت المجال أمام االجتهاد القضاء للقيام‬
‫بذالك ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬شروط تحقق حادثة الشغل ‪:‬‬
‫اشترط الفقه و القضاء في فرنسا عدة شروط لتحديد المقصود بحادتة شغل‪ ،‬و هده‬
‫الشروط تستخدم ايضا للتفرقة بين حادتة و المرض المهني و يشترط ان يكون الفعل حتى يعتبر‬
‫حادتة الشغل‪ ،‬ان يودي الى المساس بجسم االنسان وان يكون مباغتا‪ .‬و هما الشرطان اللدان ما‬
‫زال ينعقد عليهما االجماع‪ ،‬أما الشروط التي تواجه معارضة‪ ،‬أو تكاد تكون قد هجرت فهي ان‬
‫تكون الفعل ناشئا عن سبب خارجي‪ ،‬وان يكون عنيفا و اخيرا ان يكون غير عادي‪.‬‬
‫الفعل الضار الدي جسم العامل‪ :‬ال يمكن الفعل الضار أو الحادتة التي تعرض لها العامل اتناء‬
‫قيامه بعمله أو بمناسبة قيامه به‪ ،‬ان يوصف من الناحية القانونية بحادتة شغل اال ادا نتج عنها‬
‫ضرر للعامل أو االجير و يجب ان يصيب هدا الفعل جسم اإلنسان بدون االعتداء بطبيعة الضرر‬
‫أو تنوعه‪ ،‬أو بمحل اإلصابة أو بنسبة العجز التي قد يخلفها و الفعل الضار قد يكون ماديا‬
‫كاالصابة التي تنتج عنها الوفاة أو جروح أو كسراحد االعضاء او بترها‪.‬‬
‫_ إصابة العامل بضرر ‪ :‬يمكن الفعل الضار الذي يتعرض له العامل أثناء قيامه بعمله أو‬
‫بمناسبة ان يوصف من الناحية القانونية بحادتة شغل اال إذا ترتب عنها ضرر للعامل ‪ ،‬اذا يجب‬
‫ان يصيب هذا الفعل جسم العامل دون االعتداء بطبيعة الضرر أو بنوعه أو بمحل اإلصابة أو‬
‫بنسبة العجز المخالفة ‪ ،‬و ال يعتد بكون اإلصابة خطيرة أو هينة وما إذا كانت قد أدت الى توقف‬
‫المصاب عن عمله ام ال ‪.9‬‬

‫القانون الجديد لحوادث الشغل قانون ‪ 58152‬يتعلق بالتعويض عن حوادث الشغل‪.‬‬ ‫‪8‬‬

‫ذة رشيدة أحفوض ‪ ،‬مرجع سابق ص ‪21،‬‬ ‫‪9‬‬

‫‪11‬‬
‫بمعنى وقوع اإلصابة بغتة أو فجأة يشترط في اإلصابة لكي تكتفي انها حادثة شغل ان تقع بكيفية‬
‫مباغتة و مفاجئة و يتعلق الشرط بالفعل داته ال يأثره ‪ ،‬حيت يشترط فيه ان يكون مباغتا بمعنى‬
‫‪10‬‬
‫ان يبدأ و ينتهي في فترة وجيزة من الزمن كإنفجار أو السقوط أو الحريق أو التصادم ‪.‬‬
‫كما أن الضرر الدي يستلزم التعويض عنه في إطار الظهير الشريف ‪ 20/22/5102‬هو عبارة‬
‫عن واقعة مادية يدخل استخالصها و تقديرها ضمن السلطة التقديرية للمحاكم الموضوع التي‬
‫كتبها ما تستعين في هدا الخصوص بالخبر الطبية الضرورية ادا أصيب العامل بحادتة شغل‪ ،‬و‬
‫ظهر الضرر مباشرة بعد وقوع الحادتة‪ ،‬افترض القضاء ان هده األخيرة هي التي تسببت فيه و‬
‫هده الفرينة تبقى بسيطة‪ ،‬أي قابلة االتبات عكس من طرف صاحب العمل أو من جانب مؤمنه‬
‫‪.11‬‬
‫العالقة بين الحادثة و العمل ‪ :‬ان الحديث عن حادثة الشغل ‪ ،‬يشترط باالساس بوجود عالقة بين‬
‫الشغل و الحادثة و تحديد هل العالقة قائمة بين الحادثة و الشغل و هذه العالقة من المسائل‬
‫الواقعية التخصع السلطة التقديرية لقاضي الموضوع ‪ ،‬و عليه فإن االجتهاد القضائي المغربي‬
‫يعتبر ان الحادثة يحميها قانون الشغل نتيجة إضراب مثال فال نكون امام حادثة عمل و تجد‬
‫اإلشارة إلى أن المؤاجر يتحمل األضرار التي تقع من جراء الحادث ‪ ،‬و التي تقع بسبب الشغل‬
‫فكل ضرر يحصل االخير مباشرة عن هذه الحادثة ‪ ،‬وهو مرتبط بها و على المتجر ان يثبت‬
‫خالف ذالك‪ . 12‬فالضرر الذي يعوض عنه في إطار الظهير الشريف رقم ‪ 20/22/5102‬هو‬
‫الضرر ذو الطابع المهني ‪.‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬مسطرة االستفادة من التعويضات‬
‫بالعودة إلى مقتضيات المادة من القانون نجد أن المشرع المغربي قد كرس اإلزدواجية‬
‫فيي التعامل مع االجير المصاب بالحادتة أو بالمرض المهني ‪ ،‬حيث سنكون أمام صلحين ‪ ،‬صلح‬
‫إداري يتم بين االجير المصاب أو ذوي حقوقه و المشغل المؤمن أو شركة التأمين ‪ ،‬و صلح‬
‫قضائي بالنسبة المشغل الغير المؤمن و يخضع في هذا المقتضيات العامة التي تطبق على باقي‬
‫نزاعات الشغل ‪ ،‬و عليه سنحاول ان نكشف عن هذا االزدواج كالتالي ‪:‬‬

‫‪www.mahakamti.com 10‬‬
‫‪ 11‬محمد كشبور ‪ ،‬حوادث الشغل و األمراض المهنية المسؤولية و التعويض‪ ،‬مطبعة النجاح الجديد ‪ ،‬طبعة األولى ‪ 5111‬ص‪12،‬‬
‫‪12‬قرار المجلس االعلى ‪ ،‬محكمة النقض حاليا ‪ ،‬صدر بتاريخ ‪ 51‬يونيو ‪ 5102‬منشور قرارات المجلس االعلى الغرفة المدنية الجزء الثاني ‪ ،‬ص‪11 ،‬‬
‫‪12‬‬
‫أوال ‪ :‬الصلح االداري‬
‫جدير بالذكر في البداية أن قانون حوادث الشغل و األمراض المهنية قد عرف تعديالت‬
‫جوهرية في مقتضياته ‪ ،‬وذالك في محطات متعددة من بينها قانون ‪ 58125‬و كان اخرها قانون‬
‫‪13 58152‬و الذي هو قيد الدراسة ‪.‬‬
‫فعلى مستوى قانون ‪ 58152‬فقد اعتمد المشرع مسطرة تحمل اقل مما تم التنصيص عليه في‬
‫إطار مشروع ‪ 58125‬التي كانت تحمل الكثير الطبقة الشغيلة و التي ألغية أهم مقتضياتها ‪.‬‬
‫و على كل االحوال يمكن القول ان مسطرة الصلح االدارية تبتدا مباشرة بعد تصريح المشغل‬
‫بالحادتة لدى الشركة التأمين‪ ، 14‬حيث يتعين على هذا االجير حسب منطوق المادة ‪ 52115‬تقديم‬
‫عروض للضحية بواسطة رسالة مضمونة مع االسعار بالتوصل داخل أجل أقصاه ثالثين يوما‬
‫من تاريخ إيداع شهادة الشفاء أو الوفاة أو التوصل بها ‪ ،‬و على الضحية اإلجابة على العروض‬
‫داخل أجل ثالثين يوما من تاريخ التوصله بها ‪.16‬‬
‫ففي حالة الموافق على العروض المقدمة المصاب ‪ ،‬يتم التوسع على اتفاق الصلح و الذي سماه‬
‫‪17‬‬
‫المشرع بمحضر الصلح و المحدد نمودجه بقرار السلطة الحكومية المكلفة بالتشغيل ‪.‬‬
‫و عند التوقيع على محضر الصلح يتعين على شركة التأمين منح الضحية التعويضات المتفق‬
‫عليها داخل أجل الثالثين يوما الموالية لتاريخ التوقيع المحضر الصلح‪. 18‬‬
‫أما في حالة الرفض للعروض المقدمة من لدن المقاولة المؤمنة المشغل سواء كان الرفض‬
‫صريحا أو ضمنيا‪ ، 19‬فإن المادة ‪ 528‬تنص على أن االجير المصاب أو ذوي حقوقه إقامة‬
‫دعوى أمام المحكمة االبتدائية من أجل البث في طلب التعويض عن األضرار المترتبة عن حادثة‬
‫الشغل ‪ ،‬و ذالك عن طريق مقال إفتتاحي للدعوى و برفق هذا الطلب بمجموعة من المرفقات و‬
‫المستندات ‪ ،‬و هي كالتالي ‪:‬‬
‫*نظيرين من النمودج الخاص بالتصريح بالحادتة‬

‫‪13‬القانون رقم ‪ 58152‬الصادر بالجريدة الرسمية عدد ‪ 1225‬بتاريخ جمادى الثانية ‪ 5122‬الموافق ل ‪ 51‬غشت ‪ 2222‬و الذي دخل حيز التنفيذ في ‪51‬‬
‫نونبير ‪2222‬‬
‫‪14‬المادة ‪ 51‬من القانون ‪ 58152‬و المادة ‪ 22‬من مدونة التامينات رقم ‪. 51111‬‬
‫‪15‬تنص المادة ‪ 521‬من قانون ‪ 58152‬على مايلي ‪" :‬يجب على المقاولة المؤمنة المشغل تقديم عروض المصاريف و التعويضات المصاب أو ذوي‬
‫حقوقه بواسطة رسالة مضمونة الوصول مع االسعار بالتوصل و ذالك داخل أجل أقصاه ثالثين يوما من تاريخ إيداع شهادة الشفاء أو شهادة الوفاة أو‬
‫التوصل بهما "‪.‬‬
‫‪16‬المادة ‪ 521‬من نفس القانون ‪.‬‬
‫‪17‬المادة ‪ 522‬من نفس القانون ‪.‬‬
‫‪18‬المادة ‪ 521‬من نفس القانون ‪.‬‬
‫‪19‬تنص الفقرة األخيرة من المادة ‪ 528‬من نفس القانون على مايلي ‪ " :‬يعتبر عدم جواب المصاب بالحادتة أو ذوي حقوقه داخل االجل المنصوص عليه‬
‫في المادة ‪ 521‬بمثابة رفض ضمني لعروض المصاريف و التعويضات المقدمة من طرف المقاولة المؤمنة للمشغل "‪.‬‬
‫‪13‬‬
‫*نظير من مختلف الشواهد الطبية‬
‫*الئحة االجور‬
‫*إقتراخات العروض المقدمة من طرف المقاولة المؤمنة المشغل و توضيح أسباب رفض تام‬
‫العروض ‪.‬‬
‫و ما يمكن ان يستفاد من المقتضيات أعاله ان محاولة الصلح تتم لمرة واحدة فقط ال مرتين ‪،‬‬
‫بمعنى انه في حالة فشل الصلح االداري ‪ ،‬فإن القاضي يبث مباشرة في الحكم دون القيام بمحاولة‬
‫الصلح الثانية ( صلح قضائي ) ‪ ،‬على أساس أن مسطرة الصلح االدارية قد باءت بالفشل ‪،‬‬
‫لذالك المجال لتضيع مزيد من الوقت لمحاولة صلح االطراف ‪.‬‬
‫باإلضافة إلى ذالك نجد أن المشرع قد عمل على وضع ضمانات يسعى من خاللها الى حماية‬
‫الطرف الضعيف ‪ ،‬فقد ألوم شركة التأمين بتقديم عروض للضحية ؤاخل االجل القانوني تحت‬
‫طائلة أدائها غرامة مالية بين ‪ 220222‬درهم و ‪ 120222‬درهم ‪.20‬‬
‫كما أن ألزم الضحية بضرورة تبرير رفضه المصادقه على العروض المقدمة اليه من طرف‬
‫الشركة التأمين عند رفعه الدعوى للمحكمة تكريسا لمبدا العدالة في التعامل ‪.‬‬
‫كما أن المشرع أضاف عنصرا أساسيا و المتمثل في تكليف مفتش الشغل لمراقبة مدى تنفيذ‬
‫مقتضيات قانون حوادث الشغل و األمراض المهنية‪ . 21‬و كل هذا يبين مدى رغبة المشرع رفع‬
‫من مستوى الحمايه االجتماعيه من جهة و االستقرار العالقات الشغلية من جهة أخرى ‪.‬‬
‫وجدير بالذكر أن المشرع نص عل إمكانية تقديم طلب تعديل محضر الصلح مباشره الى مقاولة‬
‫التأمين داخل أجل الشهر الموالي الداء المصاريف و التعويضات ‪.‬‬
‫لكن هل عدم قبول شركة التأمين لطلب التعديل يودي اوتوماتيكيا الى إمكانية مراجعة القضاء‬
‫من قبل االجير المصاب ؟ المشرع لم يجب عن هذا السؤال إال أن بعض الفقه المغربي يذهب‬
‫الى الضرورة المنهجية تجعلنا نقترح ان يشار إلى إمكانية مراجع محضر الصلح ضمن مقتضيات‬
‫المادة ‪ 522‬و ليس ضمن المادة ‪. 51222‬‬

‫‪20‬المادة ‪ 581‬من نفس القانون‪.‬‬


‫‪21‬المادة ‪ 52‬من نفس القانون ‪.‬‬
‫‪22‬رشيدة أحفوض ‪ ،‬التعويض عن حوادث الشغل على ضوء العمل القضائي ‪ ،‬ط ‪ ، 2251‬مطبعة الحديدية الدار البيضاء ‪ ،‬ص ‪225‬‬
‫‪14‬‬
‫ثانيا ‪ :‬الصلح القضائي‬
‫نصت المادة ‪ 58‬من القانون ‪ 58.52‬على مايلي ‪ " :‬يتعين على المصاب او ذوي حقوقه‬
‫اتباع مسطرة القضائية ‪ ،‬طبقا الكيفيات و الشروط المنصوص عليها في المواد من ‪ 515‬الى‬
‫‪ 511‬من هذا القانون ‪ ،‬في حالة عدم خضوع المشغل إلجبارية التأنين و بعد إبرامه لعقد التأمين‬
‫و بالعودة إلى مقتضيات المواد من ‪ 515‬ال ‪ 511‬من نفس القانون ‪ ،‬فإنها تخيل بدورها على‬
‫المقتضيات المنصوص عليها في القانون المسطرة المدنية في الفصول ‪ 211‬و ‪ 218‬و ‪، 211‬‬
‫‪23‬‬
‫و يمكن ان نخلص هذه المسطرة ان محاولة الصلح نعقد بحضور قاضي منفرد و كاتب الضبط‬
‫‪ ،‬و في هذه االثناء ان يؤدي هذا الى اتفاق بين الطرفين المتنازعين و في هذه الحالة فإن االتفاق‬
‫يبث بواسطة أمر صادر عن القاضي المكلف ‪ ،‬يتضمن تاريخ وقوع الحادثة ‪ ،‬تاريخ الشروع‬
‫االنتفاع بالتعويض او االيراد و جميع العناصر المستعملة لتقدير التعويض أو االيراد طبقا‬
‫الشروط المنصوص عليها في القانون رقم ‪. 58152‬‬
‫و يثبت االتفاق بأمر يضع حدا النزاع و ينفذ بقوة القانون و ال يقبل أي طعن عادي أو إستثنائي‬
‫في ذالك ‪ .24‬كما ان محاولة الصلح قد يكون مصيرها الفشل وذالك إما الختالف الطرفين حول‬
‫التعويض المقدم له أو لعدم حضور أحدهما أو ممثل عنه ‪ ،‬وفي هذه الحالة يعمد القاضي المكلف‬
‫الى تحرير محضر بعدم الصلح و يبث في القضية حاال أو يأخرها إلى جلسة أخرى عند االقتضاء‬
‫و هذا ما سار عليه االجتهاد القضائي المغربي ‪ ،‬حيث جاء في قرار للمحكمة النقض المغربية ما‬
‫يلي ‪ " :‬أن مسطرة التصالح في القضايا االجتماعية المنصوص عليها في الفصل ‪ 211‬من قانون‬
‫المسطرة المدنية تجري أمام القاضي االبتدائي و إن التنصيص في الحكم على أن محاولة التصالح‬
‫بين الطرفين قد تعذر إجرائها لتخلق المدعى عليه ‪ ،‬يجعل الفصل ‪ 211‬من ق‪.‬م‪.‬م قد وقع تطبيقه‬
‫تطبيقا سليما‪. 25‬‬
‫و يكون الصلح الذي يتم بين األطراف نهائيا و غير قابل الي طعن من الطعون أمام المحكمة‬
‫االبتدائية باستثناء اذا كانت المصاريف و التعويضات الممنوحة المصاب أو لذوي حقوقه تقل‬
‫عن تلك المنصوص عليها في هذا القانون و التي تعد كما أسلفنا الذكر من النظام العام و الذي‬
‫اليجب االتفاق على مخالفته ‪.‬‬

‫‪23‬محمد العروصي ‪ ،‬المختصر في الحماية االجتماعية طبعة ‪ ، 5‬مطبعة شركة الخطاب للطباعة مرجان ‪ 5‬رقم ‪ 20‬مكناس ص ‪555 ,‬‬
‫‪24‬الفصل ‪ 218‬من المسطرة المدنية‪.‬‬
‫‪25‬قرار صادر عن المجلس االعلى بتاريخ ‪ 5181/21/21‬تحت عدد ‪ 80/8221‬منشور بمجلة المحاكم المغربية عدد ‪ 11‬ص ‪ 552‬و مايليها‬
‫‪15‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬نطاق تطبيق حوادث الشغل‬
‫من مظاهر الحماية التشريعية لألجراء‪ ،‬انه حدد االشخاص المستفيدين من التعويض‬
‫عن حوادث ال شغل‪ ،‬بما يخول بما بدون عناء تحديد مالمح محدودية تطاق القانون ‪ 58152‬من‬
‫حيث االشخاص ومن حيث الوقائع إن إصابة االجير في حادثة شغل ال تجعله يحصل على‬
‫التعويض من المشغل او مؤمنه بشكل تلقائي ط‪ ،‬بل نجد المشرع الزم كل من المصاب والمشغل‬
‫بضرورة القيام بالعديد من اإلجراءات والمساطر ‪.‬‬
‫الفقرة األولى ‪ :‬نطاق التطبيق من حيث االشخاص‬
‫ان تحديد نطاق تطبيق قانون ‪ 521258‬من حيث االشخاص يستلزم تحديد المشغلين‬
‫الخاضعين لمقتضيات هذا القانون (اوال) و كذا األجراء المستفيدين من هذا القانون( ثانيا)‬
‫أوال ‪ :‬المشغلون و أشباههم‬
‫يختلف المشغلون المشمولون بمقتضيات التشريع الخاص بحوادث الشغل و األمراض المهنية‬
‫باختالف المؤسسات التي يستغلونها ‪ ،‬حيث انهم ال يقتصرون على رؤساء المؤسسات المرتبطة‬
‫بأجرائهم بواسطة عقود شغل فقط بل تشمل فئتهم كذلك أشخاصا آخرين طبيعيين أو معنويين‬
‫يستفيدون م ن خدمات الغير دون أن تكون لهم صفة رئيس مؤسسة ‪ ،‬أو دون أن يكونوا مرتبطين‬
‫بعقود شغل مع من يقوم بعمل لفائدتهم و هذا ما يستشف من المادة ‪ 1‬من القانون ‪ 58152‬التي‬
‫جاء فيها " ‪..‬لحساب مشغل واحد او عدة مشغلين في مقاوالت الصناعة العصرية و التقليدية و‬
‫المقاوالت التجارية و مقاوالت الصيد البحري و تربية االحياء المائية و االستغالالت الفالحية و‬
‫الغابوية و ملحقاتها و كذا االشخاص المشتغلون مع جمعية أو تعاونية أو هيئة سياسية أو نقابية‬
‫أو رابطة أو منظمة أو شركة مدنية ‪."..‬‬
‫ثانيا ‪ :‬األجراء المستفيدون‬
‫بالرجوع للقانون ‪ 58152‬نجده يشمل فئة عريضة من األجراء المستفيدين منه و هذا على‬
‫عكس ما كان عليه االمر في ظهير ‪ ، 5102‬و بالتالي فإن مقتضيات هذا القانون تسري على‬
‫األشخاص الذين يضعون أنفسهم في مقاولة ما رهن اشارة الزبناء لكي يقدموا اليهم مختلف‬
‫الخدمات سواء بتكليف من رئيس المقاولة أو برضاه ‪.‬‬
‫كما يشمل األشخاص الذين عهدت اليهم مقاولة واحدة مباشرة مختلف البيوعات و بتلقي الطلبات‬
‫اذا كان هؤالء االشخاص يمارسون مهنتهم في محل سلمته لهم المقاولة‪.‬‬
‫و كذلك العمال المنزليين بحيث اصبح القانون ‪ 58152‬يقر لهذه الفئة باستفادتها من التعويض عن‬
‫حوادث الشغل ‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫الصحافيون و الفنانون المهنيون و االشخاص الذين يمارسون عمال في اطار االنعاش الوطني ‪،‬‬
‫و أجراء الصناعة التقليدية و الطلبة الخارجيون و الداخليون و المقيمون بالمراكز االستشفائية‬
‫غير الموظفين و أجراء المؤسسات العمومية غير الخاضعين للنظام المطبق على موظفي الدولة‬
‫كما أضافت المادة ‪ 8‬و المادة ‪ 1‬من نفس القانون بعض الفئات االخرى ‪ ،‬و هم تالميذ مؤسسات‬
‫التعليم التقني و مراكز التأهيل او التكوين المهني العمومية أو الخصوصية و المستفيدون من‬
‫التدرج المهني أو من تدريب من اجل االدماج المهني و ذلك فيما يخص الحوادث الواقعة بسبب‬
‫االشغال العملية التي يقوم بها هؤالء ‪،‬باإلضافة الى االشخاص الذين يزاولون مهنة حرة او نشاط‬
‫غير مأجور في حالة الحوادث التي قد يصابون بها بسبب الشغل أو بمناسبة القيام به‪. 26‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬الوقائع المشمولة بالتعويض‬
‫فالوقائع التي يطبق عليها اإلطار القانوني المنظم لحوادث الشغل تتمثل في حوادث‬
‫الشغل و حوادث الطريق و األمراض المهنية‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬حوادث الشغل‬
‫يالحظ من خالل المادة ‪ 2‬من القانون ‪27 58152‬ان المشرع لم يقوم بصياغة تعريف‬
‫لحادثة الشغل تاركا هذه المهمة للفقه و القضاء ‪ ،‬الى جانب وقوفه على تعريف الضرر ‪.‬‬
‫فبالنسبة لتعريف حادثة الشغل يالحظ في هذا الصدد ان القضاء المغربي كان قد ذهب في ظل‬
‫ظهير ‪ 5102‬تأثرا بالقضاء الفرنسي الى تعريف حادثة الشغل بكونها ما يصيب جسم االنسان‬
‫‪28‬‬
‫فجأة بفعل عنيف و بسبب خارجي ‪.‬‬
‫و قد تعرض هذا التعريف لالنتقاد لكونه يتطلب توافر شروط يترتب عنها اقصاء مجموعة من‬
‫الحاالت من الحماية رغم كونها تشكل ضررا لألجير بمناسبة عمله ‪.‬‬
‫و بالنسبة لشرط الفعل العنيف كاالصطدام و السقوط فهو يقصي الفعل الخالي من العنف رغم‬
‫الحاقه الضرر بأجير ‪.‬‬

‫‪26‬محمد برهان الدين " حوادث الشغل و األمراض المهنية في ظل القانون الجديد" ‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪27‬تنص المادة ‪ 2‬من القانون ‪ 58152‬على ‪" :‬تعتبر حادثة شغل ك ل حادثة كيفما كان سببها يترتب عنها ضرر للمستفيد من احكام هذا القانون سواء كان‬
‫اجيرا او يعمل بأية صفة تبعية كانت او في اي محل كان اما لحساب مشغل واحد او عدة مشغلين و ذلك بمناسبة او بسبب الشغل او عند القيام به و لو‬
‫كانت هذه الحادثة ناتجة عن قوة قاهرة او كانت ظروف الشغل قد تسببت في مفعول هذه القوة او زادت في خطورتها اال اذا اثبت المشغل او مؤمنه طبقا‬
‫للقواعد العامة للقانون ان مرض المصاب كان سببا مباشرا في وقوع الحادثة ‪.‬‬

‫و يقصد بالضرر في مفهوم هذا القانون كل اصابة جسدية او نفسية تسببت فيها حادثة الشغل و اسفرت عن عجز جزئي او كلي مؤقت او دائم للمستفيد‬
‫من احكامه " ‪.‬‬

‫‪28‬محمد بن حساين ‪":‬التعويض عن حوادث الشغل ‪ ،‬دراسة ألحكام القانون الجديد رقم ‪ 58152‬المتعلق بالتعويض عن حوادث الشغل" ‪،‬الطبعة الثالثة‬
‫دجنبر ‪ ، 2251‬ص ‪22/ 25‬‬
‫‪17‬‬
‫و اشتراط اصابة جسم االنسان ‪ ،‬يقصي الحادث الذي يلحق مال األجير كتمزق ثيابه أو تكسر‬
‫زجاج نظارته ‪.‬‬
‫فإذا كان المشرع المغربي من خالل المادة ‪ 2‬قد اغفل تعريف حادثة الشغل‪ ،‬فإن ما ورد في هذه‬
‫المادة يساعدنا مع ذلك في تحديد العناصر الواجب توافرها للقول بوجود حادثة شغل و هي ‪:‬‬
‫العنصر األول ‪ :‬وقوع الحادثة كيفما كان سببها حتى و لو كانت راجعة الى قوة قاهرة أو تسببت‬
‫ظروف الشغل في مفعول هذه القوة او زادت في خطورتها و ال يستثنى من ذلك اال الحالة التي‬
‫يثبت فيها المشغل أو مؤمنه أن مرض المصاب كان سببا مباشرا في وقوع الحادثة ‪.‬‬
‫العنصر الثاني‪ :‬عالقة سببية بين الحادثة و الضرر الالحق بالمصاب‬
‫العنصر الثالث ‪ :‬خضوع األجير لتبعية المشغل أثناء وقوع الحادثة ‪ ،‬و هذا عنصر رئيس في‬
‫حادثة الشغل ألن عدم توفره سيجعل الحادثة حادثة سير أو حادثة طريق ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬حادثة الطريق‬


‫على غرار حوادث الشغل لم يعرف المشرع المغربي حوادث الطريق و انما اكتفى‬
‫بتحديد مكان وقوع هذه الحوادث في المادة ‪ 1‬من القانون ‪ 58152‬المتعلق بالتعويض عن حوادث‬
‫الشغل التي تضمنت مجموعة من الشروط التي ينبغي توافرها إلعتبار الحادث حادث طريق و‬
‫هي كاالتي ‪:‬‬
‫‪-5‬أن تقع الحادثة في أماكن معينة‬
‫العتبار الحادثة حادثة طريق و بالتالي تطبق عليها أحكام حادثة الشغل يجب ان تقع في إحدى‬
‫االماكن التالية ‪:‬‬
‫‪-‬بين محل الشغل و محل اقامة األجير سواء كانت هذه االقامة رئيسية او اقامة ثانوية ثابتةأو‬
‫محال آخر يتوجه إليه بصفة اعتيادية ‪.‬‬
‫‪-‬بين م حل الشغل و محل تناول الطعام بصفة اعتيادية سواء كانت الوجبة التي سيتناول وجبة‬
‫فطور او غذاء او عشاء و أيا كان مكان تناولها سواء كانت بيت احد االقارب او االفراد او في‬
‫محل بالشارع كمطعم أو محلبة ‪.‬‬
‫‪-‬بين محل تناول الطعام بصفة اعتيادية و محل االقامة كان يتعلق االمر بأجير عازب يذهب بعد‬
‫خروجه من العمل الى مطعم لتناول وجبة الغذاء ثم يتوجه بعد ذلك لمحل سكناه ‪.‬‬
‫‪-2‬عدم االنحراف‬
‫‪18‬‬
‫ال بد لكي تعتبر الحادثة بمثابة حادثة طريق ان الال ينحرف االجير اثناء ذهابه و رجوعه من‬
‫العمل عن تلك االماكن المحددة اعاله ألسباب راجعة لمصلحته الشخصية ‪.‬‬
‫لكن اذا كانت االسباب ذات الصلة بمصلحته الشخصية لها صلة بالحاجيات االساسية للحياة العادية‬
‫كشراء الخبز مثال فان الحادثة تعتبر حادثة طريق تطبق عليها احكام حوادث الشغل ‪.‬‬
‫‪ -2‬وقت الشغل‬
‫هذا الشرط اضافه الفقه و القضاء و بمقتضاه يجب ان تطرا الحادثة اثناء الفترة الزمنية الكافية‬
‫للتنقل اعتمادا على طول المسافة و كثافة السير و حالة االرهاق فمن يقطن مارتيل و يعمل بأحد‬
‫متاجرها تكون فترة لتنقل التي تعتبر الحادثة الطارئة خاللها بمثابة حادثة طريق اقل من الفترة‬
‫المعتبرة لزميل له في نفس المتجر لكنه يقطن بتطوان ‪. 29‬‬
‫ثالثا ‪ :‬األمراض المهنية‬
‫لم يتعرض المشرع المغربي في القانون رقم ‪ 58152‬المتعلق بالتعويض عن حوادث‬
‫الشغل للمقتضيات المطبقة على األمراض المهنية ‪ ،‬و انما اكتفى في المادة ‪ 55‬بالنص على‬
‫تطبيق أحكام هذا القانون على األجراء و المستخدمين المصابين بأمراض مهنية طبقا للشروط‬
‫المحددة في النصوص التشريعية و التنظيمية المتعلقة باألمراض المهنية‪.30‬‬
‫و حسب الدكتور محمد بنحساين فإن هذه المادة تثير مالحظتينا ولما تتمثل في أن اإلحالة على‬
‫النصوص التشريعية و التنظيمية المتعلقة باألمراض المهنية يبقي على شتات النصوص المتعلقة‬
‫بالتعويض عن المخاطرالمهنيةعكس ما تم التعبير عنه من طرف السلكة المكلفة بالتشغيل بالرغبة‬
‫في القضاء على تعدد النصوص التشريعية و التنظيمية المتعلقة بهذا التعويض الذي كان يميز‬
‫مرحلة تطبيق ظهير ‪.5102‬‬
‫و في نظره أيضا فإن المالحظة الثانية تتعلق بدمى الزامية التأمين عن األمراض المهنية ذلك أن‬
‫المادة ‪ 21‬من القانون رقم ‪ 58152‬المتعلق بالتعويض عن حوادث الشغل تلزم المشغلين بإبرام‬
‫عقد تأمين يضمن المصاريف و التعويضات المنصوص عليها في هذا القانون ‪ ،‬و المادة ‪55‬‬
‫السالفة الذكر تنص على تطبيق هذا القانون على المصابين بأمراض مهنية ‪،‬ما يفهم منه الزامية‬
‫التأمين ضد األمراض المهنية ‪.‬‬
‫و في غياب تعريف تشريعي للمرض المهني ‪،‬سواء في القانون الحالي أو في النصوص المحال‬
‫عليها ‪ ،‬فقد عرفه البعض بكونه المرض الذي " ينشأ مباشرة عن الشغل إما بسبب انجاز بعض‬
‫أشغال تقتضي استعمال مواد ضارة و إما بسبب بيئة أو وضعية خاصة مترتبة عن انجاز بعض‬

‫‪29‬محمد بنحساين ‪ ":‬التعويض عن حوادث الشغل" ص‪20:‬‬


‫‪30‬محمد بن حساين ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪21‬‬
‫‪19‬‬
‫األشغال " ‪،‬بينما عرفه آخرون بكونه "المرض الذي يحل بالشخص بسبب مزاولته مهنة معينة ‪،‬‬
‫أو قيامه بعمل معين في ظروف معينة " ‪.‬‬
‫و أمام غياب تعريف تشريعي اكتفى المشرع المغربي في الفصل ‪ 2‬من ظهير ‪ 25‬ماي ‪5112‬‬
‫بإبراز أنواع األمراض المعتبرة مهنية حيث ورد به أنه ‪" :‬تعتبر كأمراض مهنية حسب معنى‬
‫ظهيرنا الشريق هذا مل العلل المؤلمة و األمراض المتسببة عن الجراثيم التعفنية و كذلك‬
‫األمراض المبنية في قرار وزير الشغل و الشؤون االجتماعية المتخذ بعد استشارة وزير الصحة‬
‫العمومية ‪.‬‬
‫و يشمل هذا القرار جداول يبين فيها بدقة ووضوح ما يلي ‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬مظاهر أمراض التسمم الحادة أو المزمنة التي تتجلى في العملة المعرضين عادة لعوامل‬
‫مواد سامة بسبب إنجاز أشغال تتطلب ممارسة أو استخدام عناصر سامة قد أشير في القرار على‬
‫سبيل اإلرشاد إلى أهم تلك العناصر ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬األمراض المتسببة عن الجراثيم التعفنية التي تداهم من يشتغل عادة باألعمال المبينة في‬
‫الجدواللمشار إليه أعاله ‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬األمراض الناتجة عن الوسط الذي يوحد فيه العامل أو عن الوضعيات التي يلزمه اتخادها‬
‫إلنجاز عمل من األشغال المبينة بنفس الجداول المذكورة‬
‫و تتضمن هاته الجداول زيادة على ذلك اآلجال التي يبقى المؤاجر خاللها مسؤوال ضمن حدود‬
‫الشروط المنصوص عليها في الفصل الثالث اآلتي بعده‬
‫و إذا وقع تتميم الجداواللمذكورةأو أعيد النظر فيها فيجوز لوزير الشغل و الشؤون االجتماعية‬
‫أن يبين في قرار األجل الذي تصبح بعد انقضائه نافذة المفعول التغييرات و الزيادات المدخلة‬
‫على الجدول "‪.‬‬
‫من خالل هذا الفصل يالحظ أنه العتبار مرض ما بمثابة مرض مهني يخول األجير المصاب به‬
‫أو ذوي حقوقه في حالة وفاته الحق في التعويض أو اإليراد حسب الحالة ‪ ،‬يجب أن تنطبق عليه‬
‫المقتضيات الواردة في الفصل الثاني أعاله ‪ ،‬اي أن يتعلق األمر بأعراض مرضية و التهابات‬
‫تسبب فيها تعفن الجراثيم ‪ ،‬أو أن يتعلق األمر باألمراض الواردة بقرار وزير التشغيل ‪ ،‬و هو‬
‫القرار الذي صدر في ‪ 22‬ماي ‪ ، 5101‬وتم تغييره و تتميمه بموجب القرار الصادر في ‪22‬‬
‫دجنبر ‪ ، 5111‬الى جانب العمل بانتظام في المجال المتسبب في المرض المهني خالل المدة‬
‫الكافية المحددة الندالعه‪.31‬‬

‫‪ 25‬محمد بنحساين ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪25‬‬


‫‪20‬‬
‫المبحث الثاني‪ : .‬التصريح بحوادث الشغل و الشواهد الطبية‬
‫عند اإلصابة بأي واقعة من الوقائع الثبات الخاضعة للقانون رقم ‪ 58152‬المتعلق‬
‫بالتعويض عن حوادث الشغل ‪ ،‬فإن على المتضرر أو ذوي حقوقه في حالة وفاته حتى يحصل‬
‫أو يحصلوا على التعويض أو االيراد المناسب االخبار بالحادثة ‪ ،‬و على المشغل أن يصرح بها‬
‫‪ ،‬و إرفاق ذالك بالشواهد الطبية‬
‫المطلب األول ‪ :‬االخبار بالحادثة‬
‫يجب على المصاب أو ذوي حقوقه أو من بمثلهم أن يخبر المشغل أو أحد مأمورية‬
‫لوقوع حادت شغل في اليوم‪.‬ابدي طرأت فيه‪ ،‬أو في ظرف ‪ 18‬ساعة عل أبعد تقدير‪ ،‬هدا في‬
‫حالة القوة الظاهرة أو اإلستحالة المطلقة أو ألسباب مشروعة حيت ال يعتد بدلك االجل‪.32‬‬
‫و يتعين على المشغل‪ ،‬فور اخباره بالحادثة‪ ،‬تسليم المصاب أو دوي حقوقه أو من يمتلهم شهادة‬
‫تتضمن بصفة خاصة اسمي المشغل و المصاب بالحادتة و عنوانها و نوع الحادتة و تاريخ‬
‫وقوعها و اسم المقاولة المؤمنة و رقم بوصيلة التأمين ورقم تسجيل المصاب بالصندوق الوطني‬
‫للضمان االجتماعي ‪ .33‬مع اخبار المدير اإلقليمي للتشغيل بكل حادتة شغل تقع في دائرة‬
‫اختصاصه الترابي خالل الخمسة أيام التوالي لتاريخ وقوعها على ابعد تقدير‪.34‬‬
‫ويعتبر إل زام المشغل بتسليم المصاب أو ذوي حقوقه تلك الشهادة مباشرة بعد إخباره بالحادتة‬
‫أمرا في صالح المصاب ‪ ،‬الن التأخير في تسليمها من شأنه أن يكون سببا في تجميله أداء‬
‫مصاريف االستشفاء و العالج ‪ ،‬الن هذه المصاريف أذا كان يتحملها ‪ ،‬كما سنرى ‪ ،‬المشغل أو‬
‫مومنه‪ ، 35‬فإنه مع ذالك يمكن المصاب ان يتحملها إذ لم يقدم تلك الشهادة الى الموسسة العمومية‬
‫أو الخصوصية أو الطبيب المعالج الذين تكفلوا باستشفاء المصاب أو عالجه‪. 36‬‬
‫أما بخصوص البيانات التي يتعين تصميمها في هذه الشهادة ‪ ،‬فيالحظ أن بعضها ال يتناسب و‬
‫ضعية بعض المشغلين كما هو الشأن بالنسبة لمن يشغل في منزله عامال منزليا حيت ال يعتبر‬
‫ملزما يتسجيله في الصندوق الوطني للضمان االجتماعيط‪ ، 37‬و بالتالي لن يستطيع تضمين هذه‬
‫الشهادة رقم التسجيل المصاب بالصندوق ‪ ،‬بل لن يتوفر حتى على اسم المقاولة المزمنة و رقم‬

‫‪32‬الفصل ‪ 5‬من المادة ‪51‬؛من القانون رقم ‪ 58152‬المتعلق بالتعويض عن حوادث الشغل ‪.‬‬
‫‪33‬الفصل ‪ 2‬من المادة ‪ 51‬من نفس القانون‬
‫‪34‬المادة ‪ 51‬من القانون رقم ‪ 58152‬المتعلق بالتعويض عن حوادث الشغل‪.‬‬
‫‪35‬المادة ‪ 21‬من القانون رقم ‪ 58152‬المتعلق بالتعويض عن حوادث الشغل ‪.‬‬
‫‪36‬الفصل ‪ 2‬من المادة ‪ 21‬من نفس القانون ‪.‬‬
‫‪37‬طبقا للفصل ‪ 2‬من نظام الضمان االجتماعي يحدد بواسطة مرسوم شروط تطبيق نظام الضمان االجتماعي على االعوان المستخدمين بالمنازل ‪ ،‬و‬
‫حيث أن هذا المرسوم ما زال لم يصدر ‪ ،‬فإن سريان هذا النظام عليهم ما زال لم يفعل ‪.‬‬
‫أنظر الظهير الشريف بمثابة قانون رقم ‪ 51121581‬بتاريخ ‪21‬يوليوز ‪ 5112‬يتعلق بنظام الضمان االجتماعي ‪ ،‬ج‪ ،‬رع ‪ 2525‬بتاريخ ‪ 22‬غشت‬
‫‪5112‬ص ‪.2518‬‬
‫‪21‬‬
‫بوليصة التأمين ما دامت الزامية هذا التأمين تفرض على المشغلين خاضعين لنظام الضمان‬
‫االجتماعي‪ ، 38‬و الذي مازال لم يمدد للعمال المنزليين ‪.‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬التصريح بالحادثة‬
‫يجب على المشغل أو أحد مأموريه أن يصرح المقاولة المؤمنة بكل حادتة أخبر بها أو‬
‫علم بها‪ ،‬ولو استمر المصاب في عمله‪ ،‬خالل الخمسة أيام الموالية لتاريخ وقوعها على ابعد‬
‫تقدير‪ ،‬و دلك ابداع التصريح لدى المقاولة المؤمنة مقابل وصل من اداء‪ ،‬أو بإرساله بواسطة‬
‫رسالة مضمونة الوصول مع االسعار بتوصل‪ ،‬عدا في القوة القاهرة أو اإلستحالة المطلقة أو‬
‫‪39‬‬
‫اسباب مشروع حيت ال يعتد بدلك االجل‪.‬‬
‫يالحظ مما سبق انه خالفا للقانون السابق الدي كان يسمح االجير المصاب أو مكتبه بتصريح‬
‫بالحادتة ‪40‬أو بالمرض الى الجهة المختصة إلى غاية انصرام السنة التانية الموالية لتاريخ الحادتة‬
‫في حالة تماطل المشغل أو مأموره في التصريح بها في ظرف ‪ 18‬ساعة التالية الخطاره‬
‫باستثناء أيام االحادي و العطل ‪ ،41‬فإن قانون الحالي يجعل من المشغل أو أحد ماموريه الجهة‬
‫الوحيدة االتي لها صالحية التصريح بالحادتة الى المقاولة المزمنة‪ ،‬األمر الذي قد يودي الى عدم‬
‫التصريح بها في حالة تماطل المشغل أو امتناعه عن التصريح ‪.‬‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬إرفاق التصريح بالشواهد الطبية‬
‫يميز بخصوص الشواهد الطبية بين الشهادة الطبية األولية ( الفقرة األولى) ‪ ،‬و شهادة‬
‫التمديد ( الفقرة الثانية) ‪ ،‬و شهادة إستئناف العمل ( الفقرة الثالثة ) ‪.‬‬
‫الفقرة األولى ‪ :‬الشهادة الطبية األولية‬
‫بعد عرض المصاب على الطبيب المعالج ‪ ،‬يحرر هذا األخير شهادة طبية أولية في‬
‫أربع نظائر تتضمن حالة المصاب بالحادتة و النتائج المترتبة عنها و المضاعفات المحتملة لها‬
‫والمدة المحتملة للعجز المؤقت عن العمل اذا كانت النتائج غير محددة بدقة ‪ ،‬مع إلزام المصاب‬
‫أو ذوي حقوقه أو من يمثلهم موافقة المشغل بثالث نظائر منها ذاخل ‪ 21‬ساعة الموالية لتحريرها‬
‫‪ ،‬عدا حالة القوة أو اإلستحالة المطلقة أو االسباب مشروعة ‪.42‬‬
‫و يجب على المشغل إرفاق التصريح بالحادثة المقدم المقاولة المؤمنة بنظير من الشهادة الطبية‬
‫األولية المسلمة له من المصاب أو ذوي حقوقه أو من بمثلهم ‪ ،‬و عند االقتضاء ‪ ،‬بمحضر‬

‫‪38‬فصل ‪ 5‬من المادة ‪ 21‬من القانون رقم ‪ 58.52‬المتعلق بالتعويض عن حوادث الشغل‪.‬‬
‫‪39‬المادة ‪ 51‬من القانون رقم ‪ 58152‬المتعلق بالتعويض عن حوادث الشغل‪.‬‬
‫‪40‬الفصل ‪ 51‬من ظهير ‪ 0‬فبراير ‪5102‬‬
‫‪ 41‬الفصل ‪ 2‬من المادة ‪ 51‬من ظهير ‪ 0‬فبراير ‪5102‬‬
‫‪42‬المادة ‪ 51‬من القانون رقم ‪ 58152‬المتعلق بالتعويض عن حوادث الشغل‪.‬‬
‫‪22‬‬
‫الضابطة القضائية أو وصل معاينة الحادثة في حالة و قوعها أثناء مسافة الذهاب أو اإلياب ‪،‬‬
‫عدا إذا حال دون ذالك أسباب مشروعة‪. 43‬‬
‫يالحظ في هذا اإلطار أن المشرع منح كافة الصالحيات للطبيب المعالج حين تحريره للشهادة‬
‫الطبية ‪ ،‬حيت يعود اليه وحده تحرير حالة المصاب و النتائج المترتبة عن الحادثة ‪ ،‬دون تمكين‬
‫الضحية أو ذوي حقوقه من أي إجراء يمكنهم من الطعن في مضمون تلك الشهادة اذا كان غير‬
‫صحيح ‪.‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬شهادة التمديد‬
‫يمكن للطبيب المعالج ان يحرر شهادة طبية لتمديد المدة األولية للعجز الموقع بطلب من‬
‫المصاب أو المشغل أو مؤمنه اذا لم يتم الشفاء بعد االنقضاء المدة المحددة في الشهادة الطبية‬
‫األولية ‪ ،‬مع إلزام المصاب أو ذوي حقوقه أو من بمثلهم بموافاة المشغل بثالث نظائر منها لدى‬
‫المقاولة المؤمنة داخل ‪ 18‬ساعة الموالية لتاريخ التوصل بها‪. 44‬‬
‫الفقرة الثالثة ‪ :‬شهادة إستئناف العمل‬
‫يمكن كذالك للطبيب المعالج أن يحرر شهادة طبية تتضمن بدقة شروط إستئناف المصاب‬
‫للعمل اذا كان من شأن ذالك ان يساعد في الشفاء ‪ ،‬مع إلزام المصاب أو ذوي حقوقه أو من‬
‫بمثلهم على موافقة المشغل بثالث نظائر منها ذاخل ‪ 21‬ساعة الموالية لتكبيرها ‪ ،‬و إلزام المشغل‬
‫بايداع نظير منها لدى المقاولة المؤمنة داخل ‪ 18‬ساعة الموالية لتاريخ التوصل بها ‪.45‬‬

‫‪43‬المادة ‪ 50‬من القانون رقم ‪ 58152‬المتعلق بالتعويض عن حوادث الشغل‬


‫‪44‬المادة ‪ 22‬من نفس القانون‪.‬‬
‫‪45‬المادة ‪ 22‬من نفس القانون ‪.‬‬
‫‪23‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬أحكام التعويضات وااليرادات المستحقة في‬
‫إطار قانون ‪81.81‬‬

‫‪24‬‬
‫لقد حاول قانون ‪ 58152‬توسيع الحماية التي يقرها لتشمل عدد من الفئات‪ 46‬و يتجلى ذالك‬
‫في توسيع قاعدة المستفدين من خالل الوقائع المشكلة لحادثة شغل حيث إن المادة ‪ 2‬اعتبر بمثابة‬
‫‪47‬‬
‫حادثة شغل كل حادثة تقع األجير أثناء العمل أو بمناسبته حتى لو كان السبب فيها القوة القاهرة‬
‫‪ ...‬و خول نفس القانون للمصاب في حادثة شغل الحق من االستفادة من تعويض عن مصاريف‬
‫النقل و العالج و األجهزة و كذا التعويضات اليومية ‪ .‬فبخصوص التعويض عن مصاريف النقل‬
‫و العالج و األجهزة عالجها المشرع في المواد من ‪ 21‬الى ‪ 15‬من نفس القانون‪.‬‬
‫و بالتالي فإن حادثة الشغل التي تلحق األجير غالبا ما تجبره على التوقف عن الشغل مدة من‬
‫الزمن ‪ ،‬مما يطرح معه السؤال حول مصير األجر الذي يعتبره مقابال ألداء العمل و الذي يعتمد‬
‫عليه األجير و أسرته اعتمادا كليا لضمان عيشهما و على هذا األساس عمل المشرع المغربي‬
‫من خالل مقتضيات قانون ‪ 58152‬على ضمان حق األجير المصاب بحادثة شغل المتوقف عن‬
‫العمل بقصد العالج في الحصول على التعويض اليومي طيلة مدة العجز ‪ ،‬و ذالك وفق قواعد‬
‫معينة ‪ ،‬تتناول مدته و مبلغه و كيفية تقديره و احتسابه و شكليات ألداء و حاالت إعفاء منه ‪.‬‬
‫المبحث األول ‪ :‬التعويضات المستحقة عن حوادث الشغل‪.‬‬
‫يحتاج االجير المصاب بحادثة شغل التي تدفعه الى التوقف عن عمله الى عالج طبي من‬
‫أجل شفائه و استقرار حالته الطبية من مساعدات طبية و صوائر صيدلية ‪ ،‬كما قد تنتج عن‬
‫إصابة األجير بعجز دائم تنقص من القدرة عن العمل و في كل الحاالت يلزم المؤمن بأداء‬
‫مصاريف العالج و الرعاية‪ .‬الطبية ‪.‬‬
‫و قد فرض المشرع لضمان هذه التعويضات التزامات على عاتق المشغل من أجل أدائه‬
‫التعويضات المستحقة لالجير المصاب و لذوي حقوقه في حالة الوفاة و إلى جانب هذه االلتزامات‬
‫عقوبات مالية في حالة االخالل بها من قبل المشغل الذي يتماطل في أداء التعويضات المستحقة‬
‫للمصاب ‪.‬‬
‫المطلب االول ‪ :‬الصوائر الطبية و الصيدلية و طريقة أدائها‬
‫منح قانون الشغل للعامل المصاب بحادثة شغل الحق في العالج و الرعاية الطبية ‪ ،‬و‬
‫يعوضه عن األجر أثناء فترة العالج ‪ ،‬فقد ال ينتج عن الحادث اي عجز لكن الوصول الى هذ‬
‫النتيجة يقتضي عالجات و تحاليل و صوائر طبية و صيدلية ‪ ،‬و قد يضطر المصاب الى التوقف‬
‫عن العمل مدة زمنية قط قصد مواصلة العالج ‪ ،‬كما قد تسفر الحادثة عن إصابة األجير بعجز‬

‫‪ 4646‬لكن ما يعاب على المشرع المغربي أنه لم يتحدث عن االجراء األحداث الذين يشتغلون خارج مراكز االصالح و التهذيب ‪ ،‬مع العلم ان الواقع‬
‫العمل ي ببالدنا ‪ ،‬يبيين ان فئة كبيرة منهم تشتغل بحثا عن قوتها اليومي ‪ ،‬فكان من الواجب جعلهم ضمن دائرة األشخاص المستفيدون من مقتضيات‬
‫القانون ‪ 58152‬بل اكثر من ذالك استبعد األجير المصاب الذي لم يبلغ سن الرشد القانوني المادة ‪ 521‬من نفس القانون ‪ ،‬خالفا لما كان عليه ظهير‬
‫‪.5102/22/20‬‬
‫‪47‬امبارك جانوي قراءة في بعض المستجدات القانون ‪ 58152‬المتعلق بالتعويض عن حوادث الشغل ‪ ،‬مقال منشور على الموقع‬
‫اإللكتروني‪ www.marocdroit.com :‬بتاريخ االطالع ‪ 2251/52/22‬على الساعة ‪. 52118‬‬
‫‪25‬‬
‫دائم تنقص معه قدرة المصاب عن العمل ‪ .‬كما قد تسفر الحادثة عن إصابة األجير بعجز دائم‬
‫تنقص معه قدرة المصاب عن العمل‪ .‬و يكفل هذا القانون للضحية المصاب التعويض عن الضرر‬
‫الذي لحقه من جراء تحقق الخطر حادثة شغل ‪ ،‬هذا التعويض الذي يتمثل في إضافة العالج و‬
‫الرعاية الطبية و تعويض االجر ‪ ،‬و االيراد الذي هو عبارة عن تعويض جزافي حدده المشرع‬
‫و وضع له معيارين يتحدد مع األجر و نسبة العجز الجزئي الدائم‪ .‬ولم يترك المشرع للقاضي‬
‫سلطة تقدير هذا التعويض اعتمادا على المسؤولية المؤجر التي تتميز لكونها مسؤولية بدون‬
‫الخطأ ال تتطلب سوى وجود ضرر و عالقة سببية بين الضرر و الشغل أو مناسبة الشغل ‪ ،‬إذ‬
‫يخول التعويض عن الضرر للضحية أو ذوي حقوقه ‪ ،‬تعويضا يوميا يدفع له طيلة مدة العجز‬
‫المؤقت ‪ ،‬ايرادات يدفع له في حالة إصابته بعجز دائم و إما لذوي حقوقه في حالة وفاته ‪ ،‬يؤدي‬
‫هذا التعويض في فترات و أمكنة االداء المعتادة‪. 48‬‬
‫الفقرة األولى ‪ :‬الصوائر الطبية و الصيدلية‬
‫و يشمل الحق في العالج مختلف األوجه الرعاية الطبية ‪ ،‬و تتعلق بجميع حوادث الشغل‬
‫‪ ،‬و سواء إستمر االجير في مزاولة عمله ‪ ،‬أم إضطر الى التوقف عنه كما أن هذا الحق في‬
‫العالج و الرعاية الطبية موحد بين جميع االجراء بدون مراعاة اختالف قيمة االجر المتقاضى ‪،‬‬
‫أو الحالة المرضية أو نسبة العجز ‪ .‬فغرض المشرع هو منح االجير المصاب في حادثة الشغل‬
‫العالج الطبي االزم و الكامل عن إصابته أو مرضه المهني‪. 49‬‬
‫و بإستقراءنا للمواد ‪ 21‬الى ‪ 15‬نجد أن المصاريف التي ألزم بها المشرع المشغل أو مؤمنه‬
‫تنقسم إلى ثالثة أقسام‪ 50‬و هي مصاريف التشخيص و العالجات الطبية و الجراحية والصيدلية‬
‫و مصاريف االستشفاء و مصاريف التحليالت و مصاريف الفحوصات و مصاريف الواجب‬
‫أداءها االطباء و المساعدين الطبيين تم مصاريف النقل المصاب الى محل إقامته اإلعتيادي الى‬
‫مؤسسة عمومية أو خصوصية االستشف اء و العالج االقرب من مكان وقوع الحادث و تحدد‬
‫المصاريف أعاله بقرار مشترك ما بين وزارة التشغيل و وزارة الصحة‪. 51‬كما يوجد نوع ثالث‬
‫من المصاريف و هي تلك التي تفرضها الحادثة و المتعلقة بتقويم االعضاء و إصالحها أو‬
‫تجهيزها و يحدد بمرسوم يتخد اقتراح من وزارة التشغيل و الصحة نوع األجهزة و قيمتها و‬
‫شروط تخصيصها و إصالحها و تجديدها ‪.52‬‬

‫‪ 48‬ذة رشيدة أحفوض ‪ ،‬التعويض عن حوادث الشغل على ضوء العمل القضائي _ دراسة مقارنة _ مطبعة النجاح الطبعة األولى ‪ 2251‬ص ‪81‬‬
‫‪ 49‬يعاب على القانون ‪ 58152‬مجموعة من النقاط خاصة على عدم تنظيمه األمراض المهنية و االكتفاء باإلحالة الى الظهير ‪ 25/21/5112‬الذي لم‬
‫يتم تعديله بعد ‪.‬‬
‫‪51‬دراسة في قانون الشغل ‪ :‬مجلة محيط للدراسات و االبحاث القانونية مجلة و رقية علمية محكمة تصدر بصفة دورية و تعنى بالشؤون القانونية و‬
‫القضائية و الفقهية ‪ ،‬العدد االول ‪ ،‬دار االفاق المغربية ‪ ،‬مطبعة األمنية الرباط ‪ 2258‬ص ‪82‬‬
‫‪ 52‬المادة ‪ 15‬من قانون ‪ 58152‬المتعلق بالتعويض عن حوادث الشغل‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫إلى جانب ذالك خولت المادة ‪ 15‬القانون المصاب الحق في نيل و إصالح و تجديد االجهزة‬
‫االستبدال أو تقويم االعضاء التي تفرض الحادثة إستعمالها ‪ ،‬وكذا الحق في إصالح أو تعويض‬
‫األجهزة التي فرضت استعمالها عاهة سابقة ولو كانت غير ناتجة عن حادثة من حوادث الشغل‬
‫‪ ،‬و التي أفسدت الحادثة أو سببت ضرياعها أو جعلتها غير صالحة االستعمال ‪.‬‬
‫و من خالل المدتين ‪ 21‬و ‪ 15‬من قانون ‪ 58152‬يالحظ أن المشرع سلك طريق تعداد أنواع‬
‫المصاريف التي يتحملها المشغل أو مؤمنه جراء وقوع حادثة الشغل ‪ .‬مما يدفعنا هذا للتساؤل‬
‫عن الحالة التي يحتاج فيها المصاب الى مصاريف غير واردة في التعداد أعاله ‪ .‬فعلى سبيل‬
‫المثال إذا كان المشرع قد أدمج ضمن الءحة المصاريف المتحملة نقل المصاب الى محل إلقامته‬
‫اإلعتيادي أو الى مؤسسة عمومية او خصوصية االستشفاء او العالج االقرب من مكان وقوع‬
‫الحادتة فمن يتحمل المصاريف هذا التنقل الى تلك الموسسة العمومية أو الخصوصية في باقي‬
‫االيام التي تلي يوم اإلصابة ؟‬
‫يمكن القول‪ 53‬ان مثل هاته المصاريف ذات الصلة بالحادتة وغير الواردة بالتعداد أعاله‬
‫يتحملها كذالك المشغل أو مؤمنه استنادا على المادة ‪ 512‬التي أدرجت ضمن القسم التاسع من‬
‫القانون ‪ 58152‬تحت عنوان أحكام مختلفة وختامية "كما يتحمل المشغل أو مؤمنه جميع‬
‫المصاريف غير المنصوص عليها في هذا القانون والتي يتطلبها نقل المصاب من أجل تلقي‬
‫العالج أو إجراء الفحوصات والخبرة الطبية"‬
‫ونصت المادة ‪581‬من نفس القانون على أنه "يعاقب من يأتي ذكرهم بغرامة من ‪ 2222‬درهم‬
‫إلى ‪ 221222‬درهم ‪ ،‬وفي حالة العود الى المخالفة خالل خمس سنوات موالية بصدور العقوبة‬
‫بغرامة من ‪ 1222‬درهم إلى ‪ 120222‬درهم ‪،‬‬
‫كل مشغل يباشر اقتطاعات من اجور اجرائه أو مستخدميه للتأمين عن حوادث الشغل أو لتخفيف‬
‫من التكاليف التي يتحملها عمال باحكام هذا القانون‪.‬‬
‫كل شخص يخل أو يحاول االخالل بحق المصاب في اختيار الطبيب المعالج باستعمال الوسائل‬
‫التاليه‪:‬‬
‫‪ /5‬التهديد ‪ /2 ،‬الفصل الفعلي لالجراء أو المستخدمين المتوجهين الى طبيب أو صيدلي غير‬
‫طبيب أو صيدلي المشغل أو مقاولة التأمين ‪..‬‬
‫نالحظ من خالل هذا النص تجريم المشرع كل اخال ل و محاولة اخالل االجير في حادثة شغل‬
‫في اختيار طبيبه أو صيدلي ‪ ،‬ولعل استعمال المشرع عبارة " كل شخص " دليل على ان العمل‬

‫‪53‬محمد بنحساين ‪ :‬التعويض عن حوادث الشغل ‪ ،‬دراسة الحكام القانون الجديد رقم ‪ 58152‬المتعلق بالتعويض عن حوادث الشغل سلسلة دراسات‬
‫المعمقة ‪ 2 :‬مطبعة طوب بريس طبعة ‪ 2250‬ص‪02‬‬
‫‪27‬‬
‫المجرم يمكن أن يرتكب من طرف المشرع ‪ ،‬أو حتى من طرف الغير ‪ ،‬و ال شك في ان تجريم‬
‫المشرع لي هاته االفعال نوع من حماية لحرية االجراء المعترف بها قانونا ‪ ،‬و التي قد توذي‬
‫إعاقة لها ‪ ،‬و بطريقة غير مباشرة في المس بالحق في االجر االجتماعي أو قيمته ‪.54‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬طريقة أداء المصاريف‬
‫طبقا لمقتضيات المادة ‪ 21‬من القانون ‪ 58152‬يتعين لدعلى المشغل أو مؤمنه ان يباشر‬
‫في ظرف الثالثة أشهر الموالية لتاريخ إرسال االعالم بالدفع برسالة مضمونة الوصول مع‬
‫االسعار بالتوصل من قبل المؤسسة العمومية أو الخصوصية لال ستشفاء و العالج أو من طرف‬
‫الطبيب المعالج المصاب أداء المصاريف المنصوص عليها في المادة ‪ 21‬أعاله طبق التعريفة‬
‫المحددة في القرار المشترك المشار إليه في المادة ‪ 21‬أعاله ‪.‬‬
‫وفقا لما نصت عليه الفقرة الثانية من المادة ‪ 21‬لنفس القانون المشار إليه ال يمكن الموسسات‬
‫العمومية أو الخصوصية االستشفاء و العالج أو الطبيب المعالج للمصاب ان يطالبوا المصاب‬
‫بالحادت باداء المصاريف المنصوص عليها في المادة ‪ 21‬إال في الحالتين ‪:‬‬
‫‪ -‬إذا لم يقدم المصاب هذه الشهادة المسلمة له من طرف المشغل حين اخباره بالحادتة ‪ ،‬المتضمنة‬
‫على اسم المشغل و المصاب بالحادتة و عنوانهما و نوع الحادتة و تاريخ و قوعها و اسم المقاولة‬
‫المؤمنة ورقم بوليصة التأمين و رقم تسجيل المصاب بالصندوق الوطني للضمان االجتماعي‪.55‬‬
‫‪ -‬إذا قدم المصاب هذه الشهادة و وافق‪ ،‬قبل تلقيه العالج األولي ‪ ،‬على تحمل مصاريف إضافية‬
‫تتجاوز تعريفة المصاريف المحددة في القرار المشترك المشار إليه في الفقرة األولى من المادة‬
‫‪ 28‬أعاله و في هذه الحالة يجب ان تتضمن الشهادة األولية موافقة المصاب على تحمل هذه‬
‫المصاريف اإلضافية ‪.‬‬
‫و إذا لم يقع االداء فإن الطبيب المعالج ‪ ،‬الجراح أو الصيدلي ‪ ،‬و كذا المساعدين الطبيين ‪ ،‬و‬
‫المستشفى الذي اقام فيه الضحية المستفيد من الحماية االجتماعية أو المحمي ال يرجعون على‬
‫االجير قصد تسديد النفقات ‪ .،‬و إنما يمكنهم رفع الدعوى مباشرة على المصاب أو مؤمنه ‪ ،‬وقد‬
‫يرجعون على المصاب في حالة التي ال يقوم فيها هذا االجير للطبيب المعالج الورقة التي ينبغي‬
‫على المؤاجر ان يسلمها له عقب وقوع الحادثة ‪ ،‬المنصوص عليها في الفصل ‪ 21‬من قانون‬
‫‪ 58152‬و الحالة التي يقدم فيها المصاب هذه الورقة ‪ ،‬لكن الطبيب المعالج يخبره انه سيطالبه‬
‫بأداء الفرق بين أتعابه و التعرفة القانونية و وافق المصاب على ذالك‪. 56‬‬

‫‪54‬سميرة كميلي‪ :‬القانون الجنائي الشغل ‪ ،‬الجزء االول ‪ ،‬مطبعة بني ازناسن ‪ ،‬الطبعة األولى ‪ 2251‬ص‪512‬‬
‫‪55‬محمد بنحساين القانون االجتماعي المغربي ‪ ،‬الحماية االجتماعية ‪ ،‬الجزء الثاني ‪ ،‬مطبعة األمنية ‪ ،‬طبعة ‪ 2251‬ص ‪12‬‬
‫‪56‬رشيدة أحفوض‪ : .‬التعويض عن حوادث الشغل على ضوء العمل القضائي ‪ ،‬مرجع سابق ص ‪. 518‬‬
‫‪28‬‬
‫و بالتالي فإن موافقة و التزام المصاب بالحادتة باداء المصاريف االضافه تعفي المشغل من‬
‫أدائها ‪ ،‬و هذا ما يتعارض مع الواقع العملي ‪ ،‬بحيث ان المصاب بالحادتة يؤدي صوائر االستشفاء‬
‫و بعد ذالك يطالب بها اما لعدم إلمامه و مشغله و بعض المؤسسات العمومية أو الخصوصية‬
‫‪57‬‬
‫االستشفاء بهذه المقتضيات‬
‫و أخيرا يبقى عن مصاريف العالج و المصاريف الطبية في إيطار التأمين الصحي الذي سماه‬
‫نطاق المخاطر المحمية من أهم المستجدات التي جاءت بها مدونة التغطية الصحية‪ 01122 58‬و‬
‫أمام هذا النطاق المحدود فإن يمكن تقسيم نزاعات الضمان االجتماعي من حيث مجالها و‬
‫االشخاص المعنيين بهذا النظام نزاعات متعلقة بحقوق المؤمن لهم أو ذويهم ‪ ،‬و نزاعات ناجمة‬
‫عن عدم تنفيذ التزامات المنخرطين اتجاه مؤسسة الضمان الوطني للضمان االجتماعي و نزاعات‬
‫بين المؤاجر و االجير حول الضرر لحق هذا االجير جراء عدم تنفيذ المؤاجر بهذا النظام ‪ ،‬أمام‬
‫بقية النزاعات األخرى التي ال يكون موضوع النزاع فيها حول نظام الضمان االجتماعي فإننا‬
‫نخرج من دائرة النزاعات المرتبطة بالضمان االجتماعي ‪ ،‬ألننا تقصد نزاعات الضمان‬
‫االجتماعي و ليس نزاعات الصندوق الوطني للضمان االجتماعي‪.59‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬التعويضات اليومية و العمل القضائي‬
‫إذا حالت حادثة شغل بين العمل و بين أداء عمله ‪ ،‬فإن الجهة المختصة تلتزم بأن تقدم‬
‫تعويضا عن أجره ‪ ،‬و هذا التعويض ال يستحق إال إذا فقد العامل أجره أو جزء منه بسبب توقفه‬
‫عن العمل للعالج ‪ ،‬و يترتب على عدم اعتبار هذا التعويض اجرا بل تعويضا و ال يجوز الجمع‬
‫بينه و بين األجر ‪ ،‬فإذا صرف للمصاب أجرا ال يستحق تعويض االجر ‪ ،‬و يستمر صرف‬
‫التعويض ‪ ،‬طوال مدة عجز الضحية عن تأدية العمل بسبب الحادثة ‪ ،‬الى أن يتم شفاؤه ‪ ،‬أو‬
‫تستقر حالته ‪ ،‬بما يمكنه من العودة إلى العمل ‪ ،‬أو يثبت عجزه المستديمة أو وفاته‪. 60‬‬

‫‪57‬محمد العبودي ‪ :‬التعويض عن حوادث الشغل على ضوء مستجدات قانون ‪ ، 58152‬رسالة لنيل الماستر في القانون الخاص ‪ ،‬ماستر المهن القانونية‬
‫القضائية بجامعة عبد المالك السعدي كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية بطنجة تحت إشراف الدكتورة رشيدة أحفوظ ‪ ،‬السنة الجامعية‬
‫‪ 2251/2250‬ص ‪85‬‬
‫‪58‬المادة ‪ 2‬من مرسوم رقم ‪ 21221122‬صادر في ‪ 51‬شتنبر ‪ 2222‬بتطبيق أحكام القانون رقم ‪ 01122‬فيما يتعلق بالوكالة الوطنية للتأمين الصحي ‪،‬‬
‫جريدة الرسمية عدد ‪ 1512‬بتاريخ ‪ 50‬اكتوبر ‪ 2222‬ص ‪. 2118‬‬
‫‪59‬جمال المغربي ‪ :‬االليات القانونية و االجتهادات القضائية و الفقهية في حل نزاعات الضمان االجتماعي ‪ ،‬منشورات مجلة القانون المغربية للدراسات‬
‫القانونية و االجتهادات القضائية ‪ ،‬دراسة مقارنة ‪ ،‬سلسلة منشورات مجلة القانون المغربي العدد ‪ 5‬الطبعة األولى سنة ‪ 2251‬دار السالم للطباعة‬
‫والنشر والتوزيع الرباط ص ‪.510‬‬
‫‪60‬رشيدة أحفوظ الحماية االجتماعية لفئات االجراء المستثناة من مدونة الشغل بين مدونة الشغل و قانون االلتزامات و العقود و حوادث الشغل و نظام‬
‫الضمان االجتماعي ‪ ,‬المشاريع التشريعية و االتفاقيات الدولية ‪ ،‬مطبعة النجاح ‪ ،‬الطبعة األولى ‪ 2251‬ص‪502‬‬
‫‪29‬‬
‫الفقرة األولى ‪ :‬مدة االداء اليومي‬
‫يستحق االجير المصاب بعجز مأقت تعويضا يوميا يتحمله المشغل أو مؤمنه ابتداء‬
‫‪62‬‬ ‫‪61‬‬

‫من اليوم الموالي لتاريخ وقوع الحادثة و طيلة مدة الحجز المؤقت إلى غاية يوم شفتؤدء أو يوم‬
‫الوفاة مع استمرار أداءها دون تمييز بين أيام العمل و أيام الراحة االسبوعيه و أيام العطل الرسمية‬
‫أو االعياد ‪ .‬أما أجرة يوم وقوع الحادثة يتحملها المشغل وحده أيا كان طريقة اداءها ‪ .‬المادة ‪02‬‬
‫من القانون ‪ . 58152‬باإلضافة إلى فإن عالقة الطبيب بالحادتة هي عالقة قانونية متميزة تتضح‬
‫في كثرة الفصول و في مختلف الحاالت التي تجعله مرتبطا بها إذ أن الشواهد الطبية التي يسلمها‬
‫تبين صعوبة مدا صعوبات التحديد في الكثير منها وهي تتمثل في ستة أنواع ‪:‬‬
‫و شهادة‬ ‫‪66‬‬
‫الشهادة األولية‪ 63‬و شهادة التمديدية‪ 64‬و شهادة االستئناف الشغل‪ 65‬و شهادة انتكاس‬
‫الشفاء و شهادة الوفاة ‪. 67‬‬
‫كما تجدر اإلشارة إلى أن المشرع بموجب المادة ‪ 02‬من نفس القانون من رفع من مدة ساعة‬
‫التغيب الى ساعتين بعدما كانت ساعة في الفصل ‪02‬من ظهير ‪ 0‬فبراير الذي كان ينص على‬
‫التغيب قصد العالج ‪،‬فإن تجاوزت ساعة واحدة يستحق األجير نصف األجرة ما لم تكن هناك‬
‫اتفاقية أكبر فائدة ‪،‬أما إذا كانت أقل من ساعة استحق األجرة كاملة ‪.‬‬
‫عالوة على ذلك فإن المشروع قام بتعديل في نسبة التعويض اليومي بعدما كان يتضمن الفصل‬
‫‪ 05‬من الظهير المنسوخ أن التعويض اليومي للمصاب هو ثلثي األجر ابتداء من اليوم األول‬
‫الذي يلي الحادثة واكتشاف المرض المهني ‪،‬جاءت المادة ‪ 05‬من القانون الجديد ‪ 58152‬لتنص‬
‫على أنه "يتحمل المشغل أو مؤمنه ‪...‬يساوي التعويض اليومي طيلة مدة العجز الموقت عن العمل‬
‫‪ ،‬ثلتي االجر اليومي كما هو محدد في الفرع الثاني من الباب "‬

‫‪61‬قرار محكمة النقض عدد ‪ 112 :‬المؤرخ في ‪ 2255/20/22‬ملف اجتماعي عدد ‪ 2252/25/21/111‬جاء فيه " يتوجب على المحكمة خصم نسبة‬
‫العجز الجزئي األولي المعوض عليها من نسبة العجز المطالب بها ‪ .‬ال يعوض عن الضرر مرتين "‬
‫قرار منشور عمر ازوكار محكمة النقض في مدونة الشغل الجزء الرابع مطبعة النجاح الطبعة األولى ‪ 2251‬ص ‪512‬‬
‫‪62‬قرار محكمة النقض عدد ‪ 5228‬المؤرخ في ‪ 2252/25/21/21‬ملف اجتماعي عدد ‪ ، 2252/25/21/5512‬جاء فيه أنه " ال يحل المؤمن محل‬
‫المشغل في أداء التعويضات المترتبة عن حادثة شغل إذا كانت الحادثة قد وقعت بعد فسخ عقد التأمين بقوة القانون " قرار منشور عمر ازوكار‬
‫قضاة محكمة النقض في مدونة الشغل الجزء الرابع مطبعة النجاح الطبعة األولى ‪ 2251‬ص ‪22‬‬
‫‪ "63‬يحرر الطبيب المعالج ‪ ،‬في أربع نظائر ‪ ،‬شهادة طبية أولية تتضمن حالة المصاب بالحادتة و النتائج المترتبة عنها و كذا المضاعفات المحتملة‬
‫لها و على الخصوص المدة المحتملة للعجز المؤقت عن العمل اذا كانت النتائج غير محددة بدقة " الفقرة األولى من المادة ‪ 81‬من قانون ‪81.81‬‬
‫‪ "64‬يمكن للطبيب المعالج تحرير شهادة طبية لتمديد المدة األولى للعجز بطلب من المصاب أو المشغل أو مؤمنه ‪ ،‬إذا لم يتم شفاء المصاب بعد‬
‫انصرام مدة العجز المحددة في الشهادة الطبية األولية" الفقرة األولى من المادة ‪ 22‬من نفس القانون ‪.‬‬
‫‪ " 65‬يحرر الطبيب المعالج شهادة طبية تتضمن بدقة شروط إستئناف المصاب للعمل اذا كان من شأن هذا االستئناف أن يساعده على شفائه "‬
‫الفقرة األولى من المادة ‪ 22‬من نفس القانون‬
‫‪ " 66‬يحرر الطبيب المعالج شهادة طبية للشفاء تتضمن النتائج النهائية الحادثة و التي تتم معرفتهاش وكذا تاريخ الشفاء إذا تم شفاء دون عجز‬
‫دائم عن العمل " المادة ‪ 25‬من نفس القانون‬
‫‪67‬محمد سعيد البناني ‪ :‬قانون الشغل با لمغرب في ضوء مدونة الشغل ‪ ،‬عالقة الشغل الفردية ‪ ،‬الجزء الثالث مطبعة النجاح الطبعة ‪ 2221‬ص ‪251‬‬
‫‪30‬‬
‫و برجوعنا الى الفصلين ‪ 22‬و ‪ 22‬من الظهير ‪ 5112‬يتبين لنا أن المشرع المغربي قد تطلب‬
‫ثالثة شروط لمنح التعويض اليومي عن الحادثة أو المرض غير المهني و هي ‪:‬‬
‫‪ - /5‬يجب ان يؤدي المرصدض او الحادثة الى إصابة العامل بعجز صحي يمنعه من إستئناف‬
‫العمل ‪.‬‬
‫‪ - /2‬يجب أن يكون العامل المريض قد أدى واجب االشتراك و ذالك عن مدة ‪ 11‬يوما خالل ‪0‬‬
‫أشهر السابقة عن العجز ‪.‬‬
‫‪ - /2‬إلزام المؤمن له تحت طائلة إيقاف صرف التعويضات بتوجيه إشعار بهذا التوقف للصندوق‬
‫الوطني للضمان االجتماعي خالل أجل ثالثين يوما التالية إلنقطاع عن العمل ‪ ،‬و هنا أيضا تجدر‬
‫اإلشارة إلى أن المشرع بمقتضى قانون ‪ 51122‬لسنة ‪ 2221‬مند مدة إخبار الصندوق الوطني‬
‫للضمان االجتماعي من ‪ 51‬يوما الى ‪ 22‬يوم ‪.‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬كيفية تقدير التعويض اليومي و حسابه‬
‫‪ - /5‬العناصر المكونة لألجر ‪:‬‬
‫‪-‬تعتبر األجرة اليومية ‪68‬و مدة العجز عنصران أساسيان لحساب التعويض و تشمل األجرة‬
‫اليومية المعتبرة‪ 69‬في تقدير التعويض اليومي على األجرة اليومية من جهة ‪ ،‬و على المبلغ‬
‫اليومي المنافع اإلضافية العينية أو النقدية من جهة أخرى ‪ ،‬و ال تعتبر ضمن مكونات األجرة‬
‫اليومية االمتيازات االجتماعية التي يتقاضاها المصاب و خصوصا التعويضات العائلية‪.‬‬
‫كما أت التعويض اليومي ال يقبل التحويل و الحجز إال في الحدود المطبقة على مبلغ االجر ‪ ،‬و‬
‫خالفا لمقتضيات الفصل ‪ 5218‬من قانون االلتزامات و العقود المشار إليه ‪ ،‬تنص المادة ‪282‬‬
‫من مدونة الشغل على ما يلي ‪:‬‬
‫" يستفيد االجراء خالفا لمقتضيات الفصل ‪ 5218‬من الظهير الشريف المكون لقانون االلتزامات‬
‫و العقود ‪ ،‬من امتياز الرتبة األولى المقررة في الفصل المذكور ‪ ،‬قصد استيفاء ما لهم من أجور‬
‫‪ ،‬و تعويضات في ذمة المشغل من جميع منقوالته ‪ .‬و تكون التعويضات القانونية الناتجة عن‬
‫الفصل من المشغل ‪ ،‬مشمولة بنفس االمتياز و لها نفس الرتبة " و في حالة إفالس المشغل‬
‫بواسطة االمتياز غي حالة عجز المدين أو شركة التأمين ‪ ،‬فإن االداء يباشر من طرف صندوق‬
‫الضمان االجتماعي و ال يمكن لشركات التأمين ان تتمسك بأي نوع من الدفوع إزاء العامل‬
‫المصاب أو دوي حقوقه معدن أداء المشغل الواجب التأمين ‪ ،‬و يرجع السبب في سن هذه‬
‫المقتضيات الى الدور المعيشي الذي يلعبه التعويض اليومي خالل مدة العجز المؤقت ‪ ،‬حيث‬

‫‪68‬جمال المغربي ‪ ،‬مرجع سابق ص‪512‬‬


‫‪69‬قرار محكمة النقض عدد ‪ 5222‬المؤرخ في ‪ 2252/20/21‬ملف اجتماعي ‪2252/25/21/5201‬‬
‫‪31‬‬
‫يقوم مقام االجر ‪ ،‬و بالتالي يكون المشرع المغربي قد أقام الحماية الكافية المصاب المتضرر ‪،‬‬
‫و إن كانت الغرامة التهديدية اإلجبارية المفروضة على المشغل هزيلة ‪ ،‬و بالتالي يمكن لهذا‬
‫االجير أن يتهرب منها بكل بساطة ‪ ،‬إذا ما أثبت عذرا مقبوال لتاخره عن دفع التعويض‪.70‬‬
‫و إمعانا في حماية التعويض اليومي للمصاب بهذا الخصوص نصت المادة ‪ 01‬من نفس القانون‬
‫على مايلي ‪:‬‬
‫" يجب أن يعتبر في تقدير التعويض اليومي ‪ ،‬بخصوص الحالة المقررة في المادة ‪ 00‬التغيرات‬
‫العامة أو الجزئية المطبقة على االجور طيلة مدة العجز المؤقت أو التعديل الذي قد يطبق على‬
‫االجير أو المستخدم كما لو يكن مصابا بحادتة ‪ ،‬كما يجب أن تعتبر في تقدير التعويض التغيرات‬
‫التي تدخل طيلة نفس المدة على أجرة المصاب بسبب الزيادة في األجور رسم االقدمية ‪.‬‬
‫عالوة على ذالك فإن المصاب يحتفظ بالتعويض في حالة إستئناف لعمل من شأنه أن يساعد على‬
‫شفائه ‪ ،‬و في هذه الحالة فإن المبلغ االجمالي التعويض المحافظ به و لألجرة ال يمكن أن يتجاوز‬
‫االجر العادي الذي يتقاضاه االجراء في نفس الصنف المهني ‪ ،‬و إذا كان مبلغ أكثر إرتفاعا ‪،‬‬
‫فيجب أال يتجاوز االجر المقدر على أساسه التعويض اليومي ‪ ،‬و في حالة ما إذا وقع تجاوز‬
‫االجر المذكور فإن التعويض يخفض بناء على ذالك المادة ‪ 02‬من قانون ‪58152‬‬
‫و جدير باالشارة في هذا اإلطار إلى أنه التعتبر المنافع االضافه العينية في تقدير التعويض‬
‫اليومي إذا استمر المصاب في االستفادة منها بصفة كلية طيلة مدة عجزه المؤقت ‪ ،‬أما إذا استمر‬
‫في االستفادة منها بصفة جزئية فتعتبر بما يتناسب مع مبلغ المنافع التي لم يستفيد منها تطبيقا‬
‫ألحكام المادة ‪ 10‬من قانون ‪. 58152‬‬
‫و بالتالي فإن المشرع وضع طريقة تقدير هذه المنافع االضافية التي تدخل في احتساب األجرة‬
‫اليومية المعتبرة في تقدير التعويض اليومي في المادتين ‪ 12‬و ‪ 11‬من القانون ‪58152‬‬
‫‪ -/1‬كيفية حساب التعويض اليومي‪: .‬‬
‫أ_ قد ميز المشرع تقدير التعويض اليومي حسب نوع األجرة التي تقاضاها األجير المصاب ‪،‬‬
‫فإذا كانت األجرة اليومية أجرة قارة فإنها تعادل األجرة األسبوعية مقسومة على ستة أو األجرة‬
‫الشهرية مقسومة على ستة و عشرون إذا كان االجير يتقاضى أجرته بالشهر ‪ ،‬المادة ‪ 00‬من‬
‫قانون ‪ . 58152‬على أن يعتبر في تقدير هذا التعويض التغيرات العامة أو الجزئية المطبقة على‬
‫االجور طيلة مدة العجز المؤقت ‪ ،‬و التعديل الذي قد يطبق على أجر االجير كما لو يكن مصابا‬

‫‪70‬رشيدة أحفوظ مرجع سابق ص ‪520‬‬


‫‪32‬‬
‫بحادتة ‪ ،‬و التغيرات التي تدخل طيلة مدة العجز المؤقت على أجرة المصاب بسبب الزيادة في‬
‫األجور برسم األقدمية المادة ‪ 01‬من نفس القانون ‪.‬‬
‫و بمقارنة القانون الحالي الذي ينص على قيمة األجرة الشهرية عل ‪ 20‬من القانون السابق الذي‬
‫يقضي بقسمة األجرة الشهرية على ‪ ، 21‬يالحظ أن زيادة في عدد أيام الشهر المعتمدة في هذه‬
‫القسمة يترتب عليها تخفيض األجرة اليومية المعتبرة في تقدير التعويض اليومي ‪ ،‬و بالتالي‬
‫تخفيض قيمة هذا التعويض ‪.71‬‬
‫كما أكد المشرع من خالل المادة المذكورة على أنه ‪ " :‬ال يوخذ بغين االعتبار إال األجرة التي‬
‫يستحقها المصاب أو لم يضطر الى توقف عن عمله أثناء االسبوع أو الشهر الذي وقعت فيه‬
‫الحادثة ‪ ،‬كما ال توخذ بعين االعتبار تغيبات المصاب بالحادتة أثناء االسبوع أو أثناء الشهر الذي‬
‫أصيب فيه إن كان يتقاضى أجرة شهرية " المادة ‪ 00‬من قانون ‪58152‬‬
‫الحالة األولى ‪ :‬االجير يتقاضى أجرة أسبوعية قارة‬
‫األجرة اليومية = األجرة األسبوعية‬
‫الحالة الثانية ‪ :‬األجير يتقاضى أجرة شهرية قارة‬
‫األجرة اليومية‪ = .‬األجرة الشهرية‬
‫‪20‬‬
‫ب – األجرة اليومية غير قارة ‪ :‬إذا كانت األجرة المعتبرة في تقدير التعويض اليومي غير قارة‬
‫‪ ،‬أو العمل غيىر متواصل ‪ ،‬فإن األجرة المذكورة تساوي المعدل اليومي لألجرة التي يتقاضاها‬
‫المصاب عن الستة العشرون يوما من الشغل الفعلي السابق عن تاريخ الحادث ‪.‬‬
‫األجرة اليومية‪ = .‬المبلغ المتقاضى عن ‪ 12‬يوما من الشغل الفعلي السابق لتاريخ‬
‫الحادث مقسوما على ‪12‬‬
‫اذا كان المصاب يتقاضى أجرته بالساعة ‪ ،‬فإن األجرة اليومية تعادل سدس ‪ 5/0‬األجرة‬
‫األسبوعية المقدرة على أساس حد أدنى يبلغ ‪ 11‬ساعة من الشغل الفعلي و التي يتقاضاها المصاب‬
‫طيلة الستة أيام من المشغل الفعلي السابق لتاريخ الحادتة ‪ ،‬المادة ‪ 08‬من قانون ‪58152‬‬

‫‪71‬محمد بنحساين التعويض عن حوادث الشغل ‪ ،‬مرجع سابق ص‪00‬‬


‫‪33‬‬
‫األجرة اليومية = ‪ 5/0‬األجرة األسبوعية على أساس حد أدنى ‪ 11‬ساعة من الشغل‬
‫الفعلي‪ 72‬السابق لتاريخ الحادت ‪.‬‬
‫ت_ إذا كان المصاب يتقاضى أجرته على أساس القطعة فإن األجرة اليومية تساوي سدس ‪5/0‬‬
‫األجرة اإلجمالية المقبوضة عن ستة أيام عن الشغل الفعلي السابق لتاريخ الحادتة‪ ،‬و يكون‬
‫احتسابها كالتالي ‪:‬‬
‫األجرة اليومية = األجرة اإلجمالية عن ‪ 0‬أيام األخيرة من الشغل الفعلي قبل تاريخ‬
‫الحادث مقسوما على ‪0‬‬
‫أما إذا اشتغل المصاب لمدة تقل عن ‪ 0‬أيام طيلة ‪ 20‬يوما السابقة لتاريخ الحادتة ‪ ،‬فتعادل‬
‫األجرة اليومية المعتبرة في تقدير التعويض اليومي سدس األجرة اإلجمالية المقبوضة فعال منذ‬
‫تشغيله مع زيادة األجرة التي كان بإمكانه تقاضيها طيلة األيام الالزمة التمام الفترة المذكورة ‪،‬‬
‫الفقرة الثانية من المادة ‪ 01‬من قانون ‪58152‬‬
‫ث_ إذا لم ينجز المصاب اشغاال إال طيلة جزء من السنة مع بقائه رهن مشغله بقية مدة السنة ‪،‬‬
‫فإن األجرة اليومية تساوي المعدل اليومي لألجرة التي يتقاضاها المصاب عن أيام الشغل الفعلي‬
‫طيلة الثالثمائة و خمسة و ستين يوما السابقة لتاريخ و قوع الحادثة ‪.‬‬
‫ج _ اذا قضى المصاب من يوم تشغيله الي يوم وقوع الحادثة في خدمة المشغل الذي كان يشتغل‬
‫وقت الحادثة عددا االيام عن العدد الداخل في المدة المعتبرة لتقدير األجرة اليومية ‪ ،‬ففي هذه‬
‫الحالة تحتسب على أساس األجرة التي تقاضاها فعال منذ تشغيله مع زيادة األجرة التي كان في‬
‫إماكنه تقاضيها طيلة األيام الالزمة إلتمام الفترة المذكورة كما هو الشأن ف ي األجرة المتوسطة‬
‫التي يتقاضاها أجير من نفس الصنف و نفس األقدمية يشغله نفس المشغل أو عند عدمه ‪ ،‬مشغل‬
‫مماثل له في المهنة المادة ‪ 15‬من قانون ‪58152‬‬
‫ح _ إذا أنجز المصاب في جميع الحاالت خالل الفترة لتقدير األجرة اليومية عددا من ساعات‬
‫الشغل عن عدد العادي فإن األجرة اليومية تحدد في ما يجب أداؤها ما تم إنجاز عدد عادي من‬
‫ساعات الشغل ‪ .‬المادة ‪ 12‬من قانون ‪ 58152‬و تجدر اإلشارة إى أنه عند احتساب األجرة‬
‫اليومية التي على أساسها يتم تقدير التعويض اليومي للمصاب في جميع الحاالت السابقة يجب‬
‫ان تقدر األجرة اليومية على أساس ال يمكن أن يقل عن الحد االدنى الالجر القانوني الجاري به‬
‫العمل و هذا ما نصت عليه نفس المادة‪.‬‬

‫‪72‬يراد " بأيام الشغل الفعلي " األيام التي غير أيام الراحة االسبوعيه ‪ ،‬و أيام األعياد المؤدى عنها ‪ ،‬و أيام العطل التي يتعطل فيها الشغل في المؤسسة‬
‫المادة ‪ 200‬من مدونة الشغل‬
‫‪34‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬إحتساب االيرادات و العمل القضائي‬
‫تختلف التعويضات التي يستحقها المصاب في حادثة شغل بحسب نوع اإلصابة الناتجة‬
‫عن هذه الحادثة‪ ،‬فقد تختلف هذه اإلصابة عجزا خفيفا ال يليث أن يزول مع أبسط العالجات‬
‫الطبية ‪ ،‬و قد يضطر المصاب الى توقيف شغله مدة من الزمن قصد متابعة العالج ‪ ،‬كما قد‬
‫تؤدي الحادثة الى عاهة دائمة تنقص من قدرة األجير ‪ ،‬و يكون في جميع هذه الحاالت في حاجة‬
‫إلى اإلعانات التي تعوض فقده ألجره بسبب عجزه عن العمل ‪ ،‬أو التي تعوض ما انتقص من‬
‫قدرته على الكسب بسبب االصابة ‪ ،‬لذا فهو يستحق إيرادا متى خلفت له هذه الحادثة عجزا دائما‬
‫‪ ،‬كلي أو جزئي هذا االيراد يحتسب اعتمادا على عنصرين ‪ :‬األجر السنوي و نسبة العجز‬
‫الجزئي الدائم ‪.‬‬
‫المطلب االول ‪ :‬االيرادات في حالة العجز الدائم‬
‫يخول االجير المصاب بعجز دائم ايراد وفق القانون رقم ‪ 58152‬المتعلق بالتعويض عن‬
‫حوادث الشغل سواء كان هذا العجز الدائم تاما او جزئيا‪.‬‬
‫ويكون العجز الدائم تاما اذا حال دون قدرة االجير على مزاولة اي عمل ‪ ،‬في حين يكون العجز‬
‫الدائم جزئيا فقط اذا لم يترتب عنه فقد القدرة على الكسب نهائيا ‪.‬‬
‫وسواء كان العجز الدائم تاما او جز ئيا‪ ،‬فان االجير المصاب به يستحق ايرادا يعتمد في تحديده‬
‫على االجرة السنوية ونسبة العجز ‪ ،‬ما يفرض علينا بيان كيفية تحديد االجر السنوي وكيفية‬
‫تحديد نسبة العجز ثم تحديد كيفية حساب هذا االيراد‬
‫الفقرة األولى ‪ :‬إحتساب األجرة السنوية و طرق تصحيحها‬
‫المقصود باالجر مجموع العناصر التي تمثل ثمن لعمل ‪ ،‬و تندرج ذالك جميع القيم التي‬
‫تمثل هذا الثمن سواء كان نقدا او تجهيزات ‪ ،‬أطعمة ‪ ،‬أو سكنى ‪ ،‬أو عبد ذالك من المنافع‬
‫المختلفه‪.‬‬
‫االجور التي يتقاضاها االجراء ليست واحدة ‪ ،‬بل فيها المرتفع وفيها الهزيل و حيث أن تحديد‬
‫مبلغ االيراد الممنوح عن العجز الدائم يعتمد على هذه األجرة ‪ ،‬إضافة إلى مقدار العجز ‪ ،‬فقد‬
‫تذخل المشرع لخلق نوع من التوازن بين االجور المرتفعة و االجور المنخفضة‪. 73‬‬
‫و قد نظم المشرع أحكام األجرة المتخذة أساسا في تقدير‪ .‬االيراد الممنوح للمصاب أو لذوي‬
‫حقوقه بموجب المواد من ‪ 521‬ال ‪ 521‬من قانون ‪ 58152‬و هي نفس االحكام التي كانت في‬
‫ظل ظهير ‪ .74 5102‬إذ يتم تقدير هذا االيراد عل أساس الحرة السنوية للمصاب ‪ ،‬أي على‬
‫أساس االجر الفعلي الذي تقاضاه خالل ‪ 52‬شهرا السابقة لتاريخ وقوع الحادثة ‪ ،‬و هذا ما جاء‬

‫‪73‬محمد بنحساين ‪ ،‬مرجع سابق ص ‪12‬‬


‫‪74‬محمد العبودي ‪ :‬مرجع سابق ص ‪11‬‬
‫‪35‬‬
‫في قرار محكمة النقض عدد ‪ ، 125 :‬المؤرخ في ‪ ، 21/21/2255 :‬ملف اجتماعي عدد ‪:‬‬
‫‪ ، 2221/5/1/5505‬حين أعتبر " أن االجرة المعتمدة في تحديد االيراد المستحق األجير هي‬
‫المستحقة له خالل اإلثني عشر شهرا السابقة الحادثة شريطة أن يكون قد إشتغل باستمرار‬
‫خالل هذه المدة في الصنف الذي رتب فيه خالل وقوع الحادثة‪ ." 75‬تم اوضح في المادة ‪520‬‬
‫من ذات القانون أن األجرة السنوية المعتمدة في تحديد االيراد المخصص عن اإلصابة بعجز دائم‬
‫أو عن الوفاة ال تدخل " برمتها في الحساب بتقدير االيراد إال إذا لم تتجاوز الحد المعين ينص‬
‫تنظيمي للسلطة الحكومية المكلفة بالتشغيل ‪ ،‬وتنخفض األجرة التي تفوق هذا الحد على أساس‬
‫قواعد تحدد في النص " ‪.‬‬
‫و جاء في المادة ‪ 521‬ليوضح أن االجير الذي اشتغل ألقل من اثني عشر شهرا فإن األجرة‬
‫السنوية المتخذة أساسا لتحديد االيراد تقدر على أساس متوسط ما تقاضاه المصاب و ما كان‬
‫سيتقاضاه إلتمام فترة الثالثمائة يوم ‪ .‬وهذا ما جاء في قرار محكمة النقض عدد ‪، 5251 :‬‬
‫المؤرخ ‪ ,2252/20/21‬ملف إجتماعي عدد ‪ ، 2252/5/1/5812‬حيث اعتبر " أنه يمكن‬
‫احتساب التعويض المستحق األجير الذي قضى بالشغل أقل من اثني عشر شهرا استنادا على‬
‫االجر الذي كان يتقاضاه خالل مدة شغله و المثبت بواسطة شهادة االجر‪." 76‬‬
‫و فعال صدر مقرر عن وزير التشغيل و الشؤون االجتماعية بتاريخ ‪ 2‬دجنبر ‪ 2251‬الذي نص‬
‫في مادته األولى على أنه " تحتسب االيرادات الممنوحة لضخايا حوادث الشغل البالغة نسبة‬
‫العجز ‪ ٪52‬على االقل أو الممنوحة لذوي حقوق المصابين بحوادث الشغل قاتلة على أساس أجر‬
‫سنوي ال يقل عن ‪ 281122182‬درهما ابتداءا من فاتح يوليو ‪ ، 2251‬و ‪ 221110111‬درهما‬
‫ابتداء من فاتح يوليو ‪ ، 2251‬و ذالك أيا كان سن المصاب أو جنسيته أو مهنته ‪ ،‬بالرغم من كل‬
‫االحكام االقل نفعا المضمنة في عقدة التأمين و لو كانت مدرجة في عقدة تأمين مختلط و بالرغم‬
‫من كل االحكام المنافية ‪.77‬‬
‫و يحتسب االيراد على أساس األجر السنوي المذكور في المادة أعاله ما لم يتم التصيص على ما‬
‫هو أكثر نفعا في اتفاق المشغل و أجرائه أو في النظام االساسي أو النظام الداخلي للمؤسسة أو‬
‫في اتفاقية جماعية ‪.78‬‬
‫وهذا ما جاء في قرار محكمة النقض عدد‪ ، 210 :‬المؤرخ في ‪ ، 2255/22/25 :‬ملف اجتماعي‬
‫عدد ‪ ، 2252/5/1/ 5222 :‬حين أعتبر" ان اتفاق المشغل و المؤمن على صرف هذا األجير‬

‫‪75‬عمر أزوكار مرجع سابق ص ‪552‬‬


‫‪76‬عمر أزوكار ‪ ،‬مرجع سابق ص ‪211‬‬
‫‪77‬المادة األولى من مقرر لوزير التشغيل و الشؤون االجتماعية رقم ‪ 1212151‬صادر في ‪ 2‬دجنبر ‪. 2251‬‬
‫‪78‬المادة الثانية من مقرر لوزير التشغيل و الشؤون االجتماعية رقم ‪. 1212151‬‬
‫‪36‬‬
‫تعويضا لالجير في حالة إصابته بمرض أو حادثة شغل خلقت لح عجزا كليا دائما عن القيام بأي‬
‫نشاط أو عمل مأجور ‪ ،‬يفيد المحكمة عن الحكم بالتعويض اال بتحقق الشرط المتفق عليه ‪. "79‬‬
‫و بنا أن االجر السنوي المعتمد حاليا المحدد إبتداء من فاتح يوليو ‪ ، 2251‬فإننا سنعتمد في‬
‫الشرح على هذا األخير ‪ ،‬و نشير الى أن األجرة السنوية المعتمدة في احتساب االيراد تخضع‬
‫لتصحيح إما زيادة أو نقصانا ‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬إذا كان األجر السنوي للضحية يقل عن الحد االدنى لالجر المحدد بقرار صادر عن وزير‬
‫الشغل فإنه ترفع الى ذالك الحد‪. 80‬‬
‫بمعنى أن أقل أجر سنوي يعتمد في تحديد االيراد هو ‪ 221110118‬درهما ‪ ،‬فحتى لو‬
‫قتاقضى االجير سنويا أقل من هذا األجر فسيتم اعتماده مبلغا لتحديد االيراد‪. 81‬‬
‫مثال ‪ :‬عمال مصاب بحادثة شغل بتاريخ ‪ 28‬غشت ‪ ، 2251‬أجرته السنوية قبل وقوع الحادثة‬
‫‪ ،‬كما هو ثابت في ال ئحة أجوره المدلى بها بالملف هي ‪ 21012‬درهما ‪.‬‬
‫‪-‬تاريخ الحادثة ‪2251/28/28 :‬‬
‫األجرة السنوية‪ 21012 :‬درهم‬
‫تاريخ قرار السيد الوزير التشغيل و الشؤون االجتماعية الذي كان جاريا به العمل وقت الحادثة‬
‫‪ ،‬فاتح يوليو ‪2251‬‬
‫الحد االدنى لالجر السنوي حسب هذا القرار ‪ 22110118 :‬درهم‪.‬‬
‫بما أن األجر السنوي للعامل المصاب أقل من الحد االدنى ‪ ،‬فيجب رفعه اليه و بالتالي سيصبح‬
‫األجرة السنوية المحاسب على أساسها االيراد ‪ ،‬بد من ‪ 12.022.22‬درهم سترفع الى‬
‫‪ 82.612.01‬درهم‪. 82‬‬
‫ثانيا ‪ :‬إذا كان األجر السنوي للضحية ال يتجاوز ‪ 882.222.22‬درهم يدخل برمته في حساب‬
‫االيراد ‪.‬‬
‫مثال ‪ :‬عامل مصاب بحادثة شغل بتاريخ ‪ ، 2251/55/58‬أجرته السنوية ‪ 5221222122‬درهم‬
‫سنة قبل وقوع الحادثة كما هو ثابت في الئحة االجور المدلى بها بالملف‪.‬‬

‫‪79‬عمر أزوكار ‪ ،‬مرجع سابق ص ‪521‬‬


‫‪80‬رشيدة أحفوظ ‪ ،‬مرجع سابق ص ‪551‬‬
‫‪81‬محمد بنحساين مرجع سابق ص ‪11‬‬
‫‪82‬محمد العبودي مرجع سابق ص ‪18_11‬‬
‫‪37‬‬
‫نستنتج أن األجرة السنوية تفوق الحد االدنى لالجور و ال تتعدى األجر الذي يدخل برمته ‪،‬‬
‫بمعنى أنها جاءت ما بين ‪ 221110118‬و ‪ 5211201108‬درهم ‪،‬‬
‫و عليه فاالجر السنوي المحتسب على أساسه اإليراد يؤخد برمته و هو ‪ 882.222.22‬درهم‬
‫‪.83‬‬
‫ثالثا ‪ :‬إذا كان األجر السنوي للضحية يتجاوز ‪ 880.220.12‬درهم ‪ ،‬في هذه الحالة يعتمد في‬
‫تحديد االيراد طريقة تصحيح األجر الثلث ‪.‬‬
‫االجر السنوي سنة قبل الحادثة ‪ -‬األجر الذي ال يعتد إال بثلث ما زاد عنه‬ ‫القاعدة ‪:‬‬
‫÷ ‪ = 8‬الخارج‬
‫الخارج ‪ +‬االجر الذي ال يعتد إال بثلث ما زاد عنه = االجر السنوي احتساب االيرد‪.‬‬
‫مثال ‪ :‬عامل يشتغل بالتجارة مصاب بحادث شغل ‪:‬‬
‫تاريخ قرار وزير التشغيل و الشؤون االجتماعية الجاري به العمل وقت وقوع الحادثة‬
‫‪2251/21/25‬‬
‫األجر السنوي للضحية ‪ 5281222122 :‬درهم‬
‫األجر الذي ال يعتد به إال بثلث ما زاد عنه ‪ 5211208108 :‬درهم‬
‫تصحيح األجر للثلث طبقا القاعدة المشار إليها أعاله‬
‫درهم – ‪ 880.220.21‬درهم = ‪ 8888.66‬درهم ‪138.000.00‬‬
‫درهم ‪ 880.220.21 +‬درهم = ‪ 880.862.00‬درهم ‪1311.17‬‬
‫إذا األجر الذي سيحتسب على أساس االيراد بدال من ‪ 881.222.22‬درهم سيخفض الى‬
‫‪ 880.862.00‬ردهم‪. 84‬‬
‫رابعا ‪ :‬إذا كان األجر السنوي للضحية يتجاوز ‪ 082.101.68‬درهم ‪ ،‬في هذه يعتمد في تحديد‬
‫االيراد طريقة تصحيح األجر الثمن ‪.‬‬
‫القاعدة ‪ :85‬األجر الذي ال يعتد به ما زاد عنه – األجر الذي ال يعتد إال بثلث ما زاد عنه‬
‫= الخارج ‪5‬‬

‫‪83‬محمد بنحساين ‪ ،‬مرجع سابق ص ‪11‬‬


‫‪84‬محمد العبودي مرجع سابق ص ‪11-18‬‬
‫‪85‬رشيدة أحفوظ مرجع سابق ص ‪522‬‬
‫‪38‬‬
‫األجر السنوي للمصاب سنة قبل الحادثة – األجر الذي ال يعتد به إال بثمن مازاد عنه = الخارج‬
‫‪2‬‬
‫الخارج ‪ + 5‬الخارج ‪ + 2‬األجر الذي ال يعتد به إال بثلث ما زاد عنه = االجر السنوي المعتمد‬
‫احتساب االيراد‬
‫مثال ‪ :‬أجير أصيب بحادثة شغل ‪.‬‬
‫تاريخ الحادثة ‪2251/55/20 :‬‬
‫األجرة السنوية للمصاب ‪ 1281222122 :‬درهم‬
‫األجر الذي ال يعتد به إال بثلث ما زاد عنه هو ‪ 5211201108 :‬درهم‬
‫األجر الذي ال يعتد به إال بثمن مازاد عنه هو ‪ 1201218112 :‬درهم ‪.‬‬
‫طريقة تخفيض األجر الثمن ‪:‬‬
‫‪ 120.218112‬درهم ‪ 5211201108-‬درهم ÷ ‪ 5211201101 = 2‬درهم‬
‫‪ 12812222122‬درهم – ‪ 120.218112‬درهم ÷ ‪= 8‬‬
‫درهم ‪217.65‬‬
‫‪ 121.806.28 = 5211201108 + 251101 +‬درهم ‪134.064.68‬‬
‫األجر الذي سيحتسب على أساسه اإليراد بدال من ‪ 081.222.22‬سيخفض األجر إلى‬
‫‪121.806.28‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬نسبة العجز الدائم‬
‫نسبة العجز هو االنخفاظ الحاصل على القدرة المهنية لالجير الناتجة عن الحادثة ‪ ،‬وهو‬
‫عبارة عن نسبة مئوية من القدرة التي كانت للمصاب قبل وقوع الحادثة ‪. 86‬ويميز في تحديد‬
‫نسبة العجز بين حالة االصابة بعاهة واحدة او عاهات متعددة ‪.‬‬
‫للعجز الدائم في حالة عاهة واحدة ‪:‬‬
‫نجد ان المادة ‪ 82‬من القانون رقم ‪ 58152‬المتعلق بالتعويض عن حوادث الشغل ‪ ،‬تعين نسبة‬
‫العجز الدائم حسب نوع العاهة وحالة المصاب بها الصحية العامة وسنه وقدرته الجسدية والعقلية‬

‫‪86‬الفقرة الثانية من المادة ‪ 82‬من القانون رقم‪ . 58152‬المتعلق بالتعويض عن حوادث الشغل‬
‫‪39‬‬
‫والنفسية واهليته واختصاصه المهني اعتمادا على جدول يتعلق بالعجز يحدد بقرار مشترك‬
‫للسلطتين الحكومتين المكلفتين بالتشغيل وبالصحة ‪.‬‬
‫وفي انتظار صدور هذا القرار ‪ ،‬فان القرار المطبق حاليا طبقا للمادة ‪ 510‬من القانون الحالي‬
‫المتعلق بالتعويض عن حوادث الشغل هو قرار مدير االتصاالت واالنتاج الصناعي والشغل‬
‫الصادر بتاريخ ‪ 25‬ماي ‪ 5112‬المتعلق بالجدول البياني للعجز الذي يحدد على اساسه العجز‬
‫الدائم الذي يمكن على ان يصاب به ضحايا حوادث الشغل ‪ ،.‬وبالرجوع الى هذا القرار نجده‬
‫ينص على ان الجدول الملحق به يتضمن عدا في حاالت محددة واستثنائية درجة دنيا ودرجة‬
‫قصوى للنسبة المئوية للعجز في شكل اقتراح على الخبير والقاضي ‪ ،‬حيث يجوز لهذين االخيرين‬
‫تقرير نسبة اخرى تراعي سن المصاب وطبيعة مهنته وغير ذلك من العوامل المؤثرة ‪.‬‬
‫وبذلك يمكن القول انه لتحديد نسبة مقدار العجز الناتج عن عاهة واحدة ‪ ،‬يستانس الخبير او‬
‫القاضي بالنسب الواردة بالجدول المحدد بواسطة قرار وزير التشغيل مع مراعاة الظروف‬
‫الشخصية والموضوعية لالجير‪.‬‬
‫العجز الدائم في حالة تعدد العاهات‬
‫جاء في قرار مدير االتصاالت واالنتاج الصناعي والشغل الصادر بتاريخ ‪ 25‬ماي ‪5112‬‬
‫المتعلق بالجدول البياني للعجز الذي يحدد على اساسه العجز الدائم الذي يمكن ان يصاب به‬
‫ضحايا حوادث الشغل ‪ ،‬يمكن التمييز بين ثالث حاالت ‪:‬‬
‫الحالة االولى ‪ :‬في حالة تعدد عاهات تهم اعضاء مختلفة ذات وظائف متنوعة ناتجة عن حادثة‬
‫شغل واحد ‪ ،‬فان تحديد مقدار العجز االجمالي يتم باتباع الطريقة التالية‪: 87‬‬
‫اذا افترضنا أن األجير أصيب بثالث عاهات‬
‫‪-‬ننطلق من القدرة األصلية العادية االجير المصاب قبل إصابته وهي ‪٪522‬‬
‫‪-‬ثم تطرح النسبة المئوية للعجز المترتب عن العاهة األولى من القدرة االصليه المصاب فنحصل‬
‫على قدرته المتبقية ‪.‬‬
‫‪ -‬بعد ذالك تحسب نسبة العجز الدائم للعاهة الثانية اعتمادا على هذه القدرة المتبقية ‪.‬‬
‫‪ -‬انطالقا من هذه القدرة األخيرة تحتسب نسبة العجز الدائم للعاهة الثالثة ‪.‬‬
‫‪ -‬بعد الحصول على نسبة العجز الناتجة عن العاهة الثالثة تضاف هذه النسبة إلى النسبتين‬
‫السابقين و يكون مجموع النسب الثالثة هو نسبة العجز الكلي األجير ‪.‬‬

‫‪87‬محمد بنحساين ‪ ،‬التعويض عن حوادث الشغل ‪ ،‬مرجع سابق ص ‪01 ،‬‬


‫‪40‬‬
‫الحالة الثانية ‪ :‬في حالة تعدد العاهات الناتجة عن حادثة شغل واحدة وتهم نفس االعضاء او‬
‫اعضاء مختلفة تؤدي نفس الوظيفة كاالذنين والرجلين ‪ ،‬تقدر نسبة العجز الكلي باعتماد النسب‬
‫الواردة في الجدول المذكور مع مراعاة الظروف الشخصية والموضوعية لالجير المصاب‪. 88‬‬
‫الحالة الثالثة ‪ :‬في حالة تعدد العاهات الناتجة عن اصابات متعاقبة يميز بين وضعيتين ‪:‬‬
‫الوضعية األولى ‪ :‬إذا كانت العاهات الناتجة عن إصابات متعافية تهم أعضاء مختلف من الجسم‬
‫‪ ،‬هنا نتبع نفس الطريقة المعتمدة في حالة األولى ‪.‬‬
‫الوضعية الثانية ‪ :‬اذا كانت العاهات ناتجة عن اصابات متعاقبة تصيب نفس العضو من الجسم‬
‫مثل حالة االجير المصاب بعجز دائم في يده اليمنى حددت نسبته في ‪ ، %52‬وبعد ان برئت‬
‫جروحه واستقرت حالته اصيب بكسر في نفس اليد فحدد الطبيب نسبة العجز المترتبة عن‬
‫الحادثتين في ‪. %22‬فيمكن تحديد نسبة العجز الدائم الناتجة عن الحادثة الثانية فقط من خالل‬
‫البدء بداية‬
‫‪-‬بداية نحدد القدرة المتبقية األجير بعد الحادثة األولى‬
‫‪-‬ثم نحدد القدرة المتبقية بعد الحادثة الثانية‬
‫‪-‬نسبة العجز المترتبة عن الحادثة الثانية هي ‪ :‬القدرة المتبقية بعد الحادثة األولى ناقص القدرة‬
‫‪89‬‬
‫المتبقية بعد الحادثة الثانية مقسومة على القدرة المتبقية بعد الحادثة األولى‪.‬‬
‫الفقرة الثالثة‪ :‬كيفية حساب االيراد‬
‫طبقا للمادة ‪ 82‬من قانون ‪ 58152‬المتعلق بالتعويض عن حوادث الشغل فإن االيراد‬
‫الممنوح للمصاب بعجز دائم عن العمل يساوي األجرة السنوية مضروبة في نسبة العجز ‪.‬‬
‫و قد تطرقنا بتفصيل الى طرق تصحيح األجرة السنوية و الى طرق تصحيح نسبة العجز مع‬
‫األمثلة ‪.‬‬
‫بإذا كانت نسبة العجز الجزئي الدائم تقل عن ‪ ، ٪52‬و كان المصاب بالغ سن الرشد القانوني ‪،‬‬
‫فإن هذا االيراد يتحول الى رأسمال ‪.‬‬
‫لكن اذا كان المصاب لم يبلغ سن الرشد القانوني ‪ ،‬فال يمنح رأسمال بدل االيراد إال بعد بلوغه‬
‫هذا السن ‪.‬‬
‫مثال ‪ :‬عامل أصيب بحادثة شغل بتاريخ ‪2251/28/28‬‬

‫‪88‬محمد بنحساين التعويض عن حوادث الشغل مرجع سابق ص ‪15 ،‬‬


‫‪89‬محمد بنحساين ‪ ،‬مرجع سابق ص ‪12‬‬
‫‪41‬‬
‫‪-‬االجرة السنوية ‪ 22222122 :‬درهم‬
‫‪-‬االجر الذي يحتسب على أساسه االيراد بدال من ‪ 22222122‬درهم ‪ ،‬سيرفع الى الحد االدنى‬
‫المعمول به وقت وقوع الحادثة و هو الحادثة و هو ‪ 22110118‬درهم ‪.‬‬
‫‪ -‬نسبة العجز ‪٪8 :‬‬
‫‪ -‬عمر الضحية ‪ 21 :‬سنة‬
‫‪ -‬طريقة احتساب االيراد ‪ 5225.81 = 8 ÷ 2 ×22110118 :‬درهم كإيراد سنوي ‪.‬‬
‫و اذا كانت الغاية من منح رأسمال بذل االيراد للمصابين بعجز تقل نسبته عن ‪ ٪ 52‬هي هزالة‬
‫مبلغ االيراد المخول الصحاب هذه النسبة من العجز ‪ ،‬وبتالي تم استبدالها برأسمال يدفع مرة‬
‫واحدة يستفيد منه صاحبه عوض إيراد هزيل يؤدى على دفعات ‪ ،‬فإن المالحظ أن المصابين‬
‫بعجز تزيد نسبته بالقليل عن ‪ ، ٪52‬مثل المصاب بالعجز نسبته ‪ ٪51‬سيحصل بدورة على‬
‫إيراد هزيل ‪ ،‬حيث ستضرب األجرة السنوية في نسبة العجز بعد تخفيضها الى النصف كما و‬
‫ضحنا سابقا و هو وضع يدفع مجموعة من المصابين إلى مطالبة الطبيب المعالج بتحديد نسبة‬
‫العجز في أقل من ‪ ٪52‬رغم أن نسبة العجز تفوق ذالك بقليل حتى يستفيد من رأسمال عوض‬
‫االيراد‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬االيراد الممنوح لذوي الحقوق‬
‫إذا نجم عن حادثة الشغل وفاة االجير المصاب فإن مقتضيات قانون ‪ 58152‬تخول لذو حقوقه‬
‫الحق في إيراد سنوي يمنح لهم إيراد من تاريخ الوفاة‪ ،‬لكن هذه اإلستفادة قيدها المشرع بشروط‬
‫تختلف بحسب كل صنف من ذو الحقوق ولم يترك المجال لسلطة التقديرية لقاضي الموضوع‬
‫في ت حديد نسبة إيراد كل ذي حق ومدى اإلستفادة منه بل تولى المشرع تحديد هذه النسبة ومدى‬
‫اإلستفادة منه بشكل قانوني وواضح وذي الحقوق هم الزوج المتوفى عنه (الفقرة األولى)‬
‫االصول والكافلين( الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫الفقرة األولى ‪ :‬إيراد الزوج المتوفي عنه‬
‫بالنسبة ل لزوج المتوفى عنه يشترط أن يكون الزواج انعقد قبل وقوع الحادث ‪ ،‬ويحدد هذا‬
‫اإليراد ب ‪ 05%‬من أجرة المصاب السنوية‪ 90‬واذا كان لألجير المتوفي أكثر من امرأة يقسم‬
‫اإليراد الممنوح بالتساوي بينهم أيا كان عددهم‪91.‬ويتم احتساب اإليراد الممنوح للزوج المتوفى‬
‫عنه طبقا للقاعدة‪92‬التالية‬
‫( مراعاة معادالت التصحيح ) × ‪05‬‬ ‫األجرة السنوية قبل‬
‫= اإليراد السنوي‬ ‫‪055‬‬
‫في حالة خلف المصاب عدة ارامل يتم إحتساب اإليراد طبقا للقاعدة التالي‪:‬‬
‫األجرة السنوية سنة قبل ( مراعاة معادالت التصحيح) ×‪05‬‬
‫= اإليراد السنوي‬
‫اإليراد السنوي÷ عدد االرامل= اإليراد السنوي لكل أرملة‬
‫كما تجدر اإلشارة إلى أنه عند احتساب اإليراد يجب اإلعتماد على قرار وزير التشغيل والشؤون‬
‫اال جتماعية المتعلق بتحديد االجر السنوي المتخذ أساسا الحتساب اإليرادات الممنوحة لضحايا‬
‫‪93‬‬
‫حوادث الشغل واالمراض المهنية أو لذوي حقوقهم‪،‬‬
‫وفي حالة قامت الزوجة األرملة بالزواج من جديد يسقط حقها في اإلنتقال بالجزء الممنوح لها من‬
‫اإليراد وتمنح تعويضا نهائيا يساوي مبلغه ثالث مرات الجزء المذكور‪ ،‬إال إذا كان لها اوالد حيث‬
‫تستمر في هذه الحالة اإلستفادة من اإليراد مادام احد اوالدها يتقاضى إيرادا ويؤجل حصولها على‬
‫ذلك التعويض النهائي الى أن يسقط حق اخر األوالد في اإلستفادة من اإليراد‪ 94‬ويرى بعض‬
‫المتخصصين انه ال ينبغي على المشرع توقيف اإليرادات عن االرامل في الحالة الزواج من جديد‪،‬‬
‫إذ يالحظ أن اغلب االزواج المتوفى عنهم زوجهم بسبب حادثة شغل‪ ،‬يتمتعون عن الزواج من‬
‫جديد‪ ،‬مخافة فقد اإليراد الذي يكون في غالب األحيان هزيال‪ ،‬في المقابل نجد أن المشرع الفرنسي‬
‫في المادة ‪ 404‬من تقنين الضمان االجتماعي ينص على" انه يفقد الزوج المتوفى عنه حقه في‬
‫اإليراد إذا تزوج غير أنه يستحق تعويضا‪ ،‬لكن هذا اإليراد يعاد مرة ثانية في حالة إنتهاء الزواج‬
‫‪95‬‬
‫الثاني وفقا للشروط التي يحددها القانون لعودة اإليراد"‬

‫‪ 90‬الفقرة الثانية من المادة ‪ 81‬من القانون رقم ‪ 58152‬المتعلق بالتعويض عن حوادث الشغل‬
‫‪ 91‬المادة ‪ 12‬من القانون رقم ‪ 58152‬المتعلق بالتعويض عن حوادث الشغل‬
‫غ‬

‫محمد العبودي‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪552 :‬‬ ‫‪93‬‬

‫‪94‬المادة ‪ 12‬من القانون رقم ‪ 58152‬المتعلق بالتعويض عن حوادث الشغل‬


‫‪95‬رشيدة احفوض‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪580 :‬‬
‫‪43‬‬
‫والتعويض اإليرادي الممنوح لألرملة يتم احتسابه طبقا للقاعدة اآلتية ‪:‬‬
‫اإليراد السنوي× ‪ = 3‬التعويض النهائي‪.‬‬
‫وإذا توفي المصاب وهو ملزم قضائيا بأداء النفقة الى مطلقة واحدة أو أكثر‪ ،‬يدفع اإليراد الى‬
‫المطلقة أو المطلقات بعد تخفيض الى مبلغ النفقة المستحقة دون ان يتجاوز ‪ ٪05‬من األجرة‬
‫السنوية المصاب أيا كان عدد النفقات‪ ،‬على انه في حالة وفاة إحدى المطلقات‪ ،‬فإن نصيبها من‬
‫اإليراد يضاف الى نصيب المطلقة االخرى أو المطلقات االخريات دون ان يتجاوز إيرادهن الجديد‬
‫مبلغ النفقة‪.96‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬إيراد االصول و الكافلين‬
‫نظم المشرع اإليراد الممنوح لألصول في المادتين ‪ 522‬و‪ 521‬من قانون ‪،58152‬‬
‫بحيث كل واحد من االصول او الكافلين الذي كان وقت الحادثة تحت كفالة هذا االخير او يثبت‬
‫إمكانية حصوله على نفقة من الهلك‪ ،‬إيرادات عمريا يعادل ‪ ٪51‬من التحرك السنوية المصاب‬
‫حتى ولو كان لألجير المتوفى زوج او فرع دون ان تفوق مجموع االيرادات الممنوحة لألصول‬
‫والكافلين ‪ ٪22‬من اجرة المصاب السنوية‪ ،‬مع تخفيض إيراد كل واحد من االصول والكافلين‬
‫تبعا لنسبته في اإليرادات إذا تجاوز مجموع اإليرادات الممنوحة ‪٪22‬‬
‫غير ان هذه اإليرادات الممنوحة لكافة ذو الحقوق المذكورين ال يمكن ان تتجاوز في مجموعها‬
‫‪ ٪81‬من مبلغ االجرة الممنوحة السنوية التي اعتمدت كأساس لحساب تلك اإليرادات‪ ،‬وفي حالة‬
‫تجاوز هذه النسبة فإن اإليرادات تكون موضوع تخفيض نسبي ‪.‬‬

‫‪96‬المادة ‪ 81‬من القانون رقم ‪ 58152‬المتعلق بالتعويض عن حوادث الشغل‬


‫‪44‬‬
‫خاتمة‬
‫لقد عمل المشرع المغربي على بلورة الحماية التي ابتغاها منذ زمن ليس بقريب لألجراء‬
‫من خالل القانون ‪ 58152‬المتعلق بالتعويض عن حوادث الشغل و األمراض المهنية ‪ ،‬هذا األجير‬
‫الذي يشكل في نظرنا مسارا تحوليا على مستوى صياغة المضامين و االبعاد ‪ ،‬حيث عمل‬
‫المشرع على إعادة النظر في نطاق المستفيدين من التعويض عن حوادث الشغل بشكل مجاني‬
‫قليال للنص القديم المتمثل في ظهير ‪ 5102‬كما تم تحويص مفهوم المسؤولية المدنية ‪ ،‬هذا‬
‫باإلضافة إلى تحديد كيفية حساب االيرادات سواء في حالة العجز المؤقت أو الدائم أو حالة الوفاة‬
‫‪ ،‬بما يتناغم مع الفلسفة التشريعية الرامية إلى بسط الحماية الالزمة لفئة االجراء ‪ ،‬لكن كل هذه‬
‫االمور ال تكفي أبدا لحماية االجير أو ذوي حقوقه و يمكن أن نلمس ذالك بجالء من هزالة‬
‫التعويضات التي يحصل عليها األجير ‪ ،‬و التي تم إهمال طريقة حسابها التي لم يتم تنفيذها و‬
‫تجديدها منذ أمد بعيد ‪ ،‬و بالتالي رفع حجم التعويضات ‪ ،‬زد على ذالك التأخر في إصدار األحكام‬
‫و التنفيذها ‪ ،‬كل هذا يساهم في تأخير استفادة االجير من التعويضات المستحقة له و لو كانت ال‬
‫توفر له عيشا قويما ‪.‬‬
‫وما يزيد الطين بله هو ارتفاع حوادث الشغل مع كل سنة وذالك راجع إلى ارتفاع وتيرة‬
‫االقتصاد الوطني وزيادة استعمال اآلالت و المعدات الخطيرة ‪ ،‬خاصة في ظل انتشار ظاهرة‬
‫التصريحات التدليسية أو حوادث الشغل الوهمية التي يعرفها الواقع العملي ‪ ،‬و هذه صورة سلبية‬
‫لالستفادة من أموال غير مشروعة من دون اي مبرر ‪.‬‬
‫و من هذا المنطلق نرى بضرورة تقديم جملة من االقتراحات و التوصيات التي عسى أن‬
‫يكون لها دور في إعطاء قيمة لهذا البحث المتعلق "تعويض االجير في حوادث الشغل و االمراض‬
‫المهنية " و ذالك وفقا ما يلي ‪:‬‬
‫و ضع نظام قانوني موحد خاص بالتعويض عن حوادث الشغل ‪ ،‬يتضمن قواعد موحدة دون‬
‫اإلحالة على أي قانون أخر ‪.‬‬
‫على المشرع االستعانة بالفقهاء و الباحثين المتخصين و المهتمين بمادة حوادث الشغل و‬
‫األمراض المهنية من أساتذة جامعيين و قضاة و محامون و أطر وزارة التشغيل و الشؤون‬
‫االجتماعية‪ ،.....‬أثناء صياغته و إعداده لمثل هذه النصوص القانونية ‪.‬‬
‫إلزام المشغل و مؤمنه باالهتمام بتدابير الوقاية و حفظ الصحة و السالمة داخل مؤسسات المؤمن‬
‫لها ‪ ،‬وذالك بسن نصوص قانونية زجرية في هذا الخصوص ‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫التنصيص على مقتضيات قانونية تعمل عل تنظيم محكم للضرر النفسي الناتج عن حادثة شغل‪.‬‬
‫و ماذا على ماسبق يمكننا القول بأنه ان الوقت إلعادة النظر في االطار القانوني المتعلق بالتعويض‬
‫عن حوادث الشغل و لمواكبة التغييرات االجتماعية و االقتصادية من أجل تحقيق حماية اجتماعيه‬
‫متقدمة في هذا المجال ‪.‬‬
‫و مما ال شك فيه أن بحثنا يحمل إشكاالت شائكة و مترابطة ‪ ،‬حاولنا النقاش القانوني فيه و ذالك‬
‫بتقديم ما سمحت به الفرصة من معلومات و أراء فقهية و اجتهادات قضائية المست بشكل أو‬
‫بآخر موضوع " التعويض عن حوادث الشغل و األمراض المهنية " ‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫الئحة المراجع‬
‫‪ ‬الكتب‬
‫محمد بنحساين " لتعويض عن حوادث الشغل "‪ ،‬دراسة ألحكام القانون الجديد رقم‬
‫‪ 58152‬المتعلق بالتعويض عن حوادث الشغل ‪.‬الطبعة الثالثة دجنبر‪.2251‬‬
‫محمد الهاشمي التسولي ‪ " ،‬التعويض عن حوادث الشغل واالمراض المهنية في إطار‬
‫ظهير ‪ ( 5102‬دراسة تطبيقية) الطبعة االولى ‪. 5181‬‬
‫محمد سعيد البناني ‪ :‬قانون الشغل بالمغرب في ضوء مدونة الشغل عالقة الفردية ‪،‬‬
‫الجزء الثالث مطبعة النجاح ‪. 2221‬‬
‫جانوي مبارك ‪" :‬قراءة في بعض مستجدات القانون ‪ 58152‬مجلة العلوم القانونية ‪،‬العدد‬
‫الثاني ‪ ،‬مطبعة األمنية دون ذكر السنة ‪.‬‬
‫جمال المغربي آليات القانونية و االجتهادات القضائية في حل نزاعات الضمان‬
‫االجتماعي ‪ ،‬منشورات مجلة القانون المغربية للدراسات القانونية و االجتهادات‬
‫القضائية و الفقهية ‪ ،‬دراسة مقارنة سلسلة منشورات مجلة القانون المغربية العدد ‪5‬‬
‫الطبعة األولى سنة ‪ 2251‬دار السالم للطباعة والنشر والتوزيع الرباط‪.‬‬
‫رشيدة أحفوض‪ ،‬التعويض عن حوادث الشغل على ضوء العمل القضائي " مطبعة‬
‫النجاح الجديدة الدار البيضاء‪ ،‬الطبعة االولى‪.‬‬
‫رشيدة احفوظ‪ ،‬التعويض عن حوادث الشغل ‪ ،‬الدار البيضاء ‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪،‬‬
‫الطبعة االولى ‪.2221‬‬
‫عمر أزوكار قضاة محكمة النقض في مدونة الشغل الجزء الرابع مطبعة النجاح طبعة‬
‫‪. 2251‬‬
‫كرازي عيد اللطيف‪ :‬شرح قانون الشغل المغربي دراسة نظرية تطبيقية معززة‬
‫مستجدات تشريعية و اجتهادات قضائية مراكش ‪ ،‬مطبعة الوراقة الوطنية‬
‫الطبعة األولى ‪. 2222‬‬

‫‪47‬‬
‫‪ ‬الرسائل‬
‫محمد العبودي‪ " ،‬التعويض عن حوادث الشغل على ضوء مستجدات قانون‪،"58152‬‬
‫رسالة لنيل شهادة الماستر في القانون الخاص‪ ،‬ماستر المهن القانونية والقضائية‪ ،‬جامعة‬
‫عبد المالك السعدي‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬بطنجة‪ ،‬السنة‬
‫الجامعية ‪. 2251-2250‬‬
‫بعزيز سعيد ‪ ،‬مدكرة الستكمال نيل دبلوم الماستر في العلوم القانونية تحت عنوان‬
‫"نظام التعويض عن حوادث الشغل على ضوء القانون الجديد ‪ " 58152‬جامعة محمد‬
‫الخامس أكدال كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية الرباط السنة الجامعية‬
‫‪. 2251/2251‬‬

‫‪ ‬المقاالت و المجاالت‬
‫محمد برهان الدين‪ "،‬حوادث الشغل واالمراض المهنية في ظل القانون الحديد‪ ،‬مقال‬
‫منشور على الموقع اإللكتروني التالي‪ https://www.lajustice :‬تاريخ اإلطالع‬
‫‪ 2225/20/22‬على الساعة ‪52:22‬‬
‫دراسات في قانون الشغل ‪ ،‬مجلة محيط للدراسات و االبحات القانونية مجلة ورقية‬
‫علمية محكمة تصدر بصفة دورية و تعنى بالشؤون القانونية و االجتهادات القضائية‬
‫العدد االول ‪ ،‬دار االفاق المغربية ‪ ،‬مطبعة األمنية الرباط ‪.2221‬‬
‫مجلة فضاء المعرفة القانونية ‪ ،‬مجلة دورية محكمة تعنى باالبحات القانونية و‬
‫االجتهادات القضائية ‪ ،‬العدد الثاني طبعة ‪ 2251‬مطبعة دار النجاح ‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫الفهرس‬

‫مقدمة ‪1 ........................................................................................................‬‬
‫الفصل االول‪ :‬أحكام عامة ومجال التطبيق والمراقبة ‪8 .................................................‬‬
‫المبحث األول ‪ :‬مفهوم حوادث الشغل و نطاق تطبيقه‪1 ............................................ .‬‬
‫المطلب االول‪ :‬المفهوم القانوني لحادثة ‪1 ............................................................‬‬
‫الفقرة األولى ‪ :‬مفهوم حادثة الشغل و شروط تحققها ‪1 ............................................‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬مسطرة االستفادة من التعويضات ‪52 ...............................................‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬نطاق تطبيق حوادث الشغل‪50 ....................................................‬‬
‫الفقرة األولى ‪ :‬نطاق التطبيق من حيث االشخاص ‪50 ............................................‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬الوقائع المشمولة بالتعويض ‪51 ......................................................‬‬
‫المبحث الثاني‪ : .‬التصريح بحوادث الشغل و الشواهد الطبية ‪25 ...................................‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬االخبار بالحادثة ‪25 .................................................................‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬التصريح بالحادثة ‪22 ...............................................................‬‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬إرفاق التصريح بالشواهد الطبية‪22 ..............................................‬‬
‫الفقرة األولى ‪ :‬الشهادة الطبية األولية ‪22 ............................................................‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬شهادة التمديد ‪22 .......................................................................‬‬
‫الفقرة الثالثة ‪ :‬شهادة إستئناف العمل ‪22 .............................................................‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬أحكام التعويضات وااليرادات المستحقة في إطار قانون ‪Erreur ! ...... 58152‬‬
‫‪Signet non défini.‬‬
‫المبحث األول ‪ :‬التعويضات المستحقة عن حوادث الشغل‪21 ................................... .‬‬
‫المطلب االول ‪ :‬الصوائر الطبية و الصيدلية و طريقة أدائها ‪21 .................................‬‬

‫‪49‬‬
‫الفقرة األولى ‪ :‬الصوائر الطبية و الصيدلية ‪20 .....................................................‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬طريقة أداء المصاريف ‪28 ...........................................................‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬التعويضات اليومية و العمل القضائي ‪21 ........................................‬‬
‫الفقرة األولى ‪ :‬مدة االداء اليومي ‪22 .................................................................‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬كيفية تقدير التعويض اليومي و حسابه ‪25 .........................................‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬إحتساب االيرادات و العمل القضائي ‪21 ...........................................‬‬
‫المطلب االول ‪ :‬االيرادات في حالة العجز الدائم ‪21 ...............................................‬‬
‫الفقرة األولى ‪ :‬إحتساب األجرة السنوية و طرق تصحيحها ‪21 .................................‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬نسبة العجز الدائم ‪21 ..................................................................‬‬
‫الفقرة الثالثة‪ :‬كيفية حساب االيراد ‪15 ................................................................‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬االيراد الممنوح لذوي الحقوق ‪12 ................................................‬‬
‫الفقرة األولى ‪ :‬إيراد الزوج المتوفي عنه ‪12 .......................................................‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬إيراد االصول و الكافلين ‪11 .........................................................‬‬
‫خاتمة ‪11 ........................................................................................................‬‬
‫الئحة المراجع ‪11 ...............................................................................................‬‬
‫الفهرس ‪11 .....................................................................................................‬‬

‫‪50‬‬

You might also like