‫تقرير تركيبي حول مجزوءة الحياة المدرسية‬

‫من انجاز االستاذة المتدربة‪ :‬مريم ابن ابراهيم‬

‫يمكن تعريف الحياة المدرسية على أنها مجموع األوقات التي يقضيها المتعلم داخل أسوار المدرسة ‪ ,‬و‬
‫يجب على كل الفاعلين التربويين أن يستثمرونها بشكل جيد من اجل تطوير كفاءات المتعلمين ‪ ,‬يتم تأطير‬
‫الحياة المدرسية في إطار ما يسمى بمشروع المؤسسة الذي يرسم خطة المؤسسة لمدة ثالث سنوات إلنجاز‬
‫الحياة المدرسية و الذي ينبني على تشخيص شامل لواقع المؤسسة التعليمية ‪ ,‬يندرج ضمن هذا مشروع‬
‫المؤسسة المشاريع الخاصة بالقسم و المشروع الرياضي و مشروع النادي‬
‫من أهم الوسائل التي يتم اعتمادها إلنجاز الحياة المدرسية هي األنشطة التي يمكن تقسيمها الى أنشطة‬
‫الفصلية وهي أنشطة موزعة حسب الـمواد الدراسية‪ ،‬و تنجز من طرف مدرس القسم أو الـمادة في‬
‫وضعيات تعليمية تعلمية معتادة‪ ،‬داخل الحجرة الدراسية أو خارجه واألنشطة المندمجة التي تهدف الى‬
‫إدماج المتعلم مع محيطه االجتماعي من خالل أنشطة التفتح التي تدفع المتعلم الى االهتمام بمجاالت حياتية‬
‫شتى نذكر منها الصحة والبيئة والتربية على التنمية المستدامة‪ ،‬القيم الدينية‪ ,‬الثقافة والفن واإلعالم‪...‬‬
‫وأيضا من خالل أنشطة الدعم التي تهدف الى دعم المتعلم اجتماعيا نفسيا و تربويا و أخيرا أنشطة التوجيه‬
‫التربوي التي تهدف إلى مواكبة المتعلمين وتيسير نضجهم وميولهم وملكاتهم واختياراتهم التربوية‬
‫والمهنية‪ ،‬وإعادة توجيههم كلما دعت الضرورة إلى ذلك‪ ،‬ابتداء من السنة األولى من التعليم الثانوي‬
‫اإلعدادي إلى التعليم العالي‪ .‬يتم اعتماد عدة مقاربات اثناء تفعيل هذه االنشطة نذكر منها المقاربة التشاركية‬
‫التي يتم من خاللها إشراك التالميذ في االعداد والتخطيط‪ ،‬المالءمة و تعني مالءمة األنشطة مع حاجيات‬
‫التالميذ ‪ ,‬المقاربة التعاقدية التي تنبني على تحمل كل طرف مسؤولية المنوطة له‪ ,‬المقاربة الحقوقية التي‬
‫تجعل المتعلم واعيا بحقوقه و واجباته و مقاربة االدماج و أخيرا مقاربة اإلنصاف التي تنبني على مبادئ‬
‫المساواة‪.‬‬

‫يتم تسيير و تنظيم و تتبع أنشطة الحياة المدرسية من خالل انعقاد عدة مجالس و هي عبارة عن جلسات‬
‫تنظم للتشاور والبحث عن األعمال و األنشطة المتعلقة بالمؤسسة و الذي يتكون من مديرون ‪ ,‬أعضاء‬
‫اإلدارة ‪ ,‬األساتذة و العاملون بالمؤسسة ‪...‬و يعتبر مجلس التدبير آلية للتدبير التربوي و اإلداري و المالي و‬
‫المحاسباتي للمؤسسة من مهامه اقتراح النظام الداخلي للمؤسسة ‪ .‬المصادقة على برامج عمل المجلس‬
‫التربوي والمجلس التعليمي ‪ ,‬المصادقة على التقرير السنوي العام‬

‫وبالنسبة للمجلس التربوي فهو يسهر على إعداد مشاريع البرامج السنوية للعمل التربوي للمؤسسة‬
‫وبرامج األنشطة الداعمة و المندمجة و تقديم اقتراحات خاصة بالبرنامج والمناهج التعليمية وعرضها‬
‫على مجلس التدبير ثم مجلس األكاديمية الجهوية للتربية والتكوين‪ .‬و أخيرا المجلس التعليمي الذي يهدف‬
‫الى دراسة وضعية تدريس المادة و يتم من خالله مناقشة المشاكل و المعوقات التعليمية و وضع برمجة‬
 ‫العملية التقويمية من بين مكوناته جميع مدرسي المادة التربوية و يجدر اإلشارة هنا ان مكونات مجالس‬
‫المؤسسة تختلف باختالف نوع المجلس و المستوى ( ابتدائي‪ ,‬اعدادي‪,‬ثانوي ) و يدخل ايضا في تدبير‬
‫الحياة المدرسية هيئة مدنية لترسيخ تكامل أدوار األسرة والمدرسة وهي جمعية أمهات وآباء وأولياء‬
‫التلميذات والتالميذ يُسهم من خاللها آباء وأمهات وأولياء التلميذات والتالميذ في تنمية الشأن المدرسي‬
‫بما ان الحياة المدرسية حياة جماعية مشتركة بين مجموعة من المتدخلين فال بد من الحفاظ على النظام‬
‫واالنضباط وفق قوانين جماعية تقوم على ثقافة الحقوق والواجبات والمسؤوليات و تتمثل هذه القوانين في‬
‫ما يسمى بالنظام الداخلي للمؤسسة فهو يحدد حقوق وواجبات المتعلمين وكذلك المحظورات كما انه يذكر‬
‫بالمقتضيات العامة بالنسبة للمتعلمين وكافة الفاعلين بالمؤسسة و يحدد كيفية الحفاظ على السالمة واألمن‬
‫داخل المؤسسة التعليمية… و يمكن ايضا قوننة سلوكات التالميذ داخل القسم بطريقة شفهية عن طريق‬
‫إشراك التالميذ في عملية تحديد ميثاق القسم‪.‬‬
‫من خالل ما رأينا فإن الحياة المدرسية تشكل حيزا مهما من حياة المتعلم و لها دور كبير في بلورة شخصه‬
‫المستقبلي لهذا فإن النظام المؤسساتي يسهر على تجويد الحياة المدرسية من خالل ثالث جوانب أساسية‬
‫وهي تأمين الزمن المدرسي عبر تسجيل الغياب و الدعم…‪ ,‬الحرص على الحفاظ على األمن اإلنساني‬
‫المؤسساتي ويتجلى هذا في خلق بيئة آمنة للتعلم وتربية المتعلمين على حسن التصرف في حالة وجود خطر‬
‫مهدد لحياتهم و أيضا من خالل حث التالميذ على الحفاظ على صحتهم و الوقاية من األمراض ‪.‬‬