المنظمات - الدولية - 2

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 3

‫خصائص التنظيم الدولي‪-:‬‬

‫‪ -1‬العضوية في المنظمات الدولية اختيارية ‪ ،‬فالتنظيم الدولي شأنه شأن التعاون الدولي يقوم‬
‫على رضا الدول ألن المنظمة الدولية ليست حكومة عالمية فوق الدول وإنما هي تجمع‬
‫اختياري ناتج عن اتحاد إرادات الدول المكونة للمنظمة الدولية ‪.‬‬
‫‪ -2‬يهدف التنظيم الدولي إلى تحقيق مصال ح مشتركة عن طريق التعاون االختياري بين‬
‫الدول ذات السيادة ‪.‬ففكرة التنظيم الدولي مؤسسة على فكرة الدولة ذات السيادة فهو بذلك مجرد‬
‫أداة لتنظيم وتنسيق العالقات فيما بين الدول مستقلة في أمور محددة‪.‬‬
‫واألجهزة التي تمثل أداة التنظيم الدولي في تحقيق التعاون والتضامن فيما بين الدول ال تعتبر‬
‫كقاعدة عامة سلطة فوق الدول ‪ .‬فالدول في تعاونها في إطار التنظيم الدولي تظل محتفظة بسيادتها‬
‫‪ ،‬وإن كانت مقتضيات هذا التعاون تستلزم وضع قيود على مظاهر السيادة حتى يتيسر التنسيق‬
‫بين نشاطات الدول سعيا ً وراء تحقيق المصالح المشتركة ‪ .‬وإذا كانت مبادئ التنظيم الدولي‬
‫تفرض قيودا ً على تصرفات الدول ‪ ،‬فان هذه القيود تستمد مصدرها – كأي قاعدة أخرى من‬
‫قواعد منظمة القانون الدولي – من رضا الدول اتفاقيات التعاون ومواثيق المنظمات الدولية ‪.‬‬
‫‪ -3‬االهتمام بمصالح الجماعة الدولية فالتنظيم الدولي ال يهتم بمصالح فردية بين دولتين أو‬
‫أكثر وإنما بالمصالح المشتركة للجماعة الدولية ‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ -4‬نبذ الحرب كوسيلة لحل المنازعات الدزلية واعتبارها عمال غير مشروع واللجوء إلى‬
‫الوسائل السلمية لحل مثل هذه المنازعات ‪.‬‬
‫‪ -5‬يتطلب التنظيم الدولي وجود أجهزة خاصة مزودة بسلطات محددة لتحقيق المصالح‬
‫المشتركة التي يهدف إليها التنظيم الدولي وهو ما يعرف بالمنظمات الدولية وفروعها التي تقوم‬
‫بتحقيق تلك المصالح(‪. )2‬‬
‫املصادر األساسية لقانون املنظمات الدولية ‪:‬‬
‫‪ -1‬المعاهدات واالتفاقيات الدولية تبرمها أشخاص القانون الدولي لتنظيم العالقة والتعاون‬
‫بين الدول أعضاء التنظيم الدولي أو لوضع دستور المنظمة الدولية التي ستعمل على تحقيق‬
‫هذا التعاون‪.‬‬
‫‪ -2‬اللوائح الداخلية التي تضعها المنظمات الدولية التي توضح كيفية إدارة المنظمة‬
‫وإجراءاتها واالختصاصات التفصيلية للمنظمة ‪.‬‬
‫‪ -3‬القواعد المكتوبة أو العرفية التي تستمد من نشاط أجهزة المنظمة الدولية وفروعها ‪.‬‬
‫‪ -4‬قواعد القانون الدولي العامة التي تقبل التطبيق على المنظمات الدولية في ضوء‬
‫األوضاع الخاصة بها‪.‬‬
‫‪ -5‬أحكام المحاكم الدولية الصادرة في موضوعات لها عالقة بنشاط المنظمات الدولية‬
‫وكذلك اآلراء االستشارية الصادرة عن محكمة العدل الدولية وأحكام المحاكم اإلدارية التابعة‬
‫للمنظمات الدولية (‪. )3‬‬
‫أهداف التنظيم الدويل‬
‫‪ -1‬األمن الجماعي ‪:‬‬
‫لن تكون هناك معنى للتضامن والتعاون بين الدول لتحقيق مصالحها المشتركة لو بقيت كل‬
‫دولة محتفظة بحقها الكامل في اللجوء إلى القوة وتهديد السلم واألمن الدولي ‪ ،‬لهذا فإن علة‬
‫وجود تنظيم دولي إنما تتمثل أساسا ً في السعي نحو تركيز مسؤولية حفظ السلم واألمن الدولي‬

‫)‪ )2‬عبد السالم صالح عرفة ‪.‬المصدر سابق ‪،‬ص‪ 15‬؛ابراهيم العاني ‪،‬مصدر سابق ‪،‬ص‪.9-7‬‬
‫)‪ )3‬عبدالسالم صالح عرفة ‪ ،‬مصدر سابق ‪،‬ص‪.15‬‬
‫في المجتمع الدولي بمجموعه في إطار التنظيم الدولي ‪ ،‬وأن تتجه الدول في تسوية منازعاتها‬
‫وفقا ً للقانون عن طريق اللجوء إلى طرق التسوية السليمة التي اقتضى وجودها إعمال التنظيم‬
‫الدولي ‪.‬‬
‫‪ -2‬تحقيق التعاون االقتصادي واالجتماعي ‪:‬‬
‫من المظاهر التي ميزت تطور المجتمع الدولي واتجاهه ناحية التنظيم الدولي أن‬
‫مقتضيات الحياة االقتصادية واالجتماعية كانت أسبق الحاجات إلحاحا ً واستلزاما ً مما دفع‬
‫الدول إلى العمل على إشباعها عن طريق التعاون المتبادل فيما بينها ‪.‬‬
‫ً‬
‫فلقد ثبت عجز القانون الدولي التقليدي عن معالجة المشكالت االقتصادية حفاظا على مصالحها‬
‫القوية ‪ ،‬وبسبب ما كان يهدد العالم من تنافس وتسابق استعماري دافعه الحصول على مكاسب‬
‫اقتصادية وما كان يهدده ايضا ً من أزمات اقتصادية شاملة مرجعها االختالالت االقتصادية التي‬
‫كانت تتعرض لها الدول الرأسمالية الكبرى ‪ ،‬وإلى جانب كل هذا التخلف االقتصادي الذي غرقت‬
‫فيه مجموعة كبيرة من شعوب العالم وما صحب كل هذا من اضطرابات اجتماعية خطيرة أهدرت‬
‫فيها حقوق اإلنسان‪.‬‬
‫‪ -3‬تحقيق االستقالل للشعوب المستعمرة‪:‬‬
‫ومن الظواهر التي كانت تميز القنون التقليدي شرعية كل استعمار األقليم غير المعترف‬
‫بعضويتها في الجماعة الدولية منعا ً لمخاطر التنافس حول استعمارها وما كان يستتبعه ذلك من‬
‫نشوب الحروب فيما بين الدول لمستعمرة‪.‬‬
‫وقد اقتصرت عضوية الجماعة الدولية في أول األمر على دول أوروبا المسيحية ‪ ،‬وبدأ‬
‫أتساعها منذ القرن الثامن عشر بأن شملت الدول المسيحية غير األوروبية ‪ ،‬ثم شملت بعد ذلك‬
‫دول غير المسيحية بعد قبول تركيا عام ‪ 1856‬في عضويتها ‪ .‬وهذا وتضم الجماعة الدولية اآلن‬
‫كافة دول العالم تقريباً‪.‬‬
‫ومن ذلك يتضخ أن شعوب آسيا وأفريقياوأمريكيا الجنوبية لم يكن معترف بها في عضوية‬
‫الجماعة الدولية ‪ ،‬ولذا كانت هي محط أنظار الدول األوربية المستعمرة‪.‬‬

‫املبحث االول‬

‫تعريف املنظمة الدولية‬


‫المنظمة الدولية ‪ :‬عبارة عن هيئة دائمة تتمتع باإلدارة الذاتية وبالشخصية القانونية الدولية تتفق‬
‫مجموعة من الدول على إنشائها كوسيلة من وسائل التعاون االختياري فيما بينها في مجال أو‬
‫مجاالت معينة يحددها االتفاق المنشئ للمنظمة وعلى ذلك فعناصر قيام المنظمة الدولية هي‪:‬‬
‫‪-1‬عنصر الدوام‬
‫يجب لقيام المنظمة الدولية أن تتوافر لها كيان متميز ‪ ،‬دائم ومستقر فالمنظمة الدولية كائن‬
‫متميز عن الدول التي أسهمت في إنشائه له حياته الخاصة المرتبطة بنشاط األجهزة التي يتكون‬
‫منها ويعتمد بالتالي عليها في تحقيق أهدافه ‪ ،‬وال شك في أن هذا الوجود المتميز يتطلب قدرا ً‬
‫معقوالً من االستقرار والبقاء ‪.‬‬
‫‪ -2‬اإلدارة الذاتية‬
‫فيجب أن تكون للمنظمة إرادة مستقلة عن إرادات الدول المشتركة فيها ‪ ،‬وهذا هو مظهر‬
‫شخصيتها القانونية ‪ .‬فالشخصية القانونية تفرض إرادة تمارس اختصاصات مستقلة عن شخصية‬
‫األفراد المكونين لها ‪ .‬وتتحدد شخصية المنظمة الدولية وقوتها بقدر االختصاصات التي تمارسها‬
‫واألغلبية التي تصدر بها قراراتها ‪.‬‬
‫‪ -3‬الصفة الحكومية‬
‫من المقرر أن المنظمات الدولية تتمتع بالصفة الدولية وأن العضوية فيها قاصر على‬
‫الحكومات ومع ذلك فهناك استثناءات ترد على هذا المبدأ ‪ ،‬كما هو الحال في مجلس أوربا ‪ ،‬فهو‬
‫يمثل برلمان وليس حكومات ومع ذلك فلقد أدت التطورات الدولية إلى نشأة منظمات أخرى ال‬
‫تدخل الدول في عضويتها وتعرف بالمنظمات الدولية غير الحكومية وأمثلتها كثيرة( اتحاد‬
‫شركات الطيران والجماعات العلمية الدولية ) ولقد أشارت المادة ‪ 71‬من ميثاق األمم المتحدة إلى‬
‫جواز التعاون بين المجلس االقتصادي واالجتماعي وبين هذه المنظمات الغير حكومية كما توثقت‬
‫الروابط بين بعضها وبين منظمات دولية هامة مثل التعاون القائم بين منظمة الطيران المدني‬
‫الدولية واتحاد شركات للطيران والتعاون بين اليونسكو والجماعات العلمية الدولية ‪.‬‬
‫وتجيز العديد من المنظمات الدولية دخول المقاطعات واألقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي في‬
‫عضويتها مثل اتحاد البريد العالمي ومنظمة األرصاد الجوية (‪. )4‬‬

‫)‪ )4‬جعفر عبد السالم ‪ ،‬المنظمات الدولية ‪ ،‬بدون مكان نشر ‪، 1972 ،‬ص‪.14-13‬‬

You might also like